موقع الديانة اليهودية في السياسة السرائيلية كتب مترجمة
كتاب )الديانة اليهودية وتاريخ اليهود( لمؤلفه "إسرائيل شاحاك" ،يع
صت عليه الهلخاه )الشريعة( تجاه فيه لهم مبادىء اليهودية ،وما ن ّ الخرى )الغيار أو الغوييم( ،ولهميته في فهم الستراتيجية والسياس السرائيلية في فلسطين والمنطقة نعرض منه هنا بعض المقتطفات ون :على حلقات النغلق اليهودي n عقيدة الرض المستردة n القتل والبـادة الجماعيـة n النتائج السياسية n النغلق اليهودي n
)موقف اليهود من الغيار) غير اليهود
جه إلى الشعلى الرغم من أن هذا الكتاب مكتوب باللغة النكليزية ومو ّ التي تعيش خارج دولة إسرائيل ،فإنه في ناحية من نواحيه ،يشكل استمرارًا لنشاطاتي السياسية كيهودي إسرائيلي .لقد بدأت هذه النشاط عام 1965ـ ،1966إثر احتجاج تسّبب ،آنذاك ،في فضيحة كبيرة .فقد ي متعصب ،ل يسمح باستخدام هاتفه في أحد أيام الس شاهدًا على يهود ّ لستدعاء سيارة إسعاف من أجل شخص غير يهودي صودف انهياره الضاحية التي يسكنها بالقدس .وعوضًا من أن أنشر بكل بساطة نبأ ه الحادثة في الصحف ،طلبت اجتماعًا مع أعضاء هيئة المحكمة الحاخام لمدينة القدس ،المؤلفة من حاخامات تعّينهم دولة إسرائيل .وقد سألت هؤلء عما إذا كان مثل هذا التصرف يتوافق مع تفسيرهم للديانة اليه فأجابوني بأن هذا اليهودي ،موضوع البحث ،كان مصيبًا في تصّرفه، تقيًا صالحًا .ودعموا قولهم هذا بإحالتي إلى فقرة في مختصر معتمد للشرائع التلمودية ،كان قد ُكتب في هذا القانون .فما كان مني إل أن ك تقريرًا بالحادثة ،لليومية العبرية الرئيسية "هآرتس" ،التي تسبب نش .للقصة بفضيحة إعلمية ي ،نتائج سلبية نوعًا م وكانت النتائج الناجمة عن الفضيحة بالنسبة إل ّ السلطات الحاخامية السرائيلية ول نظيراتها في الشتات ،عكست حكم القائل بأن اليهودي ل يجوز له انتهاك حرمة السبت من أجل إنقاذ حيا الغيار )غير اليهود( .ولقد أضافوا إلى حكمهم هذا ،الكثير من الهذر ل من هذا النوع ،إذا كانت ن المغّلف بالتقوى ،والذي كان مفاده أن عم ً ُتعّرض اليهود ،فقط ،للخطر ،يصبح حينئٍذ انتهاك حرمة السبت من أج انتهاكًا جائزًا .ولّما كنت قد بدأت في شبابي بدراسة الشرائع التلمودية تحكم العلقات بين اليهود وغير اليهود ،بات واضحًا بالنسبة إلي، وبالستناد إلى هذه المعرفة التي اكتسبتها ،أن ل الصهيونية ،ول حتى جزئها الذي يبدو علمانيًا ،ول السياسة السرائيلية منذ ولدة دولة إسرائيل ،ول سياسات مؤيدي إسرائيل اليهود ،في الشتات خصوصًا، يمكنها أن تكون مفهومة ما لم ُيؤخذ في الحسبان التأثير العمق لهذه الشرائع وللنظرة إلى العالم التي تخلقها وتعّبر عنها في آن .وإن السيا الفعلية التي انتهجتها إسرائيل بعد حرب اليام الستة ،ول سيما سياسة التمييز العنصري التي يتسم بها الحكم السرائيلي في المناطق المحتّلة وموقف الكثرية اليهودية من مسألة حقوق الفلسطينيين ،حتى كفكرة .مجّردة ،قد عززت قناعتي ليس إل وإنني لدى إدلئي بهذا القول ،ل أحاول أن أتجاهل العتبارات السياسي والستراتيجية التي تكون قد أثرت في حكام إسرائيل ،فما أقوله بكل بساطة ،هو أن السياسة الفعلية هي تفاعل بين العتبارات الواقعية )صحيحة كانت أم خاطئة ،أو برأيي ،خلقية كانت أم غير خلقية( وبين التأثيرات اليديولوجية التي تميل إلى أن تكون أكثر نفوذًا كلما كانت مناقشتها أقّل ،وكّلما كان "جّرها إلى تحت الضواء" أقل .فأي شكل م أشكال العنصرية والتمييز وكراهية الغير يصبح أقوى وأكثر نفوذاً سي إذا اعتبره المجتمع الذي يتعاطاه أمرًا مسّلما به .ويصح هذا القول بص خاصة ،إذا كانت مناقشته ممنوعة ،إن رسميًا أو بالتفاق الضمني .وع تكون العنصرية والتمييز وكراهية الغير سائدة في وسط اليهود وموج ضد الغيار وتوقدها الدوافع الدينية ،فإنها تصبح كحالتها النقيضة ،أي كمعاداة السامية ودوافعها الدينية .ولكن في الوقت الذي تناقش فيه مع ل عامًا خارج إسرائيل أكثر مما هو في داخله السامية اليوم ،نجد تجاه ً لوجود العنصرية والتمييز وكراهية الغير بالذات ،في وسط اليهود ضد .اليهود تعريف الدولة اليهودية ل يمكننا أن نفهم ،حتى ول مفهوم إسرائيل كـ"دولة يهودية" ،كما تعر إسرائيل نفسها رسميًا ،من دون بحث المواقف اليهودية السائدة تجاه اليهود .والتصّور الخاطىء الشائع بأن إسرائيل ديمقراطية حقيقية ،ح من دون أن نراعي حكمها في المناطق المحتلة ،هو تصّور ناشئ عن رفض مواجهة المغزى في مصطلح "الدولة اليهودية" بالنسبة إلى غ اليهود .وفي رأيي ،أن إسرائيل كدولة يهودية ،تشكل خطرًا ليس على نفسها وسكانها فحسب ،بل على اليهود كافة وعلى الشعوب والدول الخرى جميعًا في الشرق الوسط وما وراءه .ولكن في الوقت الذي ُي فيه الخطر العربي والسلمي على نطاق واسع ،فإننا نرى أن الخطر المتأصل في الطابع اليهودي لدولة إسرائيل ،ليس موضوعًا مطروحاً .بساط البحث لقد كان لمبدأ إسرائيل كـ"دولة يهودية" أهميته العظمى لدى السياسيي غرس هذا المبدأ في أذهان السكان السرائيليين منذ نشوء الدولة؛ وقد ُ اليهود بمختلف الوسائل التي يمكن تصّورها .وفي أوائل الثمانينات ،ع برزت أقلية من اليهود السرائيليين تعارض هذا المبدأ ،أقّرت الكنيست عام ،1985وبأغلبية ساحقة ،قانونًا دستوريًا )أي قانون يتقدم على القوانين الخرى كافة ،والتي ل يمكن إلغاؤها إل بإجراء خاص( .وبمو هذا القانون ،لم يعد يسمح لي حزب بالمشاركة في انتخابات الكنيست كان برنامجه يعارض ،علنًا ،مبدأ "الدولة اليهودية" ،أو إذا كان يقترح تغييره بالوسائل الديمقراطية .وإنني ،شخصيًا ،أعارض هذا المبدأ الدستوري ،فالتبعات القانونية بالنسبة إلي ،تعني بأنني ل أستطيع ،في دولة أنا مواطن فيها ،أن أنتمي إلى حزب له مبادئ أتفق معه فيها وي مسموحًا له بالمشاركة في انتخابات الكنيست .وحتى هذا المثل يبّين ب دولة إسرائيل ليست دولة ديمقراطية بسبب تطبيقها ليديولوجية يهود موجهة ضد الغيار ،وضد اليهود المعارضين لهذه اليديولوجية ،أجم ولكن الخطر الذي تمثله هذه اليديولوجية المهيمنة ل يقتصر تأثيره ع الشؤون الداخلية فحسب ،بل على السياسات الخارجية السرائيلية أيض وسيستمر هذا الخطر بالنمو ما دام تعزيز حركتين ناميتين مستمرًا في الوقت الحاضر :ازدياد الطابع اليهودي لدولة إسرائيل ،وازدياد قوتها، وخصوصًا القوة النووية .أما ازدياد النفوذ السرائيلي في المؤسسة السياسية المريكية ،فهذا عامل آخر ينذر بالشؤم .ولذلك ،فإن المعلوم الدقيقة حول اليهودية ،وخصوصًا حول معاملة إسرائيل لغير اليهود، ليست ،الن ،على الصعيد السياسي ،معلومات مهمة فحسب ،بل حيوي .أيضًا ودعوني أبدأ بالتعريف السرائيلي لمصطلح "اليهودي" ،لظهر الفارق الساسي بين إسرائيل كـ"دولة يهودية" ،وبين أكثرية الدول الخرى. ك" لشخاص تعّرفهم السلطات فإسرائيل بحسب هذا التعريف ،هي "ُمْل ٌ السرائيلية كـ"يهود" بصرف النظر عن المكان الذي يعيشون فيه ،وت إليهم وحدهم .أما من ناحية أخرى ،فهي ل "تعود" لمواطنيها من غير اليهود ،الذين ُتعتبر مكانتهم لديها مكانة دونية ،حتى على الصعيد الر الشوفينية اليهودية وهذا يعني عمليًا ،بأن أفراد قبيلة من قبائل البيرو ،إذا اعتنقوا الديانة اليهودية ،واعُتبروا بالتالي من اليهود ،يحق لهم أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين على الفور ،وأن يستفيدوا من حوالي 70بالمائة من أراض الضفة الغربية )ومن 92بالمائة من مساحة إسرائيل الصلية( ،المكّرس رسميًا ،لصالح اليهود فحسب .أما الغيار كافة )وليس الفلسطينيون وحدهم( ،فإنهم ُيمنعون من الستفادة من هذه الراضي .وينطبق هذا حتى على السرائيليين العرب الذين خدموا في الجيش السرائيلي وبل ُرتبًا عالية فيه( .والحالة التي تشمل البيروفيين الذين اعتنقوا اليهودي حصلت ،بالفعل ،منذ بضع سنوات .وقد جرى توطين هؤلء اليهود الج ض ُيستبعد منها المواطفي الضفة الغربية ،بالقرب من نابلس ،في أرا ٍ غير اليهود استبعادًا رسميًا .وتقوم حكومات إسرائيل كافة بمجازفات سياسية كبيرة ،بما فيها المجازفة بالحرب ،من أجل هذه المستوطنات، يقتصر تأليفها على أشخاص معّرفين كـ"يهود" )وليس كـ"إسرائيليين كما تدعي ،كاذبة ،غالبية وسائل العلم( ،ومن أجل أن تكون مستوط .خاضعة لسلطة "يهودية" فقط وأظن بأن المسيحيين ،إذا اقترحوا أن تتحول الوليات المتحدة ،أو الم المتحدة إلى "دولة مسيحية" تعود فقط لمواطنين يعّرفون رسميًا، كـ"مسيحيين" ،فإن يهود الوليات المتحدة ،أو بريطانيا ،سوف يعتبرو ذلك معاداة للسامية ،ونتيجة عقيدة من هذا النوع ،هي أن اليهود الذين يعتنقون المسيحية سوف يصبحون مواطنين كاملين بسبب تحولهم .و لنا أن نتذكر بأن فوائد اعتناق ديانات أخرى كانت معروفة جيدًا من ال من تاريخهم الخاص ،عندما كانت الدول المسيحية والسلمية تمّيز ض الشخاص كافة ،الذين ل ينتمون إلى ديانة الدولة ،والتمييز الذي تعام دولة إسرائيل الشخص غير اليهودي سيتوقف في اللحظة التي يعتنق هو أو هي ،الديانة اليهودية .وهذا يظهر ببساطة ،بأن نوع الحصرية الذي تعتبره أكثرية يهود الشتات كمعاداة للسامية ،تعتبره أكثرية اليهو كافة ،كيهودية .ومعارضة معاداة السامية والشوفينية اليهودية على ح سواء ،أمر ُيعتبر في وسط اليهود ،وعلى نطاق واسع ،كمثل "كراهية .الذات" .وهذا مفهوم أعتبره كلمًا فارغًا وهكذا ،يصبح معنى مصطلح "اليهودي" ،ومشتقاته ،بما فيها اليهودي معنى مهمًا في مضمون السياسة السرائيلية ،وبمقدار أهمية معنى "السلمي" ،عندما تستخدم إيران هذا المصطلح رسميًا ،ومعنى "الشيوعي" عندما كان التحاد السوفييتي يستخدم هذا المصطلح رسم إل أن معنى مصطلح "اليهودي" كما هو شائع استخدامه ،معنى غير واضح ،ل بالعبرية ول عندما ُيترجم إلى لغات أخرى ،ولذلك كان ينبغي .تعريفه رسميًا فبحسب القانون السرائيلي ُيعتبر الشخص "يهوديًا" إذا كانت والدته جدته ،أو جدته لمه ،أو جدته لجدته ،يهودية في ديانتها؛ أو إذا اعتنق الشخص الديانة اليهودية بطريقة ترضي السلطات السرائيلية ،ولكن أل يكون هذا الشخص قد تحول في وقت من الوقات عن اليهودية واع ديانة أخرى ،ففي هذه الحالة تقلع إسرائيل عن اعتباره "يهوديًا" .وي الشرط الول من الشروط الثلثة ،التعريف التلمودي لـ"من هو اليهود وهو التعريف الذي تعتمده الرثوذكسية اليهودية .ويعترف التلمود وا الحاخامي اللحق له أيضًا ،بتحول غير اليهودي إلى اليهودية )مثلما يعترف بشراء اليهودي لعبد غير يهودي ،يليه نوع آخر من التحول ع ديانة واعتناق أخرى( كطريقة من الطرق ،لكي يصبح المرء يهوديًا، أن ُيجري مراسم التحول بالطريقة الصحيحة ،حاخامات مخولون هذه السلطة .وهذه "الطريقة الصحيحة" تستلزم بالنسبة إلى الناث ،معاين ن عاريات في "حمام التطهير" ،وهو طقس وإن من ثلثة حاخامات وه ّ معروفًا من قراء الصحف العبرية كافة ،فإن وسائل العلم باللغة النك غالبًا ما تحجم عن ذكره ،على الرغم من كونه ،بل ريب ،موضوعًا مث لهتمام بعض القراء .وآمل بأن يكون هذا الكتاب بداية لعملية ُتصحح .النقص أنظمة التمييز العنصري حة أخرى لتعريف من هو اليهودي ومن هو غي ولكن هناك ضرورة مل ّ اليهودي ،فدولة إسرائيل تمّيز لصالح اليهود وضد غير اليهود ،في الع من مجالت الحياة ،وإنني أعتبر ثلثة منها المجالت الهم من غيرها حقوق القامة ،الحق بالعمل ،والحق بالمساواة أمام القانون .ويقوم ال في مسألة القامة على حقيقة أن نحو92بالمائة من أرض إسرائيل هي للدولة ،وتديرها سلطة أرض إسرائيل بموجب قوانين أصدرها الصندو القومي اليهو القومي اليهودي في قوانينه الحق بالقامة والحق بمزاولة عمل تجاري وغالبًا ،حق العمل أيضًا ،على كل من هو غير يهودي ،لمجرد أنه ليس يهوديًا ،بينما ل ُيمنع اليهود من القامة ومزاولة العمل التجاري ،في مكان في إسرائيل .وإذا جرى تطبيق مثل هذه الممارسة التمييزية ضد اليهود في أي دولة أخرى ،فإن هذه الدولة ستوصم فورًا ،وعن حق، بمعاداة السامية ،وستوقد بل شك ،احتجاجات شعبية واسعة النطاق .و عندما ُتطبق إسرائيل هذا التمييز كجزء من "أيديولوجيتها اليهودية"، هذه الممارسة تحظى عادة ،بتجاهل متعمد ،أو بتبريرات إذا ُذكرت ،وه .نادرًا ما تذكر أما نكران حق العمل ،فيعني بأن غير اليهود يمنعون رسميًا من العمل الراضي التي تديرها سلطة أراضي إسرائيل ،وفق أنظمة الصندوق ال اليهودي .ول شك أن هذه النظمة ل ُتنفذ دائمًا ،ول حتى في أغلب الحيان ،ولكنها أنظمة موجودة .وتحاول إسرائيل من وقت إلى آخر، حملت تنفيذ بالقوة لهذه النظمة ،بواسطة سلطات الدولة ،مثلما هو ا على سبيل المثال ،عندما تعمل وزارة الزراعة ضد "وباء السماح لعم عرب بجني محاصيل بساتين الفاكهة العائدة ليهود ،والقائمة على أرض قومية ]أي على أرض عائدة لدولة إسرائيل[" ،حتى ولو كان العرب، موضوع البحث ،مواطنين إسرائيليين .وتتشدد إسرائيل أيضًا ،في منع اليهود الذين يستوطنون أرضًا من "الراضي القومية" من إعادة تأجي ولو جزء من أرضهم إلى أشخاص عرب ،حتى لوقت قصير؛ وُيعاقب الذين يفعلون ذلك بغرامات باهظة .ولكن ل يوجد خطر يحول دون إقد المواطنين غير اليهود على تأجير أراضيهم إلى مواطنين يهود .وهذا في حالتي الخاصة ،بأنني أمتلك الحق ،بفضل كوني يهوديًا ،باستئجار بستان من يهودي آخر لقطف ثماره ،ولكن غير اليهودي ،سواء أكان .مواطنًا إسرائيليًا أم مقيمًا غريبًا فيها ،ل يمتلك هذا الحق ول يتمتع مواطنو إسرائيل من غير اليهود بحق المساواة أمام القانون وُيعّبر عن هذا التمييز في العديد من القوانين السرائيلية ،التي تحجم ي "اليهودي" و"غير اليهودي" صراح ح ْ تلفيًا للحرج ،عن ذكر مصطل َ كما هو الحال في قانون العودة الساسي .وبحسب هذا القانون ،فإن الشخاص المعترف بهم رسميًا ،دون غيرهم بأنهم "يهود" ،لهم الحق التلقائي بدخول إسرائيل والستيطان فيها .ويتسلم هؤلء بصورة تلقائ "شهادة هجرة" ،تزّودهم فور وصولهم بـ"الجنسية نظرًا لعودتهم إلى الوطن اليهودي" ،ويحق لهم الحصول على تقديمات مالية عديدة ،تتف نوعًا ما ،بحسب البلد الذي هاجروا منه .فاليهود الذين يهاجرون من التحاد السوفييتي السابق ،يحصلون على "هبة استيطان" تزيد على 20000دولر للعائلة الواحدة .وبموجب هذا القانون ،يكتسب جميع اليهود الذين يهاجرون إلى إسرائيل ،وعلى الفور ،حق التصويت في النتخابات ،وحق انتخابهم ممثلين في الكنيست ،حتى وإن كانوا ل يتك .كلمة عبرية واحدة وتستعيض القوانين السرائيلية الخرى عن هذه المصطلحات بعبارات تفوقها بلدة ،مثل عبارتي "كل من يستطيع الهجرة وفق قانون العودة و"كل من ل يحق له الهجرة بموجب قانون العودة" .وبالستناد إلى ه القانون ،موضوع بحثناُ ،تمنح التقديمات عندئٍذ ،للمدرجين في الفئة الولى ،وُتحجب بانتظام عن المدرجين في الفئة الثانية .وبطاقة الهوي التي يفترض على الجميع حملها في كل الوقات ،هي الوسيلة الروتيني .لفرض التمييز في الحياة اليومية فبطاقات الهوية تسجل "القومية" الرسمية للشخص ،ويمكن لهذه "القومية" أن تكون "يهودية" أو "عربية" أو "درزية" أو ما شابه ولكن ليس "إسرائيلية" ،وهذا استثناء ذو مغزى .وكان السرائيليون أرادوا أن يوصفوا رسميًا كإسرائيليين في بطاقات هوياتهم ،أو حتى كإسرائيليين يهود ،قد فشلوا في محاولتهم لجبار وزارة الداخلية على ل ،فقد تلقوا كتابًا من وزار السماح لهم بذلك .أما الذين حاولوا ذلك فع ً الداخلية مضمونه" :تقرر المتناع عن العتراف بقومية إسرائيلية". .هذا الكتاب لم يحدد الجهة التي اتخذت هذا القرار ،ومتى اتخذته وتمّيز قوانين وأنظمة عديدة في إسرائيل لصالح الشخاص المعّرفين أشخاصًا "يستطيعون الهجرة وفق قانون العودة" ،ما يستدعي معالجة مستقلة للموضوع .ولكننا نستطيع هنا النظر في مثل واحد قد يبدو تاف بالمقارنة مع قيود القامة ،ولكنه مع ذلك مثٌل مهٌم ،لنه يميط اللثام ع النوايا الحقيقية للمشترع السرائيلي .فالمواطنون السرائيليون الذين غادروا البلد لبعض الوقت ،ولكنهم معّرفون كمواطنين "يستطيعون ال وفق قانون العودة" ،هم مواطنون مؤهلون للحصول على منافع جمرك سخية لدى عودتهم ،وعلى معونات مالية لتعليم أولدهم في المدارس الثانوية ،وعلى هبة أو قرض بشروط سهلة ،لشراء شقة سكنية ،بالض إلى تقديمات أخرى أيضًا .أما المواطنون الذين ل يمكن تعريفهم بهذا الشكل ،أي مواطنو إسرائيل من غير اليهود ،فل يحصلون على شيء هذه التقديمات ،والقصد الواضح من مثل هذه الجراءات التمييزية ،ه تقليص عدد المواطنين الغيار في إسرائيل ،لجعل إسرائيل دولة أكثر "".يهودية المستردة n عقيدة الرض "طـرد "الغيـار تنشر إسرائيل في وسط مواطنيها اليهود عقيدة حصرية لسترداد الر ويمكننا من خلل هذه العقيدة ،التي ُتلقن لتلمذة المدارس في إسرائيل ندرك جيدًا هدفها الرسمي الرامي إلى تقليص عدد المواطنين غير اليه إلى حّده الدنى .فهؤلء التلمذة ُيلقنون بأن هذه العقيدة هي عقيدة قاب للتطبيق ،إما في أنحاء دولة إسرائيل ،أو في مناطق ما بعد العام967 في أنحاء ما ُيشار إليه كـ"أرض" إسرائيل .وبحسب هذه اليديولوجية الرض التي "اسُتردت" هي الرض التي انتقلت من ملكية غير يهودي ملكية يهودية .وهذه الملكية يمكنها أن تكون إما ملكية خاصة أو ملكًا للصندوق القومي اليهودي أو للدولة اليهودية .أما الرض التي تعود غير اليهود ،فإنها على العكس من ذلكُ ،تعتبر أرضًا "غير مستردة". وهكذا ،إذا كان يهودي قد ارتكب أبشع الجرائم ،التي يمكن تصّورها، على شراء قطعة أرض من شخص فاضل غير يهودي ،تصبح الرض "غير المستردة" ،بموجب هذا التبادل ،أرضًا "مستردة" .ولكن إذا أقد شخص فاضل غير يهودي ،على شراء قطعة أرض من أسوأ اليهود، الرض التي كانت سابقًا أرضًا طاهرة و"مستردة" تصبح أرضًا "غير مستردة" مرة أخرى .والنتيجة المنطقية لمثل هذه اليديولوجية هي ال الذي يطال المواطنين الغيار " (TRANSFER)،أو ما ُيسمى "النق كافة ،من مساحة الرض التي "اسُتردت" .وبالتالي ،فإن يوتوبيا "اليديولوجية اليهودية" التي تبنتها دولة إسرائيل هي الرض "المستردة" بأكملها ،والتي ل يملكها الغيار أو يعملون فيها .ولقد ع زعماء حركة العمل الصهيونية عن هذه الفكرة المنّفرة تمامًا ،تعبيرًا ك .غاية في الوضوح history ofويخبرنا ولتر لكير ،وهو الصهيوني المخلص ،في كتا كيف كان أحد هؤلء الباء الروحيين ،وهو :أ.د .غوردونonism، ، الذي توفي عام" ،1919معارضًا للعنف مبدئيًا ،ويبرر الدفاع عن النف فقط في ظروف بالغة الشدة .ولكنه وأصدقاءه ،أرادوا لكل شجرة ولكل أجمة في الوطن اليهودي ،أن ُتزرع على يد الرواد اليهود فحسب ،ولي على يد أحد غيرهم" .وهذا يعني بأنهم أرادوا للخرين كافة أن يرحلو ويتركوا الرض "ليستردها" اليهود .أما خلفاء غوردون فقد أضافوا العنف أكثر مما كان يقصده هو نفسه ،ولكن بقي مبدأ "السترداد" وا .المترتبة عليه وعلى نحو مماثل ،فإن الكيبوتس ،الذي كان الترحيب به واسع النطاق كمحاولة لخلق المجتمع المثالي ،كان وما زال يوتوبيا اقتصادية ،لنه ولو كان مؤلفًا من الملحدين ،فإنه ل يقبل في وسطه ،مبدئيًا ،بأعضاء العرب ،ويطالب العضاء المحتملين من قوميات أخرى ،بالتحول أوًل ديانتهم واعتناقهم الديانة اليهودية .ول عجب أن نعتبر شبيبة الكيبوتس ل للقتال .أكثر شرائح المجتمع اليهودي السرائيلي مي ً وإن هذه اليديولوجية الحصرية ،هي التي حّددت عمليات الستيلء ع الرض في إسرائيل في الخمسينات ،ثم في أواسط الستينات ،وفي الم المحتلة بعد العام ،1967وليست "الحاجات المنية" التي تزعمها الد السرائيلية .وهذه اليديولوجية هي التي أملت أيضًا الخطط السرائيلي الرسمية من أجل "تهويد الجليل" .وهذا المصطلح الغريب يعني تشجي اليهود على الستيطان في الجليل بمنحهم تقديمات مالية) .وإنني لتس ماذا ستكون ردة فعل يهود الوليات المتحدة فيما لو اقُترحت خطة في ن است بلدهم ،لجعل نيويورك مسيحية ،أو حتى بروكلين وحدها( .ولك ّ الرض يعني ضمنًا ،أكثر من "التهويد" القليمي .فالصندوق القومي اليهودي ،المدعوم بقوة من الوكالت الرسمية السرائيلية) ،خصوصًا الشرطة السرية( ،ينفق ،في كامل مساحة إسرائيل ،مبالغ ضخمة من الموال العامة من أجل "استرداد" أي أرض يرغب الغيار في بيعها، ومنع أي محاولة يقوم بها يهودي لبيع أرضه لغير يهودي ،وذلك عن .طريق دفع سعر أعلى له التوسـع السرائيلـي إن الخطر الرئيسي الذي تشكله إسرائيل "كدولة يهودية" ،على شعبه واليهود الخرين وجيرانها ،هو سعيها ،بالدافع اليديولوجي ،إلى التو القليمي ،وسلسلة الحروب المحتومة الناتجة عن هذا الهدف .فكلما أصبحت إسرائيل أكثر يهودية ،أو كما ُيقال بالعبرية ،كلما "عادت إلى اليهودية" )وهي عملية جارية في إسرائيل ،على القل ،منذ العام 67 كلما كانت سياستها تسترشد بالعتبارات اليديولوجية اليهودية ،أكثر تسترشد بالعتبارات العقلنية .واستخدامي لمصطلح "عقلني" هنا، تقويمًا خلقيًا للسياسات السرائيلية ،أو لحاجات إسرائيل المفترضة إلى الدفاع والمن ـ ول حتى لحاجات إسرائيل المفترضة إلى "البقاء" .إنن بهذا الستخدام ،أشير هنا إلى السياسات المبريالية السرائيلية القائم .على مصالحها المفترضة فمهما كانت هذه السياسات سيئة خلقيًا وعلى جهل سياسي مطبق ،فإن أعتبر تبني السياسات القائمة على "اليديولوجية اليهودية" بصيغها المختلفة كافة ،ل أسوأ منها فحسب ،بل أسوأ بكثير .فالدفاعات اليديولوجية للسياسات السرائيلية تقوم عادة على المعتقدات الدينية اليهودية ،أو ،كما في حالة اليهود العلمانيين ،على "الحقوق التاريخية لليهود ،المستمدة من هذه المعتقدات نفسها ،والتي تحتفظ بالطابع العق .لليمان الديني ولقد بدأ تحولي السياسي المبّكر من معجب بـ"بن غوريون" إلى شخص كّرس نفسه لمعارضته ،بدأ بمسألة من هذا النوع .ففي العام ،1956 ابتلعت كل السباب السياسية والعسكرية التي ساقها بن غوريون ليعّلل مبادأة إسرائيل في حرب السويس ،وإلى حين إقدامه )وهو الملحد ،الم بتجاهله لوصايا الديانة اليهودية( على العلن في الكنيست ،في اليوم الثالث على بداية تلك الحرب ،أن سببها الحقيقي هو "إعادة مملكة داو وسليمان إلى حدودها التوراتية" .فعند هذه النقطة من خطابه ،وقف ت وبعفوية ،أعضاء الكنيست كافة ،وأنشدوا النشيد الوطني السرائيلي. وبحسب علمي ،لم يحصل قط أن أعلن أي سياسي صهيوني رفضه لف بن غوريون القائلة بأن السياسات السرائيلية يجب أن تقوم )وضمن العتبارات البراغماتية( على إعادة الحدود التوراتية كحدود للدولة اليهودية .وبالفعل ،فإن التحليل الدقيق للستراتيجيات السرائيلية الكب والمبادئ الفعلية للسياسة الخارجية ،كما ُيعبر عنها بالعبرية ،يوضح اليديولوجية اليهودية هي التي تحدد ،أكثر من أي عامل آخر ،السياس السرائيلية الفعلية .وأن تجاهل اليهودية ،كما هي على حقيقتها، و"اليديولوجية اليهودية" ،يجعل هذه السياسات سياسات ل يفهمها المراقبون الجانب الذين ل يعرفون عادة أي شيء عن اليهودية إل جة.التبريرات الف ّ دعوني أعطي توضيحًا حديثًا أكثر ،عن الفارق الجوهري القائم بين خم للغاية ،ولكن العلما التخطيط المبريالي السرائيلي من النوع المض ّ وبين مبادئ "اليديولوجية اليهودية" .فاليديولوجية اليهودية توصي الرض التي كانت في قديم الزمان ،إما محكومة من حاكم يهودي كائن كان ،أو موعودة لليهود من ال ،إما في التوراة ،أو بحسب تفسير حا للتوراة والتلمود ـ وهو الهم سياسيًا في الواقع ـ فإن هذه الرض يجب تعود لسرائيل بما أنها دولة يهودية .ومما ل شك فيه ،أن الكثيرين م الحمائم اليهود يرون بأن فتحًا من هذا النوع يجب أن يؤجل إلى وقت فيه إسرائيل قد أصبحت أقوى مما هي عليه الن ،أو أنهم يتطلعون بر إلى حدوث "فتح سلمي" ،أي أن يجري إقناع الحكام العرب أو الشعوب العربية ،بالتنازل عن الرض ،موضوع البحث ،لقاء منافع تنعم بها ع .الدولة اليهودية حينذاك ويجري التداول اليوم ،بعدٍد من الصيغ المتباينة لحدود أرض إسرائيل التوراتية ،التي تفسرها مراجع حاخامية كحدود تعود إلى الوضع المثا للدولة اليهودية .والصيغة البعد أثرًا تشمل ضمن هذه الحدود :كامل س وجزءًا من شمالي مصر وحتى ضواحي القاهرة ،في الجنوب؛ كامل ال وجزءًا كبيرًا من العربية السعودية ،كامل الكويت وجزءًا من العراق ج الفرات ،في الشرق كامل لبنان وسوريا مع جزء كبير جدًا من تركيا ) .بحيرة فان( ،في الشمال ،وقبرص في الغرب وُتنشر في إسرائيل ،وغالبًا بمعونات مالية من الدولة ،أو بأشكال أخر الدعم ،كمية كبيرة من البحاث والمناقشات الثقافية القائمة على أساس الحدود ،والمشمولة في الطاليس والكتب والمقالت ،وفي أشكال شعب أكثر من أشكال الدعاية .ومن المؤكد أن الراحل )مئير( كاهانا وأتباعه بالضافة إلى هيئات نافذة أخرى مثل حركة غوش إيمونيم ،ل يرغبون بفتح إسرائيل لهذه الراضي فحسب ،بل يعتبرون مثل هذا الفتح عملً موصى به من ال ،وسوف يكون نجاحه مؤكدًا بما أن ال سيساعد في وفي الواقع ،هناك شخصيات دينية يهودية مهمة ،تعتبر رفض إسرائي الشروح في حرب مقدسة من هذا النوع ،أو ما هو أسوأ من ذلك؛ إعا صحراء سيناء لمصر ،خطيئة قومية ،عاقبها ال عليها ،عن حق .وكا أحد حاخامات غوش إيمونيم ،والمدعو دوف ليور ،حاخام مستوطنة ك أربع اليهودية في الخليل ،والكثر نفوذًا من غيره ،قد أعلن تكرارًا ،بأ إخفاق إسرائيل في غزو لبنان في السنوات 1982ـ ،1985كان عقابا استحقته عن جدارة لخطيئتها في "إعطاء جزء من أرض إسرائيل" ) .سيناء( لمصر ل متطرفًا على الحدود وعلى الرغم من أنني اخترت ،والحق ُيقال ،مث ً التوراتية لرض إسرائيل ،التي تعود لـ"الدولة اليهودية" ،فإن هذه الح تتمتع بشعبية كبيرة في الدوائر القومية ـ الدينية .وهناك صيٌغ أقل تط للحدود التوراتية ،التي ُتسمى أحياناً "الحدود التاريخية" أيضًا .ولكن التشديد على أن مفهوم الحدود التوراتية أو الحدود التاريخية كالحدود المعينة للرض التي تعود لليهود بالحق ،أمر ل تنكره في داخل إسرائ ول في وسط جالية مؤيديها اليهود في الشتات ،لسباب مبدئية ،إل أقل صغيرة تعارض مفهوم الدولة اليهودية .وفيما عدا ذلك ،فإن العتراض على تحقيق مثل هذه الحدود ،عن طريق الحرب ،اعتراضات براغماتي صرفة .ويستطيع المرء أن يّدعي بأن إسرائيل اليوم أضعف من أن تس فتح كامل الراضي التي "تعود" لليهود ،أو أن يدعي بأن خسارة الر اليهودية )وليس الرواح العربية!( ،التي تستلزمها حرب غازية بهذه الضخامة ،أهم من فتح الراضي ،ولكن ل يستطيع المرء ،بحسب معاي اليهودية ،أن يدعي بأن "أرض إسرائيل" ضمن أي حدود كانت ،ل "ت لليهود كافة .وكان آرييل شارون في أيار/مايو عام ،1993قد اقترح رسميًا ،في مؤتمر حركة الليكود ،ضرورة أن تتبنى إسرائيل مفهوم ال التوراتية كسياستها الرسمية .وكانت هناك اعتراضات قليلة بعض الش على هذا القتراح ،إن في الليكود أو في خارجه ،وكانت كلها اعتراضا تقوم على أسباب براغماتية .كما أن أحدًا لم يسأل شارون أين هي بالض ح على وجوب أن تحققها إسرائيل .ودعونا نت الحدود التوراتية التي يل ّ بأنه لم يكن هناك أي شك في وسط الذين سموا أنفسهم لينينيين ،بأن .التاريخ يتبع المبادئ التي وضعها ماركس ولينين وليس فقط المعتقد بذاته مهما كان دوغمائيًا ،هو الذي يخلق الذهنية الستبدادية ،ولكن أيضًا رفض التشكيك به في أي وقت من الوقات ،م خلل الحؤول دون مناقشته في العلن .لذلك يمكن القول بأنه يوجد عر استبدادي قوي في المجتمع اليهودي ـ السرائيلي ،وفي شخصية يهو الشتات ،الذين يعيشون "حياة يهودية" ،والمنظمين في تنظيمات يهود .صرفة ومع ذلك ،تطورت منذ قيام الدولة أيضًا ،استراتيجية إسرائيلية كبرى تقوم على مبادئ "اليديولوجية اليهودية" ،بل على اعتبارات استراتي أو إمبريالية صرفة ـ ولقد قدم الجنرال )احتياط( شلومو غازيت ،الذي قائدًا سابقًا للستخبارات العسكرية ،وصفًا رسميًا وشفافًا للمبادئ التي .تحكم مثل هذه الستراتيجية مهمة إسرائيل ودورها ط ]منذ أن هفبحسب رأي غازيت" ،لم تتغير مهمة إسرائيل الرئيسية ق ّ التحاد السوفياتي[ ،وهي باقية على أهميتها الحاسمة .فموقع إسرائيل الجغرافي في وسط الشرق الوسط العربي ـ المسلم ،يجعل قَدر إسرائي ي للستقرار في كامل البلدان المحيطة بها .إن ]دو تكون الحارس الوف ّ هو حماية النظمة القائمة .ولهذه الغاية ستمنع إسرائيل حصول تغيير وراء حدود إسرائيل] ،التي[ ستعتبرها تغييرات ل ُتطاق ،وإلى حّد إحساسها بأنها مجبرة على استخدام كل قوتها العسكرية من أجل منعه ".اجتثاثها بكلم آخر ،تهدف إسرائيل إلى فرض الهيمنة على الدول الشرق أوسط الخرى .ول حاجة للقول ،بحسب غازيت ،بأن لسرائيل اهتمامًا خّيرا باستقرار أنظمة الحكم العربية .فإسرائيل ،برأي غازيت ،بحمايتها للن الحاكمة في الشرق الوسط ،تؤدي خدمة حيوية "للدول المتقدمة صنا والمهتمة جميعها ،اهتمامًا شديدًا ،بضمان الستقرار في الشرق الوس وهو يقول مجادًل ،بأن أنظمة الحكم القائمة في المنطقة كان من شأنه تنهار منذ وقت طويل لول وجود إسرائيل ،وأن هذه النظمة باقية في الوجود فقط بسبب التهديدات السرائيلية .وقد تكون وجهة النظر هذه وجهة نظر منافقة ،ولكن على المرء في الوقت نفسه ،أن يتذكر في مضامين من هذا النوع ،حكمة لروش ـ فوكو القائلة بأن "النفاق هو الضريبة التي يدفعها الخبث للفضيلة" .وإن استرداد الرض ما هو إل .محاولة للتملص من دفع أي ضريبة من هذا النوع ل وفرعًا ،السياسات السرائول حاجة للقول بأنني أعارض أيضًا ،أص ً غير ـ اليديولوجية كما شرحها غازيت بهذه الدرجة من الصحة والش وإنني أقّر في الوقت نفسه ،بأن أخطار سياسات بن غوريون أو شارو بحوافزها "اليديولوجية اليهودية" ،هي أسوأ بكثير من السياسات المبريالية مهما كانت إجرامية .كما أن نتائج السياسات التي تنتهجها أنظمة حكٍم أخرى مدفوعة بحوافز أيديولوجية تشير إلى التجاه نفسه ولن عنصرًا مهمًا من العناصر المؤلفة للسياسة السرائيلية يقوم على أساس "اليديولوجية اليهودية" ،فإن تحليلها يصبح أمرًا ل بد منه سياسيًا ،كما أن هذه اليديولوجية تقوم بدورها على مواقف اليهودية التاريخية تجاه الغيار ،وهذه المواقف هي أحد المواضيع الرئيسية له الكتاب ،فهي تؤثر بالضرورة على العديد من اليهود ،عن وعي أو بدو وعي .ومهمتنا هنا أن نبحث في اليهودية التاريخية بالمصطلحات الو إن تأثير اليديولوجية اليهودية على العديد من اليهود سيكون أقوى م ش دامت محجوبة أكثر عن المناقشة العامة .والمأمول هو أن يقود نقا ٌ هذا النوع الناس إلى اتخاذ موقف من الشوفينية اليهودية ومن الزدر الذي يبديه عدٌد كبير من اليهود تجاه الغيار )الذي سنوثقه أدناه( ،يك ل للموقف المتخذ عادة ،من معاداة السامية والشكال الخرى كاف مماث ً لكراهية الغير والشوفينية والعنصرية .كما ُيفترض ،عن حق ،بأن الفض الكامل وحده ،ليس لمعاداة السامية فحسب ،بل لجذورها التاريخية أيض يمكنه أن يكون الساس للقتال ضدها ،كذلك المر ،افترض بأن الفضح الكامل وحده للشوفينية اليهودية والتعصب الديني ،يمكنه أن يكون ال ح ذلك بصفة خاصة ،اليوم ،عندما نجد للنضال ضد هذه الظواهر .ويص ّ التأثير السياسي للشوفينية اليهودية والتعصب الديني ،وعلى عكس ال الذي كان سائدًا منذ خمسين عامًا أو ستين ،هو تأثير أكبر بكثير من ت معاداة السامية .ولكن هناك اعتبارًا آخر مهمًا أيضًا ،فأنا أؤمن بقوة، .ل يمكن محاربة الشوفينية اليهودية ومعاداة السامية إل في وقت واح غيتو مولع بالقتال ومغلق إن الخطر الفعلي للسياسات السرائيلية القائمة على اليديولوجية اليه سيبقى أكبر من خطر السياسات القائمة على العتبارات الستراتيجية الصرفة ،حتى يجري تبني مثل هذه المواقف تبنيًا واسع النطاق ،والفا بين هذين النوعين من السياسات ،فارق عّبر عنه تعبيرًا جيدًا هيو تر روبر في بحث له بعنوان "السير توماس مور واليوتوبيا" ،وقد أطلق .عليهما صفتي الفلطونية والميكانيكية لقد اعتذر ميكيافيللي ،على القل ،عن الطرق التي اعتقد بأنها ضروري السياسة ،ولقد أسف على ضرورة العنف والحتيال ،ولم يطلق عليهم اسم آخر .ولكن أفلطون ومور برراهما ،شرط استخدامهما للمحافظة .جمهوريتيهما الفاضلتين وعلى نحو مماثل ،فإن المؤمنين الحقيقيين بهذه اليوتوبيا المسماة "ا اليهودية" ،والتي ستجتهد لحراز الحدود التوراتية ،هم أكثر خطرًا م الستراتيجيين الكبار ،من أمثال "غازيت" ،لن سياساتهم ُتبّرر ،إما ع طريق استخدام الدين أو ما هو أسوأ ،أو عن طريق استخدام المبادئ الدينية الُمعلمنة التي تحتفظ بشرعية مطلقة .فبينما يرى غازيت ،على القل ،حاجة للمجادلة بأن التحّكم السرائيلي ُيفيد أنظمة الحكم العربية يّدع بن غوريون بأن إعادة إنشاء مملكة داود وسليمان ستفيد أحدًا غ .الدولة اليهودية وينبغي أل يبدو المر غريبًا إذا استخدمنا المفاهيم الفلطونية لتحليل السياسات السرائيلية القائمة على اليديولوجية اليهودية .فقد تنّبه بض علماء ،وكان أهمهم موشيه هداس ،الذي اّدعى بأن أسس "اليهودية الكلسيكية" ،أي اليهودية كما أرساها حكماء التلمود ،أسس قائمة عل التأثيرات الفلطونية ،وخصوصًا على صورة إسبارطة كما تظهر عند أفلطون .وبحسب هّداس ،فإن إحدى السمات الحاسمة للنظام السياسي الفلطوني ،والتي تبّنتها اليهودية في وقت مبكر جدًا يعود إلى عهد المكابين )142ـ63ق.م( ،كانت "ضرورة أن تكون كل مرحلة من مرا السلوك النساني خاضعة للتصديقات الدينية التي ،في الواقع ،ينبغي ل أن يديرها إدارة ماهرة" .ول يمكن أن يكون هناك تعريف لـ"اليهودية الكلسيكية" وللطرق الماهرة التي أدارها بها الحاخامات ،أفضل من ه التعريف الفلطوني .وعلى وجه الخصوص ،فقد اّدعى هداس بأن الي ف لبرنامجه" ،في الفقرة التا خصه أفلطون بنفسه كـ"أهدا ٍ تبنت ما "ل ّ :المعروفة ل كان أم امرأة ،يجب أّل يكوني شخص ،رج ً نأ ّ المر الساسي هو أ ّ من دون ضابط معّين فوقه ،وأن أي شخص كان يجب أل يكتسب العاد الذهنية باتخاذ أي خطوة ،بالجّد أو بالهزل ،على مسؤوليته الفردية .ف أن يعيش دائمًا ،في السلم كما في الحرب ،بعينيه نصب ضابطه العلى باختصار ،ينبغي لنا أن ندّرب الذهن حتى على أل ُيفكر بالعمل كفرد أو ). (Laws, 942 abيعرف كيف يعمل كفرد وإذا استبدلنا كلمة حاخام بكلمة ضابط ،سيكون لدينا صورة كاملة لليه الكلسيكية .وهذه اليهودية الكلسيكية ما زالت تؤثر تأثيرًا عميقًا في المجتمع اليهودي ـ السرائيلي ،وتعّين إلى حد بعيد ،السياسات السر وهذه الفقرة المقتبسة أعله ،هي الفقرة التي اختارها كارل بوبر في م باعتبارها تصف ماهية The Open Society Its Enemies, "المجتمع المغلق" .فاليهودية التاريخية وخليفتاها ،الرثوذكسية والصهيونية ،هم العداء اللّداء لمفهوم المجتمع المفتوح ،كما هو مط في إسرائيل .فالدولة اليهودية ،سواء أكانت قائمة على أيديولوجيتها اليهودية الحالية ،أم أصبحت حتى أكثر يهودية في طابعها مما هي عل الن ،مستندة إلى مبادئ الرثوذكسية اليهودية ،ل يمكنها أبدًا ،أن تض مجتمعًا مفتوحًا .وهناك خياران اثنان أمام المجتمع اليهودي ـ السرائ فهو يستطيع أن يصبح غيتو مولعًا بالقتال ومغلقًا تمامًا ،أي إسبارطة يهودية ،مدعومًا بكدح عبيد الرض العرب ،يحافظ على وجوده من خ نفوذه على المؤسسة السياسية المريكية ،وتهديداته باستخدام قوته النووية ،أو يمكنه المحاولة ليصبح مجتمعًا مفتوحًا .ويعتمد الخيار الث على الفحص المين لماضيه اليهودي ،وعلى العتراف بوجود الشوفي اليهودية والقتصادية اليهودية ،وعلى الفحص المين لمواقف اليهود .غير اليهود الجماعيـة n القتل والبـادة أغيـار" يمكن قتلهم" إن قتل اليهودي ،بحسب الديانة اليهودية ،جريمة عقوبتها العدام؛ و إحدى أفظع الخطايا الثلث )والخطيئتان الخريان هما عبادة الوثان والزنى( ،وللمحاكم الدينية والسلطات العلمانية اليهودية ،الوامر التي ُتلزمها بمعاقبة أي شخص مذنب بجرم قتل يهودي ،وحتى بما يجاوز .إجراءات العدالة العادية أما اليهودي الذي يتسبب بصورة غير مباشرة ،بقتل يهودي آخر ،فهو مذنب فقط بارتكاب ما تسميه شريعة التلمود ،معصية ضد "شرائع .السماء" ،ويكون عقابه عند ال عوضًا عن البشر ولكن عندما تكون الضحية من الغيار يختلف الوضع تمامًا .فاليهودي الذي يقتل أحد الغيار يكون مذنبًا فقط بارتكاب معصية ضد شرائع الس وهي معصية غير قابلة لعقوبة صادرة عن محكمة .أما التسبب بصور .غير مباشرة بمقتل أحد الغيار ،فهذا ليس معصية على الطلق وعلى هذا النحو ،يشرح أحد أهم معّلقين اثنين على "شولحان عاروخ بالقول بأنه فيما يتعلق بالغيار" ،على المرء أل يرفع يده ليذائه ،ولك ل ،بعدما ي سّلم مث ً يستطيع أن يؤذيه بطريقة غير مباشرة ،كأن يزيل ال ُ الشخص المعين قد سقط في هوة ..إذ ل يوجد حظر هنا ،لن الذى لم ُ".يرتكب بصورة مباشرة ولكن المعلق ُيشير من ناحية ثانية ،إلى الحظر المفروض على عمل ي بصورة غير مباشرة إلى مقتل أحد الغيار ،إذا كان ُيمكن لهذا العمل أ .يتسبب في انتشار العداء تجاه اليهود أما القاتل من الغيار الذي ُيصادف وجوده تحت السلطة القضائية اليهودية ،ينبغي أن ُينفذ فيه حكم العدام ،سواء أكانت الضحية يهودي غير يهودية .أما إذا كانت الضحية من الغيار وتحّول القاتل عن ديانت .واعتنق اليهودية ،فإنه ل ُيعاقب ولكل هذا صلة عملية ومباشرة بحقائق دولة إسرائيل .وعلى الرغم م القانون الجنائي في هذه الدولة ل يميز بين اليهود والغيار ،فإن الحاخامات الرثوذكس الذي يتبعون في إرشاد رعيتهمُ ،يجرون مثل ه التمييز بالتأكيد .أما النصيحة التي يسدونها للجنود المتدينين ،فهي نص .لها أهمية خاصة فلما كان حتى المنع المفروض على قتل أحد الغيار بدون تحّفظ ،منعاً ينطبق في حّده الدنى ،فقط على "الغيار الذين لسنا) ،نحن اليهود(، حالة عداء معهم" ،فقد استنتج عدد من الحاخامات المعّلقين في الماض الستنتاج المنطقي القائل بأن جميع الغيار ،في زمن الحرب ،الذين ي إلى السكان المعادين ،أغيار يمكن قتلهم ،أو حتى أغيار ينبغي قتلهم. العام ،1973وهذا المبدأ ُيبث علنًا ،من أجل إرشاد الجنود المتدينين. ب نشرته قيادة المنطق أول حض رسمي من هذا النوعُ ،مضّمنا في كتّي ٍ الوسطى في الجيش السرائيلي ،وهي المنطقة التي تشمل ،الضفة الغ وقد كتب الكاهن الرئيسي لهذه القيادة في الكتيب يقول" :عندما تصاد قواتنا مدنيين خلل الحرب ،أو أثناء عملية مطاردة ،أو في غارة من الغارات ،وما دام هناك عدم يقين حول ما إذا كان هؤلء المدنيون غير قادرين على إيذاء قواتنا ،فيمكن قتلهم بحسب الهالخاه ،ل بل ينبغي قتلهم ..إذ ينبغي عدم الثقة بالعربي في أي ظرف من الظروف ،حتى و أعطى انطباعًا بأنه متمدن ..ففي الحربُ ،يسمح لقواتنا وهي تهاجم ال بل إنها مأمورة بالهالخاه ،بقتل حتى المدنيين الطيبين ،أي المدنيين ا ".يبدون طّيبين في الظاهر االغيار في أرض إسرائيل يوجد في الهالخاه ،بالضافة إلى القوانين العامة المعادية للغيار ،قو خاصة ضد الغيار الذين يعيشون على أرض إسرائيل ،أو الذين يمرو عبرها ،في بعض الحالت فحسب .وهذه القوانين مكّرسة لتعزيز التفو .اليهودي في هذه البلد والتعريف الجغرافي الدقيق لمصطلح "أرض إسرائيل" ،هو موضوع شديد في التلمود وفي الدب التلمودي ،وقد استمّر هذا الجدل في الزم الحديثة بين مختلف اتجاهات الرأي الصهيونية .فبالنسبة إلى وجهة ن الحد القصى ،تشمل أرض إسرائيل )بالضافة إلى فلسطين نفسها( ،لي فقط كامل سيناء والردن وسوريا ولبنان ،بل أجزاء كبيرة أيضًا من ت ولكن تفسير "الحد الدنى" الكثر شيوعًا ،يضع الحدود الشمالية "فقط عند منتصف الطريق عبر سوريا ولبنان ،عند خط العرض لمدينة حمص وكان بن غوريون يؤيد وجهة النظر هذه .إل أن حتى هؤلء الذين يستثنون ،على هذا النحو ،أجزاء من سوريا ـ لبنان ،يتفقون في الرأي بعض القوانين التمييزية الخاصة )ولو أنها قوانين أقل قمعية من تلك المعمول بها في أرض إسرائيل بالذات( ،هي قوانين تنطبق على الغي تلك النحاء ،لن تلك الراضي كانت ضمن نطاق مملكة داود .كما أن جزيرة قبرص ،في التفسيرات التلمودية كافة ،تدخل ضمن نطاق أرض .إسرائيل وسوف أسجل الن قائمة ببعض القوانين الخاصة المتعلقة بالغيار في أرض إسرائيل ،وسوف تكون صلتها بالممارسة الصهيونية الفعلية ظ .تمامًا تمنع الهالخاه اليهود من بيع الممتلكات غير المنقولة ـ كالحقول والبي في أرض إسرائيل ،إلى الغيار .أما في سوريا ،فيسمح ببيع البيوت ) ).ليس الحقول وُيسمح بتأجير منـزل في أرض إسرائيل لحد الغيار ،بشرطين اثنين. الشرط الول ،أل ُيستخدم هذا المنـزل للسكن ،بل لغراض أخرى ،مثل التخزين .والشرط الثاني ،أل تؤجر للغيار ثلثة منازل مجاورة أو أكث .إيجارًا من هذا النوع سر هذه الحكام وغيرها كالتالي" :حتى ل تسمح لهم بالتخييم على وُتف ّ الرض ،لنهم عندما ل يملكون الرض ،فإن مكوثهم هناك سوف يكو مؤقتًا" .ويجوز التسامح حتى تجاه الوجود المؤقت للغيار ،ولكن فقط "عندما يكون اليهود في المنفى ،أو عندما يكون الغيار أقوى من اليهود" ،ولكن ُيحظر علينا ،عندما يكون اليهود أقوى من الغيار ،الق بعابد الوثان في وسطنا؛ ولن ُيسمح حتى للمقيم المؤقت أو التاجر المتجول ،بالمرور عبر أرضنا ،ما لم يقبل بتعاليم نوح السبعة ،لنه ُكت "ولن يقيموا في أرضك" ،أي ول حتى بصفة مؤقتة .فإذا قبل بتعاليم السبعة ،يصبح غريبًا مقيمًا ،ويحظر منحه مكانة الغريب المقيم إل في الوقات التي ُيقام فيها مهرجان الفرح ]أي عندما يقوم الهيكل وُتقّدم القرابين[ .أما خلل الزمنة التي ل تقام فيها مهرجانات الفرح ،فُيحظر ل إلى اعتناق اليهودية .القبول بأي شخص لم يتحّول تحوًل كام ً ويّتضح بالتالي ـ وتمامًا كما يقول قادة حركة غوش إيمونيم والمتعاطف معها ـ بأن السؤال برمته ،حول الكيفية التي ينبغي أن ُيعامل بها الفلسطينيون ،هو بحسب الهالخاه ،مجرد مسألة القوة اليهودية :فإذا لليهود القوة الكافية ،فإن واجبهم الديني يقتضي منهم عندئٍذ ،طرد .الفلسطينيين وغالبًا ما يستشهد الحاخامات السرائيليون وأتباعهم المحّمسون بهذه القوانين .وعلى سبيل المثال ،فقد استشهد المؤتمر الحاخامي الذي انع عام ،1979لمناقشة اتفاقات كامب ديفيد ،استشهادًا وقورًا ،بالقانون يمنع تأجير الغيار ثلثة منازل متجاورة .وأعلن هذا المؤتمر أيضًا ،ب حتى "الحكم الذاتي" الذي كان بيغن مستعدًا لتقديمه إلى الفلسطينيين، بحسب الهالخاه ،حكم ذاتي ليبرالي أكثر من اللزوم .ونادرًا ما يطعن "اليسار" الصهيوني بتصريحات من هذا النوع ـ وهي تصريحات تحد .الواقع ،موقف الهالخاه تحديدًا صحيحًا وبالضافة إلى مثل هذا القوانين التي ُذكرت حتى الن ،والموجهة ضد الغيار كافة في أرض إسرائيل ،ينشأ تأثير يفوقها شرًا ،من القوانين الخاصة ضد الكنعانيين القدامى ،وغيرهم من الشعوب التي عاشت في فلسطين قبل أن يفتحها يوشع ،وضد العماليق أيضًا .فكل هذه الشعوب ض التور أن ُتباد إبادة كاملة ،ويكرر التلمود والدب التلمودي هذا الح ّ على البادة الجماعية بحماسة حتى أشد من حماسة التوراة .وُيماثل الحاخامات النافذون الذين لهم أتباع ُكثر في وسط ضباط الجيش السرائيلي ،يماثلون الفلسطينيين) ،أو حتى العرب جميعًا( ،بتلك الشع القديمة ،بحيث تكتسب وصايا من نوع وصية "ولن ُتبقي حيًا أي شي يتنفس" ،معنى له صلة بالوضع الحاضر .ومن المألوف في الواقع ،أن ُتلقى في جنود الحتياط الذين يجري استدعاؤهم لدورة خدمة في قطاع غزة" ،محاضرات تثقيفية" يقال لهم فيها بأن فلسطينيي غزة "يشبهو العماليق" .ولقد استشهد أحد الحاخامات السرائيليين المهمين ،استش ض على البادة الجماعية للميديانيين ،من أج وقورًا ،بآيات توراتية تح ّ يبرر مجزرة قبية ،وقد أحرزت هذه الفتوى تداوًل واسع النطاق في و الجيش السرائيلي .وهناك أمثلة مشابهة كثيرة ،على التصريحات الحاخامية المتعطشة للدماء ،المناهضة للفلسطينيين والتي تستند إلى .القوانين المواقف تجاه المسيحية والسلم لقد أوردنا فيما سبق ،عددًا من المثلة على المواقف الحاخامية تجاه الديانتين ،بصورة عابرة ،ولكنه سيكون مفيدًا إذا أوجزنا هذه المواقف إن اليهودية ُمشبعة بكراهية عميقة جدًا تجاه المسيحية ،مقترنة بجهل ومن الواضح بأن الضطهادات المسيحية لليهود فاقمت حّدة هذا الموق ولكنه موقف مستقل عنها إلى حد بعيد؛ فهو يعود في الواقع ،إلى الزم الذي كانت فيه المسيحية ما تزال ضعيفة ومضطهدة )ول سيما من ِقبَ اليهود( .وقد شارك في هذا الموقف اليهود الذين لم يتعرضوا لضطها المسيحيين في يوم من اليام ،أو حتى من اليهود الذين ساعدهم المسيحيون .وهكذا ،كان بن ميمون خاضعًا لضطهاد المسلمين في نظ الموحدين ،فهرب منهم إلى مملكة القدس الصليبية أوًل ،ولكن هذا لم وجهات نظره قط .وهذا الموقف السلبي العميق يقوم على عنصرين .رئيسيين اثنين العنصر الول ،كراهية السيد المسيح والفتراءات الخبيثة ضده .وينبغ بالطبع أن نمّيز تمييزًا واضحًا ،بين النظرة التقليدية لليهودية إلى الس المسيح ،وبين الخلف السخيف بين المعادين للسامية والمدافعين اليه حول "المسؤولية" عن إعدامه .ويعترف معظم العلماء المحدثين لتلك الفترة ،بعدم توفر معرفة تاريخية دقيقة للظروف المحيطة بإعدام السي المسيح ،بسبب النقص في الروايات الصلية والمعاصرة ،والتأليف الم للناجيل ،والتناقضات فيما بينها .وفي أي حال ،فإن فكرة الذنب الجما والموروث ،فكرة خبيثة ل يقبلها العقل .إل أن الموضوع هنا ،ليس الح الفعلية عن السيد المسيح ،بل التقارير غير الدقيقة وحتى المفترية ،في التلمود وفي الدب التلمودي من بعده ـ والتي اعتقد بها اليهود حتى ا التاسع عشر ،وما زال الكثيرون منهم ،خصوصًا في إسرائيل ،يعتقدون بها ،لن هذه التقارير ،لعبت بالتأكيد ،دورًا مهمًا في بلورة الموقف .اليهودي من المسيحية فبحسب التلمود ،أعدم السيد المسيح بحكم من محكمة حاخامية بتهمة عبادته للصنام وتحريض اليهود الخرين على عبادة الصنام ،واحتقا السلطة الحاخامية .والمصادر اليهودية الكلسيكية كافة التي تذكر إعد سعيدة تمامًا بتحمل مسؤولية ذلك؛ حتى أن الرواية التلمودية لم تأت ع .ذكر الرومان أما الروايات الكثر شعبية ـ والتي تؤخذ مع ذلك على محمل الجد التام مثل "قصة يسوع" )تولدوف يشو( ،الشهيرة ،فهي حتى أسوأ من سابقاتها ،إذ إنها ،بالضافة إلى الجرائم المذكورة أعله ،تتهمه بممار السحر .ولقد كان اسم "يسوع" بحد ذاته ،بالنسبة إلى اليهود ،رمزاً ل هو بغيض ،وما زال هذا التقليد الشعبي مستمرًا .كما أن الناجيل ممقو على حّد سواء ،ول ُيسمح بالقتباس منها )ناهيك عن تعليمها( حتى ف .المدارس اليهودية السرائيلية العصرية والعنصر الثاني ،هو أن التعليم الحاخامي ،ولسباب لهوتية يكمن معظ في الجهل ،يصنف الديانة المسيحية كديانة عبادة الصنام .وهذا المر ظ للمعتقدات المسيحية حول الثالوث القدس يستند إلى التفسير الف ّ سد .والتج ّ وُتعتبر الرموز والتمثيلت المصّورة المسيحية كافة "أوثانًا" حتى من هؤلء اليهود الذين يعبدون لفائف المخطوطات القديمة والحجارة أو ا ".الشخصي لـ"الرجال المقدسين أما موقف اليهودية من السلم ،فهو على عكس ذلك ،موقف معتدل ن وعلى الرغم من أن الصفة المبتذلة التي تصف بها النبي محمد ،هي ص "الرجل المجنون" )ميشوغا( ،إل أنها لم تكن صفة سيئة تقريبًا بالحد تبدو فيه اليوم ،ولكنها تهون في أي حال ،أمام المصطلحات البذيئة الت ُتطلق على السيد المسيح .وعلى نحو مماثل ،فإن القرآن ـ وعلى عكس العهد الجديد ـ ليس محكومًا عليه بالحرق .وهو ليس مكّرما مثل تكري الشريعة السلمية للمخطوطات اليهودية المقدسة ،ولكنه يعامل معامل الكتاب العادي .وتتفق معظم المراجع الحاخامية في الرأي ،على أن ال ليس عبادة أوثان )على الرغم من أن بعض قادة غوش إيمونيم اليوم، يختارون تجاهل ذلك( .ولذلك ،تحكم الهالخاه بضرورة أل يلجأ اليهود معاملة المسلمين معاملة أسوأ من معاملتهم للغيار "العاديين" .ولكن يعاملونهم معاملة أفضل أيضًا .ويمكننا مرة أخرى ،أن نستخدم بن ميم كنموذج توضيحي .فهو يقول صراحة ،بأن السلم ليس عبادة أصنام، يستشهد في أعماله الفلسفية ،وباحترام كبير ،بالعديد من المراجع الفل السلمية .ولقد كان ابن ميمون ،كما كنت قد ذكرت سابقًا ،الطبيب الخ عّين ،بأمر من صلح الدين ،زعيمًا ليهود لصلح الدين وعائلته ،وقد ُ كافة .ومع ذلك ،فإن القواعد التي يضعها ضد إنقاذ حياة الغيار )إل ل .الخطر على اليهود( تنطبق على المسلمين ،على حد سواء النتائج السياسية n
إن المواقف المستمرة لليهودية الكلسيكية تجاه الغيار ،تؤثر تأثيرًا ش
على اتباعها ،اليهود الرثوذكس ،هؤلء الصهيونيون الذين يمكننا اعتبارهم استمرارًا لها .وهذه المواقف تؤثر أيضًا ،من خلل الصهيون على سياسات دولة إسرائيل .وكانت إسرائيل ،منذ العام ،1967كلما أصبحت أكثر "يهودية" ،كلما تأثرت سياساتها بالعتبارات اليديولوج اليهودية أكثر من تأثرها بالمصالح المبريالية المبلورة بدون انفعالت وهذا التأثير اليديولوجي ل يدركه عادة ،الخبراء الجانب ،الذين يميلو إلى تجاهل تأثير الديانة اليهودية على سياسات إسرائيل ،أو التقليل من .أهميته .وهذا ما يفسر لماذا كانت معظم تكهناتهم تكهنات غير صحيح السباب الدينية وأزمات الداخل وفي الواقع ،فإن السباب الدينية ،التي غالبًا ما تكون أسبابًا تافهة ،ه التي تخلق الزمات الحكومية السرائيلية ،أكثر من أيّ سبب آخر .وال صصه الصحافة العبرية لبحث الخلفات التي تنشب دائمًا ،بين الذي تخ ّ الجماعات الدينية المختلفة ،أو بين العلمانيين والمتدينين ،أكبر من الح صصه لي موضوع آخر ،إل في أزمنة الحرب أو التوترات الذي تخ ّ المتعلقة بالقضايا المنية .وفي وقت كتابة هذا الكتاب ،أي في آب/أغسطس ،1993،كانت بعض المواضيع التي تستحوذ على الهتم الكبر لقّراء الصحف العبرية ،هي :هل ُيدفن الجنود الذين ُيقتلون أثناء الخدمة ،في مناطق منفصلة ضمن المدافن العسكرية السرائيلية إذا ك ت غير يهوديات؟ وهل ُيسمح لجمعيات دفن الموتى الدينية أبناء أمها ٍ اليهودية ،التي تحتكر دفن الموتى اليهود كافة باستثناء أفراد المستوط بمواصلة عادتها بختان جثث اليهود غير المختونين قبل دفنها )ومن د طلب إذن من العائلة(؟ وهل سيبيح القانون ،استيراد اللحوم غير المذب على الطريقة اليهودية ،والمحظورة بصورة غير رسمية منذ إنشاء ال أم سيمنعه؟ وهناك عدد أكبر من هذا النوع من المسائل ،التي تستحوذ اهتمام عامة اليهود السرائيليين أكثر بكثير من موضوع المفاوضات .الفلسطينيين وسوريا ،على سبيل المثال وكانت محاولت بعض السياسيين السرائيلييين لتجاهل عوامل "اليديولوجية اليهودية" لصالح مصالح إمبريالية صرفة ،قد أّدت إلى عواقب وخيمة .ففي أوائل العام ،1974كانت لسرائيل بعد هزيمتها الجزئية في حرب يوم الغفران ،مصلحة حيوية في وقف النفوذ المتجد لمنظمة التحرير الفلسطينية ،التي لم تكن قد حازت بعد على اعتراف ا العربية بها على أنها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين .وقد بلورت الحكومة السرائيلية خطًة لدعم النفوذ الردني في الضفة الغربية ،الذ كان نفوذًا كبيرًا في ذلك الوقت .وقد طالب الملك حسين بمقابل منظور طلب منه تأييد الخطة .فجرى التفاق على أن يقيم كبير مؤيديه عندما ُ الضفة الغربية ،الشيخ الجعبري من مدينة الخليل ،الذي كان يحكم القس الجنوبي من الضفة الغربية بقبضة حديدية وبموافقة وزير الدفاع آنذا موشيه دايان ،أن يقيم حفلة لوجهاء المنطقة في باحة مسكنه الفخم ف الخليل .وكان للحفلة التي ُتقام تكريمًا لعيد ميلد الملك ،أن تتميز بعرض علني للعلم الردنية ،وتكون بداية لحملة موالية للردن .ولكن المستوطنين المتدينين في مستوطنة "كريات أربع" في الجوار ،الذين مجرد حفنة من الشخاص في ذلك الوقت ،سمعوا بالخطة وهددوا رئي الحكومة آنذاك ،غولدا مئير ،ووزيرها دايان ،بالقيام باحتجاجات قوية رفع علم "دولة غير يهودية" ضمن أرض إسرائيل ،يناقض كما قالوا المبادىء المقدسة التي تقول بأن هذه الرض "تعود" لليهود فحسب، أن هذا المبدأ مبدأ مقبول من الصهيونيين كافة ،فقد كان على الحكومة ترضخ لمطالبهم وتأمر الشيخ الجعبري بالمتناع عن عرض أي أعلم أردنية .وعليه ،فقد عمد الجعبري الذي شعر بمذلة عميقة ،إلى إلغاء الحفلة ،وصّوت الملك حسين في مؤتمر الجامعة العربية في فاس ،الذ عقد بعد هذه الحادثة بوقت قصير ،لصالح منظمة التحرير الفلسطينية ُ .واعترف بها على أنها الممثل الوحيد للفلسطينيين وبالنسبة إلى معظم العامة من اليهود السرائيلييين ،فإن المحادثات ال حول "الحكم الذاتي" ،متأثرة بدورها بمثل هذه العتبارات اليديولوج .اليهودية ،أكثر من تأثرها بأي اعتبارات أخرى بين التأثر الديني والحالة المبريالية والستنتاج الذي ُيستخلص من هذه النظرة في السياسات السرائيلية، المدعوم بتحليل لليهودية الكلسيكية ،يجب أن يكون التالي :إن تحليل صناعة السياسة السرائيلية ،التي ل تشدد على أهمية طابعها الفريد كـ"دولة يهودية" ،يجب أن تكون تحليلت خاطئة .والمقارنة السهلة لسرائيل بحالت أخرى من حالت المبريالية الغربية ،أو بدول استيط أخرى ،هي بصفة خاصة ،مقارنة غير صحيحة .ففي ظل النظام القائم الفصل العنصري ،كانت أرض جنوب أفريقيا مقسمة رسميًا إلى قسمين 87بالمائة منها "تعود" للبيض ،و 13بالمائة منها قيل ،رسميًا ،بأنها "تعود" للسود .بالضافة إلى ذلك ،أنشئت ،رسميًا ،دول ذات سيادة ،م ُ.يسمى البانتوستان ،تتجسد فيها كل رموز هذه السيادة ولكن "اليديولوجية اليهودية" تطالب بعدم جواز العتراف بأي جزء أرض إسرائيل ،كجزء "يعود" لغير اليهود ،وبعدم جواز السماح الرس بعرض أي علمة من علمات السيادة ،مثل رفع العلم الردنية .ومب استرداد الرض يطالب مثاليًا ،بأن تصبح كل الرض ،وليس مجرد 87 ل ،أرضًا "مستردة" في ميعادها ،أي أن تصبح مملوك بالمائة منها ،مث ً ظر "اليديولوجية اليهودية" ذلك المبدأ الملئم جدًا ،مبدأاليهود .وتح ّ المبريالية ،الذي كان قد عرفه الرومان ،واتبعته من بعدهم العديد من المبراطوريات العلمانية ،والذي صاغه اللورد كرومر أفضل صياغة، بقوله" :إننا ل نحكم مصر ،إننا نحكم حّكام مصر" .فاليديولوجية اليه تمنع اعترافًا من هذا القبيل؛ وهي تمنع أيضًا ،اتخاذ موقف ينّم في ظا عن الحترام تجاه أي "حكام غير يهود" ضمن أرض إسرائيل .ول يم لسرائيل أن تستخدم ضمن المنطقة التي تعتبر جزءًا من أرض إسرائي نظام العملء برمته ،من ملوك وسلطين ومهراجات وزعماء ،أو نظام الديكتاتوريين التابعين ،في الزمنة الحدث ،وهو النظام الملئم جداً في حالت أخرى ،للسيطرة السياسية المبريالية .وبالتالي ،فإن المخاوف يعّبر عنها الفلسطينيون عادة ،من أن ُيعرض عليهم إنشاء "بانتوستان مخاوف ل أساس موجبًا لها على الطلق .ول يمكننا أن نتصّور تراج إسرائيليًا إل إذا فقدت أرواح إسرائيلية كثيرة في الحرب ،كما حصل ف عام ،1973وفي عواقب الحرب في لبنان ،في فترة 1983ـ،1985 أن هذا التراجع يمكن أن يبّرر بالمبدأ القائل بأن قدسية الحياة اليهودية من العتبارات الخرى .ولكن المر الذي ل يمكنه أن يحصل ،هو أن إسرائيل ،ما دامت باقية دولة يهودية ،سيادة مزيفة ولكنها مع ذلك ،ح رمزيًا ،أو حتى حكمًا ذاتيًا حقيقيًا لغير اليهود ،ضمن أرض إسرائيل، ولسباب سياسية صرفة .فإسرائيل مثلها مثل بعض البلدان الخرى ،د حصرية تقتصر على جماعة دون أخرى ،ولكن الحصرية السرائيلية .خاصة بإسرائيل بالذات ،دون غيرها يهود الشتات أكثر تعصبًا ويمكننا أن نقّدر بأن "اليديولوجية اليهودية" ،بالضافة إلى تأثيرها ع السياسات السرائيلية ،تؤثر أيضًا على قسم مهّم من يهود الشتات ،و يكون على أكثريتهم .ولما كان وضع اليديولوجية اليهودية موضع الت الفعلي يعتمد على إسرائيل قوية ،فإن هذا بدوره ،يعتمد إلى حد بعيد، الدعم الذي يقدمه يهود الشتات لسرائيل ،وخصوصًا يهود الوليات المتحدة المريكية .وصورة يهود الشتات ومواقفهم من غير اليهود ،ت تمامًا عن مواقف اليهودية الكلسيكية كما وصفناها أعله )فهي أسوأ ويظهر هذا الختلف أكثر ما يظهر ،في البلدان الناطقة بالنكليزية ،ح تحصل بانتظام أفدح التحريفات لليهودية .والوضع على أسوأ ما يكون الوليات المتحدة وكندا ،الدولتين اللتين تفوق قوة تأييدهما للسياسات السرائيلية ،بما فيها السياسات التي تتناقض تناقضًا صارخًا مع الحقو .النسانية أي تأييد آخر لها ول يمكننا ،عندما ندرس دعم الوليات المتحدة لسرائيل بالتفاصيل الملموسة وليس بالمطلق ،أن نفسر هذا الدعم تفسيرًا وافيًا ،فقط على نتيجة المصالح المبريالية المريكية ،إذ ينبغي أن يؤخذ في الحسبان القوي الذي تمارسه الطائفة اليهودية المنظمة في الوليات المتحدة ،د للسياسات السرائيلية كافة ،من أجل تفسير سياسات الدارات المريك الشرق الوسط .وهذه الظاهرة ملحوظة أكثر في حالة كندا التي ل يمك ُتعتبر مصالحها الشرق أوسطية على قدر مماثل من الهمية ،ولكن تف المخلص لسرائيل يفوق حتى تفاني الوليات المتحدة لها .والمنظمات اليهودية في كل البلدين )وأيضًا في فرنسا وبريطانيا ودول عديدة أخر بالولء نفسه الذي منحته الحزاب الشيوعية للتحاد السوفييتي لوقت طويل .كما أن العديد من اليهود الذين يبدون نشيطين في الدفاع عن الحقوق النسانية ،والذين يتبّنون وجهات نظر منشقة بخصوص مسائ س إسرائيل ،درجة لفتة من السأخرىُ ،يظهرون في القضايا التي تم ّ ونجدهم في طليعة المدافعين عن سياسات إسرائيل كافة .ومن المعرو صب الذي يظهره يهود الشتاتجيدًا في إسرائيل ،بأن الشوفينية والتع ّ المنظمين في تأييدهم لسرائيل أكثر بكثير من الشوفينية التي يظهرها اليهودي السرائيلي العادي )خصوصًا منذ العام .(1967وهذا التعص ملحوظ بصفة خاصة في كندا والوليات المتحدة ،ولكنني سوف أركز الوليات المتحدة بسبب أهميتها الكبر بما ل ُيقاس .ولكن تجدر الشار إلى أننا نجد أيضًا يهودًا ل تختلف آراؤهم في السياسات السرائيلية ع آراء باقي المجتمع )مع العتبار الذي تستحقه عوامل الجغرافيا والدخ ).والمكانة الجتماعية ،وإلى ما هنالك من عوامل أخرى سياسة يهودية مضّللة لماذا ُيبدي بعض اليهود المريكيين شوفينية ،تكون متطرفة في بعض الحيان ول يبديها غيرهم؟ علينا أن نبدأ بلحظ الهمية الجتماعية ،وب الهمية السياسية ،للمنظمات اليهودية ذات الطبيعة الحصرية :أنها ل مبدئيًا بأعضاء من غير اليهود) .وهذه الحصرية تتناقض تناقضًا مض مع بحثها الدؤوب لكتشاف أكثر النوادي المغمورة التي ترفض قبول عضوية يهودي من أجل أن تدينها( .وهؤلء الذين يمكننا أن نسميهم "يهودًا منظمين" ،والذين يمضون معظم أوقاتهم خارج دوام العمل ،ب يهود آخرين ،يمكننا أن نعتبرهم من أنصار الحصرية اليهودية والمحا على مواقف اليهودية الكلسيكية تجاه الغيار .ولكنهم ل يستطيعون ف ظل الظروف الحاضرة ،التعبير علناً عن هذه المواقف تجاه الغيار في الوليات المتحدة ،الذين يشكلون ما يزيد على 97بالمائة من عدد الس ولكنهم يعّوضون عن ذلك بالتعبير عن مواقفهم الحقيقية في دعمهم لـ"الدولة اليهودية" والمعاملة التي تعامل بها الغيار في الشرق الو وإل ،كيف لنا ،خلف ذلك ،أن نفسر هذا الحماس الذي أبداه كل هذا ال ل ،مقارنة بامتن من الحاخامات المريكيين دعمًا لمارتن لوثر كينغ ،مث ً عن تأييد حقوق الفلسطينيين ،حتى حقوقهم النسانية الفردية؟ كيف لن خلف ذلك ،أن نفسر التناقض الصارخ بين مواقف اليهودية الكلسيكي نحو الغيار ،التي تتضمن القاعدة القائلة بوجوب عدم إنقاذ حياتهم إل أجل المصلحة اليهودية ،وبين تأييد الحاخامات المريكيين واليهود المنظمين لحقوق السود؟ فمارتن لوثر كينغ وغالبية السود المريكيين ليسوا يهودًا ،مع كل ذلك .وحتى إذا اعتبرنا بأن اليهود المحافظين والرثوذوكس فحسب ،الذين يشكلون مجتمعين ،أكثرية اليهود المنظم هم الذين يحملون مثل هذه الراء في الغيار ،إل أن القسم الخر من اليهود المريكيين المنظمين ،الصلحيين ،لم يعارضهم قط ،بل في رأ .يظهر متأثرًا جدًا بهم إن تفسير هذا التناقض الظاهري أمٌر سهٌل في الواقع ،إذ يجب أن نتذك بأن اليهودية ،خصوصًا في شكلها الكلسيكي ،استبدادية ،في طبيعتها سلوك مؤيدي اليديولوجيات الستبدادية الخرى في أزمنتنا لم يكن م عن سلوك اليهود المريكيين المنظمين .فستالين ومؤيدوه لم يكّلوا من إدانة التمييز ضد السود المريكيين والجنوب أفريقيين ،خصوصًا في خ أسوأ الجرائم التي كانت ُترتكب داخل التحاد السوفييتي ،ونظام الفصل والتمييز العنصري في جنوب أفريقيا لم يتوقف عن شجبه لنتهاكات ح النسان التي كانت ترتكبها النظمة الشيوعية أو النظمة الفريقية الخ .كما لم يتوقف عن شجبها مؤّيدوه في البلدان الخرى ويمكن إعطاء أمثلة مشابهة عديدة .ولذلك ،فإن تأييد المرء للديمقراط لحقوق النسان ،هو تأييد ل معنى له ،أو حتى أنه تأييد مؤٍذ ومضّلل ع ل يبدأ بانتقاد الذات ،وبتأييد حقوق النسان عندما تنتهكها الجماعة نف التي ينتمي إليها هذا المرء .وإن أي تأييد لحقوق النسان عمومًا ،يص عن يهودي ،ول يشمل تأييد حقوق الغيار الذين تنتهك "الدولة اليهو حقوقهم ،هو تأييد مضّلل مثل ضلل التأييد الستاليني لحقوق النسان. الحماسة الظاهرية التي أبداها الحاخامات المريكيون ،أو التي أبدتها المنظمات اليهودية ،في الوليات المتحدة ،خلل الخمسينات والستينات تأييدًا للسود في الجنوب ،لم يكن حافزها إل اعتبارات المصلحة الشخص .اليهودية ،تمامًا مثلما كان التأييد الشيوعي لهؤلء السود أنفسهم في ِكل الحالتين كانت محاولة استقطاب طائفة السود سياسيًا ،وفي الح اليهودية ،كانت محاولة لستقطاب تأييدهم الغافل لسياسات إسرائيل في .الشرق الوسط مواجهة الذات ن المتحان الحقيقي الذي يواجه اليهود السرائيلييين ويهود لذلك ،فإ ّ الشتات هو امتحان نقدهم الذاتي الذي ينبغي أن يشمل نقد الماضي اليهودي .والجزء الهم لهذا النقد يجب أن يكون مواجهة الموقف اليه صلة وصادقة .وهذا ما يطلبه اليهود وعن من غير اليهود ،مواجهة مف ّ من هؤلء :أن يواجهوا ماضيهم هم ،ليصبحوا بالتالي ،مدركين للتميي والضطهادات التي ارُتكبت بحق اليهود .ففي السنوات الربعين الخير جاوز إلى حد كبير عدد الغيار الذين ُقتلوا على يد اليهود ،عدد اليهو الذين ُقتلوا على يد غير اليهود .كما أن مدى الضطهادات والتمييز ض الغيار ،التي ارتكبتها "الدولة اليهودية" ،بتأييد يهود الشتات المنظم يجاوز تجاوزًا كبيرًا مدى المعاناة التي سببتها لليهود النظمة المعادية وعلى الرغم من أن النضال ضد معاداة السامية )أشكال العنصرية الخ كافة( ينبغي أل يتوقف أبدًا ،فإن النضال ضد الشوفينية والحصرية اليهودية ،الذي يجب أن يشمل نقدًا لليهودية الكلسيكية ،هو نضال يس .في الهمية ،أو يفوقه أهمية عن كتاب الديانة اليهودية وتاريخ اليهود لسرائيل