Professional Documents
Culture Documents
للعلم
كرسي النور
1
الهداء..
إلى التي أسقتني الحنان والرحمة حتى الثمالة ..ولم تتعب ..ولم تنضب..
ابنتك..
2
وشكر خاص من العماق..
ملت رؤية
إلى ابنتي مريم ..السبب الول لدراستي هذه وانسجامي فيها ..إذ تح ّ
ظهري وأنا على الجهاز أدرس فاشتاقت لوجهي!
إلى أختي ديال ..إذ احتضنت محاولتي الولى للتطبيق العملي للدراسة عليها..
جر!ولم تتض ّ
سحر
التمهيد للدراسة..
الزواج آية وامتثال لوامر الله جل وعل وفيه حف ٌ
ظ للنسلل لعملارة الرض وقضلاء لللوطر
وتصريف للغريزة بطريقة شرعية يؤجر عليها المسلم وتحقيللق للنللس والراحللة بيللن الزوجيللن
فتستقر الحياة ويسعد المجتمع .يقول الله ج ّ
ل وعل في كتابه الكريم" :ومن آياته أن خلق لكللم
ت لقللوم سللكم أزواج لا ً لتسللكنوا إليهللا وجعللل بينكللم مللود ّةً ورحمللة إ ّ
ن فللي ذلللك ليللا ٍ مللن أنف ِ
كرون".1 يتف ّ
1
سورة الروم الية 21
3
قللق السللكن النفسللي بيللن الزوجيللن أصللبحت حياتهمللا مطمئنللة سللعيدة مسللتقّرة فإن تح ّ
وينعكس هذا الطمئنان والسعادة على السرة فُتنِتج جيل ً قويا ً قادرا ً على التغيير المنشللود فللي
المجتمع .وإذا عاش الزوجان جفافا ً عاطفيا ً بينهما فسيبدأ ك ّ
ل منهما رحلة التفتيش عللن الللذات
والحنان خارج حدود الخر وقد يصل بهما المر الى الخيانة أو الطلق.
إذا ً يمكن اعتبار العاطفة وإخراج المشاعر هي من أهم الولويلات المشلتركة بيلن الرجلل
والمرأة كما أثبتت إحدى الدراسات فهذا المر هام جدا ً في الحياة العائلية وخاصة بيللن الرجللل
والمرأة لتحقيق الشباع العاطفي بينهمللا ولتث لبيت أركللان الللبيت .فبللالحب يتكامللل الرجللل مللع
المرأة وتصبح الحياة أكثر اشراقا ً وبهجة وتنتفي مشاعر الوحدة والبؤس ولكن مللن دون البللوح
بهذه المشاعر التي تبقى حبيسة الفئدة فللإن الللبيت سلليبقى بللاردا ً وقللد ينهللار وتتفكللك حينهللا
السرة ويضيع البناء!
إل أن أهمية الشباع العلاطفي قلد تغيلب علن أذهلان الزوجيلن بعلد فلترة ملن اللزواج إذ
يعتادان على نمطية رتيبة وروتين مقِلق وتصبح علقتهما جدباء قاحلة من كل عواطف حتى في
الوقات الحميمية بينهما.
ملة لتغييلر حلاله وإذكلاء
فهذه دراسلة أسلأل اللله جلل وعل أن ُتعيلد إللى ملن يقرأهلا اله ّ
المشاعر التي فترت بينه وبين زوجه ع ّ
ل الروض يخضّر ويزهر من بعد موات.
الباب الول
الدراسة النظرية
4
الفصل الول
مدخل للدراسة
مشكلة الدراسة:
ترتبط مشكلة الدراسة بعللدم ادراك الزوجيللن للللدور الللذي يلعبلله الشللباع العللاطفي فللي
استقرار العائلة وسعادتهما وانعكاس فقدان هذا الشباع سلبا ً على السللرة جمعللاء .والسللؤال
الذي يجب أن تجيب عليه الدراسة هو :هل فعل ً للشللباع العللاطفي أهميللة وأثللرا ً فلي السللرة؟
فكم من أسرةٍ وصلت الى الطلق والتفكك السري ج لّراء تغاضللي الطرفيللن عللن إصلللح هللذا
لسللري الخلل في التعبير أو اشباع العاطفة عند كليهما .فكان لزام لا ً علللى المهتميللن بالشللأن ا ُ
العمل على تناول هذه المشكلة لتفادي الخطار التي تحدق في البيوت.
وتتحدد مشكلة الدراسة في محاولة الجابة على السئلة التية:
هل هناك علقة بين الشباع العاطفي والسعادة الزوجية؟ .1
ما هي العوامل التي تعيق عملية الشباع العاطفي بين الزوجين؟ .2
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة من الواقع المرير لمجتمعنا حيث انتشرت ثقافة الطلق والخيانة
فت .ومن السباب الساسية التي تعمل
مل ِ والخلع وهذه المفردات التي تف ّ
شت بشكل كبير و ُ
على دفع الزوجين لهذه الطرق هو عدم الشباع العاطفي بينهما مما يؤّثر على استقرار
السرة وانتفاء المودة في حياتهما .من هذا المنطلق آثرت طرح الموضوع للفت النظر الى
هذه النقطة الهامة في حياة الزوجين والحث على انتهاج السبل الكفيلة في إعادة الروح لهذه
العلقات الساكنة قبل فوات الوان.
أهداف الدراسة:
الوقوف على إظهار أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين. .1
عدة على تحقيق الشباع العاطفي.
الوقوف على العوامل المسا ِ .2
إظهار السباب التي تعيق عملية الشباع العاطفي. .3
نشر ثقافة الشباع العاطفي وأثره في استقرار وسعادة الزوجين. .4
5
طرح جملة اقتراحات وتوصيات يمكن تعميمها على المهتمين بالشأن .6
ا ُ
لسري للعمل على تحقيقها.
فرضيات الدراسة:
ان الدراسة تفترض:
وجود علقة أساسية ومهمة بين الشباع العاطفي عند الزوجين والسعادة -
واستقرار العائلة.
وجود علقة بين الحرمان العاطفي والتفكك السري. -
وجود علقة بين التقارب الفكري والعلمي والثقافي والعمري وبين التقارب -
العاطفي بين الزوجين.
وجود علقة بين الصحة النفسية للزوجين وبين الشباع العاطفي. -
وجود علقة بين الجنوح الى الخيانة والجريمة وبين الحرمان العاطفي. -
حدود الدراسة:
منطقة طرابلس في شمال لبنان.
عّينة الدراسة:
تم اختيار عّينة عشوائية من المتزوجين رجال ً ونساًءا في مدينة طرابلس من عمر 24
حتى 65سنة .
أدوات الدراسة:
تعتمد الدراسة في تحليلها على:
مقابلة بشأن موضوع البحث مع الدكتورة حنان فاروق وهي مستشارة اجتماعية -
بالفرضيات.
دراسات سابقة:
ُ
ن الناث في المجتمع قد يقعن تحت ضللغوطشَرت في مجلة السرة 2أ ّ* أجرَِيت دراسة ن ٌ ِ
أسرّية من الزواج أو الوالدين أو الشقاء مما يعيق استقرارهن الجتماعي ويشعرن بالحرمللان
2
مجلة السرة -السنة الثانية عشرة -العدد142 :
6
العاطفي بسبب العلقات السرية والزوجية القائمة على التشللاحن والتنللازع والتصللارع .وتفيللد
الدراسة أنه في المناخ السري الرديللء الللذي يفتقللد إللى السللتقرار الجتمللاعي تشللعر حينهللا
ما يضطرها إلى أن تبتكر وسائل غير مشروعة للبحث عن الحب النثى فيه بحرمان عاطفي ،م ّ
والحنان كأن ترتكب أفعال ً محّرمة تحقللق ذاتهللا وتع ل ّ
وض الفشللل العللاطفي الللذي واجهتلله فللي
حياتها السرية.
ن بالسجن في السعودية نشر نفس
وفي دراسة ميدانية على النساء المحكوم عليه ّ
المصدر أن ما نسبته %86.8من السجينات جنحن للجريمة بدافع الحرمان العاطفي إما
ة بالزوج وإما بحثا ً عن الحب والحنان.
انتقاما ً وكراهي َ
وورد في الدراسة" :كشفت الدراسة الميدانية أن هناك من المتزوجات المحكللوم عليهللن
بالسلجن لرتكلابهن أفعلال إجراميللة كلن يفتقلدن السلتقرار بالحيللاة الزوجيللة ويقلل تلوافقهن
الزواجي مع أزواجهن ويشعرن بالحرمان العاطفي بسللبب الفللارق العمللري والكللراه بللالزواج،
وبالتالي عدم التلقي والتقارب بالفكار والتفللاهم والحللوار ،فل يوجللد تبللادل للمشللاعر الللدافئة
التي تبعث الحيوية في العلقات الزوجية ،مما يضطرهم إلى البحث عن ذلك النوع الدافئ مللن
المشاعر بأي شكل من الشكال ،حتى ولو اضطرهم ذلك إلى ارتكاب سلوك محرم تحقق لهم
تقدير للذات ،وتحصل على إعجاب الرجال الخرين بنظرتهم إليها بالعجاب والتقدير."....
ومن ناحية ُأخرى تشير الدراسة الى أنه " قلد ترتكلب بعلض الزوجلات الفعلال المحرملة
كانتقام وكراهية للزوج بسبب ما تعانيه من إحباطا ً وشللعور بللالعجز ممللا قللد يللدفعها ذلللك إلللى
التنفيس عن هذه الضغوط بالعدوان والتمللرد ،ففقللدان المللودة والرحمللة ملع الللزوج والشلعور
بالنبذ والهمال منه يشعرها بتهديد في حياتها الزوجية وانصراف زوجها عنها ،فتندفع في ثورات
عارمة ضد زوجها تتمثل في أبشع صور الكراهية للزوج وهو ارتكاب الجريمللة كأسلللوب انتقللام
وتشفي من حرمان الزوج عاطفته نحوها"....
* وقد نشرت جريدة الشرق الوسط تأكيد المتخصص النفسي وليد الزهراني في مركز الطب
النفسي السلوكي للرشاد والعلج النفسي في الرياض أن % 95من مرتادات العيادات
النفسية في السعودية هن ممن يعانين الفراغ العاطفي ويقعن تحت طائل الكتئاب والرهاب
الجتماعى جراء علقات عاطفية فاشلة أو تبعات علقة زوجية غير ناجحة ،مما يترتب عليه
بحث المرأة عمن يعوضها ما فقدته من اهتمام واحتواء فتلجأ إلى أساليب غير صحيحة .ويضع
وليد الزهراني اللمسات الخيرة على دراسة حديثة له حول )تأثير الفراغ العاطفي في السرة
السعودية( الى أن أهم السباب التي تدفع المرأة إلى البحث عن العاطفة خارج إطار السرة
الى عدم الستقرار داخل المنزل والملل والهمال والمشاكل السرية وغياب الوازع الديني
7
والحتياج العاطفي ،الى جانب طبيعة عمل الزوج وسفره الدائم وغيابه عن المنزل ،مشيرا
الى أنه ل فرق بين المتزوجة والبكر في سرعة الوقوع تحت وطأة الحتياج العاطفي .وأردف
أن أكثر السيدات اللئي يبحثهن عن الحنان هن ممن تتسع بينهن وبين أزواجهن الفارق
الثقافي فهي تطمح إلى حياة رومانسية مليئة بالعاطفة بينما الزوج بعيدا عن هذا الشعور
ويطالبها فقط بالنجاب ورعاية البناء من دون النظر إلى احتياجاتها الخاصة مشيرا الى أن
3
اكثر ما تحتاجه المرأة هو الحتواء والحنان والحساس بالمان.
* وفي تقرير لمجلة "بونته" اللمانية توضح الحصائيات أن تسًعا من كل عشر سيدات يعانين
من صمت الزواج ،وانعدام المشاعر بين الزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات.
وتشير الرقام إلى أن %79من حالت النفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام
المشاعر ،وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها ،وعدم وجود حوار يربط بينهما.4
خطوات الدراسة:
سمة
دة وهي مق ّ
دمة وبابين يحتويان على فصول ع ّ
م مق ّ
أما الهيكلية العامة للدراسة فتض ّ
كالتي:
الباب الول :الطار النظري
الفصل الول :مدخل الدراسة
.1مشكلة الدراسة
.2أهمية الدراسة
.3أهداف الدراسة
.4فرضيات الدراسة
حدود الدراسة .5
عّينة الدراسة .6
أدوات الدراسة .7
.8دراسات سابقة
خطوات الدراسة .9
الفصل الثاني:
تحديد المفاهيمأو ً
ل:
الشباع العاطفي في القرآن ثانيا:
ً
أهمية الشباع العاطفي بين الزوجين ثالثاً:
وسائل تحقيق الشباع العاطفي بين الزوج رابعاً:
عوامل تعيق الشباع العاطفي بين الزوج خام
ساً:
ساد آثار عدم الشباع العاطفي بين الزوجين ع
ساً :واستقرارها
3
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issue=9574&article=282702جريدة الشرق الوسط
4
http://www.allamasat.com/modules.php?name=News&file=article&sid=22موقع اللمسات الزوجية
8
سابعا ً أنواع الشباع العاطفي بين الزوجين
:
ثامنا :وقفات مع الحبيب عليه الصلة والسلم فً
الشباع العاطفي
تاسعا نص المقابلة مع الدكتورة حنان فاروق
:
عاشر هذا المسكن ..فأين السكن؟ )قصة واقعية
ًا:
الخاتمة
نموذج عن الستبيان
قائمة المراجع
9
الفصل الثاني
أو ً
ل :تحديد المفاهيم
معنى الشباع العاطفي بين الزوجين لغة واصطلحا ً
دهم صلت قربى قوية قائمة علللى ل أفضل تعريف للسرة أنها جماعة من الناس توح ّ "ولع ّ
روابللط اللدم أو اللزواج أو التبن ّللي والدعلاء ،وتجمعهللم روابلط العيلش المشلترك الللذي ت ُللراوح
أنشللطته بيللن اللهللو وتمضللية وقللت الفللراغ والعمللل وتنللاول الغللذاء والقامللة والتعللاون والثقللة
والسكنى في دار واحدة .وقد انبثقت هذه الجماعة فللي ظللروف الحيللاة الطبيعيللة والجتماعيللة
للنسان ،لتؤدي وظائف ضرورية لكل من الفرد والمجتمللع ،أقلهللا الشللباع العللاطفي لفرادهللا،
وتوفير وضع ملئم للتعاون القتصادي والتواصللل الجنسللي والتناسللل ورعايللة الذريللة والحفللاظ
على مظاهر الحضارة ونقلها من جيل إلى آخر
السس النفسية للسرة :من أبرز خصائص السرة النسللانية وأشللهر أسللباب نجاحهللا فللي
مهامها وأقوى عوامل تمتين اللحمة بين أفرادها أنها اجتماع يقوم على المودة ،ينشأ وينمو فللي
مللل المسللؤولية. جو من عواطف الحب ومشاعر الحنان والحترام واليثار والرغبة الصادقة بتح ّ
إن جميع الدوار السرية تحدث في سياق وجداني .وتعد ّ السرة المكللان الساسللي لنمللاء تلللك
العواطف اليجابيللة ،ومحللل تفريللغ شللحنة التللوترات النفسللية الناجمللة عللن الحيللاة الجتماعيللة
وضللغوطها ،فتللوّفر بللذلك للنسللان السللكن النفسللي والطمئنللان الللداخلي ،وتمنحلله الراحللة
والسعادة ،وتعيده إلى حال النسجام الضللرورية لداء أدواره الحيويللة بفاعليللة ونجللاح ،وترضلي
في داخله لعج الرغبة بالخلود والمتداد في الزمان من خلل الذرية.
إن وظيفة السكن النفسي والشباع العاطفي هي إحدى أهللم الوظللائف الللتي تضللطلع بهللا
السرة .ومن سمات تطور السرة المعاصرة أنها تميل إلى تأكيد هللذه الوظيفللة .ول شللك فللي
5
لسان العرب
6
الموسوعة العربية – المجلد الثاني
10
أن حدوث خلل في أداء هذه الوظيفة يضع السرة أمام مشكلت كللبيرة تهللدد بانحللهللا ،لللذلك
أخذت المشكلت النفسية للسرة تحظى باهتمام متزايد من الباحثين".
س واحدة ..الزواج آية من آيات الله جل وعل شّرعه لغايات سامية ووضللع جللل وعل نف ٌ
أسسا ً له ومنهجا ً كما في كل ميدان من ميادين الحياة البشرية ليسعد النسللان بمللا حبللاه الللله
قلق المطلللب السلمى لوجللوده وهلي خلفللة الللله جلل وعل فلي أرضلله .والحيلاة جل وعل ويح ّ
الزوجية علقة متينة ورابط قدسي بين الزوجين أساسه المودة والرحمة والتفللاهم والمشللاركة
النفسية والوجدانية بينهما.
جَها من َْها َزوْ َ َ
جعَل ِ حد َةٍ وَ َ
س َوا ِ ُ َ ّ
ف ٍ من ن ّ ْ قكم ّ
َ
خل َ ذي َيقول الله جل وعل في كتابه الكريم " :هُوَ ال ِ
ن آت َي ْت َن َللا َ
مللا لئ ِ ْ ه َرب ّهُ َ ّ
وا اللل َقلللت د ّعَل َ َ ما أث ْ َ َ َ
ت ب ِهِ فل ّ مّر ْفيفا ً فَ َ مل ً َ
خ ِ ح ْ مل َ ْ
ت َ ح َها َ شا َ ن إ ِل َي َْها فَل َ ّ
ما ت َغَ ّ سك ُ َ
ل ِي َ ْ
7
ن" ري َشاك ِ ِن ال ّ م َن ِ ُ ّ ً
صاِلحا لن َكون َ ّ َ
سرا ً الخلق من نفس واحدة والسللكن فللي هللذه اليللة " :فهللييقول سيد قطب في الظلل مف ّ
نفس واحدة في طبيعة تكوينها ،وإن اختلفت وظيفتها بيللن الللذكر والنللثى وإنمللا هللذا الختلف
ليسكن الزوج إلى زوجه ويستريح إليهلا؛ وهلذه هلي نظلرة السللم لحقيقلة النسلان ووظيفلة
الزوجية في تكوينه"..
كز على قضية المن والراحة بين الزوجين فيقول " :والصل في التقاء الزوجين هللو ثم ير ّ
السكن والطمئنان والنس والستقرار ليظلل السكون والمللن جللو المحضللن الللذي تنمللو فيلله
الفراخ الزغب وينتج فيه المحصول البشري الثميلن ،ويؤهلل فيله الجيلل الناشلئ لحملل تلراث
التمدن البشري والضافة إليه .ولم يجعل هذا اللتقاء لمجرد اللذة العابرة والنزوة العارضة كما
أنه لللم يجعللله شللقاقا ً ونزاعلا ً وتعارضلا ً بيللن الختصاصللات والوظللائف أو تكللرارا ً للختصاصللات
والوظائف؛ كما تخبط الجاهليات في القديم والحديث سواء!"
َ
ذيم ال ّ ِ
قوا َرب ّك ُ ُ
س ات ّ ُ وفي نفس السياق يقول الله جل وعل في القرآن الكريمَ" :يا أي َّها الّنا ُ
ه ال ّل ِ
ذي قللوا الل ّل َ جللاًل ك َِثي لًرا وَن ِ َ
سللاًء َوات ّ ُ مللا رِ َ
من ْهُ َ
ث ِجَها وَب َل ّ من َْها َزوْ َخل َقَ ِ حد َةٍ وَ َ
س َوا ِ ٍ ن نَ ْ
ف م ْ
م ِ خل َ َ
قك ُ ْ َ
َ ّ َ ْ ُ
ن عَلي ْك ُ ْ ه َ
8
م َرقِي َْبا" كا َ ن الل َ م إِ ّ حا َن ب ِهِ َوالْر َ ساَءلو َ تَ َ
وفي الظلل يقول سيد قطب رحمه الله تعالى فللي هللذه اليللة :تللوحي اليللة بللأن قاعللدة
الحياة البشرية هي السرة .فقد شاء الله أن تبدأ هذه النبتة فللي الرض بأسللرة واحللدة فخلللق
ث منهما رجال كثيرا ونساء". ابتداء نفسا واحدة وخلق منها زوجها فكانت أسرة من زوجين "وب ّ
7
سورة العراف الية 189
8
سورة النساء الية 1
11
ومن هذه السرة الولى يبث رجال كثيرا ونساء كلهم يرجعون ابتداء إلللى وشلليجة الربوبيللة ثللم
يرجعون بعدها إلى وشيجة السرة التي يقوم عليها نظام المجتمللع النسللاني بعللد قيللامه علللى
أساس العقيدة.
ويقول المام ابن كثير في خلق النفللس الواحللدة :يقللول تعلالى آمللرا خلقلله بتقللواه وهلي
عبادته وحده ل شريك له ومنبها لهم على قدرته التي خلقهللم بهللا مللن نفللس واحللدة وهللي آدم
عليه السلم " وخلق منها زوجها " وهي حواء عليها السلم خلقت من ضلعه اليسر مللن خلفلله
وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته فأنس إليها وأنست إليه – .انتهى –
فالخلق من نفس واحدة أدعى للتناسب والسكن إلى بعضهما والراحة ثم أن خلق المرأة
خلقيللة قبللل أن
ث في القلب رحمة عنده أنها منه وأنهللا قريبللة وترتبطهمللا علقللة َ من الرجل تب ّ
تكون زوجية وهذا من حكمة الله جللل وعل وفضللله علللى البشللر أن هي ّللأ لهللم مللا يعينهللم علللى
استمرارية حياتهم وضمان سعادتهم وما علللى البشللر إل انتهللاج شللرعه جللل وعل وتنميللة هللذه
المشاعر والحفاظ على هذا العطاء اللهي ليكون السرور والرضا والراحة في الحياة.
ن ..مودّةٌ ورحمة ..وفي آية تتجّلى فيها كل المعاني الراقية للزواج يقول الله جل سك ٌ
ن ُ جعَ َ َ ُ ّ ً َ ُ َ ُ َ َ َ
ة إِ ّ
ملل ً
ح َ
موَد ّةً وََر ْ
ل ب َي ْن َكم ّ سكُنوا إ ِلي َْها وَ َم أْزَواجا لت َ ْ
سك ْف ِ
ن أن ُ
م ْ
خلقَ لكم ّ ن َ ن آَيات ِهِ أ ْ
م ْوعل " :وَ ِ
9
ن" ّ
فكُرو َ قوْم ٍ ي َت َ َ ّ
تل َ ك َلَيا ٍِفي ذ َل ِ َ
وفي تفسيره للمودة والرحمة يقول الحافظ ابلن كلثير رحملله اللله تعلالى" :المللودة هللي:
المحبة ،والرحمة هي :الرأفة ،فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها ،أو لرحمللة بهللا بللأن يكللون
لها منه ولد" .
أما الظلل فجاء فيها :والناس يعرفللون مشللاعرهم تجللاه الجنللس الخللر وتشللغل أعصللابهم
ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين؛ وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشللاعر المختلفللة
النماط والتجاهات بين الرجل والمرأة .ولكنهم قلما يتللذكرون يللد الللله الللتي خلقللت لهللم مللن
أنفسهم أزواجا وأودعت نفوسللهم هللذه العواطللف والمشللاعر وجعلللت فللي تلللك الصلللة سللكنا
للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب واسللتقرارا للحيلاة والمعلاش وأنسلا للرواح والضلمائر
واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .والتعبير القرآنللي اللطيللف الرفيللق يصللور هللذه العلقللة
تصويرا موحيا وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس" :لتسكنوا إليها"" ..وجعل
بينكم مودة ورحمة"..
"إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون" ..فيدركون حكمة الخالق في خلللق كللل مللن الجنسللين
على نحو يجعله موافقا للخر .ملبيا لحاجته الفطرية :نفسية وعقلية وجسدية .بحيث يجد عنللده
الراحة والطمأنينة والستقرار؛ ويجدان في اجتماعهما السكن والكتفاء والمللودة والرحمللة لن
تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما فللي الخللر وائتلفهمللا
وامتزاجهما في النهاية لنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد – ..انتهى -
وفي تفسير القرطبي ورد أن ابن عباس قال :المودة الجماع والرحمة الولد.
9
سورة الروم الية 21
10
روضة المحبين ص 62
12
فحين يتحقق السكن بين الزوجين والطمأنينة يكون الجماع تعللبيرا ً عللن هللذا الحللب ورغبللة
ل منهما للخر والتصاقه به وتتجلى الرحمة في تكوين هذا الولد في الرحللم ليكللون في تقّرب ك ّ
رحمة دائمة بين الزوجين وجامعا ً لهما مللا رعيلا حقللوق بعضللهما البعللض وأبعللدا الشلليطان علن
حياتهما.
وفي آية بديعة من آيات الله جل وعل يصف الزوجين بأن أحدهما لباس للخر إذ يقول جللل
َ
س ل َهُ ّ س ل َك ُ ْ
11
ن" م ل َِبا ٌ
م وَأن ْت ُ ْ ن ل َِبا ٌ
وعل " :هُ ّ
ن كثيرة جاء منها في كتب التفسير بأنه الشيء الملتصق بالجسد ،وفيلله معنللى وللباس معا ٍ
التكافؤ النفسي والبدني ،والزينة ،والسللتر ،والطهللارة ،والسللتغناء ،والنعيللم ،والوقايللة ،وحفللظ
ل أهم معنى يطابق بحثنا هنا هو معنى السللكن كمللا ورد عللن مجاهللد فللي العورة ،والتجدد .ولع ّ
تفسير القرطبي.
يقول د .عبد العزيز بن عبد الله الدخيل أستاذ الخدمة الجتماعيللة المسللاعد بجامعللة الملللك
سعود " :الحاجة إلللى الشللباع العللاطفي غريللزة تولللد مللع النسللان ،وهللذا مللا أثبتتلله دراسللات
كثيرة ....وبحسب نظرية الحاجات للعالم »ماسلو« ،فلإن للنسلان حاجلات متدرجلة -أسلماها
11
سورة البقرة الية 187
13
الحاجات النسانية - Human needsتعمل كدافع أو محفز لن يسلللك سلللوكا ً مللا حيللث قسللمها
ماسلو إلى خمسة أقسام هي :الحاجات الفسيولوجية والحاجة إلى المن ،والحاجة إلى الحللب،
والحاجة إلى تقدير الخرين ،والحاجة إلى تقدير الذات ....وما لم تشبع بطريقللة سللليمة تتفللق
مع معاييرنا الدينية والجتماعية فإنها ل بلد أن تخلرج بشلكل او بلآخر قللد ل يتفلق ملع المعللايير
الدينية والخلقية والجتماعية .....فإذا كان عدم أو ضعف اشباع الفتاة أو الزوجة لحاجة الحللب
والتقدير اليها من قَِبل أسرتها او زوجها يعد ّ عامل مساعدا في أن تبحث عنلله بشللكل منحللرف،
فما بالنا بمن ل يكتفون من الباء والمهات والزواج بعدم إشباع الحللب والتقللدير لللدى أبنللائهم
وانما ينزعون إلى إيذاء بناتهم وأولدهم وزوجاتهم بالشتم أو الضللرب؟ إن مللن أسللس الوقايللة
من انحراف البناء والبنات والزوجات ،أن نسللعى إلللى اشللباع احتياجللاتهم مللن الحللب والحنللان
12
والتقدير ،أن نشيع ثقافة الحب داخل السرة ،وأل نخجل من التودد لبعضنا البعض".
ن" :الحب هو الضمان الوحيد لنجاح كد أستاذ الطب النفسي الدكتور هاشم بحري على أ ّ كما يؤ ّ
العلقة الزوجية ،وتأتي بعده عوامل أخرى ،مثل :طبيعلة اللزوج والزوجلة ،وتحكيلم العقلل فلي
كة نفسية وجسدية يدخلها اثنان ب ِن ِي ّةِ الستمرار ،ويتوقف اسللتمرار شرِ َ
العلقة .فالحياة الزوجية َ
العلقة ودرجتها على قدرة الزوجين على الذَوبان كل في الخلر ،فلإذا كلان هلذا اللذوبان عللى
طريقة تقديم التنازلت لتمضي سفينة الحياة ،فإن اسللتمرار العلقللة سلليكون نسللبيًا ،ومعّرضلا ً
13
للزمات؛ إذا ما تعرضت معادلة التنازلت للهتزاز".
وقد يبقى الزواج مع بعضهم البعض بالرغم من الصللمت الزوجللي أو الخللرس العللاطفي أو
في أسوأ الحالت الطلق العاطفي ولكن الحياة لن يكون لهلا معنللى ملن دون هللذه المشلاركة
العميقة وفي كل شيء التي أرادهللا الللله جللل وعل بيللن الزوجيللن ليحققللا النعيللم فللي الللبيوت.
ومعلوم أن الذي يفتقر إلى حاجة عنده جسدية كانت أم نفسية – ولعلها الخطللر – فلللن يكللون
باستطاعته البداع ول حتى النجاز على المستوى المطلوب في أيّ من أموره وستكون الحيللاة
مجرد ورقات ُتطوى في صحيفته وأيام تمر من دون طعم ول لذة.
ت هللذاطم الى الطلق الفعلي وتفكك السرة وتجّرع البنللاء لللويل ِ وقد يكون مآل زواج مح ّ
التفكك خاصة على النطاق النفسي.
والجدير بالذكر أن الشباع العاطفي يختلف مفهللومه وطللرق ترجمتلله عنللد الفللراد حسللب
حدا ً لن النفس البشرية مجبولللة الوعي والثقافة والمكانات والتوّقعات ولكن الساس يبقى مو ّ
علللى الغللرائز والفطللرة نفسللها .وعلللى الزوجيللن توضلليح متطلبللاتهم وحاجللاتهم للشللريك منللذ
ل الخر ويسلعى لشللباعه حلتى ل يصلطدما عنللد أول بلء فينهلار الصلرح الساس وأن يتفّهم ك ّ
سبوه ممّردًا.
الذي ح ِ
درا هذه المسؤولية الكبرى لنشللاء فحريّ على الزوجين أن يعيا طبيعة العلقة الزوجية ويق ّ
أسرة مستقرة.
والله جل وعل جعل أساس العلقة الزوجية المودة والرحمة وكانت هذه آية من آيللاته جللل
وعل .ولو لم تكن هذه العواطف من الهمية بمكان ما كان خلللق ربنللا جللل وعل حللواء ليسللكن
اليها آدم عليه السلم وما كان سعى سيدنا آدم عليه السلم للبحث عن أمنا حواء عليها السلم
حين هبطا الى الرض فكان هو في الهند وهي في الحجاز فبقي يفتش عنهللا حللتى وجللدها .مللا
الذي جعله يجوب كل هذه القفار إن لم يكن حاجته للعاطفة والسكن؟!
ويقول الشيخ محمد الغزالي حيث قال " :هناك معالم ثلثة ينبغي أن تتوفر في البيت
المسلم ،أو أن تظهر في كيانه المعنوي ليؤدي رسالته ويحقق وظيفته ،هذه الثلثة هي:
السكينة والمودة والتراحم..
12
http://www.alriyadh.com/2006/01/19/article123851.htmlجريدة الرياض العدد 13723
13
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=33&ArticleID=576موقع اللوكة
14
وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر ،والود المتصل ،والتراحم الحاني فإن الزواج يكون
ذرياتأشرف النعم ،وأبركها أثرا… وسوف يتغلب على عقبات كثيرة ،وما تكون منه إل ال ّ
الجيدة"
وفي كتابه "الحب أحسن دواء" يتحدث الدكتور عللادل صللادق عللن الحللب وأهميتلله للصللحة
النفسية للنسان .فالصحة ليست الخلو من المرض لكن الصحة هي السعادة والمن النفسي..
والمصدر الساس للسعادة هو الحب ،والمصدر الساسي للمن النفسي هو الحب ،وتلك غايللة
النسان من الحياة ..السعادة ،والمن .والصحة هي إنتظام اليقاع ،هلي النسلجام ،هلي البللديع
والشكل الجميل ،هي النا المتحدة روحا ً ونفسا ً وجسدًا ،وهي القدرة علللى التواصللل العللاطفي
مع الخر ..فيقدم الدكتور عادل صادق "روشتة" مكتوب فيها دواء واحد لكللل متللاعب النسللان
14
وآلمه وهو الحب.
وقد أوضحت دراسة طبية أميركية أن عناق المرأة واحتضانها مفيللد لقلبهللا .وقللال بللاحثون
في جامعة نورث كارولينا درسوا حالت كل من الجنسين في 38زوجللا مللن الرجللال والنسللاء،
إن الحتضان يؤدي الى ازدياد مستويات هرمون الوكسيتوسين الذي يسمى هرمللون الرتبللاط،
ويقلل من ارتفاع ضغط الدم ،المر الذي يقلل من مخاطر التعللرض لمللراض القلللب .وأضللاف
الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة سايكوسوماتك ميديسن إنهم لحظللوا انخفللاض
15
ضغط الدم لدى النساء أكثر من الرجال بعد عناقهن واحتضانهن.
ويشير الستاذ عيسى المسكري في معرض حديثه عن صمت الزواج 16أن هناك دراسة
حديثة بجامعة لوجانو السويسرية أكدت على الفوائد الصحية للزواج والستقرار العاطفي ،فقد
ن الزواج وسكن المشاعر يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن ،حيث ثبت أ ّ
دة توتر الجسم ،ويفرز
يساعد الشعور النفسي بالعلقة المستديمة المستقرة على تخفيف ح ّ
م أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن.
هرمونات السعادة بك ّ
ن السبرين ل يشفي الصداع؛ لكن ففي الوليات المتحدة المريكية اكتشف الباحثون أ ّ
نصف ساعة من اللفة الزوجّية هي الدواء .وأكدت مجموعة كبيرة من النساء المريكّيات
ن السبرين ل يفيد ،ولكن النوبة تزول بعد ساعة اللتي يعانين من نوبات الصداع النصفي أ ّ
صفاء مع الزوج الحبيب.
ن الحب والدفء السري يساهم في علج الرق ويساعد على الوقاية من أضف إلى ذلك أ ّ
ن هناك فرصة سرطان البروستاتا بنسبة ل تقل عن .%58وأثبتت الفحوصات والتحاليل أ ّ
أفضل للمصاب بالسرطان للشفاء إذا كان زوجا ً أو زوجة ترفرف على حياتهما السعادة
ن العواطف اليجابّية والسلوك الودود ينشطان نظام المناعة في الجسم. والمحّبة ،ل ّ
ن الزواج يفيد في تقوية عضلت القلب لما فيه من دفع مؤقت للدم كما أكدت الدراسة أ ّ
وتنشيط للدورة الدموية ،وبالتالي تمد ّ الجسم بالمزيد من الطاقة ،وفي هذا الصدد يقول
ن الزواج أفضل ألف مرة من استخدام أغلى الدوية التي تعالج سقوط الشعر الذي الباحثون إ ّ
يحدث في غياب الحساس بالستقرار النفسي ،ويستثنى من ذلك حالت الصلع الوراثي أو تلك
الحالت المرضّية المفاجئة التي تصيب الرجال والنساء لسباب مختلفة.
14
http://adelsadek.com/eng/arabic/bg11b.htmمستشفى الطب النفسي د .عادل صادق
15
موقع الدكتور عبد العزيز العثيمين الصحي
16
http://allamasat.com/modules.php?name=News&file=article&sid=21موقع اللمسات الزوجية
15
"فالحب هو رأس المال الرابح ول خسارة معه فهو أساس الرحمة وملك السكن وقوام
17
المودة ،وكلما زاد رأس المال اّتسعت التجارة وزاد ربحها"
مما ل شك فيه أن الفترة الولى من الزواج – عند الغلب -تكون الكللثر تش لّبعا ً للعاطفللة.
جلله ولهفللة اللقللاءضللة طريللة والشللغف لكتشللاف الحيللاة الجديللدة فللي أو ّ
فالمشاعر ل تزال غ ّ
ً
والشوق للحبيب في أعلى درجاتها والتواصل العاطفي كبير بين الزوجين ابتداءا مللن النظللرات
خذ بإيجابية ويعتبره الشريك تعبيرا ً الحنونة واللمسات الدافئة والكلمات الغزلية فكل تصّرف يؤ َ
عن الحب والرغبة في إسعاده.
ولكن بعد فترة من الزواج يبدأ الملل يتسّرب الى هذه العلقة ويتعط ّللل التواصللل اللفظللي
بالغالب وهناك النشغال بالطفال والمسؤوليات الكثيرة الناتجة عن هذا الرتبللاط وأيضلا ً هنللاك
التصادم بين الزوجين نتيجة الختلفات في الطبائع والتوقعلات .وهللذا ل يعنلي أن الحللب انتهلى
كما يعتقد البعض وإنما أصبح له وجه آخر ومع ذلك فإن أهمل الزوجللان هللذا الفتللور فسلليترّتب
على ذلك النفور ثم التباعد ثم النفصال إن لم يتم رأب الصدع في العلقة الزوجية.
ل منهمللا .فللالمرأة بطبعهللا عاطفيللة وتحللب سللماع وعلى الزوجين أن يتفهما طبيعة خلق ك ّ
در كلمهللا وذلللك لنهللا الكلم الجميل والتعبير عن مشاعرها وتسعد أن هناك من يسمع لها ويق ل ّ
قت من شيء حي فتتعامل بروح وعاطفة أكثر؛ وهي عطاء بل حدود إن عرف الشريك كيف خل ِ َ
ُ
يفهمها ويهتم بها بطريقة صحيحة.
والرجل بدوره يعتقد أن أفعاله تعّبر عن مكنللون نفسلله دون ضللرورة اللجللوء الللى التعللابير
ل منهما لحتياجات الخر ومحاولة الكلمية ومن هنا تبزغ أهمية المصارحة بين الزوجين وفهم ك ّ
اشباعها بكل ما أوتي من قوة وجهد.
ً
ويجب أن تبقى في الحسبان حقائق مهمة جدا أولها أن الشرع هو المرجع بينهما ثم حقيقة
قد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين وهي أن حب الزوجة لزوجها وحبه اياهللا هللو حللب فللي الللله
جل وعل .أي أن كلهما يحتسلب هلذا الحلب عنلد اللله جلل وعل ارضلاءا ً لله سلبحانه وتطبيقلا ً
طيا مصاعب لشرعه القويم .فإذا ما تغلغلت هذه المفاهيم في نفوس الزوجين استطاعا أن يتخ ّ
كثيرة وأن يطبقا أمورا ً جليلة ولو على حساب أنفسهما وراحتهما لن مردود كل ما يقومللان بلله
سيجدانه عند الله تعالى يوم القيامة.
ن الحب والحترام والثقة والمصارحة والحــوار ،الخلص والوفــاء والصــدق، إ ّ
والمانة والتضحية والتسامح هم عناوين عريضة ومهمة في الحياة الزوجية وتسللاعد علللى
تثبيت دعائم البيت السعيد .وترجمة هذه المشاعر الراقية تكللون بكلملة حانيلة ولمسللة مباركلة
ونظرة عاشقة وبهذا كله يكون الشباع العاطفي ول أدنى شك .وعلى الزوجيللن انتهللاج السللبل
الكفيلة بتأجيج المشاعر لتحقيق الشباع المطلوب لستمرارية الحياة.
وسأسرد ضمن نقاط أساسية بعض الوسائل التي تساعد علللى تحقيللق الشللباع العللاطفي
بين الزوجين والستمرارية هللي الشللرط الضللامن – بعللد الللله جللل وعل – لبقللاء حللرارة الحللب
والرغبة بين الزوجين.
المعاشرة بالمعروف
التناصح بالحق وبأسلوب حسن
اللتقاء على الطاعات من صيام وصلة وتلوة قرآن كريم
17
سلوك السرة المسلمة على نهج الحبيب عليه الصلة والسلم ص 81
16
القيام بكامل الواجبات وعدم التمّنن
الرحمة والعفو والتسامح
عدم تكليف الطرف الخر ما ل يطيق
كر ان هناك واجبات وليس فقط حقوق التذ ّ
البتعاد عن الروتين اليومي ومحاولة التجديد
التهادي ولو كانت رمزية
التصال الدائم من العمل للطمئنان وبث كلمات الحب
تذكر المناسبات الخاصة المشتركة والحتفال بها
التفريق بين مسؤولية الولد وحقوق الشريك
لصدقاء وحقوق الشريك التفريق بين ا ً
الهتمام باللباس والنظافة والرائحة الزكية
استعادة الذكريات الخاصة والجميلة
فتح المجال للمرح والمزاح والمدعابة أثناء التخاطب
أخذ اجازة قصيرة لشعال الشوق
كتابة الرسائل للبوح بمللا ينخللر الصللدر حيللن يفتقللد طللرف مللا التواصللل المباشللر
بشريكه
اكرام كل طرف لهل الطرف الخر وعدم نقدهم وشتمهم في غيابهم
إدخال السرور بالطرق الشرعية المتاحة
المدح في الغياب والطراء في الحضور
الشكر على كل معروف أو خدمة يقوم بها أحدهما للخر
المراعاة حين الغضب وخاصة في فترة الحيض عند النساء
المناداة بأحب السماء أو الكنية
مل للقاءالتزين والتطّيب والتج ّ
الستقبال والتوديع عند الباب بحرارة
ضبط العصاب وعدم الستثارة حين النقاش الحاد
الستجابة للقاء الحميمي وعدم التذّرع بالنشغال أو عدم الرغبة
إشعار الشريك بالتقدير له ولجهوده في ترتيب أمور السرة
المساندة النفسية عند الحاجة إليها
التغافل عن السلبيات والتركيز على اليجابيات
ادامة التبسم وإظهار علمات الرضا
العتدال في الغيرة
مشاركة الطرف الخر في الهوايات حتى لو لم تكن ضمن اهتماماته
اشاعة نظرات العطف والحنو والعجاب
تخصيص أوقات للتخطيط للمستقبل وكيفية تربية الولد
التفاعل في وقت الزمات كالمراض والمشاكل
الصغاء بدون مقاطعة
تجنب العبارات القاسية والكلمات المؤذية
المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بالسرة
كسر الرتابة الجمود وتغيير الديكور في المنزل
البعد عن سوء الظن والتهامات
اظهار الشوق والوله بعد فراق ولو بسيط
17
إشعار الخر بالطمأنينة والمان في وجوده
حفظ أسرار الشريك
عدم المقارنة بالخرين
عدم الحفاظ بذكريات اللم
التماس العذار حين الخطأ
عدم التحدث في العيوب امام الناس وخاصة الهل
البوح للشريك أنك فخور لرتباطك به
كظم الغيظ وامتصاص الغضب
ترداد كلمة "أنا احبك" ولو من دون مناسبة
العتذار في حال الخطأ فهذه ليست منقصة
عدم هجر فراش الزوجية بسبب الخلفات
حل كل المشكللت وعدم ترك ملفات مفتوحة
الحتضان والكثار من اللمس ليس فقط في أوقات الجماع
دت
ج َ
احترام كل طرف لهل الطرف الخر واستيعاب الخطاء إن وُ ِ
قد تكون هذه المور مشتركة بين الزوجين ولكن هناك بعض النقاط المهمة
التي تتوجب على الزوج خاصة كما ان هناك نقاط ُأخرى تتوجب على الزوجة
بشكل خاص ويمكن تلخيصها على الشكل التي:
حقوق الزوجة على زوجها:
النفقة الكافية
تعليمها أمور دينها
العدل إن كان هناك تعدد زوجات
عدم التهديد بالطلق
عدم حرمانها من أهلها
الترفيه عنها
عدم اللجوء الى الضرب ال في نهاية المطاف
توفير المسكن الشرعي لها
ولعل في وصية أمامة بنت الحارث لبنتها قبيل زواجها كل الخير فقد أجملت
وجمعت فأوعت ..فقد قالت:
* أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت ،وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم
18
تعرفيه ،وقرين لم تألفيه ،فأصبح بملكه إياك رقيبا ً ومليكًا ،فكوني له أمة يكن لك عبدا ً وشيكًا.
* أي بنية! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخرا ً وذكرًا.
* فأما الولى والثانية :الصحبة له بالقناعة ،والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
* وأما الثالثة والرابعة :التعهد لموقع عينيه ،والتفقد لموضع أنفه ،فل تقع عيناه منك على قبيح،
ول يشم منك إل أطيب الريح.
* وأما الخامسة والسادسة :فالتفقد لوقت طعامه ،والهدوء عند منامه .فإن حرارة الجوع
ملهبة ،وتنغيص النوم مغضبة.
* أما السابعة والثامنة :فالحتفاظ بماله ،والرعاء على حشمه وعياله ،لن الحتفاظ بالمال من
حسن الخلل ،ومراعاة الحشم والعيال من العظام والجلل.
* أما التاسعة والعاشرة :فل تفشي له سرًا ،ول تعصي له أمرا ،فإنك إن أفشيت سره لم
ً
تأمني غدره ،وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
* ثم اتقي -مع ذلك -الفرح بين يديه إذا كان ترحًا ،والكتئاب عنده إن كان فرحًا ،فإن الخصلة
الولى من التقصير ،والثانية من التذكير.
* وكوني أشد ما تكونين له إعظاما ً يكن أشد ما يكون لك إكرامًا.
* وكوني أكثر ما تكونين له موافقة ،يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
* واعلمي أنك ل تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك ،وهواه على هواك فيما
أحببت وكرهت.
وفي قصة القاضي شريح مع زوجته لفتة مهمة أيضا ً توضح أهمية معرفة كل طرف
لنفسية شريكه والتفاق على أسس البناء منذ أول يوم لُيصار الى تحقيق الشباع العاطفي
بالطمأنينة والرضا بين الزوجين.
قال شريح القاضي :خطبت امرأة من بني تميم؛ فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها
يهدينها حتى دخلت علي؛ فقلت :إن من السّنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي
ت فإذا هي تتوضأ بوضوئي؛ ْ
ركعتين ،ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها؛ فتوضأ ُ
وصليت فإذا هي تصلي بصلتي؛ فلما خل البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها؛ فقالت:
على رسلك يا أبا أمية؛ ثم قالت :الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله؛ أما بعد..
فإني امرأة غريبة ل علم لي بأخلقك؛ فبّين لي ما تحب فآتيه ،وما تكره فأجتنبه ،فإنه قد كان
ل؛ وقدن إذا قضى الله أمرا ً كان مفعو ً
لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك ،ولك ْ
ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به "إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".
فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه ،وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه ،أما بعد..
ة عليك ،أحب كذا وأكره ن تدعيه يكن حج ً ن ذلك حظا ً لي ،وإ ْ
ت عليه يك ْفإنك قلت كلما ً إن ثب ّ
كذا؛ وما رأيت من حسنة فبثيها ،وما رأيت من سيئة فاستريها ،فقالت :كيف محبتك لزيارة
من جيرانك أن يدخل دارك آذن له، الهل؟ قلت :ما أحب أن يملني أصهاري ،قالت :من تحب ِ
ت معها بأنعم من تكره أكرهه؟ قلت :بنو فلن قوم صالحون ،وبنو فلن قوم سوء ،قال :فب ّ و َ
ل؛ ل أرى منها إل ما أحب ،فلما كان رأس الحول جئت من مجلس ليلة ،ومكثت معي حو ً
من هذه؟ قالوا :فلنة أم حليلتك ،قلت :مرحبا وأهل القضاء؛ وإذا بعجوز تأمر وتنهى فقلتَ :
ت أقبلت العجوز ،فقالت :السلم عليك يا أبا أمية ،فقلت :وعليك السلم س ُ
وسهل ،فلما جل ْ
تومرحبا بك وأهل ،قالت :كيف رأيت زوجتك؟ قلت :خير زوجة وأوفق قرينة ،لقد أدب ِ
ت فأحسنت الرياضة؛ فجزاك الله خيرًا ،فقالت :يا أبا أمية ،إن المرأة ل فأحسنت الدب ،وريض ِ
ُيرى أسوأ حال ً منها في حالتين :إذا ولدت غلما ً أو حظيت عند زوجها ،فإن رابك مريب فعليك
بالسوط ،فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشّر من الروعاء المدللة .قالت :كيف تحب أن
يزورك أصهارك؟ قلت :ما شاءوا ،فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية،
19
فمكَثت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئًا؛ وكان لي جاٌر يفزع امرأته ويضربها فقلت في
ذلك:
ً
رأيت رجال يضلربون نساءهم
فشّلت يميني يوم أضلرب زينبا
أأضلربها في غير جرم أتلت به
ي فما علذري إذا كنت مذنبا
إل ّ
في الفقرة السابقة تم سرد بعض العوامل التي تساعد في عملية الشلباع العلاطفي لللدى
الزوجين وبالطبع فإن افتقللار الحيللاة الزوجيللة مللن هللذه العوامللل مللن شللأنها أن تعيللق عمليللة
الشباع.
وبالضافة الى انتفاء عوامل تنمية الحللب الللواردة فهنللاك عللدة عوامللل تقتللل بللذرة الحللب
وتؤدي إلى التباعد بيللن الزوجيللن وفللي نهايللة المطللاف قللد يصلللن الللى النفصللال الروحللي أو
الجسدي أو الثنين معًا.
وكأساس يجب على الزوجين تفّهم نفسيات بعضهما البعض وعدم توقّللع الكمللال والخللروج
من الحلم الوردية التي نسللجاها أيللام الخطوبللة وعليهمللا مناقشللة النللواقص فيهمللا بكللل حللب
واحترام وقبول ورضا ومن ثم يعملن على توحيد الرؤيا والمسار؛ ول شك أن العطاء والتضحية
مهمان في عملية الندماج في الحياة الزوجية.
وتتكلم الخت عبلة بساط جمعة في كتابهللا "مهللارات فللي التربيللة النفسللية ِلفللرد متللوازن
وأسرة متماسكة" عن الختلفات التي يدخل بها كل الزوجان الللى عللالم الزوجيللة وضللرورة أن
يكونا متهيئين لها عند تكوين الشراكة الزوجية .فهناك الختلف في وجهللات النظللر للكللثير مللن
المور والختلف فلي العلادات اليوميللة ،وفلي النظللرة للحيلاة الجتماعيللة وكلذلك اختلف فلي
أولويات النفاق وتربية الولد وغيرها من المور المهمة في الحياة بين الشريكين.
ى ً
وعلى الزوجين أن يحترما هذه الفروقات ول يجعلها سببا في التفريق بينهما بل هللي غن ل ً
حللد فللي كللل أمللر مبنللي علللى المشــاورة لفكارهمللا وعليهمللا ان يسللعيا ليجللاد قللرار مو ّ
18
والمصارحة والمشاركة.
دي إلى تدهور وفي الحقيقة عندما يخفق الطرفان بالحديث عن توقعاتهما فإن ذلك يؤ ّ
تدريجي في الحوار والخطاب مما يسبب شيئا ً من ضعف الثقة بينهما .فعندما ينزعج أحد
الطرفين من الخر يبتعد عنه وتبدأ الفكار السلبية تسيطر عليه ويبدأ الحب بالتراجع وتنشأ
حالة من اللمبالة.
ويقول بعض الخبراء أن الذي يحدد طبيعة مستقبل حياة الزوجين ليس مقدار المحبة بينهما
وانما طريقة تعاملهما مع النزاعات والخلفات.
توافق ..رغم الختلف ..يشّبه الستاذ محمللد رشلليد العويللد المللرأة والرجللل بللالقوس
والسهم فيقول :ما أكثر انطباق القوس والسهم علللى المللرأة والرجللل ،فللالمرأة فللي انحنائهللا
النفسي أشلبه بلالقوس والرجلل فلي طلبيعته المباشلرة وانطلقله فلي الحيلاة أشلبه بالسلهم
وانطلقه في الفضاء ،والمللرأة فللي لينهللا وطواعيتهللا وعطفهللا أشللبه بللالقوس الللتي إذا شللدها
الرامي بالسهم على الحبل انحنت وانعطفت واستجابت ،والرجل في صلبته وجديته أقرب إلى
صلبة السهم واستقامته ،والمرأة التي تبقى مستقرة في بيتها أشبه بالقوس التي تبقى في يد
18
)مهارات في التربية النفسية ِلفرد متوازن وأسرة متماسكة ص ) 104-100بتصرف
20
الرامي ،بينما السهم الذي ينطلق قويا ً في الفضاء كلما زاد انحناء القوس أشللبه بالرجللل الللذي
19
ينطلق قويا ً في الحياة كلما زادت محبة زوجته له وعطفها عليه.
ولعل من المور التي تعيق الشباع العاطفي بين الزوجين أيضا ً كما يؤ ّ
كد الدكتور مأمون
المبيض في كتابه "التفاهم بين الزوجين" حين تكلم عن الحاجات العاطفية للرجل والمرأة هو
ل منهما الطريقة الفضل لتوفير هذه الحاجت العاطفية فيعمد كل طرف الى عدم ادراك ك ّ
ضلها هو.
تقديم الحب بالطريقة التي يف ّ
19
http://www.iico.net/al-alamiya/issues-1427/issue-193/moslem-family.htm
21
فالرجل مثل ً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو ،والحب الذي يعبر
عن تقدير جهوده وما يقدمه .بينما تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها،
20
وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم.
سادسًا :آثار عدم الشباع العاطفي بين الزوجين على السرة واستقرارها
لم يعد يخفى على عاقل ما للسرة واستقرارها من أهمية في حياة الفرد .ويكفي أن
تكون السرة هي اللبنة الساس لبناء المجتمع لتحظى بهذه الهمية البالغة وبهذا ال َ
كم من
الدراسات والمتابعة .ولربما كان الزمن الذي نعيش فيه جيوبه حبلى بالحداث والمشاكل
والكوارث نتيجة الُبعد عن الدين والعولمة وانتشار الفساد عبر الفضائيات ووسائل العلم
وغيرها.
والسرة – كما غيرها – عانت من هذه الفات المنتشرة إن على صعيد العلقة الزوجية
وإن على صعيد البناء .فتعالت الصرخات من هذه المخاطر التي تهدد السرة وارتفعت نسب
ُ
الطلق وعَلت موجة الخيانة الزوجية وتفككت ال َ
سر فلجأ البناء إلى المخدرات والعربدة
ن من العاطفة المفقودة في بيت الهل. وفتشت الفتيات على ما يسد رمقه ّ
ص بالسرة إن لم يراعي الزوجان علقتهما كد الدراسات أن الخطر مترب ٌوإزاء كل هذا تؤ ّ
بالدرجة الولى لن تِبعات تخاصمهما ستؤدي دون أدنى شك الى تفكك السرة وضياع الجيل
الواعد.
21
التفكك الجتماعي ص 220-219
22
وبدورها إن لم تجد الفتاة العاطفة في البيت فقد تلجللأ اللى التفللتيش عنهللا خللارج الطللار
فة والتقوى فمن يكون المسؤول يومها؟ العائلي ولربما ابت ُل َِيت بذئب بشري نزع عنها لباس الع ّ
الخيانة الزوجية
إن عدم اكتفاء كل طرف بشريكه في الحياة الزوجية نتيجة انعدام الشباع العاطفي
ل من الرجل والمرأة لديه متطلبات نك ّبينهما قد يؤدي ول شك الى الخيانة الزوجية .حيث أ ّ
نفسية وجسدية فإن لم يجد ما يشبع غريزته عند زوجه وفقد الوازع الديني فقد يلجأ إلى
التفتيش عن طرف آخر يلبي حاجاته الغريزية .وفي ظل النفتاح الذي يعيشه مجتمعنا اليوم ل
جد الوازع الديني
يحتاج المرء الى كثير تفتيش ليحصل على مراده .وفي أحسن الحوال إن وُ ِ
فقد يلجأ الزوج الى التعدد ليحصل على الشباع الذي يريد.
الكتئاب
حين ل يحصل الزوجان على ما يسعيان اليه من اشباع عاطفي في حياتهما الزوجية فقد
ول حياتهم لدهليز معِتم ل
يصل المر بالبعض منهم أن يدخلوا في دوامة الكتئاب واليأس وتتح ّ
نور فيه ول دفء مما يعكس أثره على النجازات التي تكاد تنعدم لفقدان المل والرغبة
والحافز على الستمرار والبداع والنتاج.
كانت هذه أهم الثار التي تتوّلد عن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين وهي ل شك
خطيرة لوحدها فكيف إذا أضفنا عليها آثارا ً ُأخرى؟!
صها الزواج
لله دّرها من عاطفة ترفع والى الفضائل تدفع ورضا الله تجلب تلك التي خ ّ
دة أهمها:
لبعضهم البعض .وللشباع منافذ ع ّ
اشباع العاطفة القلبية -
م
اشباع الحواس :النظر والسمع والذوق واللمس والش ّ -
اشباع الغريزة الجنسية -
ن كل الزوجين بحاجة لهذا الشباع ليأمنا في بيتهما ويستقرا نفسيا ول يكونا جائعينإ ّ
عاطفيا ً فتتك ّ
در الحياة ويتنّغص العيش .ولئن كانت المرأة بتركيبتها العاطفية أحوج من الرجل
لسماع كلمات الحب ولحساسها أن هناك من يهتم بها ويشغله أمرها فغن الرجل أيضا ً بحاجة
الى اشباع عاطفي ليستمر في العطاء والنتاج.
رح القلب بصدق المودة ..يقول الشيخ الستاذ محمد حسين فى كتابه "العشرة أ ِ
الطيبة للمرأة"" :أرأيت أيها الزوج العاقل لو أن إنساًنا أعطاه الله نعمة المال الكثير فكنزه
ولم يستثمره ولم ينفق منه على نفسه ول على من يجب عليه النفقة عليهم ..ما تقول فيه؟
إن المال جعله الله ليتداول بين الناس ل ليكنزوه ،وكذلك كنوز العواطف التي تملكها في قلبك
لزوجتك ول يصل منها إليها ما يكفيها ،ولهذا ل يقنعها ملكك لها وكنزها في قلبك ،بل ستشكك
في وجودها عندك .أنفق أيها الفتى على أهلك ول تحرمهم رفدك فيزداد منها بعدك ،قل لها
23
دا أنك بخيل القلب حتى لو كنت سخي
بملء الفم ،واغترف مما في القلب ،ول تجعلها تشعر أب ً
اليد".
فالقلب بحاجة الى تلك العواطف التي تزهر فيه فتوِرثه الراحة النفسية وإذا ما أشبع
جانب الحتياج العاطفي فسيكون طريقا ً لتذليل كل المصاعب واحتمال كل العباء
والمسؤوليات عن طيب نفس.
سحر ..فكن الساحر الذي يمزج عواطفه بكيمياء الكلمة فترتعش لسماعها وللكلمة ِ
مل الزوج أو الزوجة مشقات وأعباء جسيمة ثم ينهار التعب أما لسعةشغاف القلوب .قد يتح ّ
دفء من كلمة تخرج من عمق القلوب بصدق "أحبك"! وليس من الضروري أن تكون هناك
مناسبة لتبوح بهذه المشاعر الحميمة لشريكك بل اجعلها ترنيمة خاصة تبثها بصدق كلما
سنحت لك الفرصة ول تقل أن الشريك متأكد من محبتك له فالنسان بحاجة الى أن يسمع
ويتلذذ بالبوح بالرغم من تأكده من المشاعر.
يقول فايز سليم في كتابه اللمسة السحرية في السعادة الزوجية» :كلمة أحّبك لها مفعول
عجيب وتأثير ساحر في نفس سامعها ،فهذه الكلمة تفتح آفاق الحياة ،وتبعث المل في
النفوس ،وترسم لوحة السعادة بقلم الحب .وإّنها لتدفع إلى تحقيق المستحيل ،لكن الكثير منا
يعتبرون هذه الكلمة وما على شاكلتها من الوجدانيات أمرا ً صبيانيا ً ساذجًا ..بل يعتبرونها من
22
المراهقات المتأخرة التي ل تليق بأفعال الرجال"
ن
ولقد سأل الكاتب الجتماعي محمد رشيد العويد مجموعة من النساء عن موقفه ّ
ن فكانت هذه بعض إجاباتهن:ن تجاه كلمات رقيقة طيبة فيما لو صدرت من أزواجه ّ
ومشاعره ّ
وقد ثبت علميا ً أن عبارات الحب تؤّثر على خليا الكائنات الحية في الجسم وتساعد على
تنظيم الدورة الدموية وتقاوم الخليا الخبيثة .ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع في
جع على اشاعة الحب ونشر ثقافة الفصاح وعدم التكتم بالمشاعر هذا التجاه ويشيع ويش ّ
وخير دليل حادثة الصحابي حينما أخبره أنه يحب فلًنا ،فسأله :أأخبرته؟ قال :ل ،قال :إذن
فأخبره" .وإن كان هذا منهج الحبيب عليه الصلة والسلم مع الصحابة فكيف بين الزواج وهم
أولى لعمارة الكون؟!
سم هذا المجتمع بالترابط وينعم بالصحة النفسية
وفي المجتمع الذي يسوده الحب يت ّ ِ
قاها الرجال خاصة في المجتمعات الشرقية حيث انه الرجل ولكن المشكلة في التربية التي يتل ّ
القوي الذي ل يجب أن ُيظهشر ضعفه ويعّبر عن مشاعره التي هي ديدن النساء وهذا خطأ
22
اللمسة السحرية في السعادة الزوجية 23
23
سحر الكلمة 49
24
فادح في التربية لن عواقبه خطيرة على استقرار السرة إن امتنع الرجل عن البوح بمكنون
نفسه تجاه زوجته وشعر بالمهانة إن فعل!
مر الكثير من الزواج أن الزوجة ل تتزّين إل حين خروجها للحفلت أو
ن تتمّتع ..يتذ ّ
وعي ٌ
استقبالها لصويحباتها بينما تزهد في إظهار محاسنها لزوجها بعد فترة من الزواج .ول شك أن
اشباع عين الزوج بمفاتن زوجته كفيل أن يغض بصره عن الحرام لكفايته بالحلل .وتزّين كل
الزوجين للخر عربون مودة وخير برهان على الهتمام بالشريك.
وقد ذكر الميناوي في "فيض القدير" أن أحد حكماء الرجال قال" :تزّين المراة لزوجها
من أقوى أسباب المحّبة واللفة بينهما وعدم الكراهية والنفرة ،لن العين ومثلها النف – رائد
القلب ،-فإذا استحسنت منظرا ً أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة ،وإذا نظرت منظرا ً بشعا ً
24
أو ما ل يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهية والنفرة".
وليس التزّين للنساء فقط فإن الرجللال عليهللم أيض لا ً أن يللتزّينوا لنسللائهم وقللد كللان ابللن
مل لي". عباس رضي الله عنه يقول" :إني أحب ان أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتج ّ
وفي نفس الطار نذ ّ
كر بما قاله الحللبيب عليلله الصلللة والسلللم أن تبللادل النظللرات بيللن
الزوجين من أسباب تنّزل الرحمات فعن أبي سعيد الخدري قال :قال رسللول الللله صلللى الللله
ن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعللالى إليهمللا نظللرة رحمللة، عليه وسلم" :إ ّ
25
فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهمللا ملن خلل أصلابعهما!" فلغلة العيلون واللمللس ملن أعظلم
وسائل الشباع العاطفي بين الزوجين.
وللنف سبيل ..كيف ل وقد قللال الشللاعر :والعيللن تعشللق مللا تهللوى وتبصللره ..كللذلك
تعشق فيك النف والذن
والرائحة تنتشر بسرعة ويتأثر بها القلللب وتغللري الرجللال وتجللذبهم ولللذلك ح لّرم الشللرع
طرة لما لذلك من فتنة محّتمة.خروج المرأة متع ّ
ل من الزوجين أن ل يجد من صاحبه ال كل ريٍح جميل ولعل الزهار تسللاهم فللي فليحرص ك ّ
ن ألللوان الزهللور تعالللج بعللض
كرة! ويكفي أ ّب مس ِ تحلية النف فتخّيم على المكان نسمات طي ٍ
المراض النفسية كالقلق ،والتوتر ،وتعيد للجسد نشاطه ،وتبعث في الحيللاة الزوجيللة مفللردات
كد الستاذ عيسى المسكري. السعادة كما يؤ ّ
ولّلمسة نصيب ..قد يعتقد بعض الزواج أن اللمس يكون فقط في غرفة النوم وحين
دمات وإنما تكونالجماع وهذا أمر خاطئ تمامًا ..فإن اللمسة الحانية ليس لها موعد ول مق ّ
في كل وقت ومكان ..وليس بالضرورة أن تكون فقط ضمن العملية الجنسية بين الزوجين.
فقد تكون الجلسة لمشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب أو على الشرفة للراحة فيجب
استغلل هذه الدقائق في إظهار الحب للشريك بأن يمسك الواحد بيد الخر أو يضع يده على
كتفه وبحضور البناء ليتعلموا أن يعّبروا عن مشاعرهم خاصة مع شركائهم في المستقبل.
هب التعب الذي تعانيهفاللمسة ُتسلي الروح وُتنسي المتاعب والمشقات اليومية وُتذ ِ
من
الزوجة في الرعاية وتدبير أمور المنزل والبناء؛ وكذلك الزوج الذي يكابد خارج المنزل ليؤ ّ
رغبات وحاجات العائلة .وهي ل تكّلف شيئا ً ومفعولها كبير!
دده النساء دائما ً فيقلن :الطريق الى قلب أإشباع في التذوق؟! هناك مث ٌ
ل شعبي تر ّ
ً
الرجل معدته ..ولربما كان هذا المر صحيحا الى درجة ما ولو لم يكن يعلو في عملية الشباع
قن فنون
لخرى ..ولكن يبقى أن الرجل يحب أن تهتم زوجته بأكله وُتت ِ المرتبة العالية كالنواع ا ُ
24
بحر المحبة 39
25
التدوين في أخبار قزوين 2/47
25
المطبخ والطبخ فهذا يعود عليه بالراحة والسعادة .وعلى الزوجة أن تراعي هذا الجانب وتتعّلم
أصناف جديدة وتحرص على طبخ الصناف التي يحبها زوجها والحلويات وتعاجله بفنجان قهوة
مثل ً إذا كان معتادا ً أن يشربه في ساعة معينة من دون طلب منه وهذا ترجمة للهتمام منها
فتطيب نفسه لذلك.
ن عملية الشباع الجنسي جد ّ مهم في الحياة الزوجية وكم اهتزت طهارة امتزاج ..إ ّ
صن وإشباع الغريزة دعائم بعض البيوت نتيجة عدم التوافق الجنسي بين الزوجين .فالتح ّ
الجنسية في النفس تكاد تكون من أهم العوامل التي يسعى الزوج للزواج من أجلها بالضافة
الى ايجاد السكن النفسي مع النصف الخر.
وقد ترجم هذه المعاني الستاذ محمد قطب رحمه الله تعالى فاتى ببيان ول أروع حيث
قال" :يقول إنسان لنفسه :إنني أحس في أعماقي بحنين إلى الجنس الخر ،ورغبة قوية في
اللقاء بأحد أفراده ،والمتزاج معه ،والفضاء إليه ،والتحاد الكامل معه حتى كأننا شخص واحد
ي لحظة واحدة في ل شخصان منفصلن" ويتابع فيقول" :أنا لست جسدا ً خالصًا ،ول تمر عل ّ
حياتي أكون جسدا ً بل عقل ،وإحساسي بالجنس هو قطعة مني ،هو جزء من كياني كله ،فلكن
إذن على الفطرة السليمة لبني البشر .فليكن إحساسي بالجنس شامل ً لكياني كله ،شامل ً لكل
ما أنا مشتمل عليه من مشاعر .فليكن رغبة جسم ،وخفقة قلب ،ورّفة روح .فليكن "عاطفة".
فليكن – إلى جانب الرغبة – مودةً ورحمة وتعاطفا ً وتفاهما ً وامتزاجا ً روحيا ً ولقاء يرتفع بالكيان
26
إلى عليين"
ل منفإن كان هذا الحساس المرهف والدراك العميق لحقيقة الجنس في نفس ك ّ
الزوجين فقد توصل إلى حقيقة راسخة في مفاهيم الحياة الجنسية ول بد أن يكون الشباع من
ققا ً إن توّفرت حيثّيات اللقاء الحميمي وفنونه.
هذا الجانب مح ّ
والعملية الجنسية علج لبعض المراض النفسية فقد نقلت وكالة أنباء رويترز أن أفضل
علج ظهر في عام 1995للتخلص من القلق هو معاشرة الرجل زوجته ..وفقأ لما أوردته
مجلة "منزهيلث" )صحة الرجال( التي قالت :إن نتائج البحاث تشير إلى أن المعاشرة
المنتظمة ل تخفف من الجهاد فحسب ،بل إنها تطيل العمر أيضًا.
قص الوزن وقد تحتاج الى هذه المعلومة بعض النساء الراغبات في إنقاص وكذلك هي ُتن ِ
ن .فقد ذكر الستاذ محمد رشيد العويد أن العالمان الميركيان هيليوشين وغرايدمان أوزانه ّ
كدا أن مجموع الطاقة الحرارية التي تبذل خلل المعاشرة الزوجية الواحدة تتراوح بين 50 أ ّ
إلى 75ألف وحدة حرارية.
وإن شعر أحد الزوجين أنه مرفوض – جنسيا ً – من الخر فسيسقط في دائرة التعب
النفسي والوحدة وقد تنقطع قنوات التصال بمن حوله وخاصة الشريك لنه غير مشبع جنسيا ً
وتتأزم حالته وينعدم بعدها الحوار وكافة أشكال التفاهم والتودد بين الطرفين .وما هذا إل لن
طلت فكأنها رسالة العلقة الجنسية هي تعبير عن المودة والرغبة في الشريك فإن انتفت وتع ّ
ضمنية أن الشريك يرفض شخص الطرف الخر وليس العملية بحد ذاتها ومن هنا ينشأ الخصام
والتباعد وتكبر الفجوة بين الزوجين .ويؤكد الدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة
ماركيت الميركية أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء
وهو وسط أهله وأقاربه؛ ويقول :إن انعدام جو التفاهم وتبادل الراء والعواطف يترك المرء
في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلم .إنها أقسى أشكال الوحدة.
يقللول الخللبراء :إن علللى الرجللل إن أراد تجللاوب زوجتلله أن يظهللر لهللا حبلله وحنللانه قبللل
القتراب منها .وحبذا لو عمل على إصلح المور بعد كل مشاجرة تفاديا لتراكم البرود والنفللور
27
فيما بعد".
26
منهج التربية السلمية 143
27
إلى الممتنعة عن زوجها – محمد رشيد العويد
26
ولقد جاء في وصف الحور في الجنان أنهم عربا ً أترابا والعللروب هللي المتللوددة الللى زوجهللا
وعربت المرأة إذا تحببت إلى زوجها ،وقال ابن الثير في 'النهاية' الَعرابة هي التصللريح بللالكلم
في الجماع والمقصود مللن لفظللة العللرب هللو فاعليللة المللرأة فللي السللتجابة لزوجهللا بالتللدلل
ك الشفوق. والتلطف والمداعبة فكوني ملكه الودود ليكون مِلك ِ
وتودد المرأة الى زوجها والتفنن والبداع في إغرائه وتحقيق الشباع الجنسي للله ليللس مللن
جر عليهللا إن هللي قلة الحياة بل هو على العكس تماما ً قِ ّ
مة الخلق وجزء من العبللادة الللتي تللؤ َ
أخلصت النية لله جل وعل.
ضرا للقاء الحميمي بالتزين والتطّيب والمداعبات فل يقع الرجل علللى وعلى الزوجين أن يتح ّ
زوجته كما تقع البهيمة بل هو التودد وإن انتهى الللزوج ووصللله مللا يريللد مللن العمليللة الجنسللية
فعليه أن ينتظر زوجته لتبلغ ما بلغ هو فتجد الراحة وكذلك عليهما بعد قضاء الللوطر أن يتللداعبا
ويحرصا على إشباع العواطف كما الجسد.
يقول المام ابن القّيم رحمه الله تعالى " :وفي بضع أحللدكم صللدقة وملن تراجللم النسللائي
على هذا الترغيب في المباضعة ثم ذكر هذا الحديث ففي هذا كمال اللذة وكمال الحسان إلى
الحبيبة وحصول الجر وثواب الصدقة وفرح النفس وذهاب أفكارها الللرديئة عنهللا وخفللة الللروح
وذهاب كثافتها وغلظها وخفة الجسم واعتدال المزاج وجلب الصحة ودفللع المللواد الللرديئة فللإن
صادف ذلك وجها حسنا وخلقا دمثا وعشقا وافرا ورغبة تامة واحتسابا للثواب فذلك اللذة الللتي
ل يعادلها شيء ول سيما إذا وافقت كمالها فإنها ل تكمل حتى يأخذ كل جزء من البدن بقسللطه
من اللذة فتلتذ العين بالنظر إلى المحبللوب والذن بسلماع كلملله والنلف بشللم رائحتلله والفلم
بتقبيله واليد بلمسه وتعتكف كل جارحة على ما تطلبه من لذتها وتقابله من المحبوب فإن فقد
من ذلك شيء لم تزل النفس متطلعة إليه متقاضية له فل تسكن كل السللكون ولللذلك تسللمى
28
المرأة سكنا لسكون النفس إلينا"
فسبحان من خلق الزواج كلها ..وجعل ا ُ
لنس والسكن فللي هللذه العلقللة الربانيللة المباركللة
فضل ً منه وتنُعما..
طف :كان صلى الله عليه وسلم يقول لمنا عائشة" :يا عائش هذا جبريل مناداتها بتل ّ
30
يقرئك السلم قلت وعليه السلم ورحمة الله قالت وهو يرى ما ل نرى".
رفع اللقمة الى فمها :يقول النبي صلى الله عليه وسلم " :وإنك مهما أنفقت من نفقة
31
فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى ِفي امرأتك"
ن :فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها :بأي
ضر لملقاته ّ
التزّين والتطّيب والتح ّ
32
وعن أمنا شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك.
عائشة رضي الله تعالى عنها قالت " :كنت أطّيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما
33
يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"
وضع الفم على نفس موضع فم الزوجة :عن أمنا عائشة رضي الله تعللالى عنهللا" :كنللت
أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الللله عليلله وسلللم فيضللع فللاه علللى موضللع فللي
فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه علللى
34
موضع في"
التقرب العاطفي من الزوجة حتى في حال الحيض :عن أمنللا عائشللة رضللي الللله تعللالى
عنها" :أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم كللان يتكللئ فلي حجللري وأنلا حلائض ثللم يقللرأ
35
القرآن"
حلم والناة :فمن حديث أنس رضي الله تعالى عنه" :كان النبي صلى الله عليه وسلللم ال ِ
عند إحدى أمهات المللؤمنين فأرسللت أخللرى بقصلعة فيهلا طعلام فضلربت يلد الرسلول
فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحللداهما
إلى الخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمسك حتى جاءت
بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسللورة فللي بيللت
36
التي كسرتها"
رقية أهل بيته :عن عائشة قالت " :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحللد
من أهله نفث عليه بالمعوذات فلمللا مللرض مرضلله الللذي مللات فيلله جعلللت أنفللث عليلله
37
وأمسحه بيد نفسه لنها كانت أعظم بركة من يدي"
مجاراتها فيما تحب :عن عائشة قالت" :والللله لقللد رأيللت رسللول الللله صلللى الللله عليلله
وسلم يقوم على باب حجرتي و الحبشة يلعبون بالحراب ورسول الللله صلللى الللله عليلله
وسلم يسترني بردائه لنظر إلى لعبهم من بين أذنلله وعللاتقه ثللم يقللوم مللن أجلللي حللتى
38
أكون أنا التي أنصرف"
30
صحيح البخاري حديث رقم5848 :
31
:صحيح البخاري حديث رقم 2591
32
صحيح مسلم حديث رقم 253
33
صحيح البخاري حديث رقم 5579
34
صحيح مسلم حديث رقم 300
35
صحيح البخاري حديث رقم 293
36
سنن النسائي حديث رقم 3955
37
صحيح مسلم حديث رقم 2192
38
مسند أحمد حديث رقم 24805
28
اللعب مع الزوجة :عن عائشة رضي الله عنها أنها "كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم
في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحلم سلابقته فسلبقني فقللال
هذه بتلك السبقة".39
ن أمام الناس :فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه :أن النبي صلى الفصاح عن حبه له ّ
الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليللك قللال:
40
عائشة فقلت من الرجال؟ فقال :أبوها قلت ثم من؟ قال عمر بن الخطاب فعد ّ رجال.
ن" :وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كللان بالليللل سللار مللع تخصيص الوقت له ّ
41
عائشة يتحدث معها"
مساعدة أهله في أعمال البيت :فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها" :مللا كللان
النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت :كان يكون في مهنة أهللله تعنللي خدمللة
42
أهله فإذا حضرت الصلة خرج إلى الصلة"
43
مدحها أمام الجمع" :فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
إعراضه عن الضرب" :ما ضرب رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم شلليئا قللط بيللده ول
44
امرأة"
السماع لها مهما طال الحديث :فبعد سرد أمنا عائشة رضي الله تعالى عنهللا لحللديث أم
زرع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماعه لها دون تأفف " :قالت عائشة قللال
45
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا عائش كنت لك كأبي زرع لم زرع"
ن :كأخذه صلى الله عليه وسلم بمشورة أم سلمة رضي الله تعالى عنهللا
الخذ بمشورته ّ
يوم صلح الحديبية.
وللحبيب عليه الصلة والسلم أحاديث كثيرة يوصي بها الرجال وفي خطبللة الللوداع أمرهللم
جع الرجال أن يكونوا خير أعوان لزوجاتهم وكذلك النسللاء حّثه ل ّ
ن فللي ن وكان يش ّ
سنوا له ّ
أن ُيح ِ
ن معامللة الرجلال وأخللبر علن الثللواب العظيلم ..وملنسل ّ
أحاديثه صلى الله عليه وسلللم أن ُيح ِ
أحاديثه في هذا الموضوع صلى الله عليه وسلم:
"استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شلليء فللي الضلللع أعله -
46
فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء"
47
غيره"
"ل يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر أو قال -
48
جر" ُ
" إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أ ِ -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " :أل أخبركم برجللالكم فللي الجنللة ؟ قللالوا : -
بلى يا رسول الله ،فقال :النبي في الجنة ،والصديق في الجنة ،والشهيد فللي الجنللة،
والمولود في الجنة ،والرجل يزور أخاه في ناحية المصر ل يزوره إل لله جل وعللز فللي
39
سنن أبي داوود حديث رقم 2578
40
صحيح البخاري حديث رقم 3462
41
صحيح مسلم حديث رقم 2445
42
صحيح البخاري حديث رقم 644
43
صحيح البخاري حديث رقم 3250
44
صحيح مسلم حديث رقم 2328
45
مسند أبي يعلى الموصللي حديث رقم 4701
46
صحيح البخاري حديث رقم 3153
47
صحيح مسلم حديث رقم 1469
48
مسند أحمد حديث رقم 16705
29
الجنة .قال :أل أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ قالوا :بلى يا رسول الله ،قال :كللل
ولود ودود ،إذا غضبت أو أسيء إليها ،أو غضلب قلالت :هلذه يللدي فلي يللدك ل أكتحلل
49
بغمض حتى ترضى "
"فاتقوا الله في النساء ،فإنكم أخذتموهن بأمان الله ،واستحللتم فروجهللن بكلمللة -
الله ،ولكم عليهن أن ل يوطئن فرشكم أحللدا ً تكرهللونه ،فللإن فعلللن ذلللك ،فأضللربوهن
50
ضربا ً غير مبرح ،ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
51
"خيركم خيركم لهله وأنا خيركم لهلي" -
"إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضللي -
52
إليه ثم ينشر سرها"
"نهى رسول الله صلى الله عليلله وسلللم أن يطللرق الرجللل أهللله ليل يتخللونهم أو -
53
يلتمس عثراتهم"
" إذا صلت المرأة خمسللها ،وصللامت شللهرها ،وحصللنت فرجهللا ،وأطللاعت بعلهللا، -
54
دخلت من أي أبواب الجنة شاءت"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " :إذا جامع أحدكم أهللله فليصللدقها ،ثللم إذا -
55
قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فل يعجلها حتى تقضي حاجتها"
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلللم قللال" :ل يقعللن -
أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ،وليكن بينهما رسول ،قيل :ما الرسللول يللا رسللول
الله؟ قال :القبلة والكلم".
31
بالتأكيد ..فعدم الشباع العاطفي هو أساس من السس التى ترتكز عليها معظم المشاكل
السرية التي تخترق محيط البيت وتبدأ فى البحث عن حلول خارجية ..فالشباع العاطفي قادر
بإذن الله على أن يحل ويتخطى معظم العقبات التي يقابلها الزواج..
هل برأيك أن عدم الشباع العاطفي يستحق أن يطلب أحد الطرفين الطلق من
أجله؟
أحيانًا ..فطبائع البشر تختلف ودرجات تحملهم وإيمانياتهم ليست متسللاوية ..ودعونللا نتفللق
أن فاطمة بنت قيس طلبت الخلع من زوجها لنها لم تكن واثقة أنهللا تسللتطيع أن تعيللش حالللة
الشباع العاطفي ..فخافت على نفسها الفتنة ودرء المفسدة مقدم على جلب المنفعة..
هل تعتقدين أنه من الفضل البقاء فــي أســرة واحــدة حــتى لــو كــان الطرفــان
يعيشون حالة طلق صامت من أجل البناء على أن يلجأوا الى الطلق؟
مللن وجهللة نظللرى ..المللر يسللتحق عشللرات بللل مئات المحللاولت قبللل الجللزم باسللتحالة
العشرة ..فالبيوت ل تبنى على الحب وحده ..وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنلله
لرجل أراد أن يطلق زوجته "لنه ل يحبها" :ويحك! ألم تبن البيوت إل على الحب؟ فأين الرعاية
وأين التذمم.
كيف يتأكد الطرفان أن الجفاف العاطفي الذي سيلقونه بعد الطلق ليس أكــبر
مــن الجفــاف العــاطفي الــذي يلقــونه فــي ظــل الســرة المتباعــدة الطــراف
عاطفيا؟
يمكن التأكد من ذلك إذا انفصمت عرى الحترام والتقدير بينهما ..فمن الممكللن أن يعيللش
زوجان تحت سقف واحد بحب قلبل واحترام كللبير ..لكللن تسللرب وانسلللل الحللترام حللتى لللو
تواجد الحب يخل بالميزان ..وليس هذا فحسب بل ينكسر المل حلتى فلى تربيلة سلوية لجيلل
ليس له أي ذنب..
فاقد الشيء ل يعطيه فهل تظنين أن المرأة غير المشبعة عاطفيا ً تســتطيع أن
تعطي أبناءها الحب؟ وهل يكونون العوض عن الزوج؟
اتفقنا أنها قدرات ..بمعنى أن هناك أرامل ومطلقات يفضلن العيش من أجل أبنللائهن علللى
ارتباط جديد وبالتأكيد ليس لديهن إشباع عاطفي ..لكنهن يغدقن الحب على أبنائهن ويشبعوهم
عاطفيا ً ونفسيًا ..وليللس معنللى هللذا أن المللرأة الللتي ل تسللتطيع أن تعيللش بغيللر زوج يشللبعها
عاطفيا ً بها نقص ..بل هو اختلف طبائع البشر ..وقدرات متباينة..
34
الباب الثاني
الدراسة الميدانية
35
الفصل الول
نتائج الستبيان وتحليلها
من طلبنا منهم تعبئة الستبيان رفض ذلك حتى والجدير بالذكر أن العديد م ّ
مع تأكيدنا لهم أن الشخص لن ُيعَرف لن ذلك غير مهم وإنما الدراسة هي
المهمة وليس السماء وأن الورقة ستندمج مع عشرات الوراق في ملف واحد
إل ان هذه التطمينات لم تهدئ من روعهم ولم ُيقِنعهم.
36
نسبة نعم المئوية ل نعم السؤال
100 % - 30 1
.هل تعتقد ان الشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟
77 % 7 23 صص أوقاتًا مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟
1هل تخ ّ
2
.
84 % 5 25 37 1هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفًا؟
3
نتائج الستبيان للذكور
كان هناك إجماع كامل اناثا ً وذكورا ً على أن الشباع العاطفي •
هام وضروري في الحياة الزوجية )السؤال الول ونسبته %100
عند الناث والذكور(
ً
وفي سؤال عن إشباع الشريك له عاطفيا )السؤال رقم (2 •
ن عاطفيافقد كانت نسبة الناث اللواتي يعتقدن أن الشريك يشبعه ّ
هي %74بينما كانت عند الذكور .%90
والمرأة بطبعها عاطفية ويهمها عبارات الغزل والدلل فيمكن ايعاز
دنو نسبة الناث عن نسبة الذكور الى أن %40فقط يشعرن أن
ن الشباع العاطفي في عبارات الدلل والغزل. الشريك يحقق له ّ
أما في سؤال الشباع الجسدي من مداعبة ولمس فقد كانت •
النسب بين الناث والذكور متقاربة فالنساء %70بينما الرجال
.%67وبالرغم من أن هذه النسبة متدنية نسبيا ً إل أن هذا يعطي
38
صورة عن واقع الشباع الجسدي للمتزوجين وأن هناك نقصا ً في
هذا الجانب.
ن في ن له ّ
ولكن الملفت هو نسبة النساء في اشباع أزواجه ّ •
ً
عبارات الغزل فقد كانت %40وهي نسبة بل شك متدنية جدا وهذا
ن.
ن لزوجاته ّ
يعكس قصور الزواج في تدليله ّ
يشترك معظم الزواج والزوجات على أن الزواج هو مسؤولية •
وضغوط ولكن مع سكن ومودة.
والغلبية من النساء والذكور تعتقد أن التقارب الفكري •
والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على إتمام الشباع
هر وعي في هذه المسألة فلهذه النقطة العاطفي بينهما .وهذا ُيظ ِ
أهمية كبرى في سكن الشريكين لبعضهما البعض.
وكذلك يؤمن أغلب الزواج والزوجات أن الحب يمكن تطويره •
وتنميته بعد الزواج وهذه نقطة إيجابية يمكن العمل عليها في
المساعدة على تبيان السبل التي يجب انتهاجها لتنمية هذا الحب.
4%من الرجال و %14من النساء يعتقدون أن البوح بالمشاعر •
للزوج هو مهانة له وضعف .وهذه نسبة ضعيفة تقابلها نسبة كبيرة
ممن يؤمن بأن البوح ليس منقصة .وربما في مجتمعنا اللبناني الذي
لخرى التي يجد فيها تمّيز بالنفتاح يختلف عن المجتمعات العربية ا ُ
الرجل بوحه لمكنون نفسه من المشاعر ينقص من هيبته فيمتنع.
37%من النساء و %40من الرجال يبوحون للطرف الخر •
بحبهم كل يوم وهذه ل شك نسبة تحتاج الى العمل على رفعها عبر
نشر ثقافة الحب الزوجي وضرورة البوح به كل يوم وبوسائل شتى.
هناك عدد ل بأس به يشعر بجفاف المشاعر مع شريكه وهذه •
مشكلة لن بنيان هذا البيت مهدد بالتصدع والنهيار.
من خلل نتائج الستبيان يظهر لنا أن النسبة الكبر تعي أن •
المتطلبات العاطفية أهم من المتطلبات الضرورية كالملبس
والمشرب في الحياة الزوجية وكذلك أهمية تخصيص اوقات للشريك
للتحدث فيها عن المستقبل والبناء والمصارحة.
ولكن ل يزال هناك نقص في طرق التعبير عن الحب مما يهدد •
الشباع العاطفي لدى الزوجين .فإن ما نسبته %77فقط يعتمد لغة
العيون للبوح عن الحب .و %84فقط من النساء تمدح الشريك إذا
أسدى لها معروفا ً بينما تكبر هذه النسبة عند الرجال لتصل الى
.%97
وتتقارب النسبة من جديد حين السؤال عن العتقاد ان عدم •
الشباع العاطفي قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلق فكانت
نسبة تقارب .%57
أغلب الزواج ل يعانون من فقدان المرح والدعابة في •
أحاديثهما.
90%من النساء تؤمن أن الشباع يؤدي الى التنازل والتضحية •
سمة المرأة العطاء والذوبان إن هي شعرت بالنتماء وهذا طبيعي ف ِ
والتقدير والحب.
شبه إجماع أن الشباع العاطفي ل يقتصر على العلقة •
ً
الجسدية وهذا ُيظهشر وعيا في هذا المجال فمع أن العلقة جد
39
مهمة في الستقرار النفسي للزوجين ال أنها ليست العامل الوحيد
الذي يضمن الشباع العاطفي بينهما.
94%ومعادلة من جديد في النسبة التي تؤمن أن الشريك يهتم •
بمشاعر الشريك وهذا يؤ ّ
كد أن الحب قائم ولكنه بحاجة الى تعبير.
أغلب المشاركين يؤمنون أن حسن الختيار من الساس يساعد •
على الشباع العاطفي وأن الحب والحترام والتفاهم هم علمات
قياس الشباع العاطفي لدى الزوجين.
كذلك المر فإن نسبة كبيرة وافقت على أن الغيرة المَرضية •
وعدم الهتمام والتهميش هم أسباب الجفاف العاطفي ولو أنني
كنت أتوقع نسبة أكبر مما وجدت.
بينما تساوت النسبة وكانت %94عند كل الطرفين في ان •
إشعار الشريك أنه هدية من الله تعالى يحقق الشباع.
وفي سؤال تمضية الحياة مع الشريك دوناص عن غيره فقد •
كانت %97من النساء تفضل ذلك بينما نزلت النسبة الى %90وفي
بعض الحالت التي أعرف أنها تعاني من الجفاف العاطفي سألتها
فر الفضل وطبعا ً هذا افتراض لنرى مدى ِلم تبقين معه إن تو ّ
امكانية النسلخ عن الشريك ولو افتراضيا ً فكان الجواب أن من
تعرفه أفضل ممن تتعرف عليه وكيف أقبل بغيره وقد أفضى بعضنا
الى بعض؟!
أما بالنسبة لستقرار البناء في ظل أسرة غير مشبعة عاطفيا ً •
فقد كانت نسبة الناث على الموافقة %80بينما ارتفعت النسبة
عند الذكور الى . %87
الفصل الثاني
القتراحات والتوصيات
نخلص بعد هذا البحث إلى جملة من التوصيات والقتراحات:
اسـتـبـيــــان
صص لغراض البحث العلمي رد في هذا الستبيان مخ ّ السادة المشاركون ..نحيطكم علما ً أ ّ
ن كل ما سي َ ِ
سعة صدركم ومشاركتكم معنا في هذا الستبيان. وغير مطلوب ذكر السم شاكرين لكم ِ
الجنس _________ :العمر ____________ :عدد سنوات الزواج _____________ :عدد الولد_______ :
41
ل نعم السؤال
هل تعتقد ان الشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟ 1
هل تعتقد أن الطرف الخر يحبك ويشبعك عاطفيًا؟ 2
هل تعتقد أن الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في عبارات الدلل والغزل؟ 3
هل تعتقد ان الطرف الخر يحقق لك إشباعًا في المداعبة والملمسة؟ 4
هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟ 5
هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الشباع العاطفي بينهما؟ 6
هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟ 7
هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الخر هو ضعف ومهانة؟ 8
هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟ 9
هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟ 10
هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟ 11
صص أوقاتًا مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟ هل تخ ّ 12
هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفًا؟ 13
هل تعتمد النظرات التي تنم عن الحب والعجاب تجاه الشريك؟ 14
هل توّدع الشريك بالتحية الحارة حين الدخول والخروج من المنزل؟ 15
حّدة وتخلو من الضحك والدعابة والمرح؟؟ هل تّتسم أحاديثكما غالبًا بالجدية وال ِ 16
هل تؤمن أن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلق؟ 17
هل تؤمن أن الشباع العاطفي لدى الشريك يجعله يقّدم التضحيات والتنازلت أكثر؟ 18
هل تعتقد أن الشباع العاطفي يقتصر على نجاح العلقة الجسدية فقط؟ 19
هل تعتقد أن الطرف الخر يهتم بمشاعرك؟ 20
هل تعتقد أن حسن الختيار من الساس يساعد على الشباع العاطفي لحقًا؟ 21
هل تعتقد ان من أسباب الجفاف العاطفي بين الطرفين :الغيرة الَمَرضّية وعدم الهتمام والتهميش؟ 22
هل تعتقد ان الهدايا والنصات وإظهار الشوق عوامل مهمة في عملية الشباع العاطفي بينكما؟ 23
هل تعتقد أن إشعار الشريك أنه هدية من ال تعالى وأنك فخور به يحقق الشباع العاطفي بينكما؟ 24
هل تعتقد أن عدم الشباع العاطفي بين الزوجين يؤّثر على استقرار البناء النفسي؟ 25
ضل أن تقضي حياتك مع شريكك على أن تقضيها مع أي شخص آخر؟ هل تف ّ 26
هل تعتقد أن الحب والحترام والتفاهم هم علمات لقياس الشباع العاطفي بين الزوجين؟ 27
قائمة المراجع
.1القرآن الكريم
.2صحيح البخاري
.3صحيح مسلم
.4سنن النسائي
.5مسند المام أحمد
.6سنن أبي داوود
.7صحيح ابن حبان
.8مسند أبي يعلى الموصللي
.9سنن الترمذي
.10المعجم الصغير
.11في ظلل القرآن ؛ سيد قطب
.12روضة المحبين ؛ ابن القيم الجوزية
.13سحر الكلمة ؛ عيسى المسكري ،دار ابن حزم ،بيروت 2006 ،م،
الطبعة الولى
42
.14سلوك السرة المسلمة على نهج الحبيب عليه الصلة والسلم ؛
وجدي غنيم ،دار المعرفة ،بيروت 2005م ،الطبعة الثانية
.15بحر المحبة ؛ عيسى المسكري ،دار ابن حزم ،بيروت 2006 ،م ،
الطبعة الولى
فرد متوازن وأسرة متماسكة ؛ عبلة .16مهارات في التربية النفسية ل ِ َ
بساط جمعة ،دار المعرفة ،بيروت 2002م ،الطبعة الولى
.17التفكك الجتماعي ؛ د .معن خليل العمر ،دار الشروق 2005 ،م ،
الطبعة الولى
.18لسان العرب
.19الموسوعة العربية – المجلد الثاني
جريدة الشرق الوسط .20مواقع انترنت- :
-موقع اللمسات الزوجية
-جريدة الرياض
-موقع اللوكة
-مستشفى الطب النفسي د .عادل صادق
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
43