‫إثبات بطلن نظرية التطور من مثال واحد‬

‫د‪ .‬زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يبين هذا الموضوع كيفية إثبات بطلن جميع النظريات التي تحاول أن تقدم الدليل العلمي على أن‬
‫الحياة على الرض نشأت بآليات مسعععتقلة ععععن وجود خالق و مدبّر لهذه الحياة و على رأس هذه‬
‫النظريات هععي نظريععة التطور التععي وضعهععا دارويععن و أتباعععه إلى يومنععا هذا‪ .‬مععع العلم بأن لهذه‬
‫النظريات أثر خطير على البشر و أنه ليس من المستغرب أن الذي ل يؤمن بوجود الله لنه ل يريد‬
‫أن يحاسب على أفعاله يحب التمسك بهذه النظريات لنها تمث ّل دليل علمي على إلحاده‪.‬‬

‫يمكننا بيان بطلن جميع هذه النظريات التي تحاول أن تعطي تفسير لكيفية وجود الحياة على هذه‬
‫الرض و تنوعها عن طريق التفكر في آيات القرآن الكريم‪ ،‬فالمنهجية التي يعلمنا إياها الله عز و‬
‫جعل فعي القرآن الكريعم لبيان بطلن هذه النظريات يمكعن تعلمهعا معن تدبر آيعة (‪ )20‬معن سعورة‬
‫َ‬ ‫م الل َّعه ينشئ الن َ ْ َ‬
‫ن الل ّع َ‬
‫ه‬ ‫شأةَ اْل ِ‬
‫خَرةَ إ ِع َّ‬ ‫ُ ُ ِ ُ ّ‬ ‫ف بَدَأ َ ال ْ َ‬
‫خل ْعقَ ث ُع َّ‬ ‫ض فَانظُُروا كَي ْع َ‬ ‫َْ‬
‫سيُروا فِعي الْر ِع‬ ‫العنكبوت‪( :‬قُ ْ‬
‫ل ِع‬
‫سيُروا‬ ‫ل ِ‬ ‫يءٍ قَدِيٌر)‪ ،‬حيث نتعلم من هذه الية الكريمة بأن الله وضع آيات في الرض (قُ ْ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬‫عَلَىٰ ك ُ ِّ‬
‫خل ْقَ) فالذي سأقوم به بعون الله‬ ‫ف بَدَأ َ ال ْ َ‬‫ض) تدل على كيفية خلق الله للحياة (فَانظُُروا كَي ْ َ‬ ‫َْ‬
‫ف ِي الْر ِ‬
‫هعو إثبات كيفيعة خلق الله ععز و جعل للحياة على الرض بالدليعل العلمعي و المنطقعي و إذا تعم هذا‬
‫الثبات فإنععه يثبععت بطلن جميععع النظريات الموضوعععة مععن البشععر لبيان كيفيععة وجود الحياة على‬
‫الرض و تنوعها‪.‬‬

‫إثبات كيفية خلق الله للبشر بالدليل العلمي‪:‬‬

‫سععأبين الن إن شاء الله تعالى إثبات كيفيععة خلق المولى للنسععان عععن طريععق التفكععر فععي آيات‬
‫القرآن الكريم التي تبيّن بالتفصيل مراحل خلق النسان و مطابقة الستنتاجات من هذه اليات مع‬
‫التجارب العملية و الواقع المادي‪.‬‬

‫‪ .1‬المرحلة الولى في خلق النسان‪ :‬التراب‬

‫ن آيَات ِهِ‬
‫م ْ‬
‫يعلمنا الله عز و جل المرحلة الولى في خلق النسان في آية (‪ )20‬من سورة الروم‪( :‬وَ ِ‬
‫نع)‪ ،‬حيعث نتعلم معن هذا بأن بدايعة خلق النسعان هعي‬
‫شُرو َ‬ ‫م إِذ َا أَنت ُعم ب َ َ‬
‫شٌر تَنت َ ِ‬ ‫ب ث ُع َّ‬ ‫خلَقَك ُعم ّ ِع‬
‫من تَُرا ٍع‬ ‫ن َ‬ ‫َع‬
‫أ ْ‬
‫معن التراب و لثبات هذا علينعا أن نقارن بيعن مركبّات التراب و مركبّات جسعم النسعان و إذا عملنعا‬
‫ذلك نجعد تطابعق بيعن العناصعر المؤلفعة لجسعم النسعان و تلك المؤلفعة للتراب معن حيعث السعم‪،‬‬
‫التركيز‪ ،‬و الوظيفة كما هو مبيّن في جدول (‪ )1‬و (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
 ‫جدول (‪ :)1‬بعض العناصر المؤلفة لجسم النسان‪.‬‬

‫جدول (‪ :)2‬بعض العناصر المؤلفة للتراب‪.‬‬

‫‪ .2‬المرحلة الثانية في خلق النسان‪ :‬الطين‬

‫خلَقْنَا‬
‫ن َ‬ ‫خلْقًا أَم َّ‬
‫م ْ‬ ‫م أَ َ‬
‫شد ُّ َ‬ ‫نتعلم من القرآن الكريم في آية (‪ )11‬من سورة الصافات‪( :‬فَاستَفْت ِه َ‬
‫م أه ُ ْ‬
‫ِ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ب) بأن المرحلة الثانية في خلق النسان هي مزج تراب الرض مع الماء‬ ‫ن ّلز ِ ٍ‬ ‫خلَقْنَاه ُم ِّ‬
‫من طِي ٍ‬ ‫إِن َّا َ‬

‫‪2‬‬
 ‫َ‬
‫ن ّلزِع ٍ‬
‫ب) و لثبات ذلك نقارن بيععن تركيععز الماء فععي جسععم النسععان و‬ ‫ليتكون طيععن متلصععق (طِي ٍ ع‬
‫تركيزه في الطين و نجد بأن الماء يؤلف نسبة كبيرة من جسم النسان كما يؤلف أيضا نسبة كبيرة‬
‫من الطين المتلصق‪.‬‬

‫خار‬
‫‪ .3‬المرحلة الثالثة في خلق النسان‪ :‬الصلصال و الف ّ‬

‫ن‬ ‫خلَقْن َا اْلِن َ‬

‫سا َ‬ ‫نتعلم المرحلة الخيرة في خلق النسان من تدبّر آية (‪ )26‬من سورة الحجر‪( :‬وَل َ َقد ْ َ‬
‫َ‬
‫ل كَالْفَ ّ ِ‬
‫خار)‬ ‫صا ٍ‬ ‫صل ْ َ‬
‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫خلَقَ اْلِن َ‬
‫سا َ‬ ‫ن) و آية (‪ )14‬من سورة الرحمن‪َ ( :‬‬
‫سنُو ٍ‬ ‫مإ ٍ َّ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ل ِّ‬ ‫صل ْ َ‬
‫صا ٍ‬ ‫من َ‬
‫ِ‬
‫مإ‬
‫ح ٍَ‬‫حيث نتعلم من هذه اليات بأنه بعد تكوّن الطين المتلصق تم تسخين هذا المزيج مع التحريك ( َ‬
‫ن) و معن ثعم نتعج صعلصال معن هذه العمليعة و بععد ذلك شك ّعل الحعق معن هذا الصعلصال جسعم‬ ‫سنُو ٍ‬
‫م ْع‬ ‫َّ‬
‫ل ي ا إبل ِي س ما منَع َ َ‬
‫ما‬
‫جد َ ل ِع َ‬
‫س ُ‬
‫ك أن ت َع ْ‬ ‫ُع َع َ َع‬ ‫النسعان كمعا يذكعر المولى فعي آيعة (‪ )75‬معن سعورة ص‪( :‬قَا َ َع ِ ْ‬
‫َع‬ ‫َع‬
‫ن ) و لثبات ذلك علينعا مقارنعة الخصعائص الميكانيكيعة‬ ‫ن الْعَال ِي َع‬
‫م َع‬ ‫م كُن َع‬
‫ت ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ستَكْبَْر َ‬
‫ت بِيَدَي َّع أ ْ‬‫خلَقْع ُ‬
‫َ‬
‫خار معع الخصعائص الميكانيكيعة لجسعم النسعان و معن ذلك العظعم البشري‪ ،‬فإذا قمنعا بذلك نجعد‬
‫للف ّ‬
‫خار عندما تتعرض لقوة شد أو ضغط مع المنحنى المتولّد‬
‫تطابق بين منحنى تجاوب قطعة من الف ّ‬
‫مععن تعّرض قطعععة مععن العظععم عندمععا تتعرض لقوة شععد أو ضغععط‪ .‬حيععث تععبيّن صععورة (‪ )1‬الجهاز‬
‫خار و العظععم لتعريضهععا إلى قوة شععد أو ضغععط و تععبيّن صععورة ( ‪)2‬‬
‫المسععتخدم لوضععع قطععع الف ّ‬
‫المنحنيات الناتجة من جّراء تعرض هذه القطع لقوة شد أو ضغط‪.‬‬

‫صورة (‪ :)1‬الجهاز المستخدم لجراء الفحص‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫خار و العظم البشري‪.‬‬
‫صورة (‪ :)2‬المنحنيات الناتجة من تعّرض قطع الف ّ‬

‫إثبات بطلن نظرية التطور بهدي القرآن‪:‬‬

‫كمعا هعو معبيّن فعي هذه المقالة فقعد تعم إثبات صعدق قول الحعق جعل و على فعي القرآن الكريعم فعي‬
‫وصععف كيفيععة خلق آدم عليععه السععلم فهذا بالضرورة يثبععت بطلن نظريععة التطور التععي تزعععم بأن‬
‫النسعان لم يخلق على صعورته الحاليعة و لكنعه تطوّر ععبر ملييعن السعنين معن قرود و غيعر ذلك معن‬
‫المخلوقات‪ .‬فإذا أعتععبر غيععر المؤمععن وصععف خلق آدم عليععه السععلم فععي القرآن الكريععم نظريععة‬
‫فالطريقة لثبات أي نظرية هو مقارنة نتائج النظرية مع الواقع العملي و النتائج العلمية‪ ،‬ففي هذه‬
‫المقالة قد بيّنت بحمد الله إثبات كل نقطة في وصف كيفية خلق الله لدم عليه السلم من منظور‬
‫علمعي و هذا يثبعت بطلن أي نظريعة تحاول إنكار الحاجعة إلى خالق فعي وجود الحياة على الرض و‬
‫تنوعها‪.‬‬

‫زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫‪4‬‬