Professional Documents
Culture Documents
إعداد و ترتيب
ماجد الحكواتي
أشرف على طباعة هذا الديوان وراجعه ووضع بعض حواشيه ودقق
فهارسه الباحث في المانة العامة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود
البابطين للبداع الشعري )ماجد الحكواتي(.
الصف والخراج والتنفيذ :محمد العلي
2002
1
نبذة عن الكتاب:
حتى جاءت دار القدس في بيروت عام 1975و أصدرت طبعة جديدة
لديوان الشاعر تمثل نقلة جديدة إذ ضمت الشعار التي احتوتها دار
الشرق ،و أضافت إليها) (36قصيدة جديدة دون أن تذكر مصادرها ،و
بلغت أبيات هذه الطبعة ) (2132بيتا تقريبا ،وقد اتبعت هذه الطبعة
طريقة جديدة في الترتيب و هو الترتيب التاريخي للقصائد حسب تاريخ
نظمها أو نشرهاو احتفظت للناشيد بحيز خاص .
وعندما قررت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للبداع الشعري
إصدار طبعة جديدة لديوان إبراهيم طوقان بمناسبة انعقاد دورتها الثامنة
في البحرين كان أمامها تحدي جوهري أتكتفي بإعادة طبع إحدى النسختين
و فيه توفير للجهد و الوقت آم تبدأ مغامرة جديدة من مغامرات الكشف
بكل من تتطلبه من جهد و عناء ،ووجدت المؤسسة أن من حق هذا
الشاعر الكبير عليها الذي مازال الكثير من تراثه مغيبا ،أن تتحمل
مسؤولية خاصة تجاهه في هذا الظرف الستثنائي ،ووضعت هدفا لها أن
تحاول الحاطة بما نشر من أشعاره سواء في الدوريات أو في الكتب ،
دون أن تسترق السمع إلى خصوصياته التي رغب أن تبقي طي أوراقه .
2
و إذا كان أي إبداع يبدأ من استيعاب ما سبقه ثم يعمل علي تجاوزه فقد
وضعنا الطبعتين السابقتين كأساس لعملنا و طرقنا العواصم العربية الربع
:القاهرة ،و دمشق ،و بيروت ،وعمان ،نبحث في خزائنها عما نشر
لبراهيم من قصائد في الدوريات القديمة ،و اطلعنا علي اغلب ما كتب
عن طوقان في الكتب المنشورة ،وقد جمعنا كل ما استطعنا الحصول
عليه من قصائد آو مقطوعات آو أبيات للشاعر الكبير و لم نستثن من ذلك
إل بيتا خرج عن حدود اللياقة ،آو مقطوعة غلبت عليها العامية ،و كلفنا
ذلك الكثير من الصبر و العنت تحملناه راضين و نعترف انه مع كل ما
بذلناه من جهد لم نتمكن من تحقيق كل ما كنا نطمح أليه ،لن بعض
الدوريات تاهت آو تهنا عنها ،و بقي بين حلمنا وواقعنا مسافة ل باس بها ،
ولعل هذه المسافة التي تلزم أي جهد بشري صادق ل مهرب منها لنها
تذكر بان النقص من طبيعة البشر ،حتى نلتزم بفضيلة التواضع ،ونترك
لمن سيأتي بعدنا فرصة لكي يتجاوزنا كما تجاوزنا من قبلنا ،و قد رتبنا
قصائد هذه الطبعة ترتيبا موضوعيا ،و حرصنا علي تسلسل القصائد زمنيا
داخل كل باب ،و جمعنا ما تناثر من أبيات و مقطوعات للشاعر في باب
خاص ،و أفردنا ملحقا خاصا لربع قصائد اشترك إبراهيم طوقان في
نظمها مع شعراء آخرين .
3
تصدير..
ما الذي يدفعنا إلى إعادة نشر شعر إبراهيم طوقان وبعد أكثر من ستين
سنة على غيابه ،إن مرور جيلين على وفاة شاعر هو محك حقيقي
للكشف عن أصالته ،فإذا كان الزمن يطوي بين تلفيفه أنصاف الشعراء
فإنه يقف عاجزا ً أمام الشعراء الكبار الذين يزيدهم البعد الزمني حضوراً،
فالشاعر الصيل وهو يعيش عصره ل يرى فيه مجموعة من الحداث
المتراكمة الساكنة ،بل يلحظ بعين الصقر في عصره سريان العصور،
ويرى من خلل الحدث اهتزازاته السابقة واللحقة ،وبهذا الستشراف
يبقى شاعرا ً معاصرا ً في كل زمن لنه يدرك بح ّ
سه الصادق المستمّر
ول والعرضي. والجوهري ول يستنفده المتح ّ
ويحق لنا أن نسأل :ماذا بقي لنا من إبراهيم طوقان وشعره؟.
سه الوطني في نهر الحداث المتدفق ولكنه لم انغمس إبراهيم طوقان بح ّ
يغرق فيه ،فظل على وعي تام بالخيوط التي تحّرك الحداث ،ورائيا ً في
تفاصيل المشهد وسكونه قسماته الساسية وحركته المقبلة.
امتلك إبراهيم منذ البدء رؤية واضحة لطبيعة الصراع في فلسطين ،وإذا
ل ،وعّلق آمال ً على صداقة
كان البعض قد خدع بالعبارات الملتبسة للمحت ّ
متوهمة ،فإن إبراهيم كان يرى المر عاريا ً من أي أوهام ،فليس الخطب
ل ،بل هو اغتصاب بكل في فلسطين -كما في باقي البلد العربية -احتل ً
تداعياته ،وعندما تصبح المعركة أن تكون أو ل تكون تختفي من القاموس
كلمات المهادنة والمساومة وتنحصر اللوان في لونين فقط :أبيض وأسود.
وتنتفي الميوعة والتداخل ويأخذ كل أمر حدوده الصلبة الواضحة.
شعر إبراهيم أن الزمة ستتحول إلى معركة مفتوحة لحدود لها ،مادام
المتنازع عليه قدس القداس :أرض الوطن ،وفي معركة مصيرية كهذه
فإن تحديد العدو ونواياه يصبح ضرورة ل غنى عنها:
4
لنا خصمان ذو
ل وط َ ْ
و ٍ ل َ
و ٍ
ح ْ
َ
ل
وآخُر ذو احتيا ٍ
ص
واقتنا ِ
ج للبادة
مناه ُ
واضحات
فذوبالحسنى ُتن ّ
والرصاص
وفي مواجهة المحو واللغاء تصبح كل وسائل الحتجاح المعتادة لغوا ً وعبثاً،
ول يقف أمام منهج البادة إل منهج الشهادة .فالقوة تلغيها القوة:
ي
ل يلين القو ّ
حتى يلقي
ة
مثله عّز ً
وبطشا ً وجاها
وكما أدرك إبراهيم طوقان قيمة الرض وجعلها في مرتبة القداسة أيقن
أن النسان ل يستحق هذه الرض إل عندما يغسلها بدمه:
صهروا الغل َ
ل
وانصاعوا إلى
ض
س الر ِ دن ِ
فقالوا اغتسلي
وإذ ذاك يبلغ النسان الفاني شجرة الخلد ،ويسقط الحاجز بين الموت
والحياة:
ت ضحّيهس في سبيل بلدها ذهب ْ
عاشت نفو ٌ
هكذا امتلك إبراهيم طوقان رؤية واضحة لطبيعة الصراع فوق أرض
فلسطين ،ولكنه لم يكن يمتلك سلطة القرار ليحيل هذه الرؤية إلى واقع،
وإذ افتقدت فلسطين في ذلك الوقت القيادة التاريخية التي تتمتع بعمق
النظر وصلبة الموقف ،فإن مسار الزمة كان واضحا ً في مخيلة طوقان،
إنه الكارثة:
د
ل تلمني إن لم أج ْ
ض
من ومي ٍ
ء ما بين هذالرجا ٍ
السواِد
لقد بقيت لنا من شعر إبراهيم طوقان رؤيته الواضحة للية الصراع في
الرض المقدسة ،ونحن ما زلنا ننتظر القرار الذي يحول هذه الرؤية إلى
مم كل مفردات حياتنا.
واقع ويفك عنا هذا الحصار الخانق الذي يس ّ
وإذا كنا ندرك أن كلمات الشعراء مهما كانت حرارتها ل تكفي لتحرير
وطن ،فإننا على يقين بأن هذه الكلمات هي التي تذ ّ
كر النسان بالحق
5
المغتصب ،وتبقي هذا الحق مؤرقا ً للوجدان حتى يستدعي الرصاصة التي
تحرر الوطن وتحقق للقول الشعري نبوءته ووعده الذي لن يخيب.
6
طبعة جديدة ...تحدّ جديد
7
استيعاب ما سبقه ثم يعمل على تجاوزه فقد وضعنا الطبعتين السابقتين
كأساس لعملنا وطرقنا مكتبات العواصم العربية الربع :القاهرة ،ودمشق،
وبيروت ،وعمان ،نبحث في خزائنها عما نشر لبراهيم من القصائد في
الدوريات القديمة ،واطلعنا على أغلب ما كتب عن طوقان في الكتب
المنشورة ،وقد جمعنا كل ما استطعنا العثور عليه من قصائد أو
مقطوعات أو أبيات للشاعر الكبير ولم نستثن من ذلك إل بيتا ً خرج عن
حدود اللياقة ،أو مقطوعة غلبت عليها العامية ،وكلفنا ذلك الكثير من
الصبر والعنت تحملناه راضين ،ونعترف أنه مع كل ما بذلناه من جهد لم
نتمكن من تحقيق كل ما كنا نطمح إليه ،لن بعض الدوريات تاهت أو تهنا
عنها ،وبقي بين حلمنا وواقعنا مسافة ل بأس بها ،ولعل هذه المسافة التي
كر بأن النقص من طبيعة تلزم أي جهد بشري صادق ل مهرب منها لنها ُتذ ّ
البشر ،حتى نلتزم بفضيلة التواضع ،ونترك لمن سيأتي بعدنا فرصة لكي
ن قبلنا ،وقد رتبنا قصائد هذه الطبعة ترتيبا ً
م ْ
يتجاوزونا كما تجاوزنا َ
موضوعيًا ،وحرصنا على تسلسل القصائد زمنيا داخل كل باب ،وجمعنا ما
ً
تناثر من أبيات ومقطوعات للشاعر في باب خاص ،وأفردنا ملحقا ً خاصا ً
لربع قصائد اشترك إبراهيم طوقان في نظمها مع شعراء آخرين.
وقد بلغت عدد قصائد ومقطوعات هذه الطبعة ) (158وعدد أبياتها حوالي
) (2530بيتا ً تقريبا ً وإذا كّنا نعترف بالفضل العميم لمن سبقنا في إخراج
شعر إبراهيم طوقان إلى النور فإننا نأمل أن يأتي من بعدنا من يمضي
خطوات أبعد مما قطعناه في جمع تراث هذا الشاعر الكبير ،لعلنا بذلك
نكون قد أدينا قسطا ً من الواجب تجاه شاعر جعل من همومنا همه
الخاص ،ووظف شعره لرصد كل ما يجول في نفوسنا من صبوات
وانكسارات.
ماجد الحكواتي
8
أخي إبراهيم
كان إبراهيم لعوبا ً إلى حد بعيد ،ل يقتصد إذا أخذ بسبب من أسباب العبث
واللعب ،وكأنما كانت نفسه تضيق بإهابه فل يهدأ ،ول يستقر .وهو في
أحيان كثيرة على خلف مع جدته لمه ،رحمها الله ،إذ كان على وفاق مع
طبيعته المرحة اللعوب ،كان يعرف نزق جدته وضيقها بالضجة والحركة،
فل يألو جهدا ً في معابثتها واستفزازها ،وذلك لكي تزجره وتنتهره برطانتها
التركية التي كانت تخالطها من هنا وهناك كلمات عربية ،ل تستقيم لها
مخارج بعض حروفها فتأتي ملتوية عوجاء ،تبعث إبراهيم على الضحك،
م الجدة باللحاق به ،فيفر منها ..ويتسلق إحدى شجرات النارنج ولقد ته ّ
التي تمتلئ بها ساحة الدار ،وهناك يأخذ مكانه بين الفروع الغليظة الصلبة،
وينتهي المر بينهما عند هذا الحد .ثم يشرع ،وهو في مقعده ذلك من
الشجرة ،يترّنم بالهازيج الشعبية التي كانت تروقه وتلذه كثيرًا.
وإنني لمثل في خاطري ،ذلك الشيخ الوقور ،جدي لبي ،رحمه الله متربعا ً
في كرسيه ،مشتمل ً بعباءته ،وإلى جانبه حفيده الصغير إبراهيم ،يتقارضان
من الشعر والزجل »والعتابا« ما يعيه قلباهما.
وإنني لمثل إبراهيم في خاطري كما يصورونه لي ،واقفا ً أمام جده يرتجل
ذ ،من قول يرسله في وصف حادث حدث ما ينقدح عنه فكره الصغير يومئ ٍ
في البيت ،فيه نكتة ،أو طرافة ..وذلك في عبارات تكاد تكون موزونة
مقفاة ،يقلد فيها ما كان يستظهره في المدرسة من شعر ،أو ما يعيه قلبه
من قصص »عنترة« و»أبي زيد الهللي« و»سيف بن ذي يزن« ،تلك التي
كثيرا ً ما أصغى إلى أمه وهي تقرأها لجده لبيه ،في أمسيات الصيف
الجميلة ،أو في ليالي الشتاء الطويلة.
9
كيس نقوده من جيبه ،ويتناول منه قطعة ،يقبضها إبراهيم ،وينطلق بها
مرحا ً خفيفًا ،كأنه طيف من الطياف.
وفي هذه الثناء أيضًا ،كان إبراهيم يبعث بالعجب والطرب معا ً في نفس
معلمه ،إذ يقف أمامه وقفته الخاصة كلما قام لينشد الشعر في درس
الستظهار ،سواء أكان ذلك الشعر عربيا ً أم تركيًا ،فيلقيه إلقاء موسيقيا ً
ل ،ينبعث له طرب المعلم ،فيشرع ،وهو المعلم الوقور ،ينقر بأصابعه جمي ً
على المكتب نقرات إيقاعية ،تساير ذلك اللقاء الرائع الذي كان يزيد في
عرف له في مواقفه الخطابية فيما يلي: روعته صوت خلب آسرُ ،
10
عربيته ،وكان ذا شخصية قومية ،لبد من أن تترك في أعماق من تعرف
بها ،أثرا ً منها.
كان المرحوم نخلة زريق مدرسا ً للغة العربية في »الكلية النكليزية« في
القدس :فتح عيون طلبه على كنوز الشعر العربي ،وحّببها إليهم.
ولقد كان إبراهيم ،وهو في مدرسة »المطران« يأخذ من شقيقه أحمد -
وكان طالبا ً في الكلية النكليزية -منتخبات الشعر القديم والحديث ،مما
يختاره المرحوم نخلة زريق لطلبه ،فيستظهرها جميعًا ،وعن طريق أحمد،
تعرف إبراهيم بذلك المدرس الديب ،فكانا يزورانه معا ً في بيته الذي كان
جة العلماء والدباء في القدس ،ويصغي إليه وهو يتدفق في حديثه عن مح ّ
الدب والشعر ،والعرب والعروبة ..مما كان له شأن في إيقاظ وعي
إبراهيم على مؤثرات أدبية وقومية أخرى.
وإذ أتم أحمد دراسته في الكلية النكليزية ،وتوجه إلى الجامعة الميركية
في بيروت ،ظلت تلك السباب موصولة بين إبراهيم وبين المرحوم نخلة
زريق ،ولكن لمدة قصيرة ،إذ توفي الثاني سنة .1920
في هذه الفترة من الزمن ،كان إبراهيم يحاول أن يقول الشعر الصحيح،
فتلتوي عليه مسالكه ،ول يفلح فيه ،إذ لم يكن قد درس علم العروض بعد.
وعلى أثر ذلك ،يبدأ إبراهيم يقرزم الشعر قرزمة ،ويقوله في المناسبات
التي تعرض له ،والحوال التي تمر عليه في مدرسة المطران مما يوحي
به الجو المدرسي ،بما فيه من جد وهزل.
وفي سنة 1923نشر إبراهيم لول مرة إحدى قصائده ،ويقول إبراهيم
بهذا الشأن:
» لعلها أول قصيدة ُنشرت لي في صحيفة .رحم الله عمي الحاج حافظ!.
قرأها ،فأبدى إعجابه بها »على سبيل التشجيع« وطلب إلي أن أبيضها
لينشرها في الجريدة! في الجريدة؟ .شيء يطيش له العقل ،فأسرعت
عنيت بكتابتها قيراطًا ،وبوضع اسمي تحتها ثلثة وعشرينإلى تلبية طلبه ،و ُ
قيراطًا ...ثم أتيت بها إليه ،قال رحمه الله» :أتضع اسمك هكذا :إبراهيم
11
طوقان؟ ل يا بني! يجب أن تضع اسم الوالد أيضًا ،إبراهيم عبدالفتاح
طوقان ،اعترافا ً بفضله عليك ،وبره بك «...أدب أدبني به عمي رحمه الله،
ل أعلم أني وّقعت اسمي بعد ذلك إل تذكرت قوله وعملت به في كل أمر
ذي بال أردت نشره«.
ولقد كان من أكبر السباب التي أعانته على أن يقول الشعر فيجيده
بالقياس إلى صغر سنه ،هو كثرة حفظه للشعر المنتخب ،واحتفاله الكبير
بالقرآن الكريم ،فقد كان كثير التلوة له ،عميق النظر فيه .وأما ذلك
الحتفال منه بكتاب الله ،فإنه يرجع بدواعيه وأسبابه إلى بيئة في البيت،
ُيعنى أصحابها بتنشئة أطفالهم على تلوته والتشبع بروحه .ولم ينفك
إبراهيم منذ صغره يقرأ القرآن ،ويطيل التأمل فيه ،حتى أصبح له ذلك
ديدنًا ،ل يعوقه عنه عائق ،ول يصرفه عنه تقلبه في مختلف معاهد العلم
الجنبية في ما بعد ،ولم تكن تلوة القرآن الكريم تلوة سطحية عابرة ،بل
كان يتجه إليه بقلبه وروحه ،ويحس له في نفسه وقعا ً عجيبًا ،وأثرا ً بعيدًا،
فيهزه إعجازه هزًا ،وتفعل فيه بلغته فعل السحر ،ويستولي عليه خشوع
عميق ،يصرفه عن كل ما يحيط به.
ففي هذا العام » «1924مرض إبراهيم ،واضطره ذلك إلى العودة إلى
نابلس ،قبل انتهاء الفصل الدراسي الول ،وفي أثناء مرضه نظم تلك
القصيدة ،ونشرها في جريدة »المعرض« التي كانت تصدر يومئذٍ في
بيروت فإذا العيون تتطلع إلى هذا الشاعر الناشئ ،الطالب في الجامعة،
وإذا بالصحف تتناقلها ،نقلتها مجلة »سركيس« عن »المعرض« وعلقت
عليها بقولها» :ولعله أول من نظم شعرا ً عربيا ً في هذا الموضوع«،
12
طلبت القصيدة من قبل مجلة »التمدن« في الرجنتين ،وُأهديت إليه و ُ
المجلة سنة كاملة ،وكان مما علقته عليها قولها» :ولو كان كل ما ينظمه
شعراؤنا في هذا الباب من هذا النوع ،لكان الشعر العربي في درجة عالية
من القوة والفتوة« ونقلتها جرائد ومجلت أخرى ،وكلها ُتطري الشاعر،
وتشجعه.
أما هذه القصيدة ،فهي وإن تكن قد قيلت في موضوع الممرضات ،غير أن
قسما ً كبيرا ً منها ،كان في وصف الحمام ،تلك الطيور الوديعة ،التي كان
ُيغرم بها إبراهيم ،وُيعنى باقتنائها وتربيتها ،أيام صباه ،وتحدثني أمي ،كيف
وما ً رائحا ً
كان وهو طفل ينجذب إلى هذا الطائر انجذابا ً خاصًا ،ويتأمله مح ّ
غاديًا ،وكيف كان إبراهيم إذا وقف كل صباح ليغتسل على حوض الماء
الذي يقوم في صحن الدار ،أطال هناك الوقوف مستغرقا ً في تأمله
لسراب الحمام ،وقد حفت بالماء تغتسل وتعبث بريشها ،فل يزال على
وقفته تلك ،إلى أن ينبهه والده إلى إبطائه على المدرسة.
13
»قسوة وعنف ،أفاداني أن أكون مع نفسي بعدئذٍ قاسيا ً عنيفًا ،أمزق
القصيدة حين أشعر بالتكلف يدب فيها ،وأن أقف موقف الناقد الهدام،
أحطم شعري بيدي ،أو أبديه وأنا راض عنه ،ضامن رضى قارئه أو سامعه.
أحمد وسعيد ليسا من الزبانية ،إنهما ملكان كريمان! .جزاهما الله عني
خيرًا«.
»إن صدق ظني ،فإن صاحب هذا النشيد سيكون شاعر فلسطين«.
ومن عجب ،أن يظل قلب إبراهيم خاليا ً من المرأة حتى ذلك الحين ،ولقد
كان أصدقاؤه في الجامعة يعجبون لذلك ويقولون له على سبيل المزاح:
»أنت شاعر ولكن بل شعور ،أين وحي المرأة في شعرك؟«.
في نهاية تلك السنوات الثلث ،بلغ إبراهيم الثانية والعشرين كما ذكرنا من
قبل ،وهنا مس الحب قلبه ..ولكن هل كان مس ذلك الحب رفيقا ً رحيمًا؟
كل ،بل كان مسا ً عنيفا ً ملهبا ً أشعل روحه وأيقظ حسه ،وأرهف نفسه.
صار قوي الملحظة ،حاضر العاطفة ،متوفز العصاب ،صار كثير المطالعة،
صيادا ً للمعاني ،بسيط العبارات ،سهل الفهم ،مصيبًا.
14
نكتفي بهذا القدر من قصة ذلك الحب ،الذي كان له أكبر الثر في إرهاف
حسه ،والسمو بشاعريته إلى سماء الشعر الصادق ،الذي ينبثق من ذات
النفس ،وينبعث من أعماق الروح.
ونلتفت الن إلى بعض الجواء الخرى ،التي كانت تحيط بإبراهيم في
أعوامه التي قضاها طالبا ً في الجامعة.
هذا في الجامعة ،وأما خارجها ،فقد كانت هنالك مجالس الدب العالي
والشعر الرفيع ،وكلها تفتح لبراهيم صدرها ،وتوليه من عنايتها واهتمامها،
وتعقد بينه وبين أصحابها صلة الود .وحسبي أن أذكر من أصحاب تلك
المجالس الدبية الرفيعة المرحوم الشيخ أمين تقي الدين والمرحوم
الستاذ جبر ضومط ،والشاعر بشارة الخوري »الخطل الصغير«.
أصبح إبراهيم شاعر الجامعة ،كما لقبته صحف بيروت ،ولم يقتصر في
ذلك العهد على الشعر الغزلي فحسب ،بل كانت أغاريده الوطنية الفياضة
بالعواطف الصادقة ،واليمان الوطني القوي ،تسير جنبا ً إلى جنب مع
أغاريده الغزلية ،وهذان الوتران كانا من الوتار التي امتاز إبراهيم بالضرب
عليها.
أما هو ،فقد كانت المفاوضات جارية بينه وبين إحدى دور الصحافة في
مصر ،وتوشك أن تنتهي على أحسن ما يتمناه ،فهذه مهنة تلئم ذوقه على
القل ،وتسير مع اختصاصه ،سيكون محررا ً في مجلة كبرى في القاهرة،
وناهيك بالقاهرة من مدينة فن وأدب وجمال ،وأي شيء تصبو إليه نفس
الديب الناشئ الطموح ،ول يجده في القاهرة؟ المكتبة الكبرى ،الزهر،
الصحف ،الشعراء ،الكتاب» ،يا مصر ،لله مصر! «.صحافي ،صحافي..
15
هذا ما كان إبراهيم يحدث به نفسه في أيامه الخيرة في الجامعة.
من المنصة التي منح عليها »البكالوريا« ،مشى إبراهيم إلى سرير
المستشفى ،وأراني حتى الن ،لم ُأشر إلى أنه كان يشكو ألما ً في معدته
منذ أيام التلمذة في مدرسة المطران في القدس ،وكثيرا ً ما أقعده ذلك
عن مواصلة التحصيل ،إلى أن ُيشفى فيعود إليها ،وكثيرا ً ما حمله بعد ذلك،
على الستقالة من وظائفه التي َتقّلب فيها.
أب ّ
ل إبراهيم من مرضه ،وكان والده إلى جانبه في هذه الونة ،إذ قدم
بيروت ليشهد حفلة الجامعة ،ثم توجه الثنان إلى مصر ليستشيرا الطباء
هناك ،وليبحث إبراهيم في شغله الصحافي.
وفي مصر ينفذ البرنامج ،وتتجه صحة إبراهيم اتجاها ً حسنًا ،وبعد بضعة
أسابيع يعود الوالد بولده إلى نابلس ،قرير العين ،ناعم البال ،على أن يعود
إبراهيم للشغل في مصر بعد أن ُيمضي مع ذويه أياما ً قليلة.
غير أن الم تأبى عليه ذلك ،وتحكم أن يظل ولدها قريبا ً منها ،وتدخل
العاطفة في الموضوع ..زد على ذلك أن أباه لم يكن راغبا ً في شغله في
مصر.
وفي هذه الونة ،كانت وظيفة معلم اللغة العربية في مدرسة النجاح
الوطنية بنابلس شاغرة .فيأتي إلى إبراهيم والده ،يقنعه بالموافقة على
التدريس هناك ،فهذه خدمة وطنية مشكورة ،أضف إلى ذلك أن
المسؤولين في المدرسة ،سيجعلون ساعات العمل بحيث ل يرهقونه ،ثم
إن هذا العمل في بلده ،وإنه لون من ألوان الختبار يقطع فيه إبراهيم
جزءا ً من أوقات الفراغ الطويلة المملة.
ويكون رد إبراهيم على أبيه بأنه ل يستطيع أن يتصور نفسه معلمًا ،فهذا
عمل لم ُيخلق له ،وسيكون فيه خائبا ً ل محالة ،ولكن أباه يبين له أنه
سيعّلم في موضوعه ،فل يخرج عن نطاق ما ُ
خلق له.
وإذا بإبراهيم ذات صباح أمام فريق من الطلب ،على مقاعدهم الخشبية،
وإذا به يكتب على اللوح» :الطقس جميل« ،ثم يقول لحد التلميذ :أدخل
»كان الناقصة« على هذه الجملة ،فيقول التلميذ» :كان الطقس جمي ً
ل«.
ل ،فتع ّ
كر ،وجرت الرياح بما ل تشتهي السفن.. نعم ..كان الطقس جمي ً
زاول إبراهيم مهنة التعليم في هذه المدرسة سنة واحدة ،وكان له تأثير
في بعض طلبه من الصفوف العالية ،فحبب إليهم الشعر والدب ،ول أزال
أذكر ذلك اليوم الذي أقبل فيه يحدثنا مبتهجًا ،بأن بعض تلميذه النجب ،قد
بدأوا ينظمون الشعر على يده.
16
خلل هذا العام الدراسي » «1930 - 1929كان إبراهيم ينظم الشعر
الوطني ،فيرسله صرخات حافزة ،ونارا ً مشتعلة ،ومن أشهر قصائده في
ذلك الحين »الثلثاء الحمراء«.
ففي حزيران سنة 1930صدر حكم العدام على شهداء فلسطين الثلثة،
ج أهل البلد لهذا الحكم ،وقدمواوذلك على أثر ثورة سنة .1929وقد ض ّ
احتجاجاتهم ورجاءهم ،فلم يغن ذلك عنهم شيئاً.
ِ
وفي نهار الثلثاء ،السابع عشر من حزيران سنة ،1930كان التكبير على
المآذن ،وقرع النواقيس في الكنائس ،يتجاوب صداهما في أرجاء
فذ حكم العدام بالشهداء الثلثة ،فيفلسطين قاطبة ،إذ في ذلك النهار ،ن ُ ّ
ثلث ساعات متوالية ،فكان أولهم فؤاد حجازي وثانيهم محمد جمجوم،
وثالثهم عطا الزير ،وكان من المقرر رسميا ً أن يكون الشهيد »عطا الزير«
ثانيهم ،ولكن »جمجومًا« حطم قيده ،وزاحم رفيقه على الدور حتى فاز
ببغيته..
وهنا يأخذ الشاعر ريشته ليصور هذا اليوم المخضب بالدماء أروع تصوير،
وليسجل في سفر الشعر الوطني الخالد ،مصارع أولئك الشهداء ،فتكون
قصيدة »الثلثاء الحمراء«.
وكان يوم حفلة مدرسة النجاح السنوية في نابلس ،ولم يكن قد مضى
على تنفيذ حكم العدام بهؤلء الشهداء أكثر من عشرة أيام ،فالنفوس ل
تزال ثائرة ،والعواطف ل تزال مضطربة ،وفي تلك الحفلة ،ألقى إبراهيم
ذهل عن الجمهور ،وشعر كأنما خرج من قصيدته »الثلثاء الحمراء« ..و ُ
لحمه ودمه ،فكان يلقي بروحه وأعصابه ،فما انتهى حتى كان بكاء الناس
يعلو نشيجه ،ثم تدفقوا خارج القاعة في حالة هياج عظيم حتى لقد قال
ذ» :لو أن إبراهيم ألقى قصيدته في بلد فيه يهود ،لوقع ما ل
بعضهم يومئ ٍ
يحمد عقباه« .يشير بذلك إلى فرط الحماس الذي أثارته هذه القصيدة في
أولئك السامعين.
لم تكد تبدأ عطلة العام الدراسي الخيرة لسنة 1930حتى كانت الجامعة
الميركية في بيروت ،قد عرضت على إبراهيم ،بواسطة الستاذ أنيس
الخوري المقدسي ،التعليم في قسم الدب العربي في الجامعة.
كان مجرد فكرة العودة إلى بيروت ،وآفاقها الرحيبة السحرية ،كفيل ً بأن
يجعل إبراهيم يوافق على مزاولة التعليم مرة أخرى ،وعن طيب خاطر..
فلقد كان حبه لهذا البلد ،ولهله الكرام ،حبا ً متمكنا ً من نفسه ،إلى حد
بعيد ،بل لقد كانت بيروت عنده بمنزلة الوطن الثاني له ،يرى في أهلها
أهله ،وفي عشيرتها عشيرته ،وكيف ل يكون لهذا البلد في نفس إبراهيم
مثل هذا المكان الرفيع ،وفيه تفتحت زهرة شبابه أول ما تفتحت:
ل عهديأو ُ
بفنون الهوى
17
م ت ،أ َن ْ ِ
ع ْ بيرو ُ
ل..
بالهوى الو ِ
وانتقل إلى الجامعة الميركية ،فدّرس فيها عامين ،نظم خللهما أروع
قصائده التصويرية ،مما يدخل في باب الموضوعيات من شعره .ولبراهيم
في هذا الباب قصائد فذة ،تفيض بالصور الحية الناطقة.
ولقد عادت المرأة ،أو بالحرى ،عاد الجمال يحّرك قلب إبراهيم في
بيروت ،فيوحي إليه بأرق الشعر وأجزله .ومسارح الجمال في بيروت
مختلفة اللوان ،متعددة الصور ،وهي هناك تكاد تكون مكشوفة النقاب ل
تختبئ وراء حجاب .وإبراهيم نشأ في بلد متمسك بتقاليده وعاداته أشد
التمسك ،فهو يسدل دون المرأة ستارا ً كثيفا ً نسجه .ومن هنا ،كانت
بيروت مهبط وحيه في ما قاله من شعر في المرأة.
دم إبراهيم استقالته منوفي نهاية العام الثاني لتدريسه في الجامعة ،ق ّ
العمل ،وعاد إلى فلسطين ،حيث زاول مهنة التعليم في المدرسة
فس الرشيدية في القدس .وفي هذا الحين ،ضاق بعمله أشد الضيق ،فن ّ
عن الكرب الذي لحقه من هذه المهنة بقصيدته »الشاعر المعلم« وقد
صاغها في قالب فكاهي عذب ،صور فيه ما كان يكابده من مشقة التعليم،
والجهد الذي كان يبذله ،والعناء الذي كان يلقيه من جراء ذلك كله.
18
وفي أواخر سنة ،1932وقبل انتهاء الفصل الدراسي الول ،ألح عليه
السقم ،ولزمته العلة ،فانقطع عن التدريس ،وظل طريح الفراش ،إلى أن
اشتدت وطأة المرض ،فأشار الطباء بضرورة نقله إلى المستشفى،
وإجراء عملية جراحية في معدته ،ولقد كان من خطورة شأن هذه العملية،
أن نفض الجراح يديه من نجاة مريضه من الموت بعدها ،لما كان عليه
إبراهيم من النحول والضعف .ولكن »الله في السماء ،والمل في
الرض!« فقد ُأجريت العملية بالرغم من الشك الكبير في نجاته من
خطرها .وتشاء حكمة الله ،أن ينجو إبراهيم من الموت المحقق ،ولقد أقر
الطبيب سلمة مريضه كانت من معجزات الله ،ل شأن لفن الطب فيها،
ول لحذق الطبيب ،إذ كانت حال إبراهيم فوق هذين كليهما.
ت يا
جه ُ إلي َ
ك تو ّ
خالقي
ر على نعمة
بشك ٍ
العافيه
إذا هي ول ّ ْ
ت فمن
قادٌر
دها سوا َ
ك على ر ّ
ثانيه
د
وما للطبيب ي ٌ
ء
بالشفا ِ
ولكّنها يد َ
ك
الشافيه
معيد
ت ُ
ت ،أن َ
تبارك َ
ة
الحيا ِ
ت في متى شئ َ
العظم الباليه
ب
ت المفّرج كر َ
وأن َ
فالضعي ِ
ت المجيُر من
وأن َ
العاديه
بلى ،لقد كان إبراهيم يؤمن بالله إيمانا ً عميقا ً صادقًا ،وقد ابتله ربه
بالحرمان من نعمة العافية ،وهو في ريعان الشباب ،فما وجده إل صابرا ً
ل ،وإنك لتتصفح ما خلفه من مآثره الدبية ،فتراه قد عرض فيها متفائ ً
مرارا ً عديدة لذكر مرضه وسقمه ،ولكنه عرض مرح مبتسم ،ل روح
للتشاؤم فيه ول أثر لشكوى الزمان ،إذ كان المرح والبتسام خلقة في
19
إبراهيم ،فلم يكن لينظر إلى الدنيا إل من وجهها الضاحك المشرق ،وانظر
إلى هذه البيات لترى كيف كان يواجه تنكر العافية:
ة
ب رأى صحيف َ
وطبي ٍ
وجهي
عوديشاحبا ً لوُنها ،و ُ
نحيفا
قال :لبدّ من دم ٍ ل َ
ك
ُنعطيـ
ه نقي ًّا ،ملءَ العرو ِ
ق ـ ِ
عنيفا
ب
ت يا طبي ُ
ك ما شئ َل َ
نولك ْ
أعطني من دم ٍ يكون
خفيفا..
ضعف في البنية شديد ،قد يبعث في غير إبراهيم التشاؤم والضجر ،ولكنه
هو ،القوي بروحه ،المرح بطبيعته ل يدع النكتة تفلت منه وهو في أشد
حالت المرض» :أعطني من دم يكون خفيفا«..
غادر إبراهيم المستشفى موفور الصحة ،وعاد إلى بلده بعد أن قدم
استقالته إلى المدرسة الرشيدية في القدس ،وقد عزم عزما ً أكيدا ً على
عدم العودة إلى هذه المهنة ،مهنة التعليم ،مرة أخرى.
أمضى بعد ذلك عامين في نابلس ،خدم خللهما مدة في دائرة البلدية،
وفي هذين العامين ،نظم إبراهيم مقطعاته الوطنية التي كان يوالي نشرها
في جريدة »الدفاع« والتي كان ُيقبل عليها القراء بشغف عظيم ،لما فيها
من تصوير صادق لوضع فلسطين الخطير ،وتفكك المة المريع ،في تلك
الفترة من الزمن.
إذا قرأت شعر إبراهيم ،تجلت لك نفسه على حقيقتها ،ل يحجبها عنك
حجاب ،ذلك أنه كان ينظر نظرا ً دقيقا ً في جوانب تلك النفس ،ثم يص ّ
ور ما
يعتلج فيها من عواطف وخلجات ،كأصدق ما يكون التصوير ،ومما كان
يعينه على البراعة والصدق في التعبير ،علم غزير بفنون الكلم وأساليبه،
وهذا العلم كان نتيجة لطلعه الواسع على المآثر الدبية الرفيعة ،من
قديمة وحديثة ،إلى جانب القرآن الكريم ،والحديث الشريف.
وما أعرف كتابا ً أدبيا ً كان أحب إليه من كتاب »الغاني« ،فقد كان يرى فيه
دنيا تغمرها الحياة على اختلف ألوانها ،وناهيك »بالغاني« من كتاب أدبي
20
توفرت فيه المادة ،وتنوع السلوب ،واتسع فيه مجال القول في الخبار
والنوادر الدبية على اختلفها.
وكما كان كتاب »الغاني« من أحب كتب الدب العربي إلى إبراهيم فقد
كان »المتنبي« من ناحية» ،والعباس بن الحنف« من ناحية أخرى من
أحب الشعراء إليه وأقربهما من قلبه ،وكان الدكتور »نيكل« قد ساعده
في الحصول على نسختين تصويريتين لديوان »العباس« من إستنبول إذ
كان في نية إبراهيم -لو أمهله الزمن -أن ُيخرج هذا الديوان في طبعة
جيدة أنيقة.
وفي قصيدة »الشهيد« ،ينقلنا إبراهيم بدقة وصفه ،وروعة تصويره إلى ما
يثور في نفس الشهيد من عواطف ،واستقتال في سبيل الواجب السمى،
ل يبتغي من وراء ذلك ذيوع اسم ول اكتساب صيت ،وإنما هو عنصر
الفداء ،وجوهر الكرم ،صيغت منهما نفس الشهيد ،فهان عندها الموت في
سبيل الله والوطن.
ونلتفت الن إلى إبراهيم شاعر الوطن ،الذي سجل آلم فلسطين وآمالها
خلل النتداب النكليزي ،كما لم يسجله شاعر فلسطيني من قبل.
انظر إليه وقد خّلد ثورة فلسطين وشهداءها سنة 1929في قصيدة
»الثلثاء الحمراء« ،ثم يوم عاد في الذكرى الرابعة لهؤلء الشهداء
فخلدهم مرة أخرى في قصيدة »الشهيد« ،كل ذلك في شعر لهب
حماسي ،فل بكاء ول استخذاء ،وإنما هي صرخات مدوية مجلجلة ،تحفز
الهمم ،وتثير الشعور بالعزة والباء.
21
وأما بيع الرض ،فلم يزل إبراهيم يصور لقومه الخطر الذي ينتظر البلد
م واستحكم من من وراء البيع ،ولم يزل يفتح عيونهم على الشر الذي ع ّ
جراء ذلك:
وقد التفت إبراهيم مرات عديدة في شعره ،إلى هذه الناحية ،وحين
نشرت الصحف أن زعيم الهند »غاندي« قد أنذر إنكلتره بالصيام مدى
الحياة ،ما لم ُتغّير خطتها السياسية في الهند ،راح إبراهيم يغمز ويقارن
بين زعيم هنا ..وزعيم هناك:
22
ل
ج ِ
مع ِ
ُ
ل أرى أرضا ً نلقيه
بها..
ع
ض بي ُقد أضاع الر َ
فل س ّ
ال ّ
كل
ه ِ
فاستري وج َ
ح علىُيلم ْ
ي فوقصفحتيه الخز ُ
الخجل !.
ولم يكن ليدع مناسبة تمر ،دون أن يشير إلى هذا الداء العضال ،الذي
ُبليت به فلسطين .ولشد ّ ما صب نقمته على تلك العصبة الحقيرة ،عصبة
السماسرة ،التي يقوم على يديها ضياع البلد:
ولكم كانت تروعه تلك الحزبية التي يضطرم وقودها في البلد ،فل ينتج
منها إل تفكك المة وشقاقها ،وفي ذلك ما فيه من إعاقة السير نحو
الهدف الواحد:
23
ص
ه ل ُيرجى الخل ُ
والل ِ
وأمركم
فوضى ،وشم ُ
ل
ممّزق
العاملين ُ
ولطالما نقد أصحاب الحزاب في شعره وندد بهم ،ل يخص فريقا ً دون
فريق ،وإنما يوجه القول إليهم جميعًا:
ضـكم ما لكم بع ُ
ُيمّزق بعضا ً
أفرغتم من العدو
اللدوِد ؟
اذهبوا في البلد
طول ً وعرضا ً
وانظروا ما لخصمكم
من جهود..
والمسوا باليدين
صرحا ً منيعا ً.. َ
شاد أركاَنه بعزم ٍ
وطيد!
ل هذا استفاده بين ك ّ
فوضى
ق ،وذّلة، وشقا ٍ
هجود.. و ُ
ل بالتّرهات، واشتغا ٍ
ب ال ْ
ذ وح ّ
ع عميم ت ..عن ناف ٍ ذا ِ
مجيد
ن تلك هأ ّ شهد الل ُ
ة
حيا ٌ
ة
ضلت فوقها حيا ُ ف ّ ُ
العبيد
وما كان أنكأ لقلب إبراهيم من خمود العزائم في حاملي عبء القضية
الوطنية ووقوفهم عند تقديم »البيانات« و»الحتجاجات« ،ل يتعدونها إلى
غيرها من العمال المجدية ،انظر إليه يخاطبهم متهكمًا:
م »المخلصون« أنت ُ
للوطنّيه..
م الحاملون عبءَ أنت ُ
القضّيه..
م العاملون من أنت ُ
ل.. غير قو ٍ
ه في بارك الل ُ
24
الزنود القوّيه..
ن« منكم يعادل
و»بيا ٌ
جيشا ً
دات زحفه بمع ّ
الحربّيه..
د
ع« منكم ير ّ
و»اجتما ً
علينا
د من غابَر المج ِ
فتوح أمّيه..
ما جحدنا
»أفضالكم« ..غيَر أنا
لم تزل في نفوسنا
أمنّيه
ة من
في يدينا بقي ّ ٌ
بلٍد..
فاستريحوا كي ل
تطيَر البقّيه
وبذلقة ورشاقة ،كان إبراهيم يتغلغل بقلمه إلى صميم الشياء فيزيح عنها
الستر ويبين ما خفي وراءها من حقائق مرة ،ويا لها من مرارة يرسلها في
شعره متألما ً »لمظاهر العبث« التي كان يراها تغلب على ميول المة:
مي يو ٌ ك أيها العرب ّ أمام َ
د
تشيب لهوله سو ُ
النواصي
ك ..ل ت كما عهدت ُ َ وأن َ
تبالي
ر العبث بغير مظاه ِ
صالرخا ِ
ك بات يلمسه مصيُر َ
الداني
وسار حديُثه بين
القاصي
ر غدا ً ب القصو ِ فل رح ُ
ق
ببا ٍ
ق
لساكنها ،ول ضي ُ
الخصاص
لو ٍ
ح ْ لنا خصمان ،ذو َ
لو ٍ وط َ ْ
ل وآخُر ذو احتيا ٍ
واقتناص
وا بينهم ..فأتى ص ْتوا َ
25
وبال ً
وإذلل ً لنا ذاك
التواصي
ج للبادة..مناه ُ
تواضحا ٌ
وبالحسنى ُتن ّ
فذ،
والرصاص..
وأما وعد بلفور ،وأما هجرة اليهود إلى هذا الوطن المنكود ،فلم يبرحا
ل ذا سعة في شعر إبراهيم ،وهدفا ً يرمي إليه ،ويحوم حواليه.
مجال ً لقو ٍ
وهكذا ،ترى شعره الوطني شعرا ً يحمل طابعا ً فلسطينيا ً خاصًا ،كان حتما ً
أن تطبعه به أحوال البلد المضطربة في هذا العهد المظلم من عهود
فلسطين ،وما كان إبراهيم ليفوز بلقب شاعر الوطن ،وشاعر فلسطين لو
لم يسجل قضية بلده في شعره القوي ،الذي يمتاز بذلك الطابع
الفلسطيني الخاص ..ولو لم تنعكس في ذلك الشعر أصدق صورة لهذا
الوطن في هذا العهد..
تأسست إذاعة القدس سنة ،1936ووقع الختيار على إبراهيم ليكون
مراقبا ً للقسم العربي فيها ،فاحتضن هذا القسم ،ولفه تحت جناحيه،
وتعهده بعنايته مدة أربع سنوات.
أقبل إبراهيم على عمله في الذاعة بكل قلبه ،إذ كان مثل هذا العمل
يوافق ذوقه ويمشي مع ميوله ،ولم تمض مدة يسيرة على إشرافه على
البرامج العربية ،حتى كانت تلك البرامج مرآة ينعكس عليها ذوق هذه
البلد ،وآراء أهلها العرب ،وكان أكبر همه أن تكون الحاديث قريبة من
مستوى العقول على اختلف طبقاتها ،ل سيما الحاديث الخلقية ،فكان
يصل إلى هذا الغرض التهذيبي بطريقة ل يشك في نجاحها ،وهي طرق
هذه الموضوعات من نواٍح ثلث :الية القرآنية ،الحديث الشريف ،المثل
المشهور .ولكل من هذه النواحي أثرها البعيد في العقليات المختلفة لهل
المدن والقرى على السواء ،لما لها من علقة ماسة بالحياة الجتماعية.
ولقد كان لبراهيم في الذاعة أحاديث أدبية كثيرة ،أضف إلى ذلك قصصا ً
وروايات تمثيلية ،كان يصنعها بنفسه ،وأناشيد ،منها ما كان ينظمه لبعض
البرامج الخاصة ،كنشيد »أشواق الحجاز« والنشيد الذي وضعه في رثاء
المغفور له الملك غازي ،ومنها ما كان ينظمه لحاديث الطفال.
لم تكن الوظيفة لتقعد بإبراهيم عن تقديم رسالته إلى هذا الوطن الذي
م قلبه ،ولئن كانت قد اعترضت لهاة بلبل
تفانى في حبه ،وجمع له ه ّ
الوطن الغريد ،وحالت دون تسلسل أغانيه الوطنية الشجية ،التي طالما
26
أيقظت القلوب النائمة ،وألهبت النفوس الهامدة ،فلم تكن لتستطيع ،أن
تحول دون حبه لهذا الوطن ،وبذله أقصى مجهوده لخدمة أمته عن طريق
الذاعة.
ولعل من أهم ما قام به هناك ،تصديه لفئة غير عربية ..كانت تسعى سعيها
لتنشيط اللغة العامية ،وجعلها اللغة الغالبة على الحاديث العربية
المذاعة ..وكانت حجتها في ذلك ،أن الذاعة ل يمكنها أن تحقق الغرض
الذي هدفت إليه ،وهو نفع الطبقة المتوسطة ،إذا جرت على استعمال
اللغة الفصحى ..لن هذه الطبقة من أهل المدن والفلحين ،ل ُتحسن اللغة
الفصحى ،على حد تعبير أصحاب القول بتنشيط اللغة العامية ،ول تفهم
اللغة العربية »القديمة« التي جرى عليها المذياع!..
وقف إبراهيم وقفة حازمة أمام هذا الرأي ،ونقضه يومئذ ٍ بحجج دامغة،
أظهرهم فيها على أن المذياع لم يجر على اللغة العربية القديمة ،وأنه
ليس في بلد العرب من يعرف هذه اللغة بالمعنى الذي قصده أصحاب
القول باللغة العامية ،غير أفراد متخصصين ،وهي عندنا لغة الجاهلية التي
قضى عليها القرآن بأسلوبه الجديد المبتدع ،وأن عندنا اليوم لغة عربية
صحيحة ،يصطنعها المؤلفون ومحررو الجرائد ،ويفهمها المتعلم والمي
على السواء ..وأن الفلحين ،وجلهم من الميين ،لتقرأ عليهم الجريدة،
فيناقشون القارئ في افتتاحيتها ،ول يعقل أن يناقش المرء في شيء لم
يفهمه ،هذا وإن العرب ،مسلمين ومسيحيين ،يدينون بالقومية ،وهذا
مشروع غايته القضاء على اللغة العربية ،وهي عندنا كل ما بقي من ذلك
التراث الطويل العريض الذي اجتمع لنا من الفتوحات والحضارات والعلوم
والداب والفنون ..فما من عاقل اليوم ،يعرف قدر نفسه ويعتز بعربيته،
يرضى عن العبث بهذا التراث الباقي ،والقضاء عليه بيده..
هزمت تلك عرفت لبراهيم في كل موقف ذي خطرُ ، بهذه الصراحة التي ُ
الفئة التي اعترفت على أثر ذلك ،بأن إبراهيم يحتاج إلى جلسات أخرى،
لُتزعزع أركان عقيدته في لغته ..وأستغفر الله ،وحاشا لبراهيم..
ولشد ما لقي من صعوبات أثناء عمله ،إذ كانت فلسطين خلل السنوات
الربع التي خدم فيها في الذاعة ،في ظرف دقيق جدًا ،ففي السنوات
الثلث الولى ،كانت الثورة في فلسطين قائمة على ساقها ،وفي السنة
الرابعة ،كانت الحرب العالمية الخيرة.
أما الصعوبات التي لقيها في عمله أثناء الثورة ،فتنحصر في ذلك الشغب
الذي كان يدور حوله من قبل بعض الجهات اليهودية ،ووقوفها له بالمرصاد
دثين العرب، في كل ما يذيعه من أحاديث ،أو ما يذيعه غيره من المح ّ
كلفكانت تلك الجهات اليهودية ُتخّرج كل ما يقال تخريجا ً سياسيا ،وُتش ّ
ً
ل ،وحكومات من القصة ذات اللغة البسيطة ،والوضع المحكم ،شعوبا ً ودو ً
وانتدابات ..ولم تكن لترى في الحاديث الخلقية ،إل تحريضا ً تحت قناع
ديني ..وأما الدعاية فقد كانت في رأيها مبثوثة في الموضوعات التاريخية!.
زد على ذلك ،قول تلك الجهات اليهودية بأن الحاديث النبوية ،والمثال
المشهورة التي تقدم في الذاعة ،فيها الخطر كل الخطر! .إذ يطلب فيها
27
شئوا أطفالهم بعضلت قوية ،ومنشأ الخطر على زعمها من المهات أن ُين ّ
هو أن تلك التنشئة القوية ،إنما ُيقصد من ورائها المقدرة في المستقبل
على المقاومة .وعن الطريق القصر ،فالبرنامج العربي الذي كان يشرف
خر للتحريض ..كما كانت تقول الصحف اليهودية. مس ّ عليه إبراهيم ُ
وهكذا كانت ُتوضع في الميزان ج ّ
ل أحاديث القسم العربي في الذاعة،
فُيناَقش إبراهيم فيها ،وُيحاسب عليها ،ولكنه كان يعرف كيف يقف أمام
ذلك كله.
تكاتفت جموع الشر على إبراهيم من هنا وهناك ،فُأقيل من عمله في
الول من أكتوبر سنة .1940
وإذا كان بوسع أحد من الناس ،أن يبيع ضميره ،ويضرب بمبدأه وعقيدته
عرض الحائط ،فيظل هانئا ً بعمله ،قرير العين ،فما كان بوسع إبراهيم أن
يفعل ذلك ،وهو البي النفس ،العيوف للستخذاء والذل ،وهو الذي كان
يتحول عن الحظ السعيد يأتيه وفيه جرح لكبريائه وكرامته ،أو خلف
لعقيدته ،كما يتحول المؤمن الصادق عن وسوسة الشيطان.
اشمأزت نفس إبراهيم ،وعافت البقاء بين قوم ل خلق لهم ..فآثر الرحيل
عن وطنه الذي تفانى في حبه ،وأذاب روحه في مناجاته ،وعزم على
الرحيل إلى العراق ،بلد العروبة والعزة.
ف صديقه أكرم بك وفي مساء اليوم الذي أقيل فيه إبراهيم من عمله ،خ ّ
ذ،
الركابي إلى السيد طالب مشتاق ،قنصل العراق في القدس يومئ ٍ
وأطلعه على ما جرى لبراهيم ،وفي محادثة تلفونية من قبل السيد طالب،
جل اسم إبراهيم في وزارة المعارف في بغداد ليزاول س ّ
الصديق المحبُ ،
مهنة التعليم في أحد معاهد العلم هناك ،ولقد كان ذلك بسرعة ،ودون أخذ
د ،إذ كان إبراهيم معروفا ً لدى الوساط الدبية الرفيعة في العراق.
ور ّ
ولقد لقى من والده معارضة شديدة بشأن ذلك الرحيل ،وإلحاحا ً عليه
بالبقاء عنده في نابلس ،ولكن إبراهيم ،على بره بوالده برا ً يفوق الوصف،
وعلى تعلقه العجيب بوالديه وإخوته -ولقد كان هذا البّر وهذا التعلق من
خلئق إبراهيم الممتازة -سافر إلى العراق وهو عازم عزما ً أكيدا ً على
عدم العودة إلى فلسطين مدى الحياة!.
28
ومن هؤلء الذين يصدق فيهم قول يزيد بن المهلب» :هم أهل العراق،
أهل السبق والسباق ،ومكارم الخلق« وجد إبراهيم على أبواب بغداد من
ينتظره من الصحاب العراقيين ،وفي بيت السيد محمد علي مصطفى،
الستاذ في دار المعلمين العليا ،نزل إبراهيم وأهله معززين مكرمين ،إذ لم
يكن قد تهيأ بعد ،وفي دار المعلمين الريفية في الرستمية ،باشر عمله.
كان للمعاملة السيئة التي لقيها إبراهيم في وطنه وبين قومه تأثير كبير
على بنيته النحيلة ،فلم تكن تلك البنية لتحتمل كل هذه اللم النفسية التي
كابدها إبراهيم خلل شهور ،وهو الرقيق الشعور المرهف الحساس إلى
حد يكاد يكون مرضًا ،فلم يكد يمضي شهران على إقامته في العراق حتى
وقع فريسة العلة والسقم ،مما حمله إلى العودة إلى نابلس قبل انتهاء
الفصل الدراسي الثاني.
كان لبراهيم -رحمه الله -مصحف صغير ،ل يخلو منه جيبه ،تبركا ً به من
جهة ،وليكون في متناول يده كل حين من جهة أخرى ،فلما توفاه بارئه،
كان ذلك المصحف تحت وسادته ،ول تزال إلى اليوم ثنية ثناها في إحدى
صفحات سورة »التوبة« .وكانت هذه اليات الشريفة آخر ما تله إبراهيم
من كتاب الله أثناء مرضه ،ولقد آثرت أن أختم بها الحديث عن حياة
إبراهيم إرضاء لروحه:
ة عند
م درج ً
»الذين آمنوا وجاهدوا في سبيل اللهِ بأموالهم وأنفسهم أعظ ُ
شرهم رّبهم برحمةٍ منه ورضوان وجنات لهم اللهِ وأولئك هم الفائزونُ .يب ّ
ن فيها أبدا ً إن الل َ
ه عنده أجٌر عظيم«. م مقيم .خالدي َ
فيها نعي ٌ
29
ب أو زعيم ِ
ل لحز ٍ إن قلبـي لبلدي
الشعر السياسي
30
1
ذكرى حمّية أهل الشام
]الخفيف[
ً
مزبدا يتعالى
هو ذا البحُر ُ
جه إث َْر بع ٍ
ض أموا ُ
تتوالى
تلطم الصخَر كبرياءً
وعنفا ً
م
ثم ترتدّ للخض ّ
خذالى
عـ
ج كأنه زجل الّر ْ
بضجي ٍ
ف تخاله
د ،ورج ٍ
ـ ِ
زلزال
ت عن جهادها الدهَر
ما ون ْ
ن
لك ْ
ح ك َّرها ل َطّ َ
ف الصب ُ
والنضال
د
هي تستأنف الجها َ و ْ
َ
ٍ م بعز
ك ّ
ل يوم ٍ إذا النهاُر
تعالى
****
ة
م بقع ُ
خض ّ
عند ذاك ال ِ
ض
أر ٍ
حها
ه من َ
در الل ُ
ق ّ
استقلل
ن شمال ً
سورّيتي ِ
هي حدّ ال ّ
وجنوبا ً وما تنوء
مجال
ت تلقى سورّيتينلس َ
ن
ولك ْ
قيل هذا َتفّننا ً وضلل
ق في
يبتغون التفري َ
الجسد الوا
د ،خابت تلك
ح ِ
ِ
ن فال
الشياطي ُ
ل عني وذكَر من خ ّ
َ
عْبـ
اعتقوا ال َ
دوا من
د ،وش ّ
ـ َ
31
ق العقال
الطلي ِ
ة
م بقع ُ
عند ذاك الخض ّ
ض
أر ٍ
ه سهَلها
حرس الل ُ
والجبال
فنائها آدمي ّا ً
ل ترى في ِ
ت صوادحا ً
هي آو ْو ْ
َ
صللو ِ
سها
سنا دون شم ِ
شم ُ
تتجّلى
بدُرنا دون بدرها
يتلل
ن الدجى يف ّ
ك عن وسكو ُ
قْلـ
ال َ
ب قيودا ً ويبعث
ـ ِ
المال
حر
س َ
م في ال ّ
ب النسي ُ
ويه ّ
الدا
نُ ،يحيي من
كِ ِ
الزهور ِتلل
زانها من للئ الط ّ
ل ِتيجا
ت رونقا ً
ن ،زه ْ
ٌ
وفاضت جمال
ض
م الر َ
فإذا اجتاز تلك ُ
غاٍد
يلبس الطَ ّ
ل سا َ
قه
خلخال
َ
ت
وترى الطيَر نافرا ٍ
خفافا ً
ِ
شمال
ةو ِ وِثقال ً وي َ ْ
من ً
ح لونا ً فلونا ً
ويلوح الصبا ُ
كّلما الشم ُ
س قاربْته
استحال
ع
وكذا البحُر خاش ٌ
ن
مستكي ٌ
ل هو ي ُك ْ َ
سى من ك ّ و ْ
َ
ن شال ٍ لو
ر تملك
يا لها من مظاه ٍ
س
ح ْال ِ
ريها
س ،وتوحي لناظ ِ
َ
32
الخيال
د ،رويدا ً
أيها السائُر المج ّ
ض الطّْر َ
ف واخف ِ
عندها إجلل
ت
سِلب ْ
ة« ُ
تلك مأوى »حري ّ ٍ
مْنـ
ِ
ـنا قديما ً واليو َ
م
ت منال عّز ْ
ب ويا
ة الشعو ِ
ه يا فتن َ َ
إي ِ
أ ُْنـ
ن شقيِتنا
شودةَ الكو ِـ ُ
أجيال
م
ي وسي ٌ
ه ملئك ّ
ك وج ٌ
ل ِ
ب
عم القلو َ
ُنوُره ُيف ِ
جلل
ي
ي عت ّ
ج جهّنم ّ
ومزا ٌ
وَر يصهر
يصدع الج ْ
الغلل
ي
ك وف ّ ه كم َ
فدا ِ ك الل ُ
صان ِ
ت َ
و ُتحصين كم أبد ِ
أ َ
رجال؟
وفا لم
أنا أستغفر ال َ
َيبيدوا
م خّلد ِ
ت بعدهم يو َ
أعمال
****
ن«
ك في ت ُْرب »ميسلو ٍ ل ِ
1
ن
دفي ٌ
ك
كان للذائدين عن ِ
مثال
ِ
ب
مات في ميعة الشبا ِ
شهيدا ً
وكذا الحّر ل يموت
اكتهال
ن سالت
في سبيل الوطا ِ
ه
ِدما ُ
»ذي المعالي
1المقصود بالدفين :الشهيد يوسف العظمة )1920 -1884م( ولد في دمشق وتخرج من الكلية الحربية في الستانة ،وخاض الحرب العالمية الولى مع
الجيش العثماني ،وبعد انتهائها التحق بالملك فيصل في سورية فعين وزيرًا للحربية ،وقاد الجيش السوري والمتطوعين في التصدي للجيش الفرنسي
الغازي في ميسلون ،واستشهد في المعركة.
33
عل ُ َ
فل ْي َ ْ
َ
2
ن من تعالى«
و ْ
ه
م دعا ُ
م عليه يو َ
فسل ٌ
ق فصال
ه ٌ
مر َ
ن ُ
وط ٌ
وجال
د ُ
م أريق ال ْ
م عليه يو َ
وسل ٌ
م َ
خ م منه وض ّ
ـدَ ُ
الجيال
حه أطل ّ ْ
ت على هذه رو ُ
شاال ّ
م ،تزور الّربا وَتغشى
ِ
الظلل
ض الرجا َ
ل فيها على وتح ّ
ضـ
تَ ْ
س ما
ة النف ِ
حي َ ِ
ـ ِ
ُأهينوا احتلل
م كانت قلوُبنا تتل ّ
ظى يو َ
د
سع البل َ
عدى ُتو ِ
وال ِ
احتمال
ح
وقا ٍ
برجيم ٍ لما أتاهم َ
كان إتياُنه عليه وبال
ة كان
ت غيَر ليل ٍ
لم يب ْ
فيها
ت حوله
صر المو َ
ُيب ِ
أشكال
و َ
وكأني به ُتجاذبه ال ْ
م رعبًا ،فيستوي
ها ُ
إجفال
ما
ح فل ّ
ق يرقب الصبا َ َ
قل ِ ٌ
ن تجّلى شدّ الرحا َ
ل َ
أ ْ
وقال
ت في فراَر الفراَر أ َل ْ َ
في ْ ُ ال ِ
الشا
م ِ َنكال ً وفتي ً
ة أبطال
م طال بب َي ُْرو
ن المقا َ ول َ َ
وا ّ َ
ت ،لكان المصيُر َ
َ
أسوأ حال
****
ة الكرام ِ بني
هذه شيم ُ
شاال ّ
ل فـــل ل
هكـــذا هكـــذا وإ ّ 2تضمين من بيت للمتنبي هو :ذي المعالــي فليعلو ْ
ن مــن تعالــى
34
ة
م ً
ه ّ
ت ِسم ْ
مَ ،
ِ
فعالوطابت َ
ي
ي إباؤكم أمو ّ
عرب ّ
ن تلك
ل أبادَ الزما ُ
خلل ال ِ
ح أصابكم ح ّ
ل مّنا ك ّ
ل جر ٍ
ب
في صميم القلو ِ
يأبى اندمال
دنا ما بذلنا
ه مج َ
يحرس الل ُ
ن
في سبيل الوطا ِ
فسا ً ومالنَ ْ
****
1
يا موطني
]الكامل[
سا بوشاحه م َ
خطر الـ َ
ن
و ِ
المتل ّ
هب الكرى بين الّربا ي َ َ
2
ن َ
عي ُ ِ
لل ْ
ي
حي ِ ّ
س الزهَر ال َ
م َ
وَتل ّ
تفأطرق ْ
ب
ن المح ّ
أجفاُنه شأ َ
المذعن
ودعا الطيوَر إلى
ت
المبيت فرفرف ْ
ن لها ُلحو ُ
ن فوق الوكو ِ
ُ ُ
»الْرغن«
ت نسماُته في
وَتسّرق ْ
إْثر ِ
ه
ح
ن بها َترن ّ ُ
فإذا الغصو ُ
من مد ْ ِ
ُ
ع آصا ُ
ل أيام ِ الربي ِ
عهاجمي ُ
ل« اكتسىعيبا ُ
ن و» ِ
س ٌ
ح َ
َ
حسن َ
بال ْ
ع جب ٌ
ل له بين الضلو ِ
1ألقيت في حفلة توزيع الشهادات في مدرسة النجاح النابلسية.
2المصدر :جريدة «الشورى« -مصر16/7/1925 ،
35
ة
صباب ٌ
َ
سقام كادت تحول إلى َ
منمْز ُِ
شعرا ً بقلبي
ت ِ
جر ْ
وتف ّ
دافقا ً
ب
ت صافيه ليشر َ
فسكب ُ
موطني
****
عداةُ يا موطنا ً قرع ال ُ
هصفات َ َُ
أشجيَتني ومن الرقاد
منعتني
عداةُ يا موطنا ً طعن ال ُ
ه
فؤادَ ُ
س ّ
كينهم في ت من ِ
قد كن َ
مأمن
ف
ه ُك وما التل ّ لَ ْ
هفي علي َ
بعدما
ل حما َ
ك على سبي ٍ نزلوا ِ
هّين
َ
د، و َ
ك ُيبدون الودا َ وأت َ ْ
ّ
وكلهم
مب ّ
طن ب بالخداع ُ
يزهو بثو ٍ
ت أحسب في قد كن ُ
ة
دن نعم ً
التم ّ
ة
ت شراس َ حتى رأي ُ
دنالمتم ّ
فقه أ ُك َُر
ر ْ
فإذا بجانب ِ
الوغى
وإذا الحديدُ مع الكلم ِ اللّين
ت
هم ُم ِ
ب ذنبي يو َ
الذن ُ
بحّبهم
يا موطني هذا فؤادي
فا ْ
طعن
ح َ
ك في دمي واغمْر جرا َ
ه ّ
فلعل ُ
ُيجدي فتبرأ َ بعده يا
موطني
36
****
عدين ق َ عجبا ً لقومي ُ
م ْ
وما ً
ون ُ ّ
وهم عن سحقهم ل
عد ّ
و َ
ينثني
معجبا ً لقومي كّلهم ب ُك ْ ٌ
ن
م ْ و َ
ق َيق ْ
ل يا ليتني ينط ْ
ّ
ولعلني
م ُيوجسون منلِ َ
ة؟
خيف ً
الحقيقة ِ
م يشطحون عن الطريق
لِ َ
البّين؟
ة يا ليتها
إن البلدَ كريم ٌ
ت على من ع ّ
قها ضن ّ ْ
بالمدفن
و ح ْ
ش ُ ت َ
ويغيظني من با َ
رؤوسهم
ه لمب ،وليت ُ
سبا ِ ك َل ِ َ
م ال ّ
عِلن
يُ ْ
ض
ت لهم بع ُفتح ْ
ف صدَرها
الصحائ ِ
ن
جف ّ ً
حرصا على تروي ِ
ن مت َ
ق ِ ُ
ت
م ُ
ه ْ
م ِ ب ذنبي يو َ
الذن ُ
حّبهمب ُ
يا موطني هذا فؤادي
ن ْ
فاطع ِ
ح َ
ك في دمي واغمْر جرا َ
ّ
فلعله
ُيجدي فتبرأ بعده يا
موطني
****
تب ..فقل ُ
قالوا :الشبا ُ
سيف باتٌر
ف كان صافي وإذا َتث ّ
ق َ
المعدن
مرحى لشّبان البلِد إذا
غدا
37
ل بغير بلده لم ي ُ ْ
فَتن ك ّ
مرحى لشّبان البلِد فما
لهم
عل من إل ّ السم ّ
و إلى ال ُ
دن
دَي ْ َ
ب يطالبون
نهض الشبا ُ
بمجدهم
من
ن المجيد َتي ّ
يا أيها الوط ُ
****
38
1
يا سراة البلد
]الخفيف[
سراةَ البلِد يكفييا َ
البلدا
ب
ما أذاب القلو َ
والكبادا
ب أحدّ من شفرة
انتدا ٌ
سْيـ
ال ّ
ف وأورى من المناياـ ِ
زنادا
ِ
وعدُ َبلفوَر د ّ
كها فلماذا
ض منها
تجعلون النقا َ
رمادا ؟
و
ما الذي تفعلون والج ّ
د
مْرب َ ْ
ُ
د ،وهذي العداءُ
ٌ
تقضي المرادا ؟
ر م من ك ّ
ل أم ٍ غت ُ ْ أَ َ
فَر ْ
جـ
م ْ
سوى الـ َ
ة
م ً
ه ّ
س ،يحتاج ِـل ِ ِ
وجهادا ؟
ه سعَيكم،
ط الل ُأحب َ
ب ال ْ
ذ َ
ح ّأِلـ ُ
ت ،قمتم ُتهّيئون
ذا ِ
العتادا
ن ،في
تنبذون الوطا َ
مْنـ
طلب الـ َ
ن والهدى
ب ،والدي َ
ص ِ
ـ ِ
والرشادا
ز
إن في الموطن العزي ِ
ه
سوا ُ
سعوها َ ف ُ
و ِ
ل فأ ْ
غ ٍ
ش ْ أل َ
اجتهادا
س ُيباع وأنتم
ن بائ ٌ
وط ٌ
ل تزالون تخدعون
العبادا
ن بالجراح أبرأه ال َْلـ
خ ٌ
مث َ
ُ
وادا
ع ّ ه ،فهل ّ كنت ْ
م له ُ ـ ُ
كيف يلقى من هادميه
39
بناةً ؟
كيف يرجو من جارحيه
ضمادا ؟
ِ
جناةً على البلد
يا ُ
بدعوى الـْ
ر والب ِّر ،ل َنعمتم
خي ِ
ـ َ
ُرقادا
قام من بينكم
سو
سماسرةُ ال ّ
ء ،فهل تشتكون ث َ ّ
م ِ
اقتصادا ؟
صغاُر
د ينشأ ال ّ
في غ ٍ
فيبغو
ن ِتلدا ً وما تركتم ِتلدا
َ
و،
بعتموه إلى العد ّ
فمن أ َْيـ
ـن يلقون ملجأ ً
َ
ومهادا؟
م تزرعون
م اليو َ أنت ُ
فسادا ً
وغدا ً سوف ُيثمر
استعبادا
ضي ويا
يا سماءُ انق ّ
ميدي ض ِ
أر ُ
ة وبادت بلدا
م ً
تأ ّ
قتل ْ
****
40
1
ذكرى دمشق
]الخفيف[
ق
مطب َ ُ
ب ُ هاد ُ
ئ القل ِ
ن
الجفا ِ
ن
ح راقدُ الجثما ِ مطل َ ُ
ق الرو ِ ُ
م
ك عند رأسه باس ُمل َ ٌَ
غـالث ّ ْ
ر ،جناحاه فوقه يخفقان
ـ ِ
د
و ٌ
خ ْ
سو َ
غادةٌ تمل الكؤو َ
ح من رحيق
تنضح الجر َ
جنان
ال ِ
ب
وحواليه طاف أسرا ُ
ر
حو ٍ
ُ
ل والريحان
بغصون النخي ِ
وتهاوى الطيوُر عن شجر
خْلـ
ال ُ
دَ ،تغّنى بأعذب اللحان
ـ ِ
ر يزهو بأبهى
من كبي ٍ
شريا ٍ
ر من حنان
و ٍ
مص ّ
ر ُ
وصغي ٍ
ح
ر َ
منش ِ
وأفاق الشهيدُ ُ
د
ص ْ
ال ّ
ر ،شكورا ً لن ُ
عم ِ الرحمان ِ
واستوى جالسا ً على
ضـ
خ ْ
ف ُ َر ْ
فر ٍ
2
حسان
ي ِ
ل وعبقر ّ
ر غوا ٍ
ـ ٍ
ه خمرا ً وسقْته ملئ ُ
ك الل ِ
جعلْته حي ّا ً مدى الزمان
مل َ َ
ك ن َ
م ْ وتجل ّ ْ
ت أنواُر َ
مْلـ
الـ ُ
ـ َ
ك ،فخّر الحضوُر للذقان
د
ثم حّيا ذاك الشهي َ
ونادى
ت بفان
أّيهذا الشهيدُ لس َ
ه عن جهاد َ
ك رضي الل ُ
د
فاخل ْ
1بمناسبة استشهاد المجاهد أحمد مريود] ،ولد عام 1887في إحدى قرى القنيطرة ،قاوم الفرنسيين عند احتللهم سورية فحكموا عليه بالعدام ،فلجأ
إلى الردن فالحجاز فالعراق ،وعندما قاومت ثورة 1925عاد إلى الجولن وقاد الثورة على الفرنسيين حتى استشهد عام .[1926
ف خضٍر وعبقرّي حسان« «76» .سورة الرحمن - ،المصدر :ط .دار القدس )(.1926 2إشارة إلى الية القرآنية » :متكئين على رفر ٍ
41
وأ ْ في ال ُ
خْلد أعلى مكان وَتب ّ
وخلودُ النعيم ِ عندي جزاءٌ
للذي مات في هوى
الوطان
****
ب
د يا ر ّ
ما مصيُر الشهي ِ
إل
خ اليمان
ة عند راس ِ
غبط ٌ
ن كان
غيَر أن الشباب إ ْ
ضا ً َ
غ ّ
ن منه في
والتوى الغص ُ
الريعان
ت
ت أزهاُره ذابل ٍ
وتراء ْ
ت للرياح فيها يدان
عبث ْ
ن في البكاء
ذر العي ُع َ
تُ ْ
ه
علي ِ
سْلوان
ن بل ُ
ع سلوى ،لك ْ
دم َ
****
د ف ْ
ق ُ ب عفوا ً إ ْ
ن راعنا َ َر ّ
بن َدْ ٍ
ه في ُ
قطوب ك الوج ِ
ضاح ِ
الزمان
مدا ً صقلت ْ ُ
ه مغ َ
م كان ُ
صار ٌ
حصان يد حري َ
ف َ
ة أنو ٍ
ُ ُ ّ ٍ
سحا ً
م ْ
ه حتى أذابْته َ
شهرت ْ ُ
م
ء يو َ
في رقاب العدا ِ
الطعان
ب
ك القل َ
يا دموعي وهبت ُ ِ
إن لم
َتقنعي بالقريح من أجفاني
مي
ه ّ
ف َ
هو قلبي ألي ُ َ
ف ْ
وحزني
ر والخفقان
ف الزفي ِ
وحلي ُ
****
ء« 1أن ِ
ت ع »الفيحا ِ
يا ربو َ
س
عرو ٌ
1الفيحاء :مدينة دمشق.
42
دثان َ
ح َ
أّيمْتها طوارقُ ال َ
ة
ض َ الكالي ُ
ل لم تزل غ ّ
هـ
الّز ْ
ر ،ولم تنقطع أغاني
ـ ِ
الغواني
ة
والمغاني مأهول ٌ
والروابي
ت نواضرا ً للعيان
باديا ٌ
س
والندامى بين الكؤو ِ
مقيا ٌ
غدران
ة ال ُ
مدام ُ
َرّنحْتهم ُ
ت
والعذارى سوافٌر لهيا ٌ
هي في
و ْ
بالراجيح َ
الغصان
س الدنيا وما حال
يا عرو َ
بقل ٌ
فجعْته أحزاُنه بالماني
ن
ب اللئي نزل َ
الخطو ُ
مجسا ٌ
ِ
هنا إلى أحزان
ن ال َ
قد أحل َ
والسى في الضلوع
ء
ه شي ٍ
أشب ُ
ت بالنيران
ذف ِ ك لما ُ
ق ِ ب ِ
محّبي َ
ك ع ومن ُ
ك دم ٌ
من ِ
عدم ٌ
مّتفقان
ب ُ
»بـردى« والمحـ ّ
م
ه َ
ج ْ
ك َ
م عن ِ
رحل العا ُ
المحّيا
هّرًا ،فكيف حا ُ
ل مكف ِ
ُ
الثاني؟
****
ة
ب يا ابن َ
ك الخطو ُ
ع ِ
ل تر ْ
مْروا
َ
ن ،وُلوذي بالله والفتيان
َ
ب النضير والم ُ
ل الشبا ُ
الّثا
خ ّ
لن ،كيف يفترقان؟ ت ِ
ب ُ
سيم
ب النضير إن ِ
والشبا ُ
خسفا ً
43
وُثوب ال َ
جنان ثائٌر ،باس ٌ
ل َ
د
ن تستب ّ
لفرنسا أ ْ
وَتطغى
لفرنسا التنكي ُ
ل بالبلدان
ش
لفرنسا أن تحشدَ الجي َ
سْيـ
كال ّ
ب الطيران
ل ،وُتبدي عجائ َ
ـ ِ
لفرنسا ما تشتهي،
لفرنسا
ر دان
ما َتمّنى فموعدُ الثأ ِ
****
يا َلهو ِ
ل الوغى وقد هاج
سْلطا
» ُ
1
ش
ن« ،وأضحى يجي ُ
ٌ
كالبركان
ي َ
ر عرب ّ
سدٌ فوق ضام ٍ
أ َ
حساما ً َيماني
شاهٌر للوغى ُ
م أنامْتـ
ن ،ث ّ
أرهفْته المنو ُ
ل أ َْرونان
ج ٍ
مح ّ
ه ليوم ٍ ُ
ـ ُ
»صفحتاه عقيقتان من
الب َْر
مضرب َْيه
ق ،وفي َ
ِ
صاعقتان«
****
ب أغّر ُيعطي دواءً
وطبي ٌ
ن
ن ..والبدا ِ
سقام الوطا ِ
ل َ
ن
ت يا سج َ أُليوثا ً أ َ ْ
فل ّ
»أ َْروا
2
س
د « ،تذيق العداةَ كأ َ
َ
الهوان ؟
م فرنسا
ب أثار ظل ُ
ي حر ٍ
أ ّ
سبان؟
ح ْ
فدهاها ما ليس بال ُ
ة
ضٌر وُبدا ٌ
ح ّ
المغاويُر ُ
ة الطغيان ُ
م ِ
زمجروا دون أ ّ
1المقصود :سلطان باشا الطرش )1982 -1891م( ولد في القرّيا بمحافظة السويداء .واشترك في محاربة التراك ،قاوم الفرنسيين عند احتللهم
سورية فحكم عليه بالعدام فلجأ إلى الردن ،ثم عاد وقاد الثورة في جبل الدروز عام 1925فلما تغلب الفرنسيون نزح إلى الردن ثم إلى المملكة
العربية السعودية ،وعاد إلى بلده بعد توقيع معاهدة .1937
2أرواد :جزيرة سورية صغيرة مقابل طرطوس ،سجن الفرنسيون في قلعتها قادة المقاومة الوطنية
44
وْلهى
عتاق َ
والجيادُ ال ِ
طراٍد
ِ
ت بهم إلى الميدان
مسرعا ٌ
ف الرقاق ظمأى
والسيو ُ
ء
دما ٍ
تشتكي بّثها إلى الـ ُ
مّران
فاسألي عن َ
فعالهم يا
فرنسا
1
إن أبناءهم لدى »غملن«
وأقيمي ممالكا ً وعروشا ً
وافزعي للخداع والبهتان
ن من تمنحين مجدا ً إ ّ
مْلكا ً
و ُ
ورثوا المل َ
ك عن بني
مروان
سوف ل ينثنون عن طلب
ق
الح ْ
ق قتال ً أو تضرعي للمان
ِ
****
د ُزوري
ح الشهي ِ
ه رو َ
إي ِ
فلسطيـ ِ
ة ن ،و ُ
طوفي قدسي ّ ً ـ َ
بالمغاني
وانزعي من صدورنا
ح ْ
قـ جمرةَ ال ِ
شَنآن سـّلي سجي ّ َ
ة ال ّ د ،و ُ
ـ ِ
د
م إخواننا الجها ُ
ه ّ
َ
وأضحى
س ولجان
منا في مجال ٍ
ه ّ
ب
ق المناص َ
أيها العاش ُ
مهل ً
ت أم صولجان ؟
ج ظفر َ
أبتا ٍ
ب ذات َ
ك كيف أنسا َ
كح ّ
مهدا ً
ت للنسيان ؟
ت لوله كن َ
أن َ
ك
ن هل لدي ِ
يا فلسطي ُ
1
الجنرال غاملن :عين عام 1925معاونًا للمفوض السامي في لبنان وسورية ،وقاد الحملة الفرنسية ضد الثوار في جبل الدروز (*).ألقيت في النادي
العربي.
45
ي
سر ّ
َ
مَتوان ؟
ع ول ُ
غيُر ذي مطم ٍ
ف
ه ِ
ليس عندي سوى التل ّ
أهديـ
ك عان مول ّ ٍ
هب ِ ب ُ
ه ،وقل ٍ
ـ ِ
سقُته في بياني
رن ّ
وشعو ٍ
ع أودعُتها أشجاني
ودمو ٍ
عداةَ حتى َ
مّنا ال ُ
هل أ ِ
رقدنا
و
ن حل َ
أم وجدنا الهوا َ
المجاني ؟
ي؟ أين
أين مّنا الب ّ
عّزي ؟ م َ
الـ ُ
معذّ ُ
ب الوجدان ؟ أين مّنا ُ
ه واذكروا
فاّتقوا الل َ
ة ال ّ
شا نهض َ
و بالضغان
صوا العد ّ
خ ّ
م ،و ُ
ِ
****
46
1
تحية الريحاني
]الخفيف[
مرحبا ً بالثقافة الغربي ّ ْ
ه
تتجّلى في روح َ
ك
ه
الشرقي ّ ْ
مرحبا ً بالحكيم ُ
محيي
2
»المعّري«
مرحبا ً بالنبوغ
والعبقرّيه
ً
مرحبا بالعظيم أكرم ِ
ف
ضي ٍ
لملوك 3الجزير ِ
ة
العربّيه
4
ة«
ف »الفريك ِ فيلسو ِ
الصائب الرأ ْ
ّ
ب الحرّية
ي ،ربي ِ
ِ
الفكرّيه
م م َ
ك اليو َ لم يزدنا قدو ُ
علما ً
ن
ب الَبنا ِ ب َ
ك يا صاح َ
الندّيه
ن َيراعا ً
ت هذه البنا ُ
حمل ْ
فب َل َ ْ
ونا كيف القوى
السحرّيه
ت
فاض حتى غدو َ
ه
س من ُ
والنا ُ
ن عن أن ترا َ
ك بعيو ٍ
غنّيه
ن حسوٍد
ه أنه لسا ُ
عيب ُ ُ
ل من َ
ك نشَر الفض َ
5
بين البرّيه
حجى
فيه ما شاء ذو ال ِ
وَتمّنى
ء له ومن
من غذا ٍ
ُأمنّيه
47
ة تمل الصدوَر
حكم ٌ
ضياءً
مها
رأ ّ
خبرةُ الده ِ
والروّيه
ر وسلوى
وهدى جائ ٍ
ن
حزي ٍ
ي
رح ّمن ضمي ٍ
وأصدق نّيه
ت ن كأنه ن َ َ
فحا ٌ ببيا ٍ
حملْتها يدُ النسيم ِ
زكّيه
****
ن«
م يا »أمي ُ
ت والقو ُ
جئ َ
سكارى
ب
وعبيدُ المآر ِ
الشخصّيه
م ذاهلون
ت والقو ُ
جئ َ
م
نيا ٌ
ة
قد أضاعوا القضي ّ َ
الوطنّيه
م فيت والقو ُ جئ َ
به ٌن نَ ْ
فلسطي َ
ع
ليادي المطام ِ
الشعبّيه
ة بلدي كان ُ
قدو ً
لفلسطيـ
ن ،شديدا ً دفا ُ
عه ـ َ
في القضّيه
ة وفيه حمّيه
كان ذا نخو ٍ
ة
أين منها حمي ّ ُ
الجاهلّيه ؟
ن البلِد
كان ُيدعى حص َ
فأضحى
ن منهوفلسطي ُ
َتلقى الرزّيه
ن
م يا أمي ُ
ه القو َن َب ّ ِ
ْ
سلهمو َ
أين باتت تلك
س البّيه
النفو ُ
48
جعلْتهم أهواؤهم،
د
ش ْ
ة ال ِ
ساع َ
ب
ة ،شّتى القلو ِدَ ِ
سودَ الطوّيهُ
ت بالجزيرة
بينما أن َ
تسعى
ق ووحدة قومّيه
لوفا ٍ
هي
و ْ
وترود القفاَر َ
سعيٌر
ة إلى
من حجازي ّ ٍ
نجدّيه
ب فينا الشقاقُ ياد ّ
َلبلٍد
ة
ت تحت رحم ِ
أصبح ْ
الحزبّيه
ن قد غاض
ة يا أمي ُ
دمع ً
دمعي
ن منه
وفلسطي ُ
ت روّيه
ليس ْ
ح
ن قد ب ُ ّ
ة يا أمي ُ
صرخ ً
صوتي
ة
أتراهم في رقد ٍ
أبدّيه؟
ث فيهم روحا ً جديدا ً
بُ ّ
يفيقوا
د تعيث
وا كم ي ٍ
ويَر ْ
خفّيه
****
رفا ً بلومي
س ِ
م ْ
ن ُ
ن أك ْ إ ْ
ومي َ
فل ْ َ
محّبتي
صادٌر عن َ
القلبّيه
ن ُتبصر
يأ ْ
وعزيٌز عل ّ
عْيـ
ال َ
هي
و ْ
ن َ
ن فلسطي َـ ُ
ُتعطى هدّيه
ن
ن لن تكو َ
وفلسطي ُ
ضحّيه
ن تذهب
قبل أ ْ
49
س ضحّيه
النفو ُ
ت
ف جئ َ
أيها الفيلسو ُ
ر
بخي ٍ
فسلما ً وراح ً
ة وتحّيه
د
ت حتى تشاه َ دم َ
ب طُّرا ً
عْر َ
ال ُ
في ظلل السلم ِ
والحرّيه
****
50
1
بين الحب والوطن
]الخفيف[
هدَ والجوىس ْيجهل ال ّ كان قبل الهوى خلي ّا ً
والنسيبا طروبا
ة وغصنا ً رطيبا ض ًزهرةً غ ّ كان كالطير آمنا ً يتحّرى
ر ،ويشدو للشمس ـ ِ ء ُينشد ب الغنا ِ كان عذ َ
حتى تغيبا جـف ْ لل َ
ْ َر ،ولقى من الّرقاد ل الدجى سامَر فإذا أقب َ
نصيبا الَبد
ن في الكون عاشقا ً ُأ ّ ش هذه ة العي ِ غبط ُ
وحبيبا عّلمْته
فرماه الهوى فهاض
ه ،وألقى به حزينا ً كئيبا
ـ ِ
حْيـ جنا َ
محما َد وال ِ
م الوج ِأل َ يا فتاةُ ارحمي صريعا ً
القريبا ُيقاسـي
ق في وجهه تحول ـرا ِ ك! وانظري زورةً من ِ
شحوبا شـ ة ال ْ سم َ ِ
كيف أمسى الغناءُ منه حه ول واسمعي نو َ
نحيبا ه
تسألي ِ
واقربي منه ..ل بل
إن هذا الزفيَر كان لهيبا
دا
ابقي بعي ً
د
أترى تذكرين عه َ
أم تقولين ليته لن يؤوبا
غرامي
منهل ً صافيا ً ومرع ً
ى كاهجريني فل وحسن ِ
خصيبا أنسى
****
ت
ء أضح ْت الوفا ِ
حسنا ُ ك
يا حياةَ الهوى علي ِ
ذنوبا م
سل ٌ
ت حسرةً أن ي ،فأوشك ُ َ غّرني ،وقد خاب ل َ أم ٌ
أذوبا سعا م ْ َ
ف فؤادير ْ َ
وبلٍد تلقى البلءَ الرهيبا فدعيني أص ِ
لقوم ٍ
واستحال الراعي فأصبح ق وأهلي ه ٌمر َوطني ُ
ِذيبا مِنيا ٌ
مخالبا ًكيف ُيبدي َ ف نفسي وهم ه َ لَ ْ
وُنيوبا؟ ر
سكارى غرو ٍ ُ
ف منه مقتل ً يستش ّ َ ف نفسي وقد دنا له َ
القلوبا يتقّرى
يصعق الدهَر ك َّرها أين ما للشباب من
1
-المصدر :مجلة »العروة الوثقى« -بيروت .1927 -
51
والخطوبا؟ تنزوا ٍ
بًا؟ وليس الشبا ُ
ب إل كيف يرضى أن يقطع
َ
طلوبا م ْ
طلو العمَر َ
ن في عهدْته الوطا ُ
عودا ً صليبا ساعدا ً أ َّيدا ً و ُ
الروع ُيبدي
بت كيف تغشى الخطو ُ شدّ ْ ب َوإذا ما الخطو ُ
صدرا ً رحيبا؟ دى َتص ّ
****
د العصيب ل الغ ِ يا رجا َ
لملقوه ،أين كّنا ،عصيبا
وإّنا
ة
ح غيُر من كافح الحيا َ سوف ل يدرك النجا َ
لبيبا ويحيا
ح بين أبنائها ال ّ
طمو َ م
ن يو َ وهناءُ الوطا ِ
الريبا ُتلقي
ج الدخي َ
ل ر َخ ِ
ً قبل أن ت ُ ْ ً هي ل تستعيد مجدا و ْ َ
الغريبا عريقا
ب سيفا ً ل إن لم ليراع الشبا ِ ل الوبا ُ والوبا ُ
خضيبا موا تض ّ
ل ثمارا ُتجنى وكان ً م ْ
ن ـ ِ بإ ْ س عهدُ الشبا ِ بئ َ
جديبا حـ
هو لم ي َ ْ َُ
****
52
1
تفاؤل وأمل
]مجزوء الكامل[
ك البكاءُ ولع َ
ف ُـ َ ك،ع َف دمو َ كفك ْ
لالعوي ُ ليس ي َْنـ
ن ،فما شكا إل َ ض ول تش ُ
ك وانه ْ
الكسول الّزما
ل ،ول تق ْ
ل كيف ـ َ كمت َك به ّ واسل ْ
السبيل سِبيـ
ال ّ
ل
ل ذو أم ٍ ما ض ّ
يوما ً وحكمُته الدليل
سعى
ده نبيل يوما ً و َ
مقص ُ ل ،ول خاب امر ٌ
ؤ ك ّ
ـَر َ ن
ت يا مسكي ُأفني َ
ن
حَز ْ
وه وال َ
ك بالتأ ّ مـ
ع ْ ُ
ن ،تقو ُ
ل :حاربني ـ ِ ف
ت مكتو َ
وقعد َ
الزمن الي َدَْيـ
ت ،فمن يقوم به ـ َ ما لم تقم بالعبء
إذن ؟ أ َْنـ
****
ت منض ِد«؛ وأن َ ت» :أمرا ُ كم قل َ
أمراضها البل
ت عن أعراضها فّتش َ عل ُّتها:م ِ والشؤ ُ
؟ فه ْ
ل
تمن حمل َ يا َ
مها على أنقاضها د ُ ـ ِ
هـس تَ ْ الفأ َ
ت الذي يسعى إلى إنهاضها اقعدْ فما أن َ
ب في ب تع ّ ذئا َ وانظْر بعيني َ
ك ال ّ
أحواضها
فْليح َ
ي حَ »: وتصي ُ ن ُيبـاعوط ٌ
ن«الوط ْ وُيشتــرى
ت من دم َ
ك لو كنت تبغي خيره لبذل َ
َ ُ الثمن َ
ت مـن أهللو كنـ َ ت تضمد ولقم َ
فطن َ ال ِ ه
حــ ُجر َ
****
ـث ِ َ
ك بالغريزة م
أضحى التشاؤ ُ
1
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1928
53
ه
ق ْ والسلي َ دْيـح ِ
في َ
ع الدنيا َر وأسم َ ب ،نعى غرا ِ ل ال ُمث َ
نعي َ
قه الديا
حه
ب تجر ُ ض القل ِ ـ ُ ة،
تلك الحقيق ُ
الحقيقه والمريـ
د يا هذا فاسته ِ ح بري ُ
ه
ق ُ ل يلو ُ أم ٌ
بريقه
و لم تش ُ
ك ت له ،ول ْ ك لو ـ َشـ َ ما ضاق عي ُ
ضيقه ِ عْيـس َ
م
م الوه ُ م ،فأسق َ لكن توهمت السقا َ
ّ َ ّ ْ
ن
البد ْ
ب في ت ،فد ّ ـ َ ك قد ت أن ّ َوظنن َ
هن و َ العظم ال َ هْنـ و َ
والمرءُ ُيرهبه
ما دام ينظُر للكفن
الردى
****
ن والوفاقا
ه ما م الل َ ه ثُ ّ الل َ
التضام َ أحلى
ع ول
ف ،ل نزا َ ً ْ ـل َ َ
2 مؤَتمرا َتألـ ت ُ ُبورك َ
شقاقا ِ
ن منه ،ولم يك ْ كم من فؤاٍد راق ـ ِ
ل راقا قب ُ فْيـ
ِ
ء لكم س الهنا ِ كأ َ ب
م يشر ُ اليو َ
ِدهاقا موطني
54
الفجور َيزيـ
لم ذلك الم ُ ه؛ ـت ُ ْ سيروا بعون الل ِ ِ
الكبير أ َْنـ
ت تلك ت ُر؛ تبارك ْ سيروا فقد صف ِ
الصدور صدو ال ّ
ر بلدكم خيُر ـ ِ سيروا فسن ُّتـكم ِ
ن
سن َ ْال ّ خْيـ ل َ
ل في ف والتفاؤ َ ل َ ُ
ُ
قَرن دوا المودّةَ والّتآ َ ش ّ
ة
ءُ على الفضيل ِ ف إن قام ل خو َ
وارتكن الِبنا
****
ب وق ْ
ل ي الشبا َ ح ّ َ
د
ل الغ ِ ما ً إنكم أم ُ
سل َ
ت عزائمكم ح ْ ص ّ
ع الثيم المعتدي دف ِ على
تعلو على أقوى يد ه مدّ لكم يدا ً والل ُ
ب ،كأنه الّزهُر َ َ
ف لك وطني أز ّ
الندي الشبا
قد
ع ِن لم ي َ ْ ُ يوما ً وإ ْ ر َله
ل بد ّمن ثم ٍ
خل ُ ُ
ق حه ال ُ
ح ،ورو ُ ـ ُم
عل ُ
ريحاُنه ال ِ
نس ْ
ح َ
ال َ حيـ
ص ِ
ال ّ
مرَتهن ن القلب وطني بحب ّ َ
ك ُ
وطني ،وإ ّ
يا
كت بما يريد ل َْ َ نن ،فإ ْ ل يطمئ ّ
اطمأن ظفر
****
55
1
حطين
]مجزوء الكامل[
ن ن أهل ً بنابغة البيا ِ ب المهرجا ِ أهل ً بر ّ
ل بعرشها، ِ بك القلو ِ مل ِ ِ َ
والصولجان ْ
المستقل
عيان
ة تاجه دون ال ِ عـ ـع ُ ت أش ْ ج حال ْ و ٍمت ّ و ُ
ة
فصحى ومعجز ِ ـ ُ أهل ً »بشوقي«
البيان ر اْلـ شاع ِ
عل َ ء
يا فرقدَ الشعرا ِ
ك ران دل ُ ْ من فرق ٍ
كم
كن ،على سرير َ شرا ِ
يخفقان
من ّ عَلما الخلوِد ُ َ
ك ما يفيض على ِد َ ل ينفخ في جبري ُ
اللسان فؤا ُ
وف ك ،حين ط ّ ح َ َ وأمدّ بالّنفحات ُرو
جنان بال ِ
ك أبكاُر المعاني ن لدي َ ِ جنافإذا بأبكار ال ّ
م على ت تقي ُ ن أب ْ ء« ـ َ ي »الفيحا ِ يا باك َ
الهوان حيـ ِ
ل بدم البواس ِ
2 ة
م كانت ورد ً أيا َ
دهان كال ّ
ك في لظى الحرب م َ َ ت عن أرسل َ
3
عوان ال َ سل »بردى« َ
1نظمها إبراهيم يوم عزم أمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي بك على زيارة فلسطين وأخذ الدباء
يعدون العدة لقامة مهرجان له ،ولكن الزيارة لم تتم .وقد رمى إبراهيم من وراء هذه القصيدة إلى
إثارة أمير الشعراء لينظم شعرا ً في فلسطين وفي قضيتها
.المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1928
2إشارة إلى الية القرآنية) :فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان( 37 ،سورة الرحمن.
ق )أحمد طوقان(
ودمٌع ل يكفكف يا دمش ُ 3إشارة إلى قصيدة شوقي التي مطلعها :سلم من َ
صبا بردى أر ّ
ق
4يوسف :هو يوسف بن أيوب الملقب بصلح الدين اليوبي.
56
ف ج والسي ِ أيق ْ
ب التا ِ َ حظ »صل َ
اليماني بن« َر ْ الدي ِ
هجان َ
ل ال ِ ة الخي ِ مثيَرها شعواءَ أْيـ ـُيوبي ّ َ و ُ
ة في ـحا ً 1والسن ّ ُ
ضبـ بالعاديات لديه َ
ْ الّلبان
ة من غيُر العجاج ِ
ترمي بمارجها وما
دخان
ر
طا ٍ لخ ّ في 2ك ّ
جنان ر الـ َ ِ با ّ ص ر
ِ أخطا
على اْلـ
ت في دََرك ُ دُ المو ِ
درعهم قيو تأ ْ حلقا ُ
الطعان
نمضاربه ّ م ،على َ ـ ِ فهم ماءُ وسيو ُ
آن ميـ ح ِ ال َ
ة
مرخا ُ ع ُ في الّنق ِ عو ُ ل طَ ْ والخي ُ
عنان ال ِ كماتها ُ
ت في يوم صبا ِ ق َ ْ ـ َ
ل تنثني أو ُتحرَز الـ
الرهان
ديه ك ليس ـك ُِر شاه ِ م ِ ن يو ُ طي ُ ح ّ
الخافقان ي ُْنـ
سنان إلى ه ،من ال ّ ـ ِ
فيـ ح ِ تتطايُر الروا ُ
السنان
ت ،فوق أجسام ٍ ٍ مسها َ وترى ال ّ
حوان َ وما مق ّ ُ
مُر ،من دم الفرنج ـ َ ضم الر ِ فإذا أدي ُ
قان حـ َ
أ ْ
ُيس َ
ن عان كهم ظمآ ُ ون من كأس وملي ُ ق ْ
الّردى
ق
والنصُر مرمو ُ ج
ه ُ حتى انجلى َر ْ
عنان ال َ الوغى
ت لوائه في نـ َ ح الدي ِ ومشى صل ُ
مهرجان حـ تَ ْ
ف الذان شَر ُ ت تكبيَرهُ ُ جع ْ ن وَر ّ وعل الذا ُ
****
لي من صروف َ
ك ت دول ِ ض ال ّ و َ مق ّ أ ُ
بالمان؟ نم ْ َ
ح ما بنى أمثالها في المجد بان َ ت صرو ٌ دُك ْ ّ
ك هاتي َ
ك ي« ،فاب ْ ِ ـ ٍ ب »أبا ل المصا ُ ج ّ
3
المغاني ي عل ِ ْ َ
1إشارة إلى الية القرآنية} :والعاديات ضبحا{ ) (1سورة العاديات.
2وردت الكلمة في جريدة »فلسطين« التي نشرت القصيدة »من« وليست »في« ،وهي أفضل للسياق.
3أ با علي :كنية الشاعر أحمد شوقي.
57
ل يصبرون على ذهب الذين
الهوان عهدَتهم
2 ع
في مصَر يطم ُ
وهنا تبادى 1أشعبان
ب«»أشع ٌ
م
ِئد ،والتشاؤ ُ ل في وهنا التخاذ ُ
والتواني شدا ال ّ
س يقت ُ ُ
ل والنف ُ
ل التعل ّ ِ
ل بالماني طو ُ
مهاعز َ
****
رـها يا أميَر الشع ِ تك وأن َخذها إلي َ ُ
غان عْنـ
َ
فرخ َن ََزقٌ على َ
صبا
حسناءَ فيها لل ّ
حسان ال ِ
سن ح َ
ُتعزى إلى» ال َ نفحاُتها من
3
بن هاني« ة«»ك َْرم ٍ
غ شأو َ
ك هيهات تبل ُ
شعراءُ يوما ً أو ُتدانيـ ُ
شـال ْ
****
58
1
إلى بائعي البلد
]البسيط[
ً بالمال لكّنما أوطاَنهم باعوا البلدَ إلى
باعوا معا أعدائهم طَ َ
ه ما عطشوا يوما ً والل ِ ن
وا ّقد ُيعذرون ل َ َ
ول جاعوا ع أرغمهم الجو َ
قبولس لها عن َ نف ٌ ع
ر عند الجو ِ ة العا ِ وب ُل ْ َ
غ ُ
ع
دا ُ
رر ّ العا ِ تلفظها
ل يفهمون ،ودون ت:
تلك البلدُ إذا قل َ
الفهم ِ أطماع ن« مها »وط ٌ اس ُ
****
أعداؤنا ،منذ أن كانوا ،ونحن ،منذ هبطنا
ع«ضُ» ،زّرا ُ الر َ ة« »صيارف ٌ
قربى ق ،إلى اليهود بكم ُ ة الخل ّ ِ
لم تعكسوا آي َ
وأطباع تبل رجع ْ
59
1
رد على رئوبين شاعر اليهود
]الخفيف[
م
منا ولودٌ رؤو ُ
جٌر« أ ّ
»ها َ
ل حسودٌ ول عجوٌز
م
عقي ُ
عْر ُ
منا ومنها أبو ال ُ
هاجٌر أ ّ
ي
ب ،ومنها ذاك النب ّ
ِ
الكريم
ه
ع ول مّزقت ْ ُ
ض ْ
ب لم ي َ ِ
نس ٌ
ل أيها اللقي ُ
ط اللئيم باب ٌ
ه م في عروقنا لم ُير ْ
ق ُ ود ٌ
ب
ن والعذا ُ سو ُ
ط فرعو َ
الليم
ي أهرام ِ
يعلم الدهُر أ ّ
ر
مص ٍ
ذّلكم في صخوره
مرقوم
شيه ظِ ّ
ل م خالدٌ ُيغ ّ
هَر ٌ
َ
ة لكم ل تريم
من عبودي ّ ٍ
ه َ
ك ن« غ ّ
ط وج َ ي »رئوبي ُ
أ ْ
حتى
ف أنه
ل ُيرى الن ُ
مهشوم
****
م َ
ك ي كيف عل ُ
يا يهود ّ
و
بالت ّ ْ
ة ،قل لي ،أم فات َ
ك را ِ
التعليم؟
ق عنكم
بين أسفارها خلئ ُ
منتهاها ذميم
مبتداها و ُ
ُ
ف« باعه أبوكم
»يوس ٌ
»َيهوذا«
ر فيكم
ب الدينا ِ
نح ّ
إ ّ
- 1نشرت الجريدة اليهودية )دوار هايوم( قصيدة لشاعر اليهود »رئوبين« ،نقلتها إلى العربية جريدة »فلسطين« .وعنوان القصيدة
»أنشودة النصر« ،أتى فيها الشاعر على الحوادث الخيرة في فلسطين مشيدًا بذكر اليهود وشجاعتهم ...في الطعن والضرب زاريًا على
عّزل مظلومون وأن العرب على تسليح النكليز لهم العرب )أبناء هاجر وإسماعيل (!..خوفهم ووحشيتهم وهزيمتهم! زاعمًا تارة أنهم ُ
كانوا لصوصًا وقطاع طرق وأهل خيانة وغدر يعتدون على الطفال والشيوخ والنساء .وقد نظمت هذه القصيدة ردًا على أنشودة النصر
عرفوا به من قبل ،وما هم عليه اليوم من الدعاء
غير معترض كثيرًا إلى الحوادث بقدر اعتراضي إلى تاريخ اليهود وتوراتهم وما ُ
الباطل والغدر ونكران الجميل مما يناقض كل ما ادعاه الشاعر رئوبين وما وصف به قومه من المزايا والخلق« ،إبراهيم طوقان.
المصدر :ط .دار القدس ).(1929
60
قديم
ه حتى
وكفرتم بنعمة الل ِ
ضاق ذَْرعا ً بالكفر
موسى الكليم
ب
ه« أنكم ،شع ُ
يشهد »الّتي ُ
سرا
إ ْ
ب منذ الخروج ئي َ
ل ،شع ٌ
أثيم
ح ج ُ
ل« أن ألوا َ ع ْ
يشهد »ال ِ
موسى
م ُز ْ
غتم أصابها يو َ
التحطيم
خ فيها
ن التاري ِ
وبطو ُ
ب
عجي ٌ
ب بعاركم موسوم
وغري ٌ
****
ح َ
ن ،أين ألوا ُ
ي رئوبي ُ
أ ْ
موسى
والوصايا؟ فكّله ّ
ن قويم
1
ن عشٌر نبذتموها ه ّ
ُ
جميعا ً
و
ه َ
يو ْ
ورتعتم في الغ ّ
وخيم
مها فإذا
ونقضتم أحكا َ
الما
ه فيكم
م الل ِ
مقا َ ُ
ل َ
يقوم
حْر
م ال ِ
والّربا رّبكم له صن ُ
ص ،مثا ٌ
ل أنتم عليه ِ
جثوم ُ
ت فيه مكٌر
وإذا السب ُ
وغدٌر
س
أين فيه التقدي ُ
والتعظيم ؟
وعكستم آياِتها فإذا ال َ
قْتـ
ق فيكم
ح والفس ُ
مبا ٌ ـ ُ
ل ُ
عميم
1
الوصايا العشر.
61
ءكم فغدوتم
فجهلتم آبا َ
ء فيكم
م البا ِ
واحترا ُ
عديم
ر
ق الجوا ِ
وهضمتم ح ّ
وصحتم:
سح ّ
قنا »أيها النا ُ
مهضوم«..
كّلكم شاهدٌ على الح ّ
ق
ُزورا ً
هل أتاكم من شأنه
تحريم!؟
ه
حسُبكم ،ل يبارك الل ُ
فيكم،
أن شيطان بغيكم َلرجيم
ت
م أمس ْ
ن النجو َ
وا ّ فل َ َ
ُرجوما ً
ه تلك
ما عدْتكم والل ِ
الرجوم
ب
ي شع ٍ
ن« ،أ ّ
ي »رئوبي ُ
أ ْ
تنادي؟
إن رب ّا ً أباده َلـحكيم
****
ت
ن هل قرأ َ
ي رئوبي ُ أ ْ
سِبيـ
شك ِ ْ
» ِ
ت شاعٌر
ـَر«؟ بلى ،أن َ
مشؤوم
ل
وشكسبيُر خالدُ القو ِ
فيكم
خ« فيأمُر »شيلو َ
1
الورى معلوم
ن الذين منهمغيَر أ ّ
سِبيـ
شك ِ ْ
ِ
وا ما قال ذاك
س ْ
ـُرَ ،تنا َ
العظيم
****
ت
ي ،هل سمع َ
يا يهود ّ
1
شيلوخ :أحد أبطال مسرحية »تاجر البندقية« لشكسبير ،ويمثل اليهودي المرابي الذي يخلو قلبه من الرحمة.
62
ب
بشع ٍ
ر ل حتى في ك ّ
ل قط ٍ ض ّ
يهيم ؟
شعُبكم كالذباب في ك ّ
ل
ضأر ٍ
منه شيءٌ على ال َ
قذور
يحوم
ن
ن العجائب أ ْ
م َ
ب ِ
وعجي ٌ
يَ ْ
طـ
كما ً ودهَره
ح ْ ـل ُ َ
ب ُ
محكوم
ن
ن الغرائب أ ْ
م َ
ب ِ
وغري ٌ
جـ
يَ ْ
مل ً َ
شتاُته محتوم ع َ
ش ْ م َ
ـ َ
ه ما يزال عليكم
ب الل ِ
ض ُ َ
غ َ
وعدُ بلفوَر دونه مهزوم
****
وا ناِد أبطال َ َ
ك الذين تواَر ْ
في الشبابيك إنهم
قروملَ ُ
ن
مّنا فإ ْ يرقبون الطفا َ
ل ِ
ل
وهم ،فهال ٌ
ك م ْ
حوا ،ر َُ
كليمو َ
م..
ح قو ٍ
في يديهم سل ُ
ه
علي ِ
د« في حديده
س ٌ
»أ َ
مختوم
ناِدهم يقذفوا القناب َ
ل
واصر ْ
خ:
ن أعز ٌ
ل ب صهيو َ
»شع ُ
مظلوم«
ن النكليَز واحم ْ
ل والع ِ
ظباهمُ
ن فضلهم
ن نكرا َ
إ ّ
َلـجسيم
****
ما ً
س ّ
ض فاض ُ
ن الر ِ
لب ُ
63
ُزعافا ً
ودمًا ،فانزلوا بها
وأقيموا
ن
واشربوه ملءَ البطو ِ
هنيئا ً..
ب
هكذا تشرب الذئا ُ
هيمال ِ
م ي ل علي َ
ك سل ٌ يا يهود ّ
ت ل عليك
وإذا شئ َ
شلوم«» َ
****
2
البلد الكئيب
]مجزوء الكامل[
د
يا أيها البل ُ
بالكئي ُ
ب
سكو ُ
مٌر َ
منه ِ حّيا َ
ك ُ
س بالظلم
ل تبتئ ْ
ن
»إ ْ
ن غدا ً لناظره
َ
قريب«
بل و َ
غدٌ عصي ٌ
سْريَ ُ
د
ُر الظالمين ،غ ٌ
عصيب
أشرقْ بوجه َ
ك
ضاحكا ً
س شانئ َ
ك ولشم ِ
غروب
ال ُ
غي ُْر م َ
ك َ ما بعدَ غ ّ
و
يَ ْ
ن به
م ،تطمئ ّ
ٍ
القلوب
****
هفي على البلد لَ ْ
الكئيـ
ه ت أسوا ُ
ق ُ ب ،تع ّ
طل ْ ـ ِ
64
ر كما اعرورىعا ٍ
خريـال َ
ت
ف ،تساقط ْ
ـ ُ
أوراقه
حه
ت جوان ُ
خفق ْ
ى
أس ً
ت آماقه
وتقّرح ْ
صبرا ً فإ ّ
ن الصبَر
قد
في َ
ك مذاقه يحلو ب ِ
و َ
ك ،ل هذا عد ّ
عـ
ي َُر ْ
ـ َ
ك ،وهذه أخلقه
****
س َ
ك من بلفوُر كأ ُ
دم ال ْ
شـ
ب
عن َ ْ
ء ال ِ
ء ،ل ما ِ
هدا ِ ُ
ش َ
ل يخدعن ّ َ
ك أّنها
راقت وك َّللها ال َ
حَبب
ح
حباُبها الروا ُ
ف َ
قد
ت إلي َ
ك كما وثب وثب ْ
ه فانظْر لوجه َ
ك إن ّ ُ
وحه
في الكأس ل ّ
الغضب
ت،
مي َ
وانظْر ،ع ِ
ه
فإن ّ ُ
ق
من صرخة الح ّ
التهب
****
م َ
ك في بلفوُر يو ُ
سماال ّ
ة ء ،علي َ
ك صاعق ُ ِ
ء
السما ِ
ب
ت إل الذئ ُ
ما أن َ
قد
ت من طينور َ
ص ّ
ُ
الشقاء
ش لم
ب وح ٌ
والذئ ُ
65
يز ْ
ل
ضرى برائحة الدماء
يَ ْ
ن خسأ ْ بوعد َ
ك ،إ ّ اِ ْ
عـ
و َْ
ب ـد َ َ
ك ،دونه ر ّ
القضاء
م أنتما
وإلى جهن ّ َ
ب لها طو ُ
ل حط ٌ
البقاء
****
خسأ ْ بوعد َ
ك لن اِ ْ
ضيـ
يَ ْ
ـَر الوعدُ شعبا ً ه ّ
ب
ض
ناه ْ
د
ض الوع َ
ل تنق ِ
الذي
أبرمَته فله نواقض
خ وي ٌ
ل لوعد الشي ِ
ن
م ْ
ِ
ت آساٍد روابض
عزما ِ
أتضيع يا وطني
وها
ي
ف ّ
ة ِ
عْرقُ العروب ِ
ِ
نابض؟
ن فداءَ
فلذهب ّ
قومي
ت
في غمار المو ِ
خائض
****
ُبشرا َ
ك يا وطني
فقد
فض الرقادُ عن نُ ِ
البلِد
ت بواس ُ
ل نهض ْ
في َ
ك تَ ْ
قـ
ف بالنفوس إلى
ذ ُ
ـ ِ
الجهاد
ق ش ّ
قوا الطري َ
66
إلى العل
وخطَ ْ
وا على نهج
السداد
وَلسوف تنطق
َ
في سبيـ
ة
ق ألسن ُ
ل الح ّ
ـ ِ
الجماد
والوي ُ
ل يا وطني
لمن
أضحى ُيصّر على
العناد
****
ُبشرا َ
ك يا وطني
فقد
د تب َ
ك الغي ُ نهض ْ
س
الوان ْ
ع
ت جمو َحي ّ ْ
الغانيا
سك
ن نرج ِ
ت عيو ُ
ِ
النواعس
ن من باب
أقبل َ
الخليـ
سوِد
ن في ُ
ل ،يمس َ
ـ ِ
الملبس
ن في وجه
وصرخ َ
العميـ
ن
ن له ّ د ،وح ّ
قه ّ ـ ِ
حارس
ت
وطني ،ظفر َ
إذا الّنسا
ن باسم َ
ك ء ،هتف َ
ُ
في المجالس
****
وطني ،علينا
مـ
ج ْ
العهدُ َ
ن نسير إلى ـعا ً أ ْ
المام ِ
ش إخوانا ً
ونعي َ
67
على
ة
ض المودّ ِ
مح ِ
والوئام
زل ونردّ عن َ
ك الّنا ِ
مسابقين إلىتُ ،ِ
حمامال ِ
ن ،في إعلء
ونكو َ
شأ ْ
َ
نِ َ
ك ،عاملين على
الدوام
مَتفّيئا ً
حتى ُترى ُ
ة ظ ّ
ل الكرام ِ
والسلم
****
68
1
عتاب إلى شعراء مصر
]الخفيف[
ضنا من رياضكمرو ُ
ن َ
فْينا ُ
وَثرانا من ِنيلكم َرّيا ُ
ن
وهوانا -لو ت َ ْ
قدرون
هوانا -
ب منه لكم ملن ك ّ
ل قل ٍ
عدا أواصُر ُ
قْربا وبرغم ال ِ
وثاقٌ لم ت ُْبلها
نا َ
الزمان
ن
ن يقظى روا ٍ
وعيو ٌ
إليكم
مصابكم ل
عها في ُ
دم ُ
ُيصان
سررتم ففي إن ُ
د
ن عي ٌ
فلسطي َ
دها
أو حزنتم لم تع ُ
الحزان
وا بالقناة أن َ
قد َرأ ْ
يقطعونا
ن جسُرها
فإذا الدي ُ
واللسان
وإذا بالقلوب تهفو على
الن ّْيـ
ل ظماءً ُيودي بها
ـ ِ
الخفقان
دكم ،هل
ور َ
ه ِ
ن الل ُ أحس َ
ُيغيض الْنـ
س يحيا بها ـِني َ
ل كأ ٌ
ظمآن ؟
ر: جئُتكم عاتبا ً بلب َ
ل مص ٍ
ض عتُبه بلب ُ
ل الرو ِ
ألحان
رفرف الشعُر فوقكم
حْيـ
بجنا َ
ه ،وفي ساحكم َ
غذاه ـ ِ
البيان
ة
ح العروب ِ
وتسامى صر ُ
69
صـ
م ْ
في ِ
ـَر ،وهل غيُركم له
أركان ؟
كم بلٍد تهّزكم ليس
فيها
م جيرةٌ ول إخوان
لك ُ
خ ُ
طبنا ل يهّز »شوقي«
ن
ولك ْ
جاء روما فهّزه
1
الرومان
خطُبنا ل يهّز حاف َ
ظ إبرا
2
ن تهّزه اليابان
م لك ْ
هي َ
ن
ن يا فلسطي ُ
ما لمطرا َ
ن
شأ ٌ
ن
ن له بنيرو َ
ك لك ْب ِ
3
شان
ت هذه
دس ْ ن ُ
ق ّ سيقولو َ
ال َْر
ن لنا بها
ض ،فما أ ْ
ُ
شيطان
ن بالشياطين
بل فلسطي ُ
ملى
م
س منه ُ
ت الن ُ
ج ِ
ض ّ
والجان
ن بلوتم منهم فريقا ًإ ْ
فإّنا
قد رمانا باثنين هذا
الزمان
فإذا الما ُ
ل فات ذاك
فهذا
ن
م ل تفوته البدا ُ
ر ٌ َ
ق ِ
ن
ب إخوا ِ
سيقولونُ :ر ّ
قصد ٍ
ل َ
ك في مصَر بينهم
أضغان
70
ي بالتقاطع
قطعوا الوح َ
عنا
إن هذا جزاؤه الحرمان
تلك شكوى تروعني
كيف صاروا
فعساها ذكرى لهم
كيف كانوا
****
71
1
ابراهيم طوقان
]المجتث[
هر م وراح ُيظ ِ سي َ ن ِ م ْ س َ
ع َ يا ت َ ْ
عفا ض ْ َ سفا خ ْ َ
لك ّ ح ّ ن إذا صفعْته م ْ و َ
فا م قب ّ َ كا ُ ـ ُ اْلـ
ُ فليس ينطق
ن إذا شتمْته م ْ و َ
حرفا
ن ظلما ً ن كم تري َ ه فلسطي ُ آ ٍ
وعسفا ذا
ك تزحف علي ِ ش
هذي جيو ُ
زحفا الرزايا
ّ مدّ الدخي ُ
ك المحطم ِ ـب ِ ل إلى
ظلفا ْ َ قْلـ َ
ل العوي َ
ل خا َ
عْزفا ة الُيتم ِ َ وأن ّ َ نشيدا ً
س
ة البؤ ِ حرق َ ب و ُ وشقوةَ الشع ِ
عْرفا َ عدا ً س ْ َ
نصيدُ ها ْ ما بين سج ٍ ك ال ّأبناؤ ِ
ومنفى هم
ً منهم يلقون
ن يريدون عدل م ْ و َ
حتفا
مه ليس وظل ُ باتوا ضحايا
َيخفى بانتدا ٍ
ع يطلب جمي َ ن ـ َ ما ذنُبهم غيَر أ ّ
حلفا« ! ْ » ِ اْلـ
****
72
1
موسم النبي موسى
]الرمل[
م ،هل
أيها الموس ُ
ت سوى أن َ
د الذي
ة المج ِ
صور ِ
كان لنا ؟
قد مشى الدهُر عليه
وطوى
حفا ً ك ّ
ن سناءً وسنا ص ُ
ُ
****
م هل
أيها الموس ُ
ع
بين الجمو ْ
غيُر ترداِد صدى
ن؟
ر المبي ْ
النص ِ
ي
نح ّ
ح الدي ِ
أصل ُ
ع
في الربو ْ
ح فيها
ف الفت ِ
أم سيو ُ
ينجلين؟
م جهلواأين قو ٌ
ع؟
معنى الخنو ْ
عسا ً
ء ،ت َ ْ
ذهب البا ُ
للبنين
****
ب يا شوا َ
ظ الحر ِ
ترمي بشرْر
يترك الفاقَ في لون
الدم ِ
- 1المصدر :ط .دار القدس ).(1930
73
ن ح ّ
طي َ يا لظى ِ
نشوى بالظفر
د
ن اخل ْ
ح الدي ِ
يا صل َ
وانعم
م
ك في التاريخ أّيا ٌل َ
غَررُ
ك ُِتب ْ
ت بالسيف ل
بالقلم
****
74
1
الفدائي
]مجزوء الخفيف [
حه فوق رو ُ ل عن ل تس ْ
هراحت ِ ْ هسلمت ِ ْ
كفنا ً من
ه همومه دلت ْ ُب ّ
ُ ُ وسادته
لة بعدها هو ُ ب الساع َ يرق ُ
ساعته التي
ه ،بإطراق ُ ل فكَر شاغ ٌ
هامته من يرا
يتل ّ بين جنبيه
ظى بغايته
ق
خاف ٌ
ت من ُ
رم ْ ة أض ِ من رأى فحم َ
شرارته الدجى
طََرفا ً من
ملْته جهن ّم ح ّ
ٌ رسالته
ه
والّردى من ُ بهو بالبا ِ
ف
خائ ُ فواق ُ
خجل ً من فاهدأي يا
جراءته ف
عواص ُ
****
لفظ الناَر ت لوصام ٌ
والدما َتكّلما
مخِلق الحز ُ قل لمن عاب ُ
أبكما ه
صمت َ ُ
ق
وأخو الحزم ِ ْ يدُهُ تسب ُ
الفما لم تزل
ق
ج الح ّ ل تلوموه ،قد منه َ
مظلما ُ رأى
ركُنها قد وبلدا ً أحّبها
1عينت الحكومة المنتدبة يهوديا ً بريطاني الجنسية لوظيفة النائب العام في فلسطين ،فأمعن في النكاية
والكيد للعرب بالقوانين التعسفية الجائرة التي كان )يطبخها( ولما ثقلت على العرب وطأته ،كمن له
أحد الشبان المتحمسين في مدخل دار الحكومة في القدس ،وأطلق النار عليه فجرحه )أحمد طوقان).
75
دما ته ّ
ض
ت الر ُ ج ِ ض ّ وخصوما ً
سماوال ّ ببغيهم
س،
ه اليأ ُن ،فكاد ـت ُل ُ ُ مّر حي ٌ
إّنما قـيَ ْ
76
ه
بنقود ِ هسود ِو ُ
فتحّررا بشٌر ُيباع وُيشترى
ن
ومشى الزما ُ
فيما أرى
القهقرى
نادى على الحرار :يا من ن منع م ْت َفسمع ُ
يشتري« ه
ع ُق وبي َ الرقي َ
****
بة الوصا ِ ح من نشو ِ مَترن ّ ٍ ب ُ
وإذا بيوم ٍ حالك الجلبا ِ
في ُربى »عاليه« ضاع ل ،دون ما ب» :ك ّ فأجا َ
شبابي ك ما بي أنا ب َ
أبكى دما فاح 1ما ت للس ّ وشهد ُ
لكّنما ل له ما أظلما وي ٌ
م ت يو ُك أن َ ب لعل َ ك طالعا في فاذه ْ ً َ
ق مثل َ لم أل َ
ر« المحش ِ ة
روع ٍ
****
م« ُتنكرهُ الّليالي »اليو ُ
ن حائره ٍ بعي ترمقه ّ
ل وتظ
ه
الغابر ْ
فأخ ّ عجبا ً لحكام القضا ِ
ء
ل ظلم ٍ سائره فها أمثا ُ
الجائره
ن يسيُر إلى الفناءْ بل رجاءْ وط ٌ
إل ّ الباءْ والداءُ ليس له دواءْ
ما
ت ول ّ س عليه َتم ْ نف ٌ ن
ة ،إ ْ ن الباءَ مناع ٌ إ ّ
رُتقه ِ لتشتم ْ
****
ل يرجو أن ُيبك َّر الك ّ
ه
و ُندعو له أل ُيكدَّر صف ُ 2
ه
و ُ عف ُ
عاشت جللُته وعاش فه ن كان هذا عط ُ إ ْ
وه سم ّ ُ ه
و ُ حن ّ و ُ
مل ُ
ج ِ ما أ ْ صل مف ّ حمل البريدُ ُ
ول وَتس ّ سل ت َتو ّ هل ّ اكتفي َ
ذ الحياةَ عن الطريق ت في أخذ الكلم ِ فخ ِ والمو ُ
رالقص ِ ه
وردّ ِ
****
ل بين سطورنا والذّ ّ ضاق البريدُ وما تغي َّر
لأشكا ُ حا ُ
ل
ة -يا حسرتا - وكرام ٌ حخسراُننا الروا ُ ُ
أسمال والموا ُ
ل
1المقصود :جمال باشا السّفاح القائد التركي الذي أعدم كوكبة من شهداء سورية ولبنان تّمت محاكمتهم في بلدة »عاليه« اللبنانية.
2الضمير يعود إلى المندوب السامي البريطاني في فلسطين وقد ألحت الهيئات السياسية العربية عليه ليصدر العفو فلم يفعل )أحمد
طوقان(.
77
ن؟ َ
ماذا يكو ْ ن
و ُتبصرون وتسألو ْ أ َ
ن
ل الجنو ْ مث ُ ن
ع له فنو ْ ن الخدا َ إ ّ
ن لم ة من أعي ٍ ة مخلوق ً س الذليل ُ هيهات ،فالنف ُ
ر! ص ِ ُتب ِ ت لو غد ْ
****
ك صوُته أن أّنى لشا ٍ
عه أن َينفعا؟ ك دم ُ أّنى لبا ٍ معا؟ ُيس َ
وأتى الرجاءُ قلوَبهم ءنا س رجا َ صخٌر أح ّ
طعا فتق ّ دعا فتص ّ
ع يفوْر ل تعجبوا ،فمن الصخوْر نب ٌ
بل شعوْر ب كالقبوْر ولهم قلو ٌ
س يوما ً رجاءً »ل تلتم ْ
ر«ِ ع
ُ يش لم ته َ فوجد ته َ رب ّ ج
نعند م ْ
الساعات الثلث
الساعة الولى
ه
ل لي بالسبقي ّ ْ ه الفض ُ س البي ّ ْ ة النف ِ أنا ساع ُ
ث ،كّلها رمُز الحمّيه ٍ ت َثل أنا ِبكُر ساعا ٍ
أثرا جليل ً في القضّيه ً ن لي ةإ ّ ت القضي ّ ِ بن ُ
1
ح الزاعبّيه ة ،والرما ِ ف المشرفّيـ ـ ِ أثَر السيو ِ
ح الوفّيه ة الرو ِ ة ،نفح َ مهج الشبيـ ـب ِ ت ،في ُ أودع ُ
س المنّيه عدى كأ َ َيسقي ال ِ ل بدّ من يوم ٍ لهم
عدُ من جوانحه زكّيه صـ ـ َ د« ت َ ْ قسما ً بروح »فؤا َ
ل جن َّتها العلّيه فتح ّ ة تأتي السماءَ حفي ّ ً
ة رضّيه ِد بغير تضحي ٍ خلو ة ال ُ ما نال مرتب َ
ت ضحّيه ل بلدها ذهب ْ سبيـ ـ ِ س في َ ت نفو ٌ عاش ْ
الساعة الثانية
د
س الشدي ِ ة البأ ِ د أنا ساع ُ ة الرجل العتي ِ أنا ساع ُ
ل مجيد ل ذي فع ٍ فك ّ ر ِ شْر ِ م َ ت الـ ُ ة المو ِ أنا ساع ُ
2
رمزا لتحطيم القيود ً ه
م قيدَ ُ ّ
بطلي ُيحط ُ
قها إلى شرف الخلود سـ ـب َ َ
ن قبلي ل ْ م ْ ت َ زاحم ُ
ب ،شرارةَ العزم ِ الوطيد شبا ِ مهج ال ّ ت ،في ُ وقدح ُ
ن ُيخدَّر بالعهود ِد ،وأ ْ ع بالوعو هيهات ُيخدَ ُ
و الورود د« :تلقى الردى حل َ م ٍ قسما ً بروح »مح ّ
هي تهتف بالنشيد و ْ كَ ، ْ تِ َ مو ك عند َ م َ قسما ً بأ ّ
ن البعيد س ِ ح َ وترى العزاءَ عن ابنها في صيته ال َ
ل من أجر الشهيد دَ أج ّ من خدم الِبل ما نال َ
الساعة الثالثة
1رماح منسوبة إلى زاعب )رجل أو بلد) ( ،لسان العرب)
ُ 2نّفذ حكم العدام بالبطال الثلثة في ثلث ساعات متوالية ،فكان أولهم فؤاد حجازي ،وثانيهم محمد جمجوم ،وثالثهم عطا الزير .وكان المقرر رسمياً
طم قيده وزاحم رفيقه على الدور حتى فاز ببغيته )أحمد طوقان)
أن يكون الشهيد عطا ثانيهم ولكن جمجومًا ح ّ
78
ر
ب الكبي ِ ة القل ِ ر أنا ساع ُ ل الصبو ِ ة الرج ِ أنا ساع ُ
ة ،في الخطير من يَ ِ
ت إلى الّنها رمُز الثبا ِ
المور
م الصخور ص ّ ت من ُ ء المو ِ ِ بطلي أشدّ على لقا
ت في سرور ب لمو ٍ فاعج ْ ب الردى ن يرتق ُ جذل ُ
ن« في يوم النشور في ِ ب اْلـ ـك َ ّ ض َ مخ ّ ه» ُ يلقى الل َ
ب على صبُر الشبا ِ
ب ،وديعتي ملءَ الصدور ِ المصا
مستطير شّر يوم ٍ ُ ِد ب َ ت أعداءَ الِبل أنذر ُ
ك القدير مل ِ ِة الـ َ ء« ،وجن ّ ِ ُ ك يا »عطا قسما ً بروح َ
ث بالدمع الغزير ـكي اللي َ ل ت َْبـك الشبا ِ ر َ صغا ِ و ِ
ر جسور دى غيُر صّبا ٍ َ د
ف ْن الم َ ما أنقذ الوط َ
الخاتمة
البطال الثلثة
حهم في جّنة أروا ُ دهم في تربة أجسا ُ
نالرضوا ِ نالوطا ِ
و
ض العف ِ وهناك في ُ وهناك ل شكوى من
والغفران ن الطغيا ِ
ه
ه هو الل ْ ج عفوا ً من ســوا ْ ل تر ُ
ه
ل جا ْ ه ك ّ ت يـدا ْ وهو الذي ملك ْ
جبروُتهم في ب َّرهــم ه فوق الذيــن جبروت ُ ُ
ر
ح ِ والب ْ ُ ميغـّرهــ ْ
****
79
1
قصيدة بل عنوان
] الخفيف [
ة إثَر كلفوا »الخاطَرّ ة إث َْر لجن ٍ لـجن ٌ َ
هدَْنهم« ب ُ الكري َ هَلـجن َ ْ
ي
ن َتلي وأخرى هكذا ُيبدع السياس ّ ولجا ٌ
فّنه ُتوّلي
ع أن َ سُبنا من خصالهم ح ْ َ
مهنهك ِ خدا ُأيهذا ال ِ
ن عرفنا أ ْ
ر ،كالخير يأتي نا ً بخي ٍ ه
غيَر أن المكرو َ
بمحنه ك أحيا يأتي َ
ق
ك ،حتى تسو َ فـ ّ ح ـ َ
مثلما تقصف الريا ُ
مْزنهللجدب ُ ول ت َْنـ
مرحبا ً بالوفود شكرا ً جمعْتهم خطوُبنا
المرجحّنه لقوم ٍ
ر إل ب بعد طول العما ِ نحن لول الخطو ُ
الجّنه ما جمعْتنا
****
قصيدة بل عنوان
2
]المجتث[
د«ِ 3
سْر يا »وف ُ
ن
بأما ٍ
د« ل
يا »وف ُ
جْلفا
ج ِ
تر ُ
ج ذلي ٌ
ل فك ّ
ل را ٍ
ولو جنى
القو َ
ل ألفا
د ق ْ
ل :ذلك العه ُ
وّلى
م
وأننا اليو َ
كفاأَ ْ
ى
كم من فت ً
عْز
طلب ال ِ
ـَز في الحياة
1المقطوعة بدون عنوان ،وقد ألقاها الشاعر في الحفلة الكبرى التي أقامتها الجمعية السلمية المسيحية في رام ال لوفود الدول العربّية.
-المصدر :جريدة »فلسطين« -يافا .20/7/1930 -
- 2المصدر» :إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته« -البدوي الملثم ).(1930
3يخاطب الوفد الفلسطيني الذي سافر إلى لندن في 21/3/1930للتباحث في القضية الفلسطينية.
80
فو ّ
فى
ما رأى
لـ ّ
ش ذُل ً
العي َ
ق
أبى وعان َ
سْيفا
َ
قضى شهيدا ً
عزيزا ً
وفي
الفراديس
أغفى
فيها الملئ ُ
ك
ُتزجى
فا ً
ص ّ
إليه َ
فص ّ
فا
هو
و ْ
فه َ تح ّ
بالن ّْبـ
ة
ل والكرام ِـ ِ
ح ّ
فا َ
د إلى
م الشهي ِ
د ُ
سـ
ال ْ
ف
ل أشر ُ ـت ِ ْ
قل ِ
ُزلفى !
1
تحية مصر
]البسيط[
ن
ك يا مصَر الفراعي ِ
ةل ِتحي ّ ً
ي
ر من ح ّ ذوي المآث ِ
نومدفو ِ
ب
ة الدا ِ
ولم تزل دوح ُ
ة
وارف ً
ك خضراءَ
على جوار ِ
الفانين
ك يا مصُر إيمائي
إلي ِ
مل َْتفتي
و ُ
ك الغّراء
ونوُر نهضت ِ
يهديني
ك ما ولي أواصُر ُ
قربى في ِ
1
أقام شبان الجامعة الميركية المصريون حفلة في فندق )الفيريو( ترحيبًا بقدوم فرقة الجامعة المصرية الرياضية ،وقد حضر الحفلة عدد كبير بينهم
سعادة قنصل مصر في بيروت ورئيس الجامعة الميركية ورؤساء دوائرها المختلفة والدكتور محجوب ثابت وغيرهم من السيدات والسادة .وقد ألقى
في هذه الحفلة حضرة الستاذ إبراهيم أفندي طوقان القصيدة التية ،وقد طوى كلمات الترحيب فيها على شيء من العتاب) .جريدة »البرق«(.
-المصدر :جريدة »البرق« -بيروت .24/2/1931-
81
ت
برح ْ
ق
ت توثي ٍ
لما مضى ذا ُ
وتمكين
ك
ة« عساها عن ِ ش ّ
قوا »القنا َ
ُتبعدني
جسٌر
أّنى ،ومن لغتي ِ
سُيدنيني
ة
ن مصُر راغب ٌ ُ
ب مصَر ولك ْ
أح ّ
ن
عني فُتعرض من حي ٍ
إلى حين
مًا ،فقد
ته ّ
ت ،ل بك ْ
وإن بك ْ
ت
علم ْ
م
ن ذاك اله ّ
تأ ّ
وأيقن ْ
ُيبكيني
ه ر تد ّ
لب ِ ج ٍ
ه ْ
ت على َ
وما عتب ُ
إن الدلل ُيمّنيني
وُيغريني
ت على ودّ أخاف
ن جزع ُ
لك ْ
إذا
خل ّ
فقدُته لم أجد ِ
ُيواسيني
م في أصدقائي ُأعّزي إن ُ
ه ُ
هلكوا
وفي الصداقات ما لي
من ُيعّزيني
****
1
ر قالوا شفاؤ َ
ك في مص ٍ
وقد يئسوا
سقامي منمني وأعيا َ
يداويني
خّلفُتها بلدةً» 2يعقو ُ
ب«
فهاخل ّ َ
هو
ف ْ شوقا ً ليوس َ
ف قبلي َ
يحكيني
ُتقّلني من بنات النا ِ
3
ر
ة
زافر ٌ
ت َك ْت َّنني وهجيُر »الّتيه«
1في شهر تموز 1922كان الشاعر في مصر يستشفي.
2المقصود بلدة نابلس.
3بنات النار :القطار.
82
يصليني
سنن الفولِذ
تمضي على َ
ة
جامح ً
ق ُتزجيها
وجذوةُ الشو ِ
وتزجيني
ت
ي جّنا ُ
تل َ
حتى سم ْ
ل على
النخي ِ
ء م ّ
طرِد النعما ِ ف ُ
ضفا ِ
ميمون
ت مصَر وظّني أنها
هبط ُ
ت
رقد ْ
ة من ليلها في ظ ّ
ل أجنح ٍ
جونُ
دعا ً
منص ِ ن اللي َ
ل ُ كأنها وكأ ّ
ر غيُر
بنورها سّر صد ٍ
مكنون
مساء َ
ة« في ال ْ
و»الزبكي ّ ُ
ة
راقص ٌ
ل من شّتىلها غلئ ُ
الرياحين
ت في
وُر ذو لحظا ٍ
والن ّ ْ
خمائلها
د
ه ِ
كأنها لحظات الن ّ ّ
عين ال ِ
س ْ
قم أخشاه ما لي ولل ّ
وأسأل عن
1
ن«
طبيبه »وعمادُ الدي ِ
يشفيني
ت بي
لو أنشب المو ُ
أظفاَره لكفى
م أن تشدو ُ
م كلثو َ
بأ ّ
فُتحييني
ة
مق ٌ
من ّ
ن ُ
هذا ،ومصُر بساتي ٌ
ر
ض أزها ِ
»شباُبها« بع ُ
البساتين
جدّ ومن
ن من ِ
خاضوا ميادي َ
ب
لع ٍ
ق في ك ّ
ل فأحرزوا السب َ
الميادين
83
****
84
1
الرض تشتريكم من الضيم
]الخفيف[
د
غْندي« عسى ُيفي ُ ل» َ مث ُ
م
حّبذا لو يصوم منا زعي ٌ
هم ْ
صيا ُ
2
م لول ن ،يموت الزعي ُـ َ م عن طعامه ..في ص ْ ل يَ ُ
طعامه سطيـ فل َ ْ ِ
ضم عن مبيعه الر َ ليص ْ
ح فيها عظامه ة تستري ُ بقع ً يحف ْ
ظ
ص على ه في حري ٍ ك الل ُ بار َ
هى إليها اهتمامه ر ُين َ ٍ غيو ض،
ِ الْر
ل الحمى وِدعامه م معق ُ ه ُ و ُ 3
ء
ل سو ٍ هم حماةُ البلِد من ك ّ
مه لجهاٍد منصورةٌ أعل ُ فواص ّ يو َ ج القو ّ نهجوا منه َ
****
ر
لم يجاوز حدّ السطو ِ ج« ف »احتجا ٌ إنما عدّةُ الضعي ِ
احتدامه
مه ه أحــل ُ ح ُ ف سل ُ عن ضعي ٍ ثحْلم 4فحدّ ْ بو ُ ل يوم ٍ حز ٌ ك ّ
ضل ل يفي ُ بسوى القو ِ ن
ب ولك ْ ص ّ
م بالبلد َ مغَر ٌ ُ
غرامـه
ل فعا ِ ع عند ال َ ٌر ،سري ٌ ن عل المنابَر ،ك َّرا لإ ْ بط ٌ
انهزامـه!
5
ي هذا مقامـه ح ،إن الب ّ ل ِ صازروا القائمين بالعمل ال ّ آ ِ
6 ض
آزروهم بالمال فالر ُ
قوامه ق« لمالكم ،بل ِ ٌ
صْندو » ُ
7
شتريكم من ض تَ ْاشتروا الر َ
ودّةٌ أّيامـه س َ م ْت ُ م ،وآ ٍ ِ ـ
ضْيـ ال ّ
****
1تّيست فلبيت دعوة جريدة »فلسطين« للمعاضدة بقصيدة ،وأقسم بال والرسول والملئكة أجمعين إنني لو علمت أن النتيجة ستكون
برهانًا على موت أهل فلسطين ما حركت قلمي« من رسالة الشاعر إلى د.عمر فروخ تعليقًا على القصيدة )من كتاب » :شاعران
معاصران«(.
2وفي سوريا ولبنان« تعليق للشاعر )من كتاب » :شاعران معاصران«(.
3هنا التياسة« تعليق للشاعر )من كتاب » :شاعران معاصران«(.
4عزة دروزة وأشياعه قاموا حديثًا بتشكيل حزب يسمى » :حزب الستقلل« تعليق للشاعر )من كتاب » :شاعران معاصران«(.
5الشارة إلى الذين قاموا بمشروع )صندوق المة( وكانت غايته إنقاذ الراضي في فلسطين )أحمد طوقان(.
6تشتريكم يجب أن تكون تشتركم ،ولكنها لم تقع إل هكذا ...إن تشتركم غير جميلة ،ولكن هذا عذر فقط« تعليق للشاعر )من كتاب :
»شاعران معاصران«(.
7في الشطر الثاني من البيت خلل في الوزن - .المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1932
85
1
يا رجال البلد
]الخفيف[
ة بحماها حّر مفجوع ٍ س ُ ب عراها نف ُ ل تبالي بألف خط ٍ
ت ظها ،وأخف ْ ت غي َ كظم ْ ظ والسى فها الغي ُ ش ّ
أساها وتراها
س غرَبها فثناها ل دموعي ملك اليأ ُ ت تسي ُ كّلما أوشك ْ
من بكاها تم ّ ت ضحك ُ ت دموعا ً كاذبا ٍ ل تلمني ،فكم رأي ُ
ض بائعوها قد سقى الر َ
لعنْتهم سهوُلها وُرباها
بكاءً
ن« ،ل يّتقون فيـه الل ّ َ
ه ى بعصبة »دَل ّ لي َ مْبتل ً وطني ُ
سداها ل والرياءُ َ وها الذ ّ ش ُ ح ْ َ ن
عّزا ولك ْ ً َ
ب ُتريك ِ في ثيا ٍ
ة تغشاها ة ليس َتندى بجلوٍد مدبوغ ٍ ه صفيق ٍ ووجو ٍ
ت قلوُبهم موتاها مظلما ٌ ن قبوٌر ر كأنه ّ وصدو ٍ
سبوا في الرجال ،هل ح ِ ُ
م إل لمثلهم أشـباها..؟ ـعا ُ َ
ت الْنـ ِ كان
****
ُ
م ودهاها.؟ ة ،ماذا دهاك ُ ُ م ِ مـ َ ل البلِد يا قادةَ ال ْ يا رجا َ
لُ ،يحيي من النفوس و ِ ق ْ ة غيُر هذا ـ َ هل لديكم سياس ٌ
قواها ؟ ُ اْلـ
ع
ن المسام َ ت اللس ُ صك ّ ِ
ت من ضجيجكم ما كفاها لقي ْ حتى
م أفضاَلـكم فهاتوا سواها قـ ـل ُ س والمنابُر وال ْ عرف النا ُ
دواها ب بحالنا و َ َ
ه ،ط ّ غ -بحمد الـ ــل ِ ْ ع بلي ٌ كّلكم بار ٌ
بغيَر أن المريض يرق ُ
ة التي ل يراها هذه الجرع َ
منكم
ن مع وا ّ َ
كان أولى بكم ل َ
عقباها فعال ً محمودةً ُ ل َ ِ ال َ
و
ق ْ
ح شذاها ل ،أزاهيُر ل يفو ُ عـ ـ ُ ف ْل ل يؤّيده ال ِ ل القو ِ مث َ ُ َ
م:
هو كالدوحة العقي ِ و ْ َ
جناها جى َ واخضراٌر ول ُير ّ ظل ٌ
ل
****
ساوموه الدنيا بها فأباها مخِلصا ً لبلٍد ه ُ رحم الل ُ
لباهُ وقال أفدي ثراها ن ثراها وهُ بالت ّْبر وز َ لو أت َ ْ
ن كراها ع العيو َ م ل ينف ُ يو َ م فهذا: انفروا أيها النيا ُ
ت إليها المث ّ
م المقات ُ
ل ت منك ُ شف ْ كُ ِ
ت قناها قفا ُ ْ دَ ْ وامَتد
عّز تاها ن رحيما ،هيهات من َ ً ي متى كا ن القو ّ
َ ن َّبئوني ع ِ
ه عّزةً وبطشا ً وجاها ي حتى ُيلقي مثل َ ُ ن القو ّ ل يلي ُ
1
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1933
86
ب أرهقْتها ول يثوُر فتاها
ة دهْتها خطو ٌ
م ٌ
تأ ّ
ل سم ْ
****
1
الشهيد
]مجزوء الخفيف[
وطغى الهو ُ
ل ب
عبس الخط ُ
م
فاقتح ْ م
فابتس ْ
ب
ت القل ِ
ثاب َ ش َ
رابط الجأ ِ
والقدم والّنهى
ل الذىلم ُيبا ِ
ي َث ِْنه طار ُ
ئ اللم
ولم
ت دونها ع همة وجم ْ
ّ ٍ و ُ سه ط ْ نف ُ
همم ال ِ
بالعاصير تلتقي في
حمم وال ُ مزاجها
م إلى الراسخ َ ج
ع الهائ َ تجم ُ
الشم مض ْ خ َ ال ِ
ء ،ومن جوهر ِ هي من عنصر و َْ
الكرم الفدا
حها حرر ا ُ
لمم ة لف ُ ق جذو ٌ
ّ َ ومن الح ّ
د
خل َْ يطُرقُ ال ُ ساَر في منهج
منزل عل ال ُ
دل ج ّ م َ م ُناله أ ْ مكّبل ل يباليُ ،
ن بما هو ره ٌ ف ْ َ
عزم
****
هو بالسجن و ْ َ رّبما غاله الّردى
هن َ مرت ُ
ب ول من حبي ٍ
س َ ة
ع بدمع ٍ لم ُيشي ّ ْ
كن َ
ب سليبا ً من َ ُ
ج الّترا ر َُرّبما أد ِ
الكفن
ه أ َم ِ ال ُ ت تدري: لس َ
قنن غّيبت ْ ُ حها بطا ُ
1
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1934
87
مه في فم ل أين جسمه واس ُ ل تق ْ
ُ ُ الزمن
لح في غيهب
ب الهدى إنه كوك ُ
المحن
ف
ن ،فما تعر ُ ِ ل النوَر في َأرس َ
الوسن العيو
ف ب ،فما تعر ُ ِ ورمى الناَر في
غن ض َ
ال ّ القلو
قِبلم ْت ُ
ردُ المو َ يَ ِ ّ
ه َتهلل ي وج ٍ أ ّ
شدُ المل سل لحَنه ي ُن ْ ِ مر ِ
ح ُ عد الّرو َ ص ّ
ن
أنا لله والوط ْ ّ
****
1ألقت الشرطة البريطانية القبض على بعض الزعماء العرب واعتبرتهم مسؤولين عن المظاهرات التي قام بها الفلسطينيون وساقتهم
ضل السجنإلى المحاكمة ،ثم صدر عليهم الحكم بالسجن أو توقيع الكفالت ،فوقعوا كلهم إل المرحوم الشيخ عبدالقادر المظفر الذي ف ّ
على توقيع الكفالة )أحمد طوقان(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1934
2الشارة إلى المرحوم الشيخ عبدالقادر المظفر )أحمد طوقان(.
88
الزعامات ه
كرامت َ ُ
****
فيها وللغمار ِذكر ة
للخاملين نباه ٌ
حّرك ُ م ..كما يقال لذا َ ـ ُ عيـ هذا ُيقال له الّز ِ
م الغّر ِد ،فإنه الشه ُ سمساُر الِبل وهناك ِ
1
مر ح ْ ضٌر و ُ خ ْ ه لهم ُ من ُ ـ َ ضـ
ح تَ ْ قد ْ ِل ال َ ح مث ُ فالمد ُ
سّره ِ ء« ،لها بخلق الل ِ ُ ة »كيميا تلك الصحاف ُ
خر س ْ هي ُ ل ،والمروءةُ و ْ ٌ هْزهي َ و ْة َ ع الكرام َ ت َدَ ُ
سّر؟ ح ،تراهُ ُيعلن ما ي ُ ِ ُ صريـ ي ال ّ أين الصحاف ّ
ل َيغّر ل به ،ول ما ٌ ـ ُ قربى َتميـ ب فل ُ صل ْ ٌ
ُ
ن ،ونحن نبحث في ـ َ ل الغاصبيـ
منذ احتل ِ
السياسه
****
ة ،كالرقيق مع س ِ َ سيا
ر مع ال ّ
ن الضمي ِ
شأ ُ
النخاسه
ة التعاسه ن مجلب َ ة ،ك ُ ّ ـَر َ شـع ْ ت َ ت علينا س ّ مّر ْ
َ
خذ بالحماسه؟ ت ُتؤ َِد ،وأن َ ن الِبل َ اب يا متى فإلى
ك بالكياسه؟ ك يخلبون َ م َ ْ ِ قوء« َ وإلى متى »زعما ُ
منهم بهالت القداسه ولكم أحطنا خائنا ً
حراسه كل بال ِ ل المو ّ ـَرج ُ قنا الْر ولكم أضاع حقو َ
ص الرئاسه ل قّنا ِ ـل ك ّ ه ليس هناك إْلـ والل ِ
ِد ،وما إليه من الخساسه ع البل ه من بي ِ تأتي ِ
2
ة للنجاسه د« ،والنجاس ُ ئ ِ جرا ك »فبال ّ و إذا اّتقا َ
****
3
يا قوم
]مجزوء الكامل[
مم هناك ول د ُ ت قضي ُّتكم فل لح ٌ هزل ْ
بقها الذئا ُ م فقد َر َ
حّتى العظا ُ
خموا ُ
وأت ْ ِ َتعْر
ت قضي ُّتـكم َبلي ْ
ت هيكل ً يته ّ
دم َر ْ فصا
ّ 4 ت إلى ضمر ْ
عدا َتـتحكم فيها ال ِ
ة«»بلدي ّ ٍ
4كان الخصام بين الحزاب العربية وقتئٍذ على أشده بسبب انتخابات البلدية في فلسطين )تعليق لبراهيم طوقان(.
89
ة ومصيرها ل ُيعَلم عها مجهول ٌ
أوضا ُ
م ليس يا قو ُ
من يلين ويرحم م ّ
ْ ِ
وكم عد ّ
1 م ليس يا قو ُ
إل الجلءُ فحّزموا
أمامكم
****
90
أشهر« ة
سب ّ ً
التخّير ُ
فلقد رماه بقلبه ن
ل ميدا ُ لم يخ ُ
عرالمتس ّ ه
الجهاِد بسجن ِ
يمشي إليه بخطوه ولكم خل بوجود
المتعّثر ر
ش زاخ ٍجي ٍ
مهم
فيما أرى ،وجسو ُ فَر« من إن »المظ ّ
س ّ
كر من ُ ه
م ُ د جس ُ حدي ٍ
****
91
كيف ننسى انتداَبه
واحتلله
وخجلنا من »لطفكم«
م قلتم:يو َ
وعدُ بلفوَر نافذٌ ل
محاله
ل »أفضالكم« على ك ّ
عْيـ
الرأس وال َ
ت في
ن ،وليس ْـ ِ
ة لدلله
حاج ٍ
ولئن ساء حاُلنا فكفانا
أنكم عندنا بأحسن
حاله
ق طالت
غيَر أن الطري َ
علينا
وعليكم ...فما لنا
والطاله ؟
أجلءً عن البلد ُتريدو
ح َ
قنا م ْ
ن فنجلو ،أم ََ
1
والزاله ؟
****
2
زيادة الطين -
]البسيط[
هفإن نوحا ً بأمر الل ِ من كان ُينكر ُنوحا ً أو
قد عادا ه
سفينت َ ُ
ه إبراقا ً
ة الل ِ يا هيب َ ل«ل »بعيبا ٍ ل الوبا ُ ح ّ
3
وإرعادا ه
لب ِ فما َ
ه تحمل ج ُ ر أموا ُف كعجيج البح ِ في جار ٍِ
السواقَ أمدادا ة
طاغي ٍ
َتذكاُرها ُيوقد الكباد ل من الزلزال ول تزا ُ
4
إيقادا ة
باقي ٌ
****
ورا ً وإتعاسا ً قرا ً و َ
ج ْ ف ْ
َ م
ؤ ُمنذ احتللتم وش ْ
وإفسادا ش يرهقنا العي ِ
1ولقد تحقق الجلء عن الديار )أحمد طوقان(.
2بمناسبة الطوفان الذي طغى على مدينة نابلس وضواحيها سنة ) 1935أحمد طوقان(.
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
3تقع مدينة نابلس بين جبلين» :عيبال« في الجهة الشمالية و»جرزيم« في الجهة الجنوبية )أحمد طوقان)
4هو الزلزال الذي وقع سنة ،1927وقد خسرت فيه نابلس الكثير من الرواح والموال )أحمد طوقان)
92
وكان وعدا ً تل ّ
قيناه بفضلكم قد طغى
5
إيعادا ن »هجرتهم« طوفا ُ
ن والماءُهذا هو الطي ُ م ،من شؤمكم، واليو َ
الذي زادا ة
ُنبلى بكارث ٍ
****
5إشارة إلى الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإلى وعد بلفور )أحمد طوقان(.
93
1
إلى ثقيل-
]الخفيف[
هوا ً
ت »كالحتلل« َز ْ أن َ
وك ِْبرا ً
ت »كالنتداب« أن َ
ً
جبا وِتيهاع ْ
ُ
ت »كالهجرة« التي
أن َ
فرضوها
ة لقوم َ
ك ليس من حيل ٍ
فيها
ت أنكى من »بائع
أن َ
ض« عندي
الر ِ
ت »أعذاُره« التي
أن َ
دعيهاي ّ
ه
ه كأنه وج ُ
ك وج ٌل َ
مساس ْ
» ِ
ر« ،على شرط أن ٍ
ن وجيها
يكو َ
ة« ن مث ُ
ل »الجريد ِ وجبي ٌ
ما
لـ ّ
لم تجد كاتبا ً عفيفا ً
نزيها
ث فيه ابتذا ُ
ل وحدي ٌ
ج«»احتجا ٍ
كّلما ن َ ّ
مقوه عاد
كريها
ة«
عصب ٌ
ت فيك » ُ
مع ْج ِ
ُ
للبليا
ة وأرى ك ّ ُ
م ٍ
لأ ّ
تشتكيها
****
2
غايتي -
]مجزوء الرمل[
ب أول لحز ٍ إن قلبي
زعيم ِ لبلدي
ق لي
أو صدي ٍ ه
ع ُ
لم أب ْ
94
حميم قلشقي ٍ
مّرةً غيَر
َ ليس مّني لو
سليم ه
أرا ُ
ط منه ِني َ ولساني
بالصميم كفؤادي
وحديثي وغدي ُيشبه
كقديمي يومي
ل ول كيدَ ب غيظَ لم أه ْ
لئيم كريم ٍ
بشقائي أو ة
غايتي خدم ُ
نعيمي قومي
****
1
مناهج!...
]الوافر[
د
سو ُ ب لهوله ُ تشي ُ يك أيها العرب ّ م َأما َ
النواصي ميو ٌ
ث
ر العب ِ بغير مظاه ِ ت ،كما عهدُتـ َ
ك، وأن َ
ص
الرخا ِ ل تبالي
ه بين وسار حديث ُ ُ سه م ُمصيُرك بات يل ِ
القاصي الداني
ق
لساكنها ول ضي ُ ر
ب القصو ِ ح ُفل ر ْ
غدا ً ببا ٍ
2
الخصاص ق
****
ل
وآخُر ذو احتيا ٍ ن :ذولنا خصما ِ
ل وط َ ْ
3
واقتناص ل
و ٍ و ٍ
ح ْ
َ
وإذلل ً لنا ذاك وا بينهم فأتى ص ْ توا َ
التواصي وبال ً
ف ُ
ذ وبالحسنى ُتن ّ ج للبادة مناه ُ
والرصاص ت
واضحا ٌ
****
95
ه
للوطني ّ ْ
م الحاملون عبءَ أنت ُ
ه!
القضي ّ ْ
م العاملون من
أنت ُ
ل
غير قو ٍ
ه في الزنود
ك الل ُبار َ
القوّيه
ن« منكم يعادل
»وبيا ٌ
جيشا ً
ت زحفه
دا ِمع ّ
ب ُ
الحربّيه
د
ع« منكم ير ّ
»واجتما ٌ
علينا
د من فتوح
غابَر المج ِ
أمّيه
ص البلِد صار
خل ُ و َ
على البا
ده
ب ،وجاءت أعيا ُِ
الوردّيه
ما جحدنا
»أفضاَلكم« ،غيَر أّنا
لم تزل في نفوسنا
ُأمنّيه
ة من
في ي َدَْينا بقي ّ ٌ
بلٍد..
فاستريحوا كي ل
تطيَر البقّيه
1000 1
]الطويل[
أرى عددا ً في الشؤم ل
ة
كثلث ٍ
ر ،ولكن فاقه في ع ْ
ش ٍ و َ
بالمصائ ِ
ف« لم تعرفهو »الل ُ
ة
ن ضرب ًفلسطي ُ
1
موضوع هذه القصيدة هو هجرة اليهود إلى فلسطين بموافقة الحكومة البريطانية المنتدبة وبالطرق غير المشروعة )أحمد طوقان)
لمصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
96
أشدّ وأنكى منه يوما ً
لضارب
ف
ف ..ثم أل ٌ
ُيهاجر أل ٌ
مهّربا ً..
ُ
ف سائحًا ،غيَر
ويدخل أل ٌ
آيب
ف
ز« ،ثم أل ُ
ف »جوا ٍوأل ُ
ة
وسيل ٍ
ونه من لتسهيل ما يل َ
ق ْ
مصاعب
ن
ف ..كأ ّ
وفي البحر آل ٌ
ه
عباب َ ُ
ة في
جه مشحون ٌ
وأموا َ
المراكب
ة
بني وطني ،هل يقظ ٌ
ة؟
بعد رقد ٍ
ع بين تلك
وهل من شعا ٍ
الغياهب ؟
ه ما أدري ،ولليأس
فو الل ِ
ة،
هب ّ ٌ
َ
ُأنادي »أمينًا« أم ُأهيب
1
»براغب«
لمن الربيع...2؟
]مجزوء الكامل[
ة
ت مملك َ
أرأي َ
الّربيـ
عُ ،يعيدُ رون َ
قها ـ ِ
ع؟ الربي ُ
وج الراعي بها
وَيت ّ
ُ
مِلكا ً رعي ُّته القطيع
َ
ب َيرهُبه وي َْلـ
الذئ ُ
م ُ
ل ح َ مك ّ
فه ال َ ـث ُ
الوديع
»آذاُر« في رحب
1الشارة إلى سماحة الحاج أمين الحسيني وإلى المرحرم راغب باشا النشاشيبي ،وكانا زعيمي الحزبين المتزاحمين في فلسطين )أحمد
طوقان)
2المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
97
الفضا
ء سفيُر دولِتهِ
الرفيع
ع
ن تش ْ
هاتيك ألوا ٌ
ن
ع ،وتلك ألحا ٌ
ُ
َتشيع
ه
ع وطيب ِ
لمن الربي ُ
وهواه والزهُر
البديع؟
ن
ع لم ْ
ح الربي ِ َ
فَر ُ
له
ض ،وليس لمن
أر ٌ
يبيع
1
يا حسرتا -
]الكامل[
ل ،والمصيُر شذ ّل فالعي ُ يا حسرتا ،ماذا دهى أه َ
بواُر حمى ؟ ال ِ
م كيف إلى الهانة أرأيت أي كرامة كانت لهم واليو َ
ٍ َ
ْ صاروا ؟ ّ
ف م ...وخ ّ للجرح من أل ٍ ن على ل الهوا ُ هـ َ س ُ َ
العار د
النفوس فلم يع ْ
مهم ،فلو ت عزائ ُ همد ْ
لُتثيرها فيهم ،فليس ُتثار
ى ت لظ ً شب ّ ْ
س
ص والجاسو ُ والل ّ م الباغي يسوس الظال ُ
والسمسار أموَرهم
****
عصّيهات ولن َ طف ْ لَ ُ ل بالسياسة يا من َتعل ّ َ
الجّبار ظّنها
ّ
ن ذاك؟ مستعمرون ،وكله فها؟ ما اللي ُ ما لط ُ
استعمار وكّلهم
2
نعمة- !...
]الطويل[
تبيعونهم ت ُْربًا، ت:
يقولون في بيرو َ
فُيعطونكم ت ِْبرا ة
أنتم بنعم ٍ
س في هل ُ ُ شقيقَتنا مه ً
ف النا ِ ك ألو ِ ل! متى
1المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
2كان اليهود الصهاينة يشترون الراضي في فلسطين بأسعار عالية دون أن يفطن العرب في فلسطين وفي القطار المجاورة إلى أنهم
كانوا يبيعون وطنًا ل أرضًا ،وكان في بيروت من يحسد أهل فلسطين على ذلك الثراء الزائف )أحمد طوقان)
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ))1935
98
د أثرى ؟ واح ٍ ة
كان نعم ً
ل يعلم ُيسّلم بالُيمنى إلى يده ل هذا الما ِ وباذ ُ
الُيسرى ه
أن ّ ُ
وىعلى أنها أوطاننا ..ما وأمواُلهم حتى ُتسا َ
درا ؟ بها َ
ق ْ كنوُزهم
ت للطامعين ل إذن أصبح ْ ولو كان قومي أه َ
بها قبرا ة
س ونخو ٍ بأ ٍ
ُتسّيره الهواءُ واجتنبوا ولكنهم قد آثروا
الوعرا ل مركبا ً السه َ
ه«
م »لوجه الل ِ وما حسرتي إل ّ على يقو ُ
بالنهضة الكبرى فف ٍ متع ّ ُ
****
1يقيم المسلمون في القدس كل عام في عيد الفصح موسمًا ُيسّمى )موسم النبي موسى( تحضره الجماهير من المدن والقرى المجاورة.
وكانت الحكومة المنتدبة تحتاط لهذا الموسم وتحشد له قوى المن خشية وقوع اصطدام بين الجموع العربية واليهود )أحمد طوقان)
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ))1935
شى في فلسطين حينذاك ،وكانت القدس ،بوصفها عاصمة البلد ،مركز ذلك التطاحن )أحمد طوقان(. 2بمناسبة التطاحن الحزبي الذي تف ّ
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
99
ة
ك ناشئ ً
جاءت ِ
ح
ة ،دونها الروا ُ
غني ّ ً
تفديها ؟
ت يوما ً أخا
َتودّ لو وجد ْ
ةثق ٍ
عها ب ِّرا ً
ك ُيوس ُ
لدي ِ
ويحميها
كفؤا ً عفي َ
ف ما كان ُ
س كافُلهاالنف ِ
ف ول أبي ّا ً حم ّ
ي الن ِ
راعيها
ول أفادت سوى
الحقاِد ُتضرمها
فوق البلِد
ت« وُتذكيها»زعاما ٌ
ل بما ُتلقي ولم ُتبا ِ
لها حطبا ً
ي كرام ِ الناس
ول بأ ّ
ترميها
ة نبذوها بعدما
قضي ّ ٌ
ت ُ
قِتل ْ
ما ضّر لو فتحوا قبرا ً
يواريها
****
1
شريعة الستقلل-
]الكامل[
وبهاؤه للخاف َ
قْين ن
م بداجية الزما ِ يو ٌ
بهاءُ ضياءُ
عجبًا!! وتبسط ظّله م به هجيٌر َُيزجي النسي َ
الصحراء ح
لف ٌ
ويسيل من وهج ف من شظف وير ّ
ب الماءالسرا ِ ة ليُنها المعيش ِ
ف
شقاق تآل ٌ ومن ال ّ وإذا الرشادُ من
وإخاء عمى الضللة وال َ
وقيادةٌ وسيادة وإذا من الفوضى
ودهاء جٌز
مع ِم ُنظا ٌ
ُ 1ألقيت في ذكرى المولد النبوي.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
100
ق
وإذا القفاُر دمش ُ م قصوُر وإذا الخيا ُ
والزوراء ك الورى أمل ِ
ن
وبأرض قسطنطي َ وعلى ربوع الصين
ف لواء ر ّ ق
كّبر فيل ٌ
ن
ت الُبراقُ به ّ ثب َ تلك الخوارقُ إن
والسراء ةت أدل ّ ً طلب َ
ما يصنع الخطباءُ ب على نزل الكتا ُ
والشعراء ؟! د
ي محم ٍ النب ّ
ة له لمحْته عارض ٌ ي
لو لم يكن وح َ
وذكاء ه
ء ونوَر ُ السما ِ
ر الجهاِد أولئك نا ِ ب فراح حَر القلو َ س َ
َ
البسلء يقذفها على
ت عنهم هيهات ما نكصوا على حتى انجل ْ
وهم شهداء أعقابهم
بي الكتا ِ ةآ ُ حّري ٌ
ة وكرامة وإباء وعزيم ٌ
د
وسؤد ٌ
****
ب في أبناءُ يعر َ ت قومي ل نادي ُ
الخطوب سواءُ ً ص مسلما ُ
ص ُ أخ ّ
مفَتدّبروه وأنت ُ ُ ة
ب شريع ُ إن الكتا َ
الخلفاء استقللكم
****
1
قصيدة بل عنوان
الطويل[
ة
ب ،من سيف الحقيق ِ ن أكاذي ُ ت لكوهي َ ت بأبيا ٍ سمع ُ
ع
ُتصَر ُ ملؤها
لل كانت فروحوا ارحلوا عنها ليدخ َ يقول لسرائي َ
»يوشع« بلدكم
ب أقوى عْر ِ
ق ال ُ
خسئتم فح ّ ل ما ق لسرائي َ أح ّ
وأنصع ه؟تسلبون ُ
ك
قولي :ما لعين ِ ك؟ ُ أصاب ِ د
ن يا مه َ فلسطي ُ
تدمع ؟ ت ،ما الذي الديانا ِ
ب؟ هل م الضرا ُ قولي :ل ِ َ ةو ُت واجم ٌ أجيبي لماذا أن ِ
ع؟ هو ينف ُ ى؟
أس ً
ه قد بلى إنه والل ِ
فتلتفت الدنيا إليها فتسمع
يكشف الَبل
1
نشرت »الدفاع« يوم السبت 25/4/1939في العدد 577ص 1أبياتًا من نظم إبراهيم طوقان استخدمها كاتب مقال في جريدة »الدفاع« في معرض
رده على شاعر عبري يتخيل بأن فلسطين أصبحت )أرض إسرائيل(.
-القصيدة بدون عنوان.
-المصدر » :الكنوز -ما لم تعرفه عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه ).(1939
101
ر،
ب الدا ِيجيء غري ُ
ويلعب فيها كيف شاء ويرتع
يطرد أهَلها
ويدخل »شرعي ًّا« ويأتي
ح المفرقع وما معه إل ّ السل ُ مهّربا ً« » ُ
ب والشّرم الخطُر المنص ّ ه ُ
م النكُبة الكبرى على ُ ه ُُ
أجمع ن
ل كائ ٍ ك ّ
هو على الرض» ،قولوا :كيف و ْ
لحَ ، يقول هنا الف ّ
أعنو وأخضع؟ مشّردٌ ُ
ن بو َ
ل« يا جو ْقي لدى » ُ فح ّ قي عند إذا كان ح ّ
م أضيع قو ُ ً ن« ضائعا »كوهي َ
ربين هناض ِم ْد وما شئتمو بالـ ُ رب حتى نستر ّ ض ِ سن ُ ْ
اصنعوا« َ
حقوقنا
****
1
قصيدة بل عنوان
]البسيط[
به ْ ش ُتر ِ ر الجي َ وسي ّ ِ د
ه راق َ قم للجهاد ونب ّ ْ ُ
م)*( ة الم ِ عصب َ ُ الهمم ِ
ست فيه رئي َ أصبح َ ة تتوّلى المَر في أعصب ٌ
عْرب والعجم ال ُ ن
زم ٍ
ك غيُر يرضاه إل ملي ٌ ه أكبُر هذا ل ُيطاق الل ُ
محتَرم ُ ول
ب
ك هذا الشع ُ ضيم ٍ وحول َ ت أعلى مقاما ً أن وأن َ
لم ينم تنام على
ت لم ُتوجد إذنًا ،ولو شئ َ ة قامت ت من عصب ٍ عجب ُ
قموَلم َتـ ُ توما طلب ْ
س الفرد ي الرئي ِ بدون رأ ِ ش
م ل تخ َ ر الحك َ َتدب ّ ِ
والحكم ه
عواقب َ ُ
بقها بين مغصو ٍ حقو ُ
ة
ة الغّراءُ غاضب ٌ
التفتزاني ّ ُ
ضم مهت َ و ُ
ل الدنيا من ت دو َ وصّير ْ ن
ت التيجا َ قامت فذّلل ِ
الخدم ةقاطب ً
فازت بها عنوةً بالسيف ت لها في مستعمرا ٌ
والقلم ة
الكون عامر ٌ
مّريخ ض وال ِ وهذه الر ُ ن والمشتري في نبتو ُ
قم كالل ّ َ ة
فها كر ٌ ك ّ
ب شعواءً ن الحر َ فلُنعل ِ فكيف ُنغضي ونرضى
وننتقم عن إهانتها
تد المرهفا ِ لم ُنعم ِ ك في مل ْ ُل يسلم الـ ُ
1القصيدة بل عنوان وبل تاريخ.
-المصدر » :الكنوز -ما لم تعرفه عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه
102
البيض في القمم و إذا
أيدي العد ّ
ضب دياَر ما لم ُنخ ّ ول يدوم لنا مل ٌ
ه
ك ُنعّزز ُ
عتدي بدم الم ُ
ك من عاٍد مل ْ ِ
ل بالـ ُ ما ح ّ فسارعوا لجهاٍد أو يح ّ
ل
ومن إرم بنا
****
ة تشغل العينين في براق ً ج ما أحلى أميرةُ الح ّ
ّ َ
الظلم ِ سها ملب َ
م وذي ل ذي ه ّ تك ّ وأنعش ْ ت غصبا ً ألواُنها فتح ْ
سقم سنا مناف َ َ
ت تنظر في أثناء فلس َ
إل عيونا ً ُتجاريها بل سأم
طلعتها
ص على الباب شخ ٍ ب في مح ّانظْر تجدْ كم ُ
حم مزد ِ والطاقات ُ الطريق وكم
س وثغٌر غيُر ه عبو ٌ وج ٌ ل الرمل ل غزا ِ تمّر مث َ
مبتسم ة
نافر ً
د
ج ّ
م ِ وللفؤاد جحي ٌ م غيُر للعين منها نعي ٌ
رم مضط ِ ُ ع
منقط ٍ
ف من بمشطها أو بأطرا ٍ شعرها لما ل سّيما َ
ضمم ال ّ ه
فع ُ ُتـر ّ
ب مذعورا ً فيخفق القل ُ جيدَ دفعا ً كي وَتلفت ال ِ
من اللم ه
ع ُ ف َ ُتر ّ
****
ب شع ٍ ماذا يقولون عن َ ت في عّز ي ل زل َ مول َ
بل علم؟ ة
ومكرم ٍ
ك قولي ع َ
ع وسم ُ فاسم ْ ت
ن جئ ُ
ك لك ْ والمُر أمُر َ
أكبُر النعم مقترحا ً
ن
ف كالس ّ واجعْله ذا طََر ٍ عَلما ً يحكيل لنا َ اجع ْ
منثِلم ُ سها ملب َ
****
103
سّرنا فيه سواءٌ
ِ أحب ّ َ
ك يا هذا الوطن
ن
والعل ْ
النـاشـيــد
104
1
نشيد بطل الريف
]مشطور المتدارك[
ف
والتحام ِ السيو ْ جفي ثنايا العجا ْ
والمنايا تطوف ج
و دا ْ بينما الج ّ
مفيه أزكى سل ْ م يتهادى نسي ْ
2
ر الهمام المي ِ م«نحو »عبد الكري ْ
د
فنا غاُبنا نحن فيه السو ْ ري ُ
فنا نحميه ري ُ
****
ببفتى المغر ِ كّلنا ُيعج ُ
ب
لنتصار البي كّلنا ي ُطََْر ُ
ب
د؟إن دعا للجها ْ عدا ش ال ِ أين جي ُ
حداد بالسيوف ال ِ أصبحوا أعُبدا
د
فنا غاُبنا نحن فيه السو ْ ري ُ
فنا نحميه ري ُ
****
بوأذّلوا الرقا ْ طالما استعبدوا
م الحساب جاء يو ُ د
أيها الي ّ ُ
س ْ
ل َ بال ّ
ظبا وال َ ففليذوقوا الّزعا ْ
للمير البطل فل الهتا ْ ول ْن ُ َ
ع ّ
د
فنا غاُبنا نحن فيه السو ْ ري ُ
فنا نحميه ري ُ
****
1في أحد أيام الشتاء من عام 1924اجتمع إبراهيم طوقان وعبدالرحيم قليلت ومحمد فليفل في مقهى الكاريون) ..بيروت( ..كانت
البلد العربية تعصف يومذاك بأخبار انتصارات العرب في شمال إفريقية ..وخطر لبراهيم ..أن يضع نشيدًا لهذه الثورة ..فكان هذا
النشيد الذي وضعه إبراهيم في تلك الجلسة التاريخية ..،واستطاع ..الستاذ محمد فليفل ..أن يضع لحنًا قويًا ...في تلك الجلسة« من
كتاب» :شاعران معاصران« ص .123-122
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ))1924
2عبدالكريم الخطابي ) (1963 -1882ولد بقرية أغادير ،تخرج في جامعة القرويين ،وعمل بالتدريس فيها ،ثم عين قاضيًا للقضاة
بمليلة .قاد الثورة في الريف المغربي ضد المحتل السباني ،ثم قبض عليه ونفي ،واستطاع الهرب من السفينة عند مرورها في قناة
السويس ،وأمضى بقية حياته في مصر.
105
1
وداع -
]الرمل[
م
ن الش ْ ّ
ل لله لبنا ُ ل تق ْ
م
خض ْ ن ال ِ ل تقل أشتاق ألحا َ
م ً
ك مكفوفا أصـــ ْ ش كما أهوا َ ع ْ
م الهـوى
ل أيا َ س ُيا فؤادي وا ْ
فم الخري ْ ض أّيا َ
ت الرو َ هل رأي َ
ب الحفيف ل الزهارِ مسلو َ ذاب َ
ن في الغيم الكثيف؟ متواري الحس ِ
م الهـوى ؟!ن أّيا ُ يا فؤادي ،أي َ
ت الطيَر في الروض يدوْر هل رأي َ
هائما ً يبحث عن عهدِ السرور
ح تثـــور؟ غما ً ينساق والري ُ مر َُ
م الهــوى ؟! ن أّيا ُيا فؤادي،أي َ
ل تسْلني يا فؤادي عن هناْء
ك في الروض وفي الطير عزاء ل َ
م وشــقــاء إّنما العمُر نعي ٌ
ل الهوى !يا فؤادي ،وهنا ض ّ
2
فتية المغرب -
]الرمل[
1نظمها قبيل سفر الصديق الشيخ سعيد تقي الدين مهاجرًا إلى جزائر الفلبين سنة ) 1926أحمد طوقان( .وقد غنى هذا النشيد أحمد التنير) .سعيد تقي
الدين1960 - 1900 - :م -كاتب قصصي لبناني ،ولد في بعقلين ،تخرج في الجامعة الميركية ببيروت ،هاجر إلى الفلبين وعاد إلى لبنان عام ،1948
ثم هاجر إلى أمريكا الجنوبية وتوفي هناك(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1926
2
نظمه استجابة لطلب نفر من شبان مراكش السبانية كانوا يومذاك يتلقون العلم في مدرسة النجاح بنابلس« من كتاب» :شاعران معاصران« ص
.124
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1929
106
س َ
ولى النا ِنحن أ ْ ب هّيا
ة المغر ِ فتي َ
سبالندل ِ د
للجها ْ
ولها ُنرخص غالي ل فتاها نحن أبطا ُ
النفس د«
ن زيا ْ»اب ِ
ر وآثاَر
ب النا ِ
له َ ف على الشاطئ ق ْ
نالسفي ْ وانظْر هل ترى
د ُ
س ُ
ل ،ول آباؤنا أ ْ ق« عاد
م ل »طار ُيو َ
العرين القهقرى
ب
م شبا ِ ه عز َمشب ٌ
ُ ل
م الجبا ِ
م ل عز ُ يو َ
ب
المغر ِ تالراسيا ْ
ش
ة جي ِم َ
ته ّ أشبه ْ ر
ة بح ِم ُل ول ه ّ
العرب تالظلما ْ
ع
ب سلها داَرها الحمراءَ تسم ْ
يا فتى المغر ِ
جبا
ع َ
َ من بنى
تحسدُ الدنيا عليه
دها لذويها وطنا
ع ْ
فأ ِ
العربا
َ ت
ن هب ّ ْ
نحن أهلوها وإ ْ
ول
من ُرباها فعلينا أ ّ صبا َ
ك كيف تبقى لسوانا س هاتي َ ِ الفردو ة
ُ ّ ن ج
َ
ن ُُزل ؟ الّربا
****
ب
نحن الشبا ُ
ه ل ُنسل ّ ُ
م والل ِ
مالمسل ُ
ق
فدى البرا ِِ
نموت أو ُنكّرم
م
والحر ْ
107
د
يجري على ح ّ ن
يإ ْ
م العرب ّ د ُ
ّ
الظبا 1
أبى
فدى البراقِ وح ّ
ن نغضباقنا أ ْ
م
والحر ْ
ن
م الوط ْ فل َن ِ ْ
ع َ ن ول ُْنع ّ
ل الوط ْ
دكم خالدا ً
عاليا مج َ وانهضوا وارفعوا
ساميا
****
وطني صافح ده في وطني مج ُ
الكوكبا د
الكون أوح ُ
وطني حسُنه في
ة سهُله والّربا
جن ّ ٌ
ُ َ الكون مفرد
108
ن ننهضا
نأ ْ
آ َ يا شباَبنا انهضوا
1
نشيد النهضة -
]الرمل[
سّرنا فيه سواءٌ
ْ ِ ك يا هذاديُننا حب ّ َ
ن
والعل ْ الوطن
و يا تاري ُ
خ فار ِ
ن
واشهدْ يا زم ْ
****
طر فيس ّ
دها ُمج ُ هل حمى مث ُ
ل
سما
لوح ال ّ حمى ن ِفلسطي َ
د مثله مهما إنه نوٌر يضيء ي مج ٍأ ّ
النجما سما
سّرنا فيه سواء ك يا هذا ديُننا حب ّ َ
والعلن الوطن
و يا تاري ُ
خ فار ِ
ن
واشهدْ يا زم ْ
****
هره فادي وإليه المصطفى مط ّ حر ٌ
ً
ليل سرى 2
الورى
1
-المصدر :جريدة »فلسطين« -يافا .31/12/1929 -
109
ب أبى أن
حّبنا ح ّ وكذا البيعة حيث
1
ينكرا مرا ع َ
ُ
سّرنا فيه سواءِ ك يا هذاديننا حب ّ َ
والعلن الوطن
و يا تاري ُ
خ فار ِ
ن
واشهدْ يا زم ْ
****
بن بقل ٍ يا فلسطي ُ يأ ٌ
خ المسيح ّ
وفم للمسلم ِ
ع ْ
قدُ الثرّيا فانشري حّبهما في رمُزنا ِ
في الدم العلم
سّرنا فيه سواءٌ ك يا هذا ديننا حب ّ َ
والعلن ن
الوط ْ
و يا تاري ُ
خ فار ِ
ن
واشهدْ يا زم ْ
****
سأن تفوقي الشم َ ن دمي يا فلسطي ُ
عل ً
مجدا و ُ ف على وق ٌ
ك الرض طُّرا ً ْ
مل َ ك ُب ِ وعلى العهد بأل
بدل أقبل
سّرنا فيه سواء ك يا هذا ديُننا حب ّ َ
والعلن نالوط ْ
خو يا تاري ُ فار ِ
نواشهدْ يا زم ْ
2
موطني
]الرمل[
فـي ُربا ْ
ك والسناُء والبهاُء لل والجما ُ الجل ُ موطني
في هواك والهناُء والرجاُء والحياةُ والنجاةُ
هل أراكْ
وغانما ً مكّرما ؟ سالما ً منّعما
في عل ْ
ك هل أرا ْ
ك
ك؟سما ْ
تبلغ ال ّ
موطني
أو مه أن تستق ّ
ل ه ّ ب لن يك ّ
ل الشبا ُ موطني
يبيد ْ
ولن نكون للعدى نستقي من الـردى
كالعبيد
1عمر بن الخطاب.
2
لحنه الخوان :محمد وأحمد فليفل.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1930
110
ل نريد ْ
ّ وعي َ
شنا المنكدا ذّلنا المؤّبدا
بل ُنعيد ْ ل نريد ْ
دنا التليد ْ
مج َ
موطني
م والنزاعُ ل الكل ُ م والَيراعُ
الحسا ُ موطني
رمُزنا
يهّزنا وفا
ب إلى ال َ وواج ٌ دنا
دنا وعه ُ
مج ُ
عّزنا
ف
ة ُترفر ُ
وراي ٌ ف
ة ُتشّر ُ
غاي ٌ
كعل ْ في ُ هنا ْ
ك يا َ
عداكْ ً
قاهرا ِ
موطني
1
أطلقي ذاك العيارا
» ..وتوكل الشريف على الله ،ونهض في صباح اليوم التاسع من شعبان
سنة 2 - 1334حزيران سنة ،1916قبل الفجر وبيده بندقية أطلقها
طلقة واحدة كان لدويها صدى في جدة والطائف والمدينة) «..ملوك
العرب للريحاني :ج (1
)(1
ك ضيما ً َ
قد ْ ِ أطلقي ذا َ
ك
واصطبارا عيارا
ال ِ
د
ُيدَرك المج ُ
اقتسارا ُيطل َ ُ
ب العّز ابتدارا
أطلقي ذا َ
ك
العيارا
واركبي الهو َ
ل د
طمي القي َ ح ّ
سبيل الثقيل
س
عاش يا نف ُ
ك من كان بخيل
ب ِ ذليل
كأطلقي ذا َ
العيارا
ق
واطلبي الح ّ دّبري المَر نهارا
جهارا
ِ
1
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1934
111
ذ ّ واهبطي الهيجاءَ
فل ثارا
ل من ُيغ ِ
دارا
أطلقي ذاك
العيارا
ل َ
كيف مالت بالحبا ِ ل ق الرجا ِ يا لعنا ِ
ك أشبالي ها ِ
وعتادي للقتال
ومالي
أطلقي ذاك
العيارا
ت تسري َ
فكرةٌ تحم ُ
ل نارا أعنق ْ
انتشارا
ب الصدَر
ُتله ُ ب
ط القل َ تهب ُ
استعارا قرارا
أطلقي ذاك
العيارا
ه
بزناٍد فطوا ُ ه ت ثَ ّ
م يدا ُ علق ْ
ن صداهدد َ
ثم ر ّ ه
أضرم الِبيدَ سنا ُ
أطلقي ذاك
العيارا
)(2
ل أثارا
ي أبطا ٍ
أ ّ م أغارا
انظري يو َ
بين صرعى
ت أدارا
ي كاسا ٍ
أ ّ
سكارىو ُ
أطلقي ذاك
العيارا
م
واملي الشا َ د
احشدي البي َ
حقودا ُأسودا
ً
وُبنودا وبنودا ووعودا ً وعهودا ً
أطلقي ذاك
العيارا
ي الكباراوالمان ّ المنايا تتبارى
واعتزازا ً وافتخارا طَّبقي الر َ
ض
انتصارا
أطلقي ذاك
العيارا
1
ي
ن عل ّ
بالحسين ب ِ ي
اغدري غدَر القو ّ
1
الضمير يعود إلى بريطانيا العظمى )أحمد طوقان(.
112
ت بالخ ّ
ل لس ِ
ي
للحليف العرب ّ يالوف ّ
أطلقي ذاك
العيارا
****
فاطلبي العّز ك أمتي َ
قد ْ ِ
ابتدارا اصطبارا
هاجني الماضي د
وخذي المج َ
دكارا
ا ّ اقتسارا
أطلقي ذاك
العيارا
****
1
نشيد رثاء غازي
]الرمل[
ة فوق ُ
ذراها ت واله ً خفق ْ ب عراها وعها خط ٌ ةر ّ راي ٌ
ً
جَزعا تنعي إلى الدنيا فتاها َ ة
صبا مّرت بها نائح ً وال ّ
ملي
ملي وبعد غازي أ ّ يا رايتي َتج ّ
لواعتصمي بفيص ِ
ل
ة المستقب ِ أمنّيـ َ
كعهد غازي أشرفي على الحمى
لة بفيص ِ ورفرفي منيع ً
ل
ة المستقب ِ ريحان َ
ت
ت المعالي الخالدا ْ ن رايا ِ واب َ ت
ت الباترا ْ هفا ِ ل المر َ يا سلي َ
م وثباتك عز ٌدنا عهدُ َ عه ُ م إنما ل وانع ْ ي البا ِ م رض ّ نَ ْ
ق المنى نبنينم بالهنا فإّننا وراء تحقي ِ
ن الوطنا به ّ
فيعتلي ويعتلي
فدا حتى ينال الفرقدا ل له ال ِ ولم ن ََز ْ
مكّرما ً مخّلدا
مؤّيدا ً بفيص ِ
ل ُ
****
2
أشواق الحجاز
]المتقارب -المتدارك[
ب
م بح ّ
فؤادي وها َ ك
بلدَ الحجاز إلي ِ
النبي هفا
1لّ
حنه المرحوم يحيى اللبابيدي وُأذيع من محطة القدس )أحمد طوقان(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1939
2المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1939
113
ب ذاك
ويا طي َ م
ويا حّبذا زمز ٌ
الثرى الطّيب صفاوال ّ
114
فيه نسود ْ سّر الوجود ْ
ِ
ن
في العالمي ْ
ة بين المل قيم ٌ لما للكسو ِ
م إلى العل ّ
سل ٌ ُ لول الخمو ِ
م
خيُر الشي ْ م
تبني الم ْ م
ن الهم ْ
إ ّ
أن نعمل
ل ُيحيي الم ْ ن العم ْ
ل إ ّ
فيه نسود ْ سّر الوجود ْ
ن
في العالمي ْ
بقوّةٌ ل ُتغل ُ ب
م الشبا ْ
عز ُ
كبل ي َْر َأيّ هو ٍ بول يها ْ
ن
للوط ْ أو يجتني ل ينثني
بما يطل ُ
ُيحيي الم ْ
ل لإن العم ْ
ْ فيه نسود ْ سّر الوجود
ن
في العالمي ْ
1
نشيد الربيع -
ع
قد بدا الربي ْ
ن
وصفا الزما ْ
ن
هّيا يا إخوا ْ
ننجمعُ الزهاَر والثمار في الوديا ْ
س
ت النفو ْ طاب ِ
حت الفرا ْ م ِ عَ ّ
حت الترا ْ زال ِ
ن
نُ ،ينشد اللحا ْ ل طيرٍ فوق غص ٍ ك ّ
ن
ث الشجا ْ ن ،يبع ُ ن بعد لح ٍ ل لح ٍ ك ّ
ن
ب اللحا ْ ن أعذ َ فلتغ ّ
ب ة القلو ْ بهج ُ
ل شادِ بلب ٌ
م بالوادي ها َ
ن
ن للوطا ْ ب-ح ّ ن -كغري ٍ ذو حني ٍ
ن
س الولها ْوالغاني كالمانيُ ،تؤن ُ
نل حيرا ْ ه من بلب ٍ يا ل ُ
ذلك الغديُر
ماؤهُ صافي
ِوردهُ شافي
ن
ده نشوا ْ من أتاهُ -يا هناهُ -ر ّ
ن
س الجفا ْ طاف يجري -بين زهرٍ -ناع ِ
ن.ت فوقه الغصا ْ وتدل ّ ْ
نهّيا يا إخوا ْ
1لم نستطع وضع هذا النشيد ضمن بحر من البحور الشعرية المعروفة ،لنه ل يلتزم بأي قواعد البحور المقررة ،ولعله من أوائل قصائد الشاعر.
-المصدر» :الكنوز -ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه (لم يحدد تاريخه)
115
إنه الربيعْ
ع
ة الجمي ْ بهج ُ
ن
ن اللوا ْ ً ً
فاض نورا وسرورا ،فات َ
ن
و ،واطرِح الحزا ْ و ،فُْز بله ٍم لصف ٍ قُ ْ
ن.
ي سي ّد َ الزما ْ ولنح ّ
****
116
يخّلف ء
ت سوى امرى ٍ وما قهر المو َ
خّلدا بين الناس ذكرا ً ُ
م َ
شعر الرثاء
117
1
كارثة نابلس -
]الخفيف[
ع
ب أم دمو ُ تجرح القل َ ل
ء والطفا ِ
ع النسا ِ
أدمو ُ
ل؟الرجا ِ
فرماه القضاءُ بلدٌ كان آمنا ً مطمئ ِن ّا ً
بالزلزال
طَل َل ً دارسا من
ً
ه ة ،إث َْر هّز ٍ
ة تركت ْ ُ هّز ٌ
ِ
الطلل
ما على ظهرها من ت
ض ثم شب ّ ْ
ت الر ُماد ِ
الثقال توألق ْ
تت أهلها ،وذا َ َ لفظ ْ ن دياٌر
ت اليمي ِ
فتهاوت ذا َ
الشمال
سهاـيا ظلمًا ،وشم ُ ج تثيره تر َ
ك الدّْنـ
في الزوال بعجا ٍ
ماتحتها أهُلها ،وإ ّ ما قبوٌر
خوال هي إ ّ
و ْ
فإذا الدوُر َ
هو بال ف ْكهَ ،ئم ِ منها لد ّ وأرقّ النسيم ِ لو مّر بالقا
2كانت تقام في اللحظة التي وقع فيها الزلزال حفلة زفاف كبرى للصديق السيد حكمة المصري وإخوانه وأبناء عمه )أحمد طوقان(.
118
والشكال
و
غد ّن ال ُ
ك ،يصل َ ك في ـ ِ ت على أرائ َ صادحا ٍ
بالصال الْيـ
ع وك َّر في اللحن ـ ٍ تت أرسلَنها ذا ُ غما ٌ نَ َ
واسترسال سجيـ تَ ْ
كان يشفيه ب َْردُ تلك ليا طيوَر الوادي غلي ُ
الظلل فؤادي
ت لي الغناءَ ج ْمَز َ يا طيوَر الوادي رزايا
بالعوال بلدي
ك للسرور مآل ً فغدا بالثبور شّر مآل كان وادي ِ
ت في ُز ،فماذا سمع ِ ل« من صدى 1
كان »عيبا ُ
عيبال ؟ س يهتْز ُ
الن ِ
ء
ل منه وما ٍ في ظل ٍ مْنزها ً 2
م« َ كان »جرزي ُ
ل
ُزل ِ والغواني
ل
ت الرما ِ زفرا ُ ه
صبا ُع عيوُنه؟ أ َ أدمو ٌ
والثكال ؟
هوجا ً تمت ّ
د ك ُمن ِ تت ما عهد ُ يا يدَ المو ِ
للغتيال ُألوفا ً
ة ما ب خمس ً ت الحر ُ طغ ِ
ت بغير قتال
مّر ْ
ن َ
كثوا ٍ دهْتنا
ن شّتى، ووجوهُ المنو ِ
كّلها عند هذه الهوال
فبانت
م َ
فّرقَ الوصال جمعوه ُ ه
مه وأبي ِدل ّ من وحي ٍ
ه
ب على بنيه بوج ٍ مك ِ ّ و ُ
ع بالثرى المنهال
الدم َ خلط
ع
هو ضار ٌ جَزعًاَ ،
و ْ قوي أبيها َ
بابتهال ح ْ َ ْ تب ِ ة لذ ْ وفتا ٍ
ح قريبا ً منه بعي َ
د َ ض رأى ابَنه ُيسِلم وحري ٍ
3
المنال الّرو
عون ت ،وكانوا يد ُ ِ
خ الـموصّر ِ
وٍد ُ ع ّ
ضو ُ ومري ٍ
َ ْ بالبلل
صناتد ،وبالمح َ َ ت بالمريض، ف البي ُ س َ خ ِ
ُ
والطفال ومن عا
ن
كيف تلهو المنو ُ ة
قد رأينا في لحظ ٍ
بالجال وسمعنا
م
ن الجسو َ ى ،ستر َ و ً ع بل مأ سوةٌ جيا ٌ ههنا ن ِ ْ
بالسمال
1عيبال« :جبل يكتنف نابلس من الجهة الشمالية )أحمد طوقان(.
2جرزيم« :جبل يكتنف نابلس من الجهة الجنوبية )أحمد طوقان(.
3الحريض :الساقط الذي ل يستطيع النهوض )أحمد طوقان(.
119
ث فوق ل الثا ِ م بدي ُ
ُ م
غ ْ
ههنا أسرةٌ ُتهاجر وال َ
الرحال
عيال
م كثير ال ِد ٌ
ع ِ
م ْههنا ُ ه
ى بفقد ذوي ِ
مبتل ً
ههنا ُ
ب نك ّ
ل قل ٍ مل الحز ُ
س بنضرة المال
ح يأ ٍ
ري ُ توأود ْ
1
سّر الخلود
]الكامل[
د لي بالحياة َتعل ّ ٌ
ق وَتشدّ ُ
والعمُر ما بعد المدى
د فيسن َ
ف ُ
ه ُ نَ َ
دده وأعلم أن ّ ُ
س أر ّ
ف ٌ
ت بين جوانحي
ِللمو ِ
دد
يتر ّ
م ُأخاتله بما وي َل ُ ّ
م بي أل ٌ
ب فيستكين
يصف الطبي ُ
ويخمد
ت من
ويسّرني أّني نجو ُ
الذى
ت
ن نجو ُ
ويلي كأني إ ْ
مخّلد
ُ
وكأنني ضّلل ُ
ت سيَر
منّيتي
ء
ن الطريق إلى الفنا ِ
إ ّ
1
في رثاء سعد زغلول.
-المصدر :ط .دار القدس ).(1927
120
معّبد
ُ
ع
ت بخاد ٍ
ت لس ُ
هيها َ
ن الردى
عي َ
ن الردى ي َ ْ
قظى عي ُ
وعين ُ َ
ك ترقد
تل
ت بعد المو ِ أنا أن َ
د
مستعب ِ ٌ ُ
حّرا ً فأحقره ول
ُ
مستعَبد ُ
ة
ف الحيا ِ
ت خّزا َ
ورأي ُ
ُيذّلها
سها ،وُيعّزها
فيدو ُ
ضد
فُين ّ
هل كان سعدُ كما
ت من الورىعلم َ
د
ن سع َ
ت؟ كل إ ّ
فيمو َ
َ
لوحد
ف نعيه
ت عواص ُ هب ّ ْ
ة
مصري ّ ً
ة َتتمّرد
فإذا بها شرقي ّ ٌ
مه
ت أسأل يو َ
وطفق ُ
ه
فإذا ب ِ
م
ت أبك ُ م لَ َ
عمُر المو ِ يو ٌ
أسود
ة
ت في القدار ليل َ
وارتب ُ
ه
نعي ِ
م قيل وَلـحد ُ
ت َرْيبي يو َ
حد
سُيل َ
ر بفقد
ت بنو مص ٍ
جع ْ ُ
ف ِ
زعيمها
ع تفقد
ي أرو َ
ه أكبُر أ ّ
الل ُ
؟
ل
ن الني ِ
يا سعدُ يا اب َ
ه
رّنق ماء ُ
د ُثك ُ
ل البنين ،وهل كسع ٍ
ُيولد ؟
ب مصُر التي فقدت ْ َ
ك قل ٌ
ق
خاف ٌ
عه التي
والشرقُ أضل ُ
َتتو ّ
قد
121
وكأنها كبدٌ ُيصّرعها
السى
ما َتعّلقها يد
وكأنه لـ ّ
ث
ت باع ُ عبدت ْ َ
ك مصُر وأن َ
مجدها
إن البطولة منذ كانت
ُتعَبد
دها
ة عب ُ
ب البطول ِر ّ
ه
تب ِ
قذف ْ
ب ُيبيدها شم َ
ل الخطو ِ
ددوُيب ّ
ب وقد
يلقى الخطو َ
طغى تّياُرها
فإذا به صخٌر هنالك
جْلمد
َ
ع وإذا بها ُلـج ٌ
ج َتداف َ
جهامو ُ
دها فَتحوُر عنه
فيص ّ
ويصمد
ف
وإذا به فوق الك ّ
مكل ّ ٌ
ل ُ
بالغار ُيكبره الورى
جد
وُيم ّ
ح
وإذا به تحت الصفي ِ
د
بمعب ٍ
ة الغّراء حيث
والكعب ُ
المعبد
ن الخلوِد
وإذا به عي ُ
ه
سّر ُ
و ِ
ه
حّر الوجو ِ
تعنو له ُ
وتسجد
ة يا سعدُ شأن ُ َ
ك والبطول ُ
أنها
ت
ت أن َ تجثو لدي َ
ك وأن َ
السّيد
ع وستين
ه ،في سب ٍ
الل ُ
ت
انطو ْ
ة
ضاءُ العزيم ِ
م ّ
ت َ
والمو ُ
يطرد
ة
م ً ب الحبائ َ
لج ّ نص َ
122
ت فتق ّ
طع ْ
م
وعهدُته يرمي السها َ
صد في ُ ْ
ق ِ
ما كان في المنفى
ق منه في
بأخف َ
مه
ش سها َ
ر يري ُمص ٍ
دد
وُيس ّ
ورأى بطولت َ َ
ك التي
ه
تل ُ
صمد ْ
مسّرد ع علي َ
ك ُ وكأنها در ٌ
فرمى حبائَله وح ّ
طم
ه
س ُ
قو َ
ك خائفا ً
وأتى سريَر َ
صد
يتر ّ
فسقا َ
ك خمرةَ كأسه
فعرفَتها
وجرعَتها» ،وأنا
ددت« ُتر ّ
انتهي ُ
ت وإنما تلك
عم ِ انتهي َ
نَ َ
القوى
نوٌر يفيض وجذوةٌ ل
تهمد
ق ت سبي َ
ل الشر ِ فهد ْ
ه ُ
في ظلمات ِ
ور في الحياة
فجرى ُيغ ّ
جد
وُين ِ
ت بكلكلها على
وهو ْ
أعدائها
ت مصٌر لمن
وَتفرعن ْ
يتنمرد
جبه
الفرقدُ الهادي ُيح ّ
الثرى
فمتى يؤوب؟ وأين
يطلع فرقد ؟
يا حسرتاه على البلد
ُيقيمها
ة بالرئيس
غدُر المني ّ ِ
عدوُيق ِ
ت مصَر
زفراُتها زفرا ُ
ت
دع ْ تص ّ
123
ن قلوُبنا
من هوله ّ
وال َك ُْبد
ت »عيبا ُ
ل« منذ تزلزل ْ
ه
أركان ُ ُ
ك ُيسعده ندا َ
ك ما انف ّ
1
وَيسعد
ه
مصابه ووصلت َ ُ
عّزيَته ب ُ
ةل حسبي عزاؤ َ
ك نعم ً
حد
ُتج َ
ة
ت به الحيا َ
جودٌ ختم َ
ه
وإن ُ
ةل َ
ك ف صنيع ٍ َلـختا ُ
م أل ِ
مد
ُتح َ
ت له فبات
عي َ
ولقد ن ُ ِ
ه
وحزن ُ ُ
ن
ن تسيل به وعي ٌ
عي ٌ
تجمد
هذا ثرى مصَر التي
أحببَتها
م هادئا ً يا سعدُ طاب
نَ ْ
المرقد
ك أفئدةٌ تودّ ل َ َ
و تفدي َ
اّنها
س
ت هي الرم ُ أمس ْ
سد
الذي َتتو ّ
وتودّ لو أن الزاهيَر
التي
ن قد كّللو َ
ك بها عيو ٌ
تسهد
ح والريحان خيُر
و ُالّر ْ
ة
تحي ّ ٍ
ت والسلسبي ُ
ل -ولس َ
تظمأ -مورد
ل من َ
ك الذكُر في لم يخ ُ
ن وما
وط ٍ
ة ت لذكر َ
ك لوع ٌ برح ْ
ددَتتج ّ
****
124
1
حريق الشام
2
]السريع[ إلى نديم
هفي على الشام لَ ْ
س ّ
كانها و ُ
ة ظامي لهف َ
حّراِنها
ح َ
الرو ِ
ما أحرقْتها الناُر
لكّنما
ن
مفتو ٍ
ع َ
ضلو ُ
بغزلنها
ت ُ
رم ْ
ما أض ِ
بإ ّ
والح ّ
ه
ناُر ُ
تسمعه الدنيا
بآذانها
م« أخبْرني
»ندي ُ
فقد راعني
ر
ث النا ِ
َتشب ّ ُ
بغيطانها
ت الناُر
هل سر ِ
إلى »تينها«
ض
وُتوتها الغ ّ
3
مانهاوُر ّ
****
4
رثاءُ نافع العّبوشي
]البسيط[
ع« لو
هفي على »ناف ٍ لَ ْ
ه
كان ينفع ُ
لهفي ..وهيهات ما في
ع الموت ن ّ
فا ُ
ر
قد شّيعوه إلى قب ٍ
ه
فب ِ
يح ّ
125
ع
من المهابة أتبا ٌ
ِ
وأشياع
حوْته أوطاُنه في
جوفها فغدا
ي
ه َ
بو ْ
كأنما هو قل ٌ
أضلع
يا موطنًا ،في ثراه
ه
غاب سادت ُ ُ
لو كان يخجل من
باعو َ
ك ما باعوا
****
1
صاحب غمدان -
]الطويل[ رثاء العلمة المرحوم جبر ضومط )أستاذ الداب العربية في
جامعة بيروت الميركية(
ن« 2ما ُيبكي َ
ك يا »أغمدا ُ
ة الهدى؟ كعب َ
م السى يا هيك َ
ل وفي َ
3
ل والّندى ؟الفض ِ
ت وحد َ
ك ك لو أصبح َ عذرت ُ َ
ى
مبتل ً
تن صبرا ً لس َ
أغمدا ُ
بالخطب أوحدا
جب ٌْر«
ن» َلئن مات يا غمدا ُ
دما فش ّ
أعدّ رجال ً للحياة وجّندا
ر« وحول َ َ
ك أتبكي على »جب ٍ
جندُهُ ؟
ك فيمن راح حول َ
ك عزاؤ َ
واغتدى
م
ه ْح ما يزال يمدّ ُ ك رو ٌ ِلباني َ
ر
ده ِ ك ممدودٌ على ال ّ وظل ّ َ
126
سْرمدا
م
ش ّ ويا من رأى أركان َ َ
ك ال ّ
في الّربا
ن
ت لبنا َ
ن من جّنا ِ
وأ َ
تب ّ
مقعدا
ت
م اللغا ِ
ت على أ ّ
حنو َ
صنَتها
ف ُ
ع
ح المني َ
ت لها الصر َوكن َ
الممّردا
وكان لها »جبٌر« أمينا ً
وحاميا ً
إذا ما بغى الباغي عليها أو
اعتدى
ت
شيد ْ
ن ِ
وللعلم في لبنا َ
د
معاه ٌ
ل
ق أيدي الجه ِفلم ُتب ِ
1
ن معهدا منه ّ
ه
و ُ
جن َ ْ
ما قد َ
حم ّ
وأقب ُ
اعتذاُرهم
ع الما ُ
ل في فقالوا :يضي ُ
سدى
عها ُ رف ِ
فدُ الما َ
ل وقد زعموها ُتن ِ
ة
كثر ً
فهل تركوا مال ً هناك
فينفدا ؟ !
ح إن هم أطفأوها
مصابي ُ
فإّنها
شؤم ٍ كم أضل ّ ْ
ت ب ُحباح ُ
َ
من اهتدى
وما ل َ َ
هفي إل ّ على ساع ٍ
ة
بها
ه
عدا ،ل بارك الل ُ
صدقنا ال ِ
في العدا
1الشارة إلى إغلق المدارس في لبنان أيام النتداب الفرنسي )أحمد طوقان(.
127
عْرب
د بيضاءَ لل ُ
م من ي ٍ
فك ْ
عندهم
حّر الذي »ومن ل َ
ك بال ُ
1
يحفظ اليدا«
لئن خّلفوا لبنا َ
ن يخبط
في الدجى
ن ما انف ّ
ك ن يا لبنا ُ
فغمدا ُ
فرقدا
ق الّردى مهما يط ْ
ل طري ُ
قه الّردىيل َ
عر يجده قصيرًا ،وإن ي َ ْ
و ُ
هدا
مم ّ
ُ
ت الفتى تحني
ومو ُ
ه
الثمانون ظهَر ُ
ة
كموت الفتى في ميع ِ
ر أمردا
العم ِ
ن شّتى حيات ُ َ
ك يا إنسا ُ
ضروُبها
ب
تحيط بها شّتى ضرو ٍ
من الّردى
ي
ت القو ّ
وما قهَر المو َ
ئسوى امر ٍ
كرا ً
س ِذ ْ ّ
ُيخلف بين النا ِ
مخّلداُ
ر ،ل ُيخّلف طي َ
ب الذك ِ
كالذي قضى
وخّلف وعدا ً في فلسطي َ
ن
2
أنكدا
فأبكى به قومًا ،وأضحك
ة
أم ً
128
م
ه إل أن تهي َ
أبى الل ُ
َتشّردا
ف
س من ك ّ
ن خيَر النا ِ
ولك ّ
ه
شّر ُ
ة
س أو أغنى الحيا َ
عن النا ِ
وأسعدا
1
ه«
ر« و»عبدالل ِ
»كجب ٍ
طاب ثراهما
ق
ح الشذى َري ّ َ
وا َ
ول زال ف ّ
الندى
على خير ما يرجوه كان
كلهما
غْيبا ً
جهادا ً وإسعادا ً و َ
شهدا م ْ
و َ
هياما ً في هوىوهاما ُ
ة«ضري ّ ٍ
م َ
» ُ
كما انقطعا دهرا ً لها
وَتجّردا
فكم نشرا من ذلك
ن ما انطوى
الحس ِ
ر
ة في ذلك السح ِ
وكم آي ٍ
ددا
ج ّ
ر«
ت »بجب ٍ
بلغُتها افتن ّ ْ
وآثرت
ن« ظل ً
فصاحُتها »البستا َ
وموردا
ضيم
ت -ولو ِ
ة عّز ْ
إذا لغ ٌ
أهُلها -
فقد أوشك استقلُلهم أن
ُيو ّ
طدا
1عبدال البستاني صاحب قاموس )البستان( وقد توفي بعد الستاذ ضومط بأيام قليلة )أحمد طوقان(.
129
ر« يدٌ عندي َتأل ّ ُ
ق »لجب ٍ
كالضحى
ل لها شكرا ً رثائي َ
ك وق ّ
شدامن ْ ِ
ُ
ت
ر ببيرو َ غشيُتـ َ
ك في دا ٍ
للندى
فناءً
وللدب العالي ِ
دىمنت َ
و ُ
شُر من ف ذوي َ
ك الب ِ ْ وح ّ
ب ك ّ
ل جان ٍ
ددا
ه َتر ّ
ر الوجو ِ
وبين أساري ِ
ت بي من فيضوآنس َ
ة نور َ
ك لمح ً
معينا ً
ت من شأني ُ
فأعلي َ
شدامر ِ
و ُ
ت بي ب َّرا ً فيا ب ِّر
لقد كن َ
د
وال ٍ
سم خيرا ً في ابنه تو ّ
هدا
فَتع ّ
ويا حسرتا ُأضحي بُنعما َ
ك
نائحا ً
ن
ت بها من قبل حي ٍوكن ُ
مغّردا
ُ
ة كان
م ٍ
ه ّ
ت لها من ِ
عجب ُ
منتهى
ك فيها حافل ً مث َ
ل حيات ِ َ
مبتدا ُ
فيا ُلغتي ِتيهي »بجب ٍ
ر«
على الّلغى
ويا وطني َردّدْ بآثاره
صدى
ال ّ
130
****
الملك حسين
]الرمل[
ه
ة الله عليه إن ّ ُ
رحم ُ
س ،وكان
غاله اليأ ُ
المل
ح قوم ٍ خذلوه بعدما
وي َ
أخذوا الميثاقَ أل
ُيخ َ
ذل
ر بمن
ة الغد ِ
شيم ُ
ينصرهم
ي«
ن عل ّ
ت يا »اب َ
ذهب ْ
مَثل
َ
ت المصطفى لم آ َ
ل بي ِ
تبرحوا
ت في
ردون المو َ تَ ِ
عل ّ
ظِل ال ُ
س التي في
ت الكأ ُ
كاد ِ
1
ص« » ُ
قْبر ٍ
س التي
ُتشبه الكأ َ
في »ك َْربل«
2
نسر الملوك
]الرمل[
رثاء المغفور له صاحب الجللة فيصل الول ملك العراق »ألقيت في حفلة
الربعين التي أقيمت في مدينة نابلس«
قومي لو ُشّيعي اللي َ
َ
استقبلي
س وراءة الشم ِ طلع َ
ل
الكرم ِ
واخشعي ،يوشك أن
حمى يغشى ال ِ
1نفي النجليز الملك حسين إلى قبرص بعد تخليه عن ملك الحجاز لبنه علي ،وبقي فيها منفيًا ست سنوات )1921 -1925م(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1932
131
ن سًنى من
يا فلسطي ُ
»فيصل«
ة
يا لهــا من ِديم ٍ
يرفـعـهـا
ق لعين
ب الف ِ
منك ُ
المجتلي
ت أمنا ً وظل ً وهد ً
ى نشـأ ْ
فل ْ ٍ
ك هدى النجم ِ ل ُك ُ
مقِبلُ
ع،
ما دنا حتى همى الدم ُ
فهل
ث فوق
ء« الغي ِ»إيليا ُ
3
الجبل ؟
فل ْ ُ
ك الذي يحمله ذلك ال ُ
مثُله منذ جرى لم
َيحمل
ه
رب ِ
ة البح ِ دى ُلـ ّ
ج َ لو َتع ّ
ع
جة دم ٍ
خاض في لـ ّ
مسَبل
ُ
ف
وانطوى العـاص ُ
ه
جل ُ
والمو ُ
ن
فاكتسى البحُر غضو َ
الجدول
فْلك يجـري بينها
وإذا بال ُ
ف بين
كـمـرور الطي ِ
المقل
ه
رم الراقـدَ يدري أن ّ ُ
ُيك ِ
ب
ة والقل َ
ُيؤِثر الراح َ
الخلي
ه
راقدٌ ينعم في ضجعت ِ
خّلف الدنيا به في
غل ُ
ش ُ
ة فيها
أيقظ اللوع َ
والسى
وغفـا بينهما لم يحفل
ن عن
ق الجفا ِ
مطب َ َ ُ
ن طغى ْ
جف ٍ َ
ن
ع وجف ٍ
ح الدم ِ
م ِجا ِ
فل مج ُِ
3في التوراة أن القحط عّم فلسطين في أيام النبي »إيلياء« فدعا ال من جبل الكرمل أن يكشف الكرب بالغيث فاستجيب له.
132
ب ما
ن القل ِ
مطمئ ِ ُّ
ه
ُ تزعج ُ
ت كالغضا
زفرا ٌ
المشتعل
****
ت من
ما الذي أعدد ِ
قرى
طيب ال ِ
ف
ن لضي ٍ
يا فلسطي ُ
ل؟ج ِ
ع َ
م ْ
ُ
ل أرى أرضا ً نلقيه بها
ع
ض بي ُ
قد أضاع الر َ
فلس ّ
ال ّ
ح
ك ل َيـلم ْ
ه ِ
فاسُتري وج َ
على
ي فوق
ه الخز َ
صفحتي ِ
الخجل
****
ن
كإ ْ أكرمي ضي َ
ف ِ
ه
أحببت ِ ِ
ح ّ
فل ر ال ُ
كبا ِ
بأمانيه ال ِ
ة
ول ً
مع ِ
ل تقومي حوله ُ
مل ْ ِ
ك أل ّ من جلل الـ ُ
ولي
ع ِ
تُ ْ
واسألي الباغين ماذا
م
ه ْ
هال ُ
ن
منه في أكفانه إ ْ
تسألي
مْيتا ً فاّتقوا
راعهم حي ّا ً و َ
خ َ
ذل ة جّبارةً لم ت ُ ْ
م ً
ه ّ
ِ
ب وا في ك ّ َ
ل قل ٍ ورأ ْ
هحول َ ُ
جذوةَ العزم ِ ونوَر
المل
ه بط ٌ
ل قد عاد من ميدان ِ ِ
ظافرا ً يا مرحبا ً بالبطل
133
****
ء« يجلو
س »الشقرا ِ
فار ُ
باسمها
1
غمرةً ليلُتها ما تنجلي
جْين 2في
ب التا َ
صاح ُ
ه
موكب ِ
ع
د المني ِ
ة المج ِ
راي ُ
الطول
ك«
من رأى »نسَر الملو ِ
المرتجى
عقبانه في
طار من ُ
جحفل
وسواءٌ في العاصير
وا
ض ْ
م َ
وا في ن َ َ
فحات ض ْ
م َ
أم َ
الشمأل
ه طارت
كجنود الل ِ
خيُلهم
ر في سماء
م بد ٍ
يو َ
القسطل
من رأى نارا ً على
ة
عاصف ٍ
غضوبا ً من
ض َ
هكذا انق ّ
علَ
هبط المعق َ
ل يخشى
دثا ً
ح َ
َ
حْرُز
ه ِ
ن الل ِ
ويمي ُ
3
قل المع ِ
ت »آشوُر« حتى َ
شر ْأ ِ
جاءها
أمُرها بين ال ّ
ظبا
سل َ
وال َ
ه
ق دون َ ُ ك ّ
ل لؤم ٍ وعقو ٍ
ن« لئيم ِ
ل »شمعو َفع ُ
4
»الموصل«
ق ُترى
ب للح ّ
ثورةُ الغاض ِ
1لما ُأعلنت الثورة العربية الكبرى كان المغفور له الملك فيصل الول خارج الحجاز في زيارة أعدها له التراك وعندما صمم باعث النهضة العربية
على إعلن الثورة ضد التراك بعث إلى ابنه )المير( فيصل ببرقية جاء فيها )أرسلوا الفرس الشقراء( دعوة منه لبنه بالعودة إلى الحجاز فعاد )أحمد
طوقان(.
2تاج سورية وتاج العراق )أحمد طوقان(.
3يشير الشاعر إلى عودة المغفور له الملك فيصل إلى العراق إثر فتنة الشوريين )أحمد طوقان(.
4شمعون هو زعيم الفتنة الشورية )أحمد طوقان(.
134
و ّ
كل ب من ُ
غ ٌ هذه ،أم َ
ش َ
5
؟
ه
ف الذي جّرد ُ
ذلك السي ُ
ن هذا
فضحْته عي ُ
صْيقلال ّ
ت عن
ن سهر ْ َ
يا لعي ٍ
ل«»فيص ٍ
مل ْ َ
ك له ما تحرس الـ ُ
تأتلي
ت الغدَر فآذاها ،فهل
رأ ِ
م ولما
تحمل الضي َ
تغفل ؟
ق في ابن َ
ك »غازي« خل ُ ٌ
ُ
ن
لم يك ْ
ب عن قريب
بغري ٍ
المنهل
ك ضيما ً
شبل ُ َ
ق ِ
لم ي ُطِ ُ
سّيدي،
ع للعذر قبل
فاستم ْ
ع َ
ذل ال َ
م في
قد يكون الحز ُ
العزم وقد
ي ُك َْتب التوفي ُ
ق
جلمستع ِ
لل ُ
ة
م ٍ
ل في أ ّ
ة من رج ٍ
غضب ٌ
ة في رجل
م ً ُ
جعلْته أ ّ
****
من هفا للمثل العلى
د
يج ْ
م أعلى
في بني هاش َ
مثل
ت أّيكم يا آ َ
ل بي ِ
المصطفى
مستشهدا ًما قضى ُ
ِ
منذ »علي« ؟
د ُ
ل أحاشي بينكم من أح ٍ
و
صن ْ ُ
ب ِ
ي الحر ِ
فكم ّ
العز
5يتساءل الشاعر هل هذه ثورة قام بها الشوريون من تلقاء أنفسهم أم فتنة حرضهم عليها الجانب )أحمد طوقان(.
135
كّلكم ينشأ قلبا ً ويدا ً
ولسانا ً في جهاد
طل المب ِ
خل ْدُ لكم هيكل َ ُ
ه فتح ال ُ
فإذا أنتم ُبدوُر الهيكل
م جبري ُ
ل جناحيه على ض ّ
ل
ض ون ُب ْ ٍ
سؤدٍد مح ٍ
أمثل
وأطاف المل َ العلى
بمن
م
ق عز ُ
مه في الح ّ
عز ُ
الرسل
مْلكا ً لم فيص ٌ
ل شّيد ُ
يز ْ
ل
ه و»غازي«
حمى الل ِب ِ
يعتلي
ح،
ب بذل الرو َ
وبشع ٍ
ومن
ك وطيدا ً
مل ْ َ
د الـ ُ ي َن ْ ُ
ش ِ
ي َْبذل
د
م« لكي ٍ
ليس من »حا ٍ
ينبري
ب«
منتدَ ٍ
فيه أو » ُ
مختِتل
ُ
صّبوا
ضَرموا الناَر و َ
أ ْ
فوقها
حّرا ً أبي ّا ً يغتلي
مهم ُ
د َ
صهروا الغل َ
ل
وانصاعوا إلى
س الرض فقالوا
دن ِ
اغتسلي
دها
ور ُ
ب ِ
ة عذ ٌ
وإذا دجل ُ
م وإذا النخ ُ
ل كري ُ
المأكل
ت
ما ازدهر ْ
م ّ
وإذا بغدادُ ِ
خ بعد
ة التاري ِ حلي ُِ
عطلَ ال َ
ه،
نب ِ
ه ،والعو ُ
ووقاها الل ُ
ول
ر وغدَر الدّ َ دو َ
ل الغد ِ ُ
136
****
1
وردٌ يغيض وهجرة تتدفق - ِ
]الكامل[
رثاء المرحوم موسى كاظم باشا الحسيني
ة من ه القضي ّ ِ وج ُ
ق
ر ُ مش ِ َ
جهادك ُ
ك من وعلى جهاد َ
ق
ك رون ُوقار َ
ك في الكهولة ه قلب ُ َ لل ّ ِ
هإن ّ ُ
ء
ة في حيا ٍ ترك الشبيب َ
رق ُتط ِ
بب وراءَ الشي ِ قل ٌ
صبامّتقدُ ال ّ ُ
كالجمر تحت رماده
َيتحّرق
ل ت حتى ظ ّ أقدم َ
يعجب واجما ً
كش من اليام ِ حول َ جي ٌ
دق مح ِ
ُ
تلك الثمانون التي
في َْتها و ّ َ
في نصفها عذٌر لمن
ل يلحق
ت بها ،فما ن سبق َ لك ْ
ر
ص ٍ لمق ّ
ة به يتعّلق ب لمعذر ٍ سب ٌ
مْرَتها كالدوح ،ظاهُر ع ّ َ
137
ه
عوِد ِ
ُ
ضا ً ك َ
غ ّ صل ْ ٌ
ب وما ينف ّ ُ
رقُ ِيو
****
وطني أخاف علي َ
ك
قوما ً أصبحوا
م
ن الزعي ُ
م ِ
يتساءلونَ :
1
الليق؟
ب
ل تفتحوا با َ
ه
ق فإن ّ ُ ال ّ
شقا ِ
سودب على ُ با ٌ
مغَلق
ب ُ
العواق ِ
ص
ه ل ُيرجى الخل ُ
والل ِ
وأمُركم
فوضى ،وشم ُ
ل
ممّزق
العاملين ُ
ت
سق ْ
ف َتن ّ
أين الصفو ُ
فكأنما
ن هي حائ ٌ
ط دون الهوا ِ
وخندق ؟
ب تأّلف ْ
ت أين القلو ُ
تفتدافع ْ
ب ،وك ّ
ل تغشى اللهي َ
ب فيلق ؟
قل ٍ
ف تصافحت
أين الك ّ
ت
وتساجل ْ
تبني وتصنع للخلص
وُتنفق ؟
ث
ة فالحواد ُ
ما الزعام ُ
أ ّ
1يشير الشاعر إلى ما كان يتردد بين الناس من اختلف على من سيخلف المرحوم موسى كاظم باشا الحسيني في رئاسة اللجنة التنفيذية
جه الحركة الوطنية في فلسطين ،وُنّذكر القارئ أن المغفور له موسى كاظم باشا الحسيني هو والد شهيد
العربية وهي التي كانت تو ّ
فلسطين المرحوم عبدالقادر الحسيني طيب ال ثراهما )أحمد طوقان(.
138
مها ُ
أ ّ
ر طى على َ
قدْ ِ ع َ
تُ ْ
ء وُترَزق
الفدا ِ
****
ت
ن البلِد ،وأن َ
يا اب َ
ضها
سي ّدُ أر ِ
وسمائها ،إّني عليك
فقَلـمش ِ
انظْر لعيش َ
ك هل
ه يسّر َ
ك أن ّ ُ
ة
هجر ٌ
وْردٌ يغيض و ِ
ِ
فقتتد ّ
م عن َ
ك، ماذا يردّ الظل َ
ة
أحسر ٌ
ة
عبر ٌ
ة ،أم َ
أم زفر ٌ
تترقرق ؟
ن أم بث ّ َ
ك الشكوى تظ ّ
بياَنها
سحرًا ،وح ّ
جَتها ِ
ّ
الضحى يتألق!
ت ن إذا ظُل ِ ْ
م َ ل تلجأ ّ
ق
لمنط ٍ
ع ما يكون
فهناك أضي ُ
المنطق
****
س إلى
أفضى الرئي ُ
ه
ظلل نعيم ِ
ب بالقضّية
وارتاح قل ٌ
يخفق
ن،
آثاُره ملءُ العيو ِ
139
ه
ح ُ
ورو ُ
ر ،وذكُره ل
ملءُ الصدو ِ
َيخُلق
*****
1
تعزية البيت الهاشمي -
إلى روح المغفور له الملك علي بن الحسين ]الطويل[
بني هاشم ٍ بين المنايا
وبينكم
2
ت وما تغفو المنايا عن ِترا ٌ
ر
وت ْ ِ
ال ِ
3
ل« ت »بأبي الشبا ِ مض ْ
يستشهد الوغى
وراياُته فيها على دول
الغدر
ر «4بعد ت عن »شاك ٍ كب ْ وما ن ّ
ل« »فيص ٍ
ً5
ج
وغالت »عليا « واللواع ُ
في الصدر
ل تغيب ت أَ ْ
قيا ٍ مقاما ُ َ
سها ُ شمو
ل ت َُردّ عنت أبطا ٍوغارا ُ
النصر
ت ُ
مد ْ
بني هاشم ٍ ل أخ َ
مراُتكم ج ََ
ب َ َ
و ُ ت أسيافكم ن ُ َ ول أغمد ْ
الدهر
ة
ض حالك ُ بأوجهكم تنف ّ
دجى ال ّ
ة
فل ُ مج ِ
ض ُوأيمانكم ترف ّ
140
القطر
ه« آما ُ
ل ت »بعبد الل ِ
وِنيط ْ
ة
م ٍ
أ ّ
د
و ُ
ع ْ
وفي ظل »غازي« َ
غّر
أّيامها ال ُ
****
1
رثاء الشيخ سعيد الكرمي
]الخفيف[
س
ي مجل ِ
ت ،أ ّ
أيها المو ُ
س ُ
أن ٍ
د؟ ر عطّل ْ َ
ت بعد سعي ِ ووقا ٍ
ب كالرياض في
أد ٌ
ّ
الحسن والطيـ
جناه للمستفيد
ب َ
ب ،قري ٌ
ـ ِ
وكأني بعلمه البحُر
عمقا ً
واّتساعًا ،نغشاه عذ َ
ب
الورود
ج ّ
لس تأنف، س ال ُ
وُنفو ُ
إل ّ
ن
عنده ،أن تكون ره َ
القيود
د
مفي ٍ
ر من علمه و ُ
بغزي ٍ
ب من حفظه وبعيد
وقري ٍ
ب من ُأنسهوغري ٍ
ب
وعجي ٍ
ف من ظَْرفه وتليد
وطري ٍ
ل فيع الفض ِ جام ُ
عـ
ش ْالرواية وال ّ
141
ع
ي ،طب ُ
ر إلى الصمع ّـ ِ
1
»الوليد«
ة قوم ٍ سل َ ٌ
ف صالح ،بقي ّ ُ َ
دهم في
ه عه َ
بارك الل ُ
العهود
عرفوا الخيَر ،أكرموا
ه
فاعلي ِ
م جهَلهم
جهلوا اللؤ َ
للجحود
ء
عدا ٍ
وإذا ما تجّردوا ل ِ
وقفوا بالعداء عند حدود..
ليت قومي َتخّلقوا
بكريم اْلـ
ـ ُ ْ
ق هذا ،عند الخصام ِ
خل ِ
الشديد
و
ما أشدّ افتقاَرنا لسم ّ
اْلـ
ق في هذه الليالي ـ ُ ْ
خل ِ
سودال ّ
ضكم يمّزق
ما لكم بع ُ
بعضا ً
و اللدوِد ؟ أَ َ
فرغتم من العد ّ
2
142
فوضى
ق ،وذّلة ،و ُ
هجود شقا ٍ
و ِ
ل بالت ّّرهاتواشتغا ٍ
ب ال ْ
ذ وح ّ
ع عميم ٍ مجيد
ت عن ناف ٍ َ
ذا ِ
ة
ن تلك حيا ٌ
هأ ّ
شهد الل ُ
ت فوقها حياةُ العبيد
ضل ْ ُ
ف ّ
سد
ة ُيح َ
ت نعم ً
أصبح المو ُ
مْيـ
الـ َ
سدا ً في
مو ّ
ت عليها ُ
ـ ُ
الصعيد
وسعيدٌ من نال مث َ
ل
د« »سعي ٍ
ء داَر الخلـود
ر الفنـا ِ
بعد دا ِ
مقيما ً
م ُ فهنيئا ً ل َ
ك النعي ُ
ز الحميد
ت فيه جاُر العزي ِ
أن َ
****
1
رثاء أبي المكارم
2
]البسيط[ في رثاء الشاعر العراقي عبدالمحسن الكاظمي
ر ما ألوى ة الشع ِ ل جن ّ َس ْ
َ
بدوحتها
ت من ظلل حتى خل ْ
ب
ن والطي ِ الحس ِ
لدى يردّ السي َ ومن َتص ّ
حما ً
مزد ِ ُ
م
ش ّدر مـن ُ ما َتح ّ
لـ ّ
الهاضيب ؟
ومن أغار على تلك
ى
ضح ً الخيام ِ ُ
ضها من بعد ُيبيح تقوي َ
تطنيب ؟
ة
ك سالب ًة ما تنف ّ هي المني ّ ُ
فما ُتغادر حي ّا ً غيَر
مسلوب
143
ة أن تأسى
ق العروب ِ
ح ّ
لشاعرها
منهل ّ
ع ُ
ف الدم َ
وتذر َ
بمسكوب
حّرى
ل الزفرةَ ال َوُترس َ
ة
دع ً
مص ُّ
ب
د القل ِ عك ّ
ل عمي ِ ضلو َ
مكروب
من للقريض عريقا ً فيَ
ه
عروبت ِ
ن من معًنى
حَري ْ ِ
س ْ
يأتي ب ِ
وتركيب ؟
هي
و ْ
غّر القوافي َمن ل ُو َ
ة
شرق ٌ م ُْ
ت
»كأوجه البدوّيا ِ
1
الّرعابيب« ؟
م« قم في»أبا المكار ِ
الحفل مرتجل ً
ذباِتك لم ُتص َ
قل مه ّ
2
ب
بتهذي ِ
م
ن القو َ
ضرم ِ الناَر إ ّ وأ َ ْ
ة
هامد ٌ
ب غيُر قلوُبهم ،ذَ ّ
ل قل ٌ
مشبوب
خ إباء َ
ك في آنافهم وانف ْ
ضبا ً َ
غ َ
م فقد ُتحّر ُ
ك أصنا َ
المحاريب
َتمك ّ َ
ن الذّ ّ
ل من قومي فل
بج ٌ ع َ
أل ّ ُيبالوا بتقري ٍ
ع وتأنيب
ف العذَر لو أن
ما أشر َ
ت
الوغى نثر ْ
ن
ءهم بين مطعو ٍ
أشل َ
ومضروب
ب
ن دهْتهم أسالي ُلك ْ
ة وهمعدا ِال ُ
ضِر المستحسنات بِه كأوجه البدوّيات الّرعابيبِح َ 1تضمين شطر بيت للمتنبي هو :ما أوجُه ال َ
ن له )أحمد طوقان(. 2كان الشاعر الكاظمي رحمه ال يرتجل الشعر ارتجا ً
ل كلما ع ّ
144
ن لهون عن تلك
ساهو َ
الساليب
ه
ح ُ
و ُ
ل ُيل ّ
ويقنعون بمبذو ٍ
د
مستعمروهم بتبعي ٍ
وتقريب
د
كأّنهم لم ُيشّيد مج ُ
أولهم
ف
على السيوف وأطرا ِ
النابيب
ض أهُلها يا رائدا ً ك ّ
ل أر ٍ
بعر ٌ
د
و تصعي ٍ
ض ُ
يجتازها ن ِ ْ
وتصويب
شدا ً عندهم علما ً
من ْ ِ
و ُ
ةومعرف ً
ج
بحالهم بين إدل ٍ
وتأويب
ت منهم ُأناسا ً هل جئ َ
َ
شهم َرغدٌ ؟ عي ُ
ر
ر غي ِ تب ُ
قط ٍ أم هل نزل َ
منكوب ؟
ه
ب يجاور ُ
ع بل ذئ ٍ
ي را ٍ
أم أ ّ
إن لم تجد راعيا ً شّرا ً
من الذيب ؟
****
ة
خلدَ منزل ً
ي ال ُ َتب َ
وأ الكاظم ّ
ّ
يلقى من الله فيها خيَر
ترحيب
ف من
م« أشر ْ
»أبا المكار ِ
ك وق ْ
ل عل َ
ن أم دنيا
أرى فلسطي َ
العاجيب ؟
ح في
سّر ْ
وانظْر إلينا و َ
الحمى بصرا ً
عن الهدى لم يكن يوما ً
بمحجوب
تجدْ قوي ّا ً وفى وع َ
د
145
ل ولم
الدخي ِ
د
يكن لنا منه إل وع ُ
عْرقوب ُ
ع ْ
شٌر في عو َ
ومّر سب ٌ
البلد ل َ ُ
ه
ب
ج ترهي ٍ
مْز ُ
مه َ
وحك ُ
1
وترغيب
قد تنتهي هذه الدنيا وفي
ه
يد ِ
ب
ن تدري ٍ
مصيُرنا ره َ
وتجريب
ل أرى شّرها في حا ٌ
شرا ً
منت ِ
الناس ُ
وخيَرها للمطايا
والمحاسيب
ن بعد
هل في فلسطي َ
ة؟
ع ٍ
س من دَ َ
البؤ ِ
م بعد
أم للزمان ابتسا ٌ
تقطيب ؟
م والعجا ُ
ل ق العز ُ
ق َ ح ّ
كم َ
لمن أم ٍ
ل
وخاب قصدٌ بإمها ٍ
وتقليب
****
2
رثاء أديب منصور
]المتقارب[
ه ً
ت »أديبا« فأحببت ُ ُ
عرف ُ
سرعان ما غاب هذا و َ
بالحبي ْ
ن كّلمت ُ ُ
ه ويا ل َ َ
هفي ،ال َ
1
وردت في طبعة دار الشرق الجديد »تجريب« ،وأظنها خطًأ مطبعيًا.
2
كان المرحوم أديب منصور من موظفي محطة الذاعة في القدس ،وكان يعمل مع المرحوم إبراهيم ،وفي أحد اليام وضع مجرمون من الرهابيين
اليهود قنبلة موقوتة في مكاتب الذاعة فانفجرت القنبلة مودية بحياة المرحوم أديب منصور ،فرثاه إبراهيم بهذه القصيدة وألقاها في حفلة الربعين التي
أقيمت في جمعية الشبان المسيحية في القدس تخليدًا لذكرى المرحوم أديب )أحمد طوقان(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1939
146
ة بات ل
وفي لحظ ٍ
يستجيب
ويا حسرتي للّردى،
تمّزق ْ
َ
ب
يداه رداءَ الشبا ِ
القشيب
وكان نضيرا ً على
ه
كبي ْ ِ
من ْ ِ
َ
فأصبح منه سليبا ً
خضيب
ه
دعاني البكاءُ فلّبيت ُ ُ
ع صبيب ً
جزوعا عليه بدم ٍ
َ
ت بموكبه خاشعا ً
وسر ُ
مهيب ُ
ل َ
أشّيعه بين حف ٍ
ُتفيض أكاليُله طيَبها
ودون شمائله ك ّ
ل طيب
ر في
ت عن القب ِوعد ُ
ن
العائدي َ
ب وخلفي
أمامي نحي ٌ
نحيب
س له وفي ك ّ
ل نف ٍ
ة
لـوعـ ٌ
ب عليه وفي ك ّ
ل قل ٍ
لهيب
ت »أديبًا« حمي َ
د عرف ُ
ل
الخصا ِ
ي
ت فيه الذك ّ
وأحبب ُ
اللبيب
وروحا ً على القلب مث َ
ل
النسيم ِ
ب
ب فُينعش قل َ
يه ّ
الكئيب
وكـان قـريرا ً بآمـال ِ
ه
ه أل ّ تخيب
فأدعو له الل َ
وكـان يراها بعين
بالري ِ
ن
ن للدهر عي َ
ولك ّ
الرقـيب
ويكلها بالنشاط
ب
العجي ِ
147
ن
وللدهر في الناس شأ ٌ
عجيب
د
ل ذاك الفؤا ََتناو َ
بالخصي َ
د
هو الفؤا ُ
و ْ
فأصبح َ
الجديب
ه
ن آمال ِ وح ّ
طم بنيا َ
ن رهيب
ي لئيم ٍ خؤو ٍ بك ّ
ف ْ
****
1
الشارة إلى المرحوم ابن العم عفيف طوقان مهندس لواء القدس الذي ُقتل بسبب انفجار لغم أرضي تحت سيارته وهو مسافر على طريق بيت جبرين
في لواء الخليل )أحمد طوقان(.
148
لم ُنو ّ
فر غادةً في وليكن مث َ
ل أبيه إننا
شعرنا
شعر الغزل
149
1
غرام بعد ملم
]المجتث[
م في الروض تش ّ ت تميس مّر َْ
ه
وْردَ ْ َ ه
ب ُ َ ْ
د بر
د
قد زّين الور ُ ت :هذا فقل ُ
ه
خد ّ ْ َ لغزا ٌ
هو
و ْمه َ ً لش ّ فكيف يهبط
عنده؟ روضا
ح الزهُر و َ ف ّ ف َ ت لقولي أصغ ْ
ه! ن َدّ ْ ت
وجاء ْ
كمن يخّر ن مالوالغص ُ
لسجده! لديها
ن كالجمر والعي ُ ت وقالت دن ْ
ده: ح ّ ِ ف بعن ٍ
فاهتّز جسمي من الذي
ده ش ّ ب ِ برياضي؟
ب أدرك فالح ّ رفقا ً
تِ » : وقل ُ
ده ح ّ َ بحالي
ت كي فجئ ُ قلبي مضى من
ده« أستر ّ ضلوعي
****
ت
عندي ،وأحسن ُ قالت» :فؤادُ َ
ك
وْرده ِ هذا
ق َ
بالنار أحر َ
ب لقد شكا َ
ك لح ّ
جلده
لم تحترم فيه هو
و ْ
فكيف َ -
ده؟ و ّ د-
دو ٌو ُ
تت أحكم َ ً لو كن َ ما فارق الصدَر
صده« و ْ َ يوما
****
م
ما كان أحك َ د
ت» :يا هن ُ فقل ُ
ده! س ّ صدري
ده! ن تَ ُ م ّ كُلومي عيون َ ِ
ق ّ كنِتها أ ْ َ مالـ ّ
ك ينشرعلي ِ إذ ذاك فّر
حمده« فؤادي
ت كي
ً وأسرع ْ ت
فاستضحك ْ
ده
تر ّ هندُ ِتيها
ٍ باللثم أشتار د
خ ّ
يب َ مالت عل ّ
150
شهده
ب
قّبلُتها فاعتراني لعودة القل ِ
َ
عدهر ْ ِ
ن نلتقي بعد أ ْ شكرُتها...
دهم ُّ واّتفقنا
****
1
مصدر الشاعرية
]الخفيف[
]ووجوبًا[ أهداب َ ُ
ه ب
حمل الحاج ُ
الشادنّيه ج ]سلبا[ً ج ُ المز ّ
ن[
دي ِض ّ تلك حا ُ
ل ]ال ِ ب،فرأينا ،الهدا َ
في ]الجاذبّيه[ ت[
ذبا ٍ مْنج ِ
] ُ
ودعوناه مصدَر م
ه العلو ُ قد دعت ْ ُ
الشاعرّيه مغناطيسا [ً ] ِ
****
2
وحي بسجععارضي ن َ ْ
]مشطور الرمل[
ح صرصُر
ت بالمس ري ٌ
عصف ْ
ن شبابي الخضر فالتوى غُ ْ
ص ُ
ورأيت الزهَر عنه ي ُن َْثر
ت أحرى بدمي
يا شبابي أن َ
ل بدمعي أو شكايات فمي
صحابي ل ُ ّ
ومي خ ّ
ل عني ...ف ِ
ملوا باللوم سمعي
151
وغدا ً يهدأ روعي
ن
ل على قلبي الحزي ْ
وطأةُ اللي ِ
ت منه بأنفاسي أنين
مزج ْ
ما له وقعٌ بسمع العالمين
م
ن نائ ْ
والكو ُ
م
والفكُر هائ ْ
مس الحسناءَ
يتل ّ
فا
تنتي بهاتيك
الربوع
152
****
ي
عينا َ
مطبقتان ...لـ
ـك ِّني أرى تلك
م
النجو ْ
متأّلقا ٍ
ت في ُ
الفضا
ء ،على غياهبه
ِ
تعوم
فإخال فاتنتي
َتمْتـ
ن بما
ع بينه ّ
ـت َ ُ
تروم
فُأجيل َ
عْينا تنه ّ
ل
حزنا
م
فأرى النجو َ
نتريد أ ْ
ض فوقي
تنق ّ
كالّرجوم
****
ل شيءَ يخترق
السكو
ل
ن ،سوى هدي ِ
َ
حمائمي
ض
حملْته لي بع ُ
النسا
ئم ِ في الظلم
القاتم ِ
ت لو ُيش َ
فى فودد ُ
الفؤا
دُ من السى
المتقادم
فإذا الهدي ْ
لل
يستمي ْ
ل
قلبا ً يسير به
153
الهوى
في ُلـ ّ
جه
المتلطم
****
عبثا ً ُأخ ّ
فف عن
فؤا
ٍد ،ل َيقّر له قراُر
عبثا ً ُأعّلله بل ُ ْ
قـ
ـياها ،وقد ش ّ
ط
المزار
حب ّا ً عوا ح ّ
ذرُته ُ َ
ج
قُبه اللواع ُ
والدمار
لّله قل ُ
ب أغواه
بح ّ
م العثا
فإذا به ج ّ
ر ،ويستجير ول
ِ
ُيجار
****
1
شوق وعتاب
]الخفيف[
كيف أغويَتني
دا
ص ّ
ت َ
وأمعن َ
يا حبيبا ً أعطى قليل ً
وأكدى
ودّ قلبي لو يجهل
ب لما
الح ّ
قما ً
س ْ
ن رآه يحول َأ ْ
جدا
و ْ
و َ
ت أضلعي من وشك ْ
القلب نارا ً
ن الهوى
هل عهد َ
سلما ً وَبردا؟!
1
المصدر :مجلة »المعرض« -بيروت 16/5/1926 -م.
154
****
طلع الفجُر باسمًا،
لم ْ
فتأ ّ
ح
بنجوم الدجى َترن ّ ُ
هدا
س ْ
ُ
هي مثلي حيرى
بما قري ٍ
وع ّ
تتوارى مع الظلم
وتهدا
ة
ملُتها رسال َ
كح ّ ل َ
ق
شو ٍ
دى
ب ،أظّنها ل ُتؤ ّ
وعتا ٍ
****
ت للطير حين
قل ُ
أصبح يشدو:
م
ع ْ
»أيها الطيُر ِ
دا صباحًا!« َ
فر ّ
ثم غّنى أنشودةً عن
بحبي ٍ
لم يكن ظالما ً ول
خان عهدا
ت بي
م الذكريا ِ أضر َ
ّ
م ولى ثُ ّ
د...
ك الصّيا ُل رما َ
دا
ج ّ
ت ِأسرف َ
****
محّيا
ه في ُ
جمع الل ُ
حبيبي
ُأقحوانًا ،وياسمينًا،
وردا
و َ
َ
وابتساما ً ل يهجر
الثغَر إل ّ
عند قولي له :أ َُتنجز
وعدا؟
وفا ،ول
ت ال َ
ل عرف َ
155
د
كان وع ٌ
ة الوديعة
يجعل البسم َ
حقدا
ِ
****
1
عند شباكي
]مجزوء الوافر[
ب
ق طي َ لنش َ ُبكوري عند
ك
رّيا ِ شّباكي ُ
ُأسّر بها ول سلوى سوى
لمغناك نجوى
ً أمّنيه بمرآك َ
ح نحوه طْرفا ُ
أسّر ُ
ر« موعودا ً ِ وطَْرفا ً في قرار
بلقياك دا»ال ّ
أشّيعها بذكراك ت
ي ساعا ٌتمّر عل ّ
ن ،يحرمني ـ ُ فوأخشى أن ير ّ
محّياك ُ فـج ْال َ
****
حني ء ،يفض ُ َ ت ،فما طلع ِ
ماكس ّف ََ لقلبي شــا
ح النور من صبا َ
د ،ث ُ ّ
م حّياك ه َ
َتن ّ فدَن ِ ٍ
م
ت نعي ُ ن ،أن ِ ِ ح
و ِم الّر ْ سل َ
دنياك والّرْيحا
س ،هل ُ ت ،وقيل مّر مرر ِ
ت إلك؟ ُ أبصر الّنا
****
ه
ن الل ِ وعي ُ
ترعاك
ذبتي وداعا ً يا ُ
مع ّ
ر
على جم ٍ ة
سويع ٍ ع ُ ودا َ
وألقاك تمضي
وطَْرفي ساهٌر ة
وأنسى ليل ً
باك ت
سلف ْ
ع ُ
ن وأشواك ع أضل ٍ ومضج َ
بنيرا ٍ ت
مِني ْ
ُ
****
َر« ،2تجمعني ن
هأ ّ
ت الل َ
شكر ُ
1المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1926
2المقصود بالدار :الجامعة الميركية ،والقصيدة في فتاة فلسطينية تدعى »ماري صفوري« أحبها الشاعر ،وكانت طالبة في الجامعة الميركية.
156
وإّياك دا»ال ّ
ر
ي ،في أم ٍ َ وُتلقين السؤا َ
ل
داكتع ّ عل َ ْ
ي َ
ر ُ
م الشك ِ ابتسا َ بوحين أجي ُ
عيناك تمنحني
****
ه
فضاء الل ِ ت »الداَر« هجر ُ
لولك أضرب في
ن قلبا ً بات عي ْن َْيـ ـ ِ
يهواك ة ال َ ولول رحم ُ
ى في ك أس ً ف من ل َدُن ْ ِ وعط ٌ
فّتاكالنفس َ على
ً صريعا ً تحت
ن لرأيِتني يوما إذ ْ
شّباكي ُ
****
في المگتبة
]مجزوء الكامل[
ه
قب َ ْ متن ّ بجمالها ُ ة في المكتبه وغرير ٍ
ض ُتشبه كوكبه ح الغ ّ ِ أبصرُتها عند الصبا
م رّتبه ّ
ب ما المعل ُ ـت َ ت لتقرأ َ أو لت ْ
كـ جلس ْ
ت بمقُربه حتى جلس ُ ت أسترقُ الخطى فدنو ُ
هبه ُ
ي المتل ّ أنفاس َ ت ،حتى ل أرى، وحبس ُ
ح ،فتجّنبه ق فاض ٍ ٍ خفو ت قلبي عن ُ ونهي ُ
****
ل في ه أجز َ ن الل َ َ ن
تأ ْ
راقبُتها ،فشهد ُ
هبه ال ِ
قل َّبه ر اليدين و َ ُنو ِ ل الثرى منها على حم َ
ق ور ّ وسقاه في الفردوس
كبه م الرحي ِ
ـُتو َ خـ
م ْ
َ
ل للقلوب المتعبه ْ َز َ ك ت ََنزمل َ ٌ
فإذا بها َ
ذبهي المتع ّ
لضلوع َ ظ كتابها يا ليت ح ّ
ت عليه وما انتبه وحن ْ حضنْته تقرأ ما حوى
ل ذكاؤها ما استوعبه َ ه ونافإذا انتهى وج ٌ
3
مـلها ت لنـ ُ سمح ْ
ريقها كي َتقِلبه
لب ِ
ـ ِ الجميـ
****
ت َنجوى
ـكلمــا ِ م
هي تغمغ ُ
و ْ
ت َ
وسمع ُ
ربهمط ُِ اْلـ
3أنمل بمعنى أنملة لم يرد في اللغة« من كتاب» :شاعران معاصران« لعمر فروخ ،ص .87
157
مستعذَبه ة ُ ةخ ّ
لب ً بدع ً ت في الفم
ورأي ُ
ت ،وليس لها ت ،بد ِْ
إحدى الثنايا النّيرا
شَبه َ
مْثلبه
سب َْنها َ
ل تح َ ة من طَْرفها مثلوم ً
ت ،من هي ،لو علم َ
ع مرتبه ن عند أرف ِ س ِ المحا
ى ،ما سـُبها صد ً ت« ـ ِ سينا ِ هي مصدُر »ال ّ
أعذبه تُ ْ
كـ
****
في الساجدين َتقل َّبه تب قد رأ ْ ما وقل ٍ وأ َ
ذبهمع ّ ل ُ ل ،ول يزا ُ ِ صّلى لجّبار الجما
ل ينشر غيهَبه واللي ُ ل خفقاُنه متواص ٌ
حتى يزوَر المكتبه ه
ب بنهار ِ متعذّ ٌ ُ
ُ
ك والقوى ما وعين ِ ِ وأ َ
جَبهة المتح ّ حري ّ ِ
س ْ ـ ِ
سـ
ال ْ
ك طي َّبه ر ِب ثغ ِ ث ،طي ُ ديـ ـ ٍح ِ
ت أكثَر من َ ما ُرم ُ
قَبهح وأر ُ ً حتى يلو َ ك ضاحكا سن ّ َم ِ وأرو ُ
****
1
سلم عليك
]المتقارب[
ك ولو
م علي ِ
سل ٌ
فنيش ّ
من الوجد واليأس
ما ش ّ
فني
ك ُ
م ِ أداري غرا َ
جهدَ الحليم ِ
فما يستريح وما
أنثني
وقلبي كما
يشتهيه الهوى
ك لم
لغير جمال ِ
ن
ُيذع ِ
ت
خفوقٌ ولو شئ ِ َ
ه ّ
سكنت ِ ِ
158
ك لم
ولو شاء غيُر ِ
يسكن
ت
م ولو شئ ِ
سقي ٌ
ه
أبرأت ِ ِ
ك من دائه
بعطف ِ
المزمن
ت منه تجاه
إذا كن ِ
ناليمي ِ
ف إلى جانبي
يخ ّ
اليمن
ق
ه ٌ
مر َ
أل إنه ُ
يستجيُر
ع
فترثي له أدم ُ
العين
****
1
نزيهة
]المجتث[
جدْ لي رأيتها ألف مره فلم ت َ ُ
ه َ َ ّ ُ
بنظَر ْ
ت وما على التجّلد حتى غدو ُ
دره ق ْ ُ لي
ب
ت بالح ّ ونل ُ بفباح بالح ّ
شهره ُ دمعي
غيدففيه لل ِ ك
فهل أتا ِ
عبره ؟ ِ حديثي
ل واللطف جما ِ ـ َ يا غادةً في
غّره ُ جبين اْلـ
س بالهنا ـ ِ متى تجودين
والمسّره ؟ للن ّ ْ
فـ
نأرى الحسا َ ب
ت للح ّ عجب ُ
بكثره إني
هو يفتح و ْرَ ، ـ ِ ن من ق َ خل ِ ْ
ُ
صدره جـ ف ْطلعة ال َ
1
المصدر :ط .دار القدس ).(1927
159
ن
ه ّك من هوا ُ ـ ِ ت
فما ابتغي ُ
ذَّره عي ْن َْيـو َ
بح الح ّ ه ،فت ّ َ ـ ِ ك
حسن ِ نل ُ لك ْ
زهره وال َْلـ
يلدى العش ّ ثت الحدي ُ أن ِ
وُبكره شغلي و ُ
يل عن ّ َجما ِ ـ َ لم تغربي يا
فتره َ ذكاءَ اْلـ ُ
منيتي من يا ُ بفهل لقل ٍ
مبّره؟ َ بكئي ٍ
****
1
قصيدة بدون عنوان
]الخفيف[
ة غّلتي ب ُ
قبل ِ أطفئي ُ
ر ثَ ْ
غ ٍ
ي الّلمى َبروِد
كوثر ّ
الثنايا
وابسمي لي لع ّ
ل
فْيضا ً من الّنو
َ
رُ ،يريني من الضلل ِ
هداياُ
ت ل تعلمين ما أن ِ
جـ
و ْ
ة ال َ
لوع ُ
د ،أل إنها نذيُر المنايا
ـ ِ
!
ت ل تدركين ما أن ِ
و يصنع ال ّ
ش ْ
ب عاصفا ً
ق ،إذا ه ّ
ُ
بالحنايا
إن في أضلعي َلنارا ً
ظىَتل ّ
طار من هولها فؤادي
شظايا
1
المصدر» :شاعران معاصران« ،د.عمر فروخ).(1927
160
****
1
معين الجمال
]الخفيف[
عديني
ة أو ِ
سعديني بزور ٍ
أ ْ
طال عهدي بلوعتي
وحنيني
دعي الهجَر كاذبا ً
أ ّ
وغرامي
ر من الفؤاد
في قرا ٍ
نمكي ِ
َ
غيض دمعي وكان ري ّا ً
ِ
لروحي
ن
من غليل السى فم ْ
يرويني
ت
ل أذبل ِ
ن الجما ِ
معي َ
يا َ
قلبي
ة أنعشيني
أنعشيني بنهل ٍ
ة
ل ،قطر َ
ن الجما ِ
يا معي َ
ء
ما ٍ
ة
أو أفيضي ابتسام ً
ُتحييني
****
ضجعتي في الرياض بين
الرياحيـ
ن ً
ن قريبا من ماء عي ٍ
ـ ِ
معينَ
ت أُ ْ
قحوانا ً ندي ّا ً فتناول ُ
ونداهُ كاللؤلؤ المكنون
ت الوراقَ عنها
ونزع ُ
ِتباعا ً
أتحّرى ش ّ
كي بها
ويقيني
ي َتفاءْلـ
ت منا َ
فإذا وافق ْ
ت فيها ت ،وإل ك ّ
ذب ُ ـ ُ
ظنوني
161
و فيه العزاءُ
ذاك له ٌ
لنفسي
فاضحكي من تعّللي
وجنوني
****
ت بين الزهار، طف ُ ُ
شُر من ن َ ْ
شـ والن ّ ْ
ة التكوين ك فيها ود ّ
ق ُ ر ِ
ـ ِ
ت الندى عليها
قطرا ُ
دموعي
ت أدرى مني بما
أن ِ
ُيبكيني
ديـ
ه ِ
ك يَ ْ ة وذو ُ
ق ِ أنتقي طاق ً
ـني إلى الرائعات في
التلوين
ب ويلي
يا حياةَ القلو ِ
عليها
ت من بقائها في ذبل ْ
يميني
ح ،إّني أخاف مرأى ُرو ُ خذيها عسى ت َُردّ إليهاف ُ
المنون الـْر
****
ل ،وما أبعدَ الكرى عن ـ َ ما أشدّ الهوى ،وما أطو َ
ل
جفوني الل ّْيـ
ل سرى فأذكى لخيا ٍ ت-
ب ذكرى -وما هجع ُ ُر ّ
شجوني تاستحال ْ
دياجي كما تلشى في ال ّ دني وتلشى
مني ،ثم َر ّ
ض ّ
أنيني
عرا ً بصرخ ٍ
ة في ي ذُ ْلِ َ ن
م ْ
ت َراعني أمُره فنّبه ُ
سكون ال ّ و
ح ْ
َ
ت ،فناموا وللسى ُ
ـ ُ ب ،بلسألوني فلم أج ْ
خّلفوني َ مـ
َتناو ْ
****
ح
ل عن صبا ٍوانجلى اللي ُ
مرحبا ً بالحياة عاد صداها
مبين ُ
تتغّنى في مائسات
ح نوٌر وطيٌر
سفراءُ الصبا ِ
ُ
الغصون
162
ب
ء عذ ُ
ي الغنا ِ
ـُر شج ّ ح،
ب الدو َم يداع ُ ونسي ٌ
المجون حـ
والب َ ْ
ل ملءُ وجما ُ
ل الجبا ِ ن ملءُ
ديا ِل الو ْوجل ُ
العيون الحنايا
ر كأنه أملي في اخضرا ٍ
ج نقاؤهُ كالجبين
ك ،وثل ٍ
ـ ِ فيـ
ِ
****
معيني إن لم أجد من ة أ ُْنسي و ُإّنما هذه الطبيع ُ
معين ُ
ه يميُنها من فنونك في ما أبدعت ْ ُ ل ذات ِ أَتقّرى جما َ
ب الورودر وطي ِ ـ ِ في الغدير الصافي،
والياسمين وأنشودة الطّْيـ
ة أو
عديني بزور ٍ س ِ
أ ْ ت إل غيَر أني ما ازدد ُ
عديني ِ حنينا ً
****
1
حملتني نحو الحمى أشجاني
]الخفيف[
ح الطياِر ن َّبهْتني صواد ُ
تتغّنى على ذرى الشجار
ة النوار ت مليك ُ وتجل ّ ْ
شف ط َل ّ من ثغور القاِح عَل ّ ون َْهل ش الصباِح تر ُ فوق عر ِ
باكرْتني إلى جنى الزهاِر ة روحي ت لو شقيق ُ فتمّني ُ
****
جناها ت َ أنا في روضةٍ أباح ْ
ب أتاها ل ذي صبوةٍ كئي ٍ ك ّ
ح شذاها هنا وردةٌ يفو ُ ها ُ
فاحا دوالي ُتعانقُ الت ّ ّ
وال ّ س ُيحّيي القاحـا ها هنا َنرج ٌ
ل ،ونقضي النهاَر بعد الّنهاِر ِ لف الظ ِ ْ ً
بادري نستبقْ معا وار َ
****
ه
ت عيون ُ ْ ض حين فاض ْ ضحك الرو ُ
وترامى فوق الثرى ياسميُنه
ت غصونه ه فناح ْ هام صفصافُ ُ
غيَر أني أبكي على أّيامي هيامي هو ُ م ُ
فسواٌء هيا ُ
ُ
ت أواِر فجعْتني ب َ
ة في الضلوع ذا ُ لوع ٌ تك النوى حين شب ّ ْ
*****
م ُأخفي عن الناس ما بي مّر عا ٌ
بمبّرٍح وعذا ِ ن ُ من حني ٍ
م اكتئابي ولقد يسألون في َ
م ل ُيدركون ما بضلوعي ؟ ث ّ حهم كيف ُيبصرون دموعي وي َ
1
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1928
163
دموعُ بالسراِر
ح ال ّ
فتبو ُ ب هواهُ م المح ّ ولقد يكت ُ
*****
دنا يا غديُر ت عه َ ذاكٌر أن َ
ض نضير شغ ّ يوم كّنا والعي ُ
ك كّنا نسير فتي َ ض ّ وعلى َ
ك أل ّ تخونا
وأخذنا علي َ شجونا ث عنا ُ ت الحدي َ فروي َ
أذهلْتني الّنوى عن الت ّ ْ
ذكاِر ث فإني فأعد ْ لي ذاك الحدي َ
*****
ت والزاهيُر تندى ذاكٌر أن َ
قدا ع ْ جيد ِ ن لل ِ كم نظمنا منه ّ
دا
صبا فاح ن َ ّ ت ال ّ فإذا هب ّ ِ
ق
قد ُ من طويل العنا ِ
فذوى العِ ْ قمؤِذنا بالفرا ِ ً وانقضى اللهوُ ُ
ً
قما عن البصاِر
س ْ
يتوارى َ ح وجسمي طه يلو ُ ل خي ُ لم يز ْ
*****
ك غَّردي أو فَُنوحي ة الي ِ يا ابن َ
ل جروحي فعسى يلم الهدي ُ
فد َ الصبُر عن شقيقةِ ُروحي نَ َ
ن ن أتيِتها فوق غُ ْ
ص ِ واسجعي إ ْ ة عّني فاحملي هذه الرسال َ
ـرِ عساها تروح بالخباِر ّ
ل ُتصغي إلى الطْيـ فَْهي عند الصي ِ
*****
حمى أشجاني حملْتني نحو ال ِ
نت من جلل المكا ِ فتهّيب ُ
ي يدان وإذا فوق مقلت ّ
ت قديمات ما لثم ُ وَتعّرف ُ ت نضرة ً ونعيما مس ُ فتل ّ
أنزلْتني ضيفا ً بأكرم داِر فا ًتك ّ ت يا مرحبا ً وقَّبل ُ قل ُ
*****
كت النسيم ِ في وادي ِ خطرا ُ
قبلةٍ من ِفيك صّبحتني ب ُ َ
ثم عادت بقبلةٍ َتشفيك
ن ت بالّرْوح من َ
ك والّرْيحا ِ ُفز ُ نما ِ فسلما ً يا واديَ الّر ّ
ل أه َ
ل الديارِ ن ي ُظ ِ ّ
ن دا ٍ
ما ُ
ـ َ مـك والّر ْ وا حنيني إلى ديار َ
*****
1
منديل حسناء
]البسيط[
ر
ق الفج ِ
ما رون ُ
ة
والظلماءُ عاكف ٌ
س ُنورا ً في
ف َإذا َتن ّ
حناياها
ت الطيُر تدعو
فهب ّ ِ
164
ة
سل ً
مر ِ
الطيَر ُ
من الغاريد أحلها
وأشجاها
ول الورودُ كأمثال
الخدوِد وقد
ت في الرياض
تفّتح ْ
فيح تغشاهاال ِ
ت الط ّ
ل كل ول قطرا ُ
ة
كامن ٌ
م ُ
في القحوان وأ ّ
د ترعاهاالشه ِ
ي«
م ّ يومآ ً بأجم َ
ل من » َ
تإذا ابتسم ْ
ب ولحت
تحت الّنقا ِ
لي ثناياها
غدا ً تفارقني »م ّ
ي«
وفي كبدي
شوقٌ ُأكابده آها ً
واها َ
وأ ّ
****
1
كيف عيناك يا عمر
]مجزوء الخفيف[
أنا أدماهما ف عينا َ
ك يا كي َ
2
السهْر عمْر«» ُ
مع طغى اله ّ دمو ِ
فانهمر ي من ال ّ عص ّ و َ
ب لدى من حبي ٍ م بي وخيا ٌ
ل أل ّ
سحر ال ّ
وتوارى عن طاف حينا ً
النظر بمضجعي
مهجتي عندما
أتبعْته جوانحي
فرنَ َ
****
ت ياء بيرو َ أين »ليلي« على طى ِ
165
عمر شوا
م ومن وجهها ُ فْرعها كان من َ
القمر الظل
ب اللثم ِ ل طي ّ ُ م َ
قب ّ ٌ وسميري ُ
والسمر
ة
ت بها نشو ُ ُ مدامي وقد و ُ
الظفر ظفر
****
ن الذي من معيد مسرتي والزما َ
غبر ّ ٌ َ َ ْ ُ
ر ،ول الهاجُر ـ ٍ حين لم أفتكر
افتكر جـه ْبِ َ
ح
ة ،هي اللم ُ ِ ولقد قيل في
بالبصر الحيا
ً
ُر سريعا إذا هكذا يذهب
حضر سرو ال ّ
****
1
حيرة
]الكامل[ وقد رآها مستلقية نائمة
م من فَر الحل َ فُأن ّ ب أن ت أرغ ُ ما كن ُ
عينْيها مى قاسيا ً ُ
أس ّ
د
ويدي تحاذُر أن ُتم ّ والشوقُ يدفعني إلى
إلْيها إيقاظها
ق
مفار ٍ فأقام غيَر ُ د
عَر الرقا ُ ش َ وكأّنما َ
جفنْيها ة
بنعم ٍ
مرأى َتقلِبها على ّ ل لقلبي ،كيف لم وي ٌ
جنبْيها ؟ ه
كب ِ يفت ْ
كل يا شوقُ ويح َ ن
ما ت ُك ِ ّ م ّ ت ِ هد ْ وتن ّ
ع نهدْيها ت َُر ْ عها ضلو ُ
شفا ندى ً مْرت َ ِ
ب ُ ينك َ ّ ى أني حسبي جو ً
ديها خ ّ
َ شعرها تل َ نظر ُ
سدا ً
متو ّ وُيثيرني ُ ن
وأغاُر منه إذا اطمأ ّ
َزن ْدَْيها بها الكرى
166
ي ،وقد ر لد ّ ق لم صب ٍ ة عاش ٍ ه َ
ف ِ أرنو بل َ ْ
ت عليها حنو ُ ق من يب َ
د وأودّ لو أجثو على ُ
ع ُ
دني أدبي فأب ْ ِ فيص ّ
قدمْيها ة
هيب ً
ت
حت َْر ُ
ب ،فا ْ ه ٍوَتل ّ بس بين َتهي ّ ٍفالنف ُ
في أمرْيها ما ترى م ّ
ت ل أصحو ن فوقع ُ ل أشواقي بلغ َ ولع ّ
شفتْيها على َ ي المدى ب َ
****
1
الحبيب الذاهل
على لسان )م] (...الخفيف[
ئ
م حبيبي وأطف ِ ق ُْ
ح الهوى لنا ما أباحا
قد أبا َ المصباحا
سترا ً من دونه
ة ِم ُ
ـ َ ت
ن كان ِ حّبذا العتناقُ إ ْ
ووشاحا الظّْلـ
ن ُتسّرح الرواحا
ه ،ولك ْ ُ مْرآ
ذة َمل ّ
ن عن َ س العي َ
تحب ُ
ئم حبيبي وأطف ِ ق ْ ُ
المصباحا
ت
في السماوات ساهرا ِ ن غيَر تلك
رقد الكو ُ
ن
الجفو ِ نالعيو ِ
وسواها ُيثير سوءَ ل تخ ْ
سّر
فها؛ فلن تبوح ب ِ
الظنون
ن أهلنا من
ل ،وكم بي َـ ِ وفى من وأراها أحنى وأ ْ
خؤون هـ
ال ْ
فها؛ وانظْر لهال تخ ْ
ت لنا وجوها ً وضاحا
مْبديا ٍ
ُ تباسما ٍ
ئ
م حبيبي وأطف ِ ُ
ق ْ
المصباحا
167
مّنا
ت فيه ِ
فشكا الصم ُ ل ليل ً
كم سهرنا من قب ُ
العويل طويل
ن أشهرا ً ل
وبغى البي ُ
ما نقاسيه صبوةً وُنحول
يبالي
1
لذة العيش
]الرمل[
َ
لذّةُ العي ِ
ش بسفح
ل«
»الكرم ِ
عودي
ل ُ
ة الكرم ِ
ليل َ
ك ََرما
عودي
ل ُ
ة الكرم ِ
ليل َ
واسألي
ب كاد ُيودي
مح ّعن ُ
قماس َ
َ
****
عودي
ل ُ
ة الكرم ِ
ليل َ
وانظري
بق ّ
طعْته ي قل ٍأ ّ
ت َ
الّزفرا ْ
ت
س زهق ْ
ي نف ٍ أ ّ
وى ؟بعدُ ج ً
ح قد تلشت
ي رو ٍ
أ ّ
سرات ؟ح ََ
ليس لي غيُر الُبكا
ر
سه ِ
وال ّ
وهما للدهر عندي
سنات ح َ
َ
****
ء
فيهما ذكرى اللقا ِ
1
من قصائده في م.ص.
-المصدر :ط .دار القدس ).(1929
168
ل
و ِ
ال ّ
ع منها
أرشف الدم َ
والّلمى
ل صلي اللي َ
ل بلي ٍ ف ِ
ل
أطو ِ
يا جفوني واذرفي
ع دما
الدم َ
****
ت أجني ثمرا ً حل َ
و كن ُ
الجنى
ر ..فوقه لم
ب طي ٍ ُر ّ
عيق ِ
وم الدهُر عليه
ح ّ
وانثنى
ة ما
دعي من خيب ٍ
يَ ّ
يدعي
حه،
هل درى ،يا وي َ
ن المنى
أ ّ
في الهوى ل ُتجَتنى
دع؟
خ َ
بال ُ
****
رك أقصى
إّنما ُيد ِ
ل الم ِ
ب على ما
ت القل ِثاب ُ
عزما
م أمرا ً بقل ٍ
ب من ي َُر ْ
ل
و ِ
ح ّ
ُ
ض الدهُر له ما
ينق ِ
أبرما
****
1
وحي رسالة
]السريع[
ة واها ً لها
رسال ٌ
واها
169
ت بالدمعشرق ُ
لفحواها
ةع ّ
ذبني من غاد ٍ
نأُيها
ت
ما ضّر لو كن ُ
وإياها
سها تؤلمها
أضرا ُ
ليتني
أشكو الذي سّبب
شكواها
تلك ثناياها التي
ت
ضد ْ
نَ ّ
ن والمكسوُر
قدي ِع ْ
ِ
إحداها
آثاُرها في شفتي
لم تز ْ
ل
ل من يجهلض ّ
يا َ
معناها
ت منها رشف ُ
سلسل ً باردا ً
صادف ِنيراني
فأطفاها
ر
ة لم أد ِ
في ليل ٍ
ساعاِتها
ت ُ
طولها أضع ُ
قصراهاو ُ
ح
حتى طغى الصب ُ
ه
بأنوار ِ
ل
على نجوم اللي ِ
يغشاها
جع الطيُرور ّ
ه
أغاريدَ ُ
شجوا ً فأبكاني
وأبكاها
ت يا طيُر كذا
فقل ُ
170
عاجل ً
ت على الل ّ
ذات قم َ
تنعاها
ت يا طيُر
وقل ُ
متى نلتقي ؟
يا طيُر هل أحيا
وألقاها ؟
م تعانقنا فلّله
ث ّ
ما
ي
تذرف عينا َ
وعيناها
قّبلُتها في فمها
ة
قبل ًُ
ما كان أزكاها
وأحلها
وقّبلْتني مثَلها
ة ُ
قبل ً
ت أستنشق
ما زل ُ
رّياها
د
تلك هي الزا ُ
غداةَ النوى
ق
قد يهلك العاش ُ
لولها
عودي
حبيبتي ُ
ة
إلى ربو ٍ
أضحى فؤادي
مغناها
ن َ
ره َ
عودي
منيتي ُ يا ُ
ة
عدْ ليل ً
نُ ِ
ما زال قلبي
يتمّناها
ك أل ّ
ذ ت بها من ِ
ذق ُ
الهوى
ك
فكيف أنسا ِ
وأنساها
171
****
1
ديس ق ّ
في دير ِ
]البسيط[
ة بّتها في دير
كليل ٍ ي
ق بين ليال ّ لم أل َ
س
دي ِ ق ّ
ِ ت التي سلف ْ
حوُر ن ول ُ
بين الحسا ِ ت حسناءَ لم ضمم ُ
الفراديس مث َلٌُيخَلق لها َ
ن مزفوفا ًول سليما ُ س في
ش ِبلقي َ ما عر ُ
لبلقيس إّبان دولِتها
دام العناقُ إلى قرع م مّنا في يوما ً بأعظ َ
الّنواقيس السرير وقد
****
2
إلى ذات المنديل
]مجزوء الوافر[
ل فيما بيننا ـ ِ ة ليس نزيه ُ
ه
ج ْحا َ مْنديـ لل ِ
ك
فأنواُر ِ ن
كأ ْ ن سّر ِ وإ ْ
هاجه و ّ يبقى
فُيلقي دونها فيا من تأمر
تاجه ن
س َ ح ْ ال ُ
عرى قلبي ُ تطع ِق ّ فقد َ
جهوأودا َ بالد ّ
ل
****
3
إلى م....
]الكامل[
ك
ن يسأل عن ِحيرا َ ت قلبي فوقخّلف ُ
َ
ل أه َ
ل المنز ِ ل«
ح »الكرم ِ
سف ِ
ر
في شكل طي ٍ خّلفُته يهفو على َ
172
متن ّ
قل بينهم ُ غرف الهوى ُ
حسبوه يضحك سّره،
لم يعلموا ما ِ
للربيع المقبل فإذا بكى
****
1
الزهرتان والشاعر
]الكامل[
ت
يا زهرةَ الوادي أتي ُ
ة
بزهر ٍ
ن فاح
ك من ُربا لبنا َل ِ
شذاها
ع والزهُر أبهى منظرا ً َ
م َ
ه ُ
م ِ
أ ّ
عها فزاد
م َ
فنقلُتها َ
بهاها
ك فيوحفظُتها ل ِ
الطريق من الذى
ك أضلعي
ولجل عين ِ
مثواها
َ
ت في آذاَر بينكما
وجمع ُ
فما
ك في قلبي وماأحل ِ
أحلها
ن لم
إني جمعُتكما ولك ْ
يط ْ
ل
ُأنسي بقربكما فواها ً
واها
واها ً على ساعات له ٍ
و
كنتما
ءها
ي هنا َ
يا زهرت ّ
صفاها
و َ
واها ً على روحي التي
173
خّلفُتها
ح
بين الّربا؛ والرو ُ
حيث هواها
واها ً عليها مهج ً
ة
ضّيعُتها
فإذا سألُتكما فهل
ألقاها؟
****
1 وداعا ً
]المتقارب[
وداعا ً سأقتل هذا وأدفنه في ضلوع
ن
السني ْ الهوى
لدي رسائ َ فُر ّ ك أردّ رسائل َ ِ
قلبي الحزين تالباكيا ْ
ي ..ألم َ
ن تعال ْ ولك ْ
تغدري؟!
ددا ً في وأنسفها ب َ َ وداعا ً سأسحق
فضا ال َ تلك المنى
وأذهب مستهترا ً سأهزأ بالعشق
بالقضا نوالعاشقي ْ
ي ..ألم ن تعال َ ْ ولك ْ
تغدري؟!
د
ن فما أنا بع ُ وداعا ً وهيهات أ ْ
ب
ب الحبي ْ المح ّ نلتقي
م فوق ن له ْ ك بما فإ ّ أطيعي ذوي ِ
ق الغريب ح ّ نيشتهو ْ
ي ..ألم ن تعال َ ْ ولك ْ
تغدري؟!
****
2
اغفري لي إلى م
]الخفيف[
ت غائبا ً عن ر ،فقد كن ُ ِ ك
اغفري لي إذا اّتهمت ُ ِ
174
صوابي غدْ
بال َ
ل عند ة الهو ِ
صرخ ُ ل ما كان اغفري لي ،لع ّ
مرأى عذابي مّني
أو بكائي على أماني جعْته
سر ّ وصدى اليأ ِ
الشباب ضلوعي
هالني ما قرأُته في ت،لم تكوني كما زعم ِ
الكتاب ن
ولك ْ
لم يكن فيه ذَّرةٌ ل
ك وفاءً
ت من ِ
ولعمري رأي ُ
رتيابي
ك
ح إلي ِوتعالي أشر ْ اغفري لي ما قلُته في
مصابيُ جنوني
ب حياُته ح ّ
م ِن ُ
ـــ َ ن أشقى اغفري لي فإ ّ
ت
ذكريا ُ حب ّْيـ الم ِ
ورْتها آثاُرناص ّ ب
ت هّيج القل ُ
أينما كن ُ
الباقيات ذكرى
ه إّنها ُ مما هنا؟ إنها رسو ُ
قُبلت وهنا ؟ آ ِ
ع، دمو ٍ
ب عنه هذه
ً لم تغ ْ وهنا؟ طائٌر ُيعيد حديثا
الكلمات:
عانقيني وأقصري من يا حياتي ،ل تغضبي،
عتابي وتعاَلي
175
ت
يا حياتي فقد لقي ُ ب قلبي عذاُبه،
حس ُ
عقابي فاغفري لي
****
1
خطرة في الهوى
]الطويل[
ش الذي كان ة العي ِ هني َب ُل َ ْ ن
ضنى وإ ْ م ْأعيدي إلى ال ُ
أرغدا عد المدى بَ ُ
ب المفتّر وما أطي َ ح
ه ما أوض َ ك هذا الوج ُ َتبار َ
والمتوّردا السنى
م ُيرجعه صباه اليو َتوّلى ِ صبا،
ن ال ّ ك فقدا َفقدت ُ ِ
غدا ؟ ل امر ٌ
ؤ وه ِ
ي،
ك :فؤادي ،والمان ّ سوا ِ ة
ت ثلث ً
ك لكّني فقد ُ
فقدت ُ ِ
والهدى
ن
ك ،وسقمي ،والحني َ هوا ِ ط
ت لي غيَر القنو ِ
وأبقي ِ
المؤّبدا ة:
ثلث ً
كن لم ت ُ يسامح َ
ك الرحم ُ ت أرجو َ
ك أخي وحبيبي كن ُ
3
عدا
س ِ
م ْ
ُ عدا ً س ِ
م ْ
ُ
وة
ك إشفائي على ه ّ وراع َ ألم ترني في مصَر أطلب
الردى ؟ شافيا ً
176
ُأقّلب في الفلك طَْرفا ً ألم ترني في مضجعي
هدا ؟مس ُّ متقّلبا ً
ُ
1
ت تهوى ،هل َ أن بمن ب أنا شبيهان
ٍ عج ومن
ّ
ت تجلدا!؟ أطق َ في الهوى
****
2
مان كفركّنا
ُر ّ
]الخفيف[
ي فيت بالح ّجز ُ
تي فهب ّ ْ
العش ّ
ت فؤادي
ة أنعش ْ
نفح ٌ
المعّنى
ت
ت :منها ،ودر ُ
قل ُ
أنظُر حولي
ف
ت الملهو ِنظرا ِ
ُيسرى وُيمنى
ي من
ب جن ّ
وإذا طي ّ ٌ
مـ
الّر ْ
ن مث ُ
ل الّنهوِد لو مـا ِ
ـ َ
هي ُتجنى
ت نظرتي نداءَ
وافق ْ
غلم ٍ:
ن!« من
ما ُ
ي يا ر ّ
»ناصر ْ
»ك َ ْ
فركّنا«
ىل َ
ك فد ً
ع به ِ
ت أسر ْ
قل ُ
مالي
ن
غ ّ
م بذكره وت َ َ
وترن ّ ْ
ب من
ل الحبي ِ يا رسو َ
د
ث لم ت َ ْ
حي ُ
ر ،لقد جئَتني بما
ِ
أتمّنى
****
3
ت الدهرعن ُ
]الخفيف[
م كّنا نقول:
يو َ
177
هـ
سنا الدّ ْ
»عاك َ
حبنا
ص ْ
ـُر« ،وجدنا من َ
ممن يلو ُ
ه
ق الل َ
فيقولون» :ات ّ ِ
ع
واقن ْ
ت طامعا ً يا
كم تظّلم َ
ظلوم
ت
ة« وأن َ
هذه »نزه ٌ
تراها
م ،فما عسا َ
ك ك ّ
ل يو ٍ
تروم؟«
ون ما
حهم لو ي ََر ْ وي َ
هـ
صنع الدّ ْ
معذّ ٌ
ب ـُر لقالواُ :
مشئوم
كنت أرجو لو أن
ت
ة« أضح ْ»نزه َ
ت فيه
ن قد كن ُ
في مكا ٍ
ُأقيم
ت حتى
لم يكن ما رجو ُ
حْلـ
َتر ّ
ن
م ْ
مو َ
ن ظال ٌ
م ْ
ت ،ف َ
ـ ُ
م؟مظلو ُ
****
1
إلى ل...
]المجتث[
ت
أين الرسال ُ
و وال ّ
ش ْ
ب
ق؟ فالجوا ُ ُ
ت َأ َ ّ
خْر
ت:
كم قل ِ
»شوقي كثيٌر«
ي
ن شوق َ
أظ ّ
أكثر
أسائل البدَر
178
حْيرا
َ
ن هو
كإ ْ
ن عن ِ
َ
أسفر
ك
ه ِ
ت وج َ
ذكر ُ
ه
في ِ
والشيءُ
بالشيء ُيذ َ
كر
ك
كوني بودّ ِ ُ
د
كالب َ ْ
هو يخفى رَ ،
ف ْ ِ
ويظهر
****
179
هدون وهم حيرى
س ّ
م َ
ُ
محاجُرهم
ل
تنوطها بنجوم اللي ِ
ب
أسبا ُ
ب فيب للح ّ
خ ُ
إن ي َ ْ
س أكبادهم َ
قب َ ٌ
ل
ه ِ
م ْ
م من شراب الـ ُ
ه ُ
سقت ْ ُ
أكواب
وكيف يبغون عن نار
ول ً
ح َ
الهوى ِ
ت
»وعندهم قاصرا ُ
1
الطّْر ِ
ف أتراب«
)(2
حو
أنا بالرحمن من ُ
جفونا
ن ُ
سْر َ
رُ ،يك ّ
ٍ
حمام اْلـ
تك َ
دارجا ٍ
ن العيونا َ
ك ،يبهر َ
أي ْ ِ
ولي نو َ
ق ْ ه ّ
ت من ُ
قل ُ
كان جهل ً وجنونا
ن حسنا
ت منه ّ
فانبر ْ
ء ،فأذكْتني ُ
شجونا ُ
جدا ً
و ْ سمنا َ
ك َ نحن من ُ
2
فتونا« »وفتّنا َ
ك ُ
)(3
ن
كبدي من فراقها بي َ
ب َْينا
فمتى موعدُ اللقاء؟ وأينا؟
ر غاب
مهاج ٍ
ر ُ
ب طي ٍ
ر ّ
عّنا
وك ُْره فعاد إلينا
شاقه َ
ت
ت تبكين لو رأي ِ
كن ِ
بكائي
وقديما ً أبكى جمي ٌ
ل ب ُث َْينا
مي
ته ّ
غيَر أني ألف ُ
ميوغ ّ
180
كلي واشربي و َ
قّري »ف ُ
1
عينا«
****
2
ما لك والذكريات
]المنسرح[
ت ما ل َ
ك والذكريا ُ
تذعرها
تثير مكنوَنها
وتنشرها؟
موءودةٌ في الشجون
أدفنها
وفي زوايا السنين
أذخرها
ت
أذهل عنها ورّبما ذهل ْ
ت بي
عني وقد جئ َ
ُتذ ّ
كرها
ر كيف
عَر النا ِ
س ِ
م ْ
يا ُ
ُأطفئها
ه -حين -سامح َ
ك الل ُ
َتسعرها
أما تراني يدي على
كبدي
رة
ُأكاد من زف ٍ
أطّيرها؟
ة
سِلم ٍ س لّله ُ
م ْ ب نف ٍ
يا ُر ّ
ي الهوى
قام نب ّ
صرهاُين ّ
مُز أعيا على الدهر َ
غ ْ
جانبها
ن
ز العيو ِ ما با ُ
ل غم ِ
يقهرها ؟
كّلفُتها السيَر وال ّ
سرى
شغفا ً
ألذّ حا ِ
ل الغرام
181
أخطرها
عما ً
من ِ
ت ُ خّلف ُ
ت بيرو َ
طلبا ً
للكرملّيات حيث
عْزوُرها«
» ِ
م ٌ
ل مشت ِ
م ُ
بلغُتها والظل ُ
م
على البرايا والنو ُ
ُيسكرها
ه
ب ل أفوز ب ِ
س البا َ
ألتم ُ
ت
أطوف بالدار لس ُ
ُأبصرها
ض
حتى هداني ومي ُ
ة
ساري ٍ
ف
أعقَبه قاص ٌ
جرها ُيف ّ
ه
م أطرق ُ
ت للباب ث ّ
سعي ُ
أقفاُله الصلب لو
سرها ُ
أك ّ
ب
س طال ٍ
ما تنثني نف ُ
ت
ورد ْ
ظمأى ومرعى
حمام ِ مصدرها
ال َ
ب عن
وانفتح البا ُ
مصّلب ٍ
ة ُ
ة شّر هناك خي َ
ف َ
ُينذرها
ر ،هل
مسا الخي ِ
تَ :قل ُ
ئلملتج ٍ
ك ُنعمى هيهات
لدي ِ
يكفرها؟
قالت :على الرحب!
ت
ت :هل نزل ْ
قل ُ
مرها؟
ة داَركم ُتع ّ
آنس ٌ
قالت :أخوها؟ فقلت:
»ذاك أنا«
قالت» :أنسعى لها
نخّبرها؟
م جفَنها
قد أخذ النو ُ
ملل ً
182
ر ،ترى
بعد انتظا ٍ
أُنشعرها؟«
ت» :دعيها غدا ً
قل ُ
ُأفاجئها
غّر ل
مها ال ُأحل ُ
فرها ُأن ّ
أقضي رقادي في غير
مضجعها
ت
أخشى إذا استيقظ ْ
هرها« ُ
أس ّ
ء؟
قالت» :ترى الضو َ
عها
ذاك مضج ُ
ح
ن جاَرها ،والصبا َ
ك ْ
تبدرها
خ ك ب َّرا ً وُر ّ
بأ ٍ أرا َ
ت له
ى بأخ ٍ
مغر ًُ
درها«! يك
ُ ّ
ت
ر أصبح ْ
ة المك ِ
قراب ُ
ة
ثق ً
ض القلوب
ق بع ِ
أعش ُ
أمك َُرها
ت
دع ْ يا ل َ ِ
ك بلهاءَ و ّ
ت
ومض ْ
ُأثني على لطفها
وأشكرها
جرًا ،وهيهات ل َ
ت َز ْ
ر
ج ٍ
مْزد َ
ُ
س هوجاءَ
ة نف ٍ
أي ّ ُ
أزجرها ؟
ت
س ،ل َ
ك يا نف ُ صبَر ِ
ر
مصطب َ ٍ ُ
ما لم تكن جارتي
ُتصّبرها
ت
ر حين انسلل ُ
لم أد ِ
أطلبها
من
خطى المحّبينَ ،
ُ
183
يسّيرها
ة في السرير
حوري ّ ٌ
ُ
ة
ٌ راقد
ودّ »رفائي ُ
ل« لو َ
ورها
ّ يص ُ
ت
ن أن ِ
ن الحس ِ
يا معد َ
معدُنها
ت
ب أن ِ
يا جوهَر الح ّ
جوهرها
هها
س وج َ
س ل أن َ
ن أن َإ ْ
ه
وب ِ
ب انتظاري باٍد
غ ّ
ِ
َتحّيرها
ة
سد ً
مو ّ
دهاُ ،
جي َ
ة ِ
عاطف ً
ع
عها والدمو ُ
ذرا َ
تغمرها
ه والصدر باديان
والوج ُ
سوى
ما انثال من َ
فْرعها
مرهاُيخ ّ
ع
والشوقُ بين الضلو ِ
ه
أعرف ُ
ة كالسعير
من زفر ٍ
تزفرها
د
حها على كب ٍ
يصيبني لف ُ
ق ذاب
في ب َُرح الشو ِ
أكثرها
ت
د اضطرب ْ ة َ
ق ِ مان ٌ وث َ ّ
مر ّ
ت ِترُبها
واقترب ْ
ُتح ّ
ذرها
ب
تقول :أختاه تحتنا له ٌ
يصهرنا دائبا ً
ويصهرها
هها
س وج َ
س ل أن َ
إن أن َ
ه
وب ِ
ب انتظاري باٍد
غ ّ
ِ
184
َتحّيرها
ة
ن لؤلؤ ً
ألمح بين الجفو ِ
هو
و ْ
م َ
فاز بها النو ُ
يأسرها
ق أهداَبها فقّيدها
أطب َ
ب يكاد
لول اضطرا ٌ
ينثرها
ت
ن أن ِ
حس ِ
ن ال ُ
يا معد َ
معدُنها
ت
ب أن ِ
يا جوهَر الح ّ
جوهرها
ن
قيدُ ذراعي غصو ُ
بان َِتها
آوي إلى ظّلها
وأهصرها
****
1
فرحتي!..
]مجزوء الرمل[
ض ل ي َُرد ّ
ب ما ٍ
ُر ّ ب عهد ُ
كان لي في الح ّ
والتقى دمعٌ و َ
شْهد خد ّ
خد ّ و َ
فالتقى َ
م ،دمعي
ف ،يا أّيا ُ
ج ّ
185
ضاق باللم ذرعي
ن
م الفنو ِ
ج ّ
ساحٌر َ ن بلب ٌ
ل فوق الغصو ِ
ت تدري ما شجوني
لس َ ن
ت الحنو ِ
يا أخا الصو ِ
َتتسّلىَ ،تتفّلى
وتراني ،أتقّلى
ونعيمي في شقائي
باكيا ً أيا َ
م لهوي سمع البلب ُ
ل شجوي
ب جاءني من ك ّ
ل با ِ الهوى أبلى شبابي
ب لعذاب
من عذا ٍ ب
من صدودٍ لعتا ِ
ق ك ّ
ل هذا ل يطا ُ
ق
ثم ل يحلو الفرا ُ
186
جّنتي ناُر هواها م أراها
فرحتي يو َ
ونعيمي في شقائي
ضنا في إْثر بع ِ
ض بع ُ ض
ض برك ِ عي ُ
شنا رك ٌ
ليته يمضي وُيرضي م ويمضي
صبا يو ٌ
وال ّ
يا فؤادي ما بكائي؟
****
1
ذگــرى
]الخفيف[
ب والسىمت ُْنها الح ّ
َ ي
ت تتلو عل ّ جئ َ
2
حفيص ْ
بين ُ ض
ة ما ٍ صفح َ
خ ْ
ذ عها و ُ حد ْ صا ِ
ف
حْر ِ
قد َتبّينُتها لول َ سواها فإّني
ي ،ولهوي يا حسرتاه َ عها؛ فقد حد ْ صا ِ
صفي و َ
ق ْ يت أمان ِ ْ دفن ُ
غَزلي في هوى َ ت أضلعي خل َ ْ و َ
ن ووصفي الحسا ِ فأمسى خلي ّا ً
ة
ر -على بخله -بنعم ِـ ِ ت فيها ل ظفر ُ وليا ٍ
عطف هـ
من الدّ ْ
ساهٌر في ظلمها
خدّ وك َ ّ
ف َر لقلبي بلثم ِ َ
أقبس الّنو
فقطْ ٍ هب َ دَ ،تعل ّ ْ
قت ُ ُ ـ ِ وفم ٍ كّلما شكا أل َ
م
شف وَر ْ جـ و ْ ال َ
ل
أنا منها وبين قت ٍ ل
ن ما بين قت ٍ جفو ٍ و ُ
بلطف ف بعن ٍ
شّيعْتها المنى ،برب ّكَ ح يكفي! فقد صا ِ
يكفي لت ليا ٍ تول ّ ْ
187
****
1
التفاتـــة
]المتقارب[
ت قلبي إلىف ََتل ّ
ل الك َْر ِ
م ِ
ن إلى عهده
وح ّ
ل
و ِال ّ
ت
ت به ذكريا ُ
ومّر ْ
الهوى
ع من ذلك
رواج َ
المنزل
ت
ت كما شئ َ َتل ّ
ف ْ
ه
قل ُ
واخف ْ
م َ
كل به ّ
سحائ ُ
َ
تنجلي
****
2
يوم الثلثاء
]المجتث[
وّلى حميدا ً َ ن
تأ ّ حسب ُ
وغابا الشبابا
إل اهتدى توما ظنن ُ
وأنابا فؤادي
من الهوى ما ت لم هيها َ
أصابا ض قلبي ُير ِ
يت إل ّساق ْ يا نظرةً لم
عذابا دها ُ
َ أر ْ
ب فيها يا قل ُ ن
رأ ّ لم أد ِ
خبايا الزوايا
ي ،فاحم ْ
ل عل ّ ت ماضي ردد َ
هوايا عهودي
****
188
تو ْت وأق َ ف ْ ج ّ ت أن حسب ُ
ربوعي دموعي
ت وراء خب ْ َ ت ناَر خل ْ ُو ِ
ضلوعي فؤادي
وصبوتي فأين وجدي
وولوعي؟! سهدي و ُ
ت فيه شهد ُ م وكان يو ُ
عجابا ال ُ الثلثا
روافل ً مم يو ُ اليو ُ
»بالمليا« الصبايا
ففي الزوايا ن
لئن أثر َ
خبايا شجوني
****
ب
خلف الحجا ِ ه
ت وجو ٌ لح ْ
ح
صبا ُ ِ حمل ُ ِ
تن هب ّ ْ بخل َ ن
ن بخل َ لك ْ
حريا ُ ما ولـ ّ
عٌر وهذا ش ْ َ ب،هذا ِنقا ٌ
حوشا ُ ِ وهذا
على القلوب ب ُنوٌرفانص ّ
انصبابا بطي ٌ و ِ
وكم له من كم للجمال
سجايا مزايا
بين الزوايا ح
ك يا ري ُ لول ِ
خبايا كانت
****
1
حلفت أل ّ تكلميني
]مخّلع البسيط[
ظي قبل وسوءُ ح ّ
ت أل ّ ُتكّلميني
حلف ِ
ن
اليمي ِ
أو تظلميني ل ن ترحمينيإ ْ
ُتنصفيني ُتع ّ
ذبيني
****
ل الناَر في وأشع َ يا من هواها أجرى
ضلوعي دموعي
ت أل ّ تكّلمينيحلف ِ ت من لما تي ّ
قن ْ ِ
189
خضوعي
****
وكيف أرعى في ت وجدي عرف ِ
ب عهدي
الح ّ سهدي وطو َ
ل ُ
د
ه حسبي ،أبع َالل ُ
ت أل ّ تكّلميني؟
حلف ِ
ديو ّ
****
أذاب جسمي لحما ً ت في القلب حمل ُ
وعظما ما ك َ
غ ّ من ِ
ي
ت أقسى عل ّ وكن ِ
ت أل ّ تكّلميني
حلف ِ
ما
لـ ّ
****
ت عنه فيما ذُ ِ
هل ُ ك
هذا فؤادي لدي ِ
ن
أظ ّ نره ُ
ت أل ّ
»حلف ِ
تكّلميني« غدا ً أنادي إذا أح ّ
ن:
****
1
بعد عام
]المجتث[
إليها...
كلوعتي هواك أصبح
مْنسّيا َ سيا نَ ْ
فصار قلبي غل ًش ْقد كان ُ
خلّيا لقلبي
ل لم والوص ِ و
ن حل َ كأ ّ
ك شّيا ت ُ الماني
كانت على ت آثاَر مسح ُ
شفتّيا بح ّ ُ
د
عاد الرقا ُ ن
فيا جفو ُ
شهّيا استقّري
د
ك ،يا فوا ُ َ ص على وارق ْ
ملّيا ب ليل ح ّ
****
2
هواك جبار
190
]السريع[
ك لي؟
ما خّبأ الدهُر بعيني ِ
ب قلبي كمدا ً في الضلوعْ
ُتذي ُ ع؟
م فيهما أم دمو ْ
ل ابتسا ٌ
ه ِ
يا ليت مكنوَنهما ينجلي
ن حلوَ الرقاد ْ
ْ ولن يذوقَ الجف ُ سعاد ُ ل يهدأ هذا الفؤاد
ك والدمعُ جاد ْ
لرقّ لي قلُبـ ِ
ق سرى خاطفا
كلمحة البر ِ جنح الدجى طائفا
ت في ُ
أبصر ُ
ثم دنا يصعقني هاتفا:
ولم تكن موضعَ آمالها«.. د ،لم تخطر على بالها »سعا ُ
ّ
ثم َتولى يسبقُ العاصفا
م
س عند السل ْ ْ ول انحناُء الرأ ِ ت ل َيشفي غليلي ابتسام أصبح ُ
م
أولى بنا لو نتشاكى الغرا ْ
وحّبذا أخذ ُ يدٍ في يدِ يا حّبذا ُلقيا على موعدِ
م!
ت وها ْ س هام ْ حتى يقو َ
ل النا ُ
ن حتى التوى ؟ وا لهفا ً والغص َ ض حتى ذوى ماذا أصاب الرو َ
وأيّ ب ُْردٍ للربيع انطوى ؟
ل الماني انتثْر ض ُيملي يا سعاد ُ العِب َْر في َزهَرٍ مث ِ
الرو ُ
حذارِ الهوى: ن َ ة الحس ِ
يا روض َ
191
1
إلى ذات العصابة الزرقاء
]الكامل[
ت شعوَرم ْلَ ّ ُروحي فداءُ
ء
ة حسنا ِمليح ٍ ء
ة زرقا ِعصاب ٍ
ك
بجوارها لجبين ِ ما
ك وإن ّ
ما زّينت ْ ِ
ضاء
الو ّ َزي ّن ِْتها
ة،
ة ،فّتاك ٍ
فّتان ٍ ة
مقل ٍ
وها من ُدن ّ
و ُ
حوراء ة
مكحول ٍ
ل لك ّ
ل الوي ِ فالوي ُ ل إذا ن الجما َإ ّ
للشعراء ه ُ
ع شمل ُ م َ
َتج ّ
****
2
طيف المل
]مشطور الرجز[
وى بقلبي ه ً »أل وما«3
نزل ه
أعجب َ ُ
أبني عليه وى على ه ً
أمل ه ع ّ
لت ِ ِ
يذهب عني وى لمن لم ه ً
مَثل َ أرها
ث ل حدي ٍ ًك ّ َأقبل عنها
قل نُ ِ راضيا
ت: أترابها قل ُ ت
قيل :سم ْ
بلى خْلقا ً على ُ
ت :لها.. قل ُ قيل :انتهى
واكتمل ن لها الحس ُ
ن اسم ٍ م ِ ل ِ ج ّ
َ مهاقيل :اس ُ
وعل ن«»محاس ٌ
ت منها رضي ُ ل طاب لي
بدل ش إذا عي ٌ
****
192
1
بهاء
]مجزوء الوافر[
ع
»َبها!« لم تق ِ
ن
العي ُ
على أبهى ول
ف
ألط ْ
ول أدنى إلى
بالقل ِ
ول أشهى ول
أظرف
ت بها
غف ُ ش ِ ُ
ن يب ُ
ل م ْ و َ
ب دَّلها
غرائ َ
غف ُيش َ
م بها أخي
وها َ
][....
حتى باع ما أ َّلف
صّنف في
وقد َ
بالح ّ
عن العلم الذي
صّنف
س
وقال :الشم ُ
والبدُر
ه ما أنصف
ول والل ِ
س
ع الشم َ د ِ
التي ت ُك ْ َ
سـ
ف ،والبدَر الذي
ـ ُ
سفُيخ َ
ة،
»َبها« فتن ُ
»رام الّلـ
ن َ
شّتى م ْ
ه«َ ،
ـ ِ
صّيفومن َ
ت نظرُتهاشف ْ
مدَْنـ
الـ ُ
ما أوشكف ،لـ ّ
ـ َ
المدنف
1
مي نفسها بهاء ،وهي بهاء حقيقة) «..ولقد كانت بهاء هذه فلحة في
»ولي جارة اسمها بهّية وتس ّ
ً
رام الله وكانت جميلة جدا(« .من رسالة الشاعر إلى عمر فروخ ،وردت في كتاب» :شاعران
معاصران« ،ص .100
-المصدر :ط .دار القدس ).(1931
193
ل من
وكم خا ٍ
سقا َ
ال ْ
دوه وقد
م ،ر ّ
ِ
أشرف
****
»َبها« تطلع
س
والشم ُ
ت إلى
فبادر ُ
المشرف
ت معط ُ
فها غد ْ
ن
ازدا َ
ة
بغصن البان ِ
الهيف
ر
ح الّنو ِ
صبا َ
واوالن ّ ّ
وف ر والورِد وما َ
ف ّ ِ
ف
ة الك ّ
تردّ تحي ّ َ
بغمزة جفنها
الوطف
****
لئن أشغَلها
عّني
طيوٌر حولها ُتعَلف
وما ُتطعمها
ب ح ّ
ال َ
م الذي
ل الكر َ
بَ ِ
ُيق َ
طف
فبين جوانحي
طيٌر
على أ َْيكتها رفرف
****
194
1
الغرام الول
]مشطور الرجز[
ت ما هيها َ عهدَ غرامي
َترجع لي ل َ
و ِ ال ّ
و
ت وحل ُ أن َ ت ومهجتي أن َ
لالم ِ معا ً
قَبل سامرةٌ بال ُ ة
ة زاهر ٌ وليل ٌ
ت فلم ح ْص ّ
َ ة،
وهجع ٌ
ول َ
ت ُأ ّ مها أحل ُ
ع
على ذرا ٍ
عند فؤاٍد ث َ ِ
مل
ل
ض ٍ خ ِ َ
ض
ُ في يد ما ٍ ت وما أن َ
مسبل ُ أودعَته
بشعا ِ
ُ بين ِ ت وما أن َ
»الكرمل« أضعَته
هيهات ما
ترجع لي
****
2
اشربي
]مجزوء الرمل[
نشوةٌ من ت
اشربي أن ِ
كمقلتي ُِ حسبيو َ
نظرة في تاشربي أن ِ
وجنتيك وحسبي
ن
ةم ٌ نهل ٌ ت اشربي أن ِ
شفتيك وحسبي
وحياتي في ت اشربي أن ِ
يديك ومالي
195
بهوى أنشديني،
سالندل ِ أطربيني
صبا في كال ّ ن
أرسلي اللح َ
غلس َ ال َ شجي ّا ً
كالندى هو يا روحي
للنرجس لروحي
ة
حيا ُ َلـ َ كس ِإن أنفا َ
فس ال َن ْ ُ ه
في ِ
****
1
قصيدة بل عنوان
المجتث
ن
ملءُ العيو ِ حسَنها منيا ُ
2
ه
نضار ْ ض«»ريا ٍ
بُتنسي الغري َ ر
شهدُتها في ديا ٍ
دياره
على المدى ع
أهدى الربي ُ
آذاره إليها
ه
مه وشذا ُ نسي ُ
بك ّ
ل إشاره
تبدو
ة
ف ٍع ّمن ِ وزاد ما شاء
وطهاره فيها
ك ُ
م ِإل ل ّ ط
وقال لم أع ِ
»ساره« هذا
****
3
قصيدة بل عنوان
]الكامل[
ل ف الغزير وأه َ ـل ُطْ ِ ف الّنمير ّ
يا كوثَر الظر ِ
ء
ل ثنا ِ ك ّ ومصدَر الْلـ
ة
ت أمير ُ مثلي وأن ِ ك
ح من ِق المد َ هل يستح ّ
الشعراء؟ شويعٌر
شرفا ً أتيه به على ك إمارةٌ وكفى ب من ِ القر ُ
المراء ه
ب ِ
ل ل أجم َ ت أحم ُ ورجع ُ ت
ما زرتكم إل وفز ُ
عماء الن ّ ْ ة
بغبط ٍ
ح ت صواد ٍ عن ك ّ
ل ذا ِ ع من سحر فالسم ُ
196
غّناء ل
ث بمعز ٍ الحدي ِ
ق
ر ٍمش ِ ر ُعن كل بد ٍ ه
شر الوجو ِن من ب ِ ْ والعي ُ
ذكاء و ُ ة
غني ّ ٌ
ةفي أهله لزيار ٍ ب ما يكون ب أطر ُ والقل ُ
ولقاء هق ُ خفو ُ
في داركم من هذه
ي نصيُبها
ة لد ّ فلك ّ
ل جارح ٍ
اللء
ت في دد ُ ع ِ دها ل ُ
من ع ّ ت أبلغ وشمائ ٌ
ل لو كن ُ
َ
الب ُلغاء ة
غاي ً
ن تراه في زان البني َ ع التليدُ إلى الطريف
مـ َج ِ
ُ
الباء بها فما
ن في س ٍح ْ ب ُ وغري ُ ة
المجدُ منها والمروء ُ
ذكاء عجيب َ والندى
****
2
قصيدة بل عنوان
]البسيط[
ن ما بين دنياها شّتا َ ت كالخنساء في ت ،ما أن ِ صدق ِ
3
كودنيا ِ ه َ
شب َ ٍ
ه هيهات ذا َ
ك ،أدام الل ُ أين الشقاءُ من الّنعمى إذا
ُنعماك انتسبا؟
تر« إذا قس ِ »صخ ٍ نأم اب ُ
ع رّياها لرّياك
م ذائ ُ
وانض ّ 1
ه
ض «ب ِ »الريا َ
ر في إلى ابتسامة ب ِ ْ
ش ٍ ن
ه أزال الحز ُ أم أين وج ٌ
محّياك؟ ُ ه
ق ُ رون َ
ع
سروُر قائله ل المدم ُ ر عندي ما ل الشع ِ وأفض ُ
الباكي ه
يفيض ب ِ
سّره وأج ّ
ل »السروُر« و ِ ة« ل بل ك »سار ُ ت كاسم ِ وأن ِ
2
ماك س ّ
س َ النا ِ ه
ت مصدر ُ أن ِ
عها عالي السنا ة َ
فْر ُ َ
أُروم ٍ تب ،وهل بي ُ ت الخطي ِ بن َ
زاكي ؟ ب سوى الخطي ِ
ت من ن أضح ْ ع الحس ِ روائ ُ د
غي ُ
ت ال ِ
صنا ُ ك المح َ فداؤ ِ
رعاياك ة
صن ً مح َ ُ
ك الغوطتين ِ في يحسد نُ لبنا
ف نالتاها من مزاياك
طرائ ٍ على
غّر تروي عن ألفاظُ ِ
ك ال ُ ت ت شاعرةً ما شئ ِ ما شئ ِ
ثناياك ة
ناثر ً
197
كب عن ِضى ي َن ُ ْ فإن تق ّ
سها
ل الدهُر مجل َ ة ل يم ّ أديب ٌ
الصدى الحاكي
ي
ة ،والوح ُ ت من عظ ٍ ألقي ِ ب الجلي ُ
ل خطْ ُ
ف ال َ
ش َ ة كُ ِخطيب ٌ
ل َّباك بما
ك أو مغًنى صدرا ً كصدر ِ ر ما
ت الده ِة هي بن ُ وحكم ٌ
كمغناك ت نزل ْ
ء
موسى على طور سينا ٍ
ء لو يؤانسها
ة من ذكا ٍ
وشعل ٌ
لناجاك
ف ،وما تفنى س أع ّ نف ٍ ُ
ف ول
ح أخ ّ
دث عن رو ٍ
ول أح ّ
سجاياك
ك في النعمى مغدا ِ ت َ ودم ِ ف ت في ظ ّ
ل عّز وار ٍ ل زل ِ
مسراك و َ أبدا ً
*****
3
أعجب الهوى
]الطويل[
وفي عينها ما بي وما ر ماَتعّلقها قلبي ولم أد ِ
ت باسمي سمع ْ مها اس ُ
س- ول َ ْ ٌ
حظ -كباقي النا ِ وما كان إل في الطريق
يرمي ول ُيصمي لقاؤنا
ن َ
حسا ِ ن ال ِ هيامي بها دو َ ُ ض ملى ب -والر ُ ما عج ٌ أ َ
على رغمي؟ بمثلها -
ه
لغيري؟ له روحي ولم يعدُ ُ د
ل الوج َ وما باُلها لم تحم ِ
جسمي والهوى
ة
ب الجراء ِ ي مسلو ِ بجنب ّ أراها فلم أملك َتهال ُ َ
ك
والعزم ن
واه ٍ
بها وبما ُيلقي هواها على ط ما فْر ُ فيخطف لوني َ
همي و ْ د
أنا واج ٌ
ر
ل الصد ِ مث ْ َ
ق َ ف وجهي ُ فأصر ُ ت
ُيخّيل لي أّني دنو ُ
م
بالغ ّ تفأعرض ْ
ن
ه الظ ّ ن به ،ما أشب َ ُيظ ّ ت بها سوءا ً ولم ظنن ُ
بالثم عدُ ما ن بَ ْ تج ِ
إذا ما تلقينا ،فبئس إذن ع
ب عن سّر الضلو ِ وُيعر ُ
زعمي شحوُبها
دثُتهام لو ح ّ وأقس ُ
مي
مها ه ّ
ما شذ ّعن ه ّ ت سرائُرنا شف ْ وتك ّ
198
ب في هوى
ي عجي ٍ أرى فأ ّ إذا كان في دنيا الهوى
م
ص ّ
مي وال ّ ع ْ
ال ُ مثلما
****
1
غادة إشبيلية
]السريع[
د
غي َ
أفدي بروحي ِ
هإشبيلي َ ْ
ب
ب صا َ
ن القل َ
ن أذق َ
وإ ْ
ب
العذا ْ
****
ب
ن بت ِْر ِ
ت منه ّعلق ُ
النهاْر
ل
و اللي ِ وجهًا ،و ِ
صن ْ ِ
عْين فْرعا ً و َ
َ
ع مثلي
في مثلها يخل ُ
عذاْر
ال ِ
ول يبالي كيف أمسى،
وأين
فيهان ِ
م ِْ بأشر ُ
عقاْرال ُ س
وكأ ِ
معًا ،فكيف الصح ُ
و من
سكرتين ؟
م
لهفي عليها يو َ
ش ّ
ط المزاْر
ن إلى
وساقها البي ُ
»الن ّي َْربين«2
مهجتي
دعُتها ،و ُو ّ
َ
ه
َ ْ يمشف ُ
ف
لم يشفني رش ُ
ب
عذا ْ
الثنايا ال ِ
1ملحظة خصوصية :نظم الشاعر طوقان هذا الموشح في راقصة أندلسية إشبيلية كانت في مرقص
النجار ،ثم انتقلت إلى دمشق ،وقد ل يكون انجذابه إليها بدافع جمالها وخفة روحها بمقدار ما كان يتقراه
في خلقها من الدم العربي ،وما كان يلحظه من الفن الغربي في ثيابها ورقصاتها .من هنا نشأ الميل
شح« ملخص عن اعتراف الشاعر -جريدة البرق -بيروت 3/8/1932 -م. وحوله يدور موضوع هذا المو ّ
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1932
2النيربين :النيرب اسم قريتين إحداهما قرب دمشق ،والخرى قرب حلب .يلمح من البيت أن الراقصة
سافرت بعد مكثها في بيروت إلى دمشق« من كتاب »شاعران معاصران« ،ص 93
199
ت بالنظـرة
دع ْ
وو ّ
المــغريه
ب ل ُّبي معها في
تصح ُ
الّركاب
****
س
صَر الندل ِ
يا أع ُ
تالخاليا ْ
قد فاز من عاش بتلك
ع
الربو ْ
أهكذا كانت هناك
ة
الحيا ْ
ة اليام ِ ملءَ
مت َْرف َ
ُ
الضلوع ؟
ة في
أهكذا الفتن ُ
الغانيات
حّر
و َ
لَ ،
ونشوةُ الوص ِ
الولوع ؟
لئن مضى عهدُ ذوينا
ت
وفا ْ
ل في
عد من أم ٍ
ولم ي َ ُ
الرجوع
متي بعهدهمفذ ّ
فيه
مو ُِ
أردّ ماضيهم ببذل
ب
الشبا ْ
ن«
ن زيدو َ أنا »اب ُ
ه
وتصبو ل ِي َ ْ
و ّ
لدةٌ « في دمها » َ
والهاب
****
أو ُ
ل عهدي بفنون
الهوى
م بالهوى ت ،أ َن ْ ِ
ع ْ بيرو ُ
ل
و ِ
ال ّ
ب
وقيل هل يرشد قل ٌ
غوى
200
صبا
ي في ال ّ
والرشدُ غ ّ
المقبل
ت
ت -لما قل ُ
مدد ُ
قلبي ارتوى -
يدي ،فردّْته عن
المنهل
ت
ت ،لو شئ ُ
بيرو ُ
ت النوىدفع ُ
طوعًا ،ولم أهجر ِ
ك،
فالوي ُ
ل لي
ى
من ً
ه ُ
مة الل ِ
في ذ ّ
موِدَيه
ُ
ء ،ل ُدْ ٌ
ن باسقة خضرا ُ
برطا ْ
ِ
ك يا
ل في أخت ِ لع ّ
رَيه
سو ُِ
ء عن جليل
ن عزا ٍ
س َ
ح ْ
ُ
المصاب
****
يلذّ لي يا عي ُ
ن أن
تسهدي
و بطيب
وتشتري الصف َ
الكرى
ة في
لي رقدةٌ طويل ٌ
د
غ ٍ
ل ِّله ما أعم َ
قها في
الثرى
صبا
ي طيَر ال ّ
ألم ت ََر ْ
في يدي ؟
ة أن
أخشى مع الغفل ِ
فرا
ين ِ
طال جناحاه وقد
يهتدي
كرا
مب ْ ِ
حه ُ
إلى أعالي دو ِ
201
ه
ِبـي َ ْ
سها في
مغيرةٌ أفرا ُُ
بْ اقترا
ر يلتوي
وبعد عش ٍ
عوِدَيه
ُ
ت ويخبو
وينضب الزي ُ
1
الشهاب
****
ت أن
ل بدّ لي إن عش ُ
أعطفا
س
على ُربا الندل ِ
الناضره
د
ح عه ِ
وأجتلي أشبا َ
صفا
ال ّ
ة ساحره
ة فّتان ً
راقص ً
هناك ل أملك أن
أذرفا
دمعي على أيامنا
الغابره
ب
مح ّ
ع ُ عسا َ
ك يا دم َ
وفى
ت المنى زاهره
تردّ جّنا ِ
ذ ُألقي علىيومئ ٍ
ه
عوِدي َ ْ
ُ
ن الهوى أمزجهلح َ
ببالعتا ْ
د
غي َ
أفدي بروحي ِ
إشبيليه
ب
ب صا َ
ن القل َ
وإن أذق َ
العذاب
****
2
عاش كلنا بالمنى
1
م الربعين ،فقد قضى نحبه وهو في السادسة والثلثين من عمره )أحمد
ولكن توفاه الله قبل أن ُيت ّ
طوقان(.
2
موجهة إلى الشاعر عبدالكريم الكرمي )أبي سلمى( صديق المرحوم إبراهيم )أحمد طوقان(.
202
] مجزوء الرجز[
كان هزارا ً
م ْ
فت َّنا بالحسن ُ رباطَ ِ
ب
م الح ّ فابتس َ
ن الظّنا
فأحس َ ه
ل ُ
ُتبدّ ُ
ل اللحنا م رماه بالتي ثُ ّ
م
بات يهي ُ
وطالما غّنى نائحا ً
م
ما أظل َ ب
م به الح ّ حك ْ ٌُ
القاضي قضى
ك أن حسب ُ َ
ض
فإنني را ِ ه
ترضى ب ِ
ت إلى
عد َ
ُ ك من ع َ دَ ْ
الماضي الماضي فلو
ت وص َ
ل وجد َ
ودهَر إعراض
ة
ساع ٍ
203
صبا طيُر ال ّ
وكان لي جاْر
وّلى
دار؟«
تعود لل ّ ت له» :هل ّ قل ُ
ك ّ فقال لي:
ل« وطاْر »كل ّ
مل ّأظّنه َ
مّني الجواْر
عهدَ الهوى خّلفني أبكي
ت من خِلع ُ ُ
عرشي هوى ْ
ملكي ُ
عاش على
ب غوى
قل ٌ كالفت ِ
م فيواليو َ
واهي القوى
ضْنك َ
قال »أبو
ن أترابي:
َزي ْ ُ سلمى«1
ك قدصبا َ» ِ
خ ّ
ل التصابي« َ
ما..ه ّ
َ
ما بي
م ّ
ل ِأقت َ ما فهاج لي َ
غ ّ
وشاب َ تَ» :نعم قل ُ
أحبابي« حتما
*****
2
المغامرة
]الخفيف[
حـ
ب يوم ٍ كأنما كرع الب َ ْ
ُر ّ
طى السماءَـَر ،فغ ّ
ت
صرا ِع ِ
م ْ
بالـ ُ
ن في الفضاء
يتزاحم َ
وينى
ه َ
ال ُ
ل
ت الذيو ِ
مسِبل ُِ
مراتمنه ِ ُ
ر مد ال َ
قّر معشَر الطي ِ ج ّ
َ
حتى
204
وكون
ت في ال ُ
بكم ْ
مرتكمات
مذاك
عصف الشوقُ يو َ
بأ َ ْ
ضل
عي ،فأزرى بثورة
العاصفات
لم يزل بي حتى
سـ ت هو َ
ل ال ْ تج ّ
شم ُ
دوا ً إلى
ع ْ
ر َ
سي ْ ِ
ـ َ
الحبيب المؤاتي
ب َ
أَتقّرى بين الهضا ِ
طريقي
ح مستنيرا ً َ
مقاد َ
الزفرات
س المدام ِ
ت لي كأ َأترع ْ
ت:
وقال ْ
ك ،ل ترفضّنها
ها ِ
بحياتي!
ت :منها اشربي قليل ًقل ُ
مافل ّ
ت:
ريقها ،قل ُ
مزجْتها ب ِ ِ
هاتي!
*****
1
ذكرى عشية زهراء
]الكامل[
ع لي
ج ٌ
مر ِ
ة« ُ ّ
فُركن َ َ
هل »ك ْ
ذكُرها
ما فاتني من عنفوان
شبابي؟!
أم في صباياها وفي
مانها
ُر ّ
ن من
ما يبعث المدفو َ
آرابي
ت
ع الذكرى ذكر ُ
لو تنف ُ
ة
عشي ّ ً
ب
زهراءَ بين كواع ٍ
أتراب
1
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1933
205
ب
ن آسرةُ القلو ِ
فيه ّ
بحسنها
ودللها وحديِثها
لبالخ ّ
ف من النسيم
ح أخ ّ
رو ٌ
وخاطٌر
ن
كالبرق مقرو ٌ
حسن جواب ب ُ
ُ
غّر ثناياها وأشهد أنها
ة َر َ
شفاُتها ممزوج ٌ
بشراب
ُنلقي أحاجي بيننا
فُتثيرنا
ت
ة وذا ُ
للضحك خاطئ ٌ
صواب
ن ،بين
دد اللحا َ وُنر ّ
ة
شجي ّ ٍ
عنا ،وبين
ُتمري مدام َ
عذاب
ِ
ض باللقاء
ولقد ُنعّر ُ
د
لموع ٍ
ق
فيها ،وُنسلكها طري َ
عتاب
206
السباب
ي
ن« هان عل ّ»نيسا ُ
ك بالنوىمـ َ
حك ُ
ت المنى ما تح ّ
طم ِ لـ ّ
في »آب«..
ت يا ليت من َ
فجع ْ
فؤادي بالمنى
ق لي ذكرى
لم ُتب ِ
ُتطيل عذابي
****
1
هدية رمان
]الخفيف[
ن
م َ
قد فهمنا ِ
الهدّية معنى
ن من
ما ِ
غيَر معنى الر ّ
»كفركّنا«
ت ذكرى
فأثار ْ
وهاجت جراحا ً
تركْتني من الصبابات
ضَنىم ْ
ُ
مها
ة ُيقَرن اس ُ
قري ٌ
باسم »إْبرا
حب ّا ً
ما تفيض ُ
م« ،م ّهي َ
سنا
ح ْ و ُ
ب للصبا وقدملع ٌ
كان ُيوحي
ك ّ
ل يوم ٍ مهما أفاض
وأ َْثنى
****
2
صورتها المكّبرة
1
مان قال إنها من كفركنا«.
»قالها حين أرسل إليه فكتور بشارة من الناصرة ومصباح كنعان هدية ر ّ
-المصدر :ط .دار القدس ).(1933
2كان إبراهيم قد أعطى الستاذ مصطفى فَّروخ صورة صغيرة لمرغريتا )راقصة إسبانية تعّرف إليها
ببيروت( وطلب منه أن يكبرها باللوان المائية ،وأنهى مصطفى فروخ الصورة وأرسلها إلى إبراهيم
207
]السريع[
ق
ح بي الشو ُب َّر َ
ما طغىفل ّ
ه
ت للرسم فكّبرت ُ ُ
فزع ُ
ء،
وما شفى دا ً
ولكّنما
قلبي شكا البعدَ فعّللته
ولم أجدْ في
الرسم أخل َ
قها
جّربُتها حينا ً و َ
جّربته َ
منتظري في
ه
غرفتي دهَر ُ
ودُته
ل ما َتع ّ
جودُ بخي ٍ
ُ
ل وقد ناجيُته ظ ّ
باسما ً
ع حــــين
ولـم يمانــ ْ
قّبلُته
سام
ت للر ّعرف ُ
ه
ع ُإبدا َ
ت للّرسم فأنكرُته
وعد ُ
قد فاته د ّ
ل تعّرفُته
مطْ ٌ
ل كم فيها ،و َ
وقتهتذ ّ
م
سا ُ
لو جاءني الر ّ
بالمشتهى
ت...................
كفر ُ
وأشركته
*****
1
بعد أعوام ...للذئب ،ل للحب ،رباها
]السريع[
كت عينا َ
لنكر ْ ت
ل لو كن َكم قائ ٍ
مرآها تلقاها
يدُ السى القاسي ة ،قد
ة ،ناحل ً
ذابل ً
محّياها
ُ تمح ْ
فأعجب بها إبراهيم فقال» :ول زالت أنامل مصطفى تخرج المبدع« .من كتاب» :شاعران معاصران«
لعمر فروخ ،ص .95
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1933
1المصدر :جريدة »الجزيرة« -يافا .8/2/1935 -
208
ت
مّر بها المو َُ ل تل َ
قها ،ل ت ََرها ،إنها
فأخطاها
****
ك من حّبها لدي َ تل هل بقي ْ
وسائ ٍ
وذكراها! ة
فضل ٌ
ف
وواحدٌ كا ٍ قد مّر عامان وها
لتنساها ثثال ٌ
ة ُتسلي َ ت كالنحلة من وأن َ
ك إياها لزهر ٍ
ة
زهر ٍ
****
كلكما عن كنهه أخطأتما لم تعرفا ما
تاها الهوى
عن وجه محبوبه م ل يصرف السق ُ
وإن شاها ء
ه امرى ٍ وج َ
كان من السقام كل ول ُيقصيه يوما ً
أعداها ولو
ق
ومهجة المعشو ِ ت ما أبلى هوى والمو ُ
أبلها ق
عاش ٍ
ت بالمثال إن جئ َ
أعلها ك قيسا ً مثل ً إن ّ ُ
ه دون َ
ح
أن أسلم الرو َ ما زال يغشى قبَر
فلّباها ليلى إلى
****
س
زهُر الّربا لم تن َ ة مهما
أل ترى النحل َ
مأواها حل
ب
ق القل ُ َتعل ّ َ ت عيني سواها، ّ
َتطلب ْ
بمغناها وقد
*****
ب للقلب فلم يط ْ ت هوى وق ُ نعم ،تذ ّ
لهاإ ّ غيرها
ة فتلك أو نفح ً سنا ً فمن
ح ْ ن أجدْ ُ وإ ْ
رّياها سنهاح ْ
ُ
وردّدَ الوادي صدى ي
ت في شكوا َ أو قل ُ
آها تسَر ْ)آهًا( َ
****
مغداها ص َغ َ نَ ّ ت إلى سيق ْة ِمظلوم ٌ
مسراها و َ ظالم ٍ
بللذئب ل للح ّ كان أبوها راعيا ً
رّباها غاشما ً
****
209
1
إلى الممرضة الروسية
]السريع[
ت
ن ما أصبح ِ سرعا َ
َ يا حلوةَ العينين يا
ه
َ ْ يناس لي ه
قاسي َ ْ
ت أنسى ما أنا فلس ُ أ ّ
ة تجود بالعافيه
ناعم ً يدا ً
ت لها فمهجتي أن ِ بلئن شفى الطِ ّ
شافيه ى عارضا ً ضن ً َ
ة
ل منها نظر ٌ أفع ُ وإبرةُ السي على
ساجيه نفعها
ة بعطفها، فّياض ً ك في تبعثها عينا ِ
آسيه أضلعي
ة
مّر ًفعاد يهوى َ تلم قلبا ً نكأ ْ
ت
ثانيه ه
ح ُجر َ
ة
فأرجعْتها زفر ٌ وُتطفئ الّناَر التي
حاميه ت
حّرك ْ ُ
ك ياور ِ ج ْ
ك من َ إلي ِ ن ،ألقيصرةَ الحس ِ
طاغيه؟ أشتكي
ة أشرا ُ
كها خطّ ً
أم ُ ك ليهل كان نسيان ُ ِ
خافيه ؟ ة
هفو ً
كتغفره أعذاُر ِ ك مهما سّيدتي ،ذنُبـ ِ
الواهيه ن
يك ْ
****
2
ك السلم ناشدت ِ
]السريع[
إلى فوز...
ذبِتني ظلمًا ،كفى ع ّ
َ كيا »فوُز« ويلي من ِ
ه
ما ب ِي َ ْ ه
يا قاسي َ ْ
ة
ل إل النظر َ أنا ُ ك في اليوم ثلثا ً أرا ِ
الجافيه ول
ت عن حالي ما كن ِ ه لو تدرين ما والل ِ
» 1يبدو أنها كانت في نابلس في عيادة أحد الطباء ،وكان إبراهيم يتردد على ذلك الطبيب ليصير حقنه
بإبر ..والظاهر من المقطوعة أن هذه الممرضة الروسية هي التي كانت تتولى أمر حقنه بتلك البر« من
كتاب» :شاعران معاصران« ص .98
المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
210
إذن راضيه صتيق ّ
ة
ت لي راحم ً وكن ِ ت لي عونا ً بل كن ِ
آسيه على غربتي
ت فيها مهجتي ظلل ُ ت أياما ً ولم مرض ِ
داميه تطلعي
كن أدعو ل ِ ولها َ ك الناس أسأل عن ِ
بالعافيه مستخِبرا ً
ه
ف عني الل ُ ف َ خ ّ َ ت يا
حتى إذا أبلل ِ
بلوائيه منيتي
مْلعِبها تغدو إلى َ ك يا قلبي بشرا َ
ثانيه تفقد أصبح ْ
ت مع يا ليتني كن ُ ة ما بين أترابها
مليك ٌ
الحاشيه
فيضا ً على الكو ْ
ن يا وردةً ُترس ُ
ل
من الرابيه أنواَرها
ن ث َّر ٌ
ة س ٍ
ح ْة ُ ع ُن َب ْ َ ن
م ْ
ة المنديل ِ يا رب ّ َ
صافيه تحِته
ك يا ك في دين ِ أخا ِ مل ك السل َ ناشدت ُ ِ
قاسيه تقتلي
****
1
إلى ذات السوار
]الهزج[
ول ُأظهر ُ
ك
مي ِ
هبيني ل أس ّ
كحّبي ِ
ُ
فأحيا ل وُتلقى بيننا
ُألقيك ب ج ُ ح ْ
ال ُ
ب ،ما انف ّ
ك ـ َ ت؛هبي ما شئ ِ
يناجيك قْلـ ن ال َإ ّ
وفي النجوى ويرتاح إلى
ُيحّييك النجوى
ك
فيدعو ِ ويطغى اللي ُ
ل
ويبكيك ق
والشو ُ
لما يرويه عن ويستأنس
فيك ِ حبالصب ِ
****
2
بل عنوان
1المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
211
]الرمل[
ليتني أنعم يوما ً لم تزل تهجرني منذ
كبرضا ْ ن
سني ْ
م إليها
وهفا نج ٌ ل لحت
في ظلم اللي ِ
رقا
مط ِ ُ ة
نجم ٌ
ب وانقضى، في عتا ٍ ح هاب الرو ِ
يا حبي َ
فاعتنقا إنهما
في تشاكينا الهوى،
ليتنا يا هاجري مثُلهما
ن أراك لك ْ
ليتني أنعم يوما ً لم تزل تهجرني منذ
برضاك ن
سني ْ
212
****
1
مآتم في حنايا القلب
]مجزوء الوافر[
فب شار َلص ّ ر
أل ل تذك ِ
الياسا الناسا
هواها ومحا ّ
لقد غطى
الناسا على عيني
ب
ويا من شي ّ َ بو َفيا من ذَ ّ
الراسا بالقل َ
ت
لقد أمعن َ
ق إيلما ً وإتعاسا
ـ ِ فـ
بالخا ِ
ويا لّله ما
ويا لله ما قاسى
لقى
ب ،أن يعرف ـ ِ ن لهذا ألم يأ ِ
إيناسا؟ قْلـ
ال َ
ع لي
بغير الدم ِ ب
أل تمل يا ح ّ
كاسا
*****
َ فل أسمع يلومون دعوا
وسواسا اللوم
دها إذا ما َ
ق ّ ومن يبقى له
ماسا؟ عق ٌ
ل
ب ،هل ُتصبح ـ ِ م في حنايامآت ُ
أعراسا؟ قْلـ
ال َ
*****
بل عنوان
مجزوء الكامل
ض
عن الرو ِ تأخذ ْ ن التي عانقُتها
إ ّ
2
لالشمائ ْ
تظ ّ
ل ر ،وحاور ْ
ـ ِ ة
ت منادم َألف ْ
الخمائل غديـ
ال َ
ل والبلبل وتعّلم ْ
ت من
ن العناد ِ
لح َ طيرها
213
سِنها قول ً
ح ْ
ب ُئ ُ ه لم تترك غرا
تالل ِ
لقائل
****
1
بل عنوان
]المجتث[
ب كفا َ
ك يا قل ُ
شكوى
ب سلمىمن ح ّ
و»سلوى« !
ت يا
واحتر َ
ب فانظْرقل ُ
ي ناَرْيك ُتكوى ؟!
بأ ّ
ب
ُتذيقني الح ّ
مّرا ً«
» ُ
حْلوا«
ت» ُ
تخاله أن َ
ن
عإ ْ إني َ
لجز ُ
قيـ
ِ
ل :عاد قلب ُ َ
ك ـ َ
يهوى !
ت
فقد وقع ُ
ببلوى !
ت منهانهض ُ
لبلوى !
وفي الزوايا
بقايا
سل ُ ّ
وا ! أبغي إليها ُ
ب وحدَ َ
ك يا قل ُ
ق
فاخف ْ
وا !
ل أستطيع ُرن ُ ّ
*****
2
بل عنوان
]الرجز[
ر ماذا قد
لم تد ِ
أصاب قلبي
1
المصدر» :إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته« ،البدوي الملّثم ،وهي بل تاريخ ،وبلعنوان.
2المصدر» :إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته« ،البدوي الملّثم ،وهي بل تاريخ ،وبل عنوان.
214
ظ ض ُ
شوا ِ أصابه بع ُ
بالح ّ
د معا ً
ع ٍ
رمْته عن ب ُ ْ
ب و ُ
قْر ِ
ق«3 إحدى غواني » ِ ّ
جل ٍ
وحسبي
فاقا ً شدي َ
د فراح خ ّ
ب
الضر ِ
ُينذر بالويل وطول
الك َْرب
ت أستشير فجئ ُ
ب«
ل الطِ ّ»أه َ
ن شاء ُيذكي ناَره أو
إ ْ
ُيخبي
****
215
تحت م لئيما ً ب قلب َ
ك الكري َ ل ته ْ
رجليه عابثا ً ُيلقي ِ
ه
الشعر الجتماعي
216
1
بل عنوان
]الطويل[
ن غدُره ليس وهذا زما ٌ ن
ك إن جار الزما ُ لعمر َ
2
ي ُّتقى فّرقاو َ
نمْينا فإ ّ
ك جس َ مـ َبض ّ ن
ن ضدّ الزما ِ مك ْ فيا رس ُ
ك البقا ل َ ه
وغدر ِ
ن عن أخيه ولو كان دَي ْ ٌ ق والفؤادان كلنا صدي ٌ
تفّرقا د
واح ٌ
ويشقى شقائي إن 3
دعى ُ
وأدعى كما ي ُ ْ
شقا ي ال ّ مب َ أل ّ وأشقى شقاءَهُ
علينا النوى في الرض ة
وَريق ُستجمعنا هذي ال ُ
أن نتفّرقا تإن قض ْ
*****
4
ملئگة الرحمة
]مجزوء الكامل[
ه
عهن ّ ْ
ُ
أّني أردّدُ سج َ ض الحمائم ِ ِبي ُ
ه
حسُبهن ّ ْ
قء الخل ِ ة منذ بد ِ ع ِ ة
م ِرمُز السل َ
هّنه ُ ودا وال َ
ن
ف له ّ ة القطو ِ ن ِي َ ِ ض
ل رو ٍ في ك ّ
أّنه فوق دا
خطََر النسي ُ
م َ ن
ن والغصا َ ويمل ْ َ
بروضهّنه ما
ن نحو ـُر هبب ْ َ ن
فإذا صله ّ
غديرهّنه هجيـ ال َ
ي ،ل ل الوح ِ ـ َ ن بعد يهبط َ
تدري ِبهّنه مْثـوم ِ ح ْ ال َ
تر ،ترّتب ْ ـ ِ ن على فإذا وقع َ
أسراُبهّنه غديـ ال َ
نَ ،تعّرجا ـ ِ ن طو َ
ل في ْ ِ ص ّ َ
بوقوفهّنه فت َْيـ ض ّ ال ّ
ة
في الماء ساع َ
مها ل ُتقب ّ ُ
ل رس َ ك ّ
شربهّنه ُ
نن بغمسه ّ ـ َ حّر
ن َ
ُيطفئ َ
1المصدر» :الكنوز -ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه ).(1923
ُ 2وجدت البيات على ظهر صورة فوتوغرافية جمعت بين الشاعر وصديقه »إبراهيم مطر« ،وقد كتب عليها » :نظم هذه البيات قلب
مملوء بالخلص والمحبة الطاهرة« .والمقطوعة بدون عنوان.
3في المصدر وردت الكلمة »أدعى« والسياق يفترض أن تكون »ُيدعى« ولّعل في المر خطأ مطبعيًا.
4في أثناء هذا المكث في مستشفى الجامعة الميركية )بيروت( نظم إبراهيم طوقان قصيدته »ملئكة
الرحمة« ،في .«19/10/1924من كتاب» :شاعران معاصران« لعمر فروخ ،ص .20
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1924
217
صدوَرهّنه ن
ه ْ م ِ جسو ِ ُ
ش إذا
يقع الّرشا ُ
ن للئا ً لرؤوسهّنه
ـ َ ضـ انتف ْ
ن
صو ِ ِد إلى الغ ْ ن بعد ويطْر َ
مهوِدهّنه ُ البترا
ق كيف كان ـ ِ ُ ف ة
ك أجنح ٌ ُتـنبي َ
سروُرهّنه ُ فـص ْ تُ َ
ن،ن ،إذا جثم َ ـ َ وُيقّر عين َكَ
شهّنه بري ِ نه ْ عب ْث ُ ُ
َ
س حين ُيقب ُ
ل ٍ ن بل رؤو
وتخاله ّ
ليُلهّنه
ن ملءَ ح ونم َ ِ أخ َ
في َْنها تحت
جفونهّنه ُ جناال َ
ل،ن الهدي َ ه ّ ـ ُ جَننيه ْكم ِ
فديُتهّنه ! عْنـ
ت َوروي ُ
****
ن أشباها ً غدو َ ضَ ، ـ ِ ت إلى المحسنا ُ
لهّنه المريـ
ت ،دواؤها ِ ض
الّرو ُ
سهّنه إينا ُ كالمستشفيا
ل من بأج ّ ما الكهرباءُ
ظراِتهّنه نَ َ وطِّبها
نن وعطفه ّ ـ َ يشفي العلي َ
ل
فهّنه ولط ُ ن
عناؤه ْ
و من عذوبة ـ ٌ في َ
ك ءب ِ مّر الدوا ِ ُ
قهّنه ُنط ِ حلـُْ
حمام ِ بين ال َ ل ،فعندي مه ً
وبينهّنه ق
فار ٌ
دجى عن م في ال ّ ئ ُ فلرّبما انقطع
شدوهّنه حماال َ
ت ،ففي النهار ِ لما جمي ُ أ ّ
وفي الدجّنه المحسنا
*****
1
مناجاة وردة
]السريع[
ن يا
ك الحس ُ
جنى علي ِ
وردتي
ت ك فذ ْ
ق ِ ب رّيا ِ
وطي ُ
218
ب
العذا ْ
لولهما لم ُتقطفي
ة
ض ً َ
غ ّ
بل ل ْنطوى في الروض
ك الشبابعن ِ
ك
لولهما مّر ب ِ
ن
العاشقو ْ
ن
ل ينظرو ْ
ك
ض عن ِ
وربما أعر َ
الندى
ك الطيُر فما غّردا
وجاز ِ
ت بالفضل وكم
عرف ُِ
لفاض ٍ
جنى عليه الفض ُ
ل يا
وردتي
****
ك الغّناءُ يا
روضت ُ ِ
وردتي
ج ت من ك ّ
ل زو ٍ قد أنبت ْ
جبهي ْ
ح
س الصب ُ تن ّ
ف َ
بأزهارها
ي ك الّلو ِ
ن زك ّ عن ضاح ِ
الريج
دها،
َنسريُنها ،وَرن ْ ُ
ح
والقا ْ
ح
مبا ْ
ل ُ ك ّ
ت
سما ُ
ل عنها ن َ َ ت َْنق ُ
صباال ّ
صبا
ب َ ة لك ّ
ل قل ٍ تحي ّ ً
س
ف النا ُ
و َوط ّ
بأرجائها
ك يا وردتي ! فو ّ
قفوا عند ِ
****
ة
قها حكم ً لل ّ ِ
ه ما أصد َ
219
فاه بها »المجهو ُ
ل في
ه«1عهد ِ
س
»تشتاقُ أياَر نفو ُ
الورى
ه«
وإّنما الشوقُ إلى ورِد ِ
ع فيها
ة أود َتعزي ٌ
ضريْر ال ّ
حك ْ َ
م البصيْر ُ
مه
ن في قو ِ
ألم يك ْ
كوكبا
ح ليمحو نوُره الغيهبا
ل َ
م
ه ْ
فما لهم آلم ُ
فضل ُ ُ
ه
حتى لقد آذَ ْ
وه يا وردتي
****
س َتحك ّ ُ
م النا ِ
ف
ع ٍ
ستض َ م ْب ُ
سّر من السرار ل ُيدَر ُ
ك ِ
ل
ه ٍ
بس ْ
يا وردتي وُر ّ
بدا
قه ُيهِلك من يسل ُ ُ
ك طري ُ
ك
صن َ ِ هل حسبوا ُ
غ ْ
ما دنا
لـ ّ
سه َ
ل الجنى ؟
س التي
ل الّنف ُ
ل ،ب َ ِك ّ
ف
ع ُ تض ُ
ف
س فل تعر ُ
ع البأ َ
تصطن ُ
ش
والسّر في بط ِ
م الورى خو ُ
فه ْ
ك يا
ن هذه الشوا ِ
م ْ
وردتي
****
1
الشارة إلى أبي العلء المعري ،والبيت التالي له.
220
1
حرب بالس أوتيل
]البسيط[
ه
ف رام الل ِ واقصدْ مصاي َ ن
مإ ْ
ن بطيف اله ّ ل تعبأ ّ
مصطافا ُ طافا
ن على جنب َْيه ت عد ٍ ْ جّنا ِ ب«ل بفندق »حر ٍ وانز ْ
ألفافا ت تجدإن نزل َ
شاقت عيونا ً وأسماعا ً ب من ن نصي ٌ لك ّ
حس ٍ ل ُ
وآنافا ه: بدائع ِ
ن أنواعا ً ٌ تحار فيه ّ ن ،أّنى
ب الحس ِ غرائ ُ
وأصنافا ت ،ماثلة شئ َ
****
م وعاد ً عني الهمو ُ ب«
ت فندقَ »حر ٍنزل ُ
و أضعافا الصف ُ ت هربافانثن ْ
موُز من بعدما سامني ت ّ
إتلفا ر فواضل َ ُ
ه ت فيه لذا ٍ
ذكر ُ
ً لو كان ينطق نادى: ل علىقصٌر أط ّ
»هذه يافا« »الوديان« مرتفعا
ل ،بالنوار إذا دجا اللي ُ س فيتخاله ،وهو رأ ٌ
جافا ر ّ ه
قواعد ِ
*****
ت في ما ضّر لو أصبح ْ ة من ليالي لي ليل ٌ
العمر آلفا ة
س واحد ٌ الن ِ
ضب« رو َ محار َ وفي » َ ت فيها وجوهَ شهد ُ
س مئنافا ُ الب ِ ْ
الن ِ ةر باسم ً ش ِ
ف في غر ٍ ن من ُ جعل َ غيدُ لؤلؤةٌ في جنب وال ِ
القصر أصدافا ة
لؤلؤ ٍ
ة تشدو ن عازف ً جب ْ َ يَ ُ س
ف الكأ ِ ن بعد طوا ِ برز َ
عّزافا و َ ةمترع ً
نم قد رّنح َ معاص َ إل ّ َ نب للرقص فتيا ٌ وه ّ
أعطافا ت ترى فلس َ
*****
ن
ك والوطا ِ ِ خيرا ً لنفس َ ع ل على ك ّ
ل مشرو ٍ أقب ْ
قد وافى ت به رأي َ
قه في اللهو ع إنفا َ ل تد ُ والما ُ
ل ما دام للوطان
إسرافا ه
ع ُ
مرج ُ
*****
221
2
ليلى كوراني
]الرمل[
بين ليلى وسعاٍد
منى و ُ
س« كما
حار »إليا ُ
ت أنا
حر ُ
ِ
غيَر أّني ل أرى
ب
من عج ٍ
م قد
أن يكون الس ُ
حّيرنا
تكثر السماءُ في
ء إذا
شي ٍ
ك َث ُُر المعنى به أو
سناح ُ َ
ة عن والديهاطفل ٌ
ة
نسخ ٌ
ت أصل ً وطابت
كرم ْ
معدنا
ر إن
قل لوجه البد ِ
قابلَتها
نك الحس ُجاء َ
انعكاسا ً من هنا
ن البشرى
لك ِ
بليلى أنها
ر في
ل الزها ِ أو ُ
هنا
روض ال َ
ب َ
عّزا َ
أطعم ِ ال ُ
رّبي مثَلها
ب ما ضّر َ
ك لو ر ّ
أطعمَتنا ؟
مني ب أطع ْر ّ
غلما ً شاعرا ً
ن
س ِ
ح ْ
لدواعي ال ُ
عنا
مذ ِ
مثلي ُ
ن
ن مجنو َوليك ْ
ن
ليلى وليك ْ
ب ظريفا ً
ب القل ِ
طي ّ َ
2السيد إلياس كوراني -أستاذ في الجامعة الميركية ُ -رزق طفلة حار في تسميتها فكانت سعادا ً ثم
منى ثم قَّر قراره على ليلى .وقد دعا نخبة من معلمي الجامعة الميركية إلى حفلة أنس في داره
فألقيت هذه البيات.
-المصدر :ط .دار القدس ).(1930
222
لَ ِ
سنا
ن مث َ
ل أبيه: وليك ْ
إننا
لم نو ّ
فر غادةً في
رنا
شع ِ
ِ
*****
الحبشي الذبيح
..هذه الديكة الحبشية أو الديكة الهندية -إذا شئت -التي يذبحونها على
رنين الجراس وأفراح المعّيدين لتكون )عروس المائدة( تعمل فيها المدى
تقطيعا ً وتشذيبا ً لتمتلئ بها البطون مروية بكؤوس الخمر من بيضاء
وحمراء..
كذلك هي المم المغلوبة على أمرها كانت ،وما برحت »عروس الموائد«
شأن »الحبشي الذبيح« أما ريشه فُتحشى به الوسائد ،وأما لحمه فتحشى
به البطون.
223
ح أ َم ِ المني ّ ُ
ة خان السل ُ
تكذب ؟
قالوا حلوةُ روحه
ه
تب ِ
رقص ْ
ص فأجبُتهم ما ك ّ
ل رق ٍ
رب ُيط ِ
ت ،دون َك َ ُ
ه قضى، هيها َ
ه
فإذا ب ِ
ة
ق ُيشّرق تار ً
ع ٌ
ص ِ
َ
وُيغّرب
ف
وّر مختل َ
وإذا به ي َْز َ
خطى ال ُ
ة موتورةٌ َتتصّبب
وزكي ّ ٌ
يعدو فيجذبه العياءُ
فيرتمي
ويكاد يظفر بالحياة
فتهرب
متقل ّ ٌ
ب ق بدمائه ُ متد ّ
ف ٌ ُ
متوّثب
ذمائه ُ متعل ّ ٌ
قب ِ ُ
ة
أعذابه ُيدعى حلو َ
ه؟ح ِ
رو ِ
ق فيه كم منط ٍ
َ
قلب ة تُ ْ
الحقيق ُ
ن الحلوةَ في فم ٍإ ّ
ظ
م ٍ
متل ُّ
شَرها ً ليشر َ
ب ما َ
ة تسكبالضحي ّ ُ
د التي
ة العي ِ
هي فرح ُ
قامت على
د ة ،وك ّ
ل عي ٍ ألم ِ الحيا ِ
طَّيب
*****
1
آل عبدالهادي
]الكامل[
)بمناسبة افتتاح ناديهم في نابلس(
ب
و ُ
ص ْ عهدَ الجدوِد سقا َ
ك َ
224
عهاِد
ِ
ت للحفادورجع َ
بالسعاِد
ت البلدُ بظل ّ ِ
ه صن ِ
ض َتح ّ
ما ٍ
ب وصولة
منتدَ ٍ
من كيد ُ
عاد
ة في الوغى
المشرفي ّ ُ
ه
خطباؤ ُ
متون
تعلو منابَر من ُ
جياد
ِ
ة
ة فيه ألسن َ ٌ و َ
شبا السن ّ ِ
إذا
ق سؤدٍد
ت فمنط ُ
نطق ْ
سداد
و َ
رف
ع ِ
ة إن لم يكن ُ
وطني ّ ٌ
مها اس ُ
ف جوهُرها على
خ َلم ي َ ْ
الجداد
س
وتحّرجوا أن ل يم ّ
حرو َ
فها
ن يخ ّ
طها م الجبا ِ
قل ُ
مدادب ِ
حمراءُ أوردها الدماءَ
ظهم حفا ُ
كدراءُ لم تنفض غباَر
جهاد
ن « كيف سائ ْ
ل بها »عّزو َ
ت
ضب ْتخ ّ
ة عند جوف
بدم الفرنج ِ
1
الوادي
ت الرجا َ
ل ولم تكد دع ِ
ت
حتى مش ْ
م إلى الهيجاء
هم ٌ
ِ
كالطواد
ف
ثم التقوا تحت السيو ِ
وبينهم
ف تقول هل
س الحتو ِ
كأ ُ
1واقعة عّزون :خرجت فرقة بقيادة الجنرال »لن« من مرج ابن عامر ،حيث كان نابليون ضاربا ً بجنوده،
وجعلت وجهتها عزون ،وهي قرية ل تبعد كثيرا ً عن الساحل الفلسطيني شمالي يافا ،وفي الوادي خرج
عليهم شباب من أهل عزون بزعامة محمد الشبيطة فهزموهم وأعملوا القتل فيهم )أحمد طوقان(.
225
من صاد
كسروا من النسر الكبير
ه
ح ُ
جنا َ
ج والعلم
ذي التا ِ
والجناد
تركوه يجمع في الشعاب
فلول َ ُ
ه
ب لعنَته على
ويص ّ
واد ال ُ
ق ّ
رجع الباةُ الظافرون
وليس من
ح فيهم يصيح:
ج ٍ
متب ّ
ُ
بلدي
خ «1إل ّ
ت »فّرو َ
هل أهلك ْ
ة
نخو ٌ
ف فيه
مّنا لعس ٍ
واستبداد؟
مس
ء ُيط َ
م يا دعاةَ السو ِ
لِ َ
ن
م ْ ُ
فضل َ
و َ
ل أضحى غداةَ الظلم ِ أ ّ
فادي ؟
ة
ح« نخو ٌ
ثارت »بصال َ
ه
تب ِ
قذف ْ
ح ظالم ٍ
في وجه أقب ِ
مَتماد
ُ
عدا ً إلى
ص ُ
ت به ُومض ْ
ه
كرسي ّ ِ
ت في يده وراءَ
والمو ُ
زناد
ه من
ألقى به وبظلم ِ
ق
حال ٍ
حمرة
جْين ب ُ
متضّر َُ
فْرصاد ال ِ
1حادثة صالح وفروخ :حكم نابلس من قبل التراك العثمانيين حاكم اسمه فروخ باشا ،فطغى حتى ضاق
الناس بظلمه ،لذلك قام صالح طوقان بمهمة تخليص نابلس من ذاك الطاغية ،فصعد إلى حيث كان
يجلس فروخ في غرفة في السراي القديمة تطل على الساحة العامة ،ولما صار أمامه أطلق صالح عليه
عيارا ً ناريا ً مزق رأسه ثم أخذ برجله وألقى به من حالق إلى الهلين الثائرين المجتمعين في الساحة.
وصالح طوقان هذا هو الذي ورد ذكره في تاريخ المرادي )سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر(
بمناسبة ثورة بعلبك )أحمد طوقان(.
226
م«
هل عهدُ »إبراهي َ
ة
غيُر صحيف ٍ
عل َْية
ت بال ِ
قد أشرق ْ
المجاد ؟
غّر من ل ال َ
فعال ال ُ أه ُ
ه
أنجاد ِ
مّر
ظ الـ ُ
وذوي الحفا ِ
من أنداد
ك َُرم ْ
ت نحيزُتهم فهم
نبلءُ في
أهوائهم نبلءُ في
الحقاد
ت:
قالوا :أتمدح؟ قل ُ
ل أه َ
ل فضائ ٍ
ل من آل
وفواض ٍ
عبدالهادي
دي وأعلم
أصفيُتكم و ّ
ه
أن ّ ُ
ثقل على اللؤماء
ساديح ّ
من ُ
ج قلبي
لم يبته ْ
كبهجته بكم
ع شم ُ
ل هذا م َ
لما َتج ّ
»النادي«
ت بطارف شمخ ْ
ه
مجدكم أركان ُ ُ
ت منكم بخير وتو ّ
طد ْ
ِتلد
*****
1
سر يا أبا الغيث
]المتقارب[
ك فيق َ
فرا ُ
ب
المطلب الطي ّ ِ
ت أو
شّرقْ إذا شئ َف َ
ب َ
غّر ِ
ث
وسْر يا أبا الغي ِ
1المصدر :جريدة »فلسطين« -يافا .22/4/1934 -
بمناسبة حفلة تكريم الشاعر السوري »خير الدين الزركلي« في نابلس قبل سفره إلى مصر.
227
ل
عن منز ٍ
ل
ب إلى منز ٍ
رحي ٍ
أرحب
ضر َ
ك أل وماذا ي ّ
ن
يكو َ
ة
ق وعصفور َدمش َ
1
الن ّْيرب
ض
ن بع ُفلسطي ُ
ق الشآم ِ
دمش َ
ة من
ووادي الكنان ِ
يثرب
كق َ
ن فرا ُ
ولك ْ
ب
أشجى المح ّ
ع على
ق الودا ُوش ّ
جب المع َ
*****
2
مصرع ُبلُبل
هذه حكاية رمزية تمثل ناحية من الواقع في حياة المدن الكبرى حين
يدخل غمارها الشاب قادما ً من البلدة الصغيرة أو القرية البسيطة ..هذه
الحياة الصاخبة تخلب ذلك الشاب بزخرفها وفنون لهوها وألوان عبثها،
تجتذبه فيرتمي بين أحضانها ويلقي بقياده إليها فتذهب به في مزالق
الضلل كل مذهب.
ثم ُتسفر هذه الحياة عن وجه كالح ،وتنقشع نشوتها عن صحو مضى
أوانه ..فإذا هنالك إفلس في أحد ثلثة :في المال ،أو الصحة ،أو
المستقبل .وكثيرا ً ما ُأعلن الفلس في الثلثة جميعًا ،وهناك الفاجعة
البدية ..أما »البلبل« في هذه الحكاية فرمز الشاب المخدوع ،وأما
»الوردة« فترمز إلى بائعة اللهو والعبث ..وأما »الروض« فهو رمز الحانة
أو الملهى
3
مصرع ُبلُبل
] الخفيف [
قب ْل ً
لم يكن طار فيه َ قدٌَر ساقه فآواهُ روضا ً
وغّنى
ه فيما هناك ُيسرى ـن َي ْ ِ ة ورمى
فاستوى فوق أيك ٍ
وُيمنى عْيـ
َ
1عصفورة النيرب :مدينة حلب.
2هو مشهد مستوحى من إحدى رقصات مرغريتا ،ومن قصيدة »البلبل والوردة« ،للشاعر النكليزي
أوسكار وايلد« .من كتاب »شاعران معاصران« لعمر فروخ ،ص .96
3المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1934
228
نة العي ِل ،وفتن ُ وظل ً ح
ة الرو ِ
ض بهج ُ
وإذا الرو ُ
حسنا ُ طيبا ً
ى كّلما استوى أو هد ً و ُ
ل
ن الغديَر بين ضل ٍ
وكأ ّ
تثّنى
جنى ،وكم ح ،منها ال َ و ِ دَ ْ م ذاك
تنحني فوقه كرائ ُ
يتجّنى د
ال ْ
تر صد ّ ْ م عناقَ الصخو ِ َ ن يسيُر ِتيهًا ،فإ ْ
ن مطمئ ّ
جّنا ف ُ را
ب
ح ّ هو الم ِ و ْ
ن َ
بعد حي ٍ بهكذا يصبح الحبي ُ
عّنىم َ الـ ُ عّني
م َ
الـ ُ
ن ر َ
قي ْ ْ ة المش ِ
إله َ ت
ة النّيرا ِ
مليك َ
229
ن
دوا اليدي ْ ْ كم ّإلي ِ تس في الغابرا ِ النا ُ
جْين ُنضاَرهم والل ّ َ ة
وأحرقوا في الصل ِ
ق
وقّربوا العنا ْ
ق
ُزلفى ُترا ْ
ة الورى
رمز حيا ِ ح
ل إن الصبا ْ يا لي ُ
حه في الذرى ورو ُ ح
سه في البطا ْ أنفا ُ
أفاقَ بعد الكرى ح
ت القا ْ أما رأي َ
ق
وع الفا ْ وض ّ
ق
لما أفا ْ
د
ي الفؤا ْن ،ح ّ
ْ جذل ُ هناك راعي الغنم
ْ يهيم في ك ّ
ل واد كميرتع بين ال َ َ
ْ وبّثه في الوهاد ب الّنغم يص ّ والنا ُ
ق
كزفرة الشوا ْ
ق
ب الفرا ْ غ ّ
ِ
****
مقّلما يستقّر ه ّ مه حين نسي الطيُر ه ّ
ب
الطرو ِ غّنى
عنه في دوحه شعوُر مفَردا ً ض ُ
ألف الرو َ
الغريب وَتوّلى
ع ي ُّتقى ،ول من طام ٍ مْلك ،ل ل في الـ ُ ق ّ
مست ِ ُ
رقيب كمن شري ٍ
تارةً أو يقيل فوق
رطيب
ر مطل َ ٌ
ق ،يستقّر عند َنمي ٍ ُ
تتهادى مع النسيم ِ ة« تفيض جمال ً
وإذا »ورد ٌ
اللعوب
ث أو حولها دون عاب ٍ قد حمْتها أشوا ُ
كها
غصوب َ تمشَرعا ٍ
ُ
ءك ّ
ل من ضروب الغرا ِ ن حين تبدو
تمنح العي َ
عجيب وُتخفي
ليس يدري متى يجيء
ن
ب له هواه ..ولك ْ ك ّ
ل قل ٍ
هزمان ُ ْ
د
ن السحر ،راق ٍ ُكام ِ نل جف ٍما في ظ ّ هو إ ّ
أفعوانه لكحي ٍ
ةة حلو ِ
أو وراء ابتسام ٍ
ج ُأقحوانه يّ ُ ،
مفل ٍ ر نق ّ ـ ِ الث ّ ْ
غـ
مؤّيدا ً ن ..مكينا ً ُ ـي ِ أو على الصدر يستوي
سلطاُنه عْر َ
شْيـ فوق َ
مهس ،أملى أحكا َ ج ِ ر ْ ْ ِ ة من جحيم فإذا كان لفح ً
شيطانه الر
ة
ر ،قامت ركين ً ه ِ ـطُ ْ ة من نعيم ب نفح ً وإذا ه ّ
230
أركانه ال ْ
طـ
ب ك بريئا ً من ك ّ
ل عي ٍ ـ َ ن حين
ب فليك ْ
هو ذا الح ّ
مكانه يأتيـ
231
ن َ
وارقصي يا غصو ْ صبا أنشدي يا َ
ظ العيونبين لح ِ واسقني يا ندى
قد حل لي الجنون ك يا وردتي في ِ
ك الفتون ت من ِ أن ِ أنا مني الهوى
من غرامي السنون ت
انشري ما طو ْ
وْته الجفون فر َ كان في أضلعي
ه
شجونـ ِفحديثي ُ اقربي من فمي
ت بثغرهم ْه ،وه ّ ـ ِ قا ً
مطب ِمها الطيُر ُ ض ّ
شفتاها حْيـبجنا َ
ة تل َ ّ
ظى ت شوك ً َ
أشرع ْ ب
لم ُيمّتع بنشوة الح ّ
شباها َ حتى
خافقا للهوى فذاك ً ف ً
أوردْتها قلبا ،إذا ر ّ
هواها يوما ً
ء
ت في الدم البري ِ كرع ْ
ة وجنتاها
هاج ً
عكسْته و ّ
ما فل ّ
ة
ي شهق ٍحه ط ّ رو ُ نظر الطيُر نظرةً أعقبْتها
معناها:
ت
م قد أضاع ْ
كثرةُ الش ّ ن
ن ولك ْ
هر العيو َ
وردةٌ ُتب ِ
شذاها
****
1
مرابع الخلود
]الرجز[
توطئة
ع الخلود والمغاني
جبح ُ
ت من ُ ما انجل ْ لَ ّ
مراب ُ ن
الزما ِ
ضاق على النفس
ص بالشجان
غ ّ
م يَ َ
وعال ٌ ن الفاني الكيا ُ
ب بالماني ويفجع القلو َ
ع عليهاسم َ
وامتلك ال ّ ح لها من الخلود ما ل َ
والبصْر استتْر
عةت على أش ّ وارتفع ْ ت مع النسيم ِ وامتزج ْ
القمر سحْر في ال ّ
ن
ة اللحا ِ ْ
علوي ّ َ ة ُ فاف ً ش ّ
أبعدُ ما ترجوه من ُ
غّر ل بها المدى ولم ي َطُ ْ
1ألقيت في حفلة الذكرى اللفية للمتنبي وهي الحفلة التي أقامتها جمعية العروة الوثقى في الجامعة
الميركية ببيروت في 31من أيار سنة .1935وكان خطباء الحفلة الدكتور محمد حسين هيكل باشا،
المرحوم معروف الرصافي ،الستاذ سامي الكيالي ،الستاذ شفيق جبري ،الستاذ فؤاد أفرام البستاني،
الستاذ أنيس الخوري المقدسي )أحمد طوقان(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1935
232
المنى حتى دنا
ح
ضا ُ
رو ّ
ل عظيم ِ القد ِك ّ
هنا هياك ُ
ل الخلوِد ،وهنا
سنىال ّ
مرسل َ َ
ة ت ُ
فانطلق ْ
نعنا ِ ال ِ
الخالدون
هي
و ْ
ت تقول َ
فانقلب ْ ت على الملوك طاف ْ
ساخر والقياصره
مكم أسطورةٌ أو أضخ ُ
وإّنما الخلودُ للعباقره
نادره
ن
س والذها ِ ر النفو ِ جباب ِ
حُر إلى
س ْواجتمع ال ّ
ن
بين ُربا الخلوِد والعيو ِ ن
فتو ِ ال ُ
ع بالعلوم والفنون
ش ّ
تَ ِ ن
ر مكنو ِ
ح من جوه ٍ قرائ ٌ
ن
م بالحسا ِ وتغمُر العال َ
ق ل تغوُر
ة الشرا ِ
دائم ُ س والبدوُرأولئك الشمو ُ
ت
كها ،ما كّر ِ أفل ُ
ب والجمال والسرور
الح ّ الدهوُر،
والخيُر والحكمة في
نالنسا ِ
في حضرة المتنبي
ت في الخلود ك ّ
ل وف ُ طَ ّ ت للنفس تقـول: أصغي ُ
ه
ناحي َ ْ ه
ما لي َ ْ
ة على الوجود
مشرف ً ل تلك ت مث َ
فما وجد ُ
عاليه الرابيه
ن
ة وطيدةَ الركا ِ عاتي ً
233
صْرحا ً ماثل ً جليل
م َ
يض ّ ت ظل ً شامل ً ظليل رأي ُ
فارتدّ طَْرفي عنهما
ت لهما تمثيل
إذا طلب ُ كليل
ء«ث الحمرا ُ
حد َ ُ فـ »ال َ
ن«وا ِفي »ب َ ّ
هرا
ن ُز ْ ت ِبيضا ً يعتنق َ
ن رأي ُ
م يأتلق َ
ن النجو ُ
ه ّ
ُ
مراس ْ
ُ
يلتمس المجدَ الثي َ
ل
س أغّرا في يد ك ّ
ل فار ٍ
سرا
ق ْ
ن
ن للجبا ِ
والمجدُ لن يكو َ
ب
مَر الجلبيب غرائ َ ح ْ
ُ غيدا ً من أعاريب
ت ِ رأي ُ
1
حلى ِ ال الفل
2 ة
ن وفتن ٍ
حس ٍن من ُ خِلق َُ
مل
ة ترى ول َتج ّ
تطري ً
فل
ن الغواني
وهكذا فلتك ِ
ض في ت ملو َ
ك الر ِ خل ُ ِ ن عن
ذاك الذي وقف َ
هُبردي ْ ِ ه
جنبي ْ ِ
ة
سجدي خاشع ً قيل ا ْ
3 ه
م تحت أخمصي ْ ِ
أو النا َ
لديه
ن
فالمتنبي سي ّدُ المكا ِ
ب
ن يصح ُم ْ
م ّ
ت ِ
ن كن ِ إ ْ
م والشرابا
ويهجُر الندي َ الكتابا
د جنابا
ت أعّز خال ٍ
جئ ِ م والشرابا
ويهجُر الندي َ
ن
ت بالكرام والما ِ فز ِو ُ
ة
فأين كسرى هيب ً تت رأسي ودنو ُ س ُ ن َك َ ْ
وقيصُر ؟ أعثُر
ط أثر
ة سو ٍ عليه من ضرب ِ ه أسدٌ غضنفُر بين يدي ِ
ر« عن ما ٍ
نع ّ
غني »اب َ يُ ْ
1
ن
البيا ِ
234
كافور خالد؟!
ق
ق ُ مش ّك ُ ح ٌمض ِ و ُ
1
ن م ْ
شفري ْ ِ ي،ب ِ د ،لب ّ أسو ُ ن
الكعبي ِ
2
فْلسينقدُرهُ ي َُردّ بال َ
و َ ن ُ عهدُته ي ُ َ
شدّ بالذن َي ْ ِ
ة
ج سلع ُ م ترو ُ يو َ
نصيا ِ خ ْال ِ
والحسد خالد؟!
ل غلي ٌ
ظ من جيده حب ٌفي ِ مه دامي شف ُ م وح ٌ وث َ ّ
د
س ْ
م َ
َ د
الّزب َ ْ
مناقال :بلى؛ هذا غري ُ ت :أل أسأل ما هذا قل ُ
د
الحس ْ د؟الجس ْ
ط في ك الخل ِ مرتب ُ
ن
شيطا ِ
رأيُته يطمس عينيه
سعيُر قلبه طغى عليهما
عمى ال َ
ب أن يبقى الذى
أعج َ ت :وهذا خالدٌ أيضًا؟ قل ُ
سلماوي َ ْ فما
ن !!ر ثا ِ
م ٍ
ع ْم الشّر ب ُ وينع َ
235
حمى
ر من ِ
وجا ِ ذُ ّ
ل ال ِ دلني بكيده اللعين
ب ّ
العرين
ك من حمى الملو ِ
َ
ن((
)) بني حمدا ِ
1
توكيد الذكرى
]الخفيف[
حرا ً أم هنا َ
ك س ََ ة« ة »البحير ِ هذه نفح ُ
ة ساحْر؟ نفث ُ تهب ّ ْ
فأرْتني شمائ َ
ل ة
سويع ٍ
تلك ذكرى ُ
خ طاهر الشي ِ شملْتني
أن ُيغّني بمدحه هوو ْ قد حباني بمدحه َ
ل شاعر ك ّ أه ٌ
ل
بهما الدهَر سّيدي ت
ك رح ُ ن من َوقا ِي طَ ْ ل َ
وُأفاخر أباهي
ولقلبي طوقٌ من عْنقي من جوهر حول ُ
الودّ آسر ق
ر طو ٌ الشك ِ
****
236
أعطني نب ولك ْت يا طبي ُ ل َ
ك ما شئ َ
ن خفيفا
من دم ٍ يكو ُ
مداعبات
237
1
قة والبرغوث الب ّ
]مجزوء الرجز[
البقة:
م
نشرب دَ ّ ت
نحن بنا ُ
2
بالعر ِ ب الخش ِ
نقرص مث َ
ل ء
نمشي ببط ٍ
ب
العقر ِ بعج ِ
البرغوث:
نحن الذين
معّزُز
مكاُننا ُ نقفُز
ُ حتى ترانا بينا ترانا
ُنزهر ننخر
كلهما:
في سالف عشنا على
نالزما ِ ن
البدا ِ
عشنا على لو كان في
نالوطا ِ نالمكا ِ
****
3
الدم الخفيف
]الخفيف[
ب رأىوطبي ٍ
ة وجهي
صحيف َ
شاحبا ً لوُنها
عودي نحيفا و ُ
م،
قال لبدّ من د ٍ
ل َ
ك ُنعطيـ
ه نقي ّا ً ملءَ
ـ ِ
ق عنيفاالعرو ِ
ت يا ل َ
ك ما شئ َ
نب ولك ْ
طبي ُ
طني من دم ٍ
أع ِ
يكون خفيفا !
****
238
1
بل عنوان
]الخفيف[
2
د
دالكريم ِ « ر ّ
ن »عب َ إ ّ
حيات َْيـ
ن ،بُلقيا ضن ّ ْ
ت بها ـ ِ
ماليا ُ
ه مث ُ
ل إنه في َ
فعال ِ
»عيسى«
أين منه »عيسى« عليه
السلم ؟!
ل الهوى يا رسو َ
ع ْ
شـ ك ال ُصحابت ُ َ
ـشاقُ طُّرا ً وحزب ُ َ
ك
الرام !
ت يوما ً
ة لو حشد َ
شيع ٌ
تراها
ك العاذلونهل َ
والل ّ ّ
وام !
*****
3
ذكرى عشية زهراء
]الكامل[
س يراع َ
ك يا »أبا احب ْ
4
ب« الخ ّ
طا ِ
قد ح ّ
ل بي ما لم
يقع بحسابي
تلك القصيدةُ لم أقل
أبياَتها
صاب
ر نَ ّ
و ٍ
لكّنها لمز ّ
هذا »أبوسلمى« ول
ه ما
والل ِ
ح سواه من َ
نكأ الجرو َ
أصحابي
ي،
هيهات أن يخفى عل ّ
239
وكل ّ ُ
ه
ب ول
ب ،بل با ٍ
قل ٌ
وابب ّ
ل له ما انف ّ
ك يوقظ وي ٌ
راقدا ً
ويثير أشواقي إلى
أحبابي
****
1
الشاعر المعلم
]الكامل[
»شوقي« يقول -وما درى
بمصيبتي -
ه
ف ِ م للمعّلم َ
و ّ » ُ
ق ْ
التبجيل«
د ،فديت ُ َ
ك ،هل يكون اقع ْ
جل ًمب ّ
ُ
ر
من كان للنشء الصغا ِ
خليل.؟!
ويكاد »يفلقني« الميُر
ه:
بقول ِ
»كاد المعلم أن يكون
رسول«!..
م »شوقي«
لو جّرب التعلي َ
ةساع ً
ة
لقضى الحياةَ شقاو ً
خمول
و ُ
ة
ة وكآب ً ب المعل ّم ِ غ ّ
م ً حس ُ
ة ر« ب ُ ْ
كر ً مرأى »الدفات ِ
وأصيل
ة إذا هي
ة على مئ ٍ
مئ ٌ
صّلح ْ
ت ُ
عمى نحو
وجد ال َ
ن سبيلالعيو ِ
ن في »التصليح«
وا ّ ول َ َ
نفعا ً ُيرتجى
ك ،لم أ ُ
ك بالعيون وأبي َ
بخيل
1المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1933
240
ُ
ة
وي ّ ً
ح ِ
ة نَ ْ ن أصل ّ ُ
ح غلط ً لك ْ
ب« مث َ ً
ل ،وأّتخذ »الكتا َ َ
دليل
ه هدا ً بال ُ
غّر من آيات ِ مستش ِ
ُ
صل ً
مف ّ
أو »بالحديث« ُ
تفصيل
وأغوص في الشعر القديم ِ
فأنتقي
مْلتِبسا ً ول
ما ليس ُ
مبذول
وأكاد أبعث »سيبويه« من
الِبلى
ن
وذويه من أهل القرو ِ
الولى
فأرى »حمارًا« بعد ذلك
كل ّ ِ
ه
ف إليهع المضا َ ر َ
ف َ
والمفعول !!.
ت يوما ً
ن صح ُ
ل تعجبوا إ ْ
ة
صيح ً
ت ما بين ووقع ُ
1
ك « قتيل »البنو ِ
ه
يا من يريد النتحاَر وجدت َ ُ
ن المعل ّ َ
م ل يعيش إ ّ
طويل !
*****
2
إعلن الشعراء
]المجتث[
حّيا الهوى
صابوُننا يا عذارى
والديارا
زهَر الّربا بشّتى الضرو ِ
والثمارا يحاكي
ق
ض ،عان َ ِ ن
يا من رأى التي َ
1
الجّلنارا و
في الّر ْ
****
241
س بل يا نا ُ ل
ب القرنف ِ
طي ُ
ِ
ب ليلى طي ُ عندي
مل إلى يَ ِ
ه
ق من ُ فمن َتن ّ
ش َ
مْيل
العشق َ
ً وُيرسل النوَر ب
يهدي القلو َ
ليل نهارا
****
س
م والتم ْ ق ْ ُ 1
طلبات ِ ْ م
ق َتقدّ ْ أبا شفي ٍ
ك
ع
ل لم أب ْ ك يا نوَرلول َ
وحياتك عيني
فناِد لي إني سأقصر
ظََبياِتك طَْرفي
****
إل المنى يا ق لي من
لم يب َ
صبايا غرامي
نذب ْ َ
فل ت ُ ِ
ت غيَر بقايا
قد ذب ُ
البقايا
ق
ن ،يا رفي َ َ »قدري «2أعّني
صبابا ِ ن
عليه ْ
****
3
مداعبة قدري طوقان
]الرجز[
ر في بالي ول
لم يج ِ
حسابي
ن أحتفي بالجبرأ ْ
بوالحسا ِ
درسان كانا في
صبا عذابي
ال ّ
حهما كم شّنجا
وي َ
أعصابي
وخّلفا قلب َ
ي في
باضطرا ِ
242
ف
ما هذه الحرو ُ
والعدادُ ؟
ن ،أخي،
ما هذه السي ُ
والصادُ ؟
د
وكيف يا وفودُ يا بل ُ
ه
تجتمع الشبا ُ
والضداد
ت مث ْ َ
ل الرياضّيا ِ ِ
ب؟والدا ِ
محتفين بابن
يا ُ
مي »قدري« ع ّ
ت فهذا
صر ُ
ن أنا ق ّ
إ ْ
عذري:
أكفُر إن غازلُته
ر
بالشع ِ
فحسُبكم مّنا جزي ُ
ل
ر
الشك ِ
ب
يا خيرة الصحا ِ
ب
والحبا ِ
****
1
وليمة المعكرون
]الوافر[
وتنصب لي الحبائ َ
ل بأُتغريني بح ّ
ن؟ في صحو ِ نالمعكرو ِ
ضمفقل لي كيف ُته َ وتطعمني الفاعي
نفي البطو ِ ت
ناهشا ٍ
ض
عدتي بع ُ م ْول في ِ ب أمعائي فل تركي ُ
نالحصو ِ د
حدي ٌ
ت
مذاقُتها وسّر ْ ول هي منظٌر
ن
للعيو ِ ت
فنقول ..ساء ْ
غع المراو ِ سوى طب ِ ق
وما التزلي ُ
1المصدر :جريدة »الدفاع« -يافا .15/4/1935 -
243
نوالخؤو ِ ن منها
والزوغا ُ
سمعنا عن ولئم دعونا من وليمتكم
»موسوليني« فإّنا
ت منه
يجيء المو ُ ن الجوع خيٌر من فإ ّ
فنونعلى ُ طعام ٍ
****
1
بل عنوان
]الرمل[
ت
وق َت يا أستاذ ط ّ أن َ ت يا أستا ُ
ذ أن َ
حماما ال َ ت الناما أدهش َ
إيه نهَر الكلب يا د
ب يا بر َ ه نهَر الكل ِ إي ِ
نهَر اليتامى حشا ال َ
ك تشفي ة عند َ وقف ٌ ك تشفي ة عند َ وقف ٌ
المستهاما كبدي
فتذك ّْر إن للذكرى ك خطيبا ً ت أنسا َ لس ُ
مقاما قاصفا ً
ت في القلب نزل ْ ك وما يا َلذكرا َ
بردا ً وسلما دها أبر َ
جعلوا من »جّنة ة بالشكر زانوها حفل ٌ
م« ختاما العل ِ وقد
ت لي أنت قد فّرح َ ّ
ت قد علمَتني أن َ
بابا وماما عشرين عاما
ثم قاموا عندما ما الغاني قعدوا لـ ّ
الستاذُ قاما ت
قعد ْ
ة قد عندما الساع ُ واوا ثم أت َ ْ ش ْ وم َ
ت تماما ق ْ د ّ وانصرفوا
أنهم لن يجدوا ث َ ّ
م ت«سّيا ِ ركبوا »التك ْ ِ
»تراما« لما علموا
244
وأماما
عنه قالوا :إنه مات واحدٌ غاب فلما
غراما سئلوا ُ
وها مثَلما جاءت و ْفَر َ توالذي مات أت ْ
تماما أقوال ُ ُ
ه
ب نثرا ً
ر الكل ِ
هي ِ
من ن ُ َ ل سلما ً ة الني ِ نسم ُ
ونظاما عاطرا ً
****
1
بل عنوان
الخفيف[
مرحبا ً بالرئيس شيخ مرحبا ً بالرئيس بعد
بالشبا ِ بالغيا ِ
نك الزما ِ ن ،ملي ِ ِ ن ذيمنشئ التفتزا ِ
والحقاب شا المجد وال ّ
م
ج يو َ ج -مثل النعا ِ با ِ ب
ج -ضار ِ ب الّتا ِ
صاح ِ
الضراب ُ
الخصم ِ بالكْر
ن فوق ف تر ّكفو ٍ بل ُ
ف
ف ل بسيو ٍ
د اللو ِ
مبي ِ
و ُ
الرقاب
د
ن المعان ِ ذاك شأ ُ م
قد دعاه العداءُ راس ْ
ذاب الك ّ أفندي
بم الحسا ِ ألكري ُ عنوا -إّنه َلبي ٌ
ك وباشا لُ ِ
والنساب
وحبيبي ونعمتي ج رأسي وهو خالي وتا ُ
وعذابي وروحي
ب رئيسي هذا ليوم ِ ب
أنا محسوُبه ومحسو ُ
الحساب حسو م َْ
ح قلبي ح ل ُّبي ووي َ وي ْ َ ُ ً
ذاب شوقا إليه لّبي
المذاب وقلبي
ك ماه نحو َ ل والل ِ وقلي ٌ ن ما بي يكاد ُيزهق إ ّ
بي روحي
سه بالكلوش رأ َ ل خصم ٍ بغى علي َ
ك ك ّ
قْبقاب وال ِ سْر
فك ّ
****
2
بل عنوان
]الرجز[
245
م
مل ْ ل له عل َ وق ْ م« ّ
مسل ٍ مّر على » ُ ُ
ّ سل ّ
ت َك َلم ِ م
َ ِ و
لف الخلي ِ تلميذَ ص ّ
وا ِ ت يا َ أصبح له وقل
مـك َْرم الـ ُ معّلمي
ل بالنزول عن أعالي ندر النسا ُ ُيق ّ
سّلم ال ّ بالتقدّم ِ
من كان عّباسا ً فذاك ن في ل َتعبس ْ
أعجمي سم ِ الفحص بل َتب ّ
دل أبي سعي ٍ مث َ وانظْر إلى الشياء
ّ
معظم الـ ُ باردَ الدم ِ
ل
يدفع خيَر الما ِ وانظْر إلى أبي
دم للمق ّ خم ِ الرضا المف ّ
ً
ش منيعا في فع ْ شاردة من الكلم
ك واسلم عل َ ُ المبهم ِ
ة نعرفها من شنشن ٌ َ ع
قر ٍ م ْ م َحُ ، قل ٍ مش ْ ُ
أخزم مبْرطم ِ ُ
****
1
ثقلء الثقلين ،صقعاء الخافقين
]الخفيف[
ة باسم آل الخياط أبدأ ُ
ي ،وذكرى جمعي ّ ِ َ ّ ِ
ن
الشّبا ِ شكوا
وْير من ر ال ّ
ش َ وضهو ِ ر
صو ٍ باسم ِ ع ّ
كاءَ ،باسم ُ
لبنان وصيدا
د« شائلين في ف ٌص َ » َ خل ّ َ
فْتهم وإذا ما وزنَتهمَ ،
الميزان
ذاك من فضلها على َ
ي فتاها
و ليس البرادع ّ
أ َ
البلدان
ذرى لُتباري به ُ ن
ت »سميَر ب َ أو ما أنجب ْ
كنعان ما« ش ّ
صحْبه ل تسلني وا ْ درى و»َنصوحًا« و َ
من َ
ع ثوان بض َ ح؟ن نصو ٌ م ْ
َ
ض لمعشر و بغي ٍ ـ ِ وفًتى ينتمي إلى النحو
الصبيان حـ
كالن ّ ْ
س فيها وسائَر ـبا َ عْبـ
ة وال َ
وا أمي ّ َ
ع ْ
والذين ادّ َ
الخوان
ل إذا التقى م ْ َتأ ّ ع
م فكيف بجم ٍ
مَبر ٌ
واحدٌ ُ
الجمعان بل
****
1القصيدة بل تاريخ ،وقد حذفنا منها بيتين لن فيهما كلمات غير لئقة )المعد(.
-المصدر» :الكنوز -ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه.
246
منذ قحطانه إلى د
د« والجلي ِ
خْرشي َ
باسم ِ » ُ
عدنان المقفى
ك »َنعيمًا« في ـ َ
َ ي أل ّ أرى الب ِْيـ
وعزيٌز عل ّ
قران ُزمرة ال ْ
ل
ل حا ٍ نقباءٌ في ك ّ وتذ ّ
ل
كر بأن آل كما ٍ
وآن
د
هو سي ّ ُ و ْم« َ »أكر ٌ ب فيهم
ب النسي ُ
والحسي ُ
عْرسان ال ِ جميعآ ً
ح َ
ت أّر ْ
خَ :تناك َ قل ُ ت إليه ُثرّيا م قالوا ُز ّ
الفرقدان ف ْ يو َ
ة
ي غلظ ٍ ن ،داءَ ْ ءَي ْ ِ ن
م ْ
س َ
ل ُتطيق النفو ُ
محان وا ّ دا
ع ال ّ
م َ
ج َ
َ
****
247
ت
ما جئ ُ ن دوحُتها
ة تبعث الشجا َ
يا جن ّ ً
ك أشجاني
إل لنسى في ِ
متفرقات
248
1
الشعر والشباب
]مجزوء الكامل[
ن والمناظْر ي المحاس ُ ت لعي ْن َ ّ يا شعُر ل راق ْ
ت طائر يا شعُر ل طرق المسامعَ في الحدائق صو ُ
ف في الظلماء ساهر ت الط ّْر َ م ُ يا شعُر إّني قد سئ ْ
ك ثائر ت ل تنف ّ ب وأن َ شبا ُ ي ال ّ واحسرتا َبل َ
م يا شعوْر نَ ْ طاب الرقاد ْ
أهنا سريْر ن الفؤاد ْ إ ّ
*****
ت بين نجومها سماء،سبح َ ت إلى ال ّ ن نظر ُ أنا إ ْ
ت إث َْر نسيمها ت ،هبب َ أو للجبال الشامخا ِ
ت من ألوانها وشميمها أو للزهور ،ثمل َ
دنا بنعيمها؟ ت من ال ّ فْر َ َ
ت أّنك قد ظ ِ أحسب َ
ن
هذا الجنو ْ ْ
أو ما كفاك
ن
داعي السكو ْ هل دعاك
*****
ل إلى الدماْر ب بصخر آلمي فآ َ عثر الشبا ُ
ت الِعثار ت جراحا ُ فسقيُته دمعي فما اندمل ْ
جْبر هذا النكسار ت :من يهب الدموعَ ل َ وسأل ُ
ي من الحّبة قد تناساني وسار وإذا الوف ّ
لأين الخلي ْ يا للوفاْء
ل وإلى العزاء كيف السبي ْ
*****
ه ُ ي ال ّ
س بلئ ِ ِ تأ ّ ب أيا شعوُر وكن َ شبا ُ ب َل ِ َ
درُته لصفائه! وثلمُته لمضائه ك ّ
شرا بشقائه ً مب ّ ن ُ هيهات أن يأتي الزما ُ
ة لوفائه ك يا شعوُر كرام ً فلسلون ّ َ
ف يا يراعْ ق ْ آن الوداعْ
م يا شعوْر نَ ْ م يا شعوْر نَ ْ
2
الجنة
]البسيط[
باكرُتها وجنى لعقود الط ّ ة من ُ جن ّ ٍو َ
ن
أغصانها دا ِ ة
حالي ٍ
ة
ل فاكه ٍ من ك ّ له أيلو ٍ فيها فواك ُ
ن زوجان زوجا ِ ة،دل ٌ ه ّ م َ ُ
درانا ً والماءُ يلطم ُ
غ ْ ب يناغي والعندلي ُ
غدران ب ُ ت أيكتها بن َ
ة من ك ّ
ل سجواءَ مثقل ً تتهفو بها نسما ُ
َرْيحان ة
ر داني ً الفج ِ
1
المصدر :مجلة »العروة الوثقى« -بيروت -يناير .1925 -
249
من الخزامى على سن ورٍد على آ ٍ ريحا ِ
ن َ
ما ِ
أنفاس ُر ّ ج
على أَر ٍ
ت إل لنسى ما جئ ُ ن
ة تبعث الشجا َ يا جن ّ ً
ك أشجاني في ِ دوحُتها
****
1
نعمة العافية
]المتقارب[
ت يا
جه ُ إلي َ
ك تو ّ
خالقي
ر على نعمةبشك ٍ
هالعافي ْ
إذا هي ول ّ ْ
ت ،فمن
قادٌر
دها سوا َ
ك على ر ّ
ثانيه ؟
وما للطبيب يدٌ في
ء
الشفا ِ
ولكّنها يدُ َ
ك
الشافيه
د
عي ُ
م ِ
ت ُ
ت ،أن َ
تبارك َ
ة
الحيا ِ
ت في متى شئ َ
ع ُ
ظم الباليه ال ْ
ج ك َْر َ
ب ت المفّر ُ
وأن َ
فالضعي ِ
ت المجيُر من
وأن َ
العاديه
****
2
بل عنوان
]الخفيف[
ق« في
وي ْ ِ ف »ال ُ
ق َ يا ضفا َ
ء
دثينا بطّيب النبا ِ
ح ّ
َ 3
ء «»الشهبا ِ
ذَ ّ
كرينا بسّيد الشعراء د المتنبي كرينا بأحم ِذ ّ
1نظمها على أثر خروجه ،رحمه الله ،من المستشفى اللماني في القدس بعد أن ُأجريت له عملية
جراحية كبرى في آذار سنة ) 1933أحمد طوقان(.
-المصدر :ط .دار الشرق الجديد ).(1933
2القصيدة بل عنوان وبل تاريخ.
-المصدر» :الكنوز -ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه.
ف الن.
3الشهباء:لقب مدينة حلب -القويق :نهر صغير يمّر في حلب وقد ج ّ
250
ل ،بأهل الندى ،بأهل ـ ِ ن بال َ ذ ّ
ضـ
ف ْ كرينا بآل حمدا َ
الوفاء
ر على الرض، ـ ِ بالملوك الكرام بالنجم
بالشموس الوضاء هـالّز ْ
ل وحاء مه بدا ٍ ت مي ُ صل ْو ِ ُ ه
م لم أجدْ ُ ح لوله ُ ل مد ٍ ك ّ
تتراءى على ضفاف عل وذكرى يا َلذكرى ال ُ
الماء المآتي
خ عند ت التاري ِ صفحا ِ س باحترام ٍ ئ الرأ َ طأط ِ
المساء ع
وطال ْ
ر الحمراء يا َلتلك المناظ ِ ع
ق منها بخي ٌ ن القوي َ وكأ ّ
ّ
لبي الطّيب العظيم ِ خـلدوا خيَر م َ أيها القو ُ
الباء ذكرى
ر بل ت ،ولوح التصوي ِ ـ ِ خّلدوه بالشعر والنثر َ
بالغناء حـ
والن ّ ْ
زض الحجا ِ ت ،وأر ِ 1 َ خّلدوه في مصَر والشام
والزوراء وب َْيرو
س وفي م في تون ٍ ثُ ّ ر أيضا ً
صنعاء ن والجزائ ِ
وفلسطي َ
ب
وا به درو َ م ْ س ّحين َ ج غيظا ً
الِبغاء وكأني به قد احت ّ
كان فيها ألشعُر رمَز ت على
ف عام ٍ مّر ْ
أل ُ
البقاء المتنبي
*****
غيَر يوم ٍ في العالم
اللنهائي ف عام ٍف عام ٍ ول أرى أل َ
أل ُ
شعُر َ
ك ف عام ٍ ولم يزل ِ أل ُ
ئُر فينا للعقل خيَر غذاء
سا ال ّ
*****
251
جندٌ من بين ابتسامتها وزفرة صدرها
ن
الفراح والحزا ِ
أبيات ومقطوعات
252
1
أبيات ومقطوعات
د
ن البل ِ
ومهرجا ُ د( م )الح ِ
م يو ُاليو ُ
د
لي ِالزهُر في ك ّ
غّرِد
ر ال ُ مث ُ
ل طيو ِ حساُنه وا كبدي ِ
يا مرحبا ً بـ )الح ِ
د(!
****
2
و ْ ب
ب الى طبي ٍ
من طبي ٍ
ف
ق ُ ة على الطّباء َ
لحيا ٍ قْبحا ً
ف ُ
****
4
ك ُ
قولـي : ق حسن ِ بح ّ
3
ليا غادةَ المتروبو ِ
ك وصولي؟ متى إلي ِ ل؟ متى شفاءُ العلي ِ
ل! يا غادةَ المتروبو ِ
س
ره والفلو ِ و َ
شع ِ
5
س ( س )أني ِق رأ ِ
بح ّ
متى تصيري عروسي س( بحرمة )القامو ِ
ل! يا غادة المتروبو ِ
*****
ح
ف الخمَر في القـدا ْ ُ ف
ز ْ
ل الساقي ي َ ِ فأقب َ
ح
س الرا ْ
تجلو كؤو َ يا مرحبا ً بالرا ْ
ح
****
س
م بالكؤو ِ نطارد الهمو َ س
ة الخمي ِ يا من رآنا ليل َ
ت على حتى إذا استول ْ
وحّلق ْ
ت تنهض بالنفوس
الرؤوس
ل
مجا ِ ق للهموم من َ لم يب َ
ن بن هاني
س ِ
ح َ
لم ت َّتصل بال َ ة المعاني ة عجيب ُ مدام ٌ
ُ
ة
سكسوني ّ َ ْ َ
جاءت ْك َ
ن
ج بالحصا ِ
ة الزجا ِ
موسوم َ
ن
الوطا ِ
لُتصان بالبذل عن ابتذا ِ
****
بين ابتسامتها وزفرة
ن
جندٌ من الفراح والحزا ِ 6
صدرها
****
ويا كوثَره الصافي ن
س ِح ْة ال ُ
»َبها« يا جن ّ َ
ف
د من عشرة آل ِ ــ ِ غيــ
ل بين ال ِ ويا أفض ُ
****
1المصدر» :إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته« ،البدوي الملثم.
2المصدر» :شاعران معاصران« ،عمر فروخ.
3المتروبول :أوتيل في بيروت.
4المصدر» :الغواني في شعر إبراهيم طوقان« ،البدوي الملثم
5أنيس فريحة :أستاذ اللغات السامية في الجامعة المريكية.
6في وصف عميدة المسرح فاطمة رشدي.
253
ُ
ض على
حها شيءٌ يفي ُأصل ّ ُ ي طو َ
ل اليوم فوق قعود َ ُ
ض
الفي ْ ِ ر
دفات ٍ
****
ة فيكان الوفاءُ فضيل ً
هده ضميُر سياسي
حتى تع ّ س
النا ِ
س
ة ول قرطا ِ ف ٍ ش َ
أحدٌ على َ مريبا ً ل ُيصدّقُ عهدَ ُ
ه فغدا ُ
****
ر
ن الخي ِج دو َ للبطن والفر ِ ه
ب الل ِ
لكنهم وعذا ُ
1
ع
ن ُّزا ُ يمحقهم
*****
د
ن المج ِ وابنوا حصو َ فإلى المام بني الكرام
2
كالجداِد دمواَتـق ّ
عله ينادي متضامنين لكم ُ م
م ما زلت ُ
والعّز في ناديك ُ
*****
س
ه غيُر نفي ِ والل ِ شعُر َ
ك هذا موسِ «3 »دَ ّ
سدوائَر البولي ِ ت عّني خب ّْر إذا شئ َ
َ
****
1البيت من قصيدة :إلى بائعي البلد« وقد حذفه الشاعر من القصيدة بعد تنقيحها.
المصدر » :شاعران معاصران« ،د.عمر فروخ.
2البيتان آخر أبيات قصيدة »عهد الجدود« التي نشرت كاملة في جريدة »فلسطين«
بتاريخ ،1/9/1933ولكن الشاعر حذف البيتين في قصائده المختارة.
-المصدر» :الكنوز -ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان« ،المتوكل طه ).(1940
موس :الشاعر اللبناني حليم دموس.
د ّ
3
254
ودّ الفؤاد
َ ق
ن سواب ٌ لما التقينا والعيو ُ
ق
سب ُ
كأ ْ لَ َ
و اّنه ل ِ
ملحق:
قصائد مشتركة
255
1
بل عنوان
]مجزوء الوافر[
لقد طارت إلى
ب«2
»حل ٍ
بش ّ
فها قلو ٌ
د
الوج ُ
ل ُِلقيا من له
ن
س ٌح ْ
ُ
على الكوان
د
ممت ّ
سل
كنور الشم ِ
تخلو
وهادٌ منه أوِ
جد
نَ ْ
ت
للقيا من بد ْ
أ َْنفا
ه الريحان س ُ
ُ
د
والن ّ ّ
ت فإن
لقد عبق ْ
تعد ْ
بَ ُ
يزدْ في
عد
طيبها الب ُ ْ
ت
للقيا من بد ْ
»ب ََركا
ن
هجرا ُ
ه« ال ِتُ ُ
د
ص ّ
وال ّ
****
3
حدائق الشام
]البسيط[
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب
عن َ ُ
ِ
1المصدر » :إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته« ،البدوي الملّثم ).(1927
2سأل إبراهيم طوقان صديقه عمر فروخ عن »قلوب طارت إلى حلب« فرد ّ عليه عمر بالبيت الول ثم
أكمل إبراهيم باقي البيات.
3اشترك في نظمها :إبراهيم طوقان ،وحافظ جميل )شاعر عراقي( ووجيه بارودي )شاعر سوري( في
فتاتين كانتا في الجامعة )المريكية ببيروت( ها :ليلي تين ،وأختها أليس تين) ،وهما من دمشق(« من
كتاب» :شاعران معاصران« لعمر فروخ« ،ص .31
-المصدر» :شاعران معاصران« ،د.عمر فروخ ).(1928
256
ت ،يا
س ،يا ياقو ُ
يا دُّر ،يا ما ُ
ب! ذه ُ
ه ،ما هذا الدل ُ
ل؟ ه ،الل ُ
الل ُ
وما
د؟ وما للقلب
هذا الصدو ُ
يضطرب ؟
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب
عن ُ
س ،إن
س ،ما الشم ُ
الشم ُ
ف
س تنكس ُ الشم َ
البدُر ،ما البدُر ،إن البدر
ف!ينخس ُ
ع ،إن الدمع
ع ،ما الدم ُ
والدم ُ
ف
ينذر ُ
ب ،هل وص ٌ
ل ة القل ِ
يا مني َ
وأنصرف ؟!
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
ن
ح التي ِ
سْر َ
ت َ
ن ،يا لي َ
يا تي ُ
يجمعنا
ت تظ ّ
ل التو ِ ت ،يا لي َ
يا تو ُ
مضجعنا
ن«
ما ُ ت ليت َ
ك يا »ر ّ وأن َ
ُترضعنا
ت الكرم ِ
م ،يا ليت بن َوالكر ُ
تصرعنا
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُيا تي ُ
ب! عن ُ
ل
ل التماثي ِن أمثا َم أقبل َ
يا يو َ
ل مكّلل ٍ
ت بهالت الكالي ِ ُ
ت »ِليلي« ،و»ليلي«
تبع ُ
ل
ت تضلي ِ ذا ُ
ك يا
ك ما أقسا ِ
»ِليلي« فديت ُ ِ
»ليلي« !
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
ة ب يا ُ
قمري ّ َ يا جارةَ القل ِ
257
الوادي
ق الغادي
يا غادةً ل عداها َري ّ ُ
ب بعد إبعاِد
ت بقر ٍ
لئن ظفر ُ
يوما ً فإني من الّزلفى
بميعاد !
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
د
س يا ور َ
ة ال ِيا نفح َ
نالبساتي ِ
ض س َ
غ ّ ويا شذا نرج ٍ
ن!وَنسري ِ
ن ً
ويا هزارا شدا بين الفاني ِ
ن
ق إلى حي ِ
ت ،أم با ٍ أراح ٌ
ل أن َ
؟
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
ن يزهو في
س ِ
ح ْ
ب ال ُيا كوك َ
ت
العشّيا ِ
ت
ب السموا ِ
ة أترا ِ
ويا ربيب َ
ح
ضا َ
رو ّ
ع الفج ِ
يا مطل َ
ت
الثنّيا ِ
ب
طوفي علينا بأكوا ِ ُ
ت
حمّيا ِ
ال ُ
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
ن
ن ،نحو التي ِ
ت يا تي ُ
باكر ُ
ه
أجني ِ
ع من عيني
ف الدم َوأذر ُ
ه
وأسقي ِ
ع ت رأسي إلى َ
فْر ٍ أسند ُ
ه ُ
أناجي ِ
وحي في
ع الطيُر ن َ ْ
ج َ
فر ّ
أعاليه
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
ب
ة« لعميد القل ِ
هل »نظر ٌ
258
ن؟
مفتو ِ
ب ة« من َلـما ِ
ك العذ ِ أم »نهل ٌ
ترويني ؟
واه أبكي على من ليس
أ ّ
يبكيني
ن رأى »نرجسًا« يبكيم ْ
يا َ
ن« ؟
على »تي ِ
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
ه
ن الل ِ
م ،عي ُ
ق الشا ِ
حدائ َ
كترعا ِ
ك!
ة إل برّيا ِ
ت نسم ٌ
سَر ْ
ول َ
ب
ب الترا ِ
ع العر ِ
يا مرت َ
ك
ُنعما ِ
ك
تفتّر عن مهجة الدنيا ثنايا ِ
ن ،يا
ما ُ
ت ،يا ر ّ
ن ،يا تو ُ
يا تي ُ
ب!عن ُ
****
1
مـان وادي الر ّ
]الكامل[
ب »واٍد« قد تفّتح
يا ُر ّ
ه
وردُ َُ
ل فهو بطَّله واخض ّ
رقُ ! مغرو ِ
ُ
ي في
ق الوسم ّوتأن ّ َ
هترصيع ِ
ع
هو المبد ُ بالدّّرَ ،
ف ْ
المتأّنق !
محاجٌر من
ترنو إليه َ
س
نرج ٍ
ل يغالبه الحياءُ
ج ٍ
خ ِ
َ
فُيطرقُ !
جنوب
م يضحك لل َوالغي ُ
تمر ْ إذا َ
1هذه القصيدة نموذج مفرد مبتكر نظمتها بالشتراك مع المرحوم إبراهيم عبدالفتاح طوقان شاعر
فلسطين ورفيقي في الجامعة الميركية في بيروت .امتزج روحانا بكل كلمة وبكل شطرة فجاءت
قصيدة ل يستطيع ناقد مهما حقق ودقق أن يجد دليل ً على ينبوعها الثنائي« وجيه البارودي.
-المصدر :ديوان » :بيني وبين الغواني« ،الطبيب وجيه البارودي ).(1928
259
ل
ف الشما ِ
وتناله ك ّ
فُيغدق !
ن أك ّ
فه والب َْيلسا ُ
ة
ممدود ٌ
م
ع ُ
ل ذاك المن ِوالطَ ّ
دق المتص ّ
ب
ن كواك ٌ
والياسمي ُ
ب
ومواك ٌ
ف شمُلها
شّتى َتأل ّ َ
المتفّرق
ع
ي نو ُ
خْير ّ
وكأنما ال َ
ة
تحي ّ ٍ
ب يسعى إلي َ
ك بها حبي ٌ
َ
شّيق
ل
مماطِ ٍ
والماءُ بين ُ
ل
ص ٍموا ِ
و ُ
ينأى ويدنو سيُله
فقالمتد ّ
ن حول
ب الريحا ِ
وغرائ ُ
ه
ضفاف ِ
منضورةٌ تطفو عليه
وَتغرق
ر
وانظْر إلى ن َْيلوف ٍ
ه
ألوان ُ ُ
ه
شّتى ُتحيط به الميا ُ
وُتحدق
ة أجفاُنها وعيوُنه ر ّ
فاف ٌ
ن ر ،وك ّ
ل عي ٍ فوق الغدي ِ
زورق
واٍد يهيم به الجما ُ
ل
ه
وإن ّ ُ
ليكاد ُينطقه الجما ُ
ل
فَينطق
م عليه فض َ
ل جّر النسي ُ
َ
ه
ردائ ِ
وبفضله أضحى يفوح
ويعبق
ع
وفْته يدُ الربي ِ قد َ
ف ّ
بوشيها
حلل
فعليه من ُ
260
ة رونق
الطبيع ِ
ت عند
باكرُته فلقي ُ
ه
غدير ِ
هيفاءَ ترقص والغديُر
فق يص ّ
متأل ّ ٌ
ق وُر في جنباته ُ
الن ّ ْ
والّنوُر في وجناتها
يتأّلق
****
ب
يا جارةَ الوادي الرحي ِ
وإّنه
جوار لمن يهيم
م ال ِ
ع َ
نِ ْ
ويعشق
ن
لما التقينا والعيو ُ
ق
سواب ٌ
ك ودّ الفؤادُ ل َ َ
و اّنه ل ِ َ
أسبق
ة
ت الخميل َ
م جاوز ِ
يا يو َ
في الضحى
ة
رق ٌ م ْ
ش ِ س ُوالشم ُ
رق مش ِك ُه ِ
ووج ُ
كم ظّللْتنا دوح ٌ
ة
أغصاُنها
م الرؤوم ِ
أحنى من ال ّ
وأشفق
ة بألحان
والطيُر هاتف ٌ
الهوى
ة
تعلو وتهبط تار ً
وُتحّلق
مان«
حامت على »الر ّ
ه
تشدو فوق ُ
يا من ُيقّبل في
الصباح وينشق
م ناءَ بحمله
والكر ُ
هفبنات ُ ُ
ح في الثرى
منها طري ٌ
معّلق
و ُ
»أقلوُبنا« في الروض
ه«مان ُ ُ
أم »ر ّ
261
أضحى على أغصانه
يتفّلق
ن في
ب النيرا ُه ُ
َتتل ّ
هأحشائ ِ
ه
والماءُ تحت ظلل ِ
يترقرق
ر حين جنيُته،لم أد ِ
ه
ق ُأرحي ُ
ك المعسو ُ
ل ما أم ري ُ
ق ِ
وقأتذ ّ
ت عن الرياض
ثم انثني ُ
ومقلتي
عْبرى وقلبي فيَ
موَثق
ك ُ
حبال ِ ِ
س تجنح للصيل
والشم ُ
كأنها
ن صاح:
وجناُتنا ،والبي ُ
َتفّرقوا
ت لي من آي أوحي ِ
ة
ك آي ًحسن ِ
إني بما َأوحيِته
دقلمص ّ
****
1
بل عنوان
]مجزوء الوافر[
ه ما رعا َ
ك الل ُ
صَنـ
تَ ْ
ت
ع ،لو لقي َ
ـ ُ
سمسارا ؟!
ه في
إذا ألفيت ُ ُ
الدا
م فوقه
ر ،أهد ُ
ِ
الدارا
وأجع ُ
ل فوقه
الحجا
1القصيدة بل عنوان.
-المصدر :جريدة »مرآة الشرق« -القدس .6/4/1930 -
اشترك في نظمها كل من :إبراهيم طوقان ،وعبدالرحمن عبدالمجيد ،والشيخ محمد البسطامي وكلهم
شعراء من مدينة نابلس.
262
َر ،ل أتُر ُ
ك أحجارا
!
ط
ملقا ٍ
وأجمعه ب ِ
م فوقه ُ
ر ُ
وأض ِ
النارا
ه ُ
ب بين عيني ِ
و ُ
أص ّ
أدقّ هناك
مسمارا
ُ
ة« أعل ّ ُ
ق »لوح ً
فيها:
ت »أل ُ
قّبح َ
سمسارا!« ِ
****
263