Professional Documents
Culture Documents
الخامس :في كون أن القران كلم ال و معجزا ,ورفع شبهات القسيسين الباب
(القول الول) :ف الية الثالثة من الباب السابع عشر من إنيل يوحنا قول عيسى عليه السلم ف خطاب اللّه هكذا( :وهذه هي الياة البدية أن يعرفوك أنت
الله القيقي وحدك ويسوع السيح الذي أرسلته) فبي عيسى عليه السلم أن الياة البدية ،عبارة عن أن يعرف الناس أن اللّه واحد حقيقي وأن عيسى عليه
السلم رسوله .وما قال إن الياة البدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلثة أقانيم متازة بامتياز حقيقي وأن عيسى إنسان وإله ،أو أن عيسى إله مسم ولا كان هذا القول
ف خطاب اللّه ف الدعاء فل احتمال ههنا للخوف من اليهود فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبينه ،وإذ ثبت أن الياة البدية اعتقاد التوحيد القيقي للّه
واعتقاد الرسالة للمسيح فضدها يكون موتا أبديا وضل ًل بينا ألبتة ،والتوحيد القيقي ضد للتثليث القيقي كما عرفت مفصلً ف الفصل الول ،وكون السيح
رسولً ضد لكونه إلا ،لن التغاير بي الرسِل والرسَل ضروري ،وهذه الياة البدية توجد ف أهل السلم بفضل اللّه .وأما غيهم فالجوس ومشركو الند
والصي مرومون منها لنتفاء العتقادين فيهم ،وأهل التثليث من السيحيي مرومون منها لنتفاء العتقاد الول ،واليهود كافة مرومون منها لنتفاء العتقاد
الثان.
(القول الثان) :ف الباب الثان عشر من إنيل مرقس هكذا ( :28فجاء واحد من الكتبة وسعهم يتحاورون ،فلما رأى أنه أجابم حسنا سأله :أية وصية هي
أول الكل) ( :29فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسع يا إسرائيل الرب إلنا رب واحد :]30[ .وتب الرب إلك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل
فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الول [ ]31وثانية مثلها هي أن تب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتي [ ]32فقال له الكاتب
جيدا يا معلم بالق قلت لنه) أي اللّه (واحد وليس آخر سواه) ( 33ومبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومبة القريب
كالنفس هي أفضل من جيع الحرقات والذبائح) ( 34فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيدا عن ملكوت اللّه) .وف الباب الثان والعشرين من
إنيل مت ف قوله عليه السلم بعد بيان الكمي الذكورين هكذا( :باتي الوصيتي يتعلق الناموس والنبياء) .فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به ف
التوراة وف جيع كتب النبياء وهو الق وهو سبب قرب اللكوت ،أن يعتقد أن اللّه واحد ول إله غيه ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبينا ف
التوراة وجيع كتب النبياء لنه أول الوصايا ،ولقال عيسى عليه السلم :أول الوصايا الرب واحد ذو أقانيم ثلثة متازة بامتياز حقيقي ،لكنه ل يبي ف كتاب
من كتب النبياء صراحة ول يقل عيسى عليه السلم هكذا فلم يكن مدار النجاة .فثبت أن مدارها هو اعتقاد التوحيد القيقي ل اعتقاد التثليث ،وهوسات
التثليثيي باستنباطه من بعض كتب النبياء ل يتم على الخالف لن هذا الستنباط خفي جدا مردود بقابلة النص ،وغرض الخالف هذا أن اعتقاد التثليث لو
كان له دخل ما ف النجاة لبينه النبياء السرائيلية بيانا واضحا ،كما بينوا التوحيد ف الباب الرابع من كتاب الستثناء ( 35 -لتعلم أن الرب هو اللّه وليس
غيه) ( 39فاعلم اليوم واقبل بقلبك أن الرب هو الله ف السماء من فوق وعلى الرض من تت وليس غيه) .وف الباب السادس من السفر الذكور ( 4اسع
يا إسرائيل إن الرب إلنا فإنه رب واحد) ( 5حِب الرب إلك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك) وف الباب الامس والربعي من كتاب أشعياء
( 5أنا هو الرب وليس غيي وليس دون إله شددتك ول تعرفن) ( 6ليعلم الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من الغرب أنه ليس غيي أنا الرب وليس
آخر) .فالواجب على أهل الشرق والغرب أن يعلموا أن ل إله إل اللّه وحده ل أن يعلموا أن اللّه ثالث ثلثة .وف الية التاسعة من الباب السادس والربعي من
كتاب أشعياء ( 2إن أنا اللّه وليس غيي إلا وليس ل شبه).
(تنبيه) حرّف صاحب الترجة العربية الطبوعة سنة 1811م قول السيح عليه السلم بتبديل ضمي التكلم بضمي الطاب ،وترجم هكذا( :الرب إلك إله
واحد) وضيع بذا التحريف القصود العظم لن ضمي التكلم ههنا دال على أن عيسى ليس برب بل عبد مربوب بلف ضمي الطاب والظاهر أن هذا
التحريف قصدي.
(القول الثالث) ف الية الثانية والثلثي من الباب الثالث عشر من إنيل مرقس قول السيح عليه السلم هكذا( :وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فل يعلم بما أحد
ول اللئكة الذين ف السماء ول البن إل الب) وهذا القول ينادي على بطلن التثليث لن السيح عليه السلم خصص علم القيامة باللّه ونفى عن نفسه كما
نفى عن عباد اللّه الخرين وسوى بينه وبينهم ف هذا ،ول يكن هذا ف صورة كونه إلا سيما إذا لحظنا أن الكلمة وأقنوم البن عبارتان عن علم اللّه وفرضنا
اتادها بالسيح وأخذنا هذا التاد على مذهب القائلي باللول أو على مذهب اليعقوبية القائلي بالنقلب فإنه يقتضي أن يكون المر بالعكس ول أقل من أن
يعلم البن كما يعلم الب ،ولا ل يكن العلم من صفات السد فل يري فيه عذرهم الشهور أنه نفى عن نفسه باعتبار جسميته فظهر أنه ليس إلا ل باعتبار
السمية ول باعتبار غيها.
www.barsoomyat.com – 3إظهار الحق – رحمت ال هندي
(القول الرابع) :ف الباب العشرين من إنيل مت هكذا( 20 :تقدمت إليه أم ابن زيدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا) ( 21فقال لا ماذا تريدين قالت
له قل أن يلس ابناي هذان واحد عن يينك والخر عن اليسار ف ملكوتك) ( 22فأجاب يسوع) إل ( 23اللوس عن يين وعن يساري فليس ل أن أعطيه
إل للذين أعدلم من أب) انتهى ملخصا فنفى عيسى عليه السلم ههنا عن نفسه القدرة وخصصها باللّه كما نفى عن نفسه علم الساعة وخصصه باللّه ولو كان
إلا لا صح هذا.
(القول الامس) :ف الباب التاسع عشر من إنيل مت هكذا( 16 :وإذا واحد تقدم وقال له أيها العلم الصال أي صلح أعمل لتكون ل الياة البدية) 17
(فقال له لاذا تدعون صالا ليس أحد صالا إل واحد وهو اللّه) فهذا القول يقلع أصل التثليث وما رضي تواضعا أن يطلق عليه لفظ الصال أيضا ولو كان إلا
لا كان لقوله معن ولكان عليه أن يبي ل صال إل الب وأنا وروح القدس ،ول يؤخر البيان عن وقت الاجة ،وإذا ل يرض بقوله الصال فكيف يرضى بأقوال
أهل التثليث الت يتفوهون با ف أوقات صلتم (يا ربنا وإلنا يسوع ل تضيع من خلقت بيدك) حاشا جنابه أن يرضى با.
(القول السادس) :ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا( 46 :ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلً إيلي إيلي لا شبقتن أي إلي إلي
لاذا تركتن) ( 50فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح) .وف الية السادسة والربعي من الباب الثالث والعشرين من إنيل لوقا هكذا( :ونادى
يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه ف يديك أستودع روحي) وهذا [ص ]7القول ينفي ألوهية السيح رأسا سيما على مذهب القائلي باللول أو النقلب لنه
لو كان إلا لا استغاث بإله آخر بأن قال إلي إلي لاذا تركتن ،ولا قال يا أبتاه ف يدك أستودع روحي ولمتنع العجز والوت عليه ..الية الثامنة والعشرون من
الباب الربعي من كتاب أشعيا هكذا( :أما عرفت أو ما سعت إله سرمدي الرب الذي خلق أطراف الرض لن يضعف ولن يتعب وليس فحصا عن حكمته).
والية السادسة من الباب الرابع والربعي من الكتاب الذكور هكذا( :هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب النود أنا الول وأنا الخر وليس إله
غيي) .والية العاشرة من الباب العاشر من كتاب أرسياء هكذا( :أما الرب هو إله حق هو إله حي وملك سرمدي) إل .وف الية الثانية عشرة من الباب الول
من كتاب حقوق هكذا( :يا رب إله قدوسي ول توت) .وف الية السابعة عشرة من الباب الول من الرسالة الول إل تيموثاوس هكذا( :وملك الدهور الذي
ل يفن ل يرى الله الكيم وحده) .فكيف يعجز ويوت الذي هو إله سرمدي بريء من الضعف والتعب حي قدوس ل يوت ول إله غيه أيكون الفان العاجز
إلا حاشا وكل بل الله القيقي هو الذي كان عيسى عليه السلم يستغيث به هذا الوقت على زعمهم .والعجب أنم ل يكتفون بوت الله بل يعتقدون أنه
بعد ما مات دخل جهنم أيضا .نقل جواد ابن ساباط هذه العقيدة من كتاب الصلة الطبوع سنة 1506هكذا( :كما أن السيح مات لجلنا ودفن فكذا ل بد
أن نعتقد أنه دخل جهنم) انتهى.
(وفيلبس كوادنولس) الراهب كتب ف رد رسالة أحد الشريف ابن زين العابدين الصفهان كتابا بلسان العرب ساه بيالت فيلبس وطبع هذا الكتاب سنة
1669ف الرومية الكبى ف بسلوقيت وحصلت ل بطريق العارية نسخة قدية من هذا الكتاب من كتبخانة إنكليز ف بلدة دهلي فكتب الراهب الستور ف
كتابه الذكور هكذا( :الذي تأل للصنا وهبط إل الحيم ث ف اليوم الثالث قام من بي الموات) انتهى .وف بريئربوك ف بيان عقيدة أتانييش الت تؤمن با
السيحيون لفظ (هل) موجود ومعناه الحيم وقال جواد بن ساباط إن القسيس مارطيوس قال ل ف توجيه هذه العقيدة إن السيح لا قبل السم النسان فل
بد عليه أن يتحمل جيع العوارض النسانية فدخل جهنم وعُذب أيضا ولا خرج من جهنم أخرج منها كل من كان معذبا فيها قبل دخوله .فسألته هل لذه
العقيدة دليل نقلي قال إنا غي متاجة إل الدليل ،فقال رجل مسيحي من أهل ذلك الحفل على وجه الطرافة إن الب كان قاسي القلب وإل لا ترك البن ف
الحيم فغضب القسيس وطرده من الحفل فجاء هذا الرجل عندي وأسلم لكن أخذ العهد من أل أظهر حال إسلمه ما دام حيا ودخل يوسف ولف بلدة
لكهنو سنة 1248من الجرة وسنة 1833من اليلد وكان من القسيسي الشهورين وكان يدعي اللام لنفسه وكان يدعي أن نزول السيح يكون ف سنة
1847من اليلد ووقعت الناظرة فيما بينه وبي متهد الشيعة تريرا وتقريرا ف هذا الباب فسأله متهد الشيعة عن هذه العقيدة أيضا فقال نعم دخل السيح
الحيم وعذب لكن ل بأس فيه لن هذا الدخول كان لنجاة أمته ،وبعض فرقهم يعتقدونا بأشنع حالة ،قال بل ف تاريه ف بيان فرقة مارسيون .هذه الفرقة
كانت تعتقد أن عيسى عليه السلم بعد ما مات دخل جهنم ونى أرواح قابيل وأهل سدوم لنم حضروا عنده وكانوا غي مطيعي لله خالق الشر وأبقى
أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء الخرين من القدماء ف جهنم لنم خالفوا الفرقة الول( .وهذه الفرقة كانت تعتقد أن خالق العال ليس منحصرا ف
الله الذي أرسل عيسى ولذلك ما كانت تسلم كون كتب العهد العتيق إلامية) انتهى.
فكانت عقيدة هذه الفرقة مشتملة على أمور:
-1جيع الرواح سواء كانت أرواح النبياء والصلحاء أو الشقياء كانت معذبة ف جهنم قبل دخول عيسى عليه السلم.
www.barsoomyat.com – 4إظهار الحق – رحمت ال هندي
(أقول) أولً :ثبت من ظاهر كتاب الصلة وكلم فيلبس كوادلونس وثبت صراحة من إقرار مارطيوس ويوسف ولف ومن عقيدة اتان سيش أن جهنم على
معناه ،واعترف هو أيضا أنه يوجد هذا ف العقيدة ث أول ،فتأويله بدون الدليل ل يقبل ول بد عليه أن يثبت من كتبه أن ما بي جهنم والفلك الصلي مكان
يسمى باوس ث يثبت من هذه الكتب أن دخول السيح ف جهنم كان لجل الراءة والتنبيه الذكورين على أنه ل وجود للفلك عند حكماء أوروبا ،وعلماء
بروتستنت من التأخرين يتابعونم ف هذا الرأي فكيف يصح هذا التوجيه على زعمهم.
(ث أقول) ثانيا :إن هذا الاوس مل السرور والثواب أو مل الحن والعقاب ،فإن كان الول فل حاجة إل تنبيه أهله لنم كانوا قبل هذا ف سرور وعيشة
راضية ،وإن كان الثان فل فائدة ف التأويل لن جهنم الرواح ل يكون إل مل عذابا.
(ث أقول) ثالثا :إن كون الوت الصليب كفارة الذنب غي معقول يقينا لن الراد بذا الذنب على زعمهم الذنب الصلي الذي صدر عن آدم عليه السلم ل
الذنب الذي يصدر عن أولده ،ول يوز أن يعاقب أولده على هذا الذنب الصلي لن البناء ل يؤاخذون بذنوب الباء ول بالعكس بل هو خلف العدل..
الية العشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا( :النفس الت تطئ فهي توت والبن ل يمل إث الب والب ل يمل إث البن وعدل العادل
يكون عليه ونفاق النافق يكون عليه).
(ث أقول) رابعا :ما معن جعل الشيطان مغلوبا بالوت لنه على حكم إنيلهم مقيد بقيود أبدية قبل ميلد عيسى عليه السلم .الية السادسة من رسالة يهودا
هكذا( :واللئكة الذين ل يفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إل دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تت الظلم) .ث العجب أنم ل يكتفون بوت إلهم
الزعوم ودخوله جهنم بل يزيدون عليهما أنه صار ملعونا أيضا والعياذ باللّه وملعونيته مسلمة عند السيحيي ويسلمها صاحب ميزان الق أيضا بكمال رضا
الاطر ويصرح با ف كتبه وصرح با مقدسهم بولس أيضا .الية الثالثة عشرة من الباب الثالث من رسالته إل أهل غلطية هكذا( :السيح افتدانا من لعنة
الناموس إذ صار لعنة لجلنا لنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة) وعندنا إطلق مثل هذا اللفظ شنيع جدا بل لعن اللّه واجب الرجم بكم التوراة
ورجم واحد على هذا الطأ ف عهد موسى عليه السلم كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر الخبار ،بل لعن البوين أيضا واجب القتل
فضلً عن لعن اللّه كما هو مصرح ف الباب العشرين من السفر الذكور.
(القول السابع) :ف الية السابعة عشرة من الباب العشرين من إنيل يوحنا قول السيح عليه السلم ف خطاب مري الجدلية هكذا( :ل تلمسين لن ل أصعد
بعد إل أب ولكن اذهب إل إخوت وقول لم إن أصعد إل أب وأبيكم وإلي وإلكم) فسوى بينه وبي الناس ف هذا القول (أب وأبيكم وإلي وإلكم) لكيل
يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله أو ابن إله فكما أن تلميذه عباد اللّه وليسوا بأبناء اللّه حقيقة بل بالعن الجازي فكذلك هو عبد اللّه وليس بإبن اللّه حقيقة
ولا كان هذا القول بعد ما قام عيسى عليه السلم من الموات على زعمهم قبل العروج بقليل ثبت أنه كان يصرح بأن عبد اللّه إل زمان العروج وهذا القول
يطابق ما حكى اللّه عنه ف القرآن الجيد{ :ما قلت لم إل ما أمرتن به أن اعبدوا اللّه رب وربكم}.
(القول الثامن) :ف الية الثامنة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا قول السيح عليه السلم هكذا( :إن أب أعظم من) ففيه أيضا نفي للوهيته لن
ل عن أن يكون أعظم منه. اللّه ليس كمثله شيء فض ً
(القول التاسع) :ف الية الرابعة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا قول السيح عليه السلم هكذا( :الكلم الذي تسمعونه ليس ل بل للب الذي
أرسلن) ففيه أيضا تصريح بالرسالة وبأن الكلم الذي تسمعونه وحي من جانب اللّه.
www.barsoomyat.com – 5إظهار الحق – رحمت ال هندي
(القول العاشر) :ف الباب الثالث والعشرين من إنيل مت قول السيح عليه السلم ف خطاب تلميذه هكذا( 9 :ول تدعوا لكم أبا على الرض لن أباكم
واحد الذي ف السماوات) ( 10ول تدعوا معلمي لن معلمكم واحد السيح) فهنا أيضا صرح (بأن اللّه واحد وإن معلم لكم).
(القول الادي عشر) :ف الباب السادس والعشرين من إنيل مت هكذا( 36 :حينئذ جاء معهم يسوع إل ضيعة يقال لا جشيمان فقال للتلميذ اجلسوا ههنا
حت أمضي وأصلي هناك) ( 37ث أخذ معه بطرس وابن زيدي وابتدأ يزن ويكتئب) ( 38فقال لم نفسي حزينة جدا حت الوت امكثوا ههنا واسهروا معي)
ل يا أبتاه إن أمكن فلتعب عن هذه الكأس ليس كما أريد بل كما تريد أنت) ( 40ث جاء إل التلميذ ال)
( 39ث تقدم قليلً وخر على وجهه وكان يصلي قائ ً
ل يا أبتاه إن ل يكن أن تعب عن هذه الكأس أل أشربا فلتكن مشيئتك) ( 43ث جاء ال) ( 44فتركهم ومضى أيضا وصلى ( 42فمضى أيضا ثانية وصلى قائ ً
ثالثة قائلً ذلك الكلم بعينه) فأقواله وأحواله الندرجة ف هذه العبارات تدل على عبوديته ونفى ألوهيته .أيزن ويكتئب الله ويوت ويصلي لله آخر ويدعو
بغاية التضرع ل واللّه .ولا جاء جنابه الشريف إل العال وتسد ليخلص العال بدمه الكري من عذاب الحيم فما معن الزن والكتئاب وما معن الدعاء :بأن
أمكن فلتعب عن هذه الكأس.
(القول الثان عشر) :كان من عادته الشريفة أنه إذا عب عن نفسه كان يعب بابن النسان غالبا كما ل يفى على ناظر هذا النيل الروج أيضا :مثلً ف الية
20باب 8و 6باب 9و 13و 27باب 16و 9و 12و 22باب 17و 11باب 18و 28باب 19و 18و 28باب 20و 27باب 24و
24و 45و 64باب 26من إنيل مت وهكذا ف غيه وظاهر أن ابن النسان ل يكون إل إنسانا.
قد عرفت ف المر الامس من القدمة أن كلم يوحنا ملوء من الجاز قلما تد فقرة ل تتاج إل التأويل وقد عرفت ف المر السادس أن الجال يوجد كثيا
ف أقوال السيح عليه السلم بيث ل يفهمها معاصروه ول تلميذه ف كثي من الحيان ما ل يفسرها بنفسه وقد عرفت ف المر الثان عشر أن عيسى عليه
السلم ما بي ألوهيته إل العروج ببيان ل يبقى فيه شبهة ويفهم منه صراحة هذا العن ،فالقوال الذي يتمسك با السيحيون غالبا مملة منقولة من إنيل يوحنا
وعلى ثلثة أقسام
-بعضها ل يدل بسب معانيها القيقية على مقصودهم فاستنباط اللوهية منها مرد زعمهم ،وهذا الستنباط والزعم ليسا بعتدّين ول جائزين ف مقابلة
الباهي العقلية القطعية والنصوص العيسوية كما عرفت ف الفصلي الذكورين،
-وبعضها أقوال يفهم تفسيها من القوال السيحية الخرى ومن بعض مواضع النيل ففيها أيضا ل اعتبار لرأيهم
-وبعضها أقوال يب تأويلها عندهم أيضا فإذا وجب التأويل فنقول ل بد أن يكون هذا التأويل بيث ل يالف الباهي والنصوص ،وأن لم ذلك؟! فل حاجة
إل نقل الكل بل أنقل الكثر ليتضح منه للناظر حال استدللم ويقيس الباقي عليه.
(الول) :من إطلق لفظ ابن اللّه على السيح عليه السلم :أقول هذا الدليل ف غاية الضعف بوجهي:
أما أولً فلن هذا الطلق معارض بإطلق ابن النسان كما عرفت وبإطلق ابن داود فل بد من التطبيق بيث ل يثبت الخالفة للباهي العقلية ول يلزم منه
مال ،وأما ثانيا فلنه ل يصح أن يكون لفظ البن بعناه القيقي لن معناه القيقي باتفاق لغة أهل العال من تولد من نطفة البوين وهذا مال ههنا ،فل بد من
المل على العن الجازي الناسب لشأن السيح وقد علم من النيل أن هذا اللفظ ف حقه بعن الصال .الية التاسعة والثلثون من الباب الامس عشر من
إنيل مرقس هكذا( :ولا رأى قائد الائة الواقف مقابله أنه صرح هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا النسان ابن اللّه) ونقل لوقا قول القائد ف الية السابعة
والربعي من الباب الثالث والعشرين من إنيله هكذا( :بالقيقة كان هذا النسان بارا) ففي إنيل مرقس لفظ ابن اللّه وف إنيل لوقا بدله لفظ البار واستعمل
مثل هذااللفظ ف حق الصال غي السيح أيضا ،كما استعمل مثل ابن إبليس ف حق الصال ف الباب الامس من إنيل مت هكذا( :و) (طوب لصانعي السلم
لنم أبناء اللّه يدعون) ( 44وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم باركوا لعينكم أحسنوا إل مبغضيكم وصلوا لجل الذين يسبونكم) ( 54لكي تكون أبناء
أبيكم الذي ف السماوات) فأطلق عيسى عليه السلم على صانعي السلم والصلح على العاملي بالعمال الذكورة لفظ أبناء اللّه وعلى اللّه لفظ الب بالنسبة
إليهم .وف الباب الثامن من إنيل يوحنا ف الكالة الت وقعت بي اليهود والسيح هكذا( 41 :أنتم تعملون أعمال أبيكم فقالوا له إننا ل نولد من زنا لنا أب
واحد وهو اللّه) ( 42فقال لم يسوع لو كان اللّه أباكم لكنتم تبونن) ال ( 44أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالً
www.barsoomyat.com – 6إظهار الحق – رحمت ال هندي
للناس من البدء ول يثبت ف الق لنه ليس فيه حق مت تكلم بالكذب فإنا يتكلم ما له لنه كذب وأبو الكذب) فاليهود ادعوا أن لنا أبا واحدا وهو اللّه وقال
السيح عليه السلم ل بل أبوكم الشيطان وظاهر أن اللّه والشيطان ليس أبا لم بالعن القيقي فل بد من المل على العن الجازي فغرض اليهود نن صالون
ومطيعون لمر اللّه ،وغرض السيح عليه السلم إنكم لستم كذلك بل أنتم صالون مطيعون للشيطان وف الباب الثالث من الرسالة الول ليوحنا هكذا9 :
(كل من هو مولود من اللّه ل يفعل خطيئة لن زرعه يثبت فيه ول يستطيع أن يطئ لنه مولود من اللّه) ( 10بذا أولد اللّه ظاهرون وأولد إبليس) ال وف
الية السابعة من الباب الرابع من الرسالة الذكورة( :وكل من يب فقد ولد من اللّه) وف الباب الامس من الرسالة الذكورة( :كل من يؤمن أن يسوع هو
السيح فقد ولد من اللّه وكل من يب الوالد يب الولود منه أيضا) ( 2بذا نعرف أننا نب أولد اللّه إذا أحببنا اللّه وحفظنا وصاياه) والية الرابعة عشرة من
الباب الثامن من الرسالة الرومية هكذا( :لن كل الذين ينقادون بروح اللّه فأولئك هم أبناء اللّه) وف الباب الثان من رسالة بولس إل أهل فيلبس هكذا14 :
(افعلوا كل شيء بل دمدمة ول مادلة) ( 15لكي تكونوا بل لوم وبسطاء أولد اللّه بل عيب) ودللة هذه القوال على ما قلت غي خفية ،وإذا ل يفهم من
إطلق لفظ اللّه ومثله اللوهية كما عرفت ف المر الرابع من القدمة فكيف يفهم من لفظ ابن اللّه ومثله سيما إذا لحظنا كثرة وقوع الجاز ف كتب العهد
العتيق والديد ،كما عرفت ف القدمة وسيما إذا لحظنا أن استعمال الب والبن ف كتب العهدين جاء ف الواضع الغي الحصورة وأنقل بعضها بطريق
النوذج:
]1[-قال لوقا ف الباب الثالث من إنيله ف بيان نسب السيح عليه السلم أنه ابن يوسف وآدم ابن اللّه وظاهر أن آدم عليه السلم ليس ابنا للّه بالعن القيقي
ول إلا لكن لا ولد بل أبوين نسبه إل اللّه .وللّه در لوقا لقد أجاد ههنا لنه لا كان السيح عليه السلم مولودا بل أب فقط نسبه إل يوسف النجار ولا كان
آدم عليه السلم مولودا بل أبوين نسبه إل اللّه.
]2[-ف الباب الرابع من سفر الروج قول اللّه هكذا( 22 :وتقول له هذا ما يقول الرب ابن بكري إسرائيل) ( 33فقلت له أطلق ابن ليعبدن وإن أبيت أن
تطلقه هو ذا أنا سأقتل ابنك بكرك) فأطلق على إسرائيل لفظ ابن اللّه ف الوضعي بل أطلق عليه لفظ البن البكر.
]3[-ف الزبور الثامن والثماني قول داود عليه السلم ف خطاب اللّه هكذا( 19 :حينئذ كلمت نبيك بالوحي وقلت إن وضعت عونا على القوي ورفعت
منتخبا من شعب) ( 20وجدت داود عبدي فمسحته بدهن قدسي) ( 26هو يدعونن أنت أب وإلي وناصر خلصي) ( 27وأنا أيضا أجعله بكرا أعلى من
كل ملوك الرض) فأطلق على اللّه لفظ الب وعلى داود لفظ القوي والنتخب والسيح وابن اللّه البكر وأعلى من كل ملوك الرض.
]4[-الية التاسعة من الباب الادي والثلثي من كتاب أرساء قول اللّه هكذا( :إن صرت أبا لسرائيل وأفرام هو بكري) فأطلق على أفرام لفظ ابن اللّه البكر
فلو كان إطلق مثل هذه اللفاظ موجبا لللوهية لكان إسرائيل وداود وأفرام أحقاء باللوهية لن البن البكر أحق بالكرام من غيه بسب الشرائع السابقة
وبسب الزواج العام أيضا وإن قالوا جاء ف حق عيسى عليه السلم لفظ البن الوحيد قلنا إن الوحيد ل يكن أن يكون بعناه لن اللّه أثبت له أخوة كثيين
وقال ف حق الثلثة منهم لفظ البن البكر بل ل بد أن يكون بالعن الجازي مثل البن.
]5[-ف الباب السابع من سفر صموئيل الثان قول اللّه تعال ف حق سليمان هكذا( :وأنا أكون له أبا وهو يكون ل ابنا) فلو كان إطلق هذا اللفظ سببا
لللوهية لكان سليمان عليه السلم أحق من السيح عليه السلم لسبقه وكونه من آباء السيح عليه السلم.
]6[-ف الية الول من الباب الرابع عشر والية التاسعة عشرة من الباب الثان والثلثي من كتاب الستثناء ،والية الثانية من الباب الول والية الول من
الباب الثلثي ،والية الثامنة من الباب الثالث والستي من كتاب أشعيا ،والية العاشرة من الباب الول من كتاب هوشع ،جاء إطلق أبناء اللّه على جيع بن
إسرائيل.
]7[-ف الية السادسة عشرة من الباب الثالث والستي من كتاب أشعيا ،قول أشعيا ف خطاب اللّه هكذا( :فإنك أنت أبونا وإبراهيم ل يعرفنا وإسرائيل جهلنا
أنت يا رب أبونا فخلصنا من الدهر اسك) .الية الثامنة من الباب الرابع والستي من الكتاب الذكور هكذا( :والن يا رب أنت أبونا) ال ،فصرح أشعيا عليه
السلم ف حقه وحق غيه من بن إسرائيل :بأن اللّه أبونا.
www.barsoomyat.com – 7إظهار الحق – رحمت ال هندي
]8[-الية السابعة من الباب الثامن والثلثي من كتاب أيوب هكذا( :إذا كان تسبح ل نوم الصبح جيعا ويفرحون جيع بن اللّه).
]9[-قد عرفت ف صدر الواب أنه جاء إطلق أبناء اللّه على الصالي وعلى الؤمني بالسيح وعلى الحبي وعلى الطيعي لمر اللّه ،وعلى العاملي بالعمال
السنة.
]10[-الية الامسة من الزبور السابع والستي هكذا( :أبو اليتامى وحاكم الرامل اللّه ف موضع قدسه) .فأطلق على اللّه لفظ أب اليتامى.
]11[-ف الباب السادس من سفر الليقة هكذا ( :2فرأى بنو اللّه بنات الناس أنن حسنات ،واتذوا لم نساء من كل ما اختاروا) ( :4فأما البابرة كانوا ف
تلك اليام على الرض لن من بعد ما دخل أبناء اللّه على بنات الناس وولدن ،فهؤلء هم أقوياء منذ الدهر مشهورون) والراد بأبناء اللّه بنو الشراف وببنات
الناس بنات العامة ،ولذا ترجم مترجم الترجة العربية الطبوعة سنة 1811م الية الول هكذا( :رأى بنو الشراف بنات العامة حسانا فاتذوا لم نساء) فجاء
إطلق أبناء اللّه على أبناء الشراف مطلقا ،وفهم منه صحة إطلق اللّه على الشريف أيضا.
]12[-جاء ف الواضع الكثية من النيل ،إطلق لفظ أبيكم على اللّه ف خطاب التلميذ وغيهم.
]13[-قد يضاف لفظ البن والب إل شيء له مناسبة ما ،بعناها القيقي كإطلق أب الكذب على الشيطان كما عرفت ،وكإطلق أبناء جهنم وأولد
أورشليم على اليهود ف كلم السيح عليه السلم ف الباب الثالث والعشرين من إنيل مت ،وجاء إطلق أبناء الدهر على أهل الدنيا ،وجاء إطلق أبناء اللّه
وأبناء القيامة على أهل النة ،ف قول السيح عليه السلم ف الباب العشرين من لوقا .وف الية الامسة من الباب الامس من الرسالة الول إل أهل تسالونيقي
جاء إطلق أبناء النور وأبناء النهار على أهل تسالونيقي.
الثان ف الية الثالثة والعشرين من الباب الثامن من إنيل يوحنا هكذا( :فقال لم أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق ،أنتم من هذا العال أما أنا فلست من هذا
العال) يعن أن إله نزلت من السماء وتسمت.
(أقول) :لا كان هذا القول مالفا للظاهر لن عيسى عليه السلم كان من هذا العال فأولوا بذا التأويل وهو غي صحيح بوجهي( :الول) :أنه مالف للباهي
العقلية والنصوص(.والثان) :أن عيسى عليه السلم قال مثل هذا القول ف حق تلميذه أيضا ف الية التاسعة عشرة من الباب الامس عشر من إنيل يوحنا
هكذا( :لو كنتم من العال لكان العال يب خاصته ،ولكن إنكم لستم من العال بل أنا اخترتكم من العال لذلك يبغضكم العال) .وف الباب السابع من إنيل
يوحنا هكذا ( :14لنم ليسوا من العال كما أن أنا لست من العال) [( ]16ليسوا من العال كما أن أنا لست من العال) فقال ف حق تلميذه :إنم ليسوا من
العال ،وسوّى بينه وبينهم ف عدم الكون من هذا العال ،فلو كان هذا مستلزما لللوهية كما زعموا ،لزم أن يكونوا كلهم آلة والعياذ باللّه ،بل التأويل
الصحيح :أنتم طالبو الدنيا الدنية وأنا لست كذلك ،بل طالب الخرة ورضاء اللّه ،وهذا الجاز شائع ف اللسنة يقال للزهاد والصلحاء إنم ليسوا من الدنيا.
الثالث :ف الية الثلثي من الباب العاشر من إنيل يوحنا هكذا( :أنا والب واحد) فهذا يدل على اتاد السيح باللّه .أقول هذا الستدلل غي صحيح بوجهي:
(الول) :أن السيح عليه السلم عندهم أيضا إنسان ذو نفس ناطقة ،وليس بتحد بذا العتبار .فيحتاجون إل التأويل فيقولون :كما أنه إنسان كامل فكذلك
إله كامل ،فبالعتبار الول مغاير ،وبالعتبار الثان متحد .وقد عرفت أن هذا التأويل باطل( .والثان) :إن مثل هذا وقع ف حق الواريي ف الباب السابع عشر
من إنيل يوحنا هكذا ( :21ليكون الميع واحدا كما أنك أنت أيها الب فّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العال أنك أرسلتن) ( 22وأنا قد
أعطيتهم الجد الذي أعطيتن ليكونوا واحدا كما أننا نن واحد) ( 33أنا فيهم وأنت فّ ليكونوا مكملي إل واحد) .فقوله ليكون الميع واحدا وقوله [ص
]20ليكونوا واحدا كما أننا نن واحد .وقوله يكونوا مكملي إل واحد ،تدل على اتادهم .وسوّى ف القول الثان بي اتاده باللّه وبي اتاده فيما بينهم.
وظاهر أن اتاده فيما بينهم ليس حقيقيا ،فكذا اتاده باللّه ،بل الق أن التادباللّه عبارة عن إطاعة أحكامه والعمل بالعمال الصالة ،وف نفس هذا التاد
السيح والواريون وجيع أهل اليان متساوية القدام ،وإنا الفرق باعتبار القوة والضعف ،فاتاد السيح بذا العن أشد وأقوى من اتاد غيه .والدليل على
كون التاد عبارة عن هذا العن قول يوحنا ف الباب الول من رسالته الول وهو هكذا ( :5وهذا هو الب الذي سعناه منه ونبكم به أن اللّه نور وليس فيه
ظلمة ألبتة 6إن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا ف الظلمة نكذب ولسنا نعمل الق 7ولكن إن سلكنا ف النور كما هو ف النور فلنا شركة بعضنا مع بعض).
www.barsoomyat.com – 8إظهار الحق – رحمت ال هندي
والية السادسة والسابعة ف التراجم الفارسية هكذا( 6 :اكر كونييم كه باوى متحدي ودرظلمت رفتا رناييم در وغكوييم ودر راست عمل نتماييم)7 .
وأكردر رو شنائى رفتا رناييم جنا نه أودر روشنائي مى باشد بايكد يكر متحد هستيم) فوقع فيها بدل لفظ الشركة لفظ التاد فعلم أن التاد باللّه أو
الشركة باللّه عبارة عما قلنا.
الرابع :ف الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا هكذا( 9 :الذي رآن فقد رأى الب فكيف تقول أنت أرنا الب 10ألست تؤمن أن أنا ف الب والب ّ
ف
الكلم الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الب الا ّل فّ هو يعمل العمال) فقوله :الذي رآن فقد رأى الب ،وقوله أنا ف الب والب فّ،
وقوله الب الالّ فّ دالة على اتاد السيح باللّه ،وهذا الستدلل أيضا ضعيف بوجهي( :أما الول) :فلن رؤية اللّه ف الدنيا متنعة عندهم كما عرفت ف
المر الرابع من القدمة فيؤلونا بالعرفة ،ومعرفة السيح باعتبار السمية أيضا ل تفيد التاد ،فيقولون إن الراد بالعرفة باعتبار اللوهية ،واللول الذي وقع ف
القول الثان والثالث واجب التأويل عند جهور أهل التثليث ،فيقولون إن الراد به التاد الباطن.فبعد هذه التأويلت يقولون إنه لا كان إنسانا كاملً ،وإلا
عاملً .صح أقواله الثلثة بالعتبار الثان ،وقد عرفت مرارا أنه باطل لن التأويل يب أن ل يالف الباهي والنصوص( .وأما الثان) :فلن الية العشرين من
الباب الذكور هكذا( :ف ذلك اليوم تعلمون أن أنا ف أب وأنتم فّ وأن فيكم) وقد عرفت ف جواب الدليل الثالث أن السيح قال ف حق الواريي( :أنا فيهم
وأنت فّ) وبديهي أن حال الال ،حال ف مل الال .والية التاسعة عشرة من الباب السادس من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا( :أم لستم تعلمون أن
جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم ،الذي لكم من اللّه وأنكم لستم لنفسكم) .والية السادسة عشرة من الباب السادس من الرسالة الثانية إل
قورنيثوس هكذا( :وآية موافقة ليكل اللّه مع الوثان فإنكم أنتم هيكل اللّه الي) ال .والية السادسة من الباب الرابع من الرسالة إل أهل أفسس هكذا( :إله
وأب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وف كلكم) .فلو كان اللول مشعرا بالتاد ومثبتا لللوهية لزم أن يكون الواريون بل جيع أهل قورنيثوس وكذا
جيع أهل أفسس آلة بل الق أن الدن إذا كان من اتباع العلى كأن يكون رسوله أو عبده أو تلميذه أو قريبا من أقربائه .فالمر النسوب إل الدن من
التعظيم والتحقي والحبة وغيها ،ينسب إل العلى مازا ولذلك قال السيح عليه السلم ف حق الواريي( :من يقبلكم يقبلن ومن يقبلن يقبل الذي أرسلن).
كما وقع ف الية الربعي من الباب العاشر من إنيل مت وقال ف حق الولد الصغي( :من قبل هذا الولد باسي يقبلن ومن قبلن يقبل الذي أرسلن) كما هو
مصرح ف الية ف الية الثامنة والربعي من الباب التاسع من إنيل لوقا .وقال ف حق السبعي الذين أرسلهم اثني اثني إل البلد (الذي يسمع منكم يسمع
من والذي يرذلكم يرذلن والذي يرذلن يرذل الذي أرسلن) كما هو مصرح ف الية السادسة عشرة ف الباب العاشر من إنيل لوقا ..وهكذا وقع ف حق
أصحاب اليمي وأصحاب الشمال ف الباب الامس والعشرين من إنيل مت ولذلك قال اللّه على لسان أرمياء( :أكلن ابتلعن يتنصر ملك بابل جعلن كإناء
فارغ مل بطنه من رخصت وطردن) كما هو مصرح ف الباب الادي والمسي من كتاب أرمياء ومثل هذا وقع ف القرآن الجيد أيضا{ :إن الذين يبايعونك
إنا يبايعون اللّه يد اللّه فوق أيديهم} .وقال مولنا العنوي قدس سره ف مثنويه:
فمعرفة السيح بذا العتبار بنلة معرفة اللّه وأما حلول الغي ف اللّه أو حلول اللّه فيه ،وكذا حلول الغي ف السيح أو حلول السيح فيه ،فعبارة عن إطاعة
أمرها .ف الباب الثالث من الرسالة الول ليوحنا هكذا( :من يفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه .وبذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا) .وقد
يتمسكون على ألوهيته ببعض حالته فيستدلون تارة أنه ولد بل أب وهذا الستدلل ضعيف جدا ،لن العال حادث بأسره وما مضى على حدوثه إل هذا
الزمان ستة آلف سنة على زعمهم .وكل ملوق من السماء والرض والماد والنبات واليوان وآدم ،خلق عندهم ف أسبوع واحد فجميع اليوانات ملوقة
بل أب وأم فكل من هذه يشارك السيح ف كونه ملوقا بل أب ،ويفوق عليه ف كونه بل أم ،وتتولد أصناف من الشرات ف كل سنة ف موسم نزول الطر
بل أب وأم فكيف يكون هذا المر سببا لللوهية( .ولو نظرنا إل نوع النسان فآدم عليه السلم يفوق عليه ،وكذلك ملكي صادوق الكاهن الذي هو معاصر
إبراهيم عليه السلم) .ف الية الثالثة من الباب السابع من الرسالة العبانية حاله هكذا( :بل أب بل أم بل نسب ل بداية أيام له ول ناية حياة) فيفوق السيح ف
كونه بل أم وف كونه ل بداية له ويستدلون تارة بعجزاته ،وهذا أيضا ضعيف لن من أعظم معجزاته إحياء الوتى مع قطع النظر عن ثبوته ،وعن أنه يفهم من
هذا النيل التعارف تكذيبه .أقول إن عيسى عليه السلم بسب هذا النيل ما أحيا إل زمان الصلب إل ثلثة أشخاص كما عرفت ف الباب الول ،وأحيا
حزقيال عليه السلم ألوفا كما هو مصرح ف الباب السابع والثلثي من كتابه ،فهو أول بأن يكون إلا ،وأحيا إيليا عليه السلم ميتا كما هو مصرح ف الباب
السابع عشر من سفر اللوك الول ،وأحيا اليسع عليه السلم أيضا ميتا كما هو مصرح ف الباب الرابع من سفر اللوك الثان ،وصدرت هذه العجزة عن اليسع
www.barsoomyat.com – 9إظهار الحق – رحمت ال هندي
بعد موته ،أن ميتا ألقي ف قبه فحيي بإذن اللّه كما هو مصرح ف الباب الثالث عشر من السفر الذكور ،وأبرأ البرص من برصه ،كما هو مصرح ف الباب
الامس من السفر الذكور .وقد يتمسكون ببعض آيات كتب العهد العتيق وببعض أقوال الواريي.
وإن قد نقلت هذه التمسكات مع أجوبتها ف كتاب إزالة الوهام ،فمن أراد الطلع عليها فليجع إليه ،وتركت ذكرها ف هذا الكتاب لن التمسكات الولية
ضعيفة جدا ومع قطع النظر عن الضعف ل يثبت منها اللوهية على زعمهم أيضا ما ل يعترف أن السيح إنسان كامل وإله كامل ،وهذا التأويل باطل ،كما
عرفت مرارا ،والتمسكات الثانوية حالا كحال التمسكات بالحوال السيحية غالبا فيعامل با معاملة أقوال السيح من الالت الثلث كما عرفت ف صدر
هذا الفصل .ولو فرضنا أن بعض القول منهم نص على هذا المر ،فيحمل على أنه بسب اجتهادهم .وقد عرفت ف الباب الول أن جيع تريراتم ليست
باللام ،وأنه قد وقع منهم الغلط والختلفات والتناقض يقينا ،وقول مقدسهم بولس غي مسلم عندنا لنه ليس بواري ول واجب التسليم عندنا ،بل ل
نسلم وثاقته .واعلم أرشك اللّه تعال إنا نقلت القوال السيحية وأولتها لجل إتام اللزام وإثبات أن تسكهم با ضعيف ،وكذا ما قلت من أقوال الواريي إنا
هو على تقدير تسليم أنا أقوالم ،ول يثبت عندنا أنا أقوال السيح عليه السلم والواريي لجل فقدان إسناد هذه الكتب كما عرفت ف الباب الول ،ولجل
وقوع التحريف فيها عموما وف هذه السألة خصوصا أيضا كما عرفت ف الباب الثان أن عادتم ف مثل هذه المور كانت كذلك وعقيدت أن السيح
والواريي كانوا برآء من هذه العقيدة الكفرية يقينا ،وأشهد أن ل إله إل اللّه وأن ممدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد اللّه ورسوله وأن الواريي رسل رسول
اللّه.
ووقعت بي المام المام الفخر الرازي عليه الرحة وبي بعض القسيسي مناظرة بوارزم ولا كان نقلها ل يلو عن فائدة فأنقلها :قال قدس سره ف الجلد
الثان من تفسيه ف سورة آل عمران تت تفسي قوله تعال{ :فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} الية .اتفق أن حي كنت بوارزم أخبت أنه جاء
نصران يدعي التحقيق والتعمق ف مذهبهم فذهبت إليه وشرعنا ف الديث ،فقال ل ما الدليل على نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم .فقلت له :كما نقل إلينا
ظهور الوارق على يد موسى وعيسى وغيها من النبياء عليهم السلم ،نقل إلينا ظهور الوارق على يد ممد صلى اللّه عليه وسلم فإن رددنا التواتر أو قبلناه
لكن قلنا إن العجزة ل تدل على الصدق فحينئذ بطلت نبوة سائر النبياء عليهم السلم ،وإن اعترفنا بصحة التواتر واعترفنا بدللة العجزة على الصدق ث إنما
حاصلن ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم ،وجب العتراف قطعا بنبوة ممد عليه السلم ضرورة .إذ عند الستواء ف الدليل ل بد من الستواء ف حصول
الدلول ..فقال النصران ل أقول ف عيسى عليه السلم إنه كان نبيا ،بل أقول إنه كان إلا .فقلت له الكلم ف النبوة ل بد وأن يكون مسبوقا بعرفة الله ،وهذا
الكلم الذي تقوله باطل ويدل عليه أن الله عبارة عن موجود واجب الوجود لذاته ،يب أل يكون جسما ول متحيزا ول عرضا ,وعيسى عبارة عن هذا
الشخص البشري السمان الذي وجد بعد أن كان معدوما ،وقتل بعد أن كان حيا على قولكم ،وكان طفلً أولً ث صار مترعرعا ،ث صار شابا .وكان يأكل
ويشرب َوُيحْدِث وينام ويستيقظ .وقد تقرر ف بداهة العقول أن الحدث ل يكون قديا .والحتاج ل يكون غنيا والمكن ل يكون واجبا والتغي ل يكون
دائما( .والوجه الثان) ف إبطال هذه القالة أنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حيا على الشبة ،وقد مزقوا ضلعه وأنه كان يتال ف الرب منهم
وف الختفاء عنهم ،وحي عاملوه بتلك العاملت أظهر الزع الشديد .فإن كان إلا أو كان الله حا ًل فيه أو كان جزء من الله حالً فيه َفِلمَ َلمْ يدفعهم عن
نفسه وِلمَ َلمْ يهلكهم بالكلية ،وأية حاجة به إل إظهار الزع منهم والحتيال ف الفرار منهم .وباللّه إنن لتعجب جدا أن العاقل كيف يليق به أن يقول هذا
القول ،ويعتقد صحته .فتكاد أن تكون بداهة العقل شاهدة بفساده( .الوجه الثالث) وهو أنه إما أن يقال بأن الله هو هذا الشخص السمان الشاهد ،أو يقال
حل الله بكليته .أو حل بعض الله وجزأ منه فيه والقسام الثلثة باطلة :أما الول ،فلن إله العال لو كان هو ذلك السم فحي قتله اليهود كان ذلك قولً بأن
اليهود قتلوا إله العال فكيف بقي العال بعد ذلك من غي إله .ث إن أشد الناس ذلً ودناءة اليهود فالله الذي تقتله اليهود إله ف غاية العجز .وأما الثان وهو أن
الله بكليته حل ف هذا السم فهو أيضا فاسد لن الله إن ل يكن جسما ول عرضا امتنع حلوله ف السم ،وإن كان جسما فحينئذ يكون حلوله ف جسم
آخر عبارة عن اختلط أجزائه بأجزاء ذلك السم ،وذلك يوجب وقوع التفرق ف أجزاء ذلك الله .وإن كان عرضا كان متاجا إل الحل وكان الله متاجا
إل غيه .وكل ذلك سخيف .وأما الثالث وهو أنه حل فيه بعض من أبعاض الله وجزء من أجزائه فذلك أيضا مال ،لن ذلك الزء إن كان معتبا ف اللية
فعند انفصاله عن الله وجب أن ل يبقى الله إلا وإن ل يكن معتبا ف تقيق اللية ل يكن جزءا من الله .فثبت فساد هذه القسام فكان قول النصارى
باطلً( .الوجه الرابع) ف بطلن قول النصارى ما ثبت بالتواتر من أن عيسى عليه السلم كان عظيم الرغبة ف العبادة والطاعة ولو كان إلا لستحال ذلك لن
الله ل يعبد نفسه .فهذه وجوه ف غاية اللء والظهور دالة على فساد قولم.
www.barsoomyat.com – 10إظهار الحق – رحمت ال هندي
ث قلت للنصران وما الذي دلك على كونه إلا فقال الذي دل عليه ظهور العجائب عليه من إحياء الوتى وإبراء الكمه والبرص ،وذلك ل يكن حصوله إل
بقدرة الله تعال .فقلت له هل تسلم أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول أم ل .فإن ل تسلم لزمك من نفي العال ف الزل نفي الصانع ،وإن سلمت أنه ل
يلزم من عدم الدليل عدم الدلول فأقول لا جوزت حلول الله ف بدن عيسى عليه السلم فكيف عرفت أن الله ما حل بدن وبدنك ومن بدن كل حيوان
ونبات وجاد .فقال الفرق ظاهر وذلك لن إنا حكمت بذلك اللول لنه ظهرت تلك الفعال العجيبة عليه ،والفعال العجيبة ما ظهرت على يدي ول على
يدك فعلمنا أن ذلك اللول مفقود ههنا .فقلت له تبي الن أنك ما عرفت معن قول إنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول ،وذلك لن ظهور تلك الوارق
دالة على حلول الله ف بدن عيسى عليه السلم ،فعدم ظهور تلك الوارق من ومنك ليس فيه إل أنه ل يوجد ذلك الدليل ،فإذا ثبت أنه ل يلزم من عدم
الدليل عدم الدلول ل يلزم من عدم ظهور تلك الوارق من ومنك عدم اللول ف حقي وف حقك بل وف حق الكلب والسنور والفأر ،ث قلت إن مذهبا
يؤدي القول به إل تويز حلول ذات اللّه ف بدن الكلب والذباب لفي غاية السة والركاكة .ث إن قلب العصا حية أبعد ف العقل من إعادة اليت حيا ،لن
الشاكلة بي بدن الي وبدن اليت أكثر من الشاكلة بي الشبة وبي بدن الثعبان ،فإذا ل يوجب قلب العصا حية كون موسى عليه السلم إلا وابنا للله فبأن
ل يدل إحياء الوتى على اللية كان ذلك أول وعند هذا انقطع النصران ول يبق له كلم واللّه أعلم .انتهى كلمه بعبارته الشريفة
الباب الامس :ف إثبات كون القرآن كلم اللّه ومعجزا ورفع شبهات القسيسي وضممت إل مبحث القرآن
مبحث إثبات صحة الحاديث النبوية الروية ف كتب الصحاح من كتب :أهل السنة والماعة.
ل على أربعة فصول:
وجعلت هذا الباب مشتم ً
المور الت تدل على أن القرآن كلم اللّه كثية ،أكتفي منها على اثن عشر أمرا على عدد حواري السيح وأترك الباقي ،مثل أن يقال إن الائب الخالف وقت
بيان أمر من المور الدنيوية والدينية أيضا يكون ملحوظا ف القرآن ،وأن بيان كل شيء ترغيبا كان أو ترهيبا رأفة كان أو عتابا يكون على درجة العتدال ل
بالفراط ول بالتفريط ،وهذان المران ل يوجدان ف كلم النسان لنه يتكلم ف بيان كل حال با يناسب ذلك الال ،فل يلحظ ف العتاب حال الذين هم
قابلون للرأفة وبالعكس ،ول يلحظ عند ذكر الدنيا حال الخرة وبالعكس .ويقول ف الغضب زائدا على الطأ وهكذا أمور أخر.
(المر الول) :كونه ف الدرجة العالية من البلغة الت ل يعهد مثلها ف تراكيبهم وتقاصرت عنها درجات بلغتهم ،وهي عبارة عن التعبي باللفظ العجب عن
العن الناسب للمقام الذي أورد فيه الكلم ،بل زيادة ول نقصان ف البيان ،والدللة عليه ،وعلى هذا كلما ازداد شرف اللفاظ ورونق العان ومطابقة الدللة
كان الكلم أبلغ وتدل على كونه ف هذه الدرجة وجوه:
(أولا) أن فصاحة العرب أكثرها ف وصف الشاهدات مثل وصف بعي أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب أو وصف غارة .وكذا
فصاحة العجم سواء كانوا شاعرين أو كاتبي أكثرها ف أمثال هذه الشياء .ودائرة الفصاحة والبلغة فيها متسعة جدا لن طبائع أكثر الناس تكون مائلة إليها.
وظهر من الزمان القدي ف كل وقت وف كل إقليم من شاعر أو كاتب مضمون جديد ونكتة لطيفة ف بيان لشيء من هذه الشياء الذكورة ويكون التأخر
التتبع واقفاُ على تدقيقات التقدم غالبا .فلو كان الرجل سليم الذهن وتوجه إل تصيل ملكة ف وصفها يصل له بعد المارسة والشتغال ملكة البيان ف
وصف شيء من هذه الشياء على قدر سلمة فكره وجودة ذهنه ،وليس القرآن ف بيان خصوص هذه الشياء فكان يب أن ل تصل فيه اللفاظ الفصيحة الت
اتفقت عليها العرب ف كلمهم.
www.barsoomyat.com – 11إظهار الحق – رحمت ال هندي
(ثانيها) أنه تعال راعى فيه طريقة الصدق وتنه عن الكذب ف جيعه ،وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ول يكن جيدا ،ولذلك قيل أحسن
الشعر أكذبه .وترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت رضي اللّه عنهما لا أسلما نزل شعرها ول يكن شعرها السلمي كشعرها الاهلي ،والقرآن جاء
فصيحا مع التنه عن الكذب والجازفة.
(ثالثها) أن الكلم الفصيح إنا يتفق ف القصيدة ف البيت والبيتي والباقي ل يكون كذلك ،بلف القرآن فإنه مع طوله فصيح كله ،بيث يعجز اللق عنه .ومن
تأمل ف قصة يوسف عليه السلم عرف أنا مع طولا وقعت على الدرجة العالية من البلغة.
(رابعها) أن الشاعر أو الكاتب إذا كرر مضمونا أو قصة ل يكون كلمه الثان مثل الول ،وقد تكررت قصص النبياء وأحوال البدأ والعاد والحكام
والصفات اللية ،واختلفت العبارات إيازا وإطنابا وتفننا ف بيانا غيبة وخطابا ،ومع ذلك كل واحد منها ف ناية الفصاحة ول يظهر التفاوت أصلً.
(خامسها) أنه اقتصر على إياب العبادات وتري القبائح والث على مكارم الخلق وترك الدنيا واختيار الخرة ،وأمثال هذه المور توجب تقليل الفصاحة.
ولذلك إذا قيل لشاعر فصيح أو كاتب بليغ أن يكتب تسع أو عشر من مسائل الفقه أو العقائد ف عبارة فصيحة مشتملة على التشبيهات البليغة والستعارات
الدقيقة يعجز.
(سادسها) أن كل شاعر يسن كلمه ف فن فإنه يضعف كلمه ف غي ذلك الفن ،كما قالوا ف شعراء العرب :إن شعر امرئ القيس يسن عند الطرب وذكر
النساء وصفة اليل ،وشعر النابغة عند الوف وشعر العشى عند الطلب ووصف المر وشعر زهي عند الرغبة والرجاء .وقالوا ف شعراء فارس إن النظامي
والفردوسي وحيدان ف بيان الرب ،والسعدي فريد ف الغزل ،والنوري ف القصائد ..والقرآن جاء فصيحا على غاية الفصاحة ف كل فن ترغيبا كان أو
ترهيبا ،زجرا كان أو وعظا أو غيها( .وأورد ههنا بطريق النوذج من كل فن آية آية) ففي الترغيب قوله {فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} وف
الترهيب قوله {وخاب كل جبار عنيد .من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد .يتجرعه ول يكاد يسيغه ويأتيه الوت من كل مكان وما هو بيت .ومن ورائه
عذاب غليظ} وف الزجر والتوبيخ قوله {فكل أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا .ومنهم من أخذته الصيحة .ومنهم من خسفنا به الرض .ومنهم من
أغرقنا .وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وف الوعظ قوله {أفرأيت إن متعناهم سني ث جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغن عنهم ما كانوا
يتعون} وف الليات قوله {اللّه يعلم ما تمل كل أنثى وما تغيض الرحام وما تزداد وكل شيء عنده بقدار .عال الغيب والشهادة الكبي التعال}.
(سابعها) الغلب أنه إذا انتقل الكلم من مضمون إل مضمون آخر ،واشتمل على بيان أشياء متلفة ل يبقى حسن ربط الكلم ويسقط عن الدرجة العالية
للبلغة .والقرآن يوجد فيه النتقال من قصة إل قصة إل قصة أخرى ،والروج من باب إل باب ،والشتمال على أمر وني ،وخب واستخبار ،ووعد وعيد،
وإثبات النبوة ،وتوحيد الذات ،وتفريد الصفات ،وترغيب وترهيب ،وضرب مثال ،وبيان حال .ومع ذلك يوجد فيه كمال الربط والدرجة العالية للبلغة
الارجة عن العادة فتحي فيها عقول بلغاء العرب.
(ثامنها) أن القرآن ف أغلب الواضع يأت بلفظ يسي متضمن لعن كثي ويكون اللفظ أعذب ،ومن تأمل ف سورة (ص) علم ما قلت كيف صدرها وجع فيها
من أخبار الكفار وخلفهم وتقريعهم بإهلك القرون من قبلهم ومن تكذيبهم لحمد صلى اللّه عليه وسلم ،وتعجبهم ما أتى به ،والب عن إجاع ملئهم على
الكفر ،وظهور السد ف كلمهم ،وتعجيزهم وتقيهم ووعيدهم بزي الدنيا والخرة ،وتكذيب المم قبلهم وإهلك اللّه لم ،ووعيد قريش وأمثالم مثل
مصابم .وحل النب على الصب على أذاهم وتسليته ف قصص النبياء مثل داود وسليمان وأيوب وإبراهيم ويعقوب وغيهم عليهم السلم .وكل هذا الذي ذكر
من أولا إل آخرها ف ألفاظ يسية متضمنة لعان كثية ،وكذلك قوله تعال {ولكم ف القصاص حياة} فإن هذا القول لفظه يسي ومعناه كثي .ومع كونه بليغا
ل على الطابقة بي العنيي التقابلي وها القصاص والياة .وعلى الغرابة ،بعل القتل الذي هو مفوت للحياة ظرفا لا وأول من جيع القوال الشهورة مشتم ً
عند العرب ف هذا الباب ،لنم عبوا عن هذا العن بقولم( :قتل البعض إحياء الميع) وقولم( :أكثروا القتل ليقل القتل) وقولم( :القتل أنفى للقتل) .وأجود
القوال النقولة عن القول الخي ولفظ القرآن أفصح منه بستة أوجه( :أحدها) :أنه أخصر من الكل لن قوله {ولكم} ل يدخل ف هذا الباب لنه ل بد من
تقدير ذلك ف الكل لن قول القائل قتل البعض إحياء للجميع ل بد فيه من تقدير مثله وكذلك ف قولم القتل أنفى للقتل( .وثانيها) :أن قولم القتل أنفى للقتل
ظاهرة يقتضي كون الشيء سببا لنتفاء نفسه بلف لفظ القرآن فإنه يقتضي أن نوعا من القتل وهو القصاص سبب لنوع من أنواع الياة( .وثالثها) :أن
www.barsoomyat.com – 12إظهار الحق – رحمت ال هندي
قولم الجود تكرير لفظ القتل بلف لفظ القرآن( .ورابعها) :أن قولم الجود ل يفيد إل الردع عن القتل ،بلف لفظ القرآن فإنه يفيد الردع عن القتل
والرح فهو أفيد.
(وخامسها) :أن قولم الجود دال على ما هو الطلوب بالتبع بلف لفظ القرآن فإنه دال على ما هو مقصود أصلي ،لن نفي القتل مطلوب تبعا من حيث إنه
يتضمن حصول الياة الذي هو مطلوب أصالة( .وسادسها) :أن القتل ظلما أيضا قتل مع أنه ليس بناف للقتل بلف القصاص فظاهر قولم باطل وأما لفظ
القرآن فصحيح ظاهرا وباطنا .وكذلك قوله تعال{ :مع يطع اللّه} ف فرائضه {ورسوله} ف سننه أو ف جيع ما يأمرانه وينهيانه {ويشى اللّه} أي يف
خلفه وعقابه وحسابه {ويتقه} فيما بقي من عمره ف جيع أمره {فأولئك هم الفائزون} بالراد ف البدأ والعاد ،فإن هذا القول مع وجازة لفظه جامع لميع
الضروريات (حكي) أن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه كان يوما نائما ف السجد فإذا هو بقائم على رأسه يتشهد شهادة الق فأعلمه أنه من بطارقة الروم
ومن جلة من يسن فهم اللسن من العرب وغيها ،وأنه سع رجلً من أسراء السلمي يقرأ آية من كتابكم فتأملها فإذا هي جامعة لكل ما أنزل اللّه على
عيسى بن مري من أحوال الدنيا والخرة ،وهي قوله {ومن يطع اللّه ورسوله} الية .وحكي أن طبيبا نصرانيا حاذقا سأل السي بن علي الواقدي :لاذا ل
ينقل شيء ف كتابكم عن علم الطب ..والعلم علمان علم البدان وعلم الديان .فقال السي :إن اللّه بي علم الطب كله ف نصف آية ،فسأل الطبيب
النصران عن هذه الية .فقال :هي قوله{ :كلوا واشربوا} ما أحل اللّه لكم من الطعومات والشروبات {ول تسرفوا} أي ل تتعدوا إل الرام ول تكثروا
النفاق الستقبح ،ول تناولوا مقدارا كثيا يضركم ول تتاجون إليه .ث سأل الطبيب أقال نبيكم أيضا شيئا ف هذا المر ،فقال السي :إن نبينا أيضا جع
الطب ف ألفاظ يسية ،فسأل الطبيب عنها ،فقال السي :هي هذه" :العدة بيت الداء والمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته" فقال الطبيب:
النصاف أن كتابكم ونبيكم ما تركا حاجة إل جالينوس ،يعن بينا المر الذي هو رأس حفظ الصحة وإزالة الرض وأصلهما ومضارها.
(تاسعها) :أن الزالة والعذوبة بنلة الصفتي التضادتي ،واجتماعهما على ما هو ينبغي ف كل جزء من الكلم الطويل خلف العادة العتادة للبلغاء،
فاجتماعهما ف كل موضع من مواضع القرآن كله دليل على كمال بلغته وفصاحته الارجتي عن العادة.
(عاشرها) :أنه مشتمل على جيع فنون البلغة من ضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل ،وأصناف الستعارة وحسن الطالع والقاطع ،وحسن الفواصل،
والتقدي والتأخي والفصل والوصل اللئق بالقام ،وخلوه عن اللفظ الركيك والشاذ الارج عن القياس النافر عن الستعمال ،وغي ذلك من أنواع البلغات .ول
يقدر أحد من البلغاء والكملء من العرب العرباء إل على نوع أو نوعي من النواع الذكورة ،ولو رام غيه ف كلمه ل يتأت له ،وكان مقصرا .والقرآن متو
عليها كلها فتلك عشرة كاملة ،وهذه الوجوه العشرة تدل على أن القرآن ف الدرجة العالية من البلغة الارجة عن العادة ،يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم،
وعلماء الفرق بهارتم ف فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلم ،ومن كان أعرف بلغة العرب وفنون بلغتها كان أعرف بإعجاز القرآن.
(المر الثان) :تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب ف الطالع والقاطع والفواصل ،مع اشتماله على دقائق البيان وحقائق العرفان ،وحسن العبارة ،ولطف الشارة،
وسلمة التركيب ،وسلمة الترتيب ،فتحيت فيه عقول العرب العرباء ،وفهوم الفصحاء .والكمة ف هذه الخالفة أن ل يبقى لتعسف عنيد مظنة السرقة ،ويتاز
هذا الكلم عن كلمهم ويظهر تفوقه ،لن البليغ ناظما كان أو ناثرا يتهد ف هذه الواضع اجتهادا كاملً ،ويدح ويعاب عليه غالبا ف هذه الواضع كما عيب
على مطلع امرئ القيس:
بأن صدر البيت جع بي عذوبة اللفظ وسهولة السبك وكثرة العان فإنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر البيب والنل ،وأن الشطر الثان ل يوجد فيه
شيء من ذلك ...وعيب على مطلع أب النجم الشاعر الشهور فإنه دخل على هشام بن عبد اللك ،فأنشده:
وعيب على مطلع جرير ،فإنه دخل على عبد اللك وقد مدحه بقصيدة حائية .أولا:
www.barsoomyat.com – 13إظهار الحق – رحمت ال هندي
فقال :بل لك الويل والزي ...وعيب على مطلع إسحاق الوصلي الديب الاذق ،فإنه دخل على العتصم وقد فرغ من بناء قصره باليدان وأنشده قصيدته
الت مطلعها:
فتطي العتصم من هذا الطلع وأمر بدم القصر على الفور .وهكذا قد خطئ أكثر الشعراء الشهورين ف الواضع الذكورة .وأشراف العرب ،مع كمال حذاقتهم
ف أسرار الكلم وشدة عداوتم للسلم ،ل يدوا ف بلغة القرآن وحسن نظمه وأسلوبه مالً ل يوردوا ف القدح مقالً ،بل اعترفوا أنه ليس من جنس خطب
الطباء وشعر الشعراء ،ونسبوه تارةً إل السحر تعجبا من فصاحته وحسن نظمه ،وقالوا تار ًة إنه إفك افتراه وأساطي الولي ،وقالوا تار ًة لصحابم وأحبابم ل
تسمعوا لذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون .وهذه كلها دأب الحجوج البهوت .فثبت أن القرآن معجز ببلغته وفصاحته وحسن نظمه .وكيف يتصور أن
يكون الفصحاء والبلغاء من العرب العرباء كثيين كثرة رمال الدهناء وحصى البطحاء ،ومشهورين بغاية العصبية والمية الاهلية ،وتالكهم على الباراة
والباهاة ،والدفاع عن الحساب .فيتركون المر السهل الذي هو اليتان بقدار أقصر سورة ويتارون الشد الصعب مثل اللء وبذل الهج والرواح،
ويبتلون بسب الذراري ونب الموال ،ومالفهم التحدي يقرعهم إل مدة على رؤوس الل بأمثال هذه القوال{ :فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من
دون اللّه إن كنتم صادقي}{ .وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقي .فإن ل تفعلوا ولن
تفعلوا فاتقوا النار الت وقودها الناس والجارة}{ .قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا}.
ولو كانوا يظنون أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم استعان بغيه ،لمكنهم أيضا أن يستعينوا بغيهم لنه كأولئك النكرين ف معرفة اللغة وف الكنة من الستعانة،
فلما ل يفعلوا ذلك وآثروا القارعة على العارضة والقاتلة على القاولة ،ثبت أن بلغة القرآن كانت مسلمة عندهم وكانوا عاجزين عن العارضة ،غاية المر
أنم صاروا مفترقي بي مصدق به وبن أنزل عليه ،وبي متحي ف بديع بلغته .روي أنه سع الوليد بن الغية من النب صلى اللّه عليه وسلم {إن اللّه يأمر
بالعدل والحسان وإيتاء ذي القرب وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} فقال :واللّه إن له للوة وإن عليه لطلوة وإن أسفله لغدق
وإن أعله لثمر ما يقول هذا بشر ..وروي أيضا أنه لا سع القرآن رق قلبه ،فجاءه أبو جهل وكان ابن أخيه منكرا عليه قال :واللّه ما منكم أحد أعلم بالشعار
من ،واللّه ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا .وروي أيضا أنه جع قريشا عند حضور الوسم وقال :إن وفود العرب ترد العرب فاجعوا فيه رأيا ل يكذب
بعضكم بعضا ،قالوا :نقول كاهن ،قال :واللّه ما هو بكاهن بزمزمته ول سجعته .قالوا :منون ،قال :ما هو بجنون ول بنقه ول وسوسته ،قالوا :فنقول شاعر،
قال :ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه ،وقريضه ومبسوطه ومقبوضه .قالوا :فنقول ساحر ،قال :ما هو بساحر ول نفثه ول عقده ،قالوا :فما
نقول .قال :ما أنتم بقائلي شيئا من هذا إل وأنا أعرف أنه باطل وأن أقرب القول إنه ساحر .ث قال :فإنه سحر يفرق به بي الرء وابنه ،والرء وأخيه ،والرء
وزوجه ،والرء وعشيته ،فتفرقوا وجلسوا على السبل يذرون الناس عن متابعة النب صلى اللّه عليه وسلم ،فأنزل اللّه تعال ف الوليد{ :ذرون ومن خلقت
وحيدا}..اليات .وروي أن عتبة كلم النب صلى اللّه عليه وسلم فيما جاء به من خلف قومه ،فتل عليه{ :حم .تنيل من الرحن الرحيم .كتاب فصلت}..
إل قوله{ :أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثود} .فأمسك عتبة بيده على فيه وناشده الرحم أن يكف ،وف رواية فجعل النب صلى اللّه عليه وسلم يقرأ
وعتبة مصغ ملق بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حت انتهى إل السجدة فسجد النب صلى اللّه عليه وسلم ،وقام عتبة ل يدري با يراجعه ،ورجع إل أهله ول
ل يقرأ
يرج إل قومه حت أتوه ،فاعتذر لم وقال واللّه لقد كلمن بكلم ما سعت أذناي بثله قط فما دريت ما أقول له ...وذكر أبو عبيدة أن أعرابيا سع رج ً
ل من السلمي يقرأ{ :فما استيأسوا منه خلصوا نيا} فقال :أشهد أن {فاصدع با تؤمر} فسجد وقال سجدت لفصاحته ،وسع رجل آخر من الشركي رج ً
www.barsoomyat.com – 14إظهار الحق – رحمت ال هندي
ملوقا ل يقدر على مثل هذا الكلم ..وحكى الصمعي أنه سع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خاسية أو سداسية ،وهي تقول أستغفر اللّه من
ذنوب كلها ،فقال :مم تستغفرين ول ير عليك قلم؟ فقالت:
فقال لا :قاتلك اللّه ما أفصحك ،فقالت :أو بعد هذا فصاحة بعد قوله تعال{ :وأوحينا إل أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه ف اليم ول تاف ول
تزن .إنا رادوه إليك وجاعلوه من الرسلي} فجمع ف آية واحدة بي أمرين ونيي وخبين وبشارتي ..وف حديث إسلم أب ذر ووصف أخاه أنيسا فقال:
واللّه ما سعت بأشعر من أخي أنيس لقد ناقض اثن عشر شاعرا ف الاهلية أنا أحدهم ،وأنه انطلق إل مكة وجاءن ،قلت :فما يقول الناس ،قال :يقولون
شاعر كاهن ساحر ث قال :لقد سعت ما قال الكهنة فما هو قولم ولقد وضعته على إقراء الشعر فلم يلتئم وما يلتئم على لسان أحد بعدي إنه شعر وإنه لصادق
وإنم لكاذبون .وروي ف الصحيحي عن جبي بن مطعم رضي اللّه عنه قال :سعت النب صلى اللّه عليه وسلم يقرأ ف الغرب بالطور ،فلما بلغ هذه الية{ :أم
خلقوا من غي شيء أم هم الالقون أم خلقوا السماوات والرض بل ل يوقنون ،أم عندهم خزائن ربك أم هم السيطرون} .كاد قلب أن يطي للسلم .وقد
حكي أن ابن القفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه فمر بصب يقرأ{ :وقيل يا أرض ابلعي ماءك} فرجع فمحا ما عمل وقال :أشهد أن هذا ل يعارض وما هو
من كلم البشر .وكان يي بن حكم الغزال بليغ الندلس ف زمنه فحكى أنه رام شيئا من هذا فنظر ف سورة الخلص ليأت على أسلوبا وينظم الكلم على
منوالا ،قال :فاعترتن منه خشية ورقة حلتن على التوبة والنابة .وقال النظام من العتزلة :إعجاز القرآن بالصرف ،على معن أن العرب كانت قادرة على كلم
مثل القرآن قبل مبعث النب صلى اللّه عليه وسلم ،لكن اللّه صرفهم عن معارضته بسبب الدواعي بعد البعث فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزا ،فهو
أيضا يسلم أن القرآن معجز لجل الصرف ومثله غي مقدور لم بعد البعث ،وإنا نزاعه ف كونه مقدور قبل البعث وقوله غي صحيح بوجوه( :الول) :أنه لو
كان كذا لعارضوا القرآن بالكلم الذي صدر عنهم قبل البعث ويكون مثل القرآن( .والثان) :أن فصحاء العرب إنا كانوا يتعجبون من حسن نظمه وبلغته
وسللته ف جزالته ،ل لعدم تأت العارضة مع سهولتها ف نفسها( .والثالث) :أنه لو قصد العجاز بالصرف لكان النسب ترك العتناء ببلغته وعلو طبقته ،لن
القرآن على هذا التقدير كلما كان أنزل ف البلغة ،وأدخل ف الركاكة ،كان عدم تيسر العارضة أبلغ ف خرق العادة( .والرابع) :يأباه قوله تعال{ :قل لئن
اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا}..
فإن قيل :إن فصحاء العرب لا كانوا قادرين على التكلم بثل مفردات السورة ومركباتا القصية ،كانوا قادرين على التيان بثلها (قلت) هذه اللزمة منوعة
لن حكم الملة قد يالف حكم الجزاء ،أل ترى أن كل شعرة شعرة ل يصلح أن يربط با الفيل أو السفينة ،وإذا سوى من الشعرات حبل متي يصلح أن
يربط بذا البل الفيل أو السفينة ،ولنا لو صحت لزم أن يكون كل آحاد العرب قادر على التيان بثل قصائد فصحائهم كامرئ القيس وأضرابه.
(المر الثالث) :كون القرآن منطويا على الخبار عن الوادث التية ،فوجدت ف اليام اللحقة على الوجه الذي أخب.
-1كقوله تعال{ :لتدخلن السجد الرام إن شاء اللّه آمني ملقي رؤوسكم ومقصرين ل تافون}.فوقع كما أخب ،ودخل الصحابة السجد الرام آمني
ملقي رؤوسهم ومقصرين غي خائفي -2 .وكقوله تعال{ :وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من
قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا} .فكان اللّه وعد الؤمني بعل اللفاء منهم وتكي
الدين الرضي لم ،وتبديل خوفهم بالمن ،فوف وعده ف مدة قليلة بأن ظهر ف حياة الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن أهل السلم تسلطوا على مكة ،وخيب
والبحرين ،وملكة اليمن ،وأكثر ديار العرب ،وأن إقليم البش صار دار السلم بإيان النجاشي اللك ،وأن أناسا من هجر وبعض السيحيي من نواحي الشام
قبلوا الطاعة وأداء الزية ،وأن هذا التسلط زاد ف خلفة الصديق الكب رضي اللّه عنه بأن تسلط أهل السلم على بعض ديار فارس وعلى بصرى ودمشق،
وبعض الديار الخرى من الشام أيضا ،ث زاد هذا التسلط ف خلفة الفاروق رضي اللّه عنه بأن تسلطوا على سائر ديار الشام وجيع ملكة مصر ،وعلى أكثر
ديار فارس أيضا ،ث زاد هذا التسلط ف خلفة ذي النورين رضي اللّه عنه ،بأن تسلطوا ف جانب الغرب إل أقصى الندلس والقيوان ،وف جانب الشرق إل
حد الصي ،ففي مدة ثلثي سنة تسلط أهل السلم على هذه المالك تسلطا تاما ،وغلب دين اللّه الرضي على سائر الديان ف هذه الماليك فكانوا يعبدون
اللّه آمني غي خائفي .وف خلفة أمي الؤمني علي بن أب طالب كرم اللّه وجهه وإن ل يتسلط أهل السلم على المالك الديدة لكنه ل شبهة ف ترقي اللة
السلمية ف عهده الشريف أيضا -4 .وكقوله تعال{ :ستدعون إل قوم أول بأس شديد تقاتلونم أو يسلمون} .ووقع كما أخب لن الراد بقوم أول بأس
www.barsoomyat.com – 15إظهار الحق – رحمت ال هندي
على أظهر الوجوه وأشهرها ،بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب والداعي الصديق الكب رضي اللّه عنه -5 .وكقوله تعال{ :هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين
الق ليظهره على الدين كله} .وحال هذا القول كحال القول الثان وسيظهر الوفاء الكامل لذا الوعد عن قريب على ما هو الرجو إن شاء اللّه .وهو على كل
شيء قدير -5.وكقوله تعال{ :لقد رضي اللّه عن الؤمني إذ يبايعونك تت الشجرة فعلم ما ف قلوبم فأنزل السكينة عليهم وأثابم فتحا قريبا .ومغان كثية
يأخذونا وكان اللّه عزيزا حكيما .وعدكم اللّه مغان كثية تأخذونا فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم .ولتكون آية للمؤمني ويهديكم صراطا
مستقيما .وأخرى ل تقدروا عليها قد أحاط اللّه با وكان اللّه على كل شيء قديرا} .والراد بالفتح القريب فتح خيب ،وبالغان الكثية ف الوضع الول مغان
خيب أو هجر وبالغان الكثية ف الوضع الثان الغان الت تصل للمسلمي من يوم الوعد إل يوم القيامة ،وبأخرى مغان هوازن أو فارس أو الروم وقد وقع كما
أخب -6 .وكقوله تعال{ :وأخرى تبونا نصر من اللّه وفتح قريب} .فقوله أخرى أي يعطيكم خصلة أخرى ،وقوله نصر من اللّه مفسر للخرى وقوله فتح
قريب ،أي عاجل وهو فتح مكة .وقال السن :هو فتح فارس والروم وقد وقع كما أخب -7 .وكقوله تعال{ :إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت الناس
يدخلون ف دين اللّه أفواجا} .والراد بالفتح فتح مكة ،لن الصح أن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة لن {إذا} يقتضي الستقبال ول يقال فيما وقع إذا جاء
وإذا وقع ،فحصل فتح مكة ودخل الناس ف السلم فوجا بعد فوج من أهل مكة والطائف وغيها ف حياته صلى اللّه عليه وسلم -8 .وكقوله تعال{ :قل
للذين كفروا ستغلبون} .وقد وقع كما أخب فصاروا مغلوبي -9 .وكقوله تعال{ :وإذ يعدكم} أي اذكروا إذ يعدكم {اللّه إحدى الطائفتي} القافلة
الراجعة من الشام والقافلة التية من بيت اللّه الرام {أنا لكم وتودون أن غي ذات الشوكة} أي القافلة الراجعة {تكون لكم ويريد اللّه أن يق الق بكلماته
ويقطع دابر الكافرين} فوقع كما أخب.
-10وكقوله تعال{ :إنا كفيناك الستهزئي} .لا نزلت هذه الية بشر النب صلى اللّه عليه وسلم أصحابه بأن اللّه كفاه شرهم وأذاهم وكان الستهزئون نفرا
بكة ينفرون الناس عنه ويؤذونه فهلكوا بضروب البلء وفنون العناء فتم نوره وكمل ظهوره -11 .وكقوله تعال{ :واللّه يعصمك من الناس} .وقد وقع كما
أخب مع كثرة من قصد ضره فعصمه اللّه تعال ،حت انتقل من الدار الدنيا إل منازل السن ف العقب -12 .وكقوله تعال{ :ال غلبت الروم ف أدن
الرض} أي أرض العرب {وهم} أي الروم {من بعد غلبهم سيغلبون} أي الفرس {ف بضع سني} أي ما بي الثلث والعشر {ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر
اللّه ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم .وعد اللّه ل يلف اللّه وعده ولكن أكثر الناس ل يعلمون .يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا وهم عن الخرة غافلون}.
الفرس كانوا موسا والروم نصارى ،فورد خب غلبة الفرس إياهم مكة ففرح الشركون وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونن وفارس أميون ل كتاب لنا ،وقد
ظهر إخواننا على إخوانكم ،ولنظهرن عليكم .فنلت هذه اليات .فقال أبو بكر رضي اللّه عنه :ل يقرن اللّه أعينكم فو اللّه لتظهرن الروم على فارس ف بضع
سني فقال ُأبَ ّي بن خلف :كذبت اجعل بيننا وبينك أجلً فراهنه على عشر قلئص من كل واحد منهما وجعل الجل ثلث سني فأخب أبو بكر رضي اللّه
عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال :البضع ما بي الثلث إل التسع فزايده ف البل وماده ف الجل ،فجعلها مائة قلوص إل تسع سني ،ومات أب بعد
ما رجع من أحد وظهرت الروم على فارس ف السنة السابعة من مغلوبيتهم فأخذ أبو بكر القلئص من ورثة أب ،فقال النب صلى اللّه عليه وسلم :تصدق با.
قال صاحب ميزان الق ف الفصل الرابع من الباب الثالث( :لو فرضنا صدق ادعاء الفسرين أن هذه الية نزلت قبل غلبة الروم الفرس فنقول إن ممدا صلى اللّه
عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره لتسكي قلوب أصحابه ،وقد سع مثل هذه القوال من أصحاب العقل والرأي ف كل زمان) انتهى .فقوله لو فرضنا صدق
ادعاء الفسرين ،يشي إل أن هذا المر ليس بسلم عنده ،وهذا عجيب لن قوله تعال {سيغلبون ف بضع سني} ،نص ف أن هذا المر يصل ف الزمان
الستقبل القريب ف زمان أقل من عشر سني كما هو مقتضى لفظ السني والبضع ،وكذا قوله {ويومئذ يفرح الؤمنون} ،وقوله {وعد اللّه ل يلف اللّه
وعده} ،لنما يدلن على حصول فرح ف الزمان الت وحصول هذا المر فيه ،ول معن للوعد وعدم اللف ف المر بعد وقوعه وقوله إن ممدا صلى اللّه
عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره مردود بوجهي( :الول) :أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم كان من العقلء عند السيحيي أيضا ويعترف بذا القسيس
النبيل ههنا وف الواضع الخر من تصانيفه ،وليس من شأن العاقل الدعي للنبوة أن يدعي ادعاء قطعيا أن المر الفلن يكون ف الدة القليلة هكذا ألبتة ويأمر
معتقديه بالرهان على هذا ،سيما ف مقابلة النكرين الطالبي لذلته ،التفحصي لزلة أقدامه ف أمر ل يكون وقوعه مفيدا فائدة يعتد با ،ويكون عدم وقوعه سببا
لذلته وكذبه عندهم ،ويصل لم سند عظيم لتكذيبه( .والثان) :أن العقلء وإن كانوا يقولون ف بعض المور بعقولم ويكون ظنهم صحيحا تار ًة وخطأ
أخرى لكن جرت العادة اللية بأن القائل لو كان مدعي النبوة كذبا ويب عن الادثة التية ،ويفتري على اللّه بنسبة هذا الب إل اللّه ،ل يكون هذا الب
صحيحا بل يرج خطأ وغلطا ألبتة كما ستعرف ف آخر هذا البحث إن شاء اللّه -13 .وكقوله تعال{ :أم يقولون نن جيع منتصر سيهزم المع ويولون
الدبر} .عن عمر رضي اللّه تعال عنه أنه قال لا نزلت :ل أعلم ما هو حت كان يوم بدر سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يلبس درعه ويقول:
{سيهزم المع} .فعلمته.
www.barsoomyat.com – 16إظهار الحق – رحمت ال هندي
-14وكقوله تعال{ :قاتلوهم يعذبم اللّه بأيديكم ويزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني} .وقد وقعت هذه الحوال كما أخب-15 .
وكقوله تعال{ :لن يضروكم إل أذى} إما بالطعن ف ممد وعيسى عليهما السلم ،وإما بتخويف الضعفة من السلمي {وإن يقاتلوكم يولوكم الدبار ث ل
ينصرون} فأخب فيه عن ثلث مغيبات( :الول) :أن الؤمني يكونون آمني من ضرر اليهود( .والثان) :لو قاتلوا الؤمني ينهزمون( .والثالث) :أنه ل يصل لم
قوة وشوكة بعد النزام وكلها وقع -16 .وكقوله تعال{ :ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إل ببل من اللّه وحبل من الناس وباءوا بغضب من اللّه وضربت
عليهم السكنة} .وقد وقع كما أخب وليس لليهود حكومة ف موضع من الواضع وف كل إقليم يوجدون رعايا مضروبا عليهم الذلة -17وكقوله تعال:
{سنلقي ف قلوب الذين كفروا الرعب} وقد وقع يوم أحد بوجهي كما أخب(.الول) :أن الشركي لا استولوا يوم أحد على السلمي وهزموهم أوقع اللّه
الرعب ف قلوبم فتركوهم وفروا منهم من غي سبب( .والثان) :أنم لا ذهبوا إل مكة ،فلما كانوا ف بعض الطريق ندموا فقالوا بئس ما صنعتم إنكم قتلتموهم
حت إذا ل يبق إل الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يدوا قوة وشوكة ،فقذف اللّه ف قلوبم الرعب فذهبوا إل مكة -18 .وكقوله تعال{ :إنا
نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون} أي من التحريف والزيادة والنقصان ما تواتر عند علماء العيان من قراء الزمان ،وقد وقع كما أخب فما قدر أحد من
اللحدة والعطلة والقرامطة أن يرف شيئا منه ،ل حرفا من حروف مبانيه ول من حروف معانيه ول إعرابا من إعراباته إل هذه الدة الت نن فيها ،أعن ألفا
ومائتي وثاني من الجرة بلف التوراة والنيل وغيها كما عرفت ف الباب الول والثان ،والمد للّه على إتام هذه النعمة.
-19وكقوله تعال{ :ل يأتيه الباطل} أي التحريف بالزيادة والنقصان {من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد} ،وحال هذا القول كالقول
السابق -20 .وكقوله تعال{ :إن الذي فرض عليك القرآن} أي أحكامه وفرائضه {لرادك إل معاد} .وروي أنه عليه السلم لا خرج من الغار وسار ف غي
الطريق مافة الطلب فلما أمن رجع إل الطريق ،ونزل بالحفة بي مكة والدينة ،وعرف الطريق إل مكة واشتاق إليها ،وذكر مولده ومولد أبيه ،فنل جبيل
عليه السلم وقال :تشتاق إل بلدك ومولدك؟ فقال عليه السلم :نعم ،فقال جبيل عليه السلم :فإن اللّه تعال يقول{ :إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إل
معاد} يعن إل مكة ظاهرا عليهم -21 .وكقوله تعال{ :قل إن كانت لكم} أيها اليهود {الدار الخرة عند اللّه خالصة من دون الناس فتمنوا الوت إن كنتم
صادقي ولن يتمنوه أبدا} أي ما عاشوا {با قدمت أيديهم واللّه عليم بالظالي} .والراد بالتمن التمن بالقول ،ول شك أنه عليه الصلة والسلم مع تقدمه ف
الرأي والزم وحسن النظر ف العاقبة كما هو السلم به عند الخالف والوافق والوصول إل النل الذي وصل إليه ف الدارين ،والوصول إل الرياسة العظيمة ،ل
يوز له -وهو غي واثق من جهة الرب بالوحي -أن يتحدى أعدى العداء بأمر ل يأمن عاقبة الال فيه ،ول يأمن من خصمه أن يقهره بالدليل والجة ،لن
العاقل الذي ل يرب المور ل يكاد يرضى بذلك ،فكيف الال ف أعقل العقلء .فثبت أنه ما أقدم على هذا التحدي إل بعد الوحي واعتماده التام .وكذا ل
شك أنم كانوا من أشد أعدائه ،وكانوا أحرص الناس ف تكذيبه ،وكانوا متفكرين ف المور الت با ينمحي السلم أو تصل الذلة لهله ،وكان الطلوب منهم
أمرا سهلً ل صعبا ،فلو ل يكن النب صلى اللّه عليه وسلم صادقا ف دعواه عندهم لبادروا إل القول به لتكذيبه ،بل أعلنوا هذا التمن بالقول مرارا وشهروا أنه
كاذب يفتري على اللّه أنه قال كذا ،ويدعي من جانب نفسه ادعاء ويقول تارةً :والذي نفسي بيده ل يقولا رجل منهم إل غص بريقه ،يعن مات مكانه،
ويقول تارةً :لو أن اليهود تنوا الوت لاتوا ونن تنينا مرارا وما متنا مكاننا فظهرت بصرفهم عن تنيهم مع كونم على تكذيبه أحرص الناس معجزته وبانت
حجته ،وف هذه الية إخباران عن الغيب( :الول) أن قوله {لن يتمنوه} يدل دللة بينة على أن ذلك ل يقع ف الستقبل من أحد منهم فيفيد عموم الشخاص.
(والثان) أن قوله أبدا يدل على أنه ل يوجد ف شيء من الزمنة التية ف الستقبل يفيد عموم الوقات فبالنظر إل العمومي ها غيبان -22وكقوله تعال:
{وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقي ،فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت وقودها
الناس والجارة أعدت للكافرين} فأخب بأنم ل يفعلون ألبتة ،ووقع كما أخب ،وهذه الية دالة على العجاز من وجوه أربعة( :أولا) أنا نعلم بالتواتر أن
العرب كانوا ف غاية العداوة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وف غاية الرص على إبطال أمره ،لن مفارقة الوطان والعشية وبذل النفوس والهج من أقوى
الدلة على ذلك ،فإذا انضاف إليه مثل هذا التقريع وهو قوله{ :فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا} صار حرصهم أشد ،فلو كانوا قادرين على التيان بثل القرآن أو بثل
سورة منه لتوا به ،فحيث ما أتوا به ظهر العجاز( .وثانيها) أن النب صلى اللّه عليه وسلم وإن كان متهما عندهم ف أمر النبوة ،لكنه كان معلوم الال ف
وفور العقل والفضل والعرفة بالعواقب ،فلو كان كاذبا لا تداهم بالغا ف التحدي إل النهاية ،بل كان عليه أن ياف ما يتوقعه من فضيحة يعود وبالا على
جيع أموره ،فلو ل يعلم بالوحي عجزهم عن العارضة لا جاز أن يملهم عليها بذا التقريع.
(وثالثها) أنه لو ل يكن قاطعا ف أمره لا قطع ف أنم ل يأتون بثله لن الزور ل يزم بالكلم ،فجزمه يدل على كونه جازما ف أمره.
(ورابعها) أنه وجد مب هذا الب على ذلك الوجه ،لنه من عهده عليه السلم إل عصرنا هذا ل يل وقت من الوقات من يعادي الدين والسلم ،وتشددوا
عليه ف الوقيعة فيه ،ث إنه مع هذا الرص الشديد ل توجد العارضة قط .فهذه الوجوه الربعة ف الدللة على العجاز ما تشتمل عليه هذه الية ،فهذه الخبار
www.barsoomyat.com – 17إظهار الحق – رحمت ال هندي
وأمثالا تدل على كون القرآن كلم اللّه ،لن عادة اللّه جارية على أن مدعي النبوة لو أخب عن شيء ونسب إل اللّه كذبا ل يرج خبه صحيحا .ف الباب
الثامن عشر من كتاب الستثناء هكذا( :فإن أحببت وقلت ف قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلم الذي ل يتكلم به الرب) -22 .فهذه تكون لك آية أن ما
قاله ذلك النب باسم الرب ول يدث فهذا الرب ل يكن تكلم به ،بل ذلك النب صوره ف تعظيم نفسه ولذلك ل تشاه).
(المر الرابع) ما أخب من أخبار القرون السالفة والمم الالكة ،وقد علم أنه كان أميا ما قرأ ول كتب ول اشتغل بدارسة مع العلماء ول مالسة مع الفضلء،
بل ترب بي قوم كانوا يعبدون الصنام ول يعرفون الكتاب ،وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضا ،ول يغب عن قومه غيبة يكن له التعلم فيها من غيهم،
والواضع الت خالف القرآن فيها ف بيان القصص والالت الذكورة [ف] كتب أهل الكتاب كقصة صلب السيح عليه السلم وغيها فهذه لخالفة قصدية :إما
لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والنيل الشهورين ،وإما لعدم كونا إلامية ،ويدل على ما ذكرت قوله تعال{ :إن هذا القرآن يقص على بن
إسرائيل أكثر الذي هم فيه يتلفون}.
(المر الامس) ما فيه من كشف أسرار النافقي حيث كانوا يتواطئون ف السر على أنواع كثية من الكر والكيد ،وكان اللّه يطلع رسوله على تلك الحوال
حالً فحالً ،ويبه عنها على سبيل التفصيل ،فما كانوا يدون ف كل ذلك إل الصدق ،وكذا ما فيه من كشف حال اليهود وضمائرهم.
(المر السادس) جعه لعارف جزئية وعلوم كلية ل تعهد العرب عامة ول ممد صلى اللّه عليه وسلم خاصة من علم الشرائع والتنبيه على طرق الجج العقلية
والسي والواعظ والكم ،وأخبار الدار الخرة وماسن الداب والشيم .وتقيق الكلم ف هذا الباب أن العلوم إما دينية أو غيها ول شك أن الول أعظمها
شأنا وأرفعها مكانا ،فهي إما علم العقائد والديان ،وإما علم العمال .أما علم العقائد والديان فهو عبارة عن معرفة اللّه وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر،
أما معرفة اللّه تعال فهي عبارة عن معرفة ذاته ومعرفة صفات جلله ومعرفة صفات إكرامه وأفعاله ومعرفة أحكامه ومعرفة أسائه ،والقرآن مشتمل على دلئل
هذه السائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه ل يساويه شيء من الكتب ،بل ل يقرب منه ،وأما علم العمال فهو إما أن يكون عبارة عن علم التكاليف التعلقة
بالظواهر ،وهو علم الفقه .ومعلوم أن جيع الفقهاء إنا استنبطوا مباحثهم من القرآن ،وإما أن يكون علم التصوف التعلق بتصفية الباطن ورياضة القلوب ،وقد
حصل ف القرآن من مباحث هذا العلم ما ل يوجد ف غيه ،كقوله{ :خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي} وقوله{ :إن اللّه يأمر بالعدل والحسان
وإيتاء ذي القرب وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي} وقوله{ :ول تستوي السنة ول السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول
حيم} فقوله{ :ادفع بالت هي أحسن} يعن ارفع سفاهتهم وجهالتهم بالصلة الت هي أحسن وهي الصب ومقابلة السيئة بالسنة .وقوله {فإذا الذي} إل يعن
إذا قابلت إساءتم بالحسان وأفعالم القبيحة بالفعال السنة تركوا أفعالم القبيحة وانقلبوا من العداوة إل الحبة ،ومن البغضة إل الودة ونو هذه القوال
كثية فيه .فثبت أنه جامع لميع العلوم النقلية أصولا وفروعها ،ويوجد فيه التنبيه على أنواع الدللت العقلية والرد على أرباب الضلل بباهي قاهرة وأدلة
باهرة سهلة البان متصرة العان ،كقوله تعال{ :أوليس الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يلق مثلهم} وكقوله تعال{ :ييها الذي أنشأها أول
مرة} وكقوله تعال{ :لو كان فيهما آلة إل اللّه لفسدتا} ولنعم ما قيل :جيع العلم ف القرآن ،لكن تقاصرت عنه أفهام الرجال.
(المر السابع) كونه بريئا عن الختلف والتفاوت مع أنه كتاب كبي مشتمل على أنواع كثية من العلوم ،فلو كان ذلك من عند غي اللّه لوقعت فيه أنواع من
الكلمات التناقضة ،لن الكتاب الكبي الطويل ل ينفك عن ذلك .ولا ل يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غي اللّه كما قال اللّه تعال{ :أفل يتدبرون
القرآن ولو كان من عند غي اللّه لوجدوا فيه اختلفا كثيا} وإل هذه المور السبعة الذكورة أشار اللّه تعال بقوله{ :أنزله الذي يعلم السر ف السماوات
والرض} لن مثل هذه البلغة والسلوب العجيب والخبار عن الغيوب والشتمال على أنواع العلوم والباءة من الختلف والتفاوت ،مع كون الكتاب
كبيا مشتملً على أنواع العلوم ل يأت إل من العال الذي ل يغيب عن علمه مثقال ذرة ما ف السماوات والرض.
(المر الثامن) كونه معجزة باقية متلوّة ف كل مكان مع تكفل اللّه بفظه ،بلف معجزات النبياء فإنا انقضت بانقضاء أوقاتا ،وهذه العجزة باقية على ما
كانت عليه من وقت النول إل زماننا هذا ،وقد مضت مدة ألف ومائتي وثاني وحجتها قاهرة ،ومعارضته متنعة وف الزمان كلها القرى والمصار ملوءة
بأهل اللسان وأئمة البلغة ،واللحد فيهم كثي والخالف العنيد حاضر ومهيأ ،وتبقى إن شاء اللّه هكذا ما بقيت الدنيا وأهلها ف خي وعافية .ولا كان العجز
منه بقدار أقصر سورة فكل جزء منه بذا القدار معجزة ،فعلى هذا يكون القرآن مشتملً على أكثر من ألفي معجزة.
www.barsoomyat.com – 18إظهار الحق – رحمت ال هندي
(المر التاسع) أن قارئه ل يسأمه وسامعه ل يجه ،بل تكراره يوجب زيادة مبته كما قيل:
وغيه من الكلم ،ولو كان بليغا ف الغاية يل مع الترديد ف السمع ويكره ف الطبع ،ولكن هذا المر بالنسبة إل من له قلب سليم ل إل من له طبع سقيم.
(المر العاشر) كونه جامعا بي الدليل ومدلوله فالتال له إذا كان من يدرك معانيه يفهم مواضع الجة والتكليف معا ف كلم واحد باعتبار منطوقه ومفهومه،
لنه ببلغة الكلم يستدل على العجاز ،وبالعان يقف على أمر اللّه ونيه ووعده ووعيده.
(المر الادي عشر) حفظه لتعلميه بالسهولة ،كما قال اللّه تعال{ :ولقد يسرنا القرآن للذكر} فحفظه ميسر على الولد الصغار ف أقرب مدة ويوجد ف هذه
المة ف هذا الزمان أيضا مع ضعف السلم ف أكثر القطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن بيث يكن أن يكتب القرآن من حفظ كل منهم من الول
ل عن اللفاظ ول يرج ف جيع ديار أوربا عدد حفاظ النيل بيث يساوي الفاظ ف قرية من قرى مصر مع إل الخر ،بيث ل يقع الغلط ف العراب فض ً
فراغ بال السيحيي وتوجههم إل العلوم والصنائع منذ ثلثمائة سنة ،وهذا هو الفضل البديهي لمة ممد صلى اللّه عليه وسلم ولكتابم.
(المر الثان عشر) الشية الت تلحق قلوب سامعيه وأساعهم عند ساع القرآن ،واليبة الت تعتري تاليه ،وهذه الشية قد تعتري من ل يفهم معانيه ول يعلم
تفسيه ،فمنهم من أسلم لا لول وهلة ومنهم من استمر على كفره ،ومنهم من كفر حينئذ ث رجع بعده إل ربه.
روي أن نصرانيا مر بقارئ فوقف يبكي فسئل عن سبب البكاء فقال الشية الت حصلت له من أثر كلم الرب ،وأن جعفر الطيار رضي اللّه عنه لا قرأ القرآن
على النجاشي وأصحابه ما زالوا يبكون حت فرغ جعفر رضي اللّه عنه من القراءة ،وأن النجاشي أرسل سبعي عالا من العلماء السيحية إل رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم فقرأ عليهم سورة (يس) فبكوا وآمنوا فنل ف حق الفريقي أو أحدها قوله تعال{ :وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع
ما عرفوا من الق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} وقد عرفت حال جبي بن مطعم رضي اللّه عنه ،وعتبة ،وابن القنع ،ويي بن حكم الغزال .وقال نور
اللّه الشوستري ف تفسيه :إن العلمة علي القوشجي لا راح من وراء النهر إل الروم جاء إليه حب من أحبار اليهود لتحقيق السلم وناظره إل شهر وما سلم
دليلً من أدلة العلمة إل هذا الي فجاء يوما وقت الصبح وكان العلمة مشتغلً بتلوة القرآن على سطح الدار ،وكان كريه الصوت ف الغاية ،فلما دخل
الباب وسع القرآن أثر القرآن ف قلبه تأثيا بليغا ،فلما وصل إل العلمة قال :إن أدخل ف السلم فأدخله العلمة ف السلم ث سئل عن السبب فقال :ما
سعت مدة عمري كريه الصوت مثلك ،فلما وصلت إل الباب سعت منك القرآن وقد حصل تأثيه البليغ فّ فعلمت أنه وحي .فثبت من المور الذكورة أن
القرآن معجز وكلم اللّه ،كيف ل وحسن الكلم يكون لجل ثلثة أشياء :أن تكون ألفاظه فصيحة وأن يكون نظمه مرغوبا ،وأن يكون مضمونه حسنا.
وهذه المور الثلثة متحققة ف القرآن بل ريب ونتم هذا الفصل ببيان ثلث فوائد:
(الفائدة الول) سبب كون معجزة نبينا من جنس البلغة أيضا أن بعض العجزات تظهر ف كل زمان من جنس ما يغلب على أهله أيضا ،لنم يبلغون فيه
الدرجة العليا فيقفون فيه على الد الذي يكن للبشر الوصول إليه ،فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الد الذكور علموا أنه من عند اللّه ،وذلك كالسحر ف زمن
موسى عليه السلم فإنه كان غالبا على أهله وكاملي فيه ،ولا علم السحرة الكملة أن حد السحر تييل لا ل ثبوت له حقيقة ث رأوا عصاه انقلبت ثعبانا يتلقف
سحرهم الذي كانوا يقلبونه من الق الثابت إل التخيل الباطل من غي أن يزداد حجمها ،علموا أنه خارج عن السحر ومعجزة من عند اللّه فآمنوا به .وأما
فرعون فلما كان قاصرا ف هذه الصناعة ظن أنه سحر أيضا ،وإن كان أعظم من سحر سحرته .وكذا الطب لا كان غالبا على أهل زمن عيسى عليه السلم،
وكانوا كاملي فيه ،فلما رأوا إحياء اليت وإبراء الكمه علموا بعلمهم الكامل أنما ليسا من حد الصناعة الطبية ،بل هو من عند اللّه .والبلغة قد بلغت ف عهد
الرسول عليه السلم إل الدرجة العليا وكان با فخارهم حت علقوا القصائد السبع بباب الكعبة تديا لعارضتها كما تشهد به كتب السي ،فلما أتى النب صلى
اللّه عليه وسلم با عجز عن مثله جيع البلغاء عُلم أن ذلك من عند اللّه قطعا.
(الفائدة الثانية) نزول القرآن منجما ومفرقا ول ينل دفعة واحدة بوجوه( :أحدها) أن النب صلى اللّه عليه وسلم ل يكن من أهل القراءة ،فلو نزل عليه ذلك
جلة واحدة كان ل يضبطه ،ولاز عليه السهو( .وثانيا) أنه لو أنزل عليه الكتاب دفعة فربا اعتمد على الكتاب وتساهل ف الفظ ،فلما أنزل اللّه منجما
www.barsoomyat.com – 19إظهار الحق – رحمت ال هندي
حفظه وبقي سنة الفظ ف أمته( .وثالثها) ف صورة نزول الكتاب دفعة لو كان نزول جيع الحكام دفعة واحدة على اللق لكان يثقل عليهم ذلك ،ولا نزل
مفرقا ل جرم نزلت التكاليف قليلً قليلً ،فكان تملها أسهل ،كما روي عن بعض الصحابة أنه قال :لقد أحسن اللّه إلينا كل الحسان ،كنا مشركي فلو
جاءنا رسول اللّه بذا الدين جلة وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا فما كنا ندخل ف السلم ولكنه دعانا إل كلمة واحدة فلما قبلناها وذقنا حلوة
اليان قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة إل أن ت الدين وكملت الشريعة( .ورابعها) أنه إذا شاهد جبيل حالً بعد حال يقوى قلبه بشاهدته فكان أقوى على
أداء ما حل ،وعلى الصب على عوارض النبوة ،وعلى احتمال أذية القوم( .وخامسها) أنه لا ت شرط العجاز فيه مع كونه منجما ثبت كونه معجز ،فإنم لو
قدروا لوجب أن يأتوا بثله منجما مفرقا( .وسادسها) كان القرآن ينل بسب أسئلتهم والوقائع الواقعة لم ،فكانوا يزدادون بصية ،لن الخبار عن العيوب
كان ينضم بسبب ذلك إل الفصاحة( .وسابعها) أن القرآن لا نزل منجما مفرقا وتداهم النب صلى اللّه عليه وسلم من أول المر فكأنه تداهم بكل واحد من
نوم القرآن ،فلما عجزوا عنه كان عجزهم عن معارضة الكل أول فثبت بذا الطريق أن القوم عاجزون عن العارضة ل مالة( .وثامنها) أن السفارة بي اللّه
وبي أنبيائه وتبليغ كلمه إليهم منصب عظيم ،فلو نزل القرآن دفعة واحدة كان زوال هذا النصب عن جبيل عليه السلم متملً .فلما نزل مفرقا منجما بقي
ذلك النصب العظيم عليه.
(الفائدة الثالثة) سبب تكرار بيان التوحيد وحال القيامة وقصص النبياء ف مواضع أن العرب كانوا مشركي وثنيي ينكرون هذه الشياء ،وغي العرب بعضهم
مثل أهل الند والصي والجوس كانوا مثل العرب ف النكار ،وبعضهم كأهل التثليث كانوا ف الفراط والتفريط ف اعتقاد هذه الشياء ،فلجل التقرير والتأكيد
كرر بيان هذه الشياء .ولتكرار القصص أسباب أخر أيضا ،منها :أن إعجاز القرآن لا كان باعتبار البلغة أيضا وكان التحدي بذا العتبار فكررت القصص
بعبارات متلفة إيازا وإطنابا مع حفظ الدرجة العليا للبلغة ف كل مرتبة ليعلم أن القرآن ليس كلم البشر ،لن هذا المر عند البلغاء خارج عن القدرة
البشرية .ومنها أنه كان لم أن يقولوا إن اللفاظ الفصيحة الت كانت مناسبة لذه القصص استعملتها وما بقيت اللفاظ الخرى مناسبة لا ،وأن يقولوا إن
طريق كل بليغ يالف طريق الخر ،فبعضهم يقدر على الطريق الطنب ،وبعضهم يقدر على الوجز فل يلزم من عدم القدرة على نوع عدم القدرة مطلقا .أو
أن يقولوا إن دائرة البلغة ضيقة ف بيان القصص وما صدر عنك بيانا مرة ممول على البخت والتفاق فلما كررت القصص إيازا وإطنابا ل يبق عذر من
هذه العذار الثلثة .ومنها أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يضيق صدره بإيذاء القوم وشرهم كما أخب اللّه تعال{ :ولقد نعلم أنك يضيق صدرك با يقولون}
فيقص اللّه قصة من قصص النبياء مناسبة لاله ف ذلك الوقت لتثبيت قلبه ،كما أخب اللّه تعال{ :وكلً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك
ف هذه الق وموعظة وذكرى للمؤمني} .ومنها أن السلمي كان يصل لم اليذاء من أيدي الكفار ،أو أن قوما كانوا يسلمون ،أو أن الكفار كان القصود
تنبيههم فكان اللّه ينل ف كل موضع من هذه القصص ما يناسبه ،لن حال السلف تكون عبة للخلف .ومنها أن القصة الواحدة قد تشتمل على أمور كثية
فتذكر تارةً وتقصد با بعض المور قصدا ،وبعضها تبعا وتعكس مرة أخرى .والق أنا ل تلك من مقومات الدولة أي شيء فما زالت تعيش على إعانات
بعض الدول الجنبية ف فزع ورعب دائم ..وعن قريب سيطردها العرب من أرضهم شر طردة ولن يلتئم لم شل ،ولن يتنصر لم جيش وسيهزم المع ويولون
الدبر {وعد اللّه ل يلف اللّه وعده}.
ل ناقصا على العجاز ،لنه ل(الشبهة الول) ل نسلم بأن عبارة القرآن ف الدرجة القصوى من البلغة الارجة عن العادة ،ولو سلمنا بذلك فهو يكون دلي ً
يظهر إل لن كانت له معرفة تامة بلسان العرب ،ويلزم أن تكون جيع الكتب الت توجد ف اللسن الخرى مثل اليونان واللطين وغيها ف الدرجة العالية من
بلغة كلم اللّه ،على أنه يكن أن تؤدي الطالب الباطلة والضامي القبيحة بألفاظ فصيحة وعبارات بليغة ف الدرجة القصوى.
(والواب) عدم تسليم كون عبارة القرآن ف الدرجة العليا -مكابرة مضة ،لا عرفت ف المر الول والثان من الفصل الول ،وقولم لنه ل يظهر إل لن
كانت له معرفة تامة حقة بلسان العرب ،لكن التقريب غي تام لن هذه العجزة لا كانت لتعجيز البلغاء والفصحاء وقد ثبت عجزهم ول يعارضوا واعترفوا با
وعرفها أهل اللسان بسليقتهم وغيهم من العلماء بهارتم ف فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلم وعرفها العوام من الفرق بشهادة ألوف ألوف من أهل اللسان
والعلماء ،فظهر أنا معجزة يقينا ،ودليل كامل ل ناقص كما زعموا ،وصارت سببا من السباب الكثية الت يعلم با أن القرآن كلم اللّه ول يدعي أهل
السلم أن سبب كون القرآن كلم اللّه منحصر ف كونه بليغا فقط وكذا ل يدعون أن معجزة النب صلى اللّه عليه وسلم منحصرة ف بلغة القرآن فقط بل
www.barsoomyat.com – 20إظهار الحق – رحمت ال هندي
يدعون إن هذه البلغة سبب من السباب الكثية لكون القرآن كلم اللّه ،وأن القرآن بذا العتبار أيضا معجزة من العجزات الكثية للنب صلى اللّه عليه وسلم
كما عرفت ف الفصل الول ،وستعرف ف الباب السادس إن شاء اللّه تعال .وهذه العجزة ظاهرة ف هذا الزمان أيضا للوف ألوف من أهل اللسان وماهري
علم البيان ،وعجز الخالفي ثابت من ظهورها إل هذا الي وقد مضت مدة ألف ومائتي وثاني من الجرة ،وقد عرفت ف المر الثان من الفصل الول أن
قول النظام مردود وما قال أبو موسى اللقب بزدار راهب العتزلة من أن الناس قادرون على مثل هذا القرآن فصاحة ونظما وبلغة فهو مردود أيضا كقول
النظام ،على أن مزدار هذا كان رجلً منونا استولت على دماغه اليبوسة بسبب كثرة الرياضة فهذى بأمثال هذه الذيات كثيا فكان يقول مثلً إن اللّه قادر
على أن يكذب ويظلم ولو فعل لكان إلا كاذبا ظالا وإن من لبس السلطان كافر ل يرث ول يورث ،وقوله يلزم أن يكون جيع الكتب إل غي مسلم ،لن
هذه الكتب ل تثبت بلغتها ف الدرجة القصوى باعتبار الوجوه الت مر ذكرها ف المر الول والثان من الفصل الول ،ول يثبت ادعاء مصنفيها بالعجاز ،ول
عجز فصحاء هذه اللسن عن معارضتها .فإن ادعى أحد هذه المور بالنسبة إل هذه الكتب فعليه الثبات .وإل فل بد أن يتنع عن مثل هذا الدعاء الباطل.
على أن شهادة بعض السيحيي ف حق الكتب الذكورة بأنا ف هذه اللسن مثل القرآن ف اللسان العرب ف الدرجة العليا من البلغة غي مقبولة ،لنم إذا ل
يكونوا من أهل اللسان فل ييزون غالبا ف لسان الغي بي الذكر والؤنث ،ول بي الفرد والتثنية والمع ول بي الرفوع والنصوب والجرور ،فضلً عن أن
ييزوا البلغ عن البليغ وعدم تيزهم هذا ل يتص بالعرب ،بل فيه وف العبان واليونان واللطين على طريقة واحدة ،ومنشأ عدم التمييز سذاجة كلمهم سيما
إذا كان هذا البعض من أهل إنكلترة فإنم يشاركون ف هذه السذاجة غيهم من السيحيي ويتازون عنهم بعادة أخرى أيضا ،وهي أنم إذا عرفوا ألفاظا
معدودة من لسان الغي يظنون أنم تبحروا ف العرفة ،وإذا تعلموا مسائل معدودة من علم يعدون أنفسهم من علماء هذا العلم ،والفرنساويون واليونانيون
طاعنون عليهم ف هذه العادة .ويشهد على الدعوى الول أن الب سركيس الارون مطران الشام جع بإذن البابا أربانوس الثامن كثيا من القسيسي والرهبان
والعلماء ومعلمي اللسان العبان والعرب واليونان وغيها ليصلحوا الترجة العربية الت كانت ملوءة بالغلط الكثية والنقصانات الغزيرة فاجتهدوا ف هذا
الباب اجتهادا تاما ف سنة ألف وستمائة وخس وعشرين من اليلد فأصلحوا ،لكنه لا بقيت بعد الصلح التام ف تراجهم النقصانات الت هي لزمة لسجية
السيحيي اعتذروا عنه ف القدمة الت كتبوها ف أول تلك الترجة ،وإن أنقل عذرهم عن القدمة الذكورة بعبارتم وألفاظهم وهي هذه( :ث إنك ف هذا النقل
تد شيئا من الكلم غي موافق قواني اللغة بل مضاد لا كالنس الذكر بدل الؤنث ،والعدد الفرد بدل المع ،والمع بدل الثن والرفع مكان الر والنصب ف
السم والزم ف الفعل وزيادة الروف عوض الركات وما يشابه ذلك ،فكان سببا لذا كله سذاجة كلم السيحيي فصار لم نوع تلك اللغة مصوصا،
ولكن ليس ف اللسان العرب فقط ،بل ف اللطين واليونان والعبان تغافلت النبياء والرسل والباء الولون عن قياس الكلم ،لنه ل يرد روح القدس أن نقيد
اتساع الكلمة اللية بالدود الضيقة الت حددتا الفرائض فقدم لنا السرار السماوية بغي فصاحة وبلغة) انتهى كلمهم.
ويشهد على الدعوى الثانية أن أبا طالب خان السياح ألف كتابا باللسان الفارسي ساه بـ (السي الطالب) وهو مشتمل على أحوال سياحته ،وكتب فيه من
حالت كل إقليم ساح فيه ما رأى فيه من الحاسن والذمائم ،فكتب ماسن أهل إنكلترة وذمائمهم ،وإن أترجم الذميمة الثامنة من كتابه لتعلق الاجة با ف
هذا القام .قال( :الثامنة) خطؤهم ف معرفة حد العلوم ولسان الغي ،لنم يسبون أنفسهم عارف كل لسان ومن أهل كل علم إذا عرفوا ألفاظا معدودة من
ذلك اللسان أو مسائل معدودة من ذلك العلم ويؤلفون الكتب فيهما وينشرون هذه الزخرفات بعد الطبع ،ووقفت على هذا العن بشهادة الفرنساويي
واليونانيي لن تصيل ألسنتهم رائج ف أهل إنكلترة ،وحصل ل اليقي بشاهدة تصرفاتم ف اللسان الفارسي) انتهى ،ث قال( :اجتمع ف لندن الكتب الكثية
من هذا النوع بيث كادت تبقى الكتب القة بعد برهة من الزمان غي ميزة) ،انتهى كلمه .وقولم على أنه يكن أن تؤدي الطالب الباطلة إل -ل ورود له
ف حق القرآن ،لنه ملوء من أوله إل آخره بذكر هذه المور السبعة والعشرين ،ول تد آية طويلة فيه تكون خالية من ذكر أمر من هذه المور:
(الول) الصفات الكاملة اللية مثل كونه واحدا وقديا وأزليا وأبديا وقادرا وعالا وسيعا وبصيا ومتكلما وحكيما وخبيا وخالق السماوات والرض
ورحيما ورحانا وصبورا وعادلً وقدوسا ومييا وميتا وغيها( .الثان) تنيه اللّه عن العايب والنقائص مثل الدوث والعجز والهل والظلم وغيها( .الثالث)
الدعوة إل التوحيد الالص والنع عن الشرك مطلقا وعن التثليث الذي هو شعبة الشرك يقينا كما علمت ف الباب الرابع( .الرابع) ذكر النبياء عليهم السلم.
(الامس) تنيههم عن عبادة الوثان والكفر وغيها( .السادس) مدح الؤمني بالنبياء( .السابع) ذم منكريهم( .الثامن) تأكيد اليان بالنبياء عموما وبالسيح
خصوصا( .التاسع) الوعد بأن الؤمني يغلبون النكرين عاقبة المر( .العاشر) حقيقة القيامة وجزاء العمال ف يومها( .الادي عشر) ذكر النة والنار( .الثان
عشر) ذم الدنيا وبيان عدم ثباتا( .الثالث عشر) مدح العقب وبيان ثباتا( .الرابع عشر) بيان حل الشياء وحرمتها( .الامس عشر) بيان أحكام تدبي النل.
(السادس عشر) بيان أحكام سياسات الدن( .السابع عشر) التحريض على مبة اللّه وأهل اللّه( .الثامن عشر) بيان الشياء الت هي ذريعة الوصول إل اللّه.
www.barsoomyat.com – 21إظهار الحق – رحمت ال هندي
(التاسع عشر) الزجر عن مصاحبة الفجار والفساق( .العشرون) تأكيد خلوص النية ف العبادات البدنية والالية( .الادي والعشرون) التهديد على الرياء
والسمعة( .الثان والعشرون) التأكيد على تذيب الخلق بالجال والتفصيل( .الثالث والعشرون) التهديد على الخلق الذميمة بالجال( .الرابع والعشرون)
مدح الخلق السنة ،مثل اللم والتواضع والكرم والشجاعة والعفة وغيها( .الامس والعشرون) ذم الخلق القبيحة مثل الغضب والتكب والبخل والب
ل ونقلً ،وجاءوالظلم وغيها( .السادس والعشرون) وعظ التقوى( .السابع والعشرون) الترغيب إل ذكر اللّه وعبادته ،ول شك أن هذه المور ممودة عق ً
ذكر هذه المور ف القرآن مرارا للتأكيد ،والتقرير ،ولو كانت هذه الضامي قبيحة فأي مضمون يكون حسنا.
نعم ل يوجد ف القرآن ]1[- :أن النب الفلن زن بابنته ]2[- .أو زن بزوجة الغي وقتله باليلة ]3[- .أوعبد العجل ]4[- .أو ارتد ف آخر عمره وعبد
الصنام وبن العابد لا ]5[- .أو افترى على اللّه الكذب ،وكذب ف التبليغ وخدع بكذبه نبيا آخر مسكينا وألقاه ف غضب الرب ]6[- .أو أن داود
وسليمان وعيسى عليهم السلم كلهم من أولد ولد الزنا وهو فارض بن يهودا ]7[- .أو أن الرسول العظم ابن اللّه البكر أبا النبياء زن ابنه الكب بزوجة
أبيه ]8[- .وابنه الثان بزوجة ابنه ،وسع هذا النب العظيم الشأن ما صدر عن ابنيه الحبوبي وما أجرى عليهما الد ،غي أنه دعا على الكب وقت موته لجل
هذه الركة الشنيعة ول ينقل ف حق الخر الغضب أيضا ،بل دعا له بالبكة التامة عند الوت ]9[- .أو أن الرسول العظيم الخر البكر الثان أيضا الزان
بزوجة الغي زن ابنه البيب ببنته البيبة وسع ،وما أجرى عليهما الد لعله امتنع عن الد لنه كان مبتلى بالزنا أيضا ف زعمهم ،فكيف يري على الغي سيما
على أولده وهذا القدر مسلم بي اليهود والنصارى ومصرح به ف كتب العهد العتيق السلمة عند الفريقي ]10[- .أو أن يي عليه السلم الرسول الذي هو
أعظم النبياء السرائيلية بشهادة عيسى عليه السلم وإن كان الصغر ف ملكوت السماوات أعظم منه بشهادة عيسى عليه السلم أيضا ل يعرف إله الثان
ومرسله الذي هو عيسى باعتبار العلقة الجهولة معرفة جيدة إل ثلثي سنة ما ل يصر هذا الله مريدا لعبده هذا وما ل يصل الصطباغ منه وما ل ينل على
هذا الله الثان الله الثالث ف شكل المامة ،وبعد ما رأى نزول الثالث على الثان ف الشكل الذكور تذكر أمر الله الول الب أن الله الثان هو ربه ومالكه
وخالق الرض والسماوات ]11[- .أو أن الرسول الخر السارق الذي كان عنده الكيس للسرقة أعن يهود السخريوطي الذي هو صاحب الكرامات
والعجزات وأحد الواريي الذين هم أعلى منلة من موسى بن عمران وسائر النبياء السرائيلية على زعمهم باع دينه بدنياه بثلثي درها ،ورضي بتسليم إله
بأيدي اليهود على هذه النفعة القليلة حت أخذوا إله وصلبوه لعل هذه النفعة كانت عظيمة عنده ،لنه كان صيادا مفلوكا لصا ،وإن كان رسولً صاحب
معجزات أيضا على زعمهم فثلثون درها عنده كانت أحب وأعظم رتبة من هذا الله الصلوب ]12[- .أو أن قيافا رئيس الكهنة الذي ثبتت نبوته بشهادة
يوحنا النيلي أفت بقتل إله وكذبه وكفره وأهانه ووقع ف حق هذا الله الصلوب ثلثة أمور عجيبة من ثلثة أنبياء عدد التثليث أن اعظم أنبيائه السرائيلية ل
يعرفه معرفة جيدة إل ثلثي سنة ما ل يصر هذا الله مريدا له ول ينل عليه الله الثالث ف شكل المامة ،وأن نبيه الثان رضي بتسليمه ورجح منفعة ثلثي
درها منلة ألوهيته ووعده ،وأن رسوله الثالث أفت بقتله وكذبه وكفره أعاذنا اللّه من أمثال هذه العتقادات السوء ف حق النبياء عليهم السلم .ول يؤاخذن
على ما نقلت هذه الزخرفات على سبيل اللزام واللّه ث باللّه ل أعتقد ف حق النبياء هذه الكذبات وهم بريئون منها ،وأقول القدر الذي نقلت من حال يي
عليه السلم إل حال قيافا مصرح به ف العهد الديد.
وكذا ل يوجد ف القرآن هذه السائل الفخيمة الت عجزت ف أكثرها عقولنا ،بل عقول العال ويعتقدها الفرقة القدية العظيمة الشأن ،أعن فرقة كاثلك الت
عددها بسب ادعاء بعض آبائها ف هذا الزمان أيضا بقدر مائت مليون ]1[- .إن مري عليها السلم قد حبلت با أمها بل قرب الزوج كما انكشفت هذه
القيقة على البابويي من مدة قريبة .ومثل [ ]2أن مري والدة اللّه حقيقة .ومثل [ ]3أن كل خبز من البزات وإن كانت بقدار مليونات غي متعددة يستحيل
ف العشاء الربان ف آن واحد ف أمكنة متلفة إل السيح الكامل بلهوته وناسوته الذي تولد من العذراء إذا فرض أن مليونات من الكهنة ف أطراف العال شرقا
ل وإنوغربا وشالً وجنوبا قدسوا ف آن واحد .ومثل [ ]4أن خبزا واحدا إذا كسره الكاهن ولو إل مائة ألف كسرة يصي كل كسرة منه أيضا مسيحا كام ً
كان وجود البوب ث الطحن ث العجن ث وجود البز ث الكسرة كلها من الوادث بشاهدة فتعطل حكم البس عندهم ف هذه المور كلها .ومثل [ ]5أنه
ل بد أن يصطنع الصورة والتماثيل ويسجد قدامهن .ومثل [ ]6أنه ل خلص بدون اليان بالبابا وإن كان غي صال ف نفس المر.
ومثل [ ]7أن أسقف رومية هو البابا دون غيه وهو رأس الكنيسة ومعصوم من الغلط ،وأن [ ]8كنيسة رومية هي أم الكنائس كلها ومعلمتها .ومثل [ ]9أن
للبابا ولتعلقيه خزانة من قدر جزيل من استحقاقات القديسي أن ينحوا الغفرانات سيما إذا استوفوا ثنا وافيا لجلها كما هو الروج عندهم .ومثل [ ]10أن
البابا له منصب تليل الرام وتري اللل .قال العلم ميخائيل مشاقة من علماء بروتستنت ف الصفحة 66من كتابه السمى بأجوبة النيليي على أباطيل
التقليديي الطبوع سنة 1852ف بيوت هذا( :والن تراهم يزوجون العم بابنة أخيه ،والال بابنة أخته ،والرجل بامرأة أخيه ذات الولد خلفا لتعليم الكتب
www.barsoomyat.com – 22إظهار الحق – رحمت ال هندي
القدسة ولجامعهم العصومة .وقد أضحت هذه الحرمات حللً عند أخذهم الدراهم عليها ،وكم من التحديدات وضعوها على الكلييكيي بتحري الزية
الناموسية الأمور با من رب الشريعة) انتهى كلمه بلفظه .ث قال( :وكم حرموا أصناف الطعمة ث أباحوا ما حرموه ،وف عصرنا أباحوا أكل اللحوم ف
صومهم الكبي الذي طالا شددوا بتحريهما فيه) انتهى كلمه بلفظه .وف الرسالة الثانية من كتاب الثلث عشرة رسالة ف الصفحة :88
(فرنسيس ذابادل الكردينال يقول :إن البابا مأذون أن يعمل ما يريد حت ما ل يل أيضا ،وهو أكب من اللّه سبحان اللّه عما يصفون) انتهى كلمه بلفظه.
ومثل [ ]11أن أنفس الصديقي تتوجه إل العذاب ف الطهر وتتقلب ف نيانه حت ينحها البابا الغفران أو يلصها القسوس بقداساتم بعد استيلئهم على
أثانا ،وهو غي جهنم .وأهل هذه يصلون السندات من نواب البابا وخلفائه لتحصيل النجاة من عذابه .لكن العجب من هؤلء العقلء أنم إذا اشتروا سندات
من خليفة اللّه النافذ أمره ف الرض والسماء فلم ل يطلبون منه وصولت مضية بتم الذين أعتقهم من العذاب ،ولا كانت قدرة الباباوات تزيد يوما فيوما
بفيض روح القدس اخترع البابا لون العاشر للمغفرة تذاكر تعطى منه أو من وكيله للمشتري بغفرة خطاياه الاضية والستقبلة أيضا ،وكان مكتوبا فيها هكذا:
(ربنا يسوع السيح يرحك ويعفو عنك باستحقاقات آلمه القدسة .وبعد فقد وهب ل بقدرة سلطان رسله بطرس وبولس والبابا الليل ف هذه النواحي أن
أغفر لك أولً عيوبك الكليوسية مهما كانت ث خطاياك ونقائصك مهما كانت تفوت الحصاء ،بل أيضا الطايا الحفوظ حلها للبابا ،وبقدر امتداد مفاتيح
ل عليه عند عمادك الكنيسة الرومانية أغفر لك كل العذابات الت سوف تستحقها ف الطهر وأردك إل أسرار الكنيسة القدسة وإل اتادها وإل ما كنت حاص ً
من العفة والطهارة حت أنك مت مت تغلق ف وجهك أبواب العذابات وتفتح لك أبواب الفردوس وإن ل تت الن فهي باقية لك بفاعلية تامة إل آخر ساعة
موتك باسم الب والبن والروح القدس آمي) كتب بيد الخ يوحنا تنل الوكيل الثان .ومثل [ ]12أن مسافة جهنم فراغ مكعب ف قلب الرض كل من
أضلعه مائتا ميل .ومثل [ ]13أن البابا يرسم الصليب على نعليه وغيه على وجهه لعل نعلي البابا ليسا أدون من الصليب ومن وجوه الساقفة الخرين .ومثل
[ ]14أن بعض القديسي وجهه كوجه الكلب وجسده كجسد النسان ،وهو يشفع لم عند اللّه .قال العلم الذكور ف الصفحة 114من كتابه الذكور
طاعنا على تلك الفرقة أو الكتابة( :وربا صوروا بعض قديسي على صورة ل يلق اللّه مثلها ،كتصويرهم رأس كلب على جسم إنسان يسمونه القديس
خريسطفورس ويقدمون له أنواع العبادة إذ يلقبونه ويسجدون أمامه ويشعلون له الشموع ويطلقون البخور ويلتمسون شفاعته ،فهل يليق بالسيحيي العتقاد
بوجود العقل النطقي والقداسة ف أدمغة الكلب؟ أي هي من عصمة كنائسهم من الغلط؟ انتهى كلمه بلفظه.
وهذا القول هل يليق بالسيحيي ال صادق يقينا ،وهذا القديس مشابه لبعض قديسي مشركي الند ،ولعل مبة السيحيي من أهل أوربا للكلب لجل كونا
على صورة هذا القديس الكرم.
ومثل [ ]15أن خشبة الصليب وتصاوير الب الزل والبن والروح القدس يسجد لا بالسجود القيقي العبادي وأن صور القديسي يسجد لا بالسجود
الكرامي ،وإن متحي ما معن استحقاق الشياء الولية للسجود العبادي ،لن تعظيمهم لشبة الصليب ل يلو إما أن يكون مثلها قد مس جسد السيح ،وهو
ارتفع عليه بسب زعمهم ،وإما لجل أنا واسطة فداء ،وإما لجل أن دمه سال عليه .فإن كان الول يلزم أن يكون نوع المي معبودا لم أعلى من الصليب
عندهم ،لن السيح عليه السلم ركب على التان والحش ومساجد السيح وكانا موضوعي راحته ودخوله مجدا إل أورشليم ،والمار يشارك النسان ف
النس القريب واليوانية ،فهو جسم نام حساس متحرك بالرداة بلف الشب الذي ليست له قدرة الس والركة .وإن كان الثان فيهودا السخريوطي
الدافع أحق بالتعظيم لنه الواسطة الول والذريعة الكبى للفداء ،فإنه لول تسليمه لا أمكن لليهود مسك السيح وصلبه ،ولنه مسا ٍو للمسيح عليه السلم ف
النسانية وعلى صورة النسان الذي هو صورة اللّه ،وكان متلئا بروح القدس صاحب الكرامات والعجزات فالعجب أن هذه الواسطة الول عندهم ملعونة
والصغرى مباركة معظمة .وأما الثالث فلن الشوك الضفور إكليلً على رأس السيح عليه السلم قد فاز أيضا بالنصب العلى ،وهو سيلن الدم عليه فما باله
ل يعظم ول يعبد ويشعل بالنار ،وهذا الشب يعبد إل أن يقولوا إن هذا سر مثل سر التثليث والستحالة خارج عن إدراك العقول البشرية وأفحش منه تعظيم
صورة أقنوم الب ،لنك قد عرفت ف المر الثالث والرابع من مقدمة الباب الرابع أن اللّه بريء من الشبه وما رآه أحد ول يقدر أن يراه أحد ف الدنيا فإذا كان
كذلك فأي أب من آبائهم رآه فصوره؟ ومن أين علموا أن هذه الصورة مطابقة لصورته تعال وليست مطابقة لصورة شيطان من الشياطي ،أو لصورة كافر من
الكفار؟ ول ل تعبدون كل إنسان سواء أكان مسلما أم كافرا لن النسان على صورة اللّه بسب نص التوراة .والعجب أن البابا يسجد لذه الصورة الوهية
المادية الت ل حس ول حركة لا ويقر صورة اللّه الت هي النسان ويد رجله لذلك النسان لكي يقبل حذاءه وما ظهر ل فرق بي هؤلء أهل الكتاب
ومشركي الند وجدت عوامهم كعوامهم وخواصهم كخواصهم ف هذه العبادة وعلماء مشركي الند يقولون مثل قول علمائهم ف العتذار .ومثل [ ]16أن
البابا هو القاضي العلى ف الكم على تفسي معان الكتب واخترعت هذه العقيدة ف الجيال التأخرة وإل لا قدر اكستاين وفم الذهب وغيها من القدماء
www.barsoomyat.com – 23إظهار الحق – رحمت ال هندي
الذين ل يكونوا باباوات ول يستأذنوهم أن يفسروا جيع الكتب القدسة من تلقاء أنفسهم ،وتفاسيهم قبلت عند جيع كنائس عصرهم لعل الباباوات حصل
لم هذا القضاء العلى بطالعة تفاسيهم بعد ما صنفوها .ومثل [ ]17أن الساقفة والشمامسة منوعون من الزواج ،ولذلك يفعلون ما ل يفعله التزوجون،
وقاوم ف كثي من الحيان بعض معلميهم اجتهاد الباباوات فأنقل بعض أقوالم عن كتاب الثلث عشرة رسالة ف الرسالة الثالثة ف الصفحة 144و :145
القديس برنردوس يقول -وعظ عدد 66ف نشيد النشاد :نزعوا من الكنيسة الزواج الكرم والضجع الذي هو بل دنس فملؤها بالزنا ف الضاجع مع الذكور
والمهات والخوات وبكل أنواع الدناس .والفاروس بيلجيوس أسقف سلفا ف بلد البورتكال سنة 1300يقول :يا ليت إن الكليوسيي ل يكونوا نذروا
العفة ول سيما أكليوس سبانيا لن أبناء الرعية هناك أكثر عددا بيسي من أبناء الكهنوت ،ويوحنا أسقف سالتزبرج ف اليل الامس عشر كتب أنه وجد
قسوسا قلئل غي معتادين على ناسة متكاثرة مع النساء ،وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل البيوت الخصوصة للزنا .انتهى كلمه بلفظه ملخصا .وكيف يعتقد
العصمة ف حقهم إذا كانوا شابي شارب المر وما نا روبيل ابن يعقوب عليه السلم فزن ببلهاء سرية أبيه ،ول يهوذا بن يعقوب عليه السلم فزن بزوجة ابنه،
ول داود عليه السلم فزن بزوجة أوريا مع كونه ذا زوجات كثية ول لوط عليه السلم فزن ف حالة خار المر بابنتيه ،وهكذا .فإذا كان حال النبياء
وأبنائهم على عقائدهم هكذا فكيف يرجى منهم العصمة ،بل الق أن الفاروس بيلجيوس ويوحنا صادقان ف أن أبناء الرعية هناك أكثر عددا بيسي من أبناء
الكهنوت ،وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل البيوت الخصوصة للزنا.
وأمثال هذه السائل كثية أطوي الكشح عن بيانا خوفا من التطويل .فأقول:
لعل هذه الضامي العالية الت نقلتها وأمثالا لو وجدوها ف القرآن لعترفوا بأنه كلم اللّه وقبلوه ،لكنهم لا وجدوه خاليا منها ومن أمثالا فكيف يعترفون
ويقبلون لن الضامي السنة الألوفة عندهم هي هذه الضامي وأمثالا ،ل الضامي الت ذكرت ف القرآن .وأما بعض الضامي الت توجد ف القرآن ف ذكر
النة والنار وغيها ويزعمون أنا قبيحة فأذكرها إن شاء اللّه تعال ف الشبهة الثالثة بأجوبتها فانتظر.
(الشبهة الثانية) أن القرآن مالف لكتب العهد العتيق والديد ف مواضع ،فل يكون كلم اللّه.
والواب :أو ًل -أن هذه الكتب لا ل تثبت أسانيدها التصلة إل مصنفيها وكذا ل يثبت أن كل كتاب منها إلامي قد ثبت أنا متلفة اختلفا معنويا ف مواضع
كثية وملوءة بالغلط الكثية يقينا -كما عرفت هذه المور ف الباب الول -وقد ثبت التحريف فيها أيضا كما عرفت ف الباب الثان فل تضر مالفتها
القرآن ف الواضع الذكورة ،بل تكون دليلً على كون الواضع الذكورة غلطا أو مرفة ف الكتب الذكورة كسائر الغلط والتحريفات الت عرفتها ف البابي
الولي ،وقد عرفت ف المر الرابع من الفصل الول من هذا الباب أن هذه الخالفة قصدية لجل التنبيه على أن ما خالف القرآن غلط أو مرف ل أنا سهوية.
(والواب الثان) أن الخالفة الت بي القرآن وبي كتب العهدين ف ذم القسيسي على ثلثة أنواع( :الول) باعتبار الحكام النسوخة( .والثان) باعتبار بعض
الالت الت جاء ذكرها ف القرآن ل يوجد ذكرها ف العهدين( .والثالث) باعتبار أن بيان بعض الالت ف القرآن يالف بيان هذه الكتب ،ول مال لم أن
يطعنوا على القرآن باعتبار هذه النواع.
(أما الول) فلنك قد عرفت ف الباب السادس با ل مزيد عليه أن النسخ ل يتص بالقرآن ،بل وجد ف الشرائع السابقة بالكثرة ،وأنه ل استحالة فيه ،وأن
الشريعة العيسوية نسخت جيع أحكام التوراة إل تسعة أحكام من الحكام العشرة الشهورة ،وقد وقع فيها التكميل أيضا على زعمهم ،والتكميل أيضا نوع
من أنواع النسخ ،فصارت هذه الحكام أيضا منسوخة بذا الوجه فبعد ذلك ليس من شأن السيحي العاقل أن يطعن على القرآن باعتبار هذا النوع.
(وأما الثان) فهو كالول أيضا ،وشواهده كثية أكتفي منها على ثلثة عشر شاهدا:
(الشاهد الول) الية التاسعة من رسالة يهودا هكذا( :وأما ميخائيل رئيس اللئكة فلما خاصم إبليس ماجا عن جسد موسى ل يسر أن يورد حكم افتراء ،بل
قال لينتهرك الرب) فمخاصمة ميخائيل إبليس عن جسد موسى ل تذكر ف كتاب من كتب العهد العتيق( .الشاهد الثان) ث ف تلك الرسالة هكذا ( :14وتنبأ
عن هؤلء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلً :هو ذا قد جاء الرب ف ربوات قديسية) ( 15ليصنع دينونة على الميع ويعاقب جيع فجارهم على جيع أعمال
فجورهم الت فجروا با ،وعلى جيع الكلمات الصعبة الت تكلم با عليه خطاط فجار) ول أثر لذا الب أيضا ف كتاب من كتب العهد العتيق( .الشاهد
الثالث) الية الادية والعشرون من الباب الثان عشر من الرسالة العبانية هكذا( :وكان النظر هكذا ميفا حت قال موسى أنا مرتعب ومرتعد) ،وهذا الال
www.barsoomyat.com – 24إظهار الحق – رحمت ال هندي
مذكور ف الباب التاسع عشر من سفر الروج ،لكن ل توجد فيه ول ف كتاب من كتب العهد العتيق هذه الفقرة( :حت قال موسى أنا مرتعب ومرتعد)) .
الشاهد الرابع) الية الثامنة من الباب الثالث من الرسالة الثانية إل تيموثاوس هكذا( :وكما قاوم ينيس ويبيس موسى) إل ،وهذا الال مذكور ف الباب السابع
من سفر الروج ول أثر لذين السي ف هذا الباب ول ف باب آخر ول ف كتاب آخر من كتب العهد العتيق( .الشاهد الامس) الية السادسة من الباب
الامس عشر من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا( :وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لكثر من خسمائة أخ أكثرهم باق إل الن ولكن بعضهم قد رقدوا)
ول يوجد لذا أثر ف إنيل من الناجيل الربعة ،ول ف كتاب أعمال الواريي مع أن لوقا أحرص الناس على ترير أمثال هذه الحوال( .الشاهد السادس) ف
الية الامسة والثلثي من الباب العشرين من كتاب العمال هكذا( :متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الخذ) ،وهذا القول ل
يوجد له أثر ف إنيل من الناجيل الربعة.
(الشاهد السابع) الساء الت ذكرت ف الباب الول من إنيل مت بعد زربابل ل توجد ف كتاب من كتب العهد العتيق( .الشاهد الثامن) ف الباب السابع من
كتاب العمال هكذا( 23 :ولا كملت له مدة أربعي سنة خطر على باله أن يفتقد إخوته بن إسرائيل)( :24 .وإذا رأى واحدا مظلوما حامى عنه وأنصف
الغلوب إذ قتل الصري)( :25 .فظن أن إخوته يفهمون أن اللّه على يده يعطيهم ناة وأما هم فلم يفهموا)( :26 .وف اليوم الثان ظهر لم وهم يتخاصمون
فساقهم إل السلمة قائلً :أيها الرجال أنتم أخوة لاذا تظلمون بعضكم بعضا) ( :27فالذي كان يظلم قريبه دفعه قائلً :من أقامك رئيسا وقاضيا علينا) :28
(أتريد أن تقتلن كما قتلت أمس الصري) ،وهذا الال مذكور ف الباب الثان من كتاب الروج ،لكن بعض الشياء ذكرت ف كتاب العمال وما جاء ذكرها
ف كتاب الروج ،وعبارة الروج هكذا -11 :وف تلك اليام لا شب موسى خرج إل إخوته وأبصر تعبدهم ورأى رجلً من أهل مصر يضرب رجلً من
إخوته العبانيي)( :12 .فالتفت إل الانبي فلم ير أحدا .فقتل الصري ودفنه ف الرمل) ( :13وأنه خرج من اليوم الثان ونظر إل رجلي عبانيي يتصمان
فقال للظال منهما :ل تضرب صاحبك؟)( :14 .فقال له ذلك الرجل :من جعلك سلطانا علينا أو قاضيا لعلك تريد قتلي كما بالمس قتلت الصري).
(الشاهد التاسع) الية السادسة من رسالة يهودا هكذا( :واللئكة الذين ل يفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إل دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تت
الظلم)( .الشاهد العاشر) ف الية الرابعة من الباب الثان من الرسالة الثانية لبطرس( :اللّه ل يشفق على ملئكة قد أخطئوا ،بل ف سلسل الظلم طرحهم ف
جهنم وسلمهم مروسي للقضاء) وهذا الال الذي نقله بطرس ويهودا الواريان ل يوجد ف كتاب من كتب العهد العتيق ،بل الظاهر أنه كاذب لن الراد
بؤلء اللئكة الحبوسي الشياطي ،والشياطي ليسوا بحبوسي بقيود أبدية كما يشهد عليه الباب الول من كتاب أيوب والية الثانية عشرة من الباب الول
من إنيل مرقس ،والية الثامنة من الباب الامس من الرسالة الول لبطرس وغيها من اليات( .الشاهد الادي عشر) الية الثامنة عشرة من الزبور الائة والرابع
على وفق الترجة العربية ،ومن الزبور الائة والامس على وفق التراجم الخر هكذا( :وذلت بالقيود رجله وبالديد عبت نفسه) وحال كون يوسف مسجوننا
مذكور ف الباب التاسع والثلثي من سفر التكوين وليس ذلت رجليه بالقيود وعبت نفسه بالديد مذكورين فيه ،ول يلزم هذان المران للمسجون وإن كانا
غالبي ( .الشاهد الثان عشر) ف الية الرابعة من الباب الثان عشر من كتاب هوشع هكذا( :وغلب اللك وتقوى وبكى وسأله) إل وحال مصارعة اللك
يعقوب مذكور ف الباب الثان والثلثي من سفر التكوين ول يوجد فيه بكاء يعقوب( .الشاهد الثالث عشر) يوجد ف النيل ذكر النة والحيم والقيامة
وجزاء العمال فيها وإن كان بالجال ،ول أثر لذا ف الكتب المسة لوسى ،بل ل يوجد فيها سوى الواعيد الدنيوية للمطيعي والتهديدات الدنيوية للعاصي.
وهكذا توجد مواضع كثية .فظهر ما ذكرنا أنه إذا ذكر بعض الحوال ف كتاب ول يوجد ذكره ف الكتاب التقدم ل يلزم منه تكذيب الكتاب التأخر وإل
يلزم أن يكون النيل كاذبا لشتماله على الالت الت ل تذكر ف التوراة ول ف كتاب آخر من كتب العهد العتيق .فالق أن الكتاب التقدم ل يلزم أن
يكون مشتملً على الالت كلها .أل ترى أن أساء جيع أولد آدم وشيث وأنوس وغيهم وكذا أحوالم ليست مذكورة ف التوراة؟ وف تفسي دوال
ورجردمييت ذيل شرح الية الامسة والعشرين من الباب الرابع عشر من سفر اللوك الثان هكذا( :ل يوجد ذكر هذا الرسول يونس إل ف هذه الية) .وف
البلغ الشهور الذي كان إل أهل نينوى( :ول يوجد ف كتاب من الكتب إخباراته عن الوادث التية الت جرأ با يوربعام السلطان على ماربة سلطي السريا
وسببه ليس منحصرا ف أن الكتب الكثية للنبياء ل توجد عندنا ،بل سببه هذا أيضا أن النبياء ل يكتبوا كثيا من أخبارهم عن الوادث التية) انتهى .فهذا
القول يدل صراحة على ما قلت ،والية الثلثون من الباب العشرين من إنيل يوحنا هكذا( :وآيات أخر كثية صنع يسوع قدام تلميذه ل تكتب ف هذا
الكتاب) والية الامسة والعشرون من الباب الادي والعشرين من إنيل يوحنا هكذا( :وأشياء أخر كثية صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن
أن العال نفسه يسع الكتب الكتوبة) .وهذا الكلم وإن ل يل من البالغة الشاعرية ،لكنه ل شك يفيد أن جيع حالت عيسى عليه السلم ما كتبت ،فالطاعن
باعتبار النوع الثان على القرآن حاله كحال الطاعن باعتبار النوع الول بل تفاوت.
www.barsoomyat.com – 25إظهار الحق – رحمت ال هندي
(وأما النوع الثالث) فلن مثل هذه الختلفات توجد بي كتب العهد العتيق بعضها مع بعض وبي الناجيل بعضها مع بعض وبي النيل والعهد العتيق ،كما
عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول .وتوجد ف النسخ الثلث للتوراة ،أعن العبانية واليونانية والسامرية ،وقد حصل لك الطلع على بعض الختلفات
أيضا ف الباب الثان ،لكن القسيسي من عادتم أنم يغلطون عوام السلمي ف كثي من الوقات بذه الشبهة فالنسب أن أذكر بعض هذه الختلفات ول
أخاف من التطويل اليسي لنه ل يلو من الفائدة الهمة( .الختلف الول) أن الزمان من خلق آدم إل زمن الطوفان باعتبار العبانية ألف وستمائة وست
وخسون سنة [ ]1656وباعتبار اليونانية ألفان ومائتان واثنتان وستون سنة [ ]2262وعلى وفق السامرية ألف وثلثمائة وسبع سني [( .]1307الختلف
الثان) أن الزمان من الطوفان إل ولدة إبراهيم عليه السلم باعتبار العبانية مائتان واثنتان وتسعون سنة [ ]292وباعتبار اليونانية ألف واثنتان وسبعون سنة [
]1072وباعتبار السامرية تسعمائة واثنتان وأربعون سنة [( .]942الختلف الثالث) يوجد ف النسخة اليونانية بي أرفخشد وشال بطن واحد ،هو قينان،
ول يوجد ف العبانية والسامرية ول ف السفر الول من أخبار اليام ،وف تاريخ يوسيفس ،لكن لوقا النيلي اعتمد على اليونانية فزاد قينان ف بيان نسب
السيح فيجب على السيحيي أن يعتقدوا صحة اليونانية وكون غيها غلطا لئل يلزم كذب إنيلهم.
(الختلف الرابع) أن موضع بناء اليكل أعن السجد باعتبار العبانية جبل عيبال ،وباعتبار السامرية جبل جرزي ،وقد عرفت حال هذه الختلفات ف الباب
الثان فل أطول الكلم ف توضيحها( .الختلف الامس) إن الزمان من خلق آدم إل ميلد السيح باعتبار العبانية [ ]4004وباعتبار اليونانية []5872
وباعتبار السامرية [ ]4700وف الجلد الول من تفسي هنري واسكات (أن اهليز أخذ التاريخ بعد تصحيح أغلط يوسيفس واليونانية وعلى تقيقه من خلق
العال إل ميلد السيح [ ]5411ومن الطوفان إل اليلد [ ]3155انتهى .وجارلس روجر ف كتابه الذي قابل فيه التراجم النليزية نقل خسة وعشرين قولً
من أقوال الؤرخي ف بيان الدة الت من خلق العال إل ميلد السيح وإل سنة ألف وثانائة وسبع وأربعي ،ث اعترف أنه ل يطابق قولن منها أو أن تييز
الصحيح عن الغلط مال ،وأنا أنقل ترجة كلمه وأكتفي ببيانا إل ميلد السيح لن الدة الت بعدها ل اختلف فيها للمؤرخي فل حاجة إل نقل الغاية
الخرى.
(ول يطابق قولن من هذه القوال ،ومن ل يتأمل ف هذا المر ف حي من الحيان يفهم أن هذا المر العجيب ف غاية الشكال ،لكن الظاهر أن الؤرخي
القدسي ل يريدوا ف حي من الحيان أن يكتبوا التاريخ بالنظم ول يكن الن لحد أن يعلم العدد الصحيح) انتهى كلم جارلس روجر .فظهر من كلمه أن
معرفة الصحيح الن مال جدا ،وأن الؤرخي من أهل العهد العتيق أيضا كتبوا ما كتبوا رجا بالغيب ،وأن الرائج العام ف اليهود يالف الرائج العام ف
السيحيي ،فأنصف أيها اللبيب ،إنه لو فهمت مالفة القرآن الجيد لتاريخ من تواريهم القدسة الت حالا كما عرفت ،ل تشك لجل هذه الخالفة ف القرآن،
ل واللّه بل نقول إن مقدسيهم غلطوا وكتبوا ما كتبوا سيما إذا لحظنا تواريخ العال جزمنا أن ترير مقدسيهم ف أمثال هذه المور ليس له إل رتبة الظن
والتخمي ،ولذلك ل نعتمد على هذه القوال الضعيفة.
قال العلمة تقي الدين أحد بن علي القريزي ف الجلد الول من تاريه ،ناقلً عن الفقيه الافظ أب ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم:
(وأما نن -يعن أهل السلم -فل نقطع على علم عدد معروف عندنا ومن ادعى ف ذلك سبعة آلف سنة أو أكثر أو أقل ،فقد قال ما ل يأت قط عن
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيه لفظة تصح عنه عليه السلم خلفه ،بل نقطع على أن للدنيا أمدا ل يعلمه إل اللّه تعال قال اللّه تعال{ :ما أشهدتم خلق
السماوات والرض ول خلق أنفسهم} وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم( :ما أنتم ف المم قبلكم إل كالشعرة البيضاء ف الثور السود أو الشعرة السوداء
ف الثور البيض) ،وهذه نسبة من تدبرها وعرف مقدار عدد أهل السلم ونسبة ما بأيديهم من معمور الرض وأنه الكثر علم أن للدنيا أمدا ل يعلمه إل اللّه
تعال) انتهى كلمه بلفظه ،وهو متار الفقي أيضا والعلم التام عند اللّه وهو أعلم.
(الختلف السادس) أن الكم الادي عشر الزائد على الحكام العشرة الشهورة يوجد ف السامرية ول يوجد ف العبانية( .الختلف السابع) الية الربعون
من الباب الثان عشر من سفر الروج ف العبانية هكذا( :فكان جيع ما سكن بنو إسرائيل ف أرض مصر أربعمائة وثلثي سنة) وف السامرية واليونانية هكذا:
(فكان جيع ما سكن بنو إسرائيل وآباؤهم وأجدادهم ف أرض كنعان وأرض مصر أربعمائة وثلثي سنة) والصحيح ما فيهما وما ف العبانية غلط يقينا.
(الختلف الثامن) ف الية الثامنة من الباب الرابع من سفر التكوين ف العبانية هكذا( :وقال قائي لابيل أخيه ولا صار ف القل) وف السامرية واليونانية
هكذا( :وقال قائي لابيل أخيه تعال نرج إل القل ولا صارا ف القل) والصحيح ما فيهما عند مققيهم( .الختلف التاسع) ف الية السابعة عشرة من الباب
السابع من سفر التكوين ف العبانية هكذا( :وصار الطوفان أربعي يوما على الرض) .وف اليونانية هكذا( :وصار الطوفان أربعي يوما وليلة على الرض)
والصحيح ما ف اليونانية( .الختلف العاشر) ف الية الثامنة من الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين ف العبانية هكذا( :حت تتمع الاشية) .وف السامرية
واليونانية وكن كات والترجة العربية ليوب كينت هكذا( :حت تتمع الرعاة) .والصحيح ما ف هذه الكتب ل ما ف العبانية( .الختلف الادي عشر) ف
الية الثانية والعشرين من الباب الامس والثلثي من سفر التكوين ف العبانية هكذا( :وضاجع بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل) وف اليونانية هكذا( :وضاجع
بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل وكان قبيحا ف نظره) والصحيح ما ف اليونانية.
(الختلف الثان عشر) ف أول الية الامسة من الباب الرابع والربعي من سفر التكوين توجد ف اليونانية هذه الملة( :لا سرقتم صواعي) ول توجد ف
العبانية والصحيح ما ف اليونانية( .الختلف الثالث عشر) ف الية الامسة والعشرين من الباب المسي من سفر التكوين ف العبانية هكذا( :فاذهبوا بعظامي
من ههنا) وف اليونانية والسامرية هكذا( :فاذهبوا بعظامي من ههنا معكم)( .الختلف الرابع عشر) ف آخر الية الثانية والعشرين من الباب الثان من سفر
الروج ف اليونانية هذه العبارة( :وولدت أيضا غلما ثانيا ودعا اسه العازار فقال من أجل أن إله أب أعانن وخلصن من سيف فرعون) ول توجد ف العبانية،
والصحيح ما ف اليونانية وأدخلها مترجو العربية ف تراجهم( .الختلف الامس عشر) ف الية العشرين من الباب السادس من سفر الروج ف العبانية
هكذا( :فولدت له هارون وموسى) وف السامرية واليونانية هكذا( :فولدت له هارون وموسى ومري أختهما) والصحيح ما فيهما( .الختلف السادس عشر)
www.barsoomyat.com – 27إظهار الحق – رحمت ال هندي
توجد ف آخر الية السادسة من الباب العاشر من سفر العدد ف الترجة اليونانية هذه العبارة( :وإذا نفخوا مرة ثالثة ترفع اليام الغربية للرتال ،وإذا نفخوا مرة
رابعة ترفع اليام الشمالية للرتال) ول توجد ف العبانية والصحيح ما ف اليونانية( .الختلف السابع عشر) توجد ف النسخة السامرية ف الباب العاشر من
سفر العدد ما بي الية العاشرة والادية عشرة هذه العبارة( :قال الرب ماطبا لوسى :إنكم جلستم ف هذا البل كثيا فارجعوا وهلموا إل جبل المورانيي
وما يليه إل العرباء وإل أماكن الطور والسفل قبالة التيمن وإل شط البحر أرض الكنعانيي ولبنان وإل النهر الكب نر الفرات هو ذا أعطيتكم الرض فادخلوا
ورثوا الرض الت خلف الرب لبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها وللفكم من بعدكم) انتهت .ول توجد هذه العبارة ف العبانية .قال
الفسر هارسلي ف الصفحة 161من الجلد الول من تفسيه( :توجد ف النسخة السامرية ما بي الية العاشرة والادية عشرة من الباب العاشر من سفر العدد
العبارة الت توجد ف الية السادسة والسابعة والثامنة من الباب الول من سفر الستثناء ،وظهر هذا المر ف عهد بروكوبيس).
(الختلف الثامن عشر) ف الباب العاشر من الستثناء ف العبانية هكذا( :6 :ث ارتل بنو إسرائيل من بيوت بن يعقن إل موشرا ومات هناك هارون وقب
هناك ث حب بعده العازار ابنه) ( :7ومن ث أتوا إل غدغادوا وارتلوا من هناك وحلوا ف يطبشا أرض الياه والسواقي) ( :8ف ذلك الزمان اعتزل سبط لوى
ليحمل التابوت الذي فيه ميثاق الرب ويقوم قدامه ف الدمة ويبارك باسه حت إل هذا اليوم).
وهذه العبارة تالف عبارة الباب الثالث والثلثي من سفر العدد ف تفصيل الراحل .وتوجد ف السامرية ف كتاب الستثناء أيضا العبارة الت ف سفر العدد
وعبارة سفر العدد هكذا( :30 :وارتلوا من حشمونا وأتوا مشروت) ( :31ومن مشروت نزلوا ف بن عقان) ( :32وارتلوا من بن عقان وأتوا جبل جد
جاد) ( :33وارتلوا من ث ونزلوا ف يطبث) ( :34ومن يطبث أتوا عفرونا) ( :35وارتلوا من عفرونا ونزلوا ف عصينجي) ( :36وارتلوا من ث وأتوا برية
سي ،فهذه هي قادس) ( :37وارتلوا من قادس ف هور الطور الذي ف أقصى أرض أدوم) ( :38ث صعد هارون الب إل هور البل عن أمر الرب فمات
هناك ف سنة أربعي من خروج بن إسرائيل من مصر ف الشهر الامس ف اليوم الول من الشهر) ( :39وهارون يومئذ ابن مائة وثلث وعشرون سنة) :40
(وسع الكنعان ملك غارد الذي كان يسكن التيمن ف أرض كنعان أن جاء بنو إسرائيل) ( :41ث ارتلوا من هور الطور ونزلوا ف صلمونا) ( :42وارتلوا من
ث وأتوا فينون) ال .ونقل آدم كلرك ف الصفحة 779و 780من الجلد الول من تفسيه ف شرح الباب العاشر من كتاب الستثناء تقرير كن كات ف
غاية الطناب وخلصته( :أن عبارة الت السامري صحيحة ،وعبارة العبي غلط وأربع آيات ما بي الية الامسة والعاشرة أعن الية السادسة إل التاسعة ههنا
أجنبية مضة لو أسقطت ارتبط جيع العبارة ارتباطا حسنا ،فهذه اليات الربع كتبت من غلط الكاتب ههنا وكانت من الباب الثان من كتاب الستثناء)
انتهى .وبعد نقل هذا التقرير أظهر رضاه عليه وقال( :ل يعجل ف إنكار هذا التقرير) .أقول يدل على إلاقية اليات الربع ف الملة الخية الت توجد ف آخر
الية الثامنة.
(الختلف التاسع عشر) الية الامسة من الباب الثان والثلثي من كتاب الستثناء ف العبانية هكذا( :هم أخرجوا نفوسهم .عيبهم ليس عيبا يكون على
أبنائه هم اليل العوج التعسف) وف اليونانية والسامرية هكذا( :أخربوهم ليسوا له هم أبناء الغلط والعيب) وف تفسي هنري واسكات (هذه العبارة أقرب إل
الصل) انتهى .وقال الفسر هارسلي ف الصفحة 215من الجلد الول هكذا( :فلتقرأ هذه الية على وفق السامرية واليونانية وهينول كينت وكن كات والت
العبي مرف ههنا) انتهى ،وهذه الية ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1831وسنة 1844وسنة 1848هكذا( :أخطوا إليه ،وهو بريء من أبناء القبائح
أيها اليل العوج التلوي).
(الختلف العشرون) الية الثانية من الباب العشرين من سفر التكوين ف العبانية هكذا( :قال عن سارة امرأته إنا أخت ووجه أب ملك جرارا وأخذها) .وف
تفسي هنري واسكات أن هذه الية ف اليونانية هكذا( :وقال عن سارة امرأته أنا أخت لنه كان خائفا من أن يقول إنا امرأته ظانا أن أهل البلدة يقتلونه
بسببها فوجه أب ملك سلطان فلسطي أناسا وأخذها) انتهى .فهذه العبارة( :لنه كان خائفا من أن يقول إنا امرأته ظانا أن أهل البلدة يقتلونه بسببها) .ل
توجد ف العبانية.
(الختلف الادي والعشرون) توجد ف الباب الثلثي من سفر التكوين بعد الية السادسة والثلثي هذه العبارة ف السامرية( :وقال ملك الرب ليعقوب :يا
يعقوب ،فقال لبيك .قال اللك ارفع طرفك وانظر إل التيوس والفحول الت تضرب النعاج والعز فإنم بلقاء ومثمرة ومنقطة فقد رأيت ما فعل بك لبان ،أنا إله
بيت ايل حيث مسحت قائمة الجر ونذرت ل نذرا والن قم فاخرج من هذه الرض إل أرض ميلدك) ول توجد ف العبانية.
www.barsoomyat.com – 28إظهار الحق – رحمت ال هندي
(الختلف الثان والعشرون) توجد بعد الملة الول من الية الثالثة من الباب الادي عشر من سفر الروج هذه العبارة ف النسخة السامرية( :وقال موسى
لفرعون الرب يقول إسرائيل ابن ،بل بكري ،فقلت لك أطلق ابن ليعبدن وأنت أبيت أن تطلقه ،ها أنا ذا سأقتل ابنك بكرك) ول توجد ف العبانية.
(الختلف الثالث والعشرون) الية السابعة من الباب الرابع والعشرين من سفر العدد ف العبانية هكذا( :يري الاء من دلوه وذريته باء كثي فيتعال من أجاج
ملكه وترفع ملكته) وف اليونانية( :ويظهر منه إنسان وهو يكم على القوام الكثية وتكون ملكته أعظم من ملكة أجاج وترتفع ملكته).
(الختلف الرابع والعشرون) توجد ف الية الادية والعشرين من الباب التاسع من سفر الحبار ف العبانية هذه الملة( :كما أمر موسى) وتوجد بدلا ف
اليونانية والسامرية هذه الملة( :كما أمر الرب موسى).
(الختلف الامس والعشرون) الية العاشرة من الباب السادس والعشرين من سفر العدد ف العبانية هكذا( :ففتحت الرض فاها وابتلعت قورح ف موت
الماعة مع الائتي والمسي الذين أحرقتهم النار وكانت آية عظيمة) ،وف السامرية هكذا( :وابتلعتهم الرض ولا ماتت الماعة وأحرقت النار قورح مع
الائتي والمسي فصار عبة) وف تفسي هنري واسكات( :إن هذه العبارة مناسبة للسياق والية السابعة عشرة من الزبور الائة والسادس) انتهى.
(الختلف السادس والعشرون) استخرج مققهم الشهور ليكلرك اختلفات بي السامرية والعبانية وقسمها إل ستة أقسام:
(القسم الول) الختلفات الت فيها السامرية أصح من العبانية وهي أحد عشر اختلفا.
(والقسم الثان) الختلفات الت تقتضي القرينة والسياق فيها صحة ما ف السامرية وهي سبعة اختلفات.
(والقسم الثالث) الختلفات الت توجد فيها زيادة ف السامرية وهي ثلثة عشر اختلفا.
(والقسم الرابع) الختلفات الت فيها حرفت السامرية والحرف مقق فطن ،وهي سبعة عشر اختلفا.
(والقسم الامس) الختلفات الت فيها السامرية ألطف مضمونا وهي عشرة اختلفات.
(والقسم السادس) الختلفات الت فيها السامرية ناقصة ،وها اختلفان .وتفصيل الختلفات الذكورة هكذا:
قال مققهم الشهور هورن ف الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ( :1822إن الحقق الشهور ليكلرك قابل العبانية بالسامرية بالد والتدقيق واستخراج هذه
الواضع ،وف هذه الواضع للسامرية بالنسبة إل العبانية نوع صحة) انتهى.
ول يظن أحد انصار مواضع الخالفة بي العبانية والسامرية ف الستي على ما حقق ليكلرك ،لن الختلف الرابع والثامن والعاشر والامس عشر والسابع
عشر والثامن عشر والثان والعشرين والرابع والعشرين والامس والعشرين ليست بداخلة ف هذه الستي ،بل مقصود ليكلرك ضبط الواضع الت فيها مالفة
كثية بي النسختي عنده ،ول يدخل ف هذه الستي ما ذكرت إل أربعة اختلفات ،فإذا أخذنا جيع الختلفات الذكورة ف الشواهد الستة والعشرين بعد
إسقاط الشترك صار اثني وثاني شاهدا من الختلفات الت بي النسخ الثلث للتوراة ،فأكتفي عليها ول أذكر الختلفات الت بي العبانية واليونانية بالنسبة
إل الكتب الخرى من العهد العتيق خوفا من التطويل ،وهذا القدر يكفي اللبيب .وظهر أن قول الطاعن باعتبار النوع الثالث أيضا ساقط عن العتبار بثل
سقوطه باعتبار النوعي الولي.
(الشبهة الثالثة) يوجد ف القرآن أن الداية والضلل من جانب اللّه تعال ،وأن النة مشتملة على النار والور والقصور ،وأن الهاد على الكفار مأمور به
وهذه الضامي قبيحة تدل على أن القرآن ليس كلم اللّه ،وهذه الشبهة أيضا من أقوى شبههم قلما تلو رسالة من رسائلهم تكون ف رد أهل السلم ول
توجد فيها هذه الشبهة ،ولم ف بيانا على قدر اختلف أذهانم تقريرات عجيبة يتحي الناظر من تعصباتم بعد ملحظة هذه التقريرات.
(أقول) ف الواب عن المر الول أنه قد وقع ف مواضع من كتبهم القدسة أمثال هذا الضمون فيلزم عليهم أن يقولوا إن كتبهم القدسة ليست من جانب اللّه
يقينا ،وأنا أنقل بعض اليات عنها ليظهر الال للناظر -الية الادية والعشرون من الباب الرابع من سفر الروج هكذا( :وقال له الرب وهو راجع إل مصر
انظر جيع العجائب الت وضعتها بيدك أعملها قدام فرعون فأنا أقسي قلبه فل يطلق الشعب).
ث قول اللّه ف الية الثالثة من الباب السابع من سفر الروج هكذا( :إن أقسي قلب فرعون وأكثر آيات وعجائب ف أرض مصر) وف الباب العاشر من سفر
الروج هكذا( :1 :وقال الرب لوسى ادخل عند فرعون لن قسيت قلبه وقلوب عبيده لكي أصنع به آيات هذه) ( :20وقسى الرب قلب فرعون ول يطلق
بن إسرائيل) ( :27فقسى الرب قلب فرعون ول يشأ أن يرسلهم) وف الية العاشرة من الباب الادي عشر من سفر الروج هكذا( :وقسى الرب قلب فرعون
فلم يرسل بن إسرائيل من أرضه) فظهر من هذه اليات أن اللّه كان قد قسى قلوب فرعون وعبيده لتكثي معجزات موسى عليه السلم ف أرض مصر.
والية الرابعة من الباب التاسع والعشرين من كتاب الستثناء هكذا( :ول يعطيكم الرب قلبا فهيما ول عيونا تنظرون با ول آذانا تسمعون با حت اليوم).
والية العاشرة من الباب السادس من كتاب أشعيا هكذا( :أعم قلب هذا الشعب وثقل آذانه وغمض عيونه لئل يبصر بعينه ويسمع بأذنه ويفهم بقلبه ويتوب
فأشفيه) .والية الثامنة من الباب الادي عشر من الرسالة الرومية هكذا( :كما هو مكتوب أعطاهم اللّه روح سبات وعيونا ل يبصرون با وآذانا ل يسمعون
با حت اليوم).
وف الباب الثان عشر من إنيل يوحنا هكذا( :ل يقدروا أن يؤمنوا لن أشعيا قال أيضا قد عمى عيونم وأغلظ قلوبم لئل يبصروا بعيونم ويشعروا بقلوبم
ويرجعوا فأشفيهم) فعلم من التوراة وكتاب أشعيا والنيل أن اللّه أعمى عيون بن إسرائيل وأغلظ قلوبم وأثقل آذانم لئل يتوبوا فيشفيهم فلذلك ل يبصرون
الق ول يتفكرون فيه ول يسمعونه ،ول يزيد معن ختم اللّه على القلوب والسمع على هذا .والية السابعة عشرة من الباب الثالث والستي من كتاب أشعيا ف
الترجة العربية الطبوعة سنة 1671وسنة 1831وسنة 1844هكذا( :لاذا أضللتنا يا رب عن طرقك أقسيت قلوبنا أن ل نشاك فالتفت بسبب عبيدك
سبط مياثك).
www.barsoomyat.com – 30إظهار الحق – رحمت ال هندي
والية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال ف التراجم السطورة هكذا( :والنب إذا ضل وتكلم بكلم فأنا الرب أضللت ذلك النب وأمد يدي عليه
وأهلكه من بي شعب إسرائيل) فوقع ف كلم أشعيا صراحة( :أضللتنا يا رب وأقسيت قلوبنا) وف كلم حزقيال( :أنا الرب أضللت ذلك النب).
وف الباب الثان والعشرين من سفر اللوك الول هكذا( :19 :ث قال ميخا أيضا من أجل هذا فاسع قول الرب :رأيت الرب جالسا على كرسيه وجيع أجناد
السماء قياما حوله عن يينه وعن شاله) ( :20فقال الرب من يدع أخاب ملك إسرائيل فيصعد ليسقط تراموث جلعاد وقال بعضهم قولً وقال بعضهم قولً
أخر) ( :21فخرج روح وقام قدام الرب وقال أنا أخدعه فقال له الرب باذا) ( :22فقال أنا أخرج فأكون روح ضللة ف أفواه جيع أنبيائه ،فقال له الرب
تدع وتقدر على ذلك اخرج وافعل وكذلك) ( :23والن قد جعل الرب روح ضللة ف أفواه جيع أنبيائك) وكانوا نو أربعمائة (هؤلء والرب قال عليك
بالشر) وهذه الرواية صرية ف أن اللّه تعال يلس على كرسيه وينعقد عنده مفل الشاورة للغواء والدع (كما ينعقد مفل بارلنت ف لندن لجل بعض أمور
السلطنة) فيحضر جيع أجناد السماء ،فبعد الشاورة يرسل روح الضللة فيقع هذا الروح ف الفواه ويضل الناس .فانظر أيها اللبيب إذا كان اللّه وأجناد السماء
يريدون إغواء النسان فكيف ينجو النسان الضعيف ،وههنا عجب آخر وهو أن اللّه شاور وأرسل روح الضللة بعد الشاورة ليخدع أخاب فكيف أظهر
ميخا الرسول سر مفل الشورى ونبه أخاب عليه.
وف الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي هكذا( :11 :ولجل هذا) أي لعدم قبولم مبة الق (سيسل إليهم عمل الضلل حت يصدقوا الكذب)
( :34لكي يدان جيع الذين ل يصدقوا الق بل سروا بالث) .فمقدسهم ينادي أن اللّه يرسل إل الالكي عمل الضلل أولً فيصدقون الكذب فيدينهم ،وإذا
فرغ السيح عليه السلم من توبيخ الدن الت ل يتب أهلها فقال( :أحدك أيها الب رب السماء والرض لنك أخفيت هذه عن الكماء والفهماء وأعلنتها
للطفال ،نعم أيها الب لن هكذا صارت السرة أمامك) كما هو مصرح ف الباب الادي عشر من إنيل مت ،فالسيح عليه السلم يصرح بأن اللّه أخفى الق
عن الكماء فأظهره للطفال ويمد على هذا المر ويقول وكان رضا اللّه هكذا ،والية السابعة من الباب الامس والربعي من كتاب أشعيا ف الترجة العربية
الطبوعة سنة 1671وسنة 1831هكذا( :الصور النور والالق الظلمة الصانع السلم والالق الشر أنا الرب الصانع هذه جيعها).
وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة 1838هكذا( :سازنده نور وافر يننده تاريكي منم صلح دهنده وظاهر كننده شر منكه خداوندم ابن هه أشيار بوجود مي
آرام) وف الية الثامنة والثلثي من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا( :أمن فم الرب ل يرج الشر والي) وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة :1838
(آياخي وشرازدهان خداصادر ني شود) والستفهام إنكاري والراد أن الي والشر كلها يصدران عن اللّه تعال .وف الية الثانية عشرة من الباب الول من
كتاب ميخا ف التراجم الذكورة هكذا :فإن الشر نزل من قبل الرب إل باب أورشليم) .وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ( :1838أما هربدي بردر وازه
أورشليم أزخد أوندنازل شد) فظهر أن خالق الشر هو اللّه تعال كما هو خالق الي .وف الباب الثامن من الرسالة الرومية هكذا( :29 :لن الذين عرفهم
بسبق علم قصدهم أن يكونوا شركاء لشبه ابنه ليكون هو بكر الخوة كثيين) ( :30والذين سبق فعينهم فهؤلء دعاهم أيضا) ال وف الباب التاسع من
ل خيا وشرا لكي يثبت قصد اللّه حسب الختيار ليس من العمال بل من الذي يدعو) ( :12قيل لا إن الرسالة الذكورة ( :11وها ل يولدا بعد ول فع ً
الكبي يستعبد للصغي) ( :13كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) ( :14فإذا نقول ألعل عند اللّه ظلما حاشا) ( :15لنه يقول لوسى ارحم من
أرحم وترأف على من أترأف) ( :16فإذن ليس لن يشأ ول لن يسعى بل اللّه الذي يرحم) ( :17لنه يقول الكتاب لفرعون إن لذا بعينه أقمتك لكي أظهر
فيك قوت ولكي ينادي باسي ف كل الرض) ( :18فإذن هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء) ( :19فستقول ل :لاذا يلوم بعد لن من يقاوم مشيئته) :20
(بل من أنت أيها النسان الذي تاوب اللّه ألعل البلة تقول لابلها لاذا صنعتن هكذا؟) ( :21أم ليس للخزاف سلطان على الطي أن يصنع من كتلة واحدة
إناء للكرامة وآخر للهوان) فهذه العبارة من مقدسهم كافية لثبات القدر ،وكون الداية والضلل من جانبه .ولنعم ما قال أشعيا عليه السلم ف الية التاسعة من
الباب الامس والربعي من كتابه( :الويل لن يالف جابلة خزف من خزاف الرض هل يقول الطي لابله ماذا تصنع هل يقول عملك ليس اليدان لك)
وبالنظر إل هذه اليات لعل مقتدى فرقة بروتستنت لو طرمال إل الب كما يدل عليه ظاهر كلمه ذكر ف الصفحة 277من الجلد التاسع من كاثلك هرلد
أقوال القتدى المدوح فأنقل عنها قولي( 1 :طبع النسان كالفرس إن ركبه اللّه يشي كما يريد وإن ركبه الشيطان يشي كما يشي الشيطان ،وهو ل يتار
راكبا من نفسه بل يتهد الركبان أن أيا منهم يصله ويتسلط عليه) ( 2إذا وجد أمر ف الكتب القدسة بأن افعلوا هذا المر فافهموا أن هذه الكتب تأمر عدم
فعل هذا المر السن لنك ل تقدر على فعله) انتهى .فالظاهر من كلمه أنه يعتقد الب .وقال القسيس طامس أنكلس كاتلك ف الصفحة 33من كتابه
السمى برآة الصدق الطبوع سنة 1851طاعنا على فرقة بروتستنت هكذا( :وعاظهم القدماء علموهم هذه القوال الكروهة) ( 1أن اللّه موجد العصيان) 2
(وأن النسان ليس متارا على أن يتنب عن الث) ( 3وأن العمل على الحكام العشرة غي مكن) ( 4وأن الكبائر وإن كانت عظيمة ل توصل النسان إل
www.barsoomyat.com – 31إظهار الحق – رحمت ال هندي
النقص ف نظر اللّه) ( 5وأن اليان فقط ينجي النسان لننا ندان باليان فقط وهذا التعليم أنفع وتعليم ملوء بالطمأنينة) ( 6وأن أب إصلح الدين يعن لوطر
قال آمنوا فقط واعلموا يقينا أنه يصل لكم النجاة بل مشقة الصوم وبل مؤنة التقوى وبل مشقة العتراف وبل مشقة المور السنة ولكم ناة نفيسة بل شبهة
كما للمسيح نفسه أذنبوا بالرأة التامة أذنبوا وآمنوا فقط وينجيكم باليان وإن ابتليتم ف يوم واحد ألف مرة بالزنا أو القتل آمنوا فقط أنا أقول إن إيانكم
ينجيكم) انتهى ،فظهر أن ما قال علماء بروتستنت ف المر الول ف حق القرآن مردود بل شبهة مالف لكتبهم القدسة ،ولقول مقتداهم :ول يلزم من خلق
الشر أن يكون اللّه شريرا كما ل يلزم من خلق السواد والبياض وغيها من العراض أن يكون أسود أو أبيض ،والكمة ف خلق الشر كما هي ف خلق
الشيطان الذي هو أصل الشرور ورأس الفاسد مع علم اللّه الزل بأن الشيطان يصدر عنه كذا وكذا ،وكما هي ف خلق الشهوة والرص ف طبع النسان مع
علمه الزل با يترتب عليهما ف كل فرد من أفراد النسان وكما كان اللّه قادرا على أن ل يلق الشيطان أو يلقه ول يعطيه القدرة على الغراء وينعه عن
الشر ،ومع ذلك خلق ول ينعه عن الشر لكمة ما ،فكذلك قادر على أن ل يلق الشر ولكنه ف خلقه له حكمة ما.
(وأما الواب عن المر الثان) فهو أنه ل قبح ف كون النة مشتملة على الور والقصور وسائر النعيم عند العقل ،ول يقول أهل السلم إن لذات النة
مقصورة على اللذات السمانية فقط كما يقول علماء بروتستنت غلطا أو تغليطا للعوام ،بل يعتقدون بنص القرآن أن النة تشتمل على اللذات الروحانية
والسمانية ،والول أفضل من الثانية ويصل كل النوعي للمؤمني .قال اللّه ف سورة التوبة{ :وعد اللّه الؤمني والؤمنات جنات تري من تتها النار
خالدين فيها ومساكن طيبة ف جنات عدن ورضوان من اللّه أكب ذلك هو الفوز العظيم} فقوله ورضوان من اللّه -الية -معناه أن رضوانا من اللّه أكب منلة
من كل ما سلف ذكره من النات والنار والساكن الطيبة وهذا القول يدل على أن أفضل ما يعطي اللّه ف النة هي اللذات الروحانية وإن كان يعطي اللذات
السمانية أيضا .ولذلك قال ذلك هو الفوز العظيم ،لن النسان ملوق من جوهرين لطيف علوي وكثيف سفلي جسمان ،وانضم إليهما حصول سعادة
ل إل السعادات اللئقة وشقاوة ،فإذا حصلت اليات السمانية وانضم إليها حصول السعادات الروحانية ،كان الروح فائزا بالسعادات اللئقة به والسد واص ً
به ،ول شك أن ذلك هو الفوز العظيم ،وإن قال علماء بروتستنت إن اجتماعهما أيضا ف النة قبيح ف عقولنا .أقول لم ل تضطربوا فإنه ل يصل لكم إن شاء
اللّه ،وقد عرفت ف الباب الول أن النيل عندنا عبارة عما أنزل على عيسى عليه السلم فقط ،فلو وجد ف قول من القوال السيحية ما يالف ظاهره حكم
القرآن ،فمع قطع النظر عن أنه مروي برواية الحاد ،وعن أن مالفة كتبهم القدسة ل تضر القرآن ،كما عرفت ف جواب الشبهة الثانية .أقول إن ذلك القول
يكون مئولً ألبتة ،وكون أهل النة كاللئكة ف زعمهم ل يناف الكل والشرب على حكم كتبهم ،أل يرون أن اللئكة الثلثة الذين ظهروا لبراهيم وأحضر
لم إبراهيم عليه السلم عجلً حنيذا وسنا ولبنا أكلوا هذه الشياء كما صرح به ف الباب الثامن عشر من سفر التكوين ،وأن اللكي اللذين جاءا إل لوط عليه
السلم وصنع لما وليمة وخبزا فطيا أكل كما صرح به ف الباب التاسع عشر من سفر التكوين ،والعجب أنم لا اعترفوا بالشر السمان فأي استبعاد ف
اللذات السمانية ،نعم لو كانوا منكرين للحشر مطلقا كمشركي العرب ،أو كانوا منكرين للحشر السمان ومعترفي بالشر الروحان كاتباع أرسطو لكان
لستبعادهم وجه بسب الظاهر .وعندهم تسد اللّه وما انفك عنه الكل والشرب وسائر اللوازم السدانية باعتبار أنه إنسان ،ولا ل يكن عيسى عليه السلم
مرتاضا مثل يي ف الجتناب عن الطعمة النفسية وشرب المر كان النكرون يطعنون عليه بأنه أكول وشريب كما هو مصرح به ف الباب الادي عشر من
إنيل مت .وعندنا هذا الطعن مردود لكنا نقول إنه ل شك أن عيسى عليه السلم باعتبار السمية كان إنسانا فقط ،فكما أن الطعمة النفيسة وشرب المر ما
كانا مانعي ف حقه عليه السلم عن اللذات الروحانية مع كونه ف هذه الدار الدنيا بل كان على حضرته غلبة الحكام الروحانية ،فكذلك اللذات السمانية ل
تكون مانعة عن اللذات الروحانية لهل النة مع كونم ف النشأة الخرى.
(وأما الواب عن المر الثالث) فيجيء ف الباب السادس إن شاء اللّه لن الهاد ف مطاعن النب صلى اللّه عليه وسلم عندهم من أعظم الطاعن فأذكره ف
الطاعن هناك.
(الشبهة الرابعة) أن القرآن ل يوجد فيه ما يقتضيه الروح ويتمناه( .والواب) أن ما يقتضيه الروح ويتناه أمران :العتقادات الكاملة والعمال الصالة ،والقرآن
مشتمل على بيان كل النوعي على أكمل وجه كما عرفت ف جواب الشبهة الول ،ول يلزم من عدم بعض المور الت هي مقتضيات الروح على زعم علماء
بروتستنت نقصان القرآن كما ل يلزم نقصان التوراة والنيل والقرآن من عدم المر الذي هو مقتضى الروح على زعم علماء مشركي الند من الباهة ،كما
سعت منهم أنم يقولون إن ذبح اليوان لجل الكل والتلذذ خلف مقتضى الروح وغي مستحسن عند العقل جدا ،ول يتصور أن يصل له الجازة فيه من
جانب اللّه ،فالكتاب الشتمل عليه ل يكون من جانب اللّه.
www.barsoomyat.com – 32إظهار الحق – رحمت ال هندي
(الشبهة الامسة) يوجد ف القرآن الختلفات العنوية مثلً ،قوله{ :ل إكراه ف الدين} وقوله ف سورة الغاشية{ :فذكر إنا أنت مذكر لست عليهم بسيطر}
وقوله ف سورة النور{ :قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنا عليه ما ُحمّل وعليكم ما ُحمّلتم وإن تطيعوه تتدوا وما على الرسول إل البلغ البي}.
وهذه اليات تالف اليات الت فيها أمر الهاد .ووقع ف أكثر اليات أن السيح إنسان ورسول فقط ،ووقع ف موضع بضدها أنه ليس من جنس البشر بل
منلته أعلى منه .الول قوله ف سورة النساء{ :إنا السيح عيسى ابن مري رسول اللّه وكلمته ألقاها إل مري وروح منه} والثان قوله ف سورة التحري{ :ومري
ابنة عمران الت أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا} وهذان الختلفان من أعظم الختلفات ف زعم القسيسي ولذا اكتفى عليهما صاحب ميزان الق ف
الفصل الثالث من الباب الثالث منه( .وأقول) ف الواب عن الختلف الول أن هذا ليس باختلف ،بل هذا الكم كان قبل الهاد فلما نزل حكم الهاد
نسخ هذا الكم ،والنسخ ليس باختلف معنوي وإل يلزم أن يكون بي النيل والتوراة ف جيع الحكام النسوخة اختلف معنوي ،وكذا ف نفس أحكام
التوراة وكذا ف نفس أحكام النيل كما عرفت ف الباب الثالث با ل مزيد عليه ،على أن قوله تعال{ :ل إكراه ف الدين} ليس بنسوخ وقد عرفت الواب
عن الختلف الثان ف المر السابع من مقدمة الكتاب وظهر لك هناك أن القولي الذكورين ل يدلن على أن عيسى بن مري ليس من جنس البشر وفهم هذا
العن وهم صرف وظن فاسد ،والعجب من هؤلء العقلء أنم ل يرون الختلفات والغلط الت وقعت ف كتبهم كما علمت بعضا منها ف الفصل الثالث من
الباب الول
الفصل الثالث :ف إثبات صحة الحاديث النبوية ف كتب الصحاح من كتب أهل السنة والماعة.
وهذا الفصل مشتمل على ثلث فوائد:
(الفائدة الول) جهور أهل الكتاب من اليهود والسيحيي كانوا يعتبون سلفا وخلفا الروايات اللسانية كالكتوب ،بل جهور اليهود يعتبونا اعتبارا أزيد من
الكتوب ،وفرقة كتلك تعتبها مساوية له وتعتقد أن كليهما واجبا التسليم وأصلن لليان وجهور بروتستنت من السيحيي أنكروها كما أنكرها الصادوقيون
من فرقة اليهود ،وهؤلء النكرون من بروتستنت كانوا مضطرين ف إنكارها ،لنم لو ل ينكروها لا أمكن لم بيان أصول ملتهم وعقائدهم الديدة ،لكنهم مع
ذلك يتاجون إليها ف مواضع كثية ويوجد سند اعتبارها من كتبهم القدسة ،كما سيظهر لك جيع هذه المور إن شاء اللّه تعال.
قال آدم كلرك ف شرح ديباجة كتاب عزرا ف الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ( :1751قانون اليهود كان منقسما على نوعي ،مكتوب ويقولون له
التوراة ،وغي مكتوب ويقولون له الروايات اللسانية الت وصلت إليهم بوساطة الشايخ ،ويدعون أن اللّه كان أعطى موسى كل النوعي على جبل الطور فوصل
إلينا أحدها بواسطة الكتابة وثانيهما بواسطة الشايخ بأن نقلوها جيلً بعد جيل ،ولذا يعتقدون أن كليهما مساويان ف الرتبة ومن جانب اللّه وواجبا التسليم،
بل يرجحون الثان ويقولون إن القانون الكتوب ناقص مغلق ف كثي من الواضع ،ول يكن أن يكون أصل اليان على الوجه الكامل بدون اعتبار الرواية
اللسانية ،وهذه الرواية واضحة وأكمل ،وتشرح القانون الكتوب وتكمله ،ولذا يردون معان القانون الكتوب إذا كانت مالفة للروايات اللسانية ،واشتهر فيما
بينهم أن العهد الأخوذ من بن إسرائيل ما كان لجل القانون الكتوب ،بل كان لجل هذه الروايات اللسانية ،فكأنم بذه اليلة نبذوا القانون الكتوب وجعلوا
الروايات اللسانية مبن دينهم وإيانم ،كما أن الرومانيي الكاتوليكيي ف ملتهم اختاروا هذه الطريقة ويفسرون كلم اللّه على حسب هذه الروايات ،وإن كان
هذا العن الروايت مالفا لواضع كثية ،ووصلت حالتهم ف زمان ربنا إل مرتبة ألزمهم الرب ف هذا المر بأنم يبطلون كلم اللّه لجل سنتهم ،ومن عهد
الرب أفرطوا فيه جدا حت عظموا هذه الروايات أزيد من الكتوب .وف كتبهم أن ألفاظ الشايخ أحب من ألفاظ التوراة وألفاظ التوراة بعضها جيدة وبعضها
غي جيدة ،وألفاظ الشايخ كلها جيدة ،وألفاظهم أجود جدا من ألفاظ النبياء .ومرادهم بألفاظ الشايخ هذه الروايات اللسانية الت وصلت إليهم بواسطة
الشايخ وأيضا ف كتبهم أن الكتوب كالاء ومسنا وطالوت الذين رواياتم مضبوطة فيهما مثل المر ذات الباريز ،وأيضا ف كتبهم أن القانون الكتوب كاللح
ومسنا وطالوت مثل الفلفل والبازير العذبة ومثلها أقوال أخر يعلم منها أنم يعظمون الروايات اللسانية أزيد من القانون الكتوب ويفهمون كلم اللّه على ما
يفهم شرحه من هذه الروايات فكان القانون الكتوب عندهم بنلة السد اليت والروايات اللسانية بنلة الروح الذي به الياة ،ويقولون ف كون هذه الروايات
أصلً أن اللّه لا أعطى موسى التوراة فأعطاه معان التوراة أيضا وأمر أن يكتب الول ويفظ الثان ويبلغه بالرواية اللسانية فقط ،وهكذا تنقل جيل بعد جيل،
ولذلك يطلقون على الول لفظ القانون الكتوب وعلى الثان لفظ القانون اللسان ،والفتاوى الت تكون مطابقة لذه الروايات يسمونا قواني موسى الت
حصلت على جبل سيناء ويدعون كما أن موسى حصل له التوراة ف الربعي يوما الت كانت الكالة بينه وبي اللّه على جبل سيناء ،فكذلك حصلت له هذه
الروايات اللسانية أيضا وجاء بما موسى من البل وبلغهما إل بن إسرائيل بأن طلب هارون ف اليمة بعد ما راجع عن البل فعلمه القانون الكتوب أولً ث
الروايات اللسانية الت هي معان القانون الكتوب كما وجدها من اللّه وقام هارون بعد ما تعلم وجلس على يي موسى ودخل العازار وأيتامار ابنا هارون
وتعلما كما تعلم أبوها ،وقال فجلس أحدها على يسار موسى والخر على يي هارون فدخل الشايخ السبعون وتعلموا القانوني وجلسوا ف اليمة ،ث تعلم
الناس الذين كانوا مشتاقي للتعلم ،ث قام موسى وقرأ هارون ما تعلم وقام ،ث قرأ العازار وايتامار وقام ث قرأ الشايخ السبعون ما تعلموا على الناس فسمع كل
www.barsoomyat.com – 33إظهار الحق – رحمت ال هندي
من هؤلء الناس هذا القانون أربع مرات وحفظوا حفظا جيدا ث أخب هؤلء بعد ما خرجوا سائر بن إسرائيل فبلغوا القانون الكتوب بواساطة الكتابة وبلغوا
معانيها بالرواية إل اليل الثان ،وكانت الحكام ف الت الكتوب ستمائة وثلثة عشر فقسموا القانون بسبها ويقولون إن موسى جع بن إسرائيل كلهم ف
أول الشهر الادي عشر من السنة الربعي من خروج مصر وأخبهم بوته ،وأمر بأن أحدا إن نسي قولً من القانون اللي الذي وصل بواسطت إليه ييء إل
ويسألن وكذلك إن كان لحد اعتراض على قول من أقوال القانون ييء إل لرفع ذلك العتراض وكان مشتغلً بالتعليم إل حياته الباقية يعن من أول الشهر
الادي عشر إل السادس من الشهر الثان عشر وعن القانون الكتوب وغي الكتوب وأعطى بن إسرائيل من القانون الكتوب ثلث عشرة نسخة مكتوبة بيده
بأن أعطى كل فرقة فرقة نسخة نسخة لتبقى مفوظة فيما بينهم جيلً بعد جيل ،وأعطى بن لوى نسخة أخرى أيضا لتبقى مفوظة أيضا ف اليكل وقرأ القانون
الغي الكتوب أعن الروايات اللسانية على يوشع.
وصعد على جبل نبو ف اليوم السابع من الشهر ومات هناك وفوض يوشع بعد موت موسى هذه الروايات إل الشايخ وهم فوضوا إل النبياء فكان نب يوصلها
إل نب آخر إل أن أوصل أرمياء إل باروخ وباروخ إل عذرا وعذرا إل ممع العلماء الذين كان شعون صادق آخرهم وهو أوصل إل اينيت كونوس وهو إل
يوثي بن يتان وهو إل يوسي بن يوسي وهو إل نتهان الريلي ويوشع بن برخيا وها إل يهودا بن يي وشعون بن شطاه ،وها إل شايا وأب طليون وها إل
هلل وهو إل ابنه شعون ،والظنون أن شعون هذا هو شعون الذي أخذ ربنا النجي على اليدين إذ جاءت مري به إل اليكل بعد ما تت أيام تطهيها وهو
أوصل إل كملئيل ابنه وكملئيل هذا هو الذي تعلم منه بولس وهو أوصل إل شعون ابنه وهو إل كملئيل ابنه وهو إل شعون ابنه وهو إل رب يهودا حق دوش
ابنه ،وجع يهودا هذا هذه الروايات ف كتاب ساه مسنا انتهى.
(ث قال إن اليهود يعظمون هذا الكتاب تعظيما بليغا ويعتقدون أن ما فيه هو كله من جانب اللّه أوحى إل موسى على جبل سيناء مثل القانون الكتوب ولذا
هو واجب التسليم مثله ومنذ صنف هذا الكتاب صار رائجا بينهم رواجا تاما بالدرس والتدريس ،وكتب عليه علماؤهم الكبار شرحي أحدها ف القرن الثالث
ف أورشليم والثان ف ابتداء القرن السادس ف بابل واسم كل من هذين الشرحي كمرالن ،معن كمرا ف اللغة الكمال ،وقد حصل التوضيح التام للمت ف
هذين الشرحي ف ظنهم وإذا جع الشرح والت يقال لذا الجموع طالوت ويقال للتمييز طالوت أورشليم وطالوت بابل ،وكان مذهبهم الرائج الن كله
مندرجا ف هذين الطالوتي اللذين كتب النبياء خارجة عنهما ولا كان طالوت أورشليم مغلقا فلذلك الن اعتبار طالوت بابل عندهم زائد) انتهى وقال هورن
ف الباب السابع من الصة الول من الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ( :1822مسنا كتاب مشتمل على روايات اليهود الختلفة وشروح متون الكتب
القدسة ،وظنهم ف حقه ان اللّه لا أعطى موسى التورات على جبل طور سيناء أعطاه هذه الروايات أيضا ف ذلك الي ووصلت من موسى إل هارون والعازار
ويوشع ومنهم إل النبياء الخرين ومن هؤلء النبياء إل الشايخ الخرين وهكذا وصلت من جيل إل جيل إل أن وصلت إل شعون وهذا شعون هو شعون
الذي أخذ ربنا النجي على يديه ووصلت منه إل كملئيل ومنه إل يهودا حق دوش أي القدس وهو جعها ف آخر القرن الثان بشقة ف أربعي سنة ف كتاب،
وهذا الكتاب من هذا الوقت بطنا بعد بطن مستعمل ف اليهود وكثيا ما يكون عزة هذا الكتاب زائدا على القانون الكتوب) انتهى.
(ث قال على مسنا شرحان يسمى كل منهما كمرا أحدها كمر أورشليم الذي كتب ف أورشليم على رأي بعض الحققي ف القرن الثالث وعلى رأي فادرمون
ف القرن الامس والثان كمرا بابل الذي كتب ف القرن السادس ف بابل ،وكمرا هذا ملوء بالكايات الواهية لكنه عند اليهود معتب عظيم ودرسه وتدريسه
رائجان فيهم ،ويرجعون إليه ف كل مشكل مذعني بأنه مرشد لم ،ويقال كمرا لن معن كمرا الكمال ،وظنهم أن هذا الشرح كمال التوراة ول يكن أن
يكون شرح أفضل منه ،ول حاجة إل شرح آخر ،وإذا انضم بالت كمرا أورشليم يقال للمجموع طالوت أورشليم وإذا انضم به كمرا بابل يقال للمجموع
طالوت بابل) انتهى ،فظهر من ترير هذين الفسرين أربعة أشياء:
(الول) أن اليهود يعتبون الرواية اللسانية كالتوراة بل كثيا ما يعظمونا تعظيما زائدا عليه ويفهمون أنا بنلة الروح والتوراة بنلة السد وإذا كان حال
التوراة هكذا فكيف حال الكتب الخر.
(والثان) أن هذه الروايات جعها يهودا حق دوش ف آخر القرن الثان وكانت مفوظة بالفظ اللسان إل ألف وسبعمائة سنة ،ووقع على اليهود ف أثناء هذه
الدة آفات عظيمة ودواهي جسيمة مثل حادثة بت نصر وانيتوكس وطيطوس وغيها بيث انقطع التواتر ف هذه الوادث وضاعت الكتب كما عرفت ف
الباب الثان ،ومع ذلك عندهم اعتبارها أزيد من التوراة.
(والثالث) أن هذه الروايات ف أكثر الطبقات مروية برواية واحد واحد مثل كلمئيل الول والثان شعون الثان والثالث ،وهؤلء ما كانوا من النبياء عند اليهود
وكانوا عند السيحيي من أشد الكفار النكرين للمسيح ومع ذلك هذه الروايات عند اليهود مبن اليان وأصل العقائد وعندنا الديث الصحيح الروي برواية
الحاد ل يكون مبن العقائد.
www.barsoomyat.com – 34إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والرابع) أن كمرا بابل لا كتب ف القرن السادس فحكاياته الواهية على قول هورن كانت مفوظة بالرواية اللسانية فقط إل مدة هي أزيد من ألفي ،فإذا
عرفت حال اليهود باعتراف مققي فرقة بروتستنت فاعلم الن حال جهور القدماء السيحية .قال يوسي بيس الذي تاريه معتب عند علماء كاتلك وبروتستنت
ف الباب التاسع من الكتاب الثان من تاريه الطبوع سنة 1848ف الصفحة 87ف بيان حال يعقوب الواري (أن كليمنس نقل حكاية قابلة للحفظ ف
كتابه السابع ف بيان حال يعقوب ،هذا والظاهر أن كليمنس نقل هذه الكاية عن الروايات اللسانية الت وصلت إليه من الباء والجداد).
ث نقل 2ف الباب الثالث والعشرين من الكتاب الثالث قول أرينيوس ف الصفحة ( :123كنيسة أفسس الت بناها بولس وأقام فيها يوحنا الواري إل عهد
سلطنة ترجان شاهد ذو إيان لحاديث الواريي) ث نقل 3ف تلك الصفحة قول كلمينس( :اسعوا ف حق يوحنا الواري حكاية ليست بكاذبة بل هي صادقة
مققة بقيت ف الصدور مفوظة) ث قال 4ف الباب الرابع والعشرين من الكتاب الثالث ف الصفحة ( :126تلميذ السيح مثل الواريي الثن عشر والسبعي
رسولً وكثي من أناس آخرين ل يكونوا غي واقفي على الالت الذكورة) .أي الالت الت كتبها النيليون (لكن كتبها منهم مت ويوحنا فقط وعلم من
الرواية اللسانية أن تريرها أيضا كان لجل الضرورة) .ث قال 5ف الباب الثامن والعشرين من الكتاب الثالث ف الصفحة ( :132كتب أرينيوس ف كتابه
الثالث حالً هو حري بأن يكتب ،ووصل إليه هذا الال من يوليكارب بالرواية اللسانية) .ث قال 6ف الباب الامس من الكتاب الرابع ف الصفحة ( :147ل
أر حال أساقفة أورشليم بالترتيب ف كتاب لكنه ثبت بالرواية اللسانية أنم بقوا مدة قليلة) .ث قال 7ف الباب السادس والثلثي من الكتاب الثالث ف الصفحة
( :138وصل إلينا بالرواية اللسانية أنم لا أذهبوا اكناثيوث إل الروم ليقتلوه بإلقائه بي أيدي السباع لجل كونه مسيحيا ومريابشيا ف حفاظة العسكريي
فقوى الكنائس الختلفة ف أثناء الطريق بنصائحه وأقواله وأخبهم عن البدعات الت كانت منتشرة ف تلك اليام أو كانت حدثت ،ووصاهم باللصوق
بالروايات اللسانية لصوقا قويا واستحسن أيضا لجل زيادة الفظ أن كتب هذه الروايات وأثبت شهادته عليها) .ث قال 8ف الباب التاسع والثلثي من
الكتاب الثالث ف الصفحة ( :142قال ب ببس ف ديباجة كتابه اكتب لنتفاعكم جيع الشياء الت وصلت من الشايخ إل وحفظتها بعد التحقيق التام ليثبت
زيادة تقيقها بشهادت عليها لن ما رضيت من قدي الزمان بسماع الحاديث من الذين يلغون كثيا ويعلمون نصائح أخرى أيضا ،بل سعت الحاديث من
الذين ل يعلمون إل النصائح القة الت هي مروية من ربنا الصادق ،ومن لقيته من متبعي الشايخ سألته عن هذا أن اندراوس أو بطرس أو فيلبس أو ثوما أو
يعقوب أو مت أو شخص آخر من تلميذ ربنا أو أرستيون أو القسيس يوحنا مريد ربنا ماذا قال ،لن الفائدة الت حصلتها من ألسنة الحباء ما حصلتها من
الكتب) .ث قال 9ف الباب الثامن من الكتاب الرابع ف الصفحة ( :151هجيسي بوس من مؤرخي الكنيسة مشهور ونقلت عن تأليفاته أشياء كثية نقلها عن
الواريي بالروايات اللسانية وكتب هذا الصنف مسائل الواريي الت وصلت إليه بالرواية اللسانية بعبارة سهلة ف خس كتب).
ث نقل 10ف الباب الرابع عشر من الكتاب الرابع قول أرينيوس ف بيان حال بوليكارت ف الصفحة ( :158علم بوليكارت دائما ما تعلمه من الواريي
وبلغته الكنيسة بالرواية وكانت مسألة صادقة) .ث نقل 11ف الباب السادس من الكتاب الامس عن قول أرينوس فهرست أساقفة الروم وقال ف الصفحة
( :201الن إل تيوس أسقفها الثان عشر من السلسلة الت وصل إلينا بواسطتها الصدق والروايات اللسانية من الواريي) .ث نقل 12ف الباب الادي عشر
من الكتاب الامس قول كليمنس ف الصفحة ( :206ما كتبت هذه الكتب لطلب الرفعة بل لظن كبسن ولن تكون ترياقات لنسيان جعتها على طريق
التفسي كأنا شروح للمسائل اللامية الت صرت با معظما بعد ما تعلمتها من الصادقي الباركي ،ومنهم بون كوس الذي كان ف يونان والثان الذي كان
يقيم ف ميكنيا كريشيا كان أحدها سريانيا والخر مصريا وكان الباقون من سكان الشرق كان واحد منهم أشوريا وواحد منهم عبانيا من أهل فلسطي
والشيخ الذي وصلت آخر إل خدمته كان متفيا ف مصر وكان أفضل من الشايخ كلهم ،وما طلبت شيخا آخر بعده لن أحدا ما كان أفضل منه وهؤلء
الشايخ حفظوا الروايات الصادقة الت هي منقولة من بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس جيلً بعد جيل).
ث نقل 13ف الباب العشرين من الكتاب الامس قول أرينيوس ف الصفحة ( :219سعت بفضل اللّه هذه الحاديث بالمعان التام وكتبتها ف صدري ل ف
القرطاس وعادت من قدي اليام أن أكررها بالديانة) .ث قال 14ف الباب الرابع والعشرين من الكتاب الامس ف الصفحة ( :222كتب بول كراتيس
السقف رواية وصلت إليه بالرواية اللسانية ف كتابه الذي أرسله إل وكتر وكنيسة الروم) .ث قال 15ف الباب الامس والعشرين من الكتاب الامس ف
الصفحة ( :226ناركثوس وتيوفلوس وكاسيوس من أساقفة فلسطي وأسقف كنيسة اسور وأسقف تولائي كلروس والشخاص الخرون الذين جاؤوا مع
ل بعد جيل وكتبوا ف آخر هؤلء الساقفة قدموا أمورا كثية ف حق الرواية الت وصلت إليهم ف باب عيد الفصح من الواريي منقولة بالرواية اللسانية جي ً
الكتاب أن أرسلوا نقوله إل الكنائس لئل يبقى للذين يضلون عن الصراط الستقيم سريعا موضع الفرار) .ث قال 16ف الباب الثالث عشر من الكتاب السادس
ف بيان حال كليمنس اسكندريانوس الذي كان من أتباع تابعي الواريي ف الصفحة ( :246أنه قال ف كتابه الذي ألف ف بيان عيد الفصح أن الحباء طلبوا
من أن أكتب لنفع الجيال التية ،الروايات الت سعتها من الساقفة) .ث قال 17ف الباب الادي والثلثي من الكتاب السادس ف الصفحة :263
www.barsoomyat.com – 35إظهار الحق – رحمت ال هندي
(ايفريكاتوس ف رسالته الت هي موجودة إل هذا الي وكان أرسلها إل ارستيديس يبي التطبيق بي بيان مت ولوقا ف نسب السيح باعتبار الرواية الت وصلت
إليه من الباء والجداد) انتهى كلمه.
وعلم من أقواله السبعة عشر أن القدماء السيحية كانوا يعتبون الرواية اعتبارا عظيما وقال جان ملتر كاتلك ف كتابه الذي طبع ف بلد درب سنة 1843ف
رسالته العاشرة الت أرسلها إل جيمس برون( :إن كتبت فيما قبل أيضا أن مبن إيان كاتلك ليس كلم اللّه الذي هو مكتوب فقط بل أعم مكتوبا كان أو غي
مكتوب ،يعن الكتب القدسة والروايات اللسانية على ما شرحتهما كنيسة كاتلك به) .ث قال ف تلك الرسالة ( 2أن أرينيوس قال ف الباب الامس من الجلد
الثالث من كتابه إنه ل يوجد لطالب الق أمر سهل من أن يتفحصوا ف كل كنيسة عن الروايات اللسانية الت هي منقولة عن الواريي وأظهروها ف العال
كله) .ث قال ف تلك الرسالة ( :3أن أرينيوس قال ف الباب الثالث من الجلد الول من كتابه أن ألسنة القوام وإن كانت متلفة ،لكن حقيقة الرواية اللسانية
ف كل موضع متحدة ،كنائس الرمن ليست مالفة ف التعليم والعقائد لكنائس فرانس وأسبانيا والشرق ومصر وليبيا) .ث قال ف تلك الرسالة ( :4إن أرينيوس
قال ف الباب الثان من الجلد الثالث ولا كان ترير سلسل الكنائس كلها يفضي إل التطويل فلذلك نرجع إل رواية وعقيدة كنيسة الروم الت هي قدية
وعظيمة ومشهورة جدا وبناها بطرس وبولس والكنائس كلها موافقة لا لن الروايات اللسانية النقولة عن الواريي جيلً بعد جيل كلها مفوظة فيها) .ث قال
ف تلك الرسالة ( :5أن أرينيوس قال ف الباب الرابع والستي من الكتاب الرابع ولو فرضنا أن الواريي ل يتركوا الكتب لنا فنقول إنه أما كان لزما علينا أن
نطيع الحكام الت ثبتت بالرواية اللسانية الت هي منقولة عن الواريي وكانوا سلموها للناس الذين سلموها للكنيسة وهذه الروايات هي الت يعمل بسبها
الوحشيون الذين آمنوا بالسيح بل استعمال الروف والداد).
ث قال ف تلك الرسالة ( :6إن ترتولي قال ف كتابه الذي ألفه لرد أهل البدعة وطبع ف بلد رهنان ف الصفحة 36و :37إن عادة أهل البدعة أنم يتمسكون
ل لن يعل مبن اليان ،ويقال بسبه ،ويعجزون بذه اليلة القوياء ويلقون بالكتب القدسة ويستدلون ويقولون إنه ليس غي الكتب القدسة الكتوبة شيئا قاب ً
الضعفاء ف شبكاتم ،ويوقعون التوسطي ف الشك ،ولذا نقول ل تيزوا هؤلء أبدا أن يناظروا مستدلي بالكتب القدسة لنه ل تترتب على الباحثة الت تكون
بالكتب القدسة فائدة ما غي أن يصي الدماغ والبطن خاليي فلذلك طريقة الرجوع إل الكتب القدسة غلط ،لنه ل يصل انفصال أمر من هذه الكتب ،وإن
حصل شيء يكون على الوجه الناقص ،ولو ل يكن هذا المر أيضا كانت طريقة الباحثة ف تلك الصورة أيضا أن يقق أو ًل أن الكتب القدسة علقتها من أي
الناس وبلغ أي شخص إل أي شخص ف أي وقت الرواية الت صرنا بسببها مسيحيي ،لن الوضع الذي يوجد فيه أحكام الدين السيحي وعقائده يوجد فيه
صدق النيل ومعانيه وجيع روايات الدين السيحي الت هي لسانية .ث قال ف تلك الرسالة ( :7إن أرجن قال إنه ل يليق بنا أن نعتب الناس الذين ينقلون عن
الكتب القدسة ث يقولون إن الكلم ف بيتكم فانظروا فيه لنه ل يليق بنا أن نترك الرواية الول الت ف الكنيسة أو نعتقد غي ما بلغ إلينا كنائس اللّه برواية
مسلسلة) .ث قال ف تلك الرسالة :8كتب باسليوس أن السائل الكثية مفوظة ف الكنيسة يوعظ با أخذت بعضها من الكتب القدسة وبعضها من الروايات
اللسانية وقوتما ف الدين مساوية ،ومن كان له وقوف ما على الشريعة العيسوية ل يعترض على هذا) .ث قال ف تلك الرسالة :قال أب فانيس ف كتابه الذي
ألفه ف مقابلة البتدعي ولنستعمل الرواية اللسانية لن جيع الشياء ل توجد ف الكتب القدسة) .ث قال ف تلك الرسالة ( :19إن كريزاستم صرح ف شرح
الية 3الرابعة عشر من الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي ظهر من هذا صراحة أن الواريي ل يبلغوا الشياء كلها إلينا بواسطة التحرير ،بل
بلغوا أشياء كثية بدون التحرير أيضا وكلتاها متساويتان ف العتبار ولذلك فلنلحظ أن رواية الكنيسة منشأ اليان ،وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فل نطلب
زائدا عليه).
ث قال ف تلك الرسالة ( :11إن اكستائن كتب ف حق الشخص الذي حصل له الصطباغ من البتدعي أنه وإن ل يوجد السند التحريري ف هذا الباب لكنه
فليلحظ أن هذا الرسم أخذ من الرواية اللسانية لن الشياء الكثية تسلم الكنيسة العامة أن الواريي قرروها وهي ليست بكتوبة) .ث قال ف تلك الرسالة
( :12إن السقف وان سنت قال :فليفسر البتدعون الكتب القدسة على وفق رواية الكنيسة العامة) انتهى كلمه .وعلم من أقواله الثن عشر أن الروايات
اللسانية مبن إيان فرقة كاتلك وكانت معتبة عند القدماء .وف الصفحة 64من الجلد الثالث من كاتلك هرلد( :أورد رب موسى قدسي شواهد كثية على
أن مت الكلم القدس ل يفهم بدون معونة الديث والرواية اللسانية ،واقتدى مشايخ كاتلك بذه القاعدة ف كل وقت).
[( ]2وقال ترتولي فليجع لدراك الشيء الذي علم السيح الواريي إل الكنائس الت بناها الواريون وعلموها بتحريراتم ورواياتم اللسانية انتهى .فعلم من
هذه العبارات الذكورة أن اليهود عندهم تعظيم الروايات والحاديث أزيد من تعظيم التوراة ،وأن جهور القدماء السيحية مثل كليمنس وأرينيوس وهجيسي
بوس وبوليكارب وبول كراتيس وتاركثوس وتيوفلوس وكاسيوس وكلروس وكليمنس اسكندريانوس وايفريكانوس وترتولي وأرجن وباسلنوس وأب فانيس
وكريزاستم واكستاين وون سنت السقف وغيهم ،كانوا يعظمون الروايات اللسانية ويعتبونا ،واكناثيوس كان من وصاياه ف آخر عمره التشبث بالروايات
ل بعد جيل ،وأب فانيس قال اللسانية تشبثا قويا ،وكليمنس قال ف وصف مشايه إنم حفظوا الروايات الصادقة الروية عن بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس جي ً
www.barsoomyat.com – 36إظهار الحق – رحمت ال هندي
الفائدة الت حصلتها من ألسنة الحياء ما حصلتها من الكتب ،وأرينوس قال سعت الحاديث بفضل اللّه بالمعان التام وكتبتها ف صدري ل ف القرطاس،
وعادت من قدي اليام أن أكررها دائما بالديانة ،وقال أيضا أنه ل يوجد لطالب الق أمر أسهل من أن يتفحصوا ف كل كنيسة عن الروايات اللسانية الت هي
منقولة عن الواريي وأظهروها ف العال كله ،وقال أيضا لو فرضنا أن الواريي ل يتركوا الكتب لنا فنقول إنه أما كان لزما علينا أن نطيع الحكام الت ثبتت
بالروايات اللسانية الت هي منقولة عن الواريي ،وارجن وترتولي يلومان على منكري الحاديث ،وباسليوس قال السائل الأخوذة من الكتب القدسة والأخوذة
من الحاديث كلتاها متساويتان ف القوة ،وكريزاستم قال كلتاها متساويتان ف العتبار ورواية الكنيسة منشأ اليان ،وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فل
نطلب زائدا عليه ،واكستائن صرح أن الشياء الكثية تسلم الكنيسة العامة أن الواريي قرروها وإنا ليست بكتوبة ،فالنصاف أن رد الميع ل يلو عن
تعصب وجهل ،ويكذب هذا المر إنيلهم أيضا ف الية.
[ ]1الرابعة والثلثي من الباب الرابع من إنيل مرقس هكذا( :وبدون مثل ل يكن يكلمهم وإما على انفراد ،فكان يفسر لتلميذه كل شيء) ويبعد أن ل يكون
هذه التفسيات كلها أو بعضها مروية ،وأن يكون الواريون متاجي إل التفسي ومعاصرونا ل يكونون كذلك.
[ ]2والية الامسة والعشرون من الباب الادي والعشرين من إنيل يوحنا هكذا( :وأشياء أخرى كثية صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن
العال نفسه يسع الكتب الكتوبة ،وكلم النيل وإن ل يل عن البالغة والغلو لكنه ل شك أن قوله وأشياء أخرى كثية يشمل جيع أفعال السيح معجزات
كانت أو غيها ،ويبعد أن ل يكون شيء منها مرويا بالرواية اللسانية).
[ ]3والية الامسة عشر من الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي هكذا( :فاثبتوا إذن أيها الخوة وتسكوا بالتعاليم الت تعلمتموها سواء كان
بالكلم أم برسالتنا) .وقوله سواء كان بالكلم أم برسالتنا ،يدل صراحة على أن بعض الشياء وصلت إليهم بواسطة التحرير وبعضها بالكلم مشافهة ،فل بد
أن يكون كلها معتبين عند السيحيي كما صرح كريزاستم ف شرح هذا الوضع على ما عرفت.
[ ]4وف الية الرابعة والثلثي من الباب الادي عشر من الرسالة الول إل أهل فورنيثوس ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1844هكذا:
(فأما سائر الشياء فسأوصيكم با إذا قدمت إليكم) ومن البي أن هذه الشياء الباقية أوصاهم با شفاها عندما جاء إليهم وهذه ل تكتب ويبعد أن ل يكون
شيء منها مرويا.
[ ]5والية الثالثة عشر من الباب الول من الرسالة الثانية إل تيموثاوس هكذا( :تسك بصورة الكلم الصحيح الذي سعته من ف اليان والحبة الت ف السيح
يسوع) .فقوله الذي سعته من يدل على أنه سع بعض الشياء شفاها.
[ ]6والية الثانية من الباب الثان من الرسالة الذكورة هكذا :وما سعته من بشهود كثيين أودعه أناسا أمناء يكونون كفؤا أن يعلموا آخرين أيضا) فهنا
مقدسهم يأمر تيموثاوس أن يعلم الناس المناء الحاديث الت سعها منه ،وأن يعلم المناء أناسا آخرين فل بد أن تكون هذه الروايات مروية.
( )7وف آخر الرسالة الثانية ليوحنا هكذا( :إذ كان ل كثي لكتب إليكم ل أرد أن يكون بورق وحب لن أرجو أن آت إليكم وأتكلم بالفم لكي يكون فرحنا
كاملً).
[ ]8وف آخر الرسالة الثالثة هكذا( :وكان ل كثي لكتبه لكنن لست أريد أن أكتب إليك بب وقلم ولكنن أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم بالفم) ،فهاتان
اليتان تدلن على أن يوحنا قال ف الشافهة أشياء كثية على ما وعد ويبعد أن ل تكون هذه الشياء كلها أو بعضها مروية برواية .فظهر ما ذكرنا أن من أنكر
من فرقة بروتستنت اعتبار الحاديث مطلقا ف اللة السيحية فهو إما جاهل أو متعسف عنيد ،وقوله مالف لكتبه القدسة ولمهور علمائه من القدماء ،وهو
داخل ف زمرة البتدعي على قول بعض القدماء ،ومع ذلك ل بد له من اعتبارها ف كثي من هوسات فرقته مثل أن البن مسا ٍو للب ف الوهر ،وأن الروح
القدس منشق من الب والبن ،وأن السيح ذو طبيعتي وأقنوم واحد ،وأنه ذو إرادتي إلية وإنسانية ،وأنه بعد ما مات نزل الحيم ،وغيها من هوساتم ،مع
أن هذه الكلمات ل توجد بعينها ف العهد الديد ،وما اعتقدوا هذه المور إل من الحاديث والتقليدات ،وأيضا يلزم عليه أن ينكر كثي من أجزاء كتبه القدسة
مثل أن ينكر إنيل مرقص ولوقا وتسعة عشر بابا من كتاب أعمال الواريي ،لنا كتبت بالروايات اللسانية ل بالشاهدة ول بالوحي كما عرفت ف الباب
الول ،ومثل أن ينكر خسة أبواب من الامس والعشرين إل التاسع والعشرين من سفر المثال لنا جعت ف عهد حزقيا من الروايات اللسانية الت كانت
جارية بينهم ،وما بي زمان المع وموت سليمان عليه السلم مدة مائتي وسبعي سنة.
الية الول من الباب الامس والعشرين من السفر الذكور هكذا :هذه أيضا أمثال سليمان الت استكتبتها أصدقاء حزقيا ملك يهوذا) قال آدم كلرك الفسر ف
تفسيه الطبوع سنة 1851ذيل شرح هذه الية( :يعلم أن ف آخر هذا السفر أمثالً جعت بأمر حزقيا السلطان من الروايات اللسانية الت كانت جارية من
عهد سليمان فجمعوا هذه المثال منها وجعلوها ضميمة هذا السفر ،ويكن أن يكون الراد بأحباء حزقيا أشعيا وشنيا وغيها من النبياء الذين كانوا ف ذلك
العهد .فتكون تلك الضميمة مثل السفر الباقي سندا وإل كيف ضموها بالكتاب القدس) انتهى ،فقوله جعت بأمر حزقيا السلطان من الروايات اللسانية صريح
www.barsoomyat.com – 37إظهار الحق – رحمت ال هندي
فيما قلت ،وقوله ويكن أن يكون الراد إل ،مردود لنه مرد احتمال ل يتم على الخالف بدون السند الكامل وليس عنده سند بل يقول احتمالً ورجا
بالغيب ،وقوله كيف ضموها بالكتاب القدس مردود ،لن اليهود كان عندهم اعتبار الروايات أزيد من اعتبار التوراة ،فإذا صارت التوراة سندا عندهم معتبا
مع أنا جعت من روايات الشايخ بعد ألف وسبعمائة سنة تقريبا ،وكذا صارت قصص كمرا بابل معتبة مع أنا جعت بعد ألفي سنة ،فأي مانع من اعتبار
البواب المسة الت جعت بعد مائتي وسبعي سنة ،ولقد أنصف بعض الحققي من علماء بروتستنت واعترف أن الروايات اللسانية أيضا معتبة مثل الكتوب
ف الصفحة 63من الجلد الثان من كاتلك هرلد هكذا( :إن داكتربريت الذي هو من فضلء بروتستنت قال ف الصفحة 73من كتابه إن هذا المر ظاهر من
الكتب القدسة أن الدين العيسوي صار مفوضا إل الساقفة الولي وتابعي الواريي بالرواية اللسانية وكانوا مأمورين بأن يافظوا عليه ،ويفوضوه إل اليل
التأخر ،ول يثبت من كتاب مقدس سواء كان كتاب بولس أو غيه من الواريي أنم كتبوا متفقي أو منفردين جيع الشياء الت لا دخل ف النجاة ،وجعلوا
قانونا يفهم منه أنه ل يوجد فيه شيء ضروري له دخل ف النجاة غي الكتوب ،وقال ف الصفحة 32و 33من الكتاب الذكور ترى بولس وغيه من
الواريي أنم كما بلغوا إلينا الحاديث بواسطة التحرير كذلك بلغوا بواسطة الرواية اللسانية أيضا والويل للذين ل يفظونما ،والحاديث العيسوية ف أمر
اليان سند كالكتوب ،انتهى كلم داكتربريت .وقال أسقف مون نيك( :إن أحاديث الواريي سند كمكتوباتم ول ينكر أحد من بروتستنت أن تقرير
الواريي اللسان أزيد من تريرهم) وقال جلنك ورته( :إن هذا الناع أن أي إنيل قانون وأي إنيل ليس بقانون يزول بالرواية اللسانية الت هي قاعدة
النصاف لكل نزاع) انتهى كلم كاتلك هرلد .وقال القسيس طامس أنكلس كاتلك ف الصفحة 180و 181من كتابه السمى برآة الصدق الطبوع سنة
( :1851يشهد أسقف مان سيك من علماء بروتستنت أن ستمائة أمر قررها اللّه ف الدين وتؤمر الكنيسة با ويقبل ف حقها أن الكتاب القدس ما بينها ف
موضع وما عملها) انتهى .فعلى اعتراف هذا الفاضل ستمائة أمر ثبتت بالرواية اللسانية وواجبه التسليم عند فرقة بروتستنت.
(الفائدة الثانية) :هذا المر ظاهر بالتجربة الصحيحة أن المر العجيب أو الهتم بشأنه يكون مفوظا لكثر الناس ،وخلفه ل يبقى مفوظا غالبا لعدم الهتمام،
ولذلك إذا سألت الناس الذين ل يكونون متعودين على أكل طعام واحد مصوص أو أطعمة مصوصة ماذا أكلتم أمس أو قبل أمس ل يكون مفوظا لكثرهم
غالبا لعدم الهتمام بذا المر وعدم كونه عجيبا أو عظيما وهكذا الال ف أكثر الفعال العامة ،والقوال العامة وإذا سألت عن حال الكوكب الذي كان من
ذوات الذناب وظهر ف شهر صفر سنة 1259من الجرة وشهر مارس سنة 1843من اليلد وكان ظاهرا ف الو إل شهر وكان ف غاية الطول يكون
مفوظا للكثيين من ناظريه وإن ل يكن شهر ظهوره ،وعامه مفوظي لم وقد مضت عليه مدة أزيد من إحدى وعشرين سنة وكذلك حال الزلزل العظيمة
والحاربات الشديدة والمور النادرة ،ولا كان اهتمام السلمي بفظ القرآن ف كل قرن ،يوجد فيهم من حفاظ القرآن ف هذا العصر أيضا أزيد من مائة ألف
ف الديار السلمية كلها وإن زالت سلطنة أهل السلم من أكثر أقطار المالك ووقع الفتور ف المور الدينية ف أكب أقطارهم ومن كان شاكا ف هذا المر
من السيحيي فليجرب وليدخل ف الامع الزهر فقط فيجد ف كل وقت أكثر من ألف حافظ من حفاظ القرآن الذين حفظوه بالتجويد التام ،ولو تتبع قرى
مصر ل يد قرية من قرى أهل السلم تكون خالية عن حفاظ القرآن ووجد كثيا من البغالي والمارين من أهل مصر أيضا حافظي للقرآن ،فإن أنصف
اعترف البتة أن هؤلء المارين والبغالي فائقون ف هذا الباب على البابا والساقفة والقسوس الذين يوجدون شرقا وغربا ف هذا الزمان الذي هو زمان شيوع
العلم ف السيحيي ،فضلً عن القرون السالفة السيحية من اليل السابع إل اليل الامس عشر الت كان الهل فيها بنلة شعار العلماء ف تلك القرون على
اعتراف علماء بروتستنت ،وظن أنه ل يوجد ف جيع ديار أوربا كلها عشرة من حفاظ النيل أو التوراة أو كليهما بيث يساوي حفظهم لحدها أو لكليهما
حفظ هؤلء البغالي والمارين للقرآن ،وقد عرفت ف الفائدة الول قول أرينيوس أنه قال( :سعت بفضل اللّه هذه الحاديث بالمعان التام وكتبتها ف صدري
ل ف قرطاس وعادت من قدي اليام أن أكررها بالديانة) .وقال أيضا( :ألسنة القوام وإن كانت متلفة لكن حقيقة الرواية اللسانية متحدة ف كل موضع ،فإن
كنائس الرمن ليست مالفة ف التعليم والعقائد لكنائس فرانس وأسبانيا والشرق ومصر وليبيا) .وقال وليم ميور ف الباب الثالث من تاريخ كليسيا الطبوع سنة
( :1848القدماء السيحية ما كان عندهم عقيدة مكتوبة من عقائد اليان الت اعتقادها ضروري للنجاة وكانت تعلم للطفال وللذين كانوا يدخلون ف اللة
السيحية تعليما لسانيا ،وهذه العقائد كانت متحدة قربا وبعدا ،ث لا ضبطوها بالكتابة وقابلوها وجدوها مطابقة وما وجدوا فيها غي الختلف القليل اللفظي
وما كان فرق ف أصل الطلب) انتهى كلمه ،فعلم أن المر الذي يكون مهتما بشأنه يكون مفوظا ول يتطرق فيه خلل برور مدة طويلة ،وهذا المر ظاهر ف
القرآن وقد مضت مدة ألف ومائتي وثاني سنة وهو كما أنه مفوظ بواسطة الكتابة ف كل قرن فكذلك مفوظ ف كل قرن أيضا بواسطة صدور ألوف من
الرجال ،وأكثر فرق السيحيي ف هذا الزمان أيضا بيث لو لحظنا حال كبار علمائهم وخواصهم فضلً عن عوامهم ،وجدناهم أنه ل يصل لم تلوة كتبهم
القدسة ،قال العلم ميخائيل مشاقة من علماء بروتستنت ف خاتة كتابه السمى بالدليل إل طاعة النيل الطبوع سنة 1849ف الصفحة ( :316أنن ذات
يوم سألت كاهنا) من كهنة كاتلك (أن ييبن بالصدق عن مطالعة الكتاب القدس وكم مرة قرأه ف مدة حياته فقال إنه كان يقرأ أحيانا وربا جلة أسفار ل
www.barsoomyat.com – 38إظهار الحق – رحمت ال هندي
يقرأها ولكن منذ اثنت عشرة سنة لجل انماكه ف خدمة الرعية ل يبق له فرصة الطالعة فيه ،ول يلو أن كثيين من الشعب يعرفون جهالة هؤلء الكليس
ولكنهم مع ذلك ينقادون إل إرشادهم ف النع عن مطالعة الكتب الفيدة الت ترشدهم إليها) انتهى كلمه بلفظه.
(الفائدة الثالثة) الديث الصحيح أيضا معتب عند أهل السلم على الوجه الذي سنفصله ولا كان قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (اتقوا الديث عن إل
ما علمتم فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) متواتر رواه اثنان وستون صحابيا منهم العشرة البشرة .كان أهل السلم مهتمي بالحاديث النبوية
من القرن الول ،وكان اهتمامهم ف حفظ الحاديث أزيد من اهتمام السيحيي كما أن اهتمامهم ف حفظ القرآن ف كل قرن أشد من اهتمام السيحيي ف
حفظ كتبهم القدسة ،لكن الصحابة ل يدونوها ف الكتب ف عهدهم لبعض العذار منها الحتياط التام لجل أن ل يتلط كلم الرسول بكلم اللّه ،وتابعو
الصحابة كالزهري والربيع بن صبيح وسعيد وغيهم رحهم اللّه شرعوا ف تدوينها لكنهم ما كتبوها مرتبة على ترتيب أبواب الفقه ،ولا كان هذا الترتيب
حسنا ضبط تبع التابعي على هذا الترتيب ،فالمام مالك رحه اللّه الذي ولد سنة خس وتسعي من الجرة صنف الوطأ ف الدينة ،وصنف أبو ممد عبد اللك
بن عبد العزيز بن جريج ف مكة ،وعبد الرحن بن الوزاعي ف الشام ،وسفيان الثوري ف الكوفة ،وحاد بن سلمة ف البصرة ،ث صنف البخاري ومسلم
صحيحيهما واقتصرا فيهما على ذكر الحاديث الصحيحة وترك غيها من الضعاف ،واجتهد الئمة الحدثون ف أمر الحاديث اجتهادا عظيما وقد صنف فن
عظيم الشأن ف أساء الرجال يعلم به حال كل راو من رواة الديث بأنه كيف كان حاله ف الديانة والفظ ،وروى كل من أصحاب الصحاح الحاديث
بالسناد منهم إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،وبعض أحاديث البخاري ثلثيات تصل بثلث وسائط إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .وينقسم
الديث الصحيح إل ثلثة أقسام متواتر [ ]1ومشهور [ ]2وخب الواحد [ ]3فالتواتر ما نقله جاعة عن جاعة ل يوز العقل توافقهم على الكذب ،مثاله كنقل
أعداد ركعات الصلة ومقادير الزكاة ونوها .والشهور ما كان ف عصر الصحابة كأخبار الحاد ث اشتهر ف عصر التابعي أو عصر تبع التابعي وتلقته المة
بالقبول ف أحد العصرين الخيين فصار كالتواتر ،كالرجم ف باب الزنا .وخب الواحد ما نقله واحد عن واحد أو واحد عن جاعة أو جاعة عن واحد،
والتواتر منها يوجب العلم القطعي ويكون إنكاره كفرا ،والشهور يوجب علم الطمأنينة ويكون إنكاره بدعة وفسقا ،وخب الواحد ل يوجب أحد العلمي
الذكورين ويعتب ف العمل ل ف إثبات العقائد وأصول الدين .وإذا خالف الدليل القطعي عقليا كان أو نقليا يؤول إن أمكن التأويل ،وإل يترك ول يعمل
بالدليل العقلي .والفرق بي الديث الصحيح والقرآن بثلثة أوجه :الول أن القرآن كله منقول بالتواتر كما نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وما بدل
ناقلوه لفظا بلفظ آخر مرادف له ،بلف الديث الصحيح لن نقله بالعن أيضا كان جائزا للناقل الثقة الاهر بلغة العرب وأسلوب كلمهم ،والثان أن القرآن
لا كان كله متواترا يلزم الكفر بإنكار جلة منه أيضا بلف الديث الصحيح فإنه ل يلزم الكفر إل بإنكار قسم منه وهو التواتر دون الشهور وخب الواحد،
والثالث أن الحكام تتعلق بألفاظ القرآن ونظمه أيضا كصحة الصلة وكون عبارته معجزة ،بلف الديث فإنه ل تتعلق الحكام بألفاظه .وإذا عرفت ما
ذكرت ف الفوائد الثلثة تقق لك أنه ل يلزم من اعتبارنا الديث الصحيح بالطريق الذكور شيء من القبائح والستبعادات
(الشبهة الول) أن رواة الديث أزواج ممد صلى اللّه عليه وسلم وأقرباؤه وأصحابه ول اعتبار لشهادتم ف حقه( .والواب) أن هذه الشبهة ترد عليهم بأدن
تغي بأن يقال إن رواة الالت السيحية وأقواله الندرجة ف هذه الناجيل أم عيسى عليهما السلم وأبوه العلي يوسف النجاري وتلميذه ول اعتبار لشهادتم
ف حقه ،وإن قالوا إنه يتمل أن إيان أقارب ممد صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه كان لجل الرياسة الدنيوية ،قلت إن هذا الحتمال ساقط لنه صلى اللّه عليه
وسلم إل ثلث عشرة سنة كان ف غاية الل من إيذاء الكفار وأصحابه رضي اللّه عنهم كانوا أيضا مبتلي بغاية إيذائهم إل الدة الذكورة حت تركوا الوطان
وهاجروا إل البشة والدينة ،ول يتصور أن يتخيل أحد منهم إل هذه الدة طمع الدنيا ،على أن هذا الحتمال قائم ف الواريي أيضا لنم كانوا مساكي
صيادين ،وكانوا سعوا من اليهود أن السيح يكون سلطانا عظيم الشأن ،فلما ادعى عيسى بن مري عليهما السلم أنه هو السيح الوعود آمنوا به وفهموا أنه
يصل لم باتباعه الناصب الليلة ،وينجون عن مشقة الشبكة والصطياد ولا وعدهم عيسى عليه السلم( :بأن إذا جلست على السرير تلسون أنتم أيضا على
اثن عشر سريرا تدينون أسباط إسرائيل الثن عشر) كما هو مصرح به ف الباب التاسع عشر من إنيل مت .وكذا وعدهم( :أن من ترك لجلي ولجل النيل
شيئا يد مائة ضعف الن ف هذا الزمان ويد الياة البدية ف الدهر الت) ،كما هو مصرح به ف الباب العاشر من إنيل مرقس ،وكذا وعد بأشياء أخر،
www.barsoomyat.com – 39إظهار الحق – رحمت ال هندي
فتيقنوا أنم يصيون سلطي يكم كل منهم على سبط من أسباط إسرائيل وإن فات منهم شيء لجل اتباعه يصل لم ف هذه الدنيا بدله مائة ضعف هذا
الشيء ،ورسخ ف أذهانم هذا المر حت طلب يعقوب ويوحنا ابنا زيدي ،أو طلبت أمهما -على اختلف رواية النيلي -منصب الوزارة العظمى بأن يلس
أحدها على يي عيسى عليه السلم والخر على يساره ف ملكوته كما هو مصرح به ف الباب العشرين من إنيل مت ،والباب العاشر من إنيل مرقس ،لكنهم
لا رأوا أنه ل تصل لم السلطنة اليالية ول مائة ضعف ف هذه الدنيا بل ل يصل له أيضا شيء من الدولة الدنياوية وهو مسكي كما كان ياف من اليهود
ويفر من موضع إل موضع ،ورأوا أن اليهود ف صدد أن يأخذوه ويقتلوه تنبهوا أن فهمهم كان خطأ والواعيد الذكورة كسراب يسبه الظمآن ماء ،فرضي
واحد منهم بدل هذه السلطنة اليالية وهذه الضعاف الوهومة بثلثي درها أخذها من اليهود على شرط تسليمه لم ،وتركه سائرهم حي ما أخذه اليهود
وفروا وأنكروه ثلث مرات ،ولعنه أرشد الواريي وأعظمهم الذي كان مبن كنيسة وراعي خرافه وخليفته أعن حضرة بطرس ،وحلف أن ل أعرفه ،وصاروا
آيسي مطلقا من متخيلتم بعد ما صلب على زعمهم ث لا رأوه مرة أخرى بعد القيام رجع رجاؤهم مرة أخرى وظنوا أنم يصيون سلطي ف هذه الرة
فسألوه متمعي ف وقت صعوده قائلي :هل ف هذا الوقت ترد اللك إل إسرائيل( ،كما هو مصرح به ف الباب الول من كتاب العمال) وبعد الصعود وقعوا
ف خيال آخر هو أعظم من السلطنة الدنياوية الت ل تصل لم إل زمان الصعود ،وهو أن السيح ينل ف عهدهم من السماء ،وأن القيامة قريبة كما عرفت
مفصلً من الفصل الثالث والرابع من الباب الول ،وأنه بعد نزوله يقتل الدجال ويبس الشيطان إل ألف سنة ،وأنم يلسون على السرة بعد نزوله ويعيشون
عيشة مرضية إل الدة الذكورة ف هذه الدنيا ،كما يفهم من الباب التاسع عشر والعشرين من كتاب الشاهدات ،والية الثانية من الباب السادس من الرسالة
الول إل أهل قورنيثوس ث يصل لم السرور الدائمي ف النة إل البد عند القيامة الثانية ،فلجل هذه المور بالغوا ف مدحه وتقرير حالته كما قال النيلي
الرابع ف آخر إنيله( ،إن أشياء أخر كثية صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العال نفسه يسع الكتب) ول شك أنه كذب مض ومبالغة
شاعرية قبيحة فكانوا يبالغون بأمثال هذه القوال ليوقعوا السفهاء ف شبكاتم حت ماتوا غي واصلي إل مرادهم ،فل اعتبار لشهادتم ف حقه ،وهذا التقرير
على سبيل اللزام ل العتقاد كما صرحت به مرارا .فكما أن هذا الحتمال ف حق عيسى وحواريه القة عليهم السلم ساقط فكذلك احتمالم ف حق
أصحاب ممد صلى اللّه عليه وسلم ساقط .وقد يشي القسيسون لجل تغليط العوام إل ما يتفوه به الفرقة المامية الثن عشرية ف حق الصحابة رضي اللّه
عنهم أجعي ،والواب عنه إلزاما وتقيقا هكذا إما إلزاما فلن موشيم الؤرخ قال ف الجلد الول من تاريه( :إن الفرقة البيونية الت كانت ف القرن الول
كانت تعتقد أن عيسى عليه السلم إنسان فقط تولد من مري ويوسف النجار مثل الناس الخرين وطاعة الشريعة الوسوية ليست منحصرة ف حق اليهود فقط،
بل تب على غيهم أيضا والعمل على أحكامه ضروري للنجاة.
ولا كان بولس ينكر وجوب هذا العمل وياصمهم ف هذا الباب ماصمة شديدة كانوا يذمونه ذما شديدا ويقرون تريراته تقيا بليغا انتهى .وقال لردنر ف
الصفحة 376من الجلد الثان من تفسيه( :إن القدماء أخبونا أن هذه الفرقة كانت ترد بولس ورسائله) انتهى .وقال بل ف تاريه ف بيان هذه الفرقة( :هذه
الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط وكانت تنفر من اسم داود وسليمان وأرمياء وحزقيال عليهم السلم ،وكان من العهد الديد عندها إنيل
مت فقط لكنها كانت حرفته ف كثي من الواضع وأخرجت البابي الولي منه) انتهى ،وقال ف تاريه ف بيان الفرقة الارسيونية( :إن هذه الفرقة كانت تعتقد
أن الله إلان أحدها خالق الي وثانيهما خالق الشر وكانت تقول التوراة وسائر كتب العهد العتيق من جانب الله الثان وكلها مالف للعهد الديد ث قال إن
هذه الفرقة كانت تعتقد أن عيسى نزل الحيم بعد موته وأنى أرواح قابيل وأهل سدوم من عذابا لنم حضروا عنده وما أطاعوا الله خالق الشر وأبقى
أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصالي الخرين ف الحيم ،لنم كانوا خالفوا الفريق الول .وكانت تعتقد أن خالق العال ليس منحصرا ف الله الذي أرسل
عيسى ،ولذلك ما كانت تسلم أن كتب العهد العتيق إلامية وكانت تسلم من العهد الديد إنيل لوقا فقط لكنها ما كانت تسلم البابي الولي منه وكانت
تسلم من رسائل بولس عشرة رسائل لكنها كانت ترد ما كان مالفا ليالا) انتهى .ونقل لردنر ف الجلد الثالث من تفسيه قول اكستائن ف بيان فرقة مان
كبز هكذا( :هذه الفرقة تقول أن الله الذي أعطى موسى التوراة وكلم النبياء السرائيلية ليس بإله بل شيطان من الشياطي ،وتسلم بكتب العهد الديد ،لكنها
تقر بوقوع اللاق فيها وتأخذ ما رضيت به وتترك الباقي وترجح بعض الكتب الكاذبة عليها وتقول إنا صادقة البتة) ث قال لردنر ف الجلد الذكور( :اتفق
الؤرخون أن هذه الفرقة كلها ما كانت تسلم الكتب القدسة للعهد العتيق ف كل وقت).
وكتب ف أعمال اركلس عقيدة هذه الفرقة هكذا( :خدع الشيطان أنبياء اليهود ،والشيطان كلم موسى وأنبياء اليهود وكانت تتمسك بالية الثامنة من الباب
العاشر من إنيل يوحنا بأن السيح قال لم سراق ولصوص وكانت أخرجت العهد الديد) انتهى ،وهكذا حال الفرق الخرى ،لكن اكتفيت ف نقل مذاهب
الفرق الثلثة الذكورة على عدد التثليث وأقول هل تتم أقوال هذه الفرق على علماء بروتستنت أم ل فإن تت فيلزم عليهم العتقاد بذه المور العشرة:
[ ]1أن عيسى عليه السلم إنسان فقط تولد من يوسف النجار.
[ ]2وأن العمل على أحكام التوراة ضروري للنجاة.
www.barsoomyat.com – 40إظهار الحق – رحمت ال هندي
علماء الشيعة (أي إنا لافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان) .انتهى .وإذا عرفت هذا فأقول إن القرآن ناطق بأن الصحابة الكبار رضي اللّه عنهم
ل يصدر عنهم شيء يوجب الكفر ويرجهم عن اليان.
-1قال اللّه تعال ف سورة التوبة{ :والسابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعد لم جنات تري
من تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} فقال اللّه ف حق السابقي الولي من الهاجرين والنصار أربعة أمور( :الول) رضوانه عنهم (والثان)
رضوانم عنه (والثالث) تبشيهم بالنة (والرابع) وعد خلودهم فيها ،ول شك أن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذا النورين رضي اللّه عنهم من
السابقي الولي من الهاجرين ،كما أن أمي الؤمني عليا رضي اللّه عنه منهم فثبت لم هذه المور الربعة وثبت صحة خلفتهم ،فقول الطاعن ف الثلثة
رضي اللّه عنهم مردود ،كما أن قول الطاعن ف حق الرابع رضي اللّه عنه مردود.
-2وقال اللّه تعال ف سورة التوبة أيضا{ :الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل اللّه بأموالم وأنفسهم أعظم درجة عند اللّه وأولئك هم الفائزون يبشرهم
ربم برحة منه ورضوان وجنات لم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن اللّه عنده أجر عظيم} فقال اللّه ف حق الؤمني الهاجرين الجاهدين ف سبيل اللّه
بأموالم وأنفسهم أربعة أمور( :الول) كون درجتهم أعظم عند اللّه (والثان) كونم فائزين برادهم (والثالث) كونم مبشرين بالرحة والرضوان والنات
(والرابع) خلودهم ف النات أبدا ،وأكد المر الرابع غاية التأكيد بثلث عبارات أعن قوله مقيم ،وقوله خالدين فيها أبدا ،وقوله [أجر عظيم] ،ول شك أن
اللفاء الثلثة رضي اللّه عنهم من الؤمني الهاجرين الجاهدين ف سبيل اللّه بأموالم وأنفسهم ،كما أن عليا رضي اللّه عنه منهم فثبت لم المور الربعة.
-3وقال اللّه تعال ف سورة التوبة أيضا{ :لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالم وأنفسهم وأولئك لم اليات وأولئك هم الفلحون ،أعد اللّه لم
جنات تري من تتها النار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم} فقال اللّه ف حق الؤمني الجاهدين أربعة أمور( :الول) كون اليات لم (والثان) كونم
مفلحي (والثالث) وعد النات (والرابع) خلودهم فيها .ول شك أن الثلثة رضي اللّه عنهم من الؤمني الجاهدين فثبت هذه المور الربعة لم.
-4وقال اللّه تعال ف سورة التوبة أيضا{ :إن اللّه اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة يقاتلون ف سبيل اللّه فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا ف
التوراة والنيل والقرآن ومن أوف بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم .التائبون العابدون الامدون السائحون الراكعون
الساجدون المرون بالعروف والناهون عن النكر والافظون لدود اللّه وبشر الؤمني} فوعد اللّه النة للمؤمني الجاهدين وعدا موثقا وذكر تسعة أوصاف
لم فثبت أنم كانوا كذلك ويفوزون بالنة.
-5وقال اللّه ف سورة الج{ :الذين إن مكنّاهم ف الرض أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر وللّه عاقبة المور} فقوله الذين إن
مكناهم صفة لن تقدم وهو قوله الذين أخرجوا ،فيكون الراد به الهاجرين ل النصار لنم ما أخرجوا من ديارهم فوصف اللّه الهاجرين بأنه إن مكنهم ف
الرض وأعطاهم السلطنة أتوا بالمور الربعة وهي إقامة الصلة وإيتاء الزكاة والمر بالعروف والنهي عن النكر ،لكن قد ثبت أن اللّه مكن اللفاء الربعة
رضي اللّه عنهم ف الرض ،فوجب كونم آتي بالمور الربعة ،وإذا كانوا كذلك ثبت كونم على الق ،وف قوله للّه عاقبة المور دللة على أن الذي تقدم
ذكره من تكينهم ف الرض كائن ل مالة ،ث إن المور ترجع إل اللّه تعال بالعاقبة فإنه هو الذي ل يزول ملكه.
-6وقال اللّه تعال ف سورة الج{ :وجاهدوا ف اللّه حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم ف الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو ساكم السلمي من
قبل وف هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ،فأقيموا الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا باللّه هو مولكم فنعم الول ونعم النصي}
فسمى اللّه ف هذه الية الصحابة بالسلمي.
-7وقال اللّه تعال ف سورة النور{ :وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم
الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} ولفظ "من" ف قوله منكم للتبعيض
وكم ضمي الطاب فيدلن على أن الراد بذا الطاب بعض الؤمني الوجودين ف زمان نزول هذه السورة ل الكل ،ولفظ الستخلف يدل على أن حصول
ذلك الوعد يكون بعد الرسول صلى اللّه عليه وسلم ومعلوم أنه ل نب بعده لنه خات النبياء ،فالراد بذا الستخلف طريقة المامة ،والضمائر الراجعة إليهم
www.barsoomyat.com – 42إظهار الحق – رحمت ال هندي
ف قوله ليستخلفنهم إل قوله ل يشركون وقعت كلها على صيغة المع ،والمع حقيقة ل يكون ممولً على أقل من ثلثة ،فتدل على أن هؤلء الئمة الوعود
لم ل يكونون أقل من ثلثة وقوله ليمكنن لم إل آخره وعد لم بصول القوة والشوكة والنفاذ ف العال فيدل على أنم يكونون أقوياء ذوي شوكة ،نافذ
أمرهم ف العال ،وقوله دينهم الذي ارتضى لم يدل على أن الدين الذي يظهر ف عهدهم هو الدين الرضي للّه وقوله ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يدل على أنم
ف عهد خلفتهم يكونون آمني غي خائفي ،ول يكونون ف الوف والتقية ،وقوله يعبدونن ل يشركون ب شيئا يدل على أنم ف عهد خلفتهم أيضا يكونون
مؤمني ل مشركي .فدلت الية على صحة إمامة الئمة الربعة رضي اللّه عنهم سيما اللفاء الثلثة أعن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذا النورين
رضي اللّه عنهم ،لن الفتوحات العظيمة والتمكي التام وظهور الدين والمن الذي كان ف عهدهم ل يكن ف عهد أمي الؤمني علي رضي اللّه عنه لشتغاله
بحاربة أهل الصلة ف عهده الشريف ،فثبت أن ما يتفوه به الشيعة ف حق الثلثة رضي اللّه عنهم أو الوارج ف حق عثمان وعلي رضي اللّه عنهما قول غي
قابل لللتفات.
-8وقال اللّه تعال ف سورة الفتح ف حق الهاجرين والنصار الذين كانوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف صلح الديبية{ :إذ جعل الذين كفروا ف
قلوبم المية حية الاهلية فأنزل اللّه سكينته على رسوله وعلى الؤمني وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق با وأهلها وكان اللّه بكل شيء عليما} فقال ف
حقهم أربعة أمور:
(الول) إنم شركاء للرسول ف نزول السكينة( .والثان) إنم مؤمنون( .والثالث) إن كلمة التقوى لزمة غي منفكة عنهم( .والرابع) إنم كانوا أحق بكلمة
التقوى وأهلها ،ول شك أن أبا بكر وعمر رضي اللّه عنهما ف هؤلء الهاجرين فثبت لما ولسائرهم هذه المور الربعة ،ومن اعتقد ف حقهم غي هذه
فعقيدته باطلة مالفة للقرآن.
-9وقال اللّه تعال أيضا ف سورة الفتح{ :ممد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلً من اللّه ورضوانا،
سيماهم ف وجوههم من أثر السجود} .فمدح الصحابة بكونم أشداء على الكفار رحاء فيما بينهم وكونم راكعي ،وساجدين ،ومبتغي فضل اللّه ورضوانه،
فمن اعتقد من مدعي السلم ف حقهم غي هذا فهو مطئ.
-10وقال اللّه تعال ف سورة الجرات{ :ولكن اللّه حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم ،وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون}.
فعلم أن الصحابة كانوا مب اليان كارهي الكفر والفسق والعصيان وكانوا راشدين ،فاعتقاد ضد هذه الشياء ف حقهم خطأ.
-11وقال اللّه تعال ف سورة الشر{ :للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضلً من اللّه ورضوانا ،وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم
الصادقون ،والذين تبوؤوا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون}.
فمدح اللّه الهاجرين والنصار بستة أوصاف( :الول) أن هجرة هؤلء الهاجرين ما كانت لجل الدنيا بل كانت لجل ابتغاء مرضات اللّه( .والثان) أنم
كانوا ناصرين لدين اللّه ورسوله( .والثالث) أنم كانوا صادقي قولً وفعلً( .والرابع) أن النصار كانوا يبون من هاجر إليهم( .والامس) إنم كانوا يسرون
إذا حصل شيء للمهاجرين( .والسادس) أنم كانوا يقدمونم على أنفسهم مع احتياجهم ،وهذه الوصاف الستة تدل على كمال اليان ومن اعتقد ف حقهم
غي هذا فهو مطئ وهؤلء الفقراء من الهاجرين كانوا يقولون لب بكر رضي اللّه عنه يا خليفة رسول اللّه واللّه يشهد على كونم صادقي فوجب أن يكونوا
صادقي ف هذا القول أيضا ومت كان المر كذلك وجب الزم بصحة إمامته.
-12وقال اللّه تعال ف سورة آل عمران{ :كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون باللّه}.
فمدح اللّه الصحابة بثلثة أوصاف( :الول) أنم خي أمة( .والثان) أنم كانوا يأمرون بالعروف وينهون عن النكر( .والثالث) أنم كانوا مؤمني باللّه ،وهكذا
اليات الخر لكن لوف التطويل أكتفي على اثن عشر موضعُا على عدد الواريي لعيسى عليه السلم وعدد الئمة الطاهرين الثن عشر رضي اللّه عنهم
أجعي.
وأنقل خسة أقوال من أقوال أهل البيت عليهم السلم على عدد المسة الطاهرين عليهم السلم.
www.barsoomyat.com – 43إظهار الحق – رحمت ال هندي
]1[-ف نج البلغة الذي هو كتاب معتب عند الشيعة قول علي رضي اللّه عنه هكذا( :للّه در فلن فلقد :1قوم الود :2 ،وداوي العمد :3 ،وأقام السنة،
:4وخلف البدعة :5 ،ذهب نقي الثوب :6 ،قليل العيب :7 ،أصاب خيها :8 ،وسبق شرها :9 ،أدى إل اللّه طاعته :10 ،واتقاه بقه رحل وتركهم ف
طرق متشعبة ل يهتدي فيه الضال ويستيقن الهتدي) انتهى.
والراد بفلن على متار أكثر الشارحي منهم البحران ،أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه وعلى متار بعض الشارحي عمر الفاروق رضي اللّه عنه ،فذكر علي
رضي اللّه عنه عشرة أوصاف من أوصاف أب بكر أو عمر رضي اللّه عنه فل بد من وجودها ،ولا ثبتت هذه الوصاف له بعد ماته بإقرار علي رضي اللّه عنه
فما بقي ف صحة خلفته شك.
]2[-وف كشف الغمة الذي هو تصنيف علي بن عيسى الردبيلي الثن عشري الذي هو من الفضلء العتمدين عند المامية (سئل المام جعفر عليه السلم
عن حلية السيف هل يوز ،فقال :نعم قد حلى أبو بكر الصديق سيفه ،فقال الراوي :أتقول هكذا ،فوثب المام عن مكانه فقال :نعم الصديق نعم الصديق نعم
الصديق -فمن ل يقل له الصديق فل صدق اللّه قوله ف الدنيا والخرة) .فثبت بإقرار المام المام أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه صديق حق ،منكره كاذب
ف الدنيا والخرة.
]3[-ووقع ف بعض مكاتيب علي رضي اللّه عنه على ما نقل شارحو نج البلغة ف حق أب بكر وعمر رضي اللّه عنهما هكذا( :لعمري إن مكانما من
السلم لعظيم وإن الصاب بما لرج ف السلم شديد ،رحهما اللّه وجزاها اللّه بأحسن ما عمل).
]4[-ونقل صاحب الفصول الذي هو من كبار علماء المامية الثن عشرية عن المام المام ممد الباقر رضي اللّه عنه هكذا( :إنه قال لماعة خاضوا ف أب
بكر وعمر وعثمان أل تبون أنتم من الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضلً من اللّه ورضوانا وينصرون اللّه ورسوله .قالوا :ل -قال:
فأنتم من الذين تبوؤوا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم .قالوا :ل -قال :أما أنتم فقد برئتم أن تكونوا أحد هذين الفريقي وأنا أشهد أنكم لستم
من الذين قال اللّه تعال{ :والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ول تعل ف قلوبنا غلً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف
رحيم}.
فالائض ف الصديق والفاروق وذي النورين رضي اللّه عنهم خارج عن الفرق الثلث الذين مدحهم اللّه بشهادة المام المام رضي اللّه عنه .وف التفسي
النسوب إل المام المام السن العسكري رضي اللّه عنه وعن آبائه الكرام( :إن اللّه أوحى إل آدم ليفيض على كل واحد من مب ممد وآل ممد وأصحاب
ممد ما لو قسمت على كل عدد ما خلق اللّه من طول الدهر إل آخره وكانوا كفارا لداهم إل عاقبة ممودة وإيان باللّه حت يستحقوا به النة .وإن من
يبغض آل ممد وأصحابه أو واحدا منهم يعذبه اللّه عذابا لو قسم على مثل خلق اللّه لهلكهم أجعي).
فعلم أن الحبة ما يكون بالنسبة إل الل والصحاب رضي اللّه عنهم ل بالنسبة إل أحدها وإن بغض واحد من الل والصحاب كاف للهلك .نانا اللّه من
سوء العتقاد ف حق الصحابة والل رضوان اللّه عليهم أجعي وأماتنا على حبهم ،ونظرا إل اليات الكثية والحاديث الصحيحة اتفق أهل الق على وجوب
تعظيم الصحابة رضي اللّه عنهم.
(الشبهة الثانية) أن مؤلفي كتب الديث ما رأوا الالت الحمدية والعجزات الحدية بأعينهم وما سعوا أقوال ممد صلى اللّه عليه وسلم منه بل واسطة بل
سعوها بالتواتر بعد مائة سنة أو مائت سنة من وفاة ممد صلى اللّه عليه وسلم وجعوها وأسقطوا مقدار نصفها لعدم العتبار.
(والواب) قد عرفت ف الفصل الثالث أن الرواية اللسانية معتبة عند جهور أهل الكتاب واعتبارها ثابت من هذا النيل التداول ،وأن فرقة بروتستنت تتاج
إل اعتبارها ف أمور كثية هي على إقرار (مان سيك) السقف بقدار ستمائة ،وأن خسة أبواب من سفر المثال جعت من الروايات اللسانية ،ف عهد حزقيا
بعد مدة مائتي وسبعي سنة من موت سليمان عليه السلم ،وأن إنيل مرقس ولوقا وتسعة عشر بابا من كتاب العمال كتبت بالرواية اللسانية وأن المر الهتم
بشأنه يكون مفوظا ول يتطرق فيه خلل برور مدة ،وأن التابعي كانوا شرعوا ف تدوين الحاديث ف الكتب لكنهم دونوها على غي ترتيب أبواب الفقه ،وأن
طبقة تبع التابعي دونوها على ترتيبها ،ث إن البخاري وباقي مؤلفي الكتب الصحاح اقتصروا على ذكر الحاديث الصحيحة وتركوا الضعاف وروى كل من
أصحاب الصحاح الحاديث بالسناد منهم إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .وقد صُنف ف أساء الرجال فن عظيم الشأن يعلم به حال كل راوٍ من رواة
الديث ،وكذا قد عرفت أن أهل السلم كيف يعتبون الديث الصحيح فل يرد عليهم شيء ،وقولم سعوها بالتواتر وأسقطوا مقدار النصف لعدم العتبار
غلط لنم ما أسقطوا لعدم العتبار حديثا من الحاديث الت سعوها بالتواتر لن الديث التواتر عندهم واجب العتبار ،نعم تركوا الضعاف الت ل تكن
أسانيدها كاملة وتركها ل يضر كما قد عرفت.
www.barsoomyat.com – 44إظهار الحق – رحمت ال هندي
ف الباب الثان من قول آدم كلرك( :إن هذا المر مقق أن الناجيل الكثية الكاذبة كانت رائجة ف أول القرون السيحية وكثرة هذه الحوال الكاذبة الغي
الصحيحة هيجت لوقا على ترير النيل ،ويوجد ذكر أكثر من سبعي من هذه الناجيل الكاذبة والجزاء الكثية من هذه الناجيل باقية وكان (ثابري سيوس
جع) هذه الناجيل الكاذبة وطبعها ف ثلث ملدات) انتهى.
(الشبهة الثالثة) إن كل عاقل إذا ترك التعصب علم أن أكثر الحاديث ل يكن أن يكون معانيها صادقة مطابقة لا ف نفس المر.
(والواب) ل يوجد ف الحاديث الصحيحة شيء يكون مضمونه متنعا عند العقل ،وأما بعض العجزات الت هي خلف العادة ،وبعض أحوال النة والحيم
واللئكة الت ل يوجد لا نظائر ف هذه الدنيا فإن كان استبعادهم لا لجل أنا متنعة بالبهان فعليهم ذكر هذا البهان وعلينا جوابه ،وإن كان لجل أنا
خلف العادة أو ل يوجد لا نظائر ف هذا العال فل يضرنا لن العجزة لو كانت على مرى العادة ل تكون معجزة ،أليس صيورة العصا ثعبانا وابتلعها جيع
تناني السحرة ث صيورتا كما كانت بل زيادة حجم ،وهكذا جيع معجزات موسى عليه السلم على خلف مرى العادة ،وقياس العال الخر على هذا العال
قياس مع الفارق ،نعم لو قام البهان القطعي على امتناع شيء يقطع بامتناعه ف العال الخر أيضا ،وبدون قيام البهان ،ل يتجاسر على إنكاره ف العال الخر،
أل يرون إل اختلف أحوال القاليم فإن بعض الشياء توجد ف بعض دون بعض ،فمن كان من إقليم وسع حال بعض الشياء العجيبة الختصة بإقليم آخر
يستبعد ،بل كثيا ما ينكر بشرط أن ل يكون ساعه بالتواتر.
وقد يكون بعض المور مستبعدة ف بعض الحيان دون بعض كما أن قطع هذه السافة البحرية بذه السرعة الت تقطع بالراكب الدخانية ،أو البية الت تقطع
بالعربيات الدخانية كان من الستبعدات عند الناس قبل إياد الراكب الدخانية ،والعربيات الدخانية وكذا وصول الب ف دقيقة أو دقيقتي إل مسافة بعيدة
بواسطة السلك العروف كان من الستبعدات قبل إياده وما بقيت مستبعدة بعد اختراع هذه الشياء وامتحانا.
لكن النصاف أن عادة النكرين أنم يغمضون عي النصاف ويكمون على كل شيء يرى مستبعدا ف آرائهم أنه مال ،وتعلم علماء بروتستنت هذه العادة
من أبناء صنفهم الذين يسمونم اللحدة ،لكن العجيب من هؤلء العلماء أنم ل يرون أن كتبهم ملوءة بالغلط الصرية كما نقلت بعضها على سبيل
النوذج ف الفصل الثالث من الباب الول وأنم ما تنبهوا باستبعادات أبناء صنفهم وعاملوا السلمي با عاملتهم أبناء صنفهم وقد كانت استبعادات أبناء
صنفهم غالبا أقوى من استبعاداتم الناقصة ،وأنا أنقل بعض الواضع من الواضع الت يستهزؤون با ويستبعدونا ..مثلً:
[ ]1وقع ف الباب الثان والعشرين من كتاب العدد هكذا( :28 :ففتح الرب فم التانة وقالت لبلعام :ما الذي فعلت بك هذه ثلث مرات قد ضربتن) :29
(فقال بلعام للتان :لنك استأهلت ذلك من إل) ( :30فقالت التانة لبلعام :لست أنا أتانك الت تركب منذ كنت غلما إل يومك هذا فهل فعلت بك مثل
هذا فقال :ل).
قال هورن ف الصفحة 636من الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ( :1822إن الكفار من زمان قليل يستهزؤون بتكلم أتان بلعام) انتهى.
[ ]2ووقع ف الباب السابع عشر من سفر اللوك الول أن الغربان 2كانت تيب اللحم والبز للياء الرسول إل مدة وهذا المر ضحكة عند أبناء صنفهم حت
مال مققهم الشهور هورن إل رأيهم وسفه مفسريهم ومترجيهم بوجوه ثلثة كما عرفتها ف الفصل الثالث من الباب الول.
[ ]3ووقع ف الباب الرابع من كتاب حزقيال هكذا وأنقل عبارته عن الترجة العربية الطبوعة سنة ( :]4[ :1844وأنت تنام على جانبك اليسر وتعل آثام
بيت إسرائيل عليها على عدد أيام ترقد عليها وتتخذ إثهم [ ]5أما أنا أعطيتك سن آثامهم على عدد أيام ثلثمائة وتسعي يوما وتمل إث آل إسرائيل) ( :6ث
إذا كملت هذا تنام على جانبك اليمي ثانية وتتخذ إث آل يهوذا أربعي يوما إن يوما عوض سنة جعلته لك) ( :7وتقبل بوجهك إل ماصرة أورشليم وذراعك
تكون مشدودة وتبن عليها) ( :8هوذ شددتك بوثاق ول تلتفت من جانبك إل الانب الخر حت تتم أيام ماصراتك) ( :9وأنت خذ لك حنطة وشعيا
وفولً وعدسا ودخنا وجاروس وتعلهن ف إناء واحد وتبز لك خبزا على عدد اليام الت ترقد فيها على جانبك ثلثمائة وتسعي يوما تأكله) ( :10وطعامك
الذي تأكله يكون بالوزن عشرين مثقا ًل ف كل يوم من وقت إل وقت تأكله) ( :11وتشرب ماء بقدار السدس من القسط من وقت إل وقت تشربه) :12
(وكخبز ملة من شعي تأكله وتلطخه بزبل يرج من النسان ف عيونم).
فأمر اللّه حزقيال عليه السلم بثلثة أحكام:
(الول) أن يرقد على جانبه اليسر ثلثمائة وتسعي يوما ويمل إث آل إسرائيل ث يرقد على جانبه الين أربعي يوما ويمل إث آل يهوذا.
(والثان) أن يقبل بوجهه إل ماصرة أورشليم ويكون ذراعه مشدودة ول يلتفت من جانب إل جانب آخر حت تتم أيام الحاصرة.
www.barsoomyat.com – 45إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والثالث) أن يأكل إل ثلثمائة وتسعي يوما خبزا ملطخا بباز النسان وأبناء صنفهم يستهزئون بذه الحكام ويستبعدون أن تكون من جانب اللّه ،ويقولون
إنا واهية بعيدة عن العقل ول يأمر اللّه أن يأكل نبيه القدس إل مدة ثلثمائة وتسعي يوما خبزا ملطخا بباز النسان ،أما كان الدام غي هذا ،إل أن يقال إن
الباز ف حق الطاهرين يكون طاهرا كما يفهم من ظاهر كلم مقدسهم بولس ف الية الامسة عشرة من الباب الول من رسالته إل تيطس ،على أن اللّه قد
أخب بواسطته (إن النفس الت تطئ فهي توت والبن ل يمل إث الب والب ل يمل إث البن ،وعدل العادل يكون عليه ونفاق النافق يكون عليه) كما هو
مصرح به ف الية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه ،فكيف أمره أن يمل آثام إسرائيل ويهوذا إل أربعمائة وثلثي يوما.
[ ]4ووقع ف الباب العشرين من كتاب أشعيا أن اللّه أمره ان يكون عريانا حافيا إل ثلث سني ويشي على هذه الالة وأبناء صنفهم يستهزئون بذا الكم
ويقولون استهزاءً ،يأمر اللّه نبيه الذي يكون ف قيد العقل ول يكون منونا أن يشي مكشوف العورة الغليظة بي النساء والرجال إل ثلث سني.
[ ]5ووقع ف الباب الول من كتاب هوشع أن اللّه أمره أن يأخذ لنفسه زوجة زانية وأولد الزنا ،ث وقع ف الباب الثالث من الكتاب الذكور أن يتعشق بامرأة
فاسقة مبوبة لزوجها ،وقد وقع ف الية الثالثة عشرة من الباب الادي والعشرين من سفر الحبار هكذا( :ول يتزوج الكاهن إل امرأة عذراء ول يتزوج أرملة
ول مطلقة ول منجسة بالزنا فل يتزوج من هؤلء البتة بل يتزوج عذراء من قومه).
وف الباب الامس من إنيل مت هكذا( :كل من ينظر إل امرأة ليشتهيها فقد زن با ف قلبه) فكيف أمر اللّه نبيه با ذكر ،وهكذا استبعادات أخر فمن شاء
فليجع إل كتب أبناء صنفهم.
(الشبهة الرابعة) الحاديث الكثية مالفة للقرآن لنه وقع ف القرآن أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ما ظهر منه معجزة وف الحاديث أنه صدر منه معجزات
كثية وأنه وقع ف القرآن أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم كان مذنبا ،وف أكثر الحاديث أنه كان معصوما ،وأنه وقع ف القرآن أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم
كان ف البتداء ف الهل والضللة كقوله ف سورة الضحى{ :ووجدك ضالً فهدى} وكقوله ف سورة الشورى{ :ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان
ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من عبادنا} وف الحاديث أنه تولد ف اليان ولذلك ظهرت منه معجزات كثية .هذا غاية جهدهم ف إثبات الخالفة بي
القرآن والحاديث.
(والواب) أن المرين الولي لا كانا من أعظم مطاعن النب صلى اللّه عليه وسلم أردت أن أتعرض لما ف الباب السادس ف الطاعن وأجيب عنهما هناك
فانتظر.
(والواب عن الثالث) أن الضال ف الية الول ليس الراد به الضال عن اليان ليكون بعن الكافر فيد اعتراضهم بل ف تفسي هذه الية وجوه:
(الول) ما روي مرفوعا أنه عليه الصلة والسلم قال ضللت عن جدي عبد الطلب وأنا صب ضائع وكاد الوع يقتلن فهدان اللّه.
(والثان) أن معناها وجدك ضالً عن شريعتك أي ل تعرفها إل بإلام أو وحي فهداك إليها تارة بالوحي اللي وأخرى بالفي وهو متار البيضاوي والكشاف
والللي .ف البيضاوي ووجدك ضالً عن علم الكم والحكام فهدى ،فعلمك بالوحي واللام والتوفيق للنظر وجاء بذا العن ف حق موسى عليه السلم
أيضا ف قوله تعال{ :فعلتها إذا وأنا من الضالي}.
(والثالث) أنه يقال ضل الاء ف اللب إذ صار مغمورا ،فمعن الية كنت مغمورا بي الكفار بكة فقواك اللّه تعال حت أظهرت دينه .وجاء بذا العن ف قوله
تعال{ :أئذا ضللنا ف الرض أئنا لفي خلق جديد}.
(والرابع) أن معناها كنت ضالً عن النبوة ما كنت تطمع ول خطر شيء ف قلبك منها ،فإن اليهود والنصارى كانوا يزعمون أن النبوة ف بن إسرائيل فهديتك
إل النبوة الت ما كنت تطمع فيها البتة.
(والامس) أن معناها وجدك ضالً عن الجرة لعدم نزول الذن فهداك بالذن.
(والسادس) أن العرب تسمي الشجرة ف الفلة ضالة كأنه تعال يقول كانت تلك البلد كالفازة ليس فيها شجرة تمل ثر اليان إل أنت فأنت شجرة فريدة
ف مفازة الهل فوجدتك ضالً فهديت بك اللق ونظيه قوله عليه السلم الكمة ضالة الؤمن.
(والسابع) أن معناها وجدك ضا ًل عن القبلة فإنه كان يتمن أن تعل الكعبة قبلة له وما كان يعرف أن ذلك يصل له أم ل فهدى اللّه بقوله{ :فلنولينك قبلة
ترضاها} فكأنه سى ذلك التحي بالضلل.
(والثامن) الضلل بعن الحبة كما ف قوله تعال{ :إنك لفي ضللك القدي} أي مبتك ومعناه أنك مب فهديتك إل الشرائع الت با تتقرب إل خدمة
مبوبك.
(والتاسع) أن معناها وجدك ضالً أي ضائعا ف قومك كانوا يؤذونك ول يرضون بك رعية فقوى أمرك وهداك إل أن صرت واليا عليهم..
www.barsoomyat.com – 46إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والعاشر) أن معناها ما كنت تتدي على طريق السماوات فهديتك إذ عرجت بك إليها ليلة العراج.
(والادي عشر) أن معناها وجدك ضا ًل أي ناسيا فهدى أي ذكرك وذلك أنه ليلة العراج نسي ما يب أن يقال بسبب اليبة فهداه اللّه تعال إل كيفية الثناء
حت قال ل أحصي ثناء عليك وجاء الضلل بذا العن ف قوله تعال{ :أن تضل إحداها}.
(والثان عشر) قال النيد قدس سره :وجدك متحيا ف بيان ما أنزل عليك فهداك لبيانه لقوله تعال{ :وأنزلنا إليك الذكر لتبي للناس ما نزل إليهم} ويؤيده
قوله تعال{ :ل ترك به لسانك لتعجل به إن علينا جعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ث إن علينا بيانه} وقوله عز وجل{ :ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى
إليك وحيه وقل رب زدن علما}.
وعلى كل تقدير ل تسك لم بذه الية ويب تفسي الية بالوجوه الت ذكرتا وبأمثالا الت ذكرها الفسرون لقوله تعال{ :ما ضل صاحبكم وما غوى} إذ
الراد به نفي الضللة والغواية ف أمور الدين بل شبهة ومعناه ما كفر ول أقل من ذلك فما فسق.
والراد ف الية الثانية بالكتاب القرآن وباليان تفاصيل شرائع السلم .ومعن الية ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ول الفرائض والحكام ،وهذا حق
لن النب صلى اللّه عليه وسلم كان قبل الوحي مؤمنا بتوحيد الرب إجالً وما كان عارفا بتفاصيل السلم بل صار عارفا بعد الوحي أو الراد باليان الصلة
كما ف قوله تعال{ :وما كان اللّه ليضيع إيانكم} أي صلتكم فمعن الية ما كنت تدري ما الكتاب أي القرآن ول اليان أي الصلة وما كان رسول اللّه
صلى اللّه عليه وسلم عالا بكيفية هذه الصلة الشروعة ف ملته قبل النبوة أو الراد باليان أهل اليان على حذف الضاف أي ما كنت تدري ما الكتاب ومن
أهل اليان يعن من الذي يؤمن بك.
وحذف الضاف كثي ف كتبهم القدسة أيضا ،الية الثانية والعشرون من الزبور الثامن والسبعي هكذا( :من أجل ذلك سع الرب فغضب واشتعلت النار ف
يعقوب وطلع السخط على إسرائيل).
وف الية الرابعة من الباب السابع عشر من كتاب أشعيا هكذا( :يضعف مد يعقوب ويهزل سن جسمه).
وف الباب الثالث والربعي من كتاب أشعيا هكذا( :22 :ل دعوتن يعقوب ولن تتعب لجلي إسرائيل) ( :28فنجست الرؤساء القديسي وجعلت يعقوب
ل وإسرائيل تديفا).
قت ً
وف الباب الثالث من كتاب أرمياء هكذا( :6 :وقال ل الرب ف أيام يوسيا اللك هل رأيت ما فعلته معاصية إسرائيل انطلقت لنفسها إل كل جبل رفيع وتت
كل شجرة مورقة وزنت هناك) ( :7فقلت بعد ما فعلت هذه جيعها ارجعي إل ول ترجع فرأت أختها يهوذا الفاجرة) ( :8لن من أجل أن زنت إسرائيل
العاصية فأنا طلقتها ودفعت إليه كتاب طلقها فلم تف يهوذا أختها الفاجرة بل ذهبت وزنت هي أيضا) ( :11وقال ل الرب قد بررت نفسها إسرائيل
العاصية بقابلة يهوذا الفاجرة) ( :12ارجعي يا إسرائيل العاصية) وف الباب الرابع من كتاب هوشع هكذا( :15 :إن كنت يا إسرائيل أنت تزن فل يأث يهوذا)
إل ( :16لن إسرائيل كبقرة شاغبة) إل ( :17صاحب الوثان إفرام) إل وف الباب الثامن من كتاب هوشع هكذا( :3 :أرذل إسرائيل الي) إل ( :8ابتلع
إسرائيل الن صار ف المم كإناء نس إفرام أكثر مذابح للخطية) إل( ،ونسي إسرائيل خالقه) إل.
ففي هذه العبارات يب حذف الضاف وإل يلزم والعياذ باللّه أن يكون يعقوب عليه السلم مغضوبا عليه وضعيف الجد وغي داع للّه وقتلً وتديفا ومعاصية
زانية تت كل شجرة وغي راجع إل اللّه وكبقرة شاغبة ومرذل الي وكإناء نس وناسيا لالقه.
وأنقل أيضا بطريق النوذج عن كتاب جان كلرك الطبوع سنة 1839ف لندن وكتاب اكسيهومو الطبوع سنة 1813ف لندن وغيها خسي اختلفا
نقلوها ف ذات اللّه وصفاته عن كتب العهدين وأكتفي على نقل هذه الختلفات .لن العترضي هداهم اللّه تعال وإن جاوزوا فيها حد الدب لكن هذه
الجاوزة أقل من الجاوزة الت توجد ف كلمهم عند التشنيع على النبياء عليهم السلم سيما وقت التشنيع على مري وعيسى عليهما السلم كما ستعرفه ف
الختلف الرابع والعشرين من القول الذي أنقله طردوا ،إنا نقلت هذه العتراضات لتحصل البصية للناظر أن اعتراضات علماء بروتستنت على الحاديث
النبوية أضعف من اعتراضات أبناء صنفهم على مضامي كتبهم القدسة وما نقلتها لجل أنا مستحسنة عندي بل أتبأ من أكثر خرافات الفريقي ونقل الكفر
ليس بكفر.
( )1الية الثامنة من الزبور الائة والامس والربعي هكذا( :الرب حنان رحوم بطيء عن الغضب وعظيم النعمة) والية التاسعة عشر من الباب السادس من
سفر صموئيل الول هكذا( :وضرب الرب من أهل بيت شس لنم رأوا تابوت الرب وضرب من الشعب خسي ألف رجل وسبعي) فانظروا إل شدة رحته
وبطء غضبه أنه قتل خسي ألف رجل وسبعي من قومه الاص على خطأ خفيف.
( )2الية العاشرة من الباب الثان والثلثي من سفر الستثناء هكذا( :وجده ف الرض القفر ف الكان الخيف والبية التسعة طاف به وعلمه وحفظه مثل
حدقة عينه) وف الباب الامس والعشرين من سفر العدد ( 3وقال اللّه لوسى انطلق برؤساء الشعب كلهم وصلبهم قدام اللّه تلقاء الشمس فترتد شدة غضب عن
إسرائيل) ( 9وكان من مات أربعة وعشرون ألفا من البشر) فانظروا إل حفظه الشعب مثل حدقة عينه أنه أمر موسى بصلب رؤساء الشعب كلهم وأهلك منهم
أربعة وعشرين ألفا.
( )3الية الامسة من الباب الثامن من سفر الستثناء هكذا( :أحسب ف قلبك أنه كما أن الرجل يؤدب ابنه كذلك أدبك الرب إلك) والية الثانية والثلثون
من الباب الادي عشر من سفر العدد هكذا( :واللحم إل هذا الي كان بي أسنانم ول يفرغوا من أكله فإذا غضب الرب اشتد على الشعب فضربه ضربة
عظيمة جدا) فانظروا إل تأديبه كتأديب الب ابنه أن هؤلء الفلوكي لا حصل لم اللحم وشرعوا ف الكل ضربم ضربة عظيمة.
( )4ف الية الثامنة عشر من الباب السابع من كتاب ميخا ف حق اللّه هكذا( :أنه مريد الرحة) وف الباب السابع من سفر الستثناء ف حق سبعة شعوب
عظيمة هكذا( 2 :يسلمهم الرب إلك بيدك فاضربم حت أنك ل تبقي منهم بقية فل تواثقهم ميثاقا ول ترحهم) ( 16فتبتلعالشعوب جيعهم الذين الرب إلك
يعطيك إياهم فل تعف عنهم عيناك) إل .فانظروا إل كونه مريد الرحة أنه أمر بن إسرائيل بقتل سبعة شعوب عظيمة وعدم الرحة عليهم وعدم العفو عنهم.
( )5ف الية الادية عشر من الباب الامس من رسالة يعقوب هكذا( :ورأيتم عاقبة الرب لن الرب كثي الرحة ورؤوف) .والية السادسة عشر من الباب
الثالث عشر من كتاب هوشع هكذا( :فلتهلك سامرة لنا بغت على إلها فيبادون بالسيف وأطفالم ينطرحون وحبالم تشقق بطونن) .فانظروا إل كثرة رأفته
ف حق الطفال والبال.
( )6ف الية الثالثة والثلثي من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا( :أنه من قلبه ل يؤذي بن آدم ول يزنم) ،لكن عدم إيذائه بن آدم وعدم تزينهم برتبة
أنه أهلك الشدوديي بالبواسي كما هو مصرح به ف الباب الامس من سفر صموئيل الول ،وأهلك ألوفا من عساكر اللوك المسة بإمطار الجارة الكبية
من السماء حت كان الذين ماتوا بالجارة أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف كما هو مصرح به ف الباب العاشر من كتاب يوشع ،وأهلك كثيا من
بن إسرائيل بإرسال اليات كما هو مصرح به ف الباب الادي والعشرين من سفر العدد.
( )7ف الية الادية والربعي من الباب السادس عشر من سفر اليام الول هكذا( :أن فضله أبدي) والية التاسعة من زبور الائة والامس والربعي هكذا:
(الرب صال للكل ورأفته على جيع خلقه) لكن أبدية فضله وعموم رأفته على جيع اللق برتبة أنه أهلك جيع اليوانات والنسان غي أهل السفينة ف عهد
نوح عليه السلم بإرسال الطوفان وأهلك أهل سادوم وعاموره ونواحيها بإمطار الكبيت والنار من السماء كما هو مصرح به ف الباب السابع والتاسع عشر
من سفر التكوين.
www.barsoomyat.com – 48إظهار الحق – رحمت ال هندي
( )8الية السادسة عشر من الباب الرابع والعشرين من سفر الستثناء هكذا( :ل تقتل الباء عوض البناء ول البناء بدل الباء ولكن كل واحد يوت بذنبه).
وف الباب الادي والعشرين من سفر صموئيل الثان أن داود عليه السلم سلم سبعة أشخاص من أولد شاول بأمر الرب بأيدي أهل جيعون ليقتلوهم بطأ
شاول فصلبوهم وقد كان داود عليه السلم عاهد شاول وحلف أن ل يهلك ذريته بعد موته كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل
الول فوجد نقض العهد أيضا بأمر اللّه.
( )9ف الية السابعة من الباب الرابع والثلثي من سفر الروج هكذا( :يازى البناء وأبناؤهم بإث آبائهم إل ثلثة وأربعة أجيال) وف الية العشرين من الباب
الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا( :النفس الت تطئ فهي توت والبن ل يمل إث الب ،والب ل يمل إث البن وعدل العادل يكون عليه وشر الشرير
ل عن أربعة أجيال وهذا المل لو كان إل أربعة أجيال فقط كان مغتنما لكن الله يقع عليه) .فيعلم منه أن البناء ل يملون إث الباء إل جيل واحد فض ً
الب نقض هذا الكم أيضا وأمر بمل إث الباء على البناء بعد أجيال كثية أيضا.
ف الباب الامس عشر من سفر صموئيل الول هكذا( :هكذا يقول الرب الصباووت إن ذكرت كل ما صنع عماليق بإسرائيل أنه قاومه ف الطريق حيث
صعدوا من مصر 3فالن اذهب فاضرب عماليق وأهلك جيع ما لم ول ترحهم ول ترغب من مالم شيئا بل اقتل من الرجال والنساء والغلمان حت الطفال
والبقر والغنم والمي أيضا) .فانظروا إنه ذكر بقوة حافظته بعد أربعمائة سنة ما صنع عماليق بإسرائيل فأمر بعد هذه الدة بالنتقام من أولدهم وقتل رجالم
ونسائهم وأطفالم الصغار جدا ومواشيهم من البقر والغنم والمي ولا ل يعمل شاول على أمره الشريف ندم على جعله ملكا وترقى ابنه الوحيد الله الثان
فأمر بمل إث الباء على البناء بعد أربعة آلف سنة.
ف الباب الثالث والعشرين من إنيل مت قول هذا الله الثان ف خطاب اليهود هكذا( :يأت عليكم كل دم زكي سفك على الرض من دم هابيل الصديق إل
دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بي اليكل والذبح الق أقول لكم أن هذا كله يأت على هذا اليل) ث ترقى الب الله الول وتيل أن إث آدم ممول على
ل على ما صرح به لوقا ف الباب الثالث من أولده إل هذه الدة وقد مضت أزيد من أربعة آلف وثلثي سنة وقد مضى من آدم إل يسوع خس وسبعون جي ً
إنيله ورأى أن أولد آدم كلهم مستحقون للنار لو ل تكن الكفارة كاملة جيدة وما رأى غي ابنه الله الثان حريا با بأن يصلب من أيدي أرذل أقوام الدنيا
وهم اليهود ،وما ظهر له طريق النجاة غي هذا فأمره أن يصلب وتركه ول يغثه ف شدته حت صرح لجل شدة العذاب ونادى الب إلي إلي لاذا تركتن ث
صرخ ثانيا ومات وبعد موته صار ملعونا ودخل الحيم (والعياذ باللّه) .على أنه ل يثبت من كتاب من كتب العهد العتيق أن زكريا بن برخيا قتل بي اليكل
والذبح .نعم صرح ف الباب الرابع والعشرين من سفر اليام الثان أن زكريا بن يهويا داع الب قتل ف صحن بيت الرب ف عهد بواش اللك ث عبيد اللك
قتلوه بانتقام دم زكريا فحرف النيل يهويا داع ببخيا ولعل لوقا لجل ذلك اكتفى ف الباب الادي عشر من إنيله على اسم زكريا ول يذكر اسم أبيه
فانظروا إل هذه المور التسعة كيف يثبت منها رحة اللّه تعال.
( )10ف الية الامسة من الزبور الثلثي هكذا( :أن غضبه لظة) وف الية الثالثة عشر من الباب الثان والثلثي من سفر العدد هكذا( :فاشتد غضب الرب
على بن إسرائيل فأتاهم ف القفار أربعي سنة حت باد ذلك اللف كله وهلك أولئك الذين أساؤوا قدامه) فانظروا إل غضبه اللحظي أنه كيف عامل بن
إسرائيل.
( )11ف الية الول من الباب السابع عشر من سفر التكوين( :أنا اللّه القادر) وف الية التاسعة عشر من الباب الول من كتاب القضاة هكذا( :وكان الرب
مع يهوذا وورث البال ول يستطع يستأصل أهل الوادي لن كانت لم مراكب كثية من حديد) فانظروا إل قدرته أنه ل يقدر على استئصال أهل الوادي
لكونم ذوي مراكب كثية من حديد.
( )12ف الية السابعة عشر من الباب العاشر من سفر الستثناء هكذا( :أن الرب إلكم هو إله اللة ورب الرباب إله عظيم جبار) .والية الثالثة عشر من
الباب الثان من كتاب عاموص هكذا ترجة عربية سنة ( :1844ها أنا ذا أصر من تتكم كما تصر العجلة الحملة حشيشا) ترجة فارسية سنة :1838
(ابنك من درزير شا جسبيده شدم جنانه أرابه برازاقد جسبيده مي شود) انظروا إل عظمته وجباريته أنه صر تت بن إسرائيل كما تصر العجلة الحملة
حشيشا.
www.barsoomyat.com – 49إظهار الحق – رحمت ال هندي
( )13ف الية الثامنة والعشرين من الباب الربعي من كتاب أشعيا هكذا( :الرب الذي خلق أطراف الرض ل يضعف ول يتعب) والية الثالثة والعشرون من
الباب الامس من كتاب القضاة هكذا( :العنوا أرض ما روض قال ملك الرب العنوا سكانا لنم ل يأتوا إل معونة الرب ف مقابلة القوياء) .فانظروا إل عدم
ضعفه أنه كان متاجا إل العانة ف مقابلة القوياء ويلعن من ل ييء لعانته ،ووقع ف الية التاسعة من الباب الثالث من كتاب ملخيا هكذا( :صرت ملعوني
باللعنة لنكم نعم هذا القوم كلهم نبون) .وهذا أيضا يدل على أن بن إسرائيل نبوه فيلعنهم وظهر من هذه المثلة الربعة حال قدرته.
( )14الية الثالثة من الباب الامس عشر من سفر المثال هكذا( :عينا الرب ف كل مكان يترقبان الصالي والطالي) وف الية التاسعة من الباب الثالث من
سفر التكوين هكذا( :فدعا الرب الله آدم وقال له أين أنت) .فانظروا إل ترقب عينه ف كل مكان أنه احتاج إل الستفهام من آدم حي اختفى ف وسط
شجرة الفردوس.
( )15ف الية التاسعة من الباب السادس عشر من سفر اليام الثان هكذا( :عينا الرب ميطتان بكل الرض) والية الامسة من الباب الادي عشر من سفر
التكوين هكذا( :فنل الرب لينظر الدينة والبج الذي كان يبنيه بنو آدم).
فانظروا إل إحاطة عينيه بكل الرض أنه احتاج إل النول والنظر ليعلم حال الدينة والبج.
( )16الية الثانية من الزبور الائة والتاسع والثلثي هكذا( :وميزت سعيي وسكون وأطلعت على طرقي كلها) يعلم منه أن اللّه عال طرق العباد كلها وأفعالم
وف الباب الثامن عشر من سفر التكوين هكذا( 2 :فقال الرب أن صراخ سادوم وعاموره قد كثر وخطيتهم ثقلت جدا) ( 21أنزل أنظر أن فعلهم يشاكل
الصراخ الت أم ل لعلم ذلك) .فانظروا إل كونه عال طرق العباد وأفعالم كلها أنه احتاج إل النول والنظر ليعلم أن فعل أهل سادوم وعاموره يشاكل
الصراخ الواصل إليه أم ل.
( )17الية الامسة من الزبور الذكور هكذا( :فما أعجب هذا العلم عندي فهو أرفع من أن أدركه) ،وف الية الامسة من الباب الثالث والثلثي من سفر
الروج هكذا( :أما الن فاعزلوا عنكم زينتكم فاعلم ما أفعله بكم) .فانظروا إل علمه الارج عن الدراك أنه ل يعلم ما يفعل بم ما ل يعزلوا زينتهم والية
الرابعة من الباب السادس عشر من سفر الروج هكذا( :فقال الرب لوسى إن أمطر عليكم خبزا من السماء فليخرج الشعب ويلقطوا يوما بيوم طعامهم من
أجل أن أمتحنهم) والية الثانية من الباب الثان من سفر الستثناء هكذا( :واذكر كل الطريق الذي ساسك به الرب إلك أربعي سنة ف القفار ليعذبك ويبتليك
وبيان كل ما ف قلبك أتفظ وصاياه أم ل).
فالرب متاج إل المتحان ليعلم ما ف قلوبم فامتحنهم بإمطار البز وبسياستهم أربعي سنة ف القفار فعلم من هذه المثلة الستة حال كونه عال الغيب).
( )18ف الية السادسة من الباب الثالث من كتاب ملخيا هكذا( :فإن أنا الرب ول أتغي) .وف الباب الثان والعشرين من سفر العدد هكذا( 20 :فأتى اللّه
بلعام ف الليل وقال له إن كان هؤلء القوم إنا جاؤوا ليدعوك فانطلق معهم ولكن ل تفعل إل الذي أقوله لك 21فقام بلعام غدوة وركب أتانة وانطلق مع
عظماء مواب 22فغضب اللّه عليه لا ذهب) ال .فانظروا إل عدم تغيه أنه أتى ف الليل وأمر بلعام بالنطلق مع عظماء مواب ولا فعل بلعام ما أمر غضب
عليه.
( )19ف الية السابعة عشر من الباب الول من رسالة يعقوب هكذا( :ليس عنده تغي ول ظل دوران) وقد أمر بحافظة السبت ف أكثر الواضع من كتب
العهد العتيق وصرح ف كثي منها أنه أبدي والقسيسون بدلوا السبت بالحد فيلزم عليهم العتراف بأنه متغي.
( )20ف الباب الول من سفر التكوين وقع ف حق السماء والكواكب واليوانات أنا حسنة وف الية الامسة عشر من الباب الامس عشر من كتاب أيوب
هكذا( :والسماء ليست بظاهرة قدامه) وف الية الامسة من الباب الامس والعشرين هكذا( :والكواكب ل تزكو بي يديه) ووقع ف الباب الادي عشر من
سفر الحبار ف حق كثي من البهائم والطيور وحشرات الرض أنا قبيحة مرمة.
( )21ف الية الامسة والعشرين من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا( :فاسعوا يا بيت إسرائيل ،طريقي ليس بستقيم أم ل ليس بالري أن طرقكم
خبيثة) .وف الباب الول من كتاب ملخيا هكذا( 2 :أن أجبتكم قال الرب وقلتم ف أي شيء أجبتنا أليس إنه عيسو أخ ليعقوب ،يقول الرب وأحببت
www.barsoomyat.com – 50إظهار الحق – رحمت ال هندي
يعقوب) ( 3وبغضت عيسو وجعلت جباله قفرا ومياثه لتناني البية) انظروا إل استقامة طريقه أنه بغض عيسو بل سبب وجعل جباله قفرا ومياثه لتناني
البية.
( )22ف الية الثالثة من الباب الامس عشر من الشاهدات هكذا( :أيها الرب الله القادر على كل شيء طرفك عادلة وحق).
والية الامسة والعشرون من الباب العشرين من كتاب حزقيال هكذا :إذا أعطيتهم أنا وصايا غي حسنة وأحكاما ل يعيشون با.
( )23الية الثامنة والستون من الزبور الائة والتاسع عشر هكذا( :رب إنك صال ومصلح فعلمن سننك) والية الثالثة والعشرون من الباب التاسع من كتاب
القضاة هكذا( :وسلط الرب روحا رديا بي أب مالك وسكان شخيم وبدوا يبغضوه) فانظروا إل إصلحه أنه سلط الروح الرديء ليجان الفتنة.
( )24يوجد ف اليات الكثية حرمة الزنا ولو فرض أن القسيسي صادقون ف قولم يلزم أن الرب نفسه زن بزوجة يوسف النجار السكي فحملت من هذا
الزنا (والعياذ باللّه) .واللحدة ف هذا الوضع يتجاوزون عن الد ويستهزئون استهزاءً بليغا بيث تقشعر منه جلود الؤمني ،وأنا أنقل لتنبه الناظر ما قال
صاحب اكسيهومو وأحذف استهزاءه .قال هذا اللحد ف الصفحة 44من كتابه الطبوع سنة ( :1813ذكر ف إنيل) اسه ت ت وت أف ميي ويعد ف هذا
الزمان من الناجيل الكاذبة أن مري عليها السلم كانت مررة لدمة بيت القدس وكانت هناك إل أن بلغت ست عشرة سنة واختار فادر جيوم زاوير هذا
الذكور بعد ما اعتقد صحته فحينئذ يتمل أن مري حبلت من كاهن من كهنة البيت وهو علمها أن تقول أن حبلت من روح القدس) انتهى .ث استهزأ هذا
اللحد بتحرير لوقا استهزاءً بليغا فقال :إن هذا الال ثبت عند اليهود هكذا( :أن ولد عسكري كان يبها ومن حركته الشنيعة تولد مسيح اليسوعيي فسخط
عليها يوسف النجار لجل هذا المر وترك هذه الزوجة الائنة وذهب إل بابل وذهبت مري مع يسوع إل مصر وتعلم يسوع هناك النينات وجاء بعد تعلمها
إل اليهودية لييها الناس) انتهى .ث قال( :اشتهرت الكايات الكذائية الواهية الكثية بي الوثنيي مثل أنم يعتقدون أن إلهم منرو تولد من دماغ جوبتر وكان
ب كس ف فخذ جوبتر ،وإله أهل الصي فتولد من العذراء الت حبلت من شعاع الشمس) انتهى ملخصا.
ويناسب هذا القام حكاية نقلها جان ملنر ف كتابه الطبوع سنة ( :1838ادعت جؤانا سوأت كوت اللام قبل هذا الزمان بدة قليلة وقالت :إن أنا المرأة
الت قال اللّه ف حقها ف الية الامسة عشر من الباب الثالث من سفر التكوين( :هي تستحق رأسك) .ووقع ف حقها ف الباب الثان عشر من الشاهدات
هكذا ]1[ :وظهرت آية عظيمة ف السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تت رجليها وعلى رأسها أكليل من اثن عشر كوكبا [ ]2وهي حبلى تصرخ
متمخضة ومتوجعة لتلد .وإن حبلت من عيسى عليه السلم وتبعها كثي من السيحيي وحصل لم من هذا المل فرح كثي وصنعوا أظرف الذهب والفضة)
انتهى كلمه .لكنا ما سعنا أنا ولدت من هذا المل ولدا مباركا أم ل وف الصورة الول هل حصلت رتبة اللوهية لذا الولد السعيد مثل أبيه أم ل ،وف
صورة الصول هل بدل ف معتقدية اعتقاد التثليث بالتربيع أم ل ،وكذا هل بدل لقب اللّه الب بالد أم ل.
( )25ف الية التاسعة عشر من الباب الثالث والعشرين من سفر العدد هكذا( :ليس اللّه برجل فيكذب ول ابن لنسان فيندم).
ل 7وقال فاموا البشر الذي خلقته عن وجه الرض من
وف الباب السادس من سفر التكوين هكذا 6 :فندم على عمله النسان على الرض فتأسف بقلبه داخ ً
البشر حت اليوانات من الدبيب حت طي السماء لن نادم أن عملتهم.
( )26الية التاسعة والعشرون من الباب الامس عشر من سفر صموئيل الول هكذا( :فإن عزيز إسرائيل ل يكذب ول يندم) لنه ليس بإنسان فيندم .وف
ل 11ندمت على أن صيت شاول ملكا) ال ،35الرب أسف على أنه ملك شاول. الباب الذكور هكذا( :10 :وكان قول الرب على صموئيل قائ ً
( )27ف الية الثانية والعشرين من الباب الثان من سفر المثال هكذا( :من الشفة الكاذبة نفرة للرب) .وف الباب الثالث من سفر الروج هكذا( 17 :وقلت
إن أصعدكم من استعباد أهل مصر إل أرض الكنعانيي والبشيي والموريي والفرزيي والوريي واليابوسيي إل الرض الت تري لبنا وعسلً) ( 18وهم
يسمعون صوتك وتدخل أنت وشيوخ إسرائيل إل ملك مصر وتقول له الرب إله العبانيي دعانا فنمضي مسية ثلثة أيام ف البية لكي نذبح ذبيحة للرب
إلنا) .والية الثالثة من الباب الامس من السفر الذكور فقال :أي موسى وهارون له أي لفرعون( :إله العبانيي دعانا لنذهب مسية ثلثة أيام ف البية ونذبح
ذبائح للرب إلنا لئل يصيبنا وباء أو حرب).
وف الية الثانية من الباب الادي عشر من السفر الذكور قول اللّه تعال ف خطاب موسى عليه السلم هكذا( :فتحدث ف مسمع الشعب أن يسأل الرجل
صاحبه والرأة من صاحبتها أوان فضة وأوان ذهب) .والية الامسة والثلثون من الباب الثان عشر من سفر الروج هكذا( :وفعل بنو إسرائيل كما أمر
www.barsoomyat.com – 51إظهار الحق – رحمت ال هندي
موسى واستعاروا من الصريي أوان فضة وذهب وشيئا كثيا من الكسوة) .فانظروا إل نفرته من الكذب أنه أمر موسى وهارون أن يكذبا عند فرعون فكذبا
وكذلك كذب كل رجل وكل امرأة وأمر بالداع وأخذ كل مال جاره بالديعة وتصرف به ،وقد أمر ف مواضع من التوراة بأداء حق الار ،أيكون أداء حقه
كما أمر وقت خروجهم وأيليق باللّه أن يعلمهم الغدر واليانة .وف الباب السادس عشر من سفر صموئيل الول (قال الرب لصموئيل :امل قرنك دهنا وتعال
أبعثك إل أيسي الذي من بيت لم فإن قد رأيت ل ف بنيه ملكا) قال صموئيل :كيف أذهب فيسمع شاول فيقتلن .فقال الرب :خذ بيدك عجلة من البقر
وقل إن جئت لقرب ذبيحة للرب .فصنع صموئيل كما أمر الرب وأتى إل بيت لم) انتهى ملخصا .فأمر اللّه صموئيل أن يكذب لنه كان أرسله لسح داود
وجعله سلطانا ل للذبح ،وعرفت ف جواب الشبهة الثالثة ف الفصل الثان من هذا الباب أن اللّه أرسل روح الضللة ليقع ف أفواه نو أربعمائة نب كذبة
(ويضلهم فيكذبون) فمن هذه المثلة الربعة يظهر نفرته من الشفة الكاذبة.
( )28الية السادسة والعشرون من الباب العشرين من سفر الروج هكذا( :ل تصعد على مذبي بدرج لئل تنكشف عليه عورتك).
ل عن عورة المرأة .وف الية السابعة عشر من الباب الثالث من كتاب أشعيا( :الرب يقلع عورات بنات فعلم منه أنه ل يب انكشاف عورة الرجل فض ً
صهيون) .وف الباب السابع والربعي من كتاب أشعيا هكذا( 2 :خذي الرحى واطحن دقيقا أعرى عارك اكشفي كتفك أظهري ساقيك جوزي النار) 3
(ينكشف عيبك ويظهر عارك أنتقم ول يقاومن بشر) .والية الثامنة عشر من الباب العشرين من سفر التكوين هكذا( :لن الرب أعقم جيع من ف بيت أب
مالك من أجل سارة امرأة إبراهيم) .والية الادية والثلثون من الباب التاسع والعشرين هكذا( :فلما رأى الرب أن ليا مبغوضة فتح رحها وكانت راحيل
عاقرا) .والية الثانية والعشرون من الباب الثلثي من السفر الذكور هكذا( :فذكر الرب راحيل واستجاب لا وفتح رحها) .فانظروا إل نفرته من كشف
عورة الرجال ورغبته إل قلع عورات النساء وأعرائهن وفتح أرحامهن وسدها.
( )29ف الية الرابعة والعشرين من الباب التاسع من كتاب أرمياء هكذا( :أنا الرب الصانع الرحة والقضاء والعدل ف الرض).
وقد عرفت حال ارتضائه بالرحة والصدق فاعرف حال عدله ف الباب الادي والعشرين من كتاب حزقيال هكذا( ]3[ :وتقول لرض إسرائيل هكذا( :يقول
الرب الله ها أنا ذا إليك وأسل سيفي من غمده وأقتل فيك البار والنافق) [ ]4ومن أجل أن قتلت فيك بارا ومنافقا فلهذا يرج سيفي من غمده إل كل
جسد من التيمن إل الشمال) .فلو سلم أن أقتل النافق عند علماء بروتستنت عدل لكن كيف يكون قتل البار عد ًل عندهم .وف الباب الثالث عشر من كتاب
أرمياء هكذا( 13 :فنقول لم هكذا يقول الرب ها أنا ذا أملي سكرا جيع سكان هذه الرض واللوك الالسي من ذرية داود على كرسيه والكهنة والنبياء
وجيع سكان أورشليم 14وأبددهم رجلً عن أخيه ،والباء والبناء جيعا .يقول الرب لست أرحم ول أعفي ول أتنن حت أهلكهم) فأمل جيع سكان هذه
الرض سكرا ث قتلهم أي عدل.
والية التاسعة والعشرون من الباب الثان عشر من سفر الروج هكذا( :ولا انتصف الليل قتل الرب كل أبكار أهل مصر من بكر فرعون الالس على كرسيه
حت إل بكر السبية الت ف السجن وكل أبكار البهائم) .فقتل جيع أبكار أهل مصر وأبكار البهائم أي عدل ،لن الوفاء من أبكار أهل مصر كانوا أطفالً
معصومي ،وكان أبكار البهائم أيضا غي مذنبي.
( )30الية الثالثة والعشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا( :العلى مرضات هو موت النافق يقول الرب الله إل أن يتوب من طرقه فيعيش).
والية الادية عشر من الباب الثالث والثلثي هكذا( :فقل لم حت أنا يقول الرب الله لست أريد موت النافق بل أن يتوب النافق من طريقه ويعيش) ال.
فعلم من هاتي اليتي أن اللّه ل يب موت الشرير بل يب أن يتوب الشرير وينجو .والية العشرون من الباب الادي عشر من كتاب يوشع هكذا( :فقسى
الرب قلوبم وأهلكهم).
( )31الية الرابعة من الباب الثان من الرسالة الول إل تيموثاوس هكذا( :الذي يريد أن جيع الناس يلصون وإل معرفة الق يقبلون).
وف الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي هكذا 11 :ولجل هذا سيسل إليهم اللّه عمل الضلل حت يصدقوا الكذب 12لكي يدان جيع الذين
ل يصدقوا الق بل سروا بالث.
( )32الية الثامنة عشر من الباب الادي والعشرين من سفر المثال هكذا( :عوض الصديق يسلم النافق وعوض الستقيمي الثيم).
والية الثانية من الباب الثان من الرسالة الول ليوحنا هكذا( :وهو كفارة لطايانا ليس لطايانا فقط بل لطايا كل العال أيضا).
www.barsoomyat.com – 52إظهار الحق – رحمت ال هندي
ففهم من الية الول أن الشرار يكونون كفارات للصلحاء ومن الثانية أن السيح عليه السلم الذي هو معصوم عند السيحيي صار كفارة للشرار.
(فائدة) ما ادعى بعض القسيسي من أن السلمي ليس لم كفارة جيدة غلط ،لنا لو تأملنا ف حكم عبارة المثال ونظرنا إل طوائف بن آدم وجدنا أن
الكفارات التعددة من النكرين لحمد صلى اللّه عليه وسلم موجودة لكل فرد من السلمي ،على أن السيح عليه السلم لا كان كفارة لطايا كل العال على ما
اعترف يوحنا ،فكيف ل يكون كفارة للمسلمي الذين يعترفون بتوحيد اللّه ونبوته وصدقه وكون أمه صادقة بريئة بل لو أنصف أحد عرف أن أهل الياة
البدية هؤلء السلمون ل غيهم كما عرفت ف الباب الرابع.
( )33وقع ف الباب العشرين من سفر الروج ل تقتل ول تزن .والية الثانية من الباب الرابع عشر من كتاب زكريا هكذا( :وأجع جيع المم إل أورشليم
للقتال وتؤخذ الدينة وترب البيوت وتفضح النساء) .فوعد الرب أن يمع المم ليقتلوا قومه الاص ويفضحوا نساءهم ويزنوا با.
( )34ف الية الثالثة عشر من الباب الول من كتاب حيقوق هكذا( :نقبت عيناك لئل ترى السوء ول تقدر أن تنظر إل الث).
والية السابعة من الباب الامس والربعي من كتاب أشعيا( :الصور [ص ]165النور ،والالق الظلمة ،الصانع السلم ،والالق الشر أنا الرب الصانع
جيعها).
( )35ف الزبور الرابع والثلثي هكذا( 15 :فإن عين الرب إل البرار ومسامعه إل صراخهم) ( 17أولئك الذين صرخوا فاستجاب لم وناهم من جيع
إضرارهم) ( 18فإن الرب قريب من منكسري القلب وملص متواضعي الروح) .وف الزبور الثان والعشرين هكذا( :1 :إلي إلي لاذا تركتن بعيدا عن
خلصي وكلم صراخي) ( :2إلي إلي إن ف النهار أدعو وأنت ل تستجيب وف الليل ول سكوت ل).
ل إيلي إيلي لا شبقتن أي إلي
والية السادسة والربعون من الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا( :ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائ ً
إلي لاذا تركتن) أما كان داود وعيسى عليهما السلم من البرار ومنكسري القلوب ومتواضعي الروح َفِلمَ تركهما وَلمْ يسمع صراخهما.
( )36الية الثالثة عشر من الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء هكذا( :تطلبونن وتدونن إذا طلبتمون بكل قلبكم).
والية الثالثة من الباب الثالث والعشرين من كتاب أيوب هكذا( :من يعطين أن أعرف فأجده وأستطيع البلوغ إل ملسه).
وقد شهد اللّه ف حق أيوب أنه صال مستقيم ،خائف من اللّه ،بعيد من السوء كما هو مصرح به ف الباب الول والثان من كتابه .فهذا القدس ل يصل له
علم طريق وجدان اللّه فضلً عن وجدانه.
( )37ف الية الرابعة من الباب العشرين من سفر الروج هكذا( :ل نتخذ لك صورة ول تثيل من كل ما ف السماء وما ف الرض وما ف الاء من تت
الرض) .والية الثامنة عشر من الباب الامس والعشرين من السفر الذكور هكذا( :وأصنع كار وبي من ذهب سبيك تعل على كل جانب الغشاء).
( )38الية السادسة من رسالة يهوذا هكذا( :واللئكة الذين ل يفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إل دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تت الظلم).
فعلم منها أن الشياطي مربوطة بقيود عظيمة إل يوم القيامة .ويعلم من الباب الول والثان من كتاب أيوب أن الشيطان ليس بقيد بل هو مطلق ويضر عند
اللّه.
( )39ف الية الرابعة من الباب الثان من الرسالة الثانية لبطرس هكذا( :أن اللّه ل يشفق على ملئكة قد أخطئوا بل ف سلسل الظلم طرحهم ف جهنم
وسلمهم مروسي للقضاء) .وف الباب الرابع من إنيل مت أن الشيطان جرب عيسى عليه السلم.
( )40الية الرابعة ف الزبور التسعي هكذا( :فإن ألف سنة لديك كالمس الغابر وكهجيع من الليل) .والية الثامنة من الباب الثالث من الرسالة الثانية لبطرس
هكذا( :أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة ،وألف سنة كيوم واحد) ومع ذلك قال ف الية السادسة عشر من الباب التاسع من سفر التكوين هكذا:
(ويكون القوس ف الغمام وأراه وأذكر اليثاق البدي الذي قام بي اللّه وبي كل نفس حية من كل ذي جسد هو على الرض) .على أن كون القوس علمة
العهد ل يسن ،لن القوس ل يكون ف كل غمام بل ف قليل من أوقات الغمام وهو وقت رقة الغمام غالبا ،وهذا الوقت ل يكون موجبا لكثرة المطار الت
ياف منها الطوفان فل تصل العلمة وقت الاجة إليها بل وقت الستغناء عنها.
www.barsoomyat.com – 53إظهار الحق – رحمت ال هندي
( )41ف الية العشرين من الباب الثالث والثلثي من سفر الروج قول اللّه ف خطاب موسى عليه السلم هكذا( :إنك ل تقدر على النظر إل وجهي لنه ل
يران بشر فيحيا) .وف الية الثلثي من الباب الثان والثلثي من سفر التكوين قول يعقوب عليه السلم هكذا( :رأيت اللّه وجها لوجه وتلصت نفسي) .فرأى
يعقوب عليه السلم اللّه وجها لوجه وبقي حيا ،وف القصة الت وقع فيها هذا القول أشياء أخرى أيضا ل تليق .الول :ذكر الصارعة بي اللّه وبي يعقوب.
والثان :كونا متدة إل طلوع الفجر .والثالث :أنه ل يقو أحدها بالخر .والرابع :أن اللّه ل يقدر أن ينطلق بذاته فقال أطلقن .والامس :أن يعقوب ل يطلقه
إل بعوض وهو أن يباركه .والسادس :أن اللّه سأله عن اسه فعلم أنه ما كان يعلم اسه.
( )42الية الثانية عشر من الباب الرابع من الرسالة الول ليوحنا هكذا( :اللّه ل ينظره أحد قط) .وف الباب الرابع والعشرين من سفر الروج هكذا9 :
ل من شيوخ إسرائيل 10ونظروا إل إله إسرائيل وتت رجليه مثل الجر السمانون وكمثل لون السماء (وصعد موسى وهارون وناد أب وأبيهو وسبعون رج ً
ونور ظاهر) ( 11فلم يبسط يده على شيوخ إسرائيل وأبصروا اللّه وأكلوا وشربوا) فموسى [ص ]168وهارون والشايخ السبعون عليهم السلم قد أبصروا
اللّه وأكلوا وشربوا معه أقول أولً :أن الملة الخية بسب الظاهر تدل على أنم أكلوا اللّه وشربوه ،لكن القصود لعله ما فهمه العترضون .وثانيا :أن إله بن
إسرائيل (والعياذ باللّه) كان على صورة آلة مشركي الند مثل رامند روكرشن لن ألوانم على ما صرح به ف كتبهم على لون السماء.
( )43ف الية السادسة عشر من الباب السادس من الرسالة الول إل تيموثاوس هكذا( :الذي ل يره أحد من الناس ول يقدر أن يراه).
وف الباب الرابع من الشاهدات أن يوحنا رآه جالسا على العرش وكان الالس ف النظر شبه حجر اليشب والعقيق.
( )44الية السابعة والثلثون من الباب الامس من إنيل يوحنا قول يسوع ف خطاب اليهود هكذا( :ل تسمعوا صوته قط ول أبصرت هيئته) .وقد علمت
حال رؤية اللّه ف الثال السابق .بقي حال ساع صوته .ف الية الرابعة والعشرين من الباب الامس من سفر الستثناء هكذا( :قد أرانا الرب إلنا مده وعظمته
وسعنا صوته من وسط النهار).
( )45ف الية الرابعة والعشرين من الباب الرابع من إنيل يوحنا هكذا( :اللّه روح) .وف الية التاسعة والثلثي من الباب الرابع والعشرين من إنيل لوقا هكذا:
(أن الروح ليس له لم وعظام) ويعلم من هاتي العبارتي أن اللّه ليس له لم وعظام ،وقد ثبت له ف كتبهم كل عضو من الرأس إل الرجل ونقلوا أمثلة لثبات
هذه العضاء وقد عرفتها ف مقدمة الباب الرابع .ث قالوا استهزاءً" :ل يعلم إل الن أنه بستان أم بناء أو خزاف أو خياط أو جراح أو حلق أو قابلة أو جزار
أو فلح أو تاجر أو غيه لن أقوال كتبهم مضطربة".
ف الية الثامنة من الباب الثامن من سفر التكوين هكذا( :وغرس الرب الله فردوس النعيم من البدي) فيعلم منه أنه بستان.
وكذا يعلم من الية التاسعة عشر من الباب الادي والربعي من كتاب أشعيا وف الية الامسة والثلثي من الباب الثان من سفر صموئيل الول هكذا( :وبن
له بيتا أمينا) وهكذا ف الية 11و 27من الباب السابع من سفر صموئيل الثان والية 38من الباب الادي عشر من سفر اللوك الول والية 1من الزبور
127ويعلم من هذه اليات أنه بناء .والية الثامنة من الباب الرابع والستي من كتاب أشعيا هكذا( :والن يا رب أنت أبونا ونن الطي وأنت جابلنا ونن
جيعنا أعمال يديك) فيعلم منها أنه خزاف .والية الادية والعشرون من الباب الثالث من سفر التكوين هكذا( :وصنع الرب الله لدم وزوجته ثيابا من جلود
وألبسهما) فيعلم أنه خياط .وف الية 17من الباب الثلثي من كتاب أشعيا هكذا( :أشفي جرحك) فيعلم أنه جراح .والية العشرون من الباب السابع من
كتاب أشعيا هكذا( :ف ذلك اليوم يلق الرب بوسى مستنكرا ف أولئك الذين هم عبوا النهر بلك الثوريي الرأس وأوبار الرجلي واللحية كلها) فيعلم أنه
حلق .ويعلم من الية 31من الباب التاسع والعشرين والية 22من الباب الثلثي من سفر التكوين أنه قابلة .وقد مر نقلهما عن قريب ف بيان الختلف
الثامن والعشرين .والية السادسة من الباب الرابع والثلثي من كتاب أشعيا هكذا( :سيف الرب امتل دما سن من شحم من دم الرفان والتيوس من دم
الكباش العلوفة) فيعلم أنه جزار .والية الامسة عشر من الباب الادي والربعي من كتاب أشعيا هكذا( :ها جعلتك مثل البكرات الدد الت للعجلة شبه
الناشي الت تدوس فتدوس البال وتسحق الكام وتصنعهم مثل التراب) فيعلم أنه فلح .وف الية الثامنة من الباب الثالث من كتاب يوئيل هكذا( :وأبيع بنيكم
وبناتكم ف أيدي بن يهوذا) فيعلم أنه تاجر .وف الية الثالثة عشر من الباب الرابع والمسي من كتاب أشعيا هكذا( :يتعلم جيع بنيك من الرب) فيعلم أنه
معلم .ويعلم من الباب الثان والثلثي من سفر التكوين أنه مصارع.
www.barsoomyat.com – 54إظهار الحق – رحمت ال هندي
( )46الية التاسعة من الباب الثان والعشرين من سفر صموئيل الثان هكذا( :ارتفع دخان من أنفه ،والتهبت النار من فمه تأكل ،والمر اشتعل منها) .والية
العاشرة من الباب السابع والثلثي من كتاب أيوب هكذا( :يكون الثلج من نفس اللّه ويمد الاء السائل).
( )47الية الثانية عشر من الباب الامس من كتاب هوشع هكذا( :وأنا مثل السوس لفرام ومثل الدودة لبيت يهوذا).
والية السابعة من الباب الثالث عشر من الكتاب الذكور هكذا( :وأنا أكون لم مثل أسد ،مثل نر ،ف طريق الثوريي) فتارة مثل السوس والدودة وتارة مثل
السد والنمر.
( )48الية العاشرة من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا( :دبارا صدا صار ل أسدا ف الفية) .والية الادية عشر من الباب الربعي من كتاب أشعيا
هكذا( :مثل الراعي هو يرعى قطيعه) ال فتارة مثل الدب والسد وتارة كالراعي.
( )49ف الية الثالثة من الباب الامس عشر من سفر الروج هكذا( :الرب مثل الرجل القاتل) .وف الية العشرين من الباب الثالث عشر من الرسالة العبانية
هكذا( :وإله السلم).
( )50ف الية الثامنة من الباب الرابع ليوحنا هكذا( :اللّه مبة) .والية الامسة من الباب الادي والعشرين من كتاب أرمياء هكذا( :وأنا أغليكم بيد مدودة
وبذراع قوية وبزجر وبغضب وبسخط شديد) .ولا وصلت النوبة إل المسي أكتفي ف نقل هذه الختلفات على هذا القدر خوفا من التطويل فمن شاء أزيد
منه فليتصفح كتب العترضي الذكورين يد فيها اختلفات أخرى .والية الامسة عشر من الباب الادي والعشرين من سفر الستثناء هكذا( :وإن كانت
لرجل امرأتان الواحدة مبوبة والخرى مبغوضة) ال .والية السابعة والعشرون من الباب التاسع من كتاب يوشع هكذا( :وفرض عليهم) أي أهل جبعون اليوم
أن يكونوا ف خدمة الشعب بأسره وخدمة مذبح الرب مطبي حطبا ومستقي ماء ف الوضع الذي يتاره الرب .وف الباب السادس والمسي من كتاب أشعيا
هكذا( :يقول الرب للخصيي الذين يفظون سبوت ويتارون ما أنا شئته ويسكون بعهدي أعطيهم ف بيت وف حيطان موضعا واسا أفضل من البني والبنات،
أعطيهم اسا أبديا ل يبيد) يعلم من هذه اليات أن اللّه موز لتزوج زوجتي واحد القوم ف العبودية والرق وراض عن الصيي( .وهذه) الشياء كلها مذمومة
عند النكليز شرعا أو عقلً والية الامسة والعشرون من الباب الول من الرسالة الول إل أهل قورنثيوس هكذا( :لن جهالة اللّه أحكم من الناس وضعف
اللّه أقوى من الناس) .والية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال هكذا( :والنب إذا ضل وتكلم بكلم فأنا الرب أضللت ذلك النب) ال .ويعلم من
هاتي اليتي جهل اللّه وإضلله لنبيائه (والعياذ باللّه) .وقال جان كلرك اللحد بعد ما نقل بعض القاويل النقولة فيما قبل( :أن إله بن إسرائيل هذا ليس قاتلً
ظالا كاذبا أحق مضلً فقط بل هو نار مرقة أيضا) .كما قال بولس ف الية التاسعة والعشرين من الباب الثان عشر من الرسالة العبانية إلنا نار آكلة والوقوع
ف يدي هذا الله ميف .كما قال بولس ف الية الادية والثلثي من الباب العاشر من الرسالة العبانية (ميف هو الوقوع ف يدي اللّه الي) .فتحصيل الرية
من رقية مثل هذا الله بالعجلة القدورة أحسن لنه إذا ل ينج ابنه الوحيد فمن يرجو منه الرحة واللطف ،وهذا الله الذي تكم هذه الكتب أنه إله ليس بقابل
أن يعتمد عليه ،بل هو شيء غي مقق جامع للضداد والوهام مضل أنبيائه) انتهى .فانظروا إل أبناء صنف القسيسي إل أين وصلت نوبتهم وليعلم أن
اعتراضاتم على ما وقع ف تراجهم النكليزية وغيها فإن وجد الناظر ف بيان عدد الية أو ف بعض الضامي ما يالف الترجة العربية ،فهو لجل اختلف
التراجم .
الباب السادس( :ف إثبات نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم ودفع مطاعن القسيسي وهو مشتمل على فصلي)
الفصّل الول( :ف إثبات نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم وفيه ستة مسالك).
[معجزات النب صلى ال عليه وسلم]
(السلك الول) أنه ظهرت معجزات كثية على يده صلى اللّه عليه وسلم وأذكر نبذا منها ف هذا السلك من القرآن والحاديث الصحيحة بذف السناد
وأوردها ف نوعي.
www.barsoomyat.com – 55إظهار الحق – رحمت ال هندي
ل ونقلً ف اعتبار الروايات اللسانية الشتملة على شروط الرواية العتبة عندوقد عرفت ف الفصل الثالث من الباب الامس على أت تفصيل أنه ل شناعة عق ً
علمائنا رحهم اللّه تعال.
(أما النوع الول) ففي بيان أخباره عن الغيبات الاضية والستقبلة ،أما الاضية فكقصص النبياء عليهم السلم وقصص المم البالية من غي ساع من أحد ول
تلقن من كتاب كما عرفت ف المر الرابع من الفصل الول من الباب الامس وقد أشي إليه بقوله تعال{ :تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها
أنت ول قومك من قبل هذا}.
والخالفة الت وقعت بي القرآن وكتب أهل الكتاب ف بيان بعض هذه القصص فقد عرفت حالا ف الفصل الثان من الباب الامس ف جواب الشبهة الثانية،
وأما الستقبلة فكثية .عن حذيفة رضي اللّه عنه أنه قال( :قام فينا مقاما فما ترك شيئا يكون ف مقامه ذلك إل قيام الساعة إل حدثه حفظه من حفظه ونسيه
من نسيه قد علمه أصحاب هؤلء وإنه ليكون منه الشيء فأعرفه وأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ث إذا رآه عرفه) رواه البخاري ومسلم.
وقد عرفت ف المر الثالث من الفصل الول من الباب الامس اثني وعشرين خبا من الخبار الندرجة ف القرآن وقال اللّه تعال{ :أم حسبتم أن تدخلوا النة
ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حت يقول الرسول والذين آمنوا معه مت نصر اللّه أل إن نصر اللّه قريب}.
فوعد اللّه السلمي ف هذا القول بأنم يزلزلون حت يستقيؤه ويستنصروه .وقال النب صلى اللّه عليه وسلم لصحابه( :سيشتد المر باجتماع الحزاب عليكم
والعاقبة لكم عليهم) .وقال أيضا( :أن الحزاب سائرون إليكم تسعا أو عشرا) .فجاء الحزاب كما وعد اللّه ورسوله وكانوا عشرة آلف وحاصروا السلمي
وحاربوهم ماربة شديدة إل مدة شهر وكان السلمون ف غاية الضيق والشدة والرعب وقالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وأيقنوا بالنة والنصر .كما أخب اللّه
تعال بقوله{ :ولا رأى الؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وصدق اللّه ورسوله وما زادهم إل إيانا وتسليما} .وقد خرج أئمة الديث رضي
اللّه عنهم:
-1أن النب صلى اللّه عليه وسلم أخب الصحابة بفتح مكة وبيت القدس واليمن والشام والعراق.
-2وأن المن يظهر حت ترحل الرأة من الية إل مكة ل تاف إل اللّه.
-3وأن خيب تفتح على يد علي رضي اللّه عنه ف غد يومه.
-4وأنم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم.
-5وأن بنات فارس تدمهم .وهذه المور كلها وقعت ف زمن الصحابة رضي اللّه عنهم كما أخب.
-6وأن أمته ستفترق على ثلث وسبعي فرقة.
-7وأن فارس نطحة أو نطحتان ث ل فارس بعد هذا أبدا ،والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن أهل صخر وبر هيهات آخر الدهر .والراد
بالروم الفرنج والنصارى وكان كما أخب ما بقي من سلطنة الفرس أثر ما بلف الروم ،فإن سلطنتهم وإن زالت عن الشام ف عهد خلفة عمر رضي اللّه عنه
وانزم هرقل من الشام إل أقصى بلده لكن ل تزل سلطنتهم بالكلية بل كلما هلك قرن خلفه قرن آخر.
-8وأن اللّه زوى ل الرض فرأيت مشارقها ومغاربا وسيبلغ ملك أمت ما زوى ل منها) .والعن جع اللّه ل الرض مرة واحدة بتقريب بعيدها إل قريبها
حت اطلعت على ما فيها ،وستفتحها أمت جزءا فجزءا حت تتلك جيع أجزائها ،ولجل تقييدها بشارقها ومغاربا انتشرت ملته ف الشارق والغارب ما بي
أرض الند الت هي أقصى الشرق إل بر طنجة الذي ف أقصى الغرب ،ول تنتشر ف النوب والشمال مثل انتشارها ف الشرق والغرب ،ولعل ف إتيانما بلفظ
المع ،وف تقدي الشارق ،إياء إل ما هنالك وإل ظهور كثرة العلماء منهما بالنسبة إل غيها ،وأن علماء الشرق أكثر وأظهر من علماء الغرب.
-9وأنه ل يزال أهل الغرب ظاهرين على الق حت تقوم الساعة) .وف حديث آخر رواية أب أمامة( :ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق حت يأتيهم أمر
اللّه وهم كذلك وقيل :يا رسول اللّه وأين هم قال :ببيت القدس) والراد عند جهور العلماء بأهل الغرب أهل الشام لنه غرب الجاز بدللة رواية وهم
بالشام.
-10وأن الفت ل تظهر ما دام عمر حيا وكان كما أخب ،وكان عمر رضي اللّه عنه سد باب الفتنة.
-11وأن الهدي رضي اللّه عنه يظهر.
-12وأن عيسى عليه السلم ينل.
-13وأن الدجال يرج .وهذه المور الثلثة ستظهر إن شاء اللّه تعال واللّه أعلم.
-14أن عثمان يقتل وهو يقرأ ف الصحف.
www.barsoomyat.com – 56إظهار الحق – رحمت ال هندي
- 15وأن أشقى الخرين من يصبغ هذه من هذه .يعن لية علي من دم رأسه ،يعن يقتله وها رضي اللّه عنهما استشهدا كما أخب.
-16وأن عمارا تقتله الفئة الباغية فقتله أصحاب معاوية.
-17وأن اللفة بعدي ف أمت ثلثون سنة ث تصي ملكا عضوضا بعد ذلك) فكانت اللفة القة كذلك بضي مدة خلفة السن بن علي رضي اللّه عنهما،
لن خلفة أب بكر رضي اللّه عنه كانت سنتي وثلثة أشهر وعشرين يوما ،وخلفة عمر رضي اللّه عنه عشر سني وستة أشهر وأربعة أيام ،وخلفة عثمان
رضي اللّه عنه إحدى عشرة سنة وإحدى عشر شهرا وثانية عشر يوما ،وخلفة علي رضي اللّه عنه أربع سني وعشرة أشهر وتسعة أيام ،وبتمامها خلفة
السن رضي اللّه عنه.
-18وأن هلك أمت على يدي أغيلمة من قريش والراد يزيد وبنو مروان.
-19وأن النصار يقلون حت يكونوا كاللح ف الطعام ،فلم يزل أمرهم يتفرق حت ل يبق لم جاعة .ووقع كما أخب.
-20وأنه يكون ف ثقيف كذاب ومبي أي مهلك ،فرأوها الختار والجاج.
-20وأن الوتتي أي الوباء والطاعون يكون بعد فتح بيت القدس ،وكان هذا الوباء ف خلفة عمر رضي اللّه عنه بعمواس من قرى بيت القدس ،وبا كان
عسكره ،وهو أول طاعون وقع ف السلم مات به سبعون ألفا ف ثلثة أيام.
-22وأنم يغزون ف البحر كاللوك على السرة ففي الصحيحي( :كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان من خالت النب
صلى اللّه عليه وسلم من الرضاع وكانت تت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته ث جلست تفلي رأسه فنام ،ث استيقظ يضحك فقالت :ممّ
تضحك؟ قال :ناس من أمت عرضوا على غزاة ف سبيل اللّه يركبون ثبج هذا البحر 2ملوكا على السرة أو كاللوك على السرة .فقالت :ادع اللّه أن يعلن
منهم 3فقال :أنت من الولي .فركبت البحر ف زمن معاوية فصرعت عن دابتها بعد خروجها منه فهلكت).
-23وأن اليان لو كان منوطا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس وفيه إشارة إل المام العظم أب حنيفة الكوف رحه اللّه تعال أيضا.
-24وأن فاطمة أول أهله لوقا به فماتت رضي اللّه عنها بعد ستة أشهر من وفاته صلى اللّه عليه وسلم.
( -25وأن ابن هذا) أي السن ابن علي رضي اللّه عنهما (سيد وسيصلح اللّه به بي فئتي عظيمتي) ووقع كما أخب ،فأصلح اللّه به بي أتباعه وأهل الشام.
-26وأن أبا ذر يعيش وحيدا ،ويوت .فكان كما أخب.
( -27وأن أسرع أزواجه لوقا به أطولن يدا) فكانت زينب بنت جحش رضي اللّه عنها أسرعهن لوقا به لطول يدها بالصدقة.
( -28وأن السي بن علي رضي اللّه عنهما يقتل بالطف) وهو بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نر الفرات ،والن اشتهر بكربلء،
فاستشهد السي رضي اللّه عنه ف الطف كما أخب.
-29وقال لسراقة بن جعشم :كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ فلما أتى بما عمر رضي اللّه عنه ألبسهما إياه وقال :المد للّه الذي سلبهما كسرى
وألبسهما سراقة.
-30وقال لالد رضي اللّه عنه حي وجهه لكيدر :إنك تده يصيد البقر .فكان كما أخب .وف حديث أب هريرة رضي اللّه عنه عند الشيخي( :أن رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :ل تقوم الساعة حت ترج نار من أرض الجاز يضيء لا أعناق البل ببصرى).
وقد خرجت نار عظيمة على قرب مرحلة من الدينة ،وكان ابتداؤها يوم الحد مستهل جادى الخرة سنة أربع وخسي وستمائة ،وكانت خفيفة إل ليلة
الثلثاء بيومها ،ث ظهرت ظهورا اشترك فيه الاص والعام ،ولعدم ظهورها ظهورا معتدا إل يوم الثلثاء خفي عن البعض وقال ابتداؤها كان ثالث الشهر ،وف
يوم الربعاء ظهرت ظهورا شديدا ،واشتدت حركتها واضطربت الرض بن عليها ،وارتفعت الصوات لالقها ،ودامت آثار الركة حت أيقن أهل الدينة
بوقوع اللك وزلزلوا زلزالً شديدا فلما كان يوم المعة نصف النهار ثار ف الو دخان متراكم أمره متفاقم ث شاع النار وعل حت غشى البصار ،فسكنت
بقريظة عند قاع التنعيم بطرف الرة ترى ف صورة البلد العظيم عليها سور ميط عليه شراريف كشراريف الصون وأبراج ومآذن ،ويرى رجال يقودونا ل تر
على جبل إل دكته وأذابته ،ويرج من مموع ذلك نر أحر ونر أزرق له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والبال بي يديه.
وكان يأت الدينة ببكة النب صلى اللّه عليه وسلم نسيم بارد .وكان انطفاؤها ف السابع والعشرين من شهر رجب ليلة السراء والعراج وللشيخ قطب الدين
القسطلن تأليف ف بيان حال هذه النار ساه بمل الياز ف العجاز بنار الجاز .فهذا الب من الخبار العظيمة أيضا لن النب صلى اللّه عليه وسلم أخب
بروج هذه النار قبل ظهورها بقدار ستمائة وخسي سنة تقريبا ،وكتب ف البخاري قبل ظهورها بقدار أربعمائة سنة تقريبا ،وصحيح البخاري ف غاية درجة
القبول من زمان التأليف إل هذا الي حت أخذ تسعون ألف رجل سنده من المام الرحوم بل واسطة ف مدة حياته فل مال لعناد معاند ف تكذيب هذا الب
الصريح الصادق.
www.barsoomyat.com – 57إظهار الحق – رحمت ال هندي
وروى مسلم ف كتاب الفت من حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه ف أمر الدجال من طريق أب قتادة عن يسي بن جابر قال :هاجت ريح حراء بالكوفة فجاء
رجل ليس له هجيي فقال :أل يا عبد اللّه بن مسعود جاءت الساعة .قال :فقعد وكان متكئا ،فقال :إن الساعة ل تقوم حت ل يقسم مياث ول يفرح بغنيمة.
ث قال :بيده هكذا وناها نو الشام.
فقال :عدو يتمعون لهل الشام ويتمع لم أهل الشام .قلت :الروم يعن .قال :نعم .ويكون عند ذلك القتال ردة شديدة أي هزية ،فيشترط السلمون شرطة
الوت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون حت يجز بينهم الليل ،فيبقى هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة ،ث يشترط السلمون شرطة الوت ل ترجع إل
غالبة ،فيقتتلون حت يجز بينهم الليل ،فيبقى هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة ،ث يشترط السلمون شرطة الوت ل ترجع إل غالبة ،فيقتتلون حت
يسوا فيبقى هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة ،فإذا كان اليوم الرابع ند إليهم بقية السلم فيجعل اللّه الدبرة عليهم (أي الروم) فيقتتلون مقتلة ،أما
قال :ل يرى مثلها ،وأما قال :ل ير مثلها حت أن الطائر ليمر بنباتم فما يلفهم حت ير ميتا فيتعاد بنو الب ،كانوا مائة فل يدون بقي منهم إل الرجل
الواحد ،فبأي غنيمة يفرح أو أي مياث يقاسم .فبينما هم كذلك إذ سعوا بناس هم أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم ف ذراريهم،
فيفضون ما ف أيديهم ويقبلون الديث .عصمنا اللّه من فتنة الدجال.
واعلم أن علماء بروتستنت على ما هو عادتم يغلطون العوام باعتراضات موهة على الخبارات الستقبلة الندرجة ف القرآن والديث ،فأنقل ههنا بعض
الخبارات النسوبة إل النبياء السرائيلية عليهم السلم عن كتبهم القدسة ليعلم الخاطب أن اعتراضاتم ليست بشيء ،وليس غرضي سوء العتقاد ف أقوال
النبياء عليهم السلم لنا ليست بثابتة السناد إليهم ثبوتا قطعيا ،بل حكمها حكم الروايات الضعيفة الروية بروايات الحاد ،فالغلط منها ليس بقولم يقينا
والعتراض عليه حق فأقول:
الول :الب النقول ف الباب السادس من سفر التكوين.
والثان :الب النقول ف الية الثامنة من الباب السابع من كتاب أشعيا.
والثالث :الب النقول ف الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء.
والرابع :الب الندرج ف الباب السادس والعشرين من كتاب حزقيال.
والامس :الب الندرج ف الباب الثامن من كتاب دانيال.
والسادس :الب الندرج ف الباب التاسع من الكتاب الذكور.
والسابع :الب الندرج ف الباب الثان عشر من الكتاب الذكور.
والثامن :الب الندرج ف الباب السابع من سفر صموئيل الثان.
والتاسع :الب الندرج ف الية 39و 40من الباب الثان عشر من إنيل مت.
والعاشر :الب الندرج ف الية السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من الباب السادس عشر من إنيل مت.
والادي عشر :الب الندرج ف الباب الرابع والعشرين من إنيل مت.
والثان عشر :الب الندرج ف الباب العاشر من إنيل مت.
وكلها غلط كما عرفت هذه المور ف الباب الول ،فإن أراد أحد منهم أن يعترض على أخباره من الخبارات الستقبلة الندرجة ف القرآن والديث فعليه أن
يبي أولً صحة هذه الخبارات الندرجة ف كتبهم الت أشرت إليها الن ث يعترض.
وأما النوع الثان ففي الفعال الت ظهرت منه عليه السلم على خلف العادة وهي تزيد على ألف وأكتفي على ذكر أربعي:
-1قال اللّه تعال ف سورة بن إسرائيل{ :سبحان الذي أسرى بعبده ليلً من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا}.
فهذه الية والحاديث الصحيحة تدل على أن العراج كان ف اليقظة بالسد ،أما دللة الحاديث ففي غاية الظهور ،وأما دللة الية فلن لفظ العبد يطلق على
مموع السد والروح .قال اللّه تعال{ :أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) ،وقال أيضا ف سورة الن{ :وأنه لا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}.
ول شك أن الراد ف الوضعي من العبد مموع الروح والسد ،فكذا الراد بالعبد ههنا .ولن الكفار استبعدوا هذا العراج وأنكروه وارتد بسماعه ضعفاء
السلمي وافتتنوا به فلو ل يكن العراج بالسد وف اليقظة لا كان سببا لستبعاد الكفار وإنكارهم وارتداد ضعفاء السلمي وافتتانم .إذ مثل هذا ف النامات ل
www.barsoomyat.com – 58إظهار الحق – رحمت ال هندي
يعد من الحال ول يستبعد ول ينكر أل ترى أن أحدا لو ادعى أنه سار ف نومه مرة ف الشرق ومرة ف الغرب وهو ل يتحول عن مكانه ول تتبدل حاله
الول ،ل ينكره أحد ول يستبعد ،ول استحالة فيه عقلً ونقلً.
أما عقلً فلن خالق العال قادر على كل المكنات ،وحصول الركة البالغة ف السرعة إل هذا الد ف جسد ممد صلى اللّه عليه وسلم مكن ،فوجب كونه
تعال قادرا عليه وغاية ما ف الباب أنه خلف العادة والعجزات كلها تكون كذلك.
وأما نقلً فلن صعود السم العنصري إل الفلك ليس بمتنع عند أهل الكتاب.
- 1قال القسيس وليم است ف كتابه السمى بطريق الولياء ف بيان حال أخنوخ الرسول الذي كان قبل ميلد السيح بثلث آلف سنة وثلثمائة واثنتي
وثاني سنة هكذا( :أن اللّه نقله حيا إل السماء لئل يرى الوت كما هو مرقوم أنه ل يوجد لن اللّه نقله فترك الدنيا من غي أن يمل الرض والوجع والل
والوت ودخل بسده ف ملكوت السماء) انتهى.
وقوله كما هو مرقوم إشارة إل الية الرابعة والعشرين من الباب الامس من سفر التكوين.
وف الباب الثان من سفر اللوك الثان هكذا( 1 :وكان لا أراد الرب أن يصعد ايليا بالعجاج إل السماء انطلق ايليا واليسع من اللجال 11وبينما ها يسيان
ويتكلمان إذ بعجلة من نار وخيل من نار فاقتربت فيما بينهما وصعد ايليا بالعجاج إل السماء).
وقال آدم كلرك الفسر ف شرح هذا القام( :ل شك أن إيليا رفع إل السماء حيا) انتهى كلمه.
والية التاسعة عشر من الباب السادس عشر من إنيل مرقس هكذا( :ث الرب بعد ما كلمهم ارتفع إل السماء وجلس عن يي اللّه).
وقال بولس ف حال معراجه ف الباب الثان عشر من رسالته الثانية إل أهل قورنيثوس هكذا( 2 :أعرف إنسانا ف السيح قبل أربع عشرة سنة أف السد لست
أعلم أم خارج السد لست أعلم اللّه يعلم اختطف هذا إل السماء الثالثة 3وأعرف هذا النسان أف السد أم خارج السد لست أعلم اللّه يعلم أنه اختطف
إل الفردوس 4وسع كلمات ل ينطق با ول يسوغ لنسان أن يتكلم با) فادعى معراجه إل السماء الثالثة وإل الفردوس وبسماع كلمات ل ينطق با ،وليس
لنسان أن يتكلم با 5وقال يوحنا ف الباب الرابع من الكاشفات ( 1وبعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح ف السماء والصوت الول الذي سعته كبوق يتكلم
قائلً اصعد إل ههنا فأريك ما ل بد أن يصي بعد هذا 2وللوقت صرت ف الروح وإذا عرش موضوع ف السماء وعلى العرش جالس).
ل أو نقلً .نعم يرد عليهم أنه ل وجود للسماوات فهذه المور مسلمة عند السيحيي فل مال للقسيسي أن يعترضوا على معراج النب صلى اللّه عليه وسلم عق ً
على حكم علم اليئة الديد ،فكيف يصدق عندهم أن أخنوخ وإيليا والسيح عليهم السلم رفعوا إل السماء وجلس السيح على يي اللّه واختطف مقدسهم
إل السماء الثالثة وإل الفردوس .وقد عرفنا مطهر البابويي وجهنمهم كما مر ف الفصل الثان من الباب الامس لكنا ما عرفنا فردوس السيحيي أهو على
السماء الثالثة الوهومة كأنياب الغوال عندهم أو فوقها أو هو عبارة عن جهنم كما يفهم بلحظة النيل وكتاب عقائدهم ،لن السيح قال للسارق الصلوب
معه وقت الصلب إنك اليوم تكون معي ف الفردوس.
وهم يصرخون ف العقيدة الثالثة من عقائدهم أنه نزل إل جهنم ،فإذا لحظنا المرين يعلم أن الفردوس عندهم جهنم.
قال جواد بن ساباط ف البهان السادس عشر من القالة الثانية من كتابه أن القسيس كياروس سألن ف حضور الترجي :ماذا يعتقد السلمون ف معراج ممد
صلى اللّه عليه وسلم؟ قلت :إنم يعتقدون أنه من مكة إل أورشليم ومنه إل السماء.
قال :ل يكن صعود السم إل السماء .قلت :سألت بعض السلمي عنه فأجاب أنه يكن كما أمكن لسم عيسى عليه السلم .قال القسيسِ :لمَ َلمْ تستدل
بامتناع الرق واللتئام على الفلك؟ قلت :استدللت به لكنه أجاب أنما مكنان لحمد صلى اللّه عليه وسلم كما كانا مكني لعيسى عليه السلم.
قال القسيسِ :لمَ َلمْ تقل أن عيسى إله له أن يتصرف ما يشاء ف ملوقاته؟ قلت :قد قلت ذلك لكنه قال أن ألوهية عيسى باطلة لنه يستحيل أن يطرأ على اللّه
علمات العجز كالضروبية والصلوبية والوت والدفن .انتهى.
ونقل بعض الحياء أن قسيسا ف بلد بنارس من بلد الند كان يقول ف بعض الجامع تغليطا لهال السلمي البدويي كيف تعتقدون العراج وهو أمر مستبعد
فأجابه موسي من موس الند أن العراج ليس بأشد استبعادا من كون العذراء حاملة من غي زوج ،فلو كان مطلق المر الستبعد كاذبا فهذا أيضا يكون كاذبا
فكيف تعتقدونه فبهت القسيس.
-2قال اللّه تعال{ :اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} أخب اللّه بوقوع النشقاق بلفظ الاضي فيجب تققه ،وحله
على معن سينشق بعيد لربعة أوجه:
الول :أن قراءة حذيفة وقد انشق القمر وهي صرية ف الزمان الاضي والصل توافق القراءتي.
والثان :أن اللّه أخب بإعراضهم عن آياته والعراض القيقي عنها ل يتصور قبل وقوعها.
www.barsoomyat.com – 59إظهار الحق – رحمت ال هندي
والثالث :أن الفسرين الشهورين صرحوا بأن انشق بعناه ،وردوا قول من قال بعن سينشق.
والرابع :أن الحاديث الصحيحة تدل على وقوعه قطعا .ولذلك قال شارح الواقف( :وهذا متواتر قد رواه جع كثي من الصحابة كابن مسعود وغيه) انتهى
كلمه.
وقال العلمة أبو نصر عبد الوهاب ابن المام علي بن عبد الكاف بن تام النصاري السبكي ف شرحه لختصر ابن الاجب ف الصول( :والصحيح عندي أن
انشقاق القمر متواتر منصوص عليه ف القرآن مروي ف الصحيحي وغيها) انتهى كلمه.
وأقوى شبهات النكرين أن الجرام العلوية ل يتأتى فيها الرق واللتئام وأن هذا النشقاق لو وقع ل يف على أهل الرض كلهم ونقله مؤرخو العال.
(والواب) أن هذه الشبهة ضعيفة جدا نقلً وعقلً .أما نقلً فلسبعة أوجه:
الوجه الول :أن حادثة طوفان نوح عليه السلم كانت متدة إل سنة ،وفن فيه كل ذي حياة من الطيور والبهائم والشرات والنسان غي أهل السفينة ،وما نا
من النسان غي ثانية أشخاص على ما هو مصرح به ف الباب السابع والثامن من سفر التكوين.
وف الية العشرين من الباب الثالث من الرسالة الول لبطرس هكذا( :ف أيام نوح إذ كان الفلك يبن الذي فيه خلص قليلون أي ثانية أنفس بالاء).
والية الامسة من الباب الثان من رسالته الثانية هكذا( :ول يشفق على العال القدي بل إنا حفظ نوحا ثامنا كارزا للب إذ جلب طوفانا على عال الفجار) .وما
مضت على هذه الادثة مدة إل هذا اليوم على زعم أهل الكتاب إل مقدار أربعة آلف ومائتي واثنت عشرة سنة شسية ول يوجد هذا الال ف تواريخ
مشركي الند وكتبهم .وهم ينكرون هذا المر إنكارا بليغا ويستهزئ به علماؤهم كافة ويقولون :لو قطع النظر عن الزمان السالف ونظر إل زمان كرشن
الوتار ،الذي كان قبل هذا اليوم بقدار أربعة آلف وتسعمائة وستي سنة على شهادة كتبهم ،ل مال لصحة هذه الادثة العامة لن المصار العظيمة الكثية
من ذلك العهد إل هذا الي مغمورة وثبت بشهادة تواريهم أنه يوجد من ذلك العهد إل هذا الي ف إقليم الند مليونات كثية ف كل زمان من الزمنة،
ويدعون أن حال زمان كرشن لوجود كثرة التواريخ كحال أمس.
وقال ابن خلدون ف الجلد الثان من تاريه( :واعلم أن الفرس والند ل يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل فقط) انتهى كلمه بلفظه .وقال
العلمة تقي الدين أحد بن علي بن عبد القادر بن ممد العروف بالقريزي ف الجلد الول من كتابه السمى بكتاب الواعظ والعتبار بذكر الطط والثار:
(الفرس وسائر الجوس والكلدانيون أهل بابل والند وأهل الصي وأصناف المم الشرقية ينكرون الطوفان ،وأقر به بعض الفرس لكنهم قالوا ل يكن الطوفان
بسوى الشام والغرب ول يعم العمران كله ول غرق إل بعض الناس ول ياوز عقبة حلوان ول بلغ إل مالك الشرق) انتهى كلمه بلفظه.
وأبناء صنف القسيسي ينكرون هذا الطوفان ويستهزئون به .وأنقل كلم جان كلرك اللحد عن رسالته الثالثة الندرجة ف كتابه الطبوع سنة 1839ف ليدس
فقال ف الصفحة ( :54هذا) يعن الطوفان ،غي صحيح على شهادة علم الفلسفة وأنا أتعجب! أمات اليتان ف ماء هذا الطوفان؟.
ولا كان بكم الية الامسة من الباب السادس من سفر التكوين أفكار قلوب النسان ذميمة فلماذا أبقى اللّه ثانية أشخاصِ .ل َم َلمْ يلق النسان مرة أخرى
بعد إهلك الكل؟ ولاذا أبقى بضاعته القدية الت بقيت الفكار الذميمة باقية بسببها؟ لن الشجرة الرديئة ل تثمر ثرة جيدة كما قال مت ف الية السادسة عشر
من الباب السابع ،هل يتنبون من الشوك عنبا أو من السك تينا؟ .ونوح كان شارب المر وبيمة وظالا (والعياذ باللّه) .كما يفهم من الية 21و 25من
الباب التاسع من سفر التكوين فكيف يرجى منه أن يكون نسله صالا.
وانظروا أنه ل يكن صالا كما يظهر من الية الثانية من الباب الثان من رسالة بولس إل أهل أفسيس والية الثالثة من الباب الثالث من رسالته إل تيطس والية
الثالثة من الباب الرابع من الرسالة الول لبطرس والية [ص ]190الامسة من الزبور الادي والمسي) انتهى كلمه .ث استهزأ ف هذه الصفحة 93
استهزا ًء بليغا جاوز الد ف إساءة الدب ،فل أرضى بنقل كلمه القبيح.
(الوجه الثان) ف الباب العاشر من كتاب يوشع ،على وفق الترجة العربية الطبوعة سنة 1844هكذا 12 :حينئذ تكلم يسوع أمام الرب ف اليوم الذي دفع
الموري ف يدي بن إسرائيل ،وقال أمامهم أيتها الشمس مقابل جبعون ل تتحركي والقمر مقابل قاع ايلون ( 13فوقف الشمس والقمر حت انتقم الشعب من
أعدائهم ،أليس هذا مكتوبا ف سفر البرار فوقفت الشمس ف كبد السماء ول تكن تعجل إل الغروب يوما تاما).
وف الباب الرابع من الصة الثالثة من كتاب تقيق الدين الق ،الطبوع سنة 1846ف الصفحة 362هكذا( :أما غربت الشمس بدعاء يوشع إل أربع
وعشرين ساعة) انتهى كلمه.
وهذه الادثة عظيمة وكانت على زعم السيحيي قبل ميلد السيح بألف وأربعمائة وخسي سنة فلو وقعت لظهرت على الكل ول ينع السحاب الغليظ علمه
أيضا ،وهو ظاهر ول اختلف ف الفاق لنا لو فرضنا أن بعض المكنة كان فيها الليل ف هذا الوقت لجل الختلف فل بد أن تظهر لمتداد ليلهم بقدر أربع
www.barsoomyat.com – 60إظهار الحق – رحمت ال هندي
وعشرين ساعة .وهذه الادثة العظيمة ليست مكتوبة ف كتب تواريخ أهل الند ول أهل الصي ول الفرس .وأنا سعت من علماء مشركي الند تكذيبها ،وهم
يزمون بأنا غلط يقينا ،وأبناء صنف القسيسي يكذبونا ويستهزئون با وأوردوا عليها اعتراضات:
العتراض الول :أن قول يوشع أيتها الشمس ل تتحركي ،وقوله فوقفت الشمس ،يدلن على أن الشمس متحركة والرض ساكنة ،وإل كان عليه أن يقول
أيتها الرض ل تتحركي فوقفت الرض ،وهذا المر باطل بكم علم اليئة الديد الذي يعتمد عليه حكماء أوروبا كلهم الن ويعتقدون ببطلن القدي ،لعل
يوشع ما كان يعلم هذه الال ،أو هذه القصة كاذبة.
والعتراض الثان :أن قوله فوقفت الشمس ف كبد السماء يدل على أن هذا الوقت كان نصف النهار وهذا مدوش أيضا بوجوه :أما أولً :فلن بن إسرائيل
كانوا قتلوا من الخالفي ألوفا وهزموهم ولا هربوا أمطر الرب عليهم حجارة كبارا من السماء ،وكان الذين ماتوا بالجارة أكثرمن الذين قتلهم بنو إسرائيل،
وهذه المور حصلت قبل نصف النهار على ما هو مصرح به ف الباب فل وجه لضطراب يوشع عليه السلم ف هذا الوقت لن الظفرين من بن إسرائيل كانوا
كثيين جدا والباقون من الخالفي قليلي جدا وكان الباقي من النهار مقدار النصف ،فقتلهم قبل الغروب كان ف غاية السهولة .وأما ثانيا :فلن الوقت لا كان
نصف النهار فكيف رأوا القمر ف هذا الوقت على أن توقيفه لغو على قواعد الفلسفة .وأما ثالثا :فلن الوقت لا كان نصف النهار وكان بنو إسرائيل مشتغلي
بالحاربة والضطراب ،وما كان لم شك ف القدار الباقي من النهار ،وما كانت الساعات عندهم ف ذلك الزمان .فكيف علموا أن الشمس قامت على دائرة
نصف النهار بقدار اثنت عشرة ساعة وما مالت إل هذه الدة إل جانب الغرب.
والعتراض الثالث :قال جان كلرك( :إن اللّه كان وعد أن جيع أيام الرض زرع وحصاد ،برد وحر ،صيف وشتاء ،ليل ونار ،ل تدأ كما هو مصرح به
ف الية الثانية والعشرين من الباب الثامن من سفر التكوين فإذا ل تغرب الشمس إل الدة الذكورة هدأ الليل ف ذلك الوقت).
(الوجه الثالث) ف الية الثامنة من الباب الثامن والثلثي ف بيان رجوع الشمس بعجزة أشعيا هكذا( :فرجعت الشمس عشر درجات ف الراقي الت كانت قد
اندرت).
وهذه الادثة عظيمة ،ولا كانت ف النهار فل بد أن تظهر لكثر أهل العال ،وكانت قبل ميلد السيح بسبعمائة وثلث عشرة سنة شسية ،وهذه الادثة ليست
مكتوبة ف تواريخ أهل الند والصي والفرس .وأيضا يفهم منها حركة الشمس وسكون الرض ،وهذا أيضا باطل على حكم علم اليئة الديد.
على أنا لو قطعنا النظر عن هذا ،فنقول أن ههنا ثلثة احتمالت أما أن رجع النهار فقط بقدار عشر درجات ،أو الشمس رجعت ف السماء بذا القدار كما
هو الظاهر ،أو رجعت حركة الرض من الشرق إل الغرب بذا القدار .وهذه الحتمالت الثلثة باطلة بكم الفلسفة .وهذه الوادث الثلثة مسلمة عند
اليهود والنصارى والوادث الباقية الت أذكرها تتص بالنصارى.
(الوجه الرابع) ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت( 51 :وإذا حجاب اليكل قد انشق إل اثني من فوق إل أسفل والرض تزلزلت ،والصخور تشققت
52والقبور تفتحت وقام كثي من أجسام القديسي الراقدين 53وخرجوا من القبور بعد قيامه ودخلوا الدينة القدسة وظهروا لكثيين) .وهذه الادثة كاذبة
يقينا كما عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول ،ول توجد ف تواريخ الخالفي القدية من الرومانيي واليهود ،ول يذكر مرقس ولوقا تشقق الصخور،
وتفتح القبور ،وخروج كثي من أجساد القديسي ودخولم ف الدينة القدسة ،مع أن ذكرها كان أول من ذكر صراخ عيسى عليه السلم عند الوت الذي
اتفقا على ذكره .وتشقق الصخور من المور الت يبقى أثرها بعد الوقوع ،والعجب أن مت ل يذكر أمر هؤلء الوتى بعد انبعاثهم لي الناس ظهروا ،وكان
اللئق ظهورهم على اليهود وبيلطس ليؤمنوا بعيسى عليه السلم كما كان اللئق على عيسى عليه السلم أن يظهر على هؤلء بعد قيامه من الموات ليزول
الشتباه ول يبقى الجال لليهود أن تلميذه أتوا ليلً وسرقوا جثته .وكذا ل يذكر أن هؤلء الوتى بعد النبعاث رجعوا إل أجسادهم أو بقوا ف الياة .وقال
بعض الظرفاء :لعل مت فقط رأى هذه المور ف النام .على أنه يفهم من عبارة لوقا أن انشقاق حجاب اليكل كان قبل وفاة عيسى عليه السلم خلفا لت
ومرقس.
(الوجه الامس) كتب مت ومرقس ولوقا ف بيان صلب السيح ،أن الظلمة كانت على الرض كلها من الساعة السادسة إل الساعة التاسعة ،وهذه الادثة لا
كانت ف النهار على الرض كلها ومتدة إل أربع ساعات ،فل بد أن ل تفى على أكثر أهل العال ،ول يوجد ذكرها ف تواريخ أهل الند والصي والفرس.
(الوجه السادس) أن مت كتب ف الباب الثان قصة قتل الطفال ،ول يكتبها غيه من النيليي والؤرخي.
(الوجه السابع) ف الباب الثالث من إنيل مت ولوقا ،وف الباب الول من إنيل مرقس هكذا( :فساعة طلع من الاء رأى السماوات قد انشقت والروح مثل
حامة نازلً عليه ،وكان صوت من السماوات (أنت ابن البيب الذي به سررت) انتهى بعبارة مرقس.
www.barsoomyat.com – 61إظهار الحق – رحمت ال هندي
فانشقاق السماوات لا كان ف النهار ،فل بد أن ل يفى على أكثر أهل العال ،وكذا رؤية المامة وساع الصوت ل يتص بواحد دون واحد من الاضرين،
ول يكتب أحد هذه المور غي النيليي.
وقال "جان كلرك" مستهزئا بذه الادثة( :إن مت أبقانا مرومي من الطلع العظيم ،وهو أنه ل يصرح أن السماوات لا انفتحت هل انفتحت أبوابا الكبية؟
أم التوسطة؟ أم الصغية؟ وهل كانت هذه البواب ف هذا الانب من الشمس أو ف ذلك الانب؟ ولجل هذا السهو الذي صدر عن مت قسوسنا يضربون
الرؤوس متحيين ف تعيي الانب ،ث قال :وما أخبنا أيضا أن هذه المامة هل أخذها أحد وحبسها ف القفص ،أم رأوها راجعة إل جانب السماء .ولو رأوها
راجعة ففي هذه الصورة ل بد أن تبقى أبواب السماوات مفتوحة إل هذه الدة ،فل بد أنم رأوا باطن السماء بوجه حسن لنه ل يعلم أن بوابا كان عليها قبل
وصول بطرس هناك ،لعل هذه المامة كانت جنية) انتهى كلمه.
الفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيه لفظ الساعة بعن القيامة وقالوا :أن من علمات يوم القيامة بكم هذه الية هذه العلمة أيضا ،أن القمر سينشق) انتهى
كلمه.
فادعى أمرين الول :أن الصحيح على قاعدة التفسي أن يكون انشق بعن سينشق .والثان :أن بعض الفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيه فسروه هكذا.
وكلها غلطان.
أما (الول) فلن انشق صيغة ماض ،وحله على معن سينشق ماز ول يصار إل الجاز ما ل يتعذر المل على القيقة ،وههنا ل يتعذر بل يب المل على
معناه القيقي كما عرفت آنفا.
أما (الثان) فلنه بتان صرف على البيضاوي ،وهو ما فسر انشق بينشق بل فسر بعناه الاضي ،لكنه بعد ما فسر على متاره ،نقل قول البعض بصيغة التمريض،
ث رد قوله فهذا القول مردود عنده.
ولا اعترض صاحب الستفسار على مؤلف اليزان على العبارة الذكورة وقال( :أن القسيس إما غالط أو مغلط للعوام) .تنبه الؤلف الذكور وغي هذه العبارة ف
النسخة الديدة الفارسية الطبوعة سنة ،1849ونسخة أردو الطبوعة سنة 1850وقال( :لفظ الساعة العرف باللم ف حالة الفراد جاء ف كل موضع من
القرآن بعن يوم القيامة ،وجلة انشق القمر بسبب واو العطف ألقت بملة اقتربت الساعة ،وتوجد ف كل من الملتي صيغة الاضي ،فكما أن الفعل الول
اقتربت بعن الستقبل يعن سيجيء يوم القيامة ،فكذا الفعل الثان انشق أيضا بعن سينشق يعن إذا جاء يوم القيامة ينشق القمر ،وبعض العلماء الفسرين أيضا
فسروا هكذا مثل الزمشري والبيضاوي ،وإن اعتقدا ف تفسيها أن هذه الية معجزة ممد صلى اللّه عليه وسلم ،لكنهما صرحا هكذا أيضا .وعن بعض الناس
أن معناه ينشق يوم القيامة ،وف قراءة حذيفة وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة ،وقد حصل من آيات اقترابا أن القمر قد انشق وقال البيضاوي :وقيل معناه
سينشق يوم القيامة) انتهى كلمه.
فتنبه صاحب اليزان وغي العبارة ،لكنه أعجب ف تلخيص عبارة الكشاف حيث أسقط بعض العبارة زاعما أنا غي مفيدة ونقل قوله :وف قراءة حذيفة وقد
انشق القمر ال .وهذا القول ل يناسب مقصوده لنه نص ف ثبوت العجزة الذكورة أن قيل :نقل هذا القول طردا قلت فحينئذ ل وجه لسقاط بعض العبارة،
وعبارة الكشاف هكذا( :وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة .وقوله :وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر يرده وكفى به ردا قراءة حذيفة قد
انشق القمر أي اقتربت الساعة ،وقد حصل من آيات اقترابا إن القمر قد انشق كما تقول أقبل المي وقد جاء البشي بقدومه وعن حذيفة أنه خطب بالدائن ث
قال :أل إن الساعة قد اقتربت وأن القمر قد انشق على عهد نبيكم) انتهى كلمه بلفظه.
قوله :لفظ الساعة العروف باللم ال .وكذا قوله جلة :انشق القمر بسبب واو العطف ال .ل يصل منهما مقصوده ،لعله فهم أن لفظ الساعة لا كان بعن
القيامة وانشقاق القمر من علماته ،فل بد أن يكون متصلً با واقعا فيها ،وهذا غلط نشأ من عدم التأمل .قال اللّه تعال ف سورة ممد{ :فهل ينظرون إل
الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها} .فقوله :فقد جاء أشراطها يدل على أن أشراطها قد تققت ،لن لفظة قد إذا دخلت على الاضي تكون نصا على
وجود الفعل ف الزمان الاضي القريب من الال ،فلذلك فسر الفسرون هذا القول هكذا ف البيضاوي (لنه قد ظهرت إماراتا كمبعث النب وانشقاق القمر).
وف التفسي الكبي (الشراط العلمات قال الفسرون :هي مثل انشقاق القمر ورسالة ممد عليه السلم ،وف الللي أي علماتا منها مبعث النب صلى اللّه
عليه وسلم ،وانشقاق القمر والدخان).
وعبارة السين كالبيضاوي قوله :فكما أن الفعل الول اقتربت بعن الستقبل غلط لنه بعناه الاضي وترجته بالفارسية يعن (رزو قيامت خواهد آمد) ليست
بصحيحة ،وما روي عن بعض الناس مردود عند الفسرين.
ث قال( :ولو سلمنا أن شق القمر وقع ،ل يكون معجزة ممد صلى اللّه عليه وسلم أيضا ،لنه ل يصرح ف هذه الية ول ف آية أخرى أن هذه العجزة ظهرت
على يد ممد صلى اللّه عليه وسلم) انتهى.
أقول :يدل على كونا معجزة الية الثانية والحاديث الصحيحة الت صحتها بسب الضابطة العقلية زائدة على صحة هذه الناجيل الحرفة الملوءة بالغلط،
والختلفات الروية برواية الحاد الفقود أسانيدها التصلة ،كما علمت ف الباب الول والثان.
ث قال( :إن علقة الية الثانية بالية الول أن النكرين يرون ف آخر الزمان علمات القيامة ول يؤمنون با ،بل يقولون على عادة كفار السلف أنا سحر
فاحش ل غي) انتهى كلمه.
وهذا أيضا غلط بوجهي:
الول :أن النكر ل ينكر عنادا ،والكافر ل ينسب المر الارق للعادة إل السحر إل إذا كان أحد ادعى أن هذا المر الارق من معجزات أو كرامات .وإذا
ظهرت علمات القيامة ف آخر الزمان من غي الدعاء فكيف ينكرها النكرون ،وكيف يقولون :أنا سحر فاحش ل غي.
www.barsoomyat.com – 63إظهار الحق – رحمت ال هندي
والثان :أن انشقاق القمر ف الستقبل ل يكون إل ف يوم القيامة ،خاصة وف هذا اليوم ل يقول الكفار إنه سحر مستمر لظهور أمر القيامة ف هذا اليوم على كل
أحد .إل أن يكون أحد منهم عاقلً معاندا مثل هذا الوجه فلعله يقول بزعمه ،أو يتفوه بذا القول هذا الوجه بنفسه أو أمثاله من علماء بروتستنت ،بعد
انبعاثهم من أحداثهم لرسوخ عناد الدين الحمدي ف قلوبم.
ث قال( :لو ظهرت هذه العجزة على يد ممد لخب العاندين الذين كانوا يطلبون منه معجزة بأن شققت القمر ف الوقت الفلن فل تكفروا) وستطلع على
جوابه ف الفصل الثان على أت وجه إن شاء اللّه.
وقال صاحب وجهة اليان منكرا لذه العجزة( :عدة أشخاص من الفسرين مثل الزمشري والبيضاوي فسروا هذا القام بأن القمر ينشق يوم القيامة ،ولو وقع
لشتهر ف جيع العال ول معن لشتهاره ف إقليم واحد) انتهى كلمه ملخصا.
وقد ظهر لك ما ذكرنا أن كل المرين ليسا بصحيحي يقينا ،وهذا القسيس فاق مؤلف اليزان ،حيث أورد الدليل النقلي والعقلي ،وصرح باسم الكشاف،
أيضا لعله رأى ف النسخة القدية للميزان لفظا كالبيضاوي وغيه ،فظن أن الراد بالغي الكشاف ،لن البيضاوي له مناسبة كثية بالكشاف بالنسبة إل التفاسي
الخر ،فصرح باسم الكشاف ليحصل له الفضل على مؤلف اليزان.
وصاحب الكشاف قال ف مبدأ تفسي هذه السورة( :انشقاق القمر من آيات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معجزاته النية) انتهى كلمه.
وقال صاحب الرسالة الت ألفها ف جواب مكتوب الفاضل نعمت على الند معترضا على هذه العجزة( :ل يثبت من هذه الية أن هذه العجزة صدرت عن
ممد صلى اللّه عليه وسلم ،ول يثبت هذا المر من التفاسي) انتهى.
وهذا الثالث بالي النبثق من الولي فاق كليهما حيث قال :ل يثبت هذا المر من التفاسي لعله اعتقد أن القسيس الول صادق ف قوله كالبيضاوي وغيه،
والقسيس الثان صادق ف قوله مثل الزمشري والبيضاوي ،ث قاس حال سائر التفاسي على هذين التفسيين فقال :ول يثبت هذا المر من التفاسي ،ليحصل له
الفضل على القسيسي الولي ،ويظهر تبحره عند قومه بأنه طالع التفاسي كلها ،فظهر أن كل لحق من هؤلء الثلثة على سابقه ،وهذا ليس بعجيب لن مثل
هذا المر قد شاع بي السيحيي ف القرن الول كما يظهر من رسائل الواريي ،وصار من الستحسنات الدينية ف القرن الثان من القرون السيحية كما قال
الؤرخ موشيم ف بيان حال علماء القرن الثان من القرون السيحية ف الصفحة 65من الجلد الول من تاريه الطبوع سنة ( :1832كان بي متبعي رأي
أفلطون وفيثاغورس مقولة مشهورة أن الكذب والداع لجل أن يزداد الصدق وعبادة اللّه ليسا بائزين فقط بل قابلن للتحسي ،وتعلم أولً منهم يهود مصر
هذه القولة قبل السيح ،كما يظهر هذا جزما من كثي من الكتب القدية ،ث أثر وباء هذا الغلط السوء ف السيحيي كما يظهر هذا المر من الكتب الكثية الت
نسبت إل الكبار كذبا) انتهى كلمه.
وقال آدم كلرك ف الجلد السادس من تفسيه ف شرح الباب الول من رسالة بولس إل أهل غلطية:
(هذا المر مقق أن الناجيل الكثية الكاذبة كانت رائجة ف أول القرون السيحية وكثرة هذه الحوال الكاذبة الغي الصحيحة هيجت لوقا على ترير النيل،
ويوجد ذكر أكثر من سبعي من هذه الناجيل الكاذبة ،والجزاء الكثية من هذه الناجيل باقية) انتهى.
وإذا نسب أسلفهم أكثر من سبعي إنيلً إل السيح والواريي ومري عليهم السلم ،فأي عجب لو نسب هؤلء القسوس لجل تغليط عوام أهل السلم
بعض المور إل تفاسي القرآن.
واعلم أن الرسالة الخية كانت مشتهرة ف الند ،وكان القسيسيون يقسمونا كثيا ف بلده ،لكن لا كتب عدة من علماء السلم عليها ردا واشتهر ما كتبوا
تركوها وطبع ثلثة كتب من كتب الرد عليها .الول" :التحفة السيحية" لسيد الدين الاشي .والثان" :تأييد السلمي" لبعض أقارب متهد شيعة لكنهوا.
والثالث" :خلصة سيف السلمي" للفاضل حيدر علي القرشي.
-3ف البيضاوي( :روى أنه لا طلعت قريش من العقنقل ،قال صلى اللّه عليه وسلم :هذه قريش جاءت بيلئها وفخرها يكذبون رسولك ،اللّهم إن أسألك
ما وعدتن .فأتاه جبيل عليه السلم وقال له :خذ قبضة من تراب فارمهم با ،فلما التقى المعان تناول كفا من الصباء فرمى با ف وجوههم .وقال :شاهت
الوجوه فلم يبق مشرك إل شغل بعينه فانزموا وردفهم الؤمنون يقتلونم ويأسرونم ،ث لا انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت) انتهى.
وقال اللّه تعال{ :وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى} يعن {وما رميت} يا ممد رميا توصلها إل أعينهم ول تقدر عليه {إذ رميت} أي أتيت بصورة
الرمي {ولكن اللّه رمى} أتى با هو غاية الرمي ،فأوصلها إل أعينهم جيعا حت انزموا ،وتكنتم من قطع دابرهم.
وقال الفخر الرازي عليه الرحة( :والصح) أن هذه الية نزلت ف يوم بدر ،وإل لدخل ف أثناء القصة كلم أجنب عنها وذلك ل يليق بل ل يبعد أن يدخل تته
سائر الوقائع لن العبة بعموم اللفظ ل بصوص السبب) انتهى كلمه.
www.barsoomyat.com – 64إظهار الحق – رحمت ال هندي
وقد عرفت ف القدمة حال ما تفوه به صاحب ميزان الق على هذه العجزة فل أعيده.
-4نبع الاء من بي أصابع النب صلى اللّه عليه وسلم ف مواطن متعددة ،وهذه العجزة أعظم من تفجر الاء من الجر كما وقع لوسى عليه السلم ،فإن ذلك
من عادة الجر ف الملة ،وأما من لم ودم فلم يعهد من غيه صلى اللّه عليه وسلم .عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أنه قال( :رأيت رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم وحانت صلة العصر ،فالتمس الناس الوضوء فلم يدوه ،فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بوضوء فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف
ذلك الناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال :فرأيت الاء ينبع من بي أصابعه صلى اللّه عليه وسلم فتوضأ الناس حت توضؤوا عن آخرهم) وهذه العجزة
صدرت بالزوراء عند سوق الدينة.
-5عن جابر رضي اللّه عنه( :عطش الناس يوم الديبية ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بي يديه ركوة فتوضأ منها وأقبل الناس نوه وقالوا :ليس عندنا ماء
إل ما ف ركوتك فوضع النب صلى اللّه عليه وسلم يده ف الركوة فجعل الاء يفور من بي أصابعه كأمثال العيون) وكان الناس ألفا وأربعمائة.
-6عن جابر رضي اللّه عنه (قال :قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :يا جابر ناد بالوضوء وذكر الديث بطوله وأنه ل ند إل قطرة ف عزلء شجب
فأتى به النب صلى اللّه عليه وسلم فغمره وتكلم بشيء ل أدري ما هو وقال :ناد بفنة الركب فأتيت با فوضعتها بي يديه ،وذكر أن النب صلى اللّه عليه وسلم
بسط يده ف الفنة وفرق أصابعه وصب جابر عليه وقال :بسم ال .قال :فرأيت الاء يفور من بي أصابعه ث فارت الفنة واستدارت حت امتلت .وأمر الناس
بالستقاء فاستقوا حت رووا .فقلت :هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده من الفنة وهي ملى) وهذه العجزة صدرت ف غزوة
بواط.
-7عن معاذ بن جبل ف قصة غزوة تبوك ،وأنم وردوا العي وهي تبض بشيء من ماء مثل الشراك ،فغرفوا من العي بأيديهم حت اجتمع ف شيء ،ث غسل
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجهه فيه ويديه ث أعاده فيها ،فجرت باء كثي فاستقى الناس .قال ف حديث ابن إسحاق :فانرق من الاء ما له حس كحس
الصواعق ،ث قال :يوشك يا معاذ إن طالت بك الياة أن ترى ما ههنا قد مليء جنانا).
-8عن عمران بن الصي رضي اللّه عنهما أنه قال( :حي أصاب النب صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه عطش ف بعض أسفارهم ،فوجه رجلي من أصحابه
وأعلمهما أنما يدان امرأة بكان كذا معها بعي عليه مزادتان الديث فوجداها وأتيا با النب صلى اللّه عليه وسلم فجعل ف إناء من مزاديتها وقال فيه ما شاء
اللّه ،ث أعاد الاء ف الزادتي ث فتحت عزليها وأمر الناس فملؤوا أسقيتهم حت ل يدعوا شيئا إل ملؤه .قال عمران :وييل ل أنما ل تزدادا إل امتلء ،ث أمر
فجمع للمرأة من الزواد حت ملؤوا ثوبا وقال :اذهب فإنا ل نأخذ من مائك شيئا ولكن اللّه سقانا).
-9ف حديث عمر رضي اللّه عنه ف جيش العسرة وذكر ما أصابم من العطش ،حت أن الرجل ينحر بعيه فيعصر فرثه فيشربه ،فرغب أبو بكر إل النب ف
الدعاء ،فرفع يديه فلم يرجعهما حت قالت 2السماء فانسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ول تاوز العسكر.
ل أتى النب صلى اللّه عليه وسلم يستطعمه ،فاستطعمه شطر وسق شعي ،فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حت كاله، -10عن جابر رضي اللّه عنه أن رج ً
فأتى النب صلى اللّه عليه وسلم فأخبه .فقال :لو ل تكله لكلتم منه ولقام بكم.
-11عن أنس رضي اللّه عنه أن النب صلى اللّه عليه وسلم أطعم ثاني رجلً من أقراص من شعي ،جاء با أنس تت يده أي إبطه.
-12عن جابر رضي اللّه عنه أن النب صلى اللّه عليه وسلم أطعم يوم الندق ألف رجل من صاع شعي وعناق 3قال جابر رضي اللّه عنه :فأقسم باللّه
لكلوا حت تركوه وانرفوا وأن برمتنا لتغط كما هي وأن عجيننا ليخبز ،وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصق ف العجي والبمة وبارك.
-13عن أب أيوب رضي اللّه عنه أنه صنع لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولب بكر زهاء ما يكفيهما فقال له النب صلى اللّه عليه وسلم :ادع ثلثي من
أشراف النصار فدعاهم فأكلوا حت تركوا ،ث قال :ادع ستي فكان مثل ذلك ،ث قال :ادع سبعي فأكلوا حت تركوه .وما خرج منهم أحد حت أسلم وبايع.
قال أبو أيوب رضي اللّه عنه :فأكل من طعامي مائة وثانون رجلً.
-14عن سرة بن جندب أتى النب صلى اللّه عليه وسلم بقصعة فيها لم فتعاقبوها من غدوة حت الليل ،يقوم قوم ويقعد آخرون.
-15عن عبد الرحن بن أب بكر رضي اللّه عنهما قال :كنا عند النب صلى اللّه عليه وسلم ثلثي ومائة .وذكر ف الديث أنه عجن صاع من طعام وصنعت
شاة فشوى سواد بطنها .وقال :وأي اللّه ما من الثلثي ومائة إل قد حز له حزة ،ث جعل منها قصعتي فأكلنا أجعون وفضل ف القصعتي فحملته على البعي.
www.barsoomyat.com – 65إظهار الحق – رحمت ال هندي
-16عن سلمة بن الكوع وأب هريرة وعمر بن الطاب رضي اللّه عنهم فذكروا ممصة أصابت الناس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف بعض مغازيه
فدعا ببقية الزواد ،فجاء الرجل بالثية 4من الطعام وفوق ذلك ،وأعلهم الذي يأت بالصاع من التمر فجمع على نطع وقال سلمة :فحززته كربضة العن ،ث
دعا الناس بأوعيتهم فما بقي ف اليش وعاء إل ملؤه وبقي منه.
-17عن أنس بن مالك أن النب صلى اللّه عليه وسلم حي ابتن بزينب ،أمره أن يدعو له قوما ساهم حت امتل البيت والجرة ،فقدم لم تورا فيه قدر من تر
جعل حيسا ،فوضعه وغمس ثلث أصابعه ،وجعل القوم يتغدون ويرجون ،وبقي التور نوا ما كان.
-18عن علي بن أب طالب رضي اللّه عنه أن فاطمة طبخت قدرا لغدائهما ،ووجهت عليا إل النب صلى اللّه عليه وسلم ليتغذى معهما ،فأمرها فغرفت
لميع نسائه صحفة صحفة ،ث له عليه السلم ،ث لعلي ،ث لا ،ث رفعت القدر وأنا لتفيض .قالت :فأكلنا منها ما شاء اللّه.
-19عن جابر رضي اللّه عنه ف دين أبيه بعد موته ،وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ماله فلم يقبلوه ،ول يكن ف ثرها كفاف دينهم ،فجاءه النب صلى اللّه
عليه وسلم بعد أن أمره بذها وجعلها بيادر ف أصولا ،فمشى فيها ودعا .فأوف منه جابر غرماءه وفضل مثل ما كانوا يدون كل سنة.
-20قال أبو هريرة رضي اللّه عنه :أصاب الناس ممصة فقال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :هل من شيء؟ فقلت :نعم شيء من التمر ف الزود .قال:
فآتى به .فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبكة .ث قال :ادع عشرة فأكلوا حت شبعوا ،ث عشرة كذلك حت أطعم اليش كلهم وشبعوا .وقال :خذ
ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ول تكبه ،فقبضت على أكثر ما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأب بكر وعمر إل
أن قتل عثمان فانتهب من فذهب.
ومعجزة تكثي الطعام ببكة دعائه مروية عن بضعة عشر صحابيا ،ورواه عنهم أضعافهم من التابعي ،ث من ل يعد بعدهم ،وأكثرها وردت ف قصص مشهورة
ومامع مشهورة ،ول يكن التحدث عنها إل على وفق الصدق حذرا من التكذيب ،وإنا حصل النب صلى اللّه عليه وسلم أولً الاء القليل أو الطعام القليل ث
كثره ،ول يترع من بدء المر من العدم إل الوجود الاء الكثي ،أو الطعام الكثي ،مراعاة للدب بسب الظاهر ليعلم أن الوجد هو اللّه .وإنا حصلت البكة
بسبب النب صلى اللّه عليه وسلم .وإن كان التكثي أيضا ف القيقة من جانب اللّه كالياد .وهكذا فعله النبياء كما يظهر من معجزة ايلياء عليه السلم ف
تكثي الدقيق والزيت ف بيت امرأة أرملة على ما صرح به ف الباب السابع عشر من سفر اللوك الول ،ومن معجزة اليسع عليه السلم ف تكثي عشرين خبزا
من شعي وسنبل مفروك ف منديل حت أكل مائة رجل وفضل ،كما هو مصرح به ف الباب الرابع من سفر اللوك الثان ،ومن معجزة عيسى عليه السلم ف
تكثي خسة أرغفة وسكتي على ما صرح به ف الباب الرابع عشر من إنيل مت.
-21عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال :كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف سفر فدنا منه أعراب ،فقال :يا أعراب أين تريد؟ قال :أهلي ،قال :هل لك
إل خي؟ قال :وما هو؟ قال :أن تشهد أن ل إله إل اللّه وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله ،قال :من يشهد لك على ما تقول ،قال :هذه الشجرة
السمرة ،وهي بشاطئ الوادي ،فأقبلت تد الرض حت قامت بي يديه فاستشهدها ثلثا .فشهدت أنه كما قال ث رجعت إل مكانا.
-22عن جابر رضي اللّه عنه ذهب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئا يستتر به ،فإذا بشجرتي بشاطئ الوادي ،فانطلق رسول اللّه
صلى اللّه عليه وسلم إل إحداها ،فأخذ بغصن من أغصانا فقال :انقادي علي بإذن اللّه ،فانقادت معه كالبعي الخشوش الذي يصانع قائده .وذكر جابر أنه
فعل بالخرى كذلك حت إذا كان بالنصف بينهما قال :التئما علي بإذن اللّه فالتأمتا ،فجلس خلفهما فخرجت أخضر .وجلست أحدث نفسي فالتفت فإذا
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقبلً والشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق.
-23عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال لعراب :أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أن رسول اللّه؟ قال :نعم .فدعاه فجعل ينقد حت أتاه
فقال :ارجع .فعاد إل مكانه.
-24عن جابر رضي اللّه عنه كان السجد مسقوفا على جذوع نل ،وكان النب صلى اللّه عليه وسلم إذا خطب يقوم إل جذع منها ،فلما صنع له النب،
سعنا لذلك الذع صوتا كصوت العشار ،وف رواية أنس :حت ارتج السجد لواره ،وف رواية سهل :وكثر بكاء الناس لا رأوا به ،وف رواية الطلب :حت
تصدع وانشق حت جاء النب صلى اللّه عليه وسلم فوضع يده عليه فسكت .والب بأني الذع وحنينه باعتبار مبناه مشهور عند السلف واللف ،وباعتبار معناه
متواتر يفيد العلم القطعي .رواه من الصحابة بضعة عشر منهم ُأبَ ّي بن كعب ،وأنس بن مالك ،وعبد اللّه بن عمر ،وعبد اللّه بن عباس ،وسهل بن سعد
الساعدي ،وأبو سعيد الدري ،وبريدة ،وأم سلمة ،والطلب بن أب وداعة ،رضي اللّه عنهم كلهم يدثون بعن هذا الديث وإن كانت ألفاظهم متلفة ف باب
التحديث ،فل شك ف حصول التواتر العنوي.
www.barsoomyat.com – 66إظهار الحق – رحمت ال هندي
-25عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال :كان حول البيت ستون وثلثمائة صنم مثبتة الرجل بالرصاص ف الجارة ،فلما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم السجد عام الفتح ،جعل يشي بقضيب ف يده إليها ول يسها ويقول :جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ،فما أشار إل وجه صنم إل وقع
لقفاه ول لقفاه إل وقع لوجهه حت ما بقي منها صنم.
-26دعا النب صلى اللّه عليه وسلم رجلً إل السلم ،فقال :ل أؤمن بك حت تيي ل ابنت .فقال صلى اللّه عليه وسلم :أرن قبها فأراه إياه ،فقال صلى
اللّه عليه وسلم :يا فلنة .قالت :لبيك وسعديك .فقال النب صلى اللّه عليه وسلم :أتبي أن ترجعي إل الدنيا؟ فقالت :ل واللّه يا رسول اللّه إن وجدت اللّه
خيا ل من أبوي ،ووجدت الخرة خيا من الدنيا.
-27ذبح جابر رضي اللّه عنه شاة وطبخها وثرد ف جفنة .وأتى با رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأكل القوم ،وكان عليه الصلة والسلم يقول لم :كلوا
ول تكسروا عظما .ث إنه صلى اللّه عليه وسلم جع العظام ووضع يده عليها ث تكلم بكلم فإذا الشاة قامت تنفض ذنبها.
-28عن سعد بن وقاص رضي اللّه عنه قال :أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليناولن السهم لتصل به فيقول :ارم به ،وقد رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم يومئذ عن قوسه ،حت اندقت وأصيبت يومئذ عي قتادة يعن ابن النعمان حت وقعت على وجنتيه ،فردها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكانت أحسن
عينيه.
-29عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال لرسول ال :ادع اللّه أن يكشف ل عن بصري .قال :فانطلق فتوضأ ث صلِ ركعتي ،ث قل :اللّهم إن أسألك وأتوجه
إليك بنبيك ممد نب الرحة ،يا ممد إن أتوجه بك إل ربك أن يكشف ل عن بصري ،اللّهم شفعه ف .قال :فرجع وقد كشف اللّه عن بصره.
-30ابن ملعب السنة أصابه استسقاء ،فبعث إل النب صلى اللّه عليه وسلم ،فأخذ بيده حثوة من الرض فتفل عليها فأعطاها رسوله ،فأخذها متعجبا يرى
أن قد هزئ به فأتاه با وهو على شفاء فشربا فشفاه اللّه تعال.
-31عن حبيب بن فديك ،أن أباه ابيضت عيناه فكان ل يبصر بما شيئا فنفث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف عينيه فأبصر ،فرأيته يدخل البرة وهو ابن
ثاني.
-31تفل ف عين علي رضي اللّه عنه يوم خيب وكان رمدا فأصبح بارئا.
-33نفث على ضربة بساق سلمة بن الكوع يوم خيب فبأت.
ل يفضل -34أتته امرأة من خثعم معها صب به بلء ل يتكلم فأتى باء فمضمض فاه وغسل يديه ث أعطاها إياه ،وأمرها بسقيه ومسه به ،فبأ الغلم وعقل عق ً
عقول الناس.
-25عن ابن عباس رضي اللّه عنهما :جاءت امرأة بابن لا به جنون ،فمسح صدره ،فثع ثعة ،فخرج من جوفه مثل الرو السود فشفي.
-36انكفأت القدر على ذراع ممد بن حاطب وهو طفل ،فمسح عليه ،ودعا له وتفل فيه ،فبأ لينه.
-37كانت ف كف شرحبيل العفي سلعة تنعه القبض على السيف وعنان الدابة ،فشكاها للنب صلى اللّه عليه وسلم ،فما زال يطحنها حت رفعها ول يبق لا
أثر.
-38عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال :قالت أمي :يا رسول اللّه خادمك أنس ادع اللّه له .فقال :اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته .قال أنس:
فواللّه إن مال لكثي وإن ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نو الائة.
-39دعا على كسرى حي مزق كتابه أن يزق اللّه ملكه ،فلم تبق له باقية ول بقيت لفارس رياسة ف سائر أقطار الدنيا.
-40عن أساء بنت أب بكر رضي اللّه عنهما أخرجت جبة طيانسة وقالت :إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يلبسها ،فنحن تغسلها للمرضى يستشفى
با .وهذه العجزات ،وإن ل يتواتر كل واحد منها ،فالقدر الشترك بينها متواتر بل شبهة ،كشجاعة علي ،وسخاوة حات ،وهذا القدر يكفي ،والالت الت
نقلها مرقس ولوقا كلها آحاد ليس اعتبارها مثل الحاديث الصحيحة الروية بروايات الحاد الثابتة أسانيدها التصلة ،بل الالت الت اتفق على نقلها النيليون
الربعة آحاد ل يزيد اعتبارها عندنا على رواية الحاد كما عرفت ف الباب الول.
أنه قد اجتمع فيه من الخلق العظيمة ،والوصاف الزيلة ،والكمالت العلمية والعملية ،والحاسن الراجعة إل النفس والبدن والنسب والوطن ،ما يزم العقل
بأنه ل يتمع ف غي نب ،فإن كل واحد منها وإن كان يوجد ف غي النب أيضا ،لكن مموعها ما ل يصل إل للنبياء ،فاجتماعها ف ذاته صلى اللّه عليه وسلم
www.barsoomyat.com – 67إظهار الحق – رحمت ال هندي
ل "اسبان هيس السيحي" من الذين هم أشد أعداء النب من دلئل النبوة وقد أقر الخالفون أيضا بوجود أكثر هذه الحاسن ف ذاته صلى اللّه عليه وسلم ،مث ً
صلى اللّه عليه وسلم والطاعني ف حقه ،لكنه اضطر ف القرار بوجود أكثر المور الذكورة ف ذاته صلى اللّه عليه وسلم .كما نقل سيل قوله ف مقدمة ترجة
القرآن ف الصفحة السادسة من النسخة الطبوعة سنة 1850هكذا( :أنه كان حسن الوجه وزكيًا و كانت طريقته مرضية ،وكان الحسان إل الساكي
شيمته ،وكان يعامل الكل باللق السن ،وكان شجاعا على العداء ،وكان يعظم اسم اللّه تعظيما عظيما ،وكان يشدد على الفترين ،والذين يرمون البآء،
والزاني ،والقاتلي ،وأهل الفضول ،والطامعي ،وشهود الزور ،تشديدا بليغا ،وكانت كثرة وعظه ف الصب والود والرحم والب والحسان وتعظيم البوين
والكبار وتوقيهم وتكريهم ،وكان عابدا مرتاضا ف الغاية) انتهى كلمه.
(السلك الثالث) َمنْ نظر إل ما اشتملت شريعته الغراء عليه ما يتعلق بالعتقادات والعبادات والعاملت والسياسات والداب والكم ،علم قطعا أنا ليست إل
من الوضع اللي ،والوحي السماوي ،وأن البعوث با ليس إل نبيا .وقد عرفت ف الباب الامس ،أن اعتراضات القسيسي عليها ضعيفة جدا ،منشؤها العناد
الصرف والعتساف.
(السلك الرابع) أنه عليه السلم ادعى بي قوم ل كتاب لم ول حكمة فيهم :أن بعثت من عند اللّه بالكتاب الني والكمة الباهرة لنور العال باليان والعمل
الصال .وانتصب مع ضعفه وفقره وقلة أعوانه وأنصاره ،مالفا لميع أهل الرض آحادهم وأوساطهم وسلطينهم وجبابرتم ،فضلل آراءهم وسفه أحلمهم
وأبطل مللهم وهدم دولم ،وظهر دينه على الديان ف مدة قليلة شرقا وغربا ،وزاد على مر العصار والزمان ،ول يقدر العداء مع كثرة عددهم وعددهم
وشدة شوكتهم وشكيمتهم ،وفرط تعصبهم وحيتهم وبذل غاية جهدهم ف إطفاء نور دينه وطمس آثار مذهبه .فهل يكون ذلك إل بعون إلي وتأييد ساوي،
ولنعم ما قال غمالئيل معلم اليهود لم ف حق الواريي( :يا أيها الرجال السرائيليون احترزوا لنفسكم من جهة هؤلء الناس فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا).
ل عن نفسه :أنه شيء الذي التصق به عدد من الرجال نو أربعمائة ،الذي قتل وجيع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا ( 36لنه قبل هذه اليام قام ثوداس قائ ً
ل شيء)( 37 .بعد هذا قام يهودا الليلي ف أيام الكتتاب ،وأزاغ وراءه شعبا غفيا ،فذاك أيضا هلك وجيع الذين انقادوا إليه تشتتوا)( 38 .والن أقول
لكم تنحوا عن هؤلء الناس واتركوهم لنه إن كان هذا الرأي وهذا العمل من الناس فسوف ينتقض) ( 39وإن كان من اللّه فل تقدرون أن تنتقضوه لئل
توجدوا ماربي للّه أيضا) كما هو مصرح به ف الباب الامس من كتاب العمال ،والية السابعة من الزبور الول هكذا( :لن الرب يعرف طريق الصديقي
وطريق النافقي تلك) والية السادسة من الزبور الامس هكذا( :وتلك كل الذين يتكلمون بالكذب ،الرجل السافك الدماء والغاش يرذله الرب) .والية
السادسة عشرة من الزبور الرابع والثلثي هكذا( :وجه الرب على الذين يعملون الساوئ ليبيد من الرض ذكرهم) وف الزبور السابع والثلثي هكذا :17
(لن سواعد الطاة تنكر ،والرب يعضد الصديقي) ( 20الطاة فيهلكون ،وأعداء الرب جيعا إذ يجدون ويرتفعون ،يبيدون ،وكالدخان يفنون) .فلو ل يكن
ممد صلى اللّه عليه وسلم من الصديقي لهلك الرب طريقه ورذله وأباد ذكره من الرض ،وكسر سواعده وأفناه كالدخان .لكنه ل يفعل شيئا منها ،فكان
ممد صلى اللّه عليه وسلم من الصديقي ،ولعمري أن علماء بروتستنت ف تكذيب الدين الحمدي ماربون اللّه لكن الوقت قريب فسوف يعلمون {وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} ول يقدرون على نقضه البتة كما وعد اللّه {يريدون ليطفئوا نور اللّه} أي دين السلم {بأفواههم} أي بأقوالم الباطلة
{واللّه متم نوره} أي مبلغه غايته {ولو كره الكافرون} أي اليهود والنصارى والشركون ،ولنعم ما قيل:
أل قل لن ظل ل حاسدا * أتدري على من أسأت الدب
أسأت على اللّه ف فعله * لنك ل ترض ل ما وهب
(السلك الامس) أنه ظهر ف وقت كان الناس متاجي إل من يهديهم إل الطريق الستقيم ،ويدعوهم إل الدين القوي لن العرب كانوا على عبادة الوثان،
ووأد البنات .والفرس على اعتقاد اللي ووطء المهات والبنات .والترك على تريب البلد وتعذيب العباد .والند على عبادة البقر ،والسجود للشجر والجر.
واليهود على الحود ودين التشبيه ،وترويج الكاذيب الفتريات .والنصارى على القول بالتثليث ،وعبادة الصليب وصور القديسي والقديسات .وهكذا سائر
الفرق ف أودية الضلل والنراف عن الق والشتغال بالحال ،ول يليق بكمة اللّه اللك البي أن ل يرسل ف هذا الوقت أحدا يكون رحة للعالي ،وما ظهر
أحد يصلح لذا الشأن العظيم ويؤسس هذا البنيان القوي غي ممد بن عبد اللّه صلى اللّه عليه وسلم .فأزال الرسوم الزائغة والقالت الفاسدة ،وأشرقت شوس
التوحيد وأقمار التنيه ،وزالت ظلمة الشرك والوثنية والتثليث والتشبيه ،عليه من الصلة أفضلها ومن التحيات أكملها ،وإليه أشار اللّه تعال بقوله{ :يا أهل
الكتاب قد جاءكم رسولنا يبي لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشي ول نذير فقد جاءكم بشي ونذير واللّه على كل شيء قدير} .قال الفخر
الرازي قدس سره ف تفسي هذه الية( :الفائدة ف بعثة ممد صلى اللّه عليه وسلم عند فترة من الرسل هي أن التغي والتحريف قد تطرق إل الشرائع التقدمة
لتقادم عهدها وطول زمانا ،وبسبب ذلك اختلط الق بالباطل والصدق بالكذب وصار ذلك عذرا ظاهرا ف إعراض اللق عن العبادات ،لن لم أن يقولوا يا
إلنا عرفنا أنه ل بد من عبادتك ولكنا ما عرفنا كيف نعبد ،فبعث اللّه تعال ف هذا الوقت ممدا صلى اللّه عليه وسلم إزالة لذا العذر) انتهى كلمه بلفظه.
www.barsoomyat.com – 68إظهار الحق – رحمت ال هندي
(السلك السادس) أخبار النبياء التقدمي عليه ،عن نبوته عليه السلم ،ولا كان القسيسون يغلطون العوام ف هذا الباب تغليطا عظيما استحسنت أن أقدم على
نقل تلك الخبار أمورا ثانية تفيد للناظر بصية:
(المر الول) أن النبياء السرائيلية مثل أشعيا وأرميا ودانيال وحزقيال وعيسى عليهم السلم ،أخبوا عن الوادث التية كحادثة بتنصر وقورش واسكندر
وخلفائه وحوادث أرض أدوم ومصر ونينوى وبابل ،ويبعد كل البعد أن ل يب أحد منهم عن خروج ممد صلى اللّه عليه وسلم الذي كان وقت ظهوره
كأصغر البقول ،ث صار شجرة عظيمة تأوي طيور السماء ف أغصانا ،فكسر البابرة والكاسرة وبلغ دينه شرقا وبلغ دينه شرقا وغربا وغلب الديان وامتد
دهرا بيث مضى على ظهوره مدة ألف ومائتي وثاني إل هذا الي ويتد إن شاء اللّه إل آخر بقاء الدنيا ،وظهر ف أمته ألوف ألوف من العلماء الربانيي
والكماء التقني والولياء ذوي الكرامات والجاهدات والسلطي العظام ،وهذه الادثة كانت أعظم الوادث ،وما كانت أقل من حادثة أرض أدوم ونينوى
وغيها فكيف يوز العقل السليم أنم أخبوا عن الوادث الضعيفة وتركوا الخبار عن الادثة العظيمة.
(المر الثان) أن النب التقدم إذا أخب عن النب التأخر ،ل يشترط ف إخباره أن يب بالتفصيل التام بأنه يرج من القبيلة الفلنية ف السنة الفلنية ف البلد الفلن،
وتكون صفته كيت وكيت ،بل يكون هذا الخبار ف غالب الوقات مملً عند العوام ،وأما عند الواص فقد يصي جليا بواسطة القرائن ،وقد يبقى خفيا
عليهم أيضا ل يعرفون مصداقه إل بعد ادعاء النب اللحق أن النب التقدم أخب عن وظهور صدق ادعائه بالعجزات وعلمات النبوة ،وبعد الدعاء وظهور
صدقه يصي جليا عندهم بل ريب ولذلك يعاتبون كما عاتب السيح عليه السلم علماء اليهود بقوله( :ويل لكم أيها الناموسيون لنكم أخذت مفتاح العرفة ما
ل عن العلماء دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم) كما هو مصرح به ف الباب الادي عشر من إنيل لوقا ،وعلى مذاق السيحيي قد يبقى خفيا على النبياء فض ً
بل قد يبقى خفيا على النب الخب عنه على زعمهم ف الباب الول من إنيل يوحنا هكذا( 19 :وهذه هي شهادة يوحنا حي أرسل اليهود من أورشليم كهنة
ولويي ليسألوه من أنت) ( 20فاعترف ول ينكروا قرأن لست أنا السيح) ( 21فسألوه ماذا إذا أنت ،إيلياء؟ فقال لست أنا إيلياء فسألوه أنت النب فأجاب
ل) ( 22فقالوا له من أنت لنعطي جوابا للذين أرسلونا ماذا تقول عن نفسك) ( 23قال أنا صوت صارخ ف البية قوّموا طريق الرب كما قال أشعيا النب)
( 24وكان الرسلون من الفريسيي) ( 25فسألوه وقالوا له فما بالك تعمد إن كنت لست السيح ول إيليا ول النب) .واللف واللم ف لفظ النب الواقع ف
الية 21و 25للعهد ،والراد النب العهود الذي أخب عنه موسى عليه السلم ف الباب الثامن عشر من سفر الستثناء على ما صرح به العلماء السيحية،
فالكهنة واللويون كانوا من علماء اليهود وواقفي على كتبهم وعرفوا أيضا أن يي عليه السلم نب ،لكنهم شكوا ف أنه السيح عليه السلم أو إيلياء عليه
السلم أو النب العهود الذي أخب عنه موسى عليه السلم ،فظهر منه أن علمات هؤلء النبياء الثلثة ل تكن مصرحة ف كتبهم بيث ل يبقى الشتباه للخواص
فضلً عن العوام فلذلك سألوا أولً أنت السيح فبعد ما أنكر يي عليه السلم عن كونه مسيحا سألوه أنت إيلياء فبعد ما أنكر عن كونه إيلياء أيضا سألوه أنت
النب العهود.
ولو كانت العلمات مصرحة لا كان للشك مل بل ظهر منه أن يي عليه السلم ل يعرف نفسه أنه إيلياء حت أنكر ،فقال لست أنا وقد شهد عيسى أنه إيلياء
ف الباب الادي عشر من إنيل مت .قول عيسى عليه السلم ف حق يي عليه السلم هكذا( :وإن أردت أن تقبلوا فهذا هو إيلياء الزمع أن يأت) وف الباب
السابع عشر من إنيل مت هكذا( 10 :وسأله تلميذه قائلي فلماذا يقول الكتبة أن إيلياء ينبغي أن يأت أولً) ( 11فأجاب يسوع وقال لم أن إيلياء يأت أولً
ويرد كل شيء) ( 12ولكن أقول لكم أن إيلياء قد جاء ول يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا ،كذلك ابن النسان أيضا سوف يتأل منهم) ( 13حينئذ فهم
التلميذ أنه قال لم عن يوحنا العمدان) .وظهر من العبارة الخية أن علماء اليهود ل يعرفوه بأنه إيلياء وفعلوا به ما فعلوا وأن الواريي أيضا ل يعرفوه بأنه
إيلياء مع أنم كانوا أنبياء ف زعم السيحيي وأعظم رتبة من موسى عليه السلم وكانوا اعتمدوا من يي ورأوه مرارا ،وكان ميئه ضروريا قبل إلهم
ومسيحهم.
وف الية 33من الباب الول من إنيل يوحنا قول يي هكذا( :وأنا ل أكن أعرفه لكن الذي أرسلن لعمد بالاء ذاك قال ل الذي ترى الروح نازلً ومستقرا
عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس) ومعن قوله( :وأنا ل أكن أعرفه) على زعم القسيسي أنا ل أكن أعرفه معرفة جيدة بأنه السيح الوعود ،فعلم أن يي
عليه السلم ما كان يعرف عيسى عليه السلم معرفة يقينية بأنه السيح الوعود به إل ثلثي سنة ما ل ينل الروح القدس ،لعل كون ولدة السيح من العذراء ل
يكن من العلمات الختصة بالسيح ،وإل فكيف يصح هذا ،لكن أقطع النظر عن هذا وأقول أن يي أشرف النبياء السرائيلية بشهادة عيسى عليه السلم كما
هو مصرح به ف الباب الادي عشر من إنيل مت وأن عيسى عليه السلم إله وربه على زعم السيحيي ،وكان ميئه ضروريا قبل السيح ،وكان كونه إيلياء
يقينيا ،فإذا ل يعرف هذا النب الشرف نفسه إل آخر العمر ،ول يعرف إله وربه إل الدة الذكورة ،وكذا ل يعرف الواريون الذين هم أفضل من موسى
وسائر النبياء السرائيلية مدة حياة يي أنه إيلياء ،فماذا رتبة العلماء والعوام عندهم ف معرفة النب اللحق بب النب التقدم عنه وترددهم فيه ،وقيافا رئيس
الكهنة كان نبيا على شهادة يوحنا ،كما هو مصرح به ف الية الادية والمسي من الباب الادي عشر من إنيله وهو أفت بقتل عيسى عليه السلم وكفره
www.barsoomyat.com – 69إظهار الحق – رحمت ال هندي
وأهانه ،كما هو مصرح به ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت ،ولو كانت علمات السيح ف كتبهم مصرحة بيث ل يبقى الشتباه على أحد ،ما كان
لذا النب الفت بقتل إله وبكفره أن يفت بقتله وكفره .ونقل مت ولوقا ف الباب الثالث ،ومرقس ويوحنا ف الباب الول من أناجيلهم خب أشعيا ف حق يي
عليهما السلم ،وأقر يي عليه السلم بأن هذا الب ف حقه على ما صرح به يوحنا .وهذا الب ف الية الثالثة من الباب الربعي من كتاب أشعيا هكذا:
(صوت النادي ف البية ،سهلوا طريق الرب ،أصلحوا ف البوادي سبيلً للنا) ول يذكر فيه شيء من الالت الختصة بيحي عليه السلم ل من صفاته ول من
زمان خروجه ،ول مكان خروجه ،بيث ل يبقى الشتباه ،ولو ل يكن ادعاء يي عليه السلم بأن هذا الب ف حقه ،وكذا ادعاء مؤلفي العهد الديد ،لا ظهر
ل عن العوام ،لن وصف النداء ف البية يعم أكثر النبياء السرائيلية الذين جاؤوا من بعد أشعيا عليه السلم ،بل يصدق هذا للعلماء السيحية وخواصهم فض ً
على عيسى عليه السلم أيضا .لنه كان ينادي مثل نداء يي عليه السلم :توبوا لنه قد اقترب ملكوت السماء.
وسيظهر لك ف المر السادس حال الخبارات الت نقلها النيليون ف حق عيسى عليه السلم عن النبياء التقدمي عليهم السلم ،ول ندعي أن النبياء الذين
أخبوا عن ممد صلى اللّه عليه وسلم كان إخبار كل منهم بصفته مفصلً بيث ل يكون فيه مال التأويل للمعاند.
قال المام الفخر الرازي ف ذيل تفسي قوله تعال{ :ول تلبسوا الق بالباطل وتكتموا الق وأنتم تعلمون} واعلم أن الظهر ف الباء ف قوله بالباطل أنا باء
[ص ]220الستعانة كالت ف قولك كتبت بالقلم .والعن ل تلبسوا الق بسبب الشبهات الت توردونا على السامعي ،وذلك لن النصوص الواردة ف التوراة
والنيل ف أمر ممد عليه السلم نصوصا خفية تتاج ف معرفتها إل الستدلل ،ث إنم كانوا يادلون فيها ويشوشون وجه الدللة على التأملي فيها بسبب
إلقاء الشبهات) .انتهى كلمه بلفظه.
قال الحقق عبد الكيم السيالكوت ف حاشيته على البيضاوي( :هذا فصل يتاج إل مزيد شرح وهو يب أن يتصور أن كل نب أتى بلفظة معرضة وإشارة
مدرجة ل يعرفها إل الراسخون ف العلم وذلك لكمة إلية ،وقد قال العلماء :ما انفك كتاب منل من السماء من تضمن ذكر النب صلى اللّه عليه وسلم ،لكن
بإشارات ،ولو كان منجليا للعوام لا عوتب علماؤهم ف كتمانه ،ث ازداد ذلك غموضا بنقله من لسان إل لسان من العبان إل السريان ومن السريان إل
العرب ،وقد ذكرت مصلة ألفاظ من التوراة والنيل إذا اعتبتا وجدتا دالة على صحة نبوته عليه السلم بتعريض هو عند الراسخي ف العلم جلي وعند العامة
خفي) .انتهى كلمه بلفظه.
(المر الثالث) ادعاء أن أهل الكتاب ما كانوا ينتظرون نبيا آخر غي السيح وإيلياء ،ادعاء باطل ل أصل له بل كانوا منتظرين لغيها أيضا ،لا علمت ف المر
الثان أن علماء اليهود العاصرين لعيسى عليه السلم سألوا يي عليه السلم أولً :أنت السيح؟ ولا أنكر سألوه :أنت إيلياء؟ ولا أنكر سألوه :أنت النب؟ أي
النب العهود الذي أخب به موسى ،فعلم أن هذا النب كان منتظرا مثل السيح وإيلياء وكان مشهورا بيث ما كان متاجا إل ذكر السم بل الشارة إليه كانت
كافية.
وف الباب السابع من إنيل يوحنا بعد نقل قول عيسى عليه السلم هكذا( :40 :فكثيون من المع لا سعوا هذا الكلم قالوا هذا بالقيقة هو النب) :41
(وآخرون قالوا هذا هو السيح) وظهر من هذا الكلم أيضا أن النب العهود عندهم كان غي السيح ولذلك قابلوا بالسيح.
(المر الرابع) ادعاء أن السيح خات النبيي ول نب بعده باطل ،لا عرفت ف المر الثالث أنم كانوا منتظرين للنب العهود الخر الذي يكون غي السيح وإيلياء
عليهم السلم ،ولا ل يثبت بالبهان ميئه قبل السيح فهو بعده ولنم يعترفون بنبوة الواريي وبولس بل بنبوة غيهم أيضا.
وف الباب الادي عشر من كتاب العمال هكذا( 27 :ف تلك اليام اندر النبياء من أورشليم إل أنطاكية) ( 28وقام واحد معهم اسه أغابوس وأشار
بالروح أن جوعا عظيما كان عتيدا أن يصي على جيع السكونة الذي صار ف أيام كلوديوس) (قيصر) فهؤلء كلهم كانوا أنبياء على تصريح إنيلهم وأخب
واحد منهم اسه أغابوس عن وقوع الدب العظيم.
وف الباب الادي والعشرين من الكتاب الذكور هكذا( 10 :وبينما نن مقيمون أياما كثية اندر من اليهودية نب اسه أغابوس) ( 11فجاء إلينا وأخذ منطقة
بولس وربط يد نفسه ورجليه وقال هذا بقوله الروح القدس ،الرجل الذي له هذه النطقة ،هكذا سيبطه اليهود ف أورشليم ويسلمونه إل أيدي المم).
وف هذه العبارة أيضا تصريح بكون أغابوس نبيا ،وقد يتمسكون لثبات هذا الدعاء بقول السيح النقول ف الية الامسة عشر من الباب السابع من إنيل مت
هكذا( :احترزوا من النبياء الكذبة الذين يأتوكم بثبات الملن ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة) والتمسك به عجيب لن السيح عليه السلم أمر بالحتراز
من النبياء الكذبة ل النبياء الصدقة أيضا ولذلك قيد بالكذبة ،نعم لو قال احترزوا من كل نب ييء بعدي لكان بسب الظاهر وجه للتمسك وإن كان
واجب التأويل عندهم ،لثبوت نبوة الشخاص الذكورين ،وقد ظهر النبياء الكذبة الكثيون ف الطبقة الول بعد صعوده كما يظهر من الرسائل الوجودة ف
العهد الديد ف الباب الادي عشر من الرسالة الثانية إل أهل قورنثيوس هكذا( 12 :ولكن ما أفعله لقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نن
www.barsoomyat.com – 70إظهار الحق – رحمت ال هندي
أيضا فيما يفتخرون به) ( 13لن مثل هؤلء رسل كذبة فعله ماكرون مغيون شكلهم إل شبه رسل السيح) فمقدسهم ينادي بأعلى نداء أن الرسل الكذبة
الغدارين ظهروا ف عهده وقد تشبهوا برسل السيح.
وقال آدم كلرك الفسر ف شرح هذا القام( :هؤلء الشخاص كانوا يدعون كذبا أنم رسل السيح ،وما كانوا رسل السيح ف نفس المر وكانوا يعظون
ويتهدون ،لكن مقصودهم ما كان إل جلب النفعة).
وف الباب الرابع من الرسالة الول ليوحنا هكذا( :أيها الحياء ل تصدقوا كل روح ،بل امتحنوا الرواح هل هي من اللّه ،لن النبياء الكذبة كثيون قد
خرجوا إل العال) .فظهر من العبارتي أن النبياء الكذبة قد ظهروا ف عهد الواريي.
ل أنه شيء عظيم) 10 وف الباب الثامن من كتاب العمال هكذا( 9 :وكان قبلً ف الدينة رجل اسه سيمون يستعمل السحر ،ويدهش شعب السامرة قائ ً
(وكان الميع يتبعونه من الصغي إل الكبي قائلي هذا هو قوة اللّه العظيمة).
ل ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسه باريشوع) وكذا سيظهر الدجالون وف الباب الثالث عشر من الكتاب الذكور هكذا( :ولا اجتازا الزيرة إل باقوس وجدا رج ً
الكذابون يدعي كل منهم أنه السيح كما أخب عيسى عليه السلم وقال( :ل يضلكم أحد فإن كثيين سيأتون باسي قائلي أنا هو [ص ]223السيح ويضلون
كثيين) كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من إنيل مت فمقصود السيح عليه السلم التحذير من هؤلء النبياء الكذبة والسحاء الكذبة ل من
النبياء الصادقي أيضا ،ولذلك قال بعد القول الذكور ف الباب السابع (من ثارهم تعرفونم ،هل يتنون من الشوك عنبا أو من السك تينا).
وممد صلى اللّه عليه وسلم من النبياء الصادقي ،كما يدل عليه ثاره على ما عرفت ف السالك التقدمة ،ول اعتبار لطاعن النكرين كما ستعرف ف الفصل
الثان ،ولن كل شخص يعلم أن اليهود ينكرون عيسى بن مري عليهما السلم ويكذبونه وليس عندهم رجل أشر منه ،من ابتداء العال إل زمان خروجه ،وكذا
ألوف من الكماء والعلماء الذين هم من أبناء صنف القسيسي وكانوا مسيحيي ث خرجوا عن هذه اللة لستقباحهم إياها ،ينكرونه ويستهزؤون به وبلته
وألفوا رسائل كثية لثبات آرائهم واشتهرت هذه الرسائل ف أكناف العال ،ويزيد متبعوهم كل يوم ف ديار أوربا ،فكما أن إنكار اليهود وهؤلء الكماء
والعلماء ف حق عيسى عليه السلم غي مقبول عندنا ،فكذا إنكار أهل التثليث ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم غي مقبول عندنا.
(المر الامس) الخبارات الت نقلها السيحيون ف حق عيسى عليه السلم ل تصدق عليه ،على تفاسي اليهود وتأويلتم ،ولذلك هم ينكرونه أشد النكار،
والعلماء السيحية ل يلتفتون ف هذا الباب إل تفاسيهم وتأويلتم ويفسرونا ويؤولونا بيث تصدق ف زعمهم على عيسى عليه السلم .قال صاحب ميزان
الق ف الفصل الثالث من الباب الول ف الصفحة 46من النسخة الفارسية الطبوعة سنة ( :1849العلمون القدماء من اللة السيحية ادعوا هذه الدعوى
الصحيحة فقط أن اليهود أوّلوا اليات الت كانت إشارة إل يسوع السيح بتأويلت غي صحيحة وغي لئقة وبينوها خلف الواقع) انتهى.
وقوله ادّعوا هذه الدعوى الصحيحة فقط غلط يقينا لن العلمي القدماء كما ادعوا هذه الدعوى ادعوا أن اليهود حرفوا الكتب تريفا لفظيا كما عرفت ف
الباب الثان ،لكن أقطع النظر عن هذا وأقول كما أن تأويلت اليهود ف اليات الذكورة مردودة غي صحيحة وغي لئقة عند السيحيي ،كذلك تأويلت
السيحيي ف الخبارات الت هي ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم مردودة غي مقبولة عندنا ،وسترى أن الخبارات الت ننقلها ف حق ممد صلى اللّه عليه
وسلم أظهر صدقا من الخبارات الت نقلها النيليون ف حق عيسى عليه السلم ،فل بأس علينا إن ل نلتفت إل تأويلتم الفاسدة ،وكما أن اليهود ادعوا ف
حق بعض الخبارات الت هي ف حق عيسى عليه السلم على زعم السيحيي أنا ف حق مسيحهم النتظر أو ف حق غيه أو ليست ف حق أحد ،والسيحيون
يدعون أنا ف حق عيسى عليه السلم ول يبالون بخالفتهم ،فكذا نن ل نبال بخالفة السيحيي ف حق بعض الخبارات الت هي ف حق ممد صلى اللّه عليه
وسلم لو قالوا أنا ف حق عيسى عليه السلم ،وسترى أيضا أن صدقها ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم أليق من صدقها ف حق عيسى عليه السلم ،فادعاؤنا
أحق من ادعائهم.
(المر السادس) مؤلفوا العهد الديد باعتقاد السيحيي ذوو إلام وقد نقلوا الخبارات ف حق عيسى عليه السلم فيكون هذا النقل على زعمهم باللام ،فأذكر
نبذا منها بطريق النوذج ليقيس الخاطب حال هذه الخبارات بالخبارات الت أنقلها ف هذا السلك ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم ،وإن سلك أحد من
القسيسي مسلك العتساف وتصدى لتأويل الخبارات الت أنقلها ف هذا السلك يب عليه أن يوجه أولً الخبارات الت نقلها مؤلفوا العهد الديد ف حق
عيسى عليه السلم ،ليظهر للمنصف اللبيب حال الخبارات الت نقلها الانبان ،ويقابلهما باعتبار القوة والضعف وإن غمض النظر عن توجيه الخبارات
العيسوية الت نقلها الؤلفون الذكورون.
وأول الخبارات الحمدية الت أنقلها ف هذا السلك يكون ممولً على عجزه وتعصبه ،لنك قد علمت ف المر الثان والامس أن العاند له مال واسع
للتأويل ف أمثال هذه الخبارات ،وإنا اكتفيت على نبذ ما نقله مؤلفو العهد الديد ،لنه إذا ظهر أن البعض منها غلط يقينا ،والبعض منها مرف ،والبعض
www.barsoomyat.com – 71إظهار الحق – رحمت ال هندي
منها ل يصدق على عيسى عليه السلم إل بالدعاء البحت والتحكم الصرف ،ظهر أن حال الخبارات الخر الت نقلها السيحيون الذين ليسوا ذوي إلام
روحي ،يكون أسوأ ،فل حاجة إل نقلها.
(الب الول) ما هو النقول ف الباب الول من إنيل مت ،وقد عرفت ف بيان الغلط المسي ف الفصل الثالث من الباب الول أنه غلط ،على أن كون مري
عذراء وقت البل غي مسلم عند اليهود والنكرين ،ول يتم عليهم حجة ،لنا قبل ولدة عيسى عليه السلم ،كانت ف نكاح يوسف النجار على تصريح
النيل واليهود العاصرون لعيسى عليه السلم ،ويقولون أنه ولد يوسف النجار كما هو مصرح به ف الية 55من الباب 13من إنيل مت والية 45من
الباب 1والية 42من الباب السادس من إنيل يوحنا ،وإل الن يقولون هكذا بل أشنع منه ،والعلمة الخرى الختصة بعيسى عليه السلم غي مذكورة ف
هذا الب.
(والب الثان) ما هو النقول ف الية السادسة من الباب الثان من إنيل مت ،وهو إشارة إل الية الثانية من الباب الامس من كتاب ميخا ،ول تطابق عبارة
مت عبارة ميخا ،وأحدها مرفة ،وقد عرفت ف الشاهد الثالث والعشرين من القصد الول من الباب الثان ،أن مققيهم اختاروا تريف عبارة ميخا ،لكن
ادعاؤهم هذا لجل مافظة النيل فقط ،وعند الخالف باطل.
(والب الثالث) ما هو النقول ف الية الامسة عشر ،من الباب الذكور من إنيل مت.
(والب الرابع) ما هو منقول ف الية 17و 18من الباب الذكور.
(والب الامس) ما هو النقول ف الية الثالثة والعشرين من الباب الذكور .وهذه الخبار الثلثة غلط كما عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول.
(والب السادس) الية التاسعة من الباب السابع والعشرين من إنيل مت ،وقد عرفت ف الشاهد التاسع والعشرين من القصد الثان من الباب الثان أنه غلط،
على أن هذا الال يوجد ف الباب الادي عشر من كتاب زكريا ،ول مناسبة له بالقصة الت نقلها مت ،لن زكريا عليه السلم بعد ما ذكر اسي عصوين ورعى
قطيع يقول هكذا ترجة عربية سنة ( 12 :1844وقلت لم إن حسن ف أعينكم فهاتوا أجري وإل فكفوا فوزنوا أجري ثلثي من الفضة) ( 13وقال ل الرب
ألقها إل صناع التماثيل ثنا كريا أثون به فأخذت الثلثي من الفضة وألقيتها ف بيت الرب إل صناع التماثيل) .فظاهر كلم زكريا أنه بيان حال ،ل إخبار
عن الادثة التية ،وأن يكون آخذ الدراهم من الصالي مثل زكريا عليه السلم ل من الكافرين مثل يهودا.
(والب السابع) ما نقله مقدسهم بولس ف الية السادسة من الباب الول من الرسالة العبانية ،وقد عرفت حاله ف الفصل الثالث أنه غلط ل يصدق على عيسى
عليه السلم.
(والب الثامن) الية الامسة والثلثون من الباب الثالث عشر من إنيل مت هكذا( :لكي يتم ما قيل بالنب القائل سأفتح بأمثال فمي وأنطق بكتوبات منذ
تأسيس العال) وهو إشارة إل الية الثانية من الزبور الثامن والسبعي ،لكنه ادعاء مض وتكم بت ،لن عبارة هذا الزبور هكذا( 2 :أفتح بالمثال فمي وأنطق
بالذي كان قديا) ( 3كل ما سعناه وعرفناه وآباؤنا أخبونا) ( 4ول يفوه عن أولدهم إل اليل الخر إذ يبون بتسابيح الرب وقواته وعجائبه الت صنع) 5
(إذ أقام الشهادة ف يعقوب ،ووضع الناموس ف إسرائيل كل الذي أوصى آباؤنا ليعرفوا به أبناءهم) ( 6لكيما يعلم اليل الخر بينهم الولدين) ( 7فيقومون
أيضا ويبون به أبناؤهم) ( 8لكي يعلوا اتكالم على اللّه ول ينسوا أعمال اللّه ويلتمسوا وصايا) ( 9لئل يكونوا مثل آبائهم اليل العرج التمرد الذي ل
يستقم قلبه ول آمنت باللّه روحه) .وهذه اليات صرية ف أن داود عليه السلم يريد نفسه ،ولذا عب عن نفسه بصيغة التكلم ،ويروي الالت الت سعها من
الباء ليبلغ إل البناء على حسب عهد اللّه لتبقى الرواية مفوظة ،وبي من الية العاشرة إل الامسة والستي ،حال إنعامات اللّه والعجزات الوسوية ،وشرارة
بن إسرائيل وما لقهم بسببها .ث قال( 65 :واستيقظ الرب كالنائم مثل البار الفيق من المر) ( 66فضرب أعداءه ف الوراء وجعلهم عارا إل الدهر) 67
(وأبعد مله يوسف ول يتر سبط إفرام) ( 68بل اختار سبط يهوذا ليل صهيون الذي أحب) ( 69وبن مثل وحيد القرن قدسه وأسسه ف الرض إل البد)
( 70واختار داود عبده وأخذه من مراعي الغنم) ( 71ومن خلف الرضعات ،أخذه ليعى يعقوب عبده وإسرائيل مياثه) ( 72فرعاهم بدعة قلبه وبفهم يديه
أهداهم) .وهذه اليات الخية أيضا دالة صراحة ف أن هذا الزبور ف حق داود عليه السلم فل علقة لذا بعيسى عليه السلم.
(والب التاسع) ف الباب الرابع من إنيل مت هكذا( 14 :لكي يتم ما قيل بأشعيا النب القائل) ( 15أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عب الردن جليل
المم) ( 16الشعب الالس ف ظلمة ،أبصر نورا عظيما والالسون ف كورة الوت وظلله ،أشرق عليهم نور) وهو إشارة إل الية الول والثانية من الباب
التاسع من كتاب أشعيا وعبارته هكذا( :ف الزمان استخفت أرض زبلون وأرض نفتال وف الخر تثقلت طريق البحر عب الردن جليل المم) ( 2الشعب
السالك ف الظلمة رأى نورا عظيما ،الساكنون ف بلد ظلل الوت أشرق عليهم نور) .وفرق ما بي العبارتي فإحداها مرفة ومع قطع النظر عن هذا ،ل دللة
لكلم أشعيا على ظهور شخص ،بل الظاهر أن أشعيا عليه السلم يب أن حال سكان أرض زبلون ونفتال كان سقيما ف سالف الزمان ث صار حسنا كما
تدل عليه صيغ الاضي ،أعن استخفت وتثقلت ورأى وأشرق وإن عدلنا عن الظاهر وحلنا على الجاز بعن الستقبل وقلنا أن رؤية النور وإشراقه عليهم ،عبارة
www.barsoomyat.com – 72إظهار الحق – رحمت ال هندي
عن مرور الصلحاء بأرضهم ،فادعاء أن مصداق هذا الب عيسى عليه السلم فقط تكم صرف ،لن كثيا من الولياء والصلحاء مر بتلك الرض ،سيما
أصحاب ممد صلى اللّه عليه وسلم وأولياء أمته أيضا الذين زالت ظلمة الكفر والتثليث من هذه الديار بسببهم ،وظهر نور التوحيد وتصديق السيح كما ينبغي.
وأكتفي خوفا من التطويل على هذا القدر ونقلت الخبار الخر أيضا ف إزالة الوهام وغيه من مؤلفات وبينت وجوه ضعفها.
(المر السابع) أن أهل الكتاب سلفا وخلفا عادتم جارية بأنم يترجون غالبا الساء ف تراجهم ويوردون بدلا معانيها ،وهذا خبط عظيم ومنشأ للفساد وأنم
يزيدون تارة شيئا بطريق التفسي ف الكلم الذي هو كلم اللّه ف زعمهم ،ول يشيون إل المتياز .وهذان المران بنلة المور العادية عندهم ،ومن تأمل ف
تراجهم التداولة بألسنة متلفة وجد شواهد تلك المور كثية وأنا أورد أيضا بطريق النوذج بعضا منها.
-1ف الية الرابعة عشر من الباب السادس عشر من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1625وسنة 1831وسنة 1844هكذا( :لذلك دعت
اسم تلك البين بي الي الناظر ،فترجوا اسم البئر الذي كان ف العبان بالعرب.
-2وف الية الرابعة عشر من الباب الثان والعشرين من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1811هكذا( :سى إبراهيم اسم الوضع مكان يرحم
اللّه زائره) وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1844دعا اسم ذلك الرب يرى) فترجم الترجم الول السم العبان بكان يرحم اللّه زائره والترجم الثان
بالرب يرى.
-3وف الية العشرين من الباب الادي والثلثي من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1625وسنة 1844هكذا( :فكتم يعقوب أمره عن حيه)
وف ترجة أردو الطبوعة سنة 1825لفظ لبان موضع حيه فوضع مترجو العربية لفظ المى موضع السم.
-4وف الية العاشرة من الباب التاسع والربعي من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1625وسنة ( :1844فل يزول القضيب من يهودا والدير
من فخذه حت ييء الذي له الكل وإياه تنتظر المم) .فقوله (الذي له الكل) ترجة لفظ شيلوه وهذه الترجة موافقة الترجة اليونانية .وف الترجة العربية
الطبوعة سنة ( :1811فل يزول القضيب من يهودا والرسم من تت أمره إل أن ييء الذي هو له وإليه يتمع الشعوب) .وهذا الترجم ترجم لفظ شيلوه
(بالذي هو له) وهذه الترجة موافقة للترجة السريانية وترجم هذا اللفظ مققهم الشهور ليكلرك بعاقبته ،وف ترجة أردو الطبوعة سنة 1825وقع لفظ شيل،
وف الترجة اللتينية ولتكيت (الذي سيسل) .فالترجون ترجوا لفظ شيلوه با ظهر وترجح عندهم وهذا اللفظ كان بنلة السم للشخص البشر به.
-5وف الية الرابعة عشر من الباب الثالث من سفر الروج ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1625وسنة 1844فقال اللّه لوسى (أهيه أشراهيه) وف الترجة
العربية الطبوعة سنة ( :1811قال له الزل الذي ل يزال) .فلفظ أهيه أشراهيه كان بنلة اسم الذات فترجه الترجم الثان بالزل الذي ل يزال.
-6وف الية الادية عشر من الباب الثامن من سفر الروج ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1625وسنة 1844هكذا( :تبقى ف النهر فقط) .وف الترجة
العربية الطبوعة سنة 1811هكذا( :تبقى ف النيل فقط).
-7وف الية الامسة عشر من الباب السابع من سفر الروج ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1625وسنة 1844هكذا( :فابتن موسى مذبا ودعا اسه
الرب عظمت) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1811وبن مذبا وساه اللّه علمي) .وترجة أردو موافقة لذه الخية ،فأقول مع قطع النظر عن الختلف
أن الترجي ترجوا السم العبان.
-8وف الية الثالثة والعشرين من الباب الثلثي من سفر الروج ف الترجتي الذكورتي هكذا( :من ميعة فائقة) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة :1811
(من السك الالص ،وبي اليعة والسك فرق ما ،ففسروا السم العبان با ترجح عندهم).
-9وف الية الامسة من الباب الرابع والثلثي من سفر الستثناء ف الترجتي الذكورتي هكذا( :فمات هناك موسى عبد الرب) .وف الترجة العربية الطبوعة
سنة 1811هكذا( :فمات هناك موسى رسول اللّه) .فهؤلء الترجون لو بدلوا ف البشارات الحمدية ،لفظ رسول اللّه بلفظ آخر فل استبعاد منهم.
-10وف الية الثالثة عشر من الباب العاشر من كتاب يوشع ،ف الترجة الطبوعة سنة 1844هكذا( :أليس هذا مكتوبا ف سفر البرار) .وف الترجة العربية
الطبوعة سنة ( :1811أليس هو مكتوبا ف سفر الستقيم) .وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة 1838لفظ (يا صار) موضع البرار أو الستقيم .وف الترجة
الفارسية الطبوعة سنة 1845لفظ (ياشر) .وف ترجة أردو الطبوعة سنة 1835لفظ (يا شا لعل يا صار) أو (يا شر أو يا شا) اسم مصنف الكتاب ،فترجم
مترجو العربية ،هذا السم على آرائهم بالبرار أو الستقيم.
-11وف الباب الثامن من كتاب أشعيا ،ف الترجة الفارسية الطبوعة سنة 1839هكذا( 1 :وخدا وندمر افرمودكه لوحي بزرك بكيواز قلم كند كاردر
باب مهر شالل جاشنر بنويس) ( 3أورامهر شالل جشنر نام ينه) .وترجة أردو الطبوعة سنة 1825توافقها .وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1844
هكذا( 1 :وقال ل الرب خذ لك مدرجا عظيما واكتب فيه بكتابة إنسان انتهب مستعجلً أسلب سريعا) ( 3ادع اسه أغنم بسرعة وانب عاجلً) .وف
الترجة العربية الطبوعة سنة 1811هكذا( :وقال ل الرب :خذ لك مدرجا صحيحا صحيفة جديدة كبية ،واكتب فيها بكتابة إنسان حاد ليضع نب الغنائم
www.barsoomyat.com – 73إظهار الحق – رحمت ال هندي
لنه حضر) ( 3ادع اسه أغنم بسرعة وانبوا نده) .فكان اسم البن مهر شالل جاشنر ،فترجم مترجو العربية هذا السم على آرائهم ،وخالفوا فيما بينهم.
ومع قطع النظر عن الخالفة ،زاد مترجم العربية الطبوعة سنة 1811ألفاظا من قبل نفسه ،فأمثال هؤلء لو بدلوا ف البشارات الحمدية أساء من أساء النب
صلى اللّه عليه وسلم أو زادوا شيئا ،فل استبعاد منهم ،لن هذا المر يصدر عنهم بسب عادتم.
-12وف الية الرابعة عشر من الباب الادي عشر من إنيل مت ،ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1811وسنة 1844هكذا( :فإن أردت أن تقبلوه فهو إيلياء
الزمع أن يأت) ،وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1816فإن أردت أن تقبلوه فهذا هو الزمع بالتيان) .فالترجم الخي بدل لفظ إيلياء بذا ،فأمثال هؤلء لو
بدلوا اسا من أساءالنب صلى اللّه عليه وسلم ف البشارة ،فل عجب.
-13وف الية الول من الباب الرابع من إنيل يوحنا ف الترجة العربية الطبوعة سنة ،1811وسنة ،1831وسنة 1844هكذا( :لا علم يسوع) .وف
الترجة العربية الطبوعة سنة ،1816وسنة ( :1860لا علم الرب) .فبدل الترجان الخيان لفظ يسوع ،الذي كان علم عيسى عليه السلم بالرب الذي هو
من اللفاظ التعظيمية ،فلو بدلوا اسا من أساء النب صلى اللّه عليه وسلم باللفاظ التحقيية لجل عادتم وعنادهم ،فل عجب .وهذه الشواهد تدل على ترجة
الساء ،وإيراد لفظ آخر بدلا.
[ ]1ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا( :ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلً :إيلي إيلي ،لا شبقتن ،أي إلي إلي لاذا تركتن).
وف الباب الامس عشر من إنيل مرقس هكذا( :وف الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلً :الوى الوى لا شبقتن ،الذي تفسيه إلي إلي لاذا
تركتن) .فلفظ أي إلي إلي لاذا تركتن ف إنيل مت ،وكذا لفظ الذي تفسيه إلي إلي لاذا تركتن ف إنيل مرقس ،ليسا من كلم الشخص الصلوب يقينا،
بل ألقا بكلمه.
[ ]2ف الية السابعة عشر من الباب الثالث من إنيل مرقس هكذا( :لقبهما ببوان رجس أي ابن الرعد) .فلفظ أي ابن الرعد ليس من كلم عيسى عليه
السلم بل هو إلاقي.
[ ]3ف الية الادية والربعي من الباب الامس من إنيل مرقس هكذا( :وقال لا طليثا قومي الذي تفسيه يا صبية لك أقول قومي) .فهذا التفسي إلاقي ليس
من كلم عيسى عليه السلم.
[ ]4ف الية الرابعة والثلثي من الباب السابع من إنيل مرقس ف الترجة الطبوعة سنة ( :1816ونظر إل السماء وتأوه وقال افثا يعن انفتح) ،وف الترجة
العربية الطبوعة سنة ( :1811ونظر إل السماء وتنهد وقال افاثا الذي هو انفتح) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1844هكذا( :ونظر إل السماء وتنهد
وقال له انفتح الذي هو انفتح).
وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1860هكذا( :ورفع نظره نو السماء وأنّ وقال له افثا أي انفتح) .ومن هذه العبارة ،وإن ل يعلم صحة اللفظ العبان أهو
افثا أو افاثا ،لجل اختلف التراجم الت منشأ اختلفها عدم صحة ألفاظ أصولا ،لكنه يعلم يقينا أن لفظ أي انفتح أو الذي هو انفتح ،إلاقي ليس من كلم
عيسى عليه السلم .وهذه القوال السيحية الربعة الت نقلتها من الشاهد الول إل ههنا ،تدل على أن السيح عليه السلم كان يتكلم باللسان العبان الذي
كان لسان قومه ،وما كان يتكلم باليونان وهو قريب القياس أيضا ،لنه كان عبانيا ابن عبانية ،نشأ ف قومه العبانيي .فنقل أقواله ف هذه الناجيل ف اليونان
نقل بالعن ،وهذا أمر آخر زائد على كون أقواله مروية برواية الحاد.
[ ]5ف الية الثامنة والثلثي من الباب الول ،من إنيل يوحنا هكذا( :فقال له رب الذي تفسيه يا معلم) .فقوله الذي تفسيه يا معلم إلاقي ،ليس من
كلمهما.
[ ]6ف الية الادية والربعي من الباب الذكور ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1811وسنة ( :1844قد وجدنا مسيا الذي تأويله السيح) .وف الترجة
الفارسية الطبوعة سنة ( :1816ما مسيح راكه ترجة آن كرسطوس ميبا شديا فتيم) .وترجة أردو الطبوعة سنة 1814توافق الفارسية ،فيعلم من الترجتي
العربيتي أن اللفظ الذي قاله أندراوس هو مسيا وأن السيح ترجته ،ومن الترجة الفارسية وأردو أن اللفظ الصل هو السيح وكرسطوس ترجته ،ويعلم من
ترجة أردو الطبوعة سنة 1839أن اللفظ الصل خرسته وأن السيح ترجته ،فل يعلم من كلمهم أن اللفظ الصل أي لفظ كان أمسيا أو السيح أو خرسته،
وهذه اللفاظ وإن كان معناها واحدا لكن ل شك أن الذي قاله أندراوس هو واحد من هذه الثلثة يقينا ،وإذا ذكر اللفظ والتفسي فل بد من ذكر اللفظ
الصل أولً ث من ذكر تفسيه .لكن أقطع النظر عن هذا وأقول أن التفسي الشكوك أيا ما كان إلاقيا ليس من كلم أندراوس.
[ ]7ف الية الثانية والربعي من الباب الول من إنيل يوحنا ،قول عيسى عليه السلم ف حق بطرس الواري ف الترجة العربية سنة 1811هكذا( :أنت
تدعى ببطرس الذي تأويله الصخرة) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1816ستسمى أنت بالصفا الفسر ببطرس) .وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة
( :1816ترابكيفاس كه ترجة آن سنك است ندا خواهند كرد) أمطر اللّه حجارة على تقيقهم وتصحيحهم ل يتميز من كلمهم الفسر عن الفسر ،لكن
www.barsoomyat.com – 74إظهار الحق – رحمت ال هندي
أقطع النظر عن هذا وأقول أن التفسي ليس من كلم السيح عليه السلم بل هو إلاقي ،وإذا كان حال تراجهم وحال تقيقهم ف لقب إلهم ولقب خليفته
كما علمت فكيف نرجو منهم صحة بقاء لفظ ممد أو أحد أو لقب من ألقابه صلى اللّه عليه وسلم.
[ ]8ف الية الثانية من الباب الامس من إنيل يوحنا ف حق البكة ف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1844تسمى بالعبانية بيت صيدا) .وف الترجة العربية
الطبوعة سنة ( :1860يقال لا بالعبانية بيت حسدا) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1811تسمى بالعبانية بيت حصدا أي بيت الرحة) .فالختلف
بي صيدا وحسدا وحصدا وإن كان ثرة من ثرات تصحيحهم الكتب السماوية ،لكن أقطع النظر عنه وأقول الترجم الخي زاد التفسي من جانب نفسه ف
الكلم الذي هو كلم اللّه ف زعمه ،فلو زادوا شيئا بطريق التفسي من جانب أنفسهم ف البشارات الحمدية فل بعد منهم.
[ ]9ف الية السادسة والثلثي من الباب التاسع من كتاب العمال هكذا( :وكان ف يافا تلميذة اسها طابيثا الذي ترجته غزالة).
[ ]10ف الية الثامنة من الباب الثالث عشر من كتاب العمال ،ف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1844فناصبهما اليماس الساحر لن هكذا يترجم اسه).
وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1860فقاومهما عليم الساحر لن هكذا يترجم) .وف بعض تراجم أردو لفظ الاس ،وف بعضها الاء ،فمع قطع النظر عن
الختلف ف أن اسه اليماس أو عليم أو الاس أو الاء ،أقول أن ترجة اسه إلاقية.
[ ]11ف آخر رسالة بولس الول إل أهل قورنثيوس ،ف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1816أل ومن ل يب السيح فليكن ملعونا مارن أتى) .وف الترجة
العربية الطبوعة سنة 1844هكذا( :ومن ل يب ربنا يسوع السيح فليكن مروما ماران أتى) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1860إن كان أحد ل
يب الرب يسوع السيح فليكن أنا ثيما ماران أثا) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1811من ل يب الرب يسوع السيح فليكن مفروزا مارن أتى أي
الرب قد جاء) .فمع قطع النظر عن صحة اللفظ الصل ،أقول أن الترجم الخي قد زاد من جانب نفسه التفسي وقال أي الرب قد جاء .وهذه شواهد التفسي
فثبت ما ذكرنا أن ترجة الساء أو تبديلها بألفاظ أخر ،وكذا إلاق التفسيات من جانب أنفسهم ،من عاداتم البلية سلفا وخلفا ،فل بعد ف أن ترجوا اسا
من أساء النب صلى اللّه عليه وسلم أو بدلوه بلفظ آخر ،أو زادوا بطريق التفسي أو غي التفسي شيئا بيث يل الستدلل بسب الظاهر ،ول شك أن
اهتمامهم ف هذا المر كان زائدا على الهتمام الذي كان لم ف مقابلة فرقهم ،وما قصروا ف التحريف ف مقابلتهم على ما عرفت ف الباب الثان من قول
هورن( :أن هذا المر أيضا مقق أن بعض التحريفات القصدية صدرت عن الذين كانوا من أهل الديانة والدين ،وكانت هذه التحريفات ترجح بعدهم لتؤيد با
مسألة مقبولة أو يدفع با العتراض الوارد ،مثلً ترك قصدا الية الثالثة والربعي من الباب الثان والعشرين من إنيل لوقا لن بعض أهل الديانة ظنوا أن تقوية
اللك للرب مناف للوهيته ،وتركت قصدا ف الباب الول من إنيل مت ،هذه اللفاظ قبل أن يتمعا ف الية الثامنة عشر ،وهذه اللفاظ ابنها البكر ف الية
الامسة والعشرين ،لئل يقع الشك ف البكارة الدائمة لري عليها السلم ،وبدل لفظ اثنت عشرة بأحد عشر ف الية الامسة من الباب الامس عشر من الرسالة
الول إل أهل قورنيثوس ،لئل يقع إلزام الكذب على بولس ،لن يهوذا السخريوطي كان قد مات قبل وترك بعض اللفاظ ف الية الثانية والثلثي من الباب
الثالث عشر من إنيل مرقس ،ورد هذه اللفاظ بعض الرشدين أيضا لنم تيلوا أنا مؤيدة لفرقة أيرين وزيد بعض اللفاظ ف الية الامسة والثلثي من الباب
الول من إنيل لوقا ف الترجة السريانية والفارسية والعربية واتيوبك وغيها من التراجم ،وف كثي من نقول الرشدين ف مقابلة فرقة يؤتى كينس لنا كانت
تنكر أن عيسى فيه صفتان) انتهى كلمه.
فإذا كانت خصلة أهل الدين والديانة ما عرفت ،فما ظنك بغي أهل الديانة بل الق أن التحريف القصدي بالتبديل والزيادة والنقصان من خصالم كلهم
أجعي ،فبعض الخبارات الت نقلها العلماء السلف من أهل السلم مثل المام القرطب وغيه ،ول تدها موافقة ف بعض اللفاظ للتراجم الشهورة الن،
فسببه غالبا هذا التغي ،لن هؤلء العلماء من أهل السلم نقلوا عن الترجة العربية الت كانت رائجة ف عهدهم ،وبعد زمانم وقع الصلح ف تلك الترجة،
ويتمل أن يكون ذاك السبب ،اختلف التراجم ،لكن الول هو العتمد لنا نرى أن هذه العادة جارية إل الن ف تراجهم ورسائلهم أل ترى إل ميزان الق أن
نسخه ثلث ،الول النسخة القدية ورد عليها صاحب الستفسار ،ولا رد عليها وتنبه مصنفها أصلح النسخة القدية ،فزاد ف بعض الواضع ونقص ف البعض
وبدل ف البعض ،ث طبع هذه النسخة الصلحة وكتب جواب الستفسار وساه بل الشكال ،ث كتبت الرد على تلك النسخة الثانية ليزان الق ،ونبهت ف كل
موضع خالفت فيه هذه النسخة الديدة للنسخة القدية ،وسيته بعدل اعوجاج اليزان .لكن كتاب هذا ل يطبع ف الند لجل بعض الوادث ،وكتب بعض
أحباب الرد على حل الشكال ف جواب الستفسار وساه بالستبشار ،وطبع هذا الرد واشتهر ف الند وف زمان طبعه واشتهاره كان مؤلف اليزان ف الند،
ومضت مدةعشر سني على طبعه وما كتب الؤلف الذكور ف جوابه شيئا ،وسعت من بعض الثقات أنه أصلح ف الرة الثالثة اليزان الذي طبعه بالتركي وغي
ف الواضع الت رأى فيها التغي واجبا ،مثل التغي ف ابتداء الفصل الثان من الباب الول وغيه ،ومن رأى الستفسار ول تصل إليه النسخة القدية للميزان ,بل
وصلت إليه النسخة الثانية أو الثالثة ،وأراد أن يصحح نقل صاحب الستفسار كلم مؤلف اليزان باتي النسختي ،وجده غي مطابق لما ف بعض الواضع،
وكذا من رأى معدل اعوجاج اليزان ،ول تصل إليه النسخة الول ول الثانية بل وصلت إليه النسخة الثالثة التركية ،وأراد تصحيح النقل بذه التركية ،وجد ف
www.barsoomyat.com – 75إظهار الحق – رحمت ال هندي
بعض الواضع النقل مطابق لا ،فإن ل يكن واقفا على هذا التغي والصلح ،يظن أن الراد والناقل أخطأ ف النقل ،وليس كذلك بل حصل هذا المر من تغي
الردود عليه وتريفه والراد [و] الناقل مصيب ،فالاصل أن أمثال هذا الصلح والتحريفات جارية ف كتبهم وتراجهم ورسائلهم إل هذا الي.
(المر الثامن) أن بولس وإن كان عند أهل التثليث ف رتبة الواريي ،لكنه غي مقبول عندنا ول نعده من الؤمني الصادقي ،بل من النافقي الكذابي ومعلمي
الزور والرسل الداعي ،الذين ظهروا بالكثرة بعد عروج السيح ،كما عرفت ف المر الرابع ،وهو خرق الدين السيحي ،وأباح كل مرم لعتقديه ،وكان ف
ابتداء المر مؤذيا للطبقة الول من السيحيي ،جهرا ،لكنه لا رأى أن هذا اليذاء الهري ل ينفع نفعا معتدا به ،دخل على سبيل النفاق ف هذه اللة وادعى
رسالة السيح ،وأظهر الزهد الظاهري .ففعل ف هذا الجاب ما فعل ،وقبله أهل التثليث لجل زهده الظاهري ،ولجل فراغ ذمتهم عن جيع التكاليف
الشرعية .كما قبل أناس كثيون من السيحيي ف القرن الثان منتش الذي كان زاهدا مرتاضا وادعى أنه هو الفارقليط الوعود به ،فقبلوه لجل زهده ورياضته
كما سيجيء ذكره ف البشارة الثامنة عشر ،ورده الحققون من علماء السلم سلفا وخلفا.
قال المام القرطب رحه اللّه ف كتابه ف حق بولس هذا ،ميبا لبعض القسيسي ف بث مسألة الصوم هكذا( :قلنا ذلك) أي بولس (هو الذي أفسد عليكم
أديانكم وأعمى بصائركم وأذهانكم ،ذلك هو الذي غي دين السيح الصحيح ،الذي ل تسمعوا له بب ول وقفتم منه على أثر ،هو الذي صرفكم عن القبلة
وحلل لكم كل مرم كان ف اللة ،ولذلك كثرت أحكامه عندكم وتداولتموها بينكم) انتهى كلمه بلفظه .وقال صاحب تجيل من حرف النيل ف الباب
التاسع من كتابه ،ف بيان فضائح النصارى ف حق بولس هذا هكذا( :وقد سلبهم بولس هذا من الدين بلطيف خداعه إذ رأى عقولم قابلة لكل ما يلقى إليها
وقد طمس هذا البيث رسوم التوراة) انتهى كلمه بلفظه .وهكذا أقوال علمائنا الخرين فكلمه عندنا مردود ورسائله التضمنة بالعهد العتيق كلها واجبة الرد
ول نشتري قوله ببة خردل فل أنقل عن أقواله ف هذا السلك شيئا ول يكون قوله حجة علينا ،وإذ عرفت هذه المور الثمانية أقول أن الخبارات الواقعة ف
حق ممد صلى اللّه عليه وسلم توجد كثية إل الن أيضا مع وقوع التحريفات ف هذه الكتب ،ومن عرف أولً طريق أخبار النب التقدم عن النب التأخر على
ما عرفت ف المر الثان ،ث نظر ثانيا بنظر النصاف إل هذه الخبارات ،وقابلها بالخبارات الت نقلها النيليون ف حق عيسى عليه السلم ،وقد عرفت نبذا
منها ف المر السادس ،جزم بأن الخبارات الحمدية ف غاية القوة .وأنقل ف هذا السلك عن الكتب العتبة عند علماء بروتستنت ثان عشرة بشارة.
(البشارة الول) ف الباب الثامن عشر من سفر الستثناء هكذا( 17 :فقال الرب ل نعم جيع ما قالوا) ( 18وسوف أقيم لم نبيا مثلك من بي إخوتم وأجعل
كلمي ف فمه ويكلمهم بكل شيء آمره به) ( 19ومن ل يطع كلمه الذي يتكلم به باسي فأنا أكون النتقم من ذلك) ( 20فأما النب الذي يترئ بالكبياء
ويتكلم ف اسي ما ل آمره بأنه يقوله أم باسم إله غيي فليقتل) ( 21فإن أحببت وقلت ف قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلم الذي ل يتكلم به الرب) 22
(فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النب ف اسم الرب ول يدث فالرب ل يكن تكلم به ،بل ذلك النب صورة ف تعظيم نفسه ولذلك ل تشاه).
وهذه البشارة ليست بشارة يوشع عليه السلم كما يزعم الن أحبار اليهود ،ول بشارة عيسى عليه السلم كما زعم علماء بروتستنت ،بل هي بشارة ممد
صلى اللّه عليه وسلم لعشرة أوجه:
(الوجه الول) قد عرفت ف المر الثالث أن اليهود العاصرين لعيسى عليه السلم كانوا ينتظرون نبيا آخر مبشرا به ف هذا الباب ،وكان هذا البشر به عندهم
غي السيح ،فل يكون هذا البشر به يوشع ،ول عيسى عليهما السلم.
(والوجه الثان) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ مثلك ويوشع وعيسى عليهما السلم ل يصح أن يكونا مثل موسى عليه السلم ،أما أولً :فلنما من بن إسرائيل،
ول يوز أن يقوم أحد من بن إسرائيل مثل موسى كما تدل عليه الية العاشرة من الباب الرابع والثلثي من سفر الستثناء وهي هكذا( 5 :ول يقم بعد ذلك
من بن إسرائيل مثل موسى يوفه الرب وجها لوجه) فإن قام أحد مثل موسى بعده من بن إسرائيل ،يلزم تكذيب هذا القول .وأما ثانيا :فلنه ل ماثلة بي يوشع
وبي موسى عليهما السلم لن موسى عليه السلم صاحب كتاب وشريعة جديدة مشتملة على أوامر ونواهي ،ويوشع ليس كذلك ،بل هو متبع لشريعته،
وكذا ل توجد الماثلة التامة بي موسى وعيسى عليهما السلم ،لن عيسى عليه السلم كان إلا وربا على زعم النصارى وموسى عليه السلم كان عبدا له،
وأن عيسى عليه السلم على زعمهم ،صار ملعونا لشفاعة اللق كما صرح به بولس ف الباب الثالث من رسالته إل أهل غلطية ،وموسى عليه السلم ما صار
ملعونا لشفاعتهم ،وأن عيسى عليه السلم دخل الحيم بعد موته كما هو مصرح به ف عقائد أهل التثليث ،وموسى عليه السلم ما دخل الحيم ،وأن عيسى
عليه السلم صلب على زعم النصارى ليكون كفارة لمته ،وموسى عليه السلم ما صار كفارة لمته بالصلب ،وأن شريعة موسى مشتملة على الدود
والتعزيزات وأحكام الغسل والطهارات والحرمات من الأكولت والشروبات ،بلف شريعة عيسى عليه السلم ،فإنا فارغة عنها على ما يشهد به هذا النيل
التداول بينهم ،وأن موسى عليه السلم كان رئيسا مطاعا ف قومه نفاذا لوامره ونواهيه ،وعيسى عليه السلم ل يكن كذلك.
(الوجه الثالث) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ من بي إخوتم ،ول شك أن السباط الثن عشر كانوا موجودين ف ذاك الوقت مع موسى عليه السلم حاضرين
عنده ،فلو كان القصود كون النب البشر به منهم ،قال منهم ل من بي إخوتم .لن الستعمال القيقي لذا اللفظ أن ل يكون البشر به له علقة الصلبية
www.barsoomyat.com – 76إظهار الحق – رحمت ال هندي
والبطنية ببن إسرائيل كما جاء لفظ الخوة بذا الستعمال القيقي ف وعد اللّه هاجر ف حق إساعيل عليه السلم ف الية الثانية عشر من الباب السادس عشر
من سفر التكوين ،وعبارتا ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1844هكذا( :وقبالة جيع إخوته ينصب الضارب) وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1811
هكذا( :بضرة جيع أخوته يسكن) .وجاء بذا الستعمال أيضا ،ف الية الثامنة عشر من الباب الامس والعشرين من سفر التكوين ف حق إساعيل ف الترجة
العربية الطبوعة سنة 1844هكذا( :منتهى إخوته جيعهم سكن) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1811هكذا( :أقام بضرة جيع أخوته) .والراد بالخوة
ههنا بنو عيسو وإسحاق وغيهم من أبناء إبراهيم عليه السلم .وف الية الرابعة من الباب العشرين من سفر العدد هكذا( :ث أرسل موسى رسلً من قادس إل
ملك الروم قائلً هكذا( :يقول أخوك إسرائيل أنك قد علمت كل البلء الذي أصابنا) وف الباب الثان من سفر الستثناء هكذا( 2 :وقال ل الرب 4ث أوص
الشعب أنكم ستجوزون ف توم أخوتكم بن عيسو الذين ف ساعي وسيخشونكم 8فلما جزنا أخوتنا بن عيسو الذين يسكنون ساعي ال) .والراد بأخوة بن
إسرائيل بنو عيسو ،ول شك أن استعمال لفظ أخوة بن إسرائيل ف بعض منهم كما جاء ف بعض الواضع من التوراة ،استعمال مازي ول تترك القيقة ول
يصار إل الجاز ما ل ينع عن المل على العن القيقي مانع قوي ،ويوشع وعيسى عليهما السلم كانا من بن إسرائيل ،فل تصدق هذه البشارة عليهما.
ل ف بن إسرائيل ،نبيا ف هذا الوقت، (الوجه الرابع) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ سوف أقيم ،ويوشع عليه السلم كان حاضرا عند موسى عليه السلم ،داخ ً
فكيف يصدق عليه هذا اللفظ.
(الوجه الامس) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ أجعل كلمي ف فمه ،وهو إشارة إل أن ذلك النب ينل عليه الكتاب ،وإل أنه يكون أميا حافظا للكلم ،وهذا
ل يصدق على يوشع عليه السلم لنتفاء كل المرين فيه.
(الوجه السادس) أنه وقع ف هذه البشارة ،ومن ل يطع كلمه الذي يتكلم به ،فأنا أكون النتقم من ذلك .فهذا المر لا ذكر لتعظيم هذا النب البشر به فل بد
أن يتاز ذلك البشر به بذا المر عن غيه من النبياء ،فل يوز أن يراد بالنتقام من النكر العذاب الخروي ،الكائن ف جهنم ،أو الحن والعقوبات الدنيوية
الت تلحق النكرين من الغيب ،لن هذا النتقام ل يتص بإنكار نب دون نب ،بل يعم الميع فحينئذ يراد بالنتقام ،النتقام التشريعي ،فظهر منه أن هذا النب
يكون مأمورا من جانب اللّه بالنتقام من منكره .فل يصدق على عيسى عليه السلم لن شريعته خالية عن أحكام الدود ،والقصاص ،والتعزيز ،والهاد.
(الوجه السابع) ف الباب الثالث من كتاب العمال ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1844هكذا( :فتوبوا وارجعوا كي تحى خطاياكم 20حت إذا تأت
أزمنة الراحة من قدام وجه الرب ،ويرسل النادي به لكم وهو يسوع السيح 21الذي إياه ينبغي للسماء أن تقبله إل الزمان الذي يسترد فيه كل شيء تكلم به
اللّه على أفواه أنبيائه القديسي منذ الدهر 22أن موسى قال إن الرب إلكم يقيم لكم نبيا من أخوتكم مثلي له تسمعون ف كل ما يكلمكم به 23ويكون كل
نفس ل تسمع ذلك النب تلك من الشعب) .وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ،1816وسنة ،1828وسنة ،1841وسنة ،1842هكذا( 19 :تونيه نا
يدوباز كشت كند تاكه كناهان شامو شودتا كه زمان تازه كياز حضور خداوند بيابيد) ( 20ويسوع مسيح راكه ندا بشمامي شودباز فرستد) 21
(زيراكه بايد كه آسان أورنكا هدارد تاوقت ثبوت انه خداوندبزبان بيغمبان مقدس خودازايام قدي فرموده است)( 22 .كه موسى بيدران ما كفت كه
خداى شاخداوند بيغمبي رامثل من ازبراى شا ازميان برادران شا مبعوث خواهد ثود وهرجه أوبشما كويد شار است كه أطاعت ناييد) ( 23واينجني
خواهد بودكه هركس كه سخن آن بيغمب رانشنودازقوم بريده خواهدشد) .فهذه العبارة سيما بسب التراجم الفارسية تدل صراحة على أن هذا النب غي
السيح عليه السلم ،وأن السيح ل بد أن تقبله السماء إل زمان ظهور هذا النب.
ومن ترك التعصب الباطل من السيحيي ،وتأمل ف عبارة بطرس ظهر له هذا القول من بطرس يكفي لبطال ادعاء علماء بروتستنت أن هذه البشارة ف حق
عيسى عليه السلم ،وهذه الوجوه السبعة الت ذكرتا تصدق ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم على أكمل صدق لنه غي السيح عليه السلم وياثل موسى
عليه السلم ف أمور كثية:
[ ]1كونه عبد اللّه ،ورسوله ]2[ .كونه ذا الوالدين ]3[ .كونه [ص ]244ذا نكاح وأولد ]4[ .كون شريعته مشتملة على السياسات الدنية ]5[ .كونه
مأمورا بالهاد ]6[ .اشتراط الطهارة وقت العبادة ف شريعته ]7[ .وجوب الغسل للجنب والائض والنفساء ف شريعته ]8[ .اشتراط طهارة الثوب من البول،
والباز ]9[ .حرمة غي الذبوح ،وقرابي الوثان ]10[ .كون شريعته مشتملة على العبادات البدنية ،والرياضات السمانية ]11[ .أمره بد الزنا ]12[ .تعيي
الدود ،والتعزيرات ،والقصاص ]13[ .كونه قادرا على إجرائها ]14[ .تري الربا ]15[ .أمره بإنكار من يدعو إل غي اللّه ]16[ .أمره بالتوحيد الاص[ .
]17أمره المة بأن يقولوا له عبد اللّه ورسوله ،ل ابن اللّه أو اللّه والعياذ باللّه ]18[ .موته على الفراش ]19[ .كونه مدفونا كموسى ]20[ .عدم كونه
ملعونا لجل أمته .وهكذا أمور أخر تظهر إذا تؤمل ف شريعتهما ،ولذلك قال اللّه تعال ف كلمه الجيد{ :إنا أرسلنا إليكم رسولً شاهدا عليكم كما أرسلنا
إل فرعون رسولً} .وكان من أخوة بن إسرائيل لنه من بن إساعيل ،وأنزل عليه الكتاب وكان أميا جعل كلم اللّه ف فمه ،وكان ينطق بالوحي كما قال اللّه
تعال{ :وما ينطق عن الوى إن هو إل وحي يوحى} وكان مأمورا بالهاد ،وقد انتقم اللّه لجله من صناديد قريش والكاسرة والقياصرة وغيهم ،وظهر قبل
www.barsoomyat.com – 77إظهار الحق – رحمت ال هندي
نزول السيح من السماء وكان للسماء أن تقبل السيح عليه السلم إل ظهوره ليد كل شيء إل أصله ،ويحق الشرك والتثليث وعبادة الوثان ول يرتاب أحد
من كثرة أهل التثليث ف هذا الزمان الخي ،لن هذا الصادق الصدوق قد أخبنا على أت تفصيل وأكمل وجه ،بيث ل يبقى ريب ما بكثرتم وقت قرب
ظهور الهدي رضي اللّه عنه ،وهذا الوقت قريب إن شاء اللّه ،وسيظهر المام ويظهر الق عن قريب ،ويكون الدين كله للّه ،جعلنا اللّه من أنصاره وخدامه
آمي.
(الوجه الثامن) أنه صرح ف هذه البشارة بأن النب الذي ينسب إل اللّه ما ل يأمره يقتل ،فلو ل يكن ممد صلى اللّه عليه وسلم نبيا حقا لكان يقتل ،وقد قال
اللّه ف القرآن الجيد أيضا{ :ولو تقول علينا بعض القاويل لخذنا منه باليمي ث لقطعنا منه الوتي} وما قتل بل قال اللّه ف حقه{ :واللّه يعصمك من الناس}
وأوف وعده ول يقدر على قتله أحد حت لقي الرفيق العلى صلى اللّه عليه وسلم ،وعيسى عليه السلم قتل وصلب على زعم أهل الكتاب .فلو كانت هذه
البشارة ف حقه لزم أن يكون نبيا كاذبا كما يزعمه اليهود والعياذ باللّه.
(الوجه التاسع) أن اللّه بي علمة النب الكاذب أن إخباره عن الغيب الستقبل ل يرج صادقا وممد صلى اللّه عليه وسلم أخب عن المور الكثية الستقبلة كما
علمت ف السلك الول ،وظهر صدقه فيها فيكون نبيا صادقا ل كاذبا.
(الوجه العاشر) أن علماء اليهود سلموا كونه مبشرا به ف التوراة لكن بعضهم أسلم وبعضهم بقي ف الكفر ،كما أن قيافا وكان رئيس الكهنة ونبيا على زعم
يوحنا عرف أن عيسى هو السيح الوعود به ،ول يؤمن بل أفت بكفره وقتله ،كما صرح به يوحنا ف الباب الادي عشر والثامن عشر من إنيله من حديث
مييق وكان حبا عالا كثي الال من النخل ،وكان يعرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصفته ،وغلبت عليه ألفة دينه فلم يزل على ذلك حت كان يوم
أحد وكان يوم السبت ،فقال :يا معشر اليهود واللّه إنكم لتعلمون أن نصر ممد عليكم لق ،قالوا :فإن اليوم يوم السبت قال :ل سبت ث أخذ سلحه وخرج
حت أتى إل النب صلى اللّه عليه وسلم بأحد وكان يوم السبت وعهد إل من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فمال لحمد يصنع فيه ما أراه اللّه تعال ،فقاتل
حت قتل فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول :مييق خي يهودي ،وقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمواله ،فعامة صدقات رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم بالدينة منها .وعن أب هريرة رضي اللّه عنه قال :أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيت الدراس فقال :أخرجوا إل أعلمكم ،فقال :عبد اللّه بن
صوريا ،فخل به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فناشده بدينه وبا أنعم اللّه عليهم وأطعمهم من الن والسلوى وظللهم من الغمام ،أتعلم أن رسول اللّه قال:
اللّهم نعم ،وأن القوم يعرفون ما أعرف وأن صفتك ونعتك لبي ف التوراة ولكن حسدوك قال :فما ينعك أنت ،قال :أكره خلف قومي عسى أن يتبعوك
ويسلموا فأسلم.
وعن صفية بنت حيي رضي اللّه عنها ،لا قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدينة ونزل قباء ،غدا عليه أب حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب
مفلسي فلم يرجعا حت كان غروب الشمس فأتيا ،كالي ،كسلني ،ساقطي ،يشيان الوينا ،فهششت إليهما فالتفت إل أحد منهما مع ما بما من الم
فسمعت عمى أبا ياسر يقول لب :أهو هو (أي البشر به ف التوراة) قال :نعم واللّه ،قال :أتثبته وتعرفه قال :نعم ،قال :فما ف نفسك منه قال :عداوته واللّه ما
بقيت أبدا فتلك عشرة كاملة فإن قيل أن أخوة بن إسرائيل ل تنحصر ف بن إساعيل لن بن عيسو وبن أبناء قطورا زوجة إبراهيم عليهما السلم من أخوتم
أيضا ،قلت :نعم هؤلء أيضا من أخوة بن إسرائيل لكنهم ل يظهر أحد منهم يكون موصوفا بالمور الذكورة ،ول يكن وعد اللّه ف حقهم أيضا بلف بن
إساعيل فإنم كان وعد اللّه ف حقهم لبراهيم ولاجر عليهما السلم ،مع أنه ل يصلح أن يكون مصداق هذا الب بن عيسو على ما هو مقتضى دعاء إسحاق
عليه السلم الصرح به ف الباب السابع والعشرين من سفر التكوين.
ولعلماء بروتستنت اعتراضان ،نقلهما صاحب اليزان ف كتابه السمى بل الشكال ف جواب الستفسار.
الول :أنه وقع ف الية الامسة عشر من الباب الثامن عشر من سفر الستثناء هكذا( :فإن الرب إلك يقيم من بينك من بي أخوتك) ال .فلفظ من بينك يدل
دللة ظاهرة على أن هذا النب يكون من بن إسرائيل ل من بن إساعيل.
والثان :أن عيسى عليه السلم نسب هذه البشارة إل نفسه فقال ف الية السادسة والربعي من الباب الامس من إنيل يوحنا أن موسى كتب ف حقي أقول
آية الستثناء على وفق التراجم الفارسية وتراجم أردو هكذا( :فإن الرب إلك يقيم من بينك من بي أخوتك نبيا مثلي فاسع منه) والقسيس أيضا نقلها هكذا
(والواب) أن اللفظ الذكور ل يناف مقصودنا لن ممدا عليه السلم لا هاجر إل الدينة وبا تكامل أمره ،وقد كان حول الدينة بلد اليهود كخيب وبن
قينقاع والنضي وغيهم ،فقد قام من بينهم ولنه إذا كان من أخوتم فقد قام من بينهم ،ولن قوله من بي أخوتك بدل من قوله من بينك ،بدل اشتمال على
رأي ابن الاجب ومتبعيه القائلي بكفاية علقة اللبسة غي الكلية والزئية ف تقيق هذا البدل ،نو جاءن زيد أخوه وجاءن زيد غلمه ،وبدل إضراب على
رأي ابن مالك ،وعلى كل التقديرين البدل منه غي مقصود ويدل على كونه غي مقصود ،أن موسى عليه السلم لا أعاد هذا الوعد من كلم اللّه ف الية
الثامنة عشر ل يوجد فيه لفظ من بينك ،ونقل بطرس الواري أيضا هذا القول ول يوجد فيه هذا اللفظ كما علمت ف الوجه السابع ،وكذا نقله استفانوس
www.barsoomyat.com – 78إظهار الحق – رحمت ال هندي
أيضا ول يوجد ف نقله أيضا هذا اللفظ كما صرح به ف الباب السابع من كتاب العمال وعبارته هكذا( :هذا هو موسى الذي قال لبن إسرائيل نبيا مثلي
سيقيم لكم الرب إلكم من أخوتكم له تسمعون) فسقوطه ف هذه الواضع دليل على كونه غي مقصود فاحتمال البدل قوي جدا .وقال صاحب الستفسار:
(إن لفظ من بينك إلاقي زيد تريفا ويدل عليه ثلثة أمور:
(الول) أن الخاطبي ف هذا الوضع كانوا بن إسرائيل كلهم ل البعض ،فقوله من بينك خطاب إل جيع القوم فصار لفظ من أخوتك لغوا مضا ل معن له،
لكن لفظ من أخوتك جاء ف الوضع الخر فيكون صحيحا ،ولفظ من بينك إلاقيا زيد تريفا.
(والثان) أن موسى عليه السلم لا نقل كلم اللّه لثبات قوله ،ل يوجد فيه هذا اللفظ ول يوز أن يكون ما قال موسى مالفا لا قاله اللّه.
(والثالث) أن الواريي كلما نقلوا هذا الكلم ل يوجد فيه لفظ من بينك ،وإن قلتم :إن الحرف إذا حرف َفلِمَ َلمْ يرف الكلم كله ،قلت :نن نرى ف
مكمات العدالة دائما أن القبالات الحرفة يثبت تريف اللفاظ الحرفة فيها من مواضع أخرى منها غالبا ،وأن شهود الزور يؤخذون ببعض بياناتم ،فالوجه
الوجيه على أن عادة اللّه جارية بأنه ل يهدي كيد الائني ويظهر خيانة خائن الدين بقتضى مرحته ،فبمقتضى هذه العادة يصدر عن الائن شيء ما تظهر به
خيانته ،على أنه ل توجد ملة يكون أهلها كلهم خائني ،فالائنون الذين حرفوا كتب العهدين كان لم لاظ ما من جانب بعض التديني فلذلك ما بدلوا
الكل ،انتهى.
أقول هذا الواب بالنسبة إل عادة أهل الكتاب النسيب كما عرفت ف المر السابع وأقول ف (الواب) عن العتراض الثان أن آية النيل هكذا( :لنكم لو
كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونن لنه هو كتب عن) وليس فيها تصريح بأن موسى عليه السلم كتب ف حقه ف الواضع الفلن ،بل الفهوم منه أن
موسى كتب ف حقه ،وهذا يصدق إذا وجد ف موضع من مواضع التوراة إشارة إليه ،ونن نسلم هذا المر كما ستعرف ف ذيل بيان البشارة الثالثة ،لكنا ننكر
أن يكون قوله إشارة إل هذه البشارة للوجوه الت عرفتها وقد ادعى هذا العترض ف الفصل الثالث من الباب الثالث من الباب الثان من اليزان أن الية الامسة
عشر من الباب الثالث من سفر التكوين إشارة إليه ،فهذا القدر يكفي لتصحيح قول عيسى عليه السلم ،نعم لو قال عيسى عليه السلم أن موسى عليه السلم
ما أشار ف أسفاره المسة إل نب من النبياء إل إلّ لكان لذا التوهم مال ف ذلك الوقت.
(البشارة الثانية) الية الادية والعشرون من الباب الثان والثلثي من سفر الستثناء هكذا( :هم أغارون بغي إله وأغضبون بعبوداتم الباطلة وأنا أيضا أغيهم
بغي شعب وبشعب جاهل أغضبهم) والراد بشعب جاهل العرب لنم كانوا ف غاية الهل والضلل ،وما كان عندهم علم ل من العلوم الشرعية ول من
العلوم العقلية ،وما كانوا يعرفون سوى عبادة الوثان والصنام ،وكانوا مقرين عند اليهود لكونم من أولد هاجر الارية .فمقصود الية أن بن إسرائيل
أغارون بعبادة العبودات الباطلة فأغيهم باصطفاء الذين هم عندهم مقرون وجاهلون ،فأوف با وعد فبعث من العرب النب صلى اللّه عليه وسلم فهداهم إل
الصراط الستقيم كما قال اللّه تعال ف سورة المعة{ :هو الذي بعث ف الميي رسولً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة وإن كانوا
من قبل لفي ضلل مبي} .وليس الرد بالشعب الاهل اليونانيي كما يفهم من ظاهر كلم مقدسهم بولس ف الباب العاشر من الرسالة الرومية ،لن اليونانيي
قبل ظهور عيسى عليه السلم بأزيد من ثلثمائة سنة كانوا فائقي على أهل العال كلهم ف العلوم والفنون ،وكان جيع الكماء الشهورين مثل سقراط وبقراط
وفيساغورس وأفلطون وأرسطاطاليس وأرشيدس وبليناس وأقليدس وجالينوس وغيهم الذين كانوا أئمة الليات والرياضيات والطبيعيات وفروعها قبل عيسى
عليه السلم ،وكان اليونانيي ف عهده على غاية درجة الكمال ف فنونم ،وكانوا واقفي على أحكام التوراة وقصصها وسائر كتب العهد العتيق أيضا بواسطة
ترجة سبتوجنت الت ظهرت باللسان اليونان قبل السيح بقدار مائتي وست وثاني سنة ،لكنهم ما كانوا معتقدين للملة الوسوية وكانوا متفحصي عن الشياء
الكمية الديدة كما قال مقدسهم هذا ف الباب الول من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا( :لن اليهود يسألون آية واليونانيي يطلبون حكمة) 23
(ولكننا نن نكرز بالسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيي جهالة) فل يوز أن يكون الراد بالشعب الاهل اليونانيي ،فكلم مقدسهم ف الرسالة الرومية إما
مؤوّل أو مردود وقد عرفت ف المر الثامن أن قوله ساقط عن العتبار عندنا.
(البشارة الثالثة) ف الباب الثالث والثلثي من سفر الستثناء ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1844هكذا( :وقال جاء الرب من سينا وأشرق لنا من ساعيا
ستعلن من جبل فاران ومعه ألوف الطهار ف يينه سنة من نار).
فمجيئه من سيناء وإعطاؤه التوراة لوسى عليه السلم وإشراقه من ساعي وإعطاؤه النيل لعيسى عليه السلم ،واستعلنه من جبل فاران إنزاله القرآن لن فاران
جبل من جبال مكة ف الباب الادي والعشرين من سفر التكوين ف حال إساعيل عليه السلم هكذا( 20 :وكان اللّه معه ونا وسكن ف البية وصار شابا
يرمي بالسهام 21وسكن برية فاران وأخذت له أمه امرأة من أرض مصر) .ول شك أن إساعيل عليه السلم كانت سكونته بكة ،ول يصح أن يراد أن النار لا
ظهرت من طور سينا ظهرت من ساعي ومن فاران أيضا فانتشرت ف هذه الواضع ،لن اللّه لو خلق نارا ف موضع ،ل يقال جاء اللّه من ذلك الوضع إل إذا
أتبع تلك الواقعة وحي نزل ف ذلك الوضع أو عقوبة أو ما أشبه ذلك ،وقد اعترفوا أن الوحي اتبع تلك ف طور سيناء فكذا ل بد أن يكون ف ساعي وفاران.
www.barsoomyat.com – 79إظهار الحق – رحمت ال هندي
(البشارة الرابعة) ف الية العشرين من الباب السابع عشر من سفر التكوين ،وعد اللّه ف حق إساعيل عليه السلم لبراهيم عليه السلم ف الترجة العربية
الطبوعة سنة 1844هكذا( :وعلى إساعيل أستجيب لك هو ذا أباركه وأكبه وأكثره جدا فسيلد اثن عشر رئيسا وأجعله لشعب كبي) .وقوله أجعله لشعب
كبي يشي إل ممد صلى اللّه عليه وسلم لنه ل يكن ف ولد إساعيل من كان لشعب كبي غيه وقد قال اللّه تعال ناقلً دعاء إبراهيم وإساعيل ف حقه عليهم
السلم ف كلمه الجيد أيضا{ :ربنا وابعث فيهم رسو ًل منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الكيم}.
وقال المام القرطب ف الفصل الول من القسم الثان من كتابه وقد تفطن بعض النبهاء من نشأ على لسان اليهود وقرأ بعض كتبهم ،فقال يرج ما ذكر من
عبارة التوراة ف موضعي اسم ممد صلى اللّه عليه وسلم بالعدد على ما يستعمله اليهود فيما بينهم الول :قوله جدا جدا بتلك اللغة بادماد وعدد هذه الروف
اثنان وتسعون لن الباء اثنان واليم أربعون واللف واحد والدال أربعة واليم الثانية أربعون واللف واحد والدال أربعة ،وكذلك اليم من ممد أربعون والاء
ثانية واليم أربعون والدال أربعة .والثان :قوله لشعب كبي بتلك اللغة لغوي غدول ،فاللم عندهم ثلثون والغي ثلثة لنه عندهم ف مقام اليم إذ ليس ف
لغتهم جيم ول صاد والواو ستة والياء عشرة والغي أيضا ثلثة والدال أربعة والواو ستة واللم ثلثون ،فمجموع هذه أيضا اثنان وتسعون انتهى كلمه.
بتلخيص ما وعبد السلم كان من أحبار اليهود ث أسلم ف عهد السلطان الرحوم بايزيد خان ،وصنف رسالة صغية ساها بالرسالة الادية فقال فيها( :أن أكثر
أدلة أحبار اليهود برف المل الكبي وهو حرف أبد ،فإن أحبار اليهود حي بن سليمان النب عليه السلم بيت القدس ،اجتمعوا وقالوا يبقى هذا البناء
أربعمائة وعشرة سني ث يعرض له الراب ،لنم حسبوا لفظة بزات) ث قال( :واعترضوا [ص ]252على هذا الدليل بأن الباء ف بادماد ليست من نفس
الكلمة بل هي أداة وحرف جيء به للصلة فلو أخرج منه اسم ممد لحتاج إل باء ثانية ويقال ببمادماد ،قلنا من الشهور عندهم إذا اجتمع الباآن أحدها أداة
والخر من نفس الكلمة تذف الداة وتبقى الت هي من نفس الكلمة ،وهذا شائع عندهم ف مواضع غي معدودة فل حاجة إل إيرادها) انتهى كلمه بلفظه.
أقول قد صرح العلماء بأن أسائه صلى اللّه عليه وسلم مادماد كما ف شفاء القاضي عياض.
(البشارة الامسة) الية العاشرة من الباب التاسع والربعي من سفر التكوين هكذا ترجة عربية سنة 1722وسنة ( :1831فل يزول القضيب من يهوذا
والدبر من فخذه حت ييء الذي له الكل وإياه تنتظر المم) وف ترجة عربية سنة ( 1811فل يزول القضيب من يهوذا والرسم من تت أمره إل أن ييء
الذي هو له وإليه تتمع الشعوب) .ولفظ الذي له الكل أو الذي هو له ،ترجة لفظ شيلوه ،وف ترجة هذا اللفظ اختلف كثي فيما بينهم وقد عرفت ف المر
السابع أيضا ،وقال عبد السلم ف الرسالة الادية هكذا( :ل يزول الاكم من يهوذا ول راسم من بي رجليه حت ييء الذي له وإليه تتمع الشعوب).
وف هذه الية دللة على أن ييء سيدنا (ممد) صلى اللّه عليه وسلم بعد تام حكم موسى وعيسى ،لن الراد من الاكم هو موسى ،لنه بعد يعقوب ما جاء
صاحب شريعة إل زمان موسى إل موسى ،والراد من الراسم هو عيسى ،لنه بعد موسى إل زمان عيسى ما جاء صاحب شريعة إل عيسى وبعدها ما جاء
صاحب شريعة إل ممد ،فعلم أن الراد من قول يعقوب ف آخر اليام هو نبينا ممد عليه السلم ،لنه ف آخر الزمان بعد مضي حكم الاكم والراسم ما جاء
إل سيدنا ممد عليه السلم ،ويدل عليه أيضا قوله حت ييء الذي له أي الكم بدللة مساق الية وسياقها ،وأما قوله :وإليه تتمع الشعوب فهي علمة صرية
ودللة واضحة على أن الراد منها هو سيدنا ،لنه ما اجتمع الشعوب إل إليه وإنا ل يذكر الزبور لنه ل أحكام فيه ،وداود النب تابع لوسى والراد من خب
يعقوب هو صاحب الحكام) انتهى كلمه بلفظه.
أقول إنا أراد من الاكم موسى عليه السلم ،لن شريعته جبية انتقامية ،ومن الراسم عيسى عليه السلم ،لن شريعته ليست ببية ول انتقامية ،وأن أريد من
القضيب السلطنة الدنيوية ومن الدبر الاكم الدنيوي ،كما يفهم من رسائل القسيسي من فرقة بروتستنت ومن بعض تراجهم ،فل يصح أن يراد بشيلوه مسيح
اليهود كما هو مزعومهم ،ول عيسى عليه السلم كما هو مزعوم النصارى.
أما الول :فظاهر لن السلطنة الدنيوية والاكم الدنيوي زال من آل يهوذا من مدة هي أزيد من ألفي سنة من عهد بتنصر ول يسمع إل الن حسيس مسيح
اليهود.
وأما الثان :فلنما زالتا من آل يهوذا أيضا قبل ظهور عيسى عليه السلم بقدار ستمائة سنة من عهد بتنصر وهو أجلى بن يهوذا إل بابل وكانوا ف اللء
ثلثا وستي سنة ل سبعي كما يقول بعض علماء بروتستنت تغليطا للعوام وقد عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول ،ث وقع عليهم أنتيوكس ما وقع فإنه
عزل أونياس حب اليهود وباع منصبه لخيه ياسون بثلثمائة وستي وزنة ذهب يقدمها له خراجا كل سنة ،ث عزله وباع ذلك لخيه مينالوس بستمائة وستي
وزنة ،ث شاع خب موته فطلب ياسون أن يسترد لنفسه الكهنوت ودخل أورشليم بألوف من النود فقتل كل من كان يظنه عدوا له وهذا الب كان كاذبا
فهجم أنتيوكس على أورشليم وامتلكها ثانية ف سنة 170قبل ميلد السيح وقتلمن أهلها أربعي ألفا وباع مثل ذلك عبيدا ،وف الفصل العشرين من الزء
الثان من مرشد الطالبي ف بيان الدول التاريي ف الصفحة 481من النسخة الطبوعة سنة 1852من اليلد (أنه نب أورشليم وقتل ثاني ألفا) انتهى.
www.barsoomyat.com – 80إظهار الحق – رحمت ال هندي
وسلب ما كان ف اليكل من المتعة النفيسة الت كانت قيمتها ثانائة وزنة ذهب وقرب خنيرة وقودا على الذبح للهانة ،ث رجع إل إنطاكية وأقام فيلبس
أحد الراذل حاكما على اليهودية ،وف رحلته الرابعة إل مصر أرسل أبولوينوس بعشرين ألفا من جنوده وأمرهم أن يربوا أورشليم ويقتلوا كل من با من
الرجال ويسبو النساء والصبيان فانطلقوا إل هناك .وبينما كان الناس ف الدينة متمعي للصلة يوم السبت هجموا عليهم على غفلة فقتلوا الكل ،إل من أفلت
إل البال واختفى ف الغاير ،ونبوا أموال الدينة وأحرقوها وهدموا أسوارها وأخربوا منازلا ث ابتنوا لم من بسائط ذلك الدم قلعة حصينة على جبل اكرا،
وكانت العساكر تشرف منها على جيع نواحي اليكل ومن دنا منه يقتلونه ،ث أرسل انتيوكس أثانيوس ليعلم اليهود طقوس عبادة الصنام اليونانية ويقتل كل
من ل يتثل ذلك المر ،فجاء أثانيوس إل أورشليم وساعده على ذلك بعض اليهود الكافرين ،وأبطل الذبيحة اليومية ونسخ كل طاعة للدين اليهودي عموما
وخصوصا ،وأحرق كل ما وجده من نسخ كتب العهد العتيق بالفحص التام ،وكرس اليكل للمشتري ونصب صورة ذلك على مذبح اليهود وأهلك كل من
وجده مالف أمر انتيوكس ،ونا متاثياس الكاهن مع أبنائه المسة ف هذه الداهية وفروا إل وطنهم مودين ف سبط دان فانتقم من هؤلء الكفار انتقاما ما
قدروا عليه على استطاعته كما هو مصرح به ف التواريخ ،فكيف يصدق هذا الب على عيسى عليه السلم وإن قالوا أن الراد ببقاء السلطنة والكومة امتياز
القوم كما يقول بعضهم الن ،قلنا هذا المر كان باقيا إل ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم ،وكانوا ف أقطار العرب ذوي حصون وأملك غي مطيعي لحد
مثل يهود خيب وغيهم كما يشهد به التواريخ ،وبعد ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم ضربت عليهم الذلة والسكنة وصاروا ف كل إقليم مطيعي للغي ،فالليق
أن يكون الراد بشيلوه النب صلى اللّه عليه وسلم ل مسيح اليهود ول عيسى عليه السلم.
(البشارة السادسة) الزبور الامس والربعون هكذا( :فاض قلب كلمة صالة أنا أقول أعمال للملك) ( 1لسان قلم كاتب سريع الكتابة) ( 2بي ف السن
أفضل من بن البشر) ( 3انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك اللّه إل الدهر) ( 4تقلد سيفك على فخذك أيها القوي بسنك وجالك) ( 5أستله وأنح
وأملك من أجل الق والدعة والصدق وتديك بالعجب يينك) ( 6نبلك مسنونة أيها القوي ف قلب أعداء اللك الشعوب تتك يسقطون) ( 7كرسيك يا اللّه
إل دهر الداهرين عصا الستقامة عصا ملكك) ( 8أحببت الب وأبغضت الث لذلك مسحك اللّه إلك بدهن الفرح أفضل من أصحابك) ( 9الر واليعة
والسليخة من ثيابك من منازلك الشريفة العاج الت أبجتك) ( 10بنات اللوك ف كرامتك قامت اللكة من عن يينك مشتملة بثوب مذهب موشى) 11
(اسعي يا بنت وانظري وأنصت بأذنيك وانسي شعبك وبنت أبيك) ( 12فيشتهي اللك حسنك لنه هو الرب إلك وله تسجدين) ( 13بنات صور يأتينك
بالدايا لوجهك يصلي كل أغنياء الشعب) ( 14كل مد ابنة اللك من داخل مشتملة بلباس الذهب الوشى) ( 15يبلغن إل اللك عذارى ف أثرها قريباتا إليك
يقدمن) ( 16يبلغن بفرح وابتهاج يدخلن إل هيكل اللك) ( 17ويكون بنوك عوضا من آبائك وتقيمهم رؤساء على سائر الرض) ( 18سأذكر اسك ف كل
جيل وجيل من أجل ذلك تعترف لك الشعوب إل الدهر وال دهر الداهرين).
وهذا المر مسلم عند أهل الكتاب أن داود عليه السلم يبشر ف هذا الزبور بنب يكون ظهوره بعد زمانه ،ول يظهر إل هذا الي عند اليهود نب يكون
موصوفا بالصفات الذكورة ف هذا الزبور ،ويدعى علماء بروتستنت أن هذا النب عيسى عليه السلم ،ويدعي أهل السلم سلفا وخلفا أن هذا النب ممد صلى
اللّه عليه وسلم .فأقول أنه ذكر ف هذا الزبور من صفات النب البشر به هذه الصفات:
[ص ]1[ ]256كونه حسنا ]2[ .كونه أفضل البشر ]3[ .كون النعمة منسكبة على شفتيه ]4[ .كونه مباركا إل الدهر ]5[ .كونه متقلدا بالسيف]6[ .
كونه قويا ]7[ .كونه ذا حق ودعة وصدق ]8[ .كونه هداية يينه بالعجب ]9[ .كون نبله مسنونة ]10[ .سقوط الشعب تته ]11[ .كونه مبا للب
ومبغضا للث ]12[ .خدمة بنات اللوك إياه ]13[ .إتيان الدايا إليه ]14[ .انقياد كل أغنياء الشعب له ]15[ .كون أبنائه رؤساء الرض بدل آبائهم]16[ .
كون اسه مذكورا جيلً بعد جيل ]17[ .مدح الشعوب إياه إل دهر الداهرين.
وهذه الوصاف كلها توجد ف ممد صلى اللّه عليه وسلم على أكمل وجه.
أما الول :فلن أبا هريرة رضي اللّه عنه قال( :ما رأيت شيئا أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،كأن الشمس تري ف وجهه وإذا ضحك يتلل ف
الدار) .وعن أم معبد رضي اللّه عنها قالت ف بعض ما وصفته به( :أجل الناس من بعيد وأحلهم وأحسنهم من قريب).
وأما الثان :فلن اللّه تعال قال ف كلمه الحكم{ :تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) الية .وقال أهل التفسي أراد بقوله {ورفع بعضهم درجات} ممدا
صلى اللّه عليه وسلم أي رفعه على سائر النبياء من وجوه متعددة ،وقد أشبع الكلم ف تفسي هذه الية المام المام الفخر الرازي ف تفسيه الكبي .وقال
صلى اللّه عليه وسلم( :أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر) أي ل أقول ذلك فخرا لنفسي بل تدثا بنعمة رب.
وأما الثالث :فغي متاج إل البيان حت أقر بفصاحته الوافق والخالف ،وقال الرواة ف وصف كلمه :إنه كان أصدق الناس لجة فكان من الفصاحة بالحل
الفضل والوضع الكمل.
وأما الرابع :فلن اللّه تعال قال{ :إن اللّه وملئكته يصلون على النب} وألوف ألوف من الناس يصلون عليه ف الصلوات المس.
www.barsoomyat.com – 81إظهار الحق – رحمت ال هندي
وأما الامس :فظاهر وقد قال هو بنفسه أنا رسول اللّه بالسيف.
وأما السادس :فكانت قوته السمانية على الكمال ،كما ثبت أن ركانة خل برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف بعض شعاب مكة قبل أن يسلم فقال :يا
ركانة أل تتقي اللّه وتقبل ما أدعوك إليه .فقال :لو أعلم واللّه ما تقول حقا لتبعتك .فقال :أرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق قال :نعم ،فلما بطش به
صلى اللّه تعال عليه وسلم أضجعه ل يلك من أمره شيئا ،ث قال :يا ممد عد فصرعه أيضا فقال :يا ممد إن ذا لعجب .فقال صلى اللّه عليه وسلم :وأعجب
من ذلك إن شئت أن أريكه إن اتقيت اللّه وتبعت أمري .قال :ما هو قال :أدعو لك هذه الشجرة فدعاها فأقبلت حت وقفت بي يديه صلى اللّه تعال عليه
وسلم .فقال لا :ارجعي مكانك .فرجع ركانة إل قومه فقال :يا بن عبد مناف ما رأيت أسحر منه ث أخبهم با رأى .وركانة هذا كان من القوياء
والصارعي الشهورين .وأما شجاعته فقد قال ابن عمر رضي اللّه عنهما( :ما رأيت أشجع ول أند ول أجود من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم) وقال علي
كرم اللّه وجهه( :وإنا كنا إذا حى البأس واحرت الدق اتقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إل العدو منه ،ولقد رأيتن يوم بدر ونن
نلوذ برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو أقربنا إل العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا).
وأما السابع :فلن المانة والصدق من الصفات الليلة له صلى اللّه عليه وسلم ،كما قال النضر بن الارث لقريش( :قد كان ممد فيكم غلما حدثا أرضاكم
فيكم ،وأصدقكم حديثا ،وأعظمكم أمانة .حت إذا رأيتم ف صدغيه الشيب وجاءكم با جاءكم قلتم إنه ساحر ،ل واللّه ما هو بساحر) .وسأل هرقل عن حال
النب صلى اللّه عليه وسلم أبا سفيان فقال :هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال .قال :ل.
ل وأسرا فأمثال هذه وأما الثامن :فلنه رمى يوم بدر وكذا يوم حني وجوه الكفار بقبضة تراب فلم يبق مشرك إل شغل بعينه فانزموا وتكن السلمون منهم قت ً
من عجيب هداية يينه.
وأما التاسع :فلن كون أولد إساعيل أصحاب النبل ف سالف الزمان ،غي متاج إل البيان وكان هذا المر مرغوبا له وكان يقول( :ستفتح عليكم الروم
ويكفيكم اللّه فل يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه) .ويقول( :ارموا بن إساعيل فإن أباكم كان راميا) .ويقول عليه السلم( :من تعلم الرمي ث تركه فليس منا).
وأما العاشر :فلن الناس دخلوا أفواجا ف دين اللّه ف مدة حياته.
وأما الادي عشر :فمشهور يعترف به العاندون أيضا ،كما عرفت ف السلك الثان.
وأما الثان عشر :فقد صارت بنات اللوك والمراء ،خادمة للمسلمي ف الطبقة الول ،ومنها شهربانو بنت يزدجرد ،كسرى فارس ،كانت تت المام المام
السي رضي اللّه عنه.
وأما الثالث عشر والرابع عشر :فلن النجاشي ملك البشة ومنذر بن ساوى ملك البحرين وملك عمان انقادوا وأسلموا ،وهرقل قيصر الروم أرسل إليه بدية،
والقوقس ملك القبط أرسل إليه ثلث جوار ،وغلما أسود وبغلة شهباء ،وحار أشهب ،وفرسا وثيابا وغيها.
وأما الامس عشر :فقد وصل من أبناء المام السن رضي اللّه عنه إل اللفة ،وألوف ف أقاليم متلفة من الجاز واليمن ومصر والغرب والشام وفارس والند
وغيها .وفازوا بالسلطنة والمارة العلية ،وإل الن أيضا ف ديار الجاز واليمن ،وف غيها توجد المراء والكام من نسله صلى اللّه عليه وسلم ،وسيظهر إن
شاء اللّه الهدي رضي اللّه عنه من نسله ،ويكون خليفة اللّه ف الرض ،ويكون الدين كله للّه ف عهده الشريف.
وأما السادس عشر والسابع عشر :فلنه ينادي ألوف ألوف جيلً بعد جيل ف الوقات المسة ،بصوت رفيع ف أقاليم متلفة( :أشهد أن ل إله إل اللّه وأشهد
أن ممدا رسول اللّه) .ويصلي عليه ف الوقات الذكورة الغي الحصورين من الصلي ،والقراء يفظون منشوره ،والفسرين يفسرون معان فرقانه ،والوعاظ
يبلغون وعظه ،والعلماء والسلطي يصلون إل خدمته ،ويسلمون عليه من وراء الباب ،ويسحون وجوههم بتراب روضته ويرجون شفاعته.
ول يصدق هذا الب ف حق عيسى عليه السلم .كما يدعيه علماء بروتستنت ادعاء باطلً ،لنم يدعون أن الب الندرج ،ف الباب الثالث والمسي من
كتاب أشعيا ،ف حق عيسى عليه السلم ،ووقع ف هذا الب ف حقه هكذا( :ليس له منظر وجال ورأيناه ول يكن له منظر واشتهيناه مهانا ،وآخر الرجال
رجل الوجاع متبا بالمراض ،وكان مكتوما وجهه ومزدولً ول نسبه ،ونن حسبناه كأبرص ومضروبا من اللّه ومضوعا ،والرب شاء أن يستحقه).
وهذه الوصاف ضد الوصاف الت ف الزبور الذكور ،فل يصدق عليه كونه حسنا ،ول كونه قويا .وكذا ل يصدق عليه كونه متقلدا بالسيف ،ول كون نبله
مسنونة ،ول انقياد الغنياء ،ول إرسالم إليه الدايا ،بل هو على زعم النصارى ،أخذوه وأهانوه واستهزؤوا به ،وضربوه بالسياط ،ث صلبوه .وما كان له زوجة
ول ابن ،فل يصدق دخول البنات ف بيته ،ول كون أبنائه بدل آبائه رؤساء الرض.
(فائدة) ترجة الية الثامنة الت نقلتها مطابقة للترجة الفارسية للزبور كانت عندي ،ولتراجم أردو للزبور ،وموافقة لنقل مقدسهم بولس ،لنه نقل هذه الية ف
الباب الول من رسالته العبانية .هكذا ترجة عربية سنة ،1821وسنة ،1831وسنة ( :1844أحببت الب وأبغضت الث ،لذلك مسحك اللّه إلك بدهن
الفرح أفضل من أصحابك) .والتراجم الفارسية الطبوعة سنة ،1816وسنة ،1828وسنة .1841وتراجم أردو الطبوعة سنة ،1839وسنة ،1840
www.barsoomyat.com – 82إظهار الحق – رحمت ال هندي
وسنة .1841مطابقة للتراجم العربية .فالترجة الت تكون مالفة لا نقلت تكون غي صحيحة .ويكفي لردها إلزاما كلم مقدسهم .وقد عرفت ف مقدمة
الباب الرابع أن إطلق لفظ الله والرب وأمثالما ،جاء على العوام فضلً عن الواص .والية السادسة من الزبور الثان والثماني هكذا( :أنا قلت إنكم آلة وبنو
العلى كلكم) .فل يرد ما قال صاحب مفتاح السرار أنه وقع ف الية الذكورة هكذا( :أحببت الب وأبغضت الشر ،من أجل ذلك يا اللّه مسح إلك بدهن
البهجة أفضل من رفقائك ،ول يقال لشخص غي السيح يا اللّه مسح إلك) ال ،لنا ل نسلم أولً :صحة ترجته لكونا مالفة لكلم مقدسهم .وثانيا :لو قطعنا
النظر عن عدم صحتها ،أقول ادعاؤه صريح البطلن .لن لفظ اللّه ههنا بالعن الجازي ل القيقي ويدل عليه قوله إلك ،لن الله القيقي ل إله له .فإذا كان
بالعن الجازي يصدق ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم كما يصدق ف حق عيسى عليه السلم.
(البشارة السابعة) ف الزبور الائة والتاسع والربعي هكذا( 1 :سبحوا الرب تسبيحا جديدا ،سبحوه ف ممع البرار) ( 2فليفرح إسرائيل بالقه ،وبنو صهيون
يبتهجون بلكهم) ( 3فليسبحوا اسه بالصاف بالطبل والزمار يرتلوا له) ( 4لن الرب يسر بشعبه ويشرف التواضعي باللص) ( 5تفتخر البرار بالجد،
ويبتهجون على مضاجعهم) ( 6ترفيع اللّه ف حلوقهم وسيوف ذات فمي ف أياديهم) ( 7انتقاما ف المم وتوبيخات ف الشعوب) ( 8ليقيدوا ملوكهم بالقيود
وأشرافهم بأغلل من حديد ليضعوا بم حكما مكتوما) ( 9هذا الجد يكون تميع البرار).
ففي هذا الزبور عب عن البشر به باللك وعن مطيعه بالبرار ،وذكر من أوصافهم افتخارهم بالجد وترفيع اللّه ف حلوقهم ،وكون سيوف ذات فمي ف
أياديهم ،وانتقامهم من المم وتوبيخاتم للشعوب ،وأسرهم اللوك والشراف بالقيود والغلل من حديد .فأقول البشر به ممد صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه
رضي اللّه عنهم ويصدق جيع الوصاف الذكورة ف هذا الزبور عليه وعلى أصحابه ،وليس البشر به سليمان عليه السلم لنه ما وسع ملكته على ملكة أبيه
على زعم أهل الكتاب ،ولنه صار مرتدا عابدا الصنام ف آخر عمره على زعمهم ،ول عيسى ابن مري عليهما السلم لنه براحل عن الوصاف الذكورة فيه
لنه أسر ث قتل على زعمهم ،وكذا أسر أكثر حواريه بالقيود والغلل ،ث قتلوا بأيدي اللوك والشراف الكفار.
(البشارة الثامنة) ف الباب الثان والربعي من كتاب أشعيا هكذا( 9 :الت قد كانت أولها قد أتت وأنا مب أيضا بأحداث قبل أن تدث وأسعكم إياها) 10
(سبحوا للرب تسبيحة جديدة حده من أقاصي الرض راكبي ف البحر وملؤه الزائر وسكانن) ( 11يرتفع البية ومدتا ف البيوت نل قيدار سبحوا يا سكان
الكهف من رؤوس البال يصيحون) ( 12يعلون للرب كرامة وحده يبون به ف الزائر) ( 13الرب كجبار ،يرج مثل رجل مقاتل يهوش الغي يصوت
ويصيح ،على أعدائه يتقوى) ( 14سكت دائما صمت صبت صبا فأتكلم مثل الطائفة ما بدد وابتلع معا) ( 15أخرب البال والكام وكل نباتن أجفف
واجعل النار جزائر والبحيات أجففهن) ( 16وأقيد العمى ف طريف ل يعرفوها والسبل ل يعلموا أسيهم فيها أصي أمامهم الظلمة نورا والعقب سهلً هذا
الكلم صنعته لم ول أخذلم) ( 17اندبروا إل ورائهم والتكلمون على النحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلتنا ليخزون خزيا) .والية السابعة عشر ف الترجة
الفارسية هكذا( :كسانيكة برشكل تراشيده توكل دارند هزيت وبشيمان تام خواهند يافت).
وظهر من الية التاسعة أن أشعيا عليه السلم أخب أولً عن بعض الشياء ،ث يب عن الخبار الديدة التية ف الستقبل ،فالال الذي يب عنه من هذه الية إل
آخر الباب غي الال الذي أخب عنه قبلها ،ولذلك قال ف الية الثالثة والعشرين هكذا( :من هو بينكم أن يسمع هذا يصغي ويسمع الية) .والتسبيحة الديدة
عبارة عن العبادة على النهج الديد الت هي ف الشريعة الحمدية ،وتعميمها على سكان أقاصي الرض وأهل الزائر وأهل الدن والباري ،إشارة إل عموم
نبوته صلى اللّه عليه وسلم ،ولفظ قيدار أقوى إشارة إليه لن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ف أولد قيدار بن إساعيل ،وقوله من رؤوس البال يصيحون إشارة
إل العبادة الخصوصة الت تؤدى ف أيام الج ،يصيح ألوف ألوف من الناس بلبيك اللهم لبيك ،وقوله حده يبون به ف الزائر إشارة إل الذان يب به ألوف
ألوف ف أقطار العال ف الوقات المسة بالهر ،وقوله الرب كجبار يرج مثل رجل مقاتل يهوش الغية يشي إل مضمون الهاد إشارة حسنة ،بأن جهاده
وجهاد تابعيه يكون للّه وبأمره ،خاليا عن حظوظ الوى النفسانية ،ولذلك عب اللّه عن خروج هذا النب وخروج تابعيه بروجه ،وبي ف الية الرابعة عشر
سبب مشروعية الهاد وأشار ف الية السادسة عشر إل حال العرب لنم كانوا غي واقفي على أحكام اللّه وكانوا يعبدون الصنام وكانوا مبتلي بأنواع
الرسوم القبيحة الاهلية ،كما قال اللّه تعال ف حقهم{ :وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبي} وقوله ل أخذلم إشارة إل كون أمته مرحومة {غي الغضوب
عليهم ول الضالي} وإل تأييد شريعته ،وقوله والتوكلون على النحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلتنا ليخزون خزيا ،وعد بأن عابدي الصنام والوثان
كمشركي العرب وعابدي الصليب وصور القديسي يصل لم الزي والزية التامة ،ووف با وعد .فإن مشركي العرب وهرقل عظيم الروم وكسرى فارس ما
قصروا ف إطفاء النور الحدي لكنهم ما حصل لم سوى الزي التام وعاقبة المر ،ل يبق أثر الشرك ف إقليم العرب ،وزالت دولة كسرى مطلقا وزالت
حكومة أهل الصليب من الشام مطلقا .وأما ف القاليم الخر ،فمن بعضها انحى أثره مطلقا كبخارى وكابل وغيها ،ومن بعضها قل كالند والسند وغيها
وانتشر التوحيد شرقا وغربا.
www.barsoomyat.com – 83إظهار الحق – رحمت ال هندي
(البشارة التاسعة) ف الباب الرابع والمسي من كتاب أشعيا هكذا ( 1 :سبحي أيتها العاقر الت لست تلدين انشدي بالمد وهللي الت ل تلدي من أجل أن
الكثيين من بن الوحشة أفضل من بن ذات رجل يقول الرب) ( 2أوسعي موضع خيمتك وسرادق مضاربك ابسطي ل تشفقي طول حبالك ثبت أوتادك) 3
(لنك تنفذين ينة ويسرة وزرعك يرث المم ويعمر الدن الربة) ( 4ل تاف لنك ل تزين ول تجلي فإنك ل تستحيي من أجل أنك خزي صبائك تنسي
وعار ترملك ل تذكرين أيضا) ( 5فإنه يتول عليك الذي صنعك رب النود اسه وفاديك قدوس إسرائيل إله جيع الرض يدعى) ( 6إنا الرب دعاك مثل
المرأة الطلقة والزينة الروح وزوجة منذ الصبا مرذولة قال إلك) ( 7الساعة ف قليل تركتك وبرحات عظيمة أجعك) ( 8ف ساعة الغضب أخفيت قليلً
وجهي عنك وبالرحة البدية رحتك قال فاديك الرب) ( 9مثلما ف أيام نوح ل هذا الذي حلفت له أن ل أصب مياه نوح على الرض ،هكذا حلفت أن ل
أغضب عليك وأن ل أوبك) ( 10فإن البال ترتف والتلل تتزلزل ورحت ل تزول عنك ،وعهد سلمي ل يتحرك قال رحيمك الرب) ( 11فقية مستأصلة
بعاصف بل تعزية ها أنا ذا أبلط بالرتبة حجارتك وأوئسسك بالسفي) ( 12وأجعل يسبا ماضك وأبوابك حجارة منقوشة وجيع حدودك الحجار مشتهية)
( 13جيع بنيك متعلمي من الرب وكثرة السلم لبنيك) ( 14وبالب تؤسسي فابتعدي من الظلم لنك ل تافي ومن اليبة لنا ل تقرب منك) ( 15ها يأت
الار الذي ل يكن معي والذي قد كان قريبا يقترب إليك) ( 16ها أنا ذا خلقت صائغا الذي ينفخ ف النار جرا ويرج إناء لعمله وأنا خلقت قتولً للهلك)
( 17كل إناء مبول ضدك ل ينجح وكل لسان يالفك ف القضاء تكمي عليه هذا هو مياث عبيد الرب وعدلم عندي يقول الرب).
فأقول :الراد بالعاقر ف الية الول مكة العظمة ،لنا ل يظهر منها نب بعد إساعيل عليه السلم ول ينل فيها وحي ،بلف أورشليم لنه ظهر فيها النبياء
الكثيون ،وكثر فيها نزول الوحي .وبن الوحشة عبارة عن أولد هاجر لنا كانت بنلة الطلقة الخرجة عن البيت ساكنة ف الب ،ولذلك وقع ف حق إساعيل
ف وعد اللّه هاجر (هذا سيكون إنسانا وحشيا) كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر من سفر التكوين .وبنو ذات رجل عبارة عن أولد سارة .فخاطب
اللّه مكة آمرا لا بالتسبيح والتهليل وإنشاد الشكر ،لجل أن كثيين من أولد هاجر صاروا أفضل من أولد سارة ،فحصلت الفضيلة لا بسبب حصول الفضيلة
لهلها ،ووف باوعد بأن بعث ممدا صلى اللّه عليه وسلم رسولً أفضل البشر خات النبيي من أهلها ف أولد هاجر ،وهو الراد بالصائغ الذي ينفخ ف النار
جرا ،وهو القتول الذي خلق لهلك الشركي ،وحصل لا السعة بواسطة هذا النب وما حصل لغيها من العابد ف الدنيا إذ ل يوجد معبد مثل الكعبة من
ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم إل هذا الي ،والتعظيم الذي يصل لا من القرابي ف كل سنة من مدة ألف ومائتي وثاني ،ل يصل لبيت القدس إل
مرتي ،مرة ف عهد سليمان عليه السلم لا فرغ من بنائه ،ومرة ف السنة الثامنة عشر من سلطنة يوشيا ،ويبقى هذا التعظيم لكة إل آخر الدهر إن شاء اللّه كما
وعد اللّه بقوله( :ل تاف لنك ل تزين ول تجلي لنك ل تستحي) وبقوله( :برحات عظيمة أجعك وبالرحة البدية رحتك) وبقوله( :حلفت أن ل
أغضب عليك وأن ل أوبك) ،وبقوله( :رحت ل تزول عنك وعهد سلمي ل يتحرك) ،وملك زرعها شرقا وغربا وورثوا المم وعمروا الدن ف مدة قليلة ل
تتجاوز اثني وعشرين سنة من الجرة ،ومثل هذه الغلبة ف مثل هذه الدة القليلة ،ل يسمع من عهد آدم عليه السلم إل زمان ممد صلى اللّه عليه وسلم لن
يدعي الدين الديد .وهذا مفاد قول ال ،وزرعك يرث المم ،ويعمر الدن الربة سلطي السلم سلفا وخلفا اجتهدوا اجتهادا تاما ف بناء الكعبة والسجد
الرام وتزيينهما ،وحفر البار والبك والعيون ف مكة ونواحيها ،ومن الدة المتدة هذه الدمة الليلة متعلقة بسلطي آل عثمان ،غفر اللّه لسلفهم ورضي
اللّه عنهم وزاد اللّه إقبال أخلفهم ووسع ملكتهم ف الهات ،ووفقهم للعدل والسنات ،فهم خدموا ويدمون الرمي العظمي أدام اللّه شرفهما من هذه الدة
إل هذا الي كما هي ،حت صار لقب خادم الرمي الشريفي عندهم أشرف اللقاب وأعزها ،والغرباء يبون ماورتا من ظهور السلم إل هذا الي ،سيما
ف هذا الزمان ،وألوف من الناس يصلون إليها ف كل سنة من أقاليم متلفة وديار بعيدة ،ووف با وعد بقوله كل إناء مبول بضدك ل ينجح ،لن كل شخص
من الخالف قام بضدها أذله اللّه كما وقع بأصحاب الفيل ،روي أن أبرهة بن الصباح الشرم لا ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي ،بن كنيسة بصنعاء
وساها القليس وأراد أن يصرف إليها الاج وحلف أن يهدم الكعبة ،فخرج بالبشة ومعه فيل له اسه ممود وكان قويا عظيما وأفيال أخرى ،فخرج إليه عبد
الطلب وعرض عليه ثلث أموال تامة ليجع فأب ،وعبأ جيشه ،وقدم الفيل فكانوا كلما وجهوه إل الرم برك ول يبح وإذا وجهوه إل اليمن أو إل غيه من
الهات هرول ،فأرسل اللّه طيا مع كل طائر حجر ف منقاره وحجران ف رجليه أكب من العدسة وأصغر من المصة ،فكان الجر يقع على رأس الرجل
فيخرج من دبره ،وعلى كل حجر اسم من يقع عليه ،ففروا وهلكوا ف كل طريق ومنهل ،وذوى أبرهة فتساقطت أنامله وآرابه وما مات حت انصدع صدره
عن قلبه ،وانفلت وزيره أبو يكسوم ،وطائر يلق فوقه حت بلغ النجاشي ،فقص عليه القصة ،فلما أتها وقع عليه الجر فخر ميتا بي يديه ،وقد أخب اللّه عن
حال هؤلء ف سورة الفيل وبسب الوعد الذكور ل يدخل العور الدجال مكة ويرجع خائبا كما جاء ف الحاديث الصحيحة.
(البشارة العاشرة) ف الباب الامس والستي من كتاب أشعيا هكذا( 1 :طلبن الذين ل يسألون قبل ووجدن الذين ل يطلبون قلت ها أنا ذا إل المة الذين ل
يدعوا باسي) ( 2بسطت يدي طول النهار إل شعب غي مؤمن الذي يسلك بطريق غي صال وراء أفكارهم) ( 3الشعب الذي يغضبن أمام وجهي دائما الذين
يذبون ف البساتي ويذبون على اللب) ( 4الذين يسكنون ف القبور ف مساجد الوثان يرقدون الذين يأكلون لم النير والرق النجس ف آنيتهم) ( 5الذين
www.barsoomyat.com – 84إظهار الحق – رحمت ال هندي
يقولون أبعد عن ل تقرب من لنك نس هؤلء يكونون دخانا ف رجزي نارا متقدة طول النهار) ( 6ها مكتوب قدامي ل أسكت بل أردوا كاف جزاء ف
حضنهم) .فالراد بالذين ل يسألون والذين ل يطلبون العرب ،لنم كانوا غي واقفي على ذات اللّه وصفاته وشرائعه ،فما كانوا سائلي عن اللّه وطالبي له
كما قال اللّه تعال ف سورة آل عمران{ :لقد منّ اللّه على الؤمني إذ بعث فيهم رسولً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة وإن
كانوا من قبل لفي ضلل مبي} .ول يوز أن يراد بم اليونانيي كما عرفت ف البشارة الثانية ،والوصف الذكور ف الية الثانية والثالثة يصدق على كل واحد
من اليهود والنصارى ،والوصاف الذكورة ف الية الرابعة ألصق بال النصارى ،كما أن الوصف الذكور ف الامسة ألصق بال اليهود فردهم الباري واختار
المة الحمدية.
(البشارة الادية عشر) ف الباب الثان من كتاب دانيال ف حال الرؤيا الت رآها بتنصر ملك بابل ونسي ،ث بي دانيال عليه السلم بسب الوحي تلك الرؤيا
وتفسيها( :31 .فكنت أنت اللك ترى وإذ تثال واحد جسيم وكان التمثال عظيما ورفيع القامة واقفا قبالك ومنظره موفا) ( :32رأس هذا التمثال هو من
ذهب إبريز والصدر والذراعان من فضة والبطن والفخذان من ناس) ( :33والساقان من حديد والقدمان قسم منهما من حديد وقسم منهما من خزف) :34
(فكنت ترى هكذا حت انقطع حجر من جبل ل بيدين وضرب التمثال ف قدميه من حديد ومن خزف فسحقهما) ( :35فانسحق حينئذ مع الديد والزف
والنحاس والفضة والذهب وصارت كغبار البيدر ف الصيف فذرتا الريح ول يوجد لا مكان والجر الذي قد ضرب التمثال صار جبلً ومل الرض بأسرها)
( :36فهذا هو اللم وتنبئ أيضا قدامك يا أيها اللك بتفسيه) ( :37أنت هو ملك اللوك وإله السماء أعطاك اللك والقوة والسلطان والجد)( :38 .وجيع
ما يسكن فيه بنو الناس ووحوش القل وأعطى بيدك طي السماء أيضا وجعل جيع الشياء تت سلطانك فأنت هو الرأس من الذهب) ( :39وبعدك تقوم
ملكة أخرى أصغر منك من فضة وملكة ثالثة أخرى من ناس وتتسلط على جيع الرض) ( :40والملكة الرابعة تكون مثل الديد كما أن الديد يسحق
ويغلب الميع هكذا هي تسحق وتكسر جيع هذه) ( :41أما فيما رأيت قسم القدمي وأصابعهما من الزف الفاخوري وقسما من حديد تكون الملكة
مفترقة وإن كان يرج من نصبة الديد حسبما رأيت الديد متلطا بالزف من طي) ( :42وأصابع القدمي قسم من حديد وقسم من خزف فتكون الملكة
بقسم صلبة وبقسم مسحوقة) ( :43فيما رأيت الديد متلطا بالزف من طي أنم يتلطون بزرع بشري بل ل يتلصقون مثل ما ليس بمكن أن يتزج الديد
بالزف) ( :44فأما ف أيام تلك المالك يبعث إله السماء ملكة وهي لن تنقضي قط ،ملكها ل يعطى لشعب آخر وهي تسحق وتفن جيع هذه المالك أجعي
وهي تثبت إل البد) ( :45وكما رأيت أن من جبل انقطع حجر ل بيدين وسحق الزف والديد والنحاس والفضة والذهب ،فالله العظيم أظهر للملك ما
سيأت من بعد واللم هو حقيقي وتفسيه صحيح) .فالراد بالملكة الول سلطنة بتنصر ،وبالملكة الثانية سلطنة الادئي الذين تسلطوا بعد قتل بلشاصر بن
بتنصر كما هو مصرح به ف الباب الامس من الكتاب الذكور ،وسلطنتهم كانت ضعيفة بالنسبة إل سلطنة الكلدانيي ،والراد بالملكة الثالثة سلطنة الكيانيي
لن قورش ملك إيران الذي هو بزعم القسيسي كيخسر وتسلط على بابل قبل ميلد السيح بمسمائة وست وثلثي سنة ،ولا كان الكيانيون على السلطنة
القاهرة فكأنم كانوا متسلطي على جيع الرض والراد بالملكة الرابعة سلطنة اسكندر بن فيلفوس الرومي الذي تسلط على ديار فارس قبل ميلد السيح
بثلثمائة وثلثي سنة ،فهذا السلطان كان ف القوة بنلة الديد ث جعل هذا السلطان سلطنة فارس منقسمة على طوائف اللوك فبقيت هذه السلطنة ضعيفة إل
ظهور الساسانيي ث صارت قوية بعد ظهورهم فكانت ضعيفة تارة وقوية تارة وتولد ف عهد نوشيوان (ممد بن عبد اللّه) صلى اللّه عليه وسلم وأعطاه اللّه
السلطنة الظاهرية والباطنية وقد تسلط متبعوه ف مدة قليلة شرقا وغربا وعلى جيع ديار فارس الت كانت هذه الرؤيا وتفسيها متعلقي با ،فهذه هي السلطنة
البدية الت ل تنقضي وملكها ل يعطى لشعب آخر وسيظهر كمالا عن قريب ف زمان المام الهدي رضي اللّه عنه لكن الوهن والضعف يقع قبل ظهوره بدة
قليلة كما يشاهد بعض علماته الن ث يزول بظهوره ويكون الدين كله للّه ،فهذا الجر الذي انقطع ل بيدين من جبل وسحق الزف والديد والنحاس
ل عظيما ومل الرض بأسرها هو ممد صلى اللّه عليه وسلم. والفضة والذهب وصار جب ً
(البشارة الثانية عشر) نقل يهوذا الواري ف رسالته الب الذي تكلم به أخنوخ الرسول الذي كان سابعا من آدم عليه السلم ومن عروجه إل ميلد السيح مدة
ثلثة آلف وسبع عشرة سنة على زعم مؤرخيهم .وأنا أنقل عبارته من الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1844الرب قد جاء ف ربواته القدسة ليدائن الميع
ويبكت جيع النافقي على كل أعمال نفاقهم الت نافقوا فيها وعلى كل الكلم الصعب الذي تكلم به ضد اللّه الطاة النافقون) وقد عرفت ف مقدمة الباب
الرابع أن استعمال لفظ الرب بعن الخدوم والعلم شائع فل حاجة إل العادة ،وأما لفظ القدس أو القديس فيطلق ف العهدين على الؤمن الوجود ف الرض
إطلقا شائعا.
[ ]1الية الول من الباب الامس من سفر أيوب هكذا( :فادع الن أن كان لك ميب وإل أحد من القديسي التفت) فالراد بالقديسي ههنا الؤمنون
الوجودون على الرض ،أما عند علماء بروتستنت فظاهروا ما عند علماء كاتلك فلن مطهرهم الذي هو موضع آلم أرواح الصالي إل أن يصل لا النجاة
بغفرة البابا ،وجد بعد السيح عليه السلم ول يكن ف زمن أيوب.
www.barsoomyat.com – 85إظهار الحق – رحمت ال هندي
[ ]2والية الثانية من الباب الول من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا( :إل جاعة اللّه الت بقورنثية القدسي بيسوع السيح الدعوين قديسي) ال.
فالراد بالقدسي والقديسي الؤمنون بالسيح الوجودون ف قورنثية.
[ ]3والية الثالثة عشر من الباب الثان عشر من الرسالة الرومية هكذا( :مشاركي لاجة القديسي) ال.
[ ]5 ، 4ف الباب الامس عشر منها هكذا( :ولكن الن أنا ذاهب إل أورشليم لخدم القديسي) ( 26لن أهل مكدونية واحائية استحسنوا أن يصنعوا
توزيعا لفقراء القديسي الذين ف أورشليم فالراد بالقديسي ف الوضعي الؤمنون الوجودون ف أورشليم.
[ ]6والية الول من الباب الول من الرسالة إل أهل فيلبسيوس هكذا( :من بولس وطيماثاوس عبدي يسوع السيح إل جيع القديسي بيسوع السيح
بفيلبسيوس) ال .فالراد بالقديسي ههنا الؤمنون الوجودون بفيلبسيوس).
[ ]7ووقع ف الية العاشرة من الباب الامس من الرسالة الول إل طيماثاوس ف حال الشماسات هكذا( :غسلت أرجل القديسي) فالراد بالقديسي ههنا
الؤمنون الوجودون على الرض بوجهي :الول :أن القديسي الوجودون ف السماء أرواح ليس لم أرجل والثان :أن الشماسات ل يكنهن العروج إل
السماء وإذا عرفت استعمال لفظ الرب والقدس أو القديس فأقول إن الراد بالرب ممد صلى اللّه عليه وسلم وبالربوات القدسة الصحابة والتعبي عن ميئه بقد
جاء لكونه أمرا يقينيا فجاء ممد صلى اللّه عليه وسلم ف ربواته القدسة فدان الكفار ،وبكت النافقي والطاة على أعمال النفاق وعلى أقوالم القبيحة ف اللّه
ورسله ،فبكت الشركي لعدم تسليم توحيد اللّه ورسالة رسله مطلقا وعبادتم الصنام والوثان ،وبكت اليهود على تفريطهم ف حق عيسى ومري عليهما
السلم وبعض عقائدهم الواهية ،وبكت أهل التثليث مطلقا على تفريطهم ف توحيد اللّه وإفراطهم ف حق عيسى عليه السلم ،وبكت أكثرهم على عبادة
الصليب والتماثيل وبعض عقائدهم الواهية.
ل توبوا لنه قد اقترب ملكوت (البشارة الثالثة عشر) ف الباب الثالث من إنيل مت هكذا( :وف تلك اليام جاء يوحنا العمدان يكرز ف برية اليهودية) ( 2قائ ً
السماوات) .وف الباب الرابع من إنيل مت هكذا( 12 :ولا سع يسوع أن يوحنا أسلم انصرف إل الليل) ( 17من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول
توبوا لنه قد اقترب ملكوت السماوات) ( 23وكان يسوع يطوف كل الليل ويعلم ف مامعهم ويكرز ببشارة اللكوت ال) .وف الباب السادس من إنيل
مت ف بيان الصلة الت علمها عيسى عليه السلم تلميذه هكذا( :ليأت ملكوتك) ولا أرسل الواريي إل البلد السرائيلية للدعوة والوعظ ،وصاهم بوصايا
منها هذه الوصية أيضا( :وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلي أنه قد اقترب ملكوت السماوات) كما هو مصرح به ف الباب العاشر من إنيل مت ووقع ف الباب
التاسع من إنيل لوقا هكذا( 1 :ودعا تلميذه الثن عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جيع الشياطي وشفاء أمراض) ( 2وأرسلهم ليكرزوا بلكوت اللّه يشفوا
الرضى) .وف الباب العاشر من إنيل لوقا هكذا( :وبعد ذلك عي الرب سبعي آخرين أيضا وأرسلهم) ال (فقال لم) ال ( 8وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم
فكلوا ما يقدم لكم) ( 9واشفوا الرضى الذين فيها وقولوا لم قد اقترب منكم ملكوت اللّه) ( 10وأية مدينة دخلتموها ول يقبلوكم فاخرجوا إل شوارعها
وقولوا) ( 11حت الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكن اعلموا هذا أنه قد اقترب منكم ملكوت اللّه) .فظهر أن كلً من يي وعيسى والواريي
والتلميذ السبعي بشر بلكوت السماوات ،وبشر عيسى عليه السلم باللفاظ الت بشر با يي عليه السلم ،فعلم أن هذا اللكوت كما ل يظهر ف عهد يي
عليه السلم فكذلك ل يظهر ف عهد عيسى عليه السلم ول ف عهد الواريي والسبعي بل كل منهم مبشر به ومب عن فضله ومترجّ لجيئه ،فل يكون الراد
بلكوت السماوات طريقة النجاة الت ظهرت بشريعة عيسى عليه السلم ،وإل لا قاله عيسى عليه السلم والواريون والسبعون أن ملكوت السماوات قد
اقترب ،ولا علم التلميذ أن يقولوا ف الصلة وليأت ملكوتك لن هذه طريقة قد ظهرت بعد ادعاء عيسى عليه السلم النبوة بشريعته ،فهو عبارة عن طريقة
النجاة الت ظهرت بشريعة ممد صلى اللّه عليه وسلم ،فهؤلء كانوا يبشرون بذه الطريقة الليلة ،ولفظ ملكوت السماوات بسب الظاهر يدل على أن هذا
اللكوت يكون ف صورة السلطنة ل ف صورة السكنة ،وأن الحاربة والدال فيه مع الخالفي يكونان لجله ،وأن مبن قوانينه ل بد أن يكون كتابا ساويا،
وكل من هذه المور يصدق على الشريعة الحمدية ،وما قال العلماء السيحية أن الراد بذا اللكوت ،شيوع اللة السيحية ف جيع العال وإحاطتها كل الدنيا
بعد نزول عيسى عليه السلم ،فتأويل ضعيف خلف الظاهر ،ويرده التمثيلت النقولة عن عيسى عليه السلم ف الباب الثالث عشر من إنيل مت ،مثلً قال:
(يشبه ملكوت السماوات إنسانا زرع زرعا جيدا ف حقله) ،ث قال( :يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها ف حقله) ،ث قال( :يشبه
ملكوت السماوات خية أخذتا امرأة وخبأتا ف ثلثة أكيال دقيق حت اختمر الميع) .فشبه ملكوت السماوات بإنسان زارع ل بنمو الزراعة وحصادها،
وكذلك شبه ببة خردل ل بصيورتا شجرة عظيمة ،وشبه بمية ل باختمار جيع الدقيق .وكذا يرد هذا التأويل قول عيسى عليه السلم بعد بيان التمثيل
النقول ف الباب الادي والعشرين من إنيل مت هكذا( :لذلك أقول أن ملكوت اللّه ينع منكم ويعطى لمة تعمل أثاره) فإن هذا القول يدل على أن الراد
بلكوت السماوات طريقة النجاة نفسها ل شيوعها ف جيع العال وإحاطتها كل العال ،وإل ل معن لنع الشيوع والحاطة من قوم وإعطائهما لقوم آخرين،
www.barsoomyat.com – 86إظهار الحق – رحمت ال هندي
فالق أن الراد بذا اللكوت هي الملكة الت أخب عنها دانيال عليه السلم ف الباب الثان من كتابه ،فمصداق هذا اللكوت ،وتلك الملكة نبوة ممد صلى اللّه
عليه وسلم واللّه أعلم وعلمه أت.
ل يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها ف (البشارة الرابعة عشر) ف الباب الثالث عشر من إنيل مت هكذا( 31 :قدم لم مثلً آخر قائ ً
حقله) ( 32وهي أصغر جيع البذور ولكن مت نت فهي أكب البقول وتصي شجرة حت أن طيور السماء تأت وتأوي ف أغصانا) ،فملكوت السماء طريقة
النجاة الت ظهرت بشريعة ممد صلى اللّه عليه وسلم ،لنه نشأ ف قوم كانوا حقراء عند العال لكونم أهل البوادي غالبا ،وغي واقفي على العلوم والصناعات،
مرومي عن اللذات السمانية والتكلفات الدنيوية سيما عند اليهود لكونم من أولد هاجر ،فبعث اللّه منهم ممدا صلى اللّه عليه وسلم فكانت شريعته ف
ابتداء المر بنلة حبة خردل أصغر الشرائع بسب الظاهر ،لكنها لعمومها نت ف مدة قليلة وصارت أكبها وأحاطت شرقا وغربا ،حت أن الذين ل يكونوا
مطيعي لشريعة من الشرائع تشبثوا بذيل شريعته.
(البشارة الامسة عشر) ف الباب العشرين من إنيل مت هكذا( 1 :فإن ملكوت السماوات يشبه رجلً رب بيت خرج مع الصبح ليستأجر فعلة لكرمه) 2
(فاتفق مع العملة على دينار ف اليوم وأرسلهم إل كرمه) ( 3ث خرج نو الساعة الثالثة ،ورأى آخرين قياما ف السوق بطالي) ( 4فقال لم اذهبوا أنتم أيضا
إل الكرم فأعطيكم ما يق لكم فمضوا) ( 5وخرج أيضا نو الساعة السادسة والتاسعة وفعل كذلك) ( 6ث نو الساعة الادية عشرة خرج ووجد آخرين
قياما بطالي فقال لم لاذا وقفتم ههنا كل النهار بطالي) ( 7قالوا له لنه ل يستأجرنا أحد قال لم اذهبوا أنتم أيضا إل الكرم فتأخذوا ما يق لكم) ( 8فلما
كان الساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة وأعطهم الجر مبتدئا من الخرين إل الولي) ( 9فجاء أصحاب الساعة الادية عشرة وأخذوا دينارا دينارا)
( 10فلما جاء الولون ظنوا أنم يأخذون أكثر فأخذوا هم دينارا دينارا) ( 11وفيما هم يأخذون تذمروا على رب البيت) ( 12قائلي هؤلء الخرون عملوا
ساعة واحدة وقد ساويتهم بنا نن الذين احتملنا ثقل النهار والر) ( 13فأجاب وقال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك أما اتفقت معي على دينار) 14
(فخذ الذي لك واذهب فإن أريد أن أعطي هذا الخي مثلك) ( 15أو ما يل ل أن أفعل ما أريد با ل أم عينك شريرة لن أنا صال) ( 16هكذا يكون
الخرون أولي والولون آخرين لن كثيين يدعون وقليلي ينتخبون).
فالخرون أمة ممد صلى اللّه عليه وسلم فهم يقدمون ف الجر ،وهم الخرون الولون كما قال النب صلى اللّه عليه وسلم( :نن الخرون السابقون) وقال:
(إن النة حرمت على النبياء كلهم حت أدخلها ،وحرمت على المم حت تدخلها أمت).
(البشارة السادسة عشر) ف الباب الادي والعشرين من إنيل مت هكذا( 33 :اسعوا مثلً آخر كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه
معصرة وبن برجا وسلمه إل كرامي وسافر) ( 34ولا قرب وقت الثار أرسل عبيده إل الكرامي وسافر ليأخذ أثاره) ( 35فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا
ل يهابون ابن) 38 بعضا وقتلوا بعضا ورجوا بعضا) ( 36ث أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الولي ففعلوا بم كذلك) ( 37فأخبا أرسل إليهم ابنه قائ ً
(وأما الكرامون فلما رأوا البن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله ونأخذ مياثه) ( 39فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه) ( 40فمت جاء
صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامي) ( 41قالوا له أولئك الردياء يهلكهم هلكا رديا ويسلم الكرم إل كرامي آخرين يعطونه الثار ف أوقاتا) 42
(قال لم يسوع أما قرأت قط ف الكتب ،الجر الذي رفضه البناءون ،هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب ف أعيننا) ( 43لذلك أقول
لكم إن ملكوت اللّه ينع منكم ويعطى لمة تعمل أثاره) ( 44ومن سقط على هذا الجر يترضض ،ومن سقط هو عليه يسحقه) ( 45ولا سع رؤساء
الكهنة ،والفريسيون أمثاله ،عرفوا أنه تكلم عليهم).
أقول :إن رب بيت كناية عن اللّه ،والكرم كناية عن الشريعة ،وإحاطته بسياج وحفر العصرة فيه وبناء البج ،كنايات عن بيان الحرمات والباحات والوامر
والنواهي ،وأن الكرامي الطاغي كناية عن اليهود ،كما فهم رؤساء الكهنة ،والفريسيون ،أنه تكلم عليهم ،والعبيد الرسلي كناية عن النبياء عليهم السلم،
والبن كناية عن عيسى عليه السلم ،وقد عرفت ف الباب الرابع أنه ل بأس بإطلق هذا اللفظ عليه ،وقد قتله اليهود أيضا ف زعمهم .والجر الذي رفضه
البناءون كناية عن ممد صلى اللّه عليه وسلم ،والمة الت تعمل أثاره كناية عن أمته صلى اللّه عليه وسلم ،وهذا هو الجر الذي كل من سقط عليه ترضض،
وكل من سقط هو عليه سحقه ،وما ادعى العلماء السيحية بزعمهم ،أن هذا الجر عبارة عن عيسى عليه السلم ،فغي صحيح لوجوه:
(الول) أن داود عليه السلم ،قال ف الزبور الائة والثامن عشر هكذا( 22 :الجر الذي رذله البناءون هو صار رأسا للزاوية) ( 23من قبل الرب كانت هذه،
وهي عجيبة ف أعيننا) .فلو كان هذا الجر عبارة عن عيسى عليه السلم وهو من اليهود من آل يهوذا من آل داود عليه السلم ،فأي عجب ف أعي اليهود
عموما لكون عيسى عليه السلم رأس الزاوية سيما ف عي داود عليه السلم خصوصا لن مزعوم السيحيي ،أن داود عليه السلم يعظم عيسى عليه السلم ف
مزاميه تعظيما بليغا ،ويعتقد اللوهية ف حقه بلف آل إساعيل ،لن اليهود كانوا يقرون أولد إساعيل غاية التحقي ،وكان كون أحد منهم رأسا للزاوية
عجيبا ف أعينهم.
www.barsoomyat.com – 87إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والثان) أنه وقع ف وسط هذا الجر كل من سقط على هذا الجر ترضض ،وكل من سقط هو عليه سحقه ،ول يصدق هذا الوصف على عيسى عليه السلم
لنه قال( :وإن سع أحد كلمي ،ول يؤمن ،فأنا ل أدينه لن ل آت لدين العال ،بل لخلص العال) .كما هو ف الباب الثان عشر من إنيل يوحنا ،وصدقه
على ممد صلى اللّه عليه وسلم غي متاج إل البيان ،لنه كان مأمورا بتنبيه الفجار الشرار ،فإن سقطوا عليه ترضضوا ،وإن سقط هو عليهم سحقهم.
(الثالث) قال النب صلى اللّه عليه وسلم( :مثلي ومثل النبياء ،كمثل قصر أحسن بنيانه ،وترك منه موضع لبنة ،فطاف به النظار ،يتعجبون من حسن بنيانه ،إل
موضع تلك اللبنة ،ختم ب البنيان ،وختم ب الرسل) .ولا ثبتت نبوته بالدلة الخرى كما ذكرت نبذا منها ف السالك السابقة ،فل بأس بأن استدل ف هذه
البشارة بقوله أيضا.
(والرابع) أن التبادر من كلم السيح أن هذا الجر غي البن.
(البشارة السابعة عشر) ف الباب الثان من الشاهدات هكذا( 26 :ومن يغلب ،ويفظ أعمال إل النهاية ،فسأعطيه سلطانا على المم) ( 27فيعاهم بقضيب
من حديد ،كما تكسر آنية من خزف ،كما أخذت أيضا من عند أب) ( 28وأعطيه كوكب الصبح) ( 29من له أذن فليسمع ما يقول الروح بالكنائس) .فهذا
الغالب الذي أعطى سلطانا على المم ،ويرعاهم بالقضيب من حديد ،هو ممد صلى اللّه عليه وسلم .كما قال اللّه ف حقه{ :وينصرك اللّه نصرا عزيزا} وقد
ساه سطيح الكاهن صاحب الراوة ،روى أن ليلة ولدته صلى اللّه عليه وسلم انشق إيوان كسرى أنو شروان ،وسقط من ذلك أربع عشرة شرافة ،وخدت نار
فارس ،ول تمد قبل ذلك بألف عام ،وغارت بية ساوة بيث صارت يابسة ،ورأى الوبذان ف نومه أن إبلً صعابا تقود خيلً عرابا فقطعت دجلة وانتشرت
ف بلدها ،فخاف كسرى من حدوث هذه المور وأرسل عبد السيح إل سطيح الكاهن الذي كان ف الشام ،ولا وصل عبد السيح إليه ،وجده ف سكرات
الوت فذكر هذه المور عنده ،فأجاب سطيح( :إذا كثرت التلوة ،وظهر صاحب الراوة ،وغاضت بية ساوة ،وخدت نار فارس ،فليست بابل للفرس
مقاما ،ول الشام لسطيح مناما ،يلك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات ،وكل ما هو آت آت) .ث مات سطيح من ساعته ،ورجع عبد السيح ،فأخب
أنو شروان با قال سطيح ،قال كسرى إل أن يلك أربعة عشر ملكا ،كانت أمور وأمور ،فملك منهم عشرة ف أربع سني ،وملك الباقون إل خلفة عثمان
رضي اللّه عنه ،فهلك آخرهم يزدجر ف خلفته .والراوة بكسر الاء العصا الضخمة ،وكوكب الصبح عبارة عن القرآن ،قال اللّه تعال ف سورة النساء:
{وأنزلنا إليكم نورا مبينا} ،وف سورة التغابن{ :فآمنوا باللّه ورسوله والنور الذي أنزلنا} .قال صاحب صولة الضيغم بعد نقل هذه البشارة ،قلت للقسيسي
ويت ،ووليم عند الناظرة :إن صاحب هذا القضيب من حديد ممد صلى اللّه عليه وسلم ،فاضطربا بسماع هذا المر ،وقال :إن عيسى عليه السلم ،حكم
بذا الكنيسة ثياثيا ،فل بد أن يكون ظهور مثل هذا الشخص هناك ،وممد صلى اللّه عليه وسلم ما راح هناك ،قلت :هذه الكنيسة ف أية ناحية كانت .فرجعا
إل كتب اللغة ،وقال :كانت ف أرض الروم ،قريبة من استانبول .قلت :راح أصحاب ممد صلى اللّه عليه وسلم ف خلفة الفاروق العظم ،عمر رضي اللّه
عنه ،إل هذه البلد ،وفتحوها ،وبعد الصحابة ،رضي اللّه عنهم ،كان السلمون أيضا متسلطي عليها ف أكثر الوقات ،ث تسلط سلطي آل عثمان ،أدام اللّه
سلطنتهم من الدة الديدة ،وهم متسلطون إل هذا الي ،فهذا الب صريح ف حق ممد ،صلى اللّه عليه وسلم ،انتهى كلمه.
قلت :الفاضل عباس علي الاجوي الندي ،صنف أولً كتابا ،كبيا ف رد أهل التثليث ،وساه صولة الضيغم على أعداء ابن مري ،ث ناظر هو رحه اللّه ويت،
ووليم القسيسي ف البلد كانفور من بلد الند وألزمهما ،ث اختصر كتابه ،وسىّ الختصر خلصة صولة الضيغم ،ومناظرته كانت قبل أن ناظر صاحب ميزان
الق ف أكب آباد بقدار اثنتي وعشرين سنة.
(البشارة الثامنة عشر) وهذه البشارة واقعة ف آخر أبواب إنيل يوحنا ،وأنا أنقل عن التراجم العربية الطبوعة سنة 1821وسنة 1831وسنة 1844ف بلدة
لندن ،فأقول :ف الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا هكذا( 15 :إن كنتم تبونن فاحفظوا وصاياي) ( 16وأنا أطلب من الب فيعطيكم فارقليط آخر ليثبت
معكم إل البد) ( 17روح الق الذي لن يطيق العال أن يقبله لنه ليس يراه ول يعرفه وأنتم تعرفونه لنه مقيم عندكم وهو ثابت فيكم) ( 26والفارقليط روح
القدس الذي يرسله الب باسي هو يعلمكم كل شيء وهو يذكركم كل ما قلته لكم) ( 30والن قد قلت لكم قبل أن يكون حت إذا كان تؤمنون) .وف
الباب الامس عشر من إنيل يوحنا هكذا( :فأما إذا جاء الفارقليط الذي أرسله أنا إليكم من الب روح الق الذي من الب ينبثق هو يشهد لجلي) 27
(وأنتم تشهدون لنكم معي من البتداء) .وف الباب السادس عشر من إنيل يوحنا هكذا( 7 :لكن أقول لكم الق أنه خي لكم أن انطلق لن إن ل أنطلق ل
يأتكم الفارقليط فأما إن انطلقت أرسلته إليكم) ( 8فإذا جاء ذاك فهو يوبخ العال على خطية وعلى بر وعلى حكم) ( 9أما على الطية فلنم ل يؤمنوا ب)
( 10وأما على الب فلن منطلق إل الب ولستم ترونن بعد) ( 11وأما على الكم فإن أركون هذا العال قد دين) ( 12وأن ل كلما كثيا أقوله لكم
ولكنكم لستم تطيقون حله الن) ( 13وإذا جاء روح الق ذاك فهو يعلمكم جيع الق لنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع ويبكم با سيأت)
( 14وهو يجدن لنه يأخذ ما هو ل ويبكم) ( 15جيع ما هو الب فهو ل فمن أجل هذا قلت أن ما هو ل يأخذ ويبكم) .وأنا أقدم قبل بيان وجه
الستدلل بذه العبارات أمرين:
www.barsoomyat.com – 88إظهار الحق – رحمت ال هندي
المر الول :أنك قد عرفت ف المر السابع ،أن أهل الكتاب سلفا وخلفا عادتم أن يترجوا غالبا الساء ،وأن عيسى عليه السلم كان يتكلم باللسان العبان
ل باليونان ،فإذا ل يبقى شك ف أن النيلي الرابع ترجم اسم البشر به باليونان بسب عادتم ،ث مترجو العربية عربوا اللفظ اليونان بفارقليط ،وقد وصلت
إل رسالة صغية ف لسان أردو من رسائل القسيسي ف سنة ألف ومائتي وثان وستي من الجرة ،وكانت هذه الرسالة طبعت ف كلكته وكانت ف تقيق
لفظ فارقليط ،وادعى مؤلفها أن مقصوده أن ينبه السلمي على سبب وقوعهم ف الغلط من لفظ فارقليط ،وكان ملخص كلمه( :أن هذا اللفظ معرب من
اللفظ اليونان فإن قلنا أن هذا اللفظ اليونان الصل باراكلي طوس فيكون بعن العزي والعي والوكيل ،وإن قلنا أن اللفظ الصل بيكلو طوس يكون قريبا من
معن ممد وأحد ،فمن استدل من علماء السلم بذه البشارة فهم أن اللفظ الصل بيكلو طوس ومعناه قريب من معن ممد وأحد ،فادعى أن عيسى عليه
السلم أخب بحمد أو أحد لكن الصحيح أنه باراكلي طوس) انتهى ملخصا من كلمه.
فأقول أن التفاوت بي اللفظي يسي جدا وأن الروف اليونانية كانت متشابة ،فتبدل بيكلو طوس بياراكلي طوس ف بعض النسخ من الكاتب قريب القياس،
ث رجح أهل التثليث النكرين هذه النسخة على النسخ الخر ،ومن تأمل ف الباب الثان من هذا الكتاب والمر السابع من هذا السلك السادس بنظر النصاف،
اعتقد يقينا بأن مثل هذا المر من أهل الديانة من أهل التثليث ليس ببعيد ،بل ل يبعد أن يكون من الستحسنات.
ل منتنس السيحي الذي كان ف القرن الثان من اليلد، والمر الثان :أن البعض ادعوا قبل ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم ،أنم مصاديق لفظ ،فارقليط مث ً
وكان مرتاضا شديدا وأتقى عهده ،ادعى ف قرب سنة 177من اليلد ف آسيا الصغي الرسالة وقال إن هو الفارقليط الوعود به الذي وعد بجيئه عيسى عليه
السلم وتبعه أناس كثيون ف ذلك كما هو مذكور ف بعض التواريخ.
وذكر وليم ميور حاله وحال متبعيه ف القسم الثان من الباب الثالث من تاريه بلسان أردو الطبوع سنة 1848من اليلد هكذا( :أن البعض قالوا أنه ادعى
أن فارقليط يعن العزي روح القدس وهو كان أتقى ومرتاضا شديدا ولجل ذلك قبله الناس قبولً زائدا) انتهى كلمه .فعلم أن انتظار فارقليط كان ف القرون
الول السيحية أيضا ولذلك كان الناس يدعون مصاديقه وكان السيحيون يقبلون دعاويهم .وقال صاحب لب التواريخ( :أن اليهود والسيحيي من معاصري
ممد صلى اللّه عليه وسلم كانوا منتظرين لنب فحصل لحمد من هذا المر نفع عظيم لنه ادعى أن هو ذاك النتظر) انتهى ملخص كلمه .فيعلم من كلمه
أيضا أن أهل الكتاب كانوا منتظرين لروج نب ف زمان النب صلى اللّه عليه وسلم ،وهو الق لن النجاشي ملك البشة لا وصل إليه كتاب ممد صلى اللّه
عليه وسلم (فقال أشهد باللّه أنه للنب الذي ينتظره أهل الكتاب) وكتب الواب وكتب ف الواب (أشهد أنك رسول اللّه صادقا ومصدقا ،وقد بايعتك
وبايعت ابن عمك أي جعفر بن أب طالب ،وأسلمت على يديه للّه رب العالي) وهذا النجاشي قبل السلم كان نصرانيا ،وكتب القوقس ملك القبط ف
جواب كتاب النب صلى اللّه عليه وسلم هكذا( :لحمد بن عبد اللّه من القوقس عظيم القبط سلم عليك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما
تدعوا إليه ،وقد علمت أن نبيا قد بقي وقد كنت أظن أنه يرج بالشام وقد أكرمت رسولك) والقوقس هذا وإن ل يسلم لكنه أقر ف كتابه أن قد علمت أن
نبيا قد بقي وكان نصرانيا ،فهذان اللكان ما كانا يافان ف ذلك الوقت من ممد صلى اللّه عليه وسلم لجل شوكته الدنيوية ،وجاء الارود بن العلء ف قومه
إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال :واللّه لقد جئت بالق ونطقت بالصدق ،والذي بعثك بالق نبيا لقد وجدت وصفك ف النيل وبشر بك ابن البتول
فطول ،التحية لك والشكر لن أكرمك ،ل أثر بعد عي ول شك بعد يقي ،مد يدك فأنا أشهد أن ل إله إل اللّه وأنك ممد رسول اللّه) ،ث آمن قومه وهذا
الارود كان من علماء النصارى وقد أقر بأنه قد بشر بك ابن البتول أي عيسى عليه السلم ،فظهر أن السيحيي أيضا كانوا منتظرين لروج نب بشر به عيسى
عليه السلم ،فإذا علمت ذلك فأقول أن اللفظ العبان الذي قاله عيسى عليه السلم مفقود ،واللفظ اليونان الوجود ترجة ،لكن أترك البحث عن الصل،
وأتكلم على هذا اللفظ اليونان الصل بيكلو طوس فالمر ظاهر ،وتكون بشارة السيح ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم بلفظ هو قريب من ممد ،وأحد،
وهذا وإن كان قريب القياس بلحاظ عاداتم لكن أترك هذا الحتمال ،لنه ل يتم عليهم إلزاما وأقول إن كان اللفظ اليونان الصل بارا كلي طوس كما
يدعون فهذا ل يناف الستدلل أيضا ،لن معناه العزي ،والعي ،والوكيل ،على ما بي صاحب الرسالة ،أو الشافع ،كما يوجد ف الترجة العربية الطبوعة سنة
،1816وهذه العان كلها تصدق على ممد صلى اللّه عليه وسلم .وأنا أبي الن أولً أن الراد بفارقليط النب البشر به أعن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ل
الروح النازل على تلميذ عيسى عليه السلم يوم الدار ،الذي جاء ذكره ف الباب الثان من كتاب العمال .وأذكر ثانيا شبهات العلماء السيحية وأجيب عنها
فأقول:
أما الول :فيدل عليه أمور:
[ ]1أن عيسى عليه السلم قال( :أولً ،إن كنتم تبونن فاحفظوا وصاياي) ث أخب عن فارقليط فمقصوده عليه السلم ،أن يعتقد السامعون بأن ما يلقى عليهم
يعد ضروري واجب الرعاية ،فلو كان فارقليط عبارة عن الروح النازل يوم الدار لا كانت الاجة إل هذه الفقرة ،لنه ما كان مظنونا أن يستبعد الواريون
نزول الروح عليهم مرة أخرى ،لنم كانوا مستفيضي به من قبل أيضا ،بل ل مال للستبعاد أيضا لنه إذا نزل على قلب أحد وحل فيه يظهر أثره ل مالة
www.barsoomyat.com – 89إظهار الحق – رحمت ال هندي
ظهورا بينا ،فل يتصوّر إنكار التأثر منه وليس ظهوره عندهم ف صورة يكون فيه مظنة يكون الستبعاد ،فهو عبارة عن النب البشر به ،فحقيقة المر أن السيح
عليه السلم لا علم بالتجربة وبنور النبوّة أن الكثيين من أمته ينكرون النب البشر به عند ظهوره ،فأكد أولً بذه الفقرة ث أخب عن ميئه.
[ ]2أن هذا الروح متحد بالب مطلقا وبالبن ،نظرا إل لهوته اتادا حقيقيا فل يصدق ف حقه (فارقليط آخر) بلف النب البشر به فإنه يصدق هذا القول
ف حقه بل تكلف.
[ ]3أن الوكالة والشفاعة من خواص النبوّة ل من خواص هذا الروح التحد باللّه ،فل يصدقان على الروح ويصدقان على النب البشر به بل تكلف.
[ ]4أن عيسى عليه السلم قال( :هو يذكركم كل ما قلته لكم) .ول يثبت من رسالة من رسائل العهد الديد ،أن الواريي كانوا قد نسوا ما قاله عيسى عليه
السلم ،وهذا الروح النازل يوم الدار ذكرهم إياه.
[ ]5أن عيسى عليه السلم قال( :والن قد قلت لكم قبل أن يكون حت إذا كان تؤمنون) .وهذا يدل على أن الراد به ليس الروح لنك قد عرفت ف المر
الول أنه ما كان عدم اليان مظنونا منهم وقت نزوله ،بل ل مال للستبعاد أيضا ،فل حاجة إل هذا القول ،وليس من شأن الكيم العاقل أن يتكلم بكلم
ل عن شأن النب العظيم الشأن ،فلو أردنا به النب البشر به يكون هذا الكلم ف مله ،وف غاية الستحسان لجل التأكيد مرة ثانية. فضول فض ً
[ ]6أن عيسى عليه السلم قال( :هو يشهد لجلي) .وهذا الروح ما شهد لجله بي يدي أحد ،لن تلميذه الذين نزل عليهم ما كانوا متاجي إل الشهادة،
لنم كانوا يعرفون السيح حق العرفة قبل نزوله أيضا ،فل فائدة للشهادة بي أيديهم ،والنكرون الذين كانوا متاجي للشهادة فهذا الروح ما شهد بي أيديهم
بلف ممد صلى اللّه عليه وسلم فإنه شهد لجل السيح عليه [ص ]284السلم وصدقه وبرأه عن ادعاء اللوهية ،الذي هو أشد أنواع الكفر والضلل ،وبرأ
أمه عن تمة الزنا ،وجاء ذكر براءتما ف القرآن ف مواضع متعددة ،وف الحاديث ف مواضع غي مصورة.
[ ]7أن عيسى عليه السلم قال( :وأنتم تشهدون لنكم معي من البتداء ،وهذه الية ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1816هكذا( :وتشهدون أنتم أيضا
لنكم كنتم معي من البتداء) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1860هكذا( :وتشهدون أنتم أيضا لنكم معي من البتداء) فيوجد ف هذه التراجم الثلث
لفظ أيضا ،وكذا يوجد ف التراجم الفارسية الطبوعة سنة 1816وسنة 1828وسنة 1841وف ترجة أردو الطبوعة سنة 1814ترجة لفظ أيضا ،فلفظ
أيضا سقط من التراجم الت نقلت عنها عبارة يوحنا سهوا أو قصدا ،فهذا القول يدل دللة ظاهرة على أن شهادة الواريي غي شهادة فارقليط ،فلو كان الراد
به الروح النازل يوم الدار فل توجد مغايرة الشهادتي ،لن الروح الذكور ل يشهد شهادة مستقلة غي شهادة الواريي ،بل شهادة الواريي هي شهادته
بعينها ،لن هذا الروح مع كونه إلا متحدا باللّه اتادا حقيقيا بريا من النول واللول والستقرار والشكل الت هي من عوارض السم والسمانيات ،نزل مثل
ريح عاصفة وظهر ف أشكال ألسنة منقسمة كأنا من نار ،واستقرت على كل واحد منهم يوم الدار ،فكان حالم كحال من عليه أثر الن ،فكما أن قول الن
يكون قوله ف تلك الالة فكذلك كانت شهادة الروح هي شهادة الواريي ،فل يصح هذا القول بلف ما إذا كان الراد به النب البشر به ،فإن شهادته غي
شهادة الواريي.
[ ]8أن عيسى عليه السلم قال( :إن ل أنطلق ل يأتكم الفارقليط فأما إن انطلقت أرسلته إليكم) .فعلق ميئه بذهابه وهذا الروح عندهم نزل على الواريي ف
حضوره لا أرسلهم إل البلد السرائيلية ،فنوله ليس بشروط بذهابه ،فل يكون مرادا بفارقليط ،بل الراد به شخص ل يستفض منه أحد من الواريي قبل
زمان صعوده ،وكان ميئه موقوفا على ذهاب عيسى عليه السلم ،وممد صلى اللّه عليه وسلم كان كذلك ،لنه جاء بعد ذهاب عيسى عليه السلم ،وكان
ميئه موقوفا على ذهاب عيسى عليه السلم ،لن وجود رسولي ذوي شريعتي مستقلتي ف زمان واحد غي جائز ،بلف ما إذا كان الخر متبعا لشريعة
الول أو يكون كل من الرسل متبعا لشريعة واحدة ،لنه يوز ف هذه الصورة وجود اثني أو أكثر ف زمان واحد ومكان واحد ،كما ثبت وجودهم ما بي
زمان موسى عليه السلم وعيسى عليه السلم.
[ ]9أن عيسى عليه السلم قال( :يوبخ العال) .فهذا القول بنلة النص اللي لحمد صلى اللّه عليه وسلم ،لنه وبخ العال سيما اليهود على عدم إيانم بعيسى
عليه السلم توبيخا ل يشك فيه إل معاند بت ،وسيكون ابنه الرشيد ممد الهدي رفيقا لعيسى عليه السلم ف زمان قتل الدجال العور ومتابعيه ،بلف
الروح النازل يوم الدار ،فإن توبيخه ل يصح على أصول أحد ،وما كان التوبيخ منصب الواريي بعد نزوله أيضا ،لنم كانوا يدعون إل اللة بالترغيب
والوعظ ،وما قال رانكي ف كتابه السمى بدافع البهتان الذي هو بلسان أردو ف رده على خلصة صولة الضيغم( :إن لفظ التوبيخ ل يوجد ف النيل ول ف
ترجة من تراجم النيل ،وهذا الستدل أورد هذا اللفظ ليصدق على ممد صدقا بينا لجل أن ممد صلى اللّه عليه وسلم وبخ وهدد كثيا ،إل أن مثل هذا
التغليط ليس من شأن الؤمني والائفي من اللّه) انتهى كلمه فمردوده .وهذا القسيس إما جاهل غالط أو مغلط ليس له إيان ول خوف من اللّه ،لن هذا
اللفظ يوجد ف التراجم العربية الذكورة الت نقلت عنها عبارة يوحنا ،وف الترجة الطبوعة 1671ف الرومية العظمى ،وعبارة الترجة العربية الطبوعة ف
بيوت سنة 1860هكذا( :ومت جاء ذاك يبكت العال على خطية ال) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1816وسنة ،1825وف التراجم الفارسية
www.barsoomyat.com – 90إظهار الحق – رحمت ال هندي
الطبوعة سنة 1816وسنة 1828وسنة 1841يوجد لفظ اللزام ،ولفظ التبكيت واللزام أيضا قريبان من التوبيخ لكن ل شكاية منه ،لن مثل هذا المر
من عادات علماء بروتستنت ولذلك ترى أن مترجي الفارسية وأردو تركوا لفظ فارقليط لشهرته عند السلمي ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم ،ومترجم
ترجة أردو الطبوعة سنة 1839فإن هؤلء أسلفه أيضا ،حيث أرجع إل الروح ضمائر الؤنث ليحصل الشتباه للعوام أن مصداق هذا اللفظ مؤنث وليس
بذكر.
[ ]10قال عيسى عليه السلم( :أما على الطية فلنم ل يؤمنوا ب) وهذا يدل على أن فارقليط يكون ظاهرا على منكري عيسى عليه السلم موبا لم على
عدم اليان به ،والروح النازل يوم الدار ما كان ظاهرا على الناس موبا لم.
[ ]11قال عيسى عليه السلم( :إن ل كلما كثيا أقوله لكم ،ولكنكم لستم تطيقون حله الن) .وهذا يناف إرادة الروح النازل يوم الدار لنه ما زاد حكما
على أحكام عيسى عليه السلم ،لنه على زعم أهل التثليث كان أمر الواريي بعقيدة التثليث وبدعوة أهل العال كله ،فأي أمر حصل لم أزيد من أقواله الت
قال لم إل زمان صعوده .نعم بعد نزول هذا الروح ،أسقطوا جيع أحكام التوراة الت هي ما عدا بعض الحكام العشرة الذكورة ف الباب العشرين من سفر
الروج ،وحللوا جيع الحرمات وهذا المر ل يوز ف حقه أن يقال أنم ما كانوا يستطيعون حله ،لنم استطاعوا حل سقوط حكم تعظيم السبت الذي هو
أعظم أحكام التوراة ،الذي كان اليهود ينكرون كون عيسى عليه السلم مسيحا موعودا به لجل عدم مراعاته هذا الكم ،فقبول سقوط جيع الحكام كان
أهون عندهم ،نعم قبول زيادة الحكام لجل ضعف اليان ،وضعف القوة إل زمان صعوده كما يعترف به علماء بروتستنت ،كان خارجا عن استطاعتهم.
فظهر أن الراد بفارقليط نب تزاد ف شريعته أحكام بالنسبة إل الشريعة العيسوية ويثقل حلها على الكلفي الضعفاء وهو ممد صلى اللّه عليه وسلم.
[ ]12أن عيسى عليه السلم قال( :ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع).
وهذا يدل على أن فارقليط يكون بيث يكذبه بنو إسرائيل ،فاحتاج عيسى عليه السلم أن يقرر حال صدقه فقال هذا القول ،ول مال لظنة التكذيب ف حق
الروح النازل يوم الدار ،على أن هذا الروح عندهم عي اللّه فل معن لقوله بل يتكلم با يسمع .فمصداقه ممد صلى اللّه عليه وسلم ،فإنه كان ف حقه مظنة
التكذيب وليس هو عي اللّه وكان يتكلم با يوحى إليه كما قال اللّه تعال{ :وما ينطق عن الوى إن هو إل وحي يوحى} وقال{ :إن اتبع إل ما يوحى إلّ}.
[ ]13أن عيسى عليه السلم قال( :أنه يأخذ ما هو ل) .وهذا ل يصدق على الروح ،لنه عند أهل التثليث قدي وغي ملوق وقادر مطلق ليس له كمال منتظر
بل كل كمال من كمالته حاصل له بالفعل ،فل بد أن يكون الوعود به من النس الذي يكون له كمال منتظر ،ولا كان هذا الكلم موها أن يكون هذا النب
متبعا لشريعته ،دفعه بقوله فيما بعد( :جيع ما للب فهو ل فلجل هذا قلت ما هو ل يأخذ) .يعن أن كل شيء يصل لفارقليط من اللّه فكأنه يصل من،
كما اشتهر من كان للّه كان اللّه له ،فلجل هذا قلت أن ما هو ل يأخذ.
وأما الثان أعن الشبهات الت توردها علماء بروتستنت فخمسة:
(الشبهة الول) جاء ف هذه العبارة تفسي فارقليط بروح القدس وروح الق وها عبارتان عن الفنوم الثالث ،فكيف يصح أن يراد بفارقليط ممد صلى اللّه
عليه وسلم أقول ف الواب :أن صاحب ميزان الق يدعي ف تأليفاته كون ألفاظ روح اللّه وروح القدس وروح الق وروح الصدق وروح فم اللّه بعن
واحد ،وقال ف الفصل الول من الباب الثان من مفتاح السرار ف الصفحة 53من النسخة الفارسية الطبوعة سنة ( :1850أن لفظ روح اللّه ولفظ روح
القدس ف التوراة والنيل بعن واحد) انتهى .فادعى أن هذين اللفظي يستعملن بعن واحد ف العهدين وقال ف حل الشكال ف جواب كشف الستار( :من
له شعور ما بالتوراة والنيل فهو يعرف أن ألفاظ روح القدس وروح الق وروح فم اللّه وغيها بعن روح اللّه فلذلك ما رأيت إثباته ضروريا) انتهى .فإذا
عرفت هذا القول نن نقطع النظر عن صحة ادعائه وعدم صحته ههنا ونسلم ترادف هذه اللفاظ على زعمه لكنا ننكر أن استعمالا ف كل موضع من مواضع
العهدين بعن القنوم الثالث ونقول قولً مطابقا لقوله من له شعور ما بكتب العهدين ،يعرف أن هذه اللفاظ تستعمل ف غي القنوم كثيا ،ف الية الرابعة
عشر من الباب السابع والثلثي من كتاب حزقيال قول اللّه تعال ف خطاب ألوف من الناس الذين أحياهم بعجزة حزقيال عليه السلم هكذا( :فأعطى فيكم
روحي) .ففي هذا القول روح اللّه بعن النفس الناطقة النسانية ل بعن القنوم الثالث الذي هو عي اللّه على زعمهم ،وف الباب الرابع من الرسالة الول
ليوحنا هكذا ترجة عربية سنة ( 1 :1760أيها الحباء ل تصدقوا كل روح ،بل امتحنوا الرواح هل هي من اللّه ،لن النبياء الكذبة كثيون قد خرجوا إل
العال) ( 2بذا تعرفون روح اللّه ،كل روح يعترف بيسوع السيح أنه قد جاء ف السد فهو من اللّه) ( 6نن من اللّه فمن يعرف اللّه يسمع لنا ،ومن ليس من
اللّه ل يسمع لنا ،من هذا نعرف روح الق وروح الضلل) .وهذه الملة الواقعة ف الية الثانية( :بذا تعرفون روح اللّه).
وف التراجم الخر هكذا ترجة عربية سنة ،1821وسنة ،1831وسنة ( :1844وبذا يعرف روح اللّه) .ترجة عربية سنة ( :1825فإنكم تيزون روح
اللّه ولفظ روح اللّه ف الية الثانية ،ولفظ روح الق ف الية السادسة ،بعن الواعظ الق ل بعن القنوم الثالث ،ولذلك ترجم مترجم ترجة أردو الطبوعة
سنة 1845لفظ كل روح بكل واعظ ،ولفظ الرواح بالواعظي ف الية الول ولفظ روح ف الية الثانية بالواعظ من جانب اللّه ،ولفظ روح الق ف الية
www.barsoomyat.com – 91إظهار الحق – رحمت ال هندي
السادسة بالواعظ الصادق ،وترجم لفظ روح الضلل بالواعظ الضل ،وليس الراد بروح اللّه وروح الق القنوم الثالث الذي هو عي اللّه على زعمهم وهو
ظاهر فتفسي فارقليط بروح القدس وروح الق ل يضرنا لنما بعن الواعظ الق ،كما أن لفظ روح الق وروح اللّه بذا العن ف الرسالة الول ليوحنا،
فيصح إطلقهما على ممد صلى اللّه عليه وسلم بل ريب.
(الشبهة الثانية) أن الخاطبي بضميهم الواريون ،فل بد أن يظهر فارقليط ف عهدهم ،وممد صلى اللّه عليه وسلم ل يظهر ف عهدهم ،أقول هذا أيضا ليس
بشيء ،لن منشأه أن الاضرين وقت الطاب ل بد أن يكونوا مراضي بضمي الطاب وهو ليس بضروري ف كل موضع ،أل ترى أن قول عيسى عليه السلم
ف الية الرابعة والستي من الباب السادس والعشرين من إنيل مت ف خطاب رؤساء الكهنة والشيوخ والجمع هكذا( :وأيضا أقول لكم من الن تبصرون ابن
النسان جالسا عن يي القوة وآتيا على سحاب السماء) .وهؤلء الخاطبون قد ماتوا ومضت على موتم مدة هي أزيد من ألف وثانائة سنة ،وما رأوه آتيا
على سحاب السماء ،فكما أن الراد بالخاطبي ههنا الوجودون من قومهم وقت نزوله من السماء ،فكذلك فيما نن فيه الراد الذين يوجدون وقت ظهور
فارقليط.
(الشبهة الثالثة) أنه وقع ف حق فارقليط أن العال ل يراه ول يعرفه ،وأنتم تعرفونه وهو ل يصدق على ممد صلى اللّه عليه وسلم ،لن الناس رأوه وعرفوه أقول
هذا أيضا ليس بشيء ،وهم أحوج الناس تأويلً ف هذا القول بالنسبة إلينا ،لن روح القدس عي اللّه عندهم والعال يعرف اللّه أكثر من معرفة ممد صلى اللّه
عليه وسلم ،فل بد أن نقول أن الراد بالعرفة العرفة القيقية الكاملة ،ففي صورة التأويل ل اشتباه ف صدق هذا القول على ممد صلى اللّه عليه وسلم ،ويكون
القصود أن العال ل يعرفه معرفة حقيقية كاملة ،وأنتم تعرفونه معرفة حقيقية كاملة ،والراد بالرؤية العرفة ،ولذا ل يعد عيسى عليه السلم لفظ الرؤية بعد لفظ
أنتم بل قال وأنتم تعرفونه.
ولو حلنا الرؤية على الرؤية البصرية يكون نفي الرؤية ممولً على ما هو الراد ف قول النيلي الول ف الباب الثالث عشر من إنيله ،وأنقل عبارته عن الترجة
العربية الطبوعة سنة 1816وسنة ( 13 :1825فلذلك أضرب لم المثال لنم ينظرون ول يبصرون ،ويسمعون ول يستمعون ول يفهمون) ( 14وقد
كمل فيهم تنبأ أشعيا حيث قال إنكم تستمعون سعا ول تفهمون وتنظرون نظرا ول تبصرون) .فل إشكال أيضا وأمثال هذين المرين وإن كانت معان مازية
لكنها بنلة القيقة العرفية .ووقعت ف كلم عيسى عليه السلم كثيا :ف الية السابعة والعشرين من الباب الادي عشر من إنيل مت هكذا( :وليس أحد
يعرف البن إل الب ول أحد يعرف الب إل البن ومن أراد البن أن يعلن له).
وف الية الثامنة والعشرين من الباب السابع من إنيل يوحنا هكذا( :الذي أرسلن حق الذي أنتم لستم تعرفونه).
وف الباب الثامن من إنيل يوحنا هكذا( :لستم تعرفون أنا ول أب ،لو عرفتمون لعرفتم أب أيضا) ( 55ولستم تعرفونه أي اللّه) ال.
وف الية الامسة والعشرين من الباب السابع عشر من إنيل يوحنا هكذا( :أيها الب إن العال ل يعرفك أما أنا فعرفتك).
وف الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا هكذا( 7 :لو كنتم قد عرفتمون لعرفتم أب أيضا ومن الن تعرفونه وقد رأيتموه) ( 8قال له فيلبس يا سيد أرنا الب
وكفانا) ( 9قال له يسوع أنا معكم زمانا هذه مدته ول تعرفن يا فيلبس الذي رآن فقد رأى الب ،فكيف تقول أنت أرنا الب).
ل عن فالراد ف هذه القوال بالعرفة العرفة الكاملة وبالرؤية العرفة ،وإل ل تصح هذه القوال يقينا ،لن العوام من الناس كانوا يعرفون عيسى عليه السلم فض ً
رؤساء اليهود ،والكهنة ،والشايخ ،والواريي ،ورؤية اللّه بالبصر ف هذا العال متنعة عند أهل التثليث أيضا.
(الشبهة الرابعة) أنه وقع ف حق فارقليط( :أنه مقيم عندكم ،وثابت فيكم) .ويظهر من هذا القول أن فارقليط كان ف وقت الطاب مقيما عند الواريي،
وثابتا فيهم ،فكيف يصدق على ممد صلى اللّه عليه وسلم.
أقول :إن هذا القول ف التراجم الخرى هكذا ترجة عربية سنة ،1816وسنة ( :1825لنه مستقر معكم ،وسيكون فيكم) .والتراجم الفارسية الطبوعة سنة
،1816وسنة ،1828وسنة .1841وترجة أردو الطبوعة سنة ،1814وسنة ،1839كلها مطابقة لاتي الترجتي ،وف الترجة العربية الطبوعة سنة
1860هكذا( :ماكث معكم ،ويكون فيكم) .فظهر أن الراد بقوله ثابت فيكم الثبوت الستقبال يقينا ،فل اعتراض به لوجه من الوجوه ،وبقي قوله مقيم
عندكم فأقول :ل يصح حل هذا القول على معن هو مقيم عندكم الن ،لنه يناف قوله( :أنا أطلب من الب فيعطيكم فارقليط آخر) ،وقوله( :قد قلت لكم
قبل أن يكون ،حت إذا كان تؤمنون) ،وقوله( :إن ل أنطلق ل يأتكم الفارقليط) ،وإذا أُول نقول أنه بعن الستقبال ،كما أن القول الذي بعده بعن الستقبال،
ومعناه يكون مقيما عندكم ف الستقبال ،فل خدشة ف صدقه أيضا على ممد صلى اللّه عليه وسلم .والتعبي عن الستقبال بالال بل بالاضي ف المور التيقنة
كثي ف العهدين ،أل ترى أن حزقيال عليه السلم أخب أولً عن خروج يأجوج ومأجوج ،ف الزمان الستقبل ،وإهلكهم حي وصولم إل جبال إسرائيل.
www.barsoomyat.com – 92إظهار الحق – رحمت ال هندي
ث قال ف الية الثامنة من الباب التاسع والثلثي من كتابه هكذا( :ها هو جاء وصار يقول الرب الله هذا هو اليوم الذي قلت عنه) .فانظروا إل قوله ها هو
جاء وصار ،وهذا القول ف الترجة الفارسية الطبوعة سنة 1839هكذا( :ابنك رسيد وبوقوع يبوست) فعب عن الال الستقبل بالاضي لكونه يقينا ل شك
فيه وقد مضت مدة أزيد من ألفي وأربعمائة وخسي سنة ول يظهر خروجهم.
وف الية الامسة والعشرين من الباب الامس من إنيل يوحنا هكذا( :الق الق أقول لكم أنه تأت ساعة وهي الن حي يسمع الموات صوت ابن اللّه
والسامعون ييون) فانظروا إل قوله وهي الن وقد مضت مدة أزيد من ألف وثانائة ول تيء هذه الساعة وال الن أيضا مهولة ل يعرف أحد مت تيء.
(الشبهة الامسة) ف الباب الول من كتاب العمال هكذا( 4 :وفيما هو متمع معهم أوصاهم أن ل يبحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الب الذي
سعتموه من) ( 5لن يوحنا عمد بالاء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه اليام بكثي) .وهذا يدل على أن فارقليط ،هو الروح النازل يوم
الدار .لن الراد بوعد الب هو فارقليط ،أقول الدعاء بأن الراد بوعد الب هو فارقليط ،ادعاء مض ،بل هو غلط لثلثة عشر وجها وقد عرفتها ،بل الق أن
الخبار عن فارقليط شيء ،والوعد بإنزال الروح عليه مرة أخرى شيء آخر وقد وف اللّه بالوعدين ،وقد عب بالوعد الول بجيء فارقليط ،وههنا بوعد الب.
غاية المر أن يوحنا نقل بشارة فارقليط ،ول ينقلها النيليون الباقون ،ولوقا نقل موعد نزول الروح الذي نزل يوم الدار ول ينقله يوحنا .ول بأس فيه فإنم قد
يتفقون ف نقل القوال السيسة ،كركوب عيسى عليه السلم على المار وقت الذهاب إل أورشليم ،اتفق على نقله الربعة ،وقد يتخالفون ف نقل الحوال
العظيمة ،أل ترى أن لوقا انفرد بذكر إحياء ابن الرملة من الموات ف نابي ،وبذكر إرسال عيسى عليه السلم سبعي تلميذا ،وبذكر إبراء عشرة برص ،ول
يذكر هذه الالت أحد النيليي مع أنا من الالت العظيمة ،وأن يوحنا انفرد بذكر وليمة العرس ف قانا الليل وظهر من يسوع فيه معجزة تويل الاء خرا،
وهذه العجزة أول معجزاته ،وسبب ظهور مده وإيان التلميذ به ،وبذكر إبراء السقيم ف بيت صيدا ف أورشليم ،وهذه أيضا معجزة عظيمة ،والريض كان
مريضا من ثان وثلثي سنة ،وبذكر قصة امرأة أخذت ف زنا ،وبذكر إبراء الكمه وهذا أيضا من أعظم معجزاته ،وهي مصرحة بما ف الباب التاسع ،وبذكر
إحياء العاذار من بي الموات ،ول يذكرها أحد من النيليي مع أنا حالت عظيمة .وهكذا حال مت ومرقس فإنما انفردا بذكر بعض العجزات والالت
الت ل يذكرها غيها.
ولا طال البحث ف هذا السلك ،فلنقتصر على هذا القدر من البشارات الت نقلتها عن كتبهم العتبة عندهم ف زماننا ،وأما البشارات الت توجد ف كتب
أخرى هي ليست معتبة عندهم ف زماننا فما نقلتها .وبعد ما فرغت أنقل عنها بشارة واحدة أيضا على سبيل النوذج.
فأقول :القسيس سيل نقل ف مقدمة ترجته للقرآن الجيد من إنيل برنايا بشارة ممدية هكذا( :اعلم يا برنابا أن الذنب وإن كان صغيا يزي اللّه عليه لن
اللّه غي راض عن الذنب ،ولا اجتن أمي وتلميذي لجل الدنيا سخط اللّه لجل هذا المر ،وأراد باقتضاء عدله أن يزيهم ف هذا العال على هذه العقيدة الغي
اللئقة ليحصل لم النجاة من عذاب جهنم ،ول يكون لم أذية هناك ،وإن وإن كنت بريا لكن بعض الناس لا قالوا ف حقي أنه اللّه وابن اللّه ،كره اللّه هذا
القول واقتضت مشيئته بأن ل تضحك الشياطي يوم القيامة علي ول يستهزئون ب ،فاستحسن بقتضى لطفه ورحته أن يكون الضحك والستهزاء ف الدنيا
بسبب موت يهوذا ،ويظن كل شخص أن صلبت ،لكن هذه الهانة والستهزاء تبقيان إل أن ييء ممد رسول اللّه ،فإذا جاء ف الدنيا ينبه كل مؤمن على هذا
الغلط ،وترتفع هذه الشبهة من قلوب الناس) انتهت ترجة كلمه.
(أقول) هذه البشارة عظيمة وإن اعترضوا أن هذا النيل رده مالس علمائنا السلف (أقول) ل اعتبار لردهم وقبولم كما علمت با ل مزيد عليه ف الباب
الول ،وهذا النيل من الناجيل القدية ويوجد ذكره ف كتب القرن الثان والثالث ،فعلى هذا كتب هذا النيل قبل ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم بئتي
سنة ،ول يقدر أحد أن يب بغي اللام بثل هذا المر قبل وقوعه بئتي سنة ،فل بد أن يكون هذا قول عيسى عليه السلم ،وإن قالوا أن أحدا من السلمي
حرف هذا النيل بعد ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم ،قلت :هذا الحتمال بعيد جدا لن السلمي ما التفتوا إل هذه الناجيل الربعة أيضا ،فكيف إل
إنيل برنابا ،ويبعد أن يؤثر تريف أحد من السلمي ف إنيل برنابا تأثيا يتغي به النسخ الوجودة عند السيحيي أيضا ،وهم يزعمون أن علماء أهل الكتاب من
اليهود والنصارى الذين أسلموا ،نقلوا عن كتب العهدين البشارات الحمدية وحرفوها ،فعلى زعمهم أقول أن هؤلء العلماء الكبار حرفوا على زعمهم ،ول
يؤثر تريف هؤلء ف كتبهم الت كانت موجودة عندهم ف مواضع هذه البشارات ،فكيف أثر تريف بعض السلمي ف إنيل برنابا ف النسخ الت كانت
عندهم ،فهذا الحتمال واه ضعيف جدا واجب الرد.
(تنبيه) نقلنا هذا الخبار أولً ف الكتاب العجاز العيسوي ،عن الترجة الطبوعة سنة 1850من اليلد ،وطبع هذا الكتاب سنة 1271من الجرة وسنة
1854من اليلد واشتهر ف أقطار الند وتراجهم ،وكتبهم تتغي ف الطبع التأخر بالنسبة إل الطبع التقدم تغيا ما ،كما قد نبهت ف مقدمة الكتاب أيضا،
فإن ل يد الناظر هذه البشارة ف بعض نسخ الترجة الذكورة الطبوعة ف سنة غي السنة الذكورة ل يقع ف شك سيما إذا كان هذا البعض من النسخ الطبوعة
www.barsoomyat.com – 93إظهار الحق – رحمت ال هندي
ف سنة متأخرة عن ألف وثانائة وأربع وخسي من اليلد ،لن علماء بروتستنت لو أسقطوا ف طبعهم هذه البشارة من الترجة الذكورة فل يستبعد من عادتم
الت صارت ،بنلة المر الطبيعي لم.
وقال الفاضل حيدر علي القرشي ف كتابه السمى بلصة سيف السلمي الذي هو بلسان أردو ف الصفحة 63و ( :64أن القسيس أو سكان الرمن ترجم
كتاب أشعيا باللسان الرمن ف سنة ألف وستمائة وست وستي سنة ،وطبعت هذه الترجة ف سنة ألف وسبعمائة وثلث وثلثي ف مطبع انتون بورتول
ويوجد ف هذه الترجة ف الباب الثان والربعي هذه الفقرة( :سبحوا اللّه تسبيحا جديدا وأثر سلطنة على ظهره واسه أحد) انتهت .وهذه الترجة موجودة
عند الرامن فانظروا فيها) انتهى كلمه.
(أقول) هذه الترجة ل تصل إل وما اطلعت عليها لكن هذا الفاضل لعله رآها واطلع عليها ،ول شك أن هذه الفقرة عظيمة النفع ،وإن ل تكن هذه الترجة
معتبة عند علماء بروتستنت ،ومن أسلم من علماء اليهود والنصارى ف القرن الول شهد بوجود البشارات الحمدية ف كتب العهدين ،مثل عبد اللّه بن سلم
وابن سعية وبنيامي ومييق وكعب الحبار وغيهم ،من علماء اليهود ،ومثل بي اونسطور البشي وضفاطر وهو السٍقف الرومي الذي أسلم على يد دحية
الكلب وقت الرسالة فقتلوه ،والارود ،والنجاشي ،والسوس ،والرهبان الذين جاؤوا مع جعفر بن أب طالب رضي اللّه عنه ،وغيهم من علماء النصارى ،وقد
اعترف بصحة نبوته ،وعموم رسالته ،هرقل قيصر الروم ،ومقوقس صاحب مصر ،وابن صوريا ،وحيي بن أخطب ،وأبو ياسر بن أخطب وغيهم من حلهم
السد على الشقاء ،ول يسلموا.
وروي أنه عليه السلم لا أراد الدلئل على نصارى نران ،ث إنم أصروا على جهلهم ،فقال عليه السلم :إن اللّه أمرن إن ل تقبلوا الجة أن أباهلكم ،فقالوا:
يا أبا القاسم بل نرجع فننظر ف أمرنا ث نأتيك ،فلما رجعوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم :ما ترى؟ فقال :واللّه لقد عرفتم نبوته ،وقد جاءكم بالفصل ف أمر
صاحبكم ،واللّه ما باهل قوم نبيا إل هلكوا وإن أبيتم إل ألف دينكم .فوادعوا الرجل وانصرفوا ،فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،وقد غدا متضنا
السي ،وآخذا بيد السن ،وفاطمة تشي خلفه ،وعلي رضي اللّه عنه خلفها ،وهو يقول :إذا أنا دعوت فأمنوا .فقال أسقفهم :يا معشر النصارى إن لرى
وجوها ،لو سألوا اللّه أن يزيل جبلً من مكانه لزاله ،فل تباهلوا فتهلكوا .فأذعنوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبذلوا له الزية ألفي حلة حراء وثلثي
درعا من حديد .فقال عليه الصلة والسلم :لو باهلوا لسخوا قردة ،وخنازير ولضطرم عليهم الوادي نارا ،ولستأصل اللّه نران وأهله ،حت الطي على
الشجر ،وهذه الواقعة دلت على نبوته بوجهي:
(الول) أنه عليه الصلة والسلم خوّفهما بنول العذاب عليهم ،ولو ل يكن واثقا بذلك لكان ذلك منه سعيا ف إظهار كذب نفسه ،لنه لو باهل ول ينل
العذاب ظهر كذبه ،ومعلوم أنه كان من أعقل الناس ،فل يليق به أن يعمل عملً يفضي إل ظهور كذبه ،فلما أصر على ذلك علمنا أنه إنا أصر عليه لكونه
واثقا بوعد اللّه.
(والثان) أن القوم كانوا يبذلون النفوس ،والموال ،ف النازعة مع الرسول صلى اللّه عليه وسلم ،فلو ل يعرفوا أنه نب لا تركوا مباهلته
اعلم أرشدك اللّه تعال ف الدارين أن السيحيي يدعون أن النبياء إنا يكونون معصومي ف تبليغ الوحي فقط ،تقريرا كان أو تريرا .وأما ف غي التبليغ ،فليسوا
ل عن الطأ والنسيان ،فيصدر عنهم الزنا بالحارم فضلً عن الجنبيات، بعصومي ل قبل النبوّة ول بعدها .فيصدر عنهم بعدها جيع الذنوب قصدا ،فض ً
ويصدر عنهم عبادة الوثان ،وبناء العابد لا ،ول يرج عندهم نب من إبراهيم إل يي عليهما السلم ل يكون زانيا أو من أولد الزنا أعاذنا اللّه من أمثال هذه
العقائد الفاسدة ف حق النبياء عليهم السلم.
وقد عرفت ف المر السابع من مقدمة الكتاب ،وف الفصل الثالث والرابع من الباب الول ،وف القصد الول من الباب الثان أن ادعاءهم العصمة ف التبليغ
أيضا باطل ل أصل له على أصولم .ويصدر هذا الدعاء عنهم لتغليط العوام ،فمطاعنهم على ممد صلى اللّه عليه وسلم ف بعض المور الت يفهمونا ذنوبا ف
زعمهم الفاسد ،ل تقدح ف نبوته على أصولم .وإن وإن كنت أستكره أن أنقل ذنوب النبياء والكفريات الفتريات عن كتبهم ولو إلزاما ،ول أعتقد ف
حضرات النبياء إنصافهم بذه الذنوب والكفريات حاشا وكل .لكن لا رأيت أن علماء بروتستنت أطالوا ألسنتهم إطالة فاحشة ف حق ممد صلى اللّه عليه
وسلم ف المور الفيفة ،وجعلوا الردلة جبلً لتغليط العوام الغي الواقفي على كتبهم ،وكان مظنة وقوع السذج ف الشتباه بتمويهاتم الباطلة ،نقلت بعضها
إلزاما ،وأتبأ عن اعتقادها بألف لسان وليس نقلها إل كنقل كلمات الكفر ،ونقل الكفر ليس بكفر ،وقدمت نقلها على نقل مطاعنهم ف ممد صلى اللّه عليه
www.barsoomyat.com – 94إظهار الحق – رحمت ال هندي
وسلم والواب عنها ،وكتب القسيس وليم است من علماء بروتستنت كتابا ف لسان أردو وطبعه ف البلد مرزابور من بلد الند ف سنة 1848من اليلد،
وساه طريق الولياء ،وكتب فيه حال النبياء من آدم إل يعقوب عليهم السلم ناقلً عن سفر التكوين وتفاسيه العتبة عند علماء بروتستنت ،فأنقل ف بعض
الواضع عن هذا الكتاب أيضا.
[ ]1قصة آدم عليه السلم عندهم مشهورة ،وف الباب الثالث من سفر التكوين مسطورة ،وهم يعترفون أنه أذنب عمدا ول يعترف بذنبه لا طلبه اللّه ،ول
تثبت توبته عندهم إل آخر حياته ف الصفحة 23من طريق الولياء( :يا أسفي على أنه ل تثبت توبته وعلى أنه ما استغفر اللّه لذنبه مرة واحدة أيضا) انتهى.
[ ]2ف الباب التاسع من سفر التكوين هكذا( 18 :فكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك سام وحام ويافت وحام أبو كنعان) ( 20وبدا نوح فلح يرث ف
الرض وغرس كرما) ( 21وشرب خرا فسكر وتكشف ف خبا) ( 22فلما نظر حام أبو كنعان ذلك أي عورة أبيه أنا مكشفة أخب أخوته خارجا) 24
(فلما استيقظ نوح من المر ،وعلم با عمل به ابنه الصغر) ( 25فقال ملعون كنعان ،فيكون عبد العبيد لخوته) .ففيه تصريح بأن نوحا شرب المر وسكر
وصار عريانا ،والعجب أن الذنب بالنظر إل عورة أبيه هو حام أبو كنعان ،والذي عوقب باللعنة ابنه كنعان ،وأخذ البن بذنب الب خلف العدل .قال
حزقيال ف الية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه( :النفس الت تطئ فهي توت ،والبن ل يمل إث الب ،والب ل يمل إث البن وعدل العادل
يكون عليه ،ونفاق النافق يكون عليه).
ولو فرضنا أنه حل إث الب على البن خلف العدل .فما وجه تصيص كنعان لن أبناء حام كانوا أربعة ،كوش ومصراي وفوط وكنعان ،كما هو مصرح به
ف الباب العاشر).
[ ]3ف الصفحة 74من طريق الولياء ف حال إبراهيم هكذا( :ل يعلم حاله إل سبعي سنة من عمره وهو ترب ف الوثنيي ،ومضى أكثر عمره فيهم ويعلم أن
أبويه ما كانا يعرفان الله الق .ويتمل أن إبراهيم أيضا كان يعبد الصنام ما ل يظهر اللّه عليه ،ث ظهر عليه وانتخبه من أبناء العال ،وجعله عبدا خاصا)
انتهى .فظهر أن الظنون عند السيحيي أن إبراهيم إل سبعي سنة من عمره كان يعبد الصنام .أقول كونه عابد الصنام إل أن بلغ سبعي سنة ،قريب اليقي،
نظرا إل أصولم .لن أهل العال ف هذا الوقت عندهم كانوا وثنيي ،وهو ترب فيهم ،وأبواه أيضا كانا منهم .ول يظهر عليه الرب إل ذلك الوقت ،والعصمة
ل عن أن تكون شرطا قبل النبوة .وإذا ظهر حال أب النبياء هذا إل سبعي سنة من عمره قبل النبوّة ،فانقل حاله عن عبادة الوثان ليست بشرط بعد النبوة ،فض ً
بعد النبوة.
[ ]4ف الباب الثان عشر من سفر التكوين هكذا( 11 :فلما قرب أن يدخل إل مصر ،قال لسارة زوجته إن علمت أنك امرأة حسنة) ( 12ويكون إذا رآك
الصريون فإنم سيقولون أنا امرأته ويقتلون ويستبقونك) ( 13والن أرغب منك فقول أنك أخت ،ليكون ل خي بسببك ،وتيي نفس من أجلك) .فسبب
الكذب ما كان مرد الوف ،بل رجاء حصول الي أيضا ،بل الي كان أقوى .ولذلك قدمه وقال ليكون ل خي بسببك ،وتيي نفسي من أجلك .وحصل له
الي أيضا ،كما هو مصرح به ف الية السادسة عشر .على أن خوفه من القتل مرد وهم ،ل سيما إذا كان راضيا بتركها فإنه ل وجه لوفه بعد ذلك أصلً،
وكيف يوز العقل أن يرضى إبراهيم بترك حريه وتسليمها ول يدافع دونا ،ول يرضى بثله من له غية ما ،فكيف يرضى مثل إبراهيم الغيور.
[ ]5ف الباب العشرين من سفر التكوين هكذا( 1 :وارتل إبراهيم من هناك إل أرض التيمن ،وسكن بي قادس وسور والتحى ف جرارا) ( 2قال عن سارة
امرأته إنا أخت ،ووجه أب مالك ملك جرارا وأخذها) ( 3فجاء اللّه إل أب مالك ف اللم بالليل ،وقال له :هو ذا أنت توت من أجل المرأة الت أخذتا لنا
ذات بعل) ( 4ول يكن أبو مالك قربا ،فقال :يا رب أتلك شعبا بارا ل علم له) ( 5أليس هو القائل إنا أخت ،وهي قالت إنه أخي) .كذب هناك إبراهيم
وسارة مرة ثانية ،ولعل السبب هاهنا ما عدا الوف أيضا ،كان حصول النفعة ،وقد حصلت كما هي مصرحة با ف الية الرابعة عشر ،على أنه ل وجه
للخوف إذا كان راضيا بتسليمها بدون القاتلة ف الصفحة 99من طريق الولياء هكذا( :لعل إبراهيم لا أنكر كون سارة زوجة له ف الرة الول ،عزم ف قلبه
أنه ل يصدر عنه مثل هذا الذنب ،لكنه وقع ف شبكة الشيطان السابقة مرة أخرى بسبب الغفلة) انتهى.
[ ]6ف الصفحة 92و 93من طريق الولياء( :ل يكن أن يكون إبراهيم غي مذنب ف نكاح هاجر ،لنه كان يعلم جيدا قول السيح الكتوب ف النيل ،أن
الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى ،وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ،ويلتصق بامرأته ويكون الثنان جسدا واحدا) انتهى .أقول كما ل يكن
هذا ،فكذا ل يكن أن يكون غي مذنب ف نكاح سارة ،لنه كان يعلم جيدا قول موسى الكتوب ف التوراة( :ل تكشف أختك من أبيك كانت أو من أمك
الت ولدت ف البيت أو خارجا من البيت .وكذا قوله( :أي رجل تزوج أخته ابنة أبيه أو أخته ابنة أمه ،ورأى عورتا ورأت عورته ،فهذا عار شديد ،فيقتلن
أمام شعبهما .وذلك لنه كشف عورة أخته فيكون إثهما ف رأسهما) .وكذا قوله( :يكون ملعونا من يضاجع أخته من أبيه أو أمه) .كما عرفت ف الباب
الثالث من هذا الكتاب ،ومثل هذا النكاح مساوٍ للزنا عند علماء بروتستنت .فيلزم أن يكون إبراهيم عليه السلم زانيا قبل النبوة وبعدها ،ويكون أولده كلهم
من سارة أولد الزنا ،ولو جوز نكاح الخت ف شريعته لزم عليهم تويز تعدد النكاح أيضا ف تلك الشريعة ،فل اعتراض باعتبار هاجر ول باعتبار سارة وهو
www.barsoomyat.com – 95إظهار الحق – رحمت ال هندي
الق عندنا ،لكنه يلزم على أصلهم الفاسد أن هذا النب أبا النبياء ،كما كان كاذبا ،فكذا كان زانيا من أول عمره إل آخره ،ومع هذا كان خليل اللّه ،أيكون
خليل اللّه مثله.
[ ]7ف الباب التاسع عشر من سفر التكوين هكذا( 30 :فصعد لوط من صاغر وسكن البال وابنتاه معه وخاف أن يسكن صاغر وأوى إل كهف هو وابنتاه
معه) ( 31فقالت الكبى منهما للصغرى إن أبانا قد شاخ وليس رجل على الرض يستطيع يدخل علينا كالرسوم لكل الرض) ( 32فهلمي نسقيه خرا
ونضطجع معه ونقيم من أبينا خلفا) ( 33فسقتا أباها خرا ف تلك الليلة ودخلت الكبى فاضطجعت مع أبيها وهو ل يعلم عند انضجاع ابنته ول نوضها)
( 34ولا كان الغد قالت الكبى للصغرى هو ذا قد اضطجعت البارحة مع أب فلنسقه خرا ف ليلتنا هذه أيضا وادخلي فاضطجعي معه فنقيم نسلً من أبينا)
( 35فسقتا أباها خرا ف تلك الليلة أيضا ودخلت الصغرى فاضطجعت مع أبيها ول يعلم عند انضجاعها ول نوضها) ( 36فحملت ابنتا لوط من أبيهما)
( 37وولدت الكبى ابنا ودعت اسه مواب وهو أبو الوابيي إل يومنا هذا) ( 38وولدت الصغرى أيضا ابنا ودعت اسه عمان ،أي ابن جنسي فهو أبو
العمانيي إل اليوم).
وف الصفحة 128من طريق الولياء بعد نقل هذا الال هكذا( :حاله حري أن يبكى عليه ونن بعد التأسف والوف والشية على أنفسنا نتعجب منه ،أهو
الذي بقي نقي الثوب عن جيع شرور سادوم ،وكان قويا ف السلوك على صراط اللّه ،وبعيدا عن جيع ناسات تلك البلدة وغلب عليه الفسق بعد ما خرج إل
الب ،فأي شخص يكون مأمونا ف بلد أو بر أو كهف) انتهى كلمه .فلما بكى [ص ]304القسيسون على حاله فل حاجة لنا إل الطالة ،وبكاؤهم يكفي
غي أن أقول أن مواب وعمان الذين تولدا بالزنا ما قتلهما اللّه ،وقتل الولد الذي تولد بزنا داود عليه السلم بامرأة أوريا ،لعل الزنا بامرأة الغي أشد من الزنا
بالبنات عندهم ،بل هم كانا من القبولي عند اللّه .أما مواب فلن عوبيد جد داود عليه السلم اسم أمه راعوث كما هو مصرح به ف الباب الول من إنيل
مت وراعوث هذه كانت موابية من أولد مواب ،فهي من جدات داود وسليمان وعيسى عليهم السلم ،وداود ابن اللّه البكر وسليمان أيضا ابن اللّه وعيسى
ابن اللّه الوحيد ،بل اللّه على زعم السيحيي .وأما عمان فلن رحبعام ابن سليمان ،من أجداد عيسى عليه السلم ،كما هو مصرح به ف الباب الول من إنيل
مت أيضا ،وأمه كانت عمانية من أولد عمان كما هو مصرح به ف الباب الرابع عشر من سفر اللوك الول ،فهي أيضا من جدات ابن اللّه الوحيد ،بل اللّه
على زعمهم.
والية التاسعة عشر من الباب الثان من سفر الستثناء هكذا( :وتدنو إل قرب بن عمان احذر تقاتلهم ول تترك إل ماربم فإن ل أعطيك شيئا من أرض بن
عمان إن أعطيتها بن لوط مياثا) .فأي شرف لواب وعمان ولدي الزنا ،أزيد من أن بعض بنات الول صارت جدة معظمة لبناء اللّه ،بل اللّه على زعمهم.
وبعض بنات الثان صارت جدة لبن اللّه الوحيد ،بل اللّه على زعمهم .وأن اللّه منع بن إسرائيل الذين كانوا أبناء اللّه بنص التوراة عن توريث أرض أولده،
لكنه بقيت خدشة وهي أنه إذا وصل نسب عيسى عليه السلم باعتبار هاتي الدتي العظمتي إل مواب وعمان صار موابيا وعمانيا ،وما كان للعمانيي
والوابيي أن يدخلوا جاعة الرب إل البد.
الية الثالثة من الباب الثالث والعشرين من كتاب الستثناء هكذا( :والعمانيون والوابيون بعد عشر أحقاب أيضا ل يدخلون جاعة الرب إل البد).
فكيف دخل عيسى عليه السلم جاعة الرب بل صار رئيسهم ،بل ابن اللّه على زعمهم ،وإن قيل أن اعتبار النسب بالباء ل بالمهات ،فل يكون عيسى عليه
السلم عمانيا ول موابيا ،قلت لو كان كذا يلزم أن ل يكون إسرائيليا يهوديا أو داوديا سليمانيا أيضا ،إذ حصول هذه الوصاف له أيضا من جانب الم ل
الب ،فل يكون مسيحا موعودا به ،واعتبار هذه الوصاف باعتبار الم وعدم اعتبار كونه عمانيا وموابيا من جهة الدات ،ترجيح بل مرجح ،وهذا وارد على
داود وسليمان عليهما السلم أيضا باعتبار راعوث ،لكن ل أطيل الكلم ف هذا وأرجع إل أصل القصة ،وأقول :أن لوطا عليه السلم هذا الذي حاله حري
بأن يبكى عليه عند القسيسي ،ل شك أنه بكم النيل بار قديس ،ل يقع الوهن عندهم ف قديسيته بعد هذه الركة الشنيعة الت ل يسمع مثلها ف الراذل
الذين يكونون ممورين أكثر الوقات ،لنم ييزون ف حال المر أيضا بناتم عن الجنبيات ،وإذ سقط المتياز بي البنات وغيها لشدة المر ،ل يبقى
ل للجماع كما شهد به الولعون بشرب المر ،وما سعنا إل الن ف الند أن رذيلً من الراذل فعل هذا المر ف المر ببنته أو السكران ف هذا الوقت قاب ً
بأمه ،فإذا كان المر موصلً إل هذه الرتبة ،فوا أسفي على حال أهل أوربا من السيحيي ،كيف يرجى ناة أمهاتم وبناتم وأخواتم من أيدي البناء والباء
والخوة ،لنم ف أغلب الوقات يكونون سكراني رجالم ونساؤهم ،سيما إذا قسنا الال بالنسبة إل أراذلم .والعجب أن هذا القديس كما ابتلي ف الليلة
الول ،ابتلي ف الليلة الثانية ،إل أن يقال إن هذا المر كان أمرا مقضيا ليتولد أبناء اللّه ،بل اللّه من بعض بناته ويدخل هو ف سلسلة نسب ابن اللّه الوحيد،
ومثل هذا لو وقع لبعض آحاد الناس ضاقت عليه الرض با رحبت حزنا وها ،فالعجب من لوط .أعوذ باللّه من هذه الرافات ،وأقول إن هذه القصة الكاذبة
من الفتريات :ف الباب الثان من الرسالة الثانية لبطرس هكذا( 7 :وأنقذ لوطا البار مغلوبا من سية الردياء ف الدعارة) ( 8إذا كان البار بالنظر والسمع وهو
www.barsoomyat.com – 96إظهار الحق – رحمت ال هندي
الساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالفعال الثيمة) .فأطلق بطرس البار على لوط عليه السلم ومدحه ،فأنا أشهد أيضا أنه كان بارا بريا ما نسبوه
إليه.
[ ]8ف الباب السادس والعشرين من سفر التكوين هكذا( 6 :فمكث إسحاق ف جرارة) ( 7وسأله رجال ذلك الوضع عن زوجته ،فقال هي أخت لنه خاف
أن يقول أنا زوجته لئل يقتلوه من أجل حسنها) .فكذب إسحاق عمدا أيضا مثل أبيه ،وقال لزوجته أنا أخته .ف الصفحة 168من طريق الولياء( :زل إيان
إسحاق لنه قال لزوجته أنا أخته) .ث ف الصفحة ( 169يا أسفي إنه ل يوجد كمال ف أحد من بن آدم غي الواحد العدي النظي ،والعجب أن شبكة
الشيطان الت وقع فيها إبراهيم ،وقع فيها إسحاق أيضا ،وقال عن زوجته أنا أخته ،فيا أسفي أن أمثال هؤلء القربي عند اللّه متاجون إل الوعظ) انتهى
كلمه .ولا تأسف القسيسون تأسفا بليغا على مزلة إيانه وعدم وجود كمال فيه ووقوعه ف شبكة الشيطان الت وقع فيها إبراهيم عليه السلم وكونه متاجا إل
الوعظ فل نطيل الكلم فيه.
[ ]9ف الباب الامس والعشرين من سفر التكوين هكذا( 29 :فطبخ يعقوب طبيخا ولا جاء عيسو إليه تعبان من القل) ( 30فقال له أطعمن من هذا الطبيخ
الحر فإن تعبان جدا ولذا السبب دعى اسه أدوم) ( 31فقال له يعقوب بع ل بكوريتك) ( 32فأجاب وقال هو ذا أنا أموت فماذا تنفعن البكورية) 33
(فقال له يعقوب احلف ل فحلف له عيسو وباع البكورية) ( 34فقدم يعقوب لعيسو خبزا ومأكولً من العدس فأكل وشرب ومضى وتاون ف أنه باع
البكورية) .فانظروا إل ديانة عيسو الذي هو الولد الكب لسحاق عليه السلم ،أنه باع البكورية ،الت كان با استحقاق منصب النبوة والبكة عنده ما كانا ف
رتبة هذا البز والدام من العدس ،وكذا انظروا إل مبة يعقوب عليه السلم وإل جوده ،أنه ما أعطى للخ الكب الائع التعبان هذا الأكول إل بالبيع وما
راعى الحبة الخوية والحسان بل عوض.
[ ]10من طالع الباب السابع والعشرين من سفر التكوين ،علم يقينا أن يعقوب عليه السلم كذب ثلث مرات وخادع أباه ،وخداعه كما أثر عند إسحاق
عليه السلم ،أثر عند اللّه أيضا ،لن إسحاق عليه السلم كان بصميم قلبه واعتقاده داعيا لعيسو ل ليعقوب عليه السلم ،فكما ل ييز إسحاق بي الخوين ف
الدعاء ،فكذا ل ييز اللّه بينهما عند إجابة الدعاء ،فالعجب أن ولية اللّه والنبوة والصلح تصل بالحال .وأنا تذكرت قصة مناسبة لذا القام وهي :أن فاجرا
من فرقة بانو طلب حشيشا من المّار لجل حصانه وما أعطاه المار فقال إن ل تعطن أدع على حارك فيموت الليلة ،وراح فمات حصانه ف تلك الليلة،
فلما استيقظ ووجد حصانه ميتا ،حرك رأسه متعجبا فقال :يا عجبا يا عجبا أنه مضى مليونات من السني على ألوهية إلنا ول ييز الصان من المار إل هذا
الي ،دعوت على المار وأهلك حصان ،ولو كان حال ديانة أب النبياء السرائيلية هكذا أو حال علم اللّه هكذا ،فللمنكر أن يقول :يوز أن يكون مبن
معاملت النبياء السرائيلية مع اللّه أيضا على الداع كأبيهم العلى ،ويوز أن يكون عيسى عليه السلم وعد اللّه أن تعطين قدرة الكرامات ،أدع اللق إل
توحيدك وربوبيتك ،لكن اللّه ما ميز الصدق عن الكذب فأعطاه القدرة فدعا إل ربوبية نفسه وبغى على اللّه .أعوذ باللّه من هذه المور الواهية.
وأنقل بعض فقرات طريق الولياء من الصفحة 179و 180و ،181قال أولً( :هذا مقام غاية الوف أن مثل هذا الشخص تفوه بكذب بعد كذب وأشرك
اسم اللّه ف خداعه) ،ث قال ثانيا( :قال يعقوب قو ًل هو ناية الكفران إرداة اللّه كانت أن وجدت الصيد سريعا) ،ث قال ثالثا( :نن ل نعتذر من جانب
يعقوب ف هذا المر بعذر ما وليتنفر كل صال وليفر عن مثل هذا المر) ،ث قال رابعا( :خلصة الكلم أنه أساء ليحصل الي وف النيل يب الزاء على
مثله) ،ث قال خامسا( :كما أذنب يعقوب أذنبت أمه أزيد منه لنا كانت بانية هذا الفساد وهي أمرت يعقوب بفعل هذه المور الادعة) انتهى.
[ ]11ف الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين هكذا( 15 :ث قال ليعقوب لعل أنك أخي مانا تدمن ما أجرتك) ( 16فكانت له ابنتان اسم الكبى ليا
واسم الصغرى راحيل) ( 17وكان بعين ليا استرخاء وراحيل جيلة الوجه وحسنة النظر) ( 18فأحب يعقوب راحيل وقال أنا أتعبد لك براحيل ابنتك الصغرى
سبع سني) ( 19فقال له لبان أنت أحق با من غيك فأقم عندي) ( 20وتعبد يعقوب براحيل سبع سني وكانت عنده مثل أيام قليلة لا دخله من مبتها) 21
(فقال للبان أعطن امرأت لن قد أكملت اليام لكي أدخل إليها) ( 32فجمع لبان جعا كثيا من الحبي وصنع عرسا) ( 23ولا كان الساء أدخل ابنته ليا
على يعقوب) ( 34وأعطى لبان أمة اسها زلفا لبنته ودخل عليها يعقوب كالعادة ولا كان الصبح رآها أنا ليا) ( 25فقال للبان ما هذا الذي صنعت ب أل
أتعبد لك براحيل فلم خدعتن) ( 26أجاب لبان ليس ف أرضنا عادة أن تزوج الصغرى قبل الكبى) ( 27فأكمل السبوع هذه فأعطيك الخرى عوضا عن
العمل الذي تعمل ل سبع سني أخرى) ( 28ففعل يعقوب هكذا وبعد ما دخل السبوع تزوج براحيل) ( 29ودفع لبان إل ابنته راحيل أمة اسها بلها) 30
(فدخل على راحيل وأحبها أكثر من ليا وتعبد له وخدمه سبع سني أخرى) ويرد عليه ثلثة اعتراضات:
(الول) أن يعقوب عليه السلم كان يقيم ف بيت لبان وكان يرى بنتيه ويعرفهما معرفة جيدة ،باعتبار وجوههما وأجسامهما وأصواتما ،وكان ف ليا علمة
بينة هي استرخاء العيني ،فالعجب كل العجب أن تكون ليا ف فراشه جيع الليل ويراها ويضاجعها ويلمسها ول يعرفها ،إل أن يقولوا أنه كان سكرانا كلوط
عليه السلم ،فكما ل ييز لوط عليه السلم فكذا هو.
www.barsoomyat.com – 97إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والثان) أنه أحب راحيل وخدم لجلها أباها أولً سبع سني ،وكانت عنده مثل أيام قليلة لجل عشقها وفرط مبتها ،ث لا خادع لبان وزوجه بنته الكبى،
خاصمه يعقوب ،وأخذ راحيل بدمة سبع سني أخرى ،وهذه المور على زعم السيحيي ل تناسب رتبة النبوة ،وكما خادع أباه خودع من صهره.
(والثالث) أنه ما اكتفى على زوجة واحدة ،ول يوز نكاح امرأتي سيما أختي على زعمهم الفاسد.
واعتذر صاحب طريق الولياء ف الصفحة 189من كتابه هكذا( :الظاهر أن يعقوب إن ل يادعه لبان ل يتزوج غي راحيل ول يستدل با على جواز تعدد
الزوجات ،لنه ما كان بكم اللّه ول برضا يعقوب) انتهى.
أقول :هذا العذر بارد ل يسمن ول يغن ول يصل النجاة ليعقوب عليه السلم عن الرمة ،لنه ما كان مكرها ومبورا على النكاح الثان ،وكان عليه أن
يكتفي بزوجة واحدة .وأقول :كما قال هذا العتذر ف طعن إبراهيم عليه السلم ،أن يعقوب عليه السلم كان يعلم جيدا قول السيح الكتوب ف النيل ،أن
الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى ال .وكذا كان يعلم جيدا قول موسى عليه السلم إن المع بي الختي حرام قطعا ،كما علمت ف الباب الثالث.
فأحد النكاحي باطل ،والمرأة الت كان نكاحها باطلً يلزم أن يكون أولدها وأولد أولدها أولد الزنا ،فيلزم على كل التقديرين كون كثي من النبياء
السرائيلية كذلك والعياذ باللّه .فانظروا إل ديانة السيحيي إنم لجل صيانة أصولم الفاسدة كيف يتهمون النبياء ،وينسبون القبائح إليهم .على أن هذا العذر
العرج ،ل يشي ف زلفا ،وبلها اللتي تزوجهما يعقوب بإشارة ليا وراحيل كما هو مصرح به ف الباب الثلثي من سفر التكوين ،وأولدها كافة تكون أولد
الزنا على أصولم.
[ ]12ف الباب الادي والثلثي من سفر التكوين هكذا( 19 :وقد كان لبان ذهب ليجز غنمه ،وراحيل سرقت أصنام أبيها) ( 20فكتم يعقوب عليه السلم
أمره عن حيه ،ول يعلمه أنه هارب) ( 21وهرب هو ،وجيع ما كان له ،وعب النهر ،وتوجه نو جبل جلعاد) ( 22وبلغ لبان ف اليوم الثالث أن يعقوب قد
هرب) ( 23فأخذ لبان أخوته ،وتبعه مسية سبعة أيام ولقه ف جبل جلعاد) ( 29وقال ليعقوب :لاذا فعلت هكذا ،وسقت بنات خفيا عن مثل من قد سب
بالسيف) ( 30والن قد انطلقت ،وإنا حلك على ذلك الشهوة أن تضي إل بيت أبيك فلم سرقت آلت) ( 31أجاب يعقوب ال) ( 32وأما ما توبن به ف
سرقته فمن وجدت عنده آلتك يقتل قدام أخوتنا ال) ( 33فدخل لبان إل خباء يعقوب وليا والمتي فلم يدها ،ولا دخل إل خباء راحيل) ( 34فهي
أسرعت ،وخبت الصنام تت حداجة جل ،وجلست عليه ،ففتش لبان الباء كله ،ول يد شيئا) ( 35وقالت ل تؤاخذن يا سيدي إن ل أستطيع النهوض
نوك لن ف علة النساء ،وفتش لبان جيع ما ف البيت فلم يد).
فانظروا إل راحيل كيف سرقت أصنام أبيها ،وكيف كذبت ،والظاهر أنا سرقت لعباداتا ،كما يدل عليه ظاهر عبارة الباب الامس والثلثي من سفر
التكوين ،كما ستعرف ف الشاهد الت ،ولنا كانت من بيت الوثنيي وأن أباها كان وثنيا يعبد الصنام ،كما دلت عليه الية الثلثون ،والثانية والثلثون
والظاهر أنا تكون على دين أبيها ،فهذه الزوجة الحبوبة ليعقوب عليه السلم كانت سارقة ،كاذبة ،وعابدة للصنام.
[ ]13ف الباب الامس والثلثي من سفر التكوين هكذا( 2 :وقال يعقوب لهله ،وجيع من معه اعزلوا اللة الغرباء من بينكم وتطهروا ،وأبدلوا ثيابكم) 4
(فدفعوا له جيع اللة الغرباء الت كانت ف أيديهم والقرطة الت كانت ف آذانم ،فدفنها تت البطمة الت عند شخيم).
والظاهر من هذه العبارة أن أهل بيت يعقوب عليه السلم ،ومن معه إل هذا الي كانوا يعبدون الصنام ،وهذا المر بالنظر إل بيته شنيع جدا أما ناهم قبل
هذا عن عبادة الوثان ،وإذا دفعوا إليه جيع اللة الغرباء ،فالظاهر أن راحيل أيضا دفعت اللة السروقة أيضا ،فكان على يعقوب عليه السلم أن يرسلها إل
لبان ل أن يدفنها تت البطمة الت عند شخيم ،ويعذر راحيل على سرقتها.
[ ]14ف الباب الرابع والثلثي من سفر التكوين هكذا( 1 :وخرجت دينا ابنة ليا لتنظر إل بنات ذلك البلد) ( 2فنظرها شخيم بن حور الاوي ،رئيس
الرض فأحبها فأخذها وضاجعها وذلا) ( 3وتعلقت نفسه با ،وأحبها وكلمها با وافقها ،ووقع بقلبها) ( 4فقال شخيم لمور أبيه خذ هذه الارية ل زوجة)
( 8فكلمهم حور) ال ( 13فأجاب بنو يعقوب ال) ( 14ل نستطيع نصنع ما تطلبان ،ول أن نعطي أختنا لرجل أغلف فإن ذلك عار علينا) ( 15بذا
نشبهكم إذا ما صرت مثلنا لكي تتنوا كل ذكوركم) ( 24فارتضى جيعهم واختت كل من كان منهم ذكرا) ( 25فلما كان اليوم الثالث وقد بلغ منهم الوجع
جدا ،أخذ ابنا يعقوب شعون ولوى أخوا دينا ،كل واحد منهما سيفه ،ودخل الدينة على طمأنينة ،وقتل كل ذكر) ( 26وحور ،وشخيم ابنه ،وأخذا دينا
[ص ]312أختهما من بيت شخيم) ( 27وخرجا ودخل بنو يعقوب على القتلى ،ونبوا الدينة الت فضحت فيها دينا أختهم) ( 28وأخذوا غنمهم ،وبقرهم،
وحيهم ،وكل ما ف البيوت ،وكل ما ف القل وسبوا صبيانم ،ونساءهم).
فانظروا إل عصمة دينا بنت يعقوب أنا زنت ،وتعشقت بشخيم كما يدل عليه قوله :ووقع بقلبها .وانظروا إل ظلم أبناء يعقوب ،أنم قتلوا ذكور أهل البلدة
كلهم ،وسبوا نساءهم وصبيانم ،ونبوا جيع أموالم .فخطؤهم وظلمهم ظاهر ،وخطأ يعقوب عليه السلم أنه ل ينعهم عن هذه الركة الشنيعة قبل وقوعها،
www.barsoomyat.com – 98إظهار الحق – رحمت ال هندي
وما أخذ القصاص منهم ،وما رد النساء والصبيان والموال السلوبة ،وإن كان غي قادر على منعهم ،ورد هذه الشياء ،وأخذ القصاص ،فكان عليه أن يترك
رفاقة هذه الظلمة ،على أنه يبعد كل البعد أن يقتل رجلن أهل البلدة كلهم ،ولو فرضنا أنم كانوا ف وجع التان.
[ ]15ف الباب الامس والثلثي من سفر التكوين هكذا( :مضى روبيل ،وضاجع بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل).
فانظروا إل روبيل الولد الكب ليعقوب عليه السلم ،أنه زن بزوجة أبيه ،وإل يعقوب أنه ما أجرى الد أو التعزيز ،ل على ابنه ،ول على هذه الزوجة ،والظاهر
أن حد الزنا ف هذا الوقت كان إحراق الزان والزانية بالنار ،كما يفهم من الية الرابعة والعشرين من الباب الثامن والثلثي من سفر التكوين ،ودعا على هذا
البن ف آخر حياته كما هو مصرح به ف الباب التاسع والربعي من هذا السفر.
[ ]16ف الباب الثامن والثلثي من سفر التكوين( 6 :وأن يهوذا زوج ابنه بكره عي امرأة اسها ثامار) ( 7وكان عب بكر يهوذا رديئا بي أيدي الرب فقتله
الرب) ( 8وقال يهوذا لبنه أونان :ادخل على امرأة أخيك ،وكن معها ،وأقم زرعا لخيك) ( 9فلما علم أونان أن اللف لغيه كان إذا دخل إل امرأة أخيه،
يفسد على الرض لئل يكون زرعا لخيه) ( 10فظهر ذلك منه سوء أمام الرب لفعله ذلك ،وقتله الرب) ( 11فقال يهوذا لثامار كنته اجلسي أرملة ف بيت
أبيك حت يكب شيل ابن) ال ( 13فاعلموا ثامار قائلي هو ذا حوك صاعدا إل تنت ليجز غنمه) ( 14فطرحت عنها ثامار ثياب الترمل وأخذت رداء
وتزينت ،وجلست ف قارعة الطريق) ال ( 15فلما رآها يهوذا ظن أنا زانية لنا كانت قد غطت وجهها لئل تعرف) ( 16ودخل عندها وقال لا دعين أدخل
إليك ،لنه ل يعلم أنا كنته .فقالت له :ماذا تعطين حت تدخل إلّ) ( 17فقال لا :أنا أرسل لك جديا ماعزا من القطان ،وهي قالت له :أعطن رهنا حت
ترسله) ( 18فقال يهوذا :أي شيء أعطيك رهنا .فقالت :خاتك ،وعمامتك ،وعصاك الت بيدك .فأعطاها لا ،ودخل عليها فحبلت منه) ( 19وقامت
فمضت ،وطرحت عنها لبسها ورداءها ،ولبست ثياب ترملها) ( 24فلما كان بعد ثلثة أشهر أخبوا يهوذا قائلي :زنت ثامار كنتك وهو ذا قد حبلت من
الزنا .فقال يهوذا أخرجوها لتحرق) ( 25وإذا هم أخرجوها ،أرسلت إل حيها قائلةِ :منَ الرجل الذي هذه له ،حبلت أنا ،فاعرف لن هو الات والعمامة،
والعصا) ( 26فعرفها يهوذا ،وقال تبرت هي أكثر من لوضع أن ل أعطها لشيل ابن ،ولكنه ل يعد يعرفها بعد ذلك) ( 27وكان لا دنا وقت الولدة وإذا
توأم ف بطنها فعند طلقها ،الواحد سبق وأخرج يده فأخذت القابلة قرمزا وربطته ف يده قائلة :هذا يرج أولً) ( 29فهاضم يده إليه للوقت ،وخرج أخوه
فقالت :هي لاذا من أجلك انقطع السياح ،ولذلك دعت اسه فارض) ( 30وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز ،فدعت اسه زارح).
ههنا أمور :الول :أن الرب قتل عي لكونه رديئا ورداءته ل تبي أكانت هذه الرداءة أشد من رداءة عمه الكبي حيث زنا بزوجة أبيه ،ومن رداءة عميه
الخرين شعون ولوى حيث قتل ذكور أهل البلدة كلهم ،ومن رداءة أبيه وجيع أعمامه حيث نبوا أموال تلك البلدة وسبوا نساءها وأطفالا ،ومن رداءة أبيه
حيث زن بزوجته بعد موته .أهؤلء كانوا قابلي للرأفة وعدم القتل وكان عي قابلً للقتل فقتله الرب.
والثان :العجب أن الرب قتل أونان على خطأ عزل الن ،وما قتل أعمامه وأباه على الطيآت الذكورة .أهذا العزل أشد ذنبا من هذه الطيآت.
والثالث :أن يعقوب ل ير الد ول التعزيز على هذا الولد العزيز ول على هذه المرأة الفاجرة ،بل ل يثبت من هذا الباب ول من باب آخر أنه تنغص لجل
هذا المر من يهوذا ،والباب التاسع والربعون من سفر التكوين شاهد صدق على عدم تكدره حيث ذم روبيل وشعون ولوى على ما صدر عنهم ،وما ذم
يهوذا على ما صدر عنه ،بل سكت عما صدر عنه ومدحه مدحا بليغا ودعا له دعاء كاملً ورجحه على أخوته.
والرابع :أن ثامار شهد ف حقها يهوذا صهرها بشدة الب ،فسبحان اللّه نعم البار ونعمت البارة الفائقة ف الب من الباب الذكور كيف ل تكون بارة شديدة
حيث ل تكشف عورتا إل لب زوجها وما زنت إل بميها أو حصلت منه بذا الزنا الواحد ابني كاملي.
والامس :أن داود وسليمان وعيسى عليهم السلم كلهم ف أولد فارض الذي حصل بالزنا كما هو مصرح به ف الباب الول من إنيل مت.
والسادس :أن اللّه ما قتل فارض وزارح مع كونما ولدي الزنا ،بل أبقاها كابن لوط اللذين كانا ولدي زنا ،وما قتلهما كما قتل ولد داود عليه السلم الذي
تولد بزناه بامرأة أوريا ،لعل الزنا بامرأة الغي أشد من الزنا بزوجة البن.
[ ]17ف الباب الثان والثلثي من سفر الروج هكذا( 1 :ورأى الشعب أن موسى قد تأخر أن يهبط من البل فاجتمع الشعب إل هارون وقالوا له قم فاجعل
لنا آلة يسيون أمامنا من أجل أن موسى هذا الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر ل ندري ماذا أصابه) ( 2فقال لم هارون :انزعوا قرطة الذهب الت ف آذان
نسائكم وأبنائكم وبناتكن وائتون با) ( 3فنع الشعب القرطة الت ف آذانم وأتوا با إل هارون) ( 4فأخذها منهم وصيها عجلً سبيكا وقالوا هذه آلتك يا
إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر) ( 5فلما نظر هارون ذلك بن مذبا أمامه ونادى وقال غدا عيد للرب) ( 6فقاموا بالغداة وقربوا وقودا وذبائح مسلمة
وجلس الشعب يأكلون ويشربون وقاموا يلعبون) .فظهر من هذه العبارة أن هارون صنع عجلً وبن مذبا أمامه ونادى وقال :غدا عيد للرب .فعبد العجل
وأمر بن إسرائيل بعبادته فقربوا وقودا وذبائح ،ول شك أنه رسول.
www.barsoomyat.com – 99إظهار الحق – رحمت ال هندي
كتب القسيس است ف القسم الول من كتابه السمى بتحقيق الدين الق الطبوع سنة 1842ف الصفحة ( :42كما أنه ل يكن بينهم) أي بي بن إسرائيل
(سلطان ل يكن بينهم نب غي موسى وهارون وسبعي من العيني) انتهى .ث قال( :ل يكن غي موسى وهارون ومعينيهما نبيا لم) انتهى .فظهر أن هارون نب
عند السيحيي.
ول بد أن يعلم الناظر أن نقلت هاتي العبارتي من النسخة الطبوعة سنة 1842وكتبت الرد على هذه النسخة ،وسيته تقليب الطاعن ،ورد صاحب
الستفسار أيضا على هذه النسخة ،وسعت أن هذا القسيس بعد الرد حرف كتابه فزاد ف بعض الواضع ونقص ف البعض ،وبدل البعض ،كما فعل صاحب
ميزان الق ف نسخة اليزان مثله ،فل أعلم أن هذا القسيس ألقى هاتي العبارتي ف النسخة الخية الحرفة أم ل ،وعبارات العهد العتيق تدل على نبوته أيضا
وكونه متبعا لشريعة موسى عليه السلم ل يناف نبوته ،كما ل يناف هذا المر نبوة يوشع وداود وأشعيا وأرمياء وحزقيال وغيهم من النبياء السرائيلية ،الذين
كانوا ما بي زمان موسى وعيسى عليهم السلم .ف الية السابعة والعشرين من الباب الرابع من سفر الروج هكذا( :فقال الرب لارون اذهب وتلق موسى إل
البية فمضى وتلقى به إل جبل اللّه وقبله) .وف الباب الثامن عشر من سفر العدد هكذا( 1 :وقال الرب لارون) ال ( 8ث كلم الرب هارون وقال له) ال 20
(ث قال الرب لارون) ال .وف هذا الباب من الول إل الخر هو الخاطب حقيقة .وف الباب الثان والرابع والرابع عشر والسادس عشر والتاسع عشر توجد
هذه العبارة( :وكلم الرب موسى وهارون وقال لما) ف ستة مواضع .وف الية الثالثة عشر من الباب السادس من سفر الروج هكذا( :فكلم الرب موسى
وهارون وأوصاها وأرسلهما إل بن إسرائيل وإل فرعون ملك مصر ليخرجا بن إسرائيل من مصر) .فظهر من هذه العبارات أن اللّه أوحى إل هارون عليه
السلم منفردا وبشركة موسى عليه السلم ،وأرسله إل بن إسرائيل وفرعون كما أرسل موسى عليه السلم ،ومن طالع كتاب الروج يظهر له أن العجزات
الت صدرت ف مقابلة فرعون ،ظهر أكثرها على يد هارون عليه السلم ،وكانت مري أخت موسى وهارون عليهما السلم أيضا ،نبيئة كما هو مصرح به ف
الية العشرين من الباب الامس عشر من سفر الروج هكذا( :وأخذت مري النبيئة أخت هارون دفا ف يدها) ال .والية السادسة والعشرون من الزبور الائة
والامس هكذا( :أرسل موسى عبده وهارون الذي انتخبه) .والية السادسة عشر من الزبور الائة والسادس هكذا( :واغضبوا موسى ف العسكر وهارون قديس
الرب) .فإنكار صاحب ميزان الق نبوة هارون ف الصفحة 105من كتابه السمى بل الشكال الطبوع سنة 1847ليس بشيء.
ل من أهل مصر يضرب رجلً من [ ]18ف الباب الثان من سفر الروج هكذا( 11 :وف تلك اليام لا شب موسى خرج إل أخوته وأبصر تعبدهم ورأى رج ً
أخوته العبانيي) ( 12فالتفت إل الانبي فلم ير أحدا فقتل الصري ودفنه) .فقتل موسى عليه السلم بعصبية قومه الصري.
[ ]19ف الباب الرابع من سفر الروج هكذا( 10 :فقال موسى أرغب إليك يا رب إن لست برجل فصيح الكلم من أمس ول من أول منه أيضا ول من
حي خاطبت عبدك إن ألثغ وثقيل اللسان) ( 11فقال له الرب من الذي خلق فم النسان ،أو من صنع الخرس والصم والبصي والعمى أليس أنا) 12
(فاذهب وأنا أكون ف فيك وأعلمك ما تتكلم) ( 13فأما هو فقال أرغب إليك يا رب أن ترسل من أنت ترسل) ( 24فاشتد غضب الرب على موسى) ال.
فاستعفى موسى عليه السلم عن النبوة ،وقد كان الرب وعده وجعله مطمئنا ،فاشتد عليه غضب الرب.
[ ]20ف الية التاسعة عشر من الباب الثان والثلثي من سفر الروج هكذا( :فلما دنا من الحلة وأبصر العجل وجوق الغنيي فاشتد غضب موسى ورمى
باللوحي من يده فكسرها ف أسفل البل) .وهذان اللوحان كانا من عمل اللّه وخط اللّه ،كما هو مصرح به ف هذا الباب ،فكسرها خطأ ،ول يصل بعد
ذلك مثلهما ،لن اللوحي اللذين حصل بعدها كانا من عمل موسى ومن خطه ،كما هو مصرح به ف الباب الرابع والثلثي من سفر الروج.
[ ]21الية الثانية عشر من الباب العشرين من سفر العدد هكذا( :وقال الرب لوسى وهارون من أجل إنكما ل تصدقان وتقدسان قدام بن إسرائيل ،من أجل
ذلك ل تدخلن أنتما بذه الماعة إل الرض الت وهبت لم) .وف الباب الثان والثلثي من سفر الستثناء هكذا( 48 :وكلم الرب موسى ف ذلك اليوم
وقال له) ( 49ارق هذا البل عبي وهو جبل الجازاة إل جبل نابو الذي ف أرض مواب تلقاء أرياء ،ث انظر إل أرض كنعان الت أنا أعطيها لبن إسرائيل
ليثوها ث مت ف البل) ( 50الذي تصعد إليه ويتمع إل شعوبك ،كما مات أخوك هارون ف هور الطور واجتمع إل شعبه) ( 51على أنكما عصيتمان ف
بن إسرائيل عند ماء الصام ف قادس برية صي ول تطهران ف بن إسرائيل) ( 52فإنك ستنظر إل الرض الت أنا أعطيها بن إسرائيل من تلقائها ،وأما أنت فل
تدخلها) .ففي هاتي العبارتي تصريح بصدور الطأ عن موسى وهارون عليهما السلم بيث صارا مرومي عن الدخول ف الرض القدسة ،وقد قال اللّه
زاجرا :إنكما ل تصدقان وتقدسان وإنكما عصيتمان.
[ ]22زن شسون الرسول بامرأة زانية ،كانت ف غزة ،ث تعشق امرأة اسها دليلي الت كانت من أهل وادي شوارق ،وكان يدخل إليها ،فأمرها كفار فلسطي
أن تسأله ،كيف يقدر الفلسطانيون عليه ويوثقونه ،ول يقدر هو على كثر الوثاق ،ووعدوا العطية الزيلة .فسألته فكذب ثلث مرات ،فقالت له هذه الفاجرة
كيف تقول أنك تبن وقلبك ليس معي وقد كذبتن ثلث دفعات ،وضيقت عليه بكلمها أياما كثية فأطلعها على كل شيء ،وقال :إن حلقوا شعر رأسي
زالت عن قوت وصرت كواحد من الناس .فلما رأت أنه قد أظهر ما ف قلبه فدعت رؤساء أهل فلسطي ،وأنامته على ركبتها ،ودعت اللق فحلق سبع
www.barsoomyat.com – 100إظهار الحق – رحمت ال هندي
خصال شعر رأسه .فزالت عنه قوته ،فأسروه وقلعوا عينيه وحبسوه ف السجن ،ث استشهد هناك .وهذه القصة مصرح با ف الباب السادس عشر من سفر
القضاة وشسون نب وتدل على نبوته الية 5و 25من الباب الثالث عشر .والية 6و 19من الباب الرابع عشر ،والية 14و 18و 19من الباب الامس
عشر من السفر الذكور ،والية الثانية والثلثون من الباب الادي عشر من الرسالة العبانية.
[ ]23ف الباب الادي والعشرين من سفر صموئيل الول ف حال داود ،لا فر من خوف شاوول ملك إسرائيل ،ووصل إل نوبا عند أخيملك الكاهن هكذا:
( 1وأتى داود إل نوبا أخيملك الب ،فتعجب أخيملك من إتيان داود وقال له لاذا جئت وحدك وليس معك أحد) ( 2فقال داود لخيملك الكاهن إن اللك
أمرن بشيء وقال ل ل يعلم أحد بذا فيما أبعثك وأمرتك ،فأما الفتيان فقد فرضت لم ذلك الوضع وذلك) ( 3والن إن كان شيء تت يدك أو خسة من
البز فادفع إل أو مهما وجدت) ( 6وأعطاه البز خبز القدس ال) ( 8وقال داود لخيملك أهنا تت يدك سيف أو حربة ،لن سيفي وحربت ل آخذ معي،
لن كان أمر اللك مسرعا) .فكذب داود عليه السلم كذبا بعد كذب ،وصارت ثرة هذا الكذب أن شاوول السفاك ملك بن إسرائيل قتل أهل نوبا كلهم،
ذكورهم ونساءهم وأطفالم ودوابم من البقر والغنم والمر ،وقتل ف هذه الادثة خسة وثانون كاهنا ،ونا ف هذه الادثة ابن لخيملك اسه ابيثار ،وفر
ووصل إل داود عليه السلم .وأقر داود عليه السلم بأن سبب لقتل أهل بيتك كلهم ،كما هو مصرح به ف الباب الثان والعشرين من السفر الذكور.
[ ]24ف الباب الادي عشر من سفر صموئيل الثان هكذا( :قام داود عليه السلم من فراشه بعد الظهر يتمشى على سطح ملس ملكه ،فأبصر امرأة تغتسل
على سطحها وكانت جيلة جدا ،فأرسل داود عليه السلم وسأل عن المرأة وقالوا له إنا بنت شباع امرأة أوريا ،فأرسل داود رسلً وأخذها ونام معها ،ث
رجعت إل بيتها فحبلت وأخبته وقالت إن قد حبلت .فأرسل داود عليه السلم إل يواب قائلً له :أرسل إل أوريا ،فأرسل يواب أوريا ،وسأل داود عليه
السلم أوريا عن سلمة يواب وعن سلمة الشعب وعن الرب ،ث قال :انزل إل بيتك .فخرج أوريا فرقد بباب بيت اللك ول ينحدر إل بيته ،وأخبوا داود
عليه السلم ،أن أوريا ل ينل إل بيته .فقال داود عليه السلم :لاذا ل تنحدر إل بيتك .فقال أوريا :تابوت اللّه وإسرائيل ويهوذا ف اليام وسيدي يواب وعبيد
سيدي ف القفر وأنا أنطلق إل بيت وآكل وأشرب وأنام مع امرأت ،ل وحياتك وحياة نفسك أن ل أفعل هذا .وقال داود عليه السلم :أقم اليوم أيضا ههنا،
وإذا كان الغد أرسلك .وبقي أوريا ف أورشليم ذلك اليوم ،وف اليوم الخر داعه داود عليه السلم ليأكل قدامه ويشرب فسكره ،وخرج وقت الساء فنام مكانه
على جانب عبيد سيده ول ينحدر إل بيته ،فلما كان الصباح كتب داود عليه السلم صحيفة إل يواب ،وأرسلها بيد أوريا وقال صيوا أوريا ف أول الرب،
وإذا اشتبك الرب ارجعوا واتركوه وحده ليقتل ،فلما نزل يواب حول القرية أقام أوريا ف الكان الذي يعلم أن الرجال الشجعان هناك ،فخرج أهل القرية
فقاتلوا يواب فسقط من الشعب قوم من عبيد داود عليه السلم وأوريا فمات ،وأرسل يواب إل داود عليه السلم وأخبه ،وسعت امرأة أوريا أن زوجها قد
مات فناحت عليه ،فلما انقضت مناحتها ،أرسل داود عليه السلم فأدخلها بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا ،وساء هذا الفعل الذي فعل داود أمام الرب)
انتهى ملخصا .وف الباب الثان عشر من سفر صموئيل الثان حكم الرب لداود على لسان ناثان النب عليهما السلم هكذا( 9 :ولاذا أزريت بوصية الرب
وارتكبت القبيح أمام عين وقتلت أوريا اليتان ف الرب وامرأته أخذتا لك امرأة وقتلته بسيف بن عمون) ( 14ولكن لنك أشت بك أعداك الرب بذه
الفعلة فالبن الذي ولد لك موتا يوت) فصدر عن داود ثانية خطيئات:
(الول) أنه نظر إل امرأة أجنبية بنظر الشهوة ،وقد قال عيسى عليه السلم أن كل من ينظر إل امرأة ليشتهيها فقد زن با ف قلبه ،كما هو مصرح به ف الباب
الامس من إنيل مت.
(والثانية) أنه ما اكتفى على نظر الشهوة ،بل طلبها وزن با ،وحرمة الزنا قطعية ،ومن الحكام العشرة الشهورة .كما قال اللّه ف التوراة ل تزن.
(والثالثة) أن هذا الزنا كان بزوجة الار ،وهذا أشد أنواع الزنا ،وذنب آخر كما هو مصرح به ف الحكام العشرة الشهورة.
(والرابعة) ما أجرى حد الزنا ل على نفسه ،ول على هذه المرأة .والية العاشرة من الباب العشرين من سفر الحبار هكذا( :ومن زن بامرأة لا رجل فليقتل
الزان ،والزانية) .والية الثانية والعشرون من الباب الثان والعشرين من سفر الستثناء هكذا( :إن اضطجع رجل مع امرأة غيه فكلها يوتان الزان والزانية،
وارفع الشر من إسرائيل).
(والامسة) أن داود عليه السلم طلب أوريا من العسكر ،وأمره أن يذهب إل بيته ،وجل غرض داود عليه السلم أن يلقي على عيبه سترا ،ويكون هذا البل
منسوبا إل أوريا .ولا ل يذهب لجل ديانته ،وحلف أنه ل يروح ،فأقامه داود عليه السلم اليوم الثان ،وجعله سكران يسقي المر الكثي ليوح إل بيته ف
حالة المار ،لكنه ل يرح ف هذه الالة أيضا مراعيا لديانته ،ول يلتفت إل زوجته الميلة الت كانت جائزة له شرعا وعقلً .فسبحان اللّه العزيز حال ديانة
العوام عند أهل الكتاب ف ترك المر الائز لجل الديانة هكذا ،وحال ديانة النبياء السرائيلية ف ارتكاب الفواحش هكذا.
(والسادسة) أنه لا ل تصل ثرة مقصوده على إسكار أوريا ،عزم داود عليه السلم على قتله ،فقتله بسيف بن عمون ،وف الية السابعة من الباب الثالث
والعشرين من سفر الروج( :ل تقتل البار الزكي).
www.barsoomyat.com – 101إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والسابعة) أنه ل يتنبه على خطأه ،ول يتب ما ل يعاتبه ناثان النب عليه السلم.
(والثامنة) أنه قد وصل إليه حكم اللّه بأن هذا الولد الذي تولد بالزنا يوت ،ومع هذا دعا لجل عافيته ،وصام وبات على الرض.
[ ]25ف الباب الثالث عشر من سفر صموئيل الثان ،أن حنون الولد الكب لداود زن بثامار قهرا ث قال لا أخرجي ،ولا امتنعت عن الروج أمر خادمه
فأخرجها ،وأغلق الباب خلفها فخرجت صارخة ،وسع داود عليه السلم هذه المور ،وشقت عليه ،لكنه ل يقل لمنون شيئا لحبته له ول لثامار ،وكانت
ثامار هذه أختا لب شالوم بن داود عليه السلم يقينا ،ولذلك بغض أبيشالوم حنون ،وعزم على قتله ،ولا قدر عليه قتله.
[ ]26ف الية الثانية والعشرين من الباب السادس عشر من سفر صموئيل الثان هكذا( :فضربوا لبيشالوم خيمة على السطح ،ودخل على سراري أبيه تاه
جيع إسرائيل) ث حارب أبيشالوم الب حت قتل ف تلك الحاربة عشرون ألفا من بن إسرائيل كما هو مصرح به ف الباب الثامن عشر ،فابن داود عليه السلم
هذا فاق روبيل الولد الكب ليعقوب عليه السلم بثلثة أوجه:
(الول) أنه زن بميع سراري أبيه بلف روبيل فإنه زن بسرية واحدة.
(والثان) أنه زن تاه جيع إسرائيل علنية بلف روبيل فإنه زن خفية.
(والثالث) أنه حارب أباه حت قتل عشرون ألفا من بن إسرائيل .وداود عليه السلم مع صدور هذه المور عن هذا اللف السوء ،كان وصى رؤساء العسكر
أن ل يقتله أحد ،لكن يواب خالف أمره ،وقتل هذا اللف السوء ،ولا سع داود عليه السلم بكى بكا ًء شديدا ،وحزن عليه .وأنا ل أتعجب من هذه المور
لن أمثالا لو صدرت عن أولد النبياء ،بل النبياء ،ليست عجيبة على حكم كتبهم القدسة ،بل أتعجب ان زناه بسراري أبيه كان بعدل الرب ،وهو كان هيج
هذا الزان ،لنه كان وعده على لسان ناثان النب عليه السلم لا زن داود عليه السلم بامرأة أوريا .ف الباب الثان عشر من السفر الذكور هكذا(11 :فهذا ما
يقول الرب هو ذا أنا مثي عليك شرا من بيتك ،وآخذ نساءك عيانك فأعطي صاحبك فينضجع مع نسائك عيان هذه الشمس) ( 12فإنك أنت فعلت هذا
خفيا ،وأنا أجعل هذا الكلم أمام جيع إسرائيل ،ومقابل الشمس) فوف اللّه با وعد.
[ ]27ف الباب الادي عشر من سفر اللوك الول هكذا( 1 :وكان سليمان اللك قد أحب نساء كثية غريبة ،وابنة فرعون ،ونساء من بنات الوابيي ،ومن
بنات عمون ،ومن بنات أدوم ،ومن بنات الصيدانيي ،ومن بنات اليثانيي) ( 2من الشعوب الذين قال الرب لبن إسرائيل ل تدخلوا إليهم ،ول يدخلوا إليكم
لئل ييلوا قلوبكم إل آلتكم ،وهؤلء التصق بم سليمان بب شديد) ( 3وصار له سبعمائة امرأة حرة ،وثلثمائة سرية ،وأغوت نساءه قلبه) ( 4فلما كان عند
كب سليمان أغوت نساءه إل آلة أخر ،ول يكن قلبه سليما للّه ربه مثل قلب داود أبيه) ( 5وتبع سليمان عستروت إله الصيدانيي وملكوم صنم بن عمون) 6
(وارتكب سليمان القبح أمام الرب ول يتم أن يتبع الرب مثل داود أبيه) ( 7ث نصب سليمان نصبة لكاموش صنم مواب ف البل الذي قدام أورشليم ،وللكوم
وثن بن عمون) ( 8وكذلك صنع لميع نسائه الغرباء ،وهن يبخرن ،ويذبن للتهن) ( 9فغضب الرب على سليمان حيث مال قلبه عن الرب إله إسرائيل
الذي ظهر له مرتي) ( 10وناه عن هذا الكلم أن ل يتبع آلة الغرباء ،ول يفظ ما أمره به الرب) ( 11فقال الرب لسليمان :إنك فعلت هذا الفعل ،ول تفظ
عهدي ووصاياي الت أمرتك بن ،أشق شقا ملكك ،وأصيه إل عبدك) .فصدر عن سليمان عليه السلم خس خطيئات:
(الول) وهي أعظمها أنه ارتد ف آخر عمره ،الذي هو حي التوجه إل اللّه .وجزاء الرتد ف الشريعة الوسوية الرجم ،ولو كان نبيا ذا معجزات كما هو
مصرح به ف الباب الثالث عشر ،والسابع عشر من سفر الستثناء ،ول يعلم من موضع من مواضع التوراة ،أنه يقبل توبة الرتد ،ولو كان توبة الرتد مقبولة ،لا
أمر موسى عليه السلم بقتل عبدة العجل ،حت قتل ثلثة وعشرين ألف رجل على خطأ عبادته.
(والثانية) أنه بن العابد العالية للصنام ف البل قدام أورشليم ،وهذه العابد كانت باقية مئتي سنة حت نسها ،وكسر الصنام يوسنا بن آمون ملك يهوذا ف
عهده ،بعد موت سليمان عليه السلم بأزيد من ثلثمائة وثلثي سنة ،كما هو مصرح به ف الباب الثالث والعشرين من سفر اللوك الثان.
(والثالثة) أنه تزوج نساء من سفر الشعوب ،الت كان اللّه منع من اللتصاق بم ،ف الباب السابع من الستثناء هكذا( :ول تعل معهم زية فل تعط ابنتك
لبنه ،ول تتخذ ابنته لبنك).
(والرابعة) تزوج ألف امرأة ،وقد كانت كثرة الزواج مرمة على من يكون سلطان بن إسرائيل ف الية السابعة عشر من الباب السابع عشر من سفر الستثناء
هكذا( :ول تكثر نساؤه لئل يدعن نفسه).
(والامسة) أن نساءه كن يبخرن ويذبن للوثان ،وقد صرح ف الباب الثان والعشرين من سفر الروج( :من يذبح للوثان فليقتل) .فكان قتلهن واجبا،
وأيضا أنن أغوين قلبه ،فكان رجهن واجبا على ما هو مصرح به ف الباب الثالث عشر من سفر الستثناء ،وهو ما أجرى عليهم الدود إل آخر حياته.
فالعجب أن داود وسليمان عليهما السلم ما أجريا حدود التوراة على أنفسهما ،ول على أهل بيتهما فأية مداهنة أزيد من هذا ،أهذه الدود الت فرضها اللّه
للجراء على الساكي الفلوكي فقط .ول تثبت توبة سليمان عليه السلم من موضع من مواضع العهد العتيق ،بل الظاهر عدم توبته لنه لو تاب لدم العابد الت
www.barsoomyat.com – 102إظهار الحق – رحمت ال هندي
بناها ،وكسر الصنام الت وضعها ف تلك العابد ،ورجم تلك النساء الغويات .على أن توبته ما كانت نافعة لن حكم الرتد ف التوراة ليس إل الرجم ،وما
ادعى صاحب ميزان الق ف الصفحة الامسة والمسي من طريق الياة الطبوعة سنة 1847من توبة آدم وسليمان عليهما السلم ،فادعاء بت وكذب
صرف.
[ ]28قد عرفت ف المر السابع من مقدمة الكتاب أن النب الذي كان ف بيت أيل كذب ف تبليغ الوحي ،وخدع رجل اللّه السكي ،وألقاه ف غضب الرب
وأهلكه.
[ ]29ف الباب العاشر من سفر صموئيل الول ف حق شاوول ملك إسرائيل السفاك الشهور هكذا( 10 :وأتوا إل الرابية وإذا صف من النبياء استقبله ،وحل
عليه روح الرب فتنبأ بينهم) ( 11وحينما نظره الذين يعرفونه من أمس ،وقبل من المس فإذا هو مع النبياء متنب ،قال كل امرئ منهم لصاحبه :ما هذا الذي
ل هل أيضا شاوول ف النبياء) ( 13وفرغ ما تنبء أصاب ابن قيس شاوول ف النبياء) ( 12فأجاب بعضهم البعض وقالوا :من أبوهم من أجل هذا صار مث ً
فأتى إل الضية).
والية السادسة من الباب الادي عشر من سفر صموئيل الول هكذا( :فاستقام روح اللّه على شاوول حي سع هذا القول ،واحتمى غضبه جدا).
يعلم من هذه العبارات أن شاوول كان مستفيضا بروح القدس ،وكان يب عن الالت الستقبلة.
وف الباب السادس عشر من السفر الذكور( :وابتعد روح اللّه من شاوول وصار روح ردي يعذبه بأمر الرب).
ويعلم منه أن هذا النب سقط عن درجة النبوة فابتعد عنه روح اللّه ،وتسلط عليه روح الشيطان.
وف الباب التاسع عشر من السفر الذكور هكذا( 23 :فانطلق شاوول إل نويت الت ف الرامة ،وحلت عليه أيضا روح الرب ،فجعل يسي ويتنبأ حت انتهى
المر إل نويت ف الرامة) ( 24وخلع هو ثيابه وتنبا هو أيضا أمام صموئيل ،وسقط عريان ناره ذلك كله وليلته تلك كلها ،فصار مثلً هل شاوول ف
النبياء).
فحصل لذا النب الساقط عن درجة النبوة هذه الدرجة العليا مرة أخرى ،ونزل عليه روح القدس نزولً قويا ،بيث رمى ثيابه وصار عريانا ،وكان على هذه
الالة يوما بليلته ،فهذا النب الامع بي الروح الشيطان والرحان ،كان ممع العجاب ،فمن شاء فلينظر حال ظلمه وعتوه ف السفر الذكور.
[ ]30يهوذا السخريوطي كان أحد الواريي ،وكان مستفيضا بروح القدس ،ومتلئا عنة ،صاحب الكرامات ،كما هو مصرح به ف الباب العاشر من إنيل
مت ،وهذا النب باع دينه بدنياه ،وسلم عيسى عليه السلم بأيدي اليهود بطمع ثلثي درها ،ث خنق نفسه ومات ،كما هو مصرح به ف الباب السابع
والعشرين من إنيل مت ،وشهد يوحنا ف حقه ف الباب الثان عشر من إنيله أنه كان سارقا ،وكان الكيس عنده ،وكان يمل ما يلقى فيه .أيكون النب مثل
هذا السارق البائع دينه بدنياه.
[ ]31فر الواريون الذين هم ف زعمهم أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية عليهم السلم ،ف الليلة الت أخذ اليهود فيها عيسى عليه السلم وتركوه ف
أيدي العداء ،وهذا ذنب عظيم ،وإن قيل أن هذا المر إن صدر عنهم لبنهم ،والب أمر طبعي .أقول :لو سلم هذا فلعذر لم ف شيء آخر ،هو كان أسهل
الشياء ،وهو أن عيسى عليه السلم كان ف غاية الضطراب ف هذه الليلة ،وقال لم إن نفسي حزينة جدا ،امكثوا ههنا واسهروا معي ،ث تقدم قليلً للصلة،
ث جاء إليهم فوجدهم نياما ،فقال لبطرس أهكذا ما قدرت أن تسهروا معي ساعة واحدة ،اسهروا وصلوا .فمضى مرة ثانية للصلة ث جاء فوجدهم نياما
فتركهم ومضى ث جاء إل تلميذه وقال لم ناموا واستريوا .كما هو مصرح به ف الباب السادس والعشرين من إنيل مت .ولو كان لم مبة ما لا فعلوا هذا
المر ،أل ترى أن العصاة من أهل الدنيا إذا كان مقتداهم أو قريب من أقاربم ف غاية الضطراب ،أو الرض الشديد ف ليلة ،ل ينامون ف تلك الليلة ولو كانوا
أفسق الناس.
[ ]32أن بطرس الواري الذي هو رئيس الواريي ،وخليفة عيسى عليه السلم على ادعاء فرقة كاتلك ،وإن كان متساوي القدام ف المر التقدم مع
الواريي الباقي ،لكنه حصل له الفضل بأن اليهود لا أخذوا عيسى عليه السلم ،تبعه من بعيد إل دار رئيس الكهنة ،فجلس خارج الدار فجاءت جارية قائلة:
وأنت كنت مع يسوع الليلي .فأنكر قدام الميع ،ث رأى أخرى وقالت للذين هناك ،هذا كان مع يسوع الناصري .فأنكر أيضا يقسم إن لست أعرف هذا
الرجل ،وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا أنت أيضا منهم ،فابتدأ حينئذ يلعن ويلف :إن ل أعرف هذا الرجل .وللوقت صاح الديك ،فتذكر بطرس
كلم عيسى عليه السلم ،إنك قبل أن يصيح الديك تنكرن ثلث مرات كما هو مصرح به ف الباب السادس والعشرين من إنيل مت .وقد قال السيح عليه
السلم له :اذهب عن يا شيطان أنت معثرة ل لنك ل تتم با للّه ،لكن تتم با للناس ،كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر من إنيل مت .وكتب
مقدسهم بولس ف الباب الثان من رسالته إل أهل غلطية هكذا( 11 :ولكن لا أتى بطرس إل أنطاكية ،قاومته مواجهة لنه كان ملوما) ( 12لنه قبل ما أتى
قوم من عند يعقوب كان يأكل مع المم ،ولكن لا أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من أهل التان) ( 13ورأى معه باقي اليهود أيضا حت أن
www.barsoomyat.com – 103إظهار الحق – رحمت ال هندي
برنابا أيضا انقاد إل ريائهم) ( 14لكن لا رأيت أنم ل يسلكون باستقامة حسب حق النيل ،قلت لبطرس قدام الميع إن كنت وأنت يهودي تعيش أميا،
فلماذا تلزم المم أن يتهودوا) .وكان بطرس يتقدم على الواريي ف القول ،لكنه ف بعض الوقات ل يدري ما يقول كما صرح به ف الية الثالثة والثلثي من
الباب التاسع من إنيل لوقا ،وف الرسالة الثانية من كتاب الثلث عشرة رسالة الطبوعة سنة 1849ف بيوت ف الصفحة ( :60أن أحد الباء يقول إنه كان
به شديدا داء التجب والخالفة) .يوحنا فم الذهب مقاله 82و 83ف مت ث ف الصفحة ( :61يقول فم الذهب أنه كان ضعيفا متخلخل العقل ،والقديس
اغوستينوس يقول عن بطرس :أنه كان غي ثابت لنه كان يؤمن أحيانا ويشك أحيانا ،وتارة يعرف أن السيح غي مائت ،وتارة ياف أن يوت ،وكان السيح
يقول له مرة طوب لك ،وأخرى يقول له يا شيطان) انتهى بلفظه.
فهذا الواري عندهم أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية ،فإذا كان حال الفضل من موسى كما علمت .فماذا يعتقد ف حق الفضولي.
[ ]33كان رئيس الكهنة قيافا نبيا بشهادة يوحنا ف الية الادية والمسي من الباب الادي عشر من إنيل يوحنا ،قوله ف حق قيافا ف الترجة العربية
الطبوعة سنة 1841وسنة 1844هكذا( :ول يقل هذا من نفسه ،لكن من أجل أنه كان عظيم الكهنة ف تلك السنة ،فتنبأ أن يسوع كان مزمعا أن يوت
بدل المة) .فقوله تنبأ يدل على نبوته ،وهذا النب أفت بقتل عيسى عليه السلم ،وكفره وأهانه ،فلو كانت هذه المور بالنبوة واللام ،فعيسى عليه السلم
واجب الرد والعياذ باللّه .وإن كانت بإغواء الشيطان ،فأي ذنب أكب من هذه .وأكتفي على هذا القدر وأقول أن الذنوب الذكورة وأمثالا ،مصرح با ف
كتب العهدين ،ول تقدح هذه الذنوب ف نبوة أنبيائهم ،أفل يستحيون أن يعترضوا على (ممد) صلى اللّه عليه وسلم ف أمور خفيفة.
وإذا عرفت هذا فالن أشرع ف نقل مطاعنهم والواب عنها وأقول:
(الطعن الول) مطعن الهاد ،وهو من أعظم الطاعن ف زعمهم ،ويقررونه ف رسائلهم بتقريرات عجيبة موهة ،منشؤها العناد الصرف ،وأنا أمهد قبل ترير
الواب أمورا خسة:
(المر الول) أن اللّه يبغض الكفر ويازي عليه ف الخرة يقينا ،وكذا يبغض العصيان وقد يعاقب الكفار والعصاة ف الدنيا أيضا ،فيعاقب الكفار تارة بالغراق
عموما ف عهد نوح عليه السلم ،فإنه أهلك كل ذي حياة غي أهل السفينة بالطوفان ،وتارة بالغراق خصوصا ،كما ف عهد موسى عليه السلم حيث أغرق
فرعون وجنوده ،وتارة بالهلك مفاجأة ،كما أهلك أكب الولد لكل إنسان وبيمة من أهل مصر ف ليلة خرج بنو إسرائيل فيها من مصر ،كما هو مصرح به
ف الباب الثان عشر من سفر الروج ،وتارة بإمطار الكبيت والنار من السماء ،وقلب الدن ،كما ف عهد لوط عليه السلم ،فإنه أهلك سادوم وعمورة
ونواحيهما بإمطار الكبيت والنار وقلب الدن ،وتارة بإهلكهم بالمراض ،كما أهلك السدوديي بالبواسي ،كما هو مصرح به ف الباب الامس من سفر
صموئيل الول ،وتارة بإرسال اللك لهلكهم ،كما فعل بعسكر الثوريي ،حيث أرسل ملكا ،فقتل منهم ف ليلة واحدة مائة وخسة وثاني ألفا ،كما هو
مصرح به ف الباب التاسع عشر من سفر اللوك الثان ،وتارة بهاد النبياء ومتبعيهم ،كما ستعرف ف المر الثان ،وكذا يعاقب العصاة أيضا تارة بالسف
والنار ،كما أهلك قورح وداثان وأبيم وغيهم لا خالفوا موسى عليه السلم ،فانفلقت الرض وابتلعت قورح وداثان وأبيم ونسائهم وأولدهم وأثقالم ،ث
ل كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر من سفر العدد .وتارة بالهلك مفاجأة كما أهلك أربعة عشر ألفا خرجت نار فأكلت مائتي وخسي رج ً
وسبعمائة لا خالف بنو إسرائيل ف غد هلك قورح وغيه ،ولو ل يقم هارون عليه السلم بي الوتى والحياء ،ول يستغفر للقوم ،للك الكل بغضب الرب ف
ل من أهل بيت الشمس على أنم رأوا تابوت اللّه ،كما هو مصرح به ف هذا اليوم ،كما هو مصرح به ف الباب الذكور .وكما أهلك خسي ألفا وسبعي رج ً
الباب السادس من سفر صموئيل الول .وتارة بإرسال اليات الؤذية ،كما أن بن إسرائيل لا خالفوا موسى عليه السلم مرة أخرى ،أرسل اللّه عليهم اليات
الؤذية ،فجعلت تلدغهم ،فمات كثي منهم كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر العدد .وتارة بإرسال اللك كما أهلك سبعي ألفا ف يوم
واحد ،على أن داود عليه السلم عد بن إسرائيل ،كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثان .وقد ل يعاقب الكفار والعصاة ف
الدنيا .أل ترى أن الواريي على زعم السيحيي كانوا أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية ،ومن تابوت اللّه .وأن قاتليهم عند السيحيي أسوأ من كفار
عهد نوح ولوط وموسى عليهم السلم .وقتل نيو الظال الشرك ،الذي كان ملك ملوك الروم ،بطرس الواري وزوجته وبولس وكثيا من السيحيي بأشد
أنواع القتل .وكذا أكثر الكفار الواريي وتابعيهم .وما أهلكهم اللّه بالغراق ول بإمطار الكبيت والنار وقلب الدن ،ول بقتل أكب أولدهم ،ول بابتلئهم
بالمراض ول بإرسال اللك ،ول بإرسال اليات ،ول بوجه آخر.
(المر الثان) أن النبياء السابقي أيضا قتلوا الكفار وسبوا نسائهم وذراريهم ،ونبوا أموالم .ول تتص هذه المور بشريعة ممد صلى اللّه عليه وسلم .كما ل
يفى على من طالع كتب العهدين .وله شواهد كثية أكتفي على إيراد بعضها.
-1ف الباب العشرين من كتاب الستثناء هكذا( 10 :وإذا دنوت من قرية لتقاتلها ادعهم أولً إل الصلح) ( 11فإذا قبلت وفتحت لك البواب فكل الشعب
الذي با يلص ويكونون لك عبيدا يعطونك الزية) ( 12وإن ل ترد تعمل معك عهدا وتبتدئ بالقتال معك فقاتلها أنت) ( 13وإذا سلمها الرب إلك بيدك
www.barsoomyat.com – 104إظهار الحق – رحمت ال هندي
اقتل جيع من با من جنس الذكر بفم السيف) ( 14دون النساء والطفال والدواب وما كان ف القرية غيهم ،واقسم للعسكر الغنيمة بأسرها وكل من سلب
أعدائك الذي يعطيك الرب إلك) ( 15وهكذا فافعل بكل القرى البعيدة منك جدا وليست من هذه القرى الت ستأخذها مياثا) ( 16فأما القرى الت تعطى
أنت إياها فل تستحي منها نفسا البتة) ( 17ولكن أهلكهم إهلكا كلهم بد السيف اليثي والموري والكنعان والفرزي والوايي واليابوسي كما أوصاك
الرب إلك) .فظهر من هذه العبارة أن اللّه أمر ف حق القبائل الست ،أعن اليثانيي والموريي والكنعانيي والفرزيي والوايي واليابوسيي ،أن يقتل بد
السيف كل ذي حياة منهم ذكورهم وإناثهم وأطفالم .وأمر فيما عداهم ،أن يدعوا أو ًل إل الصلح ،فإن رضوا به وقبلوا الطاعة وأداء الزية فيها ،وإن ل
يرضوا ياربوا ،فإذا حصل الظفر عليهم ،يقتل كل ذكر منهم بالسيف ويسب نساؤهم وأطفالم ،وينهب دوابم وأموالم ،وتقسم على الجاهدين ،وهكذا يفعل
بكل القرى الت هي بعيدة من قرى المم الست .وهذه العبارة الواحدة تكفي من جوابم عن تقريراتم الواهية ،وقد نقلها العلماء السلمية سلفا وخلفا ف
مقابلتهم لكنهم يسكتون عنها كأنم ل يروها ف كلم الخالف ،ول ييبونه عنها ل بالتسليم ول بالتأويل.
-2ف الباب الثالث والعشرين من سفر الروج هكذا( 23 :وينطلق ملكي أمامك فيدخلونك على الموريي واليثانيي والفرزانيي والكنعانيي والوايي
واليابوسانيي الذين أنا أخرجهم) ( 24ل تسجدن للتهم ول تعبدها ،ول تعمل كأعمالم ،ولكن خربم تريباُ واكسر أوثانم).
-3ف الباب الرابع والثلثي من سفر الروج ف حق المم الست هكذا( 12 :فاحذر أن تعاهد البتة سكان تلك الرض الذين تأتيهم لئل يكونوا لك عثرة)
( 13ولكن اهدم مذابحم وكسر أصنامهم واقطع أنساكهم).
-4ف الباب الثالث والثلثي من سفر العدد( 51 :مر بن إسرائيل وقل لم إذا عبت الردن وأنتم داخلون أرض كنعان) ( 25فأبيدوا كل سكان تلك الرض
واسحقوا مساجدهم واكسروا أصنامهم النحوتة جيعها واعقروا مذابها كلها) ( 55ث أنتم إن ل تبيدوا سكان الرض فالذين يبقون منهم يكونون لكم
كأوتاد ف أعينكم ورماح ف أجنابكم ويشقون عليكم ف الرض الت تسكنونا) ( 56وما كنت عزمت أن أفعل بم سأفعله بكم).
- 5ف الباب السابع من سفر الستثناء هكذا( 1 :إذا أدخلك الرب إلك الرض الت تدخل لترثها ،وتبيد الشعوب الكثية من قدامك اليثي والرحيثان
والموران والكنعان والفرزان والوايي واليوسان ،سبعة أمم أكثر منكم عددا وأشد منكم) ( 2وسلمهم الرب إلك بيدك فاضربم حت إنك ل تبقي منهم
بقية ،فل تواثقهم ميثاقا ول ترحهم) ( 5ولكن فافعلوا بم هكذا خربوا مذابهم وكسروا أصنامهم وقطعوا مناسكهم وأوقدوا أوثانم) .فعلم من هذه العبارات
أن اللّه أمر بإهلك كل ذي حياة من المم السبع وعدم الرحة عليهم ،وعدم العاهدة معهم وتريب مذابهم ،وكسر أصنامهم ،وإحراق أوثانم ،وقطع
مناسكهم ،وشدد ف إهلكهم تشديدا بليغا ،وقال :إن ل تلكوهم أفعل بكم ما كنت عزمت أن أفعله بم .ووقع ف حق هذه المم السبعة (أنم أكثر منكم
عددا وأشد منكم) .وقد ثبت ف الباب الول من سفر العدد أن عدد بن إسرائيل الذين كانوا صالي لباشرة الروب ،وكانوا أبناء عشرين سنة وما فوقها،
كان ستمائة ألف وثلثة آلف وخسمائة وخسي رجلً ،وأن اللويي مطلقا ذكورا أو إناثا ،وكذا إناث سائر السباط الحدى عشر مطلقا ،وكذا ذكورهم
الذين ل يبلغوا عشرين سنة خارجون عن هذا العدد ،ولو أخذنا عدد جيع بن إسرايل ،وضممنا التروكي والتروكات كلهم بالعدودين ،ل يكون الكل أقل من
ألفي ألف وخسمائة ألف ،أعن مليوني ونصف مليون ،وهذه المم السبعة إذا كانت أكثر منهم عددا وأشد منهم ،فل بد أن يكون عدد هذه المم ،أكثر من
عددهم .وألف القسيس دقتركيث كتابا باللسان النكليزي ،ف بيان صدق الخبارات عن الوادث الستقبلة الندرجة ف كتبهم القدسة ،وترجه القسيس
مريك باللسان الفارسي وساه كشف الثار ف قصص أنبياء بن إسرائيل .وهذه الترجة طبعت ف أدن برغ سنة 1846من اليلد وسنة 1262من الجرة.
ففي الصفحة 26من هذه الترجة( :علم من الكتب القدية أن البلد اليهودية كان فيها قبل خسمائة وخسي سنة من الجرة ثانية كرورات) أي ثانون مليونا
(من ذي حياة) انتهى .فالغالب أن هذه البلد ف عهد موسى عليه السلم ،كانت معمورة مثلها أو أزيد منها ،فأمر اللّه بقتل ثاني مليونات أو أكثر منها من
ذي حياة.
-6ف الية العشرين من الباب الثان والعشرين من سفر الروج هكذا( :من يذبح للوثان فليقتل).
-7من طالع الباب الثالث عشر من سفر الستثناء ،علم أن الداعي إل عبادة غي اللّه ،ولو كان نبيا صاحب معجزات ،واجب القتل ،وكذا الداعي إل عبادة
الوثان واجب الرجم ،وإن كان من القارب أو من الصدقاء .وإن عبدها أهل القرية ،يقتل هؤلء كلهم ودوابم بد السلح وترق القرية ومتاعها وأموالا
بالنار وتعل تلً ،ث ل تبن.
-8ف الباب السابع عشر من سفر الستثناء هكذا( 2 :إذا وجد عندك جوأة أحد أبوابك الت يعطيك الرب إلك رجل أو امرأة ،تعمل سيئة قدام الرب إلك
ويعدوا ميثاقه) ( 3ليذهبوا ويعبدوا آلة أخرى ويسجدوا لا ويسجدوا للشمس والقمر ،ولكل أجناد السماء ما ل آمر به أنا) ( 4وأنت أخبت بذلك وسعت
ذلك ،وفحصت عنه برص فوجدت أن ذلك حق ،وأنا قد صنعت رجاسة فاخرج الرجل الذي فعل الفعل السيء أو المرأة إل أبواب قريتك وارجوه
بالجارة).
www.barsoomyat.com – 105إظهار الحق – رحمت ال هندي
-9ف الباب الثالث من سفر الروج هكذا( 21 :وأعطى نعمة لذا الشعب قدام الصريي وإذا ما أردت الروج ،فل ترجوا فارغي) ( 22بل تسأل المرأة
ِمنْ جارتا ،ومِن الت هي ساكنة دارها ،أوان فضة ،وذهب ،وثيابا وتضعونا على بنيكم ،وبناتكم ،وتسلبون مصر) .ث ف الباب الادي عشر من السفر
الذكور قول اللّه لوسى عليه السلم هكذا( 1 :فتحدث ف مسمع الشعب أن يسأل الرجل صاحبه ،والرأة من صاحبتها أوان فضة ،وأوان ذهب) ( 3والرب
يعطي لشعبه نعمة قدام الصريي) .ث ف الباب الثان عشر من السفر الذكور هكذا( 35 :وفعل بنو إسرائيل كما أمر موسى ،واستعاروا من الصريي أوان
فضة ،وذهب ،وشيئَا كثيا من الكسوة) ( 36فأما الرب أوهب نعمة لشعبه أمام الصرين أن يعيوهم واستلبوا الصريي) .فإذا كان عدد بن إسرائيل كما
علمت ،واستعار رجالم ونساؤهم من الصريي ،يكون ما استعاروه ما ًل غي مصور ،كما وعد اللّه أولً بأنكم تسلبون مصر ،ث أخب ثانيا واستلبوا الصريي
لكنه أجاز لم السلب بيلة الستعارة ،الت هي ف الظاهر خديعة وغدر.
-10ف الباب الثان والثلثي من سفر الروج ف حال عبادة العجل هكذا( 25 :فنظر موسى عليه السلم الشعب أنه قد صار عريانا إنا عراه هارون لعار
النجاسة ،وجعله عريانا بي العداء) ( 26فوقف ف باب الحلة ،وقال من كان من حزب الرب فليقبل إل فاجتمع إليه جيع بن لوى) ( 27وقال لم هذا ما
يقول الرب إله إسرائيل ليتقلد كل رجل منكم سيفه فجوزوا ف وسط الحلة من باب إل باب ،وارتدوا وليقتل الرجل منكم أخاه ،وصاحبه ،وقريبه) 28
(فصنع بنو لوى كما أمرهم موسى عليه السلم فقتلوا ف ذلك اليوم من الشعب نو ثلثة وعشرين ألف رجل) .فقتل موسى عليه السلم على عبادة العجل
ثلثة وعشرين ألفا .واعلم أنه وقع ف الترجة العربية سنة ،1831وسنة ،1844وسنة 1848الت نقلت عنها هذه العبارة لفظ ثلثة وعشرين ألف رجل.
-11ف الباب الامس والعشرين من سفر العدد ،أن بن إسرائيل لا زنوا ببنات الوات ،وسجدوا للتهن ،أمر الرب بقتلهم ،فقتل موسى أربعة وعشرين ألفا
منهم.
-12من طالع الباب الادي والثلثي من سفر العدد ،ظهر له أن موسى عليه السلم لا أرسل اثن عشر ألف رجل مع فنيحاس بن العازار لحاربة أهل مديان،
فحاربوا وانتصروا عليهم ،وقتلوا كل ذكر منهم ،وخسة ملوكهم وبلعام ،وسبوا نسائهم ،وأولدهم ،ومواشيهم كلها ،وأحرقوا القرى والدساكر والدائن بالنار،
فلما رجعوا غضب عليهم موسى عليه السلم ،وقالِ :لمَ استحييتم النساء ،ث أمر بقتل كل طفل مذكر ،وكل امرأة ثيبة ،وإبقاء البكار ،ففعلوا كما أمر،
وكانت الغنيمة من الغنم ستمائة وخسة وسبعي ألفا ،ومن البقر اثني وسبعي ألفا ،ومن المي أحدا وستي ألفا ،ومن البكار اثنتي وثلثي ألفا ،وكان لكل
ماهد ما نب من غي الدواب ،والنسان ،وما بي مقداره ف هذا الباب غي أن رؤساء اللوف والئي ،أعطوا الذهب لوسى والعازار ستة عشر ألفا وسبعمائة
وخسي مثقالً .وإذا كان عدد النساء البكار اثنتي وثلثي ألفا ،فكم يكون مقدار القتولي من الذكور مطلقا ،شيوخا كانوا أو شبانا أو صبيانا ،ومن النساء
الثيبات.
-13عمل يوشع عليه السلم بعد موت موسى عليه السلم على الحكام الندرجة ف التوراة ،فقتل الليونات الكثية ،ومن شاء فليطالع هذا ف كتابه من
الباب الول إل الباب الادي عشر ،وقد صرح ف الباب الثان عشر من كتابه ،أنه قتل إحدى وثلثي سلطانا من سلطي الكفار ،وتسلط بنو إسرائيل على
ملكتهم.
-14ف الباب الامس عشر من سفر القضاة ف حال ششون هكذا( :ووجد فكا أعن خد حار ،فمد يده وأخذه ،وقتل به ألف رجل).
- 15ف الباب السابع والعشرين من سفر صموئيل الول( 8 :وصعد داود ورجاله ،وكانوا ينهبون أهل جاسور وجرز وعمالق ،لن هؤلء كانوا سكان
الرض من الدهر من حد سورا حت حد مصر) ( 9وكان يرب داود كل الرض ،ول يكن يبقى منهم رجلً ،ول امرأة ،ويأخذ الغنم ،والبقر ،والمي،
والمال ،والمتعة ،وكان يرجع ويأت إل أخيس) .انظروا إل فعل داود عليه السلم أنه كان يرب الرض ،وما كان يبقي رجلً ،ول امرأة من أهل جاسور،
وجرز ،وعمالق ،وينهب دوابم وأمتعتهم.
ل واحدا -16ف الباب الثامن من سفر صموئيل الثان( 2 :وضرب الوابيي ومسحهم بالبال وأضجعهم على الرض ،ومسح حبلي للقتل وكمل حب ً
للستحياء ،وكان الوابيون عبيدا لداود يؤدون إليه الراج) ( 3وضرب داود أيضا هدر عازار بن راحوب ملك صوبا) ال ( 5فأتت أرام دمشق ليعينوا هدر
عازار ملك صوبا ،وضرب داود من أرام اثني وعشرين ألف رجل) .فانظروا إل فعل داود عليه السلم بالوابيي ،وهدر عازار ،وجيشه وجيش أرام.
-17الية الثامنة عشر من الباب العاشر من سفر صموئيل الثان هكذا( :وهرب السريانيون من بي يدي إسرائيل ،وقتل داود من السريانيي سبعمائة مركب،
وأربعي ألف فارس ،وسوباك رئيس اليش ضربه فمات ف ذلك الكان).
-18وف الباب الثان عشر من سفر صموئيل الثان هكذا( 29 :فجمع داود جيع الشعب ،وسار إل راية فحارب أهلها ،وفتحها) ( 30وأخذ تاج ملكهم
عن رأسه وكان وزنه قنطارا من الذهب ،وكان فيه جواهر مرتفعة ووضعوه على داود ،وغنيمة القرية أخرجها كثية جدا) ( 31والشعب الذي كانوا فيها
أخذهم ونشرهم بالناشي وداسهم بوارج حديد ،وقطعهم بالسكاكي وأجازهم بقمي الجاجر ،كذلك صنع بميع قرى بن عمون ،ورجع داود وجيع
www.barsoomyat.com – 106إظهار الحق – رحمت ال هندي
الشعب إل أورشليم) .ونقلت هذه العبارة لفظا لفظا ،عن الترجة العربية الطبوعة سنة ،1831وسنة .1844فانظروا كيف قتل داود عليه السلم بن عمون
ل شنيعا ،وأهلك جيع القرى بثل هذا العذاب العظيم الذي ل يتصور فوقه. قت ً
-19ف الباب الثامن عشر من سفر اللوك الول :أن إيليا عليه السلم ذبح أربعمائة وخسي رجلً من الذين يدعون أنم أنبياء بعل.
-20لا فتح أربعة ملوك سادوم ،وعامورة ،ونبوا جيع أموال أهاليهما ،وأسروا لوطا عليه السلم ،ونبوا ماله أيضا .ووصل هذا الب إل إبراهيم عليه
السلم ،خرج إبراهيم عليه السلم ليخلص لوطا عليه السلم .ففي بيان هذا الال ف الباب الرابع عشر من سفر التكوين هكذا( 14 :فلما سع إبرام أن لوطا
ابن أخيه سب فأحصى غلمانه أولد بيته ثلثمائة وثانية عشر ،وانطلق ف أثرهم حت أتى دان) ( 15وفرق أرفاقه ،ونزل عليهم ليلً ،وضربم ،وطردهم إل حوبا
الت هي من شال دمشق) ( 16واسترد القتن كله ،ولوطا ابن أخيه وماله ،والنسوة أيضا ،والشعب) ( 17وخرج ملك سادوم للقائه بعد ما رجع من قتل
كدرلغمور ،واللوك الذين معه ف وداي شوا الذي هو وادي اللك).
-21ف الباب الادي عشر من الرسالة العبانية هكذا( 32 :وماذا أقول أيضا لنه يعوزن الوقت أن أخبت عن جدعون ،وباراق ،وشسون ويفتاح ،وداود،
وصموئيل ،والنبياء) ( 33الذين باليان قهروا مالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود) ( 34أطفؤا قوة النار نوا من حد السيف تقووا من ضعف
صاروا أشداء ف الرب ،هزموا جيوش غرباء) .فظهر من كلم مقدسهم بولس ،أن قهر هؤلء النبياء مالك ،وإطفائهم النار وناتم من حد السيف ،وهزمهم
جيوش الكفار ،كان من جنس الب ،ل من جنس الث .وكان منشؤها قوة اليان ،ونيل مواعد الرحن ،ل قساوة القلب والظلم .وإن كان أفعال بعضهم ف
صورة أشد أنواع الظلم ،سيما ف قتل الصغار الذين ما كانوا متدنسي بدنس الذنوب ،وقد عد داود عليه السلم جهاداته من السنات حيث قال ف الزبور
الثامن عشر( 20 :ويازين الرب مثل بري ومثل طهارة يدي يكافئن) ( 21لن حفظت طرق الرب ،ول أكفر بإلي) ( 22لن جيع أحكامه قدامي ،وعدله
ل أبعده عن) ( 23وأكون طهارة يدي قدام عينيه) .وقد شهد اللّه أن جهاداته وسائر أفعاله السنة كانت مقبولة عند اللّه ف الية الثامنة من الباب الرابع عشر
من سفر اللوك .الول قول اللّه هكذا( :داود عبدي الذي حفظ وصاياي ،وتبعن من كل قلبه وعمل با حسن أمامي) .فما قال صاحب ميزان الق وغيه من
علماء بروتستنت ،أن جهادات داود عليه السلم كانت لجل سلطنته وملكته ،فمنشؤه قلة الديانة ،لن قتل النساء والطفال وكذا جيع أهل بعض البلد ما
كان ضروريا لجل هذا الصلحة ،على أنا نقول أنا لو فرضنا أن هذا القتل كان لجل السلطنة ،لكنه ل يلو إما أن يكون مرضيا للّه وحللً له ،أو يكون
مبغوضا عند اللّه ومرما عليه ،فإن كان الول ثبت مطلوبنا ،وإن كان الثان لزم كذب قوله وقول مقدسهم ،وكذب شهادة اللّه ف حقه ،ولزوم أن يكون دماء
ألوف من العصومي ،وغي واجب القتل ف ذمته .ودم البيء الواحد يكفي للهلك ،فكيف تصل له النجاة الخروية .ف الباب الثالث من الرسالة الول
ليوحنا( :وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه) .وف الباب الادي والعشرين من الشاهدات( :وأما البانون والكفار والرذولون والقتلة
والزناة والسحرة وعبدة الوثان ،وكل الكذابي يكون نصيبهم ف البحية الوقدة بالنار والكبيت) .هذا هو المر الثان والعياذ باللّه ،وحذرا من التطويل
أكتفي على هذا القدر.
(المر الثالث) ل يشترط أن تكون الحكام العملية الوجودة ف الشريعة السابقة ،باقية ف الشريعة اللحقة بعينيها ،بل ل يشترط أن تكون هذه الحكام العملية
ف شريعة واحدة من أولا إل آخرها ،بل يوز أن تتلف هذه الحكام بسب اختلف الصال والزمنة والكلفي ،وقد عرفت هذه المور ف الباب الثالث با
ل مزيد عليه ،فكان الهاد مشروعا ف الشريعة الوسوية على طريق هو أشنع أنواع الظلم عند منكري النبوة ،ول تبق مشروعيته ف الشريعة العيسوية ،وما كان
بنو إسرائيل مأمورين بالهاد قبل خروجهم عن مصر ،وصاروا مأمورين به بعد خروجهم ،وعيسى عليه السلم يقتل الدجال وعسكره بعد نزوله .كما هو
مصرح به ف الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي ،والباب التاسع عشر من الشاهدات .وكذا ل يشترط أن تكون معاملة تنبيه الكفار والعصاة على
طريقة واحدة كما علمت ف المر الول ،فل يوز لن يعتقد النبوة والوحي أن يعترض ف مثل هذه المور على شريعته ،فل يوز له أن يقول أن إهلك كل
ذي حياة غي أهل السفينة ف طوفان نوح عليه السلم ،وإهلك أهل سادوم وعامورة ونواحيهما ف عهد لوط عليه السلم ،وإهلك كل ولد أكب من أولد
النسان والبهيمة من أهل مصر ،ليلة خروج بن إسرائيل عنها ف عهد موسى عليه السلم ،كان ظلما سيما إهلك ألوف ف حادثة الطوفان ،وإهلك ألوف ف
الادثتي الخيتي من أولد النسان الصغار ،وأولد البهيمة الت هي ما كانت مدنسة بذنب من الذنوب .وكذا ل يوز أن يقول أن قتل المم السبعة كلها
بيث ل تبقى منهم بقية ما سيما قتل أولدهم الصغار الذين ما كانوا اقترفوا ذنبا ظلم ،أو أن يقول أن قتل الرجال وسب الذراري ونب الموال من غي المم
السبعة ،أو أن قتل ذكور الديانيي كلهم حت الطفل الرضيع ،وكذا قتل نسائهم الثيبات كلها وإبقاء البكار لجل أنفسهم ،ونب الموال والدواب ظلم ،أو
أن يقول أن جهادات داود عليه السلم ،وجهادات سائر النبياء السرائيلية عليهم السلم ،أو أن ذبح إيليا عليه السلم أربعمائة وخسي رجلً من أنبياء بعل ،أو
أن قتل عيسى عليه السلم بعد نزوله الدجال وعسكره ظلم ،ل يوز العقل أن يفعل اللّه أو يأمر أحدا بأمثال هذا الظلم ،وكذا ل يوز أن يقول أن قتل الذابح
للوثان ،وكذا قتل من يرغب إل عبادة غي اللّه ،وكذا قتل أهل القرية كلها إذا ثبت منهم الترغيب ،وكذا قتل موسى عليه السلم ثلثة وعشرين ألفا من عبدة
www.barsoomyat.com – 107إظهار الحق – رحمت ال هندي
العجل ،وكذا قتل موسى عليه السلم أربعة وعشرين ألفا من الذين زنوا ببنات مواب وسجدوا للتهن ظلم شنيع ،وف هذه الحكام إجبار بأن يثبت النسان
على الشريعة الوسوية لجل خوف القتل والرجم ،وظاهر أن اليان القلب ل يكن أن يصل بالجبار بل يستحيل أن يصل للنسان مبة اللّه أيضا بالجبار.
فأمثال هذه الحكام ل تكون من جانب اللّه ،نعم من ل يكون معتقدا بالنبوة والشرائع ،ويكون ملحدا وزنديقا وينكر أمثال هذه المور ل تستبعد منه ،لكنا
ل كلم لنا معه ف هذا الكتاب ،بل كلمنا فيه مع السيحيي عموما وعلماء بروتستنت خصوصا.
(المر الرابع) أن علماء بروتستنت يدعون كذبا أن دين السلم شاع بالسيف ،وهذا الدعاء غي صحيح كما علمت ف المر السابع من مقدمة الكتاب،
وأفعالم غي أقوالم ،فإنم وكذا أسلفهم من أهل التثليث إذا تسلطوا تسلطا تاما ،اجتهدوا ف إماء الخالفي ،وأنا أنقل بعض الالت من كتبهم ورسائلهم
فأنقل حالم بالنسبة إل اليهود من كتاب كشف الثار ف قصص أنبياء بن إسرائيل الذي عرفته ف بيان المر الثان فأقول:
قال صاحبه ف الصفحة ( :27القسطنطي العظم الذي كان قبل الجرة بثلثمائة سنة تقريبا أمر بقطع آذان اليهود وإجلئهم إل أقاليم متلفة ،ث أمر ملك
اللوك الرومي ف القرن الامس من القرون السيحية ،بإخراجهم من البلدة السكندرية الت كانت مأمنهم من مدة ،وكانوا ييئون إليها من كل جانب،
فيستريون فيها .وأمر بدم كنائسهم ومنع عبادتم ،وعدم قبول شهادتم وعدم نفاذ الوصية أن أوصى أحد منهم لحد ف ماله ،ولا ظهر منهم بغاوة ما لجل
هذه الحكام نب جيع أموالم وقتل كثيا منهم ،وسفك الدماء بظلم ارتعد به جيع يهود هذا القليم.
ث قال ف الصفحة ( :28أن يهود البلد انطيوح لا أسروا بعد ما صاروا مغلوبي ،قطع أعضاء البعض ،وقتل البعض ،وأجلى الباقي منهم كلهم ،وظلم ملك
اللوك ف جيع ملكته هؤلء الشاركي بأنواع الظلم ،ث أجلهم من ملكته آخر المر .وهيج ولة المالك الخرى على أن يعاملوا اليهود هذه العاملة ،فكان
حالم أنم تملوا الظلم من آسيا إل أقصى حد أوربا ،ث بعد مدة قليلة كلفوا ف ملكة اسبنيول لقبول شرط من الشروط الثلثة :أن يقبلوا اللة السيحية فإن أبوا
عن قبولا يكونون مبوسي ،وإن أبوا عن كليهما يلون من أوطانم ،وصار مثل هذه العاملة معهم ف ديار فرانس .فهؤلء الساكي كانوا ينتقلون من إقليم إل
إقليم ول يصل لم موضع القرار ،ول يصل لم المن ف آسيا الكبي أيضا بل قتلوا ف كثي من الوقات كما قتلوا ف مالك الفرنج.
ث قال ف الصفحة ( :29أن أهل ملة كتلك كانوا يظلمونم باعتقاد أنم كفار وعظماء هذه اللة عقدوا ملسا للمشورة ،وأجروا عليهم عدة أحكام( :الول):
من حى يهوديا على ضد مسيحي يكون ذا خطأ ،ويرج عن اللة( .والثان) :أنه ل يعطى يهودي منصبا ف دولة من الدول( .والثالث) :لو كان مسيحي عبد
يهودي فهو حر( .والرابع) :ل يأكل أحد مع اليهودي ،ول يعامله( .والامس) :أن ينع الولد منهم وترب ف اللة السيحية ،وهكذا كان أحكام أخر) .أقول
ل شك أن الكم الامس أشد أنواع الكراه .ث قال( :كانت عادة أهل البلدة ثولوس من إقليم فرانس أنم كانوا يلطمون وجوه اليهود ف عيد الفصح ،وكان
رسم البلدة بزيرس أن أهلها من أول يوم الحد من أيام العيد إل يوم العيد ،كانوا يرمون اليهود بالجارة ،وكان يكثر القتل أيضا ف هذا الرمي ،وكان حاكم
البلدة السيحي الذهب يهيج أهلها على هذا الفعل.
ث قال ف الصفحة 30و ( :31دبر سلطي فرانس ف حق اليهود أمرا ،وهو أنم كانوا يتركون اليهود إل أن يصيوا متمولي بالكسب والتجارة ،ث يسلبون
أموالم ،وبلغ هذا الظلم لجل الطمع غايته ،ث لا صار فلب أوك سطس سلطانا ف فرانس ،أخذ أولً المس من ديون اليهود الت كانت على السيحيي ،وأبرأ
من الباقي ذمة السيحيي ،وما أعطى اليهود حبة ،ث أجلى اليهود كلهم من ملكته ،ث جلس على سرير السلطنة سنط لوئيس وهو يطلب اليهود مرتي ف ملكته
وأجلهم مرتي ،ث أجلى جرلس السادس اليهود من ملكة فرانس ،وقد ثبت من التواريخ ،أن اليهود أجلوا من ملكة فرانس سبع مرات ،وعدد اليهود الذين
أخرجوا من ملكة اسبنيول لو فرض ف جانب القلة ،ل يكون أقل من ألف وسبعي ألف بيت ،وف ملكة نسا قتل كثي منهم ونب كثي منهم ونا منهم قليل
وهم الذين تنصروا ،ومات كثي منهم بأن سدوا أولً أبوابم ،ث أهلكوا أنفسهم وأولدهم وأزواجهم وأموالم ،إما بالغراق ف البحر أو بالحراق بالنار ،وقتل
غي الحصورين منهم ف الهاد القدس ،وكان النكليز اتفقوا على أن يظلموا اليهود ،فلما حصل اليأس العظيم ليهود البلدة يرك بسبب الظلم ،قتل بعضهم
بعضا فقتل ألف وخسمائة من الرجال والنساء والطفال ،وصاروا أذلء ف هذه الملكة بيث إذا بغى المراء على السلطان قتلوا سبعمائة يهودي ونبوا
أموالم ،لجل أن يظهروا شوكتهم على الناس ،وسلب رجار دوجان وهنري الثالث من سلطي إنكلترة مرارا ،أموال اليهود ظلما سيما هنري الثالث ،فإنه
كانت عادته أنه كان ينهب اليهود بكل طريق على وجه الظلم ،وعدم الرحم ،وكان جعل أغنيائهم الكبار فقراء وظلمهم بيث رضوا على اللء ،واستجازوا
أن يرجوا من ملكته ،لكنه ما قبل هذا المر منهم أيضا .ولا جلس ادورد الول على سرير السلطنة ،ختم المر بأن نب أموالم كلها ث أجلهم من ملكته،
فأجلى أزيد من خسة عشر ألف يهودي ف غاية العسر).
ث قال ف الصفحة ( :32نقل مسافر اسه سوت أنه كان حال قوم برتكال قبل خسي عاما ،أنم كانوا يأخذون اليهودي ويرقونه بالنار ،ويتمع رجالم
ونساؤهم يوم إحراقه كاجتماع يوم العيد ،وكانوا يفرحون وكانت النساء يصحن وقت إحراقه لجل الفرح).
ث قال ف الصفحة ( :33أن البابا الذي هو عظيم فرقة كاتلك قرر عدة قواني شديدة ف حق اليهود) .انتهى كلم كشف الثار ف قصص أنبياء بن إسرائيل.
www.barsoomyat.com – 108إظهار الحق – رحمت ال هندي
وقال صاحب سي التقدمي( :أن السلطان السادس من قسطنطي الول ،أمر بشورة أمرائه ف سنة 379أن يتنصر كل من هو ف السلطنة الرومية ويقتل من ل
يتنصر) انتهى .وأي إكراه أزيد من هذا.
ولطامس نيوتن تفسي على الخبار عن الوادث الستقبلة الندرجة ف الكتب القدسة .وطبع هذا التفسي سنة 1803ف البلد لندن .ففي الصفحة 65من
الجلد الثان ف بيان تسلط أهل التثليث على أورشليم هكذا( :فتحوا أورشليم ف الامس عشر من شهور توز الرومي سنة 1099بعد ما حاصروا خس
أسبوعات وقتلوا غي السيحيي ،فقتلوا أزيد من سبعي ألفا من السلمي وجعوا اليهود وأحرقوهم ووجدوا ف الساجد غنائم عظيمة) انتهى.
وإذا عرفت حال ظلمهم ف حق اليهود خصوصا ،وف حق رعية السلطنة عموما ،وما فعلوا عند تسلطهم على أورشليم ،فالن أذكر نبذا ما فعل كاتلك بالنسبة
إل غيهم من السيحيي ،وأنقل هذه الالت عن كتاب الثلث عشرة رسالة الذي طبع ف بيوت سنة ،1849من اليلد باللسان العرب فأقول:
قال ف الصفحة 15و ( :16أما الكنيسة الرومانية فقد استعملت مرات كثية الضطهادات والطرد الزعج ضد البوتستانت ،أي الشهود أو بالري الشهداء،
وذلك ف مالك أوربا .ويظن أنا أحرقت ف النار أقل ما يكون مائتي وثلثي ألفا من الذين آمنوا بيسوع دون البابا ،واتذوا الكتب القدسة وحدها هدى
وإرشادا ليانم وأعمالم ،وقد قتلت أيضا منهم ألوف وربوات بد السيف والبوس والكلبتي ،وهي آلة لتخليع الفاصل بالذب ،وأفظع العذابات التنوعة.
ففي فرنسا قتل ف يوم واحد ثلثون ألف رجل وذلك ف اليوم اللقب بيوم ماريرثو لاوس ،وعلى هذا السلوب أذيالا متضبة بدماء القديسي) انتهى كلمه
بلفظه.
وف الصفحة 338ف الرسالة الثانية عشر من الكتاب الذكور( :يوجد قانون وضع ف الجمع اللتم ف توليد وف سبانيا يقول أننا نضع قانونا :أن كل من يقبل
إل هذه الملكة فيما بعد ،ل تأذن له أن يصعد إل الكرسي إن ل يلف أولً أنه ل يترك أحدا غي كاثوليكي يعيش ف ملكته ،وإن كان بعد ما أخذ الكم
يالف هذا العهد فليكن مروما ،فدام الله السرمدي وليصر كالطب للنار البدية) .مموع الجامع من كارتراوجه ( 404والجمع اللتران يقول أن جيع
اللوك والولة وأرباب السلطنة فليحلفوا أنم بكل جهدهم وقلوبم يستأصلون جيع رعاياهم الحكوم عليهم من رؤساء الكنيسة بأنم أراتقة ،ول يتركون أحدا
منهم ف نواحيهم ،وأن كانوا ل يفظون هذه اليمي فشعبهم ملول من الطاعة لم) رأس ( 3وهذا القانون قد ثبت أيضا ف ممع قسطنطيا) جلسة ( 45ومن
رسم البابا مرتينوس الامس) عن ضلل فيكل( .وف اليمي الت حلفت با الساقفة تت رياسة البابا بولينوس الثالث سنة 1551يوجد هذا الكلم :أن
الراتقة وأهل النشقاق والعصاة على سيدنا البابا وخلفائه هؤلء بكل قوت أطردهم وأبيدهم) .والجمع اللتران وممع قسطنطيا يقولون( :أن الذي يسك
الراتقة له إذن وسلطة أن يأخذ منهم كل ما لم ويستعمله لنفسه من غي مانع) ممع ل تران 4ملد 2فصل 1وجه 152وممع قسطنطيا جلسة 45ملد
( 7والبابا اينوشنيسوس الثالث يقول أن هذا القصاص على الراتقة نن نأمر به كل اللوك والكام ونلزمهم إياه تت القصاصات الكنائسية) رسم 7كتاب .5
وف سنة 1724وضع اللك لويس الادي عشر ثانية عشر قانونا.
أولا :أننا نأمر أن الديانة الكاتوليكية وحدها ،مأذونة ف ملكتنا ،وأما الذين يتمسكون بديانة أخرى فليذهبوا إل العتقال طول حياتم ،والنساء فلتقطع
شعورهن ويبسن إل الوت.
وثانيها :أننا نأمر أن جيع الواعظي الذي جعوا جاعات على غي العقائد الكاتوليكية ،والذين علموا أو مارسوا عبادة مالفة لا يعاقبون بالوت .وف ماطبة
الساقفة ف سبانيا للملك سنة 1765يقولون له أعط الرسوم كل قوتا ،والديانة كل مدها ،لكن تسبب هذه القالة منا تديد قواني سنة 1724الذكورة:
(وكان من جلة رسوم إنكلترا تت رياسة البابا أن كل من يقول أنه ل يوز أن يسجد لليفونات يبس ف السجن الشديد حت يلف أنه يسجد لا ،والسقف
أو القاضي الكنايسي له سلطان أن يضر إليه ،أو يبس كل من يقع عليه الشبهة أنه أراتيكي ،والراتيكي العنيد فليحرق بالنار قدام الشعب ،وجيع الكام
فليحلفوا أنم يعينون هذا القاضي على استئصال الراتقة الذين عندما تظهر أرتقتهم تسلب أموالم ويسلمون إليه ،وتحى خطاياهم بلهيب النار) .كوك فرائض
عدد 3وجه 40و 41وأيضا عدد 4وجه ( 15وبارونيوس يقول أن اللك كارلوس الامس ،كان يظن برأيه الباطل ،أنه يستأصل الراتقة ليس بالسيف بل
بالكلم ،وف فهرس الكتاب القدس الطبوع ف رومية باللتين والعرب تت حرف الاء يوجد هذا التعليم :أن الراتقة ينبغي لنا أن نلكهم ويورد الثبات على
ذلك أن اللك ياهو قتل الكهنة الكذبة وإيليا ذبح كهنة باعل ،وغي ذلك .فإذن هكذا ينبغي لولد الكنيسة أن يهلكوا الراتقة).
ث ف الصفحة 347و ( :348الؤرخ منتوان التقدم ف رياسة الكرمليي مع غيه من الؤرخي ،يبنا عن كاروز بالنيل معتب يقال له ثوما من رودن ،أحرقه
البابا بالنار لنه كرز ضد فسادات الكنيسة الرومانية ،والؤرخون يدعونه قديسا وشهيدا حقيقيا للمسيح).
وف الصفحة 350إل ( :355ف سنة 1194أمر الديفونسو ملك اراغون ف إسبانيا بنفي الواضيي من بلده ،لنم أراتقة ..وف سنة 1206رغما عن
المي رايون وإل مدينة ثولوس ،أرسل البابا قضاة بيت التفتيش إل تلك الدينة ،لن المي الذكور كان قد أب أن ينفي هؤلء الواضيي ،ث بعد قليل أرسل
ملك فرنسا بطلب البابا إل تلك الدينة ونواحيها عسكرا ،عدده ثلثمائة ألف ،فحاصر المي رايون ف مدينته لجل الحاماة عن نفسه ،ولكي يدفع القوة
www.barsoomyat.com – 109إظهار الحق – رحمت ال هندي
بالقوة ،فانذبح ف ذلك القتال ألف ألف ،وانكسر أهل رايون وأحاط بم كل صنف من الهانات والعذابات ،وكان البابا ف حركة هذه الروب يقول لقومه:
إننا نعظمكم ونتم عليكم أن تتهدوا ف ملشاة هذه الرتقة البيثة أرتقة اللبجيي أي الواضيي وتطردوهم بيد قوية أشد ما يكون ضد الساراجي أي
السلمي ..وف سنة 1400ف آخر شهر كانون الول ،قام أهل البابا بغتة على الواضيي ف أوديابيت مونت بلد ملك سردينيا ،فهربوا من وجوههم بل قتال،
ولكن قتل كثيون بالسيف وكثيون ماتوا بالثلج ،ث أن البابا بعد ذلك بسبع وثاني سنة ،كلف البتوس ارشيديا كونوس ف مدينة كريونا أن يارب الواضيي
ف النواحي القبلية من فرنسا ،وف أوديابيت مونت ،حيث بقي البعض منهم من الذين رجعوا بعد الرب ف سنة ،1400وهذا الرجل الذكور تقدم حالً ومعه
ثانية عشر ألف مارب ،وأقام تلك الرب الت استمرت نو ثلثي سنة على السيحيي الذين قالوا :نن ف كل وقت نكرم اللك ونؤدي الزية ،ولكن أرضنا
وديانتنا الت ورثناها من اللّه ومن آبائنا ل نريد أن نتركها ،وف كالبريا من بلد إيطاليا سنة 1560قتل ألوف ألوف ،من البوتستنتيي ،بعضهم قتل من
العسكر وبعضهم من مكمة بيت التفتيش .قال أحد العلمي الرومانيي :إنن أرتعد كلما أفتكر بذلك اللد والنجر الدموي بي أسنانه والنديل يقطر دما بيده
وهو متلطخ بيديه إل الكارع ،يسحب واحدا بعد واحد من السجن ،كما يفعل الزار بالغنم ..وف سنة 1601نفى دوك السافوي خسمائة عيلة من
الواضيي ..وأيضا سنة 1655وسنة 1676تددت الضطهادات عليهم ف أوديابيد مونت ،لن اللك لويس الرابع عشر بإشارة من البابا تقدم إليهم بيشه،
وهم ف بيوتم بغاية الطمأنينة ،فذبح العسكر خلقا كثيا منهم ،ووضعوا ف البس أكثر من عشرة آلف ،فمات كثي منهم من الزحام والوع ،والذين سلموا
أخرجوهم لكي ينحوا من تلك البلد ،وكان ذلك اليوم شديد البد والرض مغطاة بالثلج .والليد ،فكان كثي من المهات وأولدهن ف أحضانن موتى على
جانب الطريق من البد ..وكارلوس الامس سنة ،1521أخرج أمرا ف طرد البوتستنتيي ف بلد فلمنك عن رأي البابا ،وبسبب ذلك قتل خسمائة ألف
نفر ..وبعد كارلوس تول ابنه فيلبس ،ولا ذهب إل إسبانيا سنة ،1559استخلف المي ألفا على طرد البوتستنتيي ،والذكور ف أشهر قليلة قتل على يد
اللد اللوكي الشرعي ثانية عشر ألفا ،وبعد ذلك كان يفتخر بأنه قتل ف كل الملكة ستة وثلثي ألفا ،والقتيل الذي يذكره العلم كي ف عيد ماربرثولاس،
كان ف 24آب سنة 1572ف وقت السلمة الكاملة وكان (اللك ملك فرنسا قد وعد بأخته لمي نافار وهو من علماء البوتستنتيي وأشرافهم ،ث اجتمع
هو وأصدقاء أعيان كنيستهم ف باريس لجل استتمام الوعد بالزواج ،ولا ضربت النواقيس لجل الصلة الصباحية ،قاموا بغتة حسب اتفاقهم السابق على المي
وأصحابه ،وعلى جيع البوتستنتيي ف باريس ،فذبوا منهم للوقت عشرة آلف نفر ،وهكذا جرى أيضا ف روين وليون وأكثر الدن ف تلك البلد ،حت قال
البعض من الؤرخي أنه قتل نو ستي ألفا ،واستمر هذا الضطهاد مدة ثلثي سنة ،لن البوتستنتيي مسكوا سلحهم لكي يدفعوا القوة بالقوة ،ومات ف هذا
الرب منهم تسعمائة ألف ،ولا سع ف رومية فعل ملك فرنسا ف عيد ماربرثولاوس أطلقوا الدافع من البراج ،وذهب البابا مع الكرديناليي ليتل مزمور
الشكر ف كنيسة ماربطرس ،وكتب شكرا وتعظيما للملك على الي والميل الذي صنعه مع الكنيسة الرومانية بذا العمل ،فلما جلس اللك هنري الرابع على
كرسي فرنسا قطع هذا الضطهاد سنة .1593ولكن يظن أنه قتل لجل عدم تسليمه بالغتصاب ف أمر الدين .ث إنه ف سنة 1675تدد الضطهاد وبعد
ما قتل خلق كثي يقول الؤرخون أن خسي ألفا اضطروا أن يتركوا بلدهم لكي ينجوا من الوت) انتهى كلمه ،ونقلت عبارة هذا الكتاب بألفاظها من الرسالة
الثانية عشر.
وإذا عرفت حال ظلم فرقة كاتلك ،فاعلم أن حال ظلم فرقة بروتستنت قريب منه ،وأنقل هذا الال عن كتاب مرآة الصدق الذي ترجه القسيس طامس
انكلس من علماء كاتلك ،من اللسان النكليزي إل أردو ،وطبع سنة 1851من اليلد .ويوجد هذا الكتاب عند أهل هذه الفرقة ف الند كثيا .ف الصفحة
41و ( :42سلب بروتستنت ف ابتداء أمرهم ستمائة وخسة وأربعي رباطا ،وتسعي مدرسة ،وألفي وثلثمائة وستة وسبعي كنيسة ،ومائة وعشر مارستانات
من ملكها ،فباعوا بثمن بس وقاسها المراء فيما بينهم ،وأخرجوا ألوفا من الساكي الفلوكي عرياني من هذه المكنة) .ث قال ف الصفحة ( :54امتد
طمعهم أنم ما تركوا الموات أيضا آذوا أجسادهم ف نوم العدم وسلبوا أكفانم).
ث قال ف الصفحة 48و ( :49وضاعت ف هذه الغنائم كتبخانات ذكرها جيء بيل متحسرا بذه اللفاظ :إنم سلبوا كتبا واستعملوا أوراقها ف الشواء ،وف
تطهي الشمعدانات والنعال ،وباعوا بعض الكتب على العطارين وباعة الصابون ،وباعوا كثيا منها ما وراء البحر على أيدي الجلدين ،وما كانت هذه الكتب
مائة أو خسي ،بل الراكب كانت ملوءة منها ،وأضاعوها بيث تعجب القوام الجنبية ،وإن أعلم تاجر اشترى كتبخانتي كل منهما بعشرين ربية .وبعد هذه
الظال ما تركوا من خزائن الكنائس إل جدارا عريانة ،ث ظنوا أنفسهم من أهل الوقار وملؤوا الكنائس من أناس من أهل ملتهم) .ث قال ف الصفحة الثانية
والمسي إل الصفحة السادسة والمسي( :فلنلحظ الن أفعال الور الت فعلها بروتستنت ف حق فرقة كاتلك إل هذا الي ،أنم قرروا أزيد من مائة قانون
كلها خلف العدل والرحة ،لجل الظلم ،ونن نذكر عدة من هذه القواني الورية:
[ ]1ل يرث كاتلك تركة أبويه.
[ ]2ل يشتري واحد منهم أرضا بعد ما ياوز عمره ثان عشر سنة إل أن يصي بروتستنت.
www.barsoomyat.com – 110إظهار الحق – رحمت ال هندي
يرى آباؤهم وأمهاتم ،ويقع كثيا أن هؤلء الشقياء إذا رجعوا إل أوطانم ،تزوجوا بأخواتم أو إخوتم أو آبائهم أو أمهاتم للجهل وعدم المتياز) انتهى
كلمه.
والظلم الذي صدر عن بعض فرق بروتستنت بالنسبة إل بعض آخر ،ل أنقله حذرا من التطويل ،وأكتفي على هذا القدر ،وأقول :انظروا إل هؤلء الطاعني
على اللة الحمدية إنم كيف أشاعوا ملتهم بالور والظلم.
(المر الامس) أن حكم الهاد ف الشريعة الحمدية هكذا يدعى الكفار أولً بالوعظة السنة إل السلم ،فإن قبلوه فبها ويكونون كأمثالنا ،وإن ل يقبلوا فإن
كانوا من مشركي العرب فحكمهم القتل ،كما كان هذا الكم ف الشريعة الوسوية ف حق المم السبعة والرتد والذابح للوثان والداعي إل عبادتا ،وإن
كانوا من غيهم يدعون إل الصلح بقبول الزية والطاعة ،فإن قبلوا صارت دماؤهم كدمائنا ،وأموالم كأموالنا ،وإن ل يقبلوا فيحاربون ،مع مراعاة الشروط
الت هي مصرح با ف كتب الفقه .كما كان مثله ف الشريعة الوسوية ف حق غي المم السبعة .والرافات الن نقلها علماء بروتستنت ف بيان هذه السألة
بعضها مفتريات وبعضها هذيانات.
وأنقل كتاب خالد بن الوليد رضي اللّه عنه إل رئيس عسكر فارس وكتاب المان من عمر رضي اللّه عنه لنصارى الشام ليظهر الال على الناظر اللبيب.
أما الول فصورته هكذا( :بسم اللّه الرحن الرحيم من خالد ابن الوليد إل رستم ومهران ف مل فارس .سلم على من اتبع الدى أما بعد :فإنا ندعوكم إل
السلم فإن أبيتم فأعطوا الزية عن يد وأنتم صاغرون ،فإن أبيتم فإن معي قوما يبون القتل ف سبيل اللّه ،كما يب فارس المر .والسلم على من اتبع
الدى).
وأما الثان فصورته هكذا( :بسم اللّه الرحن الرحيم هذا ما أعطى عبد اللّه عمر أمي الؤمني أهل إيلياء من المان أمانا لنفسهم وكنائسهم وصلبانم سقيمها
وبرها وسائر ملتها ،أنا ل تسكن كنائسهم ول تدم ول ينقص منها ول من صلبانم ول شيء من أموالم ،ول يكرهون على دينهم ،ول يضار أحد منهم ول
يسكن إيلياء أحد من اليهود ،وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الزية كما يعطي أهل الدائن ،وعليهم أن يرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فهو آمن على
نفسه وماله حت يبلغوا مأمنهم ،ومن أقام منهم فهو آمن ،وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الزية ،ومن أحب من إيلياء أن يسي بنفسه وماله مع الروم ويلي
بيعتهم وصليبهم ،فإنم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وعلى صليبهم حت يبلغوا مأمنهم ،ومن كان فيها من أهل الرض ،فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما
على أهل إيلياء من الزية ،ومن شاء رجع إل أرضه وأنه ل يؤخذ منهم شيء حت يصد حصادهم ،وعلى ما ف هذا الكتاب عهد اللّه وذمته وذمة رسوله صلى
اللّه عليه وسلم وذمة اللفاء وذمة الؤمني إذا أعطوا الذي عليهم من الزية .شهد على ذلك من الصحابة رضي اللّه عنهم خالد بن الوليد رضي اللّه عنه وعمرو
بن العاص رضي اللّه عنه وعبد الرحن بن عوف رضي اللّه عنه ومعاوية بن أب سفيان رضي اللّه عنه) وكل الناس يعترفون أن أمي الؤمني عمر رضي اللّه عنه
كان شديدا ف السلم ف غاية الشدة ،وكان جهاد الشام من أعظم جهاداته وكان جاء بنفسه الشريف عند ماصرة إيلياء ،ولا تسلط على إيلياء وقبل
السيحيون الزية ما قتل أحدا ول أكره على اليان وأعطاهم شروطا حسنة ،وقد اعترف به مؤرخوهم ومفسروهم أيضا ،كما عرفت من كلم طامس نيوتن
ف الفصل الثالث من الباب الول ،وقد عرفت ف المر الرابع من هذا البحث من كلم الفسر الذكور ما فعل السيحيون ف حق السلمي واليهود إذ تسلطوا
على إيلياء.
والفرق بي الشريعة الحمدية والوسوية ف مسألة الهاد أن الشريعة الحمدية أن يدعى الكافر فيها:
أولً :بالوعظة السنة إل السلم بلف الشريعة الوسوية وظاهر أنه ل قبح ف هذه الدعوة ،والمتناع بعد اليان عن القتل عي النصاف ..ف الية الادية
عشر من الباب الثالث والثلثي من كتاب حزقيال( :يقول الرب الله لست أريد موت النافق بل أن يتوت النافق من طريقه) .والية السابعة من الباب الامس
والمسي من كتاب أشعيا هكذا( :فليترك النافق طريقه ورجل السوء أفكاره ،وليجع إل الرب فيحه وإل آلنا لنه كثي الغفران).
والثان :أنه كان حكم قتل النساء والصبيان إذا كانوا من المم السبعة ف الشريعة الوسوية ،بلف الشريعة الحمدية ،فإن هؤلء ل يقتلون وإن كانوا من
مشركي العرب ،كما كانوا ل يقتلون ف الشريعة الوسوية أيضا إذا كانوا من غي القوام السبعة.
ل فلنه قد ثبت بالبهان ل وعقلً .أما نقلً فلما عرفته ف المور الذكورة وأما عق ً
فإذا تهدت هذه المور المسة أقول ل شناعة ف مسألة الهاد السلمي نق ً
الصحيح أن إصلح القوة النظرية مقدم على إصلح القوة العملية فإصلح العقائد مقدم على إصلح العمال ،وهذه مقدمة مسلمة عند كافة اللبي ،ولذلك ل
تفيد العمال الصالة بدون اليان عندهم .ول يعاندنا السيحيون أيضا ف هذا الباب لن العمال الصالة بدون اليان بالسيح ل تنجي عندهم أيضا .وأن
الواد الليم التواضع الكافر بعيسى عليه السلم أشر عندهم من البخيل الغضوب التكب الؤمن بعيسى عليه السلم .وكذا قد ثبت بالتجربة الصحيحة أن
النسان قد تنبه على خطأه وقبحه بتنبيه الغي ،وكذا قد ثبت بالتجربة الصحيحة أن النسان ل يطيع الق غالبا لجل وجاهة قومه وشوكتهم ،ول يصغي إل
قول رجل من صنف آخر بل يأنف من ساع كلمه ،سيما إذا كان هذا القول مالفا لطبائع صنفه وأصولم ،ويكون ف قبوله لزوم الشقة ف أداء العبادات
www.barsoomyat.com – 112إظهار الحق – رحمت ال هندي
البدنية والالية بلف ما إذا انكسرت وجاهة قومه وشوكتهم فل يأنف من الصغاء ،وكذا قد ثبت بالتجربة أن العدو إذا رأى أن مالفه مائل إل الدعة
والسكون يطمع ف التسلط على ملكته ،وهذا هو السبب الغلب ف زوال الدول القدية وبعد تسلطه تصل الضرة العظيمة للدين والديانة ولذلك أضطر
السيحيون كافة إل ما يالف إنيلهم التداول:
فقال أهل ملة كاتلك :أن الكنيسة الرومانية لا سلطان حقيقي على كل مسيحي بواسطة العماد ،لكون كل معتمد خاضعا للكنيسة الرومانية ومرؤوسا منها
وهي ملتزمة بقصاص العصاة بالعقوبات الكنائسية ،وبأن تسلم الصرين على ضللم والضرين للجمهور ،إل ذوي الولية ليعاقبوهم بالوت ،وبالتال يكنها
إلزامهم بفظ اليان الكاتلكي والشرائع الكنائسية تت أي قصاص كان.
وقد نقل قولم هذا إسحاق برد كان من علماء بروتستنت ،ف كتابه السمى بكتاب الثلث عشرة رسالة ف الرسالة الثانية عشر ف الصفحة 360من النسخة
الطبوعة سنة 1849ف بيوت.
وقال علماء بروتستنت من أهل إنكلترا سعادة اللك له الكم العلى ف ملكة إنكلترا هذه وف ولياته الخر ،وله السلطنة الول على جيع متعلقات هذه
الملكة سواء كانت كنائسية أو مدنية ف كل حال ،وما هي خاضعة بل ل يصح أن تضع لاكم أجنب ،ويوز للمسيحيي أن يتقلدوا السلح بأمر الكام
ويباشروا الروب .كما هو مصرح به ف العقيدة السابعة والثلثي من عقائد دينهم ،فترك كل الفريقي ظاهر أقوال عيسى عليه السلم أعن (ل تقاوموا الشر
ل واحدا فاذهب معه اثني من بل من لطمك على خدك الين فحول له الخر ،ومن أراد أن ياصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ،ومن سخرك مي ً
سألك فأعطه) .فإن هذه القوال تالف ما مهدوه ولو عملوا على هذه القوال ل أقوال أزيد من هذا ،إن سلطنة النكليز تزول من الند ف أيام معدودة
ويرجهم أهل الند بل كلفة.
ولذلك قال بعض الظرفاء الذكياء أطال اللّه حياته قادحا على هذه القوال إلزاما( :تكليف للنسان با ليس ف وسعه ،ول يكن لدولة ما أن تعمل به ،ول
يكن إلزام أحد به إل بعض الصيادين الذين ل رداء لم فيؤخذ منهم ول يعبؤون بإضاعة الوقت) انتهى كلمه.
ث قال( :وذلك كله غي مذكور ف مرقص ويوحنا مع أن النصارى كافة على إلقائهم العمل بذه الحكام ما زالوا يتجون با وبا يستدلون على أفضلية
مذهبهم ،فكيف ساغ إذا لرقس ويوحنا أن يهمل ذلك ويتواطآ معا على قصة حل الحش .فهل من دأب الؤرخي أن يذكروا السيس من المور ويسكتوا
عن الليل ،ول سيما أنم هم الخاطبون به ويكن أن يقال أن من ذكره فإنا نظر إل تكليف غيه ،ومن سكت عنه فإنا خشي تكليف نفسه) انتهى كلمه
بلفظه.
وقال بعض اللحدة :إن هذه الحكام الت يفخر با السيحيون ل تلوا إما أن تكون مستحبة نظرا إل بعض الالت أو واجبة .فإن كانت مستحبة فل بأس
با .لكنها ل تتص باللة السيحية فإن هذا الستحباب نظرا إل بعض الالت يوجد ف غي ملتهم أيضا ،وإن كانت واجبة فل شك أنا منابع الفاسد
والشرور وأسباب زوال الدول والراحة والطمئنان والسرور وإذ ثبت ما ذكرت فل شك ف استحسان الهاد عقلً إذا كان جامعا للشروط الذكورة ف
الشريعة الحمدية .وتذكرت حكاية مناسبة للمقام:
جاء بعض القسيسي ف مكمة الفت من مكمات الدولة النكليزية ف الند فقال :يا جناب الفت ل سؤال على السلمي أمهل الجيب إل سنة لداء جوابه.
فأشار الفت إل ناظر الحكمة وكان رجلً ظريفا فقال :أي سؤال هذا قال القسيس :إن نبيكم ادعى أنه مأمور بالهاد وما كان موسى مأمور به ول عيسى.
فقال الناظر[ :ص ]359أهذا هو السؤال الذي تهلنا إل سنة لنتفكر ف جوابه .قال القسيس :نعم .قال الناظر :ل نستمهلك ،وأجيبك الن لسببي :أما أولً
فلنا متعلقون بالدولة النكليزية ول فرصة لنا إل ف أيام التعطيل فمن يهلنا إل سنة .وأما ثانيا فلن هذا السؤال ل يتاج ف جوابه إل تأمل ..ماذا تقول ف
حق لج (يعن الاكم النكليزي الذي يكون بنلة القاضي ف الشرع) أيوز له بسب القواني النكليزية أن يقتل القاتل قصاصا إذا ثبت القتل عليه عنده ،قال
القسيس :ل ،لنه ليس بأمور بذا ،بل منصبه أن يرسل هذا القاتل إل شيشن جج (يعن الاكم الكبي منه) .قال :أيوز لذا الاكم الكبي بسب القواني أن
يقتله إذا ثبت القتل عنده .قال القسيس :ل ،لنه ليس بأمور أيضا ،بل منصبه أن يقق المر ثانيا ويب الاكم الذي هو أعلى منه حت يصدر حكم القتل عن
هذا العلى ث يكم هذا الكبي بقتله .فقال الناظر :أهؤلء الكام الثلثة ليسوا بتعلقي بالدولة الواحدة النكليزية .قال القسيس :بلى لكن اختلف القتدار
لجل مناصبهم .فقال الناظر :الن ظهر الواب من كلمك ،فل بد أن تعلم أن موسى وعيسى عليهما السلم بنلة الاكمي الولي ونبينا بنلة الاكم الثالث
العلى ،فكما ل يلزم من عدم اقتدار الاكمي الولي عدم اقتدار الثالث فكذا ل يلزم من عدم اقتدار موسى وعيسى عليه السلم عدم اقتدار ممد صلى اللّه
عليه وسلم .فسكت القسيس وخرج خائبا.
فمن نظر إل ما ذكرت بنظر النصاف ،وتنب عن العناد والعتساف ،علم يقينا أن التشدد ف مسألة الهاد ،وقتل الرتد والرغب إل عبادة الوثان ف الشريعة
الوسوية ،أشد وأكثر من التشدد الذي فيها ف الشريعة الحمدية ،وأن طعن السيحيي خلف النصاف جدا ،وأتعجب من حالم أنم ل ينظرون إل أن
www.barsoomyat.com – 113إظهار الحق – رحمت ال هندي
أسلفهم كيف أشاعوا ملتهم بالظلم وكيف قرروا القواني الورية لخالفيهم .ولا طال هذا البحث ل أتعرض لوساتم الندرجة ف رسائلهم .وفيما ذكرت
كفاية لذفع هذه الوسات وباللّه التوفيق.
(الطعن الثان) من شروط النبوة ظهور العجزات على يد من يدعيها وما ظهرت معجزة على يد ممد صلى اللّه عليه وسلم .كما يدل عليه ما وقع ف سورة
النعام{ :ما عندي ما تستعجلون به إن الكم إل للّه يقص الق ،وهو خي الفاصلي} .وكذا ما وقع ف تلك السورة{ :وأقسموا باللّه جهد أيانم لئن جاءتم
آية ليؤمنن با ،قل إنا اليات عند اللّه ،وما يشعركم أنا إذا جاءت ل يؤمنون) .وكذا ما وقع ف سورة بن إسرائيل{ :وقالوا لن نؤمن لك حت تفجر لنا من
الرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نيل وعنب ،فتفجر النار خللا تفجيا ،أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ،أو تأت باللّه ،واللئكة قبيلً ،أو
يكون لك بيت من زخرف ،أو ترقى ف السماء ،ولن نؤمن لرقيك حت تنل علينا كتابا نقرؤه ،قل سبحان رب هل كنت إل بشرا رسولً} .وكذا بعض
اليات الخر.
(والواب) أن المور الثلثة الت ذكرها السائل تغليطات.
أما الول :فلن صدور العجزة ليس من شروط النبوة على حكم هذا النيل التعارف ،فعدم صدورها ل يدل على عدم النبوة ..ف الية الادية والربعي من
الباب العاشر من إنيل يوحنا هكذا( :فأتى إليه كثيون ،وقالوا إن يوحنا ل يفعل آية واحدة) ..وف الية السابعة والعشرين من الباب الادي والعشرين من
إنيل مت هكذا( :يوحنا عند الميع نب) ..وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( 1835كلهم يسبون يي نبيا) .وقد وقع ف الباب الادي عشر من إنيل مت
قول عيسى عليه السلم ف حقه( :إنه أفضل من نب) .فهذا الفضل من النبياء ل تصدر عنه معجزة من العجزات على شهادة كثيين مع أن نبوته مسلمة عند
السيحيي.
وأما المر الثان :فغلط بت كما عرفت ف الفصل الول.
والمر الثالث :إما غلط منهم أو تغليط .لن الراد با ف قوله تعال ما تستعجلون به الواقع ف الية الول ،العذاب الذي استعجلوه بقولم{ :فأمطر علينا
حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم} ،ومعن الية {ما عندي ما تستعجلون به} أي العذاب الذي تستعجلون به {إن الكم إل للّه} ف تعجيل العذاب،
وتأخيه {يقص الق} أي يقضي القضاء الق من تعجيل وتأخي{ ،وهو خي الفاصلي} أي القاضي .فحاصل الية أن العذاب ينل عليكم ف الوقت الذي
أراد اللّه إنزاله ،ول قدرة ل على تقدمه ،أو تأخيه .وقد نزل عليهم يوم بدر وما بعده فل تدل هذه الية على أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ل تصدر عنه
معجزة.
وأما الية الثانية فمعناها {وأقسموا باللّه جهد أيانم} مصدر ف موضع الال {لئن جاءتم آية} من مقترحاتم {ليؤمنن با قل إنا اليات عند اللّه} هو قادر
عليها يظهر منها ما يشاء {وما يشعركم} استفهام إنكار {أنا} أي الية القترحة {إذا جاءت ل يؤمنون} أي ل تدرون أنم ل يؤمنون با ،وهذا القول يدل
على أنه تعال إنا ل ينلا لعلمه بأنا إذا جاءت ل يؤمنون.
وأما الية الثالثة فمعناها {وقالوا لن نؤمن لك حت تفجر لنا من الرض} أي أرض مكة {ينبوعا} أي عينا غزيرة ل ينضب ماؤها {أو تكون لك جنة من نيل
وعنب ،فتفجر النار خللا تفجيا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا} يعنون قوله تعال{ :إن نشأ نسف بم الرض أو نسقط عليهم كسفا من
السماء}{ ،أو تأت باللّه واللئكة قبيلً} أي شاهدا على صحة ما تدعيه ضامنا لدركه {أو يكون لك بيت من زخرف} أي من ذهب {أو ترقى ف السماء}
أي ف معارجها {ولن نؤمن لرقيك} وحده {حت تنل علينا كتابا} من السماء فيه تصديقك .عن ابن عباس :قال عبد اللّه بن أب أمية :لن نؤمن لك حت
تتخذ إل السماء سلما ،ث ترقى فيه وأنا أنظر حت تأتيها ،ث تأت معك بصك منشور معه أربعة من اللئكة يشهدون لك أنك كما تقول {نقرؤه قل سبحان
رب} تعجبا من اقتراحاتم {هل كنت إل بشرا رسولً} كسائر الرسل .وما كان مقصودهم بذه القتراحات إل العناد ،واللجاج ،ولو جاءتم كل آية لقالوا
هذا سحر .كما قال اللّه عز وجل{ :ولو نزلنا عليك كتابا ف قرطاس}{ ،ولو فتحنا عليهم بابا من السماء} ،وكذا حال بعض آيات أخر ،يفهم منه ف الظاهر
نفي إظهار الية ،لكن القصود به نفي العجزة القترحة ،ول يلزم من هذا النفي ،نفي العجزات مطلقا ،ول يلزم على النبياء أن يظهروا معجزة كلما طلبها
النكرون ،بل هم ل يظهرون إذا طلب النكرون عنادا أو امتحانا أو استهزاء ،وأورد لذا المر شواهد من العهد الديد:
(الول) ف الباب الثامن من إنيل مرقس هكذا( 11 :فخرج الفريسيون وابتدؤوا ياورونه طالبي منه آية من السماء لكي يربوه) ( 12فتنهد بروحه وقال لاذا
يطلب هذا اليل آية الق ،أقول لكم لن يعطى هذا اليل آية ،فالفريسيون طلبوا معجزة من عيسى عليه السلم على سبيل المتحان ،فما أظهر معجزة ،ول
أحال ف ذلك الوقت إل معجزة صدرت عنه فيما قبل ،ول وعد بإظهارها فيما بعد أيضا ،بل قوله لن يعطى هذا اليل آية ،يدل على أن العجزة ل تصدر عنه
فيما بعد هذا البتة ،لن لفظ اليل يشمل الميع الذين كانوا ف زمانه.
www.barsoomyat.com – 114إظهار الحق – رحمت ال هندي
(الثان) ف الباب الثالث والعشرين من إنيل لوقا هكذا( 8 :وأما هيدوس فلما رأى يسوع فرح جدا لنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء
كثية ،وترجى أن يرى آية تصنع منه) ( 9وسأله بكلم كثي فلم يبه بشيء) ( 10ووقف رؤوساء الكهنة ،والكتبة يشتكون عليه باشتداده) ( 11فاحتقره
هيدوس مع عسكره واستهزأ به ،وألبسه لباسا لمعا ورده إل بيلطس) فعيسى عليه السلم ما أظهر معجزة ف ذلك الوقت ،وقد كان هيدوس يترجى أن
يرى منه آية ،والغلب أنه لو رأى للزم اليهود على اشتكائهم ولا احتقر مع عسكره ولا استهزأ.
(الثالث) ف الباب الثان والعشرين من إنيل لوقا هكذا( 63 :والرجال الذين كانوا ضابطي يسوع كانوا يستهزؤون به وهم يلدونه) ( 64وغطوه ،وكانوا
يضربون وجهه ،ويسألونه قائلي تنبأ من هو الذي ضربك ،وأشياء أخر كثية ،كانوا يقولون عليه مدفي) .ولا كان سؤالم استهزاء وتوهينا ،ما أجابم عيسى
عليه السلم.
(الرابع) ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا( 39 :وكان الجتازون يدفون عليه ،وهم يهزؤن رؤوسهم) ( 40قائلي يا ناقض اليكل وبانيه ف ثلثة
أيام ،خلص نفسك إن كنت ابن اللّه فانزل الن عن الصليب) ( 41وكذلك رؤساء الكهنة أيضا وهم يستهزؤون مع الكتبة والشيوخ قالوا خلص آخرين وأما
نفسه فما يقدر أن يلصها إن كان هو ملك إسرائيل فلينل الن عن الصليب فنؤمن به) ( 43قد اتكل على اللّه فلينقذه الن إن أراده لنه قال أنا ابن اللّه) 44
(وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه ليعيانه) فما خلص نفسه عيسى عليه السلم ف هذا الوقت ،وما نزل عن الصليب وإن عيه الجتازون ،ورؤساء
الكهنة ،والكتبة ،والشيوخ ،واللصان .ورؤساء الكهنة ،والكتبة ،والشيوخ كانوا يقولون إنه إن نزل عن الصليب نؤمن به ،فكان عليه لدفع العار ،وللزام الجة
أن ينل مرة عن الصليب ث يصعد ..ولكنهم لا كان مقصودهم العناد ،والستهزاء ،ما أجابم عيسى عليه السلم.
(الامس) ف الباب الثان عشر من إنيل مت هكذا( 38 :حينئذ أجاب قوم من الكتبة ،والفريسيي قائلي يا معلم نريد أن نرى منك آية) ( 39فأجاب وقال
لم :جيل شرير وفاسق يطلب آية ،ول تعطى له آية إل آية يونان النب) ( 40لنه كما كان يونان ف بطن الوت ثلثة أيام ،وثلث ليال ،هكذا يكون ابن
النسان ف قلب الرض ثلثة أيام ،وثلث ليال) فطلب الكتبة والفريسيون معجزة ،فما أظهرها عيسى عليه السلم ف هذا الوقت ،وما أحالم إل معجزة
صدرت عنه فيما قبل هذا السؤال ،بل سبهم وأطلق عليهم لفظ الفاسق والشرير ،ووعد بالعجزة الت ل تصدر عنه ،لن قوله كما كان يونان ف بطن الوت
ال ،غلط بل شبهة كما علمت ف الفصل الثالث من الباب الول وإن قطعنا النظر عن كونه غلطا فمطلق قيامه ل ير الكتبة ،والفريسيون بأعينهم ،ولو قام
عيسى عليه السلم من الموات ،كان عليه أن يظهر نفسه على هؤلء النكرين الطالبي آية ليصي حجة عليهم ،ووفاء بالوعد .وهو ما أظهر نفسه عليهم ،ول
على اليهود الخرين ،ولو مرة واحدة ،ولذلك ل يعتقدون هذا القيام ،بل هم يقولون من ذاك العهد إل هذا الي ،أن تلميذه سرقوا جثته من القب ليلً.
(السادس) ف الباب الرابع من إنيل مت هكذا( :فتقدم إليه الجرب ،وقال له إن كنت ابن اللّه فقل أن تصي هذه الجارة خبزا) ( 4فأجاب وقال مكتوب ليس
بالبز وحده يي النسان بل بكل كلمة ترج من فم اللّه) ( 5ث أخذه إبليس إل الدينة القدسة ،وأوقفه على جناح اليكل) ( 6وقال له إن كنت ابن اللّه
فاطرح نفسك إل السفل لنه مكتوب أنه يوصي ملئكته بك فعلى أياديهم يملونك ل تصدم بجر رجلك) ( 7قال له يسوع مكتوب أيضا ل ترب الرب
إلك) .فطلب إبليس على سبيل المتحان من عيسى عليه السلم معجزتي ،فما أجاب بواحدة منهما ،واعترف ف الرة الثانية أنه ل يليق بالربوب أن يرب
ربه ،بل مقتضى العبودية مراعاة الدب وعدم التجربة.
(السابع) ف الباب السادس من إنيل يوحنا هكذا( 29 :أجاب يسوع وقال لم هذا هو عمل اللّه لن تؤمنوا بالذي هو أرسله) ( 30فقالوا له :فأية آية تصنع
لنرى ونؤمن بك) ( 31ماذا تعمل آباؤنا أكلوا الن ف البية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا) .فاليهود طلبوا معجزة فما أظهرها عيسى
عليه السلم ،ول أحال إل معجزة فعلها قبل هذا السؤال ،بل تكلم بكلم ممل ،ل يفهمه أكثر السامعي بل ارتد كثي من تلميذه بسببه .كما هو مصرح به
ف الية السادسة والستي من الباب الذكور وهي ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1860هكذا( :ومن هذا الوقت رجع كثيون من تلميذه إل الوراء ،ول
يعودوا يشون معه) .وف الترجة العربية الطبوعة سنة ( :1835ومن ث ارتد كثي من تلميذه على أعقابم ول ياشوه بعد ذلك أبدا).
(الثامن) ف الباب الول من الرسالة إل أهل قورنيثوس هكذا( 22 :فإن اليهود يسألون معجزة واليونانيون يطلبون حكمة) ( 23ونن نكرز بالسيح الصلوب
وذلك معثرة لليهود وحاقة لليونانيي) .فاليهود كما كانوا يطلبون العجزة من السيح عليه السلم كانوا يطلبونا من الواريي أيضا ،وأقر مقدسهم بولس بأنم
يطلبون العجزة ونن نكرز بالسيح الصلوب .فظهر من هذه العبارات النقولة أن عيسى عليه السلم والواريي ما أظهروا معجزة بي أيدي الطالبي ف
الوقات الت طلبوا العجزات فيها ،ول أحالوا النكرين إل معجزة فعلوها قبل هذه الوقات ،فلو استدل أحد باليات الذكورة على أن عيسى عليه السلم
والواريي ،ما كان لم قدرة على إظهار أمر خارق للعادات ،وإل لصدر عنهم ف الوقات الذكورة وأحالوا النكرين إل أمر خارق صدر عنهم قبل هذه
الوقات .فلما ل يظهر منهم أحد المرين ثبت أنم ما كان لم قدرة على إظهاره ،يكون هذا الستدلل عند القديسي ممولً على العتساف ويكون قوله
www.barsoomyat.com – 115إظهار الحق – رحمت ال هندي
خلف النصاف ،فكذا قول القسيسي عندنا بالتمسك ببعض اليات القرآنية الت عرفت حالا خلف النصاف وعي العتساف ،كيف ل وأن العجزات
الحمدية مصرح با ف القرآن والحاديث الصحيحة ،كما عرفت ف الفصل الول وجاء ذكرها إجالً أيضا ف مواضع متعددة من القرآن:
-1ف سورة الصافات{ :وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إل سحر مبي) ..ف الكشاف {وإذا رأوا آية} من آيات اللّه البينة كانشقاق القمر ونوه
{يستسخرون} يبالغون ف السخرية أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها ..وف التفسي الكبي( :والرابع من المور الت حكاها اللّه تعال عنهم أنم
قالوا إن هذا إل سحر مبي ،يعن أنم إذا رأوا آية ومعجزة سخروا منها ،والسبب ف تلك السخرية اعتقادهم أنا من باب السحر ،وقوله مبي :معناه أن كونه
سحرا أمر بي ل شبهة لحد فيه) انتهى كلمه ..وف البيضاوي{ :وإذا رأوا آية} تدل على صدق القائل {يستسخرون} يبالغون ف السخرية ويقولون إنه
سحر أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها {وقالوا إن هذا} يعنون ما يرونه {إل سحر مبي} ظاهر سحريته انتهى ..وف الللي {وإذا رأوا آية}
كانشقاق القمر {يستسخرون} يستهزؤون با {وقالوا} فيها {إن} ما {هذا إل سحر مبي} بي .انتهى ،ومثله ف السين.
-2وف سورة القمر{ :وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} وقد عرفتها ف الفصل الول.
-3وف سورة آل عمران{ :كيف يهدي اللّه قوما كفروا بعد إيانم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات} ..ف الكشاف ف تفسي قوله (البينات)
الشواهد من القرآن وسائر العجزات الت تثبت بثلها النبوّة .انتهى كلمه ،ولفظ البينات إذا كان موصوفه مقدرا فيستعمل ف القرآن غالبا بعن العجزات،
واستعماله ف غيها ف تلك الصورة قليل جدا فل يمل على العن القليل ،بدون القرينة القوية ف سورة البقرة{ :وآتينا عيسى بن مري البينات} ،وف سورة
النساء{ :ث اتذوا العجل من بعد ما جاءتم البينات} ،وف سورة الائدة{ :إذ جئتهم بالبينات} ،وف سورة العراف{ :ولقد جاءتم رسلهم بالبينات} وف
سورة يونس{ :وجاءتم رسلهم بالبينات} ،ث ف تلك السورة{ :فجاؤوهم بالبينات} ،وف سورة النحل{ :بالبينات والزبر} ،وف سورة طه{ :لن نؤثرك على
ما جاءنا من البينات} ،وف سورة الؤمن{ :وقد جاءكم بالبينات من ربكم} ،وف سورة الديد{ :لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} ،وف سورة التغابن{ :ذلك بأنه
كانت تأتيهم رسلهم بالبينات} وكذا ف غي هذه الواضع.
-4ف سورة النعام{ :ومن أظلم من افترى على اللّه كذبا أو كذب بآياته إنه ل يفلح الظالون} ..ف البيضاوي{ :ومن أظلم من افترى على اللّه كذبا}
كقولم اللئكة بنات اللّه وهؤلء شفعاؤنا عند اللّه {أو كذب بآياته} كأن كذبوا بالقرآن والعجزات وسوها سحرا ،وإنا ذكر أو وهم جعوا بي المرين
ل منها وحده بالغ غاية الفراط ف الظلم على النفس انتهى.تنبيها على أن ك ً
..وف الكشاف جعوا بي أمرين متناقضي فكذبوا على اللّه وكذبوا با ثبت بالجة والبينة والبهان الصحيح ،حيث قالوا لو شاء اللّه ما أشركنا ول آباؤنا،
وقالوا اللّه أمرنا با وقالوا اللئكة بنات اللّه وهؤلء شفعاؤنا عند اللّه ،ونسبوا إليه تري البحائر والسوائب ،وذهبوا فكذبوا بالقرآن والعجزات ،وسوها سحرا
ول يؤمنوا بالرسول ،انتهى.
..وف التفسي الكبي والنوع الثان من خسارتم تكذيبهم بآيات اللّه والراد منه قدحهم ف معجزات النب صلى اللّه عليه وسلم وطعنهم فيها ،وإنكارهم كون
القرآن معجزة باهرة بينة ،انتهى.
..وف تلك السورة أيضا{ :وإذا جاءتم آية قالوا لن نؤمن حت نؤتى مثل مثل ما أوت رسل اللّه اللّه أعلم حيث يعل رسالته ،سيصيب الذين أجرموا صغار
عند اللّه وعذاب شديد با كانوا يكرون}.
..وف التفسي الكبي ف تفسي قوله{ :وإذا جاءتم} أنم مت ظهرت لم معجزة باهرة .انتهى.
والبابا الكزندر كان يعتقد أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم صاحب اللام ،وإن ل يكن ذلك اللام عنده واجب التسليم ،وقع ف الجلد الامس من كتابه
السمى بدنيد هي هذه الفقرة (يا ممد إن المامة عند أذنك) ونقلت هذه الفقرة عن الجلد الطبوع سنة 1897وسنة 1806ف لندن ،لكنها ف النسخة
الول ف الصفحة ،267وف النسخة الثانية ف الصفحة ،303ولعل البابا أسند إلام ممد صلى اللّه عليه وسلم إل المامة ،لن اللام عند السيحيي يكون
بواسطة روح القدس ،وقد نزل روح القدس على عيسى عليه السلم بعد ما فرغ من الصطباغ على صورة المامة .كما هو مصرح به ف الباب الثالث من
إنيل مت ،فظن أن إلام ممد صلى اللّه عليه وسلم يكون بواسطة المامة.
(الطعن الثالث) باعتبار النساء وهو على خسة أوجه:
(الول) أن السلمي ل يوز لم أزيد من أربع زوجات ،وممد صلى اللّه عليه وسلم ل يكتف با بل أخذ تسعا لنفسه ،وأظهر حكم اللّه ف حقه أن اللّه
أجازن لن أتزوج بأزيد من أربع.
(والثان) أن السلمي يب العدل عليهم بي نسائهم ،وأظهر حكم اللّه ف حقه أن هذا العدل ليس بواجب عليه.
www.barsoomyat.com – 116إظهار الحق – رحمت ال هندي
(والثالث) أنه دخل بيت زيد بن حارثة رضي اللّه عنه ،فلما رفع الستر وقع نظره على زينب بنت جحش زوجة زيد رضي اللّه عنهما ،فوقعت ف نفسه وقال
سبحان اللّه .فلما اطلع زيد على هذا المر طلقها فتزوج با ،وأظهر أن اللّه أجازن للتزويج.
(والرابع) أنه خل بارية القبطية رضي اللّه عنها ،ف بيت حفصة رضي اللّه عنها .ف يوم نوبتها ،فغضبت حفصة رضي اللّه عنها ،فقال ممد صلى اللّه عليه
وسلم :حرمت مارية على نفسي ،ث ل يقدر أن يبقى على التحري .فأظهر أن اللّه أجازه لبطال اليمي بأداء الكفارة.
(والامس) أنه يوز ف حق متبعيه ،إن مات أحد منهم أن يتزوج الخر زوجته ،بعد انقضاء عدتا ،وأظهر حكم اللّه ف حقه أنه ل يوز لحد أن يتزوج زوجة
من زوجاته بعد ماته.
وهذه الوجوه المسة منتهى جهدهم ف الطعن باعتبار النساء .وتوجد هذه الوجوه كلها أو بعضها ف أكثر رسائلهم مثل ميزان الق ،وتقيق الدين الق،
ودافع البهتان ،ودلئل إثبات رسالة السيح ،ودلئل النبوة ،ورد اللغو وغيها .وأنا أمهد أمورا ثانية يظهر منها جواب هذه الوجوه كلها فأقول:
(المر الول) أن تزوج أكثر من امرأة واحدة كان جائزا ف الشرائع السابقة:
لن إبراهيم عليه السلم تزوج بسارة ث باجر ف حياة سارة ،وهو كان خليل اللّه ،وكان اللّه يوحي إليه ويرشده إل أمور الي ،فلو ل يكن النكاح الثان
جائزا لا أبقاه عليه بل أمره بفسخه وحرمته.
ولن يعقوب عليه السلم تزوج بأربع نسوة ،ليا وراحيل وبلها وزلفا ،فالوليان منهما أختان ابتنا لبان خاله ،والخريان جاريتان .والمع بي الختي حرام
قطعي ف شريعة موسى عليه السلم ،كما علمت ف الباب الثالث .فلو كان التزوج بأكثر من امرأة واحدة حراما ،لزم أن يكون أولده من تلك الزواج ،أولد
حرام والعياذ باللّه ،وكان اللّه يوحي إليه ويرشده إل أمور الي ،فكيف يتصور أن يرشده ف أمور خسيسة ،ول يرشده ف هذا المر العظيم .فإبقاء اللّه يعقوب
عليه السلم على نكاح تلك الربعة سيما الختي دليل بي على جواز مثل هذا التزوج ف شريعته.
ولن جدعون بن يواش تزوج نساء كثية ف الباب الثامن من سفر القضاة هكذا( 30 :وكان له سبعون ابنا خرجوا من صلبه لن كانت له نساء كثية) 31
(وسريته الت كانت له ف شخيم ولدت له ابنا اسه ابيمالك) .ونبوته ظاهرة من الباب السادس والسابع من السفر الذكور ،ومن الباب الادي عشر من الرسالة
العبانية.
ولن داود عليه السلم تزوج نساء كثية .تزوج أولً ميخال بنت شاوول ،وكان بدل الهر مائة غلفة من غلف الفلسطانيي ،وأعطاه داود عليه السلم مائت
غلفة من غلفهم ،فأعطى شاوول داود عليه السلم ابنته ميخال ..الية السابعة والعشرون من الباب الثامن عشر من سفر صموئيل الول هكذا( :فمضت أيام
قليلة وقام داود عليه السلم وانطلق هو ورجاله وقتل من الفلسطانيي مائت رجل وأتى داود عليه السلم بغلفهم إل اللك ودفعها للملك بالتمام ليكون له ختنا
فأعطى شاوول ميخال ابنته له امرأة).
واللحدة يستهزؤون بذا البدل من الهر ،ويقولون أكان شاوول يريد أن يسوي من هذه الغلف حيلً ويعيطه بنته ف الهاز ،أم كان غرضه شيئا آخر .لكن
أقطع النظر عن استهزائهم وأقول :لا بغى داود عليه السلم على شاوول ،أعطى شاوول ميخال فلطى بن ليس الذي هو من جليم ،كما هو مصرح به ف آخر
الباب الامس والعشرين من السفر الذكور .وتزوج داود عليه السلم بست نساء أخرى -احينعام الزراعايلية 1بيغال 2ومعهما ابنة تلمى ملك جاشور 3
وحجبت 4وابيطل 5وعجل - 6كما هو مصرح به ف الباب الثالث من سفر صموئيل الثان .ومع كون هذه الست ،ما زالت مبة ميخال عن قلبه
الشريف ،وإن كانت ف فراش الغي فلذلك لا قتل شاوول ،طلب داود من اسباسوت بن شاوول زوجته ميخال ،وقال له :رد على امرأت ميخال الت خطبتها
بائة غلفة من غلف أهل فلسطي .فأخذها أسباسوت قهرا من فلطى بن ليس وأرسلها إل داود ،فجاء هذا فلطى باكيا خلفها إل بوري ث رجع .كما هو
مصرح به ف الباب الذكور .فبعد ما وصلت ميخال إل داود عليه السلم مرة أخرى صارت له زوجة ،وكمل عدد الزوجات السبع ،ث أخذ داود نساء أخرى،
وسراري ل يصرح بعددها ف كتبهم القدسة ..الية الثالثة عشر من الباب الامس من سفر صموئيل الثان هكذا( :وأخذ داود أيضا نساء وسراري من أورشليم
من بعد أن أتى من هارون وولد لداود أيضا بنون وبنات).
..ث زن بامرأة أوريا وقتل زوجها باليلة ،ث أخذها .فعاتبه اللّه على هذا الزنا كما علمت ف أول هذا الفصل .وداود عليه السلم ،وإن كان خاطئا ف هذا
الزنا والتزويج بتلك المرأة ،لكنه ل يكن عاصيا ف تزوج جم غفي من نساء أخرى ،وإل لعاتبه اللّه على تزوجهن كما عاتبه على تزوج امرأة أوريا ،فعاتبه اللّه
على تزوجها .بل أظهر رضاه على هذا التزوج ،ونسب إعطاءها إل نفسه وقال :وإذا كانت هذه قليلة أزيد مثلهن ومثلهن ،وقول اللّه تعال ف حق داود عليه
السلم على لسان ناثان النب عليه السلم ..ف الية الثامنة من الباب الثان عشر من سفر صموئيل الثان ،ف الترجة العربية الطبوعة سنة 1822وسنة 1831
وسنة 1844ف لندن على النسخة الطبوعة ف رومية العظمى سنة 1671هكذا( :ووهبت لك بيت مولك ونساء سيدك اضطجعت ف حضنك ووهبت لك
بيت إسرائيل ويهوذا وإذا كانت هذه قليلة فأزيدك مثلهن ومثلهن) .فقوله وهبت على صيغة التكلم ف الوضعي ،وقوله إذا كانت هذه قليلة فأزيدك مثلهن
www.barsoomyat.com – 117إظهار الحق – رحمت ال هندي
ومثلهن يدلن على ما قلت .وف الترجة العربية الطبوعة سنة 1811الملة الخية هكذا( :فإذا كانت عندك قليلة كان ينبغي لك أن تقول فأزيد مثلهن
ومثلهن).
..وتزوج ف آخر عمره شابة عذراء أخرى اسها أب شاغ الشونامية وكانت جيلة جدا ،كما هو مصرح به ف الباب الول من سفر السلطي الول.
ولن سليمان عليه السلم ،تزوج بألف امرأة ،سبعمائة منهن حرات من بنات السلطي وثلثمائة جوار .وارتد بإغوائهن ف آخر عمره وبن العابد للصنام،
كما هو مصرح به ف الباب الادي عشر من سفر اللوك الول.
ول يفهم من موضع من مواضع التوراة ،حرمة التزوج بأزيد من امراة واحدة ،ولو كان حراما لصرح موسى عليه السلم برمته ،كما صرح بسائر الحرمات
وشدد ف إظهار تريها ،بل يفهم جوازه من مواضع .لنك قد علمت ف جواب الطعن الول أن البكار الت كانت من غنيمة الديانيي ،كانت اثنتي وثلثي
ألفا وقسمت على بن إسرائيل ،سواء كانوا ذوي زوجات أو ل يكونوا ،ول يوجد فيه تصيص العزب.
وف الباب الادي والعشرين من سفر الستثناء هكذا( 10 :وإذا خرجت إل القتال مع أعدائك وأسلمهم الرب إلك ف يدك وسبيتهم) ( 11ورأيت ف جلة
السبيي امرأة حسنة وأحببتها ،وأردت أن تتخذها لك امرأة) ( 12فأدخلها إل بيتك وهي تلق رأسها وتقص أظفارها) ( 13وتنع عنها الرداء الذي سبيت به
وتلس ف بيتك وتبكي على أبيها وأمها مدة شهر ث تدخل إليها وترقد معها ولتكن لك امرأة) ( 14فإن كانت بعد ذلك ل تواها نفسك فسرحها حرة ول
تستطيع أن تبيعها بثمن ول تقهرها أنك قد ذليتها) ( 15وإن كان لرجل امرأتان الواحدة مبوبة والخرى مبغوضة ويكون لما منه بنون وكان ابن البغوضة
بكرا) ( 16وأراد أن يقسم رزقه بي أولده فل يستطيع يعمل ابن الحبوبة بكرا ويقدمه على ابن البغوضة) ( 17ولكنه يعرف ابن البغوضة أنه هو البكر
ويعيطه من كل ما كان له الضعف من أجل أنه هو أول بنيه ولذا تب البكورية) .فقوله ورأيت ف جلة السبيي ال .ل تتص بخاطب ل تكون له زوجة بل
أعم ،سواء كانت له زوجة أو ل تكن ،ول يوجد فيه التصريح أيضا بأن هذا الكم يتص بسبية واحدة فقط ،بل الظاهر أنه إذا رأى الخاطب أزيد من
واحدة ،وأراد أن يتخذها نساء كان له جائزا ،فجاز لكل إسرائيلي أخذ نساء كثية .ودللة قوله وإن كان لرجل امرأتان الواحدة مبوبة والخرى مبغوضة ال.
على ما ادعينا ظاهرة غي متاجة إل البيان .فثبت أن كثرة الزواج ما كانت مرمة ف شريعة موسى ،فلذلك أخذ جدعون وداود وغيها من صالي المة
الوسوية نساء.
(المر الثان) الصحيح ف قصة زينب رضي اللّه عنها ،أنا بنت عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،وكانت عند موله زيد بن حارثة رضي اللّه عنه ث طلقها
زيد ولا انقضت عدتا تزوج با رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
وأنا أنقل بعض آيات سورة الحزاب التعلقة بذه القصة مع عبارة التفسي الكبي وهي هكذا{ :وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه} وهو زيد ،أنعم اللّه عليه
بالسلم {وأنعمت عليه} بالتحرير والعتاق {أمسك عليك زوجك} همّ زيد بطلق زينب فقال له النب صلى اللّه عليه وسلم :أمسك ،أي ل تطلقها {واتق
اللّه} قيل ف الطلق وقيل ف الشكوى من زينب فإن زيد قال فيها إنا تتكب علي بسبب النسب وعدم الكفاءة {وتفي ف نفسك ما اللّه مبديه} من أنك تريد
التزوج بزينب {وتشى الناس} من أن يقولوا أخذ زوجة الغي أو البن {واللّه أحق أن تشاه} .ليس إشارة إل أن النب صلى اللّه عليه وسلم ،خشي الناس ول
يش اللّه ،بل العن اللّه أحق أن تشاه وحده ول تش أحدا معه ،وأنت تشاه وتشى الناس أيضا ،فاجعل الشية له وحده كما قال تعال{ :الذين يبلغون
رسالت اللّه ويشونه ول يشون أحدا إل اللّه} ث قال تعال{ :فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} أي لا طلقها زيد وانقضت عدتا ،وذلك لن الزوجة
ما دامت ف نكاح الزوج فهي تدفع حاجته ،وهو متاج إليها فلم يقض منها الوطر بالكلية ول يستغن ،وكذلك إذا كانت ف العدة ،له با تعلق لمكان شغل
الرحم ،فلم يقض منها بعد وطره ،وأما إذا طلق وانقضت عدتا استغن عنها ،ول يبق له معها تعلق فيقضي منها الوطر .وهذا موافق لا ف الشرع لن التزوج
بزوجة الغي أو بعتدته ل يوز ،فلهذا قال :فلما قضى .وكذلك قوله{ :لكي ل يكون على الؤمني حرج ف أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا} أي إذا
طلقوهن وانقضت عدتن ،وفيه إشارة إل أن التزويج من النب صلى اللّه عليه وسلم ل يكن لقضاء شهوة النب عليه السلم بل لبيان الشريعة بفعله ،فإن الشرع
يستفاد من فعل النب صلى اللّه عليه وسلم {وكان أمر اللّه مفعولً} أي مقضيا ما قضاه كائن .ث بي أن تزوجه عليه السلم با ،مع أنه كان مبينا لشرع
مشتمل على فائدة ،كان خاليا عن الفاسد ،انتهى كلمه بلفظه.
فظهر أن زينب رضي اللّه عنها ،كانت تتكب على زيد بسبب النسب وعدم الكفاءة ،وهذا المر كان سبب عدم الحبة بينهما ،فأراد زيد رضي اللّه عنه أن
يطلقها ،فمنعه النب صلى اللّه عليه وسلم ،لكنه طلقها آخر المر .فلما انقضت عدتا تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،لبيان الشريعة ل لجل قضاء
الشهوة .وكان قبل نزول الكم مفيا لذا المر لجل عادة العرب ،ول بأس فيه كما ستعرف ف المر الثالث إن شاء اللّه تعال .والرواية الت وقعت ف
البيضاوي ،ضعيفة عند مققي أهل الديث .كما صرح به الحقق الحدث الشيخ عبد الق الدهلوي ف بعض تصنيفاته وف شرح الواقف( :وما يقال أنه أحبها
حي رآها فما يب صيانة النب صلى اللّه عليه وسلم عن مثله) انتهى.
www.barsoomyat.com – 118إظهار الحق – رحمت ال هندي
(المر الثالث) أن المور الشرعية ،ل يب أن تكون متحدة ف جيع الشرائع ،أو مطابقة لعادات القوام وآرائهم .أما الول فقد عرفت با ل مزيد عليه ف
الباب الثالث ،وقد عرفت فيه أن سارة زوجة إبراهيم عليه السلم كانت أختا علنية له ،وأن يعقوب عليه السلم جع بي الختي ،وأن عمران أبا موسى عليه
السلم تزوج بعمته ،وهذه الزوجات الثلث مرمة ف الشريعة الوسوية والعيسوية والحمدية ،وبنلة الزنا سيما نكاح الخت العلنية والعمة ،وهذه الزوجات
أقبح القبائح عند علماء مشركي الند ،فهم يشنعون تشنيعا بليغا ويستهزؤون بؤلء التزوجي غاية الستهزاء ،وينسبون أولدهم إل أشد أنواع الزنا.
وف الباب الامس من إنيل لوقا هكذا( 29 :والذين كانوا متكئي معه كانوا جعا كثيا من عشارين وآخرين) ( 30فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلميذه
قائلي لاذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاة) ( 33وقالوا لاذا يصوم تلميذ يوحنا كثيا ويقدمون طلبات وكذلك تلميذ الفريسيي أيضا وأما تلميذك
فيأكلون ويشربون فالكتبة والفريسيون الذين من أعظم فرق اليهود وأشرفها كانوا يشنعون على تلميذ عيسى عليه السلم بأنم يأكلون ويشربون مع الطاة
والعشارين وأنم ل يصومون).
وف الباب الامس عشر من إنيل لوقا هكذا( 1 :وكان جيع العشارين والطاة يدنون منه ليسمعوه) ( 2فتذمر الفريسيون ،والكتبة قائلي هذا يقبل الطاة
ويأكل معهم) فالفريسيون كانوا يشنعون على عيسى عليه السلم أنه يأكل مع الطاة ويقبلهم.
وف الباب الادي عشر من كتاب العمال( 2 :ولا صعد بطرس إل أورشليم خاصمه الذين من أهل التان) ( 3قائلي إنك دخلت إل رجال ذوي غلفة
وأكلت معهم).
وف الباب السادس من إنيل مرقس هكذا( 1 :واجتمع إليه الفريسيون وقوم من الكتبة قادمي من أورشليم) ( 2ولا رأوا بعضا من تلميذه يأكلون خبزا بأيد
دنسة أي غي مغسولة لموا) ( 3لن الفريسيي وكل اليهود إن ل يغسلوا أيديهم باعتناء ل يأكلون متمسكي بتقليد الشيوخ) ( 4ومن السوق إن ل يغتسلوا ل
يأكلون ،وأشياء أخر كثية تسلموها للتمسك با من غسل كؤوس وأباريق ،وآنية ناس ،وأسرة) ( 5ث سأله الفريسيون ،والكتبة لاذا ل يسلك تلميذك حسب
تقاليد الشيوخ بل يأكلون خبزا بأيد غي مغسولة).
وف ملة براهة الند ،وغيهم من أقوام مشركي الند تشددات عظيمة ،وعندهم لو أكل أحد منهم مع السلم أو اليهودي والنصران خرج عن ملته ،ونكاح
زوجة التبن بعد الطلق ،كان قبيحا عند مشركي العرب .ولا كان زيد بن حارثة رضي اللّه عنه متبن ممد صلى اللّه عليه وسلم ،كان ممد صلى اللّه عليه
وسلم أيضا ياف أولً من طعن عوام الشركي ف نكاح زينب رضي اللّه عنها ،فلما أمره اللّه تزوج با لبيان الشريعة ،ول يبال بعادة الشركي.
(المر الرابع) أن الطاعني من علماء بروتستنت ،ل يستحيون ول ينظرون إل بضاعات كتبهم القدسة من الختلفات ،والغلط ،والحكام الت عرفت نبذا
منها ف الباب الول ،والفصل الثان والثالث من الباب الامس .ومن ذنوب النبياء وعشائرهم وأصحابم الت قد عرفتها ف ابتداء هذا الفصل .وأريد أن ل
أترك هذا الوضع أيضا خاليا عن ذكر بعض المور الندرجة ف التوراة ،وإن حصل للناظر إطلع على أمور كثية فيما سبق:
- 1ف الباب الثلثي من سفر التكوين هكذا( 37 :فأخذ يعقوب عصيا خضرة من حور ،ولوز ،ومن دلب ،وكشف من بياضها والضرة ظاهرة فيها
فظهرت العصي القشرة بلقاء ،وبيضاء) ( 38ووتد العصى ف مساقي الاء لكي إذا جاءت الغنم لتشرب تتوحم الغنم على العصى ،وف نظرها إليها تمل) 39
(وصار أنه ف حية التوحم ،النعاج تتبصر بالعصى ،وتنتج منقطة ومتمرة متلفة اللون) ( 40وعزل يعقوب القطيع ،ووضع القضبان ف الساقي أمام الكباش
فكانت البيض ،والسود كلها للبان ،والباقي ليعقوب ،والقطعان مفترقة بعضها عن بعض) ( 41فكان ف كل عام ما حل من الغنم أولً جعل يعقوب القضبان
قدام الغنم ف الساقي ليتوحم الغنم على العصى) ( 42وما حل منها أخيا ل يعلها فصار آخر نتاج الغنم للبان ،وأوله ليعقوب) ( 43فاستغن الرجل جدا
جدا ،وصارت له مواشي كثية ،وإماء ،وعبيد ،وإبل ،وحي).
وهذا عجيب أيضا ،فإن الولد بسب جرى العادة ،غالبا تكون على شبه ألوان أصولم ،وأما كونم على شبه ما يرونه من العصى وغيها ،فل يتوهه أحد من
العقلء أصلً ،وإل يلزم أن يكون الولد التولدة ف الربيع خضرا كلهم.
-2ف الباب الثالث عشر من سفر الحبار هكذا( 46 :وإن كان ف رداء أو ف ثوب ضربة البص من الصوف كان الثوب أو من الكتان) ( 47ف السدا أو
ف اللحمة أو ف جلدة أو ف عمل أدي) ( 48فإن كانت الضربة بيضاء أو حراء ف الرداء أو ف اللد ف السداء أو ف اللحمة ،أو ف كل جلود الدي فإنا ضربة
برص فليوه) ( 49فينظر الب إل الضربة ويجز الب عليها سبعة أيام) ( 50وينظر إليها ف اليوم السابع فإن رآها قد مشت ف الرداء أو ف السدا أو اللحمة أو
ف أدي أو ف كل أدم يصنع الصنعة فإنا ضربة برص مر وهو نس) ( 51فليحرق الب الرداء أو السدا أو لفافة الصوفة أو الكتان أو كل أدي من جلد يكون
فيه ضربة من أجل أنه برص فيحرقونه بالنار) ( 52وإن رأى الب أن الضربة ل تفش ف الثوب أو ف السدا أو ف اللحمة أو ف كل أدي من جلود) ( 53فليأمر
الب فليغسل ما فيه الضربة ،ويجز عليه الب سبعة أيام أخر) ( 54وينظر الب إل الضربة من بعد ما غسلوها فإن ل تكن تغي لونا ،والضربة ل تتغي فإنه
خبيث أحرقوه بالنار فإنا ضربة ف جدته أو ف بله) ( 55وإن رأى الب أنا قد استوت من بعد ما غسلت فليأمر الب فليلقط من الرداء أو من اللد أو من
www.barsoomyat.com – 119إظهار الحق – رحمت ال هندي
السدا أو من اللحمة) ( 56فإن رأى أيضا ف الرداء أو ف السدا أو ف اللحمة أو ف كل جلود الدم جيع ما يستعمل من اللود ،فألقوه ف النار فإن الضربة قد
كثرت فيه) ( 57وكل رداء أو سدا أو لمة أو أدي يذهب منه إذا غسل ،فيغسل مرتي فيطهر) ( 58هذه سنة البص ف رداء الصوف أو الكتان أو السدا أو
اللحمة أو كل جلود الدم يطهره أو ينجسه).
فانظروا إل هذه الحكام فإنا ثرات الوهام ،أيليق إحراق اللود والثياب بأمثال هذه الوساوس.
-3ف الباب الرابع عشر من سفر الحبار هكذا( 34 :إذا دخلتم أرض كنعان الت أعطيكم مياثا إن كان ضربة برص ف بيت) ( 35يب رب البيت الكاهن
ويقول له إن ظهر ف بيت ضربة كأنا برص) ( 36يأمرهم الكاهن فيفرغون البيت قبل أن يدخل البيت لينظر إليه لئل يتنجس كل ما ف البيت ث يدخل الكاهن
لينظر ضربة البيت) ( 37فإن كان ضربة ف حيطان البيت قشورا صفراء أو حراء ومنظرها أغمق من الائط) ( 38فليخرج الكاهن خارجا من البيت ،وليقم
بابه ،ويجز على ذلك البيت سبعة أيام) ( 39ث يرجع ف اليوم السابع فينظر ،فإن رأى الضربة قد فشت ف حيطان البيت) ( 40فليأمر الكاهن بالجارة الت
فيها الضربة فتنقض ،وتلقى خارجا من القرية ف موضع نس) ( 41ويقشر ذلك البيت من داخل باستدارته ،ويلقي التراب الذي قشر خارجا من القرية ف
موضع نس) ( 42تدخل حجارة أخرى ف مكان تلك الجارة ،ويأخذون ترابا غي ذلك ويطلون به ويطي) ( 43فإن فشت الضربة ،وكثرت ف البيت من
بعد ما قشر البيت وطي) ( 44فيدخل الكاهن وينظر إن كانت الضربة قد فشت ف البيت ،فليعلم أن ف البيت برصا مرا وهو نس) ( 45ولساعته يهدمونه،
ويلقون حجارته ،وخشبه ،وطينه بأسرها خارجة من القرية ف موضع نس) ( 46ومن دخل ذلك البيت وهو مجوز عليه يكون نسا إل الليل) ( 47ومن
رقد فيه أو أكل فيه شيئا فليغسل كسوته) ( 48وإن دخل الكاهن ،ورأى البص ل يفش ف البيت بعد ما طي ثانيا فليطهره الكاهن من أجل أنه قد برئ من
ضربته).
فهذه الحكام أيضا من ثرات الوهام ،أتدم البيوت بثل هذه الوهام ،الت هي أوهن من نسج العنكبوت ،أيعتقد عقلء أوربا أن يكون الثوب ،أو اللد ،أو
البيت ،أبرص قابلً للحراق أو الدم.
-4ف الباب الامس عشر من سفر الحبار هكذا( 12 :وأي إناء من فخار مسه من يقطر زرعه فليكسر ،وإن كان إناء من خشب أو ناس فليغسل بالاء)
( 16وأيا رجل جنب أو خرجت منه جنابة يغسل جسده كله بالاء ،ويكون نسا إل الليل) ( 23ومن مس ثوبا جلست عليه امرأة ،وهي طامث يغسل ثيابه،
ويستحم بالاء ،ويكون نسا إل الليل) ( 24وإن اضطجع معها رجل فأصابه من حيضتها فإنه يكون جنبا سبعة أيام ،وكل مضطجع يضطجع فإنه يكون
نسا).
ففي الكم الول بالنسبة إل إناء الفخار إضاعة الال ،وظاهر أنه ل يسري شيء بجرد الس فيه وإن توهم سريان شيء فيهَ ،فلِ َم َلمْ يكتف فيه بغسله بالاء،
كما اكتفى ف إناء الشب ،والنحاس .وف الكم الثان ما معن كونه نسا إل الليل بعد ما غسل السد كله بالاء .وف الكم الثالث أيضا نظر لن الظاهر أنه
ل يسري شيء بجرد مس الثوب ،الذي جلست عليه الائض ف جسد الاس ،وإن توهم سريان شيء ،كان غسل العضو الذي به مس الثوب كافيا ،وإن توهم
سريان شيء بجرد الس ف سائر جسده ،فما معن كونه نسا إل الليل ،بعد ما غسل الثياب ،والسد كلها ،والعجب أن الرجل إذا جامع ،أو احتلم ،وصار
جنبا ،ل يب عليه غسل الثياب بل يكفي غسل السد .وههنا بجرد مس الثوب يلزم غسل الثياب أيضا .والكم الرابع أعجب من الثلثة فإن الرجل بجرد
إصابة شيء من اليض ب صار حكمه حكم الائض ،فكما هي تكون نسة إل سبعة أيام يكون هو أيضا نسا إل سبعة أيام ،وف أحكام الائض والستحاضة
أيضا ،تشددات عجيبة مذكورة ف هذا الباب .وبالنظر إل هذه الحكام ند النصارى كلهم أنس الناس لنم ل يراعونا مطلقا.
-5ف الباب السادس عشر من سفر الحبار هكذا( 7 :ث يأخذ الديي ويقيمهما أمام الرب مذبوحي ف باب قبة الزمان) ( 8ويقترع عليهما قرعتي قرعة
واحدة للرب وقرعة أخرى لعزرائيل) ( 9ويقرب هارون الدي الذي أصابته قرعة الرب ويصيه قربانا بدل الطيئة) ( 10والدي الذي وقعت قرعة عزرائيل
يقوم حيا أمام الرب ليستغفر عليه ويسرحه لعزرائيل إل القفر).
وهذا الكم عجيب أيضا ،وما معن القربان لعزرائيل وتسريه إل القفر ،ول ريب إنه لقربان لغي اللّه ،ورأيت مشركي الند أنم يتركون الثيان على أساء
آلتهم ،لكنهم يتركونا ف السواق ل ف القفر حت توت جوعا وعطشا.
-6ف الباب الامس والعشرين من سفر الستثناء هكذا( 5 :إذا سكن أخوة جيعا فمات أحدهم وليس له ولد فل تتزوج امرأة اليت برجل غريب ،ولكن
يأخذها أخوه ويقيم زرع أخيه) ( 6والولد البكر الذي يكون منها فليسمه باسم أخيه لئل يبطل اسه من إسرائيل) ( 7فإن ل يرض أن يأخذ امرأة أخيه الت تق
له بالسنة فتذهب الرأة إل باب القرية إل الشيخة وتقول لم أن أخا زوجي ل يريد أن يقيم اسم أخيه ف إسرائيل ول يريد أن يأخذن له زوجة) ( 8ولوقتهم
يطلبونه ويسألونه فإن أجاب وقال ل أريد أن أتزوجها) ( 9فتدنو الرأة منه قدام الشايخ وتلع الف من رجله وتبصق ف وجهه وتقول هكذا يفعل بكل رجل
ل يعمر بيت أخيه) ( 10ويدعي اسه ف إسرائيل بيت ملوع اللف).
www.barsoomyat.com – 120إظهار الحق – رحمت ال هندي
وهذا الكم عجيب أيضا ،لن امرأة اليت ،قد تكون عوراء ،أو عمياء ،أو عرجاء ،أو شوهاء قبيحة الصورة ،أو غي عفيفة ،أو معيبة بعيب آخر ،فكيف يرضى
با الرجل ،وهذه القامة لزرع أخيه أيضا عجيبة ،وأعجب منها أن علماء بروتستنت تركوا هذا الكم العظيم الشأن وقالوا( :ل يل للرجل أن يتزوج زوجة
أخيه) .كما هو مصرح به ف جدول القرابة والنسب ،من كتاب الصلة العامة ،وغيها من رسوم الكنيسة وطقوسها ،على موجب استعمال الكنيسة النكليزية
والرلندية الطبوع سنة 1840ف قالته ،مع أن بيان الحرمات ،ل يوجد ف النيل ،وما أخذوها إل من التوراة.
(المر الامس) أن التقشف ،إذا كان جل هته العتساف ،يعترض بأمثال اعتراضاتم على السيح عليه السلم والواريي.
ف الباب السابع من إنيل لوقا هكذا( 33 :جاء يوحنا العمدان ل يأكل خبزا ول يشرب خرا فتقولون به شيطان) ( 34وجاء ابن النسان يأكل ويشرب
فتقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خر مب للعشارين والطاة) ( 36وسأله واحد من الفريسيي أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ) ( 37وإذا امراة
ف الدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ ف بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب) ( 38ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع
ل لو كان هذا نبيا لعلم َمنْ هذهوكانت تسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب) ( 39فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم ف نفسه قائ ً
المرأة الت تلمسه وما هي إنا خاطئة) ( 44ث التفت إل الرأة وقال لسمعان انتظر هذه الرأة أن دخلت بيتك وماء لجل رجلي ل تعط وأما هي فقد غسلت
رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها) ( 45قبلة ل تقبلن وأما هي فمنذ دخلت ل تكف عن تقبيل رجلي) ( 46بزيت ل تدهن رأسي وأما هي فقد دهنت
بالطيب رجلي) ( 47من أجل ذلك أقول قد غفرت خطاياها الكثية لنا أحبت كثيا والذي يغفر له قليل يب قليلً) ( 48ث قال لا مغفور لك خطاياك)
( 49فابتدأ التكؤون معه يقولون ف أنفسهم من هذا الذي يغفر خطايا أيضا) ( 50فقال للمراة إيانك قد خلصك اذهب بسلم).
وف الباب الادي عشر من إنيل يوحنا هكذا( 1 :وكان إنسان مريضا وهو لعازر من بيت عينا قرية مري ومرثا أختها) ( 2وكانت مري الت كان لعازر
أخوها هي الت دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها) ( 5وكان يسوع يب مرثا وأختها ولعازر) فهذه الحبوبة مري هي الت كانت دهنت ومسحت
رجلي عيسى عليه السلم.
وف الباب الثالث عشر من إنيل يوحنا( 21 :لا قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الق الق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمن) ( 22فكان
التلميذ ينظرون بعضهم إل بعض وهم متارون فيمن قال عنه) ( 23وكان متكئا ف حضن يسوع واحد من تلميذه كان يسوع يبه) ( 24فأومأ إليه سعان
بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه) ( 25فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو) .ووقع ف حق التلميذ ،ف الية السادسة
والعشرين من الباب التاسع عشر ،والية الثانية من الباب العشرين ،والية السابعة والية العشرين من الباب الادي والعشرينمن إنيل يوحنا ،أن يسوع كان
يبه.
وف الباب الثامن من إنيل لوقا هكذا( 1 :وعلى أثر ذلك كان يسي ف مدينة وقرية يكرز ويبشر بلكوت اللّه ومعه الثنا عشر) ( 2وبعض نساء كن قد شفي
من أرواح شريرة وأمراض مري الت تدعي الجدلية الت خرج منها سبعة شاطي) ( 3وبونا امرأة خوزي وكيل هيودس وسوسنة وأخر كثيات كن يدمنه من
أموالن).
وظاهر أن المر أم البائث وقبيحة عند اللّه وسبب للضلل والكفر واللك ول يناسب شربا للتقياء وإزالة العقل من خواصها اللزمة سواء كان الشارب نبيا
أو غي نب ولذلك حرم اللّه شربا على هارون وأولده إذا أرادوا الدخول ف قبة الشهادة لجل الدمة وجعلها سبب الوت وجعل حرمتها عهدا أبديا معهم.
ف الباب العاشر من سفر الخبار هكذا( 8 :وقال الرب لارون) ( 9ل تشربوا خرا ول شيئا آخر يسكر ل أنت ول بنوك إذا أردت الدخول ف قبة الشهادة
لئل توتوا ويكون هذا عهدا لكم إل البد ف أجيالكم) .ولذلك منع ملك الرب ،زوجة ما نوح من شرب المر ،وشرب كل مسكر وقت حلها ،ليكون
ولدها من التقياء ،ول يسري خبث السكرات ف هذا الولد التقي ،وأكد على زوجها أيضا ،ف هذا الباب ف الباب الثالث عشر من سفر القضاء هكذا4 :
(إياك من شرب المر والسكر ول تأكلي شيئا نسا) ( 13فقال ملك الرب لنوح فليحذر عن جيع ما قلت لمرأتك) ( 14ول تأكل شيئا ما يرج من
الكرم ول تشرب خرا ول مسكرا ول تأكل شيئا نسا وتفظ بكل ما أمرتا به وتفعل ما قلت لا) ولذلك لا بشر اللك زكريا ،بولدة يي عليهما السلم،
بي من أوصاف تقوى يي ،أنه ل يشرب خرا ول مسكرا آخر.
الية الامسة عشر من الباب الول من إنيل لوقا هكذا( :لنه يكون عظيما أمام الرب وخرا ومسكرا ل يشرب) .ولذلك أشعيا عليه السلم ،ذم شارب
السكر ،وشهد أن النبياء والكهنة ،ضلوا بسبب شرب المر والسكرات.
الية الثانية والعشرون من الباب الامس من كتاب أشعيا هكذا( :الويل للقوياء منكم على شرب المر والقتدرين أن يزجوا السكرة).
والية السابعة من الباب الثامن والعشرين من كتابه هكذا( :وهؤلء أيضا ل يفهموا بسبب المر وضلوا من السكر الكاهن والنب ل يعلموا للمسكر غرقوا ف
المر تاهوا من السكر ل يعلموا الرؤيا ول يفهموا القضاء).
www.barsoomyat.com – 121إظهار الحق – رحمت ال هندي
وقد عرفت ف أول هذا الفصل ،أن نوحا عليه السلم ،شرب المر ،وزال عقله ،وصار عريانا .وأن لوطا شرب المر ،وزال عقله ،وفعل بابنتيه ما فعل ،بيث
ل يسمع مثله من الولعي بشربا.
وف الباب الثالث عشر من إنيل يوحنا هكذا( :قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر با ث صب ماء ف مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلميذ ويسحها
بالنشفة الت كان متزرا با).
وقال اللوذعي اللعي الظريف فارس مضمار البلغة أطال اللّه بقاءه إلزاما هكذا( :هذا يوهم أن عيسى عليه السلم وقتئذ كان قد سرت فيه المرة حت ل يكن
يدري ما يفعل ،فإن غسل القدام ل يوجب التجرد عن الثياب) انتهى كلمه بلفظه.
وقال سليمان الكيم النب عليه السلم ف ذم الشراب ف كتابه سفر المثال ف الباب الثالث والعشرين هكذا( 31 :ل تنظر إل المر إذا اصفر وإذا شعشع لونه
ف الزجاج ويدخل لذيذا) ( 32وف ناية أمره يلدغ كالية ومثل ملك اليات يسكب سومه).
وكذا اختلط النساء الشواب الجنبيات مع الرجال الشبان ،آفة شديدة ل ترجى العصمة ،سيما إذا كان الرجل شابا عزبا شارب المر ،والرأة فاحشة مبوبة
وهي تدور معه وتدمه بالا ونفسها .وقد عرفت حال داود عليه السلم ،أن نظرا واحدا إل المرأة الجنبية ،بلغه إل ما بلغ ،مع أنه كان كثي الزواج
وجاوز المسي .وكذا قد عرفت حال سليمان عليه السلم ،أن النساء قد أزلن عقله وجعلناه مرتدا وثنيا ف شيخوخته ،بعد ما كان نبيا صالا ف شبابه ،ولا
حصل له التجربة الكاملة من حال أبيه وأمه ،ومن حال أخيه وأخته أمنون وثامار ،ومن حال أسلفه مثل روبيل ويهودا ،سيما من حال نفسه .شدد ف هذا
الباب تشديدا بليغا ف سفر المثال فقال:
ف الباب الامس( :ل تصغ إل مكر المرأة) ( 3لن شفت المرأة الجنبية تسكبان عسلً ،وحنجرتا ألطف من الدهن) ( 4ث عاقبتها مرة كالعلقم ،ومرهفة
كسيف ذي فمي) ( 5رجلها تنحدران إل الوت وخطوتا تنفذ إل الحيم) ( 6تسلك أنت سبيل اليات لن طرقها ضالة ل تدرك) ( 7والن يا ابن اسع
من ،ول تبعد عن أقوال فمي أجعل طريقك منها بعيدا ،ول تدن إل أبواب منلا) ( 20لاذا تضلك يا ابن المرأة الغريبة وتاضنك أجنبية).
ث قال ف الباب السادس( 24 :لنحفظك من امرأة رضية ومن لطافة لسان غريبة ل يشتهي قلبك جالا ول تقتنصك غمزاتا) ( 26فإن قيمة الزانية مقدارها
خبزة واحدة وامرأة الرجل تصطاد النفس الكرية) ( 27أيستطيع رجل أن يفي ف حجره نارا وما تترق ثيابه) ( 28أم يتمشى على جر وما تترق رجله)
( 29هكذا من يدخل إل امرأة غريبة ل يتبأ إذا لسها).
ث قال ف الباب السابع( 24 :فالن يا ابن استمعن وأصغ إل أقوال فمي) ( 25ل تنحن قلبك إل طرقها ول تضلن ف مناهجها) ( 26فإنا قد طرحت
كثيين جرحى وهي قتلت كل قوي) ( 28بيتها هو طرق الحيم مدرة إل مطابق الوت).
ث قال ف الباب الثالث والعشرين( 33 :عيناك تنظران الجنبيات وقلبك يتكلم باللتويات) ( 34وتكون كنائم ف قلب البحر وكمدير راقد إذ تلفت الدفة).
وكذا اختلط المارد آفة بل أخوف من اختلط النساء وأشنع كما شهد به الجربون ،وإذا عرفت هذا ،أقول أن عيسى عليه السلم لا كان شارب المر ،حت
كان معاصروه يقولون أنه أكول شريب خر ،وكان شابا عزبا ،فإذا بلت مري قدميه بدموعها ،ول تكف عن تقبيلهما منذ دخلت ،وكانت تسحهما بشعر
رأسها ،وكانت ف هذا الوقت فاحشة مشهورة .فكيف نسى عيسى عليه السلم حال أسلفه ،يهوذا وداود وسليمان عليهما السلم ،وكيف نسي أقوال
سليمان عليه السلم ،وكيف ل يعلم أن قيمتها مقدار خبزة واحدة ،وأن من لسها ل يتبأ ،كما ل يكن أن يفى رجل ف حجره نارا ،وما تترق ثيابه ،أو
يشي على جر النار ،وما تترق رجله .فكيف أجاز لا بذه المور ،حت اعترض عليه الفريسي ،وكيف يتصور أن هذه المور ل تكن من مقتضى الشهوات
النفسانية ،وكيف غفر خطاياها وذنوبا على هذا الفعل .أهذه المور هي اللئقة لذات اللّه العادل القدس.
ولذلك قال اللوذعي السابق ذكره( :وقد كانت وقتئذ بغيا مباحة ،فهل يليق الن بأحد مطارنة النصارى ،إذا كان ضيفا ف بيت أحد معارفه ،أن يأذن لقبيحة
فاحشة ف أن تغسل رجليه بحضر مل من الناس ،من غي أن تبدي أمارة التوبة من قبل ،ل سرا ول جهرا) انتهى كلمه.
وكان يب مري ،ويدور هو والثنا عشر تلميذه ومعهم نساء كثية يدمنه من أموالن .فكيف يتصور أنه ل تزل أقدامهم مع هذه الخالطة الشديدة ،كما زل
قدم روبيل ،حت زن بزوجة أبيه ،وقدم يهودا حت زن بكنته ،وقدم داود عليه السلم حت زن بامرأة أوريا ،وقدم أمنون حت زن بأخته.
ولذلك قال اللوذعي السابق ذكره( :وأغرب منه ما ذكره لوقا من أن عيسى وتلميذه كانوا يولون ف القرى ومعهم نساء ،منهن مري هذه الت كان أمرها
مشهورا بالفجور والزنا ،وأنت خبي بأنه ل يتأتى لكل واحد ف البلد الشرقية ،وخصوصا ف القرى ،أن يبيت وحده ف مل مصوص .فل بد أن هؤلء الولياء
كانوا يبيتون مع تلك الوليات معا) انتهى كلمه بلفظه.
www.barsoomyat.com – 122إظهار الحق – رحمت ال هندي
واحتمال مزلة أقدام الواريي أقوى ،لنم ما كانوا كاملي ف اليان ،قبل صعود السيح عليه السلم ،على ما أقر علماؤهم .فل يظن ف حقهم العصمة من
الزنا ،أل ترى أن الساقفة والشمامسة من فرقة كاتلك ،ل يتزوجون ويدعون أن هذا المر من العفاف ،ويفعلون ما ل يفعله الفاسق الغن من أهل الدنيا ،كأن
كنائسهم بيوت الفاحشات الزانيات.
ف الصفحة 144و 145من كتاب الثلث عشرة رسالة ،ف الرسالة الثانية هكذا( :القديس برنردوس يقول [ ]1وعظ عدد 66ف نشيد النشاد (نزعوا من
الكنيسة الزواج الكرم والضجع الذي هو بل دنس فملؤوها بالزنا ف الضاجع مع الذكور والمهات والخوات وبكل أنواع الدناس).
والفاروس بيلجيوس أسقف سلفا ف بلد البورتكال سنة 1300يقول :يا ليت أن الكليوسيي ل يكونوا نذروا العفة ،ول سيما أكليوس سبانيا ،لن أبناء
الرعية هناك أكثر عددا بيسي من أبناء الكهنوت.
ويوحنا أسقف سالتزبرج ف اليل الامس عشر ،كتب( :أنه وجد قسوسا قلئل غي معتادين على ناسة متكاثرة مع النساء ،وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل
البيوت الخصوصة للزنا) انتهى كلمه بلفظه ملخصا.
وشهادة قدمائهم هذه ،تكفي ف حق عصمة هؤلء القسوس الت ادعوها ،فل حاجة إل أن أزيد على هذه ،بل أترك ذكرهم وأقول :مثلهم حال فقراء مشركي
الند الذين يدعون العصمة ،ويفهمون الزواج أنه أشد العائب لفقرهم وطريقتهم ،وهم أفجر الناس وأفسقهم ،ل يصل للمراء الفساق ما يصل لم.
وتذكرت حكاية :أن بعض السافرين ،لا وصل إل قرية من قرى الند ،رأى جارية كاعبة تيء من القرية ،فسألا يا بنت أنت من بنات القرية أم من كناتا؟
فأجابت هذه اللكعة :أيها السائل إن من بنات القرية ،لكن أفضل من كناتا ف قضاء الشهوة يصل ل ما ل يصل لحداهن ف الرؤيا والنام.
فهؤلء الجردون ذوو حظ جسيم من التزوجي ،فعند النكرين كان عيسى عليه السلم ،مستغنيا عن الزواج مطلقا ،وكان تلميذه مستغني إما عن الزواج
مطلقا ،أو عن كثرة الزواج مثل حضرات الشمامسة والقسوس من فرقة كاتلك ،ومثل فقراء مشركي الند .وكذا مبة عيسى عليه السلم لتلميذه ،مل تمة
عند الذين ابتلوا بذا الفحش القبيح.
ولذلك قال اللعي السابق ذكره ،على قول النيلي الرابع أعن ،فاتكأ ذاك على صدر يسوع ،هكذا( :كالرأة الت تاول شيئا من عاشقها فتتغنج له) انتهى
كلمه بلفظه.
واعلم أن ما كتبت ف هذا المر الامس ،كتبته إلزاما ،وإل فإن أتبأ من أمثال هذه التقريرات .ول اعتقد أمرا منها ف حق عيسى عليه السلم ،ول ف حق
حواريه الماد ،كما صرحت ف مقدمة الكتاب ،ومواضع متعددة.
(المر السادس) ف الللي ف سورة التحري هكذا( :من اليان تري المة) انتهى .فقول النب صلى اللّه عليه وسلم حرمت مارية على نفسي يي بذا العن.
(المر السابع) إذا قال النب ل أفعل هذا المر ث فعل ،لجل أنه كان جائزا من الصل ،أو جاء إليه حكم اللّه ،ل يقال أنه أذنب ،بل ف الصورة الثانية لو ل
يفعل يكون عاصيا البتة .وعندهم يوجد مثله ف حق اللّه ف كتب العهد العتيق ،فضلً عن النبياء كما عرفت با ل مزيد عليه ،ف أمثلة القسم الثان من الباب
الثالث ،وف جواب الشبهة الامسة من الفصل الرابع من الباب الامس .ويوجد ف العهد الديد ،ف حق عيسى عليه السلم ،ف الباب الامس عشر من إنيل
مت ،أن امرأة كنعانية استغاثت لجل شفاء بنتها ،فأب عيسى عليه السلم فأجابت جوابا حسنا استحسنه عيسى عليه السلم ،ودعا لبنتها فشفيت .وف الباب
الثان من إنيل يوحنا أن أم عيسى عليه السلم استدعت منه ف عرس قانا الليلي ،أن يول الاء خرا ،وقال ما ل ولك يا امرأة ل تأت ساعت ،ث حوله.
(المر الثامن) ل بأس بأن يصص أولياء اللّه بصائص ،أل ترى أن هارون وأولده كانوا مصصي بأمور كثية ،من خدمة قبة الشهادة ،وما يتعلق با ،وما
كانت هذه المور جائزة لبن لوى الخرين ،فضلً عن غيهم من بن إسرائيل.
وإذا عرفت المور الثمانية ،ظهر لك جواب مطعنهم بالوجوه المسة ،لكن أتعجب كل العجب من هؤلء العاندين ،أنم لو رأوا ف شريعة الغي أمرا ل يكون
حسنا ف آرائهم ،يقولون أن هذا المر ل يوز أن يكون من جانب اللّه .القدس الكيم العادل ،أو يقولون أن هذا ليس بلئق بنصب النبوة .ولو وجد أمر
أشنع منه ف شرائعهم ،يكون من جانب اللّه ،أو لئقا بنصب النبوة .فأمر اللّه لزقيال عليه السلم أن يمل إث آل إسرائيل وآل يهوذا على نفسه ،وأن يأكل
إل ثلثمائة وتسعي يوما ،خبزا ملطخا بباز النسان .وكذا أمر اللّه لشعيا عليه السلم ،أن يشي مكشوف العورة الغليظة ،وعريانا بي النساء والرجال إل
ثلث سني ،مع كونه ف قيد العقل .وكذا أمره لوشع أن يأخذ لنفسه زوجة زانية وأولد الزنا ،وأن يتعشق بامرأة فاسقة مبوبة لزوجها .يكون كلها عندهم
أمورا من جانب اللّه الكيم القدس ،ولئقا بناصب هؤلء النبياء القدسي .وإجازة نكاح زينب بعد طلق زوجها وانقضاء عدتا ل يكن أن يكون من
جانب اللّه ،ول يكون لئقا بنصب نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم .وكذا ل يسقط عن درجة النبوة ،يعقوب عليه السلم الذي هو ابن اللّه البكر بنص التوراة،
بسبب أن تعشق راحيل ،وخدم أباها أربع عشرة سنة ،وأخذ أربع زوجات ،وجع بي الختي ،وكذا ل يسقط عنها داود ابن اللّه البكر الخر ،بنص الزبور،
بسبب أن أخذ نساء كثية ،وجواري كثية ،قبل أن يزن بامرأة أوريا بل تكون هذه النساء كلها ببة اللّه ورضاه ،ويكون داود عليه السلم قابلً لن يقول اللّه
www.barsoomyat.com – 123إظهار الحق – رحمت ال هندي
ف حقه :فإذا كانت عندك قليلة كان ينبغي لك أن تقول فأزيد مثلهن .ول يصدر العتاب عليه على تكثي النساء ،بل على أنه زن بامرأة الغي ،وقتل ذلك الغي
باليلة ،وأخذ تلك المرأة .وكذا ل يسقط عنها سليمان عليه السلم ،الذي هو ابن اللّه بشهادة كتبهم القدسة بسبب أن أخذ ألف امرأة من الزوجات
والواري ،وارتد ف آخر عمره وعبد الصنام ،بل يبقى مسلم النبوة ويكون كتبه الثلثة ،أعن المثال والامعة ونشيد النشاد ،كتبا إلية .وكذا ل يسقط لوط
عنها ،بسبب الزنا بابنتيه .وكذا ل يسقط عنها ابن اللّه الوحيد وحواريه الماد ،بسبب حب الفاحشة ،وبعض التلميذ ،والولن مع النساء ف قرى البلد
الشرقية .بل ل يتهمون أيضا بشيء مع هذه الخالطة الشديدة وكونم شارب المر وشبانا .ويسقط ممد صلى اللّه عليه وسلم عن درجة النبوة بكثرة الزواج،
ونكاح زينب ،وتليل جاريته بعد تريها .لعل منشأ هذه المور أن اللّه لا كان واحدا حقيقيا ،ل تكثر ف ذاته بوجه من الوجوه عند أهل السلم ،فذاته
القدسة ل تسع أمرا غي مناسب ،وعندهم لا كان ذاته مشتملة على القانيم الثلثة التصف كل منهم بصفات اللوهية كلها ،المتاز كل منهم عن الخر
امتيازا حقيقيا تسع أمرا غي مناسب .لن المتياز القيقي ،ل يكن أن يفارق التعدد ،بل يستلزمه البتة وإن ل يقروا بسب الظاهر به ،كما عرفت ف الباب
الرابع والثلثة أكثر من الواحد.
فلعل إلهم ف زعمهم أقوى من إله السلمي ،وكذلك لا ل تكن العصمة من ذنب من الذنوب ،حت الشرك وعبادة العجل والصنام والزنا والسرقة والكذب
حت ف تبليغ الوحي وغيها من العاصي ،شرط للنبوة عندهم ،كانت ساحة النبوة عندهم أوسع من ساحتها عند السلمي أو لعل .منشأها أن يعقوب وداود
وسليمان وعيسى لا كانوا أبناء اللّه ،فلهم أن يفعلوا ف ملكة أبيهم ما يشاؤون ،بلف ممد صلى اللّه عليه وسلم ،فإنه لا كان عبد اللّه بن عبد اللّه ،ل يوز
له أن يفعل ف ملكة مالكه وسيده ما يشاء .نعوذ باللّه من التعصب الباطل والعتساف ومن الكابرة وعدم النصاف.
(الطعن الرابع) أن ممد صلى اللّه عليه وسلم كان مذنبا ،وكل مذنب ل يصح أن يكون شافعا للمذنبي الخرين .أما الصغرى فلما وقع:
ف سورة الؤمن{ :فاصب إن وعد اللّه حق واستغفر لذنبك وسبح بمد ربك بالعشي والبكار}.
وف سورة ممد{ :فاعلم أنه ل إله إل اللّه واستغفر لذنبك وللمؤمني والؤمنات}.
وف سورة الفتح{ :إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.
وف الديث( :فاغفر ل ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به من أنت القدم وأنت الؤخر ل إله إل أنت) .ونوه ما وقع ف
الحاديث الخرى.
(والواب) أن الصغرى والكبى كلتاها غي صحيحتي ،فالنتيجة كاذبة يقينا ،وأنا أمهد لتوضيح بطلنما أمورا خسة:
(المر الول) أن اللّه رب وخالق ،واللق كله مربوب وملوق ،فكل ما صدر عن حضرة الرب الالق ف حق العبد الربوب الخلوق ،من الطاب والعتاب
والستعلء فهو ف مله ومقتضى الالكية والالقية .وكذا كل ما يصدر عن العباد ،من الدعية والتضرعات إليه ،فهو ف موقعه أيضا ،ومقتضى الخلوقية
والعبودية والنبياء عباد اللّه الخلصون ،فهم أحق من غيهم ،والمل على العن القيقي ف كل موضع ،من أمثال هذه الواضع ،ف كلم اللّه وف أدعية النبياء
وتضرعاتم خطأ وضلل وشواهده كثية ف كتب العهدين ،سيما الزبور .وأنا أنقل على سبيل النوذج بعضا منها:
[ ]1ف الباب العاشر من إنيل مرقس ،والثامن عشر من إنيل لوقا هكذا( 17 :وفيما هو خارج إل الطريق ،ركض واحد وجثا له وسأله أيها العلم الصال
ماذا أعمل لرث الياة البدية) ( 18فقال له يسوع لاذا تدعون صالا ليس أحد صالا إل واحد وهو اللّه) انتهى بعبارة مرقس .فأقر عيسى عليه السلم بأن
لست صالا ول صال إل اللّه وحده.
[ ]2ف الزبور الثان والعشرين هكذا( 1 :إلي إلي انظر لاذا تركتن تباعد عن خلصي بكلم جهلي) ( 2إلي بالنهار أدعوك فلم تستجب ل وبالليل فلم
تفل ب) .ولا كان آيات هذا الزبور راجعة إل عيسى عليه السلم ،على زعم أهل التثليث ،فكان القائل با عندهم هو عيسى عليه السلم.
ل إيلي إيلي لا شبقتن أي [ ]3الية السادسة والربعون من الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا( :ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائ ً
إلي إلي لاذا تركتن).
[ ]4ف الباب الول من إنيل مرقس هكذا( 4 :كان يوحنا يعمد ف البية ويكرز بعمودية التوبة لغفرة الطايا) ( 5وخرج إليه جيع كورة اليهودية وأهل
أورشليم واعتمدوا جيعهم منه ف نر الردن معترفي بطاياهم) ( 9وف تلك اليام جاء يسوع من ناصرة الليل واعتمد من يوحنا ف الردن).
وكانت هذه العمودية ،معمودية التوبة ،بغفرة الطايا .كما صرح مرقس ف الية الرابعة والامسة والية الثالثة من الباب الثالث من إنيل لوقا هكذا( :فجاء
إل جيع الكورة الحيطة بالردن يكرز بعمودة التوبة لغفرة الطايا) .وف الية الادية عشر من الباب الثالث من إنيل مت هكذا( :أنا أعمدكم باء للتوبة) ال.
وف الية الرابعة والعشرين من الباب الثالث عشر من كتاب العمال هكذا( :إذ سبق يوحنا فكرز قبل ميئه بعمودية التوبة لميع شعب إسرائيل) .والية الرابعة
من الباب التاسع عشر من كتاب العمال هكذا( :فقال بولس أن يوحنا عمد بعمودية التوبة) ال.
www.barsoomyat.com – 124إظهار الحق – رحمت ال هندي
فهذه اليات كلها ،تدل على أن هذه العمودية ،كانت معمودية التوبة لغفرة الطايا ،فمت سلم اعتماد عيسى من يي عليهما السلم ،لزم تسليم اعترافه
بالطايا والتوبة منهما أيضا ،لن حقيقة هذا العتماد ليست غي ذلك.
وف الباب السادس من إنيل مت ف الصلة الت علمها عيسى عليه السلم تلميذه هكذا( :اغفر لنا ذنوبنا كما نن نغفر أيضا للمذنبي إلينا ول تدخلنا ف تربة
لكن ننا من الشرير).
والظاهر أن عيسى عليه السلم ،كان يصلي تلك الصلة الت علمها تلميذه ،ول يثبت من موضع من مواضع النيل أنه ما كان يصلي هذه الصلة .وستعرف
ف المر الثان أنه كان كثي الصلة ،فلزم أن يكون دعاؤه باغفر لنا ذنوبنا مرات كثية بلغت اللف.
والعصمة من الذنوب ،وإن ل تكن من شروط النبوة عند أهل التثليث ،لكنهم يدعونا ف حق عيسى عليه السلم ،باعتبار الناسوت أيضا .وكان عيسى عليه
السلم بذا العتبار أيضا عندهم ،صالا ومقبولً للّه ل متروكا فهذه المل:
[ ]1لاذا يدعون صالا ال ]2[ .إلي إلي لاذا تركتن ]3[ .تباعد عن خلصي بكلم جهلي ]4[ .بالنهار أدعوك فلم تستجب ل ]5[ .ألفاظ التوبة
والعتراف بالطايا عند العتماد ]6[ .اغفر لنا ذنوبنا .ل تكون ممولة على العان القيقية الظاهرية عند أهل التثليث ،وإل يلزم أنه ل يكن صالا ،وكان
متروكا للّه بعيدا عن اللص ،بسبب كلم الهل .غي مستجاب الدعاء ،خاطئا مذنبا .فل بد أن يقال أن هذه التضرعات بقتضى الخلوقية والربوبية باعتبار
الناسوت.
وف الزبور الثالث والمسي هكذا( 3 :الرب من السماء اطلع على بن البشر لينظر هل من يفهم أو يطلب اللّه) ( 4كلهم قد زاغوا جيعا والتطخوا وليس من
يعمل صلحا حت ول أحد).
وف الباب التاسع والمسي من كتاب أشعيا هكذا( 9 :فلذلك تباعد الكم عنا ول يدركنا العدل انتظرنا النور فيها الظلم انتظرنا الشعاع فها سرنا ف الظلمة)
( 12من أجل أن آثامنا تكاثرت قدامك وخطايانا أجابتنا لن فجورنا معنا وآثامنا عرفناها) ( 13أن نطئ ونكذب على الرب واندبرنا إل خلف حت أن ل
نسلك وراء إلنا لنتكلم بالظلم والتعدي حبلنا وتكلمنا من القلب بكلم كاذب).
وف الباب الرابع والستي من كتاب أشعيا هكذا( 6 :وصرنا جيعنا كالنجس وكخرقة الائض كل براتنا وسقطنا مثل الورق نن جيعا وآثامنا كالريح ذرونا)
( 7ليس من يدعو باسك ومن يقوم ويسكك أخفيت وجهك عنا واطرحتنا بيد إثنا) ..ول شك أن كثيا من الصلحاء كانوا موجودين ف زمان داود عليه
السلم ،مثل ناثان النب وغيه ،ولو فرضنا أنم ل يكونوا معصومي على زعم أهل التثليث ،فل ريب أنم ل يكونوا مصداق الية الرابعة من الزبور الذكور
أيضا ،ووقعت ف عبارت أشعيا عليه السلم ،صيغ التكلم مع الغي ،وأشعيا وغيه من أنبياء عهده وصلحاء زمانه ،وإن ل يكونوا معصومي لكنهم ل يكونوا
مصاديق الوصاف الصرحة ،ف العبارتي قطعا أيضا ،فل تكون عبارة الزبور وهاتان العبارتان ممولت على معانيها القيقية الظاهرية ،بل ل بد فيها من
الرجوع إل أن تلك التضرعات بقتضى العبودية .وكذا وقع ف الباب التاسع من كتاب دانيال ،والباب الثالث والامس من مراثي أرمياء ،والباب الرابع من
الرسالة الول لبطرس.
(المر الثان) أن أفعال النبياء كثيا ما تكون لتعليم المة ،لتست بم .ول يكونون متاجي إل هذه الفعال لجل أنفسهم.
ف الباب الرابع من إنيل مت ،أن عيسى عليه السلم صام أربعي نارا ،أو أربعي ليلة .والية الامسة والثلثون من الباب الول من إنيل مرقص هكذا( :وف
الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى إل موضع خلء وكان يصلي هناك) .والية السادسة عشر من الباب الامس من إنيل لوقا هكذا( :وف تلك اليام خرج
إل البل ليصلي وقضى الليل كله ف الصلة للّه).
ولا كان اتاد السيح بذات اللّه على زعم أهل التثليث ،فل حاجة له إل هذه التكاليف الشديدة ،فل بد أن تكون هذه الفعال لجل التعليم.
(المر الثالث) أن اللفاظ الستعملة ف الكتب الشرعية ،مثل الصلة والزكاة والصوم والج والنكاح والطلق وغيها ،يب أن تمل على معانيها الشرعية ما ل
ينع عنها مانع ،ولفظ الذنب ف هذا الصطلح الشرعي ،إذا استعمل ف حق ألنبياء ،يكون بعن الزلة .وهي عبارة عن أن يقصد معصوم عبادة أو أمرا مباحا،
ويقع بل قصد وشعور ف ذنب لجاورة العبادة أو المر الباح بذا الذنب ،كما أن السالك يكون قصده قطع الطريق ،لكنه قد يزل قدمه أو يعثر بسبب طي أو
حجر واقع ف ذلك الطريق ،أو يكون بعن ترك الول.
(المر الرابع) أن وقوع الجاز ف كلم اللّه وكلم النبياء كثي ،كما عرفت با ل مزيد عليه ،ف مقدمة الباب الرابع .وقد عرفت أيضا ف جواب الشبهة الرابعة
من الفصل الرابع من الباب الامس ،أن حذف الضاف كثي ف كتبهم القدسة.
(المر الامس) أن الدعاء قد يكون القصود به مض التعبد كما ف قوله تعال{ :ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} فإن إيتاء ذلك الشيء واجب ،ومع ذلك
أمرنا بطلبه .كقوله تعال{ :رب احكم بالق) مع أنا نعلم أنه ل يكم إل بالق.
www.barsoomyat.com – 125إظهار الحق – رحمت ال هندي
وإذا عرفت المور المسة ،أقول أن الستغفار طلب الغفران ،والغفران الستر على القبيح ،وهذا الستر يتصور على وجهي:
الول :بالعصمة منه لن من عصم فقد ستر عليه قبائح الوى.
والثان :بالستر بعد الوجود.
فالغفران ف اليتي الوليي بالوجه الول ،ف حق النب صلى اللّه عليه وسلم .وف الثانية بالوجه الثان ف حق الؤمني والؤمنات.
قال المام المام الفخر الرازي قدس سره ف ذيل تفسي الية الثانية هكذا:
(وف هذه الية لطيفة ،وهي أن النب صلى اللّه عليه وسلم له أحوال ثلثة :حال مع اللّه ،وحال مع نفسه ،وحال مع غيه ،فأما مع اللّه فوحده ،وأما مع نفسه
فاستغفر لذنبك واطلب العصمة من اللّه ،وأما مع الؤمني فاستغفر لم ،واطلب الغفران لم من اللّه) انتهى كلمه بلفظه.
أو أن القصود من المر بالستغفار ف اليتي مض التعبد كما ف قوله تعال{ :ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} وكقوله{ :رب احكم بالق} كما عرفت ف
المر الامس.
أو أن القصود من هذا المر أن يكون الستغفار مسنونا ف أمته ،فاستغفاره صلى اللّه عليه وسلم كان لتعليم المة ..ف الللي ذيل تفسي الية الثانية هكذا:
(قيل له ذلك مع عصمته ليست به أمته) انتهى.
أو أن الضاف ف اليتي مذوف .والتقدير ف الية الول( :فاصب إن وعد اللّه حق واستغفر لذنب أمتك) الية .وف الثانية( :فاعلم أنه ل إله إل اللّه واستغفر
لذنب أهل بيتك ولذنب الؤمني والؤمنات الذين ليسوا من أهل بيتك ،فل بعد ف ذكر الؤمني والؤمنات) .وقد عرفت ف المر الرابع ،أن حذف الضاف
كثي شائع ف كتبهم ،أو أن الراد بالذنب ف اليتي الزلة أو ترك الفضل .وسعت من الحباء ،أن بعض من بلغ سن الرافة من علماء بروتستنت ،اعترض على
هذا التوجيه ف بعض تأليفه الديد وقال :فرضنا أنه ما ظهر من ممد صلى اللّه عليه وسلم ذنب من الذنوب غي ترك الول ،فترك الول أيضا ذنب على ما
يكم به كلم اللّه أعن التوراة والنيل فيكون ممد صلى اللّه عليه وسلم مذنبا.
قال يعقوب ف الية السابعة عشر من الباب الرابع من رسالته هكذا( :فمن يعرف أن يعمل حسنا ول يعمل فذلك خطيئة له) انتهى.
أقول :هذا منشؤه خرافة السن ،لنه ل شك أن ترك شرب المر حسن ،حت مدح اللّه يي عليه السلم على هذا ،وقال النبياء ف حقها ما قالوا ،وكذا ل
شك أن عدم الذن لفاحشة مباحة بغي ف غسل الرجلي ومسحهما بشعر رأسها بحضر مل من الناس حسن .وكذا ترك الخالفة الشديدة بالنساء الجنبيات
الشواب ،والولن معهن ف القرى الشرقية حسن ،سيما إذا كان الرجل الخالط شابا عزبا .وما فعل هذه المور السنة عيسى عليه السلم ،حت أن الخالفي
طعنوا عليه كما عرفت ف جواب الطعن الثالث ،فيلزم على رأيه أن يكون إله أيضا مذنبا .على أن هذا العترض زاد لفظ التوراة لجل تغليط العوام ،ول يوجد
هذا الكم ف التوراة ،وهو ما أورد سندا لذا ،إل من رسالة يعقوب الت ليست إلامية ،على تقيق العلماء العلم من فرقة بروستنت ،سيما على تقيق إمامه
ومقتداه لوطر ،كما عرفت ف الفصل الرابع من الباب الول .فكلم يعقوب على هؤلء العلماء ليس بجة فاعتراضه واه بل شبهة.
وأما الية الثالثة فالضاف مذوف ،أو الراد بالذنب ترك الفضل ،أو الراد بالغفران العصمة.
وقال المام السبكي وابن عطية :أن القصود من هذه الية ،ليس إثبات صدور ذنب وغفرانه ،بل القصود منها تعظيم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وإكرامه
فقط .لن اللّه أظهر تعظيمه وإحسانه ف أول هذه السورة ،فبشر أولً بالفتح البي ،ث جعل غاية هذا الفتح الغفران وإتام النعمة وهداية الصراط الستقيم وإعطاء
النصر العزيز .فلو فرض صدور ذنب ما يكون ملً لبلغة الكلم ،فمقتضاها التكري والتعظيم .كما أن السيد إذا رضي عن خادمه يقول تارة لكرامه وإظهار
رضاه :عفوت عنك خطيئاتك التقدمة والتأخرة ،ول أؤاخذك عليها وإن ل يصدر عن هذا الادم خطيئات.
وأما الدعاء الذكور ف الديث ،فتوجيهه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،لا كان أرفع اللق عند اللّه درجة وأتهم به معرفة ،وكان حاله عند خلوص قلبه
عن ملحظة غي ربه ،إقباله بكليته عليه أرفع حاليه ،بالنسبة إل غي ذلك كان يرى شغله با سواه ،وإن كان ضروريا نقصا وانطاطا من رفيع كماله ،فكان
يستغفر اللّه من ذلك طلبا للمقام العلى ،فكان هذا الشغل الضروري أيضا عنده ،بنلة الذنب الذي ل بد أن يستغفر عنه بالنسبة إل أعلى حاله ،أو كان
صدور مثل هذا الدعاء بقتضى العبودية .كما أن عيسى عليه السلم أيضا بقتضى العبودية ،نفى الصلح عن نفسه ،واعترف بالطايا عند العتماد ،ودعا مرارا
باغفر لنا ذنوبنا ،وتفوه بذه المل( 1 :إلي إلي لاذا تركتن) ( 2وتباعد عن خلصي بكلم جهلي) ( 3إلي بالنهار أدعوك فلم تستجب ل) أو كان هذا
الدعاء لجل التعبد الحض كما عرفت ف المر الامس 4أو كان لجل تعليم المة 5وأن الذنب الذكور فيها بعن الزلة ،وترك الول ،كما عرفت ف المر
الثالث ،وعلى كل تقدير ل يرد شيء ،وهذه التوجيهات المسة تري كلها أو بعضها ف الحاديث ،الت تكون مثل الديث الذكور .وإذا ل يثبت من
اليات والحاديث الذكورة الت استدل با العترض ،كون ممد صلى اللّه عليه وسلم مذنبا ،ثبت كذب الصغرى.
وأما كذب الكبى ،فلن كليتها منوعة ،لنا إما أن يثبتها العترض بعندية أهل التثليث ،أو بالبهان النقلي.
www.barsoomyat.com – 126إظهار الحق – رحمت ال هندي
فإذا كان الول فعنديتهم هذه ل تتم علينا ،كما ل تتم أكثر عندياتم على ما عرفت ف الفصل الثان من الباب الامس.
وإن كان الثان فعليهم بيان ذلك البهان ،وعلينا النظر ف مقدماته ،وأن لم ذلك ول استبعاد ف أن يغفر اللّه ذنوب واحد بل واسطة ،ث يقبل شفاعته ف حق
الخرين ،على أن قبح الذنب عقلً ما ل يغفر ،فإذا غفر ل يبقى قبحه لوجه ما ،وقد يوجد التصريح ف الية الثالثة الت نقلوها بزعمهم الفاسد ،لثبات الذنب
بأن قال{ :ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر} .فإن صارت ذنوب ممد صلى اللّه عليه وسلم متقدمة كانت أو متأخرة مغفورة ،ف هذه الدار الدنيا،
فما بقي شيء مانع ف أن يكون شفيعا للخرين ف الدار الخرى.
وإن كان الثالث فغلط يقينا ،أل ترى أن بن إسرائيللما عبدوا العجل ،أراد اللّه أن يهلك الكل ،فشفع موسى عليه السلم لم ،فقبل اللّه شفاعته ،وما أهلك.
كما هو مصرح به ف الباب الثان والثلثي من سفر الروج ،ث قال الرب لوسى :اذهب أنت وبنو إسرائيل إل أرض كنعان وأنا ل أذهب معكم ،فشفع
موسى فقبل اللّه شفاعته ،وقال :أنا أذهب معك .كما هو مصرح به ف الباب الثالث والثلثي من سفر الروج .ث لا عصوا أراد اللّه مرة أخرى أن يهلكهم،
فشفع موسى وهارون عليهما السلم فقبل اللّه شفاعتهما .ث لا عصوا مرة أخرى أرسل اللّه عليهم حيات تلدغهم ،فجاؤوا إل موسى مستشفعي ،فشفع لم
فقبل اللّه شفاعته ،كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر والباب الادي والعشرين من سفر العدل .فل استحالة عقلً ول نقلً ف كون ممد صلى اللّه عليه
وسلم شفيع الذنبي ،اللهم ابعثه مقاما ممودا الذي وعدته ،وارزقنا شفاعته يوم القيامة .وليكن هذا آخر الباب.
وقد ابتدأت ف تأليف هذا الكتاب ،ف اليوم السادس عشر من شهر رجب النسلك ف سنة ألف ومائتي وثاني من هجرة سيد النبياء والرسلي صلى اللّه عليه
وعلى آله وأصحابه أجعي ،وفرغت منه ف آخر ذي الجة من السنة الذكورة ،والمد للّه رب العالي وصار تاريخ ختمه (تأييد الق برحة اللّه .)1280
فأعوذ باللّه من الاسد الذي ل ينال من الجالس إل مذمة وذلً ،ول ينال من اللئكة إل لعنة وبغضا ،ول ينال من اللق إل جزعا وغما ،ول ينال عند النع
إل شدة وهولُ ،ول ينال عند الوقف إل فضيحة ونكالً .وأفوض أمري إل اللطيف البي ،إنه نعم الول ونعم النصي .وأقول متضرعا ومترجيا:
ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .ربنا ول تمل علينا إصرا كما حلته على الذين من قبلنا .ربنا ول تملنا ما ل طاقة لنا به ،واعف عنا ،واغفر لنا ،وارحنا،
أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين.