You are on page 1of 43

‫مؤسسة الفرحة‬

‫للعلم‬
‫كرسي النور‬

‫أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين‬

‫سحر علي المصري‬

‫دبلوم الرشاد السري‬


‫‪ 1428‬هـ ‪ 2007 /‬م‬

‫‪1‬‬
‫الهداء‪..‬‬

‫إلى نبع العاطفة‪..‬‬

‫إلى التي أسقتني الحنان والرحمة حتى الثمالة‪ ..‬ولم تتعب‪ ..‬ولم تنضب‪..‬‬

‫إلى التي افتر َ‬


‫شت قلبها لتحضن ألمي وأملي‪ ..‬فمسحت آهاتي‪ ..‬ولم‬
‫تصخب!‬

‫إلى أمي الغالية‪ ..‬أهدي هذا النتاج‪ ..‬ولو أنه قليل‪..‬‬

‫ابنتك‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫وشكر خاص من العماق‪..‬‬

‫إلى مؤسسة الفرحة‪ ..‬إذ أتاحت لي فرصة الترقي‬

‫إلى الستاذة استقلل الباكر‪ ..‬والدال على الخير كفاعله‬

‫إلى الدكتورة حنان فاروق‪ ..‬عنوان الصداقة الح ّ‬


‫قة‪ ..‬إذ تلبيني كلما سمعت‬
‫النداء‪..‬‬

‫ملت رؤية‬
‫إلى ابنتي مريم‪ ..‬السبب الول لدراستي هذه وانسجامي فيها‪ ..‬إذ تح ّ‬
‫ظهري وأنا على الجهاز أدرس فاشتاقت لوجهي!‬

‫إلى أختي ديال‪ ..‬إذ احتضنت محاولتي الولى للتطبيق العملي للدراسة عليها‪..‬‬
‫جر!‬‫ولم تتض ّ‬

‫وأخيرا ً وليس آخرًا‪ ..‬إلى كل من ساهم في نشر وتعبئة الستبيان وتح ّ‬


‫مل‬
‫قة وثقل السؤال‪..‬‬ ‫المش ّ‬

‫ومن لم يشكر الناس‪ ..‬لم يشكر الله‪..‬‬

‫سحر‬

‫التمهيد للدراسة‪..‬‬
‫الزواج آية وامتثال لوامر الله جل وعل وفيه حف ٌ‬
‫ظ للنسلل لعملارة الرض وقضلاء لللوطر‬
‫وتصريف للغريزة بطريقة شرعية يؤجر عليها المسلم وتحقيللق للنللس والراحللة بيللن الزوجيللن‬
‫فتستقر الحياة ويسعد المجتمع‪ .‬يقول الله ج ّ‬
‫ل وعل في كتابه الكريم‪" :‬ومن آياته أن خلق لكللم‬
‫ت لقللوم‬ ‫سللكم أزواج لا ً لتسللكنوا إليهللا وجعللل بينكللم مللود ّةً ورحمللة إ ّ‬
‫ن فللي ذلللك ليللا ٍ‬ ‫مللن أنف ِ‬
‫كرون"‪.1‬‬ ‫يتف ّ‬

‫‪1‬‬
‫سورة الروم الية ‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫قللق السللكن النفسللي بيللن الزوجيللن أصللبحت حياتهمللا مطمئنللة سللعيدة مسللتقّرة‬ ‫فإن تح ّ‬
‫وينعكس هذا الطمئنان والسعادة على السرة فُتنِتج جيل ً قويا ً قادرا ً على التغيير المنشللود فللي‬
‫المجتمع‪ .‬وإذا عاش الزوجان جفافا ً عاطفيا ً بينهما فسيبدأ ك ّ‬
‫ل منهما رحلة التفتيش عللن الللذات‬
‫والحنان خارج حدود الخر وقد يصل بهما المر الى الخيانة أو الطلق‪.‬‬
‫إذا ً يمكن اعتبار العاطفة وإخراج المشاعر هي من أهم الولويلات المشلتركة بيلن الرجلل‬
‫والمرأة كما أثبتت إحدى الدراسات فهذا المر هام جدا ً في الحياة العائلية وخاصة بيللن الرجللل‬
‫والمرأة لتحقيق الشباع العاطفي بينهمللا ولتث لبيت أركللان الللبيت‪ .‬فبللالحب يتكامللل الرجللل مللع‬
‫المرأة وتصبح الحياة أكثر اشراقا ً وبهجة وتنتفي مشاعر الوحدة والبؤس ولكن مللن دون البللوح‬
‫بهذه المشاعر التي تبقى حبيسة الفئدة فللإن الللبيت سلليبقى بللاردا ً وقللد ينهللار وتتفكللك حينهللا‬
‫السرة ويضيع البناء!‬
‫إل أن أهمية الشباع العلاطفي قلد تغيلب علن أذهلان الزوجيلن بعلد فلترة ملن اللزواج إذ‬
‫يعتادان على نمطية رتيبة وروتين مقِلق وتصبح علقتهما جدباء قاحلة من كل عواطف حتى في‬
‫الوقات الحميمية بينهما‪.‬‬
‫ملة لتغييلر حلاله وإذكلاء‬
‫فهذه دراسلة أسلأل اللله جلل وعل أن ُتعيلد إللى ملن يقرأهلا اله ّ‬
‫المشاعر التي فترت بينه وبين زوجه ع ّ‬
‫ل الروض يخضّر ويزهر من بعد موات‪.‬‬

‫الباب الول‬

‫الدراسة النظرية‬

‫‪4‬‬
‫الفصل الول‬
‫مدخل للدراسة‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫ترتبط مشكلة الدراسة بعللدم ادراك الزوجيللن للللدور الللذي يلعبلله الشللباع العللاطفي فللي‬
‫استقرار العائلة وسعادتهما وانعكاس فقدان هذا الشباع سلبا ً على السللرة جمعللاء‪ .‬والسللؤال‬
‫الذي يجب أن تجيب عليه الدراسة هو‪ :‬هل فعل ً للشللباع العللاطفي أهميللة وأثللرا ً فلي السللرة؟‬
‫فكم من أسرةٍ وصلت الى الطلق والتفكك السري ج لّراء تغاضللي الطرفيللن عللن إصلللح هللذا‬
‫لسللري‬ ‫الخلل في التعبير أو اشباع العاطفة عند كليهما‪ .‬فكان لزام لا ً علللى المهتميللن بالشللأن ا ُ‬

‫العمل على تناول هذه المشكلة لتفادي الخطار التي تحدق في البيوت‪.‬‬
‫وتتحدد مشكلة الدراسة في محاولة الجابة على السئلة التية‪:‬‬
‫هل هناك علقة بين الشباع العاطفي والسعادة الزوجية؟‬ ‫‪.1‬‬
‫ما هي العوامل التي تعيق عملية الشباع العاطفي بين الزوجين؟‬ ‫‪.2‬‬

‫ما هي أهمية هذا الشباع في الحياة الزوجية؟ وما هي أنواعه؟‬ ‫‪.3‬‬

‫ما هي الحلول والمقترحات لنشر أهمية هذا الشباع؟‬ ‫‪.4‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تنبع أهمية الدراسة من الواقع المرير لمجتمعنا حيث انتشرت ثقافة الطلق والخيانة‬
‫فت‪ .‬ومن السباب الساسية التي تعمل‬
‫مل ِ‬ ‫والخلع وهذه المفردات التي تف ّ‬
‫شت بشكل كبير و ُ‬
‫على دفع الزوجين لهذه الطرق هو عدم الشباع العاطفي بينهما مما يؤّثر على استقرار‬
‫السرة وانتفاء المودة في حياتهما‪ .‬من هذا المنطلق آثرت طرح الموضوع للفت النظر الى‬
‫هذه النقطة الهامة في حياة الزوجين والحث على انتهاج السبل الكفيلة في إعادة الروح لهذه‬
‫العلقات الساكنة قبل فوات الوان‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫الوقوف على إظهار أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عدة على تحقيق الشباع العاطفي‪.‬‬
‫الوقوف على العوامل المسا ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫إظهار السباب التي تعيق عملية الشباع العاطفي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫نشر ثقافة الشباع العاطفي وأثره في استقرار وسعادة الزوجين‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫بيان أنوع الشباع العاطفي‬ ‫‪.5‬‬

‫‪5‬‬
‫طرح جملة اقتراحات وتوصيات يمكن تعميمها على المهتمين بالشأن‬ ‫‪.6‬‬
‫ا ُ‬
‫لسري للعمل على تحقيقها‪.‬‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫ان الدراسة تفترض‪:‬‬
‫وجود علقة أساسية ومهمة بين الشباع العاطفي عند الزوجين والسعادة‬ ‫‪-‬‬
‫واستقرار العائلة‪.‬‬
‫وجود علقة بين الحرمان العاطفي والتفكك السري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود علقة بين التقارب الفكري والعلمي والثقافي والعمري وبين التقارب‬ ‫‪-‬‬
‫العاطفي بين الزوجين‪.‬‬
‫وجود علقة بين الصحة النفسية للزوجين وبين الشباع العاطفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود علقة بين الجنوح الى الخيانة والجريمة وبين الحرمان العاطفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫منطقة طرابلس في شمال لبنان‪.‬‬

‫عّينة الدراسة‪:‬‬
‫تم اختيار عّينة عشوائية من المتزوجين رجال ً ونساًءا في مدينة طرابلس من عمر ‪24‬‬
‫حتى ‪ 65‬سنة ‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪:‬‬
‫تعتمد الدراسة في تحليلها على‪:‬‬
‫مقابلة بشأن موضوع البحث مع الدكتورة حنان فاروق وهي مستشارة اجتماعية‬ ‫‪-‬‬

‫منذ خمس سنوات‪.‬‬


‫جه إلى عّينة من المتزوجين شمل مجموعة من السئلة تتعلق‬
‫استبيان مو ّ‬ ‫‪-‬‬

‫بالفرضيات‪.‬‬

‫دراسات سابقة‪:‬‬
‫ُ‬
‫ن الناث في المجتمع قد يقعن تحت ضللغوط‬‫شَرت في مجلة السرة‪ 2‬أ ّ‬‫* أجرَِيت دراسة ن ٌ ِ‬
‫أسرّية من الزواج أو الوالدين أو الشقاء مما يعيق استقرارهن الجتماعي ويشعرن بالحرمللان‬

‫‪2‬‬
‫مجلة السرة ‪-‬السنة الثانية عشرة‪ -‬العدد‪142 :‬‬

‫‪6‬‬
‫العاطفي بسبب العلقات السرية والزوجية القائمة على التشللاحن والتنللازع والتصللارع‪ .‬وتفيللد‬
‫الدراسة أنه في المناخ السري الرديللء الللذي يفتقللد إللى السللتقرار الجتمللاعي تشللعر حينهللا‬
‫ما يضطرها إلى أن تبتكر وسائل غير مشروعة للبحث عن الحب‬ ‫النثى فيه بحرمان عاطفي‪ ،‬م ّ‬
‫والحنان كأن ترتكب أفعال ً محّرمة تحقللق ذاتهللا وتع ل ّ‬
‫وض الفشللل العللاطفي الللذي واجهتلله فللي‬
‫حياتها السرية‪.‬‬
‫ن بالسجن في السعودية نشر نفس‬
‫وفي دراسة ميدانية على النساء المحكوم عليه ّ‬
‫المصدر أن ما نسبته ‪ %86.8‬من السجينات جنحن للجريمة بدافع الحرمان العاطفي إما‬
‫ة بالزوج وإما بحثا ً عن الحب والحنان‪.‬‬
‫انتقاما ً وكراهي َ‬
‫وورد في الدراسة‪" :‬كشفت الدراسة الميدانية أن هناك من المتزوجات المحكللوم عليهللن‬
‫بالسلجن لرتكلابهن أفعلال إجراميللة كلن يفتقلدن السلتقرار بالحيللاة الزوجيللة ويقلل تلوافقهن‬
‫الزواجي مع أزواجهن ويشعرن بالحرمان العاطفي بسللبب الفللارق العمللري والكللراه بللالزواج‪،‬‬
‫وبالتالي عدم التلقي والتقارب بالفكار والتفللاهم والحللوار‪ ،‬فل يوجللد تبللادل للمشللاعر الللدافئة‬
‫التي تبعث الحيوية في العلقات الزوجية‪ ،‬مما يضطرهم إلى البحث عن ذلك النوع الدافئ مللن‬
‫المشاعر بأي شكل من الشكال‪ ،‬حتى ولو اضطرهم ذلك إلى ارتكاب سلوك محرم تحقق لهم‬
‫تقدير للذات‪ ،‬وتحصل على إعجاب الرجال الخرين بنظرتهم إليها بالعجاب والتقدير‪."....‬‬
‫ومن ناحية ُأخرى تشير الدراسة الى أنه " قلد ترتكلب بعلض الزوجلات الفعلال المحرملة‬
‫كانتقام وكراهية للزوج بسبب ما تعانيه من إحباطا ً وشللعور بللالعجز ممللا قللد يللدفعها ذلللك إلللى‬
‫التنفيس عن هذه الضغوط بالعدوان والتمللرد‪ ،‬ففقللدان المللودة والرحمللة ملع الللزوج والشلعور‬
‫بالنبذ والهمال منه يشعرها بتهديد في حياتها الزوجية وانصراف زوجها عنها‪ ،‬فتندفع في ثورات‬
‫عارمة ضد زوجها تتمثل في أبشع صور الكراهية للزوج وهو ارتكاب الجريمللة كأسلللوب انتقللام‬
‫وتشفي من حرمان الزوج عاطفته نحوها‪"....‬‬
‫* وقد نشرت جريدة الشرق الوسط تأكيد المتخصص النفسي وليد الزهراني في مركز الطب‬
‫النفسي السلوكي للرشاد والعلج النفسي في الرياض أن ‪ % 95‬من مرتادات العيادات‬
‫النفسية في السعودية هن ممن يعانين الفراغ العاطفي ويقعن تحت طائل الكتئاب والرهاب‬
‫الجتماعى جراء علقات عاطفية فاشلة أو تبعات علقة زوجية غير ناجحة‪ ،‬مما يترتب عليه‬
‫بحث المرأة عمن يعوضها ما فقدته من اهتمام واحتواء فتلجأ إلى أساليب غير صحيحة‪ .‬ويضع‬
‫وليد الزهراني اللمسات الخيرة على دراسة حديثة له حول )تأثير الفراغ العاطفي في السرة‬
‫السعودية( الى أن أهم السباب التي تدفع المرأة إلى البحث عن العاطفة خارج إطار السرة‬
‫الى عدم الستقرار داخل المنزل والملل والهمال والمشاكل السرية وغياب الوازع الديني‬

‫‪7‬‬
‫والحتياج العاطفي‪ ،‬الى جانب طبيعة عمل الزوج وسفره الدائم وغيابه عن المنزل‪ ،‬مشيرا‬
‫الى أنه ل فرق بين المتزوجة والبكر في سرعة الوقوع تحت وطأة الحتياج العاطفي‪ .‬وأردف‬
‫أن أكثر السيدات اللئي يبحثهن عن الحنان هن ممن تتسع بينهن وبين أزواجهن الفارق‬
‫الثقافي فهي تطمح إلى حياة رومانسية مليئة بالعاطفة بينما الزوج بعيدا عن هذا الشعور‬
‫ويطالبها فقط بالنجاب ورعاية البناء من دون النظر إلى احتياجاتها الخاصة مشيرا الى أن‬
‫‪3‬‬
‫اكثر ما تحتاجه المرأة هو الحتواء والحنان والحساس بالمان‪.‬‬
‫* وفي تقرير لمجلة "بونته" اللمانية توضح الحصائيات أن تسًعا من كل عشر سيدات يعانين‬
‫من صمت الزواج‪ ،‬وانعدام المشاعر بين الزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات‪.‬‬
‫وتشير الرقام إلى أن ‪ %79‬من حالت النفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام‬
‫المشاعر‪ ،‬وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها‪ ،‬وعدم وجود حوار يربط بينهما‪.4‬‬
‫خطوات الدراسة‪:‬‬
‫سمة‬
‫دة وهي مق ّ‬
‫دمة وبابين يحتويان على فصول ع ّ‬
‫م مق ّ‬
‫أما الهيكلية العامة للدراسة فتض ّ‬
‫كالتي‪:‬‬
‫الباب الول‪ :‬الطار النظري‬
‫الفصل الول‪ :‬مدخل الدراسة‬
‫‪ .1‬مشكلة الدراسة‬
‫‪ .2‬أهمية الدراسة‬
‫‪ .3‬أهداف الدراسة‬
‫‪ .4‬فرضيات الدراسة‬
‫حدود الدراسة‬ ‫‪.5‬‬
‫عّينة الدراسة‬ ‫‪.6‬‬
‫أدوات الدراسة‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ .8‬دراسات سابقة‬
‫خطوات الدراسة‬ ‫‪.9‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحديد المفاهيم‬‫أو ً‬
‫ل‪:‬‬
‫الشباع العاطفي في القرآن‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫ً‬
‫أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫وسائل تحقيق الشباع العاطفي بين الزوج‬ ‫رابعاً‪:‬‬
‫عوامل تعيق الشباع العاطفي بين الزوج‬ ‫خام‬
‫ساً‪:‬‬
‫ساد آثار عدم الشباع العاطفي بين الزوجين ع‬
‫ساً‪ :‬واستقرارها‬
‫‪3‬‬
‫‪ http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issue=9574&article=282702‬جريدة الشرق الوسط‬
‫‪4‬‬
‫‪ http://www.allamasat.com/modules.php?name=News&file=article&sid=22‬موقع اللمسات الزوجية‬
‫‪8‬‬
‫سابعا ً أنواع الشباع العاطفي بين الزوجين‬
‫‪:‬‬
‫ثامنا‪ :‬وقفات مع الحبيب عليه الصلة والسلم ف‬‫ً‬
‫الشباع العاطفي‬
‫تاسعا نص المقابلة مع الدكتورة حنان فاروق‬
‫‪:‬‬
‫عاشر هذا المسكن‪ ..‬فأين السكن؟ )قصة واقعية‬
‫ًا‪:‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬الدراسة الميدانية‬


‫الفصل الول‪ :‬نتائج الستبيان وتحليلها‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القتراحات والتوصيات‬

‫الخاتمة‬
‫نموذج عن الستبيان‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬تحديد المفاهيم‬
‫معنى الشباع العاطفي بين الزوجين لغة واصطلحا ً‬

‫الشباع العاطفي لغة‪:5‬‬

‫ع‪ :‬ضد ّ الجوِع‪.‬‬ ‫الشباع مشتق من شبع وال ّ‬


‫شب َ ُ‬
‫فخ‬ ‫صْبغًا‪ ،‬وقد يستعمل في غير الجواهر على المَثل كإ ِ ْ‬
‫شباع الن ّ ْ‬ ‫َ‬
‫ب وغيَره‪َ :‬رّواه ِ‬‫وأشب َعَ الثو َ‬
‫قراءة وسائر اللفظ‪.‬‬ ‫وال ِ‬
‫شب َْعت‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل شيء ت ُوَفُّره فقد أ ْ‬ ‫وك ّ‬
‫ت‪..‬‬
‫مل ُ‬‫ت‪ ،‬أي ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫العاطفي مشتق من عطف وعَط َ ْ‬
‫ت عليه‪ ،‬أي أشفقت‪.‬‬ ‫ف ُ‬‫وعَط َ ْ‬
‫سَرةُ‪ :‬الد ّْرعُ الحصينة‬ ‫ُ‬
‫ال ْ‬
‫ن َ‬ ‫ُ‬
‫لنه يتقوى بهم‪.‬‬ ‫طه ال َد ْن َوْ َ‬ ‫سَرةُ الرجل‪ :‬عشيرته وره ُ‬ ‫وأ ْ‬
‫ول في البحث مرتبط بالسرة فكان‬
‫متنا َ‬
‫فالشباع العاطفي بين الزوجين ال ُ‬
‫دد أيضا ً ما معنى هذا المصطلح أي السرة‪.‬‬‫لزاما ً أن نح ّ‬
‫‪6‬‬
‫تعريف السرة ومقوماتها‪:‬‬

‫دهم صلت قربى قوية قائمة علللى‬ ‫ل أفضل تعريف للسرة أنها جماعة من الناس توح ّ‬ ‫"ولع ّ‬
‫روابللط اللدم أو اللزواج أو التبن ّللي والدعلاء‪ ،‬وتجمعهللم روابلط العيلش المشلترك الللذي ت ُللراوح‬
‫أنشللطته بيللن اللهللو وتمضللية وقللت الفللراغ والعمللل وتنللاول الغللذاء والقامللة والتعللاون والثقللة‬
‫والسكنى في دار واحدة‪ .‬وقد انبثقت هذه الجماعة فللي ظللروف الحيللاة الطبيعيللة والجتماعيللة‬
‫للنسان‪ ،‬لتؤدي وظائف ضرورية لكل من الفرد والمجتمللع‪ ،‬أقلهللا الشللباع العللاطفي لفرادهللا‪،‬‬
‫وتوفير وضع ملئم للتعاون القتصادي والتواصللل الجنسللي والتناسللل ورعايللة الذريللة والحفللاظ‬
‫على مظاهر الحضارة ونقلها من جيل إلى آخر‬

‫السس النفسية للسرة‪ :‬من أبرز خصائص السرة النسللانية وأشللهر أسللباب نجاحهللا فللي‬
‫مهامها وأقوى عوامل تمتين اللحمة بين أفرادها أنها اجتماع يقوم على المودة‪ ،‬ينشأ وينمو فللي‬
‫مللل المسللؤولية‪.‬‬ ‫جو من عواطف الحب ومشاعر الحنان والحترام واليثار والرغبة الصادقة بتح ّ‬
‫إن جميع الدوار السرية تحدث في سياق وجداني‪ .‬وتعد ّ السرة المكللان الساسللي لنمللاء تلللك‬
‫العواطف اليجابيللة‪ ،‬ومحللل تفريللغ شللحنة التللوترات النفسللية الناجمللة عللن الحيللاة الجتماعيللة‬
‫وضللغوطها‪ ،‬فتللوّفر بللذلك للنسللان السللكن النفسللي والطمئنللان الللداخلي‪ ،‬وتمنحلله الراحللة‬
‫والسعادة‪ ،‬وتعيده إلى حال النسجام الضللرورية لداء أدواره الحيويللة بفاعليللة ونجللاح‪ ،‬وترضلي‬
‫في داخله لعج الرغبة بالخلود والمتداد في الزمان من خلل الذرية‪.‬‬
‫إن وظيفة السكن النفسي والشباع العاطفي هي إحدى أهللم الوظللائف الللتي تضللطلع بهللا‬
‫السرة‪ .‬ومن سمات تطور السرة المعاصرة أنها تميل إلى تأكيد هللذه الوظيفللة‪ .‬ول شللك فللي‬

‫‪5‬‬
‫لسان العرب‬
‫‪6‬‬
‫الموسوعة العربية – المجلد الثاني‬
‫‪10‬‬
‫أن حدوث خلل في أداء هذه الوظيفة يضع السرة أمام مشكلت كللبيرة تهللدد بانحللهللا‪ ،‬لللذلك‬
‫أخذت المشكلت النفسية للسرة تحظى باهتمام متزايد من الباحثين‪".‬‬

‫الشباع العاطفي اصطلحا ً‪:‬‬


‫الشباع العاطفي بين الزوجين هو ارتواء قلبيهما بالحب والحنان والمودة والرحمة بحيث ل‬
‫يكون عندهما نقص في المجال العاطفي فيفتشان عنه خارج حدود الطار الزوجي‪.‬‬
‫والشباع العاطفي هو عبارة عن قسمين‪ :‬اشباع العاطفة القلبية واشباع الغريزة الجنسية‪.‬‬
‫فكما أن الجسد بحاجة الى تغذية وإشباع للجوع فكذلك القلب فإنه بحاجة إلى إشباع‪ ،‬والجنس‬
‫أيضا ً بحاجة إلى إشباع لئل يؤدي النقص في هذه الحوائج إلى تغيير في السلوك والنحراف عن‬
‫الطريق القويم أو على أقل تقدير العيش في اكتئاب وألم‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الشباع العاطفي في القرآن‬

‫س واحدة‪ ..‬الزواج آية من آيات الله جل وعل شّرعه لغايات سامية ووضللع جللل وعل‬ ‫نف ٌ‬
‫أسسا ً له ومنهجا ً كما في كل ميدان من ميادين الحياة البشرية ليسعد النسللان بمللا حبللاه الللله‬
‫قلق المطلللب السلمى لوجللوده وهلي خلفللة الللله جلل وعل فلي أرضلله‪ .‬والحيلاة‬ ‫جل وعل ويح ّ‬
‫الزوجية علقة متينة ورابط قدسي بين الزوجين أساسه المودة والرحمة والتفللاهم والمشللاركة‬
‫النفسية والوجدانية بينهما‪.‬‬
‫جَها‬ ‫من َْها َزوْ َ‬ ‫َ‬
‫جعَل ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬
‫س َوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫قكم ّ‬
‫َ‬
‫خل َ‬ ‫ذي َ‬‫يقول الله جل وعل في كتابه الكريم‪ " :‬هُوَ ال ِ‬
‫ن آت َي ْت َن َللا‬ ‫َ‬
‫مللا لئ ِ ْ‬ ‫ه َرب ّهُ َ‬ ‫ّ‬
‫وا اللل َ‬‫قلللت د ّعَل َ‬ ‫َ‬ ‫ما أث ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ب ِهِ فل ّ‬ ‫مّر ْ‬‫فيفا ً فَ َ‬ ‫مل ً َ‬
‫خ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫مل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ح َ‬‫ها َ‬ ‫شا َ‬ ‫ن إ ِل َي َْها فَل َ ّ‬
‫ما ت َغَ ّ‬ ‫سك ُ َ‬
‫ل ِي َ ْ‬
‫‪7‬‬
‫ن"‬ ‫ري َ‬‫شاك ِ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫صاِلحا لن َكون َ ّ‬ ‫َ‬
‫سرا ً الخلق من نفس واحدة والسللكن فللي هللذه اليللة‪ " :‬فهللي‬‫يقول سيد قطب في الظلل مف ّ‬
‫نفس واحدة في طبيعة تكوينها‪ ،‬وإن اختلفت وظيفتها بيللن الللذكر والنللثى وإنمللا هللذا الختلف‬
‫ليسكن الزوج إلى زوجه ويستريح إليهلا؛ وهلذه هلي نظلرة السللم لحقيقلة النسلان ووظيفلة‬
‫الزوجية في تكوينه‪"..‬‬

‫كز على قضية المن والراحة بين الزوجين فيقول‪ " :‬والصل في التقاء الزوجين هللو‬ ‫ثم ير ّ‬
‫السكن والطمئنان والنس والستقرار ليظلل السكون والمللن جللو المحضللن الللذي تنمللو فيلله‬
‫الفراخ الزغب وينتج فيه المحصول البشري الثميلن‪ ،‬ويؤهلل فيله الجيلل الناشلئ لحملل تلراث‬
‫التمدن البشري والضافة إليه‪ .‬ولم يجعل هذا اللتقاء لمجرد اللذة العابرة والنزوة العارضة كما‬
‫أنه لللم يجعللله شللقاقا ً ونزاعلا ً وتعارضلا ً بيللن الختصاصللات والوظللائف أو تكللرارا ً للختصاصللات‬
‫والوظائف؛ كما تخبط الجاهليات في القديم والحديث سواء!"‬
‫َ‬
‫ذي‬‫م ال ّ ِ‬
‫قوا َرب ّك ُ ُ‬
‫س ات ّ ُ‬ ‫وفي نفس السياق يقول الله جل وعل في القرآن الكريم‪َ" :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ه ال ّل ِ‬
‫ذي‬ ‫قللوا الل ّل َ‬ ‫جللاًل ك َِثي لًرا وَن ِ َ‬
‫سللاًء َوات ّ ُ‬ ‫مللا رِ َ‬
‫من ْهُ َ‬
‫ث ِ‬‫جَها وَب َل ّ‬ ‫من َْها َزوْ َ‬‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬
‫س َوا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬
‫ف‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫قك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن عَلي ْك ُ ْ‬ ‫ه َ‬
‫‪8‬‬
‫م َرقِي َْبا"‬ ‫كا َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬‫ن ب ِهِ َوالْر َ‬ ‫ساَءلو َ‬ ‫تَ َ‬

‫وفي الظلل يقول سيد قطب رحمه الله تعالى فللي هللذه اليللة‪ :‬تللوحي اليللة بللأن قاعللدة‬
‫الحياة البشرية هي السرة‪ .‬فقد شاء الله أن تبدأ هذه النبتة فللي الرض بأسللرة واحللدة فخلللق‬
‫ث منهما رجال كثيرا ونساء"‪.‬‬ ‫ابتداء نفسا واحدة وخلق منها زوجها فكانت أسرة من زوجين "وب ّ‬

‫‪7‬‬
‫سورة العراف الية ‪189‬‬
‫‪8‬‬
‫سورة النساء الية ‪1‬‬
‫‪11‬‬
‫ومن هذه السرة الولى يبث رجال كثيرا ونساء كلهم يرجعون ابتداء إلللى وشلليجة الربوبيللة ثللم‬
‫يرجعون بعدها إلى وشيجة السرة التي يقوم عليها نظام المجتمللع النسللاني بعللد قيللامه علللى‬
‫أساس العقيدة‪.‬‬

‫ويقول المام ابن كثير في خلق النفللس الواحللدة‪ :‬يقللول تعلالى آمللرا خلقلله بتقللواه وهلي‬
‫عبادته وحده ل شريك له ومنبها لهم على قدرته التي خلقهللم بهللا مللن نفللس واحللدة وهللي آدم‬
‫عليه السلم " وخلق منها زوجها " وهي حواء عليها السلم خلقت من ضلعه اليسر مللن خلفلله‬
‫وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته فأنس إليها وأنست إليه‪ – .‬انتهى –‬

‫فالخلق من نفس واحدة أدعى للتناسب والسكن إلى بعضهما والراحة ثم أن خلق المرأة‬
‫خلقيللة قبللل أن‬
‫ث في القلب رحمة عنده أنها منه وأنهللا قريبللة وترتبطهمللا علقللة َ‬ ‫من الرجل تب ّ‬
‫تكون زوجية وهذا من حكمة الله جللل وعل وفضللله علللى البشللر أن هي ّللأ لهللم مللا يعينهللم علللى‬
‫استمرارية حياتهم وضمان سعادتهم وما علللى البشللر إل انتهللاج شللرعه جللل وعل وتنميللة هللذه‬
‫المشاعر والحفاظ على هذا العطاء اللهي ليكون السرور والرضا والراحة في الحياة‪.‬‬

‫ن‪ ..‬مودّةٌ ورحمة‪ ..‬وفي آية تتجّلى فيها كل المعاني الراقية للزواج يقول الله جل‬ ‫سك ٌ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة إِ ّ‬
‫ملل ً‬
‫ح َ‬
‫موَد ّةً وََر ْ‬
‫ل ب َي ْن َكم ّ‬ ‫سكُنوا إ ِلي َْها وَ َ‬‫م أْزَواجا لت َ ْ‬
‫سك ْ‬‫ف ِ‬
‫ن أن ُ‬
‫م ْ‬
‫خلقَ لكم ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬
‫م ْ‬‫وعل‪ " :‬وَ ِ‬
‫‪9‬‬
‫ن"‬ ‫ّ‬
‫فكُرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ّ‬
‫تل َ‬ ‫ك َلَيا ٍ‬‫ِفي ذ َل ِ َ‬

‫وفي تفسيره للمودة والرحمة يقول الحافظ ابلن كلثير رحملله اللله تعلالى‪" :‬المللودة هللي‪:‬‬
‫المحبة‪ ،‬والرحمة هي‪ :‬الرأفة‪ ،‬فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها‪ ،‬أو لرحمللة بهللا بللأن يكللون‬
‫لها منه ولد" ‪.‬‬

‫أما الظلل فجاء فيها‪ :‬والناس يعرفللون مشللاعرهم تجللاه الجنللس الخللر وتشللغل أعصللابهم‬
‫ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين؛ وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشللاعر المختلفللة‬
‫النماط والتجاهات بين الرجل والمرأة‪ .‬ولكنهم قلما يتللذكرون يللد الللله الللتي خلقللت لهللم مللن‬
‫أنفسهم أزواجا وأودعت نفوسللهم هللذه العواطللف والمشللاعر وجعلللت فللي تلللك الصلللة سللكنا‬
‫للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب واسللتقرارا للحيلاة والمعلاش وأنسلا للرواح والضلمائر‬
‫واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء‪ .‬والتعبير القرآنللي اللطيللف الرفيللق يصللور هللذه العلقللة‬
‫تصويرا موحيا وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس‪" :‬لتسكنوا إليها"‪" ..‬وجعل‬
‫بينكم مودة ورحمة"‪..‬‬

‫"إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون"‪ ..‬فيدركون حكمة الخالق في خلللق كللل مللن الجنسللين‬
‫على نحو يجعله موافقا للخر‪ .‬ملبيا لحاجته الفطرية‪ :‬نفسية وعقلية وجسدية‪ .‬بحيث يجد عنللده‬
‫الراحة والطمأنينة والستقرار؛ ويجدان في اجتماعهما السكن والكتفاء والمللودة والرحمللة لن‬
‫تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما فللي الخللر وائتلفهمللا‬
‫وامتزاجهما في النهاية لنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد‪ – ..‬انتهى ‪-‬‬

‫ب وألطفلله‪ ،‬وأرقّلله وأصللفاه‪،‬‬


‫ما الود ّ فهو خالص الح ّ‬
‫يقول المام ابن القّيم رحمه الله ‪" :‬وأ ّ‬
‫‪10‬‬
‫ب بمنزلة الرأفة من الرحمة"‬ ‫وهو من الح ّ‬

‫وفي تفسير القرطبي ورد أن ابن عباس قال‪ :‬المودة الجماع والرحمة الولد‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫سورة الروم الية ‪21‬‬
‫‪10‬‬
‫روضة المحبين ص ‪62‬‬
‫‪12‬‬
‫فحين يتحقق السكن بين الزوجين والطمأنينة يكون الجماع تعللبيرا ً عللن هللذا الحللب ورغبللة‬
‫ل منهما للخر والتصاقه به وتتجلى الرحمة في تكوين هذا الولد في الرحللم ليكللون‬ ‫في تقّرب ك ّ‬
‫رحمة دائمة بين الزوجين وجامعا ً لهما مللا رعيلا حقللوق بعضللهما البعللض وأبعللدا الشلليطان علن‬
‫حياتهما‪.‬‬

‫وفي آية بديعة من آيات الله جل وعل يصف الزوجين بأن أحدهما لباس للخر إذ يقول جللل‬
‫َ‬
‫س ل َهُ ّ‬ ‫س ل َك ُ ْ‬
‫‪11‬‬
‫ن"‬ ‫م ل َِبا ٌ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ن ل َِبا ٌ‬
‫وعل‪ " :‬هُ ّ‬
‫ن كثيرة جاء منها في كتب التفسير بأنه الشيء الملتصق بالجسد‪ ،‬وفيلله معنللى‬ ‫وللباس معا ٍ‬
‫التكافؤ النفسي والبدني‪ ،‬والزينة‪ ،‬والسللتر‪ ،‬والطهللارة‪ ،‬والسللتغناء‪ ،‬والنعيللم‪ ،‬والوقايللة‪ ،‬وحفللظ‬
‫ل أهم معنى يطابق بحثنا هنا هو معنى السللكن كمللا ورد عللن مجاهللد فللي‬ ‫العورة‪ ،‬والتجدد‪ .‬ولع ّ‬
‫تفسير القرطبي‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين‬


‫ما أن يكبر النسان يبدأ بالشعور ان هناك ما ينقصه ويبدأ رحلة التفتيش عللن نصللفه الخللر‬
‫ليسكن إليه ويشاركه السعادة في هللذه الحيللاة‪ .‬فللالله جللل وعل زرع فللي كل الرجللل والمللرأة‬
‫فطرة الميل الى الخر ليسللتمر النسللل وتعمللر الرض‪ .‬وحيللن يلللج الرجللل والمللراة فللي حيللاة‬
‫الزوجية يكونان قد بنيا قصورا ً في الحلم ويتمنيا أن تتحقق في ع ّ‬
‫شللهما وأل ّ ينغّللص معيشللتهما‬
‫ألم‪.‬‬
‫فت هذه النظرة عند حلديثي العهلد بلالزواج ملن أن الحلب هلو ذاك الحلب اللذي‬ ‫مل ِ‬
‫ومن ال ُ‬
‫شاهداه في الفلم والمسلسلت وأنه سيدوم لهيبه الى أن يضمهما قبرهمللا بعللد عمللر طويللل‪.‬‬
‫ويغفل هؤلء أن الحياة الزوجية جملة مسؤوليات وأعباء وقودها المودة والرحمة بينهمللا وأنهمللا‬
‫إن لم يعمل المحافظة علللى أسللباب دوام هللذه المحبللة وعلللى تزكيللة هللذه المشللاعر وتنميتهللا‬
‫وإزكائها بالقوال والفعال وبذكاء فسينهار البيت أمام لسعات المحن المتتالية‪.‬‬
‫وهذا الحب ليس مجرد مشاعر تترجمها اللقاءات الحميمة بيللن الزوجيللن وإنمللا هللو وحللدة‬
‫رؤية وآمال وتفاهم ومصارحة ومشاركة بالضافة طبعا إلى السكن‪.‬‬
‫وللشباع العاطفي أهمية على الصعيدين النفسي والجسدي‪ .‬ومن دونلله فللإن الللبيت الللذي‬
‫ل ملن الزوجيلن نفسله محبلط‬ ‫سس على الحب من أول يوم سلينهار رويلدا ً رويلدا ً وسليجد كل ّ‬ ‫ُ‬
‫أ ّ‬
‫عاطفيا ً وجسديًا‪.‬‬
‫فالركن الول بعد تقوى الله جل وعل والتوكل عليه واخلص النية للله فللي بنللاء هللذا الللبيت‬
‫ل ملن الزوجيلن ومحاوللة اشلباع أحلدهما‬ ‫الزوجي من الساس هو ملء الفراغ العاطفي عند ك ّ‬
‫للخر عاطفيا ً حتى ل يكون البيت مجرد جللدران تجمعهمللا وأرواحهمللا وقلبيهمللا خللارجه‪ .‬ودمللار‬
‫البيوت يبدأ من فقدان الحرارة في العلقات بين الزوجين فيه‪.‬‬
‫اذا ً أهمية الشباع العاطفي تنبع من حاجة الرجل والمرأة الى سكن ومودة يجب علللى كللل‬
‫طرف أن يوّفرها للخر حتى ل يسقط أيّ منهما في بللؤر الللرذائل مللن تعاسللة وخيانللة وجريمللة‬
‫واكتئاب وانحراف بحثا ً عن الحب والحنان‪.‬‬

‫يقول د‪ .‬عبد العزيز بن عبد الله الدخيل أستاذ الخدمة الجتماعيللة المسللاعد بجامعللة الملللك‬
‫سعود‪ " :‬الحاجة إلللى الشللباع العللاطفي غريللزة تولللد مللع النسللان‪ ،‬وهللذا مللا أثبتتلله دراسللات‬
‫كثيرة‪ ....‬وبحسب نظرية الحاجات للعالم »ماسلو«‪ ،‬فلإن للنسلان حاجلات متدرجلة ‪ -‬أسلماها‬
‫‪11‬‬
‫سورة البقرة الية ‪187‬‬
‫‪13‬‬
‫الحاجات النسانية ‪ - Human needs‬تعمل كدافع أو محفز لن يسلللك سلللوكا ً مللا حيللث قسللمها‬
‫ماسلو إلى خمسة أقسام هي‪ :‬الحاجات الفسيولوجية والحاجة إلى المن‪ ،‬والحاجة إلى الحللب‪،‬‬
‫والحاجة إلى تقدير الخرين‪ ،‬والحاجة إلى تقدير الذات‪ ....‬وما لم تشبع بطريقللة سللليمة تتفللق‬
‫مع معاييرنا الدينية والجتماعية فإنها ل بلد أن تخلرج بشلكل او بلآخر قللد ل يتفلق ملع المعللايير‬
‫الدينية والخلقية والجتماعية‪ .....‬فإذا كان عدم أو ضعف اشباع الفتاة أو الزوجة لحاجة الحللب‬
‫والتقدير اليها من قَِبل أسرتها او زوجها يعد ّ عامل مساعدا في أن تبحث عنلله بشللكل منحللرف‪،‬‬
‫فما بالنا بمن ل يكتفون من الباء والمهات والزواج بعدم إشباع الحللب والتقللدير لللدى أبنللائهم‬
‫وانما ينزعون إلى إيذاء بناتهم وأولدهم وزوجاتهم بالشتم أو الضللرب؟ إن مللن أسللس الوقايللة‬
‫من انحراف البناء والبنات والزوجات‪ ،‬أن نسللعى إلللى اشللباع احتياجللاتهم مللن الحللب والحنللان‬
‫‪12‬‬
‫والتقدير‪ ،‬أن نشيع ثقافة الحب داخل السرة‪ ،‬وأل نخجل من التودد لبعضنا البعض‪".‬‬

‫ن‪" :‬الحب هو الضمان الوحيد لنجاح‬ ‫كد أستاذ الطب النفسي الدكتور هاشم بحري على أ ّ‬ ‫كما يؤ ّ‬
‫العلقة الزوجية‪ ،‬وتأتي بعده عوامل أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬طبيعلة اللزوج والزوجلة‪ ،‬وتحكيلم العقلل فلي‬
‫كة نفسية وجسدية يدخلها اثنان ب ِن ِي ّةِ الستمرار‪ ،‬ويتوقف اسللتمرار‬ ‫شرِ َ‬
‫العلقة‪ .‬فالحياة الزوجية َ‬
‫العلقة ودرجتها على قدرة الزوجين على الذَوبان كل في الخلر‪ ،‬فلإذا كلان هلذا اللذوبان عللى‬
‫طريقة تقديم التنازلت لتمضي سفينة الحياة‪ ،‬فإن اسللتمرار العلقللة سلليكون نسللبيًا‪ ،‬ومعّرضلا ً‬
‫‪13‬‬
‫للزمات؛ إذا ما تعرضت معادلة التنازلت للهتزاز"‪.‬‬
‫وقد يبقى الزواج مع بعضهم البعض بالرغم من الصللمت الزوجللي أو الخللرس العللاطفي أو‬
‫في أسوأ الحالت الطلق العاطفي ولكن الحياة لن يكون لهلا معنللى ملن دون هللذه المشلاركة‬
‫العميقة وفي كل شيء التي أرادهللا الللله جللل وعل بيللن الزوجيللن ليحققللا النعيللم فللي الللبيوت‪.‬‬
‫ومعلوم أن الذي يفتقر إلى حاجة عنده جسدية كانت أم نفسية – ولعلها الخطللر – فلللن يكللون‬
‫باستطاعته البداع ول حتى النجاز على المستوى المطلوب في أيّ من أموره وستكون الحيللاة‬
‫مجرد ورقات ُتطوى في صحيفته وأيام تمر من دون طعم ول لذة‪.‬‬
‫ت هللذا‬‫طم الى الطلق الفعلي وتفكك السرة وتجّرع البنللاء لللويل ِ‬ ‫وقد يكون مآل زواج مح ّ‬
‫التفكك خاصة على النطاق النفسي‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الشباع العاطفي يختلف مفهللومه وطللرق ترجمتلله عنللد الفللراد حسللب‬
‫حدا ً لن النفس البشرية مجبولللة‬ ‫الوعي والثقافة والمكانات والتوّقعات ولكن الساس يبقى مو ّ‬
‫علللى الغللرائز والفطللرة نفسللها‪ .‬وعلللى الزوجيللن توضلليح متطلبللاتهم وحاجللاتهم للشللريك منللذ‬
‫ل الخر ويسلعى لشللباعه حلتى ل يصلطدما عنللد أول بلء فينهلار الصلرح‬ ‫الساس وأن يتفّهم ك ّ‬
‫سبوه ممّردًا‪.‬‬
‫الذي ح ِ‬
‫درا هذه المسؤولية الكبرى لنشللاء‬ ‫فحريّ على الزوجين أن يعيا طبيعة العلقة الزوجية ويق ّ‬
‫أسرة مستقرة‪.‬‬
‫والله جل وعل جعل أساس العلقة الزوجية المودة والرحمة وكانت هذه آية من آيللاته جللل‬
‫وعل‪ .‬ولو لم تكن هذه العواطف من الهمية بمكان ما كان خلللق ربنللا جللل وعل حللواء ليسللكن‬
‫اليها آدم عليه السلم وما كان سعى سيدنا آدم عليه السلم للبحث عن أمنا حواء عليها السلم‬
‫حين هبطا الى الرض فكان هو في الهند وهي في الحجاز فبقي يفتش عنهللا حللتى وجللدها‪ .‬مللا‬
‫الذي جعله يجوب كل هذه القفار إن لم يكن حاجته للعاطفة والسكن؟!‬
‫ويقول الشيخ محمد الغزالي حيث قال‪ " :‬هناك معالم ثلثة ينبغي أن تتوفر في البيت‬
‫المسلم‪ ،‬أو أن تظهر في كيانه المعنوي ليؤدي رسالته ويحقق وظيفته‪ ،‬هذه الثلثة هي‪:‬‬
‫السكينة والمودة والتراحم‪..‬‬
‫‪12‬‬
‫‪http://www.alriyadh.com/2006/01/19/article123851.html‬جريدة الرياض العدد ‪13723‬‬
‫‪13‬‬
‫‪http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=33&ArticleID=576‬موقع اللوكة‬
‫‪14‬‬
‫وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر‪ ،‬والود المتصل‪ ،‬والتراحم الحاني فإن الزواج يكون‬
‫ذريات‬‫أشرف النعم‪ ،‬وأبركها أثرا… وسوف يتغلب على عقبات كثيرة‪ ،‬وما تكون منه إل ال ّ‬
‫الجيدة"‬
‫وفي كتابه "الحب أحسن دواء" يتحدث الدكتور عللادل صللادق عللن الحللب وأهميتلله للصللحة‬
‫النفسية للنسان‪ .‬فالصحة ليست الخلو من المرض لكن الصحة هي السعادة والمن النفسي‪..‬‬
‫والمصدر الساس للسعادة هو الحب‪ ،‬والمصدر الساسي للمن النفسي هو الحب‪ ،‬وتلك غايللة‬
‫النسان من الحياة‪ ..‬السعادة‪ ،‬والمن‪ .‬والصحة هي إنتظام اليقاع‪ ،‬هلي النسلجام‪ ،‬هلي البللديع‬
‫والشكل الجميل‪ ،‬هي النا المتحدة روحا ً ونفسا ً وجسدًا‪ ،‬وهي القدرة علللى التواصللل العللاطفي‬
‫مع الخر‪ ..‬فيقدم الدكتور عادل صادق "روشتة" مكتوب فيها دواء واحد لكللل متللاعب النسللان‬
‫‪14‬‬
‫وآلمه وهو الحب‪.‬‬
‫وقد أوضحت دراسة طبية أميركية أن عناق المرأة واحتضانها مفيللد لقلبهللا‪ .‬وقللال بللاحثون‬
‫في جامعة نورث كارولينا درسوا حالت كل من الجنسين في ‪ 38‬زوجللا مللن الرجللال والنسللاء‪،‬‬
‫إن الحتضان يؤدي الى ازدياد مستويات هرمون الوكسيتوسين الذي يسمى هرمللون الرتبللاط‪،‬‬
‫ويقلل من ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬المر الذي يقلل من مخاطر التعللرض لمللراض القلللب‪ .‬وأضللاف‬
‫الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة سايكوسوماتك ميديسن إنهم لحظللوا انخفللاض‬
‫‪15‬‬
‫ضغط الدم لدى النساء أكثر من الرجال بعد عناقهن واحتضانهن‪.‬‬

‫ويشير الستاذ عيسى المسكري في معرض حديثه عن صمت الزواج‪ 16‬أن هناك دراسة‬
‫حديثة بجامعة لوجانو السويسرية أكدت على الفوائد الصحية للزواج والستقرار العاطفي‪ ،‬فقد‬
‫ن الزواج وسكن المشاعر يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن‪ ،‬حيث‬ ‫ثبت أ ّ‬
‫دة توتر الجسم‪ ،‬ويفرز‬
‫يساعد الشعور النفسي بالعلقة المستديمة المستقرة على تخفيف ح ّ‬
‫م أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن‪.‬‬
‫هرمونات السعادة بك ّ‬
‫ن السبرين ل يشفي الصداع؛ لكن‬ ‫ففي الوليات المتحدة المريكية اكتشف الباحثون أ ّ‬
‫نصف ساعة من اللفة الزوجّية هي الدواء‪ .‬وأكدت مجموعة كبيرة من النساء المريكّيات‬
‫ن السبرين ل يفيد‪ ،‬ولكن النوبة تزول بعد ساعة‬ ‫اللتي يعانين من نوبات الصداع النصفي أ ّ‬
‫صفاء مع الزوج الحبيب‪.‬‬

‫ن الحب والدفء السري يساهم في علج الرق ويساعد على الوقاية من‬ ‫أضف إلى ذلك أ ّ‬
‫ن هناك فرصة‬ ‫سرطان البروستاتا بنسبة ل تقل عن ‪ .%58‬وأثبتت الفحوصات والتحاليل أ ّ‬
‫أفضل للمصاب بالسرطان للشفاء إذا كان زوجا ً أو زوجة ترفرف على حياتهما السعادة‬
‫ن العواطف اليجابّية والسلوك الودود ينشطان نظام المناعة في الجسم‪.‬‬ ‫والمحّبة‪ ،‬ل ّ‬

‫ن الزواج يفيد في تقوية عضلت القلب لما فيه من دفع مؤقت للدم‬ ‫كما أكدت الدراسة أ ّ‬
‫وتنشيط للدورة الدموية‪ ،‬وبالتالي تمد ّ الجسم بالمزيد من الطاقة‪ ،‬وفي هذا الصدد يقول‬
‫ن الزواج أفضل ألف مرة من استخدام أغلى الدوية التي تعالج سقوط الشعر الذي‬ ‫الباحثون إ ّ‬
‫يحدث في غياب الحساس بالستقرار النفسي‪ ،‬ويستثنى من ذلك حالت الصلع الوراثي أو تلك‬
‫الحالت المرضّية المفاجئة التي تصيب الرجال والنساء لسباب مختلفة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪http://adelsadek.com/eng/arabic/bg11b.htm‬مستشفى الطب النفسي د‪ .‬عادل صادق‬
‫‪15‬‬
‫موقع الدكتور عبد العزيز العثيمين الصحي‬
‫‪16‬‬
‫‪http://allamasat.com/modules.php?name=News&file=article&sid=21‬موقع اللمسات الزوجية‬
‫‪15‬‬
‫"فالحب هو رأس المال الرابح ول خسارة معه فهو أساس الرحمة وملك السكن وقوام‬
‫‪17‬‬
‫المودة‪ ،‬وكلما زاد رأس المال اّتسعت التجارة وزاد ربحها"‬

‫رابعًا‪ :‬وسائل تحقيق الشباع العاطفي بين الزوجين‬

‫مما ل شك فيه أن الفترة الولى من الزواج – عند الغلب ‪ -‬تكون الكللثر تش لّبعا ً للعاطفللة‪.‬‬
‫جلله ولهفللة اللقللاء‬‫ضللة طريللة والشللغف لكتشللاف الحيللاة الجديللدة فللي أو ّ‬
‫فالمشاعر ل تزال غ ّ‬
‫ً‬
‫والشوق للحبيب في أعلى درجاتها والتواصل العاطفي كبير بين الزوجين ابتداءا مللن النظللرات‬
‫خذ بإيجابية ويعتبره الشريك تعبيرا ً‬ ‫الحنونة واللمسات الدافئة والكلمات الغزلية فكل تصّرف يؤ َ‬
‫عن الحب والرغبة في إسعاده‪.‬‬
‫ولكن بعد فترة من الزواج يبدأ الملل يتسّرب الى هذه العلقة ويتعط ّللل التواصللل اللفظللي‬
‫بالغالب وهناك النشغال بالطفال والمسؤوليات الكثيرة الناتجة عن هذا الرتبللاط وأيضلا ً هنللاك‬
‫التصادم بين الزوجين نتيجة الختلفات في الطبائع والتوقعلات‪ .‬وهللذا ل يعنلي أن الحللب انتهلى‬
‫كما يعتقد البعض وإنما أصبح له وجه آخر ومع ذلك فإن أهمل الزوجللان هللذا الفتللور فسلليترّتب‬
‫على ذلك النفور ثم التباعد ثم النفصال إن لم يتم رأب الصدع في العلقة الزوجية‪.‬‬
‫ل منهمللا‪ .‬فللالمرأة بطبعهللا عاطفيللة وتحللب سللماع‬ ‫وعلى الزوجين أن يتفهما طبيعة خلق ك ّ‬
‫در كلمهللا وذلللك لنهللا‬ ‫الكلم الجميل والتعبير عن مشاعرها وتسعد أن هناك من يسمع لها ويق ل ّ‬
‫قت من شيء حي فتتعامل بروح وعاطفة أكثر؛ وهي عطاء بل حدود إن عرف الشريك كيف‬ ‫خل ِ َ‬
‫ُ‬
‫يفهمها ويهتم بها بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫والرجل بدوره يعتقد أن أفعاله تعّبر عن مكنللون نفسلله دون ضللرورة اللجللوء الللى التعللابير‬
‫ل منهما لحتياجات الخر ومحاولة‬ ‫الكلمية ومن هنا تبزغ أهمية المصارحة بين الزوجين وفهم ك ّ‬
‫اشباعها بكل ما أوتي من قوة وجهد‪.‬‬
‫ً‬
‫ويجب أن تبقى في الحسبان حقائق مهمة جدا أولها أن الشرع هو المرجع بينهما ثم حقيقة‬
‫قد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين وهي أن حب الزوجة لزوجها وحبه اياهللا هللو حللب فللي الللله‬
‫جل وعل‪ .‬أي أن كلهما يحتسلب هلذا الحلب عنلد اللله جلل وعل ارضلاءا ً لله سلبحانه وتطبيقلا ً‬
‫طيا مصاعب‬ ‫لشرعه القويم‪ .‬فإذا ما تغلغلت هذه المفاهيم في نفوس الزوجين استطاعا أن يتخ ّ‬
‫كثيرة وأن يطبقا أمورا ً جليلة ولو على حساب أنفسهما وراحتهما لن مردود كل ما يقومللان بلله‬
‫سيجدانه عند الله تعالى يوم القيامة‪.‬‬
‫ن الحب والحترام والثقة والمصارحة والحــوار‪ ،‬الخلص والوفــاء والصــدق‪،‬‬ ‫إ ّ‬
‫والمانة والتضحية والتسامح هم عناوين عريضة ومهمة في الحياة الزوجية وتسللاعد علللى‬
‫تثبيت دعائم البيت السعيد‪ .‬وترجمة هذه المشاعر الراقية تكللون بكلملة حانيلة ولمسللة مباركلة‬
‫ونظرة عاشقة وبهذا كله يكون الشباع العاطفي ول أدنى شك‪ .‬وعلى الزوجيللن انتهللاج السللبل‬
‫الكفيلة بتأجيج المشاعر لتحقيق الشباع المطلوب لستمرارية الحياة‪.‬‬
‫وسأسرد ضمن نقاط أساسية بعض الوسائل التي تساعد علللى تحقيللق الشللباع العللاطفي‬
‫بين الزوجين والستمرارية هللي الشللرط الضللامن – بعللد الللله جللل وعل – لبقللاء حللرارة الحللب‬
‫والرغبة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ ‬المعاشرة بالمعروف‬
‫‪‬التناصح بالحق وبأسلوب حسن‬
‫‪ ‬اللتقاء على الطاعات من صيام وصلة وتلوة قرآن كريم‬
‫‪17‬‬
‫سلوك السرة المسلمة على نهج الحبيب عليه الصلة والسلم ص ‪81‬‬
‫‪16‬‬
‫‪‬القيام بكامل الواجبات وعدم التمّنن‬
‫‪‬الرحمة والعفو والتسامح‬
‫‪‬عدم تكليف الطرف الخر ما ل يطيق‬
‫كر ان هناك واجبات وليس فقط حقوق‬ ‫‪‬التذ ّ‬
‫‪ ‬البتعاد عن الروتين اليومي ومحاولة التجديد‬
‫‪ ‬التهادي ولو كانت رمزية‬
‫‪‬التصال الدائم من العمل للطمئنان وبث كلمات الحب‬
‫‪‬تذكر المناسبات الخاصة المشتركة والحتفال بها‬
‫‪ ‬التفريق بين مسؤولية الولد وحقوق الشريك‬
‫لصدقاء وحقوق الشريك‬ ‫‪ ‬التفريق بين ا ً‬
‫‪‬الهتمام باللباس والنظافة والرائحة الزكية‬
‫‪‬استعادة الذكريات الخاصة والجميلة‬
‫‪‬فتح المجال للمرح والمزاح والمدعابة أثناء التخاطب‬
‫‪ ‬أخذ اجازة قصيرة لشعال الشوق‬
‫‪‬كتابة الرسائل للبوح بمللا ينخللر الصللدر حيللن يفتقللد طللرف مللا التواصللل المباشللر‬
‫بشريكه‬
‫‪‬اكرام كل طرف لهل الطرف الخر وعدم نقدهم وشتمهم في غيابهم‬
‫‪ ‬إدخال السرور بالطرق الشرعية المتاحة‬
‫‪‬المدح في الغياب والطراء في الحضور‬
‫‪‬الشكر على كل معروف أو خدمة يقوم بها أحدهما للخر‬
‫‪‬المراعاة حين الغضب وخاصة في فترة الحيض عند النساء‬
‫‪‬المناداة بأحب السماء أو الكنية‬
‫مل للقاء‬‫‪‬التزين والتطّيب والتج ّ‬
‫‪‬الستقبال والتوديع عند الباب بحرارة‬
‫‪‬ضبط العصاب وعدم الستثارة حين النقاش الحاد‬
‫‪ ‬الستجابة للقاء الحميمي وعدم التذّرع بالنشغال أو عدم الرغبة‬
‫‪ ‬إشعار الشريك بالتقدير له ولجهوده في ترتيب أمور السرة‬
‫‪‬المساندة النفسية عند الحاجة إليها‬
‫‪‬التغافل عن السلبيات والتركيز على اليجابيات‬
‫‪‬ادامة التبسم وإظهار علمات الرضا‬
‫‪‬العتدال في الغيرة‬
‫‪‬مشاركة الطرف الخر في الهوايات حتى لو لم تكن ضمن اهتماماته‬
‫‪ ‬اشاعة نظرات العطف والحنو والعجاب‬
‫‪‬تخصيص أوقات للتخطيط للمستقبل وكيفية تربية الولد‬
‫‪‬التفاعل في وقت الزمات كالمراض والمشاكل‬
‫‪‬الصغاء بدون مقاطعة‬
‫‪ ‬تجنب العبارات القاسية والكلمات المؤذية‬
‫‪‬المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بالسرة‬
‫‪‬كسر الرتابة الجمود وتغيير الديكور في المنزل‬
‫‪‬البعد عن سوء الظن والتهامات‬
‫‪‬اظهار الشوق والوله بعد فراق ولو بسيط‬
‫‪17‬‬
‫‪‬إشعار الخر بالطمأنينة والمان في وجوده‬
‫‪‬حفظ أسرار الشريك‬
‫‪‬عدم المقارنة بالخرين‬
‫‪‬عدم الحفاظ بذكريات اللم‬
‫‪‬التماس العذار حين الخطأ‬
‫‪‬عدم التحدث في العيوب امام الناس وخاصة الهل‬
‫‪ ‬البوح للشريك أنك فخور لرتباطك به‬
‫‪‬كظم الغيظ وامتصاص الغضب‬
‫‪‬ترداد كلمة "أنا احبك" ولو من دون مناسبة‬
‫‪‬العتذار في حال الخطأ فهذه ليست منقصة‬
‫‪‬عدم هجر فراش الزوجية بسبب الخلفات‬
‫‪‬حل كل المشكللت وعدم ترك ملفات مفتوحة‬
‫‪‬الحتضان والكثار من اللمس ليس فقط في أوقات الجماع‬
‫دت‬
‫ج َ‬
‫‪ ‬احترام كل طرف لهل الطرف الخر واستيعاب الخطاء إن وُ ِ‬

‫قد تكون هذه المور مشتركة بين الزوجين ولكن هناك بعض النقاط المهمة‬
‫التي تتوجب على الزوج خاصة كما ان هناك نقاط ُأخرى تتوجب على الزوجة‬
‫بشكل خاص ويمكن تلخيصها على الشكل التي‪:‬‬
‫حقوق الزوجة على زوجها‪:‬‬
‫النفقة الكافية‬ ‫‪‬‬
‫تعليمها أمور دينها‬ ‫‪‬‬
‫العدل إن كان هناك تعدد زوجات‬ ‫‪‬‬
‫عدم التهديد بالطلق‬ ‫‪‬‬
‫عدم حرمانها من أهلها‬ ‫‪‬‬
‫الترفيه عنها‬ ‫‪‬‬
‫عدم اللجوء الى الضرب ال في نهاية المطاف‬ ‫‪‬‬
‫توفير المسكن الشرعي لها‬ ‫‪‬‬

‫حقوق الزوج على زوجته‪:‬‬


‫الهتمام بهندامه وأشيائه‬ ‫‪‬‬
‫الستئذان في الخروج والستقبال‬ ‫‪‬‬
‫الطاعة بغير معصية‬ ‫‪‬‬
‫احترام رغباته وذوقه‬ ‫‪‬‬
‫تربية أولده وحفظ بيته‬ ‫‪‬‬

‫ولعل في وصية أمامة بنت الحارث لبنتها قبيل زواجها كل الخير فقد أجملت‬
‫وجمعت فأوعت‪ ..‬فقد قالت‪:‬‬

‫* أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت‪ ،‬وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم‬
‫‪18‬‬
‫تعرفيه‪ ،‬وقرين لم تألفيه‪ ،‬فأصبح بملكه إياك رقيبا ً ومليكًا‪ ،‬فكوني له أمة يكن لك عبدا ً وشيكًا‪.‬‬
‫* أي بنية! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخرا ً وذكرًا‪.‬‬
‫* فأما الولى والثانية‪ :‬الصحبة له بالقناعة‪ ،‬والمعاشرة بحسن السمع والطاعة‪.‬‬
‫* وأما الثالثة والرابعة‪ :‬التعهد لموقع عينيه‪ ،‬والتفقد لموضع أنفه‪ ،‬فل تقع عيناه منك على قبيح‪،‬‬
‫ول يشم منك إل أطيب الريح‪.‬‬
‫* وأما الخامسة والسادسة‪ :‬فالتفقد لوقت طعامه‪ ،‬والهدوء عند منامه‪ .‬فإن حرارة الجوع‬
‫ملهبة‪ ،‬وتنغيص النوم مغضبة‪.‬‬
‫* أما السابعة والثامنة‪ :‬فالحتفاظ بماله‪ ،‬والرعاء على حشمه وعياله‪ ،‬لن الحتفاظ بالمال من‬
‫حسن الخلل‪ ،‬ومراعاة الحشم والعيال من العظام والجلل‪.‬‬
‫* أما التاسعة والعاشرة‪ :‬فل تفشي له سرًا‪ ،‬ول تعصي له أمرا‪ ،‬فإنك إن أفشيت سره لم‬
‫ً‬
‫تأمني غدره‪ ،‬وإن عصيت أمره أوغرت صدره‪.‬‬
‫* ثم اتقي‪ -‬مع ذلك‪ -‬الفرح بين يديه إذا كان ترحًا‪ ،‬والكتئاب عنده إن كان فرحًا‪ ،‬فإن الخصلة‬
‫الولى من التقصير‪ ،‬والثانية من التذكير‪.‬‬
‫* وكوني أشد ما تكونين له إعظاما ً يكن أشد ما يكون لك إكرامًا‪.‬‬
‫* وكوني أكثر ما تكونين له موافقة‪ ،‬يكن أطول ما يكون لك مرافقة‪.‬‬
‫* واعلمي أنك ل تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك‪ ،‬وهواه على هواك فيما‬
‫أحببت وكرهت‪.‬‬

‫وفي قصة القاضي شريح مع زوجته لفتة مهمة أيضا ً توضح أهمية معرفة كل طرف‬
‫لنفسية شريكه والتفاق على أسس البناء منذ أول يوم لُيصار الى تحقيق الشباع العاطفي‬
‫بالطمأنينة والرضا بين الزوجين‪.‬‬

‫قال شريح القاضي‪ :‬خطبت امرأة من بني تميم؛ فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها‬
‫يهدينها حتى دخلت علي؛ فقلت ‪ :‬إن من السّنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي‬
‫ت فإذا هي تتوضأ بوضوئي؛‬ ‫ْ‬
‫ركعتين‪ ،‬ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها؛ فتوضأ ُ‬
‫وصليت فإذا هي تصلي بصلتي؛ فلما خل البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها؛ فقالت‪:‬‬
‫على رسلك يا أبا أمية؛ ثم قالت‪ :‬الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله؛ أما بعد‪..‬‬
‫فإني امرأة غريبة ل علم لي بأخلقك؛ فبّين لي ما تحب فآتيه‪ ،‬وما تكره فأجتنبه‪ ،‬فإنه قد كان‬
‫ل؛ وقد‬‫ن إذا قضى الله أمرا ً كان مفعو ً‬
‫لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك‪ ،‬ولك ْ‬
‫ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به "إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"‪.‬‬
‫فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه‪ ،‬وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه‪ ،‬أما بعد‪..‬‬
‫ة عليك‪ ،‬أحب كذا وأكره‬ ‫ن تدعيه يكن حج ً‬ ‫ن ذلك حظا ً لي‪ ،‬وإ ْ‬
‫ت عليه يك ْ‬‫فإنك قلت كلما ً إن ثب ّ‬
‫كذا؛ وما رأيت من حسنة فبثيها‪ ،‬وما رأيت من سيئة فاستريها‪ ،‬فقالت‪ :‬كيف محبتك لزيارة‬
‫من جيرانك أن يدخل دارك آذن له‪،‬‬ ‫الهل؟ قلت‪ :‬ما أحب أن يملني أصهاري‪ ،‬قالت‪ :‬من تحب ِ‬
‫ت معها بأنعم‬ ‫من تكره أكرهه؟ قلت‪ :‬بنو فلن قوم صالحون‪ ،‬وبنو فلن قوم سوء‪ ،‬قال‪ :‬فب ّ‬ ‫و َ‬
‫ل؛ ل أرى منها إل ما أحب‪ ،‬فلما كان رأس الحول جئت من مجلس‬ ‫ليلة‪ ،‬ومكثت معي حو ً‬
‫من هذه؟ قالوا‪ :‬فلنة أم حليلتك‪ ،‬قلت‪ :‬مرحبا وأهل‬ ‫القضاء؛ وإذا بعجوز تأمر وتنهى فقلت‪َ :‬‬
‫ت أقبلت العجوز‪ ،‬فقالت‪ :‬السلم عليك يا أبا أمية‪ ،‬فقلت‪ :‬وعليك السلم‬ ‫س ُ‬
‫وسهل‪ ،‬فلما جل ْ‬
‫ت‬‫ومرحبا بك وأهل‪ ،‬قالت‪ :‬كيف رأيت زوجتك؟ قلت‪ :‬خير زوجة وأوفق قرينة‪ ،‬لقد أدب ِ‬
‫ت فأحسنت الرياضة؛ فجزاك الله خيرًا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا أبا أمية‪ ،‬إن المرأة ل‬ ‫فأحسنت الدب‪ ،‬وريض ِ‬
‫ُيرى أسوأ حال ً منها في حالتين‪ :‬إذا ولدت غلما ً أو حظيت عند زوجها‪ ،‬فإن رابك مريب فعليك‬
‫بالسوط‪ ،‬فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشّر من الروعاء المدللة‪ .‬قالت‪ :‬كيف تحب أن‬
‫يزورك أصهارك؟ قلت‪ :‬ما شاءوا‪ ،‬فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫فمكَثت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئًا؛ وكان لي جاٌر يفزع امرأته ويضربها فقلت في‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫رأيت رجال يضلربون نساءهم‬
‫فشّلت يميني يوم أضلرب زينبا‬
‫أأضلربها في غير جرم أتلت به‬
‫ي فما علذري إذا كنت مذنبا‬
‫إل ّ‬

‫خامسًا‪ :‬عوامل تعيق الشباع العاطفي بين الزوجين‬

‫في الفقرة السابقة تم سرد بعض العوامل التي تساعد في عملية الشلباع العلاطفي لللدى‬
‫الزوجين وبالطبع فإن افتقللار الحيللاة الزوجيللة مللن هللذه العوامللل مللن شللأنها أن تعيللق عمليللة‬
‫الشباع‪.‬‬
‫وبالضافة الى انتفاء عوامل تنمية الحللب الللواردة فهنللاك عللدة عوامللل تقتللل بللذرة الحللب‬
‫وتؤدي إلى التباعد بيللن الزوجيللن وفللي نهايللة المطللاف قللد يصلللن الللى النفصللال الروحللي أو‬
‫الجسدي أو الثنين معًا‪.‬‬
‫وكأساس يجب على الزوجين تفّهم نفسيات بعضهما البعض وعدم توقّللع الكمللال والخللروج‬
‫من الحلم الوردية التي نسللجاها أيللام الخطوبللة وعليهمللا مناقشللة النللواقص فيهمللا بكللل حللب‬
‫واحترام وقبول ورضا ومن ثم يعملن على توحيد الرؤيا والمسار؛ ول شك أن العطاء والتضحية‬
‫مهمان في عملية الندماج في الحياة الزوجية‪.‬‬
‫وتتكلم الخت عبلة بساط جمعة في كتابهللا "مهللارات فللي التربيللة النفسللية ِلفللرد متللوازن‬
‫وأسرة متماسكة" عن الختلفات التي يدخل بها كل الزوجان الللى عللالم الزوجيللة وضللرورة أن‬
‫يكونا متهيئين لها عند تكوين الشراكة الزوجية‪ .‬فهناك الختلف في وجهللات النظللر للكللثير مللن‬
‫المور والختلف فلي العلادات اليوميللة‪ ،‬وفلي النظللرة للحيلاة الجتماعيللة وكلذلك اختلف فلي‬
‫أولويات النفاق وتربية الولد وغيرها من المور المهمة في الحياة بين الشريكين‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫وعلى الزوجين أن يحترما هذه الفروقات ول يجعلها سببا في التفريق بينهما بل هللي غن ل ً‬
‫حللد فللي كللل أمللر مبنللي علللى المشــاورة‬ ‫لفكارهمللا وعليهمللا ان يسللعيا ليجللاد قللرار مو ّ‬
‫‪18‬‬
‫والمصارحة والمشاركة‪.‬‬
‫دي إلى تدهور‬ ‫وفي الحقيقة عندما يخفق الطرفان بالحديث عن توقعاتهما فإن ذلك يؤ ّ‬
‫تدريجي في الحوار والخطاب مما يسبب شيئا ً من ضعف الثقة بينهما‪ .‬فعندما ينزعج أحد‬
‫الطرفين من الخر يبتعد عنه وتبدأ الفكار السلبية تسيطر عليه ويبدأ الحب بالتراجع وتنشأ‬
‫حالة من اللمبالة‪.‬‬
‫ويقول بعض الخبراء أن الذي يحدد طبيعة مستقبل حياة الزوجين ليس مقدار المحبة بينهما‬
‫وانما طريقة تعاملهما مع النزاعات والخلفات‪.‬‬
‫توافق‪ ..‬رغم الختلف‪ ..‬يشّبه الستاذ محمللد رشلليد العويللد المللرأة والرجللل بللالقوس‬
‫والسهم فيقول‪ :‬ما أكثر انطباق القوس والسهم علللى المللرأة والرجللل‪ ،‬فللالمرأة فللي انحنائهللا‬
‫النفسي أشلبه بلالقوس والرجلل فلي طلبيعته المباشلرة وانطلقله فلي الحيلاة أشلبه بالسلهم‬
‫وانطلقه في الفضاء‪ ،‬والمللرأة فللي لينهللا وطواعيتهللا وعطفهللا أشللبه بللالقوس الللتي إذا شللدها‬
‫الرامي بالسهم على الحبل انحنت وانعطفت واستجابت‪ ،‬والرجل في صلبته وجديته أقرب إلى‬
‫صلبة السهم واستقامته‪ ،‬والمرأة التي تبقى مستقرة في بيتها أشبه بالقوس التي تبقى في يد‬
‫‪18‬‬
‫)مهارات في التربية النفسية ِلفرد متوازن وأسرة متماسكة ص ‪ ) 104-100‬بتصرف‬
‫‪20‬‬
‫الرامي‪ ،‬بينما السهم الذي ينطلق قويا ً في الفضاء كلما زاد انحناء القوس أشللبه بالرجللل الللذي‬
‫‪19‬‬
‫ينطلق قويا ً في الحياة كلما زادت محبة زوجته له وعطفها عليه‪.‬‬

‫ن من أهم أسباب الخلفات التي تعيق عملية الشباع العاطفي عند‬


‫إ ّ‬
‫الزوجين هي‪:‬‬
‫‪ o‬ضعف الوازع الديني‬
‫‪ o‬العصبية الزائدة والغضب‬
‫‪ o‬فقدان أسلوب الحوار السليم‬
‫‪ o‬سوء العلقة الحميمية بين الزوجين‬
‫‪ o‬رفض أحد الطراف للخر بسبب تراكمات المشاكل‬
‫‪ o‬عدم القدرة على الندماج بسبب عدم التكافؤ‬
‫‪ o‬الوصول الى مرحلة الصمت الزوجي‬
‫‪ o‬تهميش أحد الطراف لشريكه وعدم مراعاته‬
‫‪ o‬النانية وايثار الذات‬
‫‪ o‬عدم المشاركة في الهموم والمشاعر‬
‫‪ o‬اليذاء البدني او المعنوي‬
‫‪ o‬النتقاد والهجوم المباشر على الخر والحتقار‬
‫‪ o‬التفنن في اختلق النكد‬
‫‪ o‬إنكار فضل الشريك خاصة عند الغضب‬
‫‪ o‬الذنوب والمعاصي‬

‫ومن أهم وسائل حل الخلفات وتجاوز العقبات الزوجية‪:‬‬


‫الحوار الجيد المبني على حسن النصات والحللترام وعلللى النيللة الصللادقة‬ ‫•‬
‫بضرورة حل المشكلت والوصول الى درجة مقبولة من التواصل اليجابي لكمللال‬
‫رحلة الحياة معا ً ومن أجل توفير أجواء مريحة ومستقرة للبناء أيضًا‪.‬‬
‫المصارحة ومن ايجابياتها‪:‬‬ ‫•‬
‫إخراج مكنونات النفس وعدم تراكمها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التقريب بين وجهات النظر وأنماط السلوك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشعور بالثقة المتبادلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوقاية من كثير من المشكلت وحلها فى مهدها قبل تفاقمها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إشعار لكل طرف بأهميته عند الطرف الخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق المودة والرحمة والسكن لكل الزوجين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الستماع من غير لوم‬ ‫•‬
‫الصبر والستغفار والرضا وحسن التوكل على الله جل وعل‬ ‫•‬
‫س لّنة المصللطفى عليلله‬
‫ل وعل والللتزام شللرعه سللبحانه و ُ‬‫تقوى الله جـ ّ‬ ‫•‬
‫الصلة والسلم‬

‫ولعل من المور التي تعيق الشباع العاطفي بين الزوجين أيضا ً كما يؤ ّ‬
‫كد الدكتور مأمون‬
‫المبيض في كتابه "التفاهم بين الزوجين" حين تكلم عن الحاجات العاطفية للرجل والمرأة هو‬
‫ل منهما الطريقة الفضل لتوفير هذه الحاجت العاطفية فيعمد كل طرف الى‬ ‫عدم ادراك ك ّ‬
‫ضلها هو‪.‬‬
‫تقديم الحب بالطريقة التي يف ّ‬

‫‪19‬‬
‫‪http://www.iico.net/al-alamiya/issues-1427/issue-193/moslem-family.htm‬‬
‫‪21‬‬
‫فالرجل مثل ً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو‪ ،‬والحب الذي يعبر‬
‫عن تقدير جهوده وما يقدمه‪ .‬بينما تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬آثار عدم الشباع العاطفي بين الزوجين على السرة واستقرارها‬

‫لم يعد يخفى على عاقل ما للسرة واستقرارها من أهمية في حياة الفرد‪ .‬ويكفي أن‬
‫تكون السرة هي اللبنة الساس لبناء المجتمع لتحظى بهذه الهمية البالغة وبهذا ال َ‬
‫كم من‬
‫الدراسات والمتابعة‪ .‬ولربما كان الزمن الذي نعيش فيه جيوبه حبلى بالحداث والمشاكل‬
‫والكوارث نتيجة الُبعد عن الدين والعولمة وانتشار الفساد عبر الفضائيات ووسائل العلم‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫والسرة – كما غيرها – عانت من هذه الفات المنتشرة إن على صعيد العلقة الزوجية‬
‫وإن على صعيد البناء‪ .‬فتعالت الصرخات من هذه المخاطر التي تهدد السرة وارتفعت نسب‬
‫ُ‬
‫الطلق وعَلت موجة الخيانة الزوجية وتفككت ال َ‬
‫سر فلجأ البناء إلى المخدرات والعربدة‬
‫ن من العاطفة المفقودة في بيت الهل‪.‬‬ ‫وفتشت الفتيات على ما يسد رمقه ّ‬
‫ص بالسرة إن لم يراعي الزوجان علقتهما‬ ‫كد الدراسات أن الخطر مترب ٌ‬‫وإزاء كل هذا تؤ ّ‬
‫بالدرجة الولى لن تِبعات تخاصمهما ستؤدي دون أدنى شك الى تفكك السرة وضياع الجيل‬
‫الواعد‪.‬‬

‫المأوى الفارغ ‪Empty Shell‬‬


‫" عندما تفتقر العلقة العاطفية بين الزوجين بحيث ل يشعر أحدهما بوجود الخر او‬
‫ل منهما للخر على أنه غريب‪ ،‬عندئذ تصبح خلّية السرة‬ ‫باهميته في حياته الوجدانية او ينظر ك ّ‬
‫فارغة في مشاعرها وواهية في روابطها العاطفية وتضحى عواطفهم غير مشبعة وتمسي‬
‫التزاماتهم السرية )كزوج وزوجة( شكلية فارغة من روحها إنما يبقيان مرتبطين اسميا ً‬
‫وظاهريا ً دون طلق أو انفصال بينهما‪.‬‬
‫هذا النوع من الوضع السري يشوبه العنف والشجار المستمر الذي يعمل على إذابة‬
‫السعادة الزوجية وروح المرح بينهما وهذا يعني ان تفاعلتهما ل تحدث إل عند الضرورة‬
‫والحاجة‪.‬‬
‫ً‬
‫أما تفاعل البناء مع والديهم فإنها تحدث عند الضرورة أيضا وحسب التزاماتهم العامة‬
‫خالية من التعابير الودية والمشاعر الحارة‪.‬‬
‫وإزاء الشجار والعراك المستمر بين الزوجين فإن أبنائهما يفكرون بالخلص من هذا‬
‫خصًا‪.‬‬
‫المناخ الحاد والمشحون بالمشاكل اليومية وهذا هو التفكك السري" ‪ 21‬اهل مل ّ‬
‫اذا ً فالبناء يتأثرون بهذه الجواء القاتمة بين البوين سواء بسلوكهم الجتماعي أو‬
‫أخلقهم وأدائهم الدراسي‪ .‬ولربما ساقهم الرفض الى جحود الباء وعصيان أوامرهم انتقاما ً‬
‫منهم على عدم توفير المن والستقرار النفسي في البيت‪.‬‬
‫ن أحللد أهللم عوامللل الجنللوح الللى الجريمللة هللو‬
‫وفي الدراسات والبحوث الجنائية اتضللح أ ّ‬
‫ص الحاد في التغذية العاطفية للجاني‪.‬‬
‫النق ّ‬

‫)التفاهم بين الزوجين )بتصرف‬


‫‪20‬‬

‫‪21‬‬
‫التفكك الجتماعي ص ‪220-219‬‬
‫‪22‬‬
‫وبدورها إن لم تجد الفتاة العاطفة في البيت فقد تلجللأ اللى التفللتيش عنهللا خللارج الطللار‬
‫فة والتقوى فمن يكون المسؤول يومها؟‬ ‫العائلي ولربما ابت ُل َِيت بذئب بشري نزع عنها لباس الع ّ‬

‫الخيانة الزوجية‬
‫إن عدم اكتفاء كل طرف بشريكه في الحياة الزوجية نتيجة انعدام الشباع العاطفي‬
‫ل من الرجل والمرأة لديه متطلبات‬ ‫نك ّ‬‫بينهما قد يؤدي ول شك الى الخيانة الزوجية‪ .‬حيث أ ّ‬
‫نفسية وجسدية فإن لم يجد ما يشبع غريزته عند زوجه وفقد الوازع الديني فقد يلجأ إلى‬
‫التفتيش عن طرف آخر يلبي حاجاته الغريزية‪ .‬وفي ظل النفتاح الذي يعيشه مجتمعنا اليوم ل‬
‫جد الوازع الديني‬
‫يحتاج المرء الى كثير تفتيش ليحصل على مراده‪ .‬وفي أحسن الحوال إن وُ ِ‬
‫فقد يلجأ الزوج الى التعدد ليحصل على الشباع الذي يريد‪.‬‬

‫الكتئاب‬
‫حين ل يحصل الزوجان على ما يسعيان اليه من اشباع عاطفي في حياتهما الزوجية فقد‬
‫ول حياتهم لدهليز معِتم ل‬
‫يصل المر بالبعض منهم أن يدخلوا في دوامة الكتئاب واليأس وتتح ّ‬
‫نور فيه ول دفء مما يعكس أثره على النجازات التي تكاد تنعدم لفقدان المل والرغبة‬
‫والحافز على الستمرار والبداع والنتاج‪.‬‬

‫كانت هذه أهم الثار التي تتوّلد عن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين وهي ل شك‬
‫خطيرة لوحدها فكيف إذا أضفنا عليها آثارا ً ُأخرى؟!‬

‫سابعًا‪ :‬أنواع الشباع العاطفي بين الزوجين‬

‫صها الزواج‬
‫لله دّرها من عاطفة ترفع والى الفضائل تدفع ورضا الله تجلب تلك التي خ ّ‬
‫دة أهمها‪:‬‬
‫لبعضهم البعض‪ .‬وللشباع منافذ ع ّ‬
‫اشباع العاطفة القلبية‬ ‫‪-‬‬
‫م‬
‫اشباع الحواس‪ :‬النظر والسمع والذوق واللمس والش ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اشباع الغريزة الجنسية‬ ‫‪-‬‬

‫ن كل الزوجين بحاجة لهذا الشباع ليأمنا في بيتهما ويستقرا نفسيا ول يكونا جائعين‬‫إ ّ‬
‫عاطفيا ً فتتك ّ‬
‫در الحياة ويتنّغص العيش‪ .‬ولئن كانت المرأة بتركيبتها العاطفية أحوج من الرجل‬
‫لسماع كلمات الحب ولحساسها أن هناك من يهتم بها ويشغله أمرها فغن الرجل أيضا ً بحاجة‬
‫الى اشباع عاطفي ليستمر في العطاء والنتاج‪.‬‬

‫رح القلب بصدق المودة‪ ..‬يقول الشيخ الستاذ محمد حسين فى كتابه "العشرة‬ ‫أ ِ‬
‫الطيبة للمرأة"‪" :‬أرأيت أيها الزوج العاقل لو أن إنساًنا أعطاه الله نعمة المال الكثير فكنزه‬
‫ولم يستثمره ولم ينفق منه على نفسه ول على من يجب عليه النفقة عليهم ‪ ..‬ما تقول فيه؟‬
‫إن المال جعله الله ليتداول بين الناس ل ليكنزوه‪ ،‬وكذلك كنوز العواطف التي تملكها في قلبك‬
‫لزوجتك ول يصل منها إليها ما يكفيها‪ ،‬ولهذا ل يقنعها ملكك لها وكنزها في قلبك‪ ،‬بل ستشكك‬
‫في وجودها عندك‪ .‬أنفق أيها الفتى على أهلك ول تحرمهم رفدك فيزداد منها بعدك‪ ،‬قل لها‬

‫‪23‬‬
‫دا أنك بخيل القلب حتى لو كنت سخي‬
‫بملء الفم‪ ،‬واغترف مما في القلب‪ ،‬ول تجعلها تشعر أب ً‬
‫اليد‪".‬‬

‫فالقلب بحاجة الى تلك العواطف التي تزهر فيه فتوِرثه الراحة النفسية وإذا ما أشبع‬
‫جانب الحتياج العاطفي فسيكون طريقا ً لتذليل كل المصاعب واحتمال كل العباء‬
‫والمسؤوليات عن طيب نفس‪.‬‬

‫سحر‪ ..‬فكن الساحر الذي يمزج عواطفه بكيمياء الكلمة فترتعش لسماعها‬ ‫وللكلمة ِ‬
‫مل الزوج أو الزوجة مشقات وأعباء جسيمة ثم ينهار التعب أما لسعة‬‫شغاف القلوب‪ .‬قد يتح ّ‬
‫دفء من كلمة تخرج من عمق القلوب بصدق "أحبك"! وليس من الضروري أن تكون هناك‬
‫مناسبة لتبوح بهذه المشاعر الحميمة لشريكك بل اجعلها ترنيمة خاصة تبثها بصدق كلما‬
‫سنحت لك الفرصة ول تقل أن الشريك متأكد من محبتك له فالنسان بحاجة الى أن يسمع‬
‫ويتلذذ بالبوح بالرغم من تأكده من المشاعر‪.‬‬

‫يقول فايز سليم في كتابه اللمسة السحرية في السعادة الزوجية‪» :‬كلمة أحّبك لها مفعول‬
‫عجيب وتأثير ساحر في نفس سامعها‪ ،‬فهذه الكلمة تفتح آفاق الحياة‪ ،‬وتبعث المل في‬
‫النفوس‪ ،‬وترسم لوحة السعادة بقلم الحب‪ .‬وإّنها لتدفع إلى تحقيق المستحيل‪ ،‬لكن الكثير منا‬
‫يعتبرون هذه الكلمة وما على شاكلتها من الوجدانيات أمرا ً صبيانيا ً ساذجًا‪ ..‬بل يعتبرونها من‬
‫‪22‬‬
‫المراهقات المتأخرة التي ل تليق بأفعال الرجال"‬

‫ن‬
‫ولقد سأل الكاتب الجتماعي محمد رشيد العويد مجموعة من النساء عن موقفه ّ‬
‫ن فكانت هذه بعض إجاباتهن‪:‬‬‫ن تجاه كلمات رقيقة طيبة فيما لو صدرت من أزواجه ّ‬
‫ومشاعره ّ‬

‫* سأكون سعيدة‪ ،‬وسأرد ّ على كلمه بكلم أحسن منه‪.‬‬

‫* أشعر بالرضا لني أرضيت ربي‪ ..‬ونلت رضى زوجي‪.‬‬

‫* ترتفع معنوياتي كثيرًا‪ ،‬وقد يزداد حبي له أكثر فأكثر‪.‬‬


‫‪23‬‬
‫* يختفي إحساسي بالتعب‪.‬‬

‫وقد ثبت علميا ً أن عبارات الحب تؤّثر على خليا الكائنات الحية في الجسم وتساعد على‬
‫تنظيم الدورة الدموية وتقاوم الخليا الخبيثة‪ .‬ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع في‬
‫جع على اشاعة الحب ونشر ثقافة الفصاح وعدم التكتم بالمشاعر‬ ‫هذا التجاه ويشيع ويش ّ‬
‫وخير دليل حادثة الصحابي حينما أخبره أنه يحب فلًنا‪ ،‬فسأله‪ :‬أأخبرته؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إذن‬
‫فأخبره"‪ .‬وإن كان هذا منهج الحبيب عليه الصلة والسلم مع الصحابة فكيف بين الزواج وهم‬
‫أولى لعمارة الكون؟!‬
‫سم هذا المجتمع بالترابط وينعم بالصحة النفسية‬
‫وفي المجتمع الذي يسوده الحب يت ّ ِ‬
‫قاها الرجال خاصة في المجتمعات الشرقية حيث انه الرجل‬ ‫ولكن المشكلة في التربية التي يتل ّ‬
‫القوي الذي ل يجب أن ُيظهشر ضعفه ويعّبر عن مشاعره التي هي ديدن النساء وهذا خطأ‬

‫‪22‬‬
‫اللمسة السحرية في السعادة الزوجية ‪23‬‬
‫‪23‬‬
‫سحر الكلمة ‪49‬‬
‫‪24‬‬
‫فادح في التربية لن عواقبه خطيرة على استقرار السرة إن امتنع الرجل عن البوح بمكنون‬
‫نفسه تجاه زوجته وشعر بالمهانة إن فعل!‬
‫مر الكثير من الزواج أن الزوجة ل تتزّين إل حين خروجها للحفلت أو‬
‫ن تتمّتع‪ ..‬يتذ ّ‬
‫وعي ٌ‬
‫استقبالها لصويحباتها بينما تزهد في إظهار محاسنها لزوجها بعد فترة من الزواج‪ .‬ول شك أن‬
‫اشباع عين الزوج بمفاتن زوجته كفيل أن يغض بصره عن الحرام لكفايته بالحلل‪ .‬وتزّين كل‬
‫الزوجين للخر عربون مودة وخير برهان على الهتمام بالشريك‪.‬‬
‫وقد ذكر الميناوي في "فيض القدير" أن أحد حكماء الرجال قال‪" :‬تزّين المراة لزوجها‬
‫من أقوى أسباب المحّبة واللفة بينهما وعدم الكراهية والنفرة‪ ،‬لن العين ومثلها النف – رائد‬
‫القلب ‪ ،-‬فإذا استحسنت منظرا ً أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة‪ ،‬وإذا نظرت منظرا ً بشعا ً‬
‫‪24‬‬
‫أو ما ل يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهية والنفرة"‪.‬‬
‫وليس التزّين للنساء فقط فإن الرجللال عليهللم أيض لا ً أن يللتزّينوا لنسللائهم وقللد كللان ابللن‬
‫مل لي"‪.‬‬ ‫عباس رضي الله عنه يقول‪" :‬إني أحب ان أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتج ّ‬
‫وفي نفس الطار نذ ّ‬
‫كر بما قاله الحللبيب عليلله الصلللة والسلللم أن تبللادل النظللرات بيللن‬
‫الزوجين من أسباب تنّزل الرحمات فعن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسللول الللله صلللى الللله‬
‫ن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعللالى إليهمللا نظللرة رحمللة‪،‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إ ّ‬
‫‪25‬‬
‫فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهمللا ملن خلل أصلابعهما!" فلغلة العيلون واللمللس ملن أعظلم‬
‫وسائل الشباع العاطفي بين الزوجين‪.‬‬
‫وللنف سبيل‪ ..‬كيف ل وقد قللال الشللاعر‪ :‬والعيللن تعشللق مللا تهللوى وتبصللره‪ ..‬كللذلك‬
‫تعشق فيك النف والذن‬
‫والرائحة تنتشر بسرعة ويتأثر بها القلللب وتغللري الرجللال وتجللذبهم ولللذلك ح لّرم الشللرع‬
‫طرة لما لذلك من فتنة محّتمة‪.‬‬‫خروج المرأة متع ّ‬
‫ل من الزوجين أن ل يجد من صاحبه ال كل ريٍح جميل ولعل الزهار تسللاهم فللي‬ ‫فليحرص ك ّ‬
‫ن ألللوان الزهللور تعالللج بعللض‬
‫كرة! ويكفي أ ّ‬‫ب مس ِ‬ ‫تحلية النف فتخّيم على المكان نسمات طي ٍ‬
‫المراض النفسية كالقلق‪ ،‬والتوتر‪ ،‬وتعيد للجسد نشاطه‪ ،‬وتبعث في الحيللاة الزوجيللة مفللردات‬
‫كد الستاذ عيسى المسكري‪.‬‬ ‫السعادة كما يؤ ّ‬

‫ولّلمسة نصيب‪ ..‬قد يعتقد بعض الزواج أن اللمس يكون فقط في غرفة النوم وحين‬
‫دمات وإنما تكون‬‫الجماع وهذا أمر خاطئ تمامًا‪ ..‬فإن اللمسة الحانية ليس لها موعد ول مق ّ‬
‫في كل وقت ومكان‪ ..‬وليس بالضرورة أن تكون فقط ضمن العملية الجنسية بين الزوجين‪.‬‬
‫فقد تكون الجلسة لمشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب أو على الشرفة للراحة فيجب‬
‫استغلل هذه الدقائق في إظهار الحب للشريك بأن يمسك الواحد بيد الخر أو يضع يده على‬
‫كتفه وبحضور البناء ليتعلموا أن يعّبروا عن مشاعرهم خاصة مع شركائهم في المستقبل‪.‬‬
‫هب التعب الذي تعانيه‬‫فاللمسة ُتسلي الروح وُتنسي المتاعب والمشقات اليومية وُتذ ِ‬
‫من‬
‫الزوجة في الرعاية وتدبير أمور المنزل والبناء؛ وكذلك الزوج الذي يكابد خارج المنزل ليؤ ّ‬
‫رغبات وحاجات العائلة‪ .‬وهي ل تكّلف شيئا ً ومفعولها كبير!‬
‫دده النساء دائما ً فيقلن‪ :‬الطريق الى قلب‬ ‫أإشباع في التذوق؟! هناك مث ٌ‬
‫ل شعبي تر ّ‬
‫ً‬
‫الرجل معدته‪ ..‬ولربما كان هذا المر صحيحا الى درجة ما ولو لم يكن يعلو في عملية الشباع‬
‫قن فنون‬
‫لخرى‪ ..‬ولكن يبقى أن الرجل يحب أن تهتم زوجته بأكله وُتت ِ‬ ‫المرتبة العالية كالنواع ا ُ‬

‫‪24‬‬
‫بحر المحبة ‪39‬‬
‫‪25‬‬
‫التدوين في أخبار قزوين ‪2/47‬‬
‫‪25‬‬
‫المطبخ والطبخ فهذا يعود عليه بالراحة والسعادة‪ .‬وعلى الزوجة أن تراعي هذا الجانب وتتعّلم‬
‫أصناف جديدة وتحرص على طبخ الصناف التي يحبها زوجها والحلويات وتعاجله بفنجان قهوة‬
‫مثل ً إذا كان معتادا ً أن يشربه في ساعة معينة من دون طلب منه وهذا ترجمة للهتمام منها‬
‫فتطيب نفسه لذلك‪.‬‬
‫ن عملية الشباع الجنسي جد ّ مهم في الحياة الزوجية وكم اهتزت‬ ‫طهارة امتزاج‪ ..‬إ ّ‬
‫صن وإشباع الغريزة‬ ‫دعائم بعض البيوت نتيجة عدم التوافق الجنسي بين الزوجين‪ .‬فالتح ّ‬
‫الجنسية في النفس تكاد تكون من أهم العوامل التي يسعى الزوج للزواج من أجلها بالضافة‬
‫الى ايجاد السكن النفسي مع النصف الخر‪.‬‬
‫وقد ترجم هذه المعاني الستاذ محمد قطب رحمه الله تعالى فاتى ببيان ول أروع حيث‬
‫قال‪" :‬يقول إنسان لنفسه‪ :‬إنني أحس في أعماقي بحنين إلى الجنس الخر‪ ،‬ورغبة قوية في‬
‫اللقاء بأحد أفراده‪ ،‬والمتزاج معه‪ ،‬والفضاء إليه‪ ،‬والتحاد الكامل معه حتى كأننا شخص واحد‬
‫ي لحظة واحدة في‬ ‫ل شخصان منفصلن" ويتابع فيقول‪" :‬أنا لست جسدا ً خالصًا‪ ،‬ول تمر عل ّ‬
‫حياتي أكون جسدا ً بل عقل‪ ،‬وإحساسي بالجنس هو قطعة مني‪ ،‬هو جزء من كياني كله‪ ،‬فلكن‬
‫إذن على الفطرة السليمة لبني البشر‪ .‬فليكن إحساسي بالجنس شامل ً لكياني كله‪ ،‬شامل ً لكل‬
‫ما أنا مشتمل عليه من مشاعر‪ .‬فليكن رغبة جسم‪ ،‬وخفقة قلب‪ ،‬ورّفة روح‪ .‬فليكن "عاطفة"‪.‬‬
‫فليكن – إلى جانب الرغبة – مودةً ورحمة وتعاطفا ً وتفاهما ً وامتزاجا ً روحيا ً ولقاء يرتفع بالكيان‬
‫‪26‬‬
‫إلى عليين"‬
‫ل من‬‫فإن كان هذا الحساس المرهف والدراك العميق لحقيقة الجنس في نفس ك ّ‬
‫الزوجين فقد توصل إلى حقيقة راسخة في مفاهيم الحياة الجنسية ول بد أن يكون الشباع من‬
‫ققا ً إن توّفرت حيثّيات اللقاء الحميمي وفنونه‪.‬‬
‫هذا الجانب مح ّ‬
‫والعملية الجنسية علج لبعض المراض النفسية فقد نقلت وكالة أنباء رويترز أن أفضل‬
‫علج ظهر في عام ‪ 1995‬للتخلص من القلق هو معاشرة الرجل زوجته‪ ..‬وفقأ لما أوردته‬
‫مجلة "منزهيلث" )صحة الرجال( التي قالت ‪ :‬إن نتائج البحاث تشير إلى أن المعاشرة‬
‫المنتظمة ل تخفف من الجهاد فحسب‪ ،‬بل إنها تطيل العمر أيضًا‪.‬‬
‫قص الوزن وقد تحتاج الى هذه المعلومة بعض النساء الراغبات في إنقاص‬ ‫وكذلك هي ُتن ِ‬
‫ن‪ .‬فقد ذكر الستاذ محمد رشيد العويد أن العالمان الميركيان هيليوشين وغرايدمان‬ ‫أوزانه ّ‬
‫كدا أن مجموع الطاقة الحرارية التي تبذل خلل المعاشرة الزوجية الواحدة تتراوح بين ‪50‬‬ ‫أ ّ‬
‫إلى ‪ 75‬ألف وحدة حرارية‪.‬‬
‫وإن شعر أحد الزوجين أنه مرفوض – جنسيا ً – من الخر فسيسقط في دائرة التعب‬
‫النفسي والوحدة وقد تنقطع قنوات التصال بمن حوله وخاصة الشريك لنه غير مشبع جنسيا ً‬
‫وتتأزم حالته وينعدم بعدها الحوار وكافة أشكال التفاهم والتودد بين الطرفين‪ .‬وما هذا إل لن‬
‫طلت فكأنها رسالة‬ ‫العلقة الجنسية هي تعبير عن المودة والرغبة في الشريك فإن انتفت وتع ّ‬
‫ضمنية أن الشريك يرفض شخص الطرف الخر وليس العملية بحد ذاتها ومن هنا ينشأ الخصام‬
‫والتباعد وتكبر الفجوة بين الزوجين‪ .‬ويؤكد الدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة‬
‫ماركيت الميركية أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء‬
‫وهو وسط أهله وأقاربه؛ ويقول‪ :‬إن انعدام جو التفاهم وتبادل الراء والعواطف يترك المرء‬
‫في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلم‪ .‬إنها أقسى أشكال الوحدة‪.‬‬
‫يقللول الخللبراء‪ :‬إن علللى الرجللل إن أراد تجللاوب زوجتلله أن يظهللر لهللا حبلله وحنللانه قبللل‬
‫القتراب منها‪ .‬وحبذا لو عمل على إصلح المور بعد كل مشاجرة تفاديا لتراكم البرود والنفللور‬
‫‪27‬‬
‫فيما بعد"‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫منهج التربية السلمية ‪143‬‬
‫‪27‬‬
‫إلى الممتنعة عن زوجها – محمد رشيد العويد‬
‫‪26‬‬
‫ولقد جاء في وصف الحور في الجنان أنهم عربا ً أترابا والعللروب هللي المتللوددة الللى زوجهللا‬
‫وعربت المرأة إذا تحببت إلى زوجها‪ ،‬وقال ابن الثير في 'النهاية' الَعرابة هي التصللريح بللالكلم‬
‫في الجماع والمقصود مللن لفظللة العللرب هللو فاعليللة المللرأة فللي السللتجابة لزوجهللا بالتللدلل‬
‫ك الشفوق‪.‬‬ ‫والتلطف والمداعبة فكوني ملكه الودود ليكون مِلك ِ‬
‫وتودد المرأة الى زوجها والتفنن والبداع في إغرائه وتحقيق الشباع الجنسي للله ليللس مللن‬
‫جر عليهللا إن هللي‬ ‫قلة الحياة بل هو على العكس تماما ً قِ ّ‬
‫مة الخلق وجزء من العبللادة الللتي تللؤ َ‬
‫أخلصت النية لله جل وعل‪.‬‬
‫ضرا للقاء الحميمي بالتزين والتطّيب والمداعبات فل يقع الرجل علللى‬ ‫وعلى الزوجين أن يتح ّ‬
‫زوجته كما تقع البهيمة بل هو التودد وإن انتهى الللزوج ووصللله مللا يريللد مللن العمليللة الجنسللية‬
‫فعليه أن ينتظر زوجته لتبلغ ما بلغ هو فتجد الراحة وكذلك عليهما بعد قضاء الللوطر أن يتللداعبا‬
‫ويحرصا على إشباع العواطف كما الجسد‪.‬‬
‫يقول المام ابن القّيم رحمه الله تعالى‪ " :‬وفي بضع أحللدكم صللدقة وملن تراجللم النسللائي‬
‫على هذا الترغيب في المباضعة ثم ذكر هذا الحديث ففي هذا كمال اللذة وكمال الحسان إلى‬
‫الحبيبة وحصول الجر وثواب الصدقة وفرح النفس وذهاب أفكارها الللرديئة عنهللا وخفللة الللروح‬
‫وذهاب كثافتها وغلظها وخفة الجسم واعتدال المزاج وجلب الصحة ودفللع المللواد الللرديئة فللإن‬
‫صادف ذلك وجها حسنا وخلقا دمثا وعشقا وافرا ورغبة تامة واحتسابا للثواب فذلك اللذة الللتي‬
‫ل يعادلها شيء ول سيما إذا وافقت كمالها فإنها ل تكمل حتى يأخذ كل جزء من البدن بقسللطه‬
‫من اللذة فتلتذ العين بالنظر إلى المحبللوب والذن بسلماع كلملله والنلف بشللم رائحتلله والفلم‬
‫بتقبيله واليد بلمسه وتعتكف كل جارحة على ما تطلبه من لذتها وتقابله من المحبوب فإن فقد‬
‫من ذلك شيء لم تزل النفس متطلعة إليه متقاضية له فل تسكن كل السللكون ولللذلك تسللمى‬
‫‪28‬‬
‫المرأة سكنا لسكون النفس إلينا"‬
‫فسبحان من خلق الزواج كلها‪ ..‬وجعل ا ُ‬
‫لنس والسكن فللي هللذه العلقللة الربانيللة المباركللة‬
‫فضل ً منه وتنُعما‪..‬‬

‫ثامنًا‪ :‬وقفات مع الحبيب عليه الصلة والسلم في عملية الشباع‬


‫العاطفي بين الزوجين‬
‫ي محمدا؟‬ ‫ل النب ّ‬ ‫ومن مث ُ‬
‫دبه ربه فأحسن تأديبه‪ ..‬حتى إذا ما سئَلت عنه أمنا عائشة رضللي الللله تعللالى عنهللا قللالت‪:‬‬ ‫أ ّ‬
‫ت وأملي يلا رسللول اللله‪ ..‬سلليرته العط ِللرة تفلوح بكللل‬ ‫كان قرآنا ً يمشي على الرض‪ .‬بلأبي أنل َ‬
‫الروائع فهو قدوة في كل شيء‪ .‬لقللد كللان القللائد والمللام والمش لّرع والب والقاضللي والللزوج‬
‫الرحيم وأكثر‪ ..‬ثم أنه صلى الله عليه وسلم كان نموذجا ً ُيحتذى في كللل منحللى مللن شخصلليته‬
‫المباركة‪.‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن كللا َ‬
‫مل ْ‬
‫ة لِ َ‬
‫سلن َ ٌ‬
‫ح َ‬‫سوَةٌ َ‬‫ل اللهِ أ ْ‬‫سو ِ‬
‫م ِفي َر ُ‬ ‫ن لك ْ‬‫قد ْ كا َ‬
‫يقول الله جل وعل في كتابه الكريم‪" :‬ل َ‬
‫خَر وَذ َك ََر الل ّ َ‬
‫ه ك َِثيًرا"‬ ‫م اْل ِ‬
‫ه َوال ْي َوْ َ‬
‫جو الل ّ َ‬
‫‪29‬‬
‫ي َْر ُ‬
‫زم‪.‬‬‫فمن أراد القدوة ليقّلد فيتمّيز بتبّعله فهذا النبي الحبيب له خير قدوة فليلت ِ‬
‫جملة أمور كان النبي صلى الله عليه وسّلم يقوم بها مع زوجللاته –‬ ‫وحقيقة لقد جمع البعض ُ‬
‫ي الكريم صلوات ربي وسلمه‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ن‪ -‬فمن قرأها لم يزدد إل حبا وإعجابا وإجلل ً لهذا النب ّ‬ ‫على كثرته ّ‬
‫‪28‬‬
‫روضة المحبين – ابن القيم الجوزية‬
‫‪29‬‬
‫سورة الحزاب الية ‪21‬‬
‫‪27‬‬
‫ن‬
‫عليه‪ .‬فقد كان ِنعم الزوج الحنون العطوف المتفّهم الذي يراعي زوجاته ويصللبر علللى غيرته ل ّ‬
‫ن دون تعنيف ول توبيخ‪.‬‬‫ويناقشه ّ‬
‫وسأعرض في هذا المبحث عناوين رئيسة دون الخوض في التفاصيل إن شاء الرحمن جللل‬
‫وعل لنه موضوع عميق وكبير ويصلح أن يكون بحثا ً قائما ً بذاته‪..‬‬

‫طف‪ :‬كان صلى الله عليه وسلم يقول لمنا عائشة‪" :‬يا عائش هذا جبريل‬‫‪ ‬مناداتها بتل ّ‬
‫‪30‬‬
‫يقرئك السلم قلت وعليه السلم ورحمة الله قالت وهو يرى ما ل نرى"‪.‬‬
‫‪ ‬رفع اللقمة الى فمها‪ :‬يقول النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬وإنك مهما أنفقت من نفقة‬
‫‪31‬‬
‫فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى ِفي امرأتك"‬
‫ن ‪ :‬فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها‪ :‬بأي‬
‫ضر لملقاته ّ‬
‫‪ ‬التزّين والتطّيب والتح ّ‬
‫‪32‬‬
‫وعن أمنا‬ ‫شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك‪.‬‬
‫عائشة رضي الله تعالى عنها قالت‪ " :‬كنت أطّيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما‬
‫‪33‬‬
‫يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"‬
‫‪ ‬وضع الفم على نفس موضع فم الزوجة‪ :‬عن أمنا عائشة رضي الله تعللالى عنهللا‪" :‬كنللت‬
‫أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الللله عليلله وسلللم فيضللع فللاه علللى موضللع فللي‬
‫فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه علللى‬
‫‪34‬‬
‫موضع في"‬
‫‪ ‬التقرب العاطفي من الزوجة حتى في حال الحيض‪ :‬عن أمنللا عائشللة رضللي الللله تعللالى‬
‫عنها‪" :‬أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم كللان يتكللئ فلي حجللري وأنلا حلائض ثللم يقللرأ‬
‫‪35‬‬
‫القرآن"‬
‫حلم والناة‪ :‬فمن حديث أنس رضي الله تعالى عنه‪" :‬كان النبي صلى الله عليه وسلللم‬ ‫‪ ‬ال ِ‬
‫عند إحدى أمهات المللؤمنين فأرسللت أخللرى بقصلعة فيهلا طعلام فضلربت يلد الرسلول‬
‫فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحللداهما‬
‫إلى الخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمسك حتى جاءت‬
‫بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسللورة فللي بيللت‬
‫‪36‬‬
‫التي كسرتها"‬
‫‪ ‬رقية أهل بيته‪ :‬عن عائشة قالت ‪" :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحللد‬
‫من أهله نفث عليه بالمعوذات فلمللا مللرض مرضلله الللذي مللات فيلله جعلللت أنفللث عليلله‬
‫‪37‬‬
‫وأمسحه بيد نفسه لنها كانت أعظم بركة من يدي"‬
‫‪ ‬مجاراتها فيما تحب‪ :‬عن عائشة قالت‪" :‬والللله لقللد رأيللت رسللول الللله صلللى الللله عليلله‬
‫وسلم يقوم على باب حجرتي و الحبشة يلعبون بالحراب ورسول الللله صلللى الللله عليلله‬
‫وسلم يسترني بردائه لنظر إلى لعبهم من بين أذنلله وعللاتقه ثللم يقللوم مللن أجلللي حللتى‬
‫‪38‬‬
‫أكون أنا التي أنصرف"‬

‫‪30‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم‪5848 :‬‬
‫‪31‬‬
‫‪:‬صحيح البخاري حديث رقم ‪2591‬‬
‫‪32‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪253‬‬
‫‪33‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم ‪5579‬‬
‫‪34‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪300‬‬
‫‪35‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم ‪293‬‬
‫‪36‬‬
‫سنن النسائي حديث رقم ‪3955‬‬
‫‪37‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪2192‬‬
‫‪38‬‬
‫مسند أحمد حديث رقم ‪24805‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ ‬اللعب مع الزوجة‪ :‬عن عائشة رضي الله عنها أنها "كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحلم سلابقته فسلبقني فقللال‬
‫هذه بتلك السبقة"‪.39‬‬
‫ن أمام الناس‪ :‬فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه ‪ :‬أن النبي صلى‬ ‫‪ ‬الفصاح عن حبه له ّ‬
‫الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليللك قللال‪:‬‬
‫‪40‬‬
‫عائشة فقلت من الرجال؟ فقال‪ :‬أبوها قلت ثم من؟ قال عمر بن الخطاب فعد ّ رجال‪.‬‬
‫ن‪" :‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كللان بالليللل سللار مللع‬‫‪ ‬تخصيص الوقت له ّ‬
‫‪41‬‬
‫عائشة يتحدث معها"‬
‫‪ ‬مساعدة أهله في أعمال البيت‪ :‬فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها‪" :‬مللا كللان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت‪ :‬كان يكون في مهنة أهللله تعنللي خدمللة‬
‫‪42‬‬
‫أهله فإذا حضرت الصلة خرج إلى الصلة"‬
‫‪43‬‬
‫‪ ‬مدحها أمام الجمع‪" :‬فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"‬
‫‪ ‬إعراضه عن الضرب‪" :‬ما ضرب رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم شلليئا قللط بيللده ول‬
‫‪44‬‬
‫امرأة"‬
‫‪ ‬السماع لها مهما طال الحديث‪ :‬فبعد سرد أمنا عائشة رضي الله تعالى عنهللا لحللديث أم‬
‫زرع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماعه لها دون تأفف‪ " :‬قالت عائشة قللال‬
‫‪45‬‬
‫لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬يا عائش كنت لك كأبي زرع لم زرع"‬
‫ن‪ :‬كأخذه صلى الله عليه وسلم بمشورة أم سلمة رضي الله تعالى عنهللا‬
‫‪ ‬الخذ بمشورته ّ‬
‫يوم صلح الحديبية‪.‬‬

‫وللحبيب عليه الصلة والسلم أحاديث كثيرة يوصي بها الرجال وفي خطبللة الللوداع أمرهللم‬
‫جع الرجال أن يكونوا خير أعوان لزوجاتهم وكذلك النسللاء حّثه ل ّ‬
‫ن فللي‬ ‫ن وكان يش ّ‬
‫سنوا له ّ‬
‫أن ُيح ِ‬
‫ن معامللة الرجلال وأخللبر علن الثللواب العظيلم‪ ..‬وملن‬‫سل ّ‬
‫أحاديثه صلى الله عليه وسلللم أن ُيح ِ‬
‫أحاديثه في هذا الموضوع صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شلليء فللي الضلللع أعله‬ ‫‪-‬‬
‫‪46‬‬
‫فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء"‬
‫‪47‬‬
‫غيره"‬
‫"ل يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر أو قال‬ ‫‪-‬‬
‫‪48‬‬
‫جر"‬ ‫ُ‬
‫" إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ " :‬أل أخبركم برجللالكم فللي الجنللة ؟ قللالوا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫بلى يا رسول الله ‪ ،‬فقال ‪ :‬النبي في الجنة‪ ،‬والصديق في الجنة‪ ،‬والشهيد فللي الجنللة‪،‬‬
‫والمولود في الجنة‪ ،‬والرجل يزور أخاه في ناحية المصر ل يزوره إل لله جل وعللز فللي‬

‫‪39‬‬
‫سنن أبي داوود حديث رقم ‪2578‬‬
‫‪40‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم ‪3462‬‬
‫‪41‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪2445‬‬
‫‪42‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم ‪644‬‬
‫‪43‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم ‪3250‬‬
‫‪44‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪2328‬‬
‫‪45‬‬
‫مسند أبي يعلى الموصللي حديث رقم ‪4701‬‬
‫‪46‬‬
‫صحيح البخاري حديث رقم ‪3153‬‬
‫‪47‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪1469‬‬
‫‪48‬‬
‫مسند أحمد حديث رقم ‪16705‬‬
‫‪29‬‬
‫الجنة‪ .‬قال‪ :‬أل أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ ،‬قال‪ :‬كللل‬
‫ولود ودود‪ ،‬إذا غضبت أو أسيء إليها‪ ،‬أو غضلب قلالت‪ :‬هلذه يللدي فلي يللدك ل أكتحلل‬
‫‪49‬‬
‫بغمض حتى ترضى "‬
‫"فاتقوا الله في النساء‪ ،‬فإنكم أخذتموهن بأمان الله‪ ،‬واستحللتم فروجهللن بكلمللة‬ ‫‪-‬‬
‫الله‪ ،‬ولكم عليهن أن ل يوطئن فرشكم أحللدا ً تكرهللونه‪ ،‬فللإن فعلللن ذلللك‪ ،‬فأضللربوهن‬
‫‪50‬‬
‫ضربا ً غير مبرح‪ ،‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"‬
‫‪51‬‬
‫"خيركم خيركم لهله وأنا خيركم لهلي"‬ ‫‪-‬‬
‫"إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضللي‬ ‫‪-‬‬
‫‪52‬‬
‫إليه ثم ينشر سرها"‬
‫"نهى رسول الله صلى الله عليلله وسلللم أن يطللرق الرجللل أهللله ليل يتخللونهم أو‬ ‫‪-‬‬
‫‪53‬‬
‫يلتمس عثراتهم"‬
‫" إذا صلت المرأة خمسللها‪ ،‬وصللامت شللهرها‪ ،‬وحصللنت فرجهللا‪ ،‬وأطللاعت بعلهللا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪54‬‬
‫دخلت من أي أبواب الجنة شاءت"‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬إذا جامع أحدكم أهللله فليصللدقها‪ ،‬ثللم إذا‬ ‫‪-‬‬
‫‪55‬‬
‫قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فل يعجلها حتى تقضي حاجتها"‬
‫عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلللم قللال‪" :‬ل يقعللن‬ ‫‪-‬‬
‫أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة‪ ،‬وليكن بينهما رسول‪ ،‬قيل‪ :‬ما الرسللول يللا رسللول‬
‫الله؟ قال‪ :‬القبلة والكلم"‪.‬‬

‫تاسعًا‪ :‬نص المقابلة مع الدكتورة حنان فاروق‬

‫ما هي برأيك أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين؟‬


‫الزواج الذى هللو الربللاط المقللدس بيللن رجللل وامللرأة اختللارا تكللوين بيللت‪ ..‬ومللن أسللس‬
‫العلقات الزوجية هو طلب العفاف للزوجين‪ ..‬ومن أين يتأتى هذا العفللاف إن لللم تقللم العلقللة‬
‫الزوجية على إشباع عاطفي يبث الحنان والدفء فى السرة؟‪ ..‬والعلقة الزوجية ليست علقة‬
‫أجساد فحسب وإل كانت حددت بوقت وتنتهي حالما انتهى الغللرض منهللا‪ ..‬لكنهللا علقللة بنللاء‪..‬‬
‫ولهذا فقد قال العرب عن الدخول بالمرأة )البناء بها(‪ ..‬والبناء أبدا ً ل يأتي من علقات عابرة أو‬
‫مادية وإنما يلزمه لكي يتم توافق واتفاق وتفاهم واقتراب وإل لهدم كلل طلرف ملا بنلاه الخلر‬
‫عند أول اختلف‪ ..‬والرضا بلالطرف الخلر وعنله ل يتلم إل إذا حلرص كلل ملن الطرفيلن عللى‬
‫إشعار الخر بالحب الحقيقي والحنان والحرص على استكمال رحلة الحياة معه بالذات‪ ..‬وأنه ل‬
‫يقارنه بغيره مهما امتلك هذا الغير ملن مميلزات‪ ..‬فلإذا حلدث خلف هللذا فقللد تنقطلع الرحللة‬
‫المشتركة أو على القل تكون منقوصة العمدة مما يؤهلها للسقوط إمللا تمام لا ً وإمللا فللى أداء‬
‫مهمتها وعي بناء البناء البناء الصحيح السوي الذى يكفل للمجتمع ككل النجاح والتقدم‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫المعجم الصغير حديث رقم ‪118‬‬
‫‪50‬‬
‫صحيح ابن حبان حديث رقم ‪1457‬‬
‫‪51‬‬
‫سنن الترمذي حديث رقم ‪3895‬‬
‫‪52‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪1437‬‬
‫‪53‬‬
‫صحيح مسلم حديث رقم ‪715‬‬
‫‪54‬‬
‫صحيح ابن حبان حديث رقم ‪4163‬‬
‫‪55‬‬
‫مسند أبي يعلى الموصليي حديث رقم ‪4200‬‬
‫‪30‬‬
‫ما هي وسائل تنمية الشباع العاطفي بين الزوجين؟‬
‫ينبغي للزوجين منذ البداية أن يفهما طبيعة الزواج وأنه ليللس علقللة تملكيللة يتحكللم فيهللا‬
‫طرف فى الخر‪ ..‬لذا أول محللاور الشللباع العللاطفي هللو السللتماع للخللر للوصللول إلللى فهللم‬
‫طبيعته ومتطلباته‪ ..‬مميزاته وعيوبه‪ ..‬دون ترك فرصة للخرين خارج محيلط السلرة ايلا ً كلانت‬
‫درجة قربهم وقرابتهم للتدخل أو إبداء الرأى فى أمور خاصة ل علقة لهم بها‪ ..‬أيضا ً ل يجب أن‬
‫يضع الطرف الخر فى مقارنة من أي نوع مع آخرين لننا ببساطة ل نعرف من هللؤلء الخريللن‬
‫إل ما يظهرونه هم فقط أما خصوصياتهم فل يعلمها إل الله ثم من يعايشونهم فلى حيللاة كامللة‬
‫متكاملة‪ ..‬علينا أيضا ً أل نستصغر الشياء البسيطة التي تبث معاني جميلة وكبيرة فللى النفللوس‬
‫النسانية مثل الهدايا المعبرة عن الحب ولمسات الحنان والتربيت التى توصل للطرفيللن مللدى‬
‫تفهم الخر لتعبه وجهوده من أجل السرة فتمحو أي أثر للتعب وتبدله برضا وحب عميق‪ ..‬ربما‬
‫أيضا ً التفاق على طريقة واحدة لتربية الطفال وعدم إبللداء المعارضللة أو التعللارض فللي الراء‬
‫أمام الطفال ينمي نوعا ً من الحترام الذي يساند الحب ويدفعه للمام إذ أن الحب المجرد من‬
‫الحترام محكوم عليه بالموت‪ ..‬عبارات الثناء على موهبة الخر وقدراته وإبرازهللا أمللام البنللاء‬
‫والخرين خاصة أقرباء الزوجين من الهميللة بمكللان‪ ..‬كمللا يجللب أل ننسللى الهتمللام المتبللادل‬
‫بوالدي وأقارب الطرفين فهو يضفي محبة شاملة على السلرة الصلغيرة ملن السلرة الكلبيرة‬
‫مما يؤكد ويوسع مساحة الحب العميق بين جميع أفراد السرة ويغللرس مشللاعر المتنللان بيللن‬
‫الطرفين‪..‬‬

‫عدة التي بموجبها تتعزز عملية الشباع فما‬


‫ت أختي عن العوامل المسا ِ‬
‫تحدث ِ‬
‫هي عوامل هدم الشباع العاطفي؟‬
‫ن عوامل هدم الشباع العاطفي بين الزوجين هي بالضبط عكس عوامل البناء‪..‬‬ ‫إ ّ‬
‫فالصرار على عدم التفهم وقطع الحوار بين الطرفين إضافة إلى عللدم الحللترام المتبللادل‬
‫هي أول عوامل هدم العلقة العاطفية من أساسها‪ ..‬النتقاد الدائم بمناسبة وبغير مناسبة للخر‬
‫خاصة أملام معلارف وأقربلاء الطرفيلن والنتقلاص ملن قلدرات بعضلهما البعلض سلرا ً وجهلرا ً‬
‫والخلفات العلنية واللفاظ النابية والقلل من شأن اهتمامات الطرف الخر ومحاولة تحطيملله‬
‫بقصد أو بدون قصد‪ ..‬والهمال التام أو غير التام كلها معاول تهدم فى كيان الشللباع العللاطفي‬
‫للطرفين‪..‬‬

‫ُترى ما هو أثر الشباع العاطفي بين الزوجين على السرة واستقرارها؟‬


‫ل شك أن تمام الشباع العاطفي لكل من طرفي بناء البيت يغللرس السللتقرار فللى الللبيت‬
‫ويجعل كل من الطرفين والبناء في حالة من الرضلا تمك ّللن السلفينة ملن إكمللال رحلتهلا بقلدر‬
‫قليل من المشاكل والعقبات وتمكنها مللن الثبللات فللى وجلله العواصللف والنللواء الللتي تمللر بهللا‬
‫السرة في أوقات كثيرة من رحلتها‪ ..‬أيضا ً هللذا الللبيت المسللتقر ل ينتللج إل أبنللاءا ً أسللوياء غيللر‬
‫مصابين بأمراض العصر من القلق والكتئاب والعنللف والخجللل المرضللي‪ ..‬وأقللدر علللى خللوض‬
‫رحلة الحياة بثبات وبخطى واثقة من نفسها‪ ..‬ودعونا ل ننسى أن البنللاء منللذ نعومللة أظفللارهم‬
‫يشعرون بنوعية العلقة بين والديهما ويتأثرون سلبا ً وإيجابا ً بها وبمردوداتها‪..‬‬

‫ت أن عدم الشباع يحتل‬


‫ردك دكتورة حنان هل وجد ِ‬
‫من خلل الستشارات التي ت ِ‬
‫مركزا ً عاليا ً في المشاكل السرية؟‬

‫‪31‬‬
‫بالتأكيد‪ ..‬فعدم الشباع العاطفي هو أساس من السس التى ترتكز عليها معظم المشاكل‬
‫السرية التي تخترق محيط البيت وتبدأ فى البحث عن حلول خارجية‪ ..‬فالشباع العاطفي قادر‬
‫بإذن الله على أن يحل ويتخطى معظم العقبات التي يقابلها الزواج‪..‬‬

‫هل برأيك أن عدم الشباع العاطفي يستحق أن يطلب أحد الطرفين الطلق من‬
‫أجله؟‬

‫أحيانًا‪ ..‬فطبائع البشر تختلف ودرجات تحملهم وإيمانياتهم ليست متسللاوية‪ ..‬ودعونللا نتفللق‬
‫أن فاطمة بنت قيس طلبت الخلع من زوجها لنها لم تكن واثقة أنهللا تسللتطيع أن تعيللش حالللة‬
‫الشباع العاطفي‪ ..‬فخافت على نفسها الفتنة ودرء المفسدة مقدم على جلب المنفعة‪..‬‬

‫هل تعتقدين أنه من الفضل البقاء فــي أســرة واحــدة حــتى لــو كــان الطرفــان‬
‫يعيشون حالة طلق صامت من أجل البناء على أن يلجأوا الى الطلق؟‬

‫مللن وجهللة نظللرى‪ ..‬المللر يسللتحق عشللرات بللل مئات المحللاولت قبللل الجللزم باسللتحالة‬
‫العشرة‪ ..‬فالبيوت ل تبنى على الحب وحده‪ ..‬وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنلله‬
‫لرجل أراد أن يطلق زوجته "لنه ل يحبها"‪ :‬ويحك! ألم تبن البيوت إل على الحب؟ فأين الرعاية‬
‫وأين التذمم‪.‬‬

‫كيف يتأكد الطرفان أن الجفاف العاطفي الذي سيلقونه بعد الطلق ليس أكــبر‬
‫مــن الجفــاف العــاطفي الــذي يلقــونه فــي ظــل الســرة المتباعــدة الطــراف‬
‫عاطفيا؟‬

‫يمكن التأكد من ذلك إذا انفصمت عرى الحترام والتقدير بينهما‪ ..‬فمن الممكللن أن يعيللش‬
‫زوجان تحت سقف واحد بحب قلبل واحترام كللبير‪ ..‬لكللن تسللرب وانسلللل الحللترام حللتى لللو‬
‫تواجد الحب يخل بالميزان‪ ..‬وليس هذا فحسب بل ينكسر المل حلتى فلى تربيلة سلوية لجيلل‬
‫ليس له أي ذنب‪..‬‬

‫فاقد الشيء ل يعطيه فهل تظنين أن المرأة غير المشبعة عاطفيا ً تســتطيع أن‬
‫تعطي أبناءها الحب؟ وهل يكونون العوض عن الزوج؟‬

‫اتفقنا أنها قدرات‪ ..‬بمعنى أن هناك أرامل ومطلقات يفضلن العيش من أجل أبنللائهن علللى‬
‫ارتباط جديد وبالتأكيد ليس لديهن إشباع عاطفي‪ ..‬لكنهن يغدقن الحب على أبنائهن ويشبعوهم‬
‫عاطفيا ً ونفسيًا‪ ..‬وليللس معنللى هللذا أن المللرأة الللتي ل تسللتطيع أن تعيللش بغيللر زوج يشللبعها‬
‫عاطفيا ً بها نقص‪ ..‬بل هو اختلف طبائع البشر‪ ..‬وقدرات متباينة‪..‬‬

‫عاشرًا‪ :‬هذا المسكن‪ ..‬فأين السكن؟! )قصة واقعية(‬


‫‪32‬‬
‫تترقرق عيناها بالدموع كلما لفحت نيران الذكرى تلك المحنة‪ ..‬ل تحب دخول دهاليز‬
‫الماضي خشية النكسار من جديد‪ ..‬فقد عانت كثيرا ً قبل ان تلملم الجراح وتلتقط أشلء روحها‬
‫المتناثرة بعد كسرها‪ ..‬ولو باختيارها هي!‬
‫دم لها شاب فاختارته عن قناعة لسبب واحد فقط ل غير‪ :‬ملتزم!‬ ‫ابتدات قصتها حين تق ّ‬
‫دموا وجدت فيه نفحة ايمان تمّثلت – لقصور فهمها يومها –‬ ‫من بين العشرات الذين تق ّ‬
‫بلحية واّتزان فلم تلتفت لوضعه المادي ول الثقافي ول العلمي والفروقات بينهما كثيرة وقالت‬
‫وض‬ ‫كلمتها التي اعتادت أن تبّثها بكل جرأة‪ :‬هذا الذي أريده لعيش حياة اسلمية معه وأع ّ‬
‫الماضي!‬
‫أما أي ماضي فكانت حديثة عهد باللتزام وقد ضّيعت سنوات عشرون ربما قبل أن تتعرف‬
‫على الله جل وعل‪ ..‬فأرادت من يعّلمها دينها الذي لم تكن تفقه منه شيئا ً إل ما سمعته هنا‬
‫وهناك ومن نثار كتب!‬
‫سّنة! وحين‬ ‫ً‬
‫وفي أول لقاء بينهما كانت القاعدة التي أرادتها شعارا للحياة‪ :‬القرآن وال ُ‬
‫الخلف نحتكم الى شرع الله جل وعل‪ .‬كم كانت بريئة يومها!‬
‫ضح أكثر‪ ..‬أين التزامه الذي أريد؟ اصطدمت بحائط الواقع ولكنهللا‬ ‫بعد العقد ابتدأت المور تت ِ‬
‫لم تستطع الخروج من المأزق‪ ..‬اعتمدت على المل فخانها!‬
‫شلليت‬ ‫كانت تحلم بتغيير للفضل حين يكونان في بيتهمللا ووعللدت نفسللها بالمحاولللة‪ .‬فقللد خ ِ‬
‫دعى‪ ..‬أو كما يفهم الحب!‬ ‫عليه من صدمة تركها له وهو يحبها كما ا ّ‬
‫تزوجا‪ ..‬فعرفت من أول ليلة أن المسير بينهما قليل‪ ..‬وأنها ل بد مفارقة!‬
‫وابتدأت رحلة الجفاف العاطفي من أول الطريق‪ ..‬وتتالت الصدمات‪ ..‬فأصبح رفضها بحجللم‬
‫تلك الصدمات المتلحقة! فانهار كل شيء ولم يبق ال اللم‪..‬‬
‫ول كللل حلللم‬ ‫عاَنت منه كثيرا ً وكانت تفتش عن زاوية واحدة عنده تتكئ عليها فلم تجد‪ ..‬تح ل ّ‬
‫ل أن يكون معهلا فلي بيللت واحللد بعللد توقيعهلا‪..‬‬ ‫الى سراب‪ ..‬ولم يكن يجمعهما ال ورقة استح ّ‬
‫ولكنه خرج من قلبها بمجرد أن سكنا معا ً هذا البيت الكئيب‪..‬‬
‫كانت تستجدي منه كلمات حب‪ ..‬ولكنه كان عاجزا ً عن البوح بمشاعر لم يكن يفقله منهلا ال‬
‫أحرف يتناقلها تجار الكلمات في الفلم‪ :‬أحبك! كللان يقولهللا بل روح ول معنللى والهللدف‪ :‬لقللاء‬
‫اكتشفت معه معاني الغتصاب المريللر! فكرهللت ذلللك الفللراش الللذي امتللص دموعهللا وآهاتهللا‬
‫المخنوقة من الكراهية والقرف!‬
‫كل يوم كان يبعده عنه أميال وأميال‪ ..‬ول تكاد تدخل في نقاش جاد معلله ال تجللده أبعللد مللا‬
‫يكون عن فهمها فتوقفت عن الكلم‪ ..‬وانعدم الحوار بينهما‪ ..‬وأصبحا غريللبين فللي دار واحللدة‪..‬‬
‫ت لفَتت إليها رؤوسا ً وقلوبا!‬ ‫وكل يوم كانت تعي مرارة ما تعيشه وتفقد الكثير من مميزا ٍ‬
‫لم تعد تستطيع المتابعة بعللد أن اسللتحالت الحيللاة بينهمللا فطلبللت الطلق فرفللض‪ ..‬فكيللف‬
‫يتخلى عن "ممتلكاته"؟!‬
‫كان عطاؤه لها معدومًا‪ ..‬وكانت ملتزمة بكل أمور البيت‪ ..‬كل شيء! وكللان هللو يعيللش بيللن‬
‫أشيائه الصغرى عديمة القيمة!‬
‫كانت اليام تمضي بطيئة جدا‪ ..‬ولم يعد لي شيٍء طعم أو لون‪ ..‬حتى الصلة‪ ..‬حتى القيام‪..‬‬‫ً‬
‫حتى القرآن الكريم‪..‬‬
‫ت من اليأس مبلغا ً ل يعلمه ال الله‪ ..‬لم تحاول النهوض لنها كللانت تنتظللر شلليئا ً واحللدا ً‬ ‫وصل َ ْ‬
‫فقط‪ :‬الموت!‬
‫ت مرضلا ً‬ ‫ضل ْ‬‫ذر بللالفول‪ ..‬ومر َ‬ ‫ً‬
‫سب َْتها دهورا‪ ..‬وابتللدأ النهيللار التللام ُين ل ِ‬‫مضت سنوات طوال ح ِ‬
‫شديدا ً ملا اسلتدعى للدخولها المستشللفى وقللرر الطبلاء اجلراء عمليللات جراحيللة لهلا‪ ..‬وكلان‬
‫دد لمها‪ :‬ما تعاني منه نسبته الكبرى نفسي فالمرض العضوي ليس بجديللد وهللو مللذ‬ ‫الطبيب ير ّ‬
‫ّ‬
‫دت ولكن الن ظهرت أعراضه لنها محطمة!‬ ‫وُل ِ َ‬
‫‪33‬‬
‫ضللت الكلم‪ ..‬وقبللل أن يبللدأ‬‫حاول إخراج مكنون نفسها في جلسات خاصللة بينهللا وبينلله فرف َ‬
‫مشرط العملية بتمزيق بدنها المقّرح بالهموم وافقت أمها على طلقها‪ ..‬فتنفست الصعداء‪..‬‬
‫وخرجت من السجن المظلم‪ ..‬ومن الجدران التي أدمنت تحطيمهللا برأسلله االصللغير‪ ..‬ومللن‬
‫قمقم القهر والتبعية‪..‬‬
‫وأول دخولها بيت أهلها من جديد نظرت الى المرآة وتساءلت‪ :‬من هذه؟!‬

‫نقطة على حرف‪..‬‬


‫هذه القصة عايشتها مع صاحبتها منذ البداية‪ ..‬ولم أسردها هنا لمل الصفحات ولكن للِعبرة‬
‫ولخذ الحكمة منها‪.‬‬
‫الختيار كان من الساس خطأ‪ ..‬فالخت لم تكن ملتزمة وحين تعرفت على السلم اعتقدت‬
‫أن المسلمين صورة عن السلم ولم تدرِ أن السلم في واد وأغلب المسلمين في واد آخر إل‬
‫من رحم ربنا جل وعل‪..‬‬
‫ً‬
‫حين اختارت هذا الزوج اختارته لدينه ولكن ل يكفي أن يكون الزوج مصليا وتظهر عليه‬
‫علمات اللتزام‪ ..‬ان الصلة والصيام واللتزام هم أمور ل بد من التفتيش عنها في زوج‬
‫المستقبل ولكن هناك التكافؤ أيضا ً وهو مهم جدا ً بين الزوجين‪ .‬فقد انعدم التكافؤ المادي‬
‫والثقافي والعلمي بينهما‪ ..‬وكانت شخصيتها أقوى من شخصيته بكثير فحاول طمسها‪ ..‬وكانت‬
‫حكم تربيتها البعيدة عن الدين وكان منغلق على نفسه‬ ‫ملتزمة ولكنها منفتحة على العالم ب ُ‬
‫فأرادها مثله وهذا ما ل يمكن أن يكون لن تغيير الشخصية تماما ً ل يستطيعه انسان!‬
‫دم أبدا ً‬
‫وة لم ُتر َ‬
‫دى الى خلق شرخ بينهما وه ّ‬ ‫انعدام المصارحة والحوار والثقة بينهما أ ّ‬
‫وساهمت في الوصول الى ما وصل إليه‪..‬‬
‫عز الخت السبب الرئيس في خلعها له إلى انعدام العواطف بينهما فخشيت على نفسها‬ ‫وتو ِ‬
‫من الفتنة وخافت أن تكون حصب جهنم لنها لم تكن تستجيب دائما لمتطلباته الشرعية لنها‬
‫كانت تشعر أنها لعبة يلهو بها في الليل ول علقة له بها ال حين يردي هذا اللهو‪ ..‬فكانت تنأى‬
‫بنفسها عن هذا المر وتمقته!‬
‫ان الجفاف العاطفي الذي عاشته معه أّدى الى النفور من كل شيء حتى العبادة التي لم‬
‫تعد تجد فيها حلوة وأصبح الرفض مرافقا ً لها على الدوام‪..‬‬
‫ان هذه الفتاة حين تزوجت انتقلت من مستوى مادي الى مستوى أدنى بكثير فلم تهتم‬
‫طالما أن الدين كان أساس الختيار‪ ..‬وفجأة وجدت نفسها مسؤولة عن ادارة البيت والتكفل‬
‫بحاجياته من راتبها‪ ..‬ووجدت الى جانبها رجل ً كان من المفروض أن يكون معيلها وسكنها فلم‬
‫يكن ال عبئا ً اضافيا ً عليها بل ان مجرد وجوده على هذا الحال كان يحطمها‪ ..‬ويقولون له‬
‫القوامة!‬
‫ت منه‬ ‫ت مستعدة لتخطي كل الصعاب والصبر على كل شيء‪ ..‬لو وجد ُ‬ ‫قالت لي يومًا‪ :‬كن ُ‬
‫حنانا ً وحبا!!‬

‫‪34‬‬
‫الباب الثاني‬

‫الدراسة الميدانية‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الول‬
‫نتائج الستبيان وتحليلها‬

‫تم توزيع العّينة على شريحة عشوائية من النساء والرجال المتزوجين‪.‬‬


‫مجموعة النساء كان عددها ثلثين امرأة متزوجة تتراوح العمار ما بين ‪ 24‬و‬
‫‪ 56‬سنة‪.‬‬
‫أما مجموعة الرجال فكان عددها ثلثين تتراوح أعمارهم بين ‪ 27‬و ‪ 65‬سنة‪.‬‬
‫وذلك في منطقة طرابلس وفي أماكن مختلفة فيها‪.‬‬
‫كما تمّيزت المجموعة باختلف المستوى الثقافي والعلمي بين أفرادها‪.‬‬
‫وتراوحت عدد سنوات الزواج ما بين سنة و ‪ 38‬سنة‪.‬‬

‫من طلبنا منهم تعبئة الستبيان رفض ذلك حتى‬ ‫والجدير بالذكر أن العديد م ّ‬
‫مع تأكيدنا لهم أن الشخص لن ُيعَرف لن ذلك غير مهم وإنما الدراسة هي‬
‫المهمة وليس السماء وأن الورقة ستندمج مع عشرات الوراق في ملف واحد‬
‫إل ان هذه التطمينات لم تهدئ من روعهم ولم ُيقِنعهم‪.‬‬

‫وقد لمست من هذا المر أن المور المتعّلقة بالعواطف والحياة الخاصة ل‬


‫يمكن أن ُيسمح بالتدخل فيها ول إبرازها خشية من أمرين‪ :‬إما الوقوع بالكذب‬
‫ما كشف أوراق ُيراد لها أن تبقى طي‬ ‫لتغطية نقص ما في الحياة الخاصة؛ وإ ّ‬
‫الكتمان فكشفها يعتبره الكثيرون "فضيحة"!‬

‫نتائج الستبيان للناث‬

‫‪36‬‬
‫نسبة نعم المئوية‬ ‫ل‬ ‫نعم‬ ‫السؤال‬
‫‪100 %‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ .‬هل تعتقد ان الشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟‬

‫‪74 %‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ .‬هل تعتقد أن الطرف الخر يحبك ويشبعك عاطفيًا؟‬

‫‪40 %‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪ .‬هل تعتقد أن الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في عبارات الدلل والغزل؟‬

‫‪70 %‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪ .‬هل تعتقد ان الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في المداعبة والملمسة؟‬

‫‪20 %‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪ .‬هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟‬

‫‪94 %‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪ .‬هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الشباع العاطفي بينهما؟‬

‫‪90 %‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪ .‬هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟‬

‫‪14 %‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪ .‬هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الخر هو ضعف ومهانة؟‬

‫‪37 %‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪ .‬هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟‬

‫‪24 %‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪0‬‬
‫هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟‬
‫‪.‬‬

‫‪14 %‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟‬
‫‪.‬‬

‫‪77 %‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪23‬‬ ‫صص أوقاتًا مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟‬
‫‪ 1‬هل تخ ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬

‫‪84 %‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪ 1‬هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفًا؟‬
‫‪3‬‬
‫نتائج الستبيان للذكور‬

‫نسبة نعم المئوية‬ ‫ل‬ ‫نعم‬ ‫السؤال‬


‫‪100 %‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫هل تعتقد ان الشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟‬ ‫‪1‬‬
‫‪90 %‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫هل تعتقد أن الطرف الخر يحبك ويشبعك عاطفيًا؟‬ ‫‪2‬‬
‫‪57 %‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫هل تعتقد أن الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في عبارات الدلل والغزل؟‬ ‫‪3‬‬
‫‪37 %‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫هل تعتقد ان الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في المداعبة والملمسة؟‬ ‫‪4‬‬
‫‪17 %‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟‬ ‫‪5‬‬
‫‪80 %‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬ ‫هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الشباع العاطفي بينهما؟‬ ‫‪6‬‬
‫‪97 %‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟‬ ‫‪7‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪1‬‬ ‫هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الخر هو ضعف ومهانة؟‬ ‫‪8‬‬
‫‪40 %‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪12‬‬ ‫هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟‬ ‫‪9‬‬
‫‪14 %‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪4‬‬ ‫هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟‬ ‫‪10‬‬
‫‪7%‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟‬ ‫‪11‬‬
‫‪90 %‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫صص أوقاتًا مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟‬ ‫هل تخ ّ‬ ‫‪12‬‬
‫‪97 %‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفًا؟‬ ‫‪13‬‬
‫‪77 %‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪23‬‬ ‫هل تعتمد النظرات التي تنم عن الحب والعجاب تجاه الشريك؟‬ ‫‪14‬‬
‫‪67 %‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫هل توّدع الشريك بالتحية الحارة حين الدخول والخروج من المنزل؟‬ ‫‪15‬‬
‫‪14 %‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪4‬‬ ‫حّدة وتخلو من الضحك والدعابة والمرح؟؟‬ ‫هل تّتسم أحاديثكما غالبًا بالجدية وال ِ‬ ‫‪16‬‬
‫‪60 %‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫هل تؤمن أن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلق؟‬ ‫‪17‬‬
‫‪74 %‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪22‬‬ ‫هل تؤمن أن الشباع العاطفي لدى الشريك يجعله يقّدم التضحيات والتنازلت أكثر؟‬ ‫‪18‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪1‬‬ ‫هل تعتقد أن الشباع العاطفي يقتصر على نجاح العلقة الجسدية فقط؟‬ ‫‪19‬‬
‫‪94 %‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28‬‬ ‫هل تعتقد أن الطرف الخر يهتم بمشاعرك؟‬ ‫‪20‬‬
‫‪97 %‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫هل تعتقد أن حسن الختيار من الساس يساعد على الشباع العاطفي لحقًا؟‬ ‫‪21‬‬
‫‪97 %‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫هل تعتقد ان من أسباب الجفاف العاطفي بين الطرفين‪ :‬الغيرة الَمَرضّية وعدم الهتمام والتهميش؟‬ ‫‪22‬‬
‫‪84 %‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫هل تعتقد ان الهدايا والنصات وإظهار الشوق عوامل مهمة في عملية الشباع العاطفي بينكما؟‬ ‫‪23‬‬
‫‪87 %‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪26‬‬ ‫هل تعتقد أن إشعار الشريك أنه هدية من ال تعالى وأنك فخور به يحقق الشباع العاطفي بينكما؟‬ ‫‪24‬‬
‫‪94 %‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28‬‬ ‫هل تعتقد أن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين يؤّثر على استقرار البناء النفسي؟‬ ‫‪25‬‬
‫‪90 %‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ضل أن تقضي حياتك مع شريكك على أن تقضيها مع أي شخص آخر؟‬ ‫هل تف ّ‬ ‫‪26‬‬
‫‪87 %‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪26‬‬ ‫هل تعتقد أن الحب والحترام والتفاهم هم علمات لقياس الشباع العاطفي بين الزوجين؟‬ ‫‪27‬‬

‫كان هناك إجماع كامل اناثا ً وذكورا ً على أن الشباع العاطفي‬ ‫•‬
‫هام وضروري في الحياة الزوجية )السؤال الول ونسبته ‪%100‬‬
‫عند الناث والذكور(‬
‫ً‬
‫وفي سؤال عن إشباع الشريك له عاطفيا )السؤال رقم ‪(2‬‬ ‫•‬
‫ن عاطفيا‬‫فقد كانت نسبة الناث اللواتي يعتقدن أن الشريك يشبعه ّ‬
‫هي ‪ %74‬بينما كانت عند الذكور ‪.%90‬‬
‫والمرأة بطبعها عاطفية ويهمها عبارات الغزل والدلل فيمكن ايعاز‬
‫دنو نسبة الناث عن نسبة الذكور الى أن ‪ %40‬فقط يشعرن أن‬
‫ن الشباع العاطفي في عبارات الدلل والغزل‪.‬‬ ‫الشريك يحقق له ّ‬
‫أما في سؤال الشباع الجسدي من مداعبة ولمس فقد كانت‬ ‫•‬
‫النسب بين الناث والذكور متقاربة فالنساء ‪ %70‬بينما الرجال‬
‫‪ .%67‬وبالرغم من أن هذه النسبة متدنية نسبيا ً إل أن هذا يعطي‬

‫‪38‬‬
‫صورة عن واقع الشباع الجسدي للمتزوجين وأن هناك نقصا ً في‬
‫هذا الجانب‪.‬‬
‫ن في‬ ‫ن له ّ‬
‫ولكن الملفت هو نسبة النساء في اشباع أزواجه ّ‬ ‫•‬
‫ً‬
‫عبارات الغزل فقد كانت ‪ %40‬وهي نسبة بل شك متدنية جدا وهذا‬
‫ن‪.‬‬
‫ن لزوجاته ّ‬
‫يعكس قصور الزواج في تدليله ّ‬
‫يشترك معظم الزواج والزوجات على أن الزواج هو مسؤولية‬ ‫•‬
‫وضغوط ولكن مع سكن ومودة‪.‬‬
‫والغلبية من النساء والذكور تعتقد أن التقارب الفكري‬ ‫•‬
‫والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على إتمام الشباع‬
‫هر وعي في هذه المسألة فلهذه النقطة‬ ‫العاطفي بينهما‪ .‬وهذا ُيظ ِ‬
‫أهمية كبرى في سكن الشريكين لبعضهما البعض‪.‬‬
‫وكذلك يؤمن أغلب الزواج والزوجات أن الحب يمكن تطويره‬ ‫•‬
‫وتنميته بعد الزواج وهذه نقطة إيجابية يمكن العمل عليها في‬
‫المساعدة على تبيان السبل التي يجب انتهاجها لتنمية هذا الحب‪.‬‬
‫‪ 4%‬من الرجال و ‪ %14‬من النساء يعتقدون أن البوح بالمشاعر‬ ‫•‬
‫للزوج هو مهانة له وضعف‪ .‬وهذه نسبة ضعيفة تقابلها نسبة كبيرة‬
‫ممن يؤمن بأن البوح ليس منقصة‪ .‬وربما في مجتمعنا اللبناني الذي‬
‫لخرى التي يجد فيها‬ ‫تمّيز بالنفتاح يختلف عن المجتمعات العربية ا ُ‬
‫الرجل بوحه لمكنون نفسه من المشاعر ينقص من هيبته فيمتنع‪.‬‬
‫‪ 37%‬من النساء و ‪ %40‬من الرجال يبوحون للطرف الخر‬ ‫•‬
‫بحبهم كل يوم وهذه ل شك نسبة تحتاج الى العمل على رفعها عبر‬
‫نشر ثقافة الحب الزوجي وضرورة البوح به كل يوم وبوسائل شتى‪.‬‬
‫هناك عدد ل بأس به يشعر بجفاف المشاعر مع شريكه وهذه‬ ‫•‬
‫مشكلة لن بنيان هذا البيت مهدد بالتصدع والنهيار‪.‬‬
‫من خلل نتائج الستبيان يظهر لنا أن النسبة الكبر تعي أن‬ ‫•‬
‫المتطلبات العاطفية أهم من المتطلبات الضرورية كالملبس‬
‫والمشرب في الحياة الزوجية وكذلك أهمية تخصيص اوقات للشريك‬
‫للتحدث فيها عن المستقبل والبناء والمصارحة‪.‬‬
‫ولكن ل يزال هناك نقص في طرق التعبير عن الحب مما يهدد‬ ‫•‬
‫الشباع العاطفي لدى الزوجين‪ .‬فإن ما نسبته ‪ %77‬فقط يعتمد لغة‬
‫العيون للبوح عن الحب‪ .‬و ‪ %84‬فقط من النساء تمدح الشريك إذا‬
‫أسدى لها معروفا ً بينما تكبر هذه النسبة عند الرجال لتصل الى‬
‫‪.%97‬‬
‫وتتقارب النسبة من جديد حين السؤال عن العتقاد ان عدم‬ ‫•‬
‫الشباع العاطفي قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلق فكانت‬
‫نسبة تقارب ‪.%57‬‬
‫أغلب الزواج ل يعانون من فقدان المرح والدعابة في‬ ‫•‬
‫أحاديثهما‪.‬‬
‫‪ 90%‬من النساء تؤمن أن الشباع يؤدي الى التنازل والتضحية‬ ‫•‬
‫سمة المرأة العطاء والذوبان إن هي شعرت بالنتماء‬ ‫وهذا طبيعي ف ِ‬
‫والتقدير والحب‪.‬‬
‫شبه إجماع أن الشباع العاطفي ل يقتصر على العلقة‬ ‫•‬
‫ً‬
‫الجسدية وهذا ُيظهشر وعيا في هذا المجال فمع أن العلقة جد‬
‫‪39‬‬
‫مهمة في الستقرار النفسي للزوجين ال أنها ليست العامل الوحيد‬
‫الذي يضمن الشباع العاطفي بينهما‪.‬‬
‫‪ 94%‬ومعادلة من جديد في النسبة التي تؤمن أن الشريك يهتم‬ ‫•‬
‫بمشاعر الشريك وهذا يؤ ّ‬
‫كد أن الحب قائم ولكنه بحاجة الى تعبير‪.‬‬
‫أغلب المشاركين يؤمنون أن حسن الختيار من الساس يساعد‬ ‫•‬
‫على الشباع العاطفي وأن الحب والحترام والتفاهم هم علمات‬
‫قياس الشباع العاطفي لدى الزوجين‪.‬‬
‫كذلك المر فإن نسبة كبيرة وافقت على أن الغيرة المَرضية‬ ‫•‬
‫وعدم الهتمام والتهميش هم أسباب الجفاف العاطفي ولو أنني‬
‫كنت أتوقع نسبة أكبر مما وجدت‪.‬‬
‫بينما تساوت النسبة وكانت ‪ %94‬عند كل الطرفين في ان‬ ‫•‬
‫إشعار الشريك أنه هدية من الله تعالى يحقق الشباع‪.‬‬
‫وفي سؤال تمضية الحياة مع الشريك دوناص عن غيره فقد‬ ‫•‬
‫كانت ‪ %97‬من النساء تفضل ذلك بينما نزلت النسبة الى ‪ %90‬وفي‬
‫بعض الحالت التي أعرف أنها تعاني من الجفاف العاطفي سألتها‬
‫فر الفضل وطبعا ً هذا افتراض لنرى مدى‬ ‫ِلم تبقين معه إن تو ّ‬
‫امكانية النسلخ عن الشريك ولو افتراضيا ً فكان الجواب أن من‬
‫تعرفه أفضل ممن تتعرف عليه وكيف أقبل بغيره وقد أفضى بعضنا‬
‫الى بعض؟!‬
‫أما بالنسبة لستقرار البناء في ظل أسرة غير مشبعة عاطفيا ً‬ ‫•‬
‫فقد كانت نسبة الناث على الموافقة ‪ %80‬بينما ارتفعت النسبة‬
‫عند الذكور الى ‪. %87‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫القتراحات والتوصيات‬
‫نخلص بعد هذا البحث إلى جملة من التوصيات والقتراحات‪:‬‬

‫‪ -‬تسخير جهود دار الفتوى لتوعية المسلمين‬


‫‪ -‬مراقبة العلم وتخصيص برامج هادفة لتوعية السرة وبيان خطر التفكك‬
‫السري‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬إنشاء لجان لتوعية السر والرشاد السري لتحسين وضع السر ومعالجة‬
‫مشاكلها‬
‫‪ -‬وضع مناهج دراسية في السنوات الثانوية الخيرة وفي الجامعات للتوعية‬
‫حول الحب والزواج والسرة والمور المتعلقة بها‬

‫ث على دعم الزواج المتكافئ‬‫الح ّ‬ ‫‪‬‬


‫عدم التزويج بالكراه‬ ‫‪‬‬
‫‪40‬‬
‫قيام الدعاة بدورهم في التوعية بأهمية السرة‬ ‫‪‬‬
‫عقد دورات تدريبية وندوات ومحاضرات وحلقات نقاش حول‬ ‫‪‬‬
‫متطلبات تأسيس علقة زوجية ناجحة‬
‫أخذ الجمعيات الدينية لدورها وبث نظرة السلم للسرة‬ ‫‪‬‬
‫سري‬ ‫ُ‬
‫اصدار النشرات والكتّيبات التي ُتعنى بالشأن ال َ‬ ‫‪‬‬
‫دورات تأهيل للمقبلين على الزواج‬ ‫‪‬‬
‫دورات للمتزوجين حول كيفية إسعاد الشريك وضمان استقرار‬ ‫‪‬‬
‫السرة وتربية البناء‬

‫اسـتـبـيــــان‬
‫صص لغراض البحث العلمي‬ ‫رد في هذا الستبيان مخ ّ‬ ‫السادة المشاركون‪ ..‬نحيطكم علما ً أ ّ‬
‫ن كل ما سي َ ِ‬
‫سعة صدركم ومشاركتكم معنا في هذا الستبيان‪.‬‬ ‫وغير مطلوب ذكر السم شاكرين لكم ِ‬
‫الجنس‪ _________ :‬العمر‪ ____________ :‬عدد سنوات الزواج‪ _____________ :‬عدد الولد‪_______ :‬‬

‫‪41‬‬
‫ل‬ ‫نعم‬ ‫السؤال‬
‫هل تعتقد ان الشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟‬ ‫‪1‬‬
‫هل تعتقد أن الطرف الخر يحبك ويشبعك عاطفيًا؟‬ ‫‪2‬‬
‫هل تعتقد أن الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في عبارات الدلل والغزل؟‬ ‫‪3‬‬
‫هل تعتقد ان الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في المداعبة والملمسة؟‬ ‫‪4‬‬
‫هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟‬ ‫‪5‬‬
‫هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الشباع العاطفي بينهما؟‬ ‫‪6‬‬
‫هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟‬ ‫‪7‬‬
‫هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الخر هو ضعف ومهانة؟‬ ‫‪8‬‬
‫هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟‬ ‫‪9‬‬
‫هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟‬ ‫‪10‬‬
‫هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟‬ ‫‪11‬‬
‫صص أوقاتًا مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟‬ ‫هل تخ ّ‬ ‫‪12‬‬
‫هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفًا؟‬ ‫‪13‬‬
‫هل تعتمد النظرات التي تنم عن الحب والعجاب تجاه الشريك؟‬ ‫‪14‬‬
‫هل توّدع الشريك بالتحية الحارة حين الدخول والخروج من المنزل؟‬ ‫‪15‬‬
‫حّدة وتخلو من الضحك والدعابة والمرح؟؟‬ ‫هل تّتسم أحاديثكما غالبًا بالجدية وال ِ‬ ‫‪16‬‬
‫هل تؤمن أن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلق؟‬ ‫‪17‬‬
‫هل تؤمن أن الشباع العاطفي لدى الشريك يجعله يقّدم التضحيات والتنازلت أكثر؟‬ ‫‪18‬‬
‫هل تعتقد أن الشباع العاطفي يقتصر على نجاح العلقة الجسدية فقط؟‬ ‫‪19‬‬
‫هل تعتقد أن الطرف الخر يهتم بمشاعرك؟‬ ‫‪20‬‬
‫هل تعتقد أن حسن الختيار من الساس يساعد على الشباع العاطفي لحقًا؟‬ ‫‪21‬‬
‫هل تعتقد ان من أسباب الجفاف العاطفي بين الطرفين‪ :‬الغيرة الَمَرضّية وعدم الهتمام والتهميش؟‬ ‫‪22‬‬
‫هل تعتقد ان الهدايا والنصات وإظهار الشوق عوامل مهمة في عملية الشباع العاطفي بينكما؟‬ ‫‪23‬‬
‫هل تعتقد أن إشعار الشريك أنه هدية من ال تعالى وأنك فخور به يحقق الشباع العاطفي بينكما؟‬ ‫‪24‬‬
‫هل تعتقد أن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين يؤّثر على استقرار البناء النفسي؟‬ ‫‪25‬‬
‫ضل أن تقضي حياتك مع شريكك على أن تقضيها مع أي شخص آخر؟‬ ‫هل تف ّ‬ ‫‪26‬‬
‫هل تعتقد أن الحب والحترام والتفاهم هم علمات لقياس الشباع العاطفي بين الزوجين؟‬ ‫‪27‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬القرآن الكريم‬
‫‪ .2‬صحيح البخاري‬
‫‪ .3‬صحيح مسلم‬
‫‪ .4‬سنن النسائي‬
‫‪ .5‬مسند المام أحمد‬
‫‪ .6‬سنن أبي داوود‬
‫‪ .7‬صحيح ابن حبان‬
‫‪ .8‬مسند أبي يعلى الموصللي‬
‫‪ .9‬سنن الترمذي‬
‫‪.10‬المعجم الصغير‬
‫‪ .11‬في ظلل القرآن ؛ سيد قطب‬
‫‪ .12‬روضة المحبين ؛ ابن القيم الجوزية‬
‫‪ .13‬سحر الكلمة ؛ عيسى المسكري ‪ ،‬دار ابن حزم ‪ ،‬بيروت ‪ 2006 ،‬م‪،‬‬
‫الطبعة الولى‬

‫‪42‬‬
‫‪ .14‬سلوك السرة المسلمة على نهج الحبيب عليه الصلة والسلم ؛‬
‫وجدي غنيم ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪2005‬م ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪.15‬بحر المحبة ؛ عيسى المسكري ‪ ،‬دار ابن حزم ‪ ،‬بيروت ‪2006 ،‬م ‪،‬‬
‫الطبعة الولى‬
‫فرد متوازن وأسرة متماسكة ؛ عبلة‬ ‫‪.16‬مهارات في التربية النفسية ل ِ َ‬
‫بساط جمعة ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪2002‬م ‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪.17‬التفكك الجتماعي ؛ د‪ .‬معن خليل العمر ‪ ،‬دار الشروق ‪2005 ،‬م ‪،‬‬
‫الطبعة الولى‬
‫‪.18‬لسان العرب‬
‫‪ .19‬الموسوعة العربية – المجلد الثاني‬
‫جريدة الشرق الوسط‬ ‫‪.20‬مواقع انترنت‪- :‬‬
‫‪ -‬موقع اللمسات الزوجية‬
‫‪ -‬جريدة الرياض‬
‫‪ -‬موقع اللوكة‬
‫‪ -‬مستشفى الطب النفسي د‪ .‬عادل صادق‬
‫وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين‬

‫‪43‬‬

You might also like