You are on page 1of 263

‫إبراهيم طوقان‬

‫العمال الشعرية الكاملة‬

‫إعداد و ترتيب‬

‫ماجد الحكواتي‬

‫مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للبداع‬


‫الشعري‬

‫أشرف على طباعة هذا الديوان وراجعه ووضع بعض حواشيه ودقق‬
‫فهارسه الباحث في المانة العامة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود‬
‫البابطين للبداع الشعري )ماجد الحكواتي(‪.‬‬
‫الصف والخراج والتنفيذ‪ :‬محمد العلي‬

‫أحمد متولي‪ -‬أحمد جاسم‬

‫قسم الكمبيوتر في المانة العامة للمؤسسة‬

‫حقوق الطبع محفوظة للمؤسسة‬

‫مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للبداع الشعري‬

‫تلفون ‪ 2430514 :‬فاكس ‪( 00965 ) 2455039‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪1‬‬
‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫أليس من المفارقة أن يفارق شاعر فلسطين الول إبراهيم طوقان الحياة‬


‫وفد مل شعره أسماع الوطن العربي دون أن ينشر له ديوان ‪ ،‬و أن يبقي‬
‫كثير من شعره مبعثرا في صفحات الدوريات العربية أو مطويا في دفاتره‬
‫المخطوطة ‪ ،‬كأن إبراهيم شعر بهذه المفارقة في أواخر حياته فسارع إلى‬
‫انتقاء بعض من قصائده وسلط عليها ما يمتلكه من حس نقدي و اجتماعي‬
‫ليصفيها من أي شائبة ‪ ،‬ولكن الموت عاجله بعد أن أتم إعداد قصائده‬
‫للنشر ‪ ،‬و بعد وفاته وجد شقيقه احمد إن الوفاء لخيه يقتضيه إكمال‬
‫أعماله ‪ ،‬فإذا بل أحداث العاصفة للحرب العالمية الثانية ثم نكبة التشرد‬
‫تؤخر هذا العمل ‪ ،‬ولم يتح لديوان إبراهيم الظهور إل عام ‪1955‬م ‪،‬‬
‫فصدرت الطبعة الولى من الديوان عن دار الشرق الجديد في بيروت ‪،‬‬
‫وقد حافظ احمد طوقان علي القصائد التي اختارهاإبراهيم وعددها )‬
‫‪(77‬قصيدة و اقتصر عمله علي تشكيل بعض الكلمات ‪..‬وشرح بعض‬
‫المناسبات‪..‬و إضافة عشر مقطوعات غزلية ‪ ،‬و بلغت أبيات هذا الديوان )‬
‫‪(1455‬بيتا تقريبا ‪،‬و احتوي هذا الديوان ‪ -‬بالضافة للقصائد – مقدمة لحمد‬
‫طوقان وكتيبا كانت قد أصدرته فدوي طوقان بعنوان ))أخي إبراهيم(( ‪ ،‬ثم‬
‫رتبت القصائد حسب الموضوعات مع نشر بعض القصائد الطويلة‬
‫المنفردة ‪ ،‬وقد ظلت هذه الطبعة تمثل الصوت الشعري المعروف‬
‫لبراهيم طوقان لجيل كامل من القراء العرب ‪ ،‬و بقي الكثير من نتاجه‬
‫الشعري مطموسا ل يعرفه إل قلة من المعاصرين للشاعر و المتصلين به‪.‬‬

‫حتى جاءت دار القدس في بيروت عام ‪ 1975‬و أصدرت طبعة جديدة‬
‫لديوان الشاعر تمثل نقلة جديدة إذ ضمت الشعار التي احتوتها دار‬
‫الشرق ‪ ،‬و أضافت إليها)‪ (36‬قصيدة جديدة دون أن تذكر مصادرها ‪ ،‬و‬
‫بلغت أبيات هذه الطبعة )‪ (2132‬بيتا تقريبا ‪ ،‬وقد اتبعت هذه الطبعة‬
‫طريقة جديدة في الترتيب و هو الترتيب التاريخي للقصائد حسب تاريخ‬
‫نظمها أو نشرهاو احتفظت للناشيد بحيز خاص ‪.‬‬

‫وظلت هاتان الطبعتان الساس المعتمد لكل ما صدر بعدهما ‪ ،‬فنهجت‬


‫طبعتا دار العودة و دار المسيرة نهج طبعة دار الشرق الجديد ‪ ،‬بينما‬
‫اتبعت طبعة المؤسسة العربية للدراسات و النشر طبعة دار القدس ‪.‬‬

‫وعندما قررت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للبداع الشعري‬
‫إصدار طبعة جديدة لديوان إبراهيم طوقان بمناسبة انعقاد دورتها الثامنة‬
‫في البحرين كان أمامها تحدي جوهري أتكتفي بإعادة طبع إحدى النسختين‬
‫و فيه توفير للجهد و الوقت آم تبدأ مغامرة جديدة من مغامرات الكشف‬
‫بكل من تتطلبه من جهد و عناء ‪ ،‬ووجدت المؤسسة أن من حق هذا‬
‫الشاعر الكبير عليها الذي مازال الكثير من تراثه مغيبا ‪ ،‬أن تتحمل‬
‫مسؤولية خاصة تجاهه في هذا الظرف الستثنائي ‪ ،‬ووضعت هدفا لها أن‬
‫تحاول الحاطة بما نشر من أشعاره سواء في الدوريات أو في الكتب ‪،‬‬
‫دون أن تسترق السمع إلى خصوصياته التي رغب أن تبقي طي أوراقه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و إذا كان أي إبداع يبدأ من استيعاب ما سبقه ثم يعمل علي تجاوزه فقد‬
‫وضعنا الطبعتين السابقتين كأساس لعملنا و طرقنا العواصم العربية الربع‬
‫‪:‬القاهرة ‪ ،‬و دمشق ‪ ،‬و بيروت ‪ ،‬وعمان ‪ ،‬نبحث في خزائنها عما نشر‬
‫لبراهيم من قصائد في الدوريات القديمة ‪ ،‬و اطلعنا علي اغلب ما كتب‬
‫عن طوقان في الكتب المنشورة ‪ ،‬وقد جمعنا كل ما استطعنا الحصول‬
‫عليه من قصائد آو مقطوعات آو أبيات للشاعر الكبير و لم نستثن من ذلك‬
‫إل بيتا خرج عن حدود اللياقة ‪ ،‬آو مقطوعة غلبت عليها العامية ‪ ،‬و كلفنا‬
‫ذلك الكثير من الصبر و العنت تحملناه راضين و نعترف انه مع كل ما‬
‫بذلناه من جهد لم نتمكن من تحقيق كل ما كنا نطمح أليه ‪ ،‬لن بعض‬
‫الدوريات تاهت آو تهنا عنها‪ ،‬و بقي بين حلمنا وواقعنا مسافة ل باس بها ‪،‬‬
‫ولعل هذه المسافة التي تلزم أي جهد بشري صادق ل مهرب منها لنها‬
‫تذكر بان النقص من طبيعة البشر ‪ ،‬حتى نلتزم بفضيلة التواضع ‪ ،‬ونترك‬
‫لمن سيأتي بعدنا فرصة لكي يتجاوزنا كما تجاوزنا من قبلنا ‪ ،‬و قد رتبنا‬
‫قصائد هذه الطبعة ترتيبا موضوعيا ‪ ،‬و حرصنا علي تسلسل القصائد زمنيا‬
‫داخل كل باب ‪ ،‬و جمعنا ما تناثر من أبيات و مقطوعات للشاعر في باب‬
‫خاص ‪ ،‬و أفردنا ملحقا خاصا لربع قصائد اشترك إبراهيم طوقان في‬
‫نظمها مع شعراء آخرين ‪.‬‬

‫و قد بلغت عدد قصائد ومقطوعات هذه الطبعة)‪ )158‬و عدد أبياتها )‬


‫‪ (2530‬بيتاتقريبا وإذا كنا نعترف بالفضل العميم لمن سبقنا في إخراج‬
‫شعر إبراهيم طوقان إلى النور فإننانأمل في أن يأتي من بعدنا من يمضي‬
‫خطوات ابعد مما قطعناه في جمع تراث هذا الشاعر الكبير ‪ ،‬لعلنا بذلك‬
‫نكون قد أدينا قسطا من الواجب تجاه شاعر جعل من همومنا همه الخاص‬
‫‪ ،‬ووظف شعره لرصد كل ما يجول في نفوسنا من صبوات و انكسارات ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تصدير‪..‬‬

‫"ماذا يبقى من إبراهيم طوقان"؟‬

‫ما الذي يدفعنا إلى إعادة نشر شعر إبراهيم طوقان وبعد أكثر من ستين‬
‫سنة على غيابه‪ ،‬إن مرور جيلين على وفاة شاعر هو محك حقيقي‬
‫للكشف عن أصالته‪ ،‬فإذا كان الزمن يطوي بين تلفيفه أنصاف الشعراء‬
‫فإنه يقف عاجزا ً أمام الشعراء الكبار الذين يزيدهم البعد الزمني حضورا‪ً،‬‬
‫فالشاعر الصيل وهو يعيش عصره ل يرى فيه مجموعة من الحداث‬
‫المتراكمة الساكنة‪ ،‬بل يلحظ بعين الصقر في عصره سريان العصور‪،‬‬
‫ويرى من خلل الحدث اهتزازاته السابقة واللحقة‪ ،‬وبهذا الستشراف‬
‫يبقى شاعرا ً معاصرا ً في كل زمن لنه يدرك بح ّ‬
‫سه الصادق المستمّر‬
‫ول والعرضي‪.‬‬ ‫والجوهري ول يستنفده المتح ّ‬
‫ويحق لنا أن نسأل‪ :‬ماذا بقي لنا من إبراهيم طوقان وشعره؟‪.‬‬

‫رافق إبراهيم طوقان المأساة الفلسطينية مذ كانت مشروعا ً إلى أن‬


‫أصبحت أزمة وتوفي وهي توشك أن تتحول إلى كارثة‪ ،‬وفي خضم هذه‬
‫دد الوطن والمواطن كتب شعره على ضوء الدم‬ ‫العاصفة التي ته ّ‬
‫الفلسطيني‪ ،‬ورحل إبراهيم وبقي لنا شعره والكارثة‪ ،‬وكما حاصرته الزمة‬
‫وتجاوزت جيله‪ ،‬فإن الكارثة ما تزال تحاصرنا وتكاد تتجاوزنا‪ ،‬فهل نجد في‬
‫شعر إبراهيم‪ ،‬وهو وصيته المتبقية لنا‪ ،‬ما يضيء لنا عتمة الزمة؟ مع أن‬
‫الشاعر غير مطالب كالسياسي بتقديم خطة مفصلة لمواجهة الزمة فإنه‬
‫بتقمصه لروح شعبه يمكن له أن يوحي بالتجاه الذي به نوقف الزمة ول‬
‫ندعها تتجاوزنا‪.‬‬

‫سه الوطني في نهر الحداث المتدفق ولكنه لم‬ ‫انغمس إبراهيم طوقان بح ّ‬
‫يغرق فيه‪ ،‬فظل على وعي تام بالخيوط التي تحّرك الحداث‪ ،‬ورائيا ً في‬
‫تفاصيل المشهد وسكونه قسماته الساسية وحركته المقبلة‪.‬‬

‫امتلك إبراهيم منذ البدء رؤية واضحة لطبيعة الصراع في فلسطين‪ ،‬وإذا‬
‫ل‪ ،‬وعّلق آمال ً على صداقة‬
‫كان البعض قد خدع بالعبارات الملتبسة للمحت ّ‬
‫متوهمة‪ ،‬فإن إبراهيم كان يرى المر عاريا ً من أي أوهام‪ ،‬فليس الخطب‬
‫ل‪ ،‬بل هو اغتصاب بكل‬ ‫في فلسطين ‪ -‬كما في باقي البلد العربية ‪ -‬احتل ً‬
‫تداعياته‪ ،‬وعندما تصبح المعركة أن تكون أو ل تكون تختفي من القاموس‬
‫كلمات المهادنة والمساومة وتنحصر اللوان في لونين فقط‪ :‬أبيض وأسود‪.‬‬
‫وتنتفي الميوعة والتداخل ويأخذ كل أمر حدوده الصلبة الواضحة‪.‬‬

‫شعر إبراهيم أن الزمة ستتحول إلى معركة مفتوحة لحدود لها‪ ،‬مادام‬
‫المتنازع عليه قدس القداس‪ :‬أرض الوطن‪ ،‬وفي معركة مصيرية كهذه‬
‫فإن تحديد العدو ونواياه يصبح ضرورة ل غنى عنها‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫لنا خصمان ذو‬
‫ل‬ ‫وط َ ْ‬
‫و ٍ‬ ‫ل َ‬
‫و ٍ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫وآخُر ذو احتيا ٍ‬
‫ص‬
‫واقتنا ِ‬
‫ج للبادة‬
‫مناه ُ‬
‫واضحات‬
‫فذ‬‫وبالحسنى ُتن ّ‬
‫والرصاص‬
‫وفي مواجهة المحو واللغاء تصبح كل وسائل الحتجاح المعتادة لغوا ً وعبثا‪ً،‬‬
‫ول يقف أمام منهج البادة إل منهج الشهادة‪ .‬فالقوة تلغيها القوة‪:‬‬
‫ي‬
‫ل يلين القو ّ‬
‫حتى يلقي‬
‫ة‬
‫مثله عّز ً‬
‫وبطشا ً وجاها‬
‫وكما أدرك إبراهيم طوقان قيمة الرض وجعلها في مرتبة القداسة أيقن‬
‫أن النسان ل يستحق هذه الرض إل عندما يغسلها بدمه‪:‬‬
‫صهروا الغل َ‬
‫ل‬
‫وانصاعوا إلى‬
‫ض‬
‫س الر ِ‬ ‫دن ِ‬
‫فقالوا اغتسلي‬

‫وإذ ذاك يبلغ النسان الفاني شجرة الخلد‪ ،‬ويسقط الحاجز بين الموت‬
‫والحياة‪:‬‬
‫ت ضحّيه‬‫س في سبيل بلدها ذهب ْ‬
‫عاشت نفو ٌ‬
‫هكذا امتلك إبراهيم طوقان رؤية واضحة لطبيعة الصراع فوق أرض‬
‫فلسطين‪ ،‬ولكنه لم يكن يمتلك سلطة القرار ليحيل هذه الرؤية إلى واقع‪،‬‬
‫وإذ افتقدت فلسطين في ذلك الوقت القيادة التاريخية التي تتمتع بعمق‬
‫النظر وصلبة الموقف‪ ،‬فإن مسار الزمة كان واضحا ً في مخيلة طوقان‪،‬‬
‫إنه الكارثة‪:‬‬

‫د‬
‫ل تلمني إن لم أج ْ‬
‫ض‬
‫من ومي ٍ‬
‫ء ما بين هذا‬‫لرجا ٍ‬
‫السواِد‬

‫لقد بقيت لنا من شعر إبراهيم طوقان رؤيته الواضحة للية الصراع في‬
‫الرض المقدسة‪ ،‬ونحن ما زلنا ننتظر القرار الذي يحول هذه الرؤية إلى‬
‫مم كل مفردات حياتنا‪.‬‬
‫واقع ويفك عنا هذا الحصار الخانق الذي يس ّ‬
‫وإذا كنا ندرك أن كلمات الشعراء مهما كانت حرارتها ل تكفي لتحرير‬
‫وطن‪ ،‬فإننا على يقين بأن هذه الكلمات هي التي تذ ّ‬
‫كر النسان بالحق‬

‫‪5‬‬
‫المغتصب‪ ،‬وتبقي هذا الحق مؤرقا ً للوجدان حتى يستدعي الرصاصة التي‬
‫تحرر الوطن وتحقق للقول الشعري نبوءته ووعده الذي لن يخيب‪.‬‬

‫وختاما ً فإن المؤسسة تقدم باحترام كل أشعار إبراهيم طوقان‪ ،‬وربما‬


‫يكون ذلك لول مرة‪ ،‬في كتاب واحد‪ ،‬ويسعدني توجيه الشكر والتقدير‬
‫للستاذ ماجد عبدالسلم الحكواتي الباحث في المانة العامة لمؤسسة‬
‫جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للبداع الشعري على جهده الوافر في‬
‫جمع المادة من مظانها المبعثرة في المكتبات على امتداد الوطن العربي‬
‫مخطوطة ومطبوعة في الدوريات والكتب والدواوين والطبعات السابقة‪،‬‬
‫وشكري موصول لكل من زودنا بقصائد من هذا الديوان‪.‬‬

‫والحمد لله من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫عبدالعزيز سعود البابطين‬

‫الكويت في ‪ 12‬جمادى الخرة ‪1423‬هـ‪.‬‬

‫الموافق ‪ 20‬من أغسطس ‪2002‬م‬

‫‪6‬‬
‫طبعة جديدة‪ ...‬تحدّ جديد‬

‫أليس من المفارقة أن يفارق شاعر فلسطين الول إبراهيم طوقان الحياة‬


‫وقد مل شعره أسماع الوطن العربي دون أن ينشر له ديوان‪ ،‬وأن يبقى‬
‫كثير من شعره مبعثرا ً في صفحات الدوريات العربية أو مطويا ً في دفاتره‬
‫المخطوطة‪ ،‬وكأن إبراهيم شعر بهذه المفارقة في أواخر حياته فسارع‬
‫ض من قصائده وسّلط عليها ما يمتلكه من حس نقدي‬ ‫إلى انتقاء بع ٍ‬
‫م إعداد‬‫واجتماعي ليصفيها من أي شائبة‪ ،‬ولكن الموت عاجله بعد أن أت ّ‬
‫قصائده للنشر‪ ،‬وبعد وفاته وجد شقيقه أحمد أن الوفاء لخيه يقتضيه‬
‫إكمال عمله‪ ،‬فإذا بالحداث العاصفة للحرب العالمية الثانية ثم نكبة‬
‫خر هذا العمل‪ ،‬ولم يتح لديوان إبراهيم الظهور إل عام ‪،1955‬‬ ‫التشرد تؤ ّ‬
‫فصدرت الطبعة الولى من الديوان عن دار الشرق الجديد في بيروت‪،‬‬
‫وقد حافظ أحمد طوقان على القصائد التي اختارها إبراهيم وعددها )‪(77‬‬
‫قصيدة واقتصر عمله على تشكيل بعض الكلمات‪ ..‬وشرح بعض‬
‫المناسبات‪ ..‬وإضافة عشر مقطوعات غزلية‪ ،‬وبلغت أبيات هذا الديوان )‬
‫‪ (1455‬بيتا ً تقريبًا‪ ،‬واحتوى هذه الديوان ‪ -‬بالضافة إلى القصائد ‪ -‬مقدمة‬
‫لحمد طوقان وكتيبا ً كانت قد أصدرته فدوى طوقان بعنوان‪» :‬أخي‬
‫إبراهيم«‪ ،‬ثم رتبت القصائد حسب الموضوعات مع نشر بعض القصائد‬
‫الطويلة منفردة‪ ،‬وقد ظلت هذه الطبعة تمثل الصوت الشعري المعروف‬
‫لبراهيم طوقان لجيل كامل من القراء العرب‪ ،‬وبقي الكثير من نتاجه‬
‫الشعري مطموسا ً ل يعرفه إل قلة من المعاصرين للشاعر والمتصلين به‪.‬‬
‫حتى جاءت دار القدس في بيروت عام ‪ 1975‬وأصدرت طبعة جديدة‬
‫مثل نقلة جديدة إذ ضمت الشعار التي احتوتها طبعة دار‬ ‫لديوان الشاعر ت ُ ّ‬
‫الشرق‪ ،‬وأضافت إليها )‪ (36‬قصيدة جديدة دون أن تذكر مصادرها‪ ،‬وبلغت‬
‫أبيات هذه الطبعة )‪ (2132‬بيتا ً تقريبًا‪ ،‬وقد اتبعت هذه الطبعة طريقة‬
‫جديدة في الترتيب وهو الترتيب التاريخي للقصائد حسب تاريخ نظمها أو‬
‫نشرها‪ ،‬واحتفظت للناشيد بحيز خاص‪ .‬وظلت هاتان الطبعتان الساس‬
‫المعتمد لكل ما صدر بعدهما‪ ،‬فنهجت طبعتا دار العودة ودار المسيرة نهج‬
‫طبعة دار الشرق الجديد‪ ،‬بينما اتبعت طبعة المؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر طبعة دار القدس‪.‬‬

‫وعندما قررت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للبداع الشعري‬


‫إصدار طبعة جديدة لديوان إبراهيم طوقان بمناسبة انعقاد دورتها الثامنة‬
‫في البحرين كان أمامها تحد ّ جوهري‪ :‬أتكتفي بإعادة طبع إحدى النسختين‬
‫وفيه توفير للجهد والوقت أم تبدأ مغامرة جديدة من مغامرات الكشف‬
‫بكل ما تتطلبه من جهد وعناء‪ ،‬ووجدت المؤسسة أن من حق هذا الشاعر‬
‫الكبير عليها الذي ما زال الكثير من تراثه مغيبًا‪ ،‬أن تتحمل مسؤولية خاصة‬
‫تجاهه في هذا الظرف الستثنائي‪ ،‬ووضعت هدفا ً لها أن تحاول الحاطة بما‬
‫نشر من أشعاره سواء في الدوريات أو في الكتب‪ ،‬دون أن تسترق السمع‬
‫ي أوراقه‪ .‬وإذا كان أي إبداع يبدأ من‬
‫إلى خصوصياته التي رغب أن تبقى ط ّ‬

‫‪7‬‬
‫استيعاب ما سبقه ثم يعمل على تجاوزه فقد وضعنا الطبعتين السابقتين‬
‫كأساس لعملنا وطرقنا مكتبات العواصم العربية الربع‪ :‬القاهرة‪ ،‬ودمشق‪،‬‬
‫وبيروت‪ ،‬وعمان‪ ،‬نبحث في خزائنها عما نشر لبراهيم من القصائد في‬
‫الدوريات القديمة‪ ،‬واطلعنا على أغلب ما كتب عن طوقان في الكتب‬
‫المنشورة‪ ،‬وقد جمعنا كل ما استطعنا العثور عليه من قصائد أو‬
‫مقطوعات أو أبيات للشاعر الكبير ولم نستثن من ذلك إل بيتا ً خرج عن‬
‫حدود اللياقة‪ ،‬أو مقطوعة غلبت عليها العامية‪ ،‬وكلفنا ذلك الكثير من‬
‫الصبر والعنت تحملناه راضين‪ ،‬ونعترف أنه مع كل ما بذلناه من جهد لم‬
‫نتمكن من تحقيق كل ما كنا نطمح إليه‪ ،‬لن بعض الدوريات تاهت أو تهنا‬
‫عنها‪ ،‬وبقي بين حلمنا وواقعنا مسافة ل بأس بها‪ ،‬ولعل هذه المسافة التي‬
‫كر بأن النقص من طبيعة‬ ‫تلزم أي جهد بشري صادق ل مهرب منها لنها ُتذ ّ‬
‫البشر‪ ،‬حتى نلتزم بفضيلة التواضع‪ ،‬ونترك لمن سيأتي بعدنا فرصة لكي‬
‫ن قبلنا‪ ،‬وقد رتبنا قصائد هذه الطبعة ترتيبا ً‬
‫م ْ‬
‫يتجاوزونا كما تجاوزنا َ‬
‫موضوعيًا‪ ،‬وحرصنا على تسلسل القصائد زمنيا داخل كل باب‪ ،‬وجمعنا ما‬
‫ً‬
‫تناثر من أبيات ومقطوعات للشاعر في باب خاص‪ ،‬وأفردنا ملحقا ً خاصا ً‬
‫لربع قصائد اشترك إبراهيم طوقان في نظمها مع شعراء آخرين‪.‬‬
‫وقد بلغت عدد قصائد ومقطوعات هذه الطبعة )‪ (158‬وعدد أبياتها حوالي‬
‫)‪ (2530‬بيتا ً تقريبا ً وإذا كّنا نعترف بالفضل العميم لمن سبقنا في إخراج‬
‫شعر إبراهيم طوقان إلى النور فإننا نأمل أن يأتي من بعدنا من يمضي‬
‫خطوات أبعد مما قطعناه في جمع تراث هذا الشاعر الكبير‪ ،‬لعلنا بذلك‬
‫نكون قد أدينا قسطا ً من الواجب تجاه شاعر جعل من همومنا همه‬
‫الخاص‪ ،‬ووظف شعره لرصد كل ما يجول في نفوسنا من صبوات‬
‫وانكسارات‪.‬‬

‫ماجد الحكواتي‬

‫‪8‬‬
‫أخي إبراهيم‬

‫بقلم‪ :‬فدوى طوقان‬

‫ل أحب إلي من ساعة آخذ فيها مجلسي من أمي‪ ،‬فتحدثني عن طفولة‬


‫شقيقي إبراهيم رحمه الله‪ ،‬ويا له شعورا ً حزينًا‪ ،‬يتسّرب في شعاب قلبي‪،‬‬
‫حين تفتتح حديثها عن إبراهيم بهذه الديباجة التي تفعم نفسي بالرحمة لها‪،‬‬
‫والحسرة عليه‪» :‬لقد بلوت في إبراهيم الحلو والمر‪ ،‬ولقيت فيه من‬
‫الحزن وطارقات الهموم‪ ،‬أضعاف ما لقيت فيه من السعادة والهناء‪«..‬‬
‫وتترقرق في عيني كل منا دمعة‪ ،‬وتعتلج في صدر كل منا لوعة‪ ،‬ثم تشرع‬
‫هي‪ ،‬في حديثها عن طفولة إبراهيم‪ ،‬وقد أقبلت عليها بحواسي وقلبي‬
‫وروحي جميعًا‪.‬‬

‫كان إبراهيم لعوبا ً إلى حد بعيد‪ ،‬ل يقتصد إذا أخذ بسبب من أسباب العبث‬
‫واللعب‪ ،‬وكأنما كانت نفسه تضيق بإهابه فل يهدأ‪ ،‬ول يستقر‪ .‬وهو في‬
‫أحيان كثيرة على خلف مع جدته لمه‪ ،‬رحمها الله‪ ،‬إذ كان على وفاق مع‬
‫طبيعته المرحة اللعوب‪ ،‬كان يعرف نزق جدته وضيقها بالضجة والحركة‪،‬‬
‫فل يألو جهدا ً في معابثتها واستفزازها‪ ،‬وذلك لكي تزجره وتنتهره برطانتها‬
‫التركية التي كانت تخالطها من هنا وهناك كلمات عربية‪ ،‬ل تستقيم لها‬
‫مخارج بعض حروفها فتأتي ملتوية عوجاء‪ ،‬تبعث إبراهيم على الضحك‪،‬‬
‫م الجدة باللحاق به‪ ،‬فيفر منها‪ ..‬ويتسلق إحدى شجرات النارنج‬ ‫ولقد ته ّ‬
‫التي تمتلئ بها ساحة الدار‪ ،‬وهناك يأخذ مكانه بين الفروع الغليظة الصلبة‪،‬‬
‫وينتهي المر بينهما عند هذا الحد‪ .‬ثم يشرع‪ ،‬وهو في مقعده ذلك من‬
‫الشجرة‪ ،‬يترّنم بالهازيج الشعبية التي كانت تروقه وتلذه كثيرًا‪.‬‬
‫وإنني لمثل في خاطري‪ ،‬ذلك الشيخ الوقور‪ ،‬جدي لبي‪ ،‬رحمه الله متربعا ً‬
‫في كرسيه‪ ،‬مشتمل ً بعباءته‪ ،‬وإلى جانبه حفيده الصغير إبراهيم‪ ،‬يتقارضان‬
‫من الشعر والزجل »والعتابا« ما يعيه قلباهما‪.‬‬

‫وإنني لمثل إبراهيم في خاطري كما يصورونه لي‪ ،‬واقفا ً أمام جده يرتجل‬
‫ذ‪ ،‬من قول يرسله في وصف حادث حدث‬ ‫ما ينقدح عنه فكره الصغير يومئ ٍ‬
‫في البيت‪ ،‬فيه نكتة‪ ،‬أو طرافة‪ ..‬وذلك في عبارات تكاد تكون موزونة‬
‫مقفاة‪ ،‬يقلد فيها ما كان يستظهره في المدرسة من شعر‪ ،‬أو ما يعيه قلبه‬
‫من قصص »عنترة« و»أبي زيد الهللي« و»سيف بن ذي يزن«‪ ،‬تلك التي‬
‫كثيرا ً ما أصغى إلى أمه وهي تقرأها لجده لبيه‪ ،‬في أمسيات الصيف‬
‫الجميلة‪ ،‬أو في ليالي الشتاء الطويلة‪.‬‬

‫كان ذلك التقليد من إبراهيم لسلوب الشعار التي يحفظها في المدرسة‪،‬‬


‫ولسلوب القصص التي يسمعها ُتقرأ في البيت‪ ،‬يمل نفس الجد غبطة‪،‬‬
‫ويفعمها بهجة‪ ،‬فيأخذ حفيده إليه‪ ،‬ويحتويه بين ذراعيه‪ ،‬ويقول له بلهجة‬
‫المعجب المتعجب‪ ...» :‬من أين تأتي بهذا الكلم يا إبراهيم!‪ ،«.‬ثم يأخذ‬

‫‪9‬‬
‫كيس نقوده من جيبه‪ ،‬ويتناول منه قطعة‪ ،‬يقبضها إبراهيم‪ ،‬وينطلق بها‬
‫مرحا ً خفيفًا‪ ،‬كأنه طيف من الطياف‪.‬‬

‫على مثل تلك المقارضات والمساجلت‪ ،‬وعلى مثل هذه المحاولة‬


‫الصبيانية لقول الشعر‪ ،‬التي كانت تروق الجد‪ ،‬بما فيها من تسلية‬
‫لشيخوخته‪ ،‬والتي كانت تستهوي الحفيد‪ ،‬بما فيها من إشباع لفطرة‬
‫شعرية كامنة فيه‪ ،‬نشأ إبراهيم أول ما نشأ‪.‬‬

‫وفي هذه الثناء أيضًا‪ ،‬كان إبراهيم يبعث بالعجب والطرب معا ً في نفس‬
‫معلمه‪ ،‬إذ يقف أمامه وقفته الخاصة كلما قام لينشد الشعر في درس‬
‫الستظهار‪ ،‬سواء أكان ذلك الشعر عربيا ً أم تركيًا‪ ،‬فيلقيه إلقاء موسيقيا ً‬
‫ل‪ ،‬ينبعث له طرب المعلم‪ ،‬فيشرع‪ ،‬وهو المعلم الوقور‪ ،‬ينقر بأصابعه‬ ‫جمي ً‬
‫على المكتب نقرات إيقاعية‪ ،‬تساير ذلك اللقاء الرائع الذي كان يزيد في‬
‫عرف له في مواقفه الخطابية فيما يلي‪:‬‬ ‫روعته صوت خلب آسر‪ُ ،‬‬

‫قى إبراهيم دروسه البتدائية‬ ‫كانت »المدرسة الرشادية الغربية« حيث تل ّ‬


‫تنهج في تعليم اللغة العربية نهجا ً حديثا ً لم يكن مألوفا في مدارس نابلس‬
‫ً‬
‫في العهد التركي‪ .‬وذلك بفضل بعض المدرسين النابلسيين الذين تخرجوا‬
‫في الزهر‪ ،‬وتأثروا في مصر بالحركة الشعرية والدبية التي كان يرفع‬
‫لواءها شوقي وحافظ وغيرهما من شعراء مصر وأدبائها‪ .‬هؤلء‬
‫المدرسون‪ ،‬أشاعوا في المدرسة روح الشعر والدب الحديثة‪ ،‬وأسمعوا‬
‫الطلب للمرة الولى في حياتهم الدراسية قصائد شوقي وحافظ ومطران‬
‫وغيرهم‪ ،‬وفتحوا أذهانهم على أسلوب إنشائي حديث‪ ،‬فيه رونق‪ ،‬وفيه‬
‫حياة‪ ،‬يختلف اختلفا ً كبيرا ً عن ذلك السلوب القديم الذي كان ينتهج في‬
‫المدارس في نابلس‪ ،‬والذي لم يكن ليخرج عن كونه أسلوبا ً تقليديا ً عقيمًا‪،‬‬
‫ل تأثير له‪ ،‬ول غناء فيه‪.‬‬

‫من هؤلء المدرسين المجددين‪ ،‬المرحوم الشيخ إبراهيم أبو الهدى‬


‫الخماش‪ ،‬وكان جريئا ً صريحًا‪ ،‬ذا نزعة عربية صميمة‪ ،‬ومبادئ وطنية‬
‫قومية‪ ،‬يجهر بها ويبثها في النفوس عن طريق خطبه وتدريسه ومجالسه‪،‬‬
‫وذلك في عهد‪ ،‬كان الجهر فيه بمثل تلك المبادئ‪ ،‬يوفي بأهله على‬
‫المهالك‪ ،‬وقد التحق في ما بعد بالثورة العربية‪ ،‬تحت لواء المغفور له‬
‫الملك فيصل‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن هؤلء المدرسين أيضا‪ ،‬صاحب الفضيلة‪ ،‬الشيخ فهمي أفندي هاشم‬
‫قاضي قضاة شرقي الردن في وقت مضى‪.‬‬

‫أمضى إبراهيم أربع سنوات في هذه المدرسة‪ ،‬هي سنوات الحرب‬


‫العظمى‪ ،‬وانتقل على أثر الحتلل النجليزي مباشرة‪ ،‬إلى مدرسة‬
‫المطران في القدس‪ ،‬وله من العمر أربعة عشر عامًا‪.‬‬
‫وهنا نعرض لشخصية َتعّرف بها إبراهيم في القدس‪ ،‬فكان لها انطباع في‬
‫نفسه في ذلك الحين‪ ،‬تلك هي شخصية المرحوم الستاذ نخلة زريق‪ ،‬وكان‬
‫هذا متأثرا ً باليازجيين‪ ،‬واسع الطلع على الداب السلمية العربية‪ ،‬شديد‬
‫التعصب للغة‪ ،‬شديد الوطأة على كل عربي متفرنج يتهاون في لغته أو‬

‫‪10‬‬
‫عربيته‪ ،‬وكان ذا شخصية قومية‪ ،‬لبد من أن تترك في أعماق من تعرف‬
‫بها‪ ،‬أثرا ً منها‪.‬‬

‫كان المرحوم نخلة زريق مدرسا ً للغة العربية في »الكلية النكليزية« في‬
‫القدس‪ :‬فتح عيون طلبه على كنوز الشعر العربي‪ ،‬وحّببها إليهم‪.‬‬

‫ولقد كان إبراهيم‪ ،‬وهو في مدرسة »المطران« يأخذ من شقيقه أحمد ‪-‬‬
‫وكان طالبا ً في الكلية النكليزية ‪ -‬منتخبات الشعر القديم والحديث‪ ،‬مما‬
‫يختاره المرحوم نخلة زريق لطلبه‪ ،‬فيستظهرها جميعًا‪ ،‬وعن طريق أحمد‪،‬‬
‫تعرف إبراهيم بذلك المدرس الديب‪ ،‬فكانا يزورانه معا ً في بيته الذي كان‬
‫جة العلماء والدباء في القدس‪ ،‬ويصغي إليه وهو يتدفق في حديثه عن‬ ‫مح ّ‬
‫الدب والشعر‪ ،‬والعرب والعروبة‪ ..‬مما كان له شأن في إيقاظ وعي‬
‫إبراهيم على مؤثرات أدبية وقومية أخرى‪.‬‬

‫وإذ أتم أحمد دراسته في الكلية النكليزية‪ ،‬وتوجه إلى الجامعة الميركية‬
‫في بيروت‪ ،‬ظلت تلك السباب موصولة بين إبراهيم وبين المرحوم نخلة‬
‫زريق‪ ،‬ولكن لمدة قصيرة‪ ،‬إذ توفي الثاني سنة ‪.1920‬‬

‫في هذه الفترة من الزمن‪ ،‬كان إبراهيم يحاول أن يقول الشعر الصحيح‪،‬‬
‫فتلتوي عليه مسالكه‪ ،‬ول يفلح فيه‪ ،‬إذ لم يكن قد درس علم العروض بعد‪.‬‬

‫وفي العطلة المدرسية‪ ،‬يعود أحمد من بيروت‪ ،‬ويلتقي الشقيقان في‬


‫صله هناك من علم العروض‪ ،‬ويشرح‬ ‫نابلس وقد حمل أحمد لبراهيم‪ ،‬ما ح ّ‬
‫له تفاعيل البحر الشعرية وُيوقفه على أصول القوافي‪ ،‬فيستوعب الشاعر‬
‫المنتظر كل أولئك جميعًا‪ ،‬وكأنما ُفتح له فتح في دنيا الشعر التي كان‬
‫يتشوق إليها ويعقد آماله ومطامحه عليها‪.‬‬

‫وعلى أثر ذلك‪ ،‬يبدأ إبراهيم يقرزم الشعر قرزمة‪ ،‬ويقوله في المناسبات‬
‫التي تعرض له‪ ،‬والحوال التي تمر عليه في مدرسة المطران مما يوحي‬
‫به الجو المدرسي‪ ،‬بما فيه من جد وهزل‪.‬‬

‫وفي مجموعة أشعاره التي نظمها خلل عاميه الخيرين في مدرسة‬


‫المطران‪ ،‬نحس بالشاعرية الكامنة التي كانت تأخذ عدتها‪ ،‬لتستعلن بعد‬
‫حين قصير في شعره القوي‪ ،‬كما نلمس تلك الروح الوطنية المشتعلة‬
‫التي ُأشربها منذ الصغر‪ ،‬والتي أذابها في ما بعد‪ ،‬في شعره الوطني‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1923‬نشر إبراهيم لول مرة إحدى قصائده‪ ،‬ويقول إبراهيم‬
‫بهذا الشأن‪:‬‬
‫» لعلها أول قصيدة ُنشرت لي في صحيفة‪ .‬رحم الله عمي الحاج حافظ!‪.‬‬
‫قرأها‪ ،‬فأبدى إعجابه بها »على سبيل التشجيع« وطلب إلي أن أبيضها‬
‫لينشرها في الجريدة! في الجريدة؟‪ .‬شيء يطيش له العقل‪ ،‬فأسرعت‬
‫عنيت بكتابتها قيراطًا‪ ،‬وبوضع اسمي تحتها ثلثة وعشرين‬‫إلى تلبية طلبه‪ ،‬و ُ‬
‫قيراطًا‪ ...‬ثم أتيت بها إليه‪ ،‬قال رحمه الله‪» :‬أتضع اسمك هكذا‪ :‬إبراهيم‬

‫‪11‬‬
‫طوقان؟ ل يا بني! يجب أن تضع اسم الوالد أيضًا‪ ،‬إبراهيم عبدالفتاح‬
‫طوقان‪ ،‬اعترافا ً بفضله عليك‪ ،‬وبره بك‪ «...‬أدب أدبني به عمي رحمه الله‪،‬‬
‫ل أعلم أني وّقعت اسمي بعد ذلك إل تذكرت قوله وعملت به في كل أمر‬
‫ذي بال أردت نشره«‪.‬‬

‫ولقد كان من أكبر السباب التي أعانته على أن يقول الشعر فيجيده‬
‫بالقياس إلى صغر سنه‪ ،‬هو كثرة حفظه للشعر المنتخب‪ ،‬واحتفاله الكبير‬
‫بالقرآن الكريم‪ ،‬فقد كان كثير التلوة له‪ ،‬عميق النظر فيه‪ .‬وأما ذلك‬
‫الحتفال منه بكتاب الله‪ ،‬فإنه يرجع بدواعيه وأسبابه إلى بيئة في البيت‪،‬‬
‫ُيعنى أصحابها بتنشئة أطفالهم على تلوته والتشبع بروحه‪ .‬ولم ينفك‬
‫إبراهيم منذ صغره يقرأ القرآن‪ ،‬ويطيل التأمل فيه‪ ،‬حتى أصبح له ذلك‬
‫ديدنًا‪ ،‬ل يعوقه عنه عائق‪ ،‬ول يصرفه عنه تقلبه في مختلف معاهد العلم‬
‫الجنبية في ما بعد‪ ،‬ولم تكن تلوة القرآن الكريم تلوة سطحية عابرة‪ ،‬بل‬
‫كان يتجه إليه بقلبه وروحه‪ ،‬ويحس له في نفسه وقعا ً عجيبًا‪ ،‬وأثرا ً بعيدًا‪،‬‬
‫فيهزه إعجازه هزًا‪ ،‬وتفعل فيه بلغته فعل السحر‪ ،‬ويستولي عليه خشوع‬
‫عميق‪ ،‬يصرفه عن كل ما يحيط به‪.‬‬

‫انتهى إبراهيم من تحصيله في مدرسة المطران سنة ‪1923 - 1922‬‬


‫وانتقل إلى الجامعة الميركية في بيروت‪ ،‬وهنا تبدأ أخصب مراحل حياته‬
‫الدراسية‪ ،‬أو أكثرها ألوانًا‪.‬‬

‫فها هو في بيروت‪ ،‬يظله أفق أدبي واسع ل عهد له بمثله في فلسطين‪،‬‬


‫هنالك الدباء والشعراء‪ ،‬وهنالك الدنيا براقة خلوب‪ ..‬وهنالك بعد ذلك‪،‬‬
‫السهم الذي كان ينتظره‪ ،‬منجذبا ً عن وتره إلى آخر منزع‪ ،‬يتربص به‬
‫سه الحب بعد‪..‬‬
‫الفرص‪ ،‬لينفذه في قلبه الذي لم يكن قد م ّ‬
‫في هذه الجامعة‪ ،‬يعّرفه شقيقه أحمد بأحد أصدقائه من الطلب‪ ،‬وهو‬
‫»سعيد تقي الدين«‪ ،‬وسعيد‪ ،‬من أولئك الذين يتذوقون الشعر‪ ،‬ويميزون‬
‫بين صحيحه وزائفه تمييزا ً صائبًا‪ ،‬فيلمح هذا في شعر إبراهيم بارقات‬
‫وصورا ً شعرية‪ ،‬تلوح من هنا‪ ،‬وتستتر من هناك‪ .‬وتساند أحمد وصديقه‬
‫سعيد‪ ،‬وبدأا يوجهان إبراهيم التوجيه الصحيح في عوالم الشعر ودنياواته‬
‫الرحيبة الجميلة‪.‬‬

‫وفي عامه الدراسي الثاني في الجامعة‪ ،‬وكانت شاعريته قد بدأت تزخر‬


‫وتمتلئ‪ ،‬لتنبثق عن معينها بعد أن أخذت عدتها من هذه الصناعة الدقيقة‪،‬‬
‫صناعة الشعر‪ ،‬نظم إبراهيم قصيدته في الممرضات‪ ،‬أو »ملئكة الرحمة«‬
‫فكانت أول قصيدة لفتت إليه النظار في لبنان‪.‬‬

‫ففي هذا العام »‪ «1924‬مرض إبراهيم‪ ،‬واضطره ذلك إلى العودة إلى‬
‫نابلس‪ ،‬قبل انتهاء الفصل الدراسي الول‪ ،‬وفي أثناء مرضه نظم تلك‬
‫القصيدة‪ ،‬ونشرها في جريدة »المعرض« التي كانت تصدر يومئذٍ في‬
‫بيروت فإذا العيون تتطلع إلى هذا الشاعر الناشئ‪ ،‬الطالب في الجامعة‪،‬‬
‫وإذا بالصحف تتناقلها‪ ،‬نقلتها مجلة »سركيس« عن »المعرض« وعلقت‬
‫عليها بقولها‪» :‬ولعله أول من نظم شعرا ً عربيا ً في هذا الموضوع«‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫طلبت القصيدة من قبل مجلة »التمدن« في الرجنتين‪ ،‬وُأهديت إليه‬ ‫و ُ‬
‫المجلة سنة كاملة‪ ،‬وكان مما علقته عليها قولها‪» :‬ولو كان كل ما ينظمه‬
‫شعراؤنا في هذا الباب من هذا النوع‪ ،‬لكان الشعر العربي في درجة عالية‬
‫من القوة والفتوة« ونقلتها جرائد ومجلت أخرى‪ ،‬وكلها ُتطري الشاعر‪،‬‬
‫وتشجعه‪.‬‬

‫أما هذه القصيدة‪ ،‬فهي وإن تكن قد قيلت في موضوع الممرضات‪ ،‬غير أن‬
‫قسما ً كبيرا ً منها‪ ،‬كان في وصف الحمام‪ ،‬تلك الطيور الوديعة‪ ،‬التي كان‬
‫ُيغرم بها إبراهيم‪ ،‬وُيعنى باقتنائها وتربيتها‪ ،‬أيام صباه‪ ،‬وتحدثني أمي‪ ،‬كيف‬
‫وما ً رائحا ً‬
‫كان وهو طفل ينجذب إلى هذا الطائر انجذابا ً خاصًا‪ ،‬ويتأمله مح ّ‬
‫غاديًا‪ ،‬وكيف كان إبراهيم إذا وقف كل صباح ليغتسل على حوض الماء‬
‫الذي يقوم في صحن الدار‪ ،‬أطال هناك الوقوف مستغرقا ً في تأمله‬
‫لسراب الحمام‪ ،‬وقد حفت بالماء تغتسل وتعبث بريشها‪ ،‬فل يزال على‬
‫وقفته تلك‪ ،‬إلى أن ينبهه والده إلى إبطائه على المدرسة‪.‬‬

‫وهكذا يمضي إبراهيم في طريق النظم‪ ،‬وكانت نشوة توفيقه في قصيدة‬


‫»ملئكة الرحمة«‪ ،‬قد فعمته بالزهو والخيلء كما يقول‪ ،‬إلى أن تلقاه درسا ً‬
‫أليمًا‪ ،‬أوحى إليه يومئذٍ بقصيدة عنوانها »عارضي نوحي بسجع« وفيها‬
‫تنعكس حالته النفسية الثائرة‪ ،‬التي ترجع بأسبابها إلى الدرس الليم الذي‬
‫تلقاه‪.‬‬

‫يقول إبراهيم بهذا الصدد‪» :‬كنت قد توفقت في قصيدة »ملئكة الرحمة«‪،‬‬


‫خّيل إلي أن كل قصائدي في‬ ‫وسمعت كثيرا ً من كلمات العجاب بها‪ ،‬ف ُ‬
‫المستقبل‪ ،‬ستكون مثلها مدعاة للعجاب!؟ وأخذت في نظم قصيدة‬
‫غزلية‪ ،‬وأنا مفعم بزهوي وخيلئي‪ ،‬وأخذت أغوص على المعاني‪ ،‬وأتفنن‬
‫باللفاظ!!‪ .‬وكان يشرف على نشأتي الدبية اثنان من الزبانية هما أخي‬
‫أحمد‪ ،‬وسعيد تقي الدين‪ ،‬فهرعت إليهما لسمع إعجابهما وأنتشي به‪،‬‬
‫وتلوت عليهما القصيدة‪ ،‬وظفرت بالعجاب!‪ ...‬وتركاني‪ ،‬وعادا إلي بعد‬
‫قليل‪ .‬قال أحمد‪» :‬أخي أنا ل أفهم القصيدة جيدا ً حين تتلى علي‪ ،‬أريد أن‬
‫أقرأها بنفسي«‪ ،‬فناولته القصيدة‪ ،‬ودنا رأس سعيد من رأس أحمد‪،‬‬
‫وشرعا في قراءة صامتة‪ ،‬ثم كانت نظرات تبادلها‪ ،‬أحسست منها‬
‫بمؤامرة‪ ..‬وإذا بالقصيدة ُتمّزق‪ ،‬وإذا بها ُتنسف في الهواء‪ .‬قال أحمد‪:‬‬
‫»هذه قصيدة سخيفة المعنى‪ ،‬ركيكة المبنى«‪ ،‬قال سعيد‪» :‬ليس من‬
‫الضروري أن تنظم كل يوم قصيدة«! قال أحمد‪» :‬كلها تكلف وحذلقة!«‪.‬‬
‫ون أثر الصدمة‪» :‬ل بأس بها‪ ،‬لكنها ل شيء بالنسبة إلى‬ ‫قال سعيد ليه ّ‬
‫قصيدة ملئكة الرحمة‪ ،‬اعمل كل سنة قصيدة مثل ملئكة الرحمة‪،‬‬
‫وكفاك«‪ ..‬قال أحمد‪ ...‬وقال سعيد‪ ..‬ولكن كان رأسي بين أقوالهما كأنه‬
‫في دوار‪ ،‬ولم أتمالك عن البكاء‪ ،‬وتركتهما حانقا ً ناقمًا‪ ،‬وبعد ساعة كان‬
‫سعيد فوق رأسي ‪ -‬وأنا ل أدري ‪ -‬يتلو أثر تلك الصدمة في قصيدتي‪:‬‬
‫»عارضي نوحي بسجع«‪ .‬فاختطفها‪ ،‬وعاد إلي بها في الصباح‪ ،‬وعليها‬
‫الجملة التية بقلم عمه الشيخ أمين تقي الدين‪» :‬روح شاعرة‪ ،‬ليتها في‬
‫غير معاني اليأس‪ ،‬فالشباب واليأس ل يلتقيان‪ ،‬أما النظم‪ ،‬فيبشر‬
‫بمستقبل فيه مجيد«‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫»قسوة وعنف‪ ،‬أفاداني أن أكون مع نفسي بعدئذٍ قاسيا ً عنيفًا‪ ،‬أمزق‬
‫القصيدة حين أشعر بالتكلف يدب فيها‪ ،‬وأن أقف موقف الناقد الهدام‪،‬‬
‫أحطم شعري بيدي‪ ،‬أو أبديه وأنا راض عنه‪ ،‬ضامن رضى قارئه أو سامعه‪.‬‬
‫أحمد وسعيد ليسا من الزبانية‪ ،‬إنهما ملكان كريمان!‪ .‬جزاهما الله عني‬
‫خيرًا«‪.‬‬

‫ونعود إلى ما بدأنا به من الحديث عن أيام إبراهيم في بيروت فنقول‪:‬‬


‫مضت عليه سنوات ثلث في الجامعة‪ ،‬بلغ في نهايتها الثانية والعشرين‪،‬‬
‫وقد قعد به المرض خللها عن إتمام دراسته في الصف الول العلمي‪،‬‬
‫فانتقل إلى نابلس‪ ،‬ثم عاد في العام الذي تل ذلك إلى الجامعة‪ .‬وكان في‬
‫هذه السنوات الثلث ل ينقطع عن قول الشعر‪ ،‬وفي سنة ‪ 1925‬نشرت‬
‫له جريدة »الشورى« في مصر نشيدا ً وطنيا ً لتحية المجاهد المير‬
‫عبدالكريم الريفي‪ .‬فلما اطلع الشاعر الستاذ خير الدين الزركلي على‬
‫النشيد قال‪:‬‬

‫»إن صدق ظني‪ ،‬فإن صاحب هذا النشيد سيكون شاعر فلسطين«‪.‬‬

‫ومن عجب‪ ،‬أن يظل قلب إبراهيم خاليا ً من المرأة حتى ذلك الحين‪ ،‬ولقد‬
‫كان أصدقاؤه في الجامعة يعجبون لذلك ويقولون له على سبيل المزاح‪:‬‬
‫»أنت شاعر ولكن بل شعور‪ ،‬أين وحي المرأة في شعرك؟«‪.‬‬

‫في نهاية تلك السنوات الثلث‪ ،‬بلغ إبراهيم الثانية والعشرين كما ذكرنا من‬
‫قبل‪ ،‬وهنا مس الحب قلبه‪ ..‬ولكن هل كان مس ذلك الحب رفيقا ً رحيمًا؟‬
‫كل‪ ،‬بل كان مسا ً عنيفا ً ملهبا ً أشعل روحه وأيقظ حسه‪ ،‬وأرهف نفسه‪.‬‬

‫ففي سنة ‪ ،1926‬طلعت في الجامعة في بيروت‪ ،‬فتنة تمثلت في صورة‬


‫فتاة فلسطينية طالبة هناك‪ ،‬فأحيت قلوبا ً وسحقت قلوبًا‪ ...‬وتورط‬
‫إبراهيم‪ ،‬ودخل المعركة‪ ،‬وابتلى حسنات وسيئات‪ ،‬أما السيئات‪ ،‬فليس هذا‬
‫بموضع تدوينها‪ ،‬وأما الحسنات‪ ،‬فتنحصر في الطريق الدبي الجديد الذي‬
‫نهجه‪ ،‬والستعداد الكبير للسير في هذا الطريق‪.‬‬

‫صار قوي الملحظة‪ ،‬حاضر العاطفة‪ ،‬متوفز العصاب‪ ،‬صار كثير المطالعة‪،‬‬
‫صيادا ً للمعاني‪ ،‬بسيط العبارات‪ ،‬سهل الفهم‪ ،‬مصيبًا‪.‬‬

‫تلك هي حسنات ذلك الحب‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬

‫ونظم في فتاته قصيدته »في المكتبة« ونشرت القصيدة في إحدى‬


‫ً‬
‫الصحف في بيروت‪ ،‬فنطقت بألسنة الكثيرين من الطلب والساتذة أيضا‪..‬‬
‫ماعه‪،‬‬‫س ّ‬
‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬أخذ إبراهيم يضرب على قيثار الغزل‪ ،‬فيطرب ُ‬
‫ويعجب قراءه‪ .‬وقد أحبته فتاته بمقدار ما أحبها‪ ،‬ثم ضرب الدهر بينهما‪،‬‬
‫فكانت نهاية حبه مأساة‪ ،‬خّلفت في قلب الشاعر جرحًا‪ ،‬كان يندمل حينا‪ً،‬‬
‫وتنكأه الذكرى حينا ً آخر‪ ،‬فينعكس ذلك كله في شعره‪ ،‬كما تنعكس صورة‬
‫على صفحة المرآة المصقولة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫نكتفي بهذا القدر من قصة ذلك الحب‪ ،‬الذي كان له أكبر الثر في إرهاف‬
‫حسه‪ ،‬والسمو بشاعريته إلى سماء الشعر الصادق‪ ،‬الذي ينبثق من ذات‬
‫النفس‪ ،‬وينبعث من أعماق الروح‪.‬‬

‫ونلتفت الن إلى بعض الجواء الخرى‪ ،‬التي كانت تحيط بإبراهيم في‬
‫أعوامه التي قضاها طالبا ً في الجامعة‪.‬‬

‫لقد احتضنت إبراهيم في الجامعة وخارجها‪ ،‬بيئة شعرية أدبية لم تكن‬


‫لتحتضنه لو لم يكن في بيروت‪ .‬أما في الجامعة‪ ،‬فقد كان هناك رعيل من‬
‫أقرانه الطلب‪ ،‬امتاز بصبغته الشعرية‪ ،‬وتعاطيه لقول الشعر الجزل‪ .‬من‬
‫ذلك الرعيل كان عمر فروخ »صريع الغواني« وحافظ جميل »أبوالنواس«‬
‫ووجيه بارودي »ديك الجن« وإبراهيم »العباس بن الحنف«‪ .‬وكان تجاوب‬
‫الذوق والمشرب قد وصل بين هؤلء بأسباب المحبة والخوة‪ .‬وكانت‬
‫تجري بين حافظ ووجيه وإبراهيم‪ ،‬مساجلت شعرية عديدة‪ ،‬تناقلها‬
‫الطلب وأحبوها‪ ،‬غير أن هذه المساجلت لم تكن لتخرج عما توحي به‬
‫طبيعة الشباب الملتهب‪ ،‬المندفع وراء الحياة‪..‬‬

‫هذا في الجامعة‪ ،‬وأما خارجها‪ ،‬فقد كانت هنالك مجالس الدب العالي‬
‫والشعر الرفيع‪ ،‬وكلها تفتح لبراهيم صدرها‪ ،‬وتوليه من عنايتها واهتمامها‪،‬‬
‫وتعقد بينه وبين أصحابها صلة الود‪ .‬وحسبي أن أذكر من أصحاب تلك‬
‫المجالس الدبية الرفيعة المرحوم الشيخ أمين تقي الدين والمرحوم‬
‫الستاذ جبر ضومط‪ ،‬والشاعر بشارة الخوري »الخطل الصغير«‪.‬‬

‫أصبح إبراهيم شاعر الجامعة‪ ،‬كما لقبته صحف بيروت‪ ،‬ولم يقتصر في‬
‫ذلك العهد على الشعر الغزلي فحسب‪ ،‬بل كانت أغاريده الوطنية الفياضة‬
‫بالعواطف الصادقة‪ ،‬واليمان الوطني القوي‪ ،‬تسير جنبا ً إلى جنب مع‬
‫أغاريده الغزلية‪ ،‬وهذان الوتران كانا من الوتار التي امتاز إبراهيم بالضرب‬
‫عليها‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ ،1929‬نال شهادته من الجامعة‪ ،‬ليخوض بحر الحياة العملية‬


‫المزبد المتلطم‪.‬‬
‫معلم‪ ،‬معلم‪ ،‬معلم‪ ،‬هذه هي الكلمة التي كان يسمعها تتردد على شفاه‬
‫الكثيرين من الطلب الخريجين‪ ،‬يوم توزيع الشهادات‪ ،‬فيقول لنفسه‪:‬‬
‫»أبعد هذا العناء والكد‪ ،‬يختار هؤلء التعليم مهنة؟‪ .‬أل ساء ما يفعلون‪ ،‬ما‬
‫أقصر مدى طموحهم«‪.‬‬

‫أما هو‪ ،‬فقد كانت المفاوضات جارية بينه وبين إحدى دور الصحافة في‬
‫مصر‪ ،‬وتوشك أن تنتهي على أحسن ما يتمناه‪ ،‬فهذه مهنة تلئم ذوقه على‬
‫القل‪ ،‬وتسير مع اختصاصه‪ ،‬سيكون محررا ً في مجلة كبرى في القاهرة‪،‬‬
‫وناهيك بالقاهرة من مدينة فن وأدب وجمال‪ ،‬وأي شيء تصبو إليه نفس‬
‫الديب الناشئ الطموح‪ ،‬ول يجده في القاهرة؟ المكتبة الكبرى‪ ،‬الزهر‪،‬‬
‫الصحف‪ ،‬الشعراء‪ ،‬الكتاب‪» ،‬يا مصر‪ ،‬لله مصر!‪ «.‬صحافي‪ ،‬صحافي‪..‬‬

‫‪15‬‬
‫هذا ما كان إبراهيم يحدث به نفسه في أيامه الخيرة في الجامعة‪.‬‬

‫من المنصة التي منح عليها »البكالوريا«‪ ،‬مشى إبراهيم إلى سرير‬
‫المستشفى‪ ،‬وأراني حتى الن‪ ،‬لم ُأشر إلى أنه كان يشكو ألما ً في معدته‬
‫منذ أيام التلمذة في مدرسة المطران في القدس‪ ،‬وكثيرا ً ما أقعده ذلك‬
‫عن مواصلة التحصيل‪ ،‬إلى أن ُيشفى فيعود إليها‪ ،‬وكثيرا ً ما حمله بعد ذلك‪،‬‬
‫على الستقالة من وظائفه التي َتقّلب فيها‪.‬‬

‫أب ّ‬
‫ل إبراهيم من مرضه‪ ،‬وكان والده إلى جانبه في هذه الونة‪ ،‬إذ قدم‬
‫بيروت ليشهد حفلة الجامعة‪ ،‬ثم توجه الثنان إلى مصر ليستشيرا الطباء‬
‫هناك‪ ،‬وليبحث إبراهيم في شغله الصحافي‪.‬‬

‫وفي مصر ينفذ البرنامج‪ ،‬وتتجه صحة إبراهيم اتجاها ً حسنًا‪ ،‬وبعد بضعة‬
‫أسابيع يعود الوالد بولده إلى نابلس‪ ،‬قرير العين‪ ،‬ناعم البال‪ ،‬على أن يعود‬
‫إبراهيم للشغل في مصر بعد أن ُيمضي مع ذويه أياما ً قليلة‪.‬‬

‫غير أن الم تأبى عليه ذلك‪ ،‬وتحكم أن يظل ولدها قريبا ً منها‪ ،‬وتدخل‬
‫العاطفة في الموضوع‪ ..‬زد على ذلك أن أباه لم يكن راغبا ً في شغله في‬
‫مصر‪.‬‬

‫وكانت هنالك ظروف أخرى‪ ،‬شاءت أن يلغي إبراهيم برنامجه الصحافي‬


‫ويضرب بهذا المل المنشود عرض الحائط‪ ،‬ولو لمدة سنة‪.‬‬

‫وفي هذه الونة‪ ،‬كانت وظيفة معلم اللغة العربية في مدرسة النجاح‬
‫الوطنية بنابلس شاغرة‪ .‬فيأتي إلى إبراهيم والده‪ ،‬يقنعه بالموافقة على‬
‫التدريس هناك‪ ،‬فهذه خدمة وطنية مشكورة‪ ،‬أضف إلى ذلك أن‬
‫المسؤولين في المدرسة‪ ،‬سيجعلون ساعات العمل بحيث ل يرهقونه‪ ،‬ثم‬
‫إن هذا العمل في بلده‪ ،‬وإنه لون من ألوان الختبار يقطع فيه إبراهيم‬
‫جزءا ً من أوقات الفراغ الطويلة المملة‪.‬‬

‫ويكون رد إبراهيم على أبيه بأنه ل يستطيع أن يتصور نفسه معلمًا‪ ،‬فهذا‬
‫عمل لم ُيخلق له‪ ،‬وسيكون فيه خائبا ً ل محالة‪ ،‬ولكن أباه يبين له أنه‬
‫سيعّلم في موضوعه‪ ،‬فل يخرج عن نطاق ما ُ‬
‫خلق له‪.‬‬

‫وإذا بإبراهيم ذات صباح أمام فريق من الطلب‪ ،‬على مقاعدهم الخشبية‪،‬‬
‫وإذا به يكتب على اللوح‪» :‬الطقس جميل«‪ ،‬ثم يقول لحد التلميذ‪ :‬أدخل‬
‫»كان الناقصة« على هذه الجملة‪ ،‬فيقول التلميذ‪» :‬كان الطقس جمي ً‬
‫ل«‪.‬‬

‫ل‪ ،‬فتع ّ‬
‫كر‪ ،‬وجرت الرياح بما ل تشتهي السفن‪..‬‬ ‫نعم‪ ..‬كان الطقس جمي ً‬

‫زاول إبراهيم مهنة التعليم في هذه المدرسة سنة واحدة‪ ،‬وكان له تأثير‬
‫في بعض طلبه من الصفوف العالية‪ ،‬فحبب إليهم الشعر والدب‪ ،‬ول أزال‬
‫أذكر ذلك اليوم الذي أقبل فيه يحدثنا مبتهجًا‪ ،‬بأن بعض تلميذه النجب‪ ،‬قد‬
‫بدأوا ينظمون الشعر على يده‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫خلل هذا العام الدراسي »‪ «1930 - 1929‬كان إبراهيم ينظم الشعر‬
‫الوطني‪ ،‬فيرسله صرخات حافزة‪ ،‬ونارا ً مشتعلة‪ ،‬ومن أشهر قصائده في‬
‫ذلك الحين »الثلثاء الحمراء«‪.‬‬

‫ففي حزيران سنة ‪ 1930‬صدر حكم العدام على شهداء فلسطين الثلثة‪،‬‬
‫ج أهل البلد لهذا الحكم‪ ،‬وقدموا‬‫وذلك على أثر ثورة سنة ‪ .1929‬وقد ض ّ‬
‫احتجاجاتهم ورجاءهم‪ ،‬فلم يغن ذلك عنهم شيئا‪ً.‬‬
‫ِ‬
‫وفي نهار الثلثاء‪ ،‬السابع عشر من حزيران سنة ‪ ،1930‬كان التكبير على‬
‫المآذن‪ ،‬وقرع النواقيس في الكنائس‪ ،‬يتجاوب صداهما في أرجاء‬
‫فذ حكم العدام بالشهداء الثلثة‪ ،‬في‬‫فلسطين قاطبة‪ ،‬إذ في ذلك النهار‪ ،‬ن ُ ّ‬
‫ثلث ساعات متوالية‪ ،‬فكان أولهم فؤاد حجازي وثانيهم محمد جمجوم‪،‬‬
‫وثالثهم عطا الزير‪ ،‬وكان من المقرر رسميا ً أن يكون الشهيد »عطا الزير«‬
‫ثانيهم‪ ،‬ولكن »جمجومًا« حطم قيده‪ ،‬وزاحم رفيقه على الدور حتى فاز‬
‫ببغيته‪..‬‬

‫وهنا يأخذ الشاعر ريشته ليصور هذا اليوم المخضب بالدماء أروع تصوير‪،‬‬
‫وليسجل في سفر الشعر الوطني الخالد‪ ،‬مصارع أولئك الشهداء‪ ،‬فتكون‬
‫قصيدة »الثلثاء الحمراء«‪.‬‬

‫وكان يوم حفلة مدرسة النجاح السنوية في نابلس‪ ،‬ولم يكن قد مضى‬
‫على تنفيذ حكم العدام بهؤلء الشهداء أكثر من عشرة أيام‪ ،‬فالنفوس ل‬
‫تزال ثائرة‪ ،‬والعواطف ل تزال مضطربة‪ ،‬وفي تلك الحفلة‪ ،‬ألقى إبراهيم‬
‫ذهل عن الجمهور‪ ،‬وشعر كأنما خرج من‬ ‫قصيدته »الثلثاء الحمراء«‪ ..‬و ُ‬
‫لحمه ودمه‪ ،‬فكان يلقي بروحه وأعصابه‪ ،‬فما انتهى حتى كان بكاء الناس‬
‫يعلو نشيجه‪ ،‬ثم تدفقوا خارج القاعة في حالة هياج عظيم حتى لقد قال‬
‫ذ‪» :‬لو أن إبراهيم ألقى قصيدته في بلد فيه يهود‪ ،‬لوقع ما ل‬
‫بعضهم يومئ ٍ‬
‫يحمد عقباه«‪ .‬يشير بذلك إلى فرط الحماس الذي أثارته هذه القصيدة في‬
‫أولئك السامعين‪.‬‬

‫لم تكد تبدأ عطلة العام الدراسي الخيرة لسنة ‪ 1930‬حتى كانت الجامعة‬
‫الميركية في بيروت‪ ،‬قد عرضت على إبراهيم‪ ،‬بواسطة الستاذ أنيس‬
‫الخوري المقدسي‪ ،‬التعليم في قسم الدب العربي في الجامعة‪.‬‬

‫كان مجرد فكرة العودة إلى بيروت‪ ،‬وآفاقها الرحيبة السحرية‪ ،‬كفيل ً بأن‬
‫يجعل إبراهيم يوافق على مزاولة التعليم مرة أخرى‪ ،‬وعن طيب خاطر‪..‬‬
‫فلقد كان حبه لهذا البلد‪ ،‬ولهله الكرام‪ ،‬حبا ً متمكنا ً من نفسه‪ ،‬إلى حد‬
‫بعيد‪ ،‬بل لقد كانت بيروت عنده بمنزلة الوطن الثاني له‪ ،‬يرى في أهلها‬
‫أهله‪ ،‬وفي عشيرتها عشيرته‪ ،‬وكيف ل يكون لهذا البلد في نفس إبراهيم‬
‫مثل هذا المكان الرفيع‪ ،‬وفيه تفتحت زهرة شبابه أول ما تفتحت‪:‬‬

‫ل عهدي‬‫أو ُ‬
‫بفنون الهوى‬

‫‪17‬‬
‫م‬ ‫ت‪ ،‬أ َن ْ ِ‬
‫ع ْ‬ ‫بيرو ُ‬
‫ل‪..‬‬
‫بالهوى الو ِ‬
‫وانتقل إلى الجامعة الميركية‪ ،‬فدّرس فيها عامين‪ ،‬نظم خللهما أروع‬
‫قصائده التصويرية‪ ،‬مما يدخل في باب الموضوعيات من شعره‪ .‬ولبراهيم‬
‫في هذا الباب قصائد فذة‪ ،‬تفيض بالصور الحية الناطقة‪.‬‬

‫ولقد عادت المرأة‪ ،‬أو بالحرى‪ ،‬عاد الجمال يحّرك قلب إبراهيم في‬
‫بيروت‪ ،‬فيوحي إليه بأرق الشعر وأجزله‪ .‬ومسارح الجمال في بيروت‬
‫مختلفة اللوان‪ ،‬متعددة الصور‪ ،‬وهي هناك تكاد تكون مكشوفة النقاب ل‬
‫تختبئ وراء حجاب‪ .‬وإبراهيم نشأ في بلد متمسك بتقاليده وعاداته أشد‬
‫التمسك‪ ،‬فهو يسدل دون المرأة ستارا ً كثيفا ً نسجه‪ .‬ومن هنا‪ ،‬كانت‬
‫بيروت مهبط وحيه في ما قاله من شعر في المرأة‪.‬‬

‫وفي غادة أشبيلية أندلسية‪ ،‬كانت في بيروت‪ ،‬نظم إبراهيم في ما نظم‬


‫من شعر غزلي في ذلك الحين‪ ،‬عدة قصائد‪ ،‬وهو يعترف بأن انجذابه إلى‬
‫هذه الغادة‪ ،‬قد ل يكون بدافع جمالها‪ ،‬وخفة روحها‪ ،‬بمقدار ما كان يتقّراه‬
‫في خلقتها من الدم العربي وما كان يلحظه من الفن العربي في ثيابها‬
‫ورقصاتها‪.‬‬

‫وأثناء إقامته في بيروت قدم الجامعة الميركية الدكتور »لويس نيكل‬


‫البوهيمي«‪ ،‬وهو مستشرق تخصص في الغزل العربي‪ ،‬فكان يتنقل بين‬
‫عواصم الشرق والغرب‪ ،‬باحثا ً في مكاتبها الكبرى عن الكتب المتعلقة‬
‫بموضوعه‪ ،‬وكان من نتيجة ذلك أن ترجم إلى اللغة النكليزية كتاب »طوق‬
‫الحمامة« لبن حزم الندلسي‪ ،‬وقد تعرف إبراهيم بالدكتور نيكل عن‬
‫طريق صديقه الستاذ أنيس فريحة‪ ،‬وكان هذا المستشرق‪ ،‬حين تعرف‬
‫بإبراهيم‪ ،‬قد بدأ بتصحيح كتاب »الزهرة« لبن داود الصفهاني‪ ،‬وتعليق‬
‫حواشيه وتنظيم فهارسه‪ .‬فلما رأى مدى اطلع إبراهيم على الشعر القديم‬
‫دعاه إلى العمل معه وأشركه في تصحيح الكتاب وطبعه‪ ،‬وباشرا العمل‬
‫معا ً في اليوم الثاني للمقابلة الولى‪ ،‬وفي بضعة شهور أنجزا عملهما فيه‬
‫طبع الكتاب سنة ‪ ،1932‬ويقول الدكتور نيكل بهذا الشأن في رسالة‬ ‫حيث ُ‬
‫خاصة تلقيتها منه‪ ...» :‬ثم أقمنا حفلة »الزهروية« في مطعم نجار‪ ،‬ونظم‬
‫إبراهيم قصيدته »غادة أشبيلية«‪ ،‬وكانت تلك اليام من أسعد أيامه‬
‫وأيامي‪.«...‬‬

‫دم إبراهيم استقالته من‬‫وفي نهاية العام الثاني لتدريسه في الجامعة‪ ،‬ق ّ‬
‫العمل‪ ،‬وعاد إلى فلسطين‪ ،‬حيث زاول مهنة التعليم في المدرسة‬
‫فس‬ ‫الرشيدية في القدس‪ .‬وفي هذا الحين‪ ،‬ضاق بعمله أشد الضيق‪ ،‬فن ّ‬
‫عن الكرب الذي لحقه من هذه المهنة بقصيدته »الشاعر المعلم« وقد‬
‫صاغها في قالب فكاهي عذب‪ ،‬صور فيه ما كان يكابده من مشقة التعليم‪،‬‬
‫والجهد الذي كان يبذله‪ ،‬والعناء الذي كان يلقيه من جراء ذلك كله‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وفي أواخر سنة ‪ ،1932‬وقبل انتهاء الفصل الدراسي الول‪ ،‬ألح عليه‬
‫السقم‪ ،‬ولزمته العلة‪ ،‬فانقطع عن التدريس‪ ،‬وظل طريح الفراش‪ ،‬إلى أن‬
‫اشتدت وطأة المرض‪ ،‬فأشار الطباء بضرورة نقله إلى المستشفى‪،‬‬
‫وإجراء عملية جراحية في معدته‪ ،‬ولقد كان من خطورة شأن هذه العملية‪،‬‬
‫أن نفض الجراح يديه من نجاة مريضه من الموت بعدها‪ ،‬لما كان عليه‬
‫إبراهيم من النحول والضعف‪ .‬ولكن »الله في السماء‪ ،‬والمل في‬
‫الرض!« فقد ُأجريت العملية بالرغم من الشك الكبير في نجاته من‬
‫خطرها‪ .‬وتشاء حكمة الله‪ ،‬أن ينجو إبراهيم من الموت المحقق‪ ،‬ولقد أقر‬
‫الطبيب سلمة مريضه كانت من معجزات الله‪ ،‬ل شأن لفن الطب فيها‪،‬‬
‫ول لحذق الطبيب‪ ،‬إذ كانت حال إبراهيم فوق هذين كليهما‪.‬‬

‫وتماثل للشفاء‪ ،‬وحانت الساعة التي سيغادر فيها المستشفى‪ ،‬فشّيع‬


‫الطبيب هذا »المولود الجديد«‪ ،‬كما كان يسميه‪ ،‬مهنئا ً والديه به‪ ،‬وخرج‬
‫إبراهيم وفي جيبه ورقة عليها هذه البيات‪:‬‬

‫ت يا‬
‫جه ُ‬ ‫إلي َ‬
‫ك تو ّ‬
‫خالقي‬
‫ر على نعمة‬
‫بشك ٍ‬
‫العافيه‬
‫إذا هي ول ّ ْ‬
‫ت فمن‬
‫قادٌر‬
‫دها‬ ‫سوا َ‬
‫ك على ر ّ‬
‫ثانيه‬
‫د‬
‫وما للطبيب ي ٌ‬
‫ء‬
‫بالشفا ِ‬
‫ولكّنها يد َ‬
‫ك‬
‫الشافيه‬
‫معيد‬
‫ت ُ‬
‫ت‪ ،‬أن َ‬
‫تبارك َ‬
‫ة‬
‫الحيا ِ‬
‫ت في‬ ‫متى شئ َ‬
‫العظم الباليه‬
‫ب‬
‫ت المفّرج كر َ‬
‫وأن َ‬
‫ف‬‫الضعي ِ‬
‫ت المجيُر من‬
‫وأن َ‬
‫العاديه‬

‫بلى‪ ،‬لقد كان إبراهيم يؤمن بالله إيمانا ً عميقا ً صادقًا‪ ،‬وقد ابتله ربه‬
‫بالحرمان من نعمة العافية‪ ،‬وهو في ريعان الشباب‪ ،‬فما وجده إل صابرا ً‬
‫ل‪ ،‬وإنك لتتصفح ما خلفه من مآثره الدبية‪ ،‬فتراه قد عرض فيها‬ ‫متفائ ً‬
‫مرارا ً عديدة لذكر مرضه وسقمه‪ ،‬ولكنه عرض مرح مبتسم‪ ،‬ل روح‬
‫للتشاؤم فيه ول أثر لشكوى الزمان‪ ،‬إذ كان المرح والبتسام خلقة في‬

‫‪19‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬فلم يكن لينظر إلى الدنيا إل من وجهها الضاحك المشرق‪ ،‬وانظر‬
‫إلى هذه البيات لترى كيف كان يواجه تنكر العافية‪:‬‬

‫ة‬
‫ب رأى صحيف َ‬
‫وطبي ٍ‬
‫وجهي‬
‫عودي‬‫شاحبا ً لوُنها‪ ،‬و ُ‬
‫نحيفا‬
‫قال‪ :‬لبدّ من دم ٍ ل َ‬
‫ك‬
‫ُنعطيـ‬
‫ه نقي ًّا‪ ،‬ملءَ العرو ِ‬
‫ق‬ ‫ـ ِ‬
‫عنيفا‬
‫ب‬
‫ت يا طبي ُ‬
‫ك ما شئ َ‬‫ل َ‬
‫ن‬‫ولك ْ‬
‫أعطني من دم ٍ يكون‬
‫خفيفا‪..‬‬

‫ضعف في البنية شديد‪ ،‬قد يبعث في غير إبراهيم التشاؤم والضجر‪ ،‬ولكنه‬
‫هو‪ ،‬القوي بروحه‪ ،‬المرح بطبيعته ل يدع النكتة تفلت منه وهو في أشد‬
‫حالت المرض‪» :‬أعطني من دم يكون خفيفا«‪..‬‬

‫غادر إبراهيم المستشفى موفور الصحة‪ ،‬وعاد إلى بلده بعد أن قدم‬
‫استقالته إلى المدرسة الرشيدية في القدس‪ ،‬وقد عزم عزما ً أكيدا ً على‬
‫عدم العودة إلى هذه المهنة‪ ،‬مهنة التعليم‪ ،‬مرة أخرى‪.‬‬

‫أمضى بعد ذلك عامين في نابلس‪ ،‬خدم خللهما مدة في دائرة البلدية‪،‬‬
‫وفي هذين العامين‪ ،‬نظم إبراهيم مقطعاته الوطنية التي كان يوالي نشرها‬
‫في جريدة »الدفاع« والتي كان ُيقبل عليها القراء بشغف عظيم‪ ،‬لما فيها‬
‫من تصوير صادق لوضع فلسطين الخطير‪ ،‬وتفكك المة المريع‪ ،‬في تلك‬
‫الفترة من الزمن‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1936‬استلم إبراهيم عمله الجديد في القسم العربي في إذاعة‬


‫القدس‪ ،‬وقبل الحديث عن أعماله هناك‪ ،‬أوثر أن أقف عند شعره وقفة‬
‫قصيرة‪.‬‬

‫إذا قرأت شعر إبراهيم‪ ،‬تجلت لك نفسه على حقيقتها‪ ،‬ل يحجبها عنك‬
‫حجاب‪ ،‬ذلك أنه كان ينظر نظرا ً دقيقا ً في جوانب تلك النفس‪ ،‬ثم يص ّ‬
‫ور ما‬
‫يعتلج فيها من عواطف وخلجات‪ ،‬كأصدق ما يكون التصوير‪ ،‬ومما كان‬
‫يعينه على البراعة والصدق في التعبير‪ ،‬علم غزير بفنون الكلم وأساليبه‪،‬‬
‫وهذا العلم كان نتيجة لطلعه الواسع على المآثر الدبية الرفيعة‪ ،‬من‬
‫قديمة وحديثة‪ ،‬إلى جانب القرآن الكريم‪ ،‬والحديث الشريف‪.‬‬

‫وما أعرف كتابا ً أدبيا ً كان أحب إليه من كتاب »الغاني«‪ ،‬فقد كان يرى فيه‬
‫دنيا تغمرها الحياة على اختلف ألوانها‪ ،‬وناهيك »بالغاني« من كتاب أدبي‬

‫‪20‬‬
‫توفرت فيه المادة‪ ،‬وتنوع السلوب‪ ،‬واتسع فيه مجال القول في الخبار‬
‫والنوادر الدبية على اختلفها‪.‬‬

‫وكما كان كتاب »الغاني« من أحب كتب الدب العربي إلى إبراهيم فقد‬
‫كان »المتنبي« من ناحية‪» ،‬والعباس بن الحنف« من ناحية أخرى من‬
‫أحب الشعراء إليه وأقربهما من قلبه‪ ،‬وكان الدكتور »نيكل« قد ساعده‬
‫في الحصول على نسختين تصويريتين لديوان »العباس« من إستنبول إذ‬
‫كان في نية إبراهيم ‪ -‬لو أمهله الزمن ‪ -‬أن ُيخرج هذا الديوان في طبعة‬
‫جيدة أنيقة‪.‬‬

‫وأما »شوقي« في الشعراء المعاصرين فهو سيد المكان في قلب‬


‫سم شعر إبراهيم إلى ثلثة أقسام‪ :‬الغزليات‪،‬‬‫إبراهيم‪ ،‬يمكنك أن ُتق ّ‬
‫والوطنيات‪ ،‬والموضوعيات‪ ،‬وهذه الخيرة تمتاز بعمق الفكرة‪ ،‬ودقة‬
‫التصوير‪ ،‬وقد حّلق فيها إلى آفاق الشعر العالي‪ ،‬هنالك »الشهيد«‬
‫و»الفدائي« و»الحبشي الذبيج« وغيرها‪ .‬ولعل واسطة العقد في‬
‫موضوعياته‪ ،‬قصيدة »مصرع بلبل« وهي فتح جديد في القصة الشعرية‪،‬‬
‫نلمس فيها تأثر إبراهيم بالدب الغربي دون أن يفقد مميزات خياله‬
‫الخاص‪ ،‬وتعبيراته الشعرية الخاصة‪.‬‬

‫وفي قصيدة »الشهيد«‪ ،‬ينقلنا إبراهيم بدقة وصفه‪ ،‬وروعة تصويره إلى ما‬
‫يثور في نفس الشهيد من عواطف‪ ،‬واستقتال في سبيل الواجب السمى‪،‬‬
‫ل يبتغي من وراء ذلك ذيوع اسم ول اكتساب صيت‪ ،‬وإنما هو عنصر‬
‫الفداء‪ ،‬وجوهر الكرم‪ ،‬صيغت منهما نفس الشهيد‪ ،‬فهان عندها الموت في‬
‫سبيل الله والوطن‪.‬‬

‫ومن موضوعياته الرائعة قصيدة »الحبشي الذبيح« وهي صورة حية‬


‫ناطقة‪ ،‬يرسم فيها إبراهيم حالة ذلك »الديك الحبشي« الليمة حين ُيذبح‬
‫ويأخذ يصفق بجناحيه‪ ،‬ويجري من هناك وهناك‪ ،‬مزوّر الخطى‪ ،‬كأنما هو‬
‫يلحق بالحياة التي اسُتـلبت منه‪ ،‬ولقد أوحى إليه بهذا الموضوع العنيف‪،‬‬
‫وقوفه يوما ً برجل على جانب الطريق في بيروت يذبح ديوكا ً حبشية يعدها‬
‫لرأس السنة‪ ،‬وإذا بالنفس الشاعرة يروعها أن ل يقوم السرور إل على‬
‫حساب اللم‪ ،‬وإذا بها تفيض بأقوى الشعر التصويري الحي‪.‬‬

‫ونلتفت الن إلى إبراهيم شاعر الوطن‪ ،‬الذي سجل آلم فلسطين وآمالها‬
‫خلل النتداب النكليزي‪ ،‬كما لم يسجله شاعر فلسطيني من قبل‪.‬‬

‫انظر إليه وقد خّلد ثورة فلسطين وشهداءها سنة ‪ 1929‬في قصيدة‬
‫»الثلثاء الحمراء«‪ ،‬ثم يوم عاد في الذكرى الرابعة لهؤلء الشهداء‬
‫فخلدهم مرة أخرى في قصيدة »الشهيد«‪ ،‬كل ذلك في شعر لهب‬
‫حماسي‪ ،‬فل بكاء ول استخذاء‪ ،‬وإنما هي صرخات مدوية مجلجلة‪ ،‬تحفز‬
‫الهمم‪ ،‬وتثير الشعور بالعزة والباء‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وأما بيع الرض‪ ،‬فلم يزل إبراهيم يصور لقومه الخطر الذي ينتظر البلد‬
‫م واستحكم من‬ ‫من وراء البيع‪ ،‬ولم يزل يفتح عيونهم على الشر الذي ع ّ‬
‫جراء ذلك‪:‬‬

‫أعداؤنا منذ أن كانوا‬


‫ة‬
‫صيارف ً‬
‫ونحن منذ هبطنا‬
‫ع‬
‫ض ُزّرا ُ‬
‫الر َ‬
‫ض لم تحفل‬
‫ع الر ِ‬‫يا بائ َ‬
‫ة‬
‫بعاقب ٍ‬
‫م‬ ‫ول تعّلم َ‬
‫ت أن الخص َ‬
‫داع‬
‫خ ّ‬
‫َ‬
‫ت على الحفاد‬
‫لقد جني َ‬
‫وا لهفي!‬
‫دام‪..‬‬
‫خ ّ‬
‫وهم عبيد‪ ..‬و ُ‬
‫وأتباع‬
‫ماع‬
‫ب الل ّ‬
‫ك الذه ُ‬‫وغّر َ‬
‫ه‬
‫ُتحرز ُ‬
‫ب كما تدريه‬
‫إن السرا َ‬
‫ماع‬
‫لـ ّ‬
‫ض‬ ‫فك ّْر بموت َ‬
‫ك في أر ٍ‬ ‫َ‬
‫ت بها‬
‫نشأ َ‬
‫ك أرضا ً‬
‫ك لقبر َ‬
‫واتر ْ‬
‫طوُلها باع‬

‫وقد التفت إبراهيم مرات عديدة في شعره‪ ،‬إلى هذه الناحية‪ ،‬وحين‬
‫نشرت الصحف أن زعيم الهند »غاندي« قد أنذر إنكلتره بالصيام مدى‬
‫الحياة‪ ،‬ما لم ُتغّير خطتها السياسية في الهند‪ ،‬راح إبراهيم يغمز ويقارن‬
‫بين زعيم هنا‪ ..‬وزعيم هناك‪:‬‬

‫ٌ مثل »غندي« عسى‬ ‫حبذا لو يصوم منا‬


‫ه‬
‫م ْ‬‫يفيد صيا ُ‬ ‫زعيم‬
‫م لول‬ ‫ن‪ ،‬يمـوت الزعي ُ‬‫ـ َ‬ ‫م عن طعامه‪..‬‬ ‫ل يص ْ‬
‫طعامه‬ ‫في فلسطيـ‬
‫ة تستريح فيها‬ ‫بقع ً‬ ‫م عن مبيعه‬ ‫ليص ْ‬
‫عظامه!‬ ‫ض يحف ْ‬
‫ظ‬ ‫الر َ‬
‫وهو في رثائه للمغفور له الملك فيصل‪ ،‬يضرب على هذا الوتر نفسه‪،‬‬
‫مشيرا ً إلى استقبال الجثمان الطاهر في فلسطين‪:‬‬
‫ت من‬ ‫ما الذي أعدد ِ‬
‫قرى‬ ‫طيب ال ِ‬
‫ف‬
‫ن لضي ٍ‬ ‫يا فلسطي ُ‬

‫‪22‬‬
‫ل‬
‫ج ِ‬
‫مع ِ‬
‫ُ‬
‫ل أرى أرضا ً نلقيه‬
‫بها‪..‬‬
‫ع‬
‫ض بي ُ‬‫قد أضاع الر َ‬
‫فل‬ ‫س ّ‬
‫ال ّ‬
‫كل‬
‫ه ِ‬
‫فاستري وج َ‬
‫ح على‬‫ُيلم ْ‬
‫ي فوق‬‫صفحتيه الخز ُ‬
‫الخجل !‪.‬‬
‫ولم يكن ليدع مناسبة تمر‪ ،‬دون أن يشير إلى هذا الداء العضال‪ ،‬الذي‬
‫ُبليت به فلسطين‪ .‬ولشد ّ ما صب نقمته على تلك العصبة الحقيرة‪ ،‬عصبة‬
‫السماسرة‪ ،‬التي يقوم على يديها ضياع البلد‪:‬‬

‫ما سماسرةُ البلد‬‫أ ّ‬


‫ة‬
‫فعصب ٌ‬
‫عاٌر على أهل البلد‬
‫بقاؤها‬
‫س أعلن صاغرا ً‬‫إبلي ُ‬
‫ه‬
‫س ُ‬‫إفل َ‬
‫ق عنده إغراؤها‬ ‫لما َتح ّ‬
‫ق َ‬
‫مكّرمين‪..‬‬
‫عمون ُ‬
‫يتن ّ‬
‫كأنما‬
‫د‬
‫م البل َ‬
‫لنعيمهم ع ّ‬
‫شقاؤها‬
‫هم أه ُ‬
‫ل نجدتها‪ ..‬وإن‬
‫أنكرَتهم‬
‫م‪-‬‬ ‫ف َ‬
‫ك راغ ٌ‬ ‫م‪ -‬وأن ُ‬
‫ه ُ‬
‫و ُ‬
‫زعماؤهما‪..‬‬

‫ولكم كانت تروعه تلك الحزبية التي يضطرم وقودها في البلد‪ ،‬فل ينتج‬
‫منها إل تفكك المة وشقاقها‪ ،‬وفي ذلك ما فيه من إعاقة السير نحو‬
‫الهدف الواحد‪:‬‬

‫وطني‪ ،‬أخاف عليك‬


‫قوما ً أصبحوا‬
‫ن‬
‫م ِ‬‫يتساءلون‪َ :‬‬
‫ق؟‬‫م اللي ُ‬
‫الزعي ُ‬
‫ق‬
‫ب الشقا ِ‬
‫ل تفتحوا با َ‬
‫ه‬
‫فإن ُ‬
‫سوِد‬ ‫ب على ُ‬ ‫با ٌ‬
‫َ‬
‫مغلق‬ ‫ث ُ‬
‫الحواد ِ‬

‫‪23‬‬
‫ص‬
‫ه ل ُيرجى الخل ُ‬
‫والل ِ‬
‫وأمركم‬
‫فوضى‪ ،‬وشم ُ‬
‫ل‬
‫ممّزق‬
‫العاملين ُ‬

‫ولطالما نقد أصحاب الحزاب في شعره وندد بهم‪ ،‬ل يخص فريقا ً دون‬
‫فريق‪ ،‬وإنما يوجه القول إليهم جميعًا‪:‬‬
‫ضـكم‬ ‫ما لكم بع ُ‬
‫ُيمّزق بعضا ً‬
‫أفرغتم من العدو‬
‫اللدوِد ؟‬
‫اذهبوا في البلد‬
‫طول ً وعرضا ً‬
‫وانظروا ما لخصمكم‬
‫من جهود‪..‬‬
‫والمسوا باليدين‬
‫صرحا ً منيعا ً‪..‬‬ ‫َ‬
‫شاد أركاَنه بعزم ٍ‬
‫وطيد!‬
‫ل هذا استفاده بين‬ ‫ك ّ‬
‫فوضى‬
‫ق‪ ،‬وذّلة‪،‬‬ ‫وشقا ٍ‬
‫هجود‪..‬‬ ‫و ُ‬
‫ل بالتّرهات‪،‬‬ ‫واشتغا ٍ‬
‫ب ال ْ‬
‫ذ‬ ‫وح ّ‬
‫ع عميم‬ ‫ت‪ ..‬عن ناف ٍ‬ ‫ذا ِ‬
‫مجيد‬
‫ن تلك‬ ‫هأ ّ‬ ‫شهد الل ُ‬
‫ة‬
‫حيا ٌ‬
‫ة‬
‫ضلت فوقها حيا ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ُ‬
‫العبيد‬
‫وما كان أنكأ لقلب إبراهيم من خمود العزائم في حاملي عبء القضية‬
‫الوطنية ووقوفهم عند تقديم »البيانات« و»الحتجاجات«‪ ،‬ل يتعدونها إلى‬
‫غيرها من العمال المجدية‪ ،‬انظر إليه يخاطبهم متهكمًا‪:‬‬
‫م »المخلصون«‬ ‫أنت ُ‬
‫للوطنّيه‪..‬‬
‫م الحاملون عبءَ‬ ‫أنت ُ‬
‫القضّيه‪..‬‬
‫م العاملون من‬ ‫أنت ُ‬
‫ل‪..‬‬ ‫غير قو ٍ‬
‫ه في‬ ‫بارك الل ُ‬

‫‪24‬‬
‫الزنود القوّيه‪..‬‬
‫ن« منكم يعادل‬
‫و»بيا ٌ‬
‫جيشا ً‬
‫دات زحفه‬ ‫بمع ّ‬
‫الحربّيه‪..‬‬
‫د‬
‫ع« منكم ير ّ‬
‫و»اجتما ً‬
‫علينا‬
‫د من‬ ‫غابَر المج ِ‬
‫فتوح أمّيه‪..‬‬
‫ما جحدنا‬
‫»أفضالكم«‪ ..‬غيَر أنا‬
‫لم تزل في نفوسنا‬
‫أمنّيه‬
‫ة من‬
‫في يدينا بقي ّ ٌ‬
‫بلٍد‪..‬‬
‫فاستريحوا كي ل‬
‫تطيَر البقّيه‬
‫وبذلقة ورشاقة‪ ،‬كان إبراهيم يتغلغل بقلمه إلى صميم الشياء فيزيح عنها‬
‫الستر ويبين ما خفي وراءها من حقائق مرة‪ ،‬ويا لها من مرارة يرسلها في‬
‫شعره متألما ً »لمظاهر العبث« التي كان يراها تغلب على ميول المة‪:‬‬
‫م‬‫ي يو ٌ‬ ‫ك أيها العرب ّ‬ ‫أمام َ‬
‫د‬
‫تشيب لهوله سو ُ‬
‫النواصي‬
‫ك‪ ..‬ل‬ ‫ت كما عهدت ُ َ‬ ‫وأن َ‬
‫تبالي‬
‫ر العبث‬ ‫بغير مظاه ِ‬
‫ص‬‫الرخا ِ‬
‫ك بات يلمسه‬ ‫مصيُر َ‬
‫الداني‬
‫وسار حديُثه بين‬
‫القاصي‬
‫ر غدا ً‬ ‫ب القصو ِ‬ ‫فل رح ُ‬
‫ق‬
‫ببا ٍ‬
‫ق‬
‫لساكنها‪ ،‬ول ضي ُ‬
‫الخصاص‬
‫ل‬‫و ٍ‬
‫ح ْ‬ ‫لنا خصمان‪ ،‬ذو َ‬
‫ل‬‫و ٍ‬ ‫وط َ ْ‬
‫ل‬ ‫وآخُر ذو احتيا ٍ‬
‫واقتناص‬
‫وا بينهم‪ ..‬فأتى‬ ‫ص ْ‬‫توا َ‬

‫‪25‬‬
‫وبال ً‬
‫وإذلل ً لنا ذاك‬
‫التواصي‬
‫ج للبادة‪..‬‬‫مناه ُ‬
‫ت‬‫واضحا ٌ‬
‫وبالحسنى ُتن ّ‬
‫فذ‪،‬‬
‫والرصاص‪..‬‬

‫وأما وعد بلفور‪ ،‬وأما هجرة اليهود إلى هذا الوطن المنكود‪ ،‬فلم يبرحا‬
‫ل ذا سعة في شعر إبراهيم‪ ،‬وهدفا ً يرمي إليه‪ ،‬ويحوم حواليه‪.‬‬
‫مجال ً لقو ٍ‬
‫وهكذا‪ ،‬ترى شعره الوطني شعرا ً يحمل طابعا ً فلسطينيا ً خاصًا‪ ،‬كان حتما ً‬
‫أن تطبعه به أحوال البلد المضطربة في هذا العهد المظلم من عهود‬
‫فلسطين‪ ،‬وما كان إبراهيم ليفوز بلقب شاعر الوطن‪ ،‬وشاعر فلسطين لو‬
‫لم يسجل قضية بلده في شعره القوي‪ ،‬الذي يمتاز بذلك الطابع‬
‫الفلسطيني الخاص‪ ..‬ولو لم تنعكس في ذلك الشعر أصدق صورة لهذا‬
‫الوطن في هذا العهد‪..‬‬
‫تأسست إذاعة القدس سنة ‪ ،1936‬ووقع الختيار على إبراهيم ليكون‬
‫مراقبا ً للقسم العربي فيها‪ ،‬فاحتضن هذا القسم‪ ،‬ولفه تحت جناحيه‪،‬‬
‫وتعهده بعنايته مدة أربع سنوات‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1937‬تعرف إبراهيم »بسامية عبدالهادي« من إحدى أسر‬


‫نابلس‪ ،‬فاتجه إليها قلبه‪ ،‬وهناك استقر؟ فأصبحت شريكة حياته‪ ،‬وعاش‬
‫هانئا ً في بيته‪ ،‬سعيدا ً بعاطفة جديدة مقدسة هي عاطفة البوة‪ ،‬إذ ولد له‬
‫»جعفر« ثم ولدت »عريب«‪.‬‬

‫أقبل إبراهيم على عمله في الذاعة بكل قلبه‪ ،‬إذ كان مثل هذا العمل‬
‫يوافق ذوقه ويمشي مع ميوله‪ ،‬ولم تمض مدة يسيرة على إشرافه على‬
‫البرامج العربية‪ ،‬حتى كانت تلك البرامج مرآة ينعكس عليها ذوق هذه‬
‫البلد‪ ،‬وآراء أهلها العرب‪ ،‬وكان أكبر همه أن تكون الحاديث قريبة من‬
‫مستوى العقول على اختلف طبقاتها‪ ،‬ل سيما الحاديث الخلقية‪ ،‬فكان‬
‫يصل إلى هذا الغرض التهذيبي بطريقة ل يشك في نجاحها‪ ،‬وهي طرق‬
‫هذه الموضوعات من نواٍح ثلث‪ :‬الية القرآنية‪ ،‬الحديث الشريف‪ ،‬المثل‬
‫المشهور‪ .‬ولكل من هذه النواحي أثرها البعيد في العقليات المختلفة لهل‬
‫المدن والقرى على السواء‪ ،‬لما لها من علقة ماسة بالحياة الجتماعية‪.‬‬
‫ولقد كان لبراهيم في الذاعة أحاديث أدبية كثيرة‪ ،‬أضف إلى ذلك قصصا ً‬
‫وروايات تمثيلية‪ ،‬كان يصنعها بنفسه‪ ،‬وأناشيد‪ ،‬منها ما كان ينظمه لبعض‬
‫البرامج الخاصة‪ ،‬كنشيد »أشواق الحجاز« والنشيد الذي وضعه في رثاء‬
‫المغفور له الملك غازي‪ ،‬ومنها ما كان ينظمه لحاديث الطفال‪.‬‬

‫لم تكن الوظيفة لتقعد بإبراهيم عن تقديم رسالته إلى هذا الوطن الذي‬
‫م قلبه‪ ،‬ولئن كانت قد اعترضت لهاة بلبل‬
‫تفانى في حبه‪ ،‬وجمع له ه ّ‬
‫الوطن الغريد‪ ،‬وحالت دون تسلسل أغانيه الوطنية الشجية‪ ،‬التي طالما‬

‫‪26‬‬
‫أيقظت القلوب النائمة‪ ،‬وألهبت النفوس الهامدة‪ ،‬فلم تكن لتستطيع‪ ،‬أن‬
‫تحول دون حبه لهذا الوطن‪ ،‬وبذله أقصى مجهوده لخدمة أمته عن طريق‬
‫الذاعة‪.‬‬

‫ولعل من أهم ما قام به هناك‪ ،‬تصديه لفئة غير عربية‪ ..‬كانت تسعى سعيها‬
‫لتنشيط اللغة العامية‪ ،‬وجعلها اللغة الغالبة على الحاديث العربية‬
‫المذاعة‪ ..‬وكانت حجتها في ذلك‪ ،‬أن الذاعة ل يمكنها أن تحقق الغرض‬
‫الذي هدفت إليه‪ ،‬وهو نفع الطبقة المتوسطة‪ ،‬إذا جرت على استعمال‬
‫اللغة الفصحى‪ ..‬لن هذه الطبقة من أهل المدن والفلحين‪ ،‬ل ُتحسن اللغة‬
‫الفصحى‪ ،‬على حد تعبير أصحاب القول بتنشيط اللغة العامية‪ ،‬ول تفهم‬
‫اللغة العربية »القديمة« التي جرى عليها المذياع!‪..‬‬

‫وقف إبراهيم وقفة حازمة أمام هذا الرأي‪ ،‬ونقضه يومئذ ٍ بحجج دامغة‪،‬‬
‫أظهرهم فيها على أن المذياع لم يجر على اللغة العربية القديمة‪ ،‬وأنه‬
‫ليس في بلد العرب من يعرف هذه اللغة بالمعنى الذي قصده أصحاب‬
‫القول باللغة العامية‪ ،‬غير أفراد متخصصين‪ ،‬وهي عندنا لغة الجاهلية التي‬
‫قضى عليها القرآن بأسلوبه الجديد المبتدع‪ ،‬وأن عندنا اليوم لغة عربية‬
‫صحيحة‪ ،‬يصطنعها المؤلفون ومحررو الجرائد‪ ،‬ويفهمها المتعلم والمي‬
‫على السواء‪ ..‬وأن الفلحين‪ ،‬وجلهم من الميين‪ ،‬لتقرأ عليهم الجريدة‪،‬‬
‫فيناقشون القارئ في افتتاحيتها‪ ،‬ول يعقل أن يناقش المرء في شيء لم‬
‫يفهمه‪ ،‬هذا وإن العرب‪ ،‬مسلمين ومسيحيين‪ ،‬يدينون بالقومية‪ ،‬وهذا‬
‫مشروع غايته القضاء على اللغة العربية‪ ،‬وهي عندنا كل ما بقي من ذلك‬
‫التراث الطويل العريض الذي اجتمع لنا من الفتوحات والحضارات والعلوم‬
‫والداب والفنون‪ ..‬فما من عاقل اليوم‪ ،‬يعرف قدر نفسه ويعتز بعربيته‪،‬‬
‫يرضى عن العبث بهذا التراث الباقي‪ ،‬والقضاء عليه بيده‪..‬‬
‫هزمت تلك‬ ‫عرفت لبراهيم في كل موقف ذي خطر‪ُ ،‬‬ ‫بهذه الصراحة التي ُ‬
‫الفئة التي اعترفت على أثر ذلك‪ ،‬بأن إبراهيم يحتاج إلى جلسات أخرى‪،‬‬
‫لُتزعزع أركان عقيدته في لغته‪ ..‬وأستغفر الله‪ ،‬وحاشا لبراهيم‪..‬‬

‫ولشد ما لقي من صعوبات أثناء عمله‪ ،‬إذ كانت فلسطين خلل السنوات‬
‫الربع التي خدم فيها في الذاعة‪ ،‬في ظرف دقيق جدًا‪ ،‬ففي السنوات‬
‫الثلث الولى‪ ،‬كانت الثورة في فلسطين قائمة على ساقها‪ ،‬وفي السنة‬
‫الرابعة‪ ،‬كانت الحرب العالمية الخيرة‪.‬‬

‫أما الصعوبات التي لقيها في عمله أثناء الثورة‪ ،‬فتنحصر في ذلك الشغب‬
‫الذي كان يدور حوله من قبل بعض الجهات اليهودية‪ ،‬ووقوفها له بالمرصاد‬
‫دثين العرب‪،‬‬ ‫في كل ما يذيعه من أحاديث‪ ،‬أو ما يذيعه غيره من المح ّ‬
‫كل‬‫فكانت تلك الجهات اليهودية ُتخّرج كل ما يقال تخريجا ً سياسيا‪ ،‬وُتش ّ‬
‫ً‬
‫ل‪ ،‬وحكومات‬ ‫من القصة ذات اللغة البسيطة‪ ،‬والوضع المحكم‪ ،‬شعوبا ً ودو ً‬
‫وانتدابات‪ ..‬ولم تكن لترى في الحاديث الخلقية‪ ،‬إل تحريضا ً تحت قناع‬
‫ديني‪ ..‬وأما الدعاية فقد كانت في رأيها مبثوثة في الموضوعات التاريخية!‪.‬‬
‫زد على ذلك‪ ،‬قول تلك الجهات اليهودية بأن الحاديث النبوية‪ ،‬والمثال‬
‫المشهورة التي تقدم في الذاعة‪ ،‬فيها الخطر كل الخطر!‪ .‬إذ يطلب فيها‬

‫‪27‬‬
‫شئوا أطفالهم بعضلت قوية‪ ،‬ومنشأ الخطر على زعمها‬ ‫من المهات أن ُين ّ‬
‫هو أن تلك التنشئة القوية‪ ،‬إنما ُيقصد من ورائها المقدرة في المستقبل‬
‫على المقاومة‪ .‬وعن الطريق القصر‪ ،‬فالبرنامج العربي الذي كان يشرف‬
‫خر للتحريض‪ ..‬كما كانت تقول الصحف اليهودية‪.‬‬ ‫مس ّ‬ ‫عليه إبراهيم ُ‬
‫وهكذا كانت ُتوضع في الميزان ج ّ‬
‫ل أحاديث القسم العربي في الذاعة‪،‬‬
‫فُيناَقش إبراهيم فيها‪ ،‬وُيحاسب عليها‪ ،‬ولكنه كان يعرف كيف يقف أمام‬
‫ذلك كله‪.‬‬

‫وانتهت الثورة‪ ،‬وقامت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فكانت الرقابة على‬


‫الصحف والنشر والذاعة‪.‬‬
‫ذ‪ ،‬قامت الدعاية السيئة وقام‬ ‫ومن قبل بعض المشرفين عليها يومئ ٍ‬
‫التحريض ضد إبراهيم‪.‬‬
‫وكانت قصة »عقد اللؤلؤ« أو »جزاء المانة« التي اقتبسها إبراهيم من‬
‫دمها في المذياع في أحد برامج‬ ‫كتاب »العتبار« لسامة بن منقذ‪ ،‬وق ّ‬
‫ً‬
‫الطفال‪ ،‬فأخذ الرقيب وعصبته تلك القصة‪ ،‬وخّرجوها تخريجا يكفل لهم‬
‫استفزاز المستعمر‪ ..‬فإذا بتلك القصة التي تشيد بالمانة والوفاء ُتشهر‬
‫سلحا ً في وجه إبراهيم او بالحرى في ظهره‪ ،‬من قبل من ل يعرف قيمة‬
‫لمعنى المانة المقدس‪.‬‬

‫تكاتفت جموع الشر على إبراهيم من هنا وهناك‪ ،‬فُأقيل من عمله في‬
‫الول من أكتوبر سنة ‪.1940‬‬
‫وإذا كان بوسع أحد من الناس‪ ،‬أن يبيع ضميره‪ ،‬ويضرب بمبدأه وعقيدته‬
‫عرض الحائط‪ ،‬فيظل هانئا ً بعمله‪ ،‬قرير العين‪ ،‬فما كان بوسع إبراهيم أن‬
‫يفعل ذلك‪ ،‬وهو البي النفس‪ ،‬العيوف للستخذاء والذل‪ ،‬وهو الذي كان‬
‫يتحول عن الحظ السعيد يأتيه وفيه جرح لكبريائه وكرامته‪ ،‬أو خلف‬
‫لعقيدته‪ ،‬كما يتحول المؤمن الصادق عن وسوسة الشيطان‪.‬‬

‫اشمأزت نفس إبراهيم‪ ،‬وعافت البقاء بين قوم ل خلق لهم‪ ..‬فآثر الرحيل‬
‫عن وطنه الذي تفانى في حبه‪ ،‬وأذاب روحه في مناجاته‪ ،‬وعزم على‬
‫الرحيل إلى العراق‪ ،‬بلد العروبة والعزة‪.‬‬
‫ف صديقه أكرم بك‬ ‫وفي مساء اليوم الذي أقيل فيه إبراهيم من عمله‪ ،‬خ ّ‬
‫ذ‪،‬‬
‫الركابي إلى السيد طالب مشتاق‪ ،‬قنصل العراق في القدس يومئ ٍ‬
‫وأطلعه على ما جرى لبراهيم‪ ،‬وفي محادثة تلفونية من قبل السيد طالب‪،‬‬
‫جل اسم إبراهيم في وزارة المعارف في بغداد ليزاول‬ ‫س ّ‬
‫الصديق المحب‪ُ ،‬‬
‫مهنة التعليم في أحد معاهد العلم هناك‪ ،‬ولقد كان ذلك بسرعة‪ ،‬ودون أخذ‬
‫د‪ ،‬إذ كان إبراهيم معروفا ً لدى الوساط الدبية الرفيعة في العراق‪.‬‬
‫ور ّ‬

‫ولقد لقى من والده معارضة شديدة بشأن ذلك الرحيل‪ ،‬وإلحاحا ً عليه‬
‫بالبقاء عنده في نابلس‪ ،‬ولكن إبراهيم‪ ،‬على بره بوالده برا ً يفوق الوصف‪،‬‬
‫وعلى تعلقه العجيب بوالديه وإخوته ‪ -‬ولقد كان هذا البّر وهذا التعلق من‬
‫خلئق إبراهيم الممتازة ‪ -‬سافر إلى العراق وهو عازم عزما ً أكيدا ً على‬
‫عدم العودة إلى فلسطين مدى الحياة!‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ومن هؤلء الذين يصدق فيهم قول يزيد بن المهلب‪» :‬هم أهل العراق‪،‬‬
‫أهل السبق والسباق‪ ،‬ومكارم الخلق« وجد إبراهيم على أبواب بغداد من‬
‫ينتظره من الصحاب العراقيين‪ ،‬وفي بيت السيد محمد علي مصطفى‪،‬‬
‫الستاذ في دار المعلمين العليا‪ ،‬نزل إبراهيم وأهله معززين مكرمين‪ ،‬إذ لم‬
‫يكن قد تهيأ بعد‪ ،‬وفي دار المعلمين الريفية في الرستمية‪ ،‬باشر عمله‪.‬‬

‫كان للمعاملة السيئة التي لقيها إبراهيم في وطنه وبين قومه تأثير كبير‬
‫على بنيته النحيلة‪ ،‬فلم تكن تلك البنية لتحتمل كل هذه اللم النفسية التي‬
‫كابدها إبراهيم خلل شهور‪ ،‬وهو الرقيق الشعور المرهف الحساس إلى‬
‫حد يكاد يكون مرضًا‪ ،‬فلم يكد يمضي شهران على إقامته في العراق حتى‬
‫وقع فريسة العلة والسقم‪ ،‬مما حمله إلى العودة إلى نابلس قبل انتهاء‬
‫الفصل الدراسي الثاني‪.‬‬

‫ونهكت السقام إبراهيم‪ ،‬فنقل إلى المستشفى الفرنسي في القدس‪،‬‬


‫وبعد أيام قليلة‪ ،‬وفي مساء الجمعة‪ ،‬الثاني من شهر مايو سنة ‪1941‬‬
‫أسند إبراهيم رأسه إلى صدر أمه‪ ،‬وقد نزف دمه‪ ،‬وخارت قواه‪ ،‬وهناك‬
‫أسلم روحه الطاهرة إلى بارئه‪ ،‬واستراح استراحة البد‪.‬‬

‫كان لبراهيم ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬مصحف صغير‪ ،‬ل يخلو منه جيبه‪ ،‬تبركا ً به من‬
‫جهة‪ ،‬وليكون في متناول يده كل حين من جهة أخرى‪ ،‬فلما توفاه بارئه‪،‬‬
‫كان ذلك المصحف تحت وسادته‪ ،‬ول تزال إلى اليوم ثنية ثناها في إحدى‬
‫صفحات سورة »التوبة«‪ .‬وكانت هذه اليات الشريفة آخر ما تله إبراهيم‬
‫من كتاب الله أثناء مرضه‪ ،‬ولقد آثرت أن أختم بها الحديث عن حياة‬
‫إبراهيم إرضاء لروحه‪:‬‬

‫ة عند‬
‫م درج ً‬
‫»الذين آمنوا وجاهدوا في سبيل اللهِ بأموالهم وأنفسهم أعظ ُ‬
‫شرهم رّبهم برحمةٍ منه ورضوان وجنات لهم‬ ‫اللهِ وأولئك هم الفائزون‪ُ .‬يب ّ‬
‫ن فيها أبدا ً إن الل َ‬
‫ه عنده أجٌر عظيم«‪.‬‬ ‫م مقيم‪ .‬خالدي َ‬
‫فيها نعي ٌ‬

‫‪29‬‬
‫ب أو زعيم ِ‬
‫ل لحز ٍ‬ ‫إن قلبـي لبلدي‬

‫الشعر السياسي‬

‫‪30‬‬
‫‪1‬‬
‫ذكرى حمّية أهل الشام‬
‫]الخفيف[‬
‫ً‬
‫مزبدا يتعالى‬
‫هو ذا البحُر ُ‬
‫جه‬ ‫إث َْر بع ٍ‬
‫ض أموا ُ‬
‫تتوالى‬
‫تلطم الصخَر كبرياءً‬
‫وعنفا ً‬
‫م‬
‫ثم ترتدّ للخض ّ‬
‫خذالى‬
‫عـ‬
‫ج كأنه زجل الّر ْ‬
‫بضجي ٍ‬
‫ف تخاله‬
‫د‪ ،‬ورج ٍ‬
‫ـ ِ‬
‫زلزال‬
‫ت عن جهادها الدهَر‬
‫ما ون ْ‬
‫ن‬
‫لك ْ‬
‫ح ك َّرها‬ ‫ل َطّ َ‬
‫ف الصب ُ‬
‫والنضال‬
‫د‬
‫هي تستأنف الجها َ‬ ‫و ْ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫بعز‬
‫ك ّ‬
‫ل يوم ٍ إذا النهاُر‬
‫تعالى‬

‫****‬
‫ة‬
‫م بقع ُ‬
‫خض ّ‬
‫عند ذاك ال ِ‬
‫ض‬
‫أر ٍ‬
‫حها‬
‫ه من َ‬
‫در الل ُ‬
‫ق ّ‬
‫استقلل‬
‫ن شمال ً‬
‫سورّيتي ِ‬
‫هي حدّ ال ّ‬
‫وجنوبا ً وما تنوء‬
‫مجال‬
‫ت تلقى سورّيتين‬‫لس َ‬
‫ن‬
‫ولك ْ‬
‫قيل هذا َتفّننا ً وضلل‬
‫ق في‬
‫يبتغون التفري َ‬
‫الجسد الوا‬
‫د‪ ،‬خابت تلك‬
‫ح ِ‬
‫ِ‬
‫ن فال‬
‫الشياطي ُ‬
‫ل عني وذكَر من‬ ‫خ ّ‬
‫َ‬
‫عْبـ‬
‫اعتقوا ال َ‬
‫دوا من‬
‫د‪ ،‬وش ّ‬
‫ـ َ‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار القدس ) ‪.(1925‬‬

‫‪31‬‬
‫ق العقال‬
‫الطلي ِ‬
‫ة‬
‫م بقع ُ‬
‫عند ذاك الخض ّ‬
‫ض‬
‫أر ٍ‬
‫ه سهَلها‬
‫حرس الل ُ‬
‫والجبال‬
‫فنائها آدمي ّا ً‬
‫ل ترى في ِ‬
‫ت صوادحا ً‬
‫هي آو ْ‬‫و ْ‬
‫َ‬
‫صلل‬‫و ِ‬
‫سها‬
‫سنا دون شم ِ‬
‫شم ُ‬
‫تتجّلى‬
‫بدُرنا دون بدرها‬
‫يتلل‬
‫ن الدجى يف ّ‬
‫ك عن‬ ‫وسكو ُ‬
‫قْلـ‬
‫ال َ‬
‫ب قيودا ً ويبعث‬
‫ـ ِ‬
‫المال‬
‫حر‬
‫س َ‬
‫م في ال ّ‬
‫ب النسي ُ‬
‫ويه ّ‬
‫الدا‬
‫ن‪ُ ،‬يحيي من‬
‫كِ ِ‬
‫الزهور ِتلل‬
‫زانها من للئ الط ّ‬
‫ل ِتيجا‬
‫ت رونقا ً‬
‫ن‪ ،‬زه ْ‬
‫ٌ‬
‫وفاضت جمال‬
‫ض‬
‫م الر َ‬
‫فإذا اجتاز تلك ُ‬
‫غاٍد‬
‫يلبس الطَ ّ‬
‫ل سا َ‬
‫قه‬
‫خلخال‬
‫َ‬
‫ت‬
‫وترى الطيَر نافرا ٍ‬
‫خفافا ً‬
‫ِ‬
‫شمال‬
‫ةو ِ‬ ‫وِثقال ً وي َ ْ‬
‫من ً‬
‫ح لونا ً فلونا ً‬
‫ويلوح الصبا ُ‬
‫كّلما الشم ُ‬
‫س قاربْته‬
‫استحال‬
‫ع‬
‫وكذا البحُر خاش ٌ‬
‫ن‬
‫مستكي ٌ‬
‫ل‬ ‫هو ي ُك ْ َ‬
‫سى من ك ّ‬ ‫و ْ‬
‫َ‬
‫ن شال‬ ‫ٍ‬ ‫لو‬
‫ر تملك‬
‫يا لها من مظاه ٍ‬
‫س‬
‫ح ْ‬‫ال ِ‬
‫ريها‬
‫س‪ ،‬وتوحي لناظ ِ‬
‫َ‬

‫‪32‬‬
‫الخيال‬
‫د‪ ،‬رويدا ً‬
‫أيها السائُر المج ّ‬
‫ض الطّْر َ‬
‫ف‬ ‫واخف ِ‬
‫عندها إجلل‬
‫ت‬
‫سِلب ْ‬
‫ة« ُ‬
‫تلك مأوى »حري ّ ٍ‬
‫مْنـ‬
‫ِ‬
‫ـنا قديما ً واليو َ‬
‫م‬
‫ت منال‬ ‫عّز ْ‬
‫ب ويا‬
‫ة الشعو ِ‬
‫ه يا فتن َ َ‬
‫إي ِ‬
‫أ ُْنـ‬
‫ن شقيِتنا‬
‫شودةَ الكو ِ‬‫ـ ُ‬
‫أجيال‬
‫م‬
‫ي وسي ٌ‬
‫ه ملئك ّ‬
‫ك وج ٌ‬
‫ل ِ‬
‫ب‬
‫عم القلو َ‬
‫ُنوُره ُيف ِ‬
‫جلل‬
‫ي‬
‫ي عت ّ‬
‫ج جهّنم ّ‬
‫ومزا ٌ‬
‫وَر يصهر‬
‫يصدع الج ْ‬
‫الغلل‬
‫ي‬
‫ك وف ّ‬ ‫ه كم َ‬
‫فدا ِ‬ ‫ك الل ُ‬
‫صان ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫و ُتحصين كم أبد ِ‬
‫أ َ‬
‫رجال؟‬
‫وفا لم‬
‫أنا أستغفر ال َ‬
‫َيبيدوا‬
‫م خّلد ِ‬
‫ت بعدهم‬ ‫يو َ‬
‫أعمال‬

‫****‬
‫ن«‬
‫ك في ت ُْرب »ميسلو ٍ‬ ‫ل ِ‬
‫‪1‬‬
‫ن‬
‫دفي ٌ‬
‫ك‬
‫كان للذائدين عن ِ‬
‫مثال‬
‫ِ‬
‫ب‬
‫مات في ميعة الشبا ِ‬
‫شهيدا ً‬
‫وكذا الحّر ل يموت‬
‫اكتهال‬
‫ن سالت‬
‫في سبيل الوطا ِ‬
‫ه‬
‫ِدما ُ‬
‫»ذي المعالي‬
‫‪ 1‬المقصود بالدفين‪ :‬الشهيد يوسف العظمة )‪1920 -1884‬م( ولد في دمشق وتخرج من الكلية الحربية في الستانة‪ ،‬وخاض الحرب العالمية الولى مع‬
‫الجيش العثماني‪ ،‬وبعد انتهائها التحق بالملك فيصل في سورية فعين وزيرًا للحربية‪ ،‬وقاد الجيش السوري والمتطوعين في التصدي للجيش الفرنسي‬
‫الغازي في ميسلون‪ ،‬واستشهد في المعركة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عل ُ َ‬
‫فل ْي َ ْ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫ن من تعالى«‬
‫و ْ‬
‫ه‬
‫م دعا ُ‬
‫م عليه يو َ‬
‫فسل ٌ‬
‫ق فصال‬
‫ه ٌ‬
‫مر َ‬
‫ن ُ‬
‫وط ٌ‬
‫وجال‬
‫د‬ ‫ُ‬
‫م أريق ال ْ‬
‫م عليه يو َ‬
‫وسل ٌ‬
‫م َ‬
‫خ‬ ‫م منه وض ّ‬
‫ـدَ ُ‬
‫الجيال‬
‫حه أطل ّ ْ‬
‫ت على‬ ‫هذه رو ُ‬
‫شا‬‫ال ّ‬
‫م‪ ،‬تزور الّربا وَتغشى‬
‫ِ‬
‫الظلل‬
‫ض الرجا َ‬
‫ل فيها على‬ ‫وتح ّ‬
‫ضـ‬
‫تَ ْ‬
‫س ما‬
‫ة النف ِ‬
‫حي َ ِ‬
‫ـ ِ‬
‫ُأهينوا احتلل‬
‫م كانت قلوُبنا تتل ّ‬
‫ظى‬ ‫يو َ‬
‫د‬
‫سع البل َ‬
‫عدى ُتو ِ‬
‫وال ِ‬
‫احتمال‬
‫ح‬
‫وقا ٍ‬
‫برجيم ٍ لما أتاهم َ‬
‫كان إتياُنه عليه وبال‬
‫ة كان‬
‫ت غيَر ليل ٍ‬
‫لم يب ْ‬
‫فيها‬
‫ت حوله‬
‫صر المو َ‬
‫ُيب ِ‬
‫أشكال‬
‫و‬ ‫َ‬
‫وكأني به ُتجاذبه ال ْ‬
‫م رعبًا‪ ،‬فيستوي‬
‫ها ُ‬
‫إجفال‬
‫ما‬
‫ح فل ّ‬
‫ق يرقب الصبا َ‬ ‫َ‬
‫قل ِ ٌ‬
‫ن تجّلى شدّ الرحا َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫وقال‬
‫ت في‬ ‫فراَر الفراَر أ َل ْ َ‬
‫في ْ ُ‬ ‫ال ِ‬
‫الشا‬
‫م ِ َنكال ً وفتي ً‬
‫ة أبطال‬
‫م طال بب َي ُْرو‬
‫ن المقا َ‬ ‫ول َ َ‬
‫وا ّ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ،‬لكان المصيُر‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫أسوأ حال‬
‫****‬
‫ة الكرام ِ بني‬
‫هذه شيم ُ‬
‫شا‬‫ال ّ‬
‫ل فـــل ل‬
‫هكـــذا هكـــذا وإ ّ‬ ‫‪ 2‬تضمين من بيت للمتنبي هو ‪ :‬ذي المعالــي فليعلو ْ‬
‫ن مــن تعالــى‬

‫‪34‬‬
‫ة‬
‫م ً‬
‫ه ّ‬
‫ت ِ‬‫سم ْ‬
‫م‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫فعال‬‫وطابت َ‬
‫ي‬
‫ي إباؤكم أمو ّ‬
‫عرب ّ‬
‫ن تلك‬
‫ل أبادَ الزما ُ‬
‫خلل‬ ‫ال ِ‬
‫ح أصابكم ح ّ‬
‫ل مّنا‬ ‫ك ّ‬
‫ل جر ٍ‬
‫ب‬
‫في صميم القلو ِ‬
‫يأبى اندمال‬
‫دنا ما بذلنا‬
‫ه مج َ‬
‫يحرس الل ُ‬
‫ن‬
‫في سبيل الوطا ِ‬
‫فسا ً ومال‬‫نَ ْ‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫يا موطني‬
‫]الكامل[‬
‫سا بوشاحه‬ ‫م َ‬
‫خطر الـ َ‬
‫ن‬
‫و ِ‬
‫المتل ّ‬
‫هب الكرى‬ ‫بين الّربا ي َ َ‬
‫‪2‬‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫عي ُ ِ‬
‫لل ْ‬
‫ي‬
‫حي ِ ّ‬
‫س الزهَر ال َ‬
‫م َ‬
‫وَتل ّ‬
‫ت‬‫فأطرق ْ‬
‫ب‬
‫ن المح ّ‬
‫أجفاُنه شأ َ‬
‫المذعن‬
‫ودعا الطيوَر إلى‬
‫ت‬
‫المبيت فرفرف ْ‬
‫ن لها ُلحو ُ‬
‫ن‬ ‫فوق الوكو ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫»الْرغن«‬
‫ت نسماُته في‬
‫وَتسّرق ْ‬
‫إْثر ِ‬
‫ه‬
‫ح‬
‫ن بها َترن ّ ُ‬
‫فإذا الغصو ُ‬
‫من‬ ‫مد ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ع‬ ‫آصا ُ‬
‫ل أيام ِ الربي ِ‬
‫عها‬‫جمي ُ‬
‫ل« اكتسى‬‫عيبا ُ‬
‫ن و» ِ‬
‫س ٌ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫حسن‬ ‫َ‬
‫بال ْ‬
‫ع‬ ‫جب ٌ‬
‫ل له بين الضلو ِ‬
‫‪ 1‬ألقيت في حفلة توزيع الشهادات في مدرسة النجاح النابلسية‪.‬‬
‫‪ 2‬المصدر‪ :‬جريدة «الشورى« ‪ -‬مصر‪16/7/1925 ،‬‬

‫‪35‬‬
‫ة‬
‫صباب ٌ‬
‫َ‬
‫سقام‬ ‫كادت تحول إلى َ‬
‫من‬‫مْز ِ‬‫ُ‬
‫شعرا ً بقلبي‬
‫ت ِ‬
‫جر ْ‬
‫وتف ّ‬
‫دافقا ً‬
‫ب‬
‫ت صافيه ليشر َ‬
‫فسكب ُ‬
‫موطني‬

‫****‬
‫عداةُ‬ ‫يا موطنا ً قرع ال ُ‬
‫ه‬‫صفات َ ُ‬‫َ‬
‫أشجيَتني ومن الرقاد‬
‫منعتني‬
‫عداةُ‬ ‫يا موطنا ً طعن ال ُ‬
‫ه‬
‫فؤادَ ُ‬
‫س ّ‬
‫كينهم في‬ ‫ت من ِ‬
‫قد كن َ‬
‫مأمن‬
‫ف‬
‫ه ُ‬‫ك وما التل ّ‬ ‫لَ ْ‬
‫هفي علي َ‬
‫بعدما‬
‫ل‬ ‫حما َ‬
‫ك على سبي ٍ‬ ‫نزلوا ِ‬
‫هّين‬
‫َ‬
‫د‪،‬‬ ‫و َ‬
‫ك ُيبدون الودا َ‬ ‫وأت َ ْ‬
‫ّ‬
‫وكلهم‬
‫مب ّ‬
‫طن‬ ‫ب بالخداع ُ‬
‫يزهو بثو ٍ‬
‫ت أحسب في‬ ‫قد كن ُ‬
‫ة‬
‫دن نعم ً‬
‫التم ّ‬
‫ة‬
‫ت شراس َ‬ ‫حتى رأي ُ‬
‫دن‬‫المتم ّ‬
‫فقه أ ُك َُر‬
‫ر ْ‬
‫فإذا بجانب ِ‬
‫الوغى‬
‫وإذا الحديدُ مع الكلم ِ اللّين‬
‫ت‬
‫هم ُ‬‫م ِ‬
‫ب ذنبي يو َ‬
‫الذن ُ‬
‫بحّبهم‬
‫يا موطني هذا فؤادي‬
‫فا ْ‬
‫طعن‬
‫ح َ‬
‫ك في دمي‬ ‫واغمْر جرا َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫فلعل ُ‬
‫ُيجدي فتبرأ َ بعده يا‬
‫موطني‬

‫‪36‬‬
‫****‬
‫عدين‬ ‫ق َ‬ ‫عجبا ً لقومي ُ‬
‫م ْ‬
‫وما ً‬
‫ون ُ ّ‬
‫وهم عن سحقهم ل‬
‫عد ّ‬
‫و َ‬
‫ينثني‬
‫م‬‫عجبا ً لقومي كّلهم ب ُك ْ ٌ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ق َيق ْ‬
‫ل يا ليتني‬ ‫ينط ْ‬
‫ّ‬
‫ولعلني‬
‫م ُيوجسون من‬‫لِ َ‬
‫ة؟‬
‫خيف ً‬
‫الحقيقة ِ‬
‫م يشطحون عن الطريق‬
‫لِ َ‬
‫البّين؟‬
‫ة يا ليتها‬
‫إن البلدَ كريم ٌ‬
‫ت على من ع ّ‬
‫قها‬ ‫ضن ّ ْ‬
‫بالمدفن‬
‫و‬ ‫ح ْ‬
‫ش ُ‬ ‫ت َ‬
‫ويغيظني من با َ‬
‫رؤوسهم‬
‫ه لم‬‫ب‪ ،‬وليت ُ‬
‫سبا ِ‬ ‫ك َل ِ َ‬
‫م ال ّ‬
‫عِلن‬
‫يُ ْ‬
‫ض‬
‫ت لهم بع ُ‬‫فتح ْ‬
‫ف صدَرها‬
‫الصحائ ِ‬
‫ن‬
‫جف ّ‬ ‫ً‬
‫حرصا على تروي ِ‬
‫ن‬ ‫مت َ‬
‫ق ِ‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ذنبي يو َ‬
‫الذن ُ‬
‫حّبهم‬‫ب ُ‬
‫يا موطني هذا فؤادي‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫فاطع ِ‬
‫ح َ‬
‫ك في دمي‬ ‫واغمْر جرا َ‬
‫ّ‬
‫فلعله‬
‫ُيجدي فتبرأ بعده يا‬
‫موطني‬

‫****‬
‫ت‬‫ب‪ ..‬فقل ُ‬
‫قالوا‪ :‬الشبا ُ‬
‫سيف باتٌر‬
‫ف كان صافي‬ ‫وإذا َتث ّ‬
‫ق َ‬
‫المعدن‬
‫مرحى لشّبان البلِد إذا‬
‫غدا‬

‫‪37‬‬
‫ل بغير بلده لم ي ُ ْ‬
‫فَتن‬ ‫ك ّ‬
‫مرحى لشّبان البلِد فما‬
‫لهم‬
‫عل من‬ ‫إل ّ السم ّ‬
‫و إلى ال ُ‬
‫دن‬
‫دَي ْ َ‬
‫ب يطالبون‬
‫نهض الشبا ُ‬
‫بمجدهم‬
‫من‬
‫ن المجيد َتي ّ‬
‫يا أيها الوط ُ‬

‫****‬

‫‪38‬‬
‫‪1‬‬
‫يا سراة البلد‬
‫]الخفيف[‬
‫سراةَ البلِد يكفي‬‫يا َ‬
‫البلدا‬
‫ب‬
‫ما أذاب القلو َ‬
‫والكبادا‬
‫ب أحدّ من شفرة‬
‫انتدا ٌ‬
‫سْيـ‬
‫ال ّ‬
‫ف وأورى من المنايا‬‫ـ ِ‬
‫زنادا‬
‫ِ‬
‫وعدُ َبلفوَر د ّ‬
‫كها فلماذا‬
‫ض منها‬
‫تجعلون النقا َ‬
‫رمادا ؟‬
‫و‬
‫ما الذي تفعلون والج ّ‬
‫د‬
‫مْرب َ ْ‬
‫ُ‬
‫د‪ ،‬وهذي العداءُ‬
‫ٌ‬
‫تقضي المرادا ؟‬
‫ر‬ ‫م من ك ّ‬
‫ل أم ٍ‬ ‫غت ُ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫فَر ْ‬
‫جـ‬
‫م ْ‬
‫سوى الـ َ‬
‫ة‬
‫م ً‬
‫ه ّ‬
‫س‪ ،‬يحتاج ِ‬‫ـل ِ ِ‬
‫وجهادا ؟‬
‫ه سعَيكم‪،‬‬
‫ط الل ُ‬‫أحب َ‬
‫ب ال ْ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬‫أِلـ ُ‬
‫ت‪ ،‬قمتم ُتهّيئون‬
‫ذا ِ‬
‫العتادا‬
‫ن‪ ،‬في‬
‫تنبذون الوطا َ‬
‫مْنـ‬
‫طلب الـ َ‬
‫ن والهدى‬
‫ب‪ ،‬والدي َ‬
‫ص ِ‬
‫ـ ِ‬
‫والرشادا‬
‫ز‬
‫إن في الموطن العزي ِ‬
‫ه‬
‫سوا ُ‬
‫سعوها‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬
‫و ِ‬
‫ل فأ ْ‬
‫غ ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫أل َ‬
‫اجتهادا‬
‫س ُيباع وأنتم‬
‫ن بائ ٌ‬
‫وط ٌ‬
‫ل تزالون تخدعون‬
‫العبادا‬
‫ن بالجراح أبرأه ال َْلـ‬
‫خ ٌ‬
‫مث َ‬
‫ُ‬
‫وادا‬
‫ع ّ‬ ‫ه‪ ،‬فهل ّ كنت ْ‬
‫م له ُ‬ ‫ـ ُ‬
‫كيف يلقى من هادميه‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.)1925‬‬

‫‪39‬‬
‫بناةً ؟‬
‫كيف يرجو من جارحيه‬
‫ضمادا ؟‬
‫ِ‬
‫جناةً على البلد‬
‫يا ُ‬
‫بدعوى الـْ‬
‫ر والب ِّر‪ ،‬ل َنعمتم‬
‫خي ِ‬
‫ـ َ‬
‫ُرقادا‬
‫قام من بينكم‬
‫سو‬
‫سماسرةُ ال ّ‬
‫ء‪ ،‬فهل تشتكون ث َ ّ‬
‫م‬ ‫ِ‬
‫اقتصادا ؟‬
‫صغاُر‬
‫د ينشأ ال ّ‬
‫في غ ٍ‬
‫فيبغو‬
‫ن ِتلدا ً وما تركتم ِتلدا‬
‫َ‬
‫و‪،‬‬
‫بعتموه إلى العد ّ‬
‫فمن أ َْيـ‬
‫ـن يلقون ملجأ ً‬
‫َ‬
‫ومهادا؟‬
‫م تزرعون‬
‫م اليو َ‬ ‫أنت ُ‬
‫فسادا ً‬
‫وغدا ً سوف ُيثمر‬
‫استعبادا‬
‫ضي ويا‬
‫يا سماءُ انق ّ‬
‫ميدي‬ ‫ض ِ‬
‫أر ُ‬
‫ة وبادت بلدا‬
‫م ً‬
‫تأ ّ‬
‫قتل ْ‬

‫****‬

‫‪40‬‬
‫‪1‬‬
‫ذكرى دمشق‬
‫]الخفيف[‬
‫ق‬
‫مطب َ ُ‬
‫ب ُ‬ ‫هاد ُ‬
‫ئ القل ِ‬
‫ن‬
‫الجفا ِ‬
‫ن‬
‫ح راقدُ الجثما ِ‬ ‫مطل َ ُ‬
‫ق الرو ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫ك عند رأسه باس ُ‬‫مل َ ٌ‬‫َ‬
‫غـ‬‫الث ّ ْ‬
‫ر‪ ،‬جناحاه فوقه يخفقان‬
‫ـ ِ‬
‫د‬
‫و ٌ‬
‫خ ْ‬
‫سو َ‬
‫غادةٌ تمل الكؤو َ‬
‫ح من رحيق‬
‫تنضح الجر َ‬
‫جنان‬
‫ال ِ‬
‫ب‬
‫وحواليه طاف أسرا ُ‬
‫ر‬
‫حو ٍ‬
‫ُ‬
‫ل والريحان‬
‫بغصون النخي ِ‬
‫وتهاوى الطيوُر عن شجر‬
‫خْلـ‬
‫ال ُ‬
‫د‪َ ،‬تغّنى بأعذب اللحان‬
‫ـ ِ‬
‫ر يزهو بأبهى‬
‫من كبي ٍ‬
‫ش‬‫ريا ٍ‬
‫ر من حنان‬
‫و ٍ‬
‫مص ّ‬
‫ر ُ‬
‫وصغي ٍ‬
‫ح‬
‫ر َ‬
‫منش ِ‬
‫وأفاق الشهيدُ ُ‬
‫د‬
‫ص ْ‬
‫ال ّ‬
‫ر‪ ،‬شكورا ً لن ُ‬
‫عم ِ الرحمان‬ ‫ِ‬
‫واستوى جالسا ً على‬
‫ضـ‬
‫خ ْ‬
‫ف ُ‬ ‫َر ْ‬
‫فر ٍ‬
‫‪2‬‬
‫حسان‬
‫ي ِ‬
‫ل وعبقر ّ‬
‫ر غوا ٍ‬
‫ـ ٍ‬
‫ه خمرا ً‬ ‫وسقْته ملئ ُ‬
‫ك الل ِ‬
‫جعلْته حي ّا ً مدى الزمان‬
‫مل َ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫وتجل ّ ْ‬
‫ت أنواُر َ‬
‫مْلـ‬
‫الـ ُ‬
‫ـ َ‬
‫ك‪ ،‬فخّر الحضوُر للذقان‬
‫د‬
‫ثم حّيا ذاك الشهي َ‬
‫ونادى‬
‫ت بفان‬
‫أّيهذا الشهيدُ لس َ‬
‫ه عن جهاد َ‬
‫ك‬ ‫رضي الل ُ‬
‫د‬
‫فاخل ْ‬
‫‪ 1‬بمناسبة استشهاد المجاهد أحمد مريود‪] ،‬ولد عام ‪ 1887‬في إحدى قرى القنيطرة‪ ،‬قاوم الفرنسيين عند احتللهم سورية فحكموا عليه بالعدام‪ ،‬فلجأ‬
‫إلى الردن فالحجاز فالعراق‪ ،‬وعندما قاومت ثورة ‪ 1925‬عاد إلى الجولن وقاد الثورة على الفرنسيين حتى استشهد عام ‪.[1926‬‬
‫ف خضٍر وعبقرّي حسان«‪ «76» .‬سورة الرحمن‪ - ،‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪(.1926‬‬ ‫‪ 2‬إشارة إلى الية القرآنية ‪» :‬متكئين على رفر ٍ‬

‫‪41‬‬
‫وأ ْ في ال ُ‬
‫خْلد أعلى مكان‬ ‫وَتب ّ‬
‫وخلودُ النعيم ِ عندي جزاءٌ‬
‫للذي مات في هوى‬
‫الوطان‬

‫****‬
‫ب‬
‫د يا ر ّ‬
‫ما مصيُر الشهي ِ‬
‫إل‬
‫خ اليمان‬
‫ة عند راس ِ‬
‫غبط ٌ‬
‫ن كان‬
‫غيَر أن الشباب إ ْ‬
‫ضا ً‬ ‫َ‬
‫غ ّ‬
‫ن منه في‬
‫والتوى الغص ُ‬
‫الريعان‬
‫ت‬
‫ت أزهاُره ذابل ٍ‬
‫وتراء ْ‬
‫ت للرياح فيها يدان‬
‫عبث ْ‬
‫ن في البكاء‬
‫ذر العي ُ‬‫ع َ‬
‫تُ ْ‬
‫ه‬
‫علي ِ‬
‫سْلوان‬
‫ن بل ُ‬
‫ع سلوى‪ ،‬لك ْ‬
‫دم َ‬

‫****‬
‫د‬ ‫ف ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ب عفوا ً إ ْ‬
‫ن راعنا َ‬ ‫َر ّ‬
‫ب‬‫ن َدْ ٍ‬
‫ه في ُ‬
‫قطوب‬ ‫ك الوج ِ‬
‫ضاح ِ‬
‫الزمان‬
‫مدا ً صقلت ْ ُ‬
‫ه‬ ‫مغ َ‬
‫م كان ُ‬
‫صار ٌ‬
‫حصان‬ ‫يد حري َ‬
‫ف َ‬
‫ة أنو ٍ‬
‫ُ ُ ّ ٍ‬
‫سحا ً‬
‫م ْ‬
‫ه حتى أذابْته َ‬
‫شهرت ْ ُ‬
‫م‬
‫ء يو َ‬
‫في رقاب العدا ِ‬
‫الطعان‬
‫ب‬
‫ك القل َ‬
‫يا دموعي وهبت ُ ِ‬
‫إن لم‬
‫َتقنعي بالقريح من أجفاني‬
‫مي‬
‫ه ّ‬
‫ف َ‬
‫هو قلبي ألي ُ‬ ‫َ‬
‫ف ْ‬
‫وحزني‬
‫ر والخفقان‬
‫ف الزفي ِ‬
‫وحلي ُ‬

‫****‬
‫ء«‪ 1‬أن ِ‬
‫ت‬ ‫ع »الفيحا ِ‬
‫يا ربو َ‬
‫س‬
‫عرو ٌ‬
‫‪ 1‬الفيحاء‪ :‬مدينة دمشق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دثان‬ ‫َ‬
‫ح َ‬
‫أّيمْتها طوارقُ ال َ‬
‫ة‬
‫ض َ‬ ‫الكالي ُ‬
‫ل لم تزل غ ّ‬
‫هـ‬
‫الّز ْ‬
‫ر‪ ،‬ولم تنقطع أغاني‬
‫ـ ِ‬
‫الغواني‬
‫ة‬
‫والمغاني مأهول ٌ‬
‫والروابي‬
‫ت نواضرا ً للعيان‬
‫باديا ٌ‬
‫س‬
‫والندامى بين الكؤو ِ‬
‫م‬‫قيا ٌ‬
‫غدران‬
‫ة ال ُ‬
‫مدام ُ‬
‫َرّنحْتهم ُ‬
‫ت‬
‫والعذارى سوافٌر لهيا ٌ‬
‫هي في‬
‫و ْ‬
‫بالراجيح َ‬
‫الغصان‬
‫س الدنيا وما حال‬
‫يا عرو َ‬
‫ب‬‫قل ٌ‬
‫فجعْته أحزاُنه بالماني‬
‫ن‬
‫ب اللئي نزل َ‬
‫الخطو ُ‬
‫م‬‫جسا ٌ‬
‫ِ‬
‫هنا إلى أحزان‬
‫ن ال َ‬
‫قد أحل َ‬
‫والسى في الضلوع‬
‫ء‬
‫ه شي ٍ‬
‫أشب ُ‬
‫ت بالنيران‬
‫ذف ِ‬ ‫ك لما ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ب ِ‬
‫محّبي َ‬
‫ك‬ ‫ع ومن ُ‬
‫ك دم ٌ‬
‫من ِ‬
‫ع‬‫دم ٌ‬
‫مّتفقان‬
‫ب ُ‬
‫»بـردى« والمحـ ّ‬
‫م‬
‫ه َ‬
‫ج ْ‬
‫ك َ‬
‫م عن ِ‬
‫رحل العا ُ‬
‫المحّيا‬
‫هّرًا‪ ،‬فكيف حا ُ‬
‫ل‬ ‫مكف ِ‬
‫ُ‬
‫الثاني؟‬

‫****‬
‫ة‬
‫ب يا ابن َ‬
‫ك الخطو ُ‬
‫ع ِ‬
‫ل تر ْ‬
‫مْروا‬
‫َ‬
‫ن‪ ،‬وُلوذي بالله والفتيان‬
‫َ‬
‫ب النضير والم ُ‬
‫ل‬ ‫الشبا ُ‬
‫الّثا‬
‫خ ّ‬
‫لن‪ ،‬كيف يفترقان؟‬ ‫ت ِ‬
‫ب ُ‬
‫سيم‬
‫ب النضير إن ِ‬
‫والشبا ُ‬
‫خسفا ً‬

‫‪43‬‬
‫وُثوب ال َ‬
‫جنان‬ ‫ثائٌر‪ ،‬باس ٌ‬
‫ل َ‬
‫د‬
‫ن تستب ّ‬
‫لفرنسا أ ْ‬
‫وَتطغى‬
‫لفرنسا التنكي ُ‬
‫ل بالبلدان‬
‫ش‬
‫لفرنسا أن تحشدَ الجي َ‬
‫سْيـ‬
‫كال ّ‬
‫ب الطيران‬
‫ل‪ ،‬وُتبدي عجائ َ‬
‫ـ ِ‬
‫لفرنسا ما تشتهي‪،‬‬
‫لفرنسا‬
‫ر دان‬
‫ما َتمّنى فموعدُ الثأ ِ‬

‫****‬
‫يا َلهو ِ‬
‫ل الوغى وقد هاج‬
‫سْلطا‬
‫» ُ‬
‫‪1‬‬
‫ش‬
‫ن« ‪ ،‬وأضحى يجي ُ‬
‫ٌ‬
‫كالبركان‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ر عرب ّ‬
‫سدٌ فوق ضام ٍ‬
‫أ َ‬
‫حساما ً َيماني‬
‫شاهٌر للوغى ُ‬
‫م أنامْتـ‬
‫ن‪ ،‬ث ّ‬
‫أرهفْته المنو ُ‬
‫ل أ َْرونان‬
‫ج ٍ‬
‫مح ّ‬
‫ه ليوم ٍ ُ‬
‫ـ ُ‬
‫»صفحتاه عقيقتان من‬
‫الب َْر‬
‫مضرب َْيه‬
‫ق‪ ،‬وفي َ‬
‫ِ‬
‫صاعقتان«‬

‫****‬
‫ب أغّر ُيعطي دواءً‬
‫وطبي ٌ‬
‫ن‬
‫ن‪ ..‬والبدا ِ‬
‫سقام الوطا ِ‬
‫ل َ‬
‫ن‬
‫ت يا سج َ‬ ‫أُليوثا ً أ َ ْ‬
‫فل ّ‬
‫»أ َْروا‬
‫‪2‬‬
‫س‬
‫د «‪ ،‬تذيق العداةَ كأ َ‬
‫َ‬
‫الهوان ؟‬
‫م فرنسا‬
‫ب أثار ظل ُ‬
‫ي حر ٍ‬
‫أ ّ‬
‫سبان؟‬
‫ح ْ‬
‫فدهاها ما ليس بال ُ‬
‫ة‬
‫ضٌر وُبدا ٌ‬
‫ح ّ‬
‫المغاويُر ُ‬
‫ة الطغيان‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬
‫زمجروا دون أ ّ‬
‫‪ 1‬المقصود‪ :‬سلطان باشا الطرش )‪1982 -1891‬م( ولد في القرّيا بمحافظة السويداء‪ .‬واشترك في محاربة التراك‪ ،‬قاوم الفرنسيين عند احتللهم‬
‫سورية فحكم عليه بالعدام فلجأ إلى الردن‪ ،‬ثم عاد وقاد الثورة في جبل الدروز عام ‪ 1925‬فلما تغلب الفرنسيون نزح إلى الردن ثم إلى المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬وعاد إلى بلده بعد توقيع معاهدة ‪.1937‬‬

‫‪ 2‬أرواد‪ :‬جزيرة سورية صغيرة مقابل طرطوس‪ ،‬سجن الفرنسيون في قلعتها قادة المقاومة الوطنية‬

‫‪44‬‬
‫وْلهى‬
‫عتاق َ‬
‫والجيادُ ال ِ‬
‫طراٍد‬
‫ِ‬
‫ت بهم إلى الميدان‬
‫مسرعا ٌ‬
‫ف الرقاق ظمأى‬
‫والسيو ُ‬
‫ء‬
‫دما ٍ‬
‫تشتكي بّثها إلى الـ ُ‬
‫مّران‬
‫فاسألي عن َ‬
‫فعالهم يا‬
‫فرنسا‬
‫‪1‬‬
‫إن أبناءهم لدى »غملن«‬
‫وأقيمي ممالكا ً وعروشا ً‬
‫وافزعي للخداع والبهتان‬
‫ن من تمنحين مجدا ً‬ ‫إ ّ‬
‫مْلكا ً‬
‫و ُ‬
‫ورثوا المل َ‬
‫ك عن بني‬
‫مروان‬
‫سوف ل ينثنون عن طلب‬
‫ق‬
‫الح ْ‬
‫ق قتال ً أو تضرعي للمان‬
‫ِ‬

‫****‬
‫د ُزوري‬
‫ح الشهي ِ‬
‫ه رو َ‬
‫إي ِ‬
‫فلسطيـ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ن‪ ،‬و ُ‬
‫طوفي قدسي ّ ً‬ ‫ـ َ‬
‫بالمغاني‬
‫وانزعي من صدورنا‬
‫ح ْ‬
‫قـ‬ ‫جمرةَ ال ِ‬
‫شَنآن‬ ‫سـّلي سجي ّ َ‬
‫ة ال ّ‬ ‫د‪ ،‬و ُ‬
‫ـ ِ‬
‫د‬
‫م إخواننا الجها ُ‬
‫ه ّ‬
‫َ‬
‫وأضحى‬
‫س ولجان‬
‫منا في مجال ٍ‬
‫ه ّ‬
‫ب‬
‫ق المناص َ‬
‫أيها العاش ُ‬
‫مهل ً‬
‫ت أم صولجان ؟‬
‫ج ظفر َ‬
‫أبتا ٍ‬
‫ب ذات َ‬
‫ك‬ ‫كيف أنسا َ‬
‫كح ّ‬
‫مهدا ً‬
‫ت للنسيان ؟‬
‫ت لوله كن َ‬
‫أن َ‬
‫ك‬
‫ن هل لدي ِ‬
‫يا فلسطي ُ‬

‫‪1‬‬
‫الجنرال غاملن‪ :‬عين عام ‪ 1925‬معاونًا للمفوض السامي في لبنان وسورية‪ ،‬وقاد الحملة الفرنسية ضد الثوار في جبل الدروز‪ (*).‬ألقيت في النادي‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ي‬
‫سر ّ‬
‫َ‬
‫مَتوان ؟‬
‫ع ول ُ‬
‫غيُر ذي مطم ٍ‬
‫ف‬
‫ه ِ‬
‫ليس عندي سوى التل ّ‬
‫أهديـ‬
‫ك عان‬ ‫مول ّ ٍ‬
‫هب ِ‬ ‫ب ُ‬
‫ه‪ ،‬وقل ٍ‬
‫ـ ِ‬
‫سقُته في بياني‬
‫رن ّ‬
‫وشعو ٍ‬
‫ع أودعُتها أشجاني‬
‫ودمو ٍ‬
‫عداةَ حتى‬ ‫َ‬
‫مّنا ال ُ‬
‫هل أ ِ‬
‫رقدنا‬
‫و‬
‫ن حل َ‬
‫أم وجدنا الهوا َ‬
‫المجاني ؟‬
‫ي؟ أين‬
‫أين مّنا الب ّ‬
‫عّزي ؟‬ ‫م َ‬
‫الـ ُ‬
‫معذّ ُ‬
‫ب الوجدان ؟‬ ‫أين مّنا ُ‬
‫ه واذكروا‬
‫فاّتقوا الل َ‬
‫ة ال ّ‬
‫شا‬ ‫نهض َ‬
‫و بالضغان‬
‫صوا العد ّ‬
‫خ ّ‬
‫م‪ ،‬و ُ‬
‫ِ‬

‫****‬

‫‪46‬‬
‫‪1‬‬
‫تحية الريحاني‬
‫]الخفيف[‬
‫مرحبا ً بالثقافة الغربي ّ ْ‬
‫ه‬
‫تتجّلى في روح َ‬
‫ك‬
‫ه‬
‫الشرقي ّ ْ‬
‫مرحبا ً بالحكيم ُ‬
‫محيي‬
‫‪2‬‬
‫»المعّري«‬
‫مرحبا ً بالنبوغ‬
‫والعبقرّيه‬
‫ً‬
‫مرحبا بالعظيم أكرم ِ‬
‫ف‬
‫ضي ٍ‬
‫لملوك‪ 3‬الجزير ِ‬
‫ة‬
‫العربّيه‬
‫‪4‬‬
‫ة«‬
‫ف »الفريك ِ‬ ‫فيلسو ِ‬
‫الصائب الرأ ْ‬
‫ّ‬
‫ب الحرّية‬
‫ي‪ ،‬ربي ِ‬
‫ِ‬
‫الفكرّيه‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫ك اليو َ‬ ‫لم يزدنا قدو ُ‬
‫علما ً‬
‫ن‬
‫ب الَبنا ِ‬ ‫ب َ‬
‫ك يا صاح َ‬
‫الندّيه‬
‫ن َيراعا ً‬
‫ت هذه البنا ُ‬
‫حمل ْ‬
‫فب َل َ ْ‬
‫ونا كيف القوى‬
‫السحرّيه‬
‫ت‬
‫فاض حتى غدو َ‬
‫ه‬
‫س من ُ‬
‫والنا ُ‬
‫ن عن أن ترا َ‬
‫ك‬ ‫بعيو ٍ‬
‫غنّيه‬
‫ن حسوٍد‬
‫ه أنه لسا ُ‬
‫عيب ُ ُ‬
‫ل من َ‬
‫ك‬ ‫نشَر الفض َ‬
‫‪5‬‬
‫بين البرّيه‬
‫حجى‬
‫فيه ما شاء ذو ال ِ‬
‫وَتمّنى‬
‫ء له ومن‬
‫من غذا ٍ‬
‫ُأمنّيه‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪)1927‬‬


‫‪ 2‬ترجم أمين الريحاني إلى النجليزية رباعيات أبي العلء المعري ولزومياته‪.‬‬
‫‪ 3‬زار الريحاني نجدًا والحجاز واليمن والعراق وأقام صداقات مع ملوك الدول العربية وأصدر عددًا من الكتب عن رحلته منها‪» :‬ملوك‬
‫العرب«‪.‬‬
‫‪ 4‬الفريكة‪ :‬قرية لبنانية ولد فيها الريحاني‪.‬‬
‫‪ 5‬إشارة إلى بيت أبي تمام‪:‬‬
‫ن حسوِد‬
‫ت أتاح لها لسا َ‬
‫طِوي ْ‬
‫ُ‬ ‫ل نشَر فضيلٍة‬‫وإذا أراد ا ُ‬

‫‪47‬‬
‫ة تمل الصدوَر‬
‫حكم ٌ‬
‫ضياءً‬
‫مها‬
‫رأ ّ‬
‫خبرةُ الده ِ‬
‫والروّيه‬
‫ر وسلوى‬
‫وهدى جائ ٍ‬
‫ن‬
‫حزي ٍ‬
‫ي‬
‫رح ّ‬‫من ضمي ٍ‬
‫وأصدق نّيه‬
‫ت‬ ‫ن كأنه ن َ َ‬
‫فحا ٌ‬ ‫ببيا ٍ‬
‫حملْتها يدُ النسيم ِ‬
‫زكّيه‬

‫****‬
‫ن«‬
‫م يا »أمي ُ‬
‫ت والقو ُ‬
‫جئ َ‬
‫سكارى‬
‫ب‬
‫وعبيدُ المآر ِ‬
‫الشخصّيه‬
‫م ذاهلون‬
‫ت والقو ُ‬
‫جئ َ‬
‫م‬
‫نيا ٌ‬
‫ة‬
‫قد أضاعوا القضي ّ َ‬
‫الوطنّيه‬
‫م في‬‫ت والقو ُ‬ ‫جئ َ‬
‫ب‬‫ه ٌ‬‫ن نَ ْ‬
‫فلسطي َ‬
‫ع‬
‫ليادي المطام ِ‬
‫الشعبّيه‬
‫ة‬ ‫بلدي كان ُ‬
‫قدو ً‬
‫لفلسطيـ‬
‫ن‪ ،‬شديدا ً دفا ُ‬
‫عه‬ ‫ـ َ‬
‫في القضّيه‬
‫ة وفيه حمّيه‬
‫كان ذا نخو ٍ‬
‫ة‬
‫أين منها حمي ّ ُ‬
‫الجاهلّيه ؟‬
‫ن البلِد‬
‫كان ُيدعى حص َ‬
‫فأضحى‬
‫ن منه‬‫وفلسطي ُ‬
‫َتلقى الرزّيه‬
‫ن‬
‫م يا أمي ُ‬
‫ه القو َ‬‫ن َب ّ ِ‬
‫ْ‬
‫سلهم‬‫و َ‬
‫أين باتت تلك‬
‫س البّيه‬
‫النفو ُ‬

‫‪48‬‬
‫جعلْتهم أهواؤهم‪،‬‬
‫د‬
‫ش ْ‬
‫ة ال ِ‬
‫ساع َ‬
‫ب‬
‫ة‪ ،‬شّتى القلو ِ‬‫دَ ِ‬
‫سودَ الطوّيه‬‫ُ‬
‫ت بالجزيرة‬
‫بينما أن َ‬
‫تسعى‬
‫ق ووحدة قومّيه‬
‫لوفا ٍ‬
‫هي‬
‫و ْ‬
‫وترود القفاَر َ‬
‫سعيٌر‬
‫ة إلى‬
‫من حجازي ّ ٍ‬
‫نجدّيه‬
‫ب فينا الشقاقُ يا‬‫د ّ‬
‫َلبلٍد‬
‫ة‬
‫ت تحت رحم ِ‬
‫أصبح ْ‬
‫الحزبّيه‬
‫ن قد غاض‬
‫ة يا أمي ُ‬
‫دمع ً‬
‫دمعي‬
‫ن منه‬
‫وفلسطي ُ‬
‫ت روّيه‬
‫ليس ْ‬
‫ح‬
‫ن قد ب ُ ّ‬
‫ة يا أمي ُ‬
‫صرخ ً‬
‫صوتي‬
‫ة‬
‫أتراهم في رقد ٍ‬
‫أبدّيه؟‬
‫ث فيهم روحا ً جديدا ً‬
‫بُ ّ‬
‫يفيقوا‬
‫د تعيث‬
‫وا كم ي ٍ‬
‫ويَر ْ‬
‫خفّيه‬

‫****‬
‫رفا ً بلومي‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ُ‬
‫ن أك ْ‬ ‫إ ْ‬
‫ومي‬ ‫َ‬
‫فل ْ‬ ‫َ‬
‫محّبتي‬
‫صادٌر عن َ‬
‫القلبّيه‬
‫ن ُتبصر‬
‫يأ ْ‬
‫وعزيٌز عل ّ‬
‫عْيـ‬
‫ال َ‬
‫هي‬
‫و ْ‬
‫ن َ‬
‫ن فلسطي َ‬‫ـ ُ‬
‫ُتعطى هدّيه‬
‫ن‬
‫ن لن تكو َ‬
‫وفلسطي ُ‬
‫ضحّيه‬
‫ن تذهب‬
‫قبل أ ْ‬

‫‪49‬‬
‫س ضحّيه‬
‫النفو ُ‬
‫ت‬
‫ف جئ َ‬
‫أيها الفيلسو ُ‬
‫ر‬
‫بخي ٍ‬
‫فسلما ً وراح ً‬
‫ة وتحّيه‬
‫د‬
‫ت حتى تشاه َ‬ ‫دم َ‬
‫ب طُّرا ً‬
‫عْر َ‬
‫ال ُ‬
‫في ظلل السلم ِ‬
‫والحرّيه‬

‫****‬

‫‪50‬‬
‫‪1‬‬
‫بين الحب والوطن‬
‫]الخفيف[‬
‫هدَ والجوى‬‫س ْ‬‫يجهل ال ّ‬ ‫كان قبل الهوى خلي ّا ً‬
‫والنسيبا‬ ‫طروبا‬
‫ة وغصنا ً رطيبا‬ ‫ض ً‬‫زهرةً غ ّ‬ ‫كان كالطير آمنا ً يتحّرى‬
‫ر‪ ،‬ويشدو للشمس‬ ‫ـ ِ‬ ‫ء ُينشد‬ ‫ب الغنا ِ‬ ‫كان عذ َ‬
‫حتى تغيبا‬ ‫جـ‬‫ف ْ‬ ‫لل َ‬
‫ْ َر‪ ،‬ولقى من الّرقاد‬ ‫ل الدجى سامَر‬ ‫فإذا أقب َ‬
‫نصيبا‬ ‫الَبد‬
‫ن في الكون عاشقا ً‬ ‫ُأ ّ‬ ‫ش هذه‬ ‫ة العي ِ‬ ‫غبط ُ‬
‫وحبيبا‬ ‫عّلمْته‬
‫فرماه الهوى فهاض‬
‫ه‪ ،‬وألقى به حزينا ً كئيبا‬
‫ـ ِ‬
‫حْيـ‬ ‫جنا َ‬
‫م‬‫حما َ‬‫د وال ِ‬
‫م الوج ِ‬‫أل َ‬ ‫يا فتاةُ ارحمي صريعا ً‬
‫القريبا‬ ‫ُيقاسـي‬
‫ق في وجهه تحول‬ ‫ـرا ِ‬ ‫ك! وانظري‬ ‫زورةً من ِ‬
‫شحوبا‬ ‫شـ‬ ‫ة ال ْ‬ ‫سم َ‬ ‫ِ‬
‫كيف أمسى الغناءُ منه‬ ‫حه ول‬ ‫واسمعي نو َ‬
‫نحيبا‬ ‫ه‬
‫تسألي ِ‬
‫واقربي منه‪ ..‬ل بل‬
‫إن هذا الزفيَر كان لهيبا‬
‫دا‬
‫ابقي بعي ً‬
‫د‬
‫أترى تذكرين عه َ‬
‫أم تقولين ليته لن يؤوبا‬
‫غرامي‬
‫منهل ً صافيا ً ومرع ً‬
‫ى‬ ‫ك‬‫اهجريني فل وحسن ِ‬
‫خصيبا‬ ‫أنسى‬
‫****‬
‫ت‬
‫ء أضح ْ‬‫ت الوفا ِ‬
‫حسنا ُ‬ ‫ك‬
‫يا حياةَ الهوى علي ِ‬
‫ذنوبا‬ ‫م‬
‫سل ٌ‬
‫ت حسرةً أن‬ ‫ي‪ ،‬فأوشك ُ‬ ‫َ‬ ‫غّرني‪ ،‬وقد خاب‬ ‫ل َ‬ ‫أم ٌ‬
‫أذوبا‬ ‫سعا‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ف فؤادي‬‫ر ْ‬ ‫َ‬
‫وبلٍد تلقى البلءَ الرهيبا‬ ‫فدعيني أص ِ‬
‫لقوم ٍ‬
‫واستحال الراعي فأصبح‬ ‫ق وأهلي‬ ‫ه ٌ‬‫مر َ‬‫وطني ُ‬
‫ِذيبا‬ ‫م‬‫ِنيا ٌ‬
‫مخالبا ً‬‫كيف ُيبدي َ‬ ‫ف نفسي وهم‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ْ‬
‫وُنيوبا؟‬ ‫ر‬
‫سكارى غرو ٍ‬ ‫ُ‬
‫ف منه‬ ‫مقتل ً يستش ّ‬ ‫َ‬ ‫ف نفسي وقد دنا‬ ‫له َ‬
‫القلوبا‬ ‫يتقّرى‬
‫يصعق الدهَر ك َّرها‬ ‫أين ما للشباب من‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬مجلة »العروة الوثقى« ‪ -‬بيروت ‪.1927 -‬‬

‫‪51‬‬
‫والخطوبا؟‬ ‫ت‬‫نزوا ٍ‬
‫بًا؟ وليس الشبا ُ‬
‫ب إل‬ ‫كيف يرضى أن يقطع‬
‫َ‬
‫طلوبا‬ ‫م ْ‬
‫طلو‬ ‫العمَر َ‬
‫ن في‬ ‫عهدْته الوطا ُ‬
‫عودا ً صليبا‬ ‫ساعدا ً أ َّيدا ً و ُ‬
‫الروع ُيبدي‬
‫ب‬‫ت كيف تغشى الخطو ُ‬ ‫شدّ ْ‬ ‫ب َ‬‫وإذا ما الخطو ُ‬
‫صدرا ً رحيبا؟‬ ‫دى‬ ‫َتص ّ‬
‫****‬
‫د العصيب‬ ‫ل الغ ِ‬ ‫يا رجا َ‬
‫لملقوه‪ ،‬أين كّنا‪ ،‬عصيبا‬
‫وإّنا‬
‫ة‬
‫ح غيُر من كافح الحيا َ‬ ‫سوف ل يدرك النجا َ‬
‫لبيبا‬ ‫ويحيا‬
‫ح‬ ‫بين أبنائها ال ّ‬
‫طمو َ‬ ‫م‬
‫ن يو َ‬ ‫وهناءُ الوطا ِ‬
‫الريبا‬ ‫ُتلقي‬
‫ج الدخي َ‬
‫ل‬ ‫ر َ‬‫خ ِ‬
‫ً قبل أن ت ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫هي ل تستعيد مجدا‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫الغريبا‬ ‫عريقا‬
‫ب سيفا ً‬ ‫ل إن لم ليراع الشبا ِ‬ ‫ل الوبا ُ‬ ‫والوبا ُ‬
‫خضيبا‬ ‫موا‬ ‫تض ّ‬
‫ل ثمارا ُتجنى وكان‬ ‫ً‬ ‫م ْ‬
‫ن ـ ِ‬ ‫بإ ْ‬ ‫س عهدُ الشبا ِ‬ ‫بئ َ‬
‫جديبا‬ ‫حـ‬
‫هو لم ي َ ْ‬ ‫َُ‬
‫****‬

‫‪52‬‬
‫‪1‬‬
‫تفاؤل وأمل‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ك البكاءُ ول‬‫ع َ‬
‫ف ُ‬‫ـ َ‬ ‫ك‪،‬‬‫ع َ‬‫ف دمو َ‬ ‫كفك ْ‬
‫ل‬‫العوي ُ‬ ‫ليس ي َْنـ‬
‫ن‪ ،‬فما شكا إل‬ ‫َ‬ ‫ض ول تش ُ‬
‫ك‬ ‫وانه ْ‬
‫الكسول‬ ‫الّزما‬
‫ل‪ ،‬ول تق ْ‬
‫ل كيف‬ ‫ـ َ‬ ‫ك‬‫مت َ‬‫ك به ّ‬ ‫واسل ْ‬
‫السبيل‬ ‫سِبيـ‬
‫ال ّ‬
‫ل‬
‫ل ذو أم ٍ‬ ‫ما ض ّ‬
‫يوما ً وحكمُته الدليل‬
‫سعى‬
‫ده نبيل‬ ‫يوما ً و َ‬
‫مقص ُ‬ ‫ل‪ ،‬ول خاب امر ٌ‬
‫ؤ‬ ‫ك ّ‬

‫ـَر َ‬ ‫ن‬
‫ت يا مسكي ُ‬‫أفني َ‬
‫ن‬
‫حَز ْ‬
‫وه وال َ‬
‫ك بالتأ ّ‬ ‫مـ‬
‫ع ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‪ ،‬تقو ُ‬
‫ل‪ :‬حاربني‬ ‫ـ ِ‬ ‫ف‬
‫ت مكتو َ‬
‫وقعد َ‬
‫الزمن‬ ‫الي َدَْيـ‬
‫ت‪ ،‬فمن يقوم به‬ ‫ـ َ‬ ‫ما لم تقم بالعبء‬
‫إذن ؟‬ ‫أ َْنـ‬
‫****‬
‫ت من‬‫ض ِد«؛ وأن َ‬ ‫ت‪» :‬أمرا ُ‬ ‫كم قل َ‬
‫أمراضها‬ ‫البل‬
‫ت عن أعراضها‬ ‫فّتش َ‬ ‫عل ُّتها‪:‬‬‫م ِ‬ ‫والشؤ ُ‬
‫؟‬ ‫فه ْ‬
‫ل‬
‫ت‬‫من حمل َ‬ ‫يا َ‬
‫مها على أنقاضها‬ ‫د ُ‬ ‫ـ ِ‬
‫هـ‬‫س تَ ْ‬ ‫الفأ َ‬
‫ت الذي يسعى إلى إنهاضها‬ ‫اقعدْ فما أن َ‬
‫ب في‬ ‫ب تع ّ‬ ‫ذئا َ‬ ‫وانظْر بعيني َ‬
‫ك ال ّ‬
‫أحواضها‬

‫فْليح َ‬
‫ي‬ ‫ح‪َ »:‬‬ ‫وتصي ُ‬ ‫ن ُيبـاع‬‫وط ٌ‬
‫ن«‬‫الوط ْ‬ ‫وُيشتــرى‬
‫ت من دم َ‬
‫ك‬ ‫لو كنت تبغي خيره لبذل َ‬
‫َ ُ الثمن‬ ‫َ‬
‫ت مـن أهل‬‫لو كنـ َ‬ ‫ت تضمد‬ ‫ولقم َ‬
‫فطن‬ ‫َ‬ ‫ال ِ‬ ‫ه‬
‫حــ ُ‬‫جر َ‬
‫****‬

‫ـث ِ َ‬
‫ك بالغريزة‬ ‫م‬
‫أضحى التشاؤ ُ‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1928‬‬

‫‪53‬‬
‫ه‬
‫ق ْ‬ ‫والسلي َ‬ ‫دْيـ‬‫ح ِ‬
‫في َ‬
‫ع الدنيا‬ ‫َر وأسم َ‬ ‫ب‪ ،‬نعى‬ ‫غرا ِ‬ ‫ل ال ُ‬‫مث َ‬
‫نعي َ‬
‫قه‬ ‫الديا‬
‫حه‬
‫ب تجر ُ‬ ‫ض القل ِ‬ ‫ـ ُ‬ ‫ة‪،‬‬
‫تلك الحقيق ُ‬
‫الحقيقه‬ ‫والمريـ‬
‫د يا هذا‬ ‫فاسته ِ‬ ‫ح بري ُ‬
‫ه‬
‫ق ُ‬ ‫ل يلو ُ‬ ‫أم ٌ‬
‫بريقه‬
‫و لم تش ُ‬
‫ك‬ ‫ت له‪ ،‬ول ْ‬ ‫ك لو ـ َ‬‫شـ َ‬ ‫ما ضاق عي ُ‬
‫ضيقه‬ ‫ِ‬ ‫عْيـ‬‫س َ‬

‫م‬
‫م الوه ُ‬ ‫م‪ ،‬فأسق َ‬ ‫لكن توهمت السقا َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫البد ْ‬
‫ب في‬ ‫ت‪ ،‬فد ّ‬ ‫ـ َ‬ ‫ك قد‬ ‫ت أن ّ َ‬‫وظنن َ‬
‫هن‬ ‫و َ‬ ‫العظم ال َ‬ ‫هْنـ‬ ‫و َ‬
‫والمرءُ ُيرهبه‬
‫ما دام ينظُر للكفن‬
‫الردى‬
‫****‬
‫ن والوفاقا‬
‫ه ما‬ ‫م الل َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫الل َ‬
‫التضام َ‬ ‫أحلى‬
‫ع ول‬
‫ف‪ ،‬ل نزا َ‬ ‫ً ْ ـل َ َ‬
‫‪2‬‬ ‫مؤَتمرا َتألـ‬ ‫ت ُ‬ ‫ُبورك َ‬
‫شقاقا‬ ‫ِ‬
‫ن من‬‫ه‪ ،‬ولم يك ْ‬ ‫كم من فؤاٍد راق ـ ِ‬
‫ل راقا‬ ‫قب ُ‬ ‫فْيـ‬
‫ِ‬
‫ء لكم‬ ‫س الهنا ِ‬ ‫كأ َ‬ ‫ب‬
‫م يشر ُ‬ ‫اليو َ‬
‫ِدهاقا‬ ‫موطني‬

‫ههم‬ ‫ن أوج َ‬‫و َ‬ ‫ن‪ ،‬ت ََر ْ‬ ‫ل تعبأوا بمشاغبيـ ـ َ‬


‫صفاقا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ‪ -‬ت َلذّ لها ال ِ‬
‫فت َ ْ‬ ‫جْلـ ـل ُك ُ‬
‫ُ‬ ‫ة‪-‬أ ِ‬ ‫ل بدّ من فئ ٍ‬
‫ت ذاك‬ ‫ُ‬
‫ضع ْ‬ ‫ة‪ ،‬أر ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫س من‬ ‫تلك النفو ُ‬
‫اللبن‬ ‫فو‬ ‫الطّ ُ‬
‫م‪ ،‬وبات يرعاها‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ح ّ‬
‫ت على ُ‬ ‫نشأ ْ‬
‫غن‬ ‫ض َ‬ ‫ال ّ‬ ‫خصا‬ ‫ال ِ‬
‫****‬
‫ن مطلبهم‬ ‫ن‪ ،‬فإ ّ‬ ‫فلوا بالمرجفيـ ـ َ‬ ‫ل تح ِ‬
‫حقيُر‬
‫س منشأه‬ ‫ر النا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر على‬ ‫ب الظهو ِ‬ ‫ح ّ‬
‫الغرور‬ ‫ظهو‬ ‫ُ‬
‫ك‪ ،‬فالظهوُر هو‬ ‫ـن ُ َ‬ ‫ن فض ٌ‬
‫ل‬ ‫ما لم يك ْ‬
‫‪ُ 2‬‬
‫عقد في سنة ‪ 1928‬مؤتمر »عربي عام« في القدس الشريف‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفجور‬ ‫َيزيـ‬
‫ل‬‫م ذلك الم ُ‬ ‫ه؛ ـت ُ ْ‬ ‫سيروا بعون الل ِ‬ ‫ِ‬
‫الكبير‬ ‫أ َْنـ‬
‫ت تلك‬ ‫ت ُر؛ تبارك ْ‬ ‫سيروا فقد صف ِ‬
‫الصدور‬ ‫صدو‬ ‫ال ّ‬
‫ر بلدكم خيُر‬ ‫ـ ِ‬ ‫سيروا فسن ُّتـكم‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫سن َ ْ‬‫ال ّ‬ ‫خْيـ‬ ‫ل َ‬
‫ل في‬ ‫ف والتفاؤ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫قَرن‬ ‫دوا المودّةَ والّتآ َ‬ ‫ش ّ‬
‫ة‬
‫ءُ على الفضيل ِ‬ ‫ف إن قام‬ ‫ل خو َ‬
‫وارتكن‬ ‫الِبنا‬
‫****‬
‫ب وق ْ‬
‫ل‬ ‫ي الشبا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫ل الغ ِ‬ ‫ما ً إنكم أم ُ‬
‫سل‬ ‫َ‬
‫ت عزائمكم‬ ‫ح ْ‬ ‫ص ّ‬
‫ع الثيم المعتدي‬ ‫دف ِ‬ ‫على‬
‫تعلو على أقوى يد‬ ‫ه مدّ لكم يدا ً‬ ‫والل ُ‬
‫ب‪ ،‬كأنه الّزهُر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف لك‬ ‫وطني أز ّ‬
‫الندي‬ ‫الشبا‬
‫قد‬
‫ع ِ‬‫ن لم ي َ ْ‬ ‫ُ يوما ً وإ ْ‬ ‫ر َله‬
‫ل بد ّمن ثم ٍ‬

‫خل ُ ُ‬
‫ق‬ ‫حه ال ُ‬
‫ح‪ ،‬ورو ُ‬ ‫ـ ُ‬‫م‬
‫عل ُ‬
‫ريحاُنه ال ِ‬
‫ن‬‫س ْ‬
‫ح َ‬
‫ال َ‬ ‫حيـ‬
‫ص ِ‬
‫ال ّ‬
‫مرَتهن‬ ‫ن القلب وطني بحب ّ َ‬
‫ك ُ‬
‫وطني‪ ،‬وإ ّ‬
‫يا‬
‫ك‬‫ت بما يريد ل َ‬‫ْ َ‬ ‫ن‬‫ن‪ ،‬فإ ْ‬ ‫ل يطمئ ّ‬
‫اطمأن‬ ‫ظفر‬
‫****‬

‫‪55‬‬
‫‪1‬‬
‫حطين‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ن‬ ‫ن أهل ً بنابغة البيا ِ‬ ‫ب المهرجا ِ‬ ‫أهل ً بر ّ‬
‫ل بعرشها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ك القلو ِ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫َ‬
‫والصولجان‬ ‫ْ‬
‫المستقل‬
‫عيان‬
‫ة تاجه دون ال ِ‬ ‫عـ ـع ُ‬ ‫ت أش ْ‬ ‫ج حال ْ‬ ‫و ٍ‬‫مت ّ‬ ‫و ُ‬
‫ة‬
‫فصحى ومعجز ِ‬ ‫ـ ُ‬ ‫أهل ً »بشوقي«‬
‫البيان‬ ‫ر اْلـ‬ ‫شاع ِ‬
‫عل َ‬ ‫ء‬
‫يا فرقدَ الشعرا ِ‬
‫ك ران‬ ‫دل ُ‬ ‫ْ من فرق ٍ‬
‫كم‬
‫ك‬‫ن‪ ،‬على سرير َ‬ ‫شرا ِ‬
‫يخفقان‬
‫من ّ‬ ‫عَلما الخلوِد ُ‬ ‫َ‬
‫ك ما يفيض على‬ ‫ِد َ‬ ‫ل ينفخ في‬ ‫جبري ُ‬
‫اللسان‬ ‫فؤا‬ ‫ُ‬
‫وف‬ ‫ك‪ ،‬حين ط ّ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫وأمدّ بالّنفحات ُرو‬
‫جنان‬ ‫بال ِ‬
‫ك أبكاُر المعاني‬ ‫ن لدي َ‬ ‫ِ‬ ‫جنا‬‫فإذا بأبكار ال ّ‬
‫م على‬ ‫ت تقي ُ‬ ‫ن أب ْ‬ ‫ء« ـ َ‬ ‫ي »الفيحا ِ‬ ‫يا باك َ‬
‫الهوان‬ ‫حيـ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫بدم البواس ِ‬
‫‪2‬‬ ‫ة‬
‫م كانت ورد ً‬ ‫أيا َ‬
‫دهان‬ ‫كال ّ‬
‫ك في لظى الحرب‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ت عن‬ ‫أرسل َ‬
‫‪3‬‬
‫عوان‬ ‫ال َ‬ ‫سل‬ ‫»بردى« َ‬

‫ف« هّيجْته‬ ‫ـك َ ُ‬ ‫ت »دمعا ً ل‬ ‫وذرف َ‬


‫غوطتان«‬ ‫»ال ُ‬ ‫فـ‬‫ُيك ْ‬
‫ل جّنتان‬ ‫فيه َتخاي َ ُ‬ ‫ه‬
‫ما قلت َ ُ‬‫تم ّ‬‫البي ُ‬
‫ن دمعا ً تجريان‬ ‫عينا ِ‬ ‫ك فيهما‬ ‫أبدا ً رثاؤ َ‬
‫هو‬
‫و ْ‬
‫ب َ‬ ‫ب فاعج ْ‬ ‫َللصع ُ‬ ‫جناهما‬
‫دان‬ ‫ن َ‬
‫هذا وإ ّ‬
‫****‬
‫َ‬
‫ج قلب َك ما‬ ‫ع يُ ْ‬ ‫ـ َ‬ ‫ح ّ‬
‫ش ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن‬
‫طي َ‬ ‫ج على ِ‬
‫عّر ْ‬‫َ‬
‫شجاني‬ ‫خـ‬‫وا ْ‬
‫‪4‬‬
‫ف« في‬ ‫آثاَر »يوس َ‬ ‫وانظْر هنالك هل‬
‫المكان‬ ‫ترى‬

‫‪1‬نظمها إبراهيم يوم عزم أمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي بك على زيارة فلسطين وأخذ الدباء‬
‫يعدون العدة لقامة مهرجان له‪ ،‬ولكن الزيارة لم تتم‪ .‬وقد رمى إبراهيم من وراء هذه القصيدة إلى‬
‫إثارة أمير الشعراء لينظم شعرا ً في فلسطين وفي قضيتها‬
‫‪ .‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1928‬‬
‫‪ 2‬إشارة إلى الية القرآنية‪) :‬فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان(‪ 37 ،‬سورة الرحمن‪.‬‬
‫ق )أحمد طوقان(‬
‫ودمٌع ل يكفكف يا دمش ُ‬ ‫‪ 3‬إشارة إلى قصيدة شوقي التي مطلعها‪ :‬سلم من َ‬
‫صبا بردى أر ّ‬
‫ق‬
‫‪ 4‬يوسف‪ :‬هو يوسف بن أيوب الملقب بصلح الدين اليوبي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ف‬ ‫ج والسي ِ‬ ‫أيق ْ‬
‫ب التا ِ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫ظ »صل َ‬
‫اليماني‬ ‫ب‬‫ن« َر ْ‬ ‫الدي ِ‬
‫هجان‬ ‫َ‬
‫ل ال ِ‬ ‫ة الخي ِ‬ ‫مثيَرها شعواءَ أْيـ ـُيوبي ّ َ‬ ‫و ُ‬
‫ة في‬ ‫ـحا ً‪ 1‬والسن ّ ُ‬
‫ضبـ‬ ‫بالعاديات لديه َ‬
‫ْ الّلبان‬
‫ة من‬ ‫غيُر العجاج ِ‬
‫ترمي بمارجها وما‬
‫دخان‬
‫ر‬
‫طا ٍ‬ ‫لخ ّ‬ ‫في‪ 2‬ك ّ‬
‫جنان‬ ‫ر الـ َ‬ ‫ِ‬ ‫با‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫أخطا‬
‫على اْلـ‬
‫ت في دََرك‬ ‫ُ دُ المو ِ‬
‫درعهم قيو‬ ‫تأ ْ‬ ‫حلقا ُ‬
‫الطعان‬
‫ن‬‫مضاربه ّ‬ ‫م‪ ،‬على َ‬ ‫ـ ِ‬ ‫فهم ماءُ‬ ‫وسيو ُ‬
‫آن‬ ‫ميـ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال َ‬
‫ة‬
‫مرخا ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫في الّنق ِ‬ ‫ع‬‫و ُ‬ ‫ل طَ ْ‬ ‫والخي ُ‬
‫عنان‬ ‫ال ِ‬ ‫كماتها‬ ‫ُ‬
‫ت في يوم‬ ‫صبا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ْ ـ َ‬
‫ل تنثني أو ُتحرَز الـ‬
‫الرهان‬
‫ديه‬ ‫ك ليس ـك ُِر شاه ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يو ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫ح ّ‬
‫الخافقان‬ ‫ي ُْنـ‬
‫سنان إلى‬ ‫ه‪ ،‬من ال ّ‬ ‫ـ ِ‬
‫فيـ‬ ‫ح ِ‬ ‫تتطايُر الروا ُ‬
‫السنان‬
‫ت‪ ،‬فوق أجسام ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬‫سها َ‬ ‫وترى ال ّ‬
‫حوان‬ ‫َ‬ ‫وما‬ ‫مق ّ‬ ‫ُ‬
‫مُر‪ ،‬من دم الفرنج‬ ‫ـ َ‬ ‫ض‬‫م الر ِ‬ ‫فإذا أدي ُ‬
‫قان‬ ‫حـ‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫ُيس َ‬
‫ن عان‬ ‫كهم ظمآ ُ‬ ‫ون من كأس وملي ُ‬ ‫ق ْ‬
‫الّردى‬
‫ق‬
‫والنصُر مرمو ُ‬ ‫ج‬
‫ه ُ‬ ‫حتى انجلى َر ْ‬
‫عنان‬ ‫ال َ‬ ‫الوغى‬
‫ت لوائه في‬ ‫نـ َ‬ ‫ح الدي ِ‬ ‫ومشى صل ُ‬
‫مهرجان‬ ‫حـ‬ ‫تَ ْ‬
‫ف الذان‬ ‫شَر ُ‬ ‫ت تكبيَرهُ ُ‬ ‫جع ْ‬ ‫ن وَر ّ‬ ‫وعل الذا ُ‬
‫****‬
‫لي من صروف َ‬
‫ك‬ ‫ت‬ ‫دول ِ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫و َ‬ ‫مق ّ‬ ‫أ ُ‬
‫بالمان؟‬ ‫ن‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ح ما بنى أمثالها في المجد بان‬ ‫َ‬ ‫ت صرو ٌ‬ ‫دُك ْ‬ ‫ّ‬
‫ك هاتي َ‬
‫ك‬ ‫ي«‪ ،‬فاب ْ ِ‬ ‫ـ ٍ‬ ‫ب »أبا‬ ‫ل المصا ُ‬ ‫ج ّ‬
‫‪3‬‬
‫المغاني‬ ‫ي‬ ‫عل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ 1‬إشارة إلى الية القرآنية‪} :‬والعاديات ضبحا{ )‪ (1‬سورة العاديات‪.‬‬
‫‪ 2‬وردت الكلمة في جريدة »فلسطين« التي نشرت القصيدة »من« وليست »في«‪ ،‬وهي أفضل للسياق‪.‬‬
‫‪ 3‬أ با علي ‪ :‬كنية الشاعر أحمد شوقي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ل يصبرون على‬ ‫ذهب الذين‬
‫الهوان‬ ‫عهدَتهم‬
‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫في مصَر يطم ُ‬
‫وهنا تبادى‪ 1‬أشعبان‬
‫ب«‬‫»أشع ٌ‬
‫م‬
‫ِئد‪ ،‬والتشاؤ ُ‬ ‫ل في‬ ‫وهنا التخاذ ُ‬
‫والتواني‬ ‫شدا‬ ‫ال ّ‬
‫س يقت ُ ُ‬
‫ل‬ ‫والنف ُ‬
‫ل التعل ّ ِ‬
‫ل بالماني‬ ‫طو ُ‬
‫مها‬‫عز َ‬
‫****‬
‫ر‬‫ـها يا أميَر الشع ِ‬ ‫ت‬‫ك وأن َ‬‫خذها إلي َ‬ ‫ُ‬
‫غان‬ ‫عْنـ‬
‫َ‬
‫فر‬‫خ َ‬‫ن ََزقٌ على َ‬
‫صبا‬
‫حسناءَ فيها لل ّ‬
‫حسان‬ ‫ال ِ‬
‫سن‬ ‫ح َ‬
‫ُتعزى إلى» ال َ‬ ‫نفحاُتها من‬
‫‪3‬‬
‫بن هاني«‬ ‫ة«‬‫»ك َْرم ٍ‬
‫غ شأو َ‬
‫ك‬ ‫هيهات تبل ُ‬
‫شعراءُ يوما ً أو ُتداني‬‫ـ ُ‬
‫شـ‬‫ال ْ‬
‫****‬

‫‪ 1‬وردت هذه الكلمة في جريدة القدس »تبارى« وهي أفضل‪.‬‬


‫‪ 2‬إشارة إلى الستعمار والصهيونية في فلسطين )أحمد طوقان)‬
‫‪ 3‬أطلق الشاعر أحمد شوقي على سكنه في الجيزة اسم »كرمة ابن هانئ«‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى بائعي البلد‬

‫]البسيط[‬
‫ً بالمال لكّنما أوطاَنهم‬ ‫باعوا البلدَ إلى‬
‫باعوا‬ ‫معا‬ ‫أعدائهم طَ َ‬
‫ه ما عطشوا يوما ً‬ ‫والل ِ‬ ‫ن‬
‫وا ّ‬‫قد ُيعذرون ل َ َ‬
‫ول جاعوا‬ ‫ع أرغمهم‬ ‫الجو َ‬
‫قبول‬‫س لها عن َ‬ ‫نف ٌ‬ ‫ع‬
‫ر عند الجو ِ‬ ‫ة العا ِ‬ ‫وب ُل ْ َ‬
‫غ ُ‬
‫ع‬
‫دا ُ‬
‫رر ّ‬ ‫العا ِ‬ ‫تلفظها‬
‫ل يفهمون‪ ،‬ودون‬ ‫ت‪:‬‬
‫تلك البلدُ إذا قل َ‬
‫الفهم ِ أطماع‬ ‫ن«‬ ‫مها »وط ٌ‬ ‫اس ُ‬
‫****‬
‫أعداؤنا‪ ،‬منذ أن كانوا‪ ،‬ونحن‪ ،‬منذ هبطنا‬
‫ع«‬‫ض‪ُ» ،‬زّرا ُ‬ ‫الر َ‬ ‫ة«‬ ‫»صيارف ٌ‬
‫قربى‬ ‫ق‪ ،‬إلى اليهود بكم ُ‬ ‫ة الخل ّ ِ‬
‫لم تعكسوا آي َ‬
‫وأطباع‬ ‫ت‬‫بل رجع ْ‬

‫م‬‫ن الخص َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ض لم تحفل ول تعّلم َ‬ ‫ع الر ِ‬ ‫يا بائ َ‬


‫داع‬
‫خ ّ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫بعاقب ٍ‬
‫م‪،‬‬
‫دا ٌ‬
‫خ ّ‬
‫د‪ ،‬و ُ‬ ‫وهم عبي ٌ‬ ‫ت على‬ ‫لقد جني َ‬
‫وأتباع‬ ‫هفي‬ ‫َ‬
‫الحفاد‪ ،‬وا ل َ‬
‫ب كما تدريه‬ ‫سرا َ‬ ‫إن ال ّ‬ ‫ماع‬
‫ب الل ّ‬ ‫ذه ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫وغّر َ‬
‫ماع‬ ‫ل ّ‬ ‫ه‬
‫رز ُ‬ ‫ُتح ِ‬
‫ك أرضا ً‬ ‫ك لقبر َ‬ ‫ض واتر ْ‬ ‫فك ّْر بموت َ‬
‫ك في أر ٍ‬
‫طوُلها باع‬ ‫ت بها‬ ‫نشأ َ‬
‫****‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪59‬‬
‫‪1‬‬
‫رد على رئوبين شاعر اليهود‬
‫]الخفيف[‬
‫م‬
‫منا ولودٌ رؤو ُ‬
‫جٌر« أ ّ‬
‫»ها َ‬
‫ل حسودٌ ول عجوٌز‬
‫م‬
‫عقي ُ‬
‫عْر‬ ‫ُ‬
‫منا ومنها أبو ال ُ‬
‫هاجٌر أ ّ‬
‫ي‬
‫ب‪ ،‬ومنها ذاك النب ّ‬
‫ِ‬
‫الكريم‬
‫ه‬
‫ع ول مّزقت ْ ُ‬
‫ض ْ‬
‫ب لم ي َ ِ‬
‫نس ٌ‬
‫ل أيها اللقي ُ‬
‫ط اللئيم‬ ‫باب ٌ‬
‫ه‬ ‫م في عروقنا لم ُير ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ود ٌ‬
‫ب‬
‫ن والعذا ُ‬ ‫سو ُ‬
‫ط فرعو َ‬
‫الليم‬
‫ي أهرام ِ‬
‫يعلم الدهُر أ ّ‬
‫ر‬
‫مص ٍ‬
‫ذّلكم في صخوره‬
‫مرقوم‬
‫شيه ظِ ّ‬
‫ل‬ ‫م خالدٌ ُيغ ّ‬
‫هَر ٌ‬
‫َ‬
‫ة لكم ل تريم‬
‫من عبودي ّ ٍ‬
‫ه َ‬
‫ك‬ ‫ن« غ ّ‬
‫ط وج َ‬ ‫ي »رئوبي ُ‬
‫أ ْ‬
‫حتى‬
‫ف أنه‬
‫ل ُيرى الن ُ‬
‫مهشوم‬

‫****‬
‫م َ‬
‫ك‬ ‫ي كيف عل ُ‬
‫يا يهود ّ‬
‫و‬
‫بالت ّ ْ‬
‫ة‪ ،‬قل لي‪ ،‬أم فات َ‬
‫ك‬ ‫را ِ‬
‫التعليم؟‬
‫ق عنكم‬
‫بين أسفارها خلئ ُ‬
‫منتهاها ذميم‬
‫مبتداها و ُ‬
‫ُ‬
‫ف« باعه أبوكم‬
‫»يوس ٌ‬
‫»َيهوذا«‬
‫ر فيكم‬
‫ب الدينا ِ‬
‫نح ّ‬
‫إ ّ‬

‫‪ - 1‬نشرت الجريدة اليهودية )دوار هايوم( قصيدة لشاعر اليهود »رئوبين«‪ ،‬نقلتها إلى العربية جريدة »فلسطين«‪ .‬وعنوان القصيدة‬
‫»أنشودة النصر«‪ ،‬أتى فيها الشاعر على الحوادث الخيرة في فلسطين مشيدًا بذكر اليهود وشجاعتهم‪ ...‬في الطعن والضرب زاريًا على‬
‫عّزل مظلومون وأن العرب على تسليح النكليز لهم‬ ‫العرب )أبناء هاجر وإسماعيل‪ (!..‬خوفهم ووحشيتهم وهزيمتهم! زاعمًا تارة أنهم ُ‬
‫كانوا لصوصًا وقطاع طرق وأهل خيانة وغدر يعتدون على الطفال والشيوخ والنساء‪ .‬وقد نظمت هذه القصيدة ردًا على أنشودة النصر‬
‫عرفوا به من قبل‪ ،‬وما هم عليه اليوم من الدعاء‬
‫غير معترض كثيرًا إلى الحوادث بقدر اعتراضي إلى تاريخ اليهود وتوراتهم وما ُ‬
‫الباطل والغدر ونكران الجميل مما يناقض كل ما ادعاه الشاعر رئوبين وما وصف به قومه من المزايا والخلق«‪ ،‬إبراهيم طوقان‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪60‬‬
‫قديم‬
‫ه حتى‬
‫وكفرتم بنعمة الل ِ‬
‫ضاق ذَْرعا ً بالكفر‬
‫موسى الكليم‬
‫ب‬
‫ه« أنكم‪ ،‬شع ُ‬
‫يشهد »الّتي ُ‬
‫سرا‬
‫إ ْ‬
‫ب منذ الخروج‬ ‫ئي َ‬
‫ل‪ ،‬شع ٌ‬
‫أثيم‬
‫ح‬ ‫ج ُ‬
‫ل« أن ألوا َ‬ ‫ع ْ‬
‫يشهد »ال ِ‬
‫موسى‬
‫م ُز ْ‬
‫غتم أصابها‬ ‫يو َ‬
‫التحطيم‬
‫خ فيها‬
‫ن التاري ِ‬
‫وبطو ُ‬
‫ب‬
‫عجي ٌ‬
‫ب بعاركم موسوم‬
‫وغري ٌ‬

‫****‬
‫ح‬ ‫َ‬
‫ن‪ ،‬أين ألوا ُ‬
‫ي رئوبي ُ‬
‫أ ْ‬
‫موسى‬
‫والوصايا؟ فكّله ّ‬
‫ن قويم‬
‫‪1‬‬
‫ن عشٌر نبذتموها‬ ‫ه ّ‬
‫ُ‬
‫جميعا ً‬
‫و‬
‫ه َ‬
‫يو ْ‬
‫ورتعتم في الغ ّ‬
‫وخيم‬
‫مها فإذا‬
‫ونقضتم أحكا َ‬
‫الما‬
‫ه فيكم‬
‫م الل ِ‬
‫مقا َ‬ ‫ُ‬
‫ل َ‬
‫يقوم‬
‫حْر‬
‫م ال ِ‬
‫والّربا رّبكم له صن ُ‬
‫ص‪ ،‬مثا ٌ‬
‫ل أنتم عليه‬ ‫ِ‬
‫جثوم‬ ‫ُ‬
‫ت فيه مكٌر‬
‫وإذا السب ُ‬
‫وغدٌر‬
‫س‬
‫أين فيه التقدي ُ‬
‫والتعظيم ؟‬
‫وعكستم آياِتها فإذا ال َ‬
‫قْتـ‬
‫ق فيكم‬
‫ح والفس ُ‬
‫مبا ٌ‬ ‫ـ ُ‬
‫ل ُ‬
‫عميم‬

‫‪1‬‬
‫الوصايا العشر‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ءكم فغدوتم‬
‫فجهلتم آبا َ‬
‫ء فيكم‬
‫م البا ِ‬
‫واحترا ُ‬
‫عديم‬
‫ر‬
‫ق الجوا ِ‬
‫وهضمتم ح ّ‬
‫وصحتم‪:‬‬
‫سح ّ‬
‫قنا‬ ‫»أيها النا ُ‬
‫مهضوم«‪..‬‬
‫كّلكم شاهدٌ على الح ّ‬
‫ق‬
‫ُزورا ً‬
‫هل أتاكم من شأنه‬
‫تحريم!؟‬
‫ه‬
‫حسُبكم‪ ،‬ل يبارك الل ُ‬
‫فيكم‪،‬‬
‫أن شيطان بغيكم َلرجيم‬
‫ت‬
‫م أمس ْ‬
‫ن النجو َ‬
‫وا ّ‬ ‫فل َ َ‬
‫ُرجوما ً‬
‫ه تلك‬
‫ما عدْتكم والل ِ‬
‫الرجوم‬
‫ب‬
‫ي شع ٍ‬
‫ن«‪ ،‬أ ّ‬
‫ي »رئوبي ُ‬
‫أ ْ‬
‫تنادي؟‬
‫إن رب ّا ً أباده َلـحكيم‬

‫****‬
‫ت‬
‫ن هل قرأ َ‬
‫ي رئوبي ُ‬ ‫أ ْ‬
‫سِبيـ‬
‫شك ِ ْ‬
‫» ِ‬
‫ت شاعٌر‬
‫ـَر«؟ بلى‪ ،‬أن َ‬
‫مشؤوم‬
‫ل‬
‫وشكسبيُر خالدُ القو ِ‬
‫فيكم‬
‫خ« في‬‫أمُر »شيلو َ‬
‫‪1‬‬
‫الورى معلوم‬
‫ن الذين منهم‬‫غيَر أ ّ‬
‫سِبيـ‬
‫شك ِ ْ‬
‫ِ‬
‫وا ما قال ذاك‬
‫س ْ‬
‫ـُر‪َ ،‬تنا َ‬
‫العظيم‬

‫****‬
‫ت‬
‫ي‪ ،‬هل سمع َ‬
‫يا يهود ّ‬
‫‪1‬‬
‫شيلوخ‪ :‬أحد أبطال مسرحية »تاجر البندقية« لشكسبير‪ ،‬ويمثل اليهودي المرابي الذي يخلو قلبه من الرحمة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ب‬
‫بشع ٍ‬
‫ر‬ ‫ل حتى في ك ّ‬
‫ل قط ٍ‬ ‫ض ّ‬
‫يهيم ؟‬
‫شعُبكم كالذباب في ك ّ‬
‫ل‬
‫ض‬‫أر ٍ‬
‫منه شيءٌ على ال َ‬
‫قذور‬
‫يحوم‬
‫ن‬
‫ن العجائب أ ْ‬
‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫وعجي ٌ‬
‫يَ ْ‬
‫طـ‬
‫كما ً ودهَره‬
‫ح ْ‬ ‫ـل ُ َ‬
‫ب ُ‬
‫محكوم‬
‫ن‬
‫ن الغرائب أ ْ‬
‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫وغري ٌ‬
‫جـ‬
‫يَ ْ‬
‫مل ً َ‬
‫شتاُته محتوم‬ ‫ع َ‬
‫ش ْ‬ ‫م َ‬
‫ـ َ‬
‫ه ما يزال عليكم‬
‫ب الل ِ‬
‫ض ُ‬ ‫َ‬
‫غ َ‬
‫وعدُ بلفوَر دونه مهزوم‬

‫****‬
‫وا‬ ‫ناِد أبطال َ َ‬
‫ك الذين تواَر ْ‬
‫في الشبابيك إنهم‬
‫قروم‬‫لَ ُ‬
‫ن‬
‫مّنا فإ ْ‬ ‫يرقبون الطفا َ‬
‫ل ِ‬
‫ل‬
‫وهم‪ ،‬فهال ٌ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬
‫حوا‪ ،‬ر َ‬‫ُ‬
‫كليم‬‫و َ‬
‫م‪..‬‬
‫ح قو ٍ‬
‫في يديهم سل ُ‬
‫ه‬
‫علي ِ‬
‫د« في حديده‬
‫س ٌ‬
‫»أ َ‬
‫مختوم‬
‫ناِدهم يقذفوا القناب َ‬
‫ل‬
‫واصر ْ‬
‫خ‪:‬‬
‫ن أعز ٌ‬
‫ل‬ ‫ب صهيو َ‬
‫»شع ُ‬
‫مظلوم«‬
‫ن النكليَز واحم ْ‬
‫ل‬ ‫والع ِ‬
‫ظباهم‬‫ُ‬
‫ن فضلهم‬
‫ن نكرا َ‬
‫إ ّ‬
‫َلـجسيم‬

‫****‬
‫ما ً‬
‫س ّ‬
‫ض فاض ُ‬
‫ن الر ِ‬
‫لب ُ‬

‫‪63‬‬
‫ُزعافا ً‬
‫ودمًا‪ ،‬فانزلوا بها‬
‫وأقيموا‬
‫ن‬
‫واشربوه ملءَ البطو ِ‬
‫هنيئا ً‪..‬‬
‫ب‬
‫هكذا تشرب الذئا ُ‬
‫هيم‬‫ال ِ‬
‫م‬ ‫ي ل علي َ‬
‫ك سل ٌ‬ ‫يا يهود ّ‬
‫ت ل عليك‬
‫وإذا شئ َ‬
‫شلوم«‬‫» َ‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫البلد الكئيب‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫د‬
‫يا أيها البل ُ‬
‫ب‬‫الكئي ُ‬
‫ب‬
‫سكو ُ‬
‫مٌر َ‬
‫منه ِ‬ ‫حّيا َ‬
‫ك ُ‬
‫س بالظلم‬
‫ل تبتئ ْ‬
‫ن‬
‫»إ ْ‬
‫ن غدا ً لناظره‬
‫َ‬
‫قريب«‬
‫بل‬ ‫و َ‬
‫غدٌ عصي ٌ‬
‫سْر‬‫يَ ُ‬
‫د‬
‫ُر الظالمين‪ ،‬غ ٌ‬
‫عصيب‬
‫أشرقْ بوجه َ‬
‫ك‬
‫ضاحكا ً‬
‫س شانئ َ‬
‫ك‬ ‫ولشم ِ‬
‫غروب‬
‫ال ُ‬
‫غي ُْر‬ ‫م َ‬
‫ك َ‬ ‫ما بعدَ غ ّ‬
‫و‬
‫يَ ْ‬
‫ن به‬
‫م‪ ،‬تطمئ ّ‬
‫ٍ‬
‫القلوب‬

‫****‬
‫هفي على البلد‬ ‫لَ ْ‬
‫الكئيـ‬
‫ه‬ ‫ت أسوا ُ‬
‫ق ُ‬ ‫ب‪ ،‬تع ّ‬
‫طل ْ‬ ‫ـ ِ‬

‫‪ 2‬بمناسبة إضراب فلسطين يوم وعد بلفور‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪)1929‬‬

‫‪64‬‬
‫ر كما اعرورى‬‫عا ٍ‬
‫خريـ‬‫ال َ‬
‫ت‬
‫ف‪ ،‬تساقط ْ‬
‫ـ ُ‬
‫أوراقه‬
‫حه‬
‫ت جوان ُ‬
‫خفق ْ‬
‫ى‬
‫أس ً‬
‫ت آماقه‬
‫وتقّرح ْ‬
‫صبرا ً فإ ّ‬
‫ن الصبَر‬
‫قد‬
‫في َ‬
‫ك مذاقه‬ ‫يحلو ب ِ‬
‫و َ‬
‫ك‪ ،‬ل‬ ‫هذا عد ّ‬
‫عـ‬
‫ي َُر ْ‬
‫ـ َ‬
‫ك‪ ،‬وهذه أخلقه‬
‫****‬
‫س َ‬
‫ك من‬ ‫بلفوُر كأ ُ‬
‫دم ال ْ‬
‫شـ‬
‫ب‬
‫عن َ ْ‬
‫ء ال ِ‬
‫ء‪ ،‬ل ما ِ‬
‫هدا ِ‬ ‫ُ‬
‫ش َ‬
‫ل يخدعن ّ َ‬
‫ك أّنها‬
‫راقت وك َّللها ال َ‬
‫حَبب‬
‫ح‬
‫حباُبها الروا ُ‬
‫ف َ‬
‫قد‬
‫ت إلي َ‬
‫ك كما وثب‬ ‫وثب ْ‬
‫ه‬ ‫فانظْر لوجه َ‬
‫ك إن ّ ُ‬
‫وحه‬
‫في الكأس ل ّ‬
‫الغضب‬
‫ت‪،‬‬
‫مي َ‬
‫وانظْر‪ ،‬ع ِ‬
‫ه‬
‫فإن ّ ُ‬
‫ق‬
‫من صرخة الح ّ‬
‫التهب‬

‫****‬
‫م َ‬
‫ك في‬ ‫بلفوُر يو ُ‬
‫سما‬‫ال ّ‬
‫ة‬ ‫ء‪ ،‬علي َ‬
‫ك صاعق ُ‬ ‫ِ‬
‫ء‬
‫السما ِ‬
‫ب‬
‫ت إل الذئ ُ‬
‫ما أن َ‬
‫قد‬
‫ت من طين‬‫ور َ‬
‫ص ّ‬
‫ُ‬
‫الشقاء‬
‫ش لم‬
‫ب وح ٌ‬
‫والذئ ُ‬

‫‪65‬‬
‫يز ْ‬
‫ل‬
‫ضرى برائحة الدماء‬
‫يَ ْ‬
‫ن‬ ‫خسأ ْ بوعد َ‬
‫ك‪ ،‬إ ّ‬ ‫اِ ْ‬
‫عـ‬
‫و ْ‬‫َ‬
‫ب‬ ‫ـد َ َ‬
‫ك‪ ،‬دونه ر ّ‬
‫القضاء‬
‫م أنتما‬
‫وإلى جهن ّ َ‬
‫ب لها طو ُ‬
‫ل‬ ‫حط ٌ‬
‫البقاء‬

‫****‬
‫خسأ ْ بوعد َ‬
‫ك لن‬ ‫اِ ْ‬
‫ضيـ‬
‫يَ ْ‬
‫ـَر الوعدُ شعبا ً ه ّ‬
‫ب‬
‫ض‬
‫ناه ْ‬
‫د‬
‫ض الوع َ‬
‫ل تنق ِ‬
‫الذي‬
‫أبرمَته فله نواقض‬
‫خ‬ ‫وي ٌ‬
‫ل لوعد الشي ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫ت آساٍد روابض‬
‫عزما ِ‬
‫أتضيع يا وطني‬
‫وها‬
‫ي‬
‫ف ّ‬
‫ة ِ‬
‫عْرقُ العروب ِ‬
‫ِ‬
‫نابض؟‬
‫ن فداءَ‬
‫فلذهب ّ‬
‫قومي‬
‫ت‬
‫في غمار المو ِ‬
‫خائض‬

‫****‬
‫ُبشرا َ‬
‫ك يا وطني‬
‫فقد‬
‫فض الرقادُ عن‬ ‫نُ ِ‬
‫البلِد‬
‫ت بواس ُ‬
‫ل‬ ‫نهض ْ‬
‫في َ‬
‫ك تَ ْ‬
‫قـ‬
‫ف بالنفوس إلى‬
‫ذ ُ‬
‫ـ ِ‬
‫الجهاد‬
‫ق‬ ‫ش ّ‬
‫قوا الطري َ‬

‫‪66‬‬
‫إلى العل‬
‫وخطَ ْ‬
‫وا على نهج‬
‫السداد‬
‫وَلسوف تنطق‬
‫َ‬
‫في سبيـ‬
‫ة‬
‫ق ألسن ُ‬
‫ل الح ّ‬
‫ـ ِ‬
‫الجماد‬
‫والوي ُ‬
‫ل يا وطني‬
‫لمن‬
‫أضحى ُيصّر على‬
‫العناد‬

‫****‬
‫ُبشرا َ‬
‫ك يا وطني‬
‫فقد‬
‫د‬ ‫تب َ‬
‫ك الغي ُ‬ ‫نهض ْ‬
‫س‬
‫الوان ْ‬
‫ع‬
‫ت جمو َ‬‫حي ّ ْ‬
‫الغانيا‬
‫سك‬
‫ن نرج ِ‬
‫ت عيو ُ‬
‫ِ‬
‫النواعس‬
‫ن من باب‬
‫أقبل َ‬
‫الخليـ‬
‫سوِد‬
‫ن في ُ‬
‫ل‪ ،‬يمس َ‬
‫ـ ِ‬
‫الملبس‬
‫ن في وجه‬
‫وصرخ َ‬
‫العميـ‬
‫ن‬
‫ن له ّ‬ ‫د‪ ،‬وح ّ‬
‫قه ّ‬ ‫ـ ِ‬
‫حارس‬
‫ت‬
‫وطني‪ ،‬ظفر َ‬
‫إذا الّنسا‬
‫ن باسم َ‬
‫ك‬ ‫ء‪ ،‬هتف َ‬
‫ُ‬
‫في المجالس‬

‫****‬
‫وطني‪ ،‬علينا‬
‫مـ‬
‫ج ْ‬
‫العهدُ َ‬
‫ن نسير إلى‬ ‫ـعا ً أ ْ‬
‫المام ِ‬
‫ش إخوانا ً‬
‫ونعي َ‬

‫‪67‬‬
‫على‬
‫ة‬
‫ض المودّ ِ‬
‫مح ِ‬
‫والوئام‬
‫زل‬ ‫ونردّ عن َ‬
‫ك الّنا ِ‬
‫مسابقين إلى‬‫ت‪ُ ،‬‬‫ِ‬
‫حمام‬‫ال ِ‬
‫ن‪ ،‬في إعلء‬
‫ونكو َ‬
‫شأ ْ‬
‫َ‬
‫نِ َ‬
‫ك‪ ،‬عاملين على‬
‫الدوام‬
‫مَتفّيئا ً‬
‫حتى ُترى ُ‬
‫ة‬ ‫ظ ّ‬
‫ل الكرام ِ‬
‫والسلم‬

‫****‬

‫‪68‬‬
‫‪1‬‬
‫عتاب إلى شعراء مصر‬
‫]الخفيف[‬
‫ضنا من رياضكم‬‫رو ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫فْينا ُ‬
‫وَثرانا من ِنيلكم َرّيا ُ‬
‫ن‬
‫وهوانا ‪ -‬لو ت َ ْ‬
‫قدرون‬
‫هوانا ‪-‬‬
‫ب منه لكم ملن‬ ‫ك ّ‬
‫ل قل ٍ‬
‫عدا أواصُر ُ‬
‫قْربا‬ ‫وبرغم ال ِ‬
‫وثاقٌ لم ت ُْبلها‬
‫نا َ‬
‫الزمان‬
‫ن‬
‫ن يقظى روا ٍ‬
‫وعيو ٌ‬
‫إليكم‬
‫مصابكم ل‬
‫عها في ُ‬
‫دم ُ‬
‫ُيصان‬
‫سررتم ففي‬ ‫إن ُ‬
‫د‬
‫ن عي ٌ‬
‫فلسطي َ‬
‫دها‬
‫أو حزنتم لم تع ُ‬
‫الحزان‬
‫وا بالقناة أن‬ ‫َ‬
‫قد َرأ ْ‬
‫يقطعونا‬
‫ن جسُرها‬
‫فإذا الدي ُ‬
‫واللسان‬
‫وإذا بالقلوب تهفو على‬
‫الن ّْيـ‬
‫ل ظماءً ُيودي بها‬
‫ـ ِ‬
‫الخفقان‬
‫دكم‪ ،‬هل‬
‫ور َ‬
‫ه ِ‬
‫ن الل ُ‬ ‫أحس َ‬
‫ُيغيض الْنـ‬
‫س يحيا بها‬ ‫ـِني َ‬
‫ل كأ ٌ‬
‫ظمآن ؟‬
‫ر‪:‬‬ ‫جئُتكم عاتبا ً بلب َ‬
‫ل مص ٍ‬
‫ض عتُبه‬ ‫بلب ُ‬
‫ل الرو ِ‬
‫ألحان‬
‫رفرف الشعُر فوقكم‬
‫حْيـ‬
‫بجنا َ‬
‫ه‪ ،‬وفي ساحكم َ‬
‫غذاه‬ ‫ـ ِ‬
‫البيان‬
‫ة‬
‫ح العروب ِ‬
‫وتسامى صر ُ‬

‫‪ - 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪69‬‬
‫صـ‬
‫م ْ‬
‫في ِ‬
‫ـَر‪ ،‬وهل غيُركم له‬
‫أركان ؟‬
‫كم بلٍد تهّزكم ليس‬
‫فيها‬
‫م جيرةٌ ول إخوان‬
‫لك ُ‬
‫خ ُ‬
‫طبنا ل يهّز »شوقي«‬
‫ن‬
‫ولك ْ‬
‫جاء روما فهّزه‬
‫‪1‬‬
‫الرومان‬
‫خطُبنا ل يهّز حاف َ‬
‫ظ إبرا‬
‫‪2‬‬
‫ن تهّزه اليابان‬
‫م لك ْ‬
‫هي َ‬
‫ن‬
‫ن يا فلسطي ُ‬
‫ما لمطرا َ‬
‫ن‬
‫شأ ٌ‬
‫ن‬
‫ن له بنيرو َ‬
‫ك لك ْ‬‫ب ِ‬
‫‪3‬‬
‫شان‬
‫ت هذه‬
‫دس ْ‬ ‫ن ُ‬
‫ق ّ‬ ‫سيقولو َ‬
‫ال َْر‬
‫ن لنا بها‬
‫ض‪ ،‬فما أ ْ‬
‫ُ‬
‫شيطان‬
‫ن بالشياطين‬
‫بل فلسطي ُ‬
‫ملى‬
‫م‬
‫س منه ُ‬
‫ت الن ُ‬
‫ج ِ‬
‫ض ّ‬
‫والجان‬
‫ن بلوتم منهم فريقا ً‬‫إ ْ‬
‫فإّنا‬
‫قد رمانا باثنين هذا‬
‫الزمان‬
‫فإذا الما ُ‬
‫ل فات ذاك‬
‫فهذا‬
‫ن‬
‫م ل تفوته البدا ُ‬
‫ر ٌ‬ ‫َ‬
‫ق ِ‬
‫ن‬
‫ب إخوا ِ‬
‫سيقولون‪ُ :‬ر ّ‬
‫ق‬‫صد ٍ‬
‫ل َ‬
‫ك في مصَر بينهم‬
‫أضغان‬

‫‪ 1‬نظم أحمد شوقي قصيدة عن روما مطلعها ‪:‬‬


‫ن للمـــــلك مالــكًا ســــبحاَنْه‬
‫أّ‬ ‫قف بروما وشاهد المر واشهْد‬
‫‪ 2‬نظم حافظ إبراهيم قصيدة عن اليابان بعنوان‪» :‬غادة اليابان« مطلعها ‪:‬‬
‫ح مني العـزم والدهر أبــى‬ ‫صّ‬ ‫ل تلــــــم كفي إذا السيف نبـــا‬

‫‪ 3‬نظم خليل مطران قصيدة عن نيرون مطلعها ‪:‬‬


‫سّبة من نيرون أحـــرى‬
‫هو بال ّ‬ ‫ب الذي آتاه نصــــرا‬
‫ذلك الشع ُ‬

‫‪70‬‬
‫ي بالتقاطع‬
‫قطعوا الوح َ‬
‫عنا‬
‫إن هذا جزاؤه الحرمان‬
‫تلك شكوى تروعني‬
‫كيف صاروا‬
‫فعساها ذكرى لهم‬
‫كيف كانوا‬
‫****‬

‫‪71‬‬
‫‪1‬‬
‫ابراهيم طوقان‬
‫]المجتث[‬
‫هر‬ ‫م وراح ُيظ ِ‬ ‫سي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬
‫ع َ‬ ‫يا ت َ ْ‬
‫عفا‬ ‫ض ْ‬ ‫َ‬ ‫سفا‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫لك ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن إذا صفعْته‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫فا‬ ‫م قب ّ َ‬ ‫كا ُ‬ ‫ـ ُ‬ ‫اْلـ‬
‫ُ فليس ينطق‬
‫ن إذا شتمْته‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫حرفا‬
‫ن ظلما ً‬ ‫ن كم تري َ‬ ‫ه فلسطي ُ‬ ‫آ ٍ‬
‫وعسفا‬ ‫ذا‬
‫ك تزحف‬ ‫علي ِ‬ ‫ش‬
‫هذي جيو ُ‬
‫زحفا‬ ‫الرزايا‬
‫ّ‬ ‫مدّ الدخي ُ‬
‫ك المحطم ِ‬ ‫ـب ِ‬ ‫ل إلى‬
‫ظلفا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قْلـ‬ ‫َ‬
‫ل العوي َ‬
‫ل‬ ‫خا َ‬
‫عْزفا‬ ‫ة الُيتم ِ َ‬ ‫وأن ّ َ‬ ‫نشيدا ً‬
‫س‬
‫ة البؤ ِ‬ ‫حرق َ‬ ‫ب و ُ‬ ‫وشقوةَ الشع ِ‬
‫عْرفا‬ ‫َ‬ ‫عدا ً‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫صيدُ ها ْ ما بين سج ٍ‬ ‫ك ال ّ‬‫أبناؤ ِ‬
‫ومنفى‬ ‫هم‬
‫ً منهم يلقون‬
‫ن يريدون عدل‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫حتفا‬
‫مه ليس‬ ‫وظل ُ‬ ‫باتوا ضحايا‬
‫َيخفى‬ ‫ب‬‫انتدا ٍ‬
‫ع يطلب‬ ‫جمي َ‬ ‫ن ـ َ‬ ‫ما ذنُبهم غيَر أ ّ‬
‫حلفا« !‬ ‫ْ‬ ‫» ِ‬ ‫اْلـ‬
‫****‬

‫‪ - 1‬المصدر‪ :‬جريدة »مرآة الشرق« ‪ -‬القدس ‪.8/3/1930 -‬‬

‫‪72‬‬
‫‪1‬‬
‫موسم النبي موسى‬
‫]الرمل[‬
‫م‪ ،‬هل‬
‫أيها الموس ُ‬
‫ت سوى‬ ‫أن َ‬
‫د الذي‬
‫ة المج ِ‬
‫صور ِ‬
‫كان لنا ؟‬
‫قد مشى الدهُر عليه‬
‫وطوى‬
‫حفا ً ك ّ‬
‫ن سناءً وسنا‬ ‫ص ُ‬
‫ُ‬

‫****‬
‫م هل‬
‫أيها الموس ُ‬
‫ع‬
‫بين الجمو ْ‬
‫غيُر ترداِد صدى‬
‫ن؟‬
‫ر المبي ْ‬
‫النص ِ‬
‫ي‬
‫نح ّ‬
‫ح الدي ِ‬
‫أصل ُ‬
‫ع‬
‫في الربو ْ‬
‫ح فيها‬
‫ف الفت ِ‬
‫أم سيو ُ‬
‫ينجلين؟‬
‫م جهلوا‬‫أين قو ٌ‬
‫ع؟‬
‫معنى الخنو ْ‬
‫عسا ً‬
‫ء‪ ،‬ت َ ْ‬
‫ذهب البا ُ‬
‫للبنين‬

‫حّلق المجدُ بهم ثم‬


‫َ‬
‫هوى‬
‫وانثنى ينشدهم لما‬
‫انثنى‬
‫م‪ ،‬هل‬
‫أيها الموس ُ‬
‫ت سوى‬ ‫أن َ‬
‫د الذي‬
‫ة المج ِ‬
‫صور ِ‬
‫كان لنا؟‬

‫****‬
‫ب‬ ‫يا شوا َ‬
‫ظ الحر ِ‬
‫ترمي بشرْر‬
‫يترك الفاقَ في لون‬
‫الدم ِ‬
‫‪ - 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1930‬‬

‫‪73‬‬
‫ن‬ ‫ح ّ‬
‫طي َ‬ ‫يا لظى ِ‬
‫نشوى بالظفر‬
‫د‬
‫ن اخل ْ‬
‫ح الدي ِ‬
‫يا صل َ‬
‫وانعم‬
‫م‬
‫ك في التاريخ أّيا ٌ‬‫ل َ‬
‫غَرر‬‫ُ‬
‫ك ُِتب ْ‬
‫ت بالسيف ل‬
‫بالقلم‬

‫فرواها الدهُر فيما‬


‫قد روى‬
‫فاسمعوها واجعلوها‬
‫سننا‬
‫م هل‬
‫أيها الموس ُ‬
‫ت سوى‬ ‫أن َ‬
‫د الذي‬
‫ة المج ِ‬
‫صور ِ‬
‫كان لنا؟‬

‫****‬

‫‪74‬‬
‫‪1‬‬
‫الفدائي‬
‫]مجزوء الخفيف [‬
‫حه فوق‬ ‫رو ُ‬ ‫ل عن‬ ‫ل تس ْ‬
‫ه‬‫راحت ِ ْ‬ ‫ه‬‫سلمت ِ ْ‬
‫كفنا ً من‬
‫ه همومه‬ ‫دلت ْ ُ‬‫ب ّ‬
‫ُ ُ وسادته‬
‫ل‬‫ة بعدها هو ُ‬ ‫ب الساع َ‬ ‫يرق ُ‬
‫ساعته‬ ‫التي‬
‫ه‪ ،‬بإطراق‬ ‫ُ‬ ‫ل فكَر‬ ‫شاغ ٌ‬
‫هامته‬ ‫من يرا‬
‫يتل ّ‬ ‫بين جنبيه‬
‫ظى بغايته‬
‫ق‬
‫خاف ٌ‬
‫ت من‬ ‫ُ‬
‫رم ْ‬ ‫ة أض ِ‬ ‫من رأى فحم َ‬
‫شرارته‬ ‫الدجى‬
‫طََرفا ً من‬
‫ملْته جهن ّم‬ ‫ح ّ‬
‫ٌ رسالته‬

‫ه‬
‫والّردى من ُ‬ ‫ب‬‫هو بالبا ِ‬
‫ف‬
‫خائ ُ‬ ‫ف‬‫واق ُ‬
‫خجل ً من‬ ‫فاهدأي يا‬
‫جراءته‬ ‫ف‬
‫عواص ُ‬
‫****‬
‫لفظ الناَر‬ ‫ت لو‬‫صام ٌ‬
‫والدما‬ ‫َتكّلما‬
‫م‬‫خِلق الحز ُ‬ ‫قل لمن عاب ُ‬
‫أبكما‬ ‫ه‬
‫صمت َ ُ‬
‫ق‬
‫وأخو الحزم ِ ْ يدُهُ تسب ُ‬
‫الفما‬ ‫لم تزل‬
‫ق‬
‫ج الح ّ‬ ‫ل تلوموه‪ ،‬قد منه َ‬
‫مظلما‬ ‫ُ‬ ‫رأى‬
‫ركُنها قد‬ ‫وبلدا ً أحّبها‬

‫‪1‬عينت الحكومة المنتدبة يهوديا ً بريطاني الجنسية لوظيفة النائب العام في فلسطين‪ ،‬فأمعن في النكاية‬
‫والكيد للعرب بالقوانين التعسفية الجائرة التي كان )يطبخها( ولما ثقلت على العرب وطأته‪ ،‬كمن له‬
‫أحد الشبان المتحمسين في مدخل دار الحكومة في القدس‪ ،‬وأطلق النار عليه فجرحه )أحمد طوقان)‪.‬‬

‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬

‫‪75‬‬
‫دما‬ ‫ته ّ‬
‫ض‬
‫ت الر ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫وخصوما ً‬
‫سما‬‫وال ّ‬ ‫ببغيهم‬
‫س‪،‬‬
‫ه اليأ ُ‬‫ن‪ ،‬فكاد ـت ُل ُ ُ‬ ‫مّر حي ٌ‬
‫إّنما‬ ‫قـ‬‫يَ ْ‬

‫والّردى منه‬ ‫هو بالباب‬


‫ف‬ ‫خائ ُ‬ ‫ف‬
‫واق ُ‬
‫خجل ً من‬ ‫فاهدأي يا‬
‫ه‬
‫جراءت ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ف‬‫عواص ُ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫الثلثاء الحمراء‬
‫]الكامل[‬
‫مقدمة‬
‫ل‬
‫عرى الحبا ِ‬ ‫تب ُ‬ ‫وترّنح ْ‬ ‫مكَ‬‫ض نج ُ‬
‫لما َتعّر َ‬
‫س‬ ‫رؤو ُ‬ ‫س‬‫المنحو ُ‬
‫ل أكدُر‪ ،‬والنهاُر‬ ‫فاللي ُ‬ ‫ن وأعو َ‬
‫ل‬ ‫ناح الذا ُ‬
‫عبوس‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫الناقو ُ‬
‫ف‬‫وعواط ُ‬ ‫ف‬
‫ت تثوُر عواص ُ‬ ‫طفق ْ‬
‫ف‬‫أو خاط ُ‬ ‫ت حينا ً طائ ُ‬
‫ف‬ ‫والمو ُ‬
‫دهم في قلبها‬ ‫لير ّ‬ ‫ن‬
‫ي يمع ُ‬‫ل البد ّ‬ ‫والمعو ُ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬ ‫المتح ّ‬ ‫في الثرى‬
‫****‬
‫ل على العصور ودعا‪» :‬أمّر على الورى‬ ‫م أط ّ‬ ‫يو ٌ‬
‫ه؟«‬ ‫أمثالي َ ْ‬ ‫ه‬
‫الخالي َ ْ‬
‫ش‪ ،‬تلك‬ ‫لمحاكم التفتي ِ‬ ‫م‪» :‬أج ْ‬
‫ل أنا‬ ‫فأجابه يو ٌ‬
‫الباغيه‬ ‫ه‬
‫راوي ْ‬
‫وغرائبا‬ ‫ت عجائبا‬ ‫ولقد شهد ُ‬
‫ونوائبا‬ ‫ك مصائبا‬ ‫ن في َ‬ ‫لك ّ‬
‫ي وكم بها‬ ‫ل سوا َ‬ ‫ق أشباها ً لها في فاسأ ْ‬ ‫لم أل َ‬
‫ر«‬ ‫َ‬
‫منك ِ‬ ‫من ُ‬ ‫جورها‬ ‫َ‬
‫****‬
‫ض‬
‫خ بع ُ‬ ‫فأجاب‪ ،‬والتاري ُ‬
‫ه‬
‫ف بقيود ِ‬ ‫وإذا بيوم ٍ راس ٍ‬
‫ه‬
‫شهود ِ‬
‫ق من شاء كانوا مل َ‬
‫كه‬ ‫»انظْر إلى ِبيض الرقي ِ‬
‫‪ 1‬حاول اليهود في صيف ‪ 1929‬الخروج على التقاليد الثابتة المتعلقة بصلتهم في موقع )البراق(‪ ،‬فهاج العرب لنهم فطنوا إلى ما‬
‫يضمر اليهود من وراء هذه المحاولة من اعتداء على الماكن السلمية المقدسة ونشبت في القدس والخليل ويافا وصفد اضطرابات‬
‫دامية بين اليهود والعربٍقتل فيها من اليهود عدد كبير في مدينتي الخليل وصفد‪ .‬ثم ألقت السلطات البريطانية القبض على بعض الشبان‬
‫واتهمتهم بقتل اليهود وحوكموا‪ ،‬وصدرت أحكام العدام على الشهداء الثلثة وهم‪ :‬فؤاد حجازي من صفد‪ ،‬ومحمد جمجوم‪ ،‬وعطا الزير‬
‫من الخليل‪ ،‬رحمهم ال جميعًا )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪)1930‬‬

‫‪76‬‬
‫ه‬
‫بنقود ِ‬ ‫ه‬‫سود ِ‬‫و ُ‬
‫فتحّررا‬ ‫بشٌر ُيباع وُيشترى‬
‫ن‬
‫ومشى الزما ُ‬
‫فيما أرى‬
‫القهقرى‬
‫نادى على الحرار‪ :‬يا من‬ ‫ن منع‬ ‫م ْ‬‫ت َ‬‫فسمع ُ‬
‫يشتري«‬ ‫ه‬
‫ع ُ‬‫ق وبي َ‬ ‫الرقي َ‬
‫****‬
‫ب‬‫ة الوصا ِ‬ ‫ح من نشو ِ‬ ‫مَترن ّ ٍ‬ ‫ب ُ‬
‫وإذا بيوم ٍ حالك الجلبا ِ‬
‫في ُربى »عاليه« ضاع‬ ‫ل‪ ،‬دون ما‬ ‫ب‪» :‬ك ّ‬ ‫فأجا َ‬
‫شبابي‬ ‫ك ما بي أنا‬ ‫ب َ‬
‫أبكى دما‬ ‫فاح‪ 1‬ما‬ ‫ت للس ّ‬ ‫وشهد ُ‬
‫لكّنما‬ ‫ل له ما أظلما‬ ‫وي ٌ‬
‫م‬ ‫ت يو ُ‬‫ك أن َ‬ ‫ب لعل َ‬ ‫ك طالعا في فاذه ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ق مثل َ‬ ‫لم أل َ‬
‫ر«‬ ‫المحش ِ‬ ‫ة‬
‫روع ٍ‬
‫****‬
‫م« ُتنكرهُ الّليالي‬ ‫»اليو ُ‬
‫ن حائره‬ ‫ٍ‬ ‫بعي‬ ‫ترمقه‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫وتظ‬
‫ه‬
‫الغابر ْ‬
‫فأخ ّ‬ ‫عجبا ً لحكام القضا ِ‬
‫ء‬
‫ل ظلم ٍ سائره‬ ‫فها أمثا ُ‬
‫الجائره‬
‫ن يسيُر إلى الفناءْ بل رجاءْ‬ ‫وط ٌ‬
‫إل ّ الباءْ‬ ‫والداءُ ليس له دواءْ‬
‫ما‬
‫ت ول ّ‬ ‫س عليه َتم ْ‬ ‫نف ٌ‬ ‫ن‬
‫ة‪ ،‬إ ْ‬ ‫ن الباءَ مناع ٌ‬ ‫إ ّ‬
‫ر‬‫ُتقه ِ‬ ‫ل‬‫تشتم ْ‬
‫****‬
‫ل يرجو أن ُيبك َّر‬ ‫الك ّ‬
‫ه‬
‫و ُ‬‫ندعو له أل ُيكدَّر صف ُ‬ ‫‪2‬‬
‫ه‬
‫و ُ‬ ‫عف ُ‬
‫عاشت جللُته وعاش‬ ‫فه‬ ‫ن كان هذا عط ُ‬ ‫إ ْ‬
‫وه‬ ‫سم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫و ُ‬ ‫حن ّ‬ ‫و ُ‬
‫مل‬ ‫ُ‬
‫ج ِ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫صل‬ ‫مف ّ‬ ‫حمل البريدُ ُ‬
‫ول‬ ‫وَتس ّ‬ ‫سل‬ ‫ت َتو ّ‬ ‫هل ّ اكتفي َ‬
‫ذ الحياةَ عن الطريق‬ ‫ت في أخذ الكلم ِ فخ ِ‬ ‫والمو ُ‬
‫ر‬‫القص ِ‬ ‫ه‬
‫وردّ ِ‬
‫****‬
‫ل بين سطورنا‬ ‫والذّ ّ‬ ‫ضاق البريدُ وما تغي َّر‬
‫ل‬‫أشكا ُ‬ ‫حا ُ‬
‫ل‬
‫ة ‪ -‬يا حسرتا ‪-‬‬ ‫وكرام ٌ‬ ‫ح‬‫خسراُننا الروا ُ‬ ‫ُ‬
‫أسمال‬ ‫والموا ُ‬
‫ل‬

‫‪ 1‬المقصود‪ :‬جمال باشا السّفاح القائد التركي الذي أعدم كوكبة من شهداء سورية ولبنان تّمت محاكمتهم في بلدة »عاليه« اللبنانية‪.‬‬
‫‪ 2‬الضمير يعود إلى المندوب السامي البريطاني في فلسطين وقد ألحت الهيئات السياسية العربية عليه ليصدر العفو فلم يفعل )أحمد‬
‫طوقان(‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ن؟‬ ‫َ‬
‫ماذا يكو ْ‬ ‫ن‬
‫و ُتبصرون وتسألو ْ‬ ‫أ َ‬
‫ن‬
‫ل الجنو ْ‬ ‫مث ُ‬ ‫ن‬
‫ع له فنو ْ‬ ‫ن الخدا َ‬ ‫إ ّ‬
‫ن لم‬ ‫ة من أعي ٍ‬ ‫ة مخلوق ً‬ ‫س الذليل ُ‬ ‫هيهات‪ ،‬فالنف ُ‬
‫ر!‬ ‫ص ِ‬ ‫ُتب ِ‬ ‫ت‬ ‫لو غد ْ‬
‫****‬
‫ك صوُته أن‬ ‫أّنى لشا ٍ‬
‫عه أن َينفعا؟‬ ‫ك دم ُ‬ ‫أّنى لبا ٍ‬ ‫معا؟‬ ‫ُيس َ‬
‫وأتى الرجاءُ قلوَبهم‬ ‫ءنا‬ ‫س رجا َ‬ ‫صخٌر أح ّ‬
‫طعا‬ ‫فتق ّ‬ ‫دعا‬ ‫فتص ّ‬
‫ع يفوْر‬ ‫ل تعجبوا‪ ،‬فمن الصخوْر نب ٌ‬
‫بل شعوْر‬ ‫ب كالقبوْر‬ ‫ولهم قلو ٌ‬
‫س يوما ً رجاءً‬ ‫»ل تلتم ْ‬
‫ر«‬‫ِ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫يش‬ ‫لم‬ ‫ته‬ ‫َ‬ ‫فوجد‬ ‫ته‬ ‫َ‬ ‫رب‬ ‫ّ‬ ‫ج‬
‫ن‬‫عند م ْ‬
‫الساعات الثلث‬
‫الساعة الولى‬
‫ه‬
‫ل لي بالسبقي ّ ْ‬ ‫ه الفض ُ‬ ‫س البي ّ ْ‬ ‫ة النف ِ‬ ‫أنا ساع ُ‬
‫ث‪ ،‬كّلها رمُز الحمّيه‬ ‫ٍ‬ ‫ت َثل‬ ‫أنا ِبكُر ساعا ٍ‬
‫أثرا جليل ً في القضّيه‬ ‫ً‬ ‫ن لي‬ ‫ةإ ّ‬ ‫ت القضي ّ ِ‬ ‫بن ُ‬
‫‪1‬‬
‫ح الزاعبّيه‬ ‫ة‪ ،‬والرما ِ‬ ‫ف المشرفّيـ ـ ِ‬ ‫أثَر السيو ِ‬
‫ح الوفّيه‬ ‫ة الرو ِ‬ ‫ة‪ ،‬نفح َ‬ ‫مهج الشبيـ ـب ِ‬ ‫ت‪ ،‬في ُ‬ ‫أودع ُ‬
‫س المنّيه‬ ‫عدى كأ َ‬ ‫َيسقي ال ِ‬ ‫ل بدّ من يوم ٍ لهم‬
‫عدُ من جوانحه زكّيه‬ ‫صـ ـ َ‬ ‫د« ت َ ْ‬ ‫قسما ً بروح »فؤا َ‬
‫ل جن َّتها العلّيه‬ ‫فتح ّ‬ ‫ة‬ ‫تأتي السماءَ حفي ّ ً‬
‫ة رضّيه‬ ‫ِد بغير تضحي ٍ‬ ‫خلو‬ ‫ة ال ُ‬ ‫ما نال مرتب َ‬
‫ت ضحّيه‬ ‫ل بلدها ذهب ْ‬ ‫سبيـ ـ ِ‬ ‫س في َ‬ ‫ت نفو ٌ‬ ‫عاش ْ‬
‫الساعة الثانية‬
‫د‬
‫س الشدي ِ‬ ‫ة البأ ِ‬ ‫د أنا ساع ُ‬ ‫ة الرجل العتي ِ‬ ‫أنا ساع ُ‬
‫ل مجيد‬ ‫ل ذي فع ٍ‬ ‫فك ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت الـ ُ‬ ‫ة المو ِ‬ ‫أنا ساع ُ‬
‫‪2‬‬
‫رمزا لتحطيم القيود‬ ‫ً‬ ‫ه‬
‫م قيدَ ُ‬ ‫ّ‬
‫بطلي ُيحط ُ‬
‫قها إلى شرف الخلود‬ ‫سـ ـب َ‬ ‫َ‬
‫ن قبلي ل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫زاحم ُ‬
‫ب‪ ،‬شرارةَ العزم ِ الوطيد‬ ‫شبا ِ‬ ‫مهج ال ّ‬ ‫ت‪ ،‬في ُ‬ ‫وقدح ُ‬
‫ن ُيخدَّر بالعهود‬ ‫ِد‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ع بالوعو‬ ‫هيهات ُيخدَ ُ‬
‫و الورود‬ ‫د«‪ :‬تلقى الردى حل َ‬ ‫م ٍ‬ ‫قسما ً بروح »مح ّ‬
‫هي تهتف بالنشيد‬ ‫و ْ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ْ تِ َ‬ ‫مو‬ ‫ك عند َ‬ ‫م َ‬ ‫قسما ً بأ ّ‬
‫ن البعيد‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وترى العزاءَ عن ابنها في صيته ال َ‬
‫ل من أجر الشهيد‬ ‫دَ أج ّ‬ ‫من خدم الِبل‬ ‫ما نال َ‬
‫الساعة الثالثة‬
‫‪ 1‬رماح منسوبة إلى زاعب )رجل أو بلد)‪ ( ،‬لسان العرب)‬
‫‪ُ 2‬نّفذ حكم العدام بالبطال الثلثة في ثلث ساعات متوالية‪ ،‬فكان أولهم فؤاد حجازي‪ ،‬وثانيهم محمد جمجوم‪ ،‬وثالثهم عطا الزير‪ .‬وكان المقرر رسمياً‬
‫طم قيده وزاحم رفيقه على الدور حتى فاز ببغيته )أحمد طوقان)‬
‫أن يكون الشهيد عطا ثانيهم ولكن جمجومًا ح ّ‬

‫‪78‬‬
‫ر‬
‫ب الكبي ِ‬ ‫ة القل ِ‬ ‫ر أنا ساع ُ‬ ‫ل الصبو ِ‬ ‫ة الرج ِ‬ ‫أنا ساع ُ‬
‫ة‪ ،‬في الخطير من‬ ‫يَ ِ‬
‫ت إلى الّنها‬ ‫رمُز الثبا ِ‬
‫المور‬
‫م الصخور‬ ‫ص ّ‬ ‫ت من ُ‬ ‫ء المو ِ‬ ‫ِ‬ ‫بطلي أشدّ على لقا‬
‫ت في سرور‬ ‫ب لمو ٍ‬ ‫فاعج ْ‬ ‫ب الردى‬ ‫ن يرتق ُ‬ ‫جذل ُ‬
‫ن« في يوم النشور‬ ‫في ِ‬ ‫ب اْلـ ـك َ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫مخ ّ‬ ‫ه» ُ‬ ‫يلقى الل َ‬
‫ب على‬ ‫صبُر الشبا ِ‬
‫ب‪ ،‬وديعتي ملءَ الصدور‬ ‫ِ‬ ‫المصا‬
‫مستطير‬ ‫شّر يوم ٍ ُ‬ ‫ِد ب َ‬ ‫ت أعداءَ الِبل‬ ‫أنذر ُ‬
‫ك القدير‬ ‫مل ِ ِ‬‫ة الـ َ‬ ‫ء«‪ ،‬وجن ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك يا »عطا‬ ‫قسما ً بروح َ‬
‫ث بالدمع الغزير‬ ‫ـكي اللي َ‬ ‫ل ت َْبـ‬‫ك الشبا ِ‬ ‫ر َ‬ ‫صغا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ر جسور‬ ‫دى غيُر صّبا ٍ‬ ‫َ‬ ‫د‬
‫ف ْ‬‫ن الم َ‬ ‫ما أنقذ الوط َ‬
‫الخاتمة‬
‫البطال الثلثة‬
‫حهم في جّنة‬ ‫أروا ُ‬ ‫دهم في تربة‬ ‫أجسا ُ‬
‫ن‬‫الرضوا ِ‬ ‫ن‬‫الوطا ِ‬
‫و‬
‫ض العف ِ‬ ‫وهناك في ُ‬ ‫وهناك ل شكوى من‬
‫والغفران‬ ‫ن‬ ‫الطغيا ِ‬
‫ه‬
‫ه هو الل ْ‬ ‫ج عفوا ً من ســوا ْ‬ ‫ل تر ُ‬
‫ه‬
‫ل جا ْ‬ ‫ه ك ّ‬ ‫ت يـدا ْ‬ ‫وهو الذي ملك ْ‬
‫جبروُتهم في ب َّرهــم‬ ‫ه فوق الذيــن‬ ‫جبروت ُ ُ‬
‫ر‬
‫ح ِ‬ ‫والب ْ ُ‬ ‫م‬‫يغـّرهــ ْ‬
‫****‬

‫‪79‬‬
‫‪1‬‬
‫قصيدة بل عنوان‬
‫] الخفيف [‬
‫ة إثَر كلفوا »الخاطَر‬‫ّ‬ ‫ة إث َْر لجن ٍ‬ ‫لـجن ٌ‬ ‫َ‬
‫هدَْنه‬‫م« ب ُ‬ ‫الكري َ‬ ‫ه‬‫َلـجن َ ْ‬
‫ي‬
‫ن َتلي وأخرى هكذا ُيبدع السياس ّ‬ ‫ولجا ٌ‬
‫فّنه‬ ‫ُتوّلي‬
‫ع أن َ‬ ‫سُبنا من خصالهم‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫مهنه‬‫ك ِ‬ ‫خدا ُ‬‫أيهذا ال ِ‬
‫ن عرفنا‬ ‫أ ْ‬
‫ر‪ ،‬كالخير يأتي‬ ‫نا ً بخي ٍ‬ ‫ه‬
‫غيَر أن المكرو َ‬
‫بمحنه‬ ‫ك أحيا‬ ‫يأتي َ‬
‫ق‬
‫ك‪ ،‬حتى تسو َ‬ ‫فـ ّ‬ ‫ح ـ َ‬
‫مثلما تقصف الريا ُ‬
‫مْزنه‬‫للجدب ُ‬ ‫ول ت َْنـ‬
‫مرحبا ً بالوفود شكرا ً جمعْتهم خطوُبنا‬
‫المرجحّنه‬ ‫لقوم ٍ‬
‫ر إل‬ ‫ب بعد طول العما ِ‬ ‫نحن لول الخطو ُ‬
‫الجّنه‬ ‫ما جمعْتنا‬
‫****‬

‫قصيدة بل عنوان‬
‫‪2‬‬
‫]المجتث[‬
‫د«‪ِ 3‬‬
‫سْر‬ ‫يا »وف ُ‬
‫ن‬
‫بأما ٍ‬
‫د« ل‬
‫يا »وف ُ‬
‫جْلفا‬
‫ج ِ‬
‫تر ُ‬
‫ج ذلي ٌ‬
‫ل‬ ‫فك ّ‬
‫ل را ٍ‬
‫ولو جنى‬
‫القو َ‬
‫ل ألفا‬
‫د‬ ‫ق ْ‬
‫ل‪ :‬ذلك العه ُ‬
‫وّلى‬
‫م‬
‫وأننا اليو َ‬
‫كفا‬‫أَ ْ‬
‫ى‬
‫كم من فت ً‬
‫عْز‬
‫طلب ال ِ‬
‫ـَز في الحياة‬

‫‪ 1‬المقطوعة بدون عنوان‪ ،‬وقد ألقاها الشاعر في الحفلة الكبرى التي أقامتها الجمعية السلمية المسيحية في رام ال لوفود الدول العربّية‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬جريدة »فلسطين« ‪ -‬يافا ‪.20/7/1930 -‬‬
‫‪ - 2‬المصدر‪» :‬إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته« ‪ -‬البدوي الملثم )‪.(1930‬‬
‫‪ 3‬يخاطب الوفد الفلسطيني الذي سافر إلى لندن في ‪ 21/3/1930‬للتباحث في القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫فو ّ‬
‫فى‬
‫ما رأى‬
‫لـ ّ‬
‫ش ذُل ً‬
‫العي َ‬
‫ق‬
‫أبى وعان َ‬
‫سْيفا‬
‫َ‬
‫قضى شهيدا ً‬
‫عزيزا ً‬
‫وفي‬
‫الفراديس‬
‫أغفى‬
‫فيها الملئ ُ‬
‫ك‬
‫ُتزجى‬
‫فا ً‬
‫ص ّ‬
‫إليه َ‬
‫فص ّ‬
‫فا‬
‫هو‬
‫و ْ‬
‫فه َ‬ ‫تح ّ‬
‫بالن ّْبـ‬
‫ة‬
‫ل والكرام ِ‬‫ـ ِ‬
‫ح ّ‬
‫فا‬ ‫َ‬
‫د إلى‬
‫م الشهي ِ‬
‫د ُ‬
‫سـ‬
‫ال ْ‬
‫ف‬
‫ل أشر ُ‬ ‫ـت ِ ْ‬
‫قل ِ‬
‫ُزلفى !‬
‫‪1‬‬
‫تحية مصر‬
‫]البسيط[‬
‫ن‬
‫ك يا مصَر الفراعي ِ‬
‫ةل ِ‬‫تحي ّ ً‬
‫ي‬
‫ر من ح ّ‬ ‫ذوي المآث ِ‬
‫ن‬‫ومدفو ِ‬
‫ب‬
‫ة الدا ِ‬
‫ولم تزل دوح ُ‬
‫ة‬
‫وارف ً‬
‫ك خضراءَ‬
‫على جوار ِ‬
‫الفانين‬
‫ك يا مصُر إيمائي‬
‫إلي ِ‬
‫مل َْتفتي‬
‫و ُ‬
‫ك الغّراء‬
‫ونوُر نهضت ِ‬
‫يهديني‬
‫ك ما‬ ‫ولي أواصُر ُ‬
‫قربى في ِ‬
‫‪1‬‬
‫أقام شبان الجامعة الميركية المصريون حفلة في فندق )الفيريو( ترحيبًا بقدوم فرقة الجامعة المصرية الرياضية‪ ،‬وقد حضر الحفلة عدد كبير بينهم‬
‫سعادة قنصل مصر في بيروت ورئيس الجامعة الميركية ورؤساء دوائرها المختلفة والدكتور محجوب ثابت وغيرهم من السيدات والسادة‪ .‬وقد ألقى‬
‫في هذه الحفلة حضرة الستاذ إبراهيم أفندي طوقان القصيدة التية‪ ،‬وقد طوى كلمات الترحيب فيها على شيء من العتاب‪) .‬جريدة »البرق«(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬جريدة »البرق« ‪ -‬بيروت ‪.24/2/1931-‬‬

‫‪81‬‬
‫ت‬
‫برح ْ‬
‫ق‬
‫ت توثي ٍ‬
‫لما مضى ذا ُ‬
‫وتمكين‬
‫ك‬
‫ة« عساها عن ِ‬ ‫ش ّ‬
‫قوا »القنا َ‬
‫ُتبعدني‬
‫جسٌر‬
‫أّنى‪ ،‬ومن لغتي ِ‬
‫سُيدنيني‬
‫ة‬
‫ن مصُر راغب ٌ‬ ‫ُ‬
‫ب مصَر ولك ْ‬
‫أح ّ‬
‫ن‬
‫عني فُتعرض من حي ٍ‬
‫إلى حين‬
‫مًا‪ ،‬فقد‬
‫ته ّ‬
‫ت‪ ،‬ل بك ْ‬
‫وإن بك ْ‬
‫ت‬
‫علم ْ‬
‫م‬
‫ن ذاك اله ّ‬
‫تأ ّ‬
‫وأيقن ْ‬
‫ُيبكيني‬
‫ه‬ ‫ر تد ّ‬
‫لب ِ‬ ‫ج ٍ‬
‫ه ْ‬
‫ت على َ‬
‫وما عتب ُ‬
‫إن الدلل ُيمّنيني‬
‫وُيغريني‬
‫ت على ودّ أخاف‬
‫ن جزع ُ‬
‫لك ْ‬
‫إذا‬
‫خل ّ‬
‫فقدُته لم أجد ِ‬
‫ُيواسيني‬
‫م‬ ‫في أصدقائي ُأعّزي إن ُ‬
‫ه ُ‬
‫هلكوا‬
‫وفي الصداقات ما لي‬
‫من ُيعّزيني‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫ر‬ ‫قالوا شفاؤ َ‬
‫ك في مص ٍ‬
‫وقد يئسوا‬
‫سقامي من‬‫مني وأعيا َ‬
‫يداويني‬
‫خّلفُتها بلدةً‪» 2‬يعقو ُ‬
‫ب«‬
‫فها‬‫خل ّ َ‬
‫هو‬
‫ف ْ‬ ‫شوقا ً ليوس َ‬
‫ف قبلي َ‬
‫يحكيني‬
‫ُتقّلني من بنات النا ِ‬
‫‪3‬‬
‫ر‬
‫ة‬
‫زافر ٌ‬
‫ت َك ْت َّنني وهجيُر »الّتيه«‬
‫‪ 1‬في شهر تموز ‪ 1922‬كان الشاعر في مصر يستشفي‪.‬‬
‫‪ 2‬المقصود بلدة نابلس‪.‬‬
‫‪ 3‬بنات النار‪ :‬القطار‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫يصليني‬
‫سنن الفولِذ‬
‫تمضي على َ‬
‫ة‬
‫جامح ً‬
‫ق ُتزجيها‬
‫وجذوةُ الشو ِ‬
‫وتزجيني‬
‫ت‬
‫ي جّنا ُ‬
‫تل َ‬
‫حتى سم ْ‬
‫ل على‬
‫النخي ِ‬
‫ء‬ ‫م ّ‬
‫طرِد النعما ِ‬ ‫ف ُ‬
‫ضفا ِ‬
‫ميمون‬
‫ت مصَر وظّني أنها‬
‫هبط ُ‬
‫ت‬
‫رقد ْ‬
‫ة من ليلها‬ ‫في ظ ّ‬
‫ل أجنح ٍ‬
‫جون‬‫ُ‬
‫دعا ً‬
‫منص ِ‬ ‫ن اللي َ‬
‫ل ُ‬ ‫كأنها وكأ ّ‬
‫ر غيُر‬
‫بنورها سّر صد ٍ‬
‫مكنون‬
‫مساء‬ ‫َ‬
‫ة« في ال ْ‬
‫و»الزبكي ّ ُ‬
‫ة‬
‫راقص ٌ‬
‫ل من شّتى‬‫لها غلئ ُ‬
‫الرياحين‬
‫ت في‬
‫وُر ذو لحظا ٍ‬
‫والن ّ ْ‬
‫خمائلها‬
‫د‬
‫ه ِ‬
‫كأنها لحظات الن ّ ّ‬
‫عين‬ ‫ال ِ‬
‫س ْ‬
‫قم أخشاه‬ ‫ما لي ولل ّ‬
‫وأسأل عن‬
‫‪1‬‬
‫ن«‬
‫طبيبه »وعمادُ الدي ِ‬
‫يشفيني‬
‫ت بي‬
‫لو أنشب المو ُ‬
‫أظفاَره لكفى‬
‫م أن تشدو‬ ‫ُ‬
‫م كلثو َ‬
‫بأ ّ‬
‫فُتحييني‬
‫ة‬
‫مق ٌ‬
‫من ّ‬
‫ن ُ‬
‫هذا‪ ،‬ومصُر بساتي ٌ‬
‫ر‬
‫ض أزها ِ‬
‫»شباُبها« بع ُ‬
‫البساتين‬
‫جدّ ومن‬
‫ن من ِ‬
‫خاضوا ميادي َ‬
‫ب‬
‫لع ٍ‬
‫ق في ك ّ‬
‫ل‬ ‫فأحرزوا السب َ‬
‫الميادين‬

‫‪ 1‬شارع عماد الدين هو شارع الفنون الجميلة‪.‬‬

‫‪83‬‬
****

84
‫‪1‬‬
‫الرض تشتريكم من الضيم‬

‫]الخفيف[‬
‫د‬
‫غْندي« عسى ُيفي ُ‬ ‫ل» َ‬ ‫مث ُ‬
‫م‬
‫حّبذا لو يصوم منا زعي ٌ‬
‫ه‬‫م ْ‬
‫صيا ُ‬
‫‪2‬‬
‫م لول‬ ‫ن ‪ ،‬يموت الزعي ُ‬‫ـ َ‬ ‫م عن طعامه‪ ..‬في‬ ‫ص ْ‬ ‫ل يَ ُ‬
‫طعامه‬ ‫سطيـ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫م عن مبيعه الر َ‬ ‫ليص ْ‬
‫ح فيها عظامه‬ ‫ة تستري ُ‬ ‫بقع ً‬ ‫يحف ْ‬
‫ظ‬
‫ص على‬ ‫ه في حري ٍ‬ ‫ك الل ُ‬ ‫بار َ‬
‫هى إليها اهتمامه‬ ‫ر ُين َ‬ ‫ٍ‬ ‫غيو‬ ‫ض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الْر‬
‫ل الحمى وِدعامه‬ ‫م معق ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫و ُ‬ ‫‪3‬‬
‫ء‬
‫ل سو ٍ‬ ‫هم حماةُ البلِد من ك ّ‬
‫مه‬ ‫لجهاٍد منصورةٌ أعل ُ‬ ‫فوا‬‫ص ّ‬ ‫يو َ‬ ‫ج القو ّ‬ ‫نهجوا منه َ‬
‫****‬
‫ر‬
‫لم يجاوز حدّ السطو ِ‬ ‫ج«‬ ‫ف »احتجا ٌ‬ ‫إنما عدّةُ الضعي ِ‬
‫احتدامه‬
‫مه‬ ‫ه أحــل ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ف سل ُ‬ ‫عن ضعي ٍ‬ ‫ث‬‫حْلم‪ 4‬فحدّ ْ‬ ‫بو ُ‬ ‫ل يوم ٍ حز ٌ‬ ‫ك ّ‬
‫ض‬‫ل ل يفي ُ‬ ‫بسوى القو ِ‬ ‫ن‬
‫ب ولك ْ‬ ‫ص ّ‬
‫م بالبلد َ‬ ‫مغَر ٌ‬ ‫ُ‬
‫غرامـه‬
‫ل‬ ‫فعا ِ‬ ‫ع عند ال َ‬ ‫ٌر‪ ،‬سري ٌ‬ ‫ن عل المنابَر‪ ،‬ك َّرا‬ ‫لإ ْ‬ ‫بط ٌ‬
‫انهزامـه!‬
‫‪5‬‬
‫ي هذا مقامـه‬ ‫ح‪ ،‬إن الب ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫صا‬‫زروا القائمين بالعمل ال ّ‬ ‫آ ِ‬
‫‪6‬‬ ‫ض‬
‫آزروهم بالمال فالر ُ‬
‫قوامه‬ ‫ق« لمالكم‪ ،‬بل ِ‬ ‫ٌ‬
‫صْندو‬ ‫» ُ‬
‫‪7‬‬
‫شتريكم من‬ ‫ض تَ ْ‬‫اشتروا الر َ‬
‫ودّةٌ أّيامـه‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬‫ت ُ‬ ‫م‪ ،‬وآ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬
‫ضْيـ‬ ‫ال ّ‬
‫****‬

‫‪ 1‬تّيست فلبيت دعوة جريدة »فلسطين« للمعاضدة بقصيدة‪ ،‬وأقسم بال والرسول والملئكة أجمعين إنني لو علمت أن النتيجة ستكون‬
‫برهانًا على موت أهل فلسطين ما حركت قلمي« من رسالة الشاعر إلى د‪.‬عمر فروخ تعليقًا على القصيدة )من كتاب ‪» :‬شاعران‬
‫معاصران«(‪.‬‬
‫‪ 2‬وفي سوريا ولبنان« تعليق للشاعر )من كتاب ‪» :‬شاعران معاصران«(‪.‬‬
‫‪ 3‬هنا التياسة« تعليق للشاعر )من كتاب ‪» :‬شاعران معاصران«(‪.‬‬
‫‪ 4‬عزة دروزة وأشياعه قاموا حديثًا بتشكيل حزب يسمى ‪» :‬حزب الستقلل« تعليق للشاعر )من كتاب ‪» :‬شاعران معاصران«(‪.‬‬
‫‪ 5‬الشارة إلى الذين قاموا بمشروع )صندوق المة( وكانت غايته إنقاذ الراضي في فلسطين )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 6‬تشتريكم يجب أن تكون تشتركم‪ ،‬ولكنها لم تقع إل هكذا‪ ...‬إن تشتركم غير جميلة‪ ،‬ولكن هذا عذر فقط« تعليق للشاعر )من كتاب ‪:‬‬
‫»شاعران معاصران«(‪.‬‬
‫‪ 7‬في الشطر الثاني من البيت خلل في الوزن‪ - .‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬

‫‪85‬‬
‫‪1‬‬
‫يا رجال البلد‬
‫]الخفيف[‬
‫ة بحماها‬ ‫حّر مفجوع ٍ‬ ‫س ُ‬ ‫ب عراها نف ُ‬ ‫ل تبالي بألف خط ٍ‬
‫ت‬ ‫ظها‪ ،‬وأخف ْ‬ ‫ت غي َ‬ ‫كظم ْ‬ ‫ظ والسى‬ ‫فها الغي ُ‬ ‫ش ّ‬
‫أساها‬ ‫وتراها‬
‫س غرَبها فثناها‬ ‫ل دموعي ملك اليأ ُ‬ ‫ت تسي ُ‬ ‫كّلما أوشك ْ‬
‫من بكاها‬ ‫تم ّ‬ ‫ت ضحك ُ‬ ‫ت دموعا ً كاذبا ٍ‬ ‫ل تلمني‪ ،‬فكم رأي ُ‬
‫ض بائعوها‬ ‫قد سقى الر َ‬
‫لعنْتهم سهوُلها وُرباها‬
‫بكاءً‬
‫ن«‪ ،‬ل يّتقون فيـه الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ى بعصبة »دَل ّ لي َ‬ ‫مْبتل ً‬ ‫وطني ُ‬
‫سداها‬ ‫ل والرياءُ َ‬ ‫وها الذ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫عّزا ولك ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ب ُتريك ِ‬ ‫في ثيا ٍ‬
‫ة تغشاها‬ ‫ة ليس َتندى بجلوٍد مدبوغ ٍ‬ ‫ه صفيق ٍ‬ ‫ووجو ٍ‬
‫ت قلوُبهم موتاها‬ ‫مظلما ٌ‬ ‫ن قبوٌر‬ ‫ر كأنه ّ‬ ‫وصدو ٍ‬
‫سبوا في الرجال‪ ،‬هل‬ ‫ح ِ‬ ‫ُ‬
‫م إل لمثلهم أشـباها‪..‬؟‬ ‫ـعا ُ‬ ‫َ‬
‫ت الْنـ‬ ‫ِ‬ ‫كان‬
‫****‬
‫ُ‬
‫م ودهاها‪.‬؟‬ ‫ة‪ ،‬ماذا دهاك ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ل البلِد يا قادةَ ال ْ‬ ‫يا رجا َ‬
‫ل‪ُ ،‬يحيي من النفوس‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ة غيُر هذا ـ َ‬ ‫هل لديكم سياس ٌ‬
‫قواها ؟‬ ‫ُ‬ ‫اْلـ‬
‫ع‬
‫ن المسام َ‬ ‫ت اللس ُ‬ ‫صك ّ ِ‬
‫ت من ضجيجكم ما كفاها‬ ‫لقي ْ‬ ‫حتى‬
‫م أفضاَلـكم فهاتوا سواها‬ ‫قـ ـل ُ‬ ‫س والمنابُر وال ْ‬ ‫عرف النا ُ‬
‫دواها‬ ‫ب بحالنا و َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬ط ّ‬ ‫غ ‪ -‬بحمد الـ ــل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع بلي ٌ‬ ‫كّلكم بار ٌ‬
‫ب‬‫غيَر أن المريض يرق ُ‬
‫ة التي ل يراها‬ ‫هذه الجرع َ‬
‫منكم‬
‫ن مع‬ ‫وا ّ‬ ‫َ‬
‫كان أولى بكم ل َ‬
‫عقباها‬ ‫فعال ً محمودةً ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ال َ‬
‫و‬
‫ق ْ‬
‫ح شذاها‬ ‫ل‪ ،‬أزاهيُر ل يفو ُ‬ ‫عـ ـ ُ‬ ‫ف ْ‬‫ل ل يؤّيده ال ِ‬ ‫ل القو ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫َ‬
‫م‪:‬‬
‫هو كالدوحة العقي ِ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫جناها‬ ‫جى َ‬ ‫واخضراٌر ول ُير ّ‬ ‫ظل ٌ‬
‫ل‬
‫****‬
‫ساوموه الدنيا بها فأباها‬ ‫مخِلصا ً لبلٍد‬ ‫ه ُ‬ ‫رحم الل ُ‬
‫لباهُ وقال أفدي ثراها‬ ‫ن ثراها‬ ‫وهُ بالت ّْبر وز َ‬ ‫لو أت َ ْ‬
‫ن كراها‬ ‫ع العيو َ‬ ‫م ل ينف ُ‬ ‫يو َ‬ ‫م فهذا‪:‬‬ ‫انفروا أيها النيا ُ‬
‫ت إليها المث ّ‬
‫م المقات ُ‬
‫ل‬ ‫ت منك ُ‬ ‫شف ْ‬ ‫كُ ِ‬
‫ت قناها‬ ‫قفا ُ‬ ‫ْ دَ ْ‬ ‫وامَتد‬
‫عّز تاها‬ ‫ن رحيما‪ ،‬هيهات من َ‬ ‫ً‬ ‫ي متى كا‬ ‫ن القو ّ‬
‫َ‬ ‫ن َّبئوني ع ِ‬
‫ه عّزةً وبطشا ً وجاها‬ ‫ي حتى ُيلقي مثل َ ُ‬ ‫ن القو ّ‬ ‫ل يلي ُ‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬

‫‪86‬‬
‫ب أرهقْتها ول يثوُر فتاها‬
‫ة دهْتها خطو ٌ‬
‫م ٌ‬
‫تأ ّ‬
‫ل سم ْ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫الشهيد‬
‫]مجزوء الخفيف[‬
‫وطغى الهو ُ‬
‫ل‬ ‫ب‬
‫عبس الخط ُ‬
‫م‬
‫فاقتح ْ‬ ‫م‬
‫فابتس ْ‬
‫ب‬
‫ت القل ِ‬
‫ثاب َ‬ ‫ش‬ ‫َ‬
‫رابط الجأ ِ‬
‫والقدم‬ ‫والّنهى‬
‫ل الذى‬‫لم ُيبا ِ‬
‫ي َث ِْنه طار ُ‬
‫ئ اللم‬
‫ولم‬
‫ت دونها‬ ‫ع همة وجم ْ‬
‫ّ ٍ‬ ‫و ُ‬ ‫سه ط ْ‬ ‫نف ُ‬
‫همم‬ ‫ال ِ‬
‫بالعاصير‬ ‫تلتقي في‬
‫حمم‬ ‫وال ُ‬ ‫مزاجها‬
‫م إلى الراسخ‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫ع الهائ َ‬ ‫تجم ُ‬
‫الشم‬ ‫م‬‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ال ِ‬
‫ء‪ ،‬ومن جوهر‬ ‫ِ‬ ‫هي من عنصر‬ ‫و ْ‬‫َ‬
‫الكرم‬ ‫الفدا‬
‫حها حرر ا ُ‬
‫لمم‬ ‫ة لف ُ‬ ‫ق جذو ٌ‬
‫ّ َ‬ ‫ومن الح ّ‬
‫د‬
‫خل َ‬‫ْ‬ ‫يطُرقُ ال ُ‬ ‫ساَر في منهج‬
‫منزل‬ ‫عل‬ ‫ال ُ‬
‫دل‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬‫ناله أ ْ‬ ‫مكّبل‬ ‫ل يبالي‪ُ ،‬‬
‫ن بما‬ ‫هو ره ٌ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫عزم‬
‫****‬
‫هو بالسجن‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬ ‫رّبما غاله الّردى‬
‫هن‬ ‫َ‬ ‫مرت‬ ‫ُ‬
‫ب ول‬ ‫من حبي ٍ‬
‫س َ‬ ‫ة‬
‫ع بدمع ٍ‬ ‫لم ُيشي ّ ْ‬
‫كن‬ ‫َ‬
‫ب سليبا ً من‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ج الّترا‬ ‫ر َ‬‫ُرّبما أد ِ‬
‫الكفن‬
‫ه أ َم ِ ال ُ‬ ‫ت تدري‪:‬‬ ‫لس َ‬
‫قنن‬ ‫غّيبت ْ ُ‬ ‫حها‬ ‫بطا ُ‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1934‬‬

‫‪87‬‬
‫مه في فم‬ ‫ل أين جسمه واس ُ‬ ‫ل تق ْ‬
‫ُ ُ الزمن‬
‫لح في غيهب‬
‫ب الهدى‬ ‫إنه كوك ُ‬
‫المحن‬
‫ف‬
‫ن‪ ،‬فما تعر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل النوَر في‬ ‫َأرس َ‬
‫الوسن‬ ‫العيو‬
‫ف‬ ‫ب‪ ،‬فما تعر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ورمى الناَر في‬
‫غن‬ ‫ض َ‬
‫ال ّ‬ ‫القلو‬
‫قِبل‬‫م ْ‬‫ت ُ‬
‫ردُ المو َ‬ ‫يَ ِ‬ ‫ّ‬
‫ه َتهلل‬ ‫ي وج ٍ‬ ‫أ ّ‬
‫شدُ المل‬ ‫سل لحَنه ي ُن ْ ِ‬ ‫مر ِ‬
‫ح ُ‬ ‫عد الّرو َ‬ ‫ص ّ‬
‫ن‬
‫أنا لله والوط ْ‬ ‫ّ‬
‫****‬

‫إلى الحـرار ‪1‬إبراهيم طوقان‬


‫]البسيط[‬
‫ع‬‫م توقي ِ‬
‫غطاءها يو َ‬ ‫أحراَرنا! قد كشفتم عن‬
‫ت‬
‫الكفال ِ‬ ‫»بطولتكم«‬
‫كما علمنا‪ ،‬وأبطا ُ‬
‫ل‬
‫ة‬
‫مق ٍ‬
‫من ّ‬
‫ت ُ‬ ‫أنتم رجا ُ‬
‫ل خطابا ٍ‬
‫»احتجاجات«‬
‫ة« وسكرتم‬ ‫»مشروع ٍ‬ ‫وقد شبعتم ظهورا ً في‬
‫بالهتافات‬ ‫ة‬‫مظاهر ٍ‬
‫ُ‬
‫ذا لرتعتم‬‫فيها‪ ،‬إ ً‬ ‫ضكم‬
‫ح بع ُ‬‫ولو ًأصيب بجر ٍ‬
‫بالحفاوات‬ ‫خطأ‬
‫ه كانت في‬ ‫ة الل ِ‬
‫بل حكم ُ‬
‫ل للشهادات‬
‫لنكم غيُر أه ٍ‬ ‫سلمتكم‬

‫ق فلستم من‬ ‫خّلوا الطري َ‬


‫َ‬ ‫ظ‬
‫ن من غي ٍ‬
‫ت فلسطي ُ‬ ‫أضح ْ‬
‫رجالتي‬ ‫تصيح بكم‪:‬‬
‫ل طُل ّ ِ‬
‫فداؤه ك ّ‬ ‫‪2‬‬
‫ب‬ ‫ن الذي أغلى‬ ‫ذاك السجي ُ‬

‫‪ 1‬ألقت الشرطة البريطانية القبض على بعض الزعماء العرب واعتبرتهم مسؤولين عن المظاهرات التي قام بها الفلسطينيون وساقتهم‬
‫ضل السجن‬‫إلى المحاكمة‪ ،‬ثم صدر عليهم الحكم بالسجن أو توقيع الكفالت‪ ،‬فوقعوا كلهم إل المرحوم الشيخ عبدالقادر المظفر الذي ف ّ‬
‫على توقيع الكفالة )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1934‬‬
‫‪ 2‬الشارة إلى المرحوم الشيخ عبدالقادر المظفر )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الزعامات‬ ‫ه‬
‫كرامت َ ُ‬
‫****‬
‫فيها وللغمار ِذكر‬ ‫ة‬
‫للخاملين نباه ٌ‬
‫حّر‬‫ك ُ‬ ‫م‪ ..‬كما يقال لذا َ‬ ‫ـ ُ‬ ‫عيـ‬ ‫هذا ُيقال له الّز ِ‬
‫م الغّر‬ ‫ِد‪ ،‬فإنه الشه ُ‬ ‫سمساُر الِبل‬ ‫وهناك ِ‬
‫‪1‬‬
‫مر‬ ‫ح ْ‬ ‫ضٌر و ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ه لهم ُ‬ ‫من ُ‬ ‫ـ َ‬ ‫ضـ‬
‫ح تَ ْ‬ ‫قد ْ ِ‬‫ل ال َ‬ ‫ح مث ُ‬ ‫فالمد ُ‬
‫سّر‬‫ه ِ‬ ‫ء«‪ ،‬لها بخلق الل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ة »كيميا‬ ‫تلك الصحاف ُ‬
‫خر‬ ‫س ْ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل‪ ،‬والمروءةُ و ْ‬ ‫ٌ‬ ‫هْز‬‫هي َ‬ ‫و ْ‬‫ة َ‬ ‫ع الكرام َ‬ ‫ت َدَ ُ‬
‫سّر؟‬ ‫ح‪ ،‬تراهُ ُيعلن ما ي ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫صريـ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫أين الصحاف ّ‬
‫ل َيغّر‬ ‫ل به‪ ،‬ول ما ٌ‬ ‫ـ ُ‬ ‫قربى َتميـ‬ ‫ب فل ُ‬ ‫صل ْ ٌ‬
‫ُ‬
‫ن‪ ،‬ونحن نبحث في‬ ‫ـ َ‬ ‫ل الغاصبيـ‬
‫منذ احتل ِ‬
‫السياسه‬
‫****‬
‫ة‪ ،‬كالرقيق مع‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫سيا‬
‫ر مع ال ّ‬
‫ن الضمي ِ‬
‫شأ ُ‬
‫النخاسه‬
‫ة التعاسه‬ ‫ن مجلب َ‬ ‫ة‪ ،‬ك ُ ّ‬ ‫ـَر َ‬ ‫شـ‬‫ع ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ت علينا س ّ‬ ‫مّر ْ‬
‫َ‬
‫خذ بالحماسه؟‬ ‫ت ُتؤ َ‬‫ِد‪ ،‬وأن َ‬ ‫ن الِبل‬ ‫َ‬ ‫اب‬ ‫يا‬ ‫متى‬ ‫فإلى‬
‫ك بالكياسه؟‬ ‫ك يخلبون َ‬ ‫م َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫قو‬‫ء« َ‬ ‫وإلى متى »زعما ُ‬
‫منهم بهالت القداسه‬ ‫ولكم أحطنا خائنا ً‬
‫حراسه‬ ‫كل بال ِ‬ ‫ل المو ّ‬ ‫ـَرج ُ‬ ‫قنا الْر‬ ‫ولكم أضاع حقو َ‬
‫ص الرئاسه‬ ‫ل قّنا ِ‬ ‫ـل ك ّ‬ ‫ه ليس هناك إْلـ‬ ‫والل ِ‬
‫ِد‪ ،‬وما إليه من الخساسه‬ ‫ع البل‬ ‫ه من بي ِ‬ ‫تأتي ِ‬
‫‪2‬‬
‫ة للنجاسه‬ ‫د«‪ ،‬والنجاس ُ‬ ‫ئ ِ‬ ‫جرا‬ ‫ك »فبال ّ‬ ‫و إذا اّتقا َ‬
‫****‬
‫‪3‬‬
‫يا قوم‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫م‬‫م هناك ول د ُ‬ ‫ت قضي ُّتكم فل لح ٌ‬ ‫هزل ْ‬
‫ب‬‫قها الذئا ُ‬ ‫م فقد َر َ‬
‫حّتى العظا ُ‬
‫خموا‬ ‫ُ‬
‫وأت ْ ِ‬ ‫َتعْر‬
‫ت قضي ُّتـكم‬ ‫َبلي ْ‬
‫ت هيكل ً يته ّ‬
‫دم‬ ‫َر ْ‬ ‫فصا‬
‫ّ ‪4‬‬ ‫ت إلى‬ ‫ضمر ْ‬
‫عدا َتـتحكم‬ ‫فيها ال ِ‬
‫ة«‬‫»بلدي ّ ٍ‬

‫‪ 1‬إشارة إلى ورق النقد الفلسطيني )أحمد طوقان(‪.‬‬


‫‪ 2‬كثر في ذلك الحين تسليط الصحافة للنيل من كرامات الناس )أحمد طوقان)‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪ 4‬كان الخصام بين الحزاب العربية وقتئٍذ على أشده بسبب انتخابات البلدية في فلسطين )تعليق لبراهيم طوقان(‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ة ومصيرها ل ُيعَلم‬ ‫عها مجهول ٌ‬
‫أوضا ُ‬
‫م ليس‬ ‫يا قو ُ‬
‫من يلين ويرحم‬ ‫م ّ‬
‫ْ ِ‬
‫وكم‬ ‫عد ّ‬
‫‪1‬‬ ‫م ليس‬ ‫يا قو ُ‬
‫إل الجلءُ فحّزموا‬
‫أمامكم‬
‫****‬

‫اليمان الوطني أو جماعة )السار ‪)2‬‬


‫]الخفيف[‬
‫ة‬
‫ليت لي من جماع ِ‬
‫ون في خلص البلِد‬ ‫يتفان َ ْ‬ ‫ر« قوما ً‬‫سا ِ‬‫»ال ّ‬
‫ل في قرار‬ ‫ت الص ِ‬ ‫ً ثاب َ‬ ‫أو كإيمانهم رسوخا ً‬
‫الفؤاد‬ ‫وعمقا‬
‫ل هذا‬ ‫ً‬
‫ن عّزا‪ ،‬ومث ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫ن‬
‫ن يضم ُ‬ ‫ل هذا اليما ِ‬ ‫مث ُ‬‫ِ‬
‫التفادي‬ ‫و‬
‫لل ْ‬
‫ل‬‫ن‪ ،‬قصيَر المدى‪ ،‬كلي َ‬ ‫ـ َ‬ ‫ل كإيمان من ترى في‬
‫الزناد‬ ‫فلسطيـ‬
‫أو وعيدٌ عليه عند العوادي‬ ‫د‬
‫ع ٌ‬
‫و ْ‬ ‫ّ‬
‫يتداعى إذا َتسلط َ‬
‫م‪ ...‬تذوب فيه‬ ‫وابتسا ٌ‬ ‫ب‪ ..‬تخيب منه‬ ‫قطو ٌ‬ ‫أو ُ‬
‫المبادي‬ ‫المساعي‪،‬‬
‫ل تلمني إن لم أجد من‬
‫ء ما بين هذا السواد‬ ‫لرجا ٍ‬
‫ض‬
‫ومي ٍ‬
‫****‬

‫الشيخ المظفر ‪3‬إبراهيم طوقان‬


‫]الكامل[‬
‫ة غائبا ً لم‬‫ع القضي ّ َ‬‫نف َ‬ ‫انظْر لما فعل‬
‫ر‬
‫يحض ِ‬ ‫ه‬ ‫»المظ ّ‬
‫فُر« إن ّ ُ‬
‫ت‬
‫د‪ ،‬وحاميا ُ‬ ‫ف الحدي ِ‬ ‫غر ُ‬ ‫ب‪،‬‬‫أحيا القلو َ‬
‫العسكر‬ ‫ه‬
‫ن ودون َ ُ‬ ‫ودونه ّ‬
‫ض‬ ‫عبثًا‪ ،‬وهل َ‬
‫عَر ٌ‬ ‫ة‬
‫عرضوا الكفال َ‬
‫يقاس بجوهر؟‬ ‫ه‬
‫والكرامة عند ُ‬
‫ة‬
‫ففدى كرامَته »بست ّ ِ‬ ‫ورأى التحي َّر في‬

‫‪ 1‬وقد وقع ذلك ويا للسف )أحمد طوقان(‪.‬‬


‫‪ 2‬السار ‪ :‬مقاطعة تقع على الحدود بين فرنسا وألمانيا سكانها من اللمان‪ ،‬وقد ضمتها فرنسا إليها بعد الحرب العالمية الولى‪ ،‬ثم ُأجري‬
‫فيها استفاء بين السكان‪ ،‬فاختاروا النضمام إلى ألمانيا‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬
‫‪ 3‬الشارة هنا إلى المرحوم الشيخ عبدالقادر المظفر )أحمد طوقان(‪ .‬عبدالقادر المظفر )‪1949-1880‬م( ولد في بيت المقدس‪ ،‬ودرس‬
‫في الزهر‪ ،‬وشارك في الحركة الوطنية في فلسطين‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪(1935‬‬

‫‪90‬‬
‫أشهر«‬ ‫ة‬
‫سب ّ ً‬
‫التخّير ُ‬
‫فلقد رماه بقلبه‬ ‫ن‬
‫ل ميدا ُ‬ ‫لم يخ ُ‬
‫عر‬‫المتس ّ‬ ‫ه‬
‫الجهاِد بسجن ِ‬
‫يمشي إليه بخطوه‬ ‫ولكم خل بوجود‬
‫المتعّثر‬ ‫ر‬
‫ش زاخ ٍ‬‫جي ٍ‬
‫مهم‬
‫فيما أرى‪ ،‬وجسو ُ‬ ‫فَر« من‬ ‫إن »المظ ّ‬
‫س ّ‬
‫كر‬ ‫من ُ‬ ‫ه‬
‫م ُ‬ ‫د جس ُ‬ ‫حدي ٍ‬
‫****‬

‫السماسرة‪ 1- !...‬إبراهيم طوقان‬


‫]الكامل[‬
‫عاٌر على أهل البلِد‬ ‫ما سماسرةُ البلِد‬ ‫أ ّ‬
‫بقاؤها‬ ‫ة‬
‫فعصب ٌ‬
‫قق عنده‬ ‫لما تح ّ‬ ‫ً‬ ‫س أعلن صاغرا‬ ‫إبلي ُ‬
‫إغراؤها‬ ‫ه‬‫س ُ‬ ‫إفل َ‬
‫د‬
‫م البل َ‬ ‫لنعيمهم ع ّ‬ ‫مكّرمين‪،‬‬‫عمون ُ‬ ‫يتن ّ‬
‫شقاؤها‬ ‫كأّنمـا‬
‫م‪،‬‬ ‫ك راغ ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫همو‪ ،‬وأن ُ‬ ‫ن و ُ‬ ‫ل نجدتها‪ ،‬وإ ْ‬ ‫م أهـ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫زعماؤها‬ ‫أنكرَتهم‬
‫عها‬‫م بي ُ‬‫وعلى يديه ْ‬ ‫م‬‫وحماُتها‪ ،‬وبهم يت ّ‬
‫وشراؤها‬ ‫خراُبها‬
‫ن‪،‬‬‫ضه ّ‬ ‫د‪ ،‬بع َ‬ ‫ن الجرائ َ‬ ‫أ ّ‬ ‫ومن العجائب إن‬
‫‪2‬‬
‫غطاؤها‬ ‫قدوَرهم‬ ‫ت ُ‬ ‫كشف َ‬
‫ت‬‫عها‪ ،‬وتدافع ْ‬ ‫أطما ُ‬ ‫ص إذا‬
‫كيف الخل ُ‬
‫أهواؤها ؟‬ ‫ت‬
‫س تزاحم ْ‬ ‫النفو ُ‬
‫****‬
‫‪3‬‬
‫أيها القوياء‬
‫]الخفيف[‬
‫قد شهدنا لعهدكم‬
‫ه«‬‫»بالعدال ْ‬
‫وختمنا لجندكم‬
‫بالبسال َ ْ‬
‫ه‬
‫وعرفنا بكم صديقا ً‬
‫وفي ّا ً‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪)1935‬‬


‫‪ 2‬الشارة إلى بعض الجرائد المأجورة التي كانت تدافع عن فئة من السماسرة وتستر خيانتهم )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 3‬موجهة إلى حكومة النتداب البريطانية )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪91‬‬
‫كيف ننسى انتداَبه‬
‫واحتلله‬
‫وخجلنا من »لطفكم«‬
‫م قلتم‪:‬‬‫يو َ‬
‫وعدُ بلفوَر نافذٌ ل‬
‫محاله‬
‫ل »أفضالكم« على‬ ‫ك ّ‬
‫عْيـ‬
‫الرأس وال َ‬
‫ت في‬
‫ن‪ ،‬وليس ْ‬‫ـ ِ‬
‫ة لدلله‬
‫حاج ٍ‬
‫ولئن ساء حاُلنا فكفانا‬
‫أنكم عندنا بأحسن‬
‫حاله‬
‫ق طالت‬
‫غيَر أن الطري َ‬
‫علينا‬
‫وعليكم‪ ...‬فما لنا‬
‫والطاله ؟‬
‫أجلءً عن البلد ُتريدو‬
‫ح َ‬
‫قنا‬ ‫م ْ‬
‫ن فنجلو‪ ،‬أم َ‬‫َ‬
‫‪1‬‬
‫والزاله ؟‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫زيادة الطين ‪-‬‬

‫]البسيط[‬
‫ه‬‫فإن نوحا ً بأمر الل ِ‬ ‫من كان ُينكر ُنوحا ً أو‬
‫قد عادا‬ ‫ه‬
‫سفينت َ ُ‬
‫ه إبراقا ً‬
‫ة الل ِ‬ ‫يا هيب َ‬ ‫ل«‬‫ل »بعيبا ٍ‬ ‫ل الوبا ُ‬ ‫ح ّ‬
‫‪3‬‬
‫وإرعادا‬ ‫ه‬
‫لب ِ‬ ‫فما َ‬
‫ه تحمل‬ ‫ج ُ‬ ‫ر أموا ُ‬‫ف كعجيج البح ِ‬ ‫في جار ٍِ‬
‫السواقَ أمدادا‬ ‫ة‬
‫طاغي ٍ‬
‫َتذكاُرها ُيوقد الكباد‬ ‫ل من الزلزال‬ ‫ول تزا ُ‬
‫‪4‬‬
‫إيقادا‬ ‫ة‬
‫باقي ٌ‬
‫****‬
‫ورا ً وإتعاسا ً‬ ‫قرا ً و َ‬
‫ج ْ‬ ‫ف ْ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ؤ ُ‬‫منذ احتللتم وش ْ‬
‫وإفسادا‬ ‫ش يرهقنا‬ ‫العي ِ‬
‫‪ 1‬ولقد تحقق الجلء عن الديار )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 2‬بمناسبة الطوفان الذي طغى على مدينة نابلس وضواحيها سنة ‪) 1935‬أحمد طوقان(‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬
‫‪ 3‬تقع مدينة نابلس بين جبلين‪» :‬عيبال« في الجهة الشمالية و»جرزيم« في الجهة الجنوبية )أحمد طوقان)‬
‫‪ 4‬هو الزلزال الذي وقع سنة ‪ ،1927‬وقد خسرت فيه نابلس الكثير من الرواح والموال )أحمد طوقان)‬

‫‪92‬‬
‫وكان وعدا ً تل ّ‬
‫قيناه‬ ‫بفضلكم قد طغى‬
‫‪5‬‬
‫إيعادا‬ ‫ن »هجرتهم«‬ ‫طوفا ُ‬
‫ن والماءُ‬‫هذا هو الطي ُ‬ ‫م‪ ،‬من شؤمكم‪،‬‬ ‫واليو َ‬
‫الذي زادا‬ ‫ة‬
‫ُنبلى بكارث ٍ‬
‫****‬

‫‪ 5‬إشارة إلى الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإلى وعد بلفور )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى ثقيل‪-‬‬
‫]الخفيف[‬
‫هوا ً‬
‫ت »كالحتلل« َز ْ‬ ‫أن َ‬
‫وك ِْبرا ً‬
‫ت »كالنتداب«‬ ‫أن َ‬
‫ً‬
‫جبا وِتيها‬‫ع ْ‬
‫ُ‬
‫ت »كالهجرة« التي‬
‫أن َ‬
‫فرضوها‬
‫ة لقوم َ‬
‫ك‬ ‫ليس من حيل ٍ‬
‫فيها‬
‫ت أنكى من »بائع‬
‫أن َ‬
‫ض« عندي‬
‫الر ِ‬
‫ت »أعذاُره« التي‬
‫أن َ‬
‫دعيها‬‫ي ّ‬
‫ه‬
‫ه كأنه وج ُ‬
‫ك وج ٌ‬‫ل َ‬
‫مسا‬‫س ْ‬
‫» ِ‬
‫ر«‪ ،‬على شرط أن‬ ‫ٍ‬
‫ن وجيها‬
‫يكو َ‬
‫ة«‬ ‫ن مث ُ‬
‫ل »الجريد ِ‬ ‫وجبي ٌ‬
‫ما‬
‫لـ ّ‬
‫لم تجد كاتبا ً عفيفا ً‬
‫نزيها‬
‫ث فيه ابتذا ُ‬
‫ل‬ ‫وحدي ٌ‬
‫ج«‬‫»احتجا ٍ‬
‫كّلما ن َ ّ‬
‫مقوه عاد‬
‫كريها‬
‫ة«‬
‫عصب ٌ‬
‫ت فيك » ُ‬
‫مع ْ‬‫ج ِ‬
‫ُ‬
‫للبليا‬
‫ة‬ ‫وأرى ك ّ ُ‬
‫م ٍ‬
‫لأ ّ‬
‫تشتكيها‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫غايتي ‪-‬‬
‫]مجزوء الرمل[‬
‫ب أو‬‫ل لحز ٍ‬ ‫إن قلبي‬
‫زعيم ِ‬ ‫لبلدي‬
‫ق لي‬
‫أو صدي ٍ‬ ‫ه‬
‫ع ُ‬
‫لم أب ْ‬

‫‪ - 1‬المصدر‪ :‬جريدة »الدفاع« ‪ -‬يافا ‪.17/2/1935 -‬‬


‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪94‬‬
‫حميم‬ ‫ق‬‫لشقي ٍ‬
‫مّرةً غيَر‬
‫َ‬ ‫ليس مّني لو‬
‫سليم‬ ‫ه‬
‫أرا ُ‬
‫ط منه‬ ‫ِني َ‬ ‫ولساني‬
‫بالصميم‬ ‫كفؤادي‬
‫وحديثي‬ ‫وغدي ُيشبه‬
‫كقديمي‬ ‫يومي‬
‫ل ول كيدَ‬ ‫ب غيظَ‬ ‫لم أه ْ‬
‫لئيم‬ ‫كريم ٍ‬
‫بشقائي أو‬ ‫ة‬
‫غايتي خدم ُ‬
‫نعيمي‬ ‫قومي‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫مناهج‪!...‬‬
‫]الوافر[‬
‫د‬
‫سو ُ‬ ‫ب لهوله ُ‬ ‫تشي ُ‬ ‫ي‬‫ك أيها العرب ّ‬ ‫م َ‬‫أما َ‬
‫النواصي‬ ‫م‬‫يو ٌ‬
‫ث‬
‫ر العب ِ‬ ‫بغير مظاه ِ‬ ‫ت‪ ،‬كما عهدُتـ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫وأن َ‬
‫ص‬
‫الرخا ِ‬ ‫ل تبالي‬
‫ه بين‬ ‫وسار حديث ُ ُ‬ ‫سه‬ ‫م ُ‬‫مصيُرك بات يل ِ‬
‫القاصي‬ ‫الداني‬
‫ق‬
‫لساكنها ول ضي ُ‬ ‫ر‬
‫ب القصو ِ‬ ‫ح ُ‬‫فل ر ْ‬
‫غدا ً ببا ٍ‬
‫‪2‬‬
‫الخصاص‬ ‫ق‬
‫****‬
‫ل‬
‫وآخُر ذو احتيا ٍ‬ ‫ن‪ :‬ذو‬‫لنا خصما ِ‬
‫ل وط َ ْ‬
‫‪3‬‬
‫واقتناص‬ ‫ل‬
‫و ٍ‬ ‫و ٍ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬
‫وإذلل ً لنا ذاك‬ ‫وا بينهم فأتى‬ ‫ص ْ‬ ‫توا َ‬
‫التواصي‬ ‫وبال ً‬
‫ف ُ‬
‫ذ‬ ‫وبالحسنى ُتن ّ‬ ‫ج للبادة‬ ‫مناه ُ‬
‫والرصاص‬ ‫ت‬
‫واضحا ٌ‬
‫****‬

‫أنتم‪ 4- !...‬إبراهيم طوقان‬


‫]الخفيف[‬
‫م»المخلصون«‬
‫أنت ُ‬
‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪)1935‬‬
‫‪ 2‬ل حاجة إلى القول أن ذلك كله قد تحقق ويا للعار! )أحمد طوقان)‬
‫‪ 3‬الدولة البريطانية المنتدبة والصهيونية هما الخصمان )أحمد طوقان)‬
‫‪4‬‬
‫موجهة إلى الزعماء الفلسطينيين )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪95‬‬
‫ه‬
‫للوطني ّ ْ‬
‫م الحاملون عبءَ‬ ‫أنت ُ‬
‫ه!‬
‫القضي ّ ْ‬
‫م العاملون من‬
‫أنت ُ‬
‫ل‬
‫غير قو ٍ‬
‫ه في الزنود‬
‫ك الل ُ‬‫بار َ‬
‫القوّيه‬
‫ن« منكم يعادل‬
‫»وبيا ٌ‬
‫جيشا ً‬
‫ت زحفه‬
‫دا ِ‬‫مع ّ‬
‫ب ُ‬
‫الحربّيه‬
‫د‬
‫ع« منكم ير ّ‬
‫»واجتما ٌ‬
‫علينا‬
‫د من فتوح‬
‫غابَر المج ِ‬
‫أمّيه‬
‫ص البلِد صار‬
‫خل ُ‬ ‫و َ‬
‫على البا‬
‫ده‬
‫ب‪ ،‬وجاءت أعيا ُ‬‫ِ‬
‫الوردّيه‬
‫ما جحدنا‬
‫»أفضاَلكم«‪ ،‬غيَر أّنا‬
‫لم تزل في نفوسنا‬
‫ُأمنّيه‬
‫ة من‬
‫في ي َدَْينا بقي ّ ٌ‬
‫بلٍد‪..‬‬
‫فاستريحوا كي ل‬
‫تطيَر البقّيه‬

‫‪1000 1‬‬
‫]الطويل[‬
‫أرى عددا ً في الشؤم ل‬
‫ة‬
‫كثلث ٍ‬
‫ر‪ ،‬ولكن فاقه في‬ ‫ع ْ‬
‫ش ٍ‬ ‫و َ‬
‫ب‬‫المصائ ِ‬
‫ف« لم تعرف‬‫هو »الل ُ‬
‫ة‬
‫ن ضرب ً‬‫فلسطي ُ‬

‫‪1‬‬
‫موضوع هذه القصيدة هو هجرة اليهود إلى فلسطين بموافقة الحكومة البريطانية المنتدبة وبالطرق غير المشروعة )أحمد طوقان)‬
‫لمصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪96‬‬
‫أشدّ وأنكى منه يوما ً‬
‫لضارب‬
‫ف‬
‫ف‪ ..‬ثم أل ٌ‬
‫ُيهاجر أل ٌ‬
‫مهّربا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫ف سائحًا‪ ،‬غيَر‬
‫ويدخل أل ٌ‬
‫آيب‬
‫ف‬
‫ز«‪ ،‬ثم أل ُ‬
‫ف »جوا ٍ‬‫وأل ُ‬
‫ة‬
‫وسيل ٍ‬
‫ونه من‬ ‫لتسهيل ما يل َ‬
‫ق ْ‬
‫مصاعب‬
‫ن‬
‫ف‪ ..‬كأ ّ‬
‫وفي البحر آل ٌ‬
‫ه‬
‫عباب َ ُ‬
‫ة في‬
‫جه مشحون ٌ‬
‫وأموا َ‬
‫المراكب‬
‫ة‬
‫بني وطني‪ ،‬هل يقظ ٌ‬
‫ة؟‬
‫بعد رقد ٍ‬
‫ع بين تلك‬
‫وهل من شعا ٍ‬
‫الغياهب ؟‬
‫ه ما أدري‪ ،‬ولليأس‬
‫فو الل ِ‬
‫ة‪،‬‬
‫هب ّ ٌ‬
‫َ‬
‫ُأنادي »أمينًا« أم ُأهيب‬
‫‪1‬‬
‫»براغب«‬
‫لمن الربيع‪...2‬؟‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ة‬
‫ت مملك َ‬
‫أرأي َ‬
‫الّربيـ‬
‫ع‪ُ ،‬يعيدُ رون َ‬
‫قها‬ ‫ـ ِ‬
‫ع؟‬ ‫الربي ُ‬
‫وج الراعي بها‬
‫وَيت ّ‬
‫ُ‬
‫مِلكا ً رعي ُّته القطيع‬
‫َ‬
‫ب َيرهُبه وي َْلـ‬
‫الذئ ُ‬
‫م ُ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫مك ّ‬
‫فه ال َ‬ ‫ـث ُ‬
‫الوديع‬
‫»آذاُر« في رحب‬

‫‪ 1‬الشارة إلى سماحة الحاج أمين الحسيني وإلى المرحرم راغب باشا النشاشيبي‪ ،‬وكانا زعيمي الحزبين المتزاحمين في فلسطين )أحمد‬
‫طوقان)‬
‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪97‬‬
‫الفضا‬
‫ء سفيُر دولِته‬‫ِ‬
‫الرفيع‬
‫ع‬
‫ن تش ْ‬
‫هاتيك ألوا ٌ‬
‫ن‬
‫ع‪ ،‬وتلك ألحا ٌ‬
‫ُ‬
‫َتشيع‬
‫ه‬
‫ع وطيب ِ‬
‫لمن الربي ُ‬
‫وهواه والزهُر‬
‫البديع؟‬
‫ن‬
‫ع لم ْ‬
‫ح الربي ِ‬ ‫َ‬
‫فَر ُ‬
‫له‬
‫ض‪ ،‬وليس لمن‬
‫أر ٌ‬
‫يبيع‬
‫‪1‬‬
‫يا حسرتا ‪-‬‬
‫]الكامل[‬
‫ل‪ ،‬والمصيُر‬ ‫شذ ّ‬‫ل فالعي ُ‬ ‫يا حسرتا‪ ،‬ماذا دهى أه َ‬
‫بواُر‬ ‫حمى ؟‬ ‫ال ِ‬
‫م كيف إلى الهانة‬ ‫أرأيت أي كرامة كانت لهم واليو َ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ْ صاروا ؟‬ ‫ّ‬
‫ف‬ ‫م‪ ...‬وخ ّ‬ ‫للجرح من أل ٍ‬ ‫ن على‬ ‫ل الهوا ُ‬ ‫هـ َ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫العار‬ ‫د‬
‫النفوس فلم يع ْ‬
‫مهم‪ ،‬فلو‬ ‫ت عزائ ُ‬ ‫همد ْ‬
‫لُتثيرها فيهم‪ ،‬فليس ُتثار‬
‫ى‬ ‫ت لظ ً‬ ‫شب ّ ْ‬
‫س‬
‫ص والجاسو ُ‬ ‫والل ّ‬ ‫م الباغي يسوس‬ ‫الظال ُ‬
‫والسمسار‬ ‫أموَرهم‬
‫****‬
‫عصّيها‬‫ت ولن َ‬ ‫طف ْ‬ ‫لَ ُ‬ ‫ل بالسياسة‬ ‫يا من َتعل ّ َ‬
‫الجّبار‬ ‫ظّنها‬
‫ّ‬
‫ن ذاك؟ مستعمرون‪ ،‬وكله‬ ‫فها؟ ما اللي ُ‬ ‫ما لط ُ‬
‫استعمار‬ ‫وكّلهم‬
‫‪2‬‬
‫نعمة‪- !...‬‬
‫]الطويل[‬
‫تبيعونهم ت ُْربًا‪،‬‬ ‫ت‪:‬‬
‫يقولون في بيرو َ‬
‫فُيعطونكم ت ِْبرا‬ ‫ة‬
‫أنتم بنعم ٍ‬
‫س في‬ ‫هل ُ ُ‬ ‫شقيقَتنا مه ً‬
‫ف النا ِ‬ ‫ك ألو ِ‬ ‫ل! متى‬
‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪ 2‬كان اليهود الصهاينة يشترون الراضي في فلسطين بأسعار عالية دون أن يفطن العرب في فلسطين وفي القطار المجاورة إلى أنهم‬
‫كانوا يبيعون وطنًا ل أرضًا‪ ،‬وكان في بيروت من يحسد أهل فلسطين على ذلك الثراء الزائف )أحمد طوقان)‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪)1935‬‬

‫‪98‬‬
‫د أثرى ؟‬ ‫واح ٍ‬ ‫ة‬
‫كان نعم ً‬
‫ل يعلم ُيسّلم بالُيمنى إلى يده‬ ‫ل هذا الما ِ‬ ‫وباذ ُ‬
‫الُيسرى‬ ‫ه‬
‫أن ّ ُ‬
‫وى‬‫على أنها أوطاننا‪ ..‬ما وأمواُلهم حتى ُتسا َ‬
‫درا ؟‬ ‫بها َ‬
‫ق ْ‬ ‫كنوُزهم‬
‫ت للطامعين‬ ‫ل إذن أصبح ْ‬ ‫ولو كان قومي أه َ‬
‫بها قبرا‬ ‫ة‬
‫س ونخو ٍ‬ ‫بأ ٍ‬
‫ُتسّيره الهواءُ واجتنبوا‬ ‫ولكنهم قد آثروا‬
‫الوعرا‬ ‫ل مركبا ً‬ ‫السه َ‬
‫ه«‬
‫م »لوجه الل ِ‬ ‫وما حسرتي إل ّ على يقو ُ‬
‫بالنهضة الكبرى‬ ‫ف‬‫ف ٍ‬ ‫متع ّ‬ ‫ُ‬
‫****‬

‫أيتها الحكومة ‪ 1-‬إبراهيم طوقان‬


‫]المتقارب[‬
‫ك؟ ل‬ ‫م احتشادُ ِ‬ ‫ك؟ ل وفي َ‬ ‫س ِ‬‫م احترا ُ‬ ‫عل َ‬
‫م‬ ‫أفه ُ‬ ‫م‬
‫أعل ُ‬
‫ع‬
‫ن سوى أنه اجتم َ‬ ‫وهل في فلسطي َ‬
‫الموسم ؟‬ ‫ن‬
‫ما ترهبي َ‬
‫وأين له الفارس‬
‫جوادٌ براكبه عاثٌر‬
‫عَلم؟‬ ‫م ْ‬
‫ال ُ‬
‫ف‬
‫وأين له الك ّ‬ ‫ف بحامله‬ ‫وسي ٌ‬
‫عصم ؟‬ ‫م ْ‬ ‫والـ ِ‬ ‫ساخٌر‬
‫دعي وذاك بتنديده يزعم‬ ‫وهذا بتهديده ي ّ‬
‫ل عن ك ّ‬
‫ل‬ ‫مشاغي ُ‬ ‫ل إل من‬ ‫معازي ُ‬
‫رم‬ ‫ما ُيك ِ‬ ‫ت‬
‫العنعنا ِ‬

‫مظاهُر‪ ،‬ليس بها ما ولكّنما خاف من‬


‫َيظِلم‬ ‫ف‬
‫ُيخي ُ‬
‫القدس ‪2‬إبراهيم طوقان‬
‫]البسيط[‬
‫ة والحزاب‬
‫داَر الزعام ِ‬
‫كان لنا‬
‫ك‪ ،‬ضّيعنا‬
‫ة في ِ‬
‫قضي ّ ٌ‬
‫أمانيها‬
‫هل تذكرين وقد‬

‫‪ 1‬يقيم المسلمون في القدس كل عام في عيد الفصح موسمًا ُيسّمى )موسم النبي موسى( تحضره الجماهير من المدن والقرى المجاورة‪.‬‬
‫وكانت الحكومة المنتدبة تحتاط لهذا الموسم وتحشد له قوى المن خشية وقوع اصطدام بين الجموع العربية واليهود )أحمد طوقان)‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪)1935‬‬
‫شى في فلسطين حينذاك‪ ،‬وكانت القدس‪ ،‬بوصفها عاصمة البلد‪ ،‬مركز ذلك التطاحن )أحمد طوقان(‪.‬‬ ‫‪ 2‬بمناسبة التطاحن الحزبي الذي تف ّ‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪99‬‬
‫ة‬
‫ك ناشئ ً‬
‫جاءت ِ‬
‫ح‬
‫ة‪ ،‬دونها الروا ُ‬
‫غني ّ ً‬
‫تفديها ؟‬
‫ت يوما ً أخا‬
‫َتودّ لو وجد ْ‬
‫ة‬‫ثق ٍ‬
‫عها ب ِّرا ً‬
‫ك ُيوس ُ‬
‫لدي ِ‬
‫ويحميها‬
‫كفؤا ً عفي َ‬
‫ف‬ ‫ما كان ُ‬
‫س كافُلها‬‫النف ِ‬
‫ف‬ ‫ول أبي ّا ً حم ّ‬
‫ي الن ِ‬
‫راعيها‬
‫ول أفادت سوى‬
‫الحقاِد ُتضرمها‬
‫فوق البلِد‬
‫ت« وُتذكيها‬‫»زعاما ٌ‬
‫ل بما ُتلقي‬ ‫ولم ُتبا ِ‬
‫لها حطبا ً‬
‫ي كرام ِ الناس‬
‫ول بأ ّ‬
‫ترميها‬
‫ة نبذوها بعدما‬
‫قضي ّ ٌ‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫قِتل ْ‬
‫ما ضّر لو فتحوا قبرا ً‬
‫يواريها‬

‫****‬

‫‪1‬‬
‫شريعة الستقلل‪-‬‬
‫]الكامل[‬
‫وبهاؤه للخاف َ‬
‫قْين‬ ‫ن‬
‫م بداجية الزما ِ‬ ‫يو ٌ‬
‫بهاءُ‬ ‫ضياءُ‬
‫عجبًا!! وتبسط ظّله‬ ‫م به هجيٌر َ‬‫ُيزجي النسي َ‬
‫الصحراء‬ ‫ح‬
‫لف ٌ‬
‫ويسيل من وهج‬ ‫ف من شظف‬ ‫وير ّ‬
‫ب الماء‬‫السرا ِ‬ ‫ة ليُنها‬ ‫المعيش ِ‬
‫ف‬
‫شقاق تآل ٌ‬ ‫ومن ال ّ‬ ‫وإذا الرشادُ من‬
‫وإخاء‬ ‫عمى‬ ‫الضللة وال َ‬
‫وقيادةٌ وسيادة‬ ‫وإذا من الفوضى‬
‫ودهاء‬ ‫جٌز‬
‫مع ِ‬‫م ُ‬‫نظا ٌ‬
‫‪ُ 1‬ألقيت في ذكرى المولد النبوي‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪100‬‬
‫ق‬
‫وإذا القفاُر دمش ُ‬ ‫م قصوُر‬ ‫وإذا الخيا ُ‬
‫والزوراء‬ ‫ك الورى‬ ‫أمل ِ‬
‫ن‬
‫وبأرض قسطنطي َ‬ ‫وعلى ربوع الصين‬
‫ف لواء‬ ‫ر ّ‬ ‫ق‬
‫كّبر فيل ٌ‬
‫ن‬
‫ت الُبراقُ به ّ‬ ‫ثب َ‬ ‫تلك الخوارقُ إن‬
‫والسراء‬ ‫ة‬‫ت أدل ّ ً‬ ‫طلب َ‬
‫ما يصنع الخطباءُ‬ ‫ب على‬ ‫نزل الكتا ُ‬
‫والشعراء ؟!‬ ‫د‬
‫ي محم ٍ‬ ‫النب ّ‬
‫ة له‬ ‫لمحْته عارض ٌ‬ ‫ي‬
‫لو لم يكن وح َ‬
‫وذكاء‬ ‫ه‬
‫ء ونوَر ُ‬ ‫السما ِ‬
‫ر الجهاِد أولئك‬ ‫نا ِ‬ ‫ب فراح‬ ‫حَر القلو َ‬ ‫س َ‬
‫َ‬
‫البسلء‬ ‫يقذفها على‬
‫ت عنهم‬ ‫هيهات ما نكصوا على حتى انجل ْ‬
‫وهم شهداء‬ ‫أعقابهم‬
‫ب‬‫ي الكتا ِ‬ ‫ةآ ُ‬ ‫حّري ٌ‬
‫ة وكرامة وإباء‬ ‫وعزيم ٌ‬
‫د‬
‫وسؤد ٌ‬
‫****‬
‫ب في‬ ‫أبناءُ يعر َ‬ ‫ت قومي ل‬ ‫نادي ُ‬
‫الخطوب سواءُ‬ ‫ً‬ ‫ص مسلما‬ ‫ُ‬
‫ص ُ‬ ‫أخ ّ‬
‫م‬‫فَتدّبروه وأنت ُ ُ‬ ‫ة‬
‫ب شريع ُ‬ ‫إن الكتا َ‬
‫الخلفاء‬ ‫استقللكم‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫قصيدة بل عنوان‬
‫الطويل[‬
‫ة‬
‫ب‪ ،‬من سيف الحقيق ِ‬ ‫ن أكاذي ُ‬ ‫ت لكوهي َ‬ ‫ت بأبيا ٍ‬ ‫سمع ُ‬
‫ع‬
‫ُتصَر ُ‬ ‫ملؤها‬
‫ل‬‫ل كانت فروحوا ارحلوا عنها ليدخ َ‬ ‫يقول لسرائي َ‬
‫»يوشع«‬ ‫بلدكم‬
‫ب أقوى‬ ‫عْر ِ‬
‫ق ال ُ‬
‫خسئتم فح ّ‬ ‫ل ما‬ ‫ق لسرائي َ‬ ‫أح ّ‬
‫وأنصع‬ ‫ه؟‬‫تسلبون ُ‬
‫ك‬
‫قولي‪ :‬ما لعين ِ‬ ‫ك؟ ُ‬ ‫أصاب ِ‬ ‫د‬
‫ن يا مه َ‬ ‫فلسطي ُ‬
‫تدمع ؟‬ ‫ت‪ ،‬ما الذي‬ ‫الديانا ِ‬
‫ب؟ هل‬ ‫م الضرا ُ‬ ‫قولي‪ :‬ل ِ َ‬ ‫ةو ُ‬‫ت واجم ٌ‬ ‫أجيبي لماذا أن ِ‬
‫ع؟‬ ‫هو ينف ُ‬ ‫ى؟‬
‫أس ً‬
‫ه قد‬ ‫بلى إنه والل ِ‬
‫فتلتفت الدنيا إليها فتسمع‬
‫يكشف الَبل‬
‫‪1‬‬
‫نشرت »الدفاع« يوم السبت ‪ 25/4/1939‬في العدد ‪ 577‬ص ‪ 1‬أبياتًا من نظم إبراهيم طوقان استخدمها كاتب مقال في جريدة »الدفاع« في معرض‬
‫رده على شاعر عبري يتخيل بأن فلسطين أصبحت )أرض إسرائيل(‪.‬‬
‫‪ -‬القصيدة بدون عنوان‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم تعرفه عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1939‬‬

‫‪101‬‬
‫ر‪،‬‬
‫ب الدا ِ‬‫يجيء غري ُ‬
‫ويلعب فيها كيف شاء ويرتع‬
‫يطرد أهَلها‬
‫ويدخل »شرعي ًّا« ويأتي‬
‫ح المفرقع‬ ‫وما معه إل ّ السل ُ‬ ‫مهّربا ً«‬ ‫» ُ‬
‫ب والشّر‬‫م الخطُر المنص ّ‬ ‫ه ُ‬
‫م النكُبة الكبرى على ُ‬ ‫ه ُ‬‫ُ‬
‫أجمع‬ ‫ن‬
‫ل كائ ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫هو على الرض‪» ،‬قولوا‪ :‬كيف‬ ‫و ْ‬
‫لح‪َ ،‬‬ ‫يقول هنا الف ّ‬
‫أعنو وأخضع؟‬ ‫مشّردٌ‬ ‫ُ‬
‫ن بو َ‬
‫ل« يا‬ ‫جو ْ‬‫قي لدى » ُ‬ ‫فح ّ‬ ‫قي عند‬ ‫إذا كان ح ّ‬
‫م أضيع‬ ‫قو ُ‬ ‫ً‬ ‫ن« ضائعا‬ ‫»كوهي َ‬
‫ربين هنا‬‫ض ِ‬‫م ْ‬‫د وما شئتمو بالـ ُ‬ ‫رب حتى نستر ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫سن ُ ْ‬
‫اصنعوا«‬ ‫َ‬
‫حقوقنا‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫قصيدة بل عنوان‬
‫]البسيط[‬
‫ب‬‫ه ْ‬ ‫ش ُتر ِ‬ ‫ر الجي َ‬ ‫وسي ّ ِ‬ ‫د‬
‫ه راق َ‬ ‫قم للجهاد ونب ّ ْ‬ ‫ُ‬
‫م)*(‬ ‫ة الم ِ‬ ‫عصب َ‬ ‫ُ‬ ‫الهمم ِ‬
‫س‬‫ت فيه رئي َ‬ ‫أصبح َ‬ ‫ة تتوّلى المَر في‬ ‫أعصب ٌ‬
‫عْرب والعجم‬ ‫ال ُ‬ ‫ن‬
‫زم ٍ‬
‫ك غيُر‬ ‫يرضاه إل ملي ٌ‬ ‫ه أكبُر هذا ل ُيطاق‬ ‫الل ُ‬
‫محتَرم‬ ‫ُ‬ ‫ول‬
‫ب‬
‫ك هذا الشع ُ‬ ‫ضيم ٍ وحول َ‬ ‫ت أعلى مقاما ً أن‬ ‫وأن َ‬
‫لم ينم‬ ‫تنام على‬
‫ت لم ُتوجد‬ ‫إذنًا‪ ،‬ولو شئ َ‬ ‫ة قامت‬ ‫ت من عصب ٍ‬ ‫عجب ُ‬
‫قم‬‫وَلم َتـ ُ‬ ‫ت‬‫وما طلب ْ‬
‫س الفرد‬ ‫ي الرئي ِ‬ ‫بدون رأ ِ‬ ‫ش‬
‫م ل تخ َ‬ ‫ر الحك َ‬ ‫َتدب ّ ِ‬
‫والحكم‬ ‫ه‬
‫عواقب َ ُ‬
‫ب‬‫قها بين مغصو ٍ‬ ‫حقو ُ‬
‫ة‬
‫ة الغّراءُ غاضب ٌ‬
‫التفتزاني ّ ُ‬
‫ضم‬ ‫مهت َ‬ ‫و ُ‬
‫ل الدنيا من‬ ‫ت دو َ‬ ‫وصّير ْ‬ ‫ن‬
‫ت التيجا َ‬ ‫قامت فذّلل ِ‬
‫الخدم‬ ‫ة‬‫قاطب ً‬
‫فازت بها عنوةً بالسيف‬ ‫ت لها في‬ ‫مستعمرا ٌ‬
‫والقلم‬ ‫ة‬
‫الكون عامر ٌ‬
‫مّريخ‬ ‫ض وال ِ‬ ‫وهذه الر ُ‬ ‫ن والمشتري في‬ ‫نبتو ُ‬
‫قم‬ ‫كالل ّ َ‬ ‫ة‬
‫فها كر ٌ‬ ‫ك ّ‬
‫ب شعواءً‬ ‫ن الحر َ‬ ‫فلُنعل ِ‬ ‫فكيف ُنغضي ونرضى‬
‫وننتقم‬ ‫عن إهانتها‬
‫ت‬‫د المرهفا ِ‬ ‫لم ُنعم ِ‬ ‫ك في‬ ‫مل ْ ُ‬‫ل يسلم الـ ُ‬
‫‪ 1‬القصيدة بل عنوان وبل تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم تعرفه عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‬

‫‪102‬‬
‫البيض في القمم‬ ‫و إذا‬
‫أيدي العد ّ‬
‫ضب دياَر‬ ‫ما لم ُنخ ّ‬ ‫ول يدوم لنا مل ٌ‬
‫ه‬
‫ك ُنعّزز ُ‬
‫عتدي بدم‬ ‫الم ُ‬
‫ك من عاٍد‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ل بالـ ُ‬ ‫ما ح ّ‬ ‫فسارعوا لجهاٍد أو يح ّ‬
‫ل‬
‫ومن إرم‬ ‫بنا‬
‫****‬
‫ة تشغل العينين في‬ ‫براق ً‬ ‫ج ما أحلى‬ ‫أميرةُ الح ّ‬
‫ّ َ‬
‫الظلم ِ‬ ‫سها‬ ‫ملب َ‬
‫م وذي‬ ‫ل ذي ه ّ‬ ‫تك ّ‬ ‫وأنعش ْ‬ ‫ت غصبا ً‬ ‫ألواُنها فتح ْ‬
‫سقم‬ ‫سنا‬ ‫مناف َ‬ ‫َ‬
‫ت تنظر في أثناء‬ ‫فلس َ‬
‫إل عيونا ً ُتجاريها بل سأم‬
‫طلعتها‬
‫ص على الباب‬ ‫شخ ٍ‬ ‫ب في‬ ‫مح ّ‬‫انظْر تجدْ كم ُ‬
‫حم‬ ‫مزد ِ‬ ‫والطاقات ُ‬ ‫الطريق وكم‬
‫س وثغٌر غيُر‬ ‫ه عبو ٌ‬ ‫وج ٌ‬ ‫ل الرمل‬ ‫ل غزا ِ‬ ‫تمّر مث َ‬
‫مبتسم‬ ‫ة‬
‫نافر ً‬
‫د‬
‫ج ّ‬
‫م ِ‬ ‫وللفؤاد جحي ٌ‬ ‫م غيُر‬ ‫للعين منها نعي ٌ‬
‫رم‬ ‫مضط ِ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫منقط ٍ‬
‫ف من‬ ‫بمشطها أو بأطرا ٍ‬ ‫شعرها لما‬ ‫ل سّيما َ‬
‫ضمم‬ ‫ال ّ‬ ‫ه‬
‫فع ُ‬ ‫ُتـر ّ‬
‫ب مذعورا ً‬ ‫فيخفق القل ُ‬ ‫جيدَ دفعا ً كي‬ ‫وَتلفت ال ِ‬
‫من اللم‬ ‫ه‬
‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ُتر ّ‬
‫****‬
‫ب‬ ‫شع ٍ‬ ‫ماذا يقولون عن َ‬ ‫ت في عّز‬ ‫ي ل زل َ‬ ‫مول َ‬
‫بل علم؟‬ ‫ة‬
‫ومكرم ٍ‬
‫ك قولي‬ ‫ع َ‬
‫ع وسم ُ‬ ‫فاسم ْ‬ ‫ت‬
‫ن جئ ُ‬
‫ك لك ْ‬ ‫والمُر أمُر َ‬
‫أكبُر النعم‬ ‫مقترحا ً‬
‫ن‬
‫ف كالس ّ‬ ‫واجعْله ذا طََر ٍ‬ ‫عَلما ً يحكي‬‫ل لنا َ‬ ‫اجع ْ‬
‫منثِلم‬ ‫ُ‬ ‫سها‬ ‫ملب َ‬
‫****‬

‫‪103‬‬
‫سّرنا فيه سواءٌ‬
‫ِ‬ ‫أحب ّ َ‬
‫ك يا هذا الوطن‬
‫ن‬
‫والعل ْ‬

‫النـاشـيــد‬

‫‪104‬‬
‫‪1‬‬
‫نشيد بطل الريف‬
‫]مشطور المتدارك[‬
‫ف‬
‫والتحام ِ السيو ْ‬ ‫ج‬‫في ثنايا العجا ْ‬
‫والمنايا تطوف‬ ‫ج‬
‫و دا ْ‬ ‫بينما الج ّ‬
‫م‬‫فيه أزكى سل ْ‬ ‫م‬ ‫يتهادى نسي ْ‬
‫‪2‬‬
‫ر الهمام‬ ‫المي ِ‬ ‫م«‬‫نحو »عبد الكري ْ‬
‫د‬
‫فنا غاُبنا نحن فيه السو ْ‬ ‫ري ُ‬
‫فنا نحميه‬ ‫ري ُ‬
‫****‬
‫ب‬‫بفتى المغر ِ‬ ‫كّلنا ُيعج ُ‬
‫ب‬
‫لنتصار البي‬ ‫كّلنا ي ُطََْر ُ‬
‫ب‬
‫د؟‬‫إن دعا للجها ْ‬ ‫عدا‬ ‫ش ال ِ‬ ‫أين جي ُ‬
‫حداد‬ ‫بالسيوف ال ِ‬ ‫أصبحوا أعُبدا‬
‫د‬
‫فنا غاُبنا نحن فيه السو ْ‬ ‫ري ُ‬
‫فنا نحميه‬ ‫ري ُ‬
‫****‬
‫ب‬‫وأذّلوا الرقا ْ‬ ‫طالما استعبدوا‬
‫م الحساب‬ ‫جاء يو ُ‬ ‫د‬
‫أيها الي ّ ُ‬
‫س ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫بال ّ‬
‫ظبا وال َ‬ ‫ف‬‫فليذوقوا الّزعا ْ‬
‫للمير البطل‬ ‫ف‬‫ل الهتا ْ‬ ‫ول ْن ُ َ‬
‫ع ّ‬
‫د‬
‫فنا غاُبنا نحن فيه السو ْ‬ ‫ري ُ‬
‫فنا نحميه‬ ‫ري ُ‬
‫****‬

‫‪ 1‬في أحد أيام الشتاء من عام ‪ 1924‬اجتمع إبراهيم طوقان وعبدالرحيم قليلت ومحمد فليفل في مقهى الكاريون‪) ..‬بيروت(‪ ..‬كانت‬
‫البلد العربية تعصف يومذاك بأخبار انتصارات العرب في شمال إفريقية‪ ..‬وخطر لبراهيم‪ ..‬أن يضع نشيدًا لهذه الثورة‪ ..‬فكان هذا‬
‫النشيد الذي وضعه إبراهيم في تلك الجلسة التاريخية‪ ..،‬واستطاع‪ ..‬الستاذ محمد فليفل‪ ..‬أن يضع لحنًا قويًا‪ ...‬في تلك الجلسة« من‬
‫كتاب‪» :‬شاعران معاصران« ص ‪.123-122‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪)1924‬‬
‫‪ 2‬عبدالكريم الخطابي )‪ (1963 -1882‬ولد بقرية أغادير‪ ،‬تخرج في جامعة القرويين‪ ،‬وعمل بالتدريس فيها‪ ،‬ثم عين قاضيًا للقضاة‬
‫بمليلة‪ .‬قاد الثورة في الريف المغربي ضد المحتل السباني‪ ،‬ثم قبض عليه ونفي‪ ،‬واستطاع الهرب من السفينة عند مرورها في قناة‬
‫السويس‪ ،‬وأمضى بقية حياته في مصر‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪1‬‬
‫وداع ‪-‬‬
‫]الرمل[‬
‫م‬
‫ن الش ْ‬ ‫ّ‬
‫ل لله لبنا ُ‬ ‫ل تق ْ‬
‫م‬
‫خض ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ل تقل أشتاق ألحا َ‬
‫م‬ ‫ً‬
‫ك مكفوفا أصـــ ْ‬ ‫ش كما أهوا َ‬ ‫ع ْ‬
‫م الهـوى‬
‫ل أيا َ‬ ‫س ُ‬‫يا فؤادي وا ْ‬
‫ف‬‫م الخري ْ‬ ‫ض أّيا َ‬
‫ت الرو َ‬ ‫هل رأي َ‬
‫ب الحفيف‬ ‫ل الزهارِ مسلو َ‬ ‫ذاب َ‬
‫ن في الغيم الكثيف؟‬ ‫متواري الحس ِ‬
‫م الهـوى ؟!‬‫ن أّيا ُ‬ ‫يا فؤادي‪ ،‬أي َ‬
‫ت الطيَر في الروض يدوْر‬ ‫هل رأي َ‬
‫هائما ً يبحث عن عهدِ السرور‬
‫ح تثـــور؟‬ ‫غما ً ينساق والري ُ‬ ‫مر َ‬‫ُ‬
‫م الهــوى ؟!‬ ‫ن أّيا ُ‬‫يا فؤادي‪،‬أي َ‬
‫ل تسْلني يا فؤادي عن هناْء‬
‫ك في الروض وفي الطير عزاء‬ ‫ل َ‬
‫م وشــقــاء‬ ‫إّنما العمُر نعي ٌ‬
‫ل الهوى !‬‫يا فؤادي‪ ،‬وهنا ض ّ‬
‫‪2‬‬
‫فتية المغرب ‪-‬‬
‫]الرمل[‬

‫‪ 1‬نظمها قبيل سفر الصديق الشيخ سعيد تقي الدين مهاجرًا إلى جزائر الفلبين سنة ‪) 1926‬أحمد طوقان(‪ .‬وقد غنى هذا النشيد أحمد التنير‪) .‬سعيد تقي‬
‫الدين‪1960 - 1900 - :‬م ‪ -‬كاتب قصصي لبناني‪ ،‬ولد في بعقلين‪ ،‬تخرج في الجامعة الميركية ببيروت‪ ،‬هاجر إلى الفلبين وعاد إلى لبنان عام ‪،1948‬‬
‫ثم هاجر إلى أمريكا الجنوبية وتوفي هناك(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1926‬‬
‫‪2‬‬
‫نظمه استجابة لطلب نفر من شبان مراكش السبانية كانوا يومذاك يتلقون العلم في مدرسة النجاح بنابلس« من كتاب‪» :‬شاعران معاصران« ص‬
‫‪.124‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪106‬‬
‫س‬ ‫َ‬
‫ولى النا ِ‬‫نحن أ ْ‬ ‫ب هّيا‬
‫ة المغر ِ‬ ‫فتي َ‬
‫س‬‫بالندل ِ‬ ‫د‬
‫للجها ْ‬
‫ولها ُنرخص غالي‬ ‫ل فتاها‬ ‫نحن أبطا ُ‬
‫النفس‬ ‫د«‬
‫ن زيا ْ‬‫»اب ِ‬

‫ر وآثاَر‬
‫ب النا ِ‬
‫له َ‬ ‫ف على الشاطئ‬ ‫ق ْ‬
‫ن‬‫السفي ْ‬ ‫وانظْر هل ترى‬
‫د‬ ‫ُ‬
‫س ُ‬
‫ل‪ ،‬ول آباؤنا أ ْ‬ ‫ق« عاد‬
‫م ل »طار ُ‬‫يو َ‬
‫العرين‬ ‫القهقرى‬

‫ب‬
‫م شبا ِ‬ ‫ه عز َ‬‫مشب ٌ‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫م الجبا ِ‬
‫م ل عز ُ‬ ‫يو َ‬
‫ب‬
‫المغر ِ‬ ‫ت‬‫الراسيا ْ‬
‫ش‬
‫ة جي ِ‬‫م َ‬
‫ته ّ‬ ‫أشبه ْ‬ ‫ر‬
‫ة بح ِ‬‫م ُ‬‫ل ول ه ّ‬
‫العرب‬ ‫ت‬‫الظلما ْ‬

‫ع‬
‫ب سلها داَرها الحمراءَ تسم ْ‬
‫يا فتى المغر ِ‬
‫جبا‬
‫ع َ‬
‫َ‬ ‫من بنى‬
‫تحسدُ الدنيا عليه‬
‫دها لذويها وطنا‬
‫ع ْ‬
‫فأ ِ‬
‫العربا‬

‫َ‬ ‫ت‬
‫ن هب ّ ْ‬
‫نحن أهلوها وإ ْ‬
‫ول‬
‫من ُرباها فعلينا أ ّ‬ ‫صبا‬ ‫َ‬
‫ك كيف تبقى لسوانا‬ ‫س هاتي َ‬ ‫ِ‬ ‫الفردو‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬
‫َ‬
‫ن ُُزل ؟‬ ‫الّربا‬
‫****‬

‫نشيـــد البراق لحن بدوي‬


‫]مجزوء الرجز[‬
‫حمى‪ ،‬لنا‬‫لنا ال ِ‬
‫م‬
‫لنا الُبراقُ والحر ْ‬
‫م‬
‫العل ْ‬
‫فدى البراق‬ ‫ِ‬
‫حنا‪ ،‬أموالنا‬
‫أروا ُ‬
‫والحرم‬

‫ب‬
‫نحن الشبا ُ‬
‫ه ل ُنسل ّ ُ‬
‫م‬ ‫والل ِ‬
‫م‬‫المسل ُ‬
‫ق‬
‫فدى البرا ِ‬‫ِ‬
‫نموت أو ُنكّرم‬
‫م‬
‫والحر ْ‬

‫‪107‬‬
‫د‬
‫يجري على ح ّ‬ ‫ن‬
‫يإ ْ‬
‫م العرب ّ‬ ‫د ُ‬
‫ّ‬
‫الظبا‬ ‫‪1‬‬
‫أبى‬
‫فدى البراق‬‫ِ‬ ‫وح ّ‬
‫ن نغضبا‬‫قنا أ ْ‬
‫م‬
‫والحر ْ‬

‫قفا‬ ‫وفا َالعاُر أ ْ‬


‫ن ُنو ّ‬ ‫ل ال َ‬‫شباَبنا أه َ‬
‫فدى البراق‬ ‫ِ‬ ‫ق‬
‫سيروا بح ّ‬ ‫ِ‬
‫م‬‫والحر ْ‬ ‫المصطفى‬

‫أعداؤنا خانوا‬ ‫ل تسمعوا ك ِذْ َ‬


‫ب‬
‫د‬
‫العهو ْ‬ ‫د‬
‫الوعو ْ‬
‫فدى البراق‬ ‫ِ‬ ‫دوسوا على‬ ‫ُ‬
‫والحرم‬ ‫ُروس اليهود‬

‫قوموا عليهم‬ ‫ُ‬ ‫دوا‬


‫س ّ‬
‫شباَبنا ُ‬
‫ف‬ ‫ُ‬
‫باللو ْ‬ ‫ف‬‫الصفو ْ‬
‫ق‬
‫فدى البرا ِ‬‫ِ‬ ‫ه ما أحلى‬ ‫الل ُ‬
‫والحرم‬ ‫ف‬‫الحتو ْ‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫وطني أنت لي‬
‫]المتدارك[‬
‫تك ّ‬
‫ل‬ ‫وطني أن َ‬ ‫ت لي‬ ‫وطني أن َ‬
‫المنى‬ ‫م‬
‫م راغ ٌ‬ ‫والخص ُ‬
‫وب َ‬ ‫وطني إنني إن‬
‫ك العّز لي والهنا‬
‫م‬‫م سال ٌ‬ ‫تسل ْ‬
‫ن ننهضا‬
‫نأ ْ‬
‫آ َ‬ ‫يا شباَبنا انهضوا‬

‫ن‬
‫م الوط ْ‬ ‫فل َن ِ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن‬ ‫ول ُْنع ّ‬
‫ل الوط ْ‬
‫دكم خالدا ً‬
‫عاليا مج َ‬ ‫وانهضوا وارفعوا‬
‫ساميا‬
‫****‬
‫وطني صافح‬ ‫ده في‬ ‫وطني مج ُ‬
‫الكوكبا‬ ‫د‬
‫الكون أوح ُ‬
‫وطني حسُنه في‬
‫ة سهُله والّربا‬
‫جن ّ ٌ‬
‫ُ َ‬ ‫الكون مفرد‬

‫‪ 1‬يوجد خلل وزني في الشطر‪ - .‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪ 2‬هناك خلل وزني في بعض الشطر‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪108‬‬
‫ن ننهضا‬
‫نأ ْ‬
‫آ َ‬ ‫يا شباَبنا انهضوا‬

‫ن‬‫م الوط ْ‬ ‫فل َن ِ ْ‬


‫ع َ‬ ‫ن‬ ‫ول ُْنع ّ‬
‫ل الوط ْ‬
‫وانهضوا وارفعوا‬
‫دكم خالدا ً ساميا‬ ‫مج َ‬ ‫عاليا‬
‫****‬
‫وطني حيث لي‬
‫بلساني وما أشعُر‬
‫ق‬
‫ب ينط ُ‬ ‫ح ّ‬
‫م ِ‬
‫ُ‬
‫وطني حيث لي‬
‫وبه رايتي ت ُن ْ َ‬
‫شر‬
‫ق‬
‫فؤادٌ يخف ُ‬
‫ن ننهضا‬
‫نأ ْ‬
‫آ َ‬ ‫يا شباَبنا انهضوا‬

‫ن‬‫م الوط ْ‬ ‫فل َن ِ ْ‬


‫ع َ‬ ‫ن‬ ‫ول ُْنع ّ‬
‫ل الوط ْ‬
‫وانهضوا وارفعوا‬
‫دكم خالدا ً ساميا‬ ‫مج َ‬ ‫عاليا‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫نشيد النهضة ‪-‬‬
‫]الرمل[‬
‫سّرنا فيه سواءٌ‬
‫ْ ِ‬ ‫ك يا هذا‬‫ديُننا حب ّ َ‬
‫ن‬
‫والعل ْ‬ ‫الوطن‬
‫و يا تاري ُ‬
‫خ‬ ‫فار ِ‬
‫ن‬
‫واشهدْ يا زم ْ‬
‫****‬
‫طر في‬‫س ّ‬
‫دها ُ‬‫مج ُ‬ ‫هل حمى مث ُ‬
‫ل‬
‫سما‬
‫لوح ال ّ‬ ‫حمى‬ ‫ن ِ‬‫فلسطي َ‬
‫د مثله مهما إنه نوٌر يضيء‬ ‫ي مج ٍ‬‫أ ّ‬
‫النجما‬ ‫سما‬
‫سّرنا فيه سواء‬ ‫ك يا هذا‬ ‫ديُننا حب ّ َ‬
‫والعلن‬ ‫الوطن‬
‫و يا تاري ُ‬
‫خ‬ ‫فار ِ‬
‫ن‬
‫واشهدْ يا زم ْ‬
‫****‬
‫هره فادي وإليه المصطفى‬ ‫مط ّ‬ ‫حر ٌ‬
‫ً‬
‫ليل سرى‬ ‫‪2‬‬
‫الورى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬جريدة »فلسطين« ‪ -‬يافا ‪.31/12/1929 -‬‬

‫‪ 2‬المسيح عليه السلم‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ب أبى أن‬
‫حّبنا ح ّ‬ ‫وكذا البيعة حيث‬
‫‪1‬‬
‫ينكرا‬ ‫مرا‬ ‫ع َ‬
‫ُ‬
‫سّرنا فيه سواء‬‫ِ‬ ‫ك يا هذا‬‫ديننا حب ّ َ‬
‫والعلن‬ ‫الوطن‬
‫و يا تاري ُ‬
‫خ‬ ‫فار ِ‬
‫ن‬
‫واشهدْ يا زم ْ‬
‫****‬
‫ب‬‫ن بقل ٍ‬ ‫يا فلسطي ُ‬ ‫يأ ٌ‬
‫خ‬ ‫المسيح ّ‬
‫وفم‬ ‫للمسلم ِ‬
‫ع ْ‬
‫قدُ الثرّيا‬ ‫فانشري حّبهما في رمُزنا ِ‬
‫في الدم‬ ‫العلم‬
‫سّرنا فيه سواءٌ‬ ‫ك يا هذا‬ ‫ديننا حب ّ َ‬
‫والعلن‬ ‫ن‬
‫الوط ْ‬
‫و يا تاري ُ‬
‫خ‬ ‫فار ِ‬
‫ن‬
‫واشهدْ يا زم ْ‬
‫****‬
‫س‬‫أن تفوقي الشم َ‬ ‫ن دمي‬ ‫يا فلسطي ُ‬
‫عل‬ ‫ً‬
‫مجدا و ُ‬ ‫ف على‬ ‫وق ٌ‬
‫ك الرض طُّرا ً‬ ‫ْ‬
‫مل َ‬ ‫ك ُ‬‫ب ِ‬ ‫وعلى العهد بأل‬
‫بدل‬ ‫أقبل‬
‫سّرنا فيه سواء‬ ‫ك يا هذا‬ ‫ديُننا حب ّ َ‬
‫والعلن‬ ‫ن‬‫الوط ْ‬
‫خ‬‫و يا تاري ُ‬ ‫فار ِ‬
‫ن‬‫واشهدْ يا زم ْ‬
‫‪2‬‬
‫موطني‬
‫]الرمل[‬
‫فـي ُربا ْ‬
‫ك‬ ‫والسناُء والبهاُء‬ ‫ل‬‫ل والجما ُ‬ ‫الجل ُ‬ ‫موطني‬
‫في هواك‬ ‫والهناُء والرجاُء‬ ‫والحياةُ والنجاةُ‬
‫هل أراكْ‬
‫وغانما ً مكّرما ؟‬ ‫سالما ً منّعما‬
‫في عل ْ‬
‫ك‬ ‫هل أرا ْ‬
‫ك‬
‫ك؟‬‫سما ْ‬
‫تبلغ ال ّ‬
‫موطني‬
‫أو‬ ‫مه أن تستق ّ‬
‫ل‬ ‫ه ّ‬ ‫ب لن يك ّ‬
‫ل‬ ‫الشبا ُ‬ ‫موطني‬
‫يبيد ْ‬
‫ولن نكون للعدى‬ ‫نستقي من الـردى‬
‫كالعبيد‬
‫‪ 1‬عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫لحنه الخوان‪ :‬محمد وأحمد فليفل‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬

‫‪110‬‬
‫ل نريد ْ‬
‫ّ‬ ‫وعي َ‬
‫شنا المنكدا‬ ‫ذّلنا المؤّبدا‬
‫بل ُنعيد ْ‬ ‫ل نريد ْ‬
‫دنا التليد ْ‬
‫مج َ‬
‫موطني‬
‫م والنزاعُ‬ ‫ل الكل ُ‬ ‫م والَيراعُ‬
‫الحسا ُ‬ ‫موطني‬
‫رمُزنا‬
‫يهّزنا‬ ‫وفا‬
‫ب إلى ال َ‬ ‫وواج ٌ‬ ‫دنا‬
‫دنا وعه ُ‬
‫مج ُ‬
‫عّزنا‬
‫ف‬
‫ة ُترفر ُ‬
‫وراي ٌ‬ ‫ف‬
‫ة ُتشّر ُ‬
‫غاي ٌ‬
‫ك‬‫عل ْ‬ ‫في ُ‬ ‫هنا ْ‬
‫ك‬ ‫يا َ‬
‫عداكْ‬ ‫ً‬
‫قاهرا ِ‬
‫موطني‬
‫‪1‬‬
‫أطلقي ذاك العيارا‬

‫»في ذكرى وفاة الملك حسين«‬

‫»‪ ..‬وتوكل الشريف على الله‪ ،‬ونهض في صباح اليوم التاسع من شعبان‬
‫سنة ‪ 2 - 1334‬حزيران سنة ‪ ،1916‬قبل الفجر وبيده بندقية أطلقها‬
‫طلقة واحدة كان لدويها صدى في جدة والطائف والمدينة‪) «..‬ملوك‬
‫العرب للريحاني‪ :‬ج ‪(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ك ضيما ً‬ ‫َ‬
‫قد ْ ِ‬ ‫أطلقي ذا َ‬
‫ك‬
‫واصطبارا‬ ‫عيارا‬
‫ال ِ‬
‫د‬
‫ُيدَرك المج ُ‬
‫اقتسارا‬ ‫ُيطل َ ُ‬
‫ب العّز ابتدارا‬
‫أطلقي ذا َ‬
‫ك‬
‫العيارا‬
‫واركبي الهو َ‬
‫ل‬ ‫د‬
‫طمي القي َ‬ ‫ح ّ‬
‫سبيل‬ ‫الثقيل‬
‫س‬
‫عاش يا نف ُ‬
‫ك من كان بخيل‬
‫ب ِ‬ ‫ذليل‬
‫ك‬‫أطلقي ذا َ‬
‫العيارا‬
‫ق‬
‫واطلبي الح ّ‬ ‫دّبري المَر نهارا‬
‫جهارا‬
‫ِ‬

‫‪1‬‬
‫المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1934‬‬

‫‪111‬‬
‫ذ ّ‬ ‫واهبطي الهيجاءَ‬
‫فل ثارا‬
‫ل من ُيغ ِ‬
‫دارا‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫كيف مالت بالحبا ِ‬ ‫ل‬ ‫ق الرجا ِ‬ ‫يا لعنا ِ‬
‫ك أشبالي‬ ‫ها ِ‬
‫وعتادي للقتال‬
‫ومالي‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫ت تسري‬ ‫َ‬
‫فكرةٌ تحم ُ‬
‫ل نارا‬ ‫أعنق ْ‬
‫انتشارا‬
‫ب الصدَر‬
‫ُتله ُ‬ ‫ب‬
‫ط القل َ‬ ‫تهب ُ‬
‫استعارا‬ ‫قرارا‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫ه‬
‫بزناٍد فطوا ُ‬ ‫ه‬ ‫ت ثَ ّ‬
‫م يدا ُ‬ ‫علق ْ‬
‫ن صداه‬‫دد َ‬
‫ثم ر ّ‬ ‫ه‬
‫أضرم الِبيدَ سنا ُ‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫)‪(2‬‬
‫ل أثارا‬
‫ي أبطا ٍ‬
‫أ ّ‬ ‫م أغارا‬
‫انظري يو َ‬
‫بين صرعى‬
‫ت أدارا‬
‫ي كاسا ٍ‬
‫أ ّ‬
‫سكارى‬‫و ُ‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫م‬
‫واملي الشا َ‬ ‫د‬
‫احشدي البي َ‬
‫حقودا‬ ‫ُأسودا‬
‫ً‬
‫وُبنودا وبنودا‬ ‫ووعودا ً وعهودا ً‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫ي الكبارا‬‫والمان ّ‬ ‫المنايا تتبارى‬
‫واعتزازا ً وافتخارا‬ ‫طَّبقي الر َ‬
‫ض‬
‫انتصارا‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫‪1‬‬
‫ي‬
‫ن عل ّ‬
‫بالحسين ب ِ‬ ‫ي‬
‫اغدري غدَر القو ّ‬

‫‪1‬‬
‫الضمير يعود إلى بريطانيا العظمى )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ت بالخ ّ‬
‫ل‬ ‫لس ِ‬
‫ي‬
‫للحليف العرب ّ‬ ‫ي‬‫الوف ّ‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫****‬
‫فاطلبي العّز‬ ‫ك‬ ‫أمتي َ‬
‫قد ْ ِ‬
‫ابتدارا‬ ‫اصطبارا‬
‫هاجني الماضي‬ ‫د‬
‫وخذي المج َ‬
‫دكارا‬
‫ا ّ‬ ‫اقتسارا‬
‫أطلقي ذاك‬
‫العيارا‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫نشيد رثاء غازي‬
‫]الرمل[‬
‫ة فوق ُ‬
‫ذراها‬ ‫ت واله ً‬ ‫خفق ْ‬ ‫ب عراها‬ ‫وعها خط ٌ‬ ‫ةر ّ‬ ‫راي ٌ‬
‫ً‬
‫جَزعا تنعي إلى الدنيا فتاها‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫صبا مّرت بها نائح ً‬ ‫وال ّ‬
‫ملي‬
‫ملي وبعد غازي أ ّ‬ ‫يا رايتي َتج ّ‬
‫ل‬‫واعتصمي بفيص ِ‬
‫ل‬
‫ة المستقب ِ‬ ‫أمنّيـ َ‬
‫كعهد غازي أشرفي على الحمى‬
‫ل‬‫ة بفيص ِ‬ ‫ورفرفي منيع ً‬
‫ل‬
‫ة المستقب ِ‬ ‫ريحان َ‬
‫ت‬
‫ت المعالي الخالدا ْ‬ ‫ن رايا ِ‬ ‫واب َ‬ ‫ت‬
‫ت الباترا ْ‬ ‫هفا ِ‬ ‫ل المر َ‬ ‫يا سلي َ‬
‫م وثبات‬‫ك عز ٌ‬‫دنا عهدُ َ‬ ‫عه ُ‬ ‫م إنما‬ ‫ل وانع ْ‬ ‫ي البا ِ‬ ‫م رض ّ‬ ‫نَ ْ‬
‫ق المنى نبني‬‫نم بالهنا فإّننا وراء تحقي ِ‬
‫ن الوطنا‬ ‫به ّ‬
‫فيعتلي ويعتلي‬
‫فدا حتى ينال الفرقدا‬ ‫ل له ال ِ‬ ‫ولم ن ََز ْ‬
‫مكّرما ً مخّلدا‬
‫مؤّيدا ً بفيص ِ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫أشواق الحجاز‬
‫]المتقارب ‪ -‬المتدارك[‬
‫ب‬
‫م بح ّ‬
‫فؤادي وها َ‬ ‫ك‬
‫بلدَ الحجاز إلي ِ‬
‫النبي‬ ‫هفا‬
‫‪1‬لّ‬
‫حنه المرحوم يحيى اللبابيدي وُأذيع من محطة القدس )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1939‬‬
‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1939‬‬

‫‪113‬‬
‫ب ذاك‬
‫ويا طي َ‬ ‫م‬
‫ويا حّبذا زمز ٌ‬
‫الثرى الطّيب‬ ‫صفا‬‫وال ّ‬

‫ملءُ الوادي‪،‬‬ ‫ذكرى الهادي‪،‬‬


‫والنجاِد‬ ‫والمجاِد‬
‫حول الحرم‪ ،‬أبدا ً‬ ‫م‪ ،‬منذ‬
‫ِ‬ ‫أثُر الهم ِ‬
‫باد‬ ‫القدم ِ‬
‫بلدَ الكرام ِ‬
‫س الهدى‬ ‫شمو َ‬
‫ى‬
‫مد ً‬
‫ك سلمي َ‬ ‫علي ِ‬
‫سرمدا‬
‫****‬
‫وطاف بكعبة ذا َ‬
‫ك‬ ‫هنيئا ً لمن حضر‬
‫م‬‫الحر ْ‬ ‫المشهدا‬
‫ن لما‬‫وظّلله الرك ُ‬ ‫ومن َ‬
‫قب ّ َ‬
‫ل الحجَر‬
‫استلم‬ ‫السودا‬
‫****‬
‫ي‬
‫ب النب ّ‬‫وصح ُ‬ ‫ع‬
‫بروحي ربو ُ‬
‫هداةُ المل‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ي المي ْ‬ ‫النب ّ‬
‫ن‬
‫ة ورك ِ‬ ‫عماِد الحيا ِ‬ ‫ر‬
‫ومشرقُ نو ِ‬
‫عل‬‫ال ُ‬ ‫ن‬
‫ب المبي ْ‬ ‫الكتا ِ‬

‫ِ ملءُ الوادي‬ ‫ذكرى الهادي‬


‫والنجاِد‬ ‫والمجاد‬
‫حول الحرم أبدا ً‬ ‫أثُر الهمم ِ منذ‬
‫ِ‬
‫باِد‬ ‫القدم ِ‬
‫بلدَ الكرام ِ‬
‫ش الهدى‬ ‫سمو َ‬
‫ى‬
‫ك سلمي مد ً‬ ‫علي ِ‬
‫سرمدا‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫العمل ‪-‬‬
‫]الرجز[‬
‫ن‬‫بالشباب العاملي ْ‬ ‫مجد ُ البلدِ‬
‫ج مبين‬
‫للعلى نه ٌ‬ ‫والجتهادِ‬
‫ن‬
‫عّز الوط ْ‬ ‫ن‬
‫واجنوا الثم ْ‬ ‫ن‬
‫هُّبوا إذ ْ‬
‫ن‬
‫مدى السني ْ‬
‫ُيحيي الم ْ‬
‫ل‬ ‫ن العم ْ‬
‫ل‬ ‫إ ّ‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬دار الشرق الجديد )لم يحدد تاريخه)‬

‫‪114‬‬
‫فيه نسود ْ‬ ‫سّر الوجود ْ‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫في العالمي ْ‬
‫ة بين المل‬ ‫قيم ٌ‬ ‫ل‬‫ما للكسو ِ‬
‫م إلى العل‬ ‫ّ‬
‫سل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ول الخمو ِ‬
‫م‬
‫خيُر الشي ْ‬ ‫م‬
‫تبني الم ْ‬ ‫م‬
‫ن الهم ْ‬
‫إ ّ‬
‫أن نعمل‬
‫ل‬ ‫ُيحيي الم ْ‬ ‫ن العم ْ‬
‫ل‬ ‫إ ّ‬
‫فيه نسود ْ‬ ‫سّر الوجود ْ‬
‫ن‬
‫في العالمي ْ‬
‫ب‬‫قوّةٌ ل ُتغل ُ‬ ‫ب‬
‫م الشبا ْ‬
‫عز ُ‬
‫كب‬‫ل ي َْر َ‬‫أيّ هو ٍ‬ ‫ب‬‫ول يها ْ‬
‫ن‬
‫للوط ْ‬ ‫أو يجتني‬ ‫ل ينثني‬
‫ب‬‫ما يطل ُ‬
‫ُيحيي الم ْ‬
‫ل‬ ‫ل‬‫إن العم ْ‬
‫ْ فيه نسود ْ‬ ‫سّر الوجود‬
‫ن‬
‫في العالمي ْ‬
‫‪1‬‬
‫نشيد الربيع ‪-‬‬
‫ع‬
‫قد بدا الربي ْ‬
‫ن‬
‫وصفا الزما ْ‬
‫ن‬
‫هّيا يا إخوا ْ‬
‫ن‬‫نجمعُ الزهاَر والثمار في الوديا ْ‬
‫س‬
‫ت النفو ْ‬ ‫طاب ِ‬
‫ح‬‫ت الفرا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عَ ّ‬
‫ح‬‫ت الترا ْ‬ ‫زال ِ‬
‫ن‬
‫ن‪ُ ،‬ينشد اللحا ْ‬ ‫ل طيرٍ فوق غص ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ن‬
‫ث الشجا ْ‬ ‫ن‪ ،‬يبع ُ‬ ‫ن بعد لح ٍ‬ ‫ل لح ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ن‬
‫ب اللحا ْ‬ ‫ن أعذ َ‬ ‫فلتغ ّ‬
‫ب‬ ‫ة القلو ْ‬ ‫بهج ُ‬
‫ل شادِ‬ ‫بلب ٌ‬
‫م بالوادي‬ ‫ها َ‬
‫ن‬
‫ن للوطا ْ‬ ‫ب‪-‬ح ّ‬ ‫ن ‪ -‬كغري ٍ‬ ‫ذو حني ٍ‬
‫ن‬
‫س الولها ْ‬‫والغاني كالماني‪ُ ،‬تؤن ُ‬
‫ن‬‫ل حيرا ْ‬ ‫ه من بلب ٍ‬ ‫يا ل ُ‬
‫ذلك الغديُر‬
‫ماؤهُ صافي‬
‫ِوردهُ شافي‬
‫ن‬
‫ده نشوا ْ‬ ‫من أتاهُ ‪ -‬يا هناهُ ‪ -‬ر ّ‬
‫ن‬
‫س الجفا ْ‬ ‫طاف يجري ‪ -‬بين زهرٍ ‪ -‬ناع ِ‬
‫ن‪.‬‬‫ت فوقه الغصا ْ‬ ‫وتدل ّ ْ‬
‫ن‬‫هّيا يا إخوا ْ‬
‫‪ 1‬لم نستطع وضع هذا النشيد ضمن بحر من البحور الشعرية المعروفة‪ ،‬لنه ل يلتزم بأي قواعد البحور المقررة‪ ،‬ولعله من أوائل قصائد الشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه (لم يحدد تاريخه)‬

‫‪115‬‬
‫إنه الربيعْ‬
‫ع‬
‫ة الجمي ْ‬ ‫بهج ُ‬
‫ن‬
‫ن اللوا ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فاض نورا وسرورا‪ ،‬فات َ‬
‫ن‬
‫و‪ ،‬واطرِح الحزا ْ‬ ‫و‪ ،‬فُْز بله ٍ‬‫م لصف ٍ‬ ‫قُ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ي سي ّد َ الزما ْ‬ ‫ولنح ّ‬
‫****‬

‫‪116‬‬
‫يخّلف‬ ‫ء‬
‫ت سوى امرى ٍ‬ ‫وما قهر المو َ‬
‫خّلدا‬ ‫بين الناس ذكرا ً ُ‬
‫م َ‬

‫شعر الرثاء‬

‫‪117‬‬
‫‪1‬‬
‫كارثة نابلس ‪-‬‬
‫]الخفيف[‬
‫ع‬
‫ب أم دمو ُ‬ ‫تجرح القل َ‬ ‫ل‬
‫ء والطفا ِ‬
‫ع النسا ِ‬
‫أدمو ُ‬
‫ل؟‬‫الرجا ِ‬
‫فرماه القضاءُ‬ ‫بلدٌ كان آمنا ً مطمئ ِن ّا ً‬
‫بالزلزال‬
‫طَل َل ً دارسا من‬
‫ً‬
‫ه‬ ‫ة‪ ،‬إث َْر هّز ٍ‬
‫ة تركت ْ ُ‬ ‫هّز ٌ‬
‫ِ‬
‫الطلل‬
‫ما على ظهرها من‬ ‫ت‬
‫ض ثم شب ّ ْ‬
‫ت الر ُ‬‫ماد ِ‬
‫الثقال‬ ‫ت‬‫وألق ْ‬
‫ت‬‫ت أهلها‪ ،‬وذا َ‬ ‫َ‬ ‫لفظ ْ‬ ‫ن دياٌر‬
‫ت اليمي ِ‬
‫فتهاوت ذا َ‬
‫الشمال‬
‫سها‬‫ـيا ظلمًا‪ ،‬وشم ُ‬ ‫ج تثيره تر َ‬
‫ك الدّْنـ‬
‫في الزوال‬ ‫بعجا ٍ‬
‫ما‬‫تحتها أهُلها‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ما قبوٌر‬
‫خوال‬ ‫هي إ ّ‬
‫و ْ‬
‫فإذا الدوُر َ‬
‫هو بال‬ ‫ف ْ‬‫كه‪َ ،‬‬‫ئم ِ منها لد ّ‬ ‫وأرقّ النسيم ِ لو مّر بالقا‬

‫ب‬‫ـلى‪ ،‬فما عندها مجي ُ‬ ‫ف سائل ً بناب ُل ُ َ‬


‫س‬ ‫ل تق ْ‬
‫سؤال‬ ‫كـ‬‫الث ّ ْ‬
‫سْرحها‬ ‫ف عن َ‬ ‫خفا ٍ‬ ‫ً من ِ‬
‫ت الطيوَر تنفر ذعرا‬ ‫أرأي َ‬
‫وِثقال‬
‫مروها‪ ،‬إلى كهوف‬ ‫ع َ‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ت عن الدو ِ‬ ‫هكذا ن ُ ّ‬
‫فر ْ‬
‫الجبال‬ ‫ل‬‫أه ٌ‬
‫ت على‬ ‫ح عا ٍ‬ ‫صْر ٍ‬‫ل َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ن قب ُ‬
‫ل‬ ‫م؟ وك ّ‬ ‫أرسو ٌ‬
‫الدهر عال‬ ‫صروحا ً‬ ‫ُ‬
‫فالتحفنا السماءَ بعد‬
‫حجال‬ ‫ةو ِ‬‫مذال ٍ‬ ‫ف ُ‬ ‫شفو ٍ‬ ‫و ُ‬
‫ر‬
‫ستو ٍ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫طلْتها تقّلبا ُ‬ ‫ف ع ّ‬ ‫ه َ‬ ‫وليالي العراس يا ل َ ْ‬
‫‪2‬‬
‫الليالي‬ ‫قلبي‬
‫ر السى‬ ‫م لم يخط ِ‬ ‫دي يو َ‬ ‫نو ّ‬ ‫ك الدهُر يا اب َ‬ ‫أضح َ‬
‫في بال‬ ‫وأبكى‬

‫ضُر‪ ،‬يختال في ُبروِد‬ ‫ـ َ‬


‫هُر ال َ ْ‬
‫خـ‬ ‫ب واٍد كأّنه الن ّ َ‬ ‫ُر ّ‬
‫جمال‬ ‫ال َ‬
‫س‬
‫ح مائ ٌ‬ ‫دو ُ‬
‫فيه وال ّ‬ ‫ت‬‫ت النسيم ِ ذا ُ‬ ‫خطرا ُ‬
‫باختيال‬ ‫ل‬
‫اعتل ٍ‬
‫ن‬
‫ت اللوا ِ‬ ‫ت رائعا ِ‬‫ه الطيوُر مختلفا ٍ‬ ‫غشيت ْ ُ‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1927‬‬

‫‪ 2‬كانت تقام في اللحظة التي وقع فيها الزلزال حفلة زفاف كبرى للصديق السيد حكمة المصري وإخوانه وأبناء عمه )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫والشكال‬
‫و‬
‫غد ّ‬‫ن ال ُ‬
‫ك‪ ،‬يصل َ‬ ‫ك في ـ ِ‬ ‫ت على أرائ َ‬ ‫صادحا ٍ‬
‫بالصال‬ ‫الْيـ‬
‫ع وك َّر في اللحن‬ ‫ـ ٍ‬ ‫ت‬‫ت أرسلَنها ذا ُ‬ ‫غما ٌ‬ ‫نَ َ‬
‫واسترسال‬ ‫سجيـ‬ ‫تَ ْ‬
‫كان يشفيه ب َْردُ تلك‬ ‫ل‬‫يا طيوَر الوادي غلي ُ‬
‫الظلل‬ ‫فؤادي‬
‫ت لي الغناءَ‬ ‫ج ْ‬‫مَز َ‬ ‫يا طيوَر الوادي رزايا‬
‫بالعوال‬ ‫بلدي‬
‫ك للسرور مآل ً فغدا بالثبور شّر مآل‬ ‫كان وادي ِ‬
‫ت في‬ ‫ُز‪ ،‬فماذا سمع ِ‬ ‫ل« من صدى‬ ‫‪1‬‬
‫كان »عيبا ُ‬
‫عيبال ؟‬ ‫س يهتْز‬ ‫ُ‬
‫الن ِ‬
‫ء‬
‫ل منه وما ٍ‬ ‫في ظل ٍ‬ ‫مْنزها ً‬ ‫‪2‬‬
‫م« َ‬ ‫كان »جرزي ُ‬
‫ل‬
‫ُزل ِ‬ ‫والغواني‬
‫ل‬
‫ت الرما ِ‬ ‫زفرا ُ‬ ‫ه‬
‫صبا ُ‬‫ع عيوُنه؟ أ َ‬ ‫أدمو ٌ‬
‫والثكال ؟‬

‫هوجا ً تمت ّ‬
‫د‬ ‫ك ُ‬‫من ِ‬ ‫ت‬‫ت ما عهد ُ‬ ‫يا يدَ المو ِ‬
‫للغتيال‬ ‫ُألوفا ً‬
‫ة ما‬ ‫ب خمس ً‬ ‫ت الحر ُ‬ ‫طغ ِ‬
‫ت بغير قتال‬
‫مّر ْ‬
‫ن َ‬
‫كثوا ٍ‬ ‫دهْتنا‬
‫ن شّتى‪،‬‬ ‫ووجوهُ المنو ِ‬
‫كّلها عند هذه الهوال‬
‫فبانت‬
‫م َ‬
‫فّرقَ الوصال‬ ‫جمعوه ُ‬ ‫ه‬
‫مه وأبي ِ‬‫دل ّ‬ ‫من وحي ٍ‬
‫ه‬
‫ب على بنيه بوج ٍ‬ ‫مك ِ ّ‬ ‫و ُ‬
‫ع بالثرى المنهال‬
‫الدم َ‬ ‫خلط‬
‫ع‬
‫هو ضار ٌ‬ ‫جَزعًا‪َ ،‬‬
‫و ْ‬ ‫قوي أبيها َ‬
‫بابتهال‬ ‫ح ْ َ ْ‬ ‫تب ِ‬ ‫ة لذ ْ‬ ‫وفتا ٍ‬
‫ح قريبا ً منه بعي َ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫ض رأى ابَنه ُيسِلم‬ ‫وحري ٍ‬
‫‪3‬‬
‫المنال‬ ‫الّرو‬
‫عون‬ ‫ت‪ ،‬وكانوا يد ُ‬ ‫ِ‬
‫خ الـمو‬‫صّر ِ‬
‫وٍد ُ‬ ‫ع ّ‬
‫ضو ُ‬ ‫ومري ٍ‬
‫َ ْ بالبلل‬
‫صنات‬‫د‪ ،‬وبالمح َ‬ ‫َ‬ ‫ت بالمريض‪،‬‬ ‫ف البي ُ‬ ‫س َ‬ ‫خ ِ‬
‫ُ‬
‫والطفال‬ ‫ومن عا‬
‫ن‬
‫كيف تلهو المنو ُ‬ ‫ة‬
‫قد رأينا في لحظ ٍ‬
‫بالجال‬ ‫وسمعنا‬
‫م‬
‫ن الجسو َ‬ ‫ى‪ ،‬ستر َ‬ ‫و ً‬ ‫ع بل مأ‬ ‫سوةٌ جيا ٌ‬ ‫ههنا ن ِ ْ‬
‫بالسمال‬
‫‪ 1‬عيبال«‪ :‬جبل يكتنف نابلس من الجهة الشمالية )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 2‬جرزيم«‪ :‬جبل يكتنف نابلس من الجهة الجنوبية )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 3‬الحريض‪ :‬الساقط الذي ل يستطيع النهوض )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ث فوق‬ ‫ل الثا ِ‬ ‫م بدي ُ‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫غ ْ‬
‫ههنا أسرةٌ ُتهاجر وال َ‬
‫الرحال‬
‫عيال‬
‫م كثير ال ِ‬‫د ٌ‬
‫ع ِ‬
‫م ْ‬‫ههنا ُ‬ ‫ه‬
‫ى بفقد ذوي ِ‬
‫مبتل ً‬
‫ههنا ُ‬
‫ب‬ ‫نك ّ‬
‫ل قل ٍ‬ ‫مل الحز ُ‬
‫س بنضرة المال‬
‫ح يأ ٍ‬
‫ري ُ‬ ‫ت‬‫وأود ْ‬

‫ض كنوُزها من‬ ‫َ‬


‫ن لر ٌ‬ ‫دخلءَ البلِد‪ ،‬إن فلسطيـ ـ َ‬
‫ّ‬
‫نكال‬
‫عن بنيها‪ ،‬وآِذنوا‬ ‫ت ِب ُْرها صفرةُ الردى‬
‫بارتحال‬ ‫ه‬
‫خذو ُ‬ ‫ف ُ‬
‫ء من بعد هذا‬ ‫بوبا ٍ‬
‫طفا ً ! فقد أتانا نذير‬ ‫ب لُ ْ‬ ‫َر ّ‬
‫ٌ الوبال‬
‫عدَ المحال من‬ ‫َ‬
‫و بَ ْ‬‫ب‪ ،‬أ َ‬ ‫د‪ ،‬وك ّ‬
‫إمحال ؟‬ ‫ت قري ٌ‬ ‫لآ ٍ‬ ‫وجرا ٌ‬
‫ة‬
‫ب هجر ٍ‬ ‫حسُبنا ك َْر ُ‬ ‫ب َتـترى‬ ‫ب إن الكرو َ‬ ‫َر ّ‬
‫واحتلل‬ ‫علينا‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫سّر الخلود‬
‫]الكامل[‬
‫د‬ ‫لي بالحياة َتعل ّ ٌ‬
‫ق وَتشدّ ُ‬
‫والعمُر ما بعد المدى‬
‫د‬ ‫فيسن َ‬
‫ف ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫نَ َ‬
‫دده وأعلم أن ّ ُ‬
‫س أر ّ‬
‫ف ٌ‬
‫ت بين جوانحي‬
‫ِللمو ِ‬
‫دد‬
‫يتر ّ‬
‫م ُأخاتله بما‬ ‫وي َل ُ ّ‬
‫م بي أل ٌ‬
‫ب فيستكين‬
‫يصف الطبي ُ‬
‫ويخمد‬
‫ت من‬
‫ويسّرني أّني نجو ُ‬
‫الذى‬
‫ت‬
‫ن نجو ُ‬
‫ويلي كأني إ ْ‬
‫مخّلد‬
‫ُ‬
‫وكأنني ضّلل ُ‬
‫ت سيَر‬
‫منّيتي‬
‫ء‬
‫ن الطريق إلى الفنا ِ‬
‫إ ّ‬
‫‪1‬‬
‫في رثاء سعد زغلول‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1927‬‬

‫‪120‬‬
‫معّبد‬
‫ُ‬
‫ع‬
‫ت بخاد ٍ‬
‫ت لس ُ‬
‫هيها َ‬
‫ن الردى‬
‫عي َ‬
‫ن الردى ي َ ْ‬
‫قظى‬ ‫عي ُ‬
‫وعين ُ َ‬
‫ك ترقد‬
‫تل‬
‫ت بعد المو ِ‬ ‫أنا أن َ‬
‫د‬
‫مستعب ِ ٌ‬ ‫ُ‬
‫حّرا ً فأحقره ول‬
‫ُ‬
‫مستعَبد‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫ف الحيا ِ‬
‫ت خّزا َ‬
‫ورأي ُ‬
‫ُيذّلها‬
‫سها‪ ،‬وُيعّزها‬
‫فيدو ُ‬
‫ضد‬
‫فُين ّ‬
‫هل كان سعدُ كما‬
‫ت من الورى‬‫علم َ‬
‫د‬
‫ن سع َ‬
‫ت؟ كل إ ّ‬
‫فيمو َ‬
‫َ‬
‫لوحد‬
‫ف نعيه‬
‫ت عواص ُ‬ ‫هب ّ ْ‬
‫ة‬
‫مصري ّ ً‬
‫ة َتتمّرد‬
‫فإذا بها شرقي ّ ٌ‬
‫مه‬
‫ت أسأل يو َ‬
‫وطفق ُ‬
‫ه‬
‫فإذا ب ِ‬
‫م‬
‫ت أبك ُ‬ ‫م لَ َ‬
‫عمُر المو ِ‬ ‫يو ٌ‬
‫أسود‬
‫ة‬
‫ت في القدار ليل َ‬
‫وارتب ُ‬
‫ه‬
‫نعي ِ‬
‫م قيل‬ ‫وَلـحد ُ‬
‫ت َرْيبي يو َ‬
‫حد‬
‫سُيل َ‬
‫ر بفقد‬
‫ت بنو مص ٍ‬
‫جع ْ‬ ‫ُ‬
‫ف ِ‬
‫زعيمها‬
‫ع تفقد‬
‫ي أرو َ‬
‫ه أكبُر أ ّ‬
‫الل ُ‬
‫؟‬
‫ل‬
‫ن الني ِ‬
‫يا سعدُ يا اب َ‬
‫ه‬
‫رّنق ماء ُ‬
‫د‬ ‫ُثك ُ‬
‫ل البنين‪ ،‬وهل كسع ٍ‬
‫ُيولد ؟‬
‫ب‬ ‫مصُر التي فقدت ْ َ‬
‫ك قل ٌ‬
‫ق‬
‫خاف ٌ‬
‫عه التي‬
‫والشرقُ أضل ُ‬
‫َتتو ّ‬
‫قد‬

‫‪121‬‬
‫وكأنها كبدٌ ُيصّرعها‬
‫السى‬
‫ما َتعّلقها يد‬
‫وكأنه لـ ّ‬
‫ث‬
‫ت باع ُ‬ ‫عبدت ْ َ‬
‫ك مصُر وأن َ‬
‫مجدها‬
‫إن البطولة منذ كانت‬
‫ُتعَبد‬
‫دها‬
‫ة عب ُ‬
‫ب البطول ِ‬‫ر ّ‬
‫ه‬
‫تب ِ‬
‫قذف ْ‬
‫ب ُيبيدها‬ ‫شم َ‬
‫ل الخطو ِ‬
‫دد‬‫وُيب ّ‬
‫ب وقد‬
‫يلقى الخطو َ‬
‫طغى تّياُرها‬
‫فإذا به صخٌر هنالك‬
‫جْلمد‬
‫َ‬
‫ع‬ ‫وإذا بها ُلـج ٌ‬
‫ج َتداف َ‬
‫جها‬‫مو ُ‬
‫دها فَتحوُر عنه‬
‫فيص ّ‬
‫ويصمد‬
‫ف‬
‫وإذا به فوق الك ّ‬
‫مكل ّ ٌ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫بالغار ُيكبره الورى‬
‫جد‬
‫وُيم ّ‬
‫ح‬
‫وإذا به تحت الصفي ِ‬
‫د‬
‫بمعب ٍ‬
‫ة الغّراء حيث‬
‫والكعب ُ‬
‫المعبد‬
‫ن الخلوِد‬
‫وإذا به عي ُ‬
‫ه‬
‫سّر ُ‬
‫و ِ‬
‫ه‬
‫حّر الوجو ِ‬
‫تعنو له ُ‬
‫وتسجد‬
‫ة‬ ‫يا سعدُ شأن ُ َ‬
‫ك والبطول ُ‬
‫أنها‬
‫ت‬
‫ت أن َ‬ ‫تجثو لدي َ‬
‫ك وأن َ‬
‫السّيد‬
‫ع وستين‬
‫ه‪ ،‬في سب ٍ‬
‫الل ُ‬
‫ت‬
‫انطو ْ‬
‫ة‬
‫ضاءُ العزيم ِ‬
‫م ّ‬
‫ت َ‬
‫والمو ُ‬
‫يطرد‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫ب الحبائ َ‬
‫لج ّ‬ ‫نص َ‬

‫‪122‬‬
‫ت‬ ‫فتق ّ‬
‫طع ْ‬
‫م‬
‫وعهدُته يرمي السها َ‬
‫صد‬ ‫في ُ ْ‬
‫ق ِ‬
‫ما كان في المنفى‬
‫ق منه في‬
‫بأخف َ‬
‫مه‬
‫ش سها َ‬
‫ر يري ُ‬‫مص ٍ‬
‫دد‬
‫وُيس ّ‬
‫ورأى بطولت َ َ‬
‫ك التي‬
‫ه‬
‫تل ُ‬
‫صمد ْ‬
‫مسّرد‬ ‫ع علي َ‬
‫ك ُ‬ ‫وكأنها در ٌ‬
‫فرمى حبائَله وح ّ‬
‫طم‬
‫ه‬
‫س ُ‬
‫قو َ‬
‫ك خائفا ً‬
‫وأتى سريَر َ‬
‫صد‬
‫يتر ّ‬
‫فسقا َ‬
‫ك خمرةَ كأسه‬
‫فعرفَتها‬
‫وجرعَتها‪» ،‬وأنا‬
‫دد‬‫ت« ُتر ّ‬
‫انتهي ُ‬
‫ت وإنما تلك‬
‫عم ِ انتهي َ‬
‫نَ َ‬
‫القوى‬
‫نوٌر يفيض وجذوةٌ ل‬
‫تهمد‬
‫ق‬ ‫ت سبي َ‬
‫ل الشر ِ‬ ‫فهد ْ‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫في ظلمات ِ‬
‫ور في الحياة‬
‫فجرى ُيغ ّ‬
‫جد‬
‫وُين ِ‬
‫ت بكلكلها على‬
‫وهو ْ‬
‫أعدائها‬
‫ت مصٌر لمن‬
‫وَتفرعن ْ‬
‫يتنمرد‬
‫جبه‬
‫الفرقدُ الهادي ُيح ّ‬
‫الثرى‬
‫فمتى يؤوب؟ وأين‬
‫يطلع فرقد ؟‬
‫يا حسرتاه على البلد‬
‫ُيقيمها‬
‫ة بالرئيس‬
‫غدُر المني ّ ِ‬
‫عد‬‫وُيق ِ‬
‫ت مصَر‬
‫زفراُتها زفرا ُ‬
‫ت‬
‫دع ْ‬ ‫تص ّ‬

‫‪123‬‬
‫ن قلوُبنا‬
‫من هوله ّ‬
‫وال َك ُْبد‬
‫ت‬ ‫»عيبا ُ‬
‫ل« منذ تزلزل ْ‬
‫ه‬
‫أركان ُ ُ‬
‫ك ُيسعده ندا َ‬
‫ك‬ ‫ما انف ّ‬
‫‪1‬‬
‫وَيسعد‬
‫ه‬
‫مصابه ووصلت َ ُ‬
‫عّزيَته ب ُ‬
‫ةل‬ ‫حسبي عزاؤ َ‬
‫ك نعم ً‬
‫حد‬
‫ُتج َ‬
‫ة‬
‫ت به الحيا َ‬
‫جودٌ ختم َ‬
‫ه‬
‫وإن ُ‬
‫ةل َ‬
‫ك‬ ‫ف صنيع ٍ‬ ‫َلـختا ُ‬
‫م أل ِ‬
‫مد‬
‫ُتح َ‬
‫ت له فبات‬
‫عي َ‬
‫ولقد ن ُ ِ‬
‫ه‬
‫وحزن ُ ُ‬
‫ن‬
‫ن تسيل به وعي ٌ‬
‫عي ٌ‬
‫تجمد‬
‫هذا ثرى مصَر التي‬
‫أحببَتها‬
‫م هادئا ً يا سعدُ طاب‬
‫نَ ْ‬
‫المرقد‬
‫ك أفئدةٌ تودّ ل َ َ‬
‫و‬ ‫تفدي َ‬
‫اّنها‬
‫س‬
‫ت هي الرم ُ‬ ‫أمس ْ‬
‫سد‬
‫الذي َتتو ّ‬
‫وتودّ لو أن الزاهيَر‬
‫التي‬
‫ن‬ ‫قد كّللو َ‬
‫ك بها عيو ٌ‬
‫تسهد‬
‫ح والريحان خيُر‬
‫و ُ‬‫الّر ْ‬
‫ة‬
‫تحي ّ ٍ‬
‫ت‬ ‫والسلسبي ُ‬
‫ل ‪ -‬ولس َ‬
‫تظمأ ‪ -‬مورد‬
‫ل من َ‬
‫ك الذكُر في‬ ‫لم يخ ُ‬
‫ن وما‬
‫وط ٍ‬
‫ة‬ ‫ت لذكر َ‬
‫ك لوع ٌ‬ ‫برح ْ‬
‫دد‬‫َتتج ّ‬

‫****‬

‫‪ 1‬يشير إلى إعانة سعد لمنكوبي الزلزال بنابلس‬

‫‪124‬‬
‫‪1‬‬
‫حريق الشام‬
‫‪2‬‬
‫]السريع[ إلى نديم‬
‫هفي على الشام‬ ‫لَ ْ‬
‫س ّ‬
‫كانها‬ ‫و ُ‬
‫ة ظامي‬ ‫لهف َ‬
‫حّراِنها‬
‫ح َ‬
‫الرو ِ‬
‫ما أحرقْتها الناُر‬
‫لكّنما‬
‫ن‬
‫مفتو ٍ‬
‫ع َ‬
‫ضلو ُ‬
‫بغزلنها‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫رم ْ‬
‫ما أض ِ‬
‫بإ ّ‬
‫والح ّ‬
‫ه‬
‫ناُر ُ‬
‫تسمعه الدنيا‬
‫بآذانها‬
‫م« أخبْرني‬
‫»ندي ُ‬
‫فقد راعني‬
‫ر‬
‫ث النا ِ‬
‫َتشب ّ ُ‬
‫بغيطانها‬
‫ت الناُر‬
‫هل سر ِ‬
‫إلى »تينها«‬
‫ض‬
‫وُتوتها الغ ّ‬
‫‪3‬‬
‫مانها‬‫وُر ّ‬

‫****‬
‫‪4‬‬
‫رثاءُ نافع العّبوشي‬
‫]البسيط[‬
‫ع« لو‬
‫هفي على »ناف ٍ‬ ‫لَ ْ‬
‫ه‬
‫كان ينفع ُ‬
‫لهفي‪ ..‬وهيهات ما في‬
‫ع‬ ‫الموت ن ّ‬
‫فا ُ‬
‫ر‬
‫قد شّيعوه إلى قب ٍ‬
‫ه‬
‫فب ِ‬
‫يح ّ‬

‫‪ - 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1928‬‬


‫‪ 2‬قد يكون نديم البارودي أحد زملء إبراهيم في الجامعة الميركية‪.‬‬
‫‪ 3‬إشارة إلى قصيدة »حدائق الشام« وما ترمز إليه‪.‬‬
‫‪ 4‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪125‬‬
‫ع‬
‫من المهابة أتبا ٌ‬
‫ِ‬
‫وأشياع‬
‫حوْته أوطاُنه في‬
‫جوفها فغدا‬
‫ي‬
‫ه َ‬
‫بو ْ‬
‫كأنما هو قل ٌ‬
‫أضلع‬
‫يا موطنًا‪ ،‬في ثراه‬
‫ه‬
‫غاب سادت ُ ُ‬
‫لو كان يخجل من‬
‫باعو َ‬
‫ك ما باعوا‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫صاحب غمدان ‪-‬‬
‫]الطويل[ رثاء العلمة المرحوم جبر ضومط )أستاذ الداب العربية في‬
‫جامعة بيروت الميركية(‬
‫ن«‪ 2‬ما ُيبكي َ‬
‫ك يا‬ ‫»أغمدا ُ‬
‫ة الهدى؟‬ ‫كعب َ‬
‫م السى يا هيك َ‬
‫ل‬ ‫وفي َ‬
‫‪3‬‬
‫ل والّندى ؟‬‫الفض ِ‬
‫ت وحد َ‬
‫ك‬ ‫ك لو أصبح َ‬ ‫عذرت ُ َ‬
‫ى‬
‫مبتل ً‬
‫ت‬‫ن صبرا ً لس َ‬
‫أغمدا ُ‬
‫بالخطب أوحدا‬
‫جب ٌْر«‬
‫ن» َ‬‫لئن مات يا غمدا ُ‬
‫دما‬ ‫فش ّ‬
‫أعدّ رجال ً للحياة وجّندا‬
‫ر« وحول َ َ‬
‫ك‬ ‫أتبكي على »جب ٍ‬
‫جندُهُ ؟‬
‫ك فيمن راح حول َ‬
‫ك‬ ‫عزاؤ َ‬
‫واغتدى‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫ح ما يزال يمدّ ُ‬ ‫ك رو ٌ‬ ‫ِلباني َ‬
‫ر‬
‫ده ِ‬ ‫ك ممدودٌ على ال ّ‬ ‫وظل ّ َ‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬


‫‪ 2‬غمدان اسم قصر الفقيد في جبل لبنان )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 3‬هيكل الفضل‪ :‬الجامعة الميركية‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫سْرمدا‬
‫م‬
‫ش ّ‬ ‫ويا من رأى أركان َ َ‬
‫ك ال ّ‬
‫في الّربا‬
‫ن‬
‫ت لبنا َ‬
‫ن من جّنا ِ‬
‫وأ َ‬
‫تب ّ‬
‫مقعدا‬
‫ت‬
‫م اللغا ِ‬
‫ت على أ ّ‬
‫حنو َ‬
‫صنَتها‬
‫ف ُ‬
‫ع‬
‫ح المني َ‬
‫ت لها الصر َ‬‫وكن َ‬
‫الممّردا‬
‫وكان لها »جبٌر« أمينا ً‬
‫وحاميا ً‬
‫إذا ما بغى الباغي عليها أو‬
‫اعتدى‬
‫ت‬
‫شيد ْ‬
‫ن ِ‬
‫وللعلم في لبنا َ‬
‫د‬
‫معاه ٌ‬
‫ل‬
‫ق أيدي الجه ِ‬‫فلم ُتب ِ‬
‫‪1‬‬
‫ن معهدا‬ ‫منه ّ‬

‫ه‬
‫و ُ‬
‫جن َ ْ‬
‫ما قد َ‬
‫حم ّ‬
‫وأقب ُ‬
‫اعتذاُرهم‬
‫ع الما ُ‬
‫ل في‬ ‫فقالوا‪ :‬يضي ُ‬
‫سدى‬
‫عها ُ‬ ‫رف ِ‬
‫فدُ الما َ‬
‫ل‬ ‫وقد زعموها ُتن ِ‬
‫ة‬
‫كثر ً‬
‫فهل تركوا مال ً هناك‬
‫فينفدا ؟ !‬
‫ح إن هم أطفأوها‬
‫مصابي ُ‬
‫فإّنها‬
‫شؤم ٍ كم أضل ّ ْ‬
‫ت‬ ‫ب ُ‬‫حباح ُ‬
‫َ‬
‫من اهتدى‬
‫وما ل َ َ‬
‫هفي إل ّ على ساع ٍ‬
‫ة‬
‫بها‬
‫ه‬
‫عدا‪ ،‬ل بارك الل ُ‬
‫صدقنا ال ِ‬
‫في العدا‬

‫‪ 1‬الشارة إلى إغلق المدارس في لبنان أيام النتداب الفرنسي )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫عْرب‬
‫د بيضاءَ لل ُ‬
‫م من ي ٍ‬
‫فك ْ‬
‫عندهم‬
‫حّر الذي‬ ‫»ومن ل َ‬
‫ك بال ُ‬
‫‪1‬‬
‫يحفظ اليدا«‬
‫لئن خّلفوا لبنا َ‬
‫ن يخبط‬
‫في الدجى‬
‫ن ما انف ّ‬
‫ك‬ ‫ن يا لبنا ُ‬
‫فغمدا ُ‬
‫فرقدا‬

‫ق الّردى مهما يط ْ‬
‫ل‬ ‫طري ُ‬
‫قه الّردى‬‫يل َ‬
‫عر يجده‬ ‫قصيرًا‪ ،‬وإن ي َ ْ‬
‫و ُ‬
‫هدا‬
‫مم ّ‬
‫ُ‬
‫ت الفتى تحني‬
‫ومو ُ‬
‫ه‬
‫الثمانون ظهَر ُ‬
‫ة‬
‫كموت الفتى في ميع ِ‬
‫ر أمردا‬
‫العم ِ‬
‫ن شّتى‬ ‫حيات ُ َ‬
‫ك يا إنسا ُ‬
‫ضروُبها‬
‫ب‬
‫تحيط بها شّتى ضرو ٍ‬
‫من الّردى‬
‫ي‬
‫ت القو ّ‬
‫وما قهَر المو َ‬
‫ئ‬‫سوى امر ٍ‬
‫كرا ً‬
‫س ِذ ْ‬ ‫ّ‬
‫ُيخلف بين النا ِ‬
‫مخّلدا‬‫ُ‬
‫ر‪ ،‬ل‬ ‫ُيخّلف طي َ‬
‫ب الذك ِ‬
‫كالذي قضى‬
‫وخّلف وعدا ً في فلسطي َ‬
‫ن‬
‫‪2‬‬
‫أنكدا‬
‫فأبكى به قومًا‪ ،‬وأضحك‬
‫ة‬
‫أم ً‬

‫‪ 1‬تضمين شطر بيت للمتنبي هو‪:‬‬


‫وما َقَتل الحراَر كالعفو عنهُم‬
‫حّر الذي يحفظ اليدا‬
‫ك بال ُ‬‫ومن ل َ‬
‫‪ 2‬الشارة إلى اللورد بلفور‪ ،‬صاحب الوعد المشؤوم للصهاينة بإعطائهم فلسطين وطنًا قوميًا لهم )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫م‬
‫ه إل أن تهي َ‬
‫أبى الل ُ‬
‫َتشّردا‬
‫ف‬
‫س من ك ّ‬
‫ن خيَر النا ِ‬
‫ولك ّ‬
‫ه‬
‫شّر ُ‬
‫ة‬
‫س أو أغنى الحيا َ‬
‫عن النا ِ‬
‫وأسعدا‬
‫‪1‬‬
‫ه«‬
‫ر« و»عبدالل ِ‬
‫»كجب ٍ‬
‫طاب ثراهما‬
‫ق‬
‫ح الشذى َري ّ َ‬
‫وا َ‬
‫ول زال ف ّ‬
‫الندى‬
‫على خير ما يرجوه كان‬
‫كلهما‬
‫غْيبا ً‬
‫جهادا ً وإسعادا ً و َ‬
‫شهدا‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫هياما ً في هوى‬‫وهاما ُ‬
‫ة«‬‫ضري ّ ٍ‬
‫م َ‬
‫» ُ‬
‫كما انقطعا دهرا ً لها‬
‫وَتجّردا‬
‫فكم نشرا من ذلك‬
‫ن ما انطوى‬
‫الحس ِ‬
‫ر‬
‫ة في ذلك السح ِ‬
‫وكم آي ٍ‬
‫ددا‬
‫ج ّ‬
‫ر«‬
‫ت »بجب ٍ‬
‫بلغُتها افتن ّ ْ‬
‫وآثرت‬
‫ن« ظل ً‬
‫فصاحُتها »البستا َ‬
‫وموردا‬
‫ضيم‬
‫ت ‪ -‬ولو ِ‬
‫ة عّز ْ‬
‫إذا لغ ٌ‬
‫أهُلها ‪-‬‬
‫فقد أوشك استقلُلهم أن‬
‫ُيو ّ‬
‫طدا‬

‫‪ 1‬عبدال البستاني صاحب قاموس )البستان( وقد توفي بعد الستاذ ضومط بأيام قليلة )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ر« يدٌ عندي َتأل ّ ُ‬
‫ق‬ ‫»لجب ٍ‬
‫كالضحى‬
‫ل لها شكرا ً رثائي َ‬
‫ك‬ ‫وق ّ‬
‫شدا‬‫من ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ت‬
‫ر ببيرو َ‬ ‫غشيُتـ َ‬
‫ك في دا ٍ‬
‫للندى‬
‫فناءً‬
‫وللدب العالي ِ‬
‫دى‬‫منت َ‬
‫و ُ‬
‫شُر من‬ ‫ف ذوي َ‬
‫ك الب ِ ْ‬ ‫وح ّ‬
‫ب‬ ‫ك ّ‬
‫ل جان ٍ‬
‫ددا‬
‫ه َتر ّ‬
‫ر الوجو ِ‬
‫وبين أساري ِ‬
‫ت بي من فيض‬‫وآنس َ‬
‫ة‬ ‫نور َ‬
‫ك لمح ً‬
‫معينا ً‬
‫ت من شأني ُ‬
‫فأعلي َ‬
‫شدا‬‫مر ِ‬
‫و ُ‬
‫ت بي ب َّرا ً فيا ب ِّر‬
‫لقد كن َ‬
‫د‬
‫وال ٍ‬
‫سم خيرا ً في ابنه‬ ‫تو ّ‬
‫هدا‬
‫فَتع ّ‬
‫ويا حسرتا ُأضحي بُنعما َ‬
‫ك‬
‫نائحا ً‬
‫ن‬
‫ت بها من قبل حي ٍ‬‫وكن ُ‬
‫مغّردا‬
‫ُ‬
‫ة كان‬
‫م ٍ‬
‫ه ّ‬
‫ت لها من ِ‬
‫عجب ُ‬
‫منتهى‬
‫ك فيها حافل ً مث َ‬
‫ل‬ ‫حيات ِ َ‬
‫مبتدا‬ ‫ُ‬
‫فيا ُلغتي ِتيهي »بجب ٍ‬
‫ر«‬
‫على الّلغى‬
‫ويا وطني َردّدْ بآثاره‬
‫صدى‬
‫ال ّ‬

‫‪130‬‬
‫****‬

‫الملك حسين‬
‫]الرمل[‬
‫ه‬
‫ة الله عليه إن ّ ُ‬
‫رحم ُ‬
‫س‪ ،‬وكان‬
‫غاله اليأ ُ‬
‫المل‬
‫ح قوم ٍ خذلوه بعدما‬
‫وي َ‬
‫أخذوا الميثاقَ أل‬
‫ُيخ َ‬
‫ذل‬
‫ر بمن‬
‫ة الغد ِ‬
‫شيم ُ‬
‫ينصرهم‬
‫ي«‬
‫ن عل ّ‬
‫ت يا »اب َ‬
‫ذهب ْ‬
‫مَثل‬
‫َ‬
‫ت المصطفى لم‬ ‫آ َ‬
‫ل بي ِ‬
‫تبرحوا‬
‫ت في‬
‫ردون المو َ‬ ‫تَ ِ‬
‫عل‬ ‫ّ‬
‫ظِل ال ُ‬
‫س التي في‬
‫ت الكأ ُ‬
‫كاد ِ‬
‫‪1‬‬
‫ص«‬ ‫» ُ‬
‫قْبر ٍ‬
‫س التي‬
‫ُتشبه الكأ َ‬
‫في »ك َْربل«‬

‫‪2‬‬
‫نسر الملوك‬
‫]الرمل[‬
‫رثاء المغفور له صاحب الجللة فيصل الول ملك العراق »ألقيت في حفلة‬
‫الربعين التي أقيمت في مدينة نابلس«‬
‫قومي‬ ‫لو ُ‬‫شّيعي اللي َ‬
‫َ‬
‫استقبلي‬
‫س وراء‬‫ة الشم ِ‬ ‫طلع َ‬
‫ل‬
‫الكرم ِ‬
‫واخشعي‪ ،‬يوشك أن‬
‫حمى‬ ‫يغشى ال ِ‬
‫‪ 1‬نفي النجليز الملك حسين إلى قبرص بعد تخليه عن ملك الحجاز لبنه علي‪ ،‬وبقي فيها منفيًا ست سنوات )‪1921 -1925‬م(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬

‫‪ - 2‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬


‫سافر المغفور له صاحب الجللة الهاشمية فيصل الول ملك العراق إلى أوروبا ولكنه اضطر للعودة إلى العراق بسبب فتنة الشوريين‪،‬‬
‫ثم استأنف السفر إلى أوروبا فوافاه الجل المحتوم في سويسرا‪ ،‬وقد نقل جثمانه الطاهر على ظهر باخرة وجيء به إلى حيفا حيث كانت‬
‫فلسطين عن بكرة أبيها بانتظاره‪ ،‬أما فتنة الشوريين المشار إليها في هذه القصيدة فقد وقف منها المغفور له صاحب الجللة الملك‬
‫غازي ‪ -‬وكان وليًا للعهد ‪ -‬موقفًا صلبًا ووقعت بينه وبين البريطان مشادة عنيفة بشأنها )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ن سًنى من‬
‫يا فلسطي ُ‬
‫»فيصل«‬
‫ة‬
‫يا لهــا من ِديم ٍ‬
‫يرفـعـهـا‬
‫ق لعين‬
‫ب الف ِ‬
‫منك ُ‬
‫المجتلي‬
‫ت أمنا ً وظل ً وهد ً‬
‫ى‬ ‫نشـأ ْ‬
‫فل ْ ٍ‬
‫ك‬ ‫هدى النجم ِ ل ُ‬‫ك ُ‬
‫مقِبل‬‫ُ‬
‫ع‪،‬‬
‫ما دنا حتى همى الدم ُ‬
‫فهل‬
‫ث فوق‬
‫ء« الغي ِ‬‫»إيليا ُ‬
‫‪3‬‬
‫الجبل ؟‬
‫فل ْ ُ‬
‫ك الذي يحمله‬ ‫ذلك ال ُ‬
‫مثُله منذ جرى لم‬
‫َيحمل‬
‫ه‬
‫رب ِ‬
‫ة البح ِ‬ ‫دى ُلـ ّ‬
‫ج َ‬ ‫لو َتع ّ‬
‫ع‬
‫جة دم ٍ‬
‫خاض في لـ ّ‬
‫مسَبل‬
‫ُ‬
‫ف‬
‫وانطوى العـاص ُ‬
‫ه‬
‫جل ُ‬
‫والمو ُ‬
‫ن‬
‫فاكتسى البحُر غضو َ‬
‫الجدول‬
‫فْلك يجـري بينها‬
‫وإذا بال ُ‬
‫ف بين‬
‫كـمـرور الطي ِ‬
‫المقل‬
‫ه‬
‫رم الراقـدَ يدري أن ّ ُ‬
‫ُيك ِ‬
‫ب‬
‫ة والقل َ‬
‫ُيؤِثر الراح َ‬
‫الخلي‬
‫ه‬
‫راقدٌ ينعم في ضجعت ِ‬
‫خّلف الدنيا به في‬
‫غل‬ ‫ُ‬
‫ش ُ‬
‫ة فيها‬
‫أيقظ اللوع َ‬
‫والسى‬
‫وغفـا بينهما لم يحفل‬
‫ن عن‬
‫ق الجفا ِ‬
‫مطب َ َ‬ ‫ُ‬
‫ن طغى‬ ‫ْ‬
‫جف ٍ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ع وجف ٍ‬
‫ح الدم ِ‬
‫م ِ‬‫جا ِ‬
‫فل‬ ‫مج ِ‬‫ُ‬
‫‪ 3‬في التوراة أن القحط عّم فلسطين في أيام النبي »إيلياء« فدعا ال من جبل الكرمل أن يكشف الكرب بالغيث فاستجيب له‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ب ما‬
‫ن القل ِ‬
‫مطمئ ِ ّ‬‫ُ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫تزعج‬ ‫ُ‬
‫ت كالغضا‬
‫زفرا ٌ‬
‫المشتعل‬

‫****‬
‫ت من‬
‫ما الذي أعدد ِ‬
‫قرى‬
‫طيب ال ِ‬
‫ف‬
‫ن لضي ٍ‬
‫يا فلسطي ُ‬
‫ل؟‬‫ج ِ‬
‫ع َ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫ل أرى أرضا ً نلقيه بها‬
‫ع‬
‫ض بي ُ‬
‫قد أضاع الر َ‬
‫فل‬‫س ّ‬
‫ال ّ‬
‫ح‬
‫ك ل َيـلم ْ‬
‫ه ِ‬
‫فاسُتري وج َ‬
‫على‬
‫ي فوق‬
‫ه الخز َ‬
‫صفحتي ِ‬
‫الخجل‬

‫****‬
‫ن‬
‫كإ ْ‬ ‫أكرمي ضي َ‬
‫ف ِ‬
‫ه‬
‫أحببت ِ ِ‬
‫ح ّ‬
‫فل‬ ‫ر ال ُ‬
‫كبا ِ‬
‫بأمانيه ال ِ‬
‫ة‬
‫ول ً‬
‫مع ِ‬
‫ل تقومي حوله ُ‬
‫مل ْ ِ‬
‫ك أل ّ‬ ‫من جلل الـ ُ‬
‫ولي‬
‫ع ِ‬
‫تُ ْ‬
‫واسألي الباغين ماذا‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫هال ُ‬
‫ن‬
‫منه في أكفانه إ ْ‬
‫تسألي‬
‫مْيتا ً فاّتقوا‬
‫راعهم حي ّا ً و َ‬
‫خ َ‬
‫ذل‬ ‫ة جّبارةً لم ت ُ ْ‬
‫م ً‬
‫ه ّ‬
‫ِ‬
‫ب‬ ‫وا في ك ّ‬ ‫َ‬
‫ل قل ٍ‬ ‫ورأ ْ‬
‫ه‬‫حول َ ُ‬
‫جذوةَ العزم ِ ونوَر‬
‫المل‬
‫ه‬ ‫بط ٌ‬
‫ل قد عاد من ميدان ِ ِ‬
‫ظافرا ً يا مرحبا ً بالبطل‬

‫‪133‬‬
‫****‬
‫ء« يجلو‬
‫س »الشقرا ِ‬
‫فار ُ‬
‫باسمها‬
‫‪1‬‬
‫غمرةً ليلُتها ما تنجلي‬
‫جْين‪ 2‬في‬
‫ب التا َ‬
‫صاح ُ‬
‫ه‬
‫موكب ِ‬
‫ع‬
‫د المني ِ‬
‫ة المج ِ‬
‫راي ُ‬
‫الطول‬
‫ك«‬
‫من رأى »نسَر الملو ِ‬
‫المرتجى‬
‫عقبانه في‬
‫طار من ُ‬
‫جحفل‬
‫وسواءٌ في العاصير‬
‫وا‬
‫ض ْ‬
‫م َ‬
‫وا في ن َ َ‬
‫فحات‬ ‫ض ْ‬
‫م َ‬
‫أم َ‬
‫الشمأل‬
‫ه طارت‬
‫كجنود الل ِ‬
‫خيُلهم‬
‫ر في سماء‬
‫م بد ٍ‬
‫يو َ‬
‫القسطل‬
‫من رأى نارا ً على‬
‫ة‬
‫عاصف ٍ‬
‫غضوبا ً من‬
‫ض َ‬
‫هكذا انق ّ‬
‫عل‬‫َ‬
‫هبط المعق َ‬
‫ل يخشى‬
‫دثا ً‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫حْرُز‬
‫ه ِ‬
‫ن الل ِ‬
‫ويمي ُ‬
‫‪3‬‬
‫قل‬ ‫المع ِ‬
‫ت »آشوُر« حتى‬ ‫َ‬
‫شر ْ‬‫أ ِ‬
‫جاءها‬
‫أمُرها بين ال ّ‬
‫ظبا‬
‫سل‬ ‫َ‬
‫وال َ‬
‫ه‬
‫ق دون َ ُ‬ ‫ك ّ‬
‫ل لؤم ٍ وعقو ٍ‬
‫ن« لئيم ِ‬
‫ل »شمعو َ‬‫فع ُ‬
‫‪4‬‬
‫»الموصل«‬
‫ق ُترى‬
‫ب للح ّ‬
‫ثورةُ الغاض ِ‬
‫‪ 1‬لما ُأعلنت الثورة العربية الكبرى كان المغفور له الملك فيصل الول خارج الحجاز في زيارة أعدها له التراك وعندما صمم باعث النهضة العربية‬
‫على إعلن الثورة ضد التراك بعث إلى ابنه )المير( فيصل ببرقية جاء فيها )أرسلوا الفرس الشقراء( دعوة منه لبنه بالعودة إلى الحجاز فعاد )أحمد‬
‫طوقان(‪.‬‬
‫‪ 2‬تاج سورية وتاج العراق )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 3‬يشير الشاعر إلى عودة المغفور له الملك فيصل إلى العراق إثر فتنة الشوريين )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 4‬شمعون هو زعيم الفتنة الشورية )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫و ّ‬
‫كل‬ ‫ب من ُ‬
‫غ ٌ‬ ‫هذه‪ ،‬أم َ‬
‫ش َ‬
‫‪5‬‬
‫؟‬
‫ه‬
‫ف الذي جّرد ُ‬
‫ذلك السي ُ‬
‫ن هذا‬
‫فضحْته عي ُ‬
‫صْيقل‬‫ال ّ‬
‫ت عن‬
‫ن سهر ْ‬ ‫َ‬
‫يا لعي ٍ‬
‫ل«‬‫»فيص ٍ‬
‫مل ْ َ‬
‫ك له ما‬ ‫تحرس الـ ُ‬
‫تأتلي‬
‫ت الغدَر فآذاها‪ ،‬فهل‬
‫رأ ِ‬
‫م ولما‬
‫تحمل الضي َ‬
‫تغفل ؟‬
‫ق في ابن َ‬
‫ك »غازي«‬ ‫خل ُ ٌ‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫لم يك ْ‬
‫ب عن قريب‬
‫بغري ٍ‬
‫المنهل‬
‫ك ضيما ً‬
‫شبل ُ َ‬
‫ق ِ‬
‫لم ي ُطِ ُ‬
‫سّيدي‪،‬‬
‫ع للعذر قبل‬
‫فاستم ْ‬
‫ع َ‬
‫ذل‬ ‫ال َ‬
‫م في‬
‫قد يكون الحز ُ‬
‫العزم وقد‬
‫ي ُك َْتب التوفي ُ‬
‫ق‬
‫جل‬‫مستع ِ‬
‫لل ُ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬
‫ل في أ ّ‬
‫ة من رج ٍ‬
‫غضب ٌ‬
‫ة في رجل‬
‫م ً‬ ‫ُ‬
‫جعلْته أ ّ‬

‫****‬
‫من هفا للمثل العلى‬
‫د‬
‫يج ْ‬
‫م أعلى‬
‫في بني هاش َ‬
‫مثل‬
‫ت‬ ‫أّيكم يا آ َ‬
‫ل بي ِ‬
‫المصطفى‬
‫مستشهدا ً‬‫ما قضى ُ‬
‫ِ‬
‫منذ »علي« ؟‬
‫د‬ ‫ُ‬
‫ل أحاشي بينكم من أح ٍ‬
‫و‬
‫صن ْ ُ‬
‫ب ِ‬
‫ي الحر ِ‬
‫فكم ّ‬
‫العز‬

‫‪ 5‬يتساءل الشاعر هل هذه ثورة قام بها الشوريون من تلقاء أنفسهم أم فتنة حرضهم عليها الجانب )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫كّلكم ينشأ قلبا ً ويدا ً‬
‫ولسانا ً في جهاد‬
‫طل‬ ‫المب ِ‬
‫خل ْدُ لكم هيكل َ ُ‬
‫ه‬ ‫فتح ال ُ‬
‫فإذا أنتم ُبدوُر الهيكل‬
‫م جبري ُ‬
‫ل جناحيه على‬ ‫ض ّ‬
‫ل‬
‫ض ون ُب ْ ٍ‬
‫سؤدٍد مح ٍ‬
‫أمثل‬
‫وأطاف المل َ العلى‬
‫بمن‬
‫م‬
‫ق عز ُ‬
‫مه في الح ّ‬
‫عز ُ‬
‫الرسل‬
‫مْلكا ً لم‬ ‫فيص ٌ‬
‫ل شّيد ُ‬
‫يز ْ‬
‫ل‬
‫ه و»غازي«‬
‫حمى الل ِ‬‫ب ِ‬
‫يعتلي‬
‫ح‪،‬‬
‫ب بذل الرو َ‬
‫وبشع ٍ‬
‫ومن‬
‫ك وطيدا ً‬
‫مل ْ َ‬
‫د الـ ُ‬ ‫ي َن ْ ُ‬
‫ش ِ‬
‫ي َْبذل‬
‫د‬
‫م« لكي ٍ‬
‫ليس من »حا ٍ‬
‫ينبري‬
‫ب«‬
‫منتدَ ٍ‬
‫فيه أو » ُ‬
‫مختِتل‬
‫ُ‬
‫صّبوا‬
‫ضَرموا الناَر و َ‬
‫أ ْ‬
‫فوقها‬
‫حّرا ً أبي ّا ً يغتلي‬
‫مهم ُ‬
‫د َ‬
‫صهروا الغل َ‬
‫ل‬
‫وانصاعوا إلى‬
‫س الرض فقالوا‬
‫دن ِ‬
‫اغتسلي‬
‫دها‬
‫ور ُ‬
‫ب ِ‬
‫ة عذ ٌ‬
‫وإذا دجل ُ‬
‫م‬ ‫وإذا النخ ُ‬
‫ل كري ُ‬
‫المأكل‬
‫ت‬
‫ما ازدهر ْ‬
‫م ّ‬
‫وإذا بغدادُ ِ‬
‫خ بعد‬
‫ة التاري ِ‬ ‫حلي ُ‬‫ِ‬
‫عطل‬‫َ‬ ‫ال َ‬
‫ه‪،‬‬
‫نب ِ‬
‫ه‪ ،‬والعو ُ‬
‫ووقاها الل ُ‬
‫ول‬
‫ر وغدَر الدّ َ‬ ‫دو َ‬
‫ل الغد ِ‬ ‫ُ‬

‫‪136‬‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫وردٌ يغيض وهجرة تتدفق ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫]الكامل[‬
‫رثاء المرحوم موسى كاظم باشا الحسيني‬
‫ة من‬ ‫ه القضي ّ ِ‬ ‫وج ُ‬
‫ق‬
‫ر ُ‬ ‫مش ِ‬ ‫َ‬
‫جهادك ُ‬
‫ك من‬ ‫وعلى جهاد َ‬
‫ق‬
‫ك رون ُ‬‫وقار َ‬
‫ك في الكهولة‬ ‫ه قلب ُ َ‬ ‫لل ّ ِ‬
‫ه‬‫إن ّ ُ‬
‫ء‬
‫ة في حيا ٍ‬ ‫ترك الشبيب َ‬
‫رق‬ ‫ُتط ِ‬
‫ب‬‫ب وراءَ الشي ِ‬ ‫قل ٌ‬
‫صبا‬‫مّتقدُ ال ّ‬ ‫ُ‬
‫كالجمر تحت رماده‬
‫َيتحّرق‬
‫ل‬ ‫ت حتى ظ ّ‬ ‫أقدم َ‬
‫يعجب واجما ً‬
‫ك‬‫ش من اليام ِ حول َ‬ ‫جي ٌ‬
‫دق‬ ‫مح ِ‬
‫ُ‬
‫تلك الثمانون التي‬
‫في َْتها‬ ‫و ّ‬ ‫َ‬
‫في نصفها عذٌر لمن‬
‫ل يلحق‬
‫ت بها‪ ،‬فما‬ ‫ن سبق َ‬ ‫لك ْ‬
‫ر‬
‫ص ٍ‬ ‫لمق ّ‬
‫ة به يتعّلق‬ ‫ب لمعذر ٍ‬ ‫سب ٌ‬
‫مْرَتها كالدوح‪ ،‬ظاهُر‬ ‫ع ّ‬ ‫َ‬

‫‪ - 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1934‬‬


‫منذ عشرة أيام كان الحتفال الربعين بوفاة موسى كاظم باشا الحسيني‪ ..‬قالوا‪ :‬يجب أن أرثيه‪ .‬نعم‪ ،‬لنه حضر جنارة عمي الحاج حافظ‬
‫و)حضر( حفلة تأبينه‪ ..‬أضف إلى ذلك عنعنات عائلية حزبية يجب أن أحتفظ معها بشيء كثير من الموازنة«‪ .‬من رسالة الشاعر إلى‬
‫عمر فروخ‪ ،‬وقد وردت الرسالة في كتاب »شاعران معاصران«‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪137‬‬
‫ه‬
‫عوِد ِ‬
‫ُ‬
‫ضا ً‬ ‫ك َ‬
‫غ ّ‬ ‫صل ْ ٌ‬
‫ب وما ينف ّ‬ ‫ُ‬
‫رق‬‫ُ ِ‬‫يو‬

‫****‬
‫وطني أخاف علي َ‬
‫ك‬
‫قوما ً أصبحوا‬
‫م‬
‫ن الزعي ُ‬
‫م ِ‬
‫يتساءلون‪َ :‬‬
‫‪1‬‬
‫الليق؟‬
‫ب‬
‫ل تفتحوا با َ‬
‫ه‬
‫ق فإن ّ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫شقا ِ‬
‫سود‬‫ب على ُ‬ ‫با ٌ‬
‫مغَلق‬
‫ب ُ‬
‫العواق ِ‬
‫ص‬
‫ه ل ُيرجى الخل ُ‬
‫والل ِ‬
‫وأمُركم‬
‫فوضى‪ ،‬وشم ُ‬
‫ل‬
‫ممّزق‬
‫العاملين ُ‬
‫ت‬
‫سق ْ‬
‫ف َتن ّ‬
‫أين الصفو ُ‬
‫فكأنما‬
‫ن‬ ‫هي حائ ٌ‬
‫ط دون الهوا ِ‬
‫وخندق ؟‬
‫ب تأّلف ْ‬
‫ت‬ ‫أين القلو ُ‬
‫ت‬‫فتدافع ْ‬
‫ب‪ ،‬وك ّ‬
‫ل‬ ‫تغشى اللهي َ‬
‫ب فيلق ؟‬
‫قل ٍ‬
‫ف تصافحت‬
‫أين الك ّ‬
‫ت‬
‫وتساجل ْ‬
‫تبني وتصنع للخلص‬
‫وُتنفق ؟‬
‫ث‬
‫ة فالحواد ُ‬
‫ما الزعام ُ‬
‫أ ّ‬

‫‪ 1‬يشير الشاعر إلى ما كان يتردد بين الناس من اختلف على من سيخلف المرحوم موسى كاظم باشا الحسيني في رئاسة اللجنة التنفيذية‬
‫جه الحركة الوطنية في فلسطين‪ ،‬وُنّذكر القارئ أن المغفور له موسى كاظم باشا الحسيني هو والد شهيد‬
‫العربية وهي التي كانت تو ّ‬
‫فلسطين المرحوم عبدالقادر الحسيني طيب ال ثراهما )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫مها‬ ‫ُ‬
‫أ ّ‬
‫ر‬ ‫طى على َ‬
‫قدْ ِ‬ ‫ع َ‬
‫تُ ْ‬
‫ء وُترَزق‬
‫الفدا ِ‬

‫****‬
‫ت‬
‫ن البلِد‪ ،‬وأن َ‬
‫يا اب َ‬
‫ضها‬
‫سي ّدُ أر ِ‬
‫وسمائها‪ ،‬إّني عليك‬
‫فق‬‫َلـمش ِ‬
‫انظْر لعيش َ‬
‫ك هل‬
‫ه‬ ‫يسّر َ‬
‫ك أن ّ ُ‬
‫ة‬
‫هجر ٌ‬
‫وْردٌ يغيض و ِ‬
‫ِ‬
‫فق‬‫تتد ّ‬
‫م عن َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ماذا يردّ الظل َ‬
‫ة‬
‫أحسر ٌ‬
‫ة‬
‫عبر ٌ‬
‫ة‪ ،‬أم َ‬
‫أم زفر ٌ‬
‫تترقرق ؟‬
‫ن‬ ‫أم بث ّ َ‬
‫ك الشكوى تظ ّ‬
‫بياَنها‬
‫سحرًا‪ ،‬وح ّ‬
‫جَتها‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫الضحى يتألق!‬
‫ت‬ ‫ن إذا ظُل ِ ْ‬
‫م َ‬ ‫ل تلجأ ّ‬
‫ق‬
‫لمنط ٍ‬
‫ع ما يكون‬
‫فهناك أضي ُ‬
‫المنطق‬

‫****‬
‫س إلى‬
‫أفضى الرئي ُ‬
‫ه‬
‫ظلل نعيم ِ‬
‫ب بالقضّية‬
‫وارتاح قل ٌ‬
‫يخفق‬
‫ن‪،‬‬
‫آثاُره ملءُ العيو ِ‬

‫‪139‬‬
‫ه‬
‫ح ُ‬
‫ورو ُ‬
‫ر‪ ،‬وذكُره ل‬
‫ملءُ الصدو ِ‬
‫َيخُلق‬

‫*****‬
‫‪1‬‬
‫تعزية البيت الهاشمي ‪-‬‬
‫إلى روح المغفور له الملك علي بن الحسين ]الطويل[‬
‫بني هاشم ٍ بين المنايا‬
‫وبينكم‬
‫‪2‬‬
‫ت وما تغفو المنايا عن‬ ‫ِترا ٌ‬
‫ر‬
‫وت ْ ِ‬
‫ال ِ‬
‫‪3‬‬
‫ل«‬ ‫ت »بأبي الشبا ِ‬ ‫مض ْ‬
‫يستشهد الوغى‬
‫وراياُته فيها على دول‬
‫الغدر‬
‫ر‪ «4‬بعد‬ ‫ت عن »شاك ٍ‬ ‫كب ْ‬ ‫وما ن ّ‬
‫ل«‬ ‫»فيص ٍ‬
‫ً‪5‬‬
‫ج‬
‫وغالت »عليا « واللواع ُ‬
‫في الصدر‬
‫ل تغيب‬ ‫ت أَ ْ‬
‫قيا ٍ‬ ‫مقاما ُ‬ ‫َ‬
‫سها‬ ‫ُ‬ ‫شمو‬
‫ل ت َُردّ عن‬‫ت أبطا ٍ‬‫وغارا ُ‬
‫النصر‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫مد ْ‬
‫بني هاشم ٍ ل أخ َ‬
‫مراُتكم‬ ‫ج َ‬‫َ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و ُ‬ ‫ت أسيافكم ن ُ َ‬ ‫ول أغمد ْ‬
‫الدهر‬
‫ة‬
‫ض حالك ُ‬ ‫بأوجهكم تنف ّ‬
‫دجى‬ ‫ال ّ‬
‫ة‬
‫فل ُ‬ ‫مج ِ‬
‫ض ُ‬‫وأيمانكم ترف ّ‬

‫‪ - 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬


‫‪ 2‬وردت الكلمة في طبعتي دار الشرق الجديد ودار القدس )تراث(‪ ،‬ولكنها وردت في كتاب ‪» :‬شاعران معاصران« لعمر فروخ »ترات«‪ ،‬وأرجح أن‬
‫تكون الكلمة )ترات( لنها أكثر انسجامًا مع السياق‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو الشبال( هو المغفور له صاحب الجللة الملك حسين بن علي بن عون )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ 4‬شاكر( هو المغفور له المير شاكر بن زيد من أبطال العرب )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫ي بن الحسين ملك الحجاز‬ ‫ي ‪ :‬هو عل ّ‬‫‪ 5‬عل ّ‬

‫‪140‬‬
‫القطر‬
‫ه« آما ُ‬
‫ل‬ ‫ت »بعبد الل ِ‬
‫وِنيط ْ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬
‫أ ّ‬
‫د‬
‫و ُ‬
‫ع ْ‬
‫وفي ظل »غازي« َ‬
‫غّر‬
‫أّيامها ال ُ‬

‫****‬

‫‪1‬‬
‫رثاء الشيخ سعيد الكرمي‬
‫]الخفيف[‬
‫س‬
‫ي مجل ِ‬
‫ت‪ ،‬أ ّ‬
‫أيها المو ُ‬
‫س‬ ‫ُ‬
‫أن ٍ‬
‫د؟‬ ‫ر عطّل ْ َ‬
‫ت بعد سعي ِ‬ ‫ووقا ٍ‬
‫ب كالرياض في‬
‫أد ٌ‬
‫ّ‬
‫الحسن والطيـ‬
‫جناه للمستفيد‬
‫ب َ‬
‫ب‪ ،‬قري ٌ‬
‫ـ ِ‬
‫وكأني بعلمه البحُر‬
‫عمقا ً‬
‫واّتساعًا‪ ،‬نغشاه عذ َ‬
‫ب‬
‫الورود‬
‫ج ّ‬
‫لس تأنف‪،‬‬ ‫س ال ُ‬
‫وُنفو ُ‬
‫إل ّ‬
‫ن‬
‫عنده‪ ،‬أن تكون ره َ‬
‫القيود‬
‫د‬
‫مفي ٍ‬
‫ر من علمه و ُ‬
‫بغزي ٍ‬
‫ب من حفظه وبعيد‬
‫وقري ٍ‬
‫ب من ُأنسه‬‫وغري ٍ‬
‫ب‬
‫وعجي ٍ‬
‫ف من ظَْرفه وتليد‬
‫وطري ٍ‬
‫ل في‬‫ع الفض ِ‬ ‫جام ُ‬
‫عـ‬
‫ش ْ‬‫الرواية وال ّ‬

‫‪ - 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد ) ‪.( 1935‬‬


‫هو المرحوم الشيخ سعيد الكرمي )‪ 1935-1852‬م ( قاضي قضاة إمارة شرق الردن و من زعماء فلسطين‪ ،‬و قد حكم عليه السفاح‬
‫جمال باشا بالعدام بعد أن ثبت عليه العمل لمصلحة القضية العربية ثم خفض حكم العدام إلى السجن المؤبد‪ .‬و بقى رحمه اللله مسجونًا‬
‫في سجن دمشق حتى زوال الحكم العثماني عن البلد‪ ،‬هذا و كان المرحوم الشيخ سعيد الكرمي من أدباء فلسطين المعروفين‪ ،‬و كان‬
‫راوية للشعر ) أحمد طوقان (‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ع‬
‫ي‪ ،‬طب ُ‬
‫ر إلى الصمع ّ‬‫ـ ِ‬
‫‪1‬‬
‫»الوليد«‬
‫ة قوم ٍ‬ ‫سل َ ٌ‬
‫ف صالح‪ ،‬بقي ّ ُ‬ ‫َ‬
‫دهم في‬
‫ه عه َ‬
‫بارك الل ُ‬
‫العهود‬
‫عرفوا الخيَر‪ ،‬أكرموا‬
‫ه‬
‫فاعلي ِ‬
‫م جهَلهم‬
‫جهلوا اللؤ َ‬
‫للجحود‬
‫ء‬
‫عدا ٍ‬
‫وإذا ما تجّردوا ل ِ‬
‫وقفوا بالعداء عند حدود‪..‬‬
‫ليت قومي َتخّلقوا‬
‫بكريم اْلـ‬
‫ـ ُ ْ‬
‫ق هذا‪ ،‬عند الخصام ِ‬
‫خل ِ‬
‫الشديد‬
‫و‬
‫ما أشدّ افتقاَرنا لسم ّ‬
‫اْلـ‬
‫ق في هذه الليالي‬ ‫ـ ُ ْ‬
‫خل ِ‬
‫سود‬‫ال ّ‬
‫ضكم يمّزق‬
‫ما لكم بع ُ‬
‫بعضا ً‬
‫و اللدوِد ؟‬ ‫أَ َ‬
‫فرغتم من العد ّ‬
‫‪2‬‬

‫اذهبوا في البلد طول ً‬


‫وعرضا ً‬
‫وانظروا ما لخصمكم من‬
‫جهود‬
‫صرحا ً‬
‫والمسوا باليدين َ‬
‫منيعا ً‬
‫شاد أركاَنه بعزم ٍ وطيد‬
‫شاده فوق مجدكم‪،‬‬
‫ه‬
‫وبنا ُ‬
‫خّرا ً على ُرفات‬
‫مشم ِ‬
‫ُ‬
‫الجدود‬
‫ك ّ‬
‫ل هذا استفاده بين‬

‫‪ 1‬الوليد هو الشاعر البحتري المشهور ) أحمد طوقان (‪.‬‬


‫‪ 2‬كانت النعرات الحزبية في فلسطين حينذاك على أشدها )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫فوضى‬
‫ق‪ ،‬وذّلة‪ ،‬و ُ‬
‫هجود‬ ‫شقا ٍ‬
‫و ِ‬
‫ل بالت ّّرهات‬‫واشتغا ٍ‬
‫ب ال ْ‬
‫ذ‬ ‫وح ّ‬
‫ع عميم ٍ مجيد‬
‫ت عن ناف ٍ‬ ‫َ‬
‫ذا ِ‬
‫ة‬
‫ن تلك حيا ٌ‬
‫هأ ّ‬
‫شهد الل ُ‬
‫ت فوقها حياةُ العبيد‬
‫ضل ْ‬ ‫ُ‬
‫ف ّ‬
‫سد‬
‫ة ُيح َ‬
‫ت نعم ً‬
‫أصبح المو ُ‬
‫مْيـ‬
‫الـ َ‬
‫سدا ً في‬
‫مو ّ‬
‫ت عليها ُ‬
‫ـ ُ‬
‫الصعيد‬
‫وسعيدٌ من نال مث َ‬
‫ل‬
‫د«‬ ‫»سعي ٍ‬
‫ء داَر الخلـود‬
‫ر الفنـا ِ‬
‫بعد دا ِ‬
‫مقيما ً‬
‫م ُ‬ ‫فهنيئا ً ل َ‬
‫ك النعي ُ‬
‫ز الحميد‬
‫ت فيه جاُر العزي ِ‬
‫أن َ‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫رثاء أبي المكارم‬
‫‪2‬‬
‫]البسيط[ في رثاء الشاعر العراقي عبدالمحسن الكاظمي‬
‫ر ما ألوى‬ ‫ة الشع ِ‬ ‫ل جن ّ َ‬‫س ْ‬
‫َ‬
‫بدوحتها‬
‫ت من ظلل‬ ‫حتى خل ْ‬
‫ب‬
‫ن والطي ِ‬ ‫الحس ِ‬
‫ل‬‫دى يردّ السي َ‬ ‫ومن َتص ّ‬
‫حما ً‬
‫مزد ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫ش ّ‬‫در مـن ُ‬ ‫ما َتح ّ‬
‫لـ ّ‬
‫الهاضيب ؟‬
‫ومن أغار على تلك‬
‫ى‬
‫ضح ً‬ ‫الخيام ِ ُ‬
‫ضها من بعد‬ ‫ُيبيح تقوي َ‬
‫تطنيب ؟‬
‫ة‬
‫ك سالب ً‬‫ة ما تنف ّ‬ ‫هي المني ّ ُ‬
‫فما ُتغادر حي ّا ً غيَر‬
‫مسلوب‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬


‫‪ 2‬عبدالمحسن الكاظمي )‪1935-1865‬م( ولد في بغداد‪ ،‬واستهواه الدب فحفظ شعرًا كثيرًا‪ ،‬واتصل بجمال الدين الفغالي عند مروره بالعراق‪ ،‬طورد‬
‫من السلطات العثمانية‪ ،‬فلجأ إلى الهند‪ ،‬ثم دخل مصر وأقام فيها بقية حياته‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ة أن تأسى‬
‫ق العروب ِ‬
‫ح ّ‬
‫لشاعرها‬
‫منهل ّ‬
‫ع ُ‬
‫ف الدم َ‬
‫وتذر َ‬
‫بمسكوب‬
‫حّرى‬
‫ل الزفرةَ ال َ‬‫وُترس َ‬
‫ة‬
‫دع ً‬
‫مص ّ‬‫ُ‬
‫ب‬
‫د القل ِ‬ ‫عك ّ‬
‫ل عمي ِ‬ ‫ضلو َ‬
‫مكروب‬
‫من للقريض عريقا ً في‬‫َ‬
‫ه‬
‫عروبت ِ‬
‫ن من معًنى‬
‫حَري ْ ِ‬
‫س ْ‬
‫يأتي ب ِ‬
‫وتركيب ؟‬
‫هي‬
‫و ْ‬
‫غّر القوافي َ‬‫من ل ُ‬‫و َ‬
‫ة‬
‫شرق ٌ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫ت‬
‫»كأوجه البدوّيا ِ‬
‫‪1‬‬
‫الّرعابيب« ؟‬
‫م« قم في‬‫»أبا المكار ِ‬
‫الحفل مرتجل ً‬
‫ذباِتك لم ُتص َ‬
‫قل‬ ‫مه ّ‬
‫‪2‬‬
‫ب‬
‫بتهذي ِ‬
‫م‬
‫ن القو َ‬
‫ضرم ِ الناَر إ ّ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫ة‬
‫هامد ٌ‬
‫ب غيُر‬ ‫قلوُبهم‪ ،‬ذَ ّ‬
‫ل قل ٌ‬
‫مشبوب‬
‫خ إباء َ‬
‫ك في آنافهم‬ ‫وانف ْ‬
‫ضبا ً‬ ‫َ‬
‫غ َ‬
‫م‬ ‫فقد ُتحّر ُ‬
‫ك أصنا َ‬
‫المحاريب‬
‫َتمك ّ َ‬
‫ن الذّ ّ‬
‫ل من قومي فل‬
‫ب‬‫ج ٌ‬ ‫ع َ‬
‫أل ّ ُيبالوا بتقري ٍ‬
‫ع وتأنيب‬
‫ف العذَر لو أن‬
‫ما أشر َ‬
‫ت‬
‫الوغى نثر ْ‬
‫ن‬
‫ءهم بين مطعو ٍ‬
‫أشل َ‬
‫ومضروب‬
‫ب‬
‫ن دهْتهم أسالي ُ‬‫لك ْ‬
‫ة وهم‬‫عدا ِ‬‫ال ُ‬

‫ضِر المستحسنات بِه كأوجه البدوّيات الّرعابيبِ‬‫ح َ‬‫‪ 1‬تضمين شطر بيت للمتنبي هو‪ :‬ما أوجُه ال َ‬
‫ن له )أحمد طوقان(‪.‬‬ ‫‪ 2‬كان الشاعر الكاظمي رحمه ال يرتجل الشعر ارتجا ً‬
‫ل كلما ع ّ‬

‫‪144‬‬
‫ن لهون عن تلك‬
‫ساهو َ‬
‫الساليب‬
‫ه‬
‫ح ُ‬
‫و ُ‬
‫ل ُيل ّ‬
‫ويقنعون بمبذو ٍ‬
‫د‬
‫مستعمروهم بتبعي ٍ‬
‫وتقريب‬
‫د‬
‫كأّنهم لم ُيشّيد مج ُ‬
‫أولهم‬
‫ف‬
‫على السيوف وأطرا ِ‬
‫النابيب‬
‫ض أهُلها‬ ‫يا رائدا ً ك ّ‬
‫ل أر ٍ‬
‫ب‬‫عر ٌ‬
‫د‬
‫و تصعي ٍ‬
‫ض ُ‬
‫يجتازها ن ِ ْ‬
‫وتصويب‬
‫شدا ً عندهم علما ً‬
‫من ْ ِ‬
‫و ُ‬
‫ة‬‫ومعرف ً‬
‫ج‬
‫بحالهم بين إدل ٍ‬
‫وتأويب‬
‫ت منهم ُأناسا ً‬ ‫هل جئ َ‬
‫َ‬
‫شهم َرغدٌ ؟‬ ‫عي ُ‬
‫ر‬
‫ر غي ِ‬ ‫تب ُ‬
‫قط ٍ‬ ‫أم هل نزل َ‬
‫منكوب ؟‬
‫ه‬
‫ب يجاور ُ‬
‫ع بل ذئ ٍ‬
‫ي را ٍ‬
‫أم أ ّ‬
‫إن لم تجد راعيا ً شّرا ً‬
‫من الذيب ؟‬

‫****‬
‫ة‬
‫خلدَ منزل ً‬
‫ي ال ُ‬ ‫َتب َ‬
‫وأ الكاظم ّ‬
‫ّ‬
‫يلقى من الله فيها خيَر‬
‫ترحيب‬
‫ف من‬
‫م« أشر ْ‬
‫»أبا المكار ِ‬
‫ك وق ْ‬
‫ل‬ ‫عل َ‬
‫ن أم دنيا‬
‫أرى فلسطي َ‬
‫العاجيب ؟‬
‫ح في‬
‫سّر ْ‬
‫وانظْر إلينا و َ‬
‫الحمى بصرا ً‬
‫عن الهدى لم يكن يوما ً‬
‫بمحجوب‬
‫تجدْ قوي ّا ً وفى وع َ‬
‫د‬

‫‪145‬‬
‫ل ولم‬
‫الدخي ِ‬
‫د‬
‫يكن لنا منه إل وع ُ‬
‫عْرقوب‬ ‫ُ‬
‫ع ْ‬
‫شٌر في‬ ‫عو َ‬
‫ومّر سب ٌ‬
‫البلد ل َ ُ‬
‫ه‬
‫ب‬
‫ج ترهي ٍ‬
‫مْز ُ‬
‫مه َ‬
‫وحك ُ‬
‫‪1‬‬
‫وترغيب‬
‫قد تنتهي هذه الدنيا وفي‬
‫ه‬
‫يد ِ‬
‫ب‬
‫ن تدري ٍ‬
‫مصيُرنا ره َ‬
‫وتجريب‬
‫ل أرى شّرها في‬ ‫حا ٌ‬
‫شرا ً‬
‫منت ِ‬
‫الناس ُ‬
‫وخيَرها للمطايا‬
‫والمحاسيب‬

‫ن بعد‬
‫هل في فلسطي َ‬
‫ة؟‬
‫ع ٍ‬
‫س من دَ َ‬
‫البؤ ِ‬
‫م بعد‬
‫أم للزمان ابتسا ٌ‬
‫تقطيب ؟‬
‫م والعجا ُ‬
‫ل‬ ‫ق العز ُ‬
‫ق َ‬ ‫ح ّ‬
‫كم َ‬
‫ل‬‫من أم ٍ‬
‫ل‬
‫وخاب قصدٌ بإمها ٍ‬
‫وتقليب‬

‫****‬

‫‪2‬‬
‫رثاء أديب منصور‬
‫]المتقارب[‬
‫ه‬ ‫ً‬
‫ت »أديبا« فأحببت ُ ُ‬
‫عرف ُ‬
‫سرعان ما غاب هذا‬ ‫و َ‬
‫ب‬‫الحبي ْ‬
‫ن كّلمت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ويا ل َ َ‬
‫هفي‪ ،‬ال َ‬
‫‪1‬‬
‫وردت في طبعة دار الشرق الجديد »تجريب«‪ ،‬وأظنها خطًأ مطبعيًا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كان المرحوم أديب منصور من موظفي محطة الذاعة في القدس‪ ،‬وكان يعمل مع المرحوم إبراهيم‪ ،‬وفي أحد اليام وضع مجرمون من الرهابيين‬
‫اليهود قنبلة موقوتة في مكاتب الذاعة فانفجرت القنبلة مودية بحياة المرحوم أديب منصور‪ ،‬فرثاه إبراهيم بهذه القصيدة وألقاها في حفلة الربعين التي‬
‫أقيمت في جمعية الشبان المسيحية في القدس تخليدًا لذكرى المرحوم أديب )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1939‬‬

‫‪146‬‬
‫ة بات ل‬
‫وفي لحظ ٍ‬
‫يستجيب‬
‫ويا حسرتي للّردى‪،‬‬
‫ت‬‫مّزق ْ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫يداه رداءَ الشبا ِ‬
‫القشيب‬
‫وكان نضيرا ً على‬
‫ه‬
‫كبي ْ ِ‬
‫من ْ ِ‬
‫َ‬
‫فأصبح منه سليبا ً‬
‫خضيب‬
‫ه‬
‫دعاني البكاءُ فلّبيت ُ ُ‬
‫ع صبيب‬ ‫ً‬
‫جزوعا عليه بدم ٍ‬
‫َ‬
‫ت بموكبه خاشعا ً‬
‫وسر ُ‬
‫مهيب‬ ‫ُ‬
‫ل َ‬
‫أشّيعه بين حف ٍ‬
‫ُتفيض أكاليُله طيَبها‬
‫ودون شمائله ك ّ‬
‫ل طيب‬
‫ر في‬
‫ت عن القب ِ‬‫وعد ُ‬
‫ن‬
‫العائدي َ‬
‫ب وخلفي‬
‫أمامي نحي ٌ‬
‫نحيب‬
‫س له‬ ‫وفي ك ّ‬
‫ل نف ٍ‬
‫ة‬
‫لـوعـ ٌ‬
‫ب عليه‬ ‫وفي ك ّ‬
‫ل قل ٍ‬
‫لهيب‬
‫ت »أديبًا« حمي َ‬
‫د‬ ‫عرف ُ‬
‫ل‬
‫الخصا ِ‬
‫ي‬
‫ت فيه الذك ّ‬
‫وأحبب ُ‬
‫اللبيب‬
‫وروحا ً على القلب مث َ‬
‫ل‬
‫النسيم ِ‬
‫ب‬
‫ب فُينعش قل َ‬
‫يه ّ‬
‫الكئيب‬
‫وكـان قـريرا ً بآمـال ِ‬
‫ه‬
‫ه أل ّ تخيب‬
‫فأدعو له الل َ‬
‫وكـان يراها بعين‬
‫ب‬‫الري ِ‬
‫ن‬
‫ن للدهر عي َ‬
‫ولك ّ‬
‫الرقـيب‬
‫ويكلها بالنشاط‬
‫ب‬
‫العجي ِ‬

‫‪147‬‬
‫ن‬
‫وللدهر في الناس شأ ٌ‬
‫عجيب‬
‫د‬
‫ل ذاك الفؤا َ‬‫َتناو َ‬
‫ب‬‫الخصي َ‬
‫د‬
‫هو الفؤا ُ‬
‫و ْ‬
‫فأصبح َ‬
‫الجديب‬
‫ه‬
‫ن آمال ِ‬ ‫وح ّ‬
‫طم بنيا َ‬
‫ن رهيب‬
‫ي لئيم ٍ خؤو ٍ‬ ‫بك ّ‬
‫ف ْ‬

‫عزاءً لكم‪ ،‬أيها‬


‫ن‪،‬‬
‫القربو َ‬
‫جميل ً لنا فيه أوفى‬
‫نصيب‬
‫م بيننا‬
‫ح ٌ‬
‫ت َر ِ‬
‫لئن باعد ْ‬
‫ب‬
‫لقد كان فينا الحبي َ‬
‫القريب‬
‫بنا ما بكم من غليل‬
‫السى‬
‫ح عليه الوجيب‬
‫ب أل ّ‬
‫بقل ٍ‬
‫مه‬
‫ومّر بنا يو ُ‬
‫ن«‬‫»الربعو َ‬
‫دد لي ذكَر يوم ٍ‬
‫ُيج ّ‬
‫عصيب‬
‫ى كان في‬
‫ت فت ً‬ ‫َ‬
‫فقد ُ‬
‫أسرتي‬
‫ن‬ ‫ملذَ القري ِ‬
‫ب وعو َ‬
‫‪1‬‬
‫الغريب‬
‫أبـي ّا ً على الضيم‪ ،‬ع ّ‬
‫ف‬
‫ن‪،‬‬
‫اليدي ِ‬
‫ما ُيريب‬
‫م ّ‬
‫ة ِ‬
‫سرير ِ‬
‫ي ال ّ‬
‫نق ّ‬
‫م‪ ،‬وهذا‬
‫ع ّ‬
‫ن َ‬
‫فذاك اب ُ‬
‫ق‬
‫صدي ٌ‬
‫ف«‪ ،‬وهذا‬
‫وذاك »عفي ٌ‬
‫»أديب«‬

‫****‬

‫‪1‬‬
‫الشارة إلى المرحوم ابن العم عفيف طوقان مهندس لواء القدس الذي ُقتل بسبب انفجار لغم أرضي تحت سيارته وهو مسافر على طريق بيت جبرين‬
‫في لواء الخليل )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫لم ُنو ّ‬
‫فر غادةً في‬ ‫وليكن مث َ‬
‫ل أبيه إننا‬
‫شعرنا‬

‫شعر الغزل‬

‫‪149‬‬
‫‪1‬‬
‫غرام بعد ملم‬
‫]المجتث[‬
‫م في الروض‬ ‫تش ّ‬ ‫ت تميس‬ ‫مّر ْ‬‫َ‬
‫ه‬
‫وْردَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ب ُ َ ْ‬
‫د‬ ‫بر‬
‫د‬
‫قد زّين الور ُ‬ ‫ت‪ :‬هذا‬ ‫فقل ُ‬
‫ه‬
‫خد ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫غزا ٌ‬
‫هو‬
‫و ْ‬‫مه َ‬ ‫ً لش ّ‬ ‫فكيف يهبط‬
‫عنده؟‬ ‫روضا‬
‫ح الزهُر‬ ‫و َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ت لقولي‬ ‫أصغ ْ‬
‫ه!‬ ‫ن َدّ ْ‬ ‫ت‬
‫وجاء ْ‬
‫كمن يخّر‬ ‫ن مال‬‫والغص ُ‬
‫لسجده!‬ ‫لديها‬
‫ن كالجمر‬ ‫والعي ُ‬ ‫ت وقالت‬ ‫دن ْ‬
‫ده‪:‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫بعن ٍ‬
‫فاهتّز جسمي‬ ‫من الذي‬
‫ده‬ ‫ش ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫برياضي؟‬
‫ب أدرك‬ ‫فالح ّ‬ ‫رفقا ً‬
‫ت‪ِ » :‬‬ ‫وقل ُ‬
‫ده‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬ ‫بحالي‬
‫ت كي‬ ‫فجئ ُ‬ ‫قلبي مضى من‬
‫ده«‬ ‫أستر ّ‬ ‫ضلوعي‬
‫****‬
‫ت‬
‫عندي‪ ،‬وأحسن ُ‬ ‫قالت‪» :‬فؤادُ َ‬
‫ك‬
‫وْرده‬ ‫ِ‬ ‫هذا‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫بالنار أحر َ‬
‫ب‬ ‫لقد شكا َ‬
‫ك لح ّ‬
‫جلده‬
‫لم تحترم فيه‬ ‫هو‬
‫و ْ‬
‫فكيف ‪َ -‬‬
‫ده؟‬ ‫و ّ‬ ‫د‪-‬‬
‫دو ٌ‬‫و ُ‬
‫ت‬‫ت أحكم َ‬ ‫ً لو كن َ‬ ‫ما فارق الصدَر‬
‫صده«‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬ ‫يوما‬
‫****‬
‫م‬
‫ما كان أحك َ‬ ‫د‬
‫ت‪» :‬يا هن ُ‬ ‫فقل ُ‬
‫ده!‬ ‫س ّ‬ ‫صدري‬
‫ده!‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ك‬‫ُلومي عيون َ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫كنِتها أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ما‬‫لـ ّ‬
‫ك ينشر‬‫علي ِ‬ ‫إذ ذاك فّر‬
‫حمده«‬ ‫فؤادي‬
‫ت كي‬
‫ً وأسرع ْ‬ ‫ت‬
‫فاستضحك ْ‬
‫ده‬
‫تر ّ‬ ‫هندُ ِتيها‬
‫ٍ باللثم أشتار‬ ‫د‬
‫خ ّ‬
‫يب َ‬ ‫مالت عل ّ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬مجلة »المعرض«‪.8/1924 ،5 ،‬‬

‫‪150‬‬
‫شهده‬
‫ب‬
‫قّبلُتها فاعتراني لعودة القل ِ‬
‫َ‬
‫عده‬‫ر ْ‬ ‫ِ‬
‫ن نلتقي بعد‬ ‫أ ْ‬ ‫شكرُتها‪...‬‬
‫ده‬‫م ّ‬‫ُ‬ ‫واّتفقنا‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫مصدر الشاعرية‬
‫]الخفيف[‬
‫]ووجوبًا[ أهداب َ ُ‬
‫ه‬ ‫ب‬
‫حمل الحاج ُ‬
‫الشادنّيه‬ ‫ج ]سلبا[ً‬ ‫ج ُ‬ ‫المز ّ‬
‫ن[‬
‫دي ِ‬‫ض ّ‬ ‫تلك حا ُ‬
‫ل ]ال ِ‬ ‫ب‪،‬‬‫فرأينا‪ ،‬الهدا َ‬
‫في ]الجاذبّيه[‬ ‫ت[‬
‫ذبا ٍ‬ ‫مْنج ِ‬
‫] ُ‬
‫ودعوناه مصدَر‬ ‫م‬
‫ه العلو ُ‬ ‫قد دعت ْ ُ‬
‫الشاعرّيه‬ ‫مغناطيسا [ً‬ ‫] ِ‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫وحي بسجع‬‫عارضي ن َ ْ‬
‫]مشطور الرمل[‬

‫ح صرصُر‬
‫ت بالمس ري ٌ‬
‫عصف ْ‬
‫ن شبابي الخضر‬ ‫فالتوى غُ ْ‬
‫ص ُ‬
‫ورأيت الزهَر عنه ي ُن َْثر‬

‫مثلما ي ُن َْثر دمعي‬

‫ت أحرى بدمي‬
‫يا شبابي أن َ‬
‫ل بدمعي أو شكايات فمي‬

‫صحابي ل ُ ّ‬
‫ومي‬ ‫خ ّ‬
‫ل عني‪ ...‬ف ِ‬
‫ملوا باللوم سمعي‬

‫وحي وعافوا منطقي‬


‫سئموا ن َ ْ‬
‫ق‬
‫هم ذوو أفئدةٍ لم تخف ِ‬
‫ن يدروا ‪ -‬بحتفي ملتق‬
‫أنا ‪ -‬إ ْ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬مجلة »العروة الوثقى« ‪ -‬بيروت ‪ -‬يناير ‪.1925 -‬‬


‫‪ 2‬المصدر ‪ :‬مجلة »المعرض« ‪ -‬بيروت ‪1925/2/22 -‬م‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫وغدا ً يهدأ روعي‬

‫ن‬
‫ل على قلبي الحزي ْ‬
‫وطأةُ اللي ِ‬
‫ت منه بأنفاسي أنين‬
‫مزج ْ‬
‫ما له وقعٌ بسمع العالمين‬

‫وبسمعي أيّ وَقِْع‬

‫ت يا ورقاُء من دون النام ِ‬


‫أن ِ‬
‫ح مني في الظلم‬
‫تسمعين النو َ‬
‫ت يا رمَز السلم‬
‫ح ُ‬
‫فإذا ما ن ُ ْ‬
‫جِع‬
‫س ْ‬
‫عارضي نوحي ب َ‬
‫‪1‬‬
‫عيناي مطبقتان‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ب مّتصل‬
‫القل ُ‬
‫وجيـ‬
‫ال َ‬
‫حقه‬
‫ف‪ ،‬تكاد تس َ‬
‫ِ‬
‫ضلوعي‬
‫ت‬ ‫واللي ُ‬
‫ل ما رم ُ‬
‫الكرى‬
‫إل ّ حباني‬
‫ع‬
‫بالدمو ِ‬
‫والفجُر في‬
‫سحيـ‬
‫وى َ‬‫مه ً‬
‫ق‪ ،‬ل ُيب ّ‬
‫شر‬ ‫ـ ٍ‬
‫بالطلوع‬

‫م‬
‫ن نائ ْ‬
‫والكو ُ‬
‫م‬
‫والفكُر هائ ْ‬
‫مس الحسناءَ‬
‫يتل ّ‬
‫فا‬
‫تنتي بهاتيك‬
‫الربوع‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬مجلة »العروة الوثقى« ‪ -‬بيروت ‪.1925 -‬‬

‫‪152‬‬
‫****‬
‫ي‬
‫عينا َ‬
‫مطبقتان‪ ...‬لـ‬
‫ـك ِّني أرى تلك‬
‫م‬
‫النجو ْ‬
‫متأّلقا ٍ‬
‫ت في‬ ‫ُ‬
‫الفضا‬
‫ء‪ ،‬على غياهبه‬
‫ِ‬
‫تعوم‬
‫فإخال فاتنتي‬
‫َتمْتـ‬
‫ن بما‬
‫ع بينه ّ‬
‫ـت َ ُ‬
‫تروم‬

‫فُأجيل َ‬
‫عْينا تنه ّ‬
‫ل‬
‫حزنا‬
‫م‬
‫فأرى النجو َ‬
‫ن‬‫تريد أ ْ‬
‫ض فوقي‬
‫تنق ّ‬
‫كالّرجوم‬

‫****‬
‫ل شيءَ يخترق‬
‫السكو‬
‫ل‬
‫ن‪ ،‬سوى هدي ِ‬
‫َ‬
‫حمائمي‬
‫ض‬
‫حملْته لي بع ُ‬
‫النسا‬
‫ئم ِ في الظلم‬
‫القاتم ِ‬
‫ت لو ُيش َ‬
‫فى‬ ‫فودد ُ‬
‫الفؤا‬
‫دُ من السى‬
‫المتقادم‬

‫فإذا الهدي ْ‬
‫لل‬
‫يستمي ْ‬
‫ل‬
‫قلبا ً يسير به‬

‫‪153‬‬
‫الهوى‬
‫في ُلـ ّ‬
‫جه‬
‫المتلطم‬

‫****‬
‫عبثا ً ُأخ ّ‬
‫فف عن‬
‫فؤا‬
‫ٍد‪ ،‬ل َيقّر له قراُر‬
‫عبثا ً ُأعّلله بل ُ ْ‬
‫قـ‬
‫ـياها‪ ،‬وقد ش ّ‬
‫ط‬
‫المزار‬
‫حب ّا ً عوا‬ ‫ح ّ‬
‫ذرُته ُ‬ ‫َ‬
‫ج‬
‫قُبه اللواع ُ‬
‫والدمار‬

‫لّله قل ُ‬
‫ب أغواه‬
‫ب‬‫ح ّ‬
‫م العثا‬
‫فإذا به ج ّ‬
‫ر‪ ،‬ويستجير ول‬
‫ِ‬
‫ُيجار‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫شوق وعتاب‬
‫]الخفيف[‬
‫كيف أغويَتني‬
‫دا‬
‫ص ّ‬
‫ت َ‬
‫وأمعن َ‬
‫يا حبيبا ً أعطى قليل ً‬
‫وأكدى‬
‫ودّ قلبي لو يجهل‬
‫ب لما‬
‫الح ّ‬
‫قما ً‬
‫س ْ‬
‫ن رآه يحول َ‬‫أ ْ‬
‫جدا‬
‫و ْ‬
‫و َ‬
‫ت أضلعي من‬ ‫وشك ْ‬
‫القلب نارا ً‬
‫ن الهوى‬
‫هل عهد َ‬
‫سلما ً وَبردا؟!‬

‫‪1‬‬
‫المصدر ‪ :‬مجلة »المعرض« ‪ -‬بيروت ‪16/5/1926 -‬م‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫****‬
‫طلع الفجُر باسمًا‪،‬‬
‫ل‬‫م ْ‬
‫فتأ ّ‬
‫ح‬
‫بنجوم الدجى َترن ّ ُ‬
‫هدا‬
‫س ْ‬
‫ُ‬
‫هي مثلي حيرى‬
‫ب‬‫ما قري ٍ‬
‫وع ّ‬
‫تتوارى مع الظلم‬
‫وتهدا‬
‫ة‬
‫ملُتها رسال َ‬
‫كح ّ‬ ‫ل َ‬
‫ق‬
‫شو ٍ‬
‫دى‬
‫ب‪ ،‬أظّنها ل ُتؤ ّ‬
‫وعتا ٍ‬

‫****‬
‫ت للطير حين‬
‫قل ُ‬
‫أصبح يشدو‪:‬‬
‫م‬
‫ع ْ‬
‫»أيها الطيُر ِ‬
‫دا‬ ‫صباحًا!« َ‬
‫فر ّ‬
‫ثم غّنى أنشودةً عن‬
‫ب‬‫حبي ٍ‬
‫لم يكن ظالما ً ول‬
‫خان عهدا‬
‫ت بي‬
‫م الذكريا ِ‬ ‫أضر َ‬
‫ّ‬
‫م ولى‬ ‫ثُ ّ‬
‫د‪...‬‬
‫ك الصّيا ُ‬‫ل رما َ‬
‫دا‬
‫ج ّ‬
‫ت ِ‬‫أسرف َ‬

‫****‬
‫محّيا‬
‫ه في ُ‬
‫جمع الل ُ‬
‫حبيبي‬
‫ُأقحوانًا‪ ،‬وياسمينًا‪،‬‬
‫وردا‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫وابتساما ً ل يهجر‬
‫الثغَر إل ّ‬
‫عند قولي له‪ :‬أ َُتنجز‬
‫وعدا؟‬
‫وفا‪ ،‬ول‬
‫ت ال َ‬
‫ل عرف َ‬

‫‪155‬‬
‫د‬
‫كان وع ٌ‬
‫ة الوديعة‬
‫يجعل البسم َ‬
‫حقدا‬
‫ِ‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫عند شباكي‬
‫]مجزوء الوافر[‬
‫ب‬
‫ق طي َ‬ ‫لنش َ‬ ‫ُبكوري عند‬
‫ك‬
‫رّيا ِ‬ ‫شّباكي‬ ‫ُ‬
‫ُأسّر بها‬ ‫ول سلوى سوى‬
‫لمغناك‬ ‫نجوى‬
‫ً أمّنيه بمرآك‬ ‫َ‬
‫ح نحوه طْرفا‬ ‫ُ‬
‫أسّر ُ‬
‫ر« موعودا ً‬ ‫ِ‬ ‫وطَْرفا ً في قرار‬
‫بلقياك‬ ‫دا‬‫»ال ّ‬
‫أشّيعها بذكراك‬ ‫ت‬
‫ي ساعا ٌ‬‫تمّر عل ّ‬
‫ن‪ ،‬يحرمني‬ ‫ـ ُ‬ ‫ف‬‫وأخشى أن ير ّ‬
‫محّياك‬ ‫ُ‬ ‫فـ‬‫ج ْ‬‫ال َ‬
‫****‬
‫حني‬ ‫ء‪ ،‬يفض ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬فما‬ ‫طلع ِ‬
‫ماك‬‫س ّ‬‫ف َ‬‫َ‬ ‫لقلبي شــا‬
‫ح النور من‬ ‫صبا َ‬
‫د‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م حّياك‬ ‫ه َ‬
‫َتن ّ‬ ‫ف‬‫دَن ِ ٍ‬
‫م‬
‫ت نعي ُ‬ ‫ن‪ ،‬أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫و ِ‬‫م الّر ْ‬ ‫سل َ‬
‫دنياك‬ ‫والّرْيحا‬
‫س‪ ،‬هل‬ ‫ُ‬ ‫ت‪ ،‬وقيل مّر‬ ‫مرر ِ‬
‫ت إلك؟‬ ‫ُ‬ ‫أبصر‬ ‫الّنا‬
‫****‬
‫ه‬
‫ن الل ِ‬ ‫وعي ُ‬
‫ترعاك‬
‫ذبتي‬ ‫وداعا ً يا ُ‬
‫مع ّ‬
‫ر‬
‫على جم ٍ‬ ‫ة‬
‫سويع ٍ‬ ‫ع ُ‬ ‫ودا َ‬
‫وألقاك‬ ‫تمضي‬
‫وطَْرفي ساهٌر‬ ‫ة‬
‫وأنسى ليل ً‬
‫باك‬ ‫ت‬
‫سلف ْ‬
‫ع‬ ‫ُ‬
‫ن وأشواك‬ ‫ع أضل ٍ‬ ‫ومضج َ‬
‫بنيرا ٍ‬ ‫ت‬
‫مِني ْ‬
‫ُ‬
‫****‬
‫َر«‪ ،2‬تجمعني‬ ‫ن‬
‫هأ ّ‬
‫ت الل َ‬
‫شكر ُ‬
‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1926‬‬

‫‪ 2‬المقصود بالدار‪ :‬الجامعة الميركية‪ ،‬والقصيدة في فتاة فلسطينية تدعى »ماري صفوري« أحبها الشاعر‪ ،‬وكانت طالبة في الجامعة الميركية‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫وإّياك‬ ‫دا‬‫»ال ّ‬
‫ر‬
‫ي‪ ،‬في أم ٍ‬ ‫َ‬ ‫وُتلقين السؤا َ‬
‫ل‬
‫داك‬‫تع ّ‬ ‫عل َ ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫م الشك ِ‬ ‫ابتسا َ‬ ‫ب‬‫وحين أجي ُ‬
‫عيناك‬ ‫تمنحني‬
‫****‬
‫ه‬
‫فضاء الل ِ‬ ‫ت »الداَر«‬ ‫هجر ُ‬
‫لولك‬ ‫أضرب في‬
‫ن قلبا ً بات‬ ‫عي ْن َْيـ ـ ِ‬
‫يهواك‬ ‫ة ال َ‬ ‫ولول رحم ُ‬
‫ى في‬ ‫ك أس ً‬ ‫ف من ل َدُن ْ ِ‬ ‫وعط ٌ‬
‫فّتاك‬‫النفس َ‬ ‫على‬
‫ً صريعا ً تحت‬
‫ن لرأيِتني يوما‬ ‫إذ ْ‬
‫شّباكي‬ ‫ُ‬
‫****‬

‫في المگتبة‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ه‬
‫قب َ ْ‬ ‫متن ّ‬ ‫بجمالها ُ‬ ‫ة في المكتبه‬ ‫وغرير ٍ‬
‫ض ُتشبه كوكبه‬ ‫ح الغ ّ‬ ‫ِ‬ ‫أبصرُتها عند الصبا‬
‫م رّتبه‬ ‫ّ‬
‫ب ما المعل ُ‬ ‫ـت َ‬ ‫ت لتقرأ َ أو لت ْ‬
‫كـ‬ ‫جلس ْ‬
‫ت بمقُربه‬ ‫حتى جلس ُ‬ ‫ت أسترقُ الخطى‬ ‫فدنو ُ‬
‫هبه‬ ‫ُ‬
‫ي المتل ّ‬ ‫أنفاس َ‬ ‫ت‪ ،‬حتى ل أرى‪،‬‬ ‫وحبس ُ‬
‫ح‪ ،‬فتجّنبه‬ ‫ق فاض ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خفو‬ ‫ت قلبي عن ُ‬ ‫ونهي ُ‬
‫****‬
‫ل في‬ ‫ه أجز َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫تأ ْ‬
‫راقبُتها‪ ،‬فشهد ُ‬
‫هبه‬ ‫ال ِ‬
‫قل َّبه‬ ‫ر اليدين و َ‬ ‫ُنو ِ‬ ‫ل الثرى منها على‬ ‫حم َ‬
‫ق ور ّ‬ ‫وسقاه في الفردوس‬
‫كبه‬ ‫م الرحي ِ‬
‫ـُتو َ‬ ‫خـ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ل للقلوب المتعبه‬ ‫ْ َز َ‬ ‫ك ت ََنز‬‫مل َ ٌ‬
‫فإذا بها َ‬
‫ذبه‬‫ي المتع ّ‬
‫لضلوع َ‬ ‫ظ كتابها‬ ‫يا ليت ح ّ‬
‫ت عليه وما انتبه‬ ‫وحن ْ‬ ‫حضنْته تقرأ ما حوى‬
‫ل ذكاؤها ما استوعبه‬ ‫َ‬ ‫ه ونا‬‫فإذا انتهى وج ٌ‬
‫‪3‬‬
‫مـلها‬ ‫ت لنـ ُ‬ ‫سمح ْ‬
‫ريقها كي َتقِلبه‬
‫لب ِ‬
‫ـ ِ‬ ‫الجميـ‬
‫****‬
‫ت َنجوى‬
‫ـكلمــا ِ‬ ‫م‬
‫هي تغمغ ُ‬
‫و ْ‬
‫ت َ‬
‫وسمع ُ‬
‫ربه‬‫مط ِ‬‫ُ‬ ‫اْلـ‬
‫‪ 3‬أنمل بمعنى أنملة لم يرد في اللغة« من كتاب‪» :‬شاعران معاصران« لعمر فروخ‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪157‬‬
‫مستعذَبه‬ ‫ة ُ‬ ‫ةخ ّ‬
‫لب ً‬ ‫بدع ً‬ ‫ت في الفم‬
‫ورأي ُ‬
‫ت‪ ،‬وليس لها‬ ‫ت‪ ،‬بد ْ‬‫ِ‬
‫إحدى الثنايا النّيرا‬
‫شَبه‬ ‫َ‬
‫مْثلبه‬
‫سب َْنها َ‬
‫ل تح َ‬ ‫ة من طَْرفها‬ ‫مثلوم ً‬
‫ت‪ ،‬من‬ ‫هي‪ ،‬لو علم َ‬
‫ع مرتبه‬ ‫ن عند أرف ِ‬ ‫س ِ‬ ‫المحا‬
‫ى‪ ،‬ما‬ ‫سـُبها صد ً‬ ‫ت« ـ ِ‬ ‫سينا ِ‬ ‫هي مصدُر »ال ّ‬
‫أعذبه‬ ‫تُ ْ‬
‫كـ‬
‫****‬
‫في الساجدين َتقل َّبه‬ ‫ت‬‫ب قد رأ ْ‬ ‫ما وقل ٍ‬ ‫وأ َ‬
‫ذبه‬‫مع ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل‪ ،‬ول يزا ُ‬ ‫ِ‬ ‫صّلى لجّبار الجما‬
‫ل ينشر غيهَبه‬ ‫واللي ُ‬ ‫ل‬ ‫خفقاُنه متواص ٌ‬
‫حتى يزوَر المكتبه‬ ‫ه‬
‫ب بنهار ِ‬ ‫متعذّ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ك والقوى‬ ‫ما وعين ِ ِ‬ ‫وأ َ‬
‫جَبه‬‫ة المتح ّ‬ ‫حري ّ ِ‬
‫س ْ‬ ‫ـ ِ‬
‫سـ‬
‫ال ْ‬
‫ك طي َّبه‬ ‫ر ِ‬‫ب ثغ ِ‬ ‫ث‪ ،‬طي ُ‬ ‫ديـ ـ ٍ‬‫ح ِ‬
‫ت أكثَر من َ‬ ‫ما ُرم ُ‬
‫قَبه‬‫ح وأر ُ‬ ‫ً حتى يلو َ‬ ‫ك ضاحكا‬ ‫سن ّ َ‬‫م ِ‬ ‫وأرو ُ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫سلم عليك‬
‫]المتقارب[‬
‫ك ولو‬
‫م علي ِ‬
‫سل ٌ‬
‫فني‬‫ش ّ‬
‫من الوجد واليأس‬
‫ما ش ّ‬
‫فني‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬ ‫أداري غرا َ‬
‫جهدَ الحليم ِ‬
‫فما يستريح وما‬
‫أنثني‬
‫وقلبي كما‬
‫يشتهيه الهوى‬
‫ك لم‬
‫لغير جمال ِ‬
‫ن‬
‫ُيذع ِ‬
‫ت‬
‫خفوقٌ ولو شئ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫سكنت ِ ِ‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1926‬‬

‫‪158‬‬
‫ك لم‬
‫ولو شاء غيُر ِ‬
‫يسكن‬
‫ت‬
‫م ولو شئ ِ‬
‫سقي ٌ‬
‫ه‬
‫أبرأت ِ ِ‬
‫ك من دائه‬
‫بعطف ِ‬
‫المزمن‬
‫ت منه تجاه‬
‫إذا كن ِ‬
‫ن‬‫اليمي ِ‬
‫ف إلى جانبي‬
‫يخ ّ‬
‫اليمن‬
‫ق‬
‫ه ٌ‬
‫مر َ‬
‫أل إنه ُ‬
‫يستجيُر‬
‫ع‬
‫فترثي له أدم ُ‬
‫العين‬

‫****‬

‫‪1‬‬
‫نزيهة‬
‫]المجتث[‬
‫جدْ لي‬ ‫رأيتها ألف مره فلم ت َ ُ‬
‫ه‬ ‫َ َ ّ‬ ‫ُ‬
‫بنظَر ْ‬
‫ت وما على التجّلد‬ ‫حتى غدو ُ‬
‫دره‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‬ ‫لي‬
‫ب‬
‫ت بالح ّ‬ ‫ونل ُ‬ ‫ب‬‫فباح بالح ّ‬
‫شهره‬ ‫ُ‬ ‫دمعي‬
‫غيد‬‫ففيه لل ِ‬ ‫ك‬
‫فهل أتا ِ‬
‫عبره ؟‬ ‫ِ‬ ‫حديثي‬
‫ل واللطف‬ ‫جما ِ‬ ‫ـ َ‬ ‫يا غادةً في‬
‫غّره‬ ‫ُ‬ ‫جبين اْلـ‬
‫س بالهنا‬ ‫ـ ِ‬ ‫متى تجودين‬
‫والمسّره ؟‬ ‫للن ّ ْ‬
‫فـ‬
‫ن‬‫أرى الحسا َ‬ ‫ب‬
‫ت للح ّ‬ ‫عجب ُ‬
‫بكثره‬ ‫إني‬
‫هو يفتح‬ ‫و ْ‬‫ر‪َ ،‬‬ ‫ـ ِ‬ ‫ن من‬ ‫ق َ‬ ‫خل ِ ْ‬
‫ُ‬
‫صدره‬ ‫جـ‬ ‫ف ْ‬‫طلعة ال َ‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1927‬‬

‫‪159‬‬
‫ن‬
‫ه ّ‬‫ك من هوا ُ‬ ‫ـ ِ‬ ‫ت‬
‫فما ابتغي ُ‬
‫ذَّره‬ ‫عي ْن َْيـ‬‫و َ‬
‫ب‬‫ح الح ّ‬ ‫ه‪ ،‬فت ّ َ‬ ‫ـ ِ‬ ‫ك‬
‫حسن ِ‬ ‫نل ُ‬ ‫لك ْ‬
‫زهره‬ ‫وال َْلـ‬
‫ي‬‫لدى العش ّ‬ ‫ث‬‫ت الحدي ُ‬ ‫أن ِ‬
‫وُبكره‬ ‫شغلي‬ ‫و ُ‬
‫ي‬‫ل عن ّ َ‬‫جما ِ‬ ‫ـ َ‬ ‫لم تغربي يا‬
‫فتره‬ ‫َ‬ ‫ذكاءَ اْلـ‬ ‫ُ‬
‫منيتي من‬ ‫يا ُ‬ ‫ب‬‫فهل لقل ٍ‬
‫مبّره؟‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫كئي ٍ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫قصيدة بدون عنوان‬
‫]الخفيف[‬

‫ة‬ ‫غّلتي ب ُ‬
‫قبل ِ‬ ‫أطفئي ُ‬
‫ر‬ ‫ثَ ْ‬
‫غ ٍ‬
‫ي الّلمى َبروِد‬
‫كوثر ّ‬
‫الثنايا‬
‫وابسمي لي لع ّ‬
‫ل‬
‫فْيضا ً من الّنو‬
‫َ‬
‫ر‪ُ ،‬يريني من الضلل‬ ‫ِ‬
‫هدايا‬‫ُ‬
‫ت ل تعلمين ما‬ ‫أن ِ‬
‫جـ‬
‫و ْ‬
‫ة ال َ‬
‫لوع ُ‬
‫د‪ ،‬أل إنها نذيُر المنايا‬
‫ـ ِ‬
‫!‬
‫ت ل تدركين ما‬ ‫أن ِ‬
‫و‬ ‫يصنع ال ّ‬
‫ش ْ‬
‫ب عاصفا ً‬
‫ق‪ ،‬إذا ه ّ‬
‫ُ‬
‫بالحنايا‬
‫إن في أضلعي َلنارا ً‬
‫ظى‬‫َتل ّ‬
‫طار من هولها فؤادي‬
‫شظايا‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪» :‬شاعران معاصران«‪ ،‬د‪.‬عمر فروخ)‪.(1927‬‬

‫‪160‬‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫معين الجمال‬
‫]الخفيف[‬
‫عديني‬
‫ة أو ِ‬
‫سعديني بزور ٍ‬
‫أ ْ‬
‫طال عهدي بلوعتي‬
‫وحنيني‬
‫دعي الهجَر كاذبا ً‬
‫أ ّ‬
‫وغرامي‬
‫ر من الفؤاد‬
‫في قرا ٍ‬
‫ن‬‫مكي ِ‬
‫َ‬
‫غيض دمعي وكان ري ّا ً‬
‫ِ‬
‫لروحي‬
‫ن‬
‫من غليل السى فم ْ‬
‫يرويني‬
‫ت‬
‫ل أذبل ِ‬
‫ن الجما ِ‬
‫معي َ‬
‫يا َ‬
‫قلبي‬
‫ة أنعشيني‬
‫أنعشيني بنهل ٍ‬
‫ة‬
‫ل‪ ،‬قطر َ‬
‫ن الجما ِ‬
‫يا معي َ‬
‫ء‬
‫ما ٍ‬
‫ة‬
‫أو أفيضي ابتسام ً‬
‫ُتحييني‬

‫****‬
‫ضجعتي في الرياض بين‬
‫الرياحيـ‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫ن قريبا من ماء عي ٍ‬
‫ـ ِ‬
‫معين‬‫َ‬
‫ت أُ ْ‬
‫قحوانا ً ندي ّا ً‬ ‫فتناول ُ‬
‫ونداهُ كاللؤلؤ المكنون‬
‫ت الوراقَ عنها‬
‫ونزع ُ‬
‫ِتباعا ً‬
‫أتحّرى ش ّ‬
‫كي بها‬
‫ويقيني‬
‫ي َتفاءْلـ‬
‫ت منا َ‬
‫فإذا وافق ْ‬
‫ت فيها‬ ‫ت‪ ،‬وإل ك ّ‬
‫ذب ُ‬ ‫ـ ُ‬
‫ظنوني‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1928‬‬

‫‪161‬‬
‫و فيه العزاءُ‬
‫ذاك له ٌ‬
‫لنفسي‬
‫فاضحكي من تعّللي‬
‫وجنوني‬

‫****‬
‫ت بين الزهار‪،‬‬ ‫طف ُ‬ ‫ُ‬
‫شُر من ن َ ْ‬
‫شـ‬ ‫والن ّ ْ‬
‫ة التكوين‬ ‫ك فيها ود ّ‬
‫ق ُ‬ ‫ر ِ‬
‫ـ ِ‬
‫ت الندى عليها‬
‫قطرا ُ‬
‫دموعي‬
‫ت أدرى مني بما‬
‫أن ِ‬
‫ُيبكيني‬
‫ديـ‬
‫ه ِ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫ة وذو ُ‬
‫ق ِ‬ ‫أنتقي طاق ً‬
‫ـني إلى الرائعات في‬
‫التلوين‬
‫ب ويلي‬
‫يا حياةَ القلو ِ‬
‫عليها‬
‫ت من بقائها في‬ ‫ذبل ْ‬
‫يميني‬
‫ح‪ ،‬إّني أخاف مرأى‬ ‫ُرو ُ‬ ‫خذيها عسى ت َُردّ إليها‬‫ف ُ‬
‫المنون‬ ‫الـْر‬
‫****‬
‫ل‪ ،‬وما أبعدَ الكرى عن‬ ‫ـ َ‬ ‫ما أشدّ الهوى‪ ،‬وما أطو َ‬
‫ل‬
‫جفوني‬ ‫الل ّْيـ‬
‫ل سرى فأذكى‬ ‫لخيا ٍ‬ ‫ت‪-‬‬
‫ب ذكرى ‪ -‬وما هجع ُ‬ ‫ُر ّ‬
‫شجوني‬ ‫ت‬‫استحال ْ‬
‫دياجي كما تلشى‬ ‫في ال ّ‬ ‫دني وتلشى‬
‫مني‪ ،‬ثم َر ّ‬
‫ض ّ‬
‫أنيني‬
‫عرا ً بصرخ ٍ‬
‫ة في‬ ‫ي ذُ ْ‬‫لِ َ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬
‫ت َ‬‫راعني أمُره فنّبه ُ‬
‫سكون‬ ‫ال ّ‬ ‫و‬
‫ح ْ‬
‫َ‬
‫ت‪ ،‬فناموا وللسى‬ ‫ُ‬
‫ـ ُ‬ ‫ب‪ ،‬بل‬‫سألوني فلم أج ْ‬
‫خّلفوني‬ ‫َ‬ ‫مـ‬
‫َتناو ْ‬
‫****‬
‫ح‬
‫ل عن صبا ٍ‬‫وانجلى اللي ُ‬
‫مرحبا ً بالحياة عاد صداها‬
‫مبين‬ ‫ُ‬
‫تتغّنى في مائسات‬
‫ح نوٌر وطيٌر‬
‫سفراءُ الصبا ِ‬
‫ُ‬
‫الغصون‬

‫‪162‬‬
‫ب‬
‫ء عذ ُ‬
‫ي الغنا ِ‬
‫ـُر شج ّ‬ ‫ح‪،‬‬
‫ب الدو َ‬‫م يداع ُ‬ ‫ونسي ٌ‬
‫المجون‬ ‫حـ‬
‫والب َ ْ‬
‫ل ملءُ‬ ‫وجما ُ‬
‫ل الجبا ِ‬ ‫ن ملءُ‬
‫ديا ِ‬‫ل الو ْ‬‫وجل ُ‬
‫العيون‬ ‫الحنايا‬
‫ر كأنه أملي‬ ‫في اخضرا ٍ‬
‫ج نقاؤهُ كالجبين‬
‫ك‪ ،‬وثل ٍ‬
‫ـ ِ‬ ‫فيـ‬
‫ِ‬
‫****‬
‫معيني إن لم أجد من‬ ‫ة أ ُْنسي و ُ‬‫إّنما هذه الطبيع ُ‬
‫معين‬ ‫ُ‬
‫ه يميُنها من فنون‬‫ك في ما أبدعت ْ ُ‬ ‫ل ذات ِ‬ ‫أَتقّرى جما َ‬
‫ب الورود‬‫ر وطي ِ‬ ‫ـ ِ‬ ‫في الغدير الصافي‪،‬‬
‫والياسمين‬ ‫وأنشودة الطّْيـ‬
‫ة أو‬
‫عديني بزور ٍ‬ ‫س ِ‬
‫أ ْ‬ ‫ت إل‬ ‫غيَر أني ما ازدد ُ‬
‫عديني‬ ‫ِ‬ ‫حنينا ً‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫حملتني نحو الحمى أشجاني‬
‫]الخفيف[‬
‫ح الطياِر‬ ‫ن َّبهْتني صواد ُ‬
‫تتغّنى على ذرى الشجار‬
‫ة النوار‬ ‫ت مليك ُ‬ ‫وتجل ّ ْ‬
‫شف ط َل ّ من ثغور القاِح عَل ّ ون َْهل‬ ‫ش الصباِح تر ُ‬ ‫فوق عر ِ‬
‫باكرْتني إلى جنى الزهاِر‬ ‫ة روحي‬ ‫ت لو شقيق ُ‬ ‫فتمّني ُ‬
‫****‬
‫جناها‬ ‫ت َ‬ ‫أنا في روضةٍ أباح ْ‬
‫ب أتاها‬ ‫ل ذي صبوةٍ كئي ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ح شذاها‬ ‫هنا وردةٌ يفو ُ‬ ‫ها ُ‬
‫فاحا‬ ‫دوالي ُتعانقُ الت ّ ّ‬
‫وال ّ‬ ‫س ُيحّيي القاحـا‬ ‫ها هنا َنرج ٌ‬
‫ل‪ ،‬ونقضي النهاَر بعد الّنهاِر‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ف الظ ِ ْ‬ ‫ً‬
‫بادري نستبقْ معا وار َ‬
‫****‬
‫ه‬
‫ت عيون ُ ْ‬ ‫ض حين فاض ْ‬ ‫ضحك الرو ُ‬
‫وترامى فوق الثرى ياسميُنه‬
‫ت غصونه‬ ‫ه فناح ْ‬ ‫هام صفصافُ ُ‬
‫غيَر أني أبكي على أّيامي‬ ‫هيامي‬ ‫هو ُ‬ ‫م ُ‬
‫فسواٌء هيا ُ‬
‫ُ‬
‫ت أواِر‬ ‫فجعْتني ب َ‬
‫ة في الضلوع ذا ُ‬ ‫لوع ٌ‬ ‫ت‬‫ك النوى حين شب ّ ْ‬
‫*****‬
‫م ُأخفي عن الناس ما بي‬ ‫مّر عا ٌ‬
‫ب‬‫مبّرٍح وعذا ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫من حني ٍ‬
‫م اكتئابي‬ ‫ولقد يسألون في َ‬
‫م ل ُيدركون ما بضلوعي ؟‬ ‫ث ّ‬ ‫حهم كيف ُيبصرون دموعي‬ ‫وي َ‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1928‬‬

‫‪163‬‬
‫دموعُ بالسراِر‬
‫ح ال ّ‬
‫فتبو ُ‬ ‫ب هواهُ‬ ‫م المح ّ‬ ‫ولقد يكت ُ‬
‫*****‬
‫دنا يا غديُر‬ ‫ت عه َ‬ ‫ذاكٌر أن َ‬
‫ض نضير‬ ‫شغ ّ‬ ‫يوم كّنا والعي ُ‬
‫ك كّنا نسير‬ ‫فتي َ‬ ‫ض ّ‬ ‫وعلى َ‬
‫ك أل ّ تخونا‬
‫وأخذنا علي َ‬ ‫شجونا‬ ‫ث عنا ُ‬ ‫ت الحدي َ‬ ‫فروي َ‬
‫أذهلْتني الّنوى عن الت ّ ْ‬
‫ذكاِر‬ ‫ث فإني‬ ‫فأعد ْ لي ذاك الحدي َ‬
‫*****‬
‫ت والزاهيُر تندى‬ ‫ذاكٌر أن َ‬
‫قدا‬ ‫ع ْ‬ ‫جيد ِ‬ ‫ن لل ِ‬ ‫كم نظمنا منه ّ‬
‫دا‬
‫صبا فاح ن َ ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫فإذا هب ّ ِ‬
‫ق‬
‫قد ُ من طويل العنا ِ‬
‫فذوى العِ ْ‬ ‫ق‬‫مؤِذنا بالفرا ِ‬ ‫ً‬ ‫وانقضى اللهوُ ُ‬
‫ً‬
‫قما عن البصاِر‬
‫س ْ‬
‫يتوارى َ‬ ‫ح وجسمي‬ ‫طه يلو ُ‬ ‫ل خي ُ‬ ‫لم يز ْ‬
‫*****‬
‫ك غَّردي أو فَُنوحي‬ ‫ة الي ِ‬ ‫يا ابن َ‬
‫ل جروحي‬ ‫فعسى يلم الهدي ُ‬
‫فد َ الصبُر عن شقيقةِ ُروحي‬ ‫نَ َ‬
‫ن‬ ‫ن أتيِتها فوق غُ ْ‬
‫ص ِ‬ ‫واسجعي إ ْ‬ ‫ة عّني‬ ‫فاحملي هذه الرسال َ‬
‫ـرِ عساها تروح بالخباِر‬ ‫ّ‬
‫ل ُتصغي إلى الطْيـ‬ ‫فَْهي عند الصي ِ‬
‫*****‬
‫حمى أشجاني‬ ‫حملْتني نحو ال ِ‬
‫ن‬‫ت من جلل المكا ِ‬ ‫فتهّيب ُ‬
‫ي يدان‬ ‫وإذا فوق مقلت ّ‬
‫ت قديما‬‫ت ما لثم ُ‬ ‫وَتعّرف ُ‬ ‫ت نضرة ً ونعيما‬ ‫مس ُ‬ ‫فتل ّ‬
‫أنزلْتني ضيفا ً بأكرم داِر‬ ‫فا ً‬‫تك ّ‬ ‫ت يا مرحبا ً وقَّبل ُ‬ ‫قل ُ‬
‫*****‬
‫ك‬‫ت النسيم ِ في وادي ِ‬ ‫خطرا ُ‬
‫قبلةٍ من ِفيك‬ ‫صّبحتني ب ُ‬ ‫َ‬
‫ثم عادت بقبلةٍ َتشفيك‬
‫ن‬ ‫ت بالّرْوح من َ‬
‫ك والّرْيحا ِ‬ ‫ُفز ُ‬ ‫ن‬‫ما ِ‬ ‫فسلما ً يا واديَ الّر ّ‬
‫ل أه َ‬
‫ل الديارِ‬ ‫ن ي ُظ ِ ّ‬
‫ن دا ٍ‬
‫ما ُ‬
‫ـ َ‬ ‫مـ‬‫ك والّر ْ‬ ‫وا حنيني إلى ديار َ‬
‫*****‬
‫‪1‬‬
‫منديل حسناء‬
‫]البسيط[‬
‫ر‬
‫ق الفج ِ‬
‫ما رون ُ‬
‫ة‬
‫والظلماءُ عاكف ٌ‬
‫س ُنورا ً في‬
‫ف َ‬‫إذا َتن ّ‬
‫حناياها‬
‫ت الطيُر تدعو‬
‫فهب ّ ِ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1928‬‬

‫‪164‬‬
‫ة‬
‫سل ً‬
‫مر ِ‬
‫الطيَر ُ‬
‫من الغاريد أحلها‬
‫وأشجاها‬
‫ول الورودُ كأمثال‬
‫الخدوِد وقد‬
‫ت في الرياض‬
‫تفّتح ْ‬
‫فيح تغشاها‬‫ال ِ‬
‫ت الط ّ‬
‫ل‬ ‫كل ول قطرا ُ‬
‫ة‬
‫كامن ٌ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫في القحوان وأ ّ‬
‫د ترعاها‬‫الشه ِ‬
‫ي«‬
‫م ّ‬ ‫يومآ ً بأجم َ‬
‫ل من » َ‬
‫ت‬‫إذا ابتسم ْ‬
‫ب ولحت‬
‫تحت الّنقا ِ‬
‫لي ثناياها‬
‫غدا ً تفارقني »م ّ‬
‫ي«‬
‫وفي كبدي‬
‫شوقٌ ُأكابده آها ً‬
‫واها‬ ‫َ‬
‫وأ ّ‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫كيف عيناك يا عمر‬
‫]مجزوء الخفيف[‬
‫أنا أدماهما‬ ‫ف عينا َ‬
‫ك يا‬ ‫كي َ‬
‫‪2‬‬
‫السهْر‬ ‫عمْر«‬‫» ُ‬
‫م‬‫ع طغى اله ّ‬ ‫دمو ِ‬
‫فانهمر‬ ‫ي من ال ّ‬ ‫عص ّ‬ ‫و َ‬
‫ب لدى‬ ‫من حبي ٍ‬ ‫م بي‬ ‫وخيا ٌ‬
‫ل أل ّ‬
‫سحر‬ ‫ال ّ‬
‫وتوارى عن‬ ‫طاف حينا ً‬
‫النظر‬ ‫بمضجعي‬
‫مهجتي عندما‬
‫أتبعْته جوانحي‬
‫فر‬‫نَ َ‬
‫****‬
‫ت يا‬‫ء بيرو َ‬ ‫أين »ليلي« على طى ِ‬

‫‪ 1‬المصدر‪» :‬شاعران معاصران«‪ ،‬د‪.‬عمر فروخ )‪.(1928‬‬


‫‪ 2‬قصيدة بعث بها الشاعر إلى صديقه عمر فروخ وكان يشكو ألمًا في عينيه‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫عمر‬ ‫شوا‬
‫م ومن وجهها‬ ‫ُ‬ ‫فْرعها‬ ‫كان من َ‬
‫القمر‬ ‫الظل‬
‫ب اللثم ِ‬ ‫ل طي ّ ُ‬ ‫م َ‬
‫قب ّ ٌ‬ ‫وسميري ُ‬
‫والسمر‬
‫ة‬
‫ت بها نشو ُ‬ ‫ُ‬ ‫مدامي وقد‬ ‫و ُ‬
‫الظفر‬ ‫ظفر‬
‫****‬
‫ن الذي‬ ‫من معيد مسرتي والزما َ‬
‫غبر‬ ‫ّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ر‪ ،‬ول الهاجُر‬ ‫ـ ٍ‬ ‫حين لم أفتكر‬
‫افتكر‬ ‫جـ‬‫ه ْ‬‫بِ َ‬
‫ح‬
‫ة‪ ،‬هي اللم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ولقد قيل في‬
‫بالبصر‬ ‫الحيا‬
‫ً‬
‫ُر سريعا إذا‬ ‫هكذا يذهب‬
‫حضر‬ ‫سرو‬ ‫ال ّ‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫حيرة‬
‫]الكامل[ وقد رآها مستلقية نائمة‬
‫م من‬ ‫فَر الحل َ‬ ‫فُأن ّ‬ ‫ب أن‬ ‫ت أرغ ُ‬ ‫ما كن ُ‬
‫عينْيها‬ ‫مى قاسيا ً‬ ‫ُ‬
‫أس ّ‬
‫د‬
‫ويدي تحاذُر أن ُتم ّ‬ ‫والشوقُ يدفعني إلى‬
‫إلْيها‬ ‫إيقاظها‬
‫ق‬
‫مفار ٍ‬ ‫فأقام غيَر ُ‬ ‫د‬
‫عَر الرقا ُ‬ ‫ش َ‬ ‫وكأّنما َ‬
‫جفنْيها‬ ‫ة‬
‫بنعم ٍ‬
‫مرأى َتقلِبها على‬ ‫ّ‬ ‫ل لقلبي‪ ،‬كيف لم‬ ‫وي ٌ‬
‫جنبْيها ؟‬ ‫ه‬
‫كب ِ‬ ‫يفت ْ‬
‫كل‬ ‫يا شوقُ ويح َ‬ ‫ن‬
‫ما ت ُك ِ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫هد ْ‬ ‫وتن ّ‬
‫ع نهدْيها‬ ‫ت َُر ْ‬ ‫عها‬ ‫ضلو ُ‬
‫شفا ندى‬ ‫ً‬ ‫مْرت َ ِ‬
‫ب ُ‬ ‫ينك َ ّ‬ ‫ى أني‬ ‫حسبي جو ً‬
‫ديها‬ ‫خ ّ‬
‫َ‬ ‫شعرها‬ ‫تل َ‬ ‫نظر ُ‬
‫سدا ً‬
‫متو ّ‬ ‫وُيثيرني ُ‬ ‫ن‬
‫وأغاُر منه إذا اطمأ ّ‬
‫َزن ْدَْيها‬ ‫بها الكرى‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1928‬‬

‫‪166‬‬
‫ي‪ ،‬وقد‬ ‫ر لد ّ‬ ‫ق لم صب ٍ‬ ‫ة عاش ٍ‬ ‫ه َ‬
‫ف ِ‬ ‫أرنو بل َ ْ‬
‫ت عليها‬ ‫حنو ُ‬ ‫ق من‬ ‫يب َ‬
‫د وأودّ لو أجثو على‬ ‫ُ‬
‫ع ُ‬
‫دني أدبي فأب ْ ِ‬ ‫فيص ّ‬
‫قدمْيها‬ ‫ة‬
‫هيب ً‬
‫ت‬
‫حت َْر ُ‬
‫ب‪ ،‬فا ْ‬ ‫ه ٍ‬‫وَتل ّ‬ ‫ب‬‫س بين َتهي ّ ٍ‬‫فالنف ُ‬
‫في أمرْيها‬ ‫ما ترى‬ ‫م ّ‬
‫ت ل أصحو‬ ‫ن فوقع ُ‬ ‫ل أشواقي بلغ َ‬ ‫ولع ّ‬
‫شفتْيها‬ ‫على َ‬ ‫ي المدى‬ ‫ب َ‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫الحبيب الذاهل‬
‫على لسان )م‪] (...‬الخفيف[‬
‫ئ‬
‫م حبيبي وأطف ِ‬ ‫ق ْ‬‫ُ‬
‫ح الهوى لنا ما أباحا‬
‫قد أبا َ‬ ‫المصباحا‬
‫سترا ً من دونه‬
‫ة ِ‬‫م ُ‬
‫ـ َ‬ ‫ت‬
‫ن كان ِ‬ ‫حّبذا العتناقُ إ ْ‬
‫ووشاحا‬ ‫الظّْلـ‬
‫ن ُتسّرح الرواحا‬
‫ه‪ ،‬ولك ْ‬ ‫ُ‬ ‫مْرآ‬
‫ذة َ‬‫مل ّ‬
‫ن عن َ‬ ‫س العي َ‬
‫تحب ُ‬
‫ئ‬‫م حبيبي وأطف ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‬
‫المصباحا‬

‫ت‬
‫في السماوات ساهرا ِ‬ ‫ن غيَر تلك‬
‫رقد الكو ُ‬
‫ن‬
‫الجفو ِ‬ ‫ن‬‫العيو ِ‬
‫وسواها ُيثير سوءَ‬ ‫ل تخ ْ‬
‫سّر‬
‫فها؛ فلن تبوح ب ِ‬
‫الظنون‬
‫ن أهلنا من‬
‫ل‪ ،‬وكم بي َ‬‫ـ ِ‬ ‫وفى من‬ ‫وأراها أحنى وأ ْ‬
‫خؤون‬ ‫هـ‬
‫ال ْ‬
‫فها؛ وانظْر لها‬‫ل تخ ْ‬
‫ت لنا وجوها ً وضاحا‬
‫مْبديا ٍ‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫باسما ٍ‬
‫ئ‬
‫م حبيبي وأطف ِ‬ ‫ُ‬
‫ق ْ‬
‫المصباحا‬

‫‪ 1‬من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1928‬‬

‫‪167‬‬
‫مّنا‬
‫ت فيه ِ‬
‫فشكا الصم ُ‬ ‫ل ليل ً‬
‫كم سهرنا من قب ُ‬
‫العويل‬ ‫طويل‬
‫ن أشهرا ً ل‬
‫وبغى البي ُ‬
‫ما نقاسيه صبوةً وُنحول‬
‫يبالي‬
‫‪1‬‬
‫لذة العيش‬
‫]الرمل[‬
‫َ‬
‫لذّةُ العي ِ‬
‫ش بسفح‬
‫ل«‬
‫»الكرم ِ‬
‫عودي‬
‫ل ُ‬
‫ة الكرم ِ‬
‫ليل َ‬
‫ك ََرما‬
‫عودي‬
‫ل ُ‬
‫ة الكرم ِ‬
‫ليل َ‬
‫واسألي‬
‫ب كاد ُيودي‬
‫مح ّ‬‫عن ُ‬
‫قما‬‫س َ‬
‫َ‬

‫****‬
‫عودي‬
‫ل ُ‬
‫ة الكرم ِ‬
‫ليل َ‬
‫وانظري‬
‫بق ّ‬
‫طعْته‬ ‫ي قل ٍ‬‫أ ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫الّزفرا ْ‬
‫ت‬
‫س زهق ْ‬
‫ي نف ٍ‬ ‫أ ّ‬
‫وى ؟‬‫بعدُ ج ً‬
‫ح قد تلشت‬
‫ي رو ٍ‬
‫أ ّ‬
‫سرات ؟‬‫ح َ‬‫َ‬
‫ليس لي غيُر الُبكا‬
‫ر‬
‫سه ِ‬
‫وال ّ‬
‫وهما للدهر عندي‬
‫سنات‬ ‫ح َ‬
‫َ‬

‫****‬
‫ء‬
‫فيهما ذكرى اللقا ِ‬

‫‪1‬‬
‫من قصائده في م‪.‬ص‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪168‬‬
‫ل‬
‫و ِ‬
‫ال ّ‬
‫ع منها‬
‫أرشف الدم َ‬
‫والّلمى‬
‫ل‬ ‫صلي اللي َ‬
‫ل بلي ٍ‬ ‫ف ِ‬
‫ل‬
‫أطو ِ‬
‫يا جفوني واذرفي‬
‫ع دما‬
‫الدم َ‬

‫****‬
‫ت أجني ثمرا ً حل َ‬
‫و‬ ‫كن ُ‬
‫الجنى‬
‫ر‪ ..‬فوقه لم‬
‫ب طي ٍ‬ ‫ُر ّ‬
‫ع‬‫يق ِ‬
‫وم الدهُر عليه‬
‫ح ّ‬
‫وانثنى‬
‫ة ما‬
‫دعي من خيب ٍ‬
‫يَ ّ‬
‫يدعي‬
‫حه‪،‬‬
‫هل درى‪ ،‬يا وي َ‬
‫ن المنى‬
‫أ ّ‬
‫في الهوى ل ُتجَتنى‬
‫دع؟‬
‫خ َ‬
‫بال ُ‬

‫****‬
‫رك أقصى‬
‫إّنما ُيد ِ‬
‫ل‬ ‫الم ِ‬
‫ب على ما‬
‫ت القل ِ‬‫ثاب ُ‬
‫عزما‬
‫م أمرا ً بقل ٍ‬
‫ب‬ ‫من ي َُر ْ‬
‫ل‬
‫و ِ‬
‫ح ّ‬
‫ُ‬
‫ض الدهُر له ما‬
‫ينق ِ‬
‫أبرما‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫وحي رسالة‬
‫]السريع[‬
‫ة واها ً لها‬
‫رسال ٌ‬
‫واها‬

‫‪ 1‬من قصائده في م‪.‬ص‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪169‬‬
‫ت بالدمع‬‫شرق ُ‬
‫لفحواها‬
‫ةع ّ‬
‫ذبني‬ ‫من غاد ٍ‬
‫نأُيها‬
‫ت‬
‫ما ضّر لو كن ُ‬
‫وإياها‬
‫سها تؤلمها‬
‫أضرا ُ‬
‫ليتني‬
‫أشكو الذي سّبب‬
‫شكواها‬
‫تلك ثناياها التي‬
‫ت‬
‫ضد ْ‬
‫نَ ّ‬
‫ن والمكسوُر‬
‫قدي ِ‬‫ع ْ‬
‫ِ‬
‫إحداها‬
‫آثاُرها في شفتي‬
‫لم تز ْ‬
‫ل‬
‫ل من يجهل‬‫ض ّ‬
‫يا َ‬
‫معناها‬
‫ت منها‬ ‫رشف ُ‬
‫سلسل ً باردا ً‬
‫صادف ِنيراني‬
‫فأطفاها‬
‫ر‬
‫ة لم أد ِ‬
‫في ليل ٍ‬
‫ساعاِتها‬
‫ت ُ‬
‫طولها‬ ‫أضع ُ‬
‫قصراها‬‫و ُ‬
‫ح‬
‫حتى طغى الصب ُ‬
‫ه‬
‫بأنوار ِ‬
‫ل‬
‫على نجوم اللي ِ‬
‫يغشاها‬
‫جع الطيُر‬‫ور ّ‬
‫ه‬
‫أغاريدَ ُ‬
‫شجوا ً فأبكاني‬
‫وأبكاها‬
‫ت يا طيُر كذا‬
‫فقل ُ‬

‫‪170‬‬
‫عاجل ً‬
‫ت على الل ّ‬
‫ذات‬ ‫قم َ‬
‫تنعاها‬
‫ت يا طيُر‬
‫وقل ُ‬
‫متى نلتقي ؟‬
‫يا طيُر هل أحيا‬
‫وألقاها ؟‬
‫م تعانقنا فلّله‬
‫ث ّ‬
‫ما‬
‫ي‬
‫تذرف عينا َ‬
‫وعيناها‬
‫قّبلُتها في فمها‬
‫ة‬
‫قبل ً‬‫ُ‬
‫ما كان أزكاها‬
‫وأحلها‬
‫وقّبلْتني مثَلها‬
‫ة‬ ‫ُ‬
‫قبل ً‬
‫ت أستنشق‬
‫ما زل ُ‬
‫رّياها‬
‫د‬
‫تلك هي الزا ُ‬
‫غداةَ النوى‬
‫ق‬
‫قد يهلك العاش ُ‬
‫لولها‬
‫عودي‬
‫حبيبتي ُ‬
‫ة‬
‫إلى ربو ٍ‬
‫أضحى فؤادي‬
‫مغناها‬
‫ن َ‬
‫ره َ‬
‫عودي‬
‫منيتي ُ‬ ‫يا ُ‬
‫ة‬
‫عدْ ليل ً‬
‫نُ ِ‬
‫ما زال قلبي‬
‫يتمّناها‬
‫ك أل ّ‬
‫ذ‬ ‫ت بها من ِ‬
‫ذق ُ‬
‫الهوى‬
‫ك‬
‫فكيف أنسا ِ‬
‫وأنساها‬

‫‪171‬‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫ديس‬ ‫ق ّ‬
‫في دير ِ‬
‫]البسيط[‬
‫ة بّتها في دير‬
‫كليل ٍ‬ ‫ي‬
‫ق بين ليال ّ‬ ‫لم أل َ‬
‫س‬
‫دي ِ‬ ‫ق ّ‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫التي سلف ْ‬
‫حوُر‬ ‫ن ول ُ‬
‫بين الحسا ِ‬ ‫ت حسناءَ لم‬ ‫ضمم ُ‬
‫الفراديس‬ ‫مث َلٌ‬‫ُيخَلق لها َ‬
‫ن مزفوفا ً‬‫ول سليما ُ‬ ‫س في‬
‫ش ِبلقي َ‬ ‫ما عر ُ‬
‫لبلقيس‬ ‫إّبان دولِتها‬
‫دام العناقُ إلى قرع‬ ‫م مّنا في‬ ‫يوما ً بأعظ َ‬
‫الّنواقيس‬ ‫السرير وقد‬
‫****‬

‫‪2‬‬
‫إلى ذات المنديل‬
‫]مجزوء الوافر[‬
‫ل فيما بيننا‬ ‫ـ ِ‬ ‫ة ليس‬ ‫نزيه ُ‬
‫ه‬
‫ج ْ‬‫حا َ‬ ‫مْنديـ‬ ‫لل ِ‬
‫ك‬
‫فأنواُر ِ‬ ‫ن‬
‫كأ ْ‬ ‫ن سّر ِ‬ ‫وإ ْ‬
‫هاجه‬ ‫و ّ‬ ‫يبقى‬
‫فُيلقي دونها‬ ‫فيا من تأمر‬
‫تاجه‬ ‫ن‬
‫س َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ُ‬
‫عرى قلبي‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫طع ِ‬‫ق ّ‬ ‫فقد َ‬
‫جه‬‫وأودا َ‬ ‫بالد ّ‬
‫ل‬
‫****‬
‫‪3‬‬
‫إلى م‪....‬‬
‫]الكامل[‬
‫ك‬
‫ن يسأل عن ِ‬‫حيرا َ‬ ‫ت قلبي فوق‬‫خّلف ُ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫أه َ‬
‫ل المنز ِ‬ ‫ل«‬
‫ح »الكرم ِ‬
‫سف ِ‬
‫ر‬
‫في شكل طي ٍ‬ ‫خّلفُته يهفو على‬ ‫َ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪(1929‬‬


‫‪ 2‬المقطوعة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬
‫‪ 3‬المقطوعة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪172‬‬
‫متن ّ‬
‫قل‬ ‫بينهم ُ‬ ‫غرف الهوى‬ ‫ُ‬
‫حسبوه يضحك‬ ‫سّره‪،‬‬
‫لم يعلموا ما ِ‬
‫للربيع المقبل‬ ‫فإذا بكى‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫الزهرتان والشاعر‬
‫]الكامل[‬
‫ت‬
‫يا زهرةَ الوادي أتي ُ‬
‫ة‬
‫بزهر ٍ‬
‫ن فاح‬
‫ك من ُربا لبنا َ‬‫ل ِ‬
‫شذاها‬
‫ع‬ ‫والزهُر أبهى منظرا ً َ‬
‫م َ‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬
‫أ ّ‬
‫عها فزاد‬
‫م َ‬
‫فنقلُتها َ‬
‫بهاها‬
‫ك في‬‫وحفظُتها ل ِ‬
‫الطريق من الذى‬
‫ك أضلعي‬
‫ولجل عين ِ‬
‫مثواها‬
‫َ‬
‫ت في آذاَر بينكما‬
‫وجمع ُ‬
‫فما‬
‫ك في قلبي وما‬‫أحل ِ‬
‫أحلها‬
‫ن لم‬
‫إني جمعُتكما ولك ْ‬
‫يط ْ‬
‫ل‬
‫ُأنسي بقربكما فواها ً‬
‫واها‬
‫واها ً على ساعات له ٍ‬
‫و‬
‫كنتما‬
‫ءها‬
‫ي هنا َ‬
‫يا زهرت ّ‬
‫صفاها‬
‫و َ‬
‫واها ً على روحي التي‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪173‬‬
‫خّلفُتها‬
‫ح‬
‫بين الّربا؛ والرو ُ‬
‫حيث هواها‬
‫واها ً عليها مهج ً‬
‫ة‬
‫ضّيعُتها‬
‫فإذا سألُتكما فهل‬
‫ألقاها؟‬

‫****‬
‫‪1‬‬ ‫وداعا ً‬
‫]المتقارب[‬
‫وداعا ً سأقتل هذا وأدفنه في ضلوع‬
‫ن‬
‫السني ْ‬ ‫الهوى‬
‫ل‬‫دي رسائ َ‬ ‫فُر ّ‬ ‫ك‬ ‫أردّ رسائل َ ِ‬
‫قلبي الحزين‬ ‫ت‬‫الباكيا ْ‬
‫ي‪ ..‬ألم‬ ‫َ‬
‫ن تعال ْ‬ ‫ولك ْ‬
‫تغدري؟!‬
‫ددا ً في‬ ‫وأنسفها ب َ َ‬ ‫وداعا ً سأسحق‬
‫فضا‬ ‫ال َ‬ ‫تلك المنى‬
‫وأذهب مستهترا ً‬ ‫سأهزأ بالعشق‬
‫بالقضا‬ ‫ن‬‫والعاشقي ْ‬
‫ي‪ ..‬ألم‬ ‫ن تعال َ ْ‬ ‫ولك ْ‬
‫تغدري؟!‬
‫د‬
‫ن فما أنا بع ُ‬ ‫وداعا ً وهيهات أ ْ‬
‫ب‬
‫ب الحبي ْ‬ ‫المح ّ‬ ‫نلتقي‬
‫م فوق‬ ‫ن له ْ‬ ‫ك بما فإ ّ‬ ‫أطيعي ذوي ِ‬
‫ق الغريب‬ ‫ح ّ‬ ‫ن‬‫يشتهو ْ‬
‫ي‪ ..‬ألم‬ ‫ن تعال َ ْ‬ ‫ولك ْ‬
‫تغدري؟!‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫اغفري لي إلى م‬
‫]الخفيف[‬
‫ت غائبا ً عن‬ ‫ر‪ ،‬فقد كن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬
‫اغفري لي إذا اّتهمت ُ ِ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬جريدة »لسان الحال« ‪ -‬بيروت ‪.23/5/1929 -‬‬


‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪174‬‬
‫صوابي‬ ‫غدْ‬
‫بال َ‬
‫ل عند‬ ‫ة الهو ِ‬
‫صرخ ُ‬ ‫ل ما كان‬ ‫اغفري لي‪ ،‬لع ّ‬
‫مرأى عذابي‬ ‫مّني‬
‫أو بكائي على أماني‬ ‫جعْته‬
‫سر ّ‬ ‫وصدى اليأ ِ‬
‫الشباب‬ ‫ضلوعي‬
‫هالني ما قرأُته في‬ ‫ت‪،‬‬‫لم تكوني كما زعم ِ‬
‫الكتاب‬ ‫ن‬
‫ولك ْ‬
‫لم يكن فيه ذَّرةٌ ل‬
‫ك وفاءً‬
‫ت من ِ‬
‫ولعمري رأي ُ‬
‫رتيابي‬
‫ك‬
‫ح إلي ِ‬‫وتعالي أشر ْ‬ ‫اغفري لي ما قلُته في‬
‫مصابي‬‫ُ‬ ‫جنوني‬

‫م تحت‬ ‫ل النجو َ‬‫ي‪ ،‬أظ ّ‬ ‫َ‬ ‫مّرٍد من‬


‫م َ‬
‫ح ُ‬
‫صر ٍ‬‫ب َ‬ ‫ُر ّ‬
‫ه‬
‫ح ْ‬‫جنا ِ‬ ‫ي‬
‫أمان ْ‬
‫ة‬
‫علل َ‬‫وسقاها الهوى ُ‬ ‫ت حوله الزاهيُر‬ ‫قد َنم ْ‬
‫راحه‬ ‫شّتى‬
‫جتني من وروده‬ ‫نَ ْ‬ ‫فنزلناه آمنين زمانا ً‬
‫وأقاحه‬
‫ُ‬
‫ولكم خاب مثلها فـي‬ ‫ف‬
‫ك منه العواص ُ‬ ‫لم ُتحّر ْ‬
‫كفاحه‬ ‫ركنا ً‬
‫دمْته إلى سواء‬ ‫ه ّ‬ ‫ت‬
‫د‪ ،‬سأسك ُ‬ ‫ثم كانت ي ٌ‬
‫ب‬
‫الترا ِ‬ ‫عنها‬
‫ً‬
‫مشّيدا من‬ ‫ح فيها ُ‬ ‫صْر ُ‬ ‫ـ َ‬ ‫ء؟ هل‬
‫أين تلك السما ُ‬
‫سحاب ؟‬ ‫صـ‬
‫كان ذاك ال ْ‬

‫ب حياُته‬ ‫ح ّ‬
‫م ِ‬‫ن ُ‬
‫ـــ َ‬ ‫ن أشقى‬ ‫اغفري لي فإ ّ‬
‫ت‬
‫ذكريا ُ‬ ‫حب ّْيـ‬ ‫الم ِ‬
‫ورْتها آثاُرنا‬‫ص ّ‬ ‫ب‬
‫ت هّيج القل ُ‬
‫أينما كن ُ‬
‫الباقيات‬ ‫ذكرى‬
‫ه إّنها ُ‬ ‫م‬‫ما هنا؟ إنها رسو ُ‬
‫قُبلت‬ ‫وهنا ؟ آ ِ‬
‫ع‪،‬‬ ‫دمو ٍ‬
‫ب عنه هذه‬
‫ً لم تغ ْ‬ ‫وهنا؟ طائٌر ُيعيد حديثا‬
‫الكلمات‪:‬‬
‫عانقيني وأقصري من‬ ‫يا حياتي‪ ،‬ل تغضبي‪،‬‬
‫عتابي‬ ‫وتعاَلي‬

‫‪175‬‬
‫ت‬
‫يا حياتي فقد لقي ُ‬ ‫ب قلبي عذاُبه‪،‬‬
‫حس ُ‬
‫عقابي‬ ‫فاغفري لي‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫خطرة في الهوى‬
‫]الطويل[‬
‫ش الذي كان‬ ‫ة العي ِ‬ ‫هني َ‬‫ب ُل َ ْ‬ ‫ن‬
‫ضنى وإ ْ‬ ‫م ْ‬‫أعيدي إلى ال ُ‬
‫أرغدا‬ ‫عد المدى‬ ‫بَ ُ‬
‫ب المفتّر‬ ‫وما أطي َ‬ ‫ح‬
‫ه ما أوض َ‬ ‫ك هذا الوج ُ‬ ‫َتبار َ‬
‫والمتوّردا‬ ‫السنى‬
‫م ُيرجعه‬ ‫صباه اليو َ‬‫توّلى ِ‬ ‫صبا‪،‬‬
‫ن ال ّ‬ ‫ك فقدا َ‬‫فقدت ُ ِ‬
‫غدا ؟‬ ‫ل امر ٌ‬
‫ؤ‬ ‫وه ِ‬
‫ي‪،‬‬
‫ك‪ :‬فؤادي‪ ،‬والمان ّ‬ ‫سوا ِ‬ ‫ة‬
‫ت ثلث ً‬
‫ك لكّني فقد ُ‬
‫فقدت ُ ِ‬
‫والهدى‬
‫ن‬
‫ك‪ ،‬وسقمي‪ ،‬والحني َ‬ ‫هوا ِ‬ ‫ط‬
‫ت لي غيَر القنو ِ‬
‫وأبقي ِ‬
‫المؤّبدا‬ ‫ة‪:‬‬
‫ثلث ً‬

‫ك‬‫إذا هي لم تنعم بظل ّ َ‬ ‫ن«!‪ 2‬ل‬‫ما ِ‬ ‫ي الر ّ‬ ‫أيا »واد َ‬


‫سرمدا‬ ‫ت واديا ً‬ ‫طب َ‬
‫إذا أنا لم أمدُدْ لذاك‬ ‫مان«! ل‬‫ي الر ّ‬ ‫ويا »واد َ‬
‫جنى يدا‬ ‫ال َ‬ ‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ساغ طع ُ‬
‫ن‬
‫م على المحزون أ ْ‬ ‫حرا ٌ‬ ‫مان«! واها ً‬ ‫ي الر ّ‬ ‫ويا »واد َ‬
‫هدا‬ ‫َيتن ّ‬ ‫وعندهم‬
‫حب ّا ً‬‫ك ُ‬ ‫ق في أهلي َ‬ ‫ولم أل َ‬ ‫ة‬
‫مّر ً‬ ‫ل ديار َ‬
‫ك َ‬ ‫ي لم أنز ْ‬
‫كأن َ‬
‫ول ندى‬
‫س‬
‫ت ثناياها مع الكأ ِ‬ ‫ورد ُ‬ ‫س المدام ِ‬‫قني كأ َ‬ ‫ولم تس ِ‬
‫موردا‬ ‫ة‬‫حبيب ٌ‬
‫و شعري عندليب ُ َ‬
‫ك‬ ‫ولم ي َْر ِ‬ ‫شعرا ً ول‬
‫ح لي ِ‬ ‫ولم ُتو ِ‬
‫شدا‬ ‫من ِ‬ ‫ُ‬ ‫شدا ً‬
‫من ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫قم ُ‬

‫ك‬‫ن لم ت ُ‬ ‫يسامح َ‬
‫ك الرحم ُ‬ ‫ت أرجو َ‬
‫ك‬ ‫أخي وحبيبي كن ُ‬
‫‪3‬‬
‫عدا‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬ ‫عدا ً‬ ‫س ِ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫وة‬
‫ك إشفائي على ه ّ‬ ‫وراع َ‬ ‫ألم ترني في مصَر أطلب‬
‫الردى ؟‬ ‫شافيا ً‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬الشرق الجديد )‪.(1929‬‬


‫‪ 2‬وادي الرمان ‪ :‬قرب قرية كفركّنة في شمالي فلسطين‬
‫‪ 3‬عتاب إلى أخيه )أحمد( وكان ذلك يوم قدوم إبراهيم إلى القاهرة للمعالجة والستشفاء في شهر آب ‪) 1929‬أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫ُأقّلب في الفلك طَْرفا ً‬ ‫ألم ترني في مضجعي‬
‫هدا ؟‬‫مس ّ‬‫ُ‬ ‫متقّلبا ً‬
‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫ت تهوى‪ ،‬هل‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫بمن‬ ‫ب أنا شبيهان‬
‫ٍ‬ ‫عج‬ ‫ومن‬
‫ّ‬
‫ت تجلدا!؟‬ ‫أطق َ‬ ‫في الهوى‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫مان كفركّنا‬
‫ُر ّ‬
‫]الخفيف[‬
‫ي في‬‫ت بالح ّ‬‫جز ُ‬
‫ت‬‫ي فهب ّ ْ‬
‫العش ّ‬
‫ت فؤادي‬
‫ة أنعش ْ‬
‫نفح ٌ‬
‫المعّنى‬
‫ت‬
‫ت‪ :‬منها‪ ،‬ودر ُ‬
‫قل ُ‬
‫أنظُر حولي‬
‫ف‬
‫ت الملهو ِ‬‫نظرا ِ‬
‫ُيسرى وُيمنى‬
‫ي من‬
‫ب جن ّ‬
‫وإذا طي ّ ٌ‬
‫مـ‬
‫الّر ْ‬
‫ن مث ُ‬
‫ل الّنهوِد لو‬ ‫مـا ِ‬
‫ـ َ‬
‫هي ُتجنى‬
‫ت نظرتي نداءَ‬
‫وافق ْ‬
‫غلم ٍ‪:‬‬
‫ن!« من‬
‫ما ُ‬
‫ي يا ر ّ‬
‫»ناصر ْ‬
‫»ك َ ْ‬
‫فركّنا«‬
‫ىل َ‬
‫ك‬ ‫فد ً‬
‫ع به ِ‬
‫ت أسر ْ‬
‫قل ُ‬
‫مالي‬
‫ن‬
‫غ ّ‬
‫م بذكره وت َ َ‬
‫وترن ّ ْ‬
‫ب من‬
‫ل الحبي ِ‬ ‫يا رسو َ‬
‫د‬
‫ث لم ت َ ْ‬
‫حي ُ‬
‫ر‪ ،‬لقد جئَتني بما‬
‫ِ‬
‫أتمّنى‬

‫****‬
‫‪3‬‬
‫ت الدهر‬‫عن ُ‬
‫]الخفيف[‬
‫م كّنا نقول‪:‬‬
‫يو َ‬

‫‪ 1‬الباء هنا للقسم‪.‬‬


‫‪ 2‬كفركّنا من قرى الجليل شمالي فلسطين‪ ،‬أح ّ‬
‫ب الشاعر فتاة من هذه القرية كانت طالبة في الجامعة الميركية‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬
‫‪ 3‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪177‬‬
‫هـ‬
‫سنا الدّ ْ‬
‫»عاك َ‬
‫حبنا‬
‫ص ْ‬
‫ـُر«‪ ،‬وجدنا من َ‬
‫م‬‫من يلو ُ‬
‫ه‬
‫ق الل َ‬
‫فيقولون‪» :‬ات ّ ِ‬
‫ع‬
‫واقن ْ‬
‫ت طامعا ً يا‬
‫كم تظّلم َ‬
‫ظلوم‬
‫ت‬
‫ة« وأن َ‬
‫هذه »نزه ٌ‬
‫تراها‬
‫م‪ ،‬فما عسا َ‬
‫ك‬ ‫ك ّ‬
‫ل يو ٍ‬
‫تروم؟«‬
‫ون ما‬
‫حهم لو ي ََر ْ‬ ‫وي َ‬
‫هـ‬
‫صنع الدّ ْ‬
‫معذّ ٌ‬
‫ب‬ ‫ـُر لقالوا‪ُ :‬‬
‫مشئوم‬
‫كنت أرجو لو أن‬
‫ت‬
‫ة« أضح ْ‬‫»نزه َ‬
‫ت فيه‬
‫ن قد كن ُ‬
‫في مكا ٍ‬
‫ُأقيم‬
‫ت حتى‬
‫لم يكن ما رجو ُ‬
‫حْلـ‬
‫َتر ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫مو َ‬
‫ن ظال ٌ‬
‫م ْ‬
‫ت‪ ،‬ف َ‬
‫ـ ُ‬
‫م؟‬‫مظلو ُ‬

‫****‬

‫‪1‬‬
‫إلى ل‪...‬‬
‫]المجتث[‬
‫ت‬
‫أين الرسال ُ‬
‫و‬ ‫وال ّ‬
‫ش ْ‬
‫ب‬
‫ق؟ فالجوا ُ‬ ‫ُ‬
‫ت َأ َ ّ‬
‫خْر‬
‫ت‪:‬‬
‫كم قل ِ‬
‫»شوقي كثيٌر«‬
‫ي‬
‫ن شوق َ‬
‫أظ ّ‬
‫أكثر‬
‫أسائل البدَر‬

‫‪ 1‬المقطوعة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬

‫‪178‬‬
‫حْيرا‬
‫َ‬
‫ن هو‬
‫كإ ْ‬
‫ن عن ِ‬
‫َ‬
‫أسفر‬
‫ك‬
‫ه ِ‬
‫ت وج َ‬
‫ذكر ُ‬
‫ه‬
‫في ِ‬
‫والشيءُ‬
‫بالشيء ُيذ َ‬
‫كر‬
‫ك‬
‫كوني بودّ ِ‬ ‫ُ‬
‫د‬
‫كالب َ ْ‬
‫هو يخفى‬ ‫ر‪َ ،‬‬
‫ف ْ‬ ‫ِ‬
‫ويظهر‬

‫****‬

‫‪1‬‬ ‫إلى م‪ ..‬أيضا ً‬


‫]المجتث[‬
‫َز غيُرنا‬ ‫إلى الحبيب‬
‫ه‬
‫بوصال ِ ْ‬ ‫الذي فا‬
‫ولم نفز منه‬
‫ده ودلله‬
‫بص ّ‬ ‫إل ّ‬
‫ف‬
‫صدودَ طي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومن َتعل ّ َ‬
‫م منه‬
‫خياله‬ ‫صـ‬‫ال ْ‬
‫من الهوى‬ ‫هل ّ ُتجّرب‬
‫واحتماله‬ ‫شيئا ً‬
‫ت من‬ ‫عرف ُ‬ ‫ك تعرف‬ ‫عسا َ‬
‫أهواله‬ ‫ما قد‬
‫ة من‬ ‫ـ َ‬
‫ك‪ ،‬ليل ً‬ ‫عساك تسهد‪،‬‬
‫طواله‬ ‫ديـ‬ ‫ف ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ي‬
‫ل الشق ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن أرا َ‬
‫ك‬ ‫لك ْ‬
‫بحاله‬ ‫سعيدا ً‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫اقتباسات من القرآن‬
‫]البسيط ‪ -‬مجزوء الرمل[‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ 1‬المقطوعة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1929‬‬
‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪179‬‬
‫هدون وهم حيرى‬
‫س ّ‬
‫م َ‬
‫ُ‬
‫محاجُرهم‬
‫ل‬
‫تنوطها بنجوم اللي ِ‬
‫ب‬
‫أسبا ُ‬
‫ب في‬‫ب للح ّ‬
‫خ ُ‬
‫إن ي َ ْ‬
‫س‬ ‫أكبادهم َ‬
‫قب َ ٌ‬
‫ل‬
‫ه ِ‬
‫م ْ‬
‫م من شراب الـ ُ‬
‫ه ُ‬
‫سقت ْ ُ‬
‫أكواب‬
‫وكيف يبغون عن نار‬
‫ول ً‬
‫ح َ‬
‫الهوى ِ‬
‫ت‬
‫»وعندهم قاصرا ُ‬
‫‪1‬‬
‫الطّْر ِ‬
‫ف أتراب«‬
‫)‪(2‬‬

‫حو‬
‫أنا بالرحمن من ُ‬
‫جفونا‬
‫ن ُ‬
‫سْر َ‬
‫ر‪ُ ،‬يك ّ‬
‫ٍ‬
‫حمام اْلـ‬
‫تك َ‬
‫دارجا ٍ‬
‫ن العيونا‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬يبهر َ‬
‫أي ْ ِ‬
‫ولي‬ ‫نو َ‬
‫ق ْ‬ ‫ه ّ‬
‫ت من ُ‬
‫قل ُ‬
‫كان جهل ً وجنونا‬
‫ن حسنا‬
‫ت منه ّ‬
‫فانبر ْ‬
‫ء‪ ،‬فأذكْتني ُ‬
‫شجونا‬ ‫ُ‬
‫جدا ً‬
‫و ْ‬ ‫سمنا َ‬
‫ك َ‬ ‫نحن من ُ‬
‫‪2‬‬
‫فتونا«‬ ‫»وفتّنا َ‬
‫ك ُ‬
‫)‪(3‬‬

‫ن‬
‫كبدي من فراقها بي َ‬
‫ب َْينا‬
‫فمتى موعدُ اللقاء؟ وأينا؟‬
‫ر غاب‬
‫مهاج ٍ‬
‫ر ُ‬
‫ب طي ٍ‬
‫ر ّ‬
‫عّنا‬
‫وك ُْره فعاد إلينا‬
‫شاقه َ‬
‫ت‬
‫ت تبكين لو رأي ِ‬
‫كن ِ‬
‫بكائي‬
‫وقديما ً أبكى جمي ٌ‬
‫ل ب ُث َْينا‬
‫مي‬
‫ته ّ‬
‫غيَر أني ألف ُ‬
‫مي‬‫وغ ّ‬

‫‪ 1‬من سورة ص »‪.«42‬‬


‫‪ 2‬من سورة طه »‪.«40‬‬

‫‪180‬‬
‫كلي واشربي و َ‬
‫قّري‬ ‫»ف ُ‬
‫‪1‬‬
‫عينا«‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫ما لك والذكريات‬
‫]المنسرح[‬
‫ت‬ ‫ما ل َ‬
‫ك والذكريا ُ‬
‫تذعرها‬
‫تثير مكنوَنها‬
‫وتنشرها؟‬
‫موءودةٌ في الشجون‬
‫أدفنها‬
‫وفي زوايا السنين‬
‫أذخرها‬
‫ت‬
‫أذهل عنها ورّبما ذهل ْ‬
‫ت بي‬
‫عني وقد جئ َ‬
‫ُتذ ّ‬
‫كرها‬
‫ر كيف‬
‫عَر النا ِ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬
‫يا ُ‬
‫ُأطفئها‬
‫ه ‪ -‬حين‬ ‫‪ -‬سامح َ‬
‫ك الل ُ‬
‫َتسعرها‬
‫أما تراني يدي على‬
‫كبدي‬
‫رة‬
‫ُأكاد من زف ٍ‬
‫أطّيرها؟‬

‫ة‬
‫سِلم ٍ‬ ‫س لّله ُ‬
‫م ْ‬ ‫ب نف ٍ‬
‫يا ُر ّ‬
‫ي الهوى‬
‫قام نب ّ‬
‫صرها‬‫ُين ّ‬
‫مُز‬ ‫أعيا على الدهر َ‬
‫غ ْ‬
‫جانبها‬
‫ن‬
‫ز العيو ِ‬ ‫ما با ُ‬
‫ل غم ِ‬
‫يقهرها ؟‬
‫كّلفُتها السيَر وال ّ‬
‫سرى‬
‫شغفا ً‬
‫ألذّ حا ِ‬
‫ل الغرام‬

‫‪ 1‬من سورة مريم »‪.«26‬‬


‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1929‬‬

‫‪181‬‬
‫أخطرها‬
‫عما ً‬
‫من ِ‬
‫ت ُ‬ ‫خّلف ُ‬
‫ت بيرو َ‬
‫طلبا ً‬
‫للكرملّيات حيث‬
‫عْزوُرها«‬
‫» ِ‬
‫م ٌ‬
‫ل‬ ‫مشت ِ‬
‫م ُ‬
‫بلغُتها والظل ُ‬
‫م‬
‫على البرايا والنو ُ‬
‫ُيسكرها‬
‫ه‬
‫ب ل أفوز ب ِ‬
‫س البا َ‬
‫ألتم ُ‬
‫ت‬
‫أطوف بالدار لس ُ‬
‫ُأبصرها‬
‫ض‬
‫حتى هداني ومي ُ‬
‫ة‬
‫ساري ٍ‬
‫ف‬
‫أعقَبه قاص ٌ‬
‫جرها‬ ‫ُيف ّ‬
‫ه‬
‫م أطرق ُ‬
‫ت للباب ث ّ‬
‫سعي ُ‬
‫أقفاُله الصلب لو‬
‫سرها‬ ‫ُ‬
‫أك ّ‬
‫ب‬
‫س طال ٍ‬
‫ما تنثني نف ُ‬
‫ت‬
‫ورد ْ‬
‫ظمأى ومرعى‬
‫حمام ِ مصدرها‬
‫ال َ‬
‫ب عن‬
‫وانفتح البا ُ‬
‫مصّلب ٍ‬
‫ة‬ ‫ُ‬
‫ة شّر هناك‬ ‫خي َ‬
‫ف َ‬
‫ُينذرها‬
‫ر‪ ،‬هل‬
‫مسا الخي ِ‬
‫ت‪َ :‬‬‫قل ُ‬
‫ئ‬‫لملتج ٍ‬
‫ك ُنعمى هيهات‬
‫لدي ِ‬
‫يكفرها؟‬
‫قالت‪ :‬على الرحب!‬
‫ت‬
‫ت‪ :‬هل نزل ْ‬
‫قل ُ‬
‫مرها؟‬
‫ة داَركم ُتع ّ‬
‫آنس ٌ‬
‫قالت‪ :‬أخوها؟ فقلت‪:‬‬
‫»ذاك أنا«‬
‫قالت‪» :‬أنسعى لها‬
‫نخّبرها؟‬
‫م جفَنها‬
‫قد أخذ النو ُ‬
‫ملل ً‬

‫‪182‬‬
‫ر‪ ،‬ترى‬
‫بعد انتظا ٍ‬
‫أُنشعرها؟«‬
‫ت‪» :‬دعيها غدا ً‬
‫قل ُ‬
‫ُأفاجئها‬
‫غّر ل‬
‫مها ال ُ‬‫أحل ُ‬
‫فرها‬ ‫ُأن ّ‬
‫أقضي رقادي في غير‬
‫مضجعها‬
‫ت‬
‫أخشى إذا استيقظ ْ‬
‫هرها«‬ ‫ُ‬
‫أس ّ‬
‫ء؟‬
‫قالت‪» :‬ترى الضو َ‬
‫عها‬
‫ذاك مضج ُ‬
‫ح‬
‫ن جاَرها‪ ،‬والصبا َ‬
‫ك ْ‬
‫تبدرها‬
‫خ‬ ‫ك ب َّرا ً وُر ّ‬
‫بأ ٍ‬ ‫أرا َ‬
‫ت له‬
‫ى بأخ ٍ‬
‫مغر ً‬‫ُ‬
‫درها«!‬ ‫يك‬
‫ُ ّ‬
‫ت‬
‫ر أصبح ْ‬
‫ة المك ِ‬
‫قراب ُ‬
‫ة‬
‫ثق ً‬
‫ض القلوب‬
‫ق بع ِ‬
‫أعش ُ‬
‫أمك َُرها‬
‫ت‬
‫دع ْ‬ ‫يا ل َ ِ‬
‫ك بلهاءَ و ّ‬
‫ت‬
‫ومض ْ‬
‫ُأثني على لطفها‬
‫وأشكرها‬

‫جرًا‪ ،‬وهيهات ل َ‬
‫ت‬ ‫َز ْ‬
‫ر‬
‫ج ٍ‬
‫مْزد َ‬
‫ُ‬
‫س هوجاءَ‬
‫ة نف ٍ‬
‫أي ّ ُ‬
‫أزجرها ؟‬
‫ت‬
‫س‪ ،‬ل َ‬
‫ك يا نف ُ‬ ‫صبَر ِ‬
‫ر‬
‫مصطب َ ٍ‬ ‫ُ‬
‫ما لم تكن جارتي‬
‫ُتصّبرها‬
‫ت‬
‫ر حين انسلل ُ‬
‫لم أد ِ‬
‫أطلبها‬
‫من‬
‫خطى المحّبين‪َ ،‬‬
‫ُ‬

‫‪183‬‬
‫يسّيرها‬
‫ة في السرير‬
‫حوري ّ ٌ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫ٌ‬ ‫راقد‬
‫ودّ »رفائي ُ‬
‫ل« لو‬ ‫َ‬
‫ورها‬
‫ّ‬ ‫يص‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫ن أن ِ‬
‫ن الحس ِ‬
‫يا معد َ‬
‫معدُنها‬
‫ت‬
‫ب أن ِ‬
‫يا جوهَر الح ّ‬
‫جوهرها‬
‫هها‬
‫س وج َ‬
‫س ل أن َ‬
‫ن أن َ‬‫إ ْ‬
‫ه‬
‫وب ِ‬
‫ب انتظاري باٍد‬
‫غ ّ‬
‫ِ‬
‫َتحّيرها‬
‫ة‬
‫سد ً‬
‫مو ّ‬
‫دها‪ُ ،‬‬
‫جي َ‬
‫ة ِ‬
‫عاطف ً‬
‫ع‬
‫عها والدمو ُ‬
‫ذرا َ‬
‫تغمرها‬
‫ه والصدر باديان‬
‫والوج ُ‬
‫سوى‬
‫ما انثال من َ‬
‫فْرعها‬
‫مرها‬‫ُيخ ّ‬
‫ع‬
‫والشوقُ بين الضلو ِ‬
‫ه‬
‫أعرف ُ‬
‫ة كالسعير‬
‫من زفر ٍ‬
‫تزفرها‬
‫د‬
‫حها على كب ٍ‬
‫يصيبني لف ُ‬
‫ق ذاب‬
‫في ب َُرح الشو ِ‬
‫أكثرها‬
‫ت‬
‫د اضطرب ْ‬ ‫ة َ‬
‫ق ِ‬ ‫مان ٌ‬ ‫وث َ ّ‬
‫مر ّ‬
‫ت ِترُبها‬
‫واقترب ْ‬
‫ُتح ّ‬
‫ذرها‬
‫ب‬
‫تقول‪ :‬أختاه تحتنا له ٌ‬
‫يصهرنا دائبا ً‬
‫ويصهرها‬

‫هها‬
‫س وج َ‬
‫س ل أن َ‬
‫إن أن َ‬
‫ه‬
‫وب ِ‬
‫ب انتظاري باٍد‬
‫غ ّ‬
‫ِ‬

‫‪184‬‬
‫َتحّيرها‬
‫ة‬
‫ن لؤلؤ ً‬
‫ألمح بين الجفو ِ‬
‫هو‬
‫و ْ‬
‫م َ‬
‫فاز بها النو ُ‬
‫يأسرها‬
‫ق أهداَبها فقّيدها‬
‫أطب َ‬
‫ب يكاد‬
‫لول اضطرا ٌ‬
‫ينثرها‬

‫ت‬
‫ن أن ِ‬
‫حس ِ‬
‫ن ال ُ‬
‫يا معد َ‬
‫معدُنها‬
‫ت‬
‫ب أن ِ‬
‫يا جوهَر الح ّ‬
‫جوهرها‬
‫ن‬
‫قيدُ ذراعي غصو ُ‬
‫بان َِتها‬
‫آوي إلى ظّلها‬
‫وأهصرها‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫فرحتي‪!..‬‬
‫]مجزوء الرمل[‬

‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬


‫فرحتي يو َ‬
‫ف عليها‬
‫طيُبها وق ٌ‬ ‫ن لديها‬
‫ة الحس ِ‬
‫جن ّ ُ‬
‫م ٌ‬
‫ل من مقلتيها‬ ‫ثَ ِ‬ ‫دها في وجنتيها‬
‫وَْر ُ‬
‫ة قلبي‬
‫هي ريحان ُ‬
‫ليتها كانت بقربي‬

‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬


‫فرحتي يو َ‬
‫ونعيمي في شقائي‬

‫ض ل ي َُرد ّ‬
‫ب ما ٍ‬
‫ُر ّ‬ ‫ب عهد ُ‬
‫كان لي في الح ّ‬
‫والتقى دمعٌ و َ‬
‫شْهد‬ ‫خد ّ‬
‫خد ّ و َ‬
‫فالتقى َ‬

‫م‪ ،‬دمعي‬
‫ف‪ ،‬يا أّيا ُ‬
‫ج ّ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬

‫‪185‬‬
‫ضاق باللم ذرعي‬

‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬


‫فرحتي يو َ‬
‫ونعيمي في شقائي‬

‫ن‬
‫م الفنو ِ‬
‫ج ّ‬
‫ساحٌر َ‬ ‫ن‬ ‫بلب ٌ‬
‫ل فوق الغصو ِ‬
‫ت تدري ما شجوني‬
‫لس َ‬ ‫ن‬
‫ت الحنو ِ‬
‫يا أخا الصو ِ‬
‫َتتسّلى‪َ ،‬تتفّلى‬

‫وتراني‪ ،‬أتقّلى‬

‫جّنتي ناُر هواها‬


‫َ‬ ‫فرحتي يوم أراها‬

‫ونعيمي في شقائي‬

‫باكيا ً أيا َ‬
‫م لهوي‬ ‫سمع البلب ُ‬
‫ل شجوي‬

‫هاتفًا‪ :‬أصِغ لشدوي‬ ‫فهفا البلب ُ‬


‫ل نحوي‬
‫ت يا بلب ُ‬
‫ل دعني‬ ‫قل ُ‬

‫عُد ْ إلى الدوح وغَ ّ‬


‫ن‬

‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬


‫فرحتي يو َ‬
‫ونعيمي في شقائي‬

‫ب َعْد َ من أهوى وأحلى‬ ‫ح أ َْولى‬


‫ح معي فالنو ُ‬
‫نُ ْ‬
‫ل هَل ّ‬
‫أّيها البلب ُ‬ ‫مل ّ‬
‫بو َ‬
‫ب القل ُ‬
‫طر َ‬
‫بجناحي َ‬
‫ك انقلبتا‬

‫وبمن أهوى رجعتا‬

‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬


‫فرحتي يو َ‬
‫ونعيمي في شقائي‬

‫ب‬ ‫جاءني من ك ّ‬
‫ل با ِ‬ ‫الهوى أبلى شبابي‬

‫ب لعذاب‬
‫من عذا ٍ‬ ‫ب‬
‫من صدودٍ لعتا ِ‬
‫ق‬ ‫ك ّ‬
‫ل هذا ل يطا ُ‬
‫ق‬
‫ثم ل يحلو الفرا ُ‬

‫‪186‬‬
‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬
‫فرحتي يو َ‬
‫ونعيمي في شقائي‬

‫ضنا في إْثر بع ِ‬
‫ض‬ ‫بع ُ‬ ‫ض‬
‫ض برك ِ‬ ‫عي ُ‬
‫شنا رك ٌ‬
‫ليته يمضي وُيرضي‬ ‫م ويمضي‬
‫صبا يو ٌ‬
‫وال ّ‬
‫يا فؤادي ما بكائي؟‬

‫أُترى ُيجدي ندائي ؟‬

‫جّنتي ناُر هواها‬ ‫م أراها‬


‫فرحتي يو َ‬
‫ونعيمي في شقائي‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫ذگــرى‬
‫]الخفيف[‬
‫ب والسى‬‫مت ُْنها الح ّ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ت تتلو عل ّ‬ ‫جئ َ‬
‫‪2‬‬
‫حفي‬‫ص ْ‬
‫بين ُ‬ ‫ض‬
‫ة ما ٍ‬ ‫صفح َ‬
‫خ ْ‬
‫ذ‬ ‫عها و ُ‬ ‫حد ْ‬ ‫صا ِ‬
‫ف‬
‫حْر ِ‬
‫قد َتبّينُتها لول َ‬ ‫سواها فإّني‬
‫ي‪ ،‬ولهوي يا حسرتاه‬ ‫َ‬ ‫عها؛ فقد‬ ‫حد ْ‬ ‫صا ِ‬
‫صفي‬ ‫و َ‬
‫ق ْ‬ ‫ي‬‫ت أمان ِ ْ‬ ‫دفن ُ‬
‫غَزلي في هوى‬ ‫َ‬ ‫ت أضلعي‬ ‫خل َ ْ‬ ‫و َ‬
‫ن ووصفي‬ ‫الحسا ِ‬ ‫فأمسى خلي ّا ً‬
‫ة‬
‫ر ‪ -‬على بخله ‪ -‬بنعم ِ‬‫ـ ِ‬ ‫ت فيها‬ ‫ل ظفر ُ‬ ‫وليا ٍ‬
‫عطف‬ ‫هـ‬
‫من الدّ ْ‬
‫ساهٌر في ظلمها‬
‫خدّ وك َ ّ‬
‫ف‬ ‫َر لقلبي بلثم ِ َ‬
‫أقبس الّنو‬
‫ف‬‫قطْ ٍ‬ ‫هب َ‬ ‫د‪َ ،‬تعل ّ ْ‬
‫قت ُ ُ‬ ‫ـ ِ‬ ‫وفم ٍ كّلما شكا أل َ‬
‫م‬
‫شف‬ ‫وَر ْ‬ ‫جـ‬ ‫و ْ‬ ‫ال َ‬
‫ل‬
‫أنا منها وبين قت ٍ‬ ‫ل‬
‫ن ما بين قت ٍ‬ ‫جفو ٍ‬ ‫و ُ‬
‫بلطف‬ ‫ف‬ ‫بعن ٍ‬
‫شّيعْتها المنى‪ ،‬برب ّكَ‬ ‫ح يكفي! فقد‬ ‫صا ِ‬
‫يكفي‬ ‫ل‬‫ت ليا ٍ‬ ‫تول ّ ْ‬

‫‪ 1‬بمناسبة رسالة أتاه بها صديق من أصدقائه )أحمد طوقان(‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬
‫‪ 2‬القصيدة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫التفاتـــة‬
‫]المتقارب[‬
‫ت قلبي إلى‬‫ف َ‬‫َتل ّ‬
‫ل‬ ‫الك َْر ِ‬
‫م ِ‬
‫ن إلى عهده‬
‫وح ّ‬
‫ل‬
‫و ِ‬‫ال ّ‬
‫ت‬
‫ت به ذكريا ُ‬
‫ومّر ْ‬
‫الهوى‬
‫ع من ذلك‬
‫رواج َ‬
‫المنزل‬
‫ت‬
‫ت كما شئ َ‬ ‫َتل ّ‬
‫ف ْ‬
‫ه‬
‫قل ُ‬
‫واخف ْ‬
‫م َ‬
‫كل‬ ‫به ّ‬
‫سحائ ُ‬
‫َ‬
‫تنجلي‬

‫****‬

‫‪2‬‬
‫يوم الثلثاء‬
‫]المجتث[‬
‫وّلى حميدا ً‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫تأ ّ‬ ‫حسب ُ‬
‫وغابا‬ ‫الشبابا‬
‫إل اهتدى‬ ‫ت‬‫وما ظنن ُ‬
‫وأنابا‬ ‫فؤادي‬
‫من الهوى ما‬ ‫ت لم‬ ‫هيها َ‬
‫أصابا‬ ‫ض قلبي‬ ‫ُير ِ‬
‫ي‬‫ت إل ّ‬‫ساق ْ‬ ‫يا نظرةً لم‬
‫عذابا‬ ‫دها‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫أر ْ‬
‫ب فيها‬ ‫يا قل ُ‬ ‫ن‬
‫رأ ّ‬ ‫لم أد ِ‬
‫خبايا‬ ‫الزوايا‬
‫ي‪ ،‬فاحم ْ‬
‫ل‬ ‫عل ّ‬ ‫ت ماضي‬ ‫ردد َ‬
‫هوايا‬ ‫عهودي‬
‫****‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1930‬‬


‫‪2‬‬
‫المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬

‫‪188‬‬
‫ت‬‫و ْ‬‫ت وأق َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت أن‬ ‫حسب ُ‬
‫ربوعي‬ ‫دموعي‬
‫ت وراء‬ ‫خب ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ناَر‬ ‫خل ْ ُ‬‫و ِ‬
‫ضلوعي‬ ‫فؤادي‬
‫وصبوتي‬ ‫فأين وجدي‬
‫وولوعي؟!‬ ‫سهدي‬ ‫و ُ‬
‫ت فيه‬ ‫شهد ُ‬ ‫م‬ ‫وكان يو ُ‬
‫عجابا‬ ‫ال ُ‬ ‫الثلثا‬
‫روافل ً‬ ‫م‬‫م يو ُ‬ ‫اليو ُ‬
‫»بالمليا«‬ ‫الصبايا‬
‫ففي الزوايا‬ ‫ن‬
‫لئن أثر َ‬
‫خبايا‬ ‫شجوني‬
‫****‬
‫ب‬
‫خلف الحجا ِ‬ ‫ه‬
‫ت وجو ٌ‬ ‫لح ْ‬
‫ح‬
‫صبا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬‫مل ُ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ن هب ّ ْ‬ ‫بخل َ‬ ‫ن‬
‫ن بخل َ‬ ‫لك ْ‬
‫ح‬‫ريا ُ‬ ‫ما‬ ‫ولـ ّ‬
‫عٌر وهذا‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‪،‬‬‫هذا ِنقا ٌ‬
‫ح‬‫وشا ُ‬ ‫ِ‬ ‫وهذا‬
‫على القلوب‬ ‫ب ُنوٌر‬‫فانص ّ‬
‫انصبابا‬ ‫ب‬‫طي ٌ‬ ‫و ِ‬
‫وكم له من‬ ‫كم للجمال‬
‫سجايا‬ ‫مزايا‬
‫بين الزوايا‬ ‫ح‬
‫ك يا ري ُ‬ ‫لول ِ‬
‫خبايا‬ ‫كانت‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫حلفت أل ّ تكلميني‬
‫]مخّلع البسيط[‬
‫ظي قبل‬ ‫وسوءُ ح ّ‬
‫ت أل ّ ُتكّلميني‬
‫حلف ِ‬
‫ن‬
‫اليمي ِ‬
‫أو تظلميني ل‬ ‫ن ترحميني‬‫إ ْ‬
‫ُتنصفيني‬ ‫ُتع ّ‬
‫ذبيني‬
‫****‬
‫ل الناَر في‬ ‫وأشع َ‬ ‫يا من هواها أجرى‬
‫ضلوعي‬ ‫دموعي‬
‫ت أل ّ تكّلميني‬‫حلف ِ‬ ‫ت من‬ ‫لما تي ّ‬
‫قن ْ ِ‬

‫‪1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1930‬‬

‫‪189‬‬
‫خضوعي‬
‫****‬
‫وكيف أرعى في‬ ‫ت وجدي‬ ‫عرف ِ‬
‫ب عهدي‬
‫الح ّ‬ ‫سهدي‬ ‫وطو َ‬
‫ل ُ‬
‫د‬
‫ه حسبي‪ ،‬أبع َ‬‫الل ُ‬
‫ت أل ّ تكّلميني؟‬
‫حلف ِ‬
‫دي‬‫و ّ‬
‫****‬
‫أذاب جسمي لحما ً‬ ‫ت في القلب‬ ‫حمل ُ‬
‫وعظما‬ ‫ما‬ ‫ك َ‬
‫غ ّ‬ ‫من ِ‬
‫ي‬
‫ت أقسى عل ّ‬ ‫وكن ِ‬
‫ت أل ّ تكّلميني‬
‫حلف ِ‬
‫ما‬
‫لـ ّ‬
‫****‬
‫ت عنه فيما‬ ‫ذُ ِ‬
‫هل ُ‬ ‫ك‬
‫هذا فؤادي لدي ِ‬
‫ن‬
‫أظ ّ‬ ‫ن‬‫ره ُ‬
‫ت أل ّ‬
‫»حلف ِ‬
‫تكّلميني«‬ ‫غدا ً أنادي إذا أح ّ‬
‫ن‪:‬‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫بعد عام‬
‫]المجتث[‬
‫إليها‪...‬‬
‫كلوعتي‬ ‫هواك أصبح‬
‫مْنسّيا‬ ‫َ‬ ‫سيا‬ ‫نَ ْ‬
‫فصار قلبي‬ ‫غل ً‬‫ش ْ‬‫قد كان ُ‬
‫خلّيا‬ ‫لقلبي‬
‫ل لم‬ ‫والوص ِ‬ ‫و‬
‫ن حل َ‬ ‫كأ ّ‬
‫ك شّيا‬ ‫ت ُ‬ ‫الماني‬
‫كانت على‬ ‫ت آثاَر‬ ‫مسح ُ‬
‫شفتّيا‬ ‫ب‬‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫د‬
‫عاد الرقا ُ‬ ‫ن‬
‫فيا جفو ُ‬
‫شهّيا‬ ‫استقّري‬
‫د‬
‫ك‪ ،‬يا فوا ُ‬ ‫َ‬ ‫ص على‬ ‫وارق ْ‬
‫ملّيا‬ ‫ب ليل‬ ‫ح ّ‬
‫****‬

‫‪2‬‬
‫هواك جبار‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬


‫‪ 2‬نظمها في فتاة لبنانية اسمها »سعاد الخطيب«‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1930‬‬

‫‪190‬‬
‫]السريع[‬

‫على القلب جاْر‬ ‫ك جّباْر‬


‫هوا ِ‬
‫ن!!‬
‫ن!! أما ْ‬
‫أما ْ‬
‫م الّنهاْر‬
‫وغ ّ‬ ‫ل‬
‫من زفرة اللي ِ‬
‫ن!‬
‫أما ْ‬
‫ل‬
‫مشك ِ ِ‬
‫ك في ُ‬
‫أوقعني صمت ُ ِ‬ ‫يا أملي يا نوَر مستقبلي‬

‫ك لي؟‬
‫ما خّبأ الدهُر بعيني ِ‬
‫ب قلبي كمدا ً في الضلوعْ‬
‫ُتذي ُ‬ ‫ع؟‬
‫م فيهما أم دمو ْ‬
‫ل ابتسا ٌ‬
‫ه ِ‬
‫يا ليت مكنوَنهما ينجلي‬

‫ن حلوَ الرقاد ْ‬
‫ْ ولن يذوقَ الجف ُ‬ ‫سعاد ُ ل يهدأ هذا الفؤاد‬

‫ما لم تصافيني الهوى يا سعاد ْ‬


‫لو كان ح ّ‬
‫ما تصنعُ الشواقُ بالمغرم ِ‬ ‫ك أن تعلمي‬
‫ظي من ِ‬

‫ك والدمعُ جاد ْ‬
‫لرقّ لي قلُبـ ِ‬
‫ق سرى خاطفا‬
‫كلمحة البر ِ‬ ‫جنح الدجى طائفا‬
‫ت في ُ‬
‫أبصر ُ‬
‫ثم دنا يصعقني هاتفا‪:‬‬

‫ولم تكن موضعَ آمالها‪«..‬‬ ‫د‪ ،‬لم تخطر على بالها‬ ‫»سعا ُ‬
‫ّ‬
‫ثم َتولى يسبقُ العاصفا‬
‫م‬
‫س عند السل ْ‬ ‫ْ ول انحناُء الرأ ِ‬ ‫ت ل َيشفي غليلي ابتسام‬ ‫أصبح ُ‬
‫م‬
‫أولى بنا لو نتشاكى الغرا ْ‬
‫وحّبذا أخذ ُ يدٍ في يدِ‬ ‫يا حّبذا ُلقيا على موعدِ‬
‫م!‬
‫ت وها ْ‬ ‫س هام ْ‬ ‫حتى يقو َ‬
‫ل النا ُ‬

‫ن حتى التوى ؟‬ ‫وا لهفا ً والغص َ‬ ‫ض حتى ذوى‬ ‫ماذا أصاب الرو َ‬
‫وأيّ ب ُْردٍ للربيع انطوى ؟‬
‫ل الماني انتثْر‬ ‫ض ُيملي يا سعاد ُ العِب َْر في َزهَرٍ مث ِ‬
‫الرو ُ‬
‫حذارِ الهوى‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ة الحس ِ‬
‫يا روض َ‬

‫على القلب جاْر‬ ‫ك جّباْر‬


‫هوا ِ‬
‫ن!‬
‫ن ! أما ْ‬ ‫أما ْ‬
‫م النهاْر‬
‫وغ ّ‬ ‫ل‬‫من زفرة اللي ِ‬
‫ن!‬
‫أما ْ‬

‫‪191‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى ذات العصابة الزرقاء‬
‫]الكامل[‬
‫ت شعوَر‬‫م ْ‬‫لَ ّ‬ ‫ُروحي فداءُ‬
‫ء‬
‫ة حسنا ِ‬‫مليح ٍ‬ ‫ء‬
‫ة زرقا ِ‬‫عصاب ٍ‬

‫ك‬
‫بجوارها لجبين ِ‬ ‫ما‬
‫ك وإن ّ‬
‫ما زّينت ْ ِ‬
‫ضاء‬
‫الو ّ‬ ‫َزي ّن ِْتها‬

‫ة‪،‬‬
‫ة‪ ،‬فّتاك ٍ‬
‫فّتان ٍ‬ ‫ة‬
‫مقل ٍ‬
‫وها من ُ‬‫دن ّ‬
‫و ُ‬
‫حوراء‬ ‫ة‬
‫مكحول ٍ‬

‫ل‬ ‫لك ّ‬
‫ل الوي ِ‬ ‫فالوي ُ‬ ‫ل إذا‬ ‫ن الجما َ‬‫إ ّ‬
‫للشعراء‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ع شمل ُ‬ ‫م َ‬
‫َتج ّ‬
‫****‬

‫‪2‬‬
‫طيف المل‬
‫]مشطور الرجز[‬
‫وى بقلبي‬ ‫ه ً‬ ‫»أل وما‪«3‬‬
‫نزل‬ ‫ه‬
‫أعجب َ ُ‬
‫أبني عليه‬ ‫وى على‬ ‫ه ً‬
‫أمل‬ ‫ه‬ ‫ع ّ‬
‫لت ِ‬ ‫ِ‬
‫يذهب عني‬ ‫وى لمن لم‬ ‫ه ً‬
‫مَثل‬ ‫َ‬ ‫أرها‬
‫ث‬ ‫ل حدي ٍ‬ ‫ًك ّ‬ ‫َأقبل عنها‬
‫قل‬ ‫نُ ِ‬ ‫راضيا‬
‫ت‪:‬‬ ‫أترابها قل ُ‬ ‫ت‬
‫قيل‪ :‬سم ْ‬
‫بلى‬ ‫خْلقا ً على‬ ‫ُ‬
‫ت‪ :‬لها‪..‬‬ ‫قل ُ‬ ‫قيل‪ :‬انتهى‬
‫واكتمل‬ ‫ن لها‬ ‫الحس ُ‬
‫ن اسم ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬
‫َ‬ ‫مها‬‫قيل‪ :‬اس ُ‬
‫وعل‬ ‫ن«‬‫»محاس ٌ‬
‫ت منها‬ ‫رضي ُ‬ ‫ل طاب لي‬
‫بدل‬ ‫ش إذا‬ ‫عي ٌ‬
‫****‬

‫‪ 1‬المقطوعة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1931‬‬
‫‪ - 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1931‬‬
‫وردت العبارة في الطبعة )ل ما(‪ ،‬وأظن في المر خطأ مطبعيا ً لن الوزن والسياق ير ّ‬
‫‪3‬‬
‫حجان )أل وما(‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫‪1‬‬
‫بهاء‬
‫]مجزوء الوافر[‬
‫ع‬
‫»َبها!« لم تق ِ‬
‫ن‬
‫العي ُ‬
‫على أبهى ول‬
‫ف‬
‫ألط ْ‬
‫ول أدنى إلى‬
‫ب‬‫القل ِ‬
‫ول أشهى ول‬
‫أظرف‬
‫ت بها‬
‫غف ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ُ‬
‫ن يب ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ب دَّلها‬
‫غرائ َ‬
‫غف‬ ‫ُيش َ‬
‫م بها أخي‬
‫وها َ‬
‫]‪[....‬‬
‫حتى باع ما أ َّلف‬
‫صّنف في‬
‫وقد َ‬
‫ب‬‫الح ّ‬
‫عن العلم الذي‬
‫صّنف‬
‫س‬
‫وقال‪ :‬الشم ُ‬
‫والبدُر‬
‫ه ما أنصف‬
‫ول والل ِ‬
‫س‬
‫ع الشم َ‬ ‫د ِ‬
‫التي ت ُك ْ َ‬
‫سـ‬
‫ف‪ ،‬والبدَر الذي‬
‫ـ ُ‬
‫سف‬‫ُيخ َ‬
‫ة‪،‬‬
‫»َبها« فتن ُ‬
‫»رام الّلـ‬
‫ن َ‬
‫شّتى‬ ‫م ْ‬
‫ه«‪َ ،‬‬
‫ـ ِ‬
‫صّيف‬‫ومن َ‬
‫ت نظرُتها‬‫شف ْ‬
‫مدَْنـ‬
‫الـ ُ‬
‫ما أوشك‬‫ف‪ ،‬لـ ّ‬
‫ـ َ‬
‫المدنف‬
‫‪1‬‬
‫مي نفسها بهاء‪ ،‬وهي بهاء حقيقة‪) «..‬ولقد كانت بهاء هذه فلحة في‬
‫»ولي جارة اسمها بهّية وتس ّ‬
‫ً‬
‫رام الله وكانت جميلة جدا(«‪ .‬من رسالة الشاعر إلى عمر فروخ‪ ،‬وردت في كتاب‪» :‬شاعران‬
‫معاصران«‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1931‬‬

‫‪193‬‬
‫ل من‬
‫وكم خا ٍ‬
‫سقا‬ ‫َ‬
‫ال ْ‬
‫دوه وقد‬
‫م‪ ،‬ر ّ‬
‫ِ‬
‫أشرف‬

‫****‬
‫»َبها« تطلع‬
‫س‬
‫والشم ُ‬
‫ت إلى‬
‫فبادر ُ‬
‫المشرف‬
‫ت معط ُ‬
‫فها‬ ‫غد ْ‬
‫ن‬
‫ازدا َ‬
‫ة‬
‫بغصن البان ِ‬
‫الهيف‬
‫ر‬
‫ح الّنو ِ‬
‫صبا َ‬
‫وا‬‫والن ّ ّ‬
‫وف‬ ‫ر والورِد وما َ‬
‫ف ّ‬ ‫ِ‬
‫ف‬
‫ة الك ّ‬
‫تردّ تحي ّ َ‬
‫بغمزة جفنها‬
‫الوطف‬

‫****‬
‫لئن أشغَلها‬
‫عّني‬
‫طيوٌر حولها ُتعَلف‬
‫وما ُتطعمها‬
‫ب‬ ‫ح ّ‬
‫ال َ‬
‫م الذي‬
‫ل الكر َ‬
‫بَ ِ‬
‫ُيق َ‬
‫طف‬
‫فبين جوانحي‬
‫طيٌر‬
‫على أ َْيكتها رفرف‬

‫****‬

‫‪194‬‬
‫‪1‬‬
‫الغرام الول‬
‫]مشطور الرجز[‬
‫ت ما‬ ‫هيها َ‬ ‫عهدَ غرامي‬
‫َترجع لي‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫و ِ‬ ‫ال ّ‬
‫و‬
‫ت وحل ُ‬ ‫أن َ‬ ‫ت ومهجتي‬ ‫أن َ‬
‫ل‬‫الم ِ‬ ‫معا ً‬
‫قَبل‬ ‫سامرةٌ بال ُ‬ ‫ة‬
‫ة زاهر ٌ‬ ‫وليل ٌ‬
‫ت فلم‬ ‫ح ْ‬‫ص ّ‬
‫َ‬ ‫ة‪،‬‬
‫وهجع ٌ‬
‫ول‬ ‫َ‬
‫ت ُأ ّ‬ ‫مها‬ ‫أحل ُ‬
‫ع‬
‫على ذرا ٍ‬
‫عند فؤاٍد ث َ ِ‬
‫مل‬
‫ل‬
‫ض ٍ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫ُ في يد ما ٍ‬ ‫ت وما‬ ‫أن َ‬
‫مسبل‬ ‫ُ‬ ‫أودعَته‬
‫ب‬‫شعا ِ‬
‫ُ بين ِ‬ ‫ت وما‬ ‫أن َ‬
‫»الكرمل«‬ ‫أضعَته‬
‫هيهات ما‬
‫ترجع لي‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫اشربي‬
‫]مجزوء الرمل[‬
‫نشوةٌ من‬ ‫ت‬
‫اشربي أن ِ‬
‫ك‬‫مقلتي ِ‬‫ُ‬ ‫حسبي‬‫و َ‬
‫نظرة في‬ ‫ت‬‫اشربي أن ِ‬
‫وجنتيك‬ ‫وحسبي‬
‫ن‬
‫ةم ٌ‬ ‫نهل ٌ‬ ‫ت‬ ‫اشربي أن ِ‬
‫شفتيك‬ ‫وحسبي‬
‫وحياتي في‬ ‫ت‬ ‫اشربي أن ِ‬
‫يديك‬ ‫ومالي‬

‫ك‬‫عن ثنايا ِ‬ ‫س‬


‫قل الكأ ُ‬ ‫نَ َ‬
‫ب‬ ‫عذا ْ‬‫ال ِ‬ ‫حديثا ً‬
‫لم يكن لذّ‬
‫أ َّنه لول شذاها‬
‫وطاب‬
‫س‬
‫م ّ‬ ‫أّنه َ‬ ‫كر‬
‫لم يكن ُيس ِ‬
‫الّرضاب‬ ‫لول‬
‫ت عنها يا‬ ‫أن َ‬ ‫ت‬‫اشربي أن ِ‬
‫شراب‬ ‫ث‬‫حد ّ ْ‬
‫و َ‬

‫‪ 1‬المقطوعة من اختيار شقيق الشاعر أحمد طوقان‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1931‬‬
‫‪ 2‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬

‫‪195‬‬
‫بهوى‬ ‫أنشديني‪،‬‬
‫س‬‫الندل ِ‬ ‫أطربيني‬
‫صبا في‬ ‫كال ّ‬ ‫ن‬
‫أرسلي اللح َ‬
‫غلس‬ ‫َ‬ ‫ال َ‬ ‫شجي ّا ً‬
‫كالندى‬ ‫هو يا روحي‬
‫للنرجس‬ ‫لروحي‬
‫ة‬
‫حيا ُ‬ ‫َلـ َ‬ ‫ك‬‫س ِ‬‫إن أنفا َ‬
‫فس‬ ‫ال َن ْ ُ‬ ‫ه‬
‫في ِ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫قصيدة بل عنوان‬
‫المجتث‬
‫ن‬
‫ملءُ العيو ِ‬ ‫حسَنها من‬‫يا ُ‬
‫‪2‬‬
‫ه‬
‫نضار ْ‬ ‫ض«‬‫»ريا ٍ‬
‫ب‬‫ُتنسي الغري َ‬ ‫ر‬
‫شهدُتها في ديا ٍ‬
‫دياره‬
‫على المدى‬ ‫ع‬
‫أهدى الربي ُ‬
‫آذاره‬ ‫إليها‬
‫ه‬
‫مه وشذا ُ‬ ‫نسي ُ‬
‫بك ّ‬
‫ل إشاره‬
‫تبدو‬
‫ة‬
‫ف ٍ‬‫ع ّ‬‫من ِ‬ ‫وزاد ما شاء‬
‫وطهاره‬ ‫فيها‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬‫إل ل ّ‬ ‫ط‬
‫وقال لم أع ِ‬
‫»ساره«‬ ‫هذا‬
‫****‬
‫‪3‬‬
‫قصيدة بل عنوان‬
‫]الكامل[‬
‫ل‬ ‫ف الغزير وأه َ‬ ‫ـل ُطْ ِ‬ ‫ف الّنمير‬ ‫ّ‬
‫يا كوثَر الظر ِ‬
‫ء‬
‫ل ثنا ِ‬ ‫ك ّ‬ ‫ومصدَر الْلـ‬
‫ة‬
‫ت أمير ُ‬ ‫مثلي وأن ِ‬ ‫ك‬
‫ح من ِ‬‫ق المد َ‬ ‫هل يستح ّ‬
‫الشعراء؟‬ ‫شويعٌر‬
‫شرفا ً أتيه به على‬ ‫ك إمارةٌ وكفى‬ ‫ب من ِ‬ ‫القر ُ‬
‫المراء‬ ‫ه‬
‫ب ِ‬
‫ل‬ ‫ل أجم َ‬ ‫ت أحم ُ‬ ‫ورجع ُ‬ ‫ت‬
‫ما زرتكم إل وفز ُ‬
‫عماء‬ ‫الن ّ ْ‬ ‫ة‬
‫بغبط ٍ‬
‫ح‬ ‫ت صواد ٍ‬ ‫عن ك ّ‬
‫ل ذا ِ‬ ‫ع من سحر‬ ‫فالسم ُ‬

‫‪ 1‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1932‬‬


‫‪ 2‬نظمت البيات لطفلة لبنانية اسمها »رياض الخطيب«‪ ،‬وهي بدون عنوان‪.‬‬
‫‪ 3‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1932‬‬

‫‪196‬‬
‫غّناء‬ ‫ل‬
‫ث بمعز ٍ‬ ‫الحدي ِ‬
‫ق‬
‫ر ٍ‬‫مش ِ‬ ‫ر ُ‬‫عن كل بد ٍ‬ ‫ه‬
‫شر الوجو ِ‬‫ن من ب ِ ْ‬ ‫والعي ُ‬
‫ذكاء‬ ‫و ُ‬ ‫ة‬
‫غني ّ ٌ‬
‫ةفي أهله‬ ‫لزيار ٍ‬ ‫ب ما يكون‬ ‫ب أطر ُ‬ ‫والقل ُ‬
‫ولقاء‬ ‫ه‬‫ق ُ‬ ‫خفو ُ‬
‫في داركم من هذه‬
‫ي نصيُبها‬
‫ة لد ّ‬ ‫فلك ّ‬
‫ل جارح ٍ‬
‫اللء‬
‫ت في‬ ‫دد ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫دها ل ُ‬
‫من ع ّ‬ ‫ت أبلغ‬ ‫وشمائ ٌ‬
‫ل لو كن ُ‬
‫َ‬
‫الب ُلغاء‬ ‫ة‬
‫غاي ً‬
‫ن تراه في‬ ‫زان البني َ‬ ‫ع التليدُ إلى الطريف‬
‫مـ َ‬‫ج ِ‬
‫ُ‬
‫الباء‬ ‫بها فما‬
‫ن في‬ ‫س ٍ‬‫ح ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫وغري ُ‬ ‫ة‬
‫المجدُ منها والمروء ُ‬
‫ذكاء‬ ‫عجيب َ‬ ‫والندى‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫قصيدة بل عنوان‬
‫]البسيط[‬
‫ن ما بين دنياها‬ ‫شّتا َ‬ ‫ت كالخنساء في‬ ‫ت‪ ،‬ما أن ِ‬ ‫صدق ِ‬
‫‪3‬‬
‫ك‬‫ودنيا ِ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫شب َ ٍ‬
‫ه‬ ‫هيهات ذا َ‬
‫ك‪ ،‬أدام الل ُ‬ ‫أين الشقاءُ من الّنعمى إذا‬
‫ُنعماك‬ ‫انتسبا؟‬
‫ت‬‫ر« إذا قس ِ‬ ‫»صخ ٍ‬ ‫ن‬‫أم اب ُ‬
‫ع رّياها لرّياك‬
‫م ذائ ُ‬
‫وانض ّ‬ ‫‪1‬‬
‫ه‬
‫ض «ب ِ‬ ‫»الريا َ‬
‫ر في‬ ‫إلى ابتسامة ب ِ ْ‬
‫ش ٍ‬ ‫ن‬
‫ه أزال الحز ُ‬ ‫أم أين وج ٌ‬
‫محّياك؟‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ق ُ‬ ‫رون َ‬
‫ع‬
‫سروُر قائله ل المدم ُ‬ ‫ر عندي ما‬ ‫ل الشع ِ‬ ‫وأفض ُ‬
‫الباكي‬ ‫ه‬
‫يفيض ب ِ‬
‫سّره وأج ّ‬
‫ل‬ ‫»السروُر« و ِ‬ ‫ة« ل بل‬ ‫ك »سار ُ‬ ‫ت كاسم ِ‬ ‫وأن ِ‬
‫‪2‬‬
‫ماك‬ ‫س ّ‬
‫س َ‬ ‫النا ِ‬ ‫ه‬
‫ت مصدر ُ‬ ‫أن ِ‬
‫عها عالي السنا‬ ‫ة َ‬
‫فْر ُ‬ ‫َ‬
‫أُروم ٍ‬ ‫ت‬‫ب‪ ،‬وهل بي ُ‬ ‫ت الخطي ِ‬ ‫بن َ‬
‫زاكي ؟‬ ‫ب سوى‬ ‫الخطي ِ‬
‫ت من‬ ‫ن أضح ْ‬ ‫ع الحس ِ‬ ‫روائ ُ‬ ‫د‬
‫غي ُ‬
‫ت ال ِ‬
‫صنا ُ‬ ‫ك المح َ‬ ‫فداؤ ِ‬
‫رعاياك‬ ‫ة‬
‫صن ً‬ ‫مح َ‬ ‫ُ‬
‫ك الغوطتين‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫يحسد‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫لبنا‬
‫ف نالتاها من مزاياك‬
‫طرائ ٍ‬ ‫على‬
‫غّر تروي عن‬ ‫ألفاظُ ِ‬
‫ك ال ُ‬ ‫ت‬ ‫ت شاعرةً ما شئ ِ‬ ‫ما شئ ِ‬
‫ثناياك‬ ‫ة‬
‫ناثر ً‬

‫‪ 2‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1932‬‬


‫‪ 3‬القصيدة بل عنوان‪ ،‬وقد قيلت في فتاة لبنانية اسمها سارة الخطيب‪.‬‬
‫‪ 1‬رياض‪ :‬ابنة سارة الخطيب‪.‬‬
‫‪ 2‬البيت فيه خلل عروضي‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫ك‬‫ب عن ِ‬‫ضى ي َن ُ ْ‬ ‫فإن تق ّ‬
‫سها‬
‫ل الدهُر مجل َ‬ ‫ة ل يم ّ‬ ‫أديب ٌ‬
‫الصدى الحاكي‬
‫ي‬
‫ة‪ ،‬والوح ُ‬ ‫ت من عظ ٍ‬ ‫ألقي ِ‬ ‫ب الجلي ُ‬
‫ل‬ ‫خطْ ُ‬
‫ف ال َ‬
‫ش َ‬ ‫ة كُ ِ‬‫خطيب ٌ‬
‫ل َّباك‬ ‫بما‬
‫ك أو مغًنى‬ ‫صدرا ً كصدر ِ‬ ‫ر ما‬
‫ت الده ِ‬‫ة هي بن ُ‬ ‫وحكم ٌ‬
‫كمغناك‬ ‫ت‬ ‫نزل ْ‬
‫ء‬
‫موسى على طور سينا ٍ‬
‫ء لو يؤانسها‬
‫ة من ذكا ٍ‬
‫وشعل ٌ‬
‫لناجاك‬
‫ف‪ ،‬وما تفنى‬ ‫س أع ّ‬ ‫نف ٍ‬ ‫ُ‬
‫ف ول‬
‫ح أخ ّ‬
‫دث عن رو ٍ‬
‫ول أح ّ‬
‫سجاياك‬
‫ك في النعمى‬ ‫مغدا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ودم ِ‬ ‫ف‬ ‫ت في ظ ّ‬
‫ل عّز وار ٍ‬ ‫ل زل ِ‬
‫مسراك‬ ‫و َ‬ ‫أبدا ً‬
‫*****‬
‫‪3‬‬
‫أعجب الهوى‬
‫]الطويل[‬
‫وفي عينها ما بي وما‬ ‫ر ما‬‫َتعّلقها قلبي ولم أد ِ‬
‫ت باسمي‬ ‫سمع ْ‬ ‫مها‬ ‫اس ُ‬
‫س‪-‬‬ ‫ول َ ْ ٌ‬
‫حظ ‪ -‬كباقي النا ِ‬ ‫وما كان إل في الطريق‬
‫يرمي ول ُيصمي‬ ‫لقاؤنا‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫حسا ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫هيامي بها دو َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ملى‬ ‫ب ‪ -‬والر ُ‬ ‫ما عج ٌ‬ ‫أ َ‬
‫على رغمي؟‬ ‫بمثلها ‪-‬‬
‫ه‬
‫لغيري؟ له روحي ولم يعدُ ُ‬ ‫د‬
‫ل الوج َ‬ ‫وما باُلها لم تحم ِ‬
‫جسمي‬ ‫والهوى‬
‫ة‬
‫ب الجراء ِ‬ ‫ي مسلو ِ‬ ‫بجنب ّ‬ ‫أراها فلم أملك َتهال ُ َ‬
‫ك‬
‫والعزم‬ ‫ن‬
‫واه ٍ‬
‫بها وبما ُيلقي هواها على‬ ‫ط ما‬ ‫فْر ُ‬ ‫فيخطف لوني َ‬
‫همي‬ ‫و ْ‬ ‫د‬
‫أنا واج ٌ‬
‫ر‬
‫ل الصد ِ‬ ‫مث ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫ف وجهي ُ‬ ‫فأصر ُ‬ ‫ت‬
‫ُيخّيل لي أّني دنو ُ‬
‫م‬
‫بالغ ّ‬ ‫ت‬‫فأعرض ْ‬
‫ن‬
‫ه الظ ّ‬ ‫ن به‪ ،‬ما أشب َ‬ ‫ُيظ ّ‬ ‫ت بها سوءا ً ولم‬ ‫ظنن ُ‬
‫بالثم‬ ‫عدُ ما‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫تج ِ‬
‫إذا ما تلقينا‪ ،‬فبئس إذن‬ ‫ع‬
‫ب عن سّر الضلو ِ‬ ‫وُيعر ُ‬
‫زعمي‬ ‫شحوُبها‬
‫دثُتها‬‫م لو ح ّ‬ ‫وأقس ُ‬
‫مي‬
‫مها ه ّ‬
‫ما شذ ّعن ه ّ‬ ‫ت سرائُرنا‬ ‫شف ْ‬ ‫وتك ّ‬

‫ت ُيسراه من صلة‬ ‫وكم ق ّ‬


‫طع ْ‬ ‫ب‬ ‫ى أّلف ْ‬
‫ت شّتى القلو ِ‬ ‫هو ً‬
‫الرحم‬ ‫ه‬
‫يمين ُ ُ‬

‫‪3‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬

‫‪198‬‬
‫ب في هوى‬
‫ي عجي ٍ‬ ‫أرى فأ ّ‬ ‫إذا كان في دنيا الهوى‬
‫م‬
‫ص ّ‬
‫مي وال ّ‬ ‫ع ْ‬
‫ال ُ‬ ‫مثلما‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫غادة إشبيلية‬
‫]السريع[‬
‫د‬
‫غي َ‬
‫أفدي بروحي ِ‬
‫ه‬‫إشبيلي َ ْ‬
‫ب‬
‫ب صا َ‬
‫ن القل َ‬
‫ن أذق َ‬
‫وإ ْ‬
‫ب‬
‫العذا ْ‬

‫****‬
‫ب‬
‫ن بت ِْر ِ‬
‫ت منه ّ‬‫علق ُ‬
‫النهاْر‬
‫ل‬
‫و اللي ِ‬ ‫وجهًا‪ ،‬و ِ‬
‫صن ْ ِ‬
‫عْين‬ ‫فْرعا ً و َ‬
‫َ‬
‫ع مثلي‬
‫في مثلها يخل ُ‬
‫عذاْر‬
‫ال ِ‬
‫ول يبالي كيف أمسى‪،‬‬
‫وأين‬
‫فيها‬‫ن ِ‬
‫م ْ‬‫ِ‬ ‫ب‬‫أشر ُ‬
‫عقاْر‬‫ال ُ‬ ‫س‬
‫وكأ ِ‬
‫معًا‪ ،‬فكيف الصح ُ‬
‫و من‬
‫سكرتين ؟‬
‫م‬
‫لهفي عليها يو َ‬
‫ش ّ‬
‫ط المزاْر‬
‫ن إلى‬
‫وساقها البي ُ‬
‫»الن ّي َْربين‪«2‬‬

‫مهجتي‬
‫دعُتها‪ ،‬و ُ‬‫و ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫َ ْ‬ ‫ي‬‫مشف‬ ‫ُ‬
‫ف‬
‫لم يشفني رش ُ‬
‫ب‬
‫عذا ْ‬
‫الثنايا ال ِ‬

‫‪1‬ملحظة خصوصية‪ :‬نظم الشاعر طوقان هذا الموشح في راقصة أندلسية إشبيلية كانت في مرقص‬
‫النجار‪ ،‬ثم انتقلت إلى دمشق‪ ،‬وقد ل يكون انجذابه إليها بدافع جمالها وخفة روحها بمقدار ما كان يتقراه‬
‫في خلقها من الدم العربي‪ ،‬وما كان يلحظه من الفن الغربي في ثيابها ورقصاتها‪ .‬من هنا نشأ الميل‬
‫شح« ملخص عن اعتراف الشاعر ‪ -‬جريدة البرق ‪ -‬بيروت ‪3/8/1932 -‬م‪.‬‬ ‫وحوله يدور موضوع هذا المو ّ‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬

‫‪ 2‬النيربين‪ :‬النيرب اسم قريتين إحداهما قرب دمشق‪ ،‬والخرى قرب حلب‪ .‬يلمح من البيت أن الراقصة‬
‫سافرت بعد مكثها في بيروت إلى دمشق« من كتاب »شاعران معاصران«‪ ،‬ص ‪93‬‬

‫‪199‬‬
‫ت بالنظـرة‬
‫دع ْ‬
‫وو ّ‬
‫المــغريه‬
‫ب ل ُّبي معها في‬
‫تصح ُ‬
‫الّركاب‬

‫****‬
‫س‬
‫صَر الندل ِ‬
‫يا أع ُ‬
‫ت‬‫الخاليا ْ‬
‫قد فاز من عاش بتلك‬
‫ع‬
‫الربو ْ‬
‫أهكذا كانت هناك‬
‫ة‬
‫الحيا ْ‬
‫ة اليام ِ ملءَ‬
‫مت َْرف َ‬
‫ُ‬
‫الضلوع ؟‬
‫ة في‬
‫أهكذا الفتن ُ‬
‫الغانيات‬
‫حّر‬
‫و َ‬
‫ل‪َ ،‬‬
‫ونشوةُ الوص ِ‬
‫الولوع ؟‬
‫لئن مضى عهدُ ذوينا‬
‫ت‬
‫وفا ْ‬
‫ل في‬
‫عد من أم ٍ‬
‫ولم ي َ ُ‬
‫الرجوع‬

‫متي بعهدهم‬‫فذ ّ‬
‫فيه‬
‫مو ِ‬‫ُ‬
‫أردّ ماضيهم ببذل‬
‫ب‬
‫الشبا ْ‬
‫ن«‬
‫ن زيدو َ‬ ‫أنا »اب ُ‬
‫ه‬
‫وتصبو ل ِي َ ْ‬
‫و ّ‬
‫لدةٌ « في دمها‬ ‫» َ‬
‫والهاب‬

‫****‬
‫أو ُ‬
‫ل عهدي بفنون‬
‫الهوى‬
‫م بالهوى‬ ‫ت‪ ،‬أ َن ْ ِ‬
‫ع ْ‬ ‫بيرو ُ‬
‫ل‬
‫و ِ‬
‫ال ّ‬
‫ب‬
‫وقيل هل يرشد قل ٌ‬
‫غوى‬

‫‪200‬‬
‫صبا‬
‫ي في ال ّ‬
‫والرشدُ غ ّ‬
‫المقبل‬
‫ت‬
‫ت ‪ -‬لما قل ُ‬
‫مدد ُ‬
‫قلبي ارتوى ‪-‬‬
‫يدي‪ ،‬فردّْته عن‬
‫المنهل‬
‫ت‬
‫ت‪ ،‬لو شئ ُ‬
‫بيرو ُ‬
‫ت النوى‬‫دفع ُ‬
‫طوعًا‪ ،‬ولم أهجر ِ‬
‫ك‪،‬‬
‫فالوي ُ‬
‫ل لي‬

‫ى‬
‫من ً‬
‫ه ُ‬
‫مة الل ِ‬
‫في ذ ّ‬
‫موِدَيه‬
‫ُ‬
‫ء‪ ،‬ل ُدْ ٌ‬
‫ن‬ ‫باسقة خضرا ُ‬
‫ب‬‫رطا ْ‬
‫ِ‬
‫ك يا‬
‫ل في أخت ِ‬ ‫لع ّ‬
‫رَيه‬
‫سو ِ‬‫ُ‬
‫ء عن جليل‬
‫ن عزا ٍ‬
‫س َ‬
‫ح ْ‬
‫ُ‬
‫المصاب‬

‫****‬
‫يلذّ لي يا عي ُ‬
‫ن أن‬
‫تسهدي‬
‫و بطيب‬
‫وتشتري الصف َ‬
‫الكرى‬
‫ة في‬
‫لي رقدةٌ طويل ٌ‬
‫د‬
‫غ ٍ‬
‫ل ِّله ما أعم َ‬
‫قها في‬
‫الثرى‬
‫صبا‬
‫ي طيَر ال ّ‬
‫ألم ت ََر ْ‬
‫في يدي ؟‬
‫ة أن‬
‫أخشى مع الغفل ِ‬
‫فرا‬
‫ين ِ‬
‫طال جناحاه وقد‬
‫يهتدي‬
‫كرا‬
‫مب ْ ِ‬
‫حه ُ‬
‫إلى أعالي دو ِ‬

‫أرى الثلثين ستعدو‬

‫‪201‬‬
‫ه‬
‫ِبـي َ ْ‬
‫سها في‬
‫مغيرةٌ أفرا ُ‬‫ُ‬
‫ب‬‫ْ‬ ‫اقترا‬
‫ر يلتوي‬
‫وبعد عش ٍ‬
‫عوِدَيه‬
‫ُ‬
‫ت ويخبو‬
‫وينضب الزي ُ‬
‫‪1‬‬
‫الشهاب‬

‫****‬
‫ت أن‬
‫ل بدّ لي إن عش ُ‬
‫أعطفا‬
‫س‬
‫على ُربا الندل ِ‬
‫الناضره‬
‫د‬
‫ح عه ِ‬
‫وأجتلي أشبا َ‬
‫صفا‬
‫ال ّ‬
‫ة ساحره‬
‫ة فّتان ً‬
‫راقص ً‬
‫هناك ل أملك أن‬
‫أذرفا‬
‫دمعي على أيامنا‬
‫الغابره‬
‫ب‬
‫مح ّ‬
‫ع ُ‬ ‫عسا َ‬
‫ك يا دم َ‬
‫وفى‬
‫ت المنى زاهره‬
‫تردّ جّنا ِ‬

‫ذ ُألقي على‬‫يومئ ٍ‬
‫ه‬
‫عوِدي َ ْ‬
‫ُ‬
‫ن الهوى أمزجه‬‫لح َ‬
‫ب‬‫بالعتا ْ‬
‫د‬
‫غي َ‬
‫أفدي بروحي ِ‬
‫إشبيليه‬
‫ب‬
‫ب صا َ‬
‫ن القل َ‬
‫وإن أذق َ‬
‫العذاب‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫عاش كلنا بالمنى‬
‫‪1‬‬
‫م الربعين‪ ،‬فقد قضى نحبه وهو في السادسة والثلثين من عمره )أحمد‬
‫ولكن توفاه الله قبل أن ُيت ّ‬
‫طوقان(‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫موجهة إلى الشاعر عبدالكريم الكرمي )أبي سلمى( صديق المرحوم إبراهيم )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫] مجزوء الرجز[‬
‫كان هزارا ً‬
‫م ْ‬
‫فت َّنا‬ ‫بالحسن ُ‬ ‫ربا‬‫طَ ِ‬
‫ب‬
‫م الح ّ‬ ‫فابتس َ‬
‫ن الظّنا‬
‫فأحس َ‬ ‫ه‬
‫ل ُ‬
‫ُتبدّ ُ‬
‫ل اللحنا‬ ‫م رماه بالتي‬ ‫ثُ ّ‬
‫م‬
‫بات يهي ُ‬
‫وطالما غّنى‬ ‫نائحا ً‬

‫م‬
‫ما أظل َ‬ ‫ب‬
‫م به الح ّ‬ ‫حك ْ ٌ‬‫ُ‬
‫القاضي‬ ‫قضى‬
‫ك أن‬ ‫حسب ُ َ‬
‫ض‬
‫فإنني را ِ‬ ‫ه‬
‫ترضى ب ِ‬
‫ت إلى‬
‫عد َ‬
‫ُ‬ ‫ك من‬ ‫ع َ‬ ‫دَ ْ‬
‫الماضي‬ ‫الماضي فلو‬
‫ت وص َ‬
‫ل‬ ‫وجد َ‬
‫ودهَر إعراض‬
‫ة‬
‫ساع ٍ‬

‫عند »أبي‬ ‫ح الذي‬ ‫ص ّ‬‫َ‬


‫سلمى«‬ ‫ه‬
‫ج ّ ُ‬‫ُ‬ ‫ت‬‫رب‬
‫د‬
‫ب يقتا ُ‬ ‫الح ّ‬
‫ه أعمى‬
‫وقلب ُ ُ‬ ‫الفتى‬
‫يسمو به حتى‬
‫وأهُ النجما‬
‫بَ ّ‬ ‫إذا‬
‫رمى به من‬
‫ه حطما‬
‫م ُ‬
‫يحطِ ُ‬ ‫ق‬ ‫حال ٍ‬
‫عاش كلنا‬
‫ُنرسُلها ِ‬
‫شعرا‬
‫بالمنى‬
‫ت‬
‫تلك ُرفا ٌ‬
‫تبعثها الذكرى‬
‫ت‬ ‫بلي ْ‬
‫غها‬ ‫نصو ُ‬
‫ة تُ ْ‬
‫ذرى‬ ‫أو دمع ً‬
‫ة‬
‫ابتسام ً‬
‫ة‬
‫ن الراح ُ‬
‫ـ َ‬ ‫نشقى به‬
‫الكبرى‬ ‫حتى َتحيـ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫طير الصبا‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬
‫‪ 1‬هل تستنتج من ذلك يا عمر ]من هذه البيات[ أنني صرت على أبواب الستين أو أبواب السبعين؟ هذا‬
‫شعور خاص لي يكذبه الواقع‪ ،‬لقد كنت في القدس منذ أيام‪ ،‬وأتيت من العمال ما يدل على خلف هذا‬
‫الشعر«‪.‬‬
‫من رسالة الشاعر إلى د‪.‬عمر فروخ‪ ،‬وردت في مقال »ذكرى شاعر« لعمر فروخ نشرت في مجلة‬

‫‪203‬‬
‫صبا‬ ‫طيُر ال ّ‬
‫وكان لي جاْر‬
‫وّلى‬
‫دار؟«‬
‫تعود لل ّ‬ ‫ت له‪» :‬هل ّ‬ ‫قل ُ‬
‫ك ّ‬ ‫فقال لي‪:‬‬
‫ل« وطاْر‬ ‫»كل ّ‬
‫مل ّ‬‫أظّنه َ‬
‫مّني الجواْر‬
‫عهدَ الهوى‬ ‫خّلفني أبكي‬
‫ت من‬ ‫خِلع ُ‬ ‫ُ‬
‫عرشي هوى‬ ‫ْ‬
‫ملكي‬ ‫ُ‬
‫عاش على‬
‫ب غوى‬
‫قل ٌ‬ ‫ك‬‫الفت ِ‬
‫م في‬‫واليو َ‬
‫واهي القوى‬
‫ضْنك‬ ‫َ‬

‫قال »أبو‬
‫ن أترابي‪:‬‬
‫َزي ْ ُ‬ ‫سلمى‪«1‬‬
‫ك قد‬‫صبا َ‬‫» ِ‬
‫خ ّ‬
‫ل التصابي«‬ ‫َ‬
‫ما‪..‬‬‫ه ّ‬
‫َ‬
‫ما بي‬
‫م ّ‬
‫ل ِ‬‫أقت َ‬ ‫ما‬ ‫فهاج لي َ‬
‫غ ّ‬
‫وشاب‬ ‫َ‬ ‫ت‪َ» :‬نعم‬ ‫قل ُ‬
‫أحبابي«‬ ‫حتما‬
‫*****‬
‫‪2‬‬
‫المغامرة‬
‫]الخفيف[‬
‫حـ‬
‫ب يوم ٍ كأنما كرع الب َ ْ‬
‫ُر ّ‬
‫طى السماءَ‬‫ـَر‪ ،‬فغ ّ‬
‫ت‬
‫صرا ِ‬‫ع ِ‬
‫م ْ‬
‫بالـ ُ‬
‫ن في الفضاء‬
‫يتزاحم َ‬
‫وينى‬
‫ه َ‬
‫ال ُ‬
‫ل‬
‫ت الذيو ِ‬
‫مسِبل ِ‬‫ُ‬
‫مرات‬‫منه ِ‬ ‫ُ‬
‫ر‬ ‫مد ال َ‬
‫قّر معشَر الطي ِ‬ ‫ج ّ‬
‫َ‬
‫حتى‬

‫»اللواح« ‪ -‬مصر ‪ -‬ع ‪ - 20 ،19‬يوليو ‪1951‬‬


‫‪ 1‬أبوسلمى‪ :‬هو الشاعر عبدالكريم الكرمي صديق إبراهيم طوقان‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1932‬‬
‫‪ 2‬المصدر ‪» :‬شاعران معاصران«‪ ،‬د‪.‬عمر فروخ )‪.(1932‬‬

‫‪204‬‬
‫وكون‬
‫ت في ال ُ‬
‫بكم ْ‬
‫مرتكمات‬
‫مذاك‬
‫عصف الشوقُ يو َ‬
‫بأ َ ْ‬
‫ضل‬
‫عي‪ ،‬فأزرى بثورة‬
‫العاصفات‬
‫لم يزل بي حتى‬
‫سـ‬ ‫ت هو َ‬
‫ل ال ْ‬ ‫تج ّ‬
‫شم ُ‬
‫دوا ً إلى‬
‫ع ْ‬
‫ر َ‬
‫سي ْ ِ‬
‫ـ َ‬
‫الحبيب المؤاتي‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫أَتقّرى بين الهضا ِ‬
‫طريقي‬
‫ح‬ ‫مستنيرا ً َ‬
‫مقاد َ‬
‫الزفرات‬
‫س المدام ِ‬
‫ت لي كأ َ‬‫أترع ْ‬
‫ت‪:‬‬
‫وقال ْ‬
‫ك‪ ،‬ل ترفضّنها‬
‫ها ِ‬
‫بحياتي!‬
‫ت‪ :‬منها اشربي قليل ً‬‫قل ُ‬
‫ما‬‫فل ّ‬
‫ت‪:‬‬
‫ريقها‪ ،‬قل ُ‬
‫مزجْتها ب ِ ِ‬
‫هاتي!‬

‫*****‬
‫‪1‬‬
‫ذكرى عشية زهراء‬
‫]الكامل[‬
‫ع لي‬
‫ج ٌ‬
‫مر ِ‬
‫ة« ُ‬ ‫ّ‬
‫فُركن َ‬ ‫َ‬
‫هل »ك ْ‬
‫ذكُرها‬
‫ما فاتني من عنفوان‬
‫شبابي؟!‬
‫أم في صباياها وفي‬
‫مانها‬
‫ُر ّ‬
‫ن من‬
‫ما يبعث المدفو َ‬
‫آرابي‬
‫ت‬
‫ع الذكرى ذكر ُ‬
‫لو تنف ُ‬
‫ة‬
‫عشي ّ ً‬
‫ب‬
‫زهراءَ بين كواع ٍ‬
‫أتراب‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬

‫‪205‬‬
‫ب‬
‫ن آسرةُ القلو ِ‬
‫فيه ّ‬
‫بحسنها‬
‫ودللها وحديِثها‬
‫لب‬‫الخ ّ‬
‫ف من النسيم‬
‫ح أخ ّ‬
‫رو ٌ‬
‫وخاطٌر‬
‫ن‬
‫كالبرق مقرو ٌ‬
‫حسن جواب‬ ‫ب ُ‬
‫ُ‬
‫غّر ثناياها وأشهد أنها‬
‫ة َر َ‬
‫شفاُتها‬ ‫ممزوج ٌ‬
‫بشراب‬
‫ُنلقي أحاجي بيننا‬
‫فُتثيرنا‬
‫ت‬
‫ة وذا ُ‬
‫للضحك خاطئ ٌ‬
‫صواب‬
‫ن‪ ،‬بين‬
‫دد اللحا َ‬ ‫وُنر ّ‬
‫ة‬
‫شجي ّ ٍ‬
‫عنا‪ ،‬وبين‬
‫ُتمري مدام َ‬
‫عذاب‬
‫ِ‬
‫ض باللقاء‬
‫ولقد ُنعّر ُ‬
‫د‬
‫لموع ٍ‬
‫ق‬
‫فيها‪ ،‬وُنسلكها طري َ‬
‫عتاب‬

‫قمنا وقد سقط الندى‬


‫ت‬
‫وتزاحف ْ‬
‫ة‬
‫ف الغمام ِ ثقيل َ‬
‫ج ُ‬
‫س ُ‬
‫ُ‬
‫الهداب‬
‫م‬
‫رث ّ‬
‫محّيا البد ِ‬
‫ُتخفي ُ‬
‫ه‬
‫ُتبين ُ‬
‫ة دوننا‬
‫ث المليح ِ‬
‫عب َ‬
‫بنقاب‬
‫عها‬
‫ت مضاج َ‬‫وجف ْ‬
‫ب وملؤها‬‫الجنو ُ‬
‫ن مضطرم ِ‬ ‫خفقا ُ‬
‫الهوى وّثاب‬
‫ف‬
‫و وخو ِ‬
‫بتنا على صف ٍ‬
‫ق‬
‫َتفّر ٍ‬
‫ئ‬
‫هي ّ ِ‬
‫م َ‬
‫للعاشقين ُ‬

‫‪206‬‬
‫السباب‬

‫ي‬
‫ن« هان عل ّ‬‫»نيسا ُ‬
‫ك بالنوى‬‫مـ َ‬
‫حك ُ‬
‫ت المنى‬ ‫ما تح ّ‬
‫طم ِ‬ ‫لـ ّ‬
‫في »آب‪«..‬‬
‫ت‬ ‫يا ليت من َ‬
‫فجع ْ‬
‫فؤادي بالمنى‬
‫ق لي ذكرى‬
‫لم ُتب ِ‬
‫ُتطيل عذابي‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫هدية رمان‬

‫]الخفيف[‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫قد فهمنا ِ‬
‫الهدّية معنى‬
‫ن من‬
‫ما ِ‬
‫غيَر معنى الر ّ‬
‫»كفركّنا«‬
‫ت ذكرى‬
‫فأثار ْ‬
‫وهاجت جراحا ً‬
‫تركْتني من الصبابات‬
‫ضَنى‬‫م ْ‬
‫ُ‬
‫مها‬
‫ة ُيقَرن اس ُ‬
‫قري ٌ‬
‫باسم »إْبرا‬
‫حب ّا ً‬
‫ما تفيض ُ‬
‫م«‪ ،‬م ّ‬‫هي َ‬
‫سنا‬
‫ح ْ‬ ‫و ُ‬
‫ب للصبا وقد‬‫ملع ٌ‬
‫كان ُيوحي‬
‫ك ّ‬
‫ل يوم ٍ مهما أفاض‬
‫وأ َْثنى‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫صورتها المكّبرة‬
‫‪1‬‬
‫مان قال إنها من كفركنا«‪.‬‬
‫»قالها حين أرسل إليه فكتور بشارة من الناصرة ومصباح كنعان هدية ر ّ‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1933‬‬
‫‪ 2‬كان إبراهيم قد أعطى الستاذ مصطفى فَّروخ صورة صغيرة لمرغريتا )راقصة إسبانية تعّرف إليها‬
‫ببيروت( وطلب منه أن يكبرها باللوان المائية‪ ،‬وأنهى مصطفى فروخ الصورة وأرسلها إلى إبراهيم‬

‫‪207‬‬
‫]السريع[‬
‫ق‬
‫ح بي الشو ُ‬‫ب َّر َ‬
‫ما طغى‬‫فل ّ‬
‫ه‬
‫ت للرسم فكّبرت ُ ُ‬
‫فزع ُ‬
‫ء‪،‬‬
‫وما شفى دا ً‬
‫ولكّنما‬
‫قلبي شكا البعدَ فعّللته‬
‫ولم أجدْ في‬
‫الرسم أخل َ‬
‫قها‬
‫جّربُتها حينا ً و َ‬
‫جّربته‬ ‫َ‬
‫منتظري في‬
‫ه‬
‫غرفتي دهَر ُ‬
‫ودُته‬
‫ل ما َتع ّ‬
‫جودُ بخي ٍ‬
‫ُ‬
‫ل وقد ناجيُته‬ ‫ظ ّ‬
‫باسما ً‬
‫ع حــــين‬
‫ولـم يمانــ ْ‬
‫قّبلُته‬
‫سام‬
‫ت للر ّ‬‫عرف ُ‬
‫ه‬
‫ع ُ‬‫إبدا َ‬
‫ت للّرسم فأنكرُته‬
‫وعد ُ‬
‫قد فاته د ّ‬
‫ل تعّرفُته‬
‫مطْ ٌ‬
‫ل كم‬ ‫فيها‪ ،‬و َ‬
‫وقته‬‫تذ ّ‬
‫م‬
‫سا ُ‬
‫لو جاءني الر ّ‬
‫بالمشتهى‬
‫ت‪...................‬‬
‫كفر ُ‬
‫وأشركته‬

‫*****‬
‫‪1‬‬
‫بعد أعوام‪ ...‬للذئب‪ ،‬ل للحب‪ ،‬رباها‬

‫]السريع[‬
‫ك‬‫ت عينا َ‬
‫لنكر ْ‬ ‫ت‬
‫ل لو كن َ‬‫كم قائ ٍ‬
‫مرآها‬ ‫تلقاها‬
‫يدُ السى القاسي‬ ‫ة‪ ،‬قد‬
‫ة‪ ،‬ناحل ً‬
‫ذابل ً‬
‫محّياها‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫مح ْ‬

‫فأعجب بها إبراهيم فقال‪» :‬ول زالت أنامل مصطفى تخرج المبدع«‪ .‬من كتاب‪» :‬شاعران معاصران«‬
‫لعمر فروخ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬
‫‪ 1‬المصدر‪ :‬جريدة »الجزيرة« ‪-‬يافا ‪.8/2/1935 -‬‬

‫‪208‬‬
‫ت‬
‫مّر بها المو ُ‬‫َ‬ ‫ل تل َ‬
‫قها‪ ،‬ل ت ََرها‪ ،‬إنها‬
‫فأخطاها‬
‫****‬
‫ك من حّبها‬ ‫لدي َ‬ ‫ت‬‫ل هل بقي ْ‬
‫وسائ ٍ‬
‫وذكراها!‬ ‫ة‬
‫فضل ٌ‬
‫ف‬
‫وواحدٌ كا ٍ‬ ‫قد مّر عامان وها‬
‫لتنساها‬ ‫ث‬‫ثال ٌ‬
‫ة ُتسلي َ‬ ‫ت كالنحلة من‬ ‫وأن َ‬
‫ك إياها‬ ‫لزهر ٍ‬
‫ة‬
‫زهر ٍ‬
‫****‬
‫كلكما عن كنهه‬ ‫أخطأتما لم تعرفا ما‬
‫تاها‬ ‫الهوى‬
‫عن وجه محبوبه‬ ‫م ل يصرف‬ ‫السق ُ‬
‫وإن شاها‬ ‫ء‬
‫ه امرى ٍ‬ ‫وج َ‬
‫كان من السقام‬ ‫كل ول ُيقصيه يوما ً‬
‫أعداها‬ ‫ولو‬
‫ق‬
‫ومهجة المعشو ِ‬ ‫ت ما أبلى هوى‬ ‫والمو ُ‬
‫أبلها‬ ‫ق‬
‫عاش ٍ‬
‫ت بالمثال‬ ‫إن جئ َ‬
‫أعلها‬ ‫ك قيسا ً مثل ً إن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫دون َ‬

‫ح‬
‫أن أسلم الرو َ‬ ‫ما زال يغشى قبَر‬
‫فلّباها‬ ‫ليلى إلى‬
‫****‬
‫س‬
‫زهُر الّربا لم تن َ‬ ‫ة مهما‬
‫أل ترى النحل َ‬
‫مأواها‬ ‫حل‬
‫ب‬
‫ق القل ُ‬ ‫َتعل ّ َ‬ ‫ت عيني سواها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫َتطلب ْ‬
‫بمغناها‬ ‫وقد‬
‫*****‬
‫ب للقلب‬ ‫فلم يط ْ‬ ‫ت هوى‬ ‫وق ُ‬ ‫نعم‪ ،‬تذ ّ‬
‫لها‬‫إ ّ‬ ‫غيرها‬
‫ة فتلك‬ ‫أو نفح ً‬ ‫سنا ً فمن‬
‫ح ْ‬ ‫ن أجدْ ُ‬ ‫وإ ْ‬
‫رّياها‬ ‫سنها‬‫ح ْ‬
‫ُ‬
‫وردّدَ الوادي صدى‬ ‫ي‬
‫ت في شكوا َ‬ ‫أو قل ُ‬
‫آها‬ ‫ت‬‫سَر ْ‬‫)آهًا( َ‬
‫****‬
‫مغداها‬ ‫ص َ‬‫غ َ‬ ‫نَ ّ‬ ‫ت إلى‬ ‫سيق ْ‬‫ة ِ‬‫مظلوم ٌ‬
‫مسراها‬ ‫و َ‬ ‫ظالم ٍ‬
‫ب‬‫للذئب ل للح ّ‬ ‫كان أبوها راعيا ً‬
‫رّباها‬ ‫غاشما ً‬
‫****‬

‫‪209‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى الممرضة الروسية‬

‫]السريع[‬
‫ت‬
‫ن ما أصبح ِ‬ ‫سرعا َ‬
‫َ‬ ‫يا حلوةَ العينين يا‬
‫ه‬
‫َ ْ‬ ‫ي‬‫ناس‬ ‫لي‬ ‫ه‬
‫قاسي َ ْ‬
‫ت أنسى‬ ‫ما أنا فلس ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ة تجود بالعافيه‬
‫ناعم ً‬ ‫يدا ً‬
‫ت لها‬ ‫فمهجتي أن ِ‬ ‫ب‬‫لئن شفى الطِ ّ‬
‫شافيه‬ ‫ى عارضا ً‬ ‫ضن ً‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ل منها نظر ٌ‬ ‫أفع ُ‬ ‫وإبرةُ السي على‬
‫ساجيه‬ ‫نفعها‬
‫ة بعطفها‪،‬‬ ‫فّياض ً‬ ‫ك في‬ ‫تبعثها عينا ِ‬
‫آسيه‬ ‫أضلعي‬
‫ة‬
‫مّر ً‬‫فعاد يهوى َ‬ ‫تلم قلبا ً نكأ ْ‬
‫ت‬
‫ثانيه‬ ‫ه‬
‫ح ُ‬‫جر َ‬
‫ة‬
‫فأرجعْتها زفر ٌ‬ ‫وُتطفئ الّناَر التي‬
‫حاميه‬ ‫ت‬
‫حّرك ْ‬ ‫ُ‬

‫ك يا‬‫ور ِ‬ ‫ج ْ‬
‫ك من َ‬ ‫إلي ِ‬ ‫ن‪ ،‬أل‬‫قيصرةَ الحس ِ‬
‫طاغيه؟‬ ‫أشتكي‬
‫ة أشرا ُ‬
‫كها‬ ‫خطّ ً‬
‫أم ُ‬ ‫ك لي‬‫هل كان نسيان ُ ِ‬
‫خافيه ؟‬ ‫ة‬
‫هفو ً‬
‫ك‬‫تغفره أعذاُر ِ‬ ‫ك مهما‬ ‫سّيدتي‪ ،‬ذنُبـ ِ‬
‫الواهيه‬ ‫ن‬
‫يك ْ‬
‫****‬

‫‪2‬‬
‫ك السلم‬ ‫ناشدت ِ‬
‫]السريع[‬
‫إلى فوز‪...‬‬
‫ذبِتني ظلمًا‪ ،‬كفى‬ ‫ع ّ‬
‫َ‬ ‫ك‬‫يا »فوُز« ويلي من ِ‬
‫ه‬
‫ما ب ِي َ ْ‬ ‫ه‬
‫يا قاسي َ ْ‬
‫ة‬
‫ل إل النظر َ‬ ‫أنا ُ‬ ‫ك في اليوم ثلثا ً‬ ‫أرا ِ‬
‫الجافيه‬ ‫ول‬
‫ت عن حالي‬ ‫ما كن ِ‬ ‫ه لو تدرين ما‬ ‫والل ِ‬
‫‪» 1‬يبدو أنها كانت في نابلس في عيادة أحد الطباء‪ ،‬وكان إبراهيم يتردد على ذلك الطبيب ليصير حقنه‬
‫بإبر‪ ..‬والظاهر من المقطوعة أن هذه الممرضة الروسية هي التي كانت تتولى أمر حقنه بتلك البر« من‬
‫كتاب‪» :‬شاعران معاصران« ص ‪.98‬‬
‫المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪ 2‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪210‬‬
‫إذن راضيه‬ ‫صتي‬‫ق ّ‬
‫ة‬
‫ت لي راحم ً‬ ‫وكن ِ‬ ‫ت لي عونا ً‬ ‫بل كن ِ‬
‫آسيه‬ ‫على غربتي‬
‫ت فيها مهجتي‬ ‫ظلل ُ‬ ‫ت أياما ً ولم‬ ‫مرض ِ‬
‫داميه‬ ‫تطلعي‬
‫ك‬‫ن أدعو ل ِ‬ ‫ولها َ‬ ‫ك الناس‬ ‫أسأل عن ِ‬
‫بالعافيه‬ ‫مستخِبرا ً‬
‫ه‬
‫ف عني الل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫َ‬ ‫ت يا‬
‫حتى إذا أبلل ِ‬
‫بلوائيه‬ ‫منيتي‬
‫مْلعِبها‬ ‫تغدو إلى َ‬ ‫ك يا قلبي‬ ‫بشرا َ‬
‫ثانيه‬ ‫ت‬‫فقد أصبح ْ‬
‫ت مع‬ ‫يا ليتني كن ُ‬ ‫ة ما بين أترابها‬
‫مليك ٌ‬
‫الحاشيه‬
‫فيضا ً على الكو ْ‬
‫ن‬ ‫يا وردةً ُترس ُ‬
‫ل‬
‫من الرابيه‬ ‫أنواَرها‬
‫ن ث َّر ٌ‬
‫ة‬ ‫س ٍ‬
‫ح ْ‬‫ة ُ‬ ‫ع ُ‬‫ن َب ْ َ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬
‫ة المنديل ِ‬ ‫يا رب ّ َ‬
‫صافيه‬ ‫تحِته‬
‫ك يا‬ ‫ك في دين ِ‬ ‫أخا ِ‬ ‫مل‬ ‫ك السل َ‬ ‫ناشدت ُ ِ‬
‫قاسيه‬ ‫تقتلي‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫إلى ذات السوار‬
‫]الهزج[‬
‫ول ُأظهر‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫مي ِ‬
‫هبيني ل أس ّ‬
‫ك‬‫حّبي ِ‬
‫ُ‬
‫فأحيا ل‬ ‫وُتلقى بيننا‬
‫ُألقيك‬ ‫ب‬ ‫ج ُ‬ ‫ح ْ‬
‫ال ُ‬
‫ب‪ ،‬ما انف ّ‬
‫ك‬ ‫ـ َ‬ ‫ت؛‬‫هبي ما شئ ِ‬
‫يناجيك‬ ‫قْلـ‬ ‫ن ال َ‬‫إ ّ‬
‫وفي النجوى‬ ‫ويرتاح إلى‬
‫ُيحّييك‬ ‫النجوى‬
‫ك‬
‫فيدعو ِ‬ ‫ويطغى اللي ُ‬
‫ل‬
‫ويبكيك‬ ‫ق‬
‫والشو ُ‬
‫لما يرويه عن‬ ‫ويستأنس‬
‫فيك‬ ‫ِ‬ ‫ح‬‫بالصب ِ‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫بل عنوان‬
‫‪1‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪2‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1940‬‬

‫‪211‬‬
‫]الرمل[‬
‫ليتني أنعم يوما ً‬ ‫لم تزل تهجرني منذ‬
‫ك‬‫برضا ْ‬ ‫ن‬
‫سني ْ‬

‫بحبيبين من الطير‬ ‫ق‬


‫ض أني ٍ‬
‫ت في رو ٍ‬‫كن ُ‬
‫هناك‬ ‫فإذا‬
‫ح‬ ‫ومعا ً ل ّ‬
‫فهما دو ُ‬ ‫ن هما طارا يكونان‬ ‫إ ْ‬
‫الراك‬ ‫معا ً‬
‫في تعاطينا الهوى‪،‬‬
‫ليتنا يا هاجري مثَلهما‬
‫ن أراك‬ ‫لك ْ‬
‫ليتني أنعم يوما ً‬ ‫لم تزل تهجرني منذ‬
‫برضاك‬ ‫ن‬
‫سني ْ‬

‫ق هام بها‬ ‫عاش ٌ‬ ‫ة َ‬


‫قّبلها‬ ‫ههنا نرجس ٌ‬
‫م‬‫ُيدعى نسي ْ‬
‫ب من‬ ‫ل ذي قل ٍ‬ ‫ك ّ‬ ‫منحْته طيَبها ُيشفى‬
‫الهجر سقيم‬ ‫ه‬
‫ب ِ‬
‫في تساقينا الهوى‪،‬‬
‫ن أرا ْ‬ ‫ليتنا يا هاجري مثُلهما‬
‫ك‬ ‫لك ْ‬
‫ليتني أنعم يوما ً‬ ‫لم تزل تهجرني منذ‬
‫برضاك‬ ‫ن‬
‫سني ْ‬

‫م إليها‬
‫وهفا نج ٌ‬ ‫ل لحت‬
‫في ظلم اللي ِ‬
‫رقا‬
‫مط ِ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫نجم ٌ‬
‫ب وانقضى‪،‬‬ ‫في عتا ٍ‬ ‫ح ها‬‫ب الرو ِ‬
‫يا حبي َ‬
‫فاعتنقا‬ ‫إنهما‬
‫في تشاكينا الهوى‪،‬‬
‫ليتنا يا هاجري مثُلهما‬
‫ن أراك‬ ‫لك ْ‬
‫ليتني أنعم يوما ً‬ ‫لم تزل تهجرني منذ‬
‫برضاك‬ ‫ن‬
‫سني ْ‬

‫ب وجمال‬ ‫طي ٌ‬‫هو ِ‬ ‫و ْ‬


‫َ‬ ‫ن الرضا‬‫ل الكو َ‬‫شم َ‬
‫صفا‬ ‫و َ‬ ‫حتى غدا‬
‫ن اثنين إل‬ ‫عاش َ‬
‫قي ْ ِ‬ ‫ب ما في‬ ‫يا ملو َ‬
‫ل القل ِ‬
‫ائتلفا‬ ‫الكون من‬
‫ومتى يصفو الهوى؟‬ ‫ك‬‫فمتى يا هاجري من َ‬
‫ن أرا ْ‬
‫ك‬ ‫لك ْ‬ ‫الرضا؟‬
‫ليتني أنعم يوما ً‬ ‫لم تزل تهجرني منذ‬
‫برضاك‬ ‫ن‬
‫سني ْ‬

‫‪212‬‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫مآتم في حنايا القلب‬
‫]مجزوء الوافر[‬
‫ف‬‫ب شار َ‬‫لص ّ‬ ‫ر‬
‫أل ل تذك ِ‬
‫الياسا‬ ‫الناسا‬
‫هواها ومحا‬ ‫ّ‬
‫لقد غطى‬
‫الناسا‬ ‫على عيني‬
‫ب‬
‫ويا من شي ّ َ‬ ‫ب‬‫و َ‬‫فيا من ذَ ّ‬
‫الراسا‬ ‫ب‬‫القل َ‬
‫ت‬
‫لقد أمعن َ‬
‫ق إيلما ً وإتعاسا‬
‫ـ ِ‬ ‫فـ‬
‫بالخا ِ‬
‫ويا لّله ما‬
‫ويا لله ما قاسى‬
‫لقى‬
‫ب‪ ،‬أن يعرف‬ ‫ـ ِ‬ ‫ن لهذا‬ ‫ألم يأ ِ‬
‫إيناسا؟‬ ‫قْلـ‬
‫ال َ‬
‫ع لي‬
‫بغير الدم ِ‬ ‫ب‬
‫أل تمل يا ح ّ‬
‫كاسا‬
‫*****‬
‫َ فل أسمع‬ ‫يلومون دعوا‬
‫وسواسا‬ ‫اللوم‬
‫دها‬ ‫إذا ما َ‬
‫ق ّ‬ ‫ومن يبقى له‬
‫ماسا؟‬ ‫عق ٌ‬
‫ل‬
‫ب‪ ،‬هل ُتصبح‬ ‫ـ ِ‬ ‫م في حنايا‬‫مآت ُ‬
‫أعراسا؟‬ ‫قْلـ‬
‫ال َ‬
‫*****‬

‫بل عنوان‬
‫مجزوء الكامل‬
‫ض‬
‫عن الرو ِ‬ ‫ت‬‫أخذ ْ‬ ‫ن التي عانقُتها‬
‫إ ّ‬
‫‪2‬‬
‫ل‬‫الشمائ ْ‬

‫تظ ّ‬
‫ل‬ ‫ر‪ ،‬وحاور ْ‬
‫ـ ِ‬ ‫ة‬
‫ت منادم َ‬‫ألف ْ‬
‫الخمائل‬ ‫غديـ‬
‫ال َ‬

‫ل والبلبل‬ ‫وتعّلم ْ‬
‫ت من‬
‫ن العناد ِ‬
‫لح َ‬ ‫طيرها‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬مجلة »الحد« ‪ -‬دمشق ‪ ،22/3/1942 -‬ول يعرف تاريخ نظمها‪.‬‬


‫‪ 2‬المقطوعة بل عنوان‪ ،‬وبل تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‬

‫‪213‬‬
‫سِنها قول ً‬
‫ح ْ‬
‫ب ُ‬‫ئ ُ‬ ‫ه لم تترك غرا‬
‫تالل ِ‬
‫لقائل‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫]المجتث[‬
‫ب‬ ‫كفا َ‬
‫ك يا قل ُ‬
‫شكوى‬
‫ب سلمى‬‫من ح ّ‬
‫و»سلوى« !‬
‫ت يا‬
‫واحتر َ‬
‫ب فانظْر‬‫قل ُ‬
‫ي ناَرْيك ُتكوى ؟!‬
‫بأ ّ‬
‫ب‬
‫ُتذيقني الح ّ‬
‫مّرا ً«‬
‫» ُ‬
‫حْلوا«‬
‫ت» ُ‬
‫تخاله أن َ‬
‫ن‬
‫عإ ْ‬ ‫إني َ‬
‫لجز ُ‬
‫قيـ‬
‫ِ‬
‫ل ‪ :‬عاد قلب ُ َ‬
‫ك‬ ‫ـ َ‬
‫يهوى !‬
‫ت‬
‫فقد وقع ُ‬
‫ببلوى !‬
‫ت منها‬‫نهض ُ‬
‫لبلوى !‬
‫وفي الزوايا‬
‫بقايا‬
‫سل ُ ّ‬
‫وا !‬ ‫أبغي إليها ُ‬
‫ب وحدَ َ‬
‫ك‬ ‫يا قل ُ‬
‫ق‬
‫فاخف ْ‬
‫وا !‬
‫ل أستطيع ُرن ُ ّ‬

‫*****‬
‫‪2‬‬
‫بل عنوان‬
‫]الرجز[‬
‫ر ماذا قد‬
‫لم تد ِ‬
‫أصاب قلبي‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪» :‬إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته«‪ ،‬البدوي الملّثم‪ ،‬وهي بل تاريخ‪ ،‬وبلعنوان‪.‬‬

‫‪ 2‬المصدر‪» :‬إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته«‪ ،‬البدوي الملّثم‪ ،‬وهي بل تاريخ‪ ،‬وبل عنوان‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫ظ‬ ‫ض ُ‬
‫شوا ِ‬ ‫أصابه بع ُ‬
‫ب‬‫الح ّ‬
‫د معا ً‬
‫ع ٍ‬
‫رمْته عن ب ُ ْ‬
‫ب‬ ‫و ُ‬
‫قْر ِ‬
‫ق‪«3‬‬ ‫إحدى غواني » ِ ّ‬
‫جل ٍ‬
‫وحسبي‬
‫فاقا ً شدي َ‬
‫د‬ ‫فراح خ ّ‬
‫ب‬
‫الضر ِ‬
‫ُينذر بالويل وطول‬
‫الك َْرب‬
‫ت أستشير‬ ‫فجئ ُ‬
‫ب«‬
‫ل الطِ ّ‬‫»أه َ‬
‫ن شاء ُيذكي ناَره أو‬
‫إ ْ‬
‫ُيخبي‬

‫****‬

‫جّلق‪ :‬من أسماء مدينة دمشق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪215‬‬
‫تحت‬ ‫م لئيما ً‬ ‫ب قلب َ‬
‫ك الكري َ‬ ‫ل ته ْ‬
‫رجليه عابثا ً ُيلقي ِ‬
‫ه‬

‫الشعر الجتماعي‬

‫‪216‬‬
‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫]الطويل[‬
‫ن غدُره ليس‬ ‫وهذا زما ٌ‬ ‫ن‬
‫ك إن جار الزما ُ‬ ‫لعمر َ‬
‫‪2‬‬
‫ي ُّتقى‬ ‫فّرقا‬‫و َ‬
‫ن‬‫مْينا فإ ّ‬
‫ك جس َ‬ ‫مـ َ‬‫بض ّ‬ ‫ن‬
‫ن ضدّ الزما ِ‬ ‫مك ْ‬ ‫فيا رس ُ‬
‫ك البقا‬ ‫ل َ‬ ‫ه‬
‫وغدر ِ‬
‫ن عن أخيه‬ ‫ولو كان دَي ْ ٌ‬ ‫ق والفؤادان‬ ‫كلنا صدي ٌ‬
‫تفّرقا‬ ‫د‬
‫واح ٌ‬
‫ويشقى شقائي إن‬ ‫‪3‬‬
‫دعى‬ ‫ُ‬
‫وأدعى كما ي ُ ْ‬
‫شقا‬ ‫ي ال ّ‬ ‫مب َ‬ ‫أل ّ‬ ‫وأشقى شقاءَهُ‬
‫علينا النوى في الرض‬ ‫ة‬
‫وَريق ُ‬‫ستجمعنا هذي ال ُ‬
‫أن نتفّرقا‬ ‫ت‬‫إن قض ْ‬
‫*****‬
‫‪4‬‬
‫ملئگة الرحمة‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ه‬
‫عهن ّ ْ‬
‫ُ‬
‫أّني أردّدُ سج َ‬ ‫ض الحمائم ِ‬ ‫ِبي ُ‬
‫ه‬
‫حسُبهن ّ ْ‬
‫ق‬‫ء الخل ِ‬ ‫ة منذ بد ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ة‬
‫م ِ‬‫رمُز السل َ‬
‫هّنه‬ ‫ُ‬ ‫ودا‬ ‫وال َ‬
‫ن‬
‫ف له ّ‬ ‫ة القطو ِ‬ ‫ن ِي َ ِ‬ ‫ض‬
‫ل رو ٍ‬ ‫في ك ّ‬
‫أّنه‬ ‫فوق دا‬
‫خطََر النسي ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ن والغصا َ‬ ‫ويمل ْ َ‬
‫بروضهّنه‬ ‫ما‬
‫ن نحو‬ ‫ـُر هبب ْ َ‬ ‫ن‬
‫فإذا صله ّ‬
‫غديرهّنه‬ ‫هجيـ‬ ‫ال َ‬
‫ي‪ ،‬ل‬ ‫ل الوح ِ‬ ‫ـ َ‬ ‫ن بعد‬ ‫يهبط َ‬
‫تدري ِبهّنه‬ ‫مْثـ‬‫وم ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال َ‬
‫ت‬‫ر‪ ،‬ترّتب ْ‬ ‫ـ ِ‬ ‫ن على‬ ‫فإذا وقع َ‬
‫أسراُبهّنه‬ ‫غديـ‬ ‫ال َ‬
‫ن‪َ ،‬تعّرجا‬ ‫ـ ِ‬ ‫ن طو َ‬
‫ل‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫بوقوفهّنه‬ ‫فت َْيـ‬ ‫ض ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ة‬
‫في الماء ساع َ‬
‫مها‬ ‫ل ُتقب ّ ُ‬
‫ل رس َ‬ ‫ك ّ‬
‫شربهّنه‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ن بغمسه ّ‬ ‫ـ َ‬ ‫حّر‬
‫ن َ‬
‫ُيطفئ َ‬
‫‪1‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1923‬‬
‫‪ُ 2‬وجدت البيات على ظهر صورة فوتوغرافية جمعت بين الشاعر وصديقه »إبراهيم مطر«‪ ،‬وقد كتب عليها ‪» :‬نظم هذه البيات قلب‬
‫مملوء بالخلص والمحبة الطاهرة«‪ .‬والمقطوعة بدون عنوان‪.‬‬
‫‪ 3‬في المصدر وردت الكلمة »أدعى« والسياق يفترض أن تكون »ُيدعى« ولّعل في المر خطأ مطبعيًا‪.‬‬
‫‪4‬في أثناء هذا المكث في مستشفى الجامعة الميركية )بيروت( نظم إبراهيم طوقان قصيدته »ملئكة‬
‫الرحمة«‪ ،‬في ‪ .«19/10/1924‬من كتاب‪» :‬شاعران معاصران« لعمر فروخ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1924‬‬

‫‪217‬‬
‫صدوَرهّنه‬ ‫ن‬
‫ه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جسو ِ‬ ‫ُ‬
‫ش إذا‬
‫يقع الّرشا ُ‬
‫ن للئا ً لرؤوسهّنه‬
‫ـ َ‬ ‫ضـ‬ ‫انتف ْ‬
‫ن‬
‫صو ِ‬ ‫ِد إلى الغ ْ‬ ‫ن بعد‬ ‫ويطْر َ‬
‫مهوِدهّنه‬ ‫ُ‬ ‫البترا‬
‫ق كيف كان‬ ‫ـ ِ ُ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ك أجنح ٌ‬ ‫ُتـنبي َ‬
‫سروُرهّنه‬ ‫ُ‬ ‫فـ‬‫ص ْ‬ ‫تُ َ‬
‫ن‪،‬‬‫ن‪ ،‬إذا جثم َ‬ ‫ـ َ‬ ‫وُيقّر عين َكَ‬
‫شهّنه‬ ‫بري ِ‬ ‫ن‬‫ه ْ‬ ‫عب ْث ُ ُ‬
‫َ‬
‫س حين ُيقب ُ‬
‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫ن بل رؤو‬
‫وتخاله ّ‬
‫ليُلهّنه‬
‫ن ملءَ‬ ‫ح ونم َ‬ ‫ِ‬ ‫أخ َ‬
‫في َْنها تحت‬
‫جفونهّنه‬ ‫ُ‬ ‫جنا‬‫ال َ‬
‫ل‪،‬‬‫ن الهدي َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ـ ُ‬ ‫جَنني‬‫ه ْ‬‫كم ِ‬
‫فديُتهّنه !‬ ‫عْنـ‬
‫ت َ‬‫وروي ُ‬
‫****‬
‫ن أشباها ً‬ ‫غدو َ‬ ‫ض‪َ ،‬‬ ‫ـ ِ‬ ‫ت إلى‬ ‫المحسنا ُ‬
‫لهّنه‬ ‫المريـ‬
‫ت‪ ،‬دواؤها‬ ‫ِ‬ ‫ض‬
‫الّرو ُ‬
‫سهّنه‬ ‫إينا ُ‬ ‫كالمستشفيا‬
‫ل من‬ ‫بأج ّ‬ ‫ما الكهرباءُ‬
‫ظراِتهّنه‬ ‫نَ َ‬ ‫وطِّبها‬
‫ن‬‫ن وعطفه ّ‬ ‫ـ َ‬ ‫يشفي العلي َ‬
‫ل‬
‫فهّنه‬ ‫ولط ُ‬ ‫ن‬
‫عناؤه ْ‬
‫و من عذوبة‬ ‫ـ ٌ‬ ‫في َ‬
‫ك‬ ‫ءب ِ‬ ‫مّر الدوا ِ‬ ‫ُ‬
‫قهّنه‬ ‫ُنط ِ‬ ‫حلـْ‬‫ُ‬
‫حمام ِ‬ ‫بين ال َ‬ ‫ل‪ ،‬فعندي‬ ‫مه ً‬
‫وبينهّنه‬ ‫ق‬
‫فار ٌ‬
‫دجى عن‬ ‫م في ال ّ‬ ‫ئ ُ‬ ‫فلرّبما انقطع‬
‫شدوهّنه‬ ‫حما‬‫ال َ‬
‫ت‪ ،‬ففي النهار‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ما جمي ُ‬ ‫أ ّ‬
‫وفي الدجّنه‬ ‫المحسنا‬
‫*****‬
‫‪1‬‬
‫مناجاة وردة‬
‫]السريع[‬
‫ن يا‬
‫ك الحس ُ‬
‫جنى علي ِ‬
‫وردتي‬
‫ت‬ ‫ك فذ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ب رّيا ِ‬
‫وطي ُ‬

‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪1930‬‬

‫‪218‬‬
‫ب‬
‫العذا ْ‬
‫لولهما لم ُتقطفي‬
‫ة‬
‫ض ً‬ ‫َ‬
‫غ ّ‬
‫بل ل ْنطوى في الروض‬
‫ك الشباب‬‫عن ِ‬
‫ك‬
‫لولهما مّر ب ِ‬
‫ن‬
‫العاشقو ْ‬

‫ن‬
‫ل ينظرو ْ‬

‫ك‬
‫ض عن ِ‬
‫وربما أعر َ‬
‫الندى‬
‫ك الطيُر فما غّردا‬
‫وجاز ِ‬
‫ت بالفضل وكم‬
‫عرف ِ‬‫ُ‬
‫ل‬‫فاض ٍ‬
‫جنى عليه الفض ُ‬
‫ل يا‬
‫وردتي‬

‫****‬
‫ك الغّناءُ يا‬
‫روضت ُ ِ‬
‫وردتي‬
‫ج‬ ‫ت من ك ّ‬
‫ل زو ٍ‬ ‫قد أنبت ْ‬
‫ج‬‫بهي ْ‬
‫ح‬
‫س الصب ُ‬ ‫تن ّ‬
‫ف َ‬
‫بأزهارها‬
‫ي‬ ‫ك الّلو ِ‬
‫ن زك ّ‬ ‫عن ضاح ِ‬
‫الريج‬
‫دها‪،‬‬
‫َنسريُنها‪ ،‬وَرن ْ ُ‬
‫ح‬
‫والقا ْ‬

‫ح‬
‫مبا ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ك ّ‬
‫ت‬
‫سما ُ‬
‫ل عنها ن َ َ‬ ‫ت َْنق ُ‬
‫صبا‬‫ال ّ‬
‫صبا‬
‫ب َ‬ ‫ة لك ّ‬
‫ل قل ٍ‬ ‫تحي ّ ً‬
‫س‬
‫ف النا ُ‬
‫و َ‬‫وط ّ‬
‫بأرجائها‬
‫ك يا وردتي !‬ ‫فو ّ‬
‫قفوا عند ِ‬

‫****‬
‫ة‬
‫قها حكم ً‬ ‫لل ّ ِ‬
‫ه ما أصد َ‬

‫‪219‬‬
‫فاه بها »المجهو ُ‬
‫ل في‬
‫ه‪«1‬‬‫عهد ِ‬
‫س‬
‫»تشتاقُ أياَر نفو ُ‬
‫الورى‬
‫ه«‬
‫وإّنما الشوقُ إلى ورِد ِ‬
‫ع فيها‬
‫ة أود َ‬‫تعزي ٌ‬
‫ضريْر‬ ‫ال ّ‬

‫حك ْ َ‬
‫م البصيْر‬ ‫ُ‬

‫مه‬
‫ن في قو ِ‬
‫ألم يك ْ‬
‫كوكبا‬
‫ح ليمحو نوُره الغيهبا‬
‫ل َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫فما لهم آلم ُ‬
‫فضل ُ ُ‬
‫ه‬
‫حتى لقد آذَ ْ‬
‫وه يا وردتي‬

‫****‬
‫س‬ ‫َتحك ّ ُ‬
‫م النا ِ‬
‫ف‬
‫ع ٍ‬
‫ستض َ‬ ‫م ْ‬‫ب ُ‬
‫سّر من السرار ل ُيدَر ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬
‫ه ٍ‬
‫بس ْ‬
‫يا وردتي وُر ّ‬
‫بدا‬
‫قه ُيهِلك من يسل ُ ُ‬
‫ك‬ ‫طري ُ‬
‫ك‬
‫صن َ ِ‬ ‫هل حسبوا ُ‬
‫غ ْ‬
‫ما دنا‬
‫لـ ّ‬

‫سه َ‬
‫ل الجنى ؟‬

‫س التي‬
‫ل الّنف ُ‬
‫ل‪ ،‬ب َ ِ‬‫ك ّ‬
‫ف‬
‫ع ُ‬ ‫تض ُ‬
‫ف‬
‫س فل تعر ُ‬
‫ع البأ َ‬
‫تصطن ُ‬
‫ش‬
‫والسّر في بط ِ‬
‫م‬ ‫الورى خو ُ‬
‫فه ْ‬
‫ك يا‬
‫ن هذه الشوا ِ‬
‫م ْ‬
‫وردتي‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫الشارة إلى أبي العلء المعري‪ ،‬والبيت التالي له‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫‪1‬‬
‫حرب بالس أوتيل‬
‫]البسيط[‬
‫ه‬
‫ف رام الل ِ‬ ‫واقصدْ مصاي َ‬ ‫ن‬
‫مإ ْ‬
‫ن بطيف اله ّ‬ ‫ل تعبأ ّ‬
‫مصطافا‬ ‫ُ‬ ‫طافا‬
‫ن على جنب َْيه‬ ‫ت عد ٍ‬ ‫ْ جّنا ِ‬ ‫ب«‬‫ل بفندق »حر ٍ‬ ‫وانز ْ‬
‫ألفافا‬ ‫ت تجد‬‫إن نزل َ‬
‫شاقت عيونا ً وأسماعا ً‬ ‫ب من‬ ‫ن نصي ٌ‬ ‫لك ّ‬
‫حس ٍ‬ ‫ل ُ‬
‫وآنافا‬ ‫ه‪:‬‬ ‫بدائع ِ‬
‫ن أنواعا ً‬ ‫ٌ تحار فيه ّ‬ ‫ن‪ ،‬أّنى‬
‫ب الحس ِ‬ ‫غرائ ُ‬
‫وأصنافا‬ ‫ت‪ ،‬ماثلة‬ ‫شئ َ‬
‫****‬
‫م وعاد‬ ‫ً عني الهمو ُ‬ ‫ب«‬
‫ت فندقَ »حر ٍ‬‫نزل ُ‬
‫و أضعافا‬ ‫الصف ُ‬ ‫ت هربا‬‫فانثن ْ‬
‫موُز‬ ‫من بعدما سامني ت ّ‬
‫إتلفا‬ ‫ر فواضل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ت فيه لذا ٍ‬
‫ذكر ُ‬
‫ً لو كان ينطق نادى‪:‬‬ ‫ل على‬‫قصٌر أط ّ‬
‫»هذه يافا«‬ ‫»الوديان« مرتفعا‬
‫ل‪ ،‬بالنوار‬ ‫إذا دجا اللي ُ‬ ‫س في‬‫تخاله‪ ،‬وهو رأ ٌ‬
‫جافا‬ ‫ر ّ‬ ‫ه‬
‫قواعد ِ‬
‫*****‬
‫ت في‬ ‫ما ضّر لو أصبح ْ‬ ‫ة من ليالي‬ ‫لي ليل ٌ‬
‫العمر آلفا‬ ‫ة‬
‫س واحد ٌ‬ ‫الن ِ‬
‫ض‬‫ب« رو َ‬ ‫محار َ‬ ‫وفي » َ‬ ‫ت فيها وجوهَ‬ ‫شهد ُ‬
‫س مئنافا‬ ‫ُ‬ ‫الب ِ ْ‬
‫الن ِ‬ ‫ة‬‫ر باسم ً‬ ‫ش ِ‬
‫ف في‬ ‫غر ٍ‬ ‫ن من ُ‬ ‫جعل َ‬ ‫غيدُ لؤلؤةٌ في جنب‬ ‫وال ِ‬
‫القصر أصدافا‬ ‫ة‬
‫لؤلؤ ٍ‬
‫ة تشدو‬ ‫ن عازف ً‬ ‫جب ْ َ‬ ‫يَ ُ‬ ‫س‬
‫ف الكأ ِ‬ ‫ن بعد طوا ِ‬ ‫برز َ‬
‫عّزافا‬ ‫و َ‬ ‫ة‬‫مترع ً‬
‫ن‬‫م قد رّنح َ‬ ‫معاص َ‬ ‫إل ّ َ‬ ‫ن‬‫ب للرقص فتيا ٌ‬ ‫وه ّ‬
‫أعطافا‬ ‫ت ترى‬ ‫فلس َ‬
‫*****‬
‫ن‬
‫ك والوطا ِ‬ ‫ِ خيرا ً لنفس َ‬ ‫ع‬ ‫ل على ك ّ‬
‫ل مشرو ٍ‬ ‫أقب ْ‬
‫قد وافى‬ ‫ت به‬ ‫رأي َ‬
‫قه في اللهو‬ ‫ع إنفا َ‬ ‫ل تد ُ‬ ‫والما ُ‬
‫ل ما دام للوطان‬
‫إسرافا‬ ‫ه‬
‫ع ُ‬
‫مرج ُ‬
‫*****‬

‫‪1‬المصدر‪ :‬جريدة »مرآة الشرق« ‪ -‬القدس ‪.15/7/1930 -‬‬

‫‪221‬‬
‫‪2‬‬
‫ليلى كوراني‬
‫]الرمل[‬
‫بين ليلى وسعاٍد‬
‫منى‬ ‫و ُ‬
‫س« كما‬
‫حار »إليا ُ‬
‫ت أنا‬
‫حر ُ‬
‫ِ‬
‫غيَر أّني ل أرى‬
‫ب‬
‫من عج ٍ‬
‫م قد‬
‫أن يكون الس ُ‬
‫حّيرنا‬
‫تكثر السماءُ في‬
‫ء إذا‬
‫شي ٍ‬
‫ك َث ُُر المعنى به أو‬
‫سنا‬‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫ة عن والديها‬‫طفل ٌ‬
‫ة‬
‫نسخ ٌ‬
‫ت أصل ً وطابت‬
‫كرم ْ‬
‫معدنا‬
‫ر إن‬
‫قل لوجه البد ِ‬
‫قابلَتها‬
‫ن‬‫ك الحس ُ‬‫جاء َ‬
‫انعكاسا ً من هنا‬
‫ن البشرى‬
‫لك ِ‬
‫بليلى أنها‬
‫ر في‬
‫ل الزها ِ‬ ‫أو ُ‬
‫هنا‬
‫روض ال َ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫عّزا َ‬
‫أطعم ِ ال ُ‬
‫رّبي مثَلها‬
‫ب ما ضّر َ‬
‫ك لو‬ ‫ر ّ‬
‫أطعمَتنا ؟‬
‫مني‬ ‫ب أطع ْ‬‫ر ّ‬
‫غلما ً شاعرا ً‬
‫ن‬
‫س ِ‬
‫ح ْ‬
‫لدواعي ال ُ‬
‫عنا‬
‫مذ ِ‬
‫مثلي ُ‬
‫ن‬
‫ن مجنو َ‬‫وليك ْ‬
‫ن‬
‫ليلى وليك ْ‬
‫ب ظريفا ً‬
‫ب القل ِ‬
‫طي ّ َ‬

‫‪ 2‬السيد إلياس كوراني ‪ -‬أستاذ في الجامعة الميركية ‪ُ -‬رزق طفلة حار في تسميتها فكانت سعادا ً ثم‬
‫منى ثم قَّر قراره على ليلى‪ .‬وقد دعا نخبة من معلمي الجامعة الميركية إلى حفلة أنس في داره‬
‫فألقيت هذه البيات‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار القدس )‪.(1930‬‬

‫‪222‬‬
‫لَ ِ‬
‫سنا‬
‫ن مث َ‬
‫ل أبيه‪:‬‬ ‫وليك ْ‬
‫إننا‬
‫لم نو ّ‬
‫فر غادةً في‬
‫رنا‬
‫شع ِ‬
‫ِ‬

‫*****‬

‫الحبشي الذبيح‬

‫‪ ..‬هذه الديكة الحبشية أو الديكة الهندية ‪ -‬إذا شئت ‪ -‬التي يذبحونها على‬
‫رنين الجراس وأفراح المعّيدين لتكون )عروس المائدة( تعمل فيها المدى‬
‫تقطيعا ً وتشذيبا ً لتمتلئ بها البطون مروية بكؤوس الخمر من بيضاء‬
‫وحمراء‪..‬‬

‫كذلك هي المم المغلوبة على أمرها كانت‪ ،‬وما برحت »عروس الموائد«‬
‫شأن »الحبشي الذبيح« أما ريشه فُتحشى به الوسائد‪ ،‬وأما لحمه فتحشى‬
‫به البطون‪.‬‬

‫»جريدة البرق البيروتية«‬


‫‪1‬‬
‫الحبشي الذبيح‬
‫] الكامل [‬
‫ة‬
‫ت له مسنون ً‬‫بَرق ْ‬
‫ب‬‫ه ُ‬‫تتل ّ‬
‫ر‬
‫أمضى من القد ِ‬
‫ب‬‫ح وأغل ُ‬
‫المتا ِ‬
‫د‬
‫خدّ الحدي ِ‬
‫ت فل َ‬‫حّز ْ‬
‫ب‬
‫ض ٌ‬
‫مخ ّ‬ ‫ُ‬
‫ح‬
‫بدم ٍ ول نحُر الذبي ِ‬
‫ضب‬‫مخ ّ‬ ‫ُ‬
‫فقا ً‬
‫مص ّ‬
‫ح ُ‬
‫وجرى يصي ُ‬
‫حينا ً فل‬
‫ى‬
‫خط ً‬ ‫بصٌر يزو ُ‬
‫غ ول ُ‬
‫كب‬ ‫تتن ّ‬
‫ة‬
‫ريب ٌ‬
‫ت بي ِ‬‫غل َ ْ‬
‫حتى َ‬
‫فسألُتهم ‪:‬‬
‫‪ 1‬ليس من الفن الشعري في شيء أن تحصر السامع أو القارئ في نقطة معينة‪ ..‬فقد يرى العاشق في‬
‫ل‪ ،‬والوطني حماسًا‪ ،‬والجتماعي إصلحًا‪) «..‬تعليق للشاعر على ما كتبته جريدة البرق عند‬
‫البيات غز ً‬
‫نشرها للقصيدة(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1931‬‬

‫‪223‬‬
‫ح أ َم ِ المني ّ ُ‬
‫ة‬ ‫خان السل ُ‬
‫تكذب ؟‬
‫قالوا حلوةُ روحه‬
‫ه‬
‫تب ِ‬
‫رقص ْ‬
‫ص‬ ‫فأجبُتهم ما ك ّ‬
‫ل رق ٍ‬
‫رب‬ ‫ُيط ِ‬
‫ت‪ ،‬دون َك َ ُ‬
‫ه قضى‪،‬‬ ‫هيها َ‬
‫ه‬
‫فإذا ب ِ‬
‫ة‬
‫ق ُيشّرق تار ً‬
‫ع ٌ‬
‫ص ِ‬
‫َ‬
‫وُيغّرب‬
‫ف‬
‫وّر مختل َ‬
‫وإذا به ي َْز َ‬
‫خطى‬ ‫ال ُ‬
‫ة موتورةٌ َتتصّبب‬
‫وزكي ّ ٌ‬
‫يعدو فيجذبه العياءُ‬
‫فيرتمي‬
‫ويكاد يظفر بالحياة‬
‫فتهرب‬
‫متقل ّ ٌ‬
‫ب‬ ‫ق بدمائه ُ‬ ‫متد ّ‬
‫ف ٌ‬ ‫ُ‬
‫متوّثب‬
‫ذمائه ُ‬ ‫متعل ّ ٌ‬
‫قب ِ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫أعذابه ُيدعى حلو َ‬
‫ه؟‬‫ح ِ‬
‫رو ِ‬
‫ق فيه‬ ‫كم منط ٍ‬
‫َ‬
‫قلب‬ ‫ة تُ ْ‬
‫الحقيق ُ‬
‫ن الحلوةَ في فم ٍ‬‫إ ّ‬
‫ظ‬
‫م ٍ‬
‫متل ّ‬‫ُ‬
‫شَرها ً ليشر َ‬
‫ب ما‬ ‫َ‬
‫ة تسكب‬‫الضحي ّ ُ‬
‫د التي‬
‫ة العي ِ‬
‫هي فرح ُ‬
‫قامت على‬
‫د‬ ‫ة‪ ،‬وك ّ‬
‫ل عي ٍ‬ ‫ألم ِ الحيا ِ‬
‫طَّيب‬

‫*****‬
‫‪1‬‬
‫آل عبدالهادي‬
‫]الكامل[‬
‫)بمناسبة افتتاح ناديهم في نابلس(‬

‫ب‬
‫و ُ‬
‫ص ْ‬ ‫عهدَ الجدوِد سقا َ‬
‫ك َ‬

‫‪1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬

‫‪224‬‬
‫عهاِد‬
‫ِ‬
‫ت للحفاد‬‫ورجع َ‬
‫بالسعاِد‬
‫ت البلدُ بظل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫صن ِ‬
‫ض َتح ّ‬
‫ما ٍ‬
‫ب وصولة‬
‫منتدَ ٍ‬
‫من كيد ُ‬
‫عاد‬
‫ة في الوغى‬
‫المشرفي ّ ُ‬
‫ه‬
‫خطباؤ ُ‬
‫متون‬
‫تعلو منابَر من ُ‬
‫جياد‬
‫ِ‬
‫ة‬
‫ة فيه ألسن َ ٌ‬ ‫و َ‬
‫شبا السن ّ ِ‬
‫إذا‬
‫ق سؤدٍد‬
‫ت فمنط ُ‬
‫نطق ْ‬
‫سداد‬
‫و َ‬
‫رف‬
‫ع ِ‬
‫ة إن لم يكن ُ‬
‫وطني ّ ٌ‬
‫مها‬ ‫اس ُ‬
‫ف جوهُرها على‬
‫خ َ‬‫لم ي َ ْ‬
‫الجداد‬
‫س‬
‫وتحّرجوا أن ل يم ّ‬
‫حرو َ‬
‫فها‬
‫ن يخ ّ‬
‫طها‬ ‫م الجبا ِ‬
‫قل ُ‬
‫مداد‬‫ب ِ‬
‫حمراءُ أوردها الدماءَ‬
‫ظهم‬ ‫حفا ُ‬
‫كدراءُ لم تنفض غباَر‬
‫جهاد‬
‫ن « كيف‬ ‫سائ ْ‬
‫ل بها »عّزو َ‬
‫ت‬
‫ضب ْ‬‫تخ ّ‬
‫ة عند جوف‬
‫بدم الفرنج ِ‬
‫‪1‬‬
‫الوادي‬
‫ت الرجا َ‬
‫ل ولم تكد‬ ‫دع ِ‬
‫ت‬
‫حتى مش ْ‬
‫م إلى الهيجاء‬
‫هم ٌ‬
‫ِ‬
‫كالطواد‬
‫ف‬
‫ثم التقوا تحت السيو ِ‬
‫وبينهم‬
‫ف تقول هل‬
‫س الحتو ِ‬
‫كأ ُ‬

‫‪1‬واقعة عّزون‪ :‬خرجت فرقة بقيادة الجنرال »لن« من مرج ابن عامر‪ ،‬حيث كان نابليون ضاربا ً بجنوده‪،‬‬
‫وجعلت وجهتها عزون‪ ،‬وهي قرية ل تبعد كثيرا ً عن الساحل الفلسطيني شمالي يافا‪ ،‬وفي الوادي خرج‬
‫عليهم شباب من أهل عزون بزعامة محمد الشبيطة فهزموهم وأعملوا القتل فيهم )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫من صاد‬
‫كسروا من النسر الكبير‬
‫ه‬
‫ح ُ‬
‫جنا َ‬
‫ج والعلم‬
‫ذي التا ِ‬
‫والجناد‬
‫تركوه يجمع في الشعاب‬
‫فلول َ ُ‬
‫ه‬
‫ب لعنَته على‬
‫ويص ّ‬
‫واد‬ ‫ال ُ‬
‫ق ّ‬
‫رجع الباةُ الظافرون‬
‫وليس من‬
‫ح فيهم يصيح‪:‬‬
‫ج ٍ‬
‫متب ّ‬
‫ُ‬
‫بلدي‬

‫خ‪ «1‬إل ّ‬
‫ت »فّرو َ‬
‫هل أهلك ْ‬
‫ة‬
‫نخو ٌ‬
‫ف فيه‬
‫مّنا لعس ٍ‬
‫واستبداد؟‬
‫مس‬
‫ء ُيط َ‬
‫م يا دعاةَ السو ِ‬
‫لِ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫فضل َ‬
‫و َ‬
‫ل‬ ‫أضحى غداةَ الظلم ِ أ ّ‬
‫فادي ؟‬
‫ة‬
‫ح« نخو ٌ‬
‫ثارت »بصال َ‬
‫ه‬
‫تب ِ‬
‫قذف ْ‬
‫ح ظالم ٍ‬
‫في وجه أقب ِ‬
‫مَتماد‬
‫ُ‬
‫عدا ً إلى‬
‫ص ُ‬
‫ت به ُ‬‫ومض ْ‬
‫ه‬
‫كرسي ّ ِ‬
‫ت في يده وراءَ‬
‫والمو ُ‬
‫زناد‬
‫ه من‬
‫ألقى به وبظلم ِ‬
‫ق‬
‫حال ٍ‬
‫حمرة‬
‫جْين ب ُ‬
‫متضّر َ‬‫ُ‬
‫فْرصاد‬ ‫ال ِ‬
‫‪ 1‬حادثة صالح وفروخ‪ :‬حكم نابلس من قبل التراك العثمانيين حاكم اسمه فروخ باشا‪ ،‬فطغى حتى ضاق‬
‫الناس بظلمه‪ ،‬لذلك قام صالح طوقان بمهمة تخليص نابلس من ذاك الطاغية‪ ،‬فصعد إلى حيث كان‬
‫يجلس فروخ في غرفة في السراي القديمة تطل على الساحة العامة‪ ،‬ولما صار أمامه أطلق صالح عليه‬
‫عيارا ً ناريا ً مزق رأسه ثم أخذ برجله وألقى به من حالق إلى الهلين الثائرين المجتمعين في الساحة‪.‬‬
‫وصالح طوقان هذا هو الذي ورد ذكره في تاريخ المرادي )سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر(‬
‫بمناسبة ثورة بعلبك )أحمد طوقان(‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫م«‬
‫هل عهدُ »إبراهي َ‬
‫ة‬
‫غيُر صحيف ٍ‬
‫عل َْية‬
‫ت بال ِ‬
‫قد أشرق ْ‬
‫المجاد ؟‬
‫غّر من‬ ‫ل ال َ‬
‫فعال ال ُ‬ ‫أه ُ‬
‫ه‬
‫أنجاد ِ‬
‫مّر‬
‫ظ الـ ُ‬
‫وذوي الحفا ِ‬
‫من أنداد‬
‫ك َُرم ْ‬
‫ت نحيزُتهم فهم‬
‫نبلءُ في‬
‫أهوائهم نبلءُ في‬
‫الحقاد‬
‫ت‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬أتمدح؟ قل ُ‬
‫ل‬ ‫أه َ‬
‫ل فضائ ٍ‬
‫ل من آل‬
‫وفواض ٍ‬
‫عبدالهادي‬
‫دي وأعلم‬
‫أصفيُتكم و ّ‬
‫ه‬
‫أن ّ ُ‬
‫ثقل على اللؤماء‬
‫سادي‬‫ح ّ‬
‫من ُ‬
‫ج قلبي‬
‫لم يبته ْ‬
‫كبهجته بكم‬
‫ع شم ُ‬
‫ل هذا‬ ‫م َ‬
‫لما َتج ّ‬
‫»النادي«‬
‫ت بطارف‬ ‫شمخ ْ‬
‫ه‬
‫مجدكم أركان ُ ُ‬
‫ت منكم بخير‬ ‫وتو ّ‬
‫طد ْ‬
‫ِتلد‬

‫*****‬
‫‪1‬‬
‫سر يا أبا الغيث‬
‫]المتقارب[‬
‫ك في‬‫ق َ‬
‫فرا ُ‬
‫ب‬
‫المطلب الطي ّ ِ‬
‫ت أو‬
‫شّرقْ إذا شئ َ‬‫ف َ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫غّر ِ‬
‫ث‬
‫وسْر يا أبا الغي ِ‬
‫‪ 1‬المصدر‪ :‬جريدة »فلسطين« ‪ -‬يافا ‪.22/4/1934 -‬‬
‫بمناسبة حفلة تكريم الشاعر السوري »خير الدين الزركلي« في نابلس قبل سفره إلى مصر‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫ل‬
‫عن منز ٍ‬
‫ل‬
‫ب إلى منز ٍ‬
‫رحي ٍ‬
‫أرحب‬
‫ضر َ‬
‫ك أل‬ ‫وماذا ي ّ‬
‫ن‬
‫يكو َ‬
‫ة‬
‫ق وعصفور َ‬‫دمش َ‬
‫‪1‬‬
‫الن ّْيرب‬
‫ض‬
‫ن بع ُ‬‫فلسطي ُ‬
‫ق الشآم ِ‬
‫دمش َ‬
‫ة من‬
‫ووادي الكنان ِ‬
‫يثرب‬
‫ك‬‫ق َ‬
‫ن فرا ُ‬
‫ولك ْ‬
‫ب‬
‫أشجى المح ّ‬
‫ع على‬
‫ق الودا ُ‬‫وش ّ‬
‫جب‬ ‫المع َ‬

‫*****‬
‫‪2‬‬
‫مصرع ُبلُبل‬

‫هذه حكاية رمزية تمثل ناحية من الواقع في حياة المدن الكبرى حين‬
‫يدخل غمارها الشاب قادما ً من البلدة الصغيرة أو القرية البسيطة‪ ..‬هذه‬
‫الحياة الصاخبة تخلب ذلك الشاب بزخرفها وفنون لهوها وألوان عبثها‪،‬‬
‫تجتذبه فيرتمي بين أحضانها ويلقي بقياده إليها فتذهب به في مزالق‬
‫الضلل كل مذهب‪.‬‬

‫ثم ُتسفر هذه الحياة عن وجه كالح‪ ،‬وتنقشع نشوتها عن صحو مضى‬
‫أوانه‪ ..‬فإذا هنالك إفلس في أحد ثلثة‪ :‬في المال‪ ،‬أو الصحة‪ ،‬أو‬
‫المستقبل‪ .‬وكثيرا ً ما ُأعلن الفلس في الثلثة جميعًا‪ ،‬وهناك الفاجعة‬
‫البدية‪ ..‬أما »البلبل« في هذه الحكاية فرمز الشاب المخدوع‪ ،‬وأما‬
‫»الوردة« فترمز إلى بائعة اللهو والعبث‪ ..‬وأما »الروض« فهو رمز الحانة‬
‫أو الملهى‬
‫‪3‬‬
‫مصرع ُبلُبل‬
‫] الخفيف [‬
‫قب ْل ً‬
‫لم يكن طار فيه َ‬ ‫قدٌَر ساقه فآواهُ روضا ً‬
‫وغّنى‬
‫ه فيما هناك ُيسرى‬ ‫ـن َي ْ ِ‬ ‫ة ورمى‬
‫فاستوى فوق أيك ٍ‬
‫وُيمنى‬ ‫عْيـ‬
‫َ‬
‫‪ 1‬عصفورة النيرب‪ :‬مدينة حلب‪.‬‬
‫‪ 2‬هو مشهد مستوحى من إحدى رقصات مرغريتا‪ ،‬ومن قصيدة »البلبل والوردة«‪ ،‬للشاعر النكليزي‬
‫أوسكار وايلد«‪ .‬من كتاب »شاعران معاصران« لعمر فروخ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 3‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1934‬‬

‫‪228‬‬
‫ن‬‫ة العي ِ‬‫ل‪ ،‬وفتن ُ‬ ‫وظل ً‬ ‫ح‬
‫ة الرو ِ‬
‫ض بهج ُ‬
‫وإذا الرو ُ‬
‫حسنا‬ ‫ُ‬ ‫طيبا ً‬
‫ى كّلما استوى أو‬ ‫هد ً‬ ‫و ُ‬
‫ل‬
‫ن الغديَر بين ضل ٍ‬
‫وكأ ّ‬
‫تثّنى‬
‫جنى‪ ،‬وكم‬ ‫ح‪ ،‬منها ال َ‬ ‫و ِ‬ ‫دَ ْ‬ ‫م ذاك‬
‫تنحني فوقه كرائ ُ‬
‫يتجّنى‬ ‫د‬
‫ال ْ‬
‫ت‬‫ر صد ّ ْ‬ ‫م عناقَ الصخو ِ‬ ‫َ‬ ‫ن يسيُر ِتيهًا‪ ،‬فإ ْ‬
‫ن‬ ‫مطمئ ّ‬
‫جّنا‬ ‫ف ُ‬ ‫را‬
‫ب‬
‫ح ّ‬ ‫هو الم ِ‬ ‫و ْ‬
‫ن َ‬
‫بعد حي ٍ‬ ‫ب‬‫هكذا يصبح الحبي ُ‬
‫عّنى‬‫م َ‬ ‫الـ ُ‬ ‫عّني‬
‫م َ‬
‫الـ ُ‬

‫محّيا‬‫ض حتى انزوى ُ‬ ‫و َ‬ ‫َر ْ‬ ‫ب‬ ‫ومضى البلب ُ‬


‫ل الغري ُ‬
‫ر‬‫النها ِ‬ ‫يطوف الْر‬
‫د‬
‫مشّر ُ‬ ‫كيف يغفو ُ‬ ‫راح يأوي إلى الغصون‪،‬‬
‫الفكار ؟‬ ‫ن‬
‫ولك ْ‬
‫من فنون الثمار‬ ‫كان في الروض فوق ما‬
‫والزهار‬ ‫يتمّنى‬
‫ض يحلو بل أطيار‬ ‫ي رو ٍ‬ ‫أ ّ‬ ‫ن ليس فيه طيٌر‬ ‫غيَر أ ْ‬
‫؟‬ ‫ُيغّني‬
‫س من‬ ‫ق سوى دار ٍ‬ ‫ـ َ‬ ‫رعدةٌ حين لم‬ ‫ت فيه ِ‬ ‫سر ْ‬‫و َ‬
‫الوكار‬ ‫ي َْلـ‬
‫ب‬
‫ض َ‬‫مخ ّ‬ ‫ت عليها ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫م ْ‬
‫خم الـ َ‬
‫ف َر َ‬
‫وبقايا نواق ٍ‬
‫الظفار‬
‫ر؟ وماذا في الروض‬ ‫ـ ِ‬ ‫ب أصابكم معشَر‬
‫ي خط ٍ‬ ‫أ ّ‬
‫من أسرار؟‬ ‫الطّْيـ‬
‫ف‬‫ة كهو ُ‬ ‫دونه وحش ً‬
‫المنّيه‬ ‫طلع الفجُر باسما ً إث َْر لي ٍ‬
‫ل‬
‫فها‪ ،‬دموّيه‬ ‫ت‪ ،‬أك ّ‬ ‫عاريا ٍ‬ ‫ت‬
‫حه صاخبا ٍ‬ ‫تتنّزى أشبا ُ‬
‫جم ٍ من الجحيم‬ ‫ل َر ْ‬‫ك ّ‬ ‫م‬
‫م تفري الغيو َ‬ ‫وُرجو ٌ‬
‫شظّيه‬ ‫وتهوي‬
‫ه‬
‫در في ِ‬‫ث الب ُ‬
‫ف تحدّ َ‬ ‫خسو ٌ‬ ‫و ُ‬
‫ذرا ً برزّيه‬
‫من ِ‬
‫ت ُ‬
‫الحو ِ‬
‫بفم‬
‫ت‬‫ـكوِد‪ ،‬لول يدٌ تصدّ ْ‬ ‫ل قضى على‬ ‫ذاك لي ٌ‬
‫علّيه‬‫َ‬ ‫البلبل المْنـ‬
‫م بها‬ ‫َ‬ ‫ة عر ُ‬ ‫مل ْك َ ٌ‬
‫عظِ ْ‬ ‫ج سناها‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫شها المشار ُ‬ ‫َ‬
‫شرقّيه‬ ‫والّتا‬
‫رحًا‪ ،‬هاتفا ً لها‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫ب يشدو‬ ‫أنقذْته فه ّ‬
‫بالتحّيه‪:‬‬ ‫شكورا ً‬ ‫َ‬

‫ن‬ ‫ر َ‬
‫قي ْ ْ‬ ‫ة المش ِ‬
‫إله َ‬ ‫ت‬
‫ة النّيرا ِ‬
‫مليك َ‬

‫‪229‬‬
‫ن‬
‫دوا اليدي ْ ْ‬ ‫كم ّ‬‫إلي ِ‬ ‫ت‬‫س في الغابرا ِ‬ ‫النا ُ‬
‫جْين‬ ‫ُنضاَرهم والل ّ َ‬ ‫ة‬
‫وأحرقوا في الصل ِ‬
‫ق‬
‫وقّربوا العنا ْ‬
‫ق‬
‫ُزلفى ُترا ْ‬
‫ة الورى‬
‫رمز حيا ِ‬ ‫ح‬
‫ل إن الصبا ْ‬ ‫يا لي ُ‬
‫حه في الذرى‬ ‫ورو ُ‬ ‫ح‬
‫سه في البطا ْ‬ ‫أنفا ُ‬
‫أفاقَ بعد الكرى‬ ‫ح‬
‫ت القا ْ‬ ‫أما رأي َ‬
‫ق‬
‫وع الفا ْ‬ ‫وض ّ‬
‫ق‬
‫لما أفا ْ‬
‫د‬
‫ي الفؤا ْ‬‫ن‪ ،‬ح ّ‬
‫ْ جذل ُ‬ ‫هناك راعي الغنم‬
‫ْ يهيم في ك ّ‬
‫ل واد‬ ‫كم‬‫يرتع بين ال َ َ‬
‫ْ وبّثه في الوهاد‬ ‫ب الّنغم‬ ‫يص ّ‬ ‫والنا ُ‬
‫ق‬
‫كزفرة الشوا ْ‬
‫ق‬
‫ب الفرا ْ‬ ‫غ ّ‬
‫ِ‬
‫****‬
‫م‬‫قّلما يستقّر ه ّ‬ ‫مه حين‬ ‫نسي الطيُر ه ّ‬
‫ب‬
‫الطرو ِ‬ ‫غّنى‬
‫عنه في دوحه شعوُر‬ ‫مفَردا ً‬ ‫ض ُ‬
‫ألف الرو َ‬
‫الغريب‬ ‫وَتوّلى‬
‫ع ي ُّتقى‪ ،‬ول من‬ ‫طام ٍ‬ ‫مْلك‪ ،‬ل‬ ‫ل في الـ ُ‬ ‫ق ّ‬
‫مست ِ‬ ‫ُ‬
‫رقيب‬ ‫ك‬‫من شري ٍ‬
‫تارةً أو يقيل فوق‬
‫رطيب‬
‫ر‬ ‫مطل َ ٌ‬
‫ق‪ ،‬يستقّر عند َنمي ٍ‬ ‫ُ‬
‫تتهادى مع النسيم ِ‬ ‫ة« تفيض جمال ً‬
‫وإذا »ورد ٌ‬
‫اللعوب‬
‫ث أو‬ ‫حولها دون عاب ٍ‬ ‫قد حمْتها أشوا ُ‬
‫كها‬
‫غصوب‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫مشَرعا ٍ‬
‫ُ‬
‫ءك ّ‬
‫ل‬ ‫من ضروب الغرا ِ‬ ‫ن حين تبدو‬
‫تمنح العي َ‬
‫عجيب‬ ‫وُتخفي‬
‫ليس يدري متى يجيء‬
‫ن‬
‫ب له هواه‪ ..‬ولك ْ‬ ‫ك ّ‬
‫ل قل ٍ‬
‫ه‬‫زمان ُ ْ‬
‫د‬
‫ن السحر‪ ،‬راق ٍ‬ ‫ُكام ِ‬ ‫ن‬‫ل جف ٍ‬‫ما في ظ ّ‬ ‫هو إ ّ‬
‫أفعوانه‬ ‫ل‬‫كحي ٍ‬
‫ة‬‫ة حلو ِ‬
‫أو وراء ابتسام ٍ‬
‫ج ُأقحوانه‬ ‫ي‪ّ ُ ،‬‬
‫مفل ٍ‬ ‫ر نق ّ‬ ‫ـ ِ‬ ‫الث ّ ْ‬
‫غـ‬
‫مؤّيدا ً‬ ‫ن‪ ..‬مكينا ً ُ‬ ‫ـي ِ‬ ‫أو على الصدر يستوي‬
‫سلطاُنه‬ ‫عْر َ‬
‫شْيـ‬ ‫فوق َ‬
‫مه‬‫س‪ ،‬أملى أحكا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ة من جحيم‬ ‫فإذا كان لفح ً‬
‫شيطانه‬ ‫الر‬
‫ة‬
‫ر‪ ،‬قامت ركين ً‬ ‫ه ِ‬ ‫ـطُ ْ‬ ‫ة من نعيم‬ ‫ب نفح ً‬ ‫وإذا ه ّ‬

‫‪230‬‬
‫أركانه‬ ‫ال ْ‬
‫طـ‬
‫ب‬ ‫ك بريئا ً من ك ّ‬
‫ل عي ٍ‬ ‫ـ َ‬ ‫ن حين‬
‫ب فليك ْ‬
‫هو ذا الح ّ‬
‫مكانه‬ ‫يأتيـ‬

‫ـبل هما ً و ْ‬ ‫ت الوردةُ الخليعة‬ ‫صار ِ‬


‫مأربا ً ُيشقي ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫للب ُْلـ‬
‫ل وِتيه‬
‫ً ما يلقيه من دل ٍ‬ ‫حسرتا للغرير أصبح ك َْربا‬
‫سهدُ واعتراه من‬ ‫فه ال ّ‬ ‫ش ّ‬
‫مبّرح ُيضنيه‬
‫م ُ‬
‫سقا ٌ‬
‫ب َ‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ح ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ت‬
‫نحوها‪ ،‬كيف أعرض ْ‬ ‫ل‬‫من رآها وقد َتحام َ‬
‫ُتغريه‬ ‫يهفو‬
‫لهبًا‪ ،‬لوع ُ‬
‫ة السى‬ ‫حه تسيل‬ ‫من رأى رو َ‬
‫ُتذكيه‬ ‫نشيدا ً‬
‫د‬
‫ء« ذلك الخل ُ‬ ‫وا ُ‬
‫هي »ح ّ‬
‫م« فيه‬ ‫ت »آد َ‬ ‫ن أن َ‬
‫ل تكون َ ّ‬ ‫فاحذْر‬
‫تحت رجليه عابثا ً ُيلقيه‬ ‫م لئيما ً‬ ‫ك الكري َ‬‫ب قلب َ‬ ‫ل ته ْ‬
‫****‬
‫سّرا ً بدا وكان‬ ‫ء ِ‬ ‫ـرا ِ‬ ‫هل يرى في ظلل وردته‬
‫خفّيا؟‬ ‫مـ‬
‫ح ْ‬
‫ال َ‬
‫هل يرى للطيور فيها‬
‫ن يابسا ً وجنّيا ؟‬ ‫نبذْته ّ‬ ‫قلوبا ً‬
‫ض كئيبا ً من الطيور‬ ‫َ‬ ‫م ما الذي‬‫هل يرى اليو َ‬
‫خلّيا؟‬ ‫و‬
‫جعل الّر ْ‬
‫ص الردى هناك‬ ‫قام شخ ُ‬ ‫ر بدا لعينيه حّتى‬
‫كم نذي ٍ‬
‫سوّيا‬
‫ن‬
‫ن يكو َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ة الح ّ‬ ‫نعم ُ‬
‫ن‬
‫سامه حّبه شقاءً ولك ْ‬
‫شقّيا‬
‫ع منه‬ ‫في قرار السما ِ‬ ‫ن‬
‫والهوى يطمس العيو َ‬
‫دوّيا‬ ‫وُيلقي‬
‫منا ً ويحسب‬ ‫فأ ْ‬ ‫خو ِ‬ ‫ـ َ‬ ‫ق‬
‫ب طري َ‬ ‫هكذا يسلك المح ّ‬
‫الرشدَ غّيا‬ ‫اْلـ‬

‫ت أن ُيقّبل الطيُر‬‫سمح ْ‬ ‫من ُترى عّلم البخيل َ‬


‫ة‬
‫فاها‬ ‫حتى‬
‫وأطالت في ختله‬ ‫دق عينيه حتى‬ ‫لم يص ّ‬
‫نجواها‬ ‫أطل ّ ْ‬
‫ت‬
‫ع روايتي‬‫ن‪ ،‬فاسم ْ‬ ‫ـحا ِ‬ ‫ض عند ذلك‬ ‫ل الرو ُ‬‫ُزلز َ‬
‫عن صداها‪:‬‬ ‫بالْلـ‬

‫نشيد البلبل للوردة‬

‫‪231‬‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫وارقصي يا غصو ْ‬ ‫صبا‬ ‫أنشدي يا َ‬
‫ظ العيون‬‫بين لح ِ‬ ‫واسقني يا ندى‬
‫قد حل لي الجنون‬ ‫ك يا وردتي‬ ‫في ِ‬
‫ك الفتون‬ ‫ت من ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫أنا مني الهوى‬
‫من غرامي السنون‬ ‫ت‬
‫انشري ما طو ْ‬
‫وْته الجفون‬ ‫فر َ‬ ‫كان في أضلعي‬
‫ه‬
‫شجونـ ِ‬‫فحديثي ُ‬ ‫اقربي من فمي‬
‫ت بثغره‬‫م ْ‬‫ه‪ ،‬وه ّ‬ ‫ـ ِ‬ ‫قا ً‬
‫مطب ِ‬‫مها الطيُر ُ‬ ‫ض ّ‬
‫شفتاها‬ ‫حْيـ‬‫بجنا َ‬
‫ة تل َ ّ‬
‫ظى‬ ‫ت شوك ً‬ ‫َ‬
‫أشرع ْ‬ ‫ب‬
‫لم ُيمّتع بنشوة الح ّ‬
‫شباها‬ ‫َ‬ ‫حتى‬
‫خافقا للهوى فذاك‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫أوردْتها قلبا‪ ،‬إذا ر ّ‬
‫هواها‬ ‫يوما ً‬
‫ء‬
‫ت في الدم البري ِ‬ ‫كرع ْ‬
‫ة وجنتاها‬
‫هاج ً‬
‫عكسْته و ّ‬
‫ما‬ ‫فل ّ‬
‫ة‬
‫ي شهق ٍ‬‫حه ط ّ‬ ‫رو ُ‬ ‫نظر الطيُر نظرةً أعقبْتها‬
‫معناها‪:‬‬
‫ت‬
‫م قد أضاع ْ‬
‫كثرةُ الش ّ‬ ‫ن‬
‫ن ولك ْ‬
‫هر العيو َ‬
‫وردةٌ ُتب ِ‬
‫شذاها‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫مرابع الخلود‬

‫]الرجز[‬
‫توطئة‬
‫ع الخلود والمغاني‬
‫جب‬‫ح ُ‬
‫ت من ُ‬ ‫ما انجل ْ‬ ‫لَ ّ‬
‫مراب ُ‬ ‫ن‬
‫الزما ِ‬
‫ضاق على النفس‬
‫ص بالشجان‬
‫غ ّ‬
‫م يَ َ‬
‫وعال ٌ‬ ‫ن الفاني‬ ‫الكيا ُ‬
‫ب بالماني‬ ‫ويفجع القلو َ‬
‫ع عليها‬‫سم َ‬
‫وامتلك ال ّ‬ ‫ح لها من الخلود ما‬ ‫ل َ‬
‫والبصْر‬ ‫استتْر‬
‫عة‬‫ت على أش ّ‬ ‫وارتفع ْ‬ ‫ت مع النسيم ِ‬ ‫وامتزج ْ‬
‫القمر‬ ‫سحْر‬ ‫في ال ّ‬
‫ن‬
‫ة اللحا ِ‬ ‫ْ‬
‫علوي ّ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫فاف ً‬ ‫ش ّ‬
‫أبعدُ ما ترجوه من ُ‬
‫غّر‬ ‫ل بها المدى‬ ‫ولم ي َطُ ْ‬
‫‪ 1‬ألقيت في حفلة الذكرى اللفية للمتنبي وهي الحفلة التي أقامتها جمعية العروة الوثقى في الجامعة‬
‫الميركية ببيروت في ‪ 31‬من أيار سنة ‪ .1935‬وكان خطباء الحفلة الدكتور محمد حسين هيكل باشا‪،‬‬
‫المرحوم معروف الرصافي‪ ،‬الستاذ سامي الكيالي‪ ،‬الستاذ شفيق جبري‪ ،‬الستاذ فؤاد أفرام البستاني‪،‬‬
‫الستاذ أنيس الخوري المقدسي )أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر ‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1935‬‬

‫‪232‬‬
‫المنى‬ ‫حتى دنا‬
‫ح‬
‫ضا ُ‬
‫رو ّ‬
‫ل عظيم ِ القد ِ‬‫ك ّ‬
‫هنا هياك ُ‬
‫ل الخلوِد‪ ،‬وهنا‬
‫سنى‬‫ال ّ‬
‫مرسل َ َ‬
‫ة‬ ‫ت ُ‬
‫فانطلق ْ‬
‫ن‬‫عنا ِ‬ ‫ال ِ‬
‫الخالدون‬
‫هي‬
‫و ْ‬
‫ت تقول َ‬
‫فانقلب ْ‬ ‫ت على الملوك‬ ‫طاف ْ‬
‫ساخر‬ ‫والقياصره‬
‫مكم أسطورةٌ أو‬ ‫أضخ ُ‬
‫وإّنما الخلودُ للعباقره‬
‫نادره‬
‫ن‬
‫س والذها ِ‬ ‫ر النفو ِ‬ ‫جباب ِ‬

‫جلل والكرام ِ‬ ‫ف بال َ‬


‫ح ّ‬
‫يُ َ‬ ‫ع المقام ِ‬‫للنبياء أرف ُ‬
‫فيها الهدى والّنوُر للنام‬ ‫ع اللهام ِ‬‫وعندهم روائ ُ‬
‫ل في‬ ‫ة الكما ِ‬‫وغاي ُ‬
‫ن‬
‫اليما ِ‬

‫فدى في المم‬ ‫ل ال ِ‬ ‫أه ُ‬ ‫والشهداءُ بعدهم في‬


‫ذبه‬‫المع ّ‬ ‫ه‬
‫المرتب َ ْ‬
‫ج‬
‫ن المه َ‬
‫ل‪ :‬إ ّ‬ ‫يقو ُ‬
‫ه‬
‫ه وقّرب َ ْ‬
‫م ُ‬
‫ب الشهيدُ د َ‬ ‫ص ّ‬‫َ‬
‫ضبه‬‫المخ ّ‬
‫ع للضيم عن‬ ‫ف ُ‬‫أ َدْ َ‬
‫ن‬
‫الوطا ِ‬

‫حُر إلى‬
‫س ْ‬‫واجتمع ال ّ‬
‫ن‬
‫بين ُربا الخلوِد والعيو ِ‬ ‫ن‬
‫فتو ِ‬ ‫ال ُ‬
‫ع بالعلوم والفنون‬
‫ش ّ‬
‫تَ ِ‬ ‫ن‬
‫ر مكنو ِ‬
‫ح من جوه ٍ‬ ‫قرائ ٌ‬
‫ن‬
‫م بالحسا ِ‬ ‫وتغمُر العال َ‬

‫ق ل تغوُر‬
‫ة الشرا ِ‬
‫دائم ُ‬ ‫س والبدوُر‬‫أولئك الشمو ُ‬
‫ت‬
‫كها‪ ،‬ما كّر ِ‬ ‫أفل ُ‬
‫ب والجمال والسرور‬
‫الح ّ‬ ‫الدهوُر‪،‬‬
‫والخيُر والحكمة في‬
‫ن‬‫النسا ِ‬
‫في حضرة المتنبي‬
‫ت في الخلود ك ّ‬
‫ل‬ ‫وف ُ‬ ‫طَ ّ‬ ‫ت للنفس تقـول‪:‬‬ ‫أصغي ُ‬
‫ه‬
‫ناحي َ ْ‬ ‫ه‬
‫ما لي َ ْ‬
‫ة على الوجود‬
‫مشرف ً‬ ‫ل تلك‬ ‫ت مث َ‬
‫فما وجد ُ‬
‫عاليه‬ ‫الرابيه‬
‫ن‬
‫ة وطيدةَ الركا ِ‬ ‫عاتي ً‬

‫‪233‬‬
‫صْرحا ً ماثل ً جليل‬
‫م َ‬
‫يض ّ‬ ‫ت ظل ً شامل ً ظليل‬ ‫رأي ُ‬
‫فارتدّ طَْرفي عنهما‬
‫ت لهما تمثيل‬
‫إذا طلب ُ‬ ‫كليل‬
‫ء«‬‫ث الحمرا ُ‬
‫حد َ ُ‬ ‫فـ »ال َ‬
‫ن«‬‫وا ِ‬‫في »ب َ ّ‬

‫هرا‬
‫ن ُز ْ‬ ‫ت ِبيضا ً يعتنق َ‬
‫ن‬ ‫رأي ُ‬
‫م يأتلق َ‬
‫ن النجو ُ‬
‫ه ّ‬
‫ُ‬
‫مرا‬‫س ْ‬
‫ُ‬
‫يلتمس المجدَ الثي َ‬
‫ل‬
‫س أغّرا‬ ‫في يد ك ّ‬
‫ل فار ٍ‬
‫سرا‬
‫ق ْ‬
‫ن‬
‫ن للجبا ِ‬
‫والمجدُ لن يكو َ‬

‫ب‬
‫مَر الجلبيب غرائ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ُ‬ ‫غيدا ً من أعاريب‬
‫ت ِ‬ ‫رأي ُ‬
‫‪1‬‬
‫حلى‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫الفل‬
‫‪2‬‬ ‫ة‬
‫ن وفتن ٍ‬
‫حس ٍ‬‫ن من ُ‬ ‫خِلق َ‬‫ُ‬
‫مل‬
‫ة ترى ول َتج ّ‬
‫تطري ً‬
‫فل‬
‫ن الغواني‬
‫وهكذا فلتك ِ‬

‫ض في‬ ‫ت ملو َ‬
‫ك الر ِ‬ ‫خل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن عن‬
‫ذاك الذي وقف َ‬
‫ه‬‫ُبردي ْ ِ‬ ‫ه‬
‫جنبي ْ ِ‬
‫ة‬
‫سجدي خاشع ً‬ ‫قيل ا ْ‬
‫‪3‬‬ ‫ه‬
‫م تحت أخمصي ْ ِ‬
‫أو النا َ‬
‫لديه‬
‫ن‬
‫فالمتنبي سي ّدُ المكا ِ‬

‫ب‬
‫ن يصح ُ‬‫م ْ‬
‫م ّ‬
‫ت ِ‬
‫ن كن ِ‬ ‫إ ْ‬
‫م والشرابا‬
‫ويهجُر الندي َ‬ ‫الكتابا‬
‫د جنابا‬
‫ت أعّز خال ٍ‬
‫جئ ِ‬ ‫م والشرابا‬
‫ويهجُر الندي َ‬
‫ن‬
‫ت بالكرام والما ِ‬ ‫فز ِ‬‫و ُ‬

‫ة‬
‫فأين كسرى هيب ً‬ ‫ت‬‫ت رأسي ودنو ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َك َ ْ‬
‫وقيصُر ؟‬ ‫أعثُر‬
‫ط أثر‬
‫ة سو ٍ‬ ‫عليه من ضرب ِ‬ ‫ه أسدٌ غضنفُر‬ ‫بين يدي ِ‬
‫ر« عن‬ ‫ما ٍ‬
‫نع ّ‬
‫غني »اب َ‬ ‫يُ ْ‬
‫‪1‬‬
‫ن‬
‫البيا ِ‬

‫ب‬‫حَلى والمطايا والجلبي ِ‬ ‫حمُر ال ِ‬ ‫ب‬


‫ن الجآذُر في زِيّ العاري ِ‬
‫م ِ‬
‫بيت المتنبي ‪َ :‬‬ ‫‪ 1‬إشارة إلى‬
‫ب‬
‫ن غير مجلو ِ‬ ‫وفي البداوة حس ٌ‬ ‫ة‬
‫ب بتطري ٍ‬‫ن الحضارةِ مجلو ٌ‬‫بيت المتنبي ‪ :‬حس ُ‬ ‫‪ 2‬إشارة إلى‬
‫م‬ ‫واقفا ً تحت أخمص ّ‬
‫ي النا ُ‬ ‫ي قدرِ نفسي‬ ‫بيت المتنبي ‪ :‬واقفا ً تحت أخم َ‬
‫ص ْ‬ ‫‪ 3‬إشارة إلى‬
‫قصيدة المتنبي في وصف المواجهة »بين بدر بن عمار« والسد على ضفاف بحيرة‬ ‫‪ 1‬إشارة إلى‬
‫»طبريا«‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫كافور خالد؟!‬
‫ق‬
‫ق ُ‬ ‫مش ّ‬‫ك ُ‬ ‫ح ٌ‬‫مض ِ‬ ‫و ُ‬
‫‪1‬‬
‫ن‬ ‫م ْ‬
‫شفري ْ ِ‬ ‫ي‪،‬ب ِ‬ ‫د‪ ،‬لب ّ‬ ‫أسو ُ‬ ‫ن‬
‫الكعبي ِ‬
‫‪2‬‬
‫فْلسين‬‫قدُرهُ ي َُردّ بال َ‬
‫و َ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫عهدُته ي ُ َ‬
‫شدّ بالذن َي ْ ِ‬
‫ة‬
‫ج سلع ُ‬ ‫م ترو ُ‬ ‫يو َ‬
‫ن‬‫صيا ِ‬ ‫خ ْ‬‫ال ِ‬

‫م أثار الشاعَر الجّبارا‬ ‫يو َ‬ ‫ة وعارا‬


‫سب ّ ً‬
‫كان لمصَر ُ‬
‫ر هل كان الهجاءُ‬ ‫لم أد ِ‬
‫ج أم تّيارا‬ ‫أم عاصفا ً ُ‬
‫هي ّ َ‬ ‫نارا‬
‫ق ذاك الصدُر عن‬ ‫ش ّ‬ ‫أم ُ‬
‫ن؟‬‫بركا ِ‬

‫والحسد خالد؟!‬
‫ل غلي ٌ‬
‫ظ من‬ ‫جيده حب ٌ‬‫في ِ‬ ‫مه دامي‬ ‫شف ُ‬ ‫م وح ٌ‬ ‫وث َ ّ‬
‫د‬
‫س ْ‬
‫م َ‬
‫َ‬ ‫د‬
‫الّزب َ ْ‬
‫منا‬‫قال‪ :‬بلى؛ هذا غري ُ‬ ‫ت‪ :‬أل أسأل ما هذا‬ ‫قل ُ‬
‫د‬
‫الحس ْ‬ ‫د؟‬‫الجس ْ‬
‫ط في‬ ‫ك الخل ِ‬ ‫مرتب ُ‬
‫ن‬
‫شيطا ِ‬
‫رأيُته يطمس عينيه‬
‫سعيُر قلبه طغى عليهما‬
‫عمى‬ ‫ال َ‬
‫ب أن يبقى الذى‬
‫أعج َ‬ ‫ت‪ :‬وهذا خالدٌ أيضًا؟‬ ‫قل ُ‬
‫سلما‬‫وي َ ْ‬ ‫فما‬
‫ن !!‬‫ر ثا ِ‬
‫م ٍ‬
‫ع ْ‬‫م الشّر ب ُ‬ ‫وينع َ‬

‫في الوحش نظرةً كأنها‬


‫الّردى‬
‫ددا‬
‫مر ّ‬ ‫م الشاعُر‪ ،‬ث ُ ّ‬‫ت َّبس َ‬
‫ت ولدي‬
‫حتى دعو ُ‬ ‫ن ن َك ّدَ عيشي‬‫قال‪ :‬لئ ْ‬
‫سدا«‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫» ُ‬ ‫عدى‬ ‫بال ِ‬
‫خل ّدَ في الهوا ِ‬
‫ن‬ ‫فإنه ُ‬
‫ح في‬
‫عن أثر‪ 4‬المفتا ِ‬ ‫س‬
‫دمي‪ ،‬يا نف ُ‬ ‫َتق ّ‬
‫جبيني‬ ‫واسأليني‬
‫‪1‬استفاد الشاعر في هذا البيت من أبيات متعددة للمتنبي هي ‪:‬‬
‫م‬ ‫كأ ُ ّ َ‬
‫م وبو ُ‬
‫خ ٌ‬‫ب حوله َر َ‬ ‫غرا ٌ‬ ‫ي فيهم‬ ‫سود َ اللب ّ‬ ‫ن ال ْ‬
‫ب من الزيت عاريا‬ ‫ك في ثو ٍ‬ ‫ومشي َ َ‬ ‫قه‬‫كش ّ‬ ‫ط كعب َ‬ ‫ويذكرني تخيي ُ‬
‫ك الملهيا‬ ‫ت بلحظي مشفري َ‬ ‫ُ‬ ‫أفد‬ ‫فإنني‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫أفد‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫خير‬ ‫تل‬ ‫فإن كن ُ‬
‫ت الحداد البواكيا‬ ‫لُيضحك رّبا ِ‬ ‫ة‬
‫ومثلك ُيؤتي من بلدٍ بعيد ٍ‬
‫فْلسين‬
‫أم َقدره وهو بال َ‬ ‫ة‬
‫خاس دامي ً‬ ‫‪2‬إشارة إلى بيت المتنبي في هجاء كافور ‪ :‬أم أذنه في يد الن ّ‬
‫مردود ُ‬
‫‪ 4‬إشارة إلى المشادة التي حدثت بين المتنبي وخصومه في مجلس سيف الدولة‪ ،‬وقد ضربه أحد‬
‫خصومه بمفتاح‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫حمى‬
‫ر من ِ‬
‫وجا ِ‬ ‫ذُ ّ‬
‫ل ال ِ‬ ‫دلني بكيده اللعين‬
‫ب ّ‬
‫العرين‬
‫ك من‬ ‫حمى الملو ِ‬
‫َ‬
‫ن((‬
‫)) بني حمدا ِ‬

‫وما ابتلى الحسودُ إل‬


‫م نورا ً ويطي ُ‬
‫ب عنصرا‬ ‫َيت ّ‬ ‫جوهرا‬
‫صُر عنه‬ ‫ث ال َ ْ‬
‫ع ُ‬ ‫ُتحدّ ُ‬ ‫ل ل بدّ له أن‬ ‫والفض ُ‬
‫العصرا‬ ‫يظهرا‬
‫ة‬
‫وللحسود غمر ُ‬
‫ن‬
‫النسيا ِ‬
‫خاتمة‬
‫ك‪ ،‬دنيا‬‫عودي إلى دنيا ِ‬ ‫ُ‬
‫ب‬
‫ح الد ِ‬
‫م رو َ‬
‫ر ُ‬
‫ة ُتض ِ‬
‫بجذو ٍ‬
‫ب‬‫عَر ِ‬‫ال َ‬
‫ض‬
‫ق بع ُ‬
‫قد يستردّ الح ّ‬ ‫وتغمُر الشرقَ بهذا‬
‫الك ُُتب‬ ‫ب‬ ‫الله ِ‬
‫ن المجدُ في‬ ‫وقد يكو ُ‬
‫ن‬ ‫ديوا ِ‬
‫****‬

‫‪1‬‬
‫توكيد الذكرى‬
‫]الخفيف[‬
‫حرا ً أم هنا َ‬
‫ك‬ ‫س َ‬‫َ‬ ‫ة«‬ ‫ة »البحير ِ‬ ‫هذه نفح ُ‬
‫ة ساحْر؟‬ ‫نفث ُ‬ ‫ت‬‫هب ّ ْ‬
‫فأرْتني شمائ َ‬
‫ل‬ ‫ة‬
‫سويع ٍ‬
‫تلك ذكرى ُ‬
‫خ طاهر‬ ‫الشي ِ‬ ‫شملْتني‬
‫أن ُيغّني بمدحه‬ ‫هو‬‫و ْ‬ ‫قد حباني بمدحه َ‬
‫ل شاعر‬ ‫ك ّ‬ ‫أه ٌ‬
‫ل‬
‫بهما الدهَر سّيدي‬ ‫ت‬
‫ك رح ُ‬ ‫ن من َ‬‫وقا ِ‬‫ي طَ ْ‬ ‫ل َ‬
‫وُأفاخر‬ ‫أباهي‬
‫ولقلبي طوقٌ من‬ ‫عْنقي من جوهر‬ ‫حول ُ‬
‫الودّ آسر‬ ‫ق‬
‫ر طو ٌ‬ ‫الشك ِ‬
‫****‬

‫‪1‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1940‬‬

‫‪236‬‬
‫أعطني‬ ‫ن‬‫ب ولك ْ‬‫ت يا طبي ُ‬ ‫ل َ‬
‫ك ما شئ َ‬
‫ن خفيفا‬
‫من دم ٍ يكو ُ‬

‫مداعبات‬

‫‪237‬‬
‫‪1‬‬
‫قة والبرغوث‬ ‫الب ّ‬
‫]مجزوء الرجز[‬
‫البقة‪:‬‬
‫م‬
‫نشرب دَ ّ‬ ‫ت‬
‫نحن بنا ُ‬
‫‪2‬‬
‫ب‬‫العر ِ‬ ‫ب‬ ‫الخش ِ‬
‫نقرص مث َ‬
‫ل‬ ‫ء‬
‫نمشي ببط ٍ‬
‫ب‬
‫العقر ِ‬ ‫ب‬‫عج ِ‬
‫البرغوث‪:‬‬
‫نحن الذين‬
‫معّزُز‬
‫مكاُننا ُ‬ ‫نقفُز‬
‫ُ حتى ترانا‬ ‫بينا ترانا‬
‫ُنزهر‬ ‫ننخر‬
‫كلهما‪:‬‬
‫في سالف‬ ‫عشنا على‬
‫ن‬‫الزما ِ‬ ‫ن‬
‫البدا ِ‬
‫عشنا على‬ ‫لو كان في‬
‫ن‬‫الوطا ِ‬ ‫ن‬‫المكا ِ‬
‫****‬
‫‪3‬‬
‫الدم الخفيف‬
‫]الخفيف[‬
‫ب رأى‬‫وطبي ٍ‬
‫ة وجهي‬
‫صحيف َ‬
‫شاحبا ً لوُنها‬
‫عودي نحيفا‬ ‫و ُ‬
‫م‪،‬‬
‫قال لبدّ من د ٍ‬
‫ل َ‬
‫ك ُنعطيـ‬
‫ه نقي ّا ً ملءَ‬
‫ـ ِ‬
‫ق عنيفا‬‫العرو ِ‬
‫ت يا‬ ‫ل َ‬
‫ك ما شئ َ‬
‫ن‬‫ب ولك ْ‬
‫طبي ُ‬
‫طني من دم ٍ‬
‫أع ِ‬
‫يكون خفيفا !‬

‫****‬

‫‪ 1‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1932‬‬


‫‪ 2‬هذه وحدها كافية لن تجعلني مفتشًا« )تعليق للشاعر(‪.‬‬
‫‪ 3‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪(1932‬‬

‫‪238‬‬
‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫]الخفيف[‬
‫‪2‬‬
‫د‬
‫دالكريم ِ « ر ّ‬
‫ن »عب َ‬ ‫إ ّ‬
‫حيات َْيـ‬
‫ن‪ ،‬بُلقيا ضن ّ ْ‬
‫ت بها‬ ‫ـ ِ‬
‫م‬‫اليا ُ‬
‫ه مث ُ‬
‫ل‬ ‫إنه في َ‬
‫فعال ِ‬
‫»عيسى«‬
‫أين منه »عيسى« عليه‬
‫السلم ؟!‬
‫ل الهوى‬ ‫يا رسو َ‬
‫ع ْ‬
‫شـ‬ ‫ك ال ُ‬‫صحابت ُ َ‬
‫ـشاقُ طُّرا ً وحزب ُ َ‬
‫ك‬
‫الرام !‬
‫ت يوما ً‬
‫ة لو حشد َ‬
‫شيع ٌ‬
‫تراها‬
‫ك العاذلون‬‫هل َ‬
‫والل ّ ّ‬
‫وام !‬

‫*****‬
‫‪3‬‬
‫ذكرى عشية زهراء‬
‫]الكامل[‬
‫س يراع َ‬
‫ك يا »أبا‬ ‫احب ْ‬
‫‪4‬‬
‫ب«‬ ‫الخ ّ‬
‫طا ِ‬
‫قد ح ّ‬
‫ل بي ما لم‬
‫يقع بحسابي‬
‫تلك القصيدةُ لم أقل‬
‫أبياَتها‬
‫صاب‬
‫ر نَ ّ‬
‫و ٍ‬
‫لكّنها لمز ّ‬
‫هذا »أبوسلمى« ول‬
‫ه ما‬
‫والل ِ‬
‫ح سواه من‬ ‫َ‬
‫نكأ الجرو َ‬
‫أصحابي‬
‫ي‪،‬‬
‫هيهات أن يخفى عل ّ‬

‫‪ 1‬المصدر‪» :‬الغواني في شعر إبراهيم طوقان«‪ ،‬البدوي الملثم )‪.(1932‬‬


‫‪ 2‬عبدالكريم الكرمي )أبو سلمى( صديق الشاعر‬
‫‪ 3‬المصدر‪ :‬جريدة »فلسطين« ‪ -‬يافا ‪.30/4/1933 -‬‬
‫هذه البيات هي المقطع الول من قصيدة »ذكرى عشية زهراء« وقد حذفها الشاعر في قصائده المختارة المنقحة‪ .‬ومناسبتها أن »أبا‬
‫سلمى« نشر مقطوعة غزل بعنوان »صبايا كفركنة« في جريدة فلسطين بتاريخ ‪ 30/4/1933‬ونسبها إلى إبراهيم طوقان وقد أرفقت‬
‫المقطوعة بأخرى لبي الخطاب بالعنوان نفسه‪ ،‬وقد رّد إبراهيم على الشاعرين بهذه القصيدة‪.‬‬
‫‪ 4‬أبوالخطاب ‪ :‬أديب فلسطيني اسمه »حّنا السودا« كان يوقع كتاباته بأبي الخطاب‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫وكل ّ ُ‬
‫ه‬
‫ب ول‬
‫ب‪ ،‬بل با ٍ‬
‫قل ٌ‬
‫واب‬‫ب ّ‬
‫ل له ما انف ّ‬
‫ك يوقظ‬ ‫وي ٌ‬
‫راقدا ً‬
‫ويثير أشواقي إلى‬
‫أحبابي‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫الشاعر المعلم‬
‫]الكامل[‬
‫»شوقي« يقول ‪ -‬وما درى‬
‫بمصيبتي ‪-‬‬
‫ه‬
‫ف ِ‬ ‫م للمعّلم َ‬
‫و ّ‬ ‫» ُ‬
‫ق ْ‬
‫التبجيل«‬
‫د‪ ،‬فديت ُ َ‬
‫ك‪ ،‬هل يكون‬ ‫اقع ْ‬
‫جل ً‬‫مب ّ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫من كان للنشء الصغا ِ‬
‫خليل‪.‬؟!‬
‫ويكاد »يفلقني« الميُر‬
‫ه‪:‬‬
‫بقول ِ‬
‫»كاد المعلم أن يكون‬
‫رسول‪«!..‬‬
‫م »شوقي«‬
‫لو جّرب التعلي َ‬
‫ة‬‫ساع ً‬
‫ة‬
‫لقضى الحياةَ شقاو ً‬
‫خمول‬
‫و ُ‬
‫ة‬
‫ة وكآب ً‬ ‫ب المعل ّم ِ غ ّ‬
‫م ً‬ ‫حس ُ‬
‫ة‬ ‫ر« ب ُ ْ‬
‫كر ً‬ ‫مرأى »الدفات ِ‬
‫وأصيل‬
‫ة إذا هي‬
‫ة على مئ ٍ‬
‫مئ ٌ‬
‫صّلح ْ‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫عمى نحو‬
‫وجد ال َ‬
‫ن سبيل‬‫العيو ِ‬
‫ن في »التصليح«‬
‫وا ّ‬ ‫ول َ َ‬
‫نفعا ً ُيرتجى‬
‫ك‪ ،‬لم أ ُ‬
‫ك بالعيون‬ ‫وأبي َ‬
‫بخيل‬
‫‪ 1‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬

‫‪240‬‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫وي ّ ً‬
‫ح ِ‬
‫ة نَ ْ‬ ‫ن أصل ّ ُ‬
‫ح غلط ً‬ ‫لك ْ‬
‫ب«‬ ‫مث َ ً‬
‫ل‪ ،‬وأّتخذ »الكتا َ‬ ‫َ‬
‫دليل‬
‫ه‬ ‫هدا ً بال ُ‬
‫غّر من آيات ِ‬ ‫مستش ِ‬
‫ُ‬
‫صل ً‬
‫مف ّ‬
‫أو »بالحديث« ُ‬
‫تفصيل‬
‫وأغوص في الشعر القديم ِ‬
‫فأنتقي‬
‫مْلتِبسا ً ول‬
‫ما ليس ُ‬
‫مبذول‬
‫وأكاد أبعث »سيبويه« من‬
‫الِبلى‬
‫ن‬
‫وذويه من أهل القرو ِ‬
‫الولى‬
‫فأرى »حمارًا« بعد ذلك‬
‫كل ّ ِ‬
‫ه‬
‫ف إليه‬‫ع المضا َ‬ ‫ر َ‬
‫ف َ‬
‫والمفعول !!‪.‬‬
‫ت يوما ً‬
‫ن صح ُ‬
‫ل تعجبوا إ ْ‬
‫ة‬
‫صيح ً‬
‫ت ما بين‬ ‫ووقع ُ‬
‫‪1‬‬
‫ك « قتيل‬ ‫»البنو ِ‬
‫ه‬
‫يا من يريد النتحاَر وجدت َ ُ‬
‫ن المعل ّ َ‬
‫م ل يعيش‬ ‫إ ّ‬
‫طويل !‬

‫*****‬
‫‪2‬‬
‫إعلن الشعراء‬
‫]المجتث[‬
‫حّيا الهوى‬
‫صابوُننا يا عذارى‬
‫والديارا‬
‫زهَر الّربا‬ ‫ب‬‫شّتى الضرو ِ‬
‫والثمارا‬ ‫يحاكي‬
‫ق‬
‫ض‪ ،‬عان َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫يا من رأى التي َ‬
‫‪1‬‬
‫الجّلنارا‬ ‫و‬
‫في الّر ْ‬
‫****‬

‫‪1‬البنوك ‪ :‬كلمة دارجة تعني مقاعد الطلب‪.‬‬


‫‪ 2‬أنشد إبراهيم طوقان في المعرض العربي بجانب »الصابون العجيب« الذي يعرضه هذا العلن‬
‫المصدر‪ :‬جريدة »فلسطين« ‪ -‬يافا ‪.3/7/1933 -‬‬
‫‪ 1‬الجّلنار ‪ :‬زهر الرمان‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫س بل‬ ‫يا نا ُ‬ ‫ل‬
‫ب القرنف ِ‬
‫طي ُ‬
‫ِ‬
‫ب ليلى‬ ‫طي ُ‬ ‫عندي‬
‫مل إلى‬ ‫يَ ِ‬
‫ه‬
‫ق من ُ‬ ‫فمن َتن ّ‬
‫ش َ‬
‫مْيل‬
‫العشق َ‬
‫ً وُيرسل النوَر‬ ‫ب‬
‫يهدي القلو َ‬
‫ليل‬ ‫نهارا‬
‫****‬
‫س‬
‫م والتم ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬
‫طلبات ِ ْ‬ ‫م‬
‫ق َتقدّ ْ‬ ‫أبا شفي ٍ‬
‫ك‬
‫ع‬
‫ل لم أب ْ‬ ‫ك يا نوَر‬‫لول َ‬
‫وحياتك‬ ‫عيني‬
‫فناِد لي‬ ‫إني سأقصر‬
‫ظََبياِتك‬ ‫طَْرفي‬
‫****‬
‫إل المنى يا‬ ‫ق لي من‬
‫لم يب َ‬
‫صبايا‬ ‫غرامي‬
‫ن‬‫ذب ْ َ‬
‫فل ت ُ ِ‬
‫ت غيَر بقايا‬
‫قد ذب ُ‬
‫البقايا‬
‫ق‬
‫ن‪ ،‬يا رفي َ‬ ‫َ‬ ‫»قدري‪ «2‬أعّني‬
‫صبابا‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫عليه ْ‬
‫****‬
‫‪3‬‬
‫مداعبة قدري طوقان‬
‫]الرجز[‬
‫ر في بالي ول‬
‫لم يج ِ‬
‫حسابي‬
‫ن أحتفي بالجبر‬‫أ ْ‬
‫ب‬‫والحسا ِ‬
‫درسان كانا في‬
‫صبا عذابي‬
‫ال ّ‬
‫حهما كم شّنجا‬
‫وي َ‬
‫أعصابي‬
‫وخّلفا قلب َ‬
‫ي في‬
‫ب‬‫اضطرا ِ‬

‫‪ 1‬أبا شفيق‪ :‬الشاعر الفلسطيني عبدالكريم الكرمي‪.‬‬


‫‪ 2‬قدري طوقان )‪1971 -1901‬م( ابن عم الشاعر‪ ،‬ولد في نابلس‪ ،‬حصل على بكالوريوس في العلوم‬
‫من الجامعة الميركية ببيروت‪ ،‬تسّلم إدارة كلية النجاح بنابلس‪ ،‬شارك في العمل الوطني‪ ،‬عني بالتراث‬
‫العلمي للعرب‪ ،‬وله الكثير من المؤلفات‪.‬‬
‫‪ 3‬ألقيت البيات في حفلة أقيمت بنابلس لتكريم قدري طوقان عام ‪.1933‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬مجلة »المالي« ‪ -‬بيروت ‪.28/8/1941 -‬‬

‫‪242‬‬
‫ف‬
‫ما هذه الحرو ُ‬
‫والعدادُ ؟‬
‫ن‪ ،‬أخي‪،‬‬
‫ما هذه السي ُ‬
‫والصادُ ؟‬
‫د‬
‫وكيف يا وفودُ يا بل ُ‬
‫ه‬
‫تجتمع الشبا ُ‬
‫والضداد‬
‫ت‬ ‫مث ْ َ‬
‫ل الرياضّيا ِ‬ ‫ِ‬
‫ب؟‬‫والدا ِ‬

‫محتفين بابن‬
‫يا ُ‬
‫مي »قدري«‬ ‫ع ّ‬
‫ت فهذا‬
‫صر ُ‬
‫ن أنا ق ّ‬
‫إ ْ‬
‫عذري‪:‬‬
‫أكفُر إن غازلُته‬
‫ر‬
‫بالشع ِ‬
‫فحسُبكم مّنا جزي ُ‬
‫ل‬
‫ر‬
‫الشك ِ‬
‫ب‬
‫يا خيرة الصحا ِ‬
‫ب‬
‫والحبا ِ‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫وليمة المعكرون‬
‫]الوافر[‬
‫وتنصب لي الحبائ َ‬
‫ل‬ ‫ب‬‫أُتغريني بح ّ‬
‫ن؟‬ ‫في صحو ِ‬ ‫ن‬‫المعكرو ِ‬
‫ضم‬‫فقل لي كيف ُته َ‬ ‫وتطعمني الفاعي‬
‫ن‬‫في البطو ِ‬ ‫ت‬
‫ناهشا ٍ‬
‫ض‬
‫عدتي بع ُ‬ ‫م ْ‬‫ول في ِ‬ ‫ب أمعائي‬ ‫فل تركي ُ‬
‫ن‬‫الحصو ِ‬ ‫د‬
‫حدي ٌ‬
‫ت‬
‫مذاقُتها وسّر ْ‬ ‫ول هي منظٌر‬
‫ن‬
‫للعيو ِ‬ ‫ت‬
‫فنقول‪ ..‬ساء ْ‬
‫غ‬‫ع المراو ِ‬ ‫سوى طب ِ‬ ‫ق‬
‫وما التزلي ُ‬
‫‪ 1‬المصدر‪ :‬جريدة »الدفاع« ‪ -‬يافا ‪.15/4/1935 -‬‬

‫‪243‬‬
‫ن‬‫والخؤو ِ‬ ‫ن منها‬
‫والزوغا ُ‬
‫سمعنا عن ولئم‬ ‫دعونا من وليمتكم‬
‫»موسوليني«‬ ‫فإّنا‬
‫ت منه‬
‫يجيء المو ُ‬ ‫ن الجوع خيٌر من‬ ‫فإ ّ‬
‫فنون‬‫على ُ‬ ‫طعام ٍ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫]الرمل[‬
‫ت‬
‫وق َ‬‫ت يا أستاذ ط ّ‬ ‫أن َ‬ ‫ت يا أستا ُ‬
‫ذ‬ ‫أن َ‬
‫حماما‬ ‫ال َ‬ ‫ت الناما‬ ‫أدهش َ‬
‫إيه نهَر الكلب يا‬ ‫د‬
‫ب يا بر َ‬ ‫ه نهَر الكل ِ‬ ‫إي ِ‬
‫نهَر اليتامى‬ ‫حشا‬ ‫ال َ‬
‫ك تشفي‬ ‫ة عند َ‬ ‫وقف ٌ‬ ‫ك تشفي‬ ‫ة عند َ‬ ‫وقف ٌ‬
‫المستهاما‬ ‫كبدي‬
‫فتذك ّْر إن للذكرى‬ ‫ك خطيبا ً‬ ‫ت أنسا َ‬ ‫لس ُ‬
‫مقاما‬ ‫قاصفا ً‬
‫ت في القلب‬ ‫نزل ْ‬ ‫ك وما‬ ‫يا َلذكرا َ‬
‫بردا ً وسلما‬ ‫دها‬ ‫أبر َ‬
‫جعلوا من »جّنة‬ ‫ة بالشكر زانوها‬ ‫حفل ٌ‬
‫م« ختاما‬ ‫العل ِ‬ ‫وقد‬
‫ت لي‬ ‫أنت قد فّرح َ‬ ‫ّ‬
‫ت قد علمَتني‬ ‫أن َ‬
‫بابا وماما‬ ‫عشرين عاما‬
‫ثم قاموا عندما‬ ‫ما الغاني‬ ‫قعدوا لـ ّ‬
‫الستاذُ قاما‬ ‫ت‬
‫قعد ْ‬
‫ة قد‬ ‫عندما الساع ُ‬ ‫وا‬‫وا ثم أت َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫وم َ‬
‫ت تماما‬ ‫ق ْ‬ ‫د ّ‬ ‫وانصرفوا‬
‫أنهم لن يجدوا ث َ ّ‬
‫م‬ ‫ت«‬‫سّيا ِ‬ ‫ركبوا »التك ْ ِ‬
‫»تراما«‬ ‫لما علموا‬

‫ي الستاذُ عّنا أم‬ ‫م َ‬‫ع ِ‬‫َ‬ ‫ط‬


‫كيف لم ُيع ِ‬
‫تعامى‬ ‫ت لنا‬ ‫بطاقا ٍ‬
‫غوا ً‬
‫ة لَ ْ‬ ‫ملوا القاع َ‬ ‫ه ذوي‬ ‫سامح الل ُ‬
‫وكلما‬ ‫للى‬ ‫العلم ا ُ‬
‫ِ‬
‫س‬ ‫ّ‬
‫فرأينا أكثَر النا ِ‬ ‫قد تسلقنا على‬
‫نياما‬ ‫ُ‬
‫شّباكها‬
‫ح‬
‫ن أو نف ُ‬ ‫هُر الليمو ِ‬ ‫َز َ‬ ‫مـنادا«‬
‫وشربنا »ِلـ ُ‬
‫الخزامى‬ ‫حها‬‫نف ُ‬
‫خْلفا ً‬ ‫س َ‬ ‫نفُر البولي ِ‬ ‫وهربنا بعدما طاردنا‬
‫‪ 1‬القصيدة بل عنوان‪ ،‬وبل تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫وأماما‬
‫عنه قالوا‪ :‬إنه مات‬ ‫واحدٌ غاب فلما‬
‫غراما‬ ‫سئلوا‬ ‫ُ‬
‫وها مثَلما جاءت‬ ‫و ْ‬‫فَر َ‬ ‫ت‬‫والذي مات أت ْ‬
‫تماما‬ ‫أقوال ُ ُ‬
‫ه‬
‫ب نثرا ً‬
‫ر الكل ِ‬
‫هي ِ‬
‫من ن ُ َ‬ ‫ل سلما ً‬ ‫ة الني ِ‬ ‫نسم ُ‬
‫ونظاما‬ ‫عاطرا ً‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫الخفيف[‬
‫مرحبا ً بالرئيس شيخ‬ ‫مرحبا ً بالرئيس بعد‬
‫ب‬‫الشبا ِ‬ ‫ب‬‫الغيا ِ‬
‫ن‬‫ك الزما ِ‬ ‫ن‪ ،‬ملي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن ذي‬‫منشئ التفتزا ِ‬
‫والحقاب‬ ‫شا‬ ‫المجد وال ّ‬
‫م‬
‫ج يو َ‬ ‫ج ‪ -‬مثل النعا ِ‬ ‫با ِ‬ ‫ب‬
‫ج ‪ -‬ضار ِ‬ ‫ب الّتا ِ‬
‫صاح ِ‬
‫الضراب‬ ‫ُ‬
‫الخصم ِ بالكْر‬
‫ن فوق‬ ‫ف تر ّ‬‫كفو ٍ‬ ‫بل ُ‬
‫ف‬
‫ف ل بسيو ٍ‬
‫د اللو ِ‬
‫مبي ِ‬
‫و ُ‬
‫الرقاب‬
‫د‬
‫ن المعان ِ‬ ‫ذاك شأ ُ‬ ‫م‬
‫قد دعاه العداءُ راس ْ‬
‫ذاب‬ ‫الك ّ‬ ‫أفندي‬
‫ب‬‫م الحسا ِ‬ ‫ألكري ُ‬ ‫عنوا ‪ -‬إّنه َلبي ٌ‬
‫ك وباشا‬ ‫لُ ِ‬
‫والنساب‬
‫وحبيبي ونعمتي‬ ‫ج رأسي‬ ‫وهو خالي وتا ُ‬
‫وعذابي‬ ‫وروحي‬
‫ب رئيسي هذا ليوم‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫أنا محسوُبه ومحسو ُ‬
‫الحساب‬ ‫حسو‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫ح قلبي‬ ‫ح ل ُّبي ووي َ‬ ‫وي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ذاب شوقا إليه لّبي‬
‫المذاب‬ ‫وقلبي‬
‫ك ما‬‫ه نحو َ‬ ‫ل والل ِ‬ ‫وقلي ٌ‬ ‫ن ما بي يكاد ُيزهق‬ ‫إ ّ‬
‫بي‬ ‫روحي‬
‫سه بالكلوش‬ ‫رأ َ‬ ‫ل خصم ٍ بغى علي َ‬
‫ك‬ ‫ك ّ‬
‫قْبقاب‬ ‫وال ِ‬ ‫سْر‬
‫فك ّ‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫بل عنوان‬
‫]الرجز[‬

‫‪ 1‬القصيدة بل عنوان‪ ،‬وبل تاريخ‪.‬‬


‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‪.‬‬
‫‪ 2‬القصيدة بل عنوان وبل تاريخ‪ ،‬وقد استخدام الشاعر بعض الكلمات العامية‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫م‬
‫مل ْ‬ ‫ل له عل َ‬ ‫وق ْ‬ ‫م«‬ ‫ّ‬
‫مسل ٍ‬ ‫مّر على » ُ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫سل ّ‬
‫ت َك َلم ِ‬ ‫م‬
‫َ ِ‬ ‫و‬
‫ل‬‫ف الخلي ِ‬ ‫تلميذَ ص ّ‬
‫وا ِ‬ ‫ت يا‬ ‫َ‬ ‫أصبح‬ ‫له‬ ‫وقل‬
‫مـك َْرم‬ ‫الـ ُ‬ ‫معّلمي‬
‫ل بالنزول عن أعالي‬ ‫ن‬‫در النسا ُ‬ ‫ُيق ّ‬
‫سّلم‬ ‫ال ّ‬ ‫بالتقدّم ِ‬
‫من كان عّباسا ً فذاك‬ ‫ن في‬ ‫ل َتعبس ْ‬
‫أعجمي‬ ‫سم ِ‬ ‫الفحص بل َتب ّ‬
‫د‬‫ل أبي سعي ٍ‬ ‫مث َ‬ ‫وانظْر إلى الشياء‬
‫ّ‬
‫معظم‬ ‫الـ ُ‬ ‫باردَ الدم ِ‬
‫ل‬
‫يدفع خيَر الما ِ‬ ‫وانظْر إلى أبي‬
‫دم‬ ‫للمق ّ‬ ‫خم ِ‬ ‫الرضا المف ّ‬
‫ً‬
‫ش منيعا في‬ ‫فع ْ‬ ‫شاردة من الكلم‬
‫ك واسلم‬ ‫عل َ‬ ‫ُ‬ ‫المبهم ِ‬
‫ة نعرفها من‬ ‫شنشن ٌ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫قر ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫ح‪ُ ،‬‬ ‫قل ٍ‬ ‫مش ْ‬ ‫ُ‬
‫أخزم‬ ‫مبْرطم ِ‬ ‫ُ‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫ثقلء الثقلين‪ ،‬صقعاء الخافقين‬
‫]الخفيف[‬
‫ة‬ ‫باسم آل الخياط أبدأ ُ‬
‫ي‪ ،‬وذكرى جمعي ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫الشّبا ِ‬ ‫شكوا‬
‫وْير من‬ ‫ر ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫وضهو ِ‬ ‫ر‬
‫صو ٍ‬ ‫باسم ِ ع ّ‬
‫كاءَ‪ ،‬باسم ُ‬
‫لبنان‬ ‫وصيدا‬
‫د« شائلين في‬ ‫ف ٌ‬‫ص َ‬ ‫» َ‬ ‫خل ّ َ‬
‫فْتهم‬ ‫وإذا ما وزنَتهم‪َ ،‬‬
‫الميزان‬
‫ذاك من فضلها على‬ ‫َ‬
‫ي فتاها‬
‫و ليس البرادع ّ‬
‫أ َ‬
‫البلدان‬
‫ذرى‬ ‫لُتباري به ُ‬ ‫ن‬
‫ت »سميَر ب َ‬ ‫أو ما أنجب ْ‬
‫كنعان‬ ‫ما«‬ ‫ش ّ‬
‫صحْبه‬ ‫ل تسلني وا ْ‬ ‫درى‬ ‫و»َنصوحًا« و َ‬
‫من َ‬
‫ع ثوان‬ ‫بض َ‬ ‫ح؟‬‫ن نصو ٌ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ض لمعشر‬ ‫و بغي ٍ‬ ‫ـ ِ‬ ‫وفًتى ينتمي إلى النحو‬
‫الصبيان‬ ‫حـ‬
‫كالن ّ ْ‬
‫س فيها وسائَر‬ ‫ـبا َ‬ ‫عْبـ‬
‫ة وال َ‬
‫وا أمي ّ َ‬
‫ع ْ‬
‫والذين ادّ َ‬
‫الخوان‬
‫ل إذا التقى‬ ‫م ْ‬ ‫َتأ ّ‬ ‫ع‬
‫م فكيف بجم ٍ‬
‫مَبر ٌ‬
‫واحدٌ ُ‬
‫الجمعان‬ ‫بل‬
‫****‬
‫‪ 1‬القصيدة بل تاريخ‪ ،‬وقد حذفنا منها بيتين لن فيهما كلمات غير لئقة )المعد(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫منذ قحطانه إلى‬ ‫د‬
‫د« والجلي ِ‬
‫خْرشي َ‬
‫باسم ِ » ُ‬
‫عدنان‬ ‫المقفى‬
‫ك »َنعيمًا« في‬ ‫ـ َ‬
‫َ‬ ‫ي أل ّ أرى الب ِْيـ‬
‫وعزيٌز عل ّ‬
‫قران‬ ‫ُزمرة ال ْ‬
‫ل‬
‫ل حا ٍ‬ ‫نقباءٌ في ك ّ‬ ‫وتذ ّ‬
‫ل‬
‫كر بأن آل كما ٍ‬
‫وآن‬
‫د‬
‫هو سي ّ ُ‬ ‫و ْ‬‫م« َ‬ ‫»أكر ٌ‬ ‫ب فيهم‬
‫ب النسي ُ‬
‫والحسي ُ‬
‫عْرسان‬ ‫ال ِ‬ ‫جميعآ ً‬
‫ح‬ ‫َ‬
‫ت أّر ْ‬
‫خ‪َ :‬تناك َ‬ ‫قل ُ‬ ‫ت إليه ُثرّيا‬ ‫م قالوا ُز ّ‬
‫الفرقدان‬ ‫ف ْ‬ ‫يو َ‬
‫ة‬
‫ي غلظ ٍ‬ ‫ن‪ ،‬داءَ ْ‬ ‫ءَي ْ ِ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ل ُتطيق النفو ُ‬
‫محان‬ ‫وا ّ‬ ‫دا‬
‫ع ال ّ‬
‫م َ‬
‫ج َ‬
‫َ‬
‫****‬

‫‪247‬‬
‫ت‬
‫ما جئ ُ‬ ‫ن دوحُتها‬
‫ة تبعث الشجا َ‬
‫يا جن ّ ً‬
‫ك أشجاني‬
‫إل لنسى في ِ‬

‫متفرقات‬

‫‪248‬‬
‫‪1‬‬
‫الشعر والشباب‬
‫]مجزوء الكامل[‬
‫ن والمناظْر‬ ‫ي المحاس ُ‬ ‫ت لعي ْن َ ّ‬ ‫يا شعُر ل راق ْ‬
‫ت طائر‬ ‫يا شعُر ل طرق المسامعَ في الحدائق صو ُ‬
‫ف في الظلماء ساهر‬ ‫ت الط ّْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫يا شعُر إّني قد سئ ْ‬
‫ك ثائر‬ ‫ت ل تنف ّ‬ ‫ب وأن َ‬ ‫شبا ُ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫واحسرتا َبل َ‬
‫م يا شعوْر‬ ‫نَ ْ‬ ‫طاب الرقاد ْ‬
‫أهنا سريْر‬ ‫ن الفؤاد ْ‬ ‫إ ّ‬
‫*****‬
‫ت بين نجومها‬ ‫سماء‪،‬سبح َ‬ ‫ت إلى ال ّ‬ ‫ن نظر ُ‬ ‫أنا إ ْ‬
‫ت إث َْر نسيمها‬ ‫ت‪ ،‬هبب َ‬ ‫أو للجبال الشامخا ِ‬
‫ت من ألوانها وشميمها‬ ‫أو للزهور‪ ،‬ثمل َ‬
‫دنا بنعيمها؟‬ ‫ت من ال ّ‬ ‫فْر َ‬ ‫َ‬
‫ت أّنك قد ظ ِ‬ ‫أحسب َ‬
‫ن‬
‫هذا الجنو ْ‬ ‫ْ‬
‫أو ما كفاك‬
‫ن‬
‫داعي السكو ْ‬ ‫هل دعاك‬
‫*****‬
‫ل إلى الدماْر‬ ‫ب بصخر آلمي فآ َ‬ ‫عثر الشبا ُ‬
‫ت الِعثار‬ ‫ت جراحا ُ‬ ‫فسقيُته دمعي فما اندمل ْ‬
‫جْبر هذا النكسار‬ ‫ت‪ :‬من يهب الدموعَ ل َ‬ ‫وسأل ُ‬
‫ي من الحّبة قد تناساني وسار‬ ‫وإذا الوف ّ‬
‫ل‬‫أين الخلي ْ‬ ‫يا للوفاْء‬
‫ل‬ ‫وإلى العزاء كيف السبي ْ‬
‫*****‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ي ال ّ‬
‫س بلئ ِ ِ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ب أيا شعوُر وكن َ‬ ‫شبا ُ‬ ‫ب َل ِ َ‬
‫درُته لصفائه! وثلمُته لمضائه‬ ‫ك ّ‬
‫شرا بشقائه‬ ‫ً‬ ‫مب ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫هيهات أن يأتي الزما ُ‬
‫ة لوفائه‬ ‫ك يا شعوُر كرام ً‬ ‫فلسلون ّ َ‬
‫ف يا يراعْ‬ ‫ق ْ‬ ‫آن الوداعْ‬
‫م يا شعوْر‬ ‫نَ ْ‬ ‫م يا شعوْر‬ ‫نَ ْ‬
‫‪2‬‬
‫الجنة‬
‫]البسيط[‬
‫باكرُتها وجنى‬ ‫ل‬‫عقود الط ّ‬ ‫ة من ُ‬ ‫جن ّ ٍ‬‫و َ‬
‫ن‬
‫أغصانها دا ِ‬ ‫ة‬
‫حالي ٍ‬
‫ة‬
‫ل فاكه ٍ‬ ‫من ك ّ‬ ‫ل‬‫ه أيلو ٍ‬ ‫فيها فواك ُ‬
‫ن زوجان‬ ‫زوجا ِ‬ ‫ة‪،‬‬‫دل ٌ‬ ‫ه ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫درانا ً‬ ‫والماءُ يلطم ُ‬
‫غ ْ‬ ‫ب يناغي‬ ‫والعندلي ُ‬
‫غدران‬ ‫ب ُ‬ ‫ت أيكتها‬ ‫بن َ‬
‫ة من ك ّ‬
‫ل‬ ‫سجواءَ مثقل ً‬ ‫ت‬‫تهفو بها نسما ُ‬
‫َرْيحان‬ ‫ة‬
‫ر داني ً‬ ‫الفج ِ‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬مجلة »العروة الوثقى« ‪ -‬بيروت ‪ -‬يناير ‪.1925 -‬‬

‫‪ 2‬المصدر‪ :‬مجلة »العروة الوثقى« ‪ -‬بيروت ‪ -‬يناير ‪.1928 -‬‬

‫‪249‬‬
‫من الخزامى على‬ ‫س‬‫ن ورٍد على آ ٍ‬ ‫ريحا ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ما ِ‬
‫أنفاس ُر ّ‬ ‫ج‬
‫على أَر ٍ‬
‫ت إل لنسى‬ ‫ما جئ ُ‬ ‫ن‬
‫ة تبعث الشجا َ‬ ‫يا جن ّ ً‬
‫ك أشجاني‬ ‫في ِ‬ ‫دوحُتها‬
‫****‬
‫‪1‬‬
‫نعمة العافية‬
‫]المتقارب[‬
‫ت يا‬
‫جه ُ‬ ‫إلي َ‬
‫ك تو ّ‬
‫خالقي‬
‫ر على نعمة‬‫بشك ٍ‬
‫ه‬‫العافي ْ‬
‫إذا هي ول ّ ْ‬
‫ت‪ ،‬فمن‬
‫قادٌر‬
‫دها‬ ‫سوا َ‬
‫ك على ر ّ‬
‫ثانيه ؟‬
‫وما للطبيب يدٌ في‬
‫ء‬
‫الشفا ِ‬
‫ولكّنها يدُ َ‬
‫ك‬
‫الشافيه‬
‫د‬
‫عي ُ‬
‫م ِ‬
‫ت ُ‬
‫ت‪ ،‬أن َ‬
‫تبارك َ‬
‫ة‬
‫الحيا ِ‬
‫ت في‬ ‫متى شئ َ‬
‫ع ُ‬
‫ظم الباليه‬ ‫ال ْ‬
‫ج ك َْر َ‬
‫ب‬ ‫ت المفّر ُ‬
‫وأن َ‬
‫ف‬‫الضعي ِ‬
‫ت المجيُر من‬
‫وأن َ‬
‫العاديه‬

‫****‬
‫‪2‬‬
‫بل عنوان‬
‫]الخفيف[‬
‫ق« في‬
‫وي ْ ِ‬ ‫ف »ال ُ‬
‫ق َ‬ ‫يا ضفا َ‬
‫ء‬
‫دثينا بطّيب النبا ِ‬
‫ح ّ‬
‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫ء «‬‫»الشهبا ِ‬
‫ذَ ّ‬
‫كرينا بسّيد الشعراء‬ ‫د المتنبي‬ ‫كرينا بأحم ِ‬‫ذ ّ‬

‫‪ 1‬نظمها على أثر خروجه‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬من المستشفى اللماني في القدس بعد أن ُأجريت له عملية‬
‫جراحية كبرى في آذار سنة ‪) 1933‬أحمد طوقان(‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ط‪ .‬دار الشرق الجديد )‪.(1933‬‬
‫‪ 2‬القصيدة بل عنوان وبل تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه‪.‬‬
‫ف الن‪.‬‬
‫‪ 3‬الشهباء‪:‬لقب مدينة حلب ‪ -‬القويق‪ :‬نهر صغير يمّر في حلب وقد ج ّ‬

‫‪250‬‬
‫ل‪ ،‬بأهل الندى‪ ،‬بأهل‬ ‫ـ ِ‬ ‫ن بال َ‬ ‫ذ ّ‬
‫ضـ‬
‫ف ْ‬ ‫كرينا بآل حمدا َ‬
‫الوفاء‬
‫ر على الرض‪،‬‬ ‫ـ ِ‬ ‫بالملوك الكرام بالنجم‬
‫بالشموس الوضاء‬ ‫هـ‬‫الّز ْ‬
‫ل وحاء‬ ‫مه بدا ٍ‬ ‫ت مي ُ‬ ‫صل ْ‬‫و ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫م لم أجدْ ُ‬ ‫ح لوله ُ‬ ‫ل مد ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫تتراءى على ضفاف‬ ‫عل وذكرى‬ ‫يا َلذكرى ال ُ‬
‫الماء‬ ‫المآتي‬
‫خ عند‬ ‫ت التاري ِ‬ ‫صفحا ِ‬ ‫س باحترام ٍ‬ ‫ئ الرأ َ‬ ‫طأط ِ‬
‫المساء‬ ‫ع‬
‫وطال ْ‬
‫ر الحمراء‬ ‫يا َلتلك المناظ ِ‬ ‫ع‬
‫ق منها بخي ٌ‬ ‫ن القوي َ‬ ‫وكأ ّ‬
‫ّ‬
‫لبي الطّيب العظيم ِ‬ ‫خـلدوا خيَر‬ ‫م َ‬ ‫أيها القو ُ‬
‫الباء‬ ‫ذكرى‬
‫ر بل‬ ‫ت‪ ،‬ولوح التصوي ِ‬ ‫ـ ِ‬ ‫خّلدوه بالشعر والنثر‬ ‫َ‬
‫بالغناء‬ ‫حـ‬
‫والن ّ ْ‬
‫ز‬‫ض الحجا ِ‬ ‫ت‪ ،‬وأر ‪ِ 1‬‬ ‫َ‬ ‫خّلدوه في مصَر والشام‬
‫والزوراء‬ ‫وب َْيرو‬
‫س وفي‬ ‫م في تون ٍ‬ ‫ثُ ّ‬ ‫ر أيضا ً‬
‫صنعاء‬ ‫ن والجزائ ِ‬
‫وفلسطي َ‬
‫ب‬
‫وا به درو َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ّ‬‫حين َ‬ ‫ج غيظا ً‬
‫الِبغاء‬ ‫وكأني به قد احت ّ‬
‫كان فيها ألشعُر رمَز‬ ‫ت على‬
‫ف عام ٍ مّر ْ‬
‫أل ُ‬
‫البقاء‬ ‫المتنبي‬
‫*****‬
‫غيَر يوم ٍ في العالم‬
‫اللنهائي‬ ‫ف عام ٍ‬‫ف عام ٍ ول أرى أل َ‬
‫أل ُ‬
‫شعُر َ‬
‫ك‬ ‫ف عام ٍ ولم يزل ِ‬ ‫أل ُ‬
‫ئُر فينا للعقل خيَر غذاء‬
‫سا‬ ‫ال ّ‬
‫*****‬

‫‪ 1‬الزوراء‪ :‬لقب مدينة بغداد‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫جندٌ من‬ ‫بين ابتسامتها وزفرة صدرها‬
‫ن‬
‫الفراح والحزا ِ‬

‫أبيات ومقطوعات‬

‫‪252‬‬
‫‪1‬‬
‫أبيات ومقطوعات‬

‫د‬
‫ن البل ِ‬
‫ومهرجا ُ‬ ‫د(‬ ‫م )الح ِ‬
‫م يو ُ‬‫اليو ُ‬
‫د‬
‫لي ِ‬‫الزهُر في ك ّ‬
‫غّرِد‬
‫ر ال ُ‬ ‫مث ُ‬
‫ل طيو ِ‬ ‫حساُنه وا كبدي‬ ‫ِ‬
‫يا مرحبا ً بـ )الح ِ‬
‫د(!‬
‫****‬
‫‪2‬‬
‫و ْ‬ ‫ب‬
‫ب الى طبي ٍ‬
‫من طبي ٍ‬
‫ف‬
‫ق ُ‬ ‫ة على الطّباء َ‬
‫لحيا ٍ‬ ‫قْبحا ً‬
‫ف ُ‬
‫****‬
‫‪4‬‬
‫ك ُ‬
‫قولـي ‪:‬‬ ‫ق حسن ِ‬ ‫بح ّ‬
‫‪3‬‬
‫ل‬‫يا غادةَ المتروبو ِ‬
‫ك وصولي؟‬ ‫متى إلي ِ‬ ‫ل؟‬ ‫متى شفاءُ العلي ِ‬
‫ل!‬ ‫يا غادةَ المتروبو ِ‬
‫س‬
‫ره والفلو ِ‬ ‫و َ‬
‫شع ِ‬
‫‪5‬‬
‫س (‬ ‫س )أني ِ‬‫ق رأ ِ‬
‫بح ّ‬
‫متى تصيري عروسي‬ ‫س(‬ ‫بحرمة )القامو ِ‬
‫ل!‬ ‫يا غادة المتروبو ِ‬
‫*****‬
‫ح‬
‫ف الخمَر في القـدا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ز ْ‬
‫ل الساقي ي َ ِ‬ ‫فأقب َ‬
‫ح‬
‫س الرا ْ‬
‫تجلو كؤو َ‬ ‫يا مرحبا ً بالرا ْ‬
‫ح‬
‫****‬
‫س‬
‫م بالكؤو ِ‬ ‫نطارد الهمو َ‬ ‫س‬
‫ة الخمي ِ‬ ‫يا من رآنا ليل َ‬
‫ت على‬ ‫حتى إذا استول ْ‬
‫وحّلق ْ‬
‫ت تنهض بالنفوس‬
‫الرؤوس‬
‫ل‬
‫مجا ِ‬ ‫ق للهموم من َ‬ ‫لم يب َ‬
‫ن بن هاني‬
‫س ِ‬
‫ح َ‬
‫لم ت َّتصل بال َ‬ ‫ة المعاني‬ ‫ة عجيب ُ‬ ‫مدام ٌ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫سكسوني ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جاءت ْك َ‬
‫ن‬
‫ج بالحصا ِ‬
‫ة الزجا ِ‬
‫موسوم َ‬
‫ن‬
‫الوطا ِ‬
‫ل‬‫ُتصان بالبذل عن ابتذا ِ‬
‫****‬
‫بين ابتسامتها وزفرة‬
‫ن‬
‫جندٌ من الفراح والحزا ِ‬ ‫‪6‬‬
‫صدرها‬
‫****‬
‫ويا كوثَره الصافي‬ ‫ن‬
‫س ِ‬‫ح ْ‬‫ة ال ُ‬
‫»َبها« يا جن ّ َ‬
‫ف‬
‫د من عشرة آل ِ‬ ‫ــ ِ‬ ‫غيــ‬
‫ل بين ال ِ‬ ‫ويا أفض ُ‬
‫****‬
‫‪ 1‬المصدر‪» :‬إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته«‪ ،‬البدوي الملثم‪.‬‬
‫‪ 2‬المصدر‪» :‬شاعران معاصران«‪ ،‬عمر فروخ‪.‬‬
‫‪ 3‬المتروبول‪ :‬أوتيل في بيروت‪.‬‬
‫‪ 4‬المصدر‪» :‬الغواني في شعر إبراهيم طوقان«‪ ،‬البدوي الملثم‬
‫‪ 5‬أنيس فريحة‪ :‬أستاذ اللغات السامية في الجامعة المريكية‪.‬‬
‫‪ 6‬في وصف عميدة المسرح فاطمة رشدي‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫ُ‬
‫ض على‬
‫حها شيءٌ يفي ُ‬‫أصل ّ ُ‬ ‫ي طو َ‬
‫ل اليوم فوق‬ ‫قعود َ‬ ‫ُ‬
‫ض‬
‫الفي ْ ِ‬ ‫ر‬
‫دفات ٍ‬
‫****‬
‫ة في‬‫كان الوفاءُ فضيل ً‬
‫هده ضميُر سياسي‬
‫حتى تع ّ‬ ‫س‬
‫النا ِ‬
‫س‬
‫ة ول قرطا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ش َ‬
‫أحدٌ على َ‬ ‫مريبا ً ل ُيصدّقُ عهدَ ُ‬
‫ه‬ ‫فغدا ُ‬
‫****‬
‫ر‬
‫ن الخي ِ‬‫ج دو َ‬ ‫للبطن والفر ِ‬ ‫ه‬
‫ب الل ِ‬
‫لكنهم وعذا ُ‬
‫‪1‬‬
‫ع‬
‫ن ُّزا ُ‬ ‫يمحقهم‬
‫*****‬
‫د‬
‫ن المج ِ‬ ‫وابنوا حصو َ‬ ‫فإلى المام بني الكرام‬
‫‪2‬‬
‫كالجداِد‬ ‫دموا‬‫َتـق ّ‬
‫عله ينادي‬ ‫متضامنين لكم ُ‬ ‫م‬
‫م ما زلت ُ‬
‫والعّز في ناديك ُ‬
‫*****‬
‫س‬
‫ه غيُر نفي ِ‬ ‫والل ِ‬ ‫شعُر َ‬
‫ك هذا‬ ‫موس‪ِ «3‬‬ ‫»دَ ّ‬
‫س‬‫دوائَر البولي ِ‬ ‫ت عّني‬ ‫خب ّْر إذا شئ َ‬
‫َ‬
‫****‬

‫‪ 1‬البيت من قصيدة ‪ :‬إلى بائعي البلد« وقد حذفه الشاعر من القصيدة بعد تنقيحها‪.‬‬
‫المصدر ‪» :‬شاعران معاصران«‪ ،‬د‪.‬عمر فروخ‪.‬‬
‫‪ 2‬البيتان آخر أبيات قصيدة »عهد الجدود« التي نشرت كاملة في جريدة »فلسطين«‬
‫بتاريخ ‪ ،1/9/1933‬ولكن الشاعر حذف البيتين في قصائده المختارة‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬الكنوز ‪ -‬ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان«‪ ،‬المتوكل طه )‪.(1940‬‬
‫موس‪ :‬الشاعر اللبناني حليم دموس‪.‬‬
‫د ّ‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬المصدر ‪ :‬جريدة »مرآة الشرق« ‪ -‬القدس ‪.1/10/1930‬‬

‫‪254‬‬
‫ودّ الفؤاد‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ن سواب ٌ‬ ‫لما التقينا والعيو ُ‬
‫ق‬
‫سب ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫لَ َ‬
‫و اّنه ل ِ‬
‫ملحق‪:‬‬

‫قصائد مشتركة‬

‫‪255‬‬
‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫]مجزوء الوافر[‬
‫لقد طارت إلى‬
‫ب‪«2‬‬
‫»حل ٍ‬
‫بش ّ‬
‫فها‬ ‫قلو ٌ‬
‫د‬
‫الوج ُ‬
‫ل ُِلقيا من له‬
‫ن‬
‫س ٌ‬‫ح ْ‬
‫ُ‬
‫على الكوان‬
‫د‬
‫ممت ّ‬
‫سل‬
‫كنور الشم ِ‬
‫تخلو‬
‫وهادٌ منه أو‬‫ِ‬
‫جد‬
‫نَ ْ‬
‫ت‬
‫للقيا من بد ْ‬
‫أ َْنفا‬
‫ه الريحان‬ ‫س ُ‬
‫ُ‬
‫د‬
‫والن ّ ّ‬
‫ت فإن‬
‫لقد عبق ْ‬
‫ت‬‫عد ْ‬
‫بَ ُ‬
‫يزدْ في‬
‫عد‬
‫طيبها الب ُ ْ‬
‫ت‬
‫للقيا من بد ْ‬
‫»ب ََركا‬
‫ن‬
‫هجرا ُ‬
‫ه« ال ِ‬‫تُ ُ‬
‫د‬
‫ص ّ‬
‫وال ّ‬

‫****‬

‫‪3‬‬
‫حدائق الشام‬
‫]البسيط[‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب‬
‫عن َ ُ‬
‫ِ‬
‫‪ 1‬المصدر ‪» :‬إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته«‪ ،‬البدوي الملّثم )‪.(1927‬‬
‫‪ 2‬سأل إبراهيم طوقان صديقه عمر فروخ عن »قلوب طارت إلى حلب« فرد ّ عليه عمر بالبيت الول ثم‬
‫أكمل إبراهيم باقي البيات‪.‬‬
‫‪ 3‬اشترك في نظمها‪ :‬إبراهيم طوقان‪ ،‬وحافظ جميل )شاعر عراقي( ووجيه بارودي )شاعر سوري( في‬
‫فتاتين كانتا في الجامعة )المريكية ببيروت( ها‪ :‬ليلي تين‪ ،‬وأختها أليس تين‪) ،‬وهما من دمشق(« من‬
‫كتاب‪» :‬شاعران معاصران« لعمر فروخ«‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -‬المصدر‪» :‬شاعران معاصران«‪ ،‬د‪.‬عمر فروخ )‪.(1928‬‬

‫‪256‬‬
‫ت‪ ،‬يا‬
‫س‪ ،‬يا ياقو ُ‬
‫يا دُّر‪ ،‬يا ما ُ‬
‫ب!‬ ‫ذه ُ‬
‫ه‪ ،‬ما هذا الدل ُ‬
‫ل؟‬ ‫ه‪ ،‬الل ُ‬
‫الل ُ‬
‫وما‬
‫د؟ وما للقلب‬
‫هذا الصدو ُ‬
‫يضطرب ؟‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب‬
‫عن ُ‬

‫س‪ ،‬إن‬
‫س‪ ،‬ما الشم ُ‬
‫الشم ُ‬
‫ف‬
‫س تنكس ُ‬ ‫الشم َ‬
‫البدُر‪ ،‬ما البدُر‪ ،‬إن البدر‬
‫ف!‬‫ينخس ُ‬
‫ع‪ ،‬إن الدمع‬
‫ع‪ ،‬ما الدم ُ‬
‫والدم ُ‬
‫ف‬
‫ينذر ُ‬
‫ب‪ ،‬هل وص ٌ‬
‫ل‬ ‫ة القل ِ‬
‫يا مني َ‬
‫وأنصرف ؟!‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫ن‬
‫ح التي ِ‬
‫سْر َ‬
‫ت َ‬
‫ن‪ ،‬يا لي َ‬
‫يا تي ُ‬
‫يجمعنا‬
‫ت‬ ‫تظ ّ‬
‫ل التو ِ‬ ‫ت‪ ،‬يا لي َ‬
‫يا تو ُ‬
‫مضجعنا‬
‫ن«‬
‫ما ُ‬ ‫ت ليت َ‬
‫ك يا »ر ّ‬ ‫وأن َ‬
‫ُترضعنا‬
‫ت الكرم ِ‬
‫م‪ ،‬يا ليت بن َ‬‫والكر ُ‬
‫تصرعنا‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬‫يا تي ُ‬
‫ب!‬ ‫عن ُ‬
‫ل‬
‫ل التماثي ِ‬‫ن أمثا َ‬‫م أقبل َ‬
‫يا يو َ‬
‫ل‬ ‫مكّلل ٍ‬
‫ت بهالت الكالي ِ‬ ‫ُ‬
‫ت »ِليلي«‪ ،‬و»ليلي«‬
‫تبع ُ‬
‫ل‬
‫ت تضلي ِ‬ ‫ذا ُ‬
‫ك يا‬
‫ك ما أقسا ِ‬
‫»ِليلي« فديت ُ ِ‬
‫»ليلي« !‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫ة‬ ‫ب يا ُ‬
‫قمري ّ َ‬ ‫يا جارةَ القل ِ‬

‫‪257‬‬
‫الوادي‬
‫ق الغادي‬
‫يا غادةً ل عداها َري ّ ُ‬
‫ب بعد إبعاِد‬
‫ت بقر ٍ‬
‫لئن ظفر ُ‬
‫يوما ً فإني من الّزلفى‬
‫بميعاد !‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫د‬
‫س يا ور َ‬
‫ة ال ِ‬‫يا نفح َ‬
‫ن‬‫البساتي ِ‬
‫ض‬ ‫س َ‬
‫غ ّ‬ ‫ويا شذا نرج ٍ‬
‫ن!‬‫وَنسري ِ‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫ويا هزارا شدا بين الفاني ِ‬
‫ن‬
‫ق إلى حي ِ‬
‫ت‪ ،‬أم با ٍ‬ ‫أراح ٌ‬
‫ل أن َ‬
‫؟‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫ن يزهو في‬
‫س ِ‬
‫ح ْ‬
‫ب ال ُ‬‫يا كوك َ‬
‫ت‬
‫العشّيا ِ‬
‫ت‬
‫ب السموا ِ‬
‫ة أترا ِ‬
‫ويا ربيب َ‬
‫ح‬
‫ضا َ‬
‫رو ّ‬
‫ع الفج ِ‬
‫يا مطل َ‬
‫ت‬
‫الثنّيا ِ‬
‫ب‬
‫طوفي علينا بأكوا ِ‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫حمّيا ِ‬
‫ال ُ‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫ن‬
‫ن‪ ،‬نحو التي ِ‬
‫ت يا تي ُ‬
‫باكر ُ‬
‫ه‬
‫أجني ِ‬
‫ع من عيني‬
‫ف الدم َ‬‫وأذر ُ‬
‫ه‬
‫وأسقي ِ‬
‫ع‬ ‫ت رأسي إلى َ‬
‫فْر ٍ‬ ‫أسند ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫أناجي ِ‬
‫وحي في‬
‫ع الطيُر ن َ ْ‬
‫ج َ‬
‫فر ّ‬
‫أعاليه‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫ب‬
‫ة« لعميد القل ِ‬
‫هل »نظر ٌ‬

‫‪258‬‬
‫ن؟‬
‫مفتو ِ‬
‫ب‬ ‫ة« من َلـما ِ‬
‫ك العذ ِ‬ ‫أم »نهل ٌ‬
‫ترويني ؟‬
‫واه أبكي على من ليس‬
‫أ ّ‬
‫يبكيني‬
‫ن رأى »نرجسًا« يبكي‬‫م ْ‬
‫يا َ‬
‫ن« ؟‬
‫على »تي ِ‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫ه‬
‫ن الل ِ‬
‫م‪ ،‬عي ُ‬
‫ق الشا ِ‬
‫حدائ َ‬
‫ك‬‫ترعا ِ‬
‫ك!‬
‫ة إل برّيا ِ‬
‫ت نسم ٌ‬
‫سَر ْ‬
‫ول َ‬
‫ب‬
‫ب الترا ِ‬
‫ع العر ِ‬
‫يا مرت َ‬
‫ك‬
‫ُنعما ِ‬
‫ك‬
‫تفتّر عن مهجة الدنيا ثنايا ِ‬
‫ن‪ ،‬يا‬
‫ما ُ‬
‫ت‪ ،‬يا ر ّ‬
‫ن‪ ،‬يا تو ُ‬
‫يا تي ُ‬
‫ب!‬‫عن ُ‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫مـان‬ ‫وادي الر ّ‬
‫]الكامل[‬
‫ب »واٍد« قد تفّتح‬
‫يا ُر ّ‬
‫ه‬
‫وردُ ُ‬‫َ‬
‫ل فهو بطَّله‬ ‫واخض ّ‬
‫رقُ !‬ ‫مغرو ِ‬
‫ُ‬
‫ي في‬
‫ق الوسم ّ‬‫وتأن ّ َ‬
‫ه‬‫ترصيع ِ‬
‫ع‬
‫هو المبد ُ‬ ‫بالدّّر‪َ ،‬‬
‫ف ْ‬
‫المتأّنق !‬
‫محاجٌر من‬
‫ترنو إليه َ‬
‫س‬
‫نرج ٍ‬
‫ل يغالبه الحياءُ‬
‫ج ٍ‬
‫خ ِ‬
‫َ‬
‫فُيطرقُ !‬
‫جنوب‬
‫م يضحك لل َ‬‫والغي ُ‬
‫ت‬‫مر ْ‬ ‫إذا َ‬

‫‪ 1‬هذه القصيدة نموذج مفرد مبتكر نظمتها بالشتراك مع المرحوم إبراهيم عبدالفتاح طوقان شاعر‬
‫فلسطين ورفيقي في الجامعة الميركية في بيروت‪ .‬امتزج روحانا بكل كلمة وبكل شطرة فجاءت‬
‫قصيدة ل يستطيع ناقد مهما حقق ودقق أن يجد دليل ً على ينبوعها الثنائي« وجيه البارودي‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬ديوان ‪» :‬بيني وبين الغواني«‪ ،‬الطبيب وجيه البارودي )‪.(1928‬‬

‫‪259‬‬
‫ل‬
‫ف الشما ِ‬
‫وتناله ك ّ‬
‫فُيغدق !‬
‫ن أك ّ‬
‫فه‬ ‫والب َْيلسا ُ‬
‫ة‬
‫ممدود ٌ‬
‫م‬
‫ع ُ‬
‫ل ذاك المن ِ‬‫والطَ ّ‬
‫دق‬ ‫المتص ّ‬
‫ب‬
‫ن كواك ٌ‬
‫والياسمي ُ‬
‫ب‬
‫ومواك ٌ‬
‫ف شمُلها‬
‫شّتى َتأل ّ َ‬
‫المتفّرق‬
‫ع‬
‫ي نو ُ‬
‫خْير ّ‬
‫وكأنما ال َ‬
‫ة‬
‫تحي ّ ٍ‬
‫ب‬ ‫يسعى إلي َ‬
‫ك بها حبي ٌ‬
‫َ‬
‫شّيق‬
‫ل‬
‫مماطِ ٍ‬
‫والماءُ بين ُ‬
‫ل‬
‫ص ٍ‬‫موا ِ‬
‫و ُ‬
‫ينأى ويدنو سيُله‬
‫فق‬‫المتد ّ‬
‫ن حول‬
‫ب الريحا ِ‬
‫وغرائ ُ‬
‫ه‬
‫ضفاف ِ‬
‫منضورةٌ تطفو عليه‬
‫وَتغرق‬
‫ر‬
‫وانظْر إلى ن َْيلوف ٍ‬
‫ه‬
‫ألوان ُ ُ‬
‫ه‬
‫شّتى ُتحيط به الميا ُ‬
‫وُتحدق‬
‫ة أجفاُنها‬ ‫وعيوُنه ر ّ‬
‫فاف ٌ‬
‫ن‬ ‫ر‪ ،‬وك ّ‬
‫ل عي ٍ‬ ‫فوق الغدي ِ‬
‫زورق‬
‫واٍد يهيم به الجما ُ‬
‫ل‬
‫ه‬
‫وإن ّ ُ‬
‫ليكاد ُينطقه الجما ُ‬
‫ل‬
‫فَينطق‬
‫م عليه فض َ‬
‫ل‬ ‫جّر النسي ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ردائ ِ‬
‫وبفضله أضحى يفوح‬
‫ويعبق‬
‫ع‬
‫وفْته يدُ الربي ِ‬ ‫قد َ‬
‫ف ّ‬
‫بوشيها‬
‫حلل‬
‫فعليه من ُ‬

‫‪260‬‬
‫ة رونق‬
‫الطبيع ِ‬
‫ت عند‬
‫باكرُته فلقي ُ‬
‫ه‬
‫غدير ِ‬
‫هيفاءَ ترقص والغديُر‬
‫فق‬ ‫يص ّ‬
‫متأل ّ ٌ‬
‫ق‬ ‫وُر في جنباته ُ‬
‫الن ّ ْ‬
‫والّنوُر في وجناتها‬
‫يتأّلق‬

‫****‬
‫ب‬
‫يا جارةَ الوادي الرحي ِ‬
‫وإّنه‬
‫جوار لمن يهيم‬
‫م ال ِ‬
‫ع َ‬
‫نِ ْ‬
‫ويعشق‬
‫ن‬
‫لما التقينا والعيو ُ‬
‫ق‬
‫سواب ٌ‬
‫ك‬ ‫ودّ الفؤادُ ل َ َ‬
‫و اّنه ل ِ‬ ‫َ‬
‫أسبق‬
‫ة‬
‫ت الخميل َ‬
‫م جاوز ِ‬
‫يا يو َ‬
‫في الضحى‬
‫ة‬
‫رق ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫س ُ‬‫والشم ُ‬
‫رق‬ ‫مش ِ‬‫ك ُ‬‫ه ِ‬
‫ووج ُ‬
‫كم ظّللْتنا دوح ٌ‬
‫ة‬
‫أغصاُنها‬
‫م الرؤوم ِ‬
‫أحنى من ال ّ‬
‫وأشفق‬
‫ة بألحان‬
‫والطيُر هاتف ٌ‬
‫الهوى‬
‫ة‬
‫تعلو وتهبط تار ً‬
‫وُتحّلق‬
‫مان«‬
‫حامت على »الر ّ‬
‫ه‬
‫تشدو فوق ُ‬
‫يا من ُيقّبل في‬
‫الصباح وينشق‬
‫م ناءَ بحمله‬
‫والكر ُ‬
‫ه‬‫فبنات ُ ُ‬
‫ح في الثرى‬
‫منها طري ٌ‬
‫معّلق‬
‫و ُ‬
‫»أقلوُبنا« في الروض‬
‫ه«‬‫مان ُ ُ‬
‫أم »ر ّ‬

‫‪261‬‬
‫أضحى على أغصانه‬
‫يتفّلق‬
‫ن في‬
‫ب النيرا ُ‬‫ه ُ‬
‫َتتل ّ‬
‫ه‬‫أحشائ ِ‬
‫ه‬
‫والماءُ تحت ظلل ِ‬
‫يترقرق‬
‫ر حين جنيُته‪،‬‬‫لم أد ِ‬
‫ه‬
‫ق ُ‬‫أرحي ُ‬
‫ك المعسو ُ‬
‫ل ما‬ ‫أم ري ُ‬
‫ق ِ‬
‫وق‬‫أتذ ّ‬
‫ت عن الرياض‬
‫ثم انثني ُ‬
‫ومقلتي‬
‫عْبرى وقلبي في‬‫َ‬
‫موَثق‬
‫ك ُ‬
‫حبال ِ‬ ‫ِ‬
‫س تجنح للصيل‬
‫والشم ُ‬
‫كأنها‬
‫ن صاح‪:‬‬
‫وجناُتنا‪ ،‬والبي ُ‬
‫َتفّرقوا‬
‫ت لي من آي‬ ‫أوحي ِ‬
‫ة‬
‫ك آي ً‬‫حسن ِ‬
‫إني بما َأوحيِته‬
‫دق‬‫لمص ّ‬

‫****‬
‫‪1‬‬
‫بل عنوان‬
‫]مجزوء الوافر[‬
‫ه ما‬ ‫رعا َ‬
‫ك الل ُ‬
‫صَنـ‬
‫تَ ْ‬
‫ت‬
‫ع‪ ،‬لو لقي َ‬
‫ـ ُ‬
‫سمسارا ؟!‬
‫ه في‬
‫إذا ألفيت ُ ُ‬
‫الدا‬
‫م فوقه‬
‫ر‪ ،‬أهد ُ‬
‫ِ‬
‫الدارا‬
‫وأجع ُ‬
‫ل فوقه‬
‫الحجا‬

‫‪ 1‬القصيدة بل عنوان‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ :‬جريدة »مرآة الشرق« ‪ -‬القدس ‪.6/4/1930 -‬‬
‫اشترك في نظمها كل من‪ :‬إبراهيم طوقان‪ ،‬وعبدالرحمن عبدالمجيد‪ ،‬والشيخ محمد البسطامي وكلهم‬
‫شعراء من مدينة نابلس‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫َر‪ ،‬ل أتُر ُ‬
‫ك أحجارا‬
‫!‬
‫ط‬
‫ملقا ٍ‬
‫وأجمعه ب ِ‬
‫م فوقه‬ ‫ُ‬
‫ر ُ‬
‫وأض ِ‬
‫النارا‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫ب بين عيني ِ‬
‫و ُ‬
‫أص ّ‬
‫أدقّ هناك‬
‫مسمارا‬
‫ُ‬
‫ة«‬ ‫أعل ّ ُ‬
‫ق »لوح ً‬
‫فيها‪:‬‬
‫ت‬ ‫»أل ُ‬
‫قّبح َ‬
‫سمسارا!«‬ ‫ِ‬

‫****‬

‫‪263‬‬

You might also like