You are on page 1of 6

‫)شريعة البقرة الحمراء ) عدد ‪22-1 :19‬‬

‫دير النبا مقار‬


‫‪:‬مقدمــة‬
‫بعد أن أبرز الوحي دور الكهنوت في الرعاية وفي خدمة خيمة الجتماع‬
‫صصوا لها ولم‬‫وحراسة القداس‪ ،‬وحقوقهم إزاء هذه المسئوليات التي تخ ّ‬
‫يأخذوا بسببها نصيبا ً في أرض الميعاد‪ ،‬حسب قول الرب لهارون رئيس‬
‫م في وسطهم‪ .‬أنا‬ ‫الكهنة‪» :‬ل تنال نصيبا ً في أرضهم‪ ،‬ول يكون لك قِ ْ‬
‫س ٌ‬
‫قسمك ونصيبك في وسط بني إسرائيل« )عد ‪(20 :18‬؛ فقد أعطاهم مقابل‬
‫عشر كل شيء من ثمار الرض وباكوراتها‪ ،‬مع‬ ‫تركهم لنصيبهم في الرض ُ‬
‫دمونها للرب‬
‫‪.‬جميع أقداس بني إسرائيل التي ُيق ّ‬
‫وبعد أن انتهى الوحي من تحديد دور الكهنوت في حمل نير خدمته من حيث‬
‫واجباته وحقوقه‪ ،‬أعطى لموسى وهارون أمرا ً بشريعة جديدة هي شريعة‬
‫البقرة الحمراء التي كانت ُتذبح خارج المحلة وُيرش من دمها تجاه خيمة‬
‫الجتماع‪ ،‬ثم ُتحرق كلها بالنار وُيحفظ الرماد المتخّلف منها لكي ُيستخدم في‬
‫ض من رمادها وخلطه بالماء للتطهير‬
‫خذ بع ٍ‬
‫جس لميت بعد أ ْ‬ ‫من يتن ّ‬
‫تطهير كل َ‬
‫‪.‬بها‬
‫ن يلمسه‪،‬‬ ‫م ْ‬
‫حسب لمس الميت ُيسّبب نجاسة ل ِ َ‬ ‫فشريعة العهد القديم كانت ت َ ْ‬
‫باعتبار أن الموت هو ثمرة الخطية التي وقع فيها أبوانا الّولن‪ .‬ويظهر ذلك‬
‫بوضوح في سفر اللويين )ل ‪8 :11‬؛ ‪ .(1 :21‬من أجل ذلك أعطاهم الرب‬
‫من‬‫هنا شريعة البقرة الحمراء لكي يتطّهر بالماء المختلط برمادها كل َ‬
‫جس بلمس ميت‪ ،‬وبالخص بعد كثرة حالت الموت التي وقعت بسبب فتنة‬ ‫يتن ّ‬
‫مرهم على‬ ‫ل بهم من أجل تذ ّ‬‫قورح وداثان وأبيرام‪ ،‬وبسبب الوبأ الذي ح ّ‬
‫موسى وهارون )عد ‪ .(16‬فالرب برحمته دّبر لهم هذه الفريضة لكي يتطّهر‬
‫جس أغلبه بلمسه جثث‬ ‫جس لميت‪ .‬وكان الشعب حينذاك قد تن ّ‬ ‫من تن ّ‬‫بها كل َ‬
‫‪.‬الذين ماتوا‬
‫أما الن‪ ،‬فشكرا ً لفادينا الحبيب الذي كسر شوكة الموت وأزال نجاسته بموته‬
‫على الصليب ومحوه لخطايانا بدمه الكريم‪ ،‬فلم ي َُعد الموت نجاسة بل ربحا ً‬
‫ي الحياة هي المسيح‪ ،‬والموت هو ربح‪) «.‬في‬ ‫كقول الرسول بولس‪» :‬لن ل ِ َ‬
‫)‪21 :1‬‬
‫‪:‬فريضة شريعة البقرة الحمراء‬
‫ل‪ :‬هذه فريضة الشريعة التي« ‪+‬‬ ‫وكّلم الرب موسى وهارون قائ ً‬
‫ل‪ :‬كّلم بني إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء‬ ‫أمر بها الرب قائ ً‬
‫ل عليها نير‪ ،‬فُتعطونها للعازار‬ ‫ع ُ‬
‫صحيحة ل عيب فيها ولم ي َ ْ‬
‫دامه‪ .‬ويأخذ ألعازار‬
‫الكاهن‪ ،‬فُتخَرج إلى خارج المحلة وُتذبح ق ّ‬
‫الكاهن من دمها بأصبعه وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة‬
‫الجتماع سبع مرات‪ .‬وُتحَرق البقرة أمام عينيه‪ُ ،‬يحرق جلدها‬
‫قْرمزا ً‬
‫ز وزوفا و ِ‬‫ب أر ٍ‬
‫ولحمها ودمها مع فرثها‪ .‬ويأخذ الكاهن خش َ‬
‫ن في وسط حريق البقرة‪ .‬ثم يغسل الكاهن ثيابه‬ ‫ه ّ‬
‫ح ُ‬
‫ويطر ُ‬
‫ويرحض جسده بماء وبعد ذلك يدخل المحلة‪ ،‬ويكون الكاهن نجسا ً‬
‫إلى المساء‪ ،‬والذي أحرقها يغسل ثيابه بماء ويرحض جسده بماء‬
‫ويكون نجسا ً إلى المساء‪ .‬ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويضعه‬
‫خارج المحلة في مكان طاهر فتكون لجماعة بني إسرائيل في‬
‫ظ‪ ،‬ماءَ نجاسة‪ ،‬إنها ذبيحة خطية‪ .‬والذي جمع رماد البقرة‬ ‫حف ٍ‬
‫ِ‬
‫يغسل ثيابه ويكون نجسا ً إلى المساء‪ ،‬فتكون لبني إسرائيل‬
‫)وللغريب النازل في وسطهم فريضة دهرية‪) «.‬عد ‪10-1 :19‬‬
‫هذه الشريعة الجديدة التي سّنها الله‪ ،‬والتي لم يكن لها ِذكر من قبل بين‬
‫ذكرت في سفر اللويين‪ ،‬كانت من أجل إزالة حالة‬ ‫جميع الذبائح التي ُ‬
‫النجاسة التي انتشرت وسط الشعب بسبب الذين سقطوا موتى باللف من‬
‫مرهم على موسى وهارون‪ .‬لقد كانت ذبيحة خطية‪،‬‬ ‫جراء عصيانهم للرب وتذ ّ‬
‫ولكنها لم تكن قادرة علىالتطهير من الخطية إل ّ إلى طهارة الجسد فقط‪ ،‬كما‬
‫يقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين‪» :‬لنه إن كان دم ثيران‬
‫دس إلى طهارة‬ ‫جسين ُيق ّ‬‫جلة مرشوش على المن ّ‬ ‫ع ْ‬
‫وتيوس ورماد ِ‬
‫)الجسد‪) «.‬عب ‪13 :9‬‬
‫‪:‬وكانت فريضة هذه الشريعة‪ ،‬أي نظامها وطقسها وترتيبها‪ ،‬هكذا‬
‫يأتي الشعب ببقرة حمراء‪ ،‬ليس فيها أي أثر للون آخر‪ .‬وقد تمادى علماء ‪1.‬‬
‫وها من أي لون آخر حتى ولو كان شعرة واحدة‬ ‫اليهود في التدقيق في خل ّ‬
‫بيضاء أو سوداء‪ ،‬إلى أبعد الحدود‪ ،‬ولبد أن تأتي من وسط مواشي الشعب‪.‬‬
‫ك أنه يندر جدا ً وجودها‪ ،‬فهي في تمّيزها وندرتها تشير إلى الرب يسوع‬
‫ول ش ّ‬
‫الذي تمّيز بذاته وصفاته اللهية‪ ،‬لنه الله الذي ظهر في الجسد‪ .‬ولبد أن‬
‫تكون بقرة أنثى لكي تشير إلى طبيعة ناسوته ومجيئه في هيئة إنسان ضعيف‬
‫‪.‬شاركنا في كل شيء‪ .‬ولونها الحمر يشير إلى طاعة المسيح حتى الموت‬
‫ويجب أن تكون البقرة صحيحة ل عيب فيها‪ ،‬لكي تشير إلى المسيح الذي ‪2.‬‬
‫‪.‬شابهنا في كل شيء ما خل الخطية وحدها‬
‫ويجب أل ّ يكون قد علها نير‪ ،‬لكي ترمز أيضا ً إلى المسيح الذي لم يخضع ‪3 .‬‬
‫قط تحت نير مع غير المؤمنين‪ ،‬لنه كان خاضعا ً فقط لمشيئة الذي أرسله‪،‬‬
‫ت أقبل‪) «.‬يو ‪41 :5‬‬‫ل‪» :‬مجدا ً من الناس لس ُ‬
‫)لذلك صرخ قائ ً‬

‫‪:‬أما طقوس ذبح البقرة الحمراء فكانت هكذا‬


‫مطالبا ً بعمل شيء بالنسبة لفريضة شريعة ‪1 -‬‬ ‫حظ أن هارون لم يكن ُ‬ ‫نل ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البقرة الحمراء‪ ،‬بل كان يتسلمها ألعازار الكاهن بن هارون‪ ،‬ولعله كان هو‬
‫كد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة‪ .‬ولكن لم‬ ‫الذي يفحصها جيدا ً لكي يتأ ّ‬
‫يكن هو الذي ُيخرجها إلى خارج المحلة‪ ،‬ول هو الذي يذبحها‪ ،‬ول هو الذي‬
‫من ُيكّلف بإخراجها إلى‬
‫يحرقها‪ ،‬ولكن كان يتم ذلك كله أمامه؛ بل كان هناك َ‬
‫ّ‬
‫خارج المحلة وذبحها أمام ألعازار الكاهن‪ ،‬وحرقها أمام عينيه‪ .‬ول شك أن هذا‬
‫كله لم يكن بل هدف أو مغزى‪ .‬فما هو المغزى الذي تشير إليه هذه‬
‫الترتيبات؟‬
‫نحن نعلم أن ذبائح العهد القديم بكل أنواعها كانت تشير إلى ذبيحة ‪-‬‬
‫دم نفسه ذبيحة عن خطايا‬ ‫الصليب‪ .‬فالمسيح هو رئيس الكهنة العظم الذي ق ّ‬
‫جد فداًء أبديًا« )عب ‪ .(12 :9‬وبما أن هارون رئيس‬‫العالم مرة واحدة‪» ،‬فو َ‬
‫الكهنة كان رمزا ً ومثال ً للمسيح‪ ،‬لذلك فقد كان يدخل مرة واحدة فقط كل‬
‫دم عن نفسه وعن جهالت الشعب‬ ‫سنة إلى القداس بدم الذبيحة‪ ،‬لكي ُيق ّ‬
‫‪)).‬انظر عب ‪7 :9‬‬
‫جسوا ‪-‬‬‫أما شريعة البقرة الحمراء فكانت ذبيحة خطية لمنفعة الذين تن ّ‬
‫دياتهم‪ .‬فهي‪ ،‬إذن‪ ،‬كانت‬‫بملمستهم لجثث الموتى الذين ماتوا بسبب تع ّ‬
‫‪.‬لمنفعة الذين نجوا من الموت ولكنهم لم ينجوا من ملبساته‬
‫من أسرارٍ أعطاها المسيح ‪-‬‬
‫فهي ُتشير إلى ما انبثق من ذبيحة الصليب ِ‬
‫للكنيسة بواسطة كهنتها وتحت رعايتهم‪ ،‬لكي يتطّهر بها كل مؤمن من‬
‫خطاياه‪ ،‬وينتفع بواسطتها من استحقاقات دم المسيح الذي سكبه مرة واحدة‬
‫‪.‬لجلنا على الصليب‬
‫فالكاهن هنا هو خادم أسرار الله‪ ،‬ولكنه ل يستطيع بنفسه أن ُيطّهر أو ‪-‬‬
‫دس أحدا ً من الذين تلمسوا مع خطايا العالم‪ .‬لذلك لم يكن شريكا ً في‬ ‫ُيق ّ‬
‫إخراج الذبيحة إلى خارج المحلة‪ ،‬ول في ذبحها‪ ،‬ول في حرقها؛ لنه يشير‬
‫مل ً‬ ‫رمزيا ً إلى كاهن العهد الجديد وهو يرفع ذبيحة الفخارستيا غير الدموية‪ُ ،‬‬
‫مك ّ‬
‫كري‪) «.‬لو ‪:22‬‬ ‫بذلك ما أمر به المسيح تلميذه بقوله‪ ...» :‬اصنعوا هذا لذِ ْ‬
‫)‪19‬‬
‫ولكي يزداد تطاُبق الرمز على المرموز إليه إلى أبعد الحدود‪ ،‬اشترك في ‪-‬‬
‫تنفيذ فريضة البقرة الحمراء‪ :‬الكاهن مع الذي ُيخرج البقرة إلى خارج المحلة‪،‬‬
‫من يحرقها؛ مثلما يشترك الن الكاهن مع الشماس مع‬ ‫من يذبحها‪ ،‬مع َ‬‫مع َ‬
‫الشعب في إتمام صلة القداس اللهي‪ .‬إل ّ أن الكاهن هو المضطلع بأكبر‬
‫ضح ألعازار الكاهن من دم الذبيحة إلى جهة‬ ‫وأهم ما فيها‪ ،‬وهو ما ُيشير إليه ن َ ْ‬
‫‪.‬وجه خيمة الجتماع سبع مرات‬
‫ن في وسط« ‪2 -‬‬ ‫ويأخذ الكاهن خشب أرز وزوفا وقرمزا ً ويطرح ُ‬
‫ه ّ‬
‫حريق البقرة« )ع ‪ :(6‬وتشير هذه جميعها إلى ما يجب أن ُيطرح أمام الله‬
‫‪.‬من كل ما يمكن أن يفتخر به النسان من عزة وكرامة وافتخار باطل‬
‫ثم يغسل الكاهن ثيابه ويرحض جسده بماء‪ ،‬وبعد ذلك يدخل« ‪3 -‬‬
‫المحلة‪ ،‬ويكون الكاهن نجسا ً إلى المساء« )ع ‪ :(7‬مع أن الكاهن لم‬
‫س جسد ميت‪ ،‬ولكن فريضة شريعة البقرة الحمراء ُتلزمه بأن يغسل ثيابه‬ ‫يم ّ‬
‫معت ََبرا ً نجسا ً إلى المساء‪ ،‬مشيرا ً‬
‫ويرحض جسده بماء قبل أن يدخل المحلة‪ُ ،‬‬
‫بذلك إلى أنه بملمسته ذبيحة الخطية ولو في دمها الذي نضحه بأصبعه إلى‬
‫جهة خيمة الجتماع‪ ،‬فقد صار شريكا ً مع شعبه في حاجته إلى التكفير عن‬
‫خطيته وجهالت شعبه‪ .‬وهذا هو أيضا ً ما يطلبه الب الكاهن في بداية القداس‬
‫اللهي في صلة الستعداد وبعد الستعداد‪” :‬ككثرة رأفاتك اغفر لي أنا‬
‫ط يا رب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياي‬ ‫الخاطئ‪” ،“...‬أع ِ‬
‫وجهالت شعبك“‪ .‬وفي التحليل في نهاية القداس‪” :‬اذكر يا رب ضعفي أنا‬
‫‪...“.‬أيضا ً واغفر لي خطاياي الكثيرة‬
‫والذي أحرقها يغسل ثيابه بماء ويرحض جسده بماء ويكون« ‪4 -‬‬
‫ح ْ‬
‫كم الكاهن‬ ‫نجسا ً إلى المساء« )ع ‪ :(8‬فالذي أحرق الذبيحة أيضا ً ُ‬
‫ح ْ‬
‫كمه ُ‬
‫في حاجته إلى غسل ثيابه وجسده‪ ،‬لنه شريك أيضا ً مع الشعب في حاجته‬
‫‪.‬إلى التطهير‬
‫ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويضعه خارج المحلة في« ‪5 -‬‬
‫ظ‪ ،‬ماءَ نجاسة‪.‬‬ ‫حف ٍ‬‫مكان طاهر‪ ،‬فتكون لجماعة بني إسرائيل في ِ‬
‫إنها ذبيحة خطية« )ع ‪ :(9‬كان رجل طاهر خلف ألعازار الكاهن يجمع‬
‫الرماد المتخّلف عن حريق البقرة‪ ،‬وكان هذا الرماد ُيسحق ناعما ً وُينخل ثم‬
‫ُيحفظ في مكان قرب المحلة لستخدامه عند اللزوم‪ .‬وبعد أن استقروا في‬
‫جس‬ ‫من يتن ّ‬ ‫كنعان كانوا يحفظون هذا الرماد لغرض استعماله للتطهير لكل َ‬
‫‪.‬لميت‬
‫ذبحت في عهد موسى النبي‬ ‫ويروي مؤّرخو اليهود أن البقرة الحمراء التي ُ‬
‫ي رمادها محفوظا ً لديهم حتى السبي البابلي‪ ،‬أي نحو ألف سنة‪ .‬ولما عادوا‬ ‫ق َ‬
‫بَ ِ‬
‫على يدي عزرا ونحميا ذبحوا بقرة ثانية‪ .‬فقد كانوا يأخذون القليل من هذا‬
‫جس لميت‪ ،‬لن رماد هذه‬ ‫من يتن ّ‬
‫الرماد ويمزجونه بالماء لكي يتطّهر به كل َ‬
‫‪.‬الذبيحة هو محسوب أنه ذبيحة خطية للتطهير والتكفير عن الخطية وآثارها‬
‫والذي يجمع رماد البقرة يغسل ثيابه ويكون نجسا ً إلى« ‪6 -‬‬
‫المساء‪ ،‬فتكون لبني إسرائيل وللغريب النازل في وسطهم‬
‫فريضة دهرية« )ع ‪ :(10‬وهنا أيضا ً يتساوى الذي جمع رماد البقرة مع‬
‫الكاهن في حاجته إلى غسل ثيابه‪ ،‬واعتباره نجسا ً إلى المساء‪ ،‬لن الجميع‬
‫‪.‬زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله‬
‫وشريعة البقرة الحمراء فريضة دهرية ما دام الناموس قائمًا‪ ،‬وهي ضرورية‬
‫‪.‬لليهودي كما للمتهود النازل في وسطهم‬
‫جس لميت‬ ‫من يتن ّ‬
‫‪:‬شريعة التطهير ل ِ َ‬
‫ن ما‪ ،‬يكون نجسا ً سبعة أيام‪ .‬يتط ّ‬
‫هر« ‪+‬‬ ‫ة إنسا ٍ‬ ‫ميتا ً َ‬
‫مي ْت َ َ‬ ‫س َ‬
‫من م ّ‬
‫َ‬
‫به في اليوم الثالث‪ ،‬وفي اليوم السابع يكون طاهرًا‪ .‬وإن لم‬
‫هر في اليوم الثالث‪ ،‬ففي اليوم السابع ل يكون طاهرًا‪ .‬كل‬ ‫يتط ّ‬
‫جس مسكن‬ ‫هر‪ُ ،‬ين ّ‬ ‫ً‬
‫س ميتا ميتة إنسان قد مات ولم يتط ّ‬‫من م ّ‬ ‫َ‬
‫الرب‪ ،‬فُتقطع تلك النفس من إسرائيل‪ ،‬لن ماء النجاسة لم‬
‫ش عليها تكون نجسة‪ ،‬نجاستها لم ت ََزل فيها‬
‫‪ُ.‬ير ّ‬
‫من دخل‬‫هذه هي الشريعة‪ :‬إذا مات إنسان في خيمة‪ ،‬فكل َ‬
‫من كان في الخيمة يكون نجسا ً سبعة أيام‪ .‬وكل‬ ‫الخيمة‪ ،‬وكل َ‬
‫س‬
‫من م ّ‬ ‫دادٌ بعصابة فإنه نجس‪ .‬وكل َ‬ ‫س َ‬
‫إناء مفتوح ليس عليه ِ‬
‫على وجه الصحراء قتيل ً بالسيف أو ميتا ً أو عظم إنسان أو قبرا ً‬
‫يكون نجسا ً سبعة أيام‪ .‬فيأخذون للنجس من غبار حريق ذبيحة‬
‫الخطية ويجعل عليه ماءً حّيا في إناء‪ .‬ويأخذ رجل طاهر زوفا‬
‫ويغمسها في الماء وينضحه على الخيمة‪ ،‬وعلى جميع المتعة‪،‬‬
‫س العظم أو‬‫وعلى النفس الذين كانوا هناك‪ ،‬وعلى الذي م ّ‬
‫القتيل أو الميت أو القبر‪ .‬ينضح الطاهر على الّنجس في اليوم‬
‫هره في اليوم السابع؛ فيغسل ثيابه‪،‬‬ ‫الثالث واليوم السابع‪ ،‬وُيط ّ‬
‫ويرحض بماء‪ ،‬فيكون طاهرا ً في المساء‪ .‬وأما النسان الذي‬
‫جس‬ ‫هر‪ ،‬فُتباد تلك النفس من بين الجماعة لنه ن ّ‬ ‫جس ول يتط ّ‬ ‫يتن ّ‬
‫ش عليه‪ ،‬إنه نجس‪ ،‬فتكون لهم‬ ‫دس الرب‪ ،‬ماء النجاسة لم ُير ّ‬ ‫مق ِ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ش ماء النجاسة يغسل ثيابه‪ ،‬والذي م ّ‬ ‫فريضة دهرية‪ .‬والذي ر ّ‬
‫سه الّنجس‬‫ماء النجاسة يكون نجسا ً إلى المساء‪ .‬وكل ما م ّ‬
‫س تكون نجسة إلى المساء‪) «.‬عد ‪:19‬‬ ‫جس‪ ،‬والنفس التي تم ّ‬ ‫يتن ّ‬
‫)‪22-11‬‬
‫من لمس جسدا ً لنسان ميت‪ ،‬أو شيئا ً‬ ‫كد الرب في هذا الصحاح أن كل َ‬ ‫يؤ ّ‬
‫يتعّلق به كعظم من عظامه‪ ،‬يكون نجسًا‪ .‬وقد كان هذا المر في العهد القديم‬
‫تذكيرا ً لنا بمأساة الموت الذي كان عقوبة لمعصية آدم‪ ،‬والذي دخل إلى‬
‫فاري على‬ ‫محيي وموته الك ّ‬ ‫العالم بحسد إبليس‪ ،‬والذي هدمه الرب بظهوره ال ُ‬
‫‪.‬خشبة الصليب وقيامته في اليوم الثالث الذي به أنار لنا الحياة والخلود‬
‫وكانت ذبيحة البقرة الحمراء ذبيحة خطية ليست للتكفير عن الخطية‪ ،‬بل‬
‫للتطهير من النجاسة التي تسببت عن ملمسة الميت‪ .‬وكان رماد البقرة‬
‫جس لميت‪َ ،‬ينضح الطاهر على النجس في‬ ‫ُيخَلط بالماء وُينضح على كل ما تن ّ‬
‫‪.‬اليوم الثالث واليوم السابع‪ ،‬فُيطّهر في اليوم السابع‬
‫أما رماد البقرة فهو نفس الذبيحة بدمها بعد حرقها بالنار‪ ،‬فهو مع الماء ُيشير‬
‫إلى الماء والدم اللذين خرجا من جنب المسيح على الصليب‪ ،‬ودم المسيح‬
‫جس لميت لزم في اليوم الثالث‪ ،‬وإل ّ‬ ‫ُيطّهر من كل خطية‪ .‬وكان تطهير المتن ّ‬
‫ففي اليوم السابع ل يكون طاهرًا‪ ،‬إشارة إلى اليمان بقيامة المسيح في‬
‫اليوم الثالث‪ ،‬لنه »إن لم يكن المسيح قد قام‪ ،‬فباطل إيمانكم‪ ،‬أنتم بعد في‬
‫)خطاياكم‪1) «.‬كو ‪17 :15‬‬
‫وك َ ْ‬
‫ون رماد البقرة الحمراء كان ُيحفظ لمئات السنين‪ ،‬فهو إشارة إلى ذبيحة‬
‫المسيح المحفوظة للمؤمنين على مدى الجيال‪ ،‬في سّر الجسد والدم الذي‬
‫هو هو نفس ذبيحة الصليب الواحدة‪ ،‬والتي حفظها لنا الرب في صورة الخبز‬
‫والخمر‪ ،‬لن »هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه النسان ول‬
‫يموت« )يو ‪ .(50 :6‬فهو ترياق عدم الموت‪ ،‬الذي بواسطته ننجو من لعنة‬
‫الموت‪ ،‬لن الرب قال‪» :‬الحق الحق أقول لكم‪ :‬إن لم تأكلوا جسد ابن‬
‫)النسان وتشربوا دمه‪ ،‬فليس لكم حياة فيكم‪) «.‬يو ‪53 :6‬‬
‫وهكذا لم ي َُعد للموت نجاسته‪ ،‬لن المسيح إذ مات وقام‪ ،‬أضاء لنا الحياة‬
‫والخلود‪ ،‬ولم ي َُعد الموت تلك النهاية المجهولة المصير‪ ،‬ول القبر هو ذلك‬
‫الكهف المظلم الذي ندخله بل رجاء؛ بل قد صار قنطرة للبدية وطريقا ً مضيئا ً‬
‫يفتح على الخلود‪ ،‬حيث المسيح في انتظارنا يفتح لنا أحضانه ويدعونا إلى ما‬
‫ده لنا‪» :‬في بيت أبي منازل كثيرة‪) «.‬يو ‪2 :14‬‬ ‫)قد أع ّ‬

You might also like