You are on page 1of 203

‫طـريـق التاد‬

‫أو‬
‫تحيص روايات النص على الئمة‬

‫كتبه بالفارسية‪ :‬الستاذ‬

‫حيدر علي قلمداران (القُمّي)‬

‫قدم له و علق عليه‬

‫آية ال العظمى العلمة السيد أبو الفضل البقعي‬

‫ترجه إل العربية و هذّبه و علّق حواشيه‬

‫ســعـد رســتم‬
‫مقدمة الترجم‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المد ل و كفى‪ ،‬و سلم على عباده الذين اصطفى‪ ،‬و بعد‪،‬‬
‫فم ما ل شك ف يه أن كل مؤ من مه تم بأمور ال سلمي‪ ،‬يز نه انق سام ال مة ال سلمية إل فرق و مذا هب‬
‫و طوائف متلفة و أحيانا متنازعة قد يصل المر لد أن يكفّر بعضها البعض الخر‪ ،‬و يتمن أن يوجد سبيل لناء‬
‫هذه الصومات الذهبية أو الد منها‪ ،‬و ذلك عب نشوء تفهّم متبادل بي علماء طوائف السلمي‪ ،‬يتعرف به كل‬
‫منهم على حقيقة مذهب الخر‪ ،‬و يتفقون من خلله على الصول الساسية للسلم‪ ،‬مستقاةً من كتاب ال و سنة‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ث يعذر بعضهم البعض الخر ف الجتهادات الفرعية‪ ،‬و ف رؤاهم لوادث التاريخ‬
‫ال سلمي‪ ،‬و غ ي ذلك من المور ال ت ل ت ت لو هر الد ين ب صلة‪ ،‬و يكون نتي جة ذلك اعتراف كل فر يق بإيان‬
‫و إسلم و ناة الفريق الخر و الكف نائيا عن تلقي التباع بكفر الخالفي أو هلكهم ف النار‪ ،‬و بذلك تتوحد‬
‫صفوف المة و تتآلف قلوب أبنائها تآلفا حقيقيا ل مصلحيا ظاهريا‪ ،‬و هو أمر يتاجه السلمون أكثر من أي وقت‬
‫م ضى ف هذا الو قت الذي يوا جه ف يه ال سلمون أع ت التحديات و أشرس العداوة و الروب من أعداء ال سلم‬
‫و خصومه العروفي ف الشرق والغرب‪.‬‬
‫و لقد شعر بذه الاجة للتقريب الصحيح بي مذاهب المة السلمية الكبى ـ باعتبار أنا نابعة جيعا ف‬
‫الصل من السلم الن يف تتحرك فيه و تتمسك بأصوله و أن انقسامها ل يكن ف الوا قع إل نتيجة لختلفات‬
‫أو صراعات سياسية قدية أكل عليها الدهر و شرب رجا ٌل عقلء من أهل العلم و الفضل و أهل الي و الرص‬
‫على ال سلم و ال سلمي‪ ،‬فأدركوا ضرورة بذل الهود لرأب ال صدع و إزالة سوء التفا هم النا جم عن ج هل أبناء‬
‫الطوائف ال سلمية ببعض هم الب عض‪ ،‬فقاموا بهود طي بة ف هذا الجال‪َ ،‬تلّت بتأل يف الر سائل و الك تب و ن شر‬
‫القالت حول ضرورة الوحدة ال سلمية‪ ،‬ك ما تلت ف دار التقر يب ال ت نشأت ف القاهرة و ال ت ل ت ستمر‬
‫لسباب سياسية مضة و ما كان يصدر عنها من ملت و مقالت متازة يكتبها علماء الفريقي و تلك الوسوعة‬
‫الفقه ية ال ت ج عت ب ي دفتي ها آراء الذا هب الفقه ية ال سلمية الثمان ية‪ ،‬و ل زالت ت صدر‪ ،‬ث تلت برا سلت‬
‫و لقاءات ب ي ب عض علماء الفريق ي ال سنة و الشي عة ف العراق و سوريا و لبنان‪ ،‬و ف ت مع علماء ال سلمي ف‬
‫لبنان‪ ،‬و ف دار التقريب الت أنشئت مؤخرا ف إيران و ف لبنان و ف نداوت التقريب بي الذاهب السلمية الت‬
‫تتم ف بعض الدول العربية و السلمية سواء ف آسيا أو شال أفريقيا‪ ،‬و ف غي ذلك من الهود الطيبة الشكورة‪.‬‬
‫و هذا الكتاب‪ ،‬أخي السلم‪ ،‬خطوة طيبة ف هذا الجال‪ ،‬من أستاذ فاضل عصامي منصف‪ ،‬من إيران‪ ،‬رأى‬
‫أن من السباب الرئيسية لتباعد و افتراق أبناء مذهبه عن سائر السلمي‪ ،‬عقيدة المامة‪ :‬الت ترى أن الئمة الثن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ع شر من آل الب يت عليهم السلم‪ ،‬منصوبون و معينون من قِبَ ِل ال تعال لما مة السلمي‪ ،‬مفترضو الطا عة على‬
‫العالي بأمر ال و رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬و بالتال فاليان بم و معرفتهم أصل من أصول الدين يساوق‬
‫أصل اليان بال و باليوم الخر و بنبوة خات النبيي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ما يعن بالنتيجة الضرورية‪ ،‬و بدون لف‬
‫و دوران‪ ،‬أنه لن تكون هناك ناة أخروية لي مسلم أو لي إنسان دون معرفة أولئك الئمة و اليان بعصمتهم‬
‫و إمامتهم![‪]1‬‬

‫فأراد أن ي حص صحة هذه العقيدة و يرى سندها‪ ،‬ف تبي له أن م ستندها ممو عة من الحاد يث الواه ية‬
‫الوضو عة من ق بل الغلة ال ت ل تقوم ب ا أي ح جة ر غم كثرت ا‪ ،‬ث تبي له أن القرائن الارج ية من آيات القرآن‬
‫و وقائع التاريخ و سي الئمة أنفسهم تؤكد عدم صحة تلك الحاديث و الرويات و بالتال عدم صحة العقيدة الت‬
‫انبنت عليها‪ ،‬فضمّن نتيجة بثه هذا الكتاب‪ ،‬مبتغيا بذلك إزالة السبب الرئيسي لتباعد الشيعة المامية عن سائر‬
‫السلمي‪ ،‬و ساه‪" :‬ش ـاهرا ِه اتاد"‪ :‬أي طر يق التاد الوا سع‪ ،‬و لك نه ل ي ستطع طباع ته بش كل ر سي و نشره‬
‫لساسية الوضوع البالغة بالنسبة للعلماء التقليديي‪ ،‬بل اكتفى بعض زملئه ومبيه بأن يطبعوا الكتاب سنة ‪1978‬‬
‫م‪ .‬على اللة الكات بة اليدو ية ث مرة ثان ية على آلة كات بة إلكترون ية ‪( .I.B.M‬و كل الطبعت ي كان تا مليئتان‬
‫بالغلط الطبعية بالضافة لعدم التنسيق) و يصوروا منه بضع مئات من النسخ سرعان ما نفدت‪.‬‬
‫و قد تعرفت على مؤلف الكتاب (رحة ال عليه) أثناء إقامت ف إيران‪ ،‬سنة ‪ ،1980‬و زرته عدة مرات ف‬
‫بيته و أهدان عدة من كتبه من جلتها هذا الكتاب‪ ،‬و لا قرأته عزمت على ترجته لا رأيت فيه من تقيق فريد‬
‫سرّ لذلك و شكرن‪ ،‬لكن‬ ‫و جريء و جديد من نوعه‪ ،‬و بدأت فعل بترجته منذ ذلك الزمن و أخبت الؤلف‪ ،‬ف ُ‬
‫الظروف و الشاغل الكثية فيما بعد‪ ،‬حالت بين و بي إكمال ترجته‪ ،‬و استمر المر كذلك إل حي أذن ال‪،‬‬
‫بعد طول زمن‪ ،‬بتوفر فسحة كافية من الفراغ و الدوء هذا العام‪ ،‬لكمال ترجته‪ ،‬و ها هو الكتاب بي يديك أيها‬
‫القارئ الكري‪.‬‬
‫و أداءً للما نة ينب غي أن أذكّ ر ف هذه القد مة بأن مؤلف هذا الكتاب ح سبما عرف ته شخ صيا كان و ل‬
‫يزل شيعي الذهب‪ ،‬متيّما بعشق الئمة من آل الرسول رضوان ال و سلمه عليهم أجعي‪ ،‬و له كتاب يكي فيه‬
‫خواطره و لواعجه لدى زيارته قب سيد الشهداء السي بن علي عليه السلم و ما زرفه من دموع و ما ألقاه من‬
‫خط بة مؤثرة ف ال صحن ال سين‪ ،‬و هو يفت خر بأ نه جعفري من مقلدي أئ مة العترة و أتباع مذهب هم‪ ،‬و يرى أن‬
‫مذهب العترة هو‪ ،‬بنص حديث الثقلي‪ ،‬أحق الذاهب و أولها بالتباع‪ ،‬فلم يكن هدفه من هذا الكتاب الط من‬
‫أصل التشيعأو ترجيح مذهب آخر عليه‪ ،‬و هو و إن ل يكن يرى أن المام علي عليه السلم منصوص على خلفته‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ال سياسية من ق بل ال ور سوله‪ ،‬إل أن القي قة أ نه كان يعت قد ك ما هو وا ضح ف كتا به هذا الذي ترجناه ـ‬
‫بال نص على إمام ته الروح ية‪ ،‬و يرى بأ نه أف ضل اللق ب عد ر سول ال عل يه ال صلة و ال سلم و أول هم بلف ته‬
‫و إما مة ال سلمي من بعده‪ ،‬كل ما ف ال مر أ نه رأى أن القول بال نص عل يه و على سائر الئ مة من أولده‪ ،‬من‬
‫قِـبَل ال تعال و رسوله عليه الصلة والسلم فكرة غي حقيقية و ل سند علمي لا و ل فائدة من الصرار عليها‬
‫إل إياد فجوة ل ُت ْر َدمُ بي الشيعة وبقية السلمي‪ ،‬و يبدو أنه ف هذه النقطة يلتقي مع قسم من الشيعة الزيدية‪.‬‬
‫و لذلك أهيب بكل من يطالع هذا الكتاب‪ ،‬سواء اتفق مع مؤلفه أو اختلف‪ ،‬أن يأخذ بعي العتبار قصد‬
‫صاحبه‪ ،‬و أنه رجل متهد يق له أن يبدي وجهة نظره الت انشرح صدره إليها مستندا إل الدلة و الباهي الت‬
‫سـاقها‪ ،‬و لنـ أراد أن ير ّد عليـه فله أيضـا كـل القـ بذلك‪ ،‬فل كلم الؤلف و ل كلم غيه سـيكون الكلمـة‬
‫النهائية ف هذا الوضوع الشائك‪ ،‬و على أي حال فالكتاب بث عقائدي روائي فقهي مض و ليس له أي غرض‬
‫سياسي‪ ،‬و ف رأ يي أن م ثل هذه الباث العلم ية‪ ،‬من أي طرف كا نت‪ ،‬ل ي صح اعتبار ها مثية للفت نة‪ ،‬لن ا ل‬
‫تتعارض أبدا مع الفاظ على وحدة السلمي و تاسكهم‪ ،‬ما دامت قد اعتمدت أ سلوب البحث العل مي الرصي‬
‫بعيدا عن الشتائم و التشنج و الهاترات‪ ،‬و كما يقال‪ :‬الختلف ل يفسد للودّ قضية‪.‬‬
‫عملي ف الكتاب‪:‬‬
‫أ ما عملي ف هذا الكتاب فلم يقت صر على مرد الترج ة فح سب‪ ،‬بل ق مت بتوث يق اقتبا ساته‪ ،‬و رج عت‬
‫لصادره العربية لنقل القتباسات من أصولا بعي حروفها‪ ،‬و أحيانا ل يتوفر لدي نفس الصدر الذي رجع إليه‬
‫فوث قت من م صدر مشا به ف يه ن فس القتباس و أحلت إل يه‪ ،‬ك ما أعدت ترت يب ب عض فقرات الكتاب ال ت رأيت ها‬
‫تتاج لترتيـب‪ ،‬و اختصـرت قليل فـ بعـض الواضـع القليلة التـ رأيـت فيهـا تكرارا أو خروجـا عـن الوضوع‪،‬‬
‫و وضعت لفصل أو فصلي من الكتاب عناوين توضيحية من عندي أو غيت عنوان أحد أو اثني من فقراته لن‬
‫العنوان الذي ذكره الؤلف ل ي كن وا ضح الدللة على ما ت ته‪ ،‬فاخترت له عنوا نا أو ضح‪ ،‬و أحيا نا نادرة أض فت‬
‫مثال آخر أو و سّعت القتباس حيث رأيت أن اقتباسه كان متصرا و أن الول نقله بتمامه لن ذلك يوضح أكثر‬
‫فكرة الؤلف قيد العرض‪ ،‬و رغم أن مثل هذه التصرفات كانت قليلة و خفيفة جدا و ف خدمة الكتاب و ل تكن‬
‫هناك حاجة للشارة إليها ف كل موضع حت ل تكثر حواشي الكتاب و يصبح مشوشا‪ ،‬إل أنن مع ذلك حفاظا‬
‫على أمانة الترجة أشرت إليها ف أغلب الواضع و ربا ل يفتن من ذلك إل النذر اليسي الذي ل أهية لذكره‪.‬‬
‫ك ما ترج ت ف الاش ية لغلب العلم الذكور ين ف ال ت‪ ،‬و عل قت أحيا نا تعليقات قليلة من عندي‪،‬‬
‫و طورا أوردت تعليقات كانت مكتوبة بط اليد ف حاشية نسخت من الكتاب‪ ،‬من تدوين اثني من زملء الؤلف‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫الذ ين يشاطرو نه أفكاره و ه ا آ ية ال أ بو الف ضل البق عي (رح ه ال) الذي قدم للكتاب أي ضا ـ‪ ،‬و ال ستاذ‬
‫[و رجان أن ل أذكر اسه] (حفظه ال)‪ ،‬لذا يدر ب هنا أن أبي الرموز‬ ‫العلمة الجتهد‬
‫الت وضعتها للحواشي و ما أعنيه بكل منها‪:‬‬
‫¨ فالواشي غي الذيّلة بأي رمز هي لؤلف الكتاب نفسه أعن الرحوم قلمداران‪.‬‬
‫¨ و الواشي الذيّلة برمز (مت) هي للمترجم أي راقم هذه السطور‪.‬‬
‫¨ و الوا شي الذيّلة بر مز (برق عي) هي للمر جع الرحوم آ ية ال ال سيد‬
‫أبو الفضل بن الرضا البقعي‪ ،‬الذي قدم للكتاب ‪.‬‬
‫¨ و الوا شي الذيّلة بر مز (‪ )x‬هي لل ستاذ العل مة الجت هد (طلب عدم‬
‫ذكر اسه تفاديا من وقوع أضرار بالغة عليه كالت وقعت على الؤلّف و القدّم!)‪.‬‬
‫نبذة عن مؤلف الكتاب‪:‬‬
‫و قبـل اختتام القدمـة ل بـد مـن نبذة متصـرة عـن مؤلف هذا الكتاب‪ ،‬فقـد ولد الرحوم حيدر علي بـن‬
‫إساعيل قلمداران ف قرية " ديزيان " من أعمال مدينة قـمفي إيران سنة ‪ 1913‬م‪ .‬من أبوين قرويي فقيين‪،‬‬
‫و بدأ دراسته بتعلم القرآن الكري ف كتّاب القرية‪ ،‬و كان شغوفا جدا بتعلم و إتقان الكتابة و القـراءة‪ ،‬حت كان‬
‫يصنع أقلم الكتابة بنفسه لعجزه عن شرائها لفقره‪ ،‬فسموه بـ " قلمداران "‪ ،‬الت ترجتها‪ :‬صاحب القلم! كما‬
‫كان كثي الشغف بالقراءة و البحث و مطالعة الكتب السلمية منذ صغره‪ ،‬و ما لبث ـ و هو ل يزال ف ريعان‬
‫الشباب أن قرض الشعر و أصبح كاتبا ف عدد من الجلت الت كانت تصدر ف عصره ف قم و طهران‪ ،‬و عمل‬
‫ف سلك التدريس ف مدارس مدينة قم‪ ،‬و كان يسخّر قلمه لكتابة القالت السلمية الت يدافع فيها عن تعاليم‬
‫الدين النيف‪ ،‬و يرد على مالفي السلم‪ ،‬و يدعو لصلح الوضاع و إيقاظ هم السلمي‪ ،‬و قد جع هذا التاه‬
‫الدي ن ال صلحي بي نه و ب ي مفكري إيران ال سلميي التجديدي ي النوّر ين ف ع صره ل سيما الرحوم الهندس‬
‫مهدي بازركان[‪ ]2‬و الرحوم العلم الشهيد الدكتور علي شريعت‪ ،‬و لكن الشخص الذي تأثر به الؤلف أكثر من‬
‫أي شخ صية أخرى كان الر جع العرا قي الجا هد‪ ،‬و ال صلح ال كبي آي ـة الل ـه الشي ـخ م مد مهدي الال صي‬
‫(رح ه ال) الذي كان آنذاك منف يا إل إيران من ق بل ال سلطات النليز ية ف العراق‪ ،‬و كان بدءُ تعرّ فِ الرحوم‬
‫قلمداران على الشي ـخ الال صي ( رح ) عب ترج ته لكت به ال ت أع جب ب ا كثيا م ثل ترج ته لكتاب " ال سلم‬
‫سبيل السعادة و السلم " و كتاب " إحياء الشريعة" و هو دورة فقهية عقائدية عصرية ف الذهب العفري ف‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ثل ثة ملدات‪ ،‬ث أع قب ذلك مرا سلت بي نه و ب ي الش يخ الال صي‪ ،‬سعى بعد ها ال ستاذ قلمداران للقاء الش يخ‬
‫الال صي و ح ظي بذلك أك ثر من مرة‪ ،‬و ل كن الرحوم قلمداران قال ل‪ ،‬و هو يروي ق صة تعر فه على الش يخ‬
‫الالصي و أفكاره الصلحية‪ ،‬أنه وجد الشيخ الالصي رغم وافر علمه و جرأته ف الق و إصلحاته العظيمة قد‬
‫توقف عند حدود الصول السلمة لذهب المامية‪ ،‬أما هو فلم يد داعيا على حد قوله لذا التهيّب‪ ،‬بل تاوز‬
‫شيخـه و مقتداه الالصـي بطوات للمام و وصـل لنتائج كالقول بعدم وجوب أداء خسـ الكاسـب و الرباح‪،‬‬
‫و بأن الئمة الثن عشر ليسوا منصوبي أو منصوصا عليهم من قبل ال تعال و رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بل‬
‫هم علماء ربانيون و فقهاء متهدون‪ ،‬و أف ضل أ هل ع صرهم و أول هم بالتباع و التقل يد ب نص حد يث الثقل ي‬
‫و بالن ظر لكفاءات م الذات ية و علو مقام هم و قرب م من جد هم ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم عل ما و ن سبا‬
‫فحسب‪ ،‬و كذلك قال بأنه ل وجود لمام غائب مستتر‪ ،‬و ل لرجعة و ل لعصمة مطلقة لحد إل عصمة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف تبليغ رسالت ربه‪ ،‬و رأى كذلك‪ ،‬من خلل دراسته لتاريخ زيارة القبور ف السلم‪،‬‬
‫عدم صحة نصب القباب و إقامة الساجد على أضرحة الصالي سواء من أئمة آل البيت أو أولدهم و أحفادهم‪،‬‬
‫و خطأ زخرفتها و جعلها معابد لا سدنة و حجاج و طائفي يطوفون با داعي مستغيثي بأصحابا‪ ،‬و كان يرى‬
‫ذلك مظهرا من مظا هر الشراك ف العبادة‪ ،‬و أذ كر أ نه قال ل و هو يش ي إل الضر يح ال كبي لل سيدة فاط مة‬
‫العصومة بنت المام موسى الكاظم ف قم‪ ،‬و الواقع أمام بيته تاما‪ ،‬أن هذا الزار على الصورة الت آل إليها و ما‬
‫يفعله العوام عنده صار أشبه شيء بـ "بتخانه" أي معبد أصنام! و قد ألف ف هذا الضـمار كـتاب " راه نات‬
‫از شر غلة " أي‪ :‬طريق النجاة من شر الغلة‪ ،‬الؤلّف من خسة أجزاء‪ :‬هي "علم غيب إمام"‪" ،‬بث در وليت‬
‫وحقيقت آن" (و ل تتي سر طباعتهما )‪" ،‬ب ث در شفا عت" أي ب ث حول الشفا عة‪" ،‬بث در غلو و غاليان"‬
‫أي ب ث حول الغلو و الغلة (و طُبِعا مع بعضه ما بكتاب وا حد)‪ ،‬و "ب ث در حقي قت زيارت و تعم ي مقابر"‬
‫أي بث حول حقيقة زيارة القبور وتشييد الضرحة ( و ل يطبع أيضا )‪.‬‬
‫و ما يدر ذكره ف هذا القام أن هذا الكتاب الذي قمت بترجته كان من أواخر ما ألفه الستاذ الرحوم‪،‬‬
‫و قد خرج ف و سط ال سبعينات (حوال سنة ‪ 1976‬أو ‪ 1977‬م‪ ).‬و كاد أن يكلفـه حياتـه‪ ،‬ف قد ح كى ل‬
‫الؤلف أ نه ب عد انتشار الكتاب‪ ،‬ا ستدعاه أ حد علماء قم البارز ين ف ع صره و يد عى آ ية ال مرت ضى الائري‪،‬‬
‫فلمه على تأليف هذا الكتاب و نصحه بأن يمعه من السوق و يرقه أو يدفنه ف التراب و إل فسيلقى ما ل تمد‬
‫عقباه! فما كان من جواب الرحوم قلمداران إل أن قال‪ :‬لاذا أجعه و أحرقه ؟! أثبت ل أين الطأ فيما قلته و أنا‬
‫مستعد للتراجع عنه‪ ،‬و لا ل يد النقاش نافعا قال فاجعوه أنتم و افعلوا به ما شئتم! و بعد مدة من الزمن‪ ،‬تعرض‬
‫الستاذ قلمداران فعل لحاولة اغتيال فاشلة‪ ،‬حيث داهم أحدهم‪ ،‬ليـل‪ ،‬بيته الصيفي ف قرية ديزيان‪ ،‬ف صيف‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫عام ‪ 1979‬م‪ .‬و أطلق عليه الرصاص عن قرب و هو نائم‪ ،‬لكن الرصاصة عبت جلد رقبته فقط و استقرت ف‬
‫أرض الغرفة‪ ،‬و نّاه ال بإذنه رغم قرب الجرم من هدفه!‬
‫هذا و علوة على الكتـب التـ أشرنـا إليهـا‪ ،‬أفاد الؤلف مسـلمي عصـره‪ ،‬الذيـن كانوا يتطلعون للفكـر‬
‫السلمي العصريّ الناهض و التنوّر‪ ،‬كتبا قيمةً إسلمي ًة و إصلحيةً أخرى نشي هنا لهم ما طبع منها‪:‬‬
‫‪ " )1‬آيي دين يا احكام اسلم " و هو ترجة للفارسية لكتاب " السلم سبيل السعادة و السلم " للعلمة‬
‫الالصي (رح) و هو رسالة فقهية عقائدية متصرة‪.‬‬
‫‪ " )2‬أرمغان آسان " أي‪ :‬هدية السماء‪ ،‬و هو مموع مقالته الت كانت تنتشر ف جريدة "وظيفة " ف طهران‪.‬‬
‫‪ " )3‬أرمغان إلي " أي‪ :‬الدية اللية‪ ،‬و هو ترجة للفارسية لكتاب "المعة" للعلمة الالصي (رح) الذي بي‬
‫فيه الوجوب العين لصلة المعة ف كل العصار خلفا لفتوى القائلي بوجوبا التخييي ف عصر الغيبة‪.‬‬
‫‪ " )4‬حج يا كنكره عظيم إسلم " أي‪ :‬الج أو مؤتر السلم العظيم‪.‬‬
‫‪ " )5‬حكومت إسلمي " أي‪ :‬الكومة السلمية‪ ،‬ف ملدين‪ ،‬و هو من أهم كتب الؤلف‪ ،‬و كان سبّاقًا لذا‬
‫الوضوع ف عصره‪ ،‬و قد ذَ َكرَ ل أن الشيخ الفقيه الجاهد حسي علي النتظري كان يقوم بتدريس هذا الكتاب‬
‫سرا لتلمذته ف نف آباد‪ ،‬و قد أوقع الكتابُ الؤلفَ تت ملحقة مابرات الشاه اليران القبور‪.‬‬
‫‪ " )6‬ب ثي در باره م سائل وا جب ب عد از ناز " أي‪ :‬ب ث حول أ هم وا جب ب عد ال صلة أي فري ضة الزكاة‪،‬‬
‫أثبت فيه وجوب الزكاة ف كل أنواع الموال و الزروع و المتلكات و عدم انصارها ف الجناس التسعة‪ ،‬خلفا‬
‫للمشهور من مذهب المامية‪.‬‬
‫‪ " )7‬المس " و هو بث روائي رجال فقهي ضخم أثبت فيه عدم وجوب أداء خس أرباح الكاسب‪ ،‬خلفا‬
‫للمشهور من مذهب المامية الصوليي‪.‬‬
‫و تو ف ال ستاذ قلمداران عام ‪ 1989‬م‪ .‬عن ع مر نا هز ال سادسة و ال سبعي‪ ،‬أفاد ف يه ال سلمي بدرا ساته‬
‫و تقيقاته القيّمة فرحه ال و غفر له و جزاه عن السلم و السلمي خي الزاء‪.‬‬
‫هذا ما أردنا ذكره ف هذه القدمة و المد ل أول و آخرا‪ ،‬إن أريد إل الصلح ما استطعت و ما توفيقي‬
‫إل بال عليه توكلت و إليه أنيب‪.‬‬
‫الترجم‪ :‬ســعد رســتم‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫عجمان‪ :‬ذي الجة الرام‪ 1416 :‬هـ‪.‬ق‪.‬‬

‫ملحظة ‪ :‬بعد أن ترجت الكتاب من النسخة القدية الت أشرت إليها‪ ،‬أي النسخة غي الرتبة و الليئة بالخطاء‬
‫الطبع ية الطبو عة على اللة الكاتبة اليدوية‪ ،‬و رتبتها و هذبتها و طبعتها على حا سوب ث صورت عن ها عددا من‬
‫الن سخ وزعتُ ها على ب عض الزملء و ال صدقاء‪ ،‬تقدمةً لطبع ها‪ ،‬و أر سلت من ض من ذلك ن سخة من ها ل صدقاء‬
‫الؤلف ف طهران‪ ،‬الذ ين يشاطرو نه أفكاره و ينشرون مؤلفا ته‪ ،‬ليعطو ن رأي هم في ها؛ أبدوا سُرورهم و اغتباط هم‬
‫و لِـلّـه المد من ترج ت وخدم ت للكتاب توثيقا و تن سيقا و تش ية‪ ،‬إل أن م قاموا بإر سال ن سخة (فار سية)‬
‫جديدة ل من الكتاب كانوا قد أخرجوها مؤخرا مصححة و منقحة و ملة بواشي و إضافات قيمة جدا لحد‬
‫أ صدقاء الؤلف من العلماء الجتهد ين الحقق ي‪ ( ،‬هو نف سه الذي ر جا عدم ذ كر ا سه)‪ ،‬و طلبوا م ن أن أعدل‬
‫ترج ت الول على ضوء هذه الن سخة الديدة‪ ،‬فق مت بتعد يل ترج ت الول و إدراج أغلب الوا شي والضافات‬
‫و الترتيبات الديدة ف هذه الترجة الديدة الت هي الن بي يديك‪ ،‬و إنا قلت أغلب الواشي و ل أقل كلها‬
‫لن رأيت أن بعضها طويل جدا و فيه خروج عن أصل موضوع الكتاب أو فيه توضيح للواضحات أو تكرار لا‬
‫هو مذكور ف نفس مت الكتاب ف موضع آخر منه‪ ،‬فتجاوزتا أو اقتصرت على الفيد منها‪.‬‬
‫عجمان‪ / 5 :‬شعبان ‪ 1420 /‬هـ‪ .‬ق‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫تقدي ساحة الرجع آية ال العلمة الفـقيه السيد أبو الفضل بن الرضا البقعي القمي رحه ال‬

‫بسـم ال الرحنـ الرحيـم‪ ،‬المـد ل الذي علم النسـان مـا ل يعلم‪ ،‬و صـلّى ال على النـب الكرّم و آله‬
‫و أصحابه و أتباعه الؤمني بكتابه العظّم‪ ،‬و بعد‪،‬‬
‫ل يفى أن الشيعة المامية درجت على اعتبار المامة من أصول الدين‪ ،‬و اعتقدت أن الئمة الثن عشر‬
‫مفترضو الطاعة‪ ،‬منصوص عليهم و منصوبون من قبل ال تعال و رسوله (صلىال عليه وآله) للعالي‪ ،‬واعتبت‬
‫منكر ذلك خارجا عن حقيقة اليان مروما من السعادة بل ملدا ف نار جهنم‪ ،‬مه ما كان النكر لذلك م سلما‬
‫مؤمنا بال تعال و رسوله قائما بميع فرائضه الدينية!‬
‫و مستند الشيعة المامية ف عقيدتم هذه‪ ،‬ليس إل الحاديث و الخبار الت جاءت ف كتبهم و ادعوا تواتر‬
‫مضمونا تواترا معنويا‪ .‬و إل فليس ف كتاب ال تعال ذك ٌر صري ٌح و ل خب عن إمامة الئمة الثن عشر‪ ،‬اللهم‬
‫إل بالتأو يل و التقد ير بالقوة لب عض اليات‪ ،‬لمل ها على مفاد الخبار الواردة‪ ،‬ل كن م ثل هذا التأو يل‪ ،‬و طب قا‬
‫لصـريح آيات القرآن‪ ،‬ل يوز أبدا‪ ،‬ذلك لن ال سـبحانه و تعال جعـل القرآن كتابـا بيّنا مفصـلً و نورا مُِبيْنَا‬
‫و هدىً للناس‪ ،‬و ي سّره للذكر و اعتبه قابل للفهم و التدبر‪ ،‬و فرقانا يفرق بي الق و الباطل‪ ،‬و معن ذلك كله‬
‫أن القرآن كتاب واضح بيّ ن على السلمي أن يرجعوا إل بيا نه و يتدبروا معان يه الظاهرة و يفهموه ل كي ييزوا به‬
‫بي الق و الباطل‪ ،‬فما وافقه من حديث أو خب قبلوه‪ ،‬و ما خالفه تركوه‪ ،‬فيجب فهم معان الخبار على ضوء ما‬
‫يقوله القرآن‪ ،‬ل أن تمل آيات القرآن و يلوى عنقها لتنطبق على مفاد الخبار!‬
‫ولذلك‪ ،‬فيجب القيام بدراسة و تحيص كاملي للحاديث و الخبار التعلقة بالمامة و النص على الئمة‪،‬‬
‫إذ كيف يسوغ لحد أن يقلد ف أمر هو من أصول الدين و عليه (كما يُقال) مدار السعادة أو الشقاء البديي ؟‬
‫و لكننا نتساءل ابتداء‪ :‬إذا كان القرآن الكري‪ ،‬رغم كونه تبيانا لكل شيء و رغم ذكره لعديد من فروع السائل‬
‫العقائدية و الفقهية‪ ،‬ليس فيه أي ذكر للئمة و لنصبهم من قبل ال عز وجل حكاما على العالي‪ ،‬فكيف يكن أن‬
‫يعذب سبحانه أو يث يب على ش يء ل يبينه ؟ و هو القائل سبحانه وتعال‪ { :‬و ما ك نا معذب ي ح ت نب عث‬
‫ر سول } ال سراء‪ ،15/‬و القائل أيضا‪ { :‬و ما كان ال لي ضل قوما بعد إذ هداهم ح ت يبي ل م ما‬
‫يتقون } التوبة‪ 115/‬؟!‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و لذلك منذ مدة مديدة و أنا أفكر بالقيام بدراسة و بث شامل حول الحاديث و الخبار التعلقة بوضوع‬
‫المامة و النص على الئمة‪ ،‬لقدم نتيجة بثي للخوة و الصدقاء من أهل التحقيق‪ ،‬الطالبي للحق و الباحثي عن‬
‫القيقة‪ ،‬إل أن صعوبة مثل هذا البحث من جهة‪ ،‬و الشاغل الكثية من جهة أخرى‪ ،‬والتعصبات الت ليست ف‬
‫ملها‪ ،‬علوة على الوف من هجمات القلدين‪ ،‬كل ذلك حال بين و بي ذلك العمل‪ ،‬إل أن قيض ال تعال لذا‬
‫المر الستاذ الفاضل و الحقق التتبع حيدر علي قلمداران دامت بركاته‪ ،‬الذي يتمتع حقا بمة عالية‪ ،‬رغم كونه‬
‫مهول بي كثي من معاصريه‪ ،‬فتجشم عناء هذا البحث‪ ،‬و استطاع‪ ،‬بمد ال‪ ،‬أن يوفيه حقه‪ ،‬و وضع أمام أنظار‬
‫القراء‪ ،‬ف هذا الكتاب‪ ،‬النتائج القيمة لبحثه و تقيقه‪.‬‬
‫و نن نيب بكل من يطالع هذا الكتاب أن يتذكر دائما الدف العظيم لؤلفه‪ ،‬أل و هو إزالة سبب أساسي‬
‫من أسباب الختلف و الشقاق بي السلمي و إياد الوحدة و التفاهم بينهم‪ ،‬لذا سى كتابه " طريق التاد "‪.‬‬
‫و ندعـو القارئ لذا الكتاب أن يطالعـه بروح مشبعـة بالتجرد و النصـاف و الخلص فـ طلب القيقـة‪،‬‬
‫بعيدا عـن التأثـر بأفكار أو أحكام مسـبقة‪ ،‬و عـن التعصـب و العناد‪ ،‬لن التعصـب و العناد يغشيان على البصـية‬
‫و يولن دون رؤيـة القائق‪ ،‬و أحيانـا يرـ التعصـبُ النسـا َن إل مواقـف تالف مبادئه دون أن يشعـر‪ ،‬كمـا‬
‫هو حاصل لكثي من عوام الشيعة المامية الذين جرهم تعصبهم لخالفة حت أئمتهم من عترة النب صلى العليه وآله‬
‫وسلم ف عديد من أعمالم و عقائدهم! ومن جلة ذلك تفرقهم و ابتعادهم عن سائر فرق السلمي و إساءة القول‬
‫ف حقهم‪ ،‬وهو أ مر مالف لسلوك و كلم أمي الؤمني علي عليه السلم ( الذي ورد ف الطبة ‪ 127‬من نج‬
‫البلغة ) حيث قال‪ ...[ :‬و الزموا السواد العظم فإن يد ال مع الماعة‪ ،‬و إياكم و الفرقة! فإن الشاذ من‬
‫الناس للشيطان‪ ،‬ك ما أن الشاذ من الغ نم للذئب‪ .‬أل و من د عا إل هذا الشعار ( أي شعار الروج والتحزب‬
‫والتفرقة ف الدين ) فاقتلوه و لو كان تت عمامت هذه (أي و لو كنت أنا)]‪.‬‬
‫و ل قد كان عل يه ال سلم ف حيا ته ت سيدا ح يا لذا البدأ‪ ،‬فل قد حا فظ على عل قة طي بة مع اللفاء الذ ين‬
‫سبقوه و شارك ف صلة جعتهم و جاعاتم و قدم لم معونته الفكرية ف حل ما طرأ من الستجدات و الوادث‪،‬‬
‫و تعامل معهم التعامل السلمي الخوي الذي تقتضيه الخوّة ف اليان‪ ،‬وليس هذا فحسب‪ ،‬بل سى ثلثة من‬
‫أولده بأسـائهم‪ ،‬فأحـد أولده سـاه عمـر بـن علي و الخـر عثمان بـن علي و ثالث أبـا بكـر بـن علي‪ ،‬كمـا‬
‫ج ابنته أم‬
‫هو مسطور ف كتبنا ككتاب الرشاد للشيخ الفيد (رح) و سائر كتب الديث و التاريخ‪ ،‬و كذلك زوّ َ‬
‫كلثوم من الليفة الثان عمر (رض) [‪ ، ]1‬و كذلك أثناء ماصرة الثوار لعثمان‪ ،‬كان يمل له الاء بيده و جعل‬
‫ابنيه السن و السي يلزمان حراسته‪ ،‬كما أنه كان يذكر اللفاء بكلماته بالي و ل يكن أبدا فحاشا ول سبابا‪،‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ل ينع ذلك أنه كان يرى نفسه أول وأعلم و أحق و أليق بلفة رسول ال صلى العليه وآله وسلم منهم‪ ،‬إل أنه مع‬
‫ذلك ل يعتب خلفتهم غصبا أو كفرا أو باطل!‪.‬‬
‫و نذكر هنا بعض ما جاء ف كتبنا من كلماته عليه السلم عن الشيخي (رضي ال عنهما)‪ ،‬ففي رسالته الت‬
‫بعث با إل أهال مصر مع قيس بن سعد بن عبادة واليه على مصر‪ ،‬كما أوردها إبـراهيم بن هلل الثقفي فـي‬
‫كتــابـه‪ " :‬الغارات " (ج ‪/1‬ص ‪ )210‬و السـيد علي خان الشوشتري فـ كتابـه " الدرجات الرفيعـة " (ص‬
‫‪ )336‬و الطبي ف تاريخ المم و اللوك ( ج ‪/3‬ص ‪ ) 550‬قال ‪ ..[ :‬فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه ال‬
‫عز و جل صلى ال عليه ورحته و بركاته ث إن السلمي استخلفوا به أميين صالي عمل بالكتاب والسنة‬
‫و أحسنا السية ول يع ُدوَا لِسُنـَِتهِ ث توفّاها ال عز و جل رضي ال عنهما ]‪.‬‬
‫و ف الطبة ‪ 228‬من نج البلغة قال عليه السلم عن الليفة الثان عمر بن الطاب‪ ..[ :‬فلقد قوّم الود‬
‫و داوى العمد و أقام السنة و خلّف الفتنة‪ ،‬ذهب نقيّ الثوب‪ ،‬قليل العيب‪ ،‬أصاب خيها و سبق شرّها‪ ،‬أدّى‬
‫إل ال طاعته واتّقاه بقّه‪ .].‬و جاء كذلك ف الطبة ‪ 164‬من نج البلغة‪ ،‬أنه لا اجتمع الناس إليه و شكوا ما‬
‫نقموه على عثمان و سألوه ماطبته لم و استعتابه لم‪ ،‬فدخل عليه فقال‪ [ :‬إن الناس ورائي و قد استسفرون بينك‬
‫و بينهم‪ ،‬و وال ما أدري ما أقول لك! ما أعرف شيئا تهله‪ ،‬و ل أدلك على أمر ل تعرفه‪ .‬إنك لتعلم ما نعلم‪ ،‬ما‬
‫سبقناك إل شيء فنخبك عنه‪ ،‬و ل خلونا بشيء فنبلغكه و قد رأيت كما رأينا‪ ،‬و سعت كما سعنا‪ ،‬و صحبت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله كما صحبنا‪ .‬و ما ابن أب قحافة و ل ابن الطاب بأول بعمل الق منك‪] ...‬‬
‫فشهد لما بأنما عمل بالق‪.‬‬
‫بل أكثر من ذلك‪ ،‬فقد جاء ف نج البلغة أيضا ( الطبة ‪ )206‬أنه لا سع قوما له يسبون أهل الشام (من‬
‫أتباع معاويـة) أيام حربمـ فـ صـفي‪ ،‬ناهـم عـن ذلك و قال‪ [ :‬إنـ أكره لكـم أن تكونوا سـبابي‪ ،‬و لكنكـم‬
‫لو وصفتم أعمالم‪ ،‬وذكرت حالم‪ ،‬كان أصوب ف القول‪ ،‬و أبلغ ف العذر‪ ،‬و قلتم مكان سبكم إياهم‪ :‬اللهم‬
‫احقن دماءنا و دماءهم و أصلح ذات بيننا وبينهم‪ ،‬واهدهم من ضللتهم‪ ،‬حت يعرف الق من جهله و يرعوي‬
‫عن الغي و العدوان من لج به ]‪.‬‬
‫فما أبعد بعض مدعي التش يع‪ ،‬الذ ين ل يتحرجون ف مالسهم و منابرهم عن الطعن و إساءة القول بق‬
‫اللفاء و أئمة سائر فرق السلمي‪ ،‬و تكرار ما وضعته أيدي الغلة الفرقي الثيين للفتنة بي السلمي من أحاديث‬
‫و أخبار فيها إساءة القول و الطعن‪ ،‬عن سية و تعاليم الئمة الداة عليهم السلم!‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و من جلة ما خالف به مدعو مبة آلِ بي تِ النب (صلىال عليه وآله وسلم) أئمتَهم عليهم السلم‪ ،‬نسبة‬
‫عشرات الحكام الفقهية الخالفة لسائر السلمي إل الئمة عليهم السلم و رفض ما نقل عنهم ف ذلك ما وافق‬
‫سائر مذاهب السلمي بجة أنم إنا أفتوا به من باب التقية‪ ،‬فحيثما وجدوا نقلي عن أئمة الل أحدها يوافق‬
‫مذاهب السنة و آخر يالفها أخذوا بالثان عمل برواية كاذبة وقاعدة خاطئة تقول " خذ ما خالف العامة!"‪ ،‬هذا‬
‫مع أنم هم أنفسهم يعترفون بأنـه‪ ... (( :‬إنا شرعت التقية لفظ الدين و الذهب‪ ،‬حت أن المام ف حالة هتك‬
‫الدين و نشر البدعة‪ ،‬يقوم بحاربة ذلك مقدّما روحه ف هذا الطريق ‪ ..‬لن المام إنا وجد أصل لفظ الدين‪،‬‬
‫فأهية بقاء الدين أهم من بقائه‪ .‬فإذا جاز لعوام الناس ارتكاب بعض العاصي أو ترك بعض الواجبات اضطرارا من‬
‫باب التقية (أي تفاديا لذى العداء الذي ل يتمل)‪ ،‬ل يز ذلك أبدا لن هو ف مقام الفتاء و الرشاد والرجعية‬
‫الدينية للناس لن تقيته ستؤدي لضلل الناس و فساد عقيدتم ‪ ...‬و قد جاءت روايات كثية ف كتبنا تبي أن على‬
‫العلماء و أئ مة الد ين أن ياربوا البدع إذا ظهرت و يظهروا علم هم و إل فعلي هم لع نة ال‪ ،]2[)) ...‬لكن هم ع ند‬
‫الفتاء ينسون هذه القاعدة الذهبية و يملون كثيا من أقوال أئمة الل عليهم السلم الت ل تعجبهم على أنا إنا‬
‫كانت منهم من باب التقية ! فل يأخذون با‪ ،‬و ل يفكرون بأن كل عاقل فضل عن أئمة آل البيت العظام إنا‬
‫يكف يه‪ ،‬ف مو ضع ال طر والوف‪ ،‬ال سكوت‪ ،‬و ل أ حد يضطره للفتاء بعشرات الفتاوى الخال فة ل كم ال تعال‬
‫ورسوله و إيقاع أتباعه بالية والضلل!!‬
‫و من جلة ما خالف به كثي من النتسبي للئم ِة من آل الرسول (صلىال عليه وآله وسلم) أئمتَهم عليهم‬
‫السلم أيضا‪ ،‬ابتداع شعائر و أعمال ل أصل لا ف تعاليم الشرع بجة تعظيم أئمة أهل البيت‪ ،‬و اعتبارهم معرفة‬
‫الئمة ومبتهم والعتقاد بم كافية للنجاة‪ ،‬ف حي أن الئمة من آل البيت عليهم السلم ل تكن دعوتم لنفسهم‬
‫ول لتمجيد أشخاصهم‪ ،‬بل كانت دعوتم‪ ،‬إحياءً لدعوة نب السلم عليه وآله الصلة و السلم ف الدعوة إل ال‬
‫تعال وتعريف الناس بعقائد اليان وتشريعات الدين‪ ،‬و أن طريق النجاة منحصر باليان و التقوى و العمل الصال‬
‫ل غي‪.‬‬
‫و حاصل الكلم أننا نأمل أن يقوم طالبوا الداية و الق‪ ،‬بطالعة هذا الكتاب القيم ليستيقظوا من غفلتهم‪،‬‬
‫و ل ينخدعوا بتهويلت بعض التاجرين بالدين الذين يسارعون إل تكذيب و تكفي كل من يكتب أو يقول كلمة‬
‫حق‪ ،‬ونيب بكل من يلك القدرة‪ ،‬أن يساعد على طبع هذا الكتاب و نشره‪ ،‬لينصر بذلك دين ال‪ ،‬و يساهم ف‬
‫إصلح ذات بي السلمي‪ ،‬و إزالة أهم سبب من أسباب سوء الظن و العداوة و البغضاء فيما بينهم‪ ،‬تلك العداوة‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ال ت ل يعلم إل ال كم جرت من الويلت على ال سلمي و كم أشعلت بين هم من حروب و كم شغلت هم ف‬
‫صراعات و كتابات و تعصبات ل طائل تتها عب تاريهم الطويل‪.‬‬
‫و ف التام نقول‪ ،‬بكلم موجز‪ ،‬إن كتاب ال النّل البارك‪ ،‬إنا نزل ليبي للنسان طريق السعادة و الفلح‬
‫ف الدن يا و الخرة‪ ،‬و هو إن اكت فى ف ب عض فروع الد ين بالشارة‪ ،‬موكل ل سنة ال نب العمل ية تف صيل ما أوجزه‬
‫و بيا نه‪ ،‬فإ نه و ل بد ب ي و كرر ب كل وضوح‪ :‬أ صول الد ين و أركان اليان ال ت هي مناط الك فر أو اليان‬
‫و عليها مدار النجاة أو اللك‪ ،‬فقال عز من قائل‪ { :‬آمن الرسول با أنزل إليه من ربه و الؤمنون كل آمن بال‬
‫و ملئكته و كتبه ورسله‪ ،‬ل نفرق بي أحد من رسله‪ }..‬البقرة ‪ ،285 /‬و قال أيضا‪ ..{ :‬و لكن الب من آمن‬
‫بال و اليوم الخـر و اللئكـة و الكتاب و النـبيي‪ }..‬البقرة ‪ ،177 /‬و قال سـبحانه‪ { :‬و الذيـن آمنوا بال‬
‫و رسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربم لم أجرهم و نورهم } الديد ‪ 19 /‬و قال جل شأنه‪ { :‬يا‬
‫أي ها الذ ين آمنوا‪ :‬آمنوا بال و ر سوله و الكتاب الذي نزّل على ر سوله والكتاب الذي أنزل من ق بل‪ ،‬و من‬
‫يك فر بال و ملئك ته و كت به و ر سله واليوم ال خر ف قد ضل ضلل بعيدا } الن ساء ‪ .136 /‬فهذه هي أركان‬
‫اليان الت أمرنا ال عز و جل باليان با و جعل منكر أحدها كافرا من الضالي و هي أن نؤمن بال تعال الواحد‬
‫الحد و باليوم الخر و بلئكته و كتبه و رسله ل نفرق بي أحد من رسله‪.‬‬
‫و ل يأت ال عز و جل‪ ،‬ف كتابه‪ ،‬الذي وصفه بأنه تبيا ٌن لكل شيء‪ ،‬على المامة و ل على اليان بأئ ّمةٍ‬
‫معيني مصوصي بأي ذكر‪ ،‬فل يق لي أحد بعد ذلك أن يأت و يزيد هذه المور على ما ذكره ال من أصول‬
‫الديـن وأركان اليقيـ‪ ،‬إذ مـن البديهـي أن لو كان اليان بلفاء أو أئمـة معينيـ (سـواء كانوا منصـوصا عليهـم‬
‫ومنصـوبي مـن قبـل ال أم غيـ منصـوص عليهـم) أمـر أسـاسي مـن أمور الديـن و معرفتهـم شرط لزم للسـلم‬
‫و اليان‪ ،‬لذ كر ال عز و جل ذلك ب كل صـراحة و وض ـوح ف كتا به الك يم ‪ ،‬فل ما ل يف عل ع ـلِمَ أن‬
‫مـعـرفة ذلـك واليان به ليس من أصول الدين اللزمة‪ .‬و السلم على من اتبع الدى‪.‬‬

‫خادم الشريعة أبو الفضل بن الرضا البقعي‬

‫تهيد‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المد ل رب العالي‪ ،‬و صلى ال على ممد و آله و أتباعه‪ ،‬و السلم علينا و على‬
‫عباد ال الصالي‪.‬‬
‫ع قل و تفك ي ج يع ب ن الن سان و تر بة و خبة الب شر و ل يس هذا فح سب بل كذلك و حي خالق العال‬
‫و تعاليم النبياء و الختارين تدل جيعها بأوضح بيان و أصرح لسان على وجوب التاد و وحدة الكلمة و اتفاق‬
‫ال مة و الما عة واتفاق كل ش عب و مت مع يع يش أفراده بوار بعض هم الب عض‪ ،‬إذ أن بركات التاد و ما سن‬
‫التفاق أوضح من أن تتاج لذكر أو بيان‪ ،‬فأدن ذي شعور يكم بعظيم فائدتا و حسن عاقبتها‪ .‬و قد دعا خالق‬
‫العال‪ ،‬ف آيات متعددة من كتا به الح كم‪ ،‬ال سلمي‪ ،‬للوحدة و التاد و الجتماع و التفاق‪ ،‬فقال سبحانه ف‬
‫سورة ال نبياء ‪ { :92 /‬إن هذه أمت كم أ مة واحدة و أ نا رب كم فاعبدون } و ف سورة الؤمنون‪ { :52/‬و إن‬
‫هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاتقون } فذكّرهم بكلمة التوحيد لتتوحد كلمتهم و تتحد جاعتهم قائل‪ :‬با‬
‫أنن أنا وحدي ربكم جيعا فكونوا أنتم أيضا أمة واحدة واعبدون وحدي جيعا و ل تافوا إل إيّاي‪.‬‬
‫و برغم أن هيئة و نظام الليقة بد ذاته دليل واضح على أن خالقها واحد‪ ،‬و هذه حقيقة واضحة و برهان‬
‫متقن‪ ،‬لكن إذا ل تكن ثرة هذه القيقة ونتيجتها توحيد الكلمة و التفاق‪ ،‬فإن ذلك يعتب فقدانا كبيا و خسارة‬
‫عظيمة‪ ،‬تاثل أن نكون عميانا و نن بوار بر النور‪ ،‬أو عطاشى و نن بوار شريعة الكوثر الزلل‪ .‬لقد حذرنا‬
‫الق تعال من الختلف و التشتت و دعا الناس للعتصام ببل ال الذي هو القرآن الجيد و دين السلم البي‬
‫فقال‪ { :‬واعتصـموا ببـل ال جيعـا و ل تفرقوا } آل عمران ‪ ،103/‬و قال كذلك‪ { :‬ول تكونوا كالذيـن‬
‫تفرقوا و اختلفوا مـن بعـد مـا جاءهـم البيّنات و أولئك لمـ عذاب عظيـم} آل عمران ‪ ،105/‬و قال أيضـا‪:‬‬
‫ّقـ بكـم عـن سـبيله ذلك وصـّاكم بـه لعلكـم‬
‫{ و أن هذا صـراطي مسـتقيما فاتبعوه و ل تتبعوا السـبل فََت َفر َ‬
‫تتقون } النعام ‪ .153 /‬وقال سبحانه وتعال ‪ {:‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شيء إنّما‬
‫أمرهم إل ال ث ينبئهم با كانوا يفعلون } النعام‪،159/‬وقال كذلك‪{ :‬شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا‬
‫و الذي أوحي نا إل يك و ما و صّيْنا به إبراه يم و مو سى وعي سى أن أقيموا الدّ ين و ل تتفرقوا ف يه كَُبرَ على‬
‫الشركي ما تدعو هم إل يه ال يتب إليه من يشاء و يهدي إليه من ين يب‪ .‬و ما تفرقوا إل من بعد ما جاءهم‬
‫العلم َبغْيَا بين هم‪ }..‬الشورى ‪ /‬اليات ‪ 13‬ـ ‪ .14‬وعلي نا أن ننت به أ نه ل ا أخب نا ال تعال عن الكفار أن م‪{ :‬‬
‫ت سبهم جي عا و قلوب م ش ت} سورة ال شر ‪ ،14/‬فمعناه أن الؤمن ي علي هم أن يع تبوا من ذلك ويكونوا على‬
‫خلف تلك الال بأن يكونوا متحدي القلوب فـ وحدة حقيقيـة صـادقة‪ ،‬عامليـ بكـم قرآن رب العاليـ الذي‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ناهم عن التفرق و أمرهم بالجتماع ووحدة الكلمة‪ ،‬ل أن يتحدوا مرد اتاد صوري فاقد للحقيقة والصالة‪ ،‬بل‬
‫أن تكون وحدتم متجذرة ف قلوبم‪.‬‬
‫إن التفرقة ف الدين مذمومة لدرجة أن قوم موسى لا عبدوا العجل بتضليل السامري‪ ،‬و رجع سيدنا موسى‬
‫عل يه ال سلم غاض با و أ خذ بلح ية أخ يه ورأ سه كان م ا قاله سيدنا هارون عل يه ال سلم معتذرا عن عدم ترك هم‪:‬‬
‫ب َقوْلِي‪ }...‬طه ‪ .94 /‬وأخيا ف قد ب ي سبحانه‬
‫{‪...‬إ ن خَشِيْ تُ أَ نْ تقو َل َف ّرقْ تَ بَيْ َن ب ن إ سرائيل و ل َت ْرقُ ْ‬
‫وتعال فـ كتابـه أن التفرق و التنازع و الختلف فـ الراء موجـب لضعـف شوكـة السـلمي و ذهاب عزتمـ‬
‫و قوتم فقال‪ { :‬وأطيعوا ال و رسوله و ل تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريكم و اصبوا إن ال مع الصابرين }‬
‫النفال ‪.46 /‬‬
‫و يوجد ف السنة النبوية ما ل يكاد يصى من الحاديث الصحيحة ف وجوب اللتزام بالماعة‪ ،‬من جلة‬
‫ذلك الديث الشهور الذي قال فيه رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم >)‪..(( :‬من فارق الماعة قيد شب فقد‬
‫خلع رب قة ال سلم من عن قه إل أن ير جع)) [‪ 1‬و الد يث ال خر الذي قال ف يه ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم)‪:‬‬
‫(( من خرج من الطا عة و فارق الما عة فمات‪ ،‬مات مي تة جاهل ية))[‪ .]2‬و م ثل هذا ما جاء ف الط بة ر قم‬
‫‪ 127‬من نـج البلغة عن سيدنا مول الوحدين و أمي الؤمني حيث قال‪ " :‬و الزموا السواد العظم فإن يد‬
‫ال مع الماعة‪ ،‬و إياكم والفرقة فإن الشاذ من الناس للشيطان‪ ،‬كما أن الشاذ من الغنم للذئب‪ ،‬أل من دعا‬
‫إل هذا الشعار (أي شعار التفرقـة و النشقاق) فاقتلوه و لو كان تتـ عمامتـ هذه " أي أننـ أنـا نفسـي أميـ‬
‫الؤمن ي لو دعوت كم للفر قة و التحزّب فاقتلو ن! والقي قة أن ال سية الشري فة لذلك المام‪ ،‬بنف سها‪ ،‬أو ضح دل يل‬
‫على وجوب ملزمة الماعة و اجتناب الفرقة‪ ،‬حيث أنه عليه السلم رغم كل الوادث الؤلة واللم الت تملها‬
‫بقي دائما ملزما لماعة السلمي‪.‬‬

‫أسباب و بواعث تفرق المة السلمية‬


‫أهم و أعظم علة لتفرق و انشقاق السلمي و سبب وقوع العداوة والصومة فيما بينهم مسألة خلفة النب‬
‫( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم)‪ .‬ل قد نشأت بذور هذا الختلف ف صدر ال سلم ف اليام الول ال ت تلت رحلة‬
‫رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم )‪ ،‬و نى و قوي بواسطة جهل السلمي و تعصبهم وتريك أعداء السلم‪،‬‬
‫إل أن اشت ّد ف القرون التال ية قر نا ب عد قرن ح ت ج عل ال سلمي أعداء ألداء ف مقا بل بعض هم الب عض و أدى إل‬
‫مشاهد مشينة من الرب و الدال و الصام و القتتال سودت صحائف التاريخ بالعار إل الد الذي أصبحت فيه‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫فرق ال سلمي أقدر على الختلط و العشرة مع اليهود و الن صارى من ها على التعا يش مع بعض ها الب عض مع أن م‬
‫بنص كتابم السماوي إخوة متساوون‪.‬‬
‫و رغم أن غبارا غليظا مغطيا للحقيقة أوجدته قرون من الدال والقتتال‪ ،‬أصبح مانعا كبيا و صعبا يول‬
‫دون إظهار و جه القي قة ك ما ينب غي و تعرّف كل فر قة على الخرى و إعادة الياه إل ماري ها في ما بين هم‪ ،‬لكن نا‬
‫بعون ال سنقوم بحاولتنا و سعينا ف هذا الطريق مستخدمي كل ما أتيح لنا من طاقة مادية ومعنوية‪ ،‬عسى أن نني‬
‫بف ضل ال سراجا نيا ف هذا الطر يق الظلم الض يق‪ ،‬ونطلع إخوان نا الؤمن ي‪ ،‬الذ ين يطلبون ال ق ويبحثون عن‬
‫القيقة إل ما هدانا ال إليه بفضله و رحته‪ ،‬عسى أن يعودوا لنفسهم بعد هذا الزمن الطويل و بعد اطلعهم على‬
‫حيل و سياسة العداء وتذوقهم لرارة كل تلك البليا و الصائب الت حلت بم نتيجة تلك الختلفات‪ ،‬فيسيوا‬
‫إل المام نو العزة و السعادة و الشوكة والسيادة ويستعيدوا وحدتم فيكونوا مصداقا للية الكرية‪{ :‬كنتم خي‬
‫أمة أخرجت للناس}‪ .‬أما لو ل تؤثر فيهم ل سح ال صخب السيول الرارة لكل حوادث التاريخ هذه و ل‬
‫المواج الهلكة لكل أعاصي القرون و العصار هذه‪ ،‬و ما تويه من صفي النذار و التحذيرات الصرية‪ ،‬بل‬
‫استمرت التعصبات الاهلية و التفرقة القومية و العنصرية الت تغذيها الهواء ووساوس الشيطان ودسائس العداء‬
‫الاكرين تعمل عملها ف إضللم‪ ،‬فإننا سنكون معذورين لدى ربنا سبحانه و تعال بكتابة هذا الكتاب ومأجورين‬
‫إن شاء ال على سعينا لذا الدف و ما سنلقاه من آلم نتيجة التامات والسب و البهتان و الفتراء بقنا { و إذ‬
‫قالت أ مة من هم ل تعظون قو ما ال مهلك هم أو معذب م عذا با شديدا؟ قالوا‪ :‬معذرة إل رب كم و لعل هم يتقون}‬
‫العراف ‪.164 /‬‬

‫علة الختلف الصلية‬


‫الادة الصلية و الساسية لختلف المة السلمية هو مسألة اللفة والمامة‪ ،‬و من هذه السألة تشعّبت‬
‫سائر الختلفات الخرى‪ ،‬وقد أخذت مسألة المامة‪ ،‬بعن الكومة و زمام المور‪ ،‬و الت مركها الصلي لدى‬
‫أغلب الفراد ليس إل حب القام و حب الرئاسة‪ ،‬ف هذه المة‪ ،‬شكل وصورة قلما يوجد لا نظي ف الشعوب‬
‫و المم السابقة!‬
‫كمقدمة ينبغي القول بأن حب العلو و الرئاسة أمر فطري ف كل نفس‪ ،‬وكل إنسان يطلب بغريزته التفوق‬
‫على أقرانه‪ ،‬و إذا تت هدا ية هذه الغريزة بشكل صحيح‪ ،‬أمكن أن نستخرج منها أفضل النتائج‪ ،‬و ذلك أنه من‬
‫لوازم وجود و حياة الجتمع البشري أنه ل يكن لي شعب أو أمة أن تستمر ف حياتا الدنية دون امتلك حكومة‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و نظام اجتما عي‪ ،‬و ل يس هذا لدى الن سان ف قط‪ ،‬بل إن كثيا من اليوانات شعرت بذا ال مر و أوجدت ف‬
‫حيات ا نظا ما و تشكيلت اجتماع ية‪ ،‬ك ما ن د ذلك واض حا ف عال الن مل والن حل والشرات الكلة للخ شب‬
‫( الن مل الب يض) و عد يد من الطيور واليوانات الخرى‪ .‬و ل شك أن د ين ال سلم الذي يتوي على أف ضل‬
‫القواني الجتماعية الت تضمن السعادة الدينية و الدنيوية لتباعه‪ ،‬ل يبق هذه السألة مسكوتا عنها و ل مهولة‪ ،‬بل‬
‫بي الوظائف و الحكام والوامر والقواعد ف هذا الشأن بشكل إجال‪ .‬و قد أوضحنا ذلك ف كتابنا " الكومة‬
‫ف السلم" الذي طبع ف ملدين فيمكن للراغبي الرجوع إليه لعرفة هذه القيقة‪.‬‬
‫أما الذي يكن قوله هنا فهو أنه من الحتم و اليقين أن سيدنا خات النبيي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم ) أتى ف‬
‫شريعته السلمية التقنة بقررات و أحكام وإرشادات تتعلق بسألة الكومة وزمام المور‪ ،‬ذلك أن دين السلم‬
‫الذي زيَّنهُ ال سبحانه بوسام و وشاح قوله القدس‪ { :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت و رضيت‬
‫لكم السلم دينا } ل يكن أن يكون خاليا من مسائل وأحكام تتعلق بالكومة والقيادة الت هي من ألزم لوازم‬
‫الياة البشرية‪ ،‬بل إن هذا المر‪ ،‬كما سيأت بيانه ف مله‪ ،‬هو من أهم أهداف وأقدس أحكام السلم‪.‬‬
‫أمـا الزوائد و الواشـي الناشئة‪ ،‬بل شـك‪ ،‬مـن أغراض و أمراض عدة مـن العداء الغرضيـ أو الصـدقاء‬
‫الاهلي فل سبيل لا على الحكام السماوية والقواني اللـهية الواضحة البينة‪ .‬و سنبي‪ ،‬بشيئة ال تعال‪ ،‬كيف‬
‫أن هذه الزوائد و الهواء البتدعة قد بدّلت الصورة الناصعة للحكام اللـهية التعلقة بالكم و الكومة و حوّلتها‬
‫لصورة بشعة مكروهة ينفر منها العقلء و ينجر منها الحباء‪.‬‬
‫إن الذي يعيننا على معرفة و درك حقيقة تعاليم السلم السامية حول هذه القضية هو دراسة قضية سقيفة‬
‫بن ساعدة الت وقعت بعد ساعات من انتقال روح رسول ال القدسة (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) إل الل العلى‪،‬‬
‫فإذا تتبعنا ودرسنا ملبسات هذه الواقعة‪ ،‬بدقة مشبعة بطلب الوصول للحقيقة‪ ،‬سندرك‪ ،‬ل مالة‪ ،‬كثيا من القضايا‬
‫الهمة‪ ،‬و ستظهر القيقة لطالبها الخلص رغم كل ما أحاط با من أغشية‪.‬‬
‫و لذا ف سننقل للقارئ الكر ي ف ر سالتنا الختصرة هذه‪ ،‬باختصار‪ ،‬قصة سقيفة ب ن ساعدة الت حضرها‬
‫و شارك فيها كبار صحابة الرسول الختار(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) حت تتضح حقيقة المر لطلب الق‪ ،‬إن شاء‬
‫ال‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‪ ]1‬ممع ذلك ينبغمي أن يُذك َمر أن عددا ممن العلماء بمل المراجمع ( الماميمة ) المعاصمرين ‪ ،‬يتملصمون ممن هذه النتيجمة اللزممة ‪،‬‬
‫بمخارج كمثمل أن الماممة ممن أصمول المذهمب ل ممن أصمول الديمن أو بأنمه ليمس كمل حاممل لعقيدة كفمر بكافمر ‪ ،‬أو بأن المخالفيمن‬
‫معذورون بالجهممل و السممتضعاف و ل يكفممر إل المعانممد منهممم ‪ ،‬و نحممو ذلك مممن المخارج فيحكمون بإسمملم وإمكان نجاة غيممر‬
‫المامية من المسلمين ‪ ،‬و هذا جهد مشكور منهم لتقريب القلوب و رأب الصدع و إن كان الولى حل المسألة من جذورها كما‬
‫فعل المؤلف (رحمه الله) (مت)‬
‫[‪ ]2‬تولى لفترة وجيزة رئاسمة أول حكوممة إسملمية مؤقتمة عقمب انتصمار الثورة السملمية و الطاحمة بنظام الشاه الملكمي فمي‬
‫إيران في شهر فبراير من عام ‪. 1979‬‬
‫هذا التزويج منصوص عليه في الرشاد للشيخ المفيد ‪ ،‬و وسائل الشيعة للحر العاملي ‪ ،‬و غيرهما ‪( .‬مت)‬ ‫[ ‪]1‬‬
‫[‪ ]2‬اقتباس من كتاب‪ :‬آية الله الشيخ علي الطهراني‪ ،‬الصفحة ‪ 32‬فما بعد‪ ،‬باختصار و تصرف يسير‪.‬‬
‫[‪ ]1‬رواه بهذا اللفممظ الترمذي فممي جامعممه الصممحيح‪ :‬كتاب المثال ‪ /‬باب رقممم ‪ 3‬ضمممن حديممث طويممل و رواه بألفاظ متقاربممة‬
‫البخاري و مسلم في صحيحهما و أبو داوود في سننه و أحمد في مسنده‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]2‬رواه بهذا اللفمظ مسملم فمي صمحيحه‪ :‬كتاب المارة ‪/‬حديمث رقمم ‪ 35‬و النسمائي فمي سمننه كتاب تحريمم الدم ‪ /‬باب ‪ ،38‬و‬
‫الدارمي و أحمد في مسندهما و غيرهم‪(.‬مت)‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫بث عميق ف قضية سقيفة بن ساعدة‬
‫كانت سقيفة بن ساعدة مكانا يتمع فيه أهل الدينة ليتخذوا قراراتم ف شؤونم الهمة من خلل الشورى‬
‫بي رؤسائهم‪ .‬و بعد وفاة رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) مباشرة اجتمع أهل الدينة‪ ،‬الذين كانوا قد أسلموا‬
‫دون إكراه ول إجبار و دعوا ر سول ال ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم) ق بل هج ـرته أن يأ ت إلي هم وكثيون من هم‬
‫أعانوه و نصروه و عرفوا بالنصار‪ ،‬ف هذه السقيفة‪ ،‬ورشّحوا " سعد بن عبادة "[‪ ]3‬زعيم قبيلة الزرج ( إحدى‬
‫أهم قبيلتي ف الدينة)‪ ،‬و الذي كان مريضا‪ ،‬لنصب المامة و اللفة‪ ،‬و لفوه ف حصي أو بساط و أتوا به إل‬
‫السقيفة لكي يأخذوا له البيعة من السلمي‪ .‬وسننقل هنا باختصار أحداث هذا الجتماع من كتب التاريخ الوثقة‬
‫دون أن نذف باختصارنا النقاط التاريية لذه القصة‪ .‬و نلفت أنظار القرّاء ف البداية‪ ،‬إل أن الكتب التاريية الت‬
‫ذكرت هذه القصة هي مؤلفات خلفها علماء السلمي الكبار للمة السلمية‪ .‬و قد ُدوّنت هذه الؤلفات بشكل‬
‫عام بعد القرن الثان الجـري و غالبا ف القرن الثالث و ما بعده‪ ،‬و نذكّر أيضا أنه ف ذلك الزمن ل تكن مسألة‬
‫السنة و الشيعة أبدا بالصورة الت هي عليها اليوم‪ ،‬و ل يكن أحد يأخذ القلم ليكتب ف تأييد عمر أو علي‪ ،‬و ل‬
‫كان الؤلفون ف م سألة الول ية و الما مة قد تولوا إل صفي متقابل ي تا ما ف مواج هة بعض هم الب عض يقومون‬
‫بالصام و الدال‪ .‬و السبب ف ذلك أن فرقة الشيعة‪ ،‬الت أصبحت اليوم تتص لنفسها عددا كبيا من السلمي‬
‫وأصبح لا دولة ونظام و مؤلفات و تصانيف‪ ،‬إنا كانت ف ذلك العهد فئة قليلة و طائفة ضئيلة تعيش ف التكتّم‬
‫و السرّيّة‪ ،‬و بتعبي العصر بشكل غي قانون‪ ،‬كحزب معارض للحكومة‪ ،‬فلم يكن لماعتهم من الكثرة و الهية‬
‫ما يثي اهتمام علماء ذلك الزمن و يدعو هم لتأليف كتب و مصنفات ضد ها من باب العناد والصومة و كتمان‬
‫القيقة‪ ،‬و يتلقون مثل هذه القصة الت ل يوافَ ُق فيها على حق لم! و أيا كان المر فليس بي أيدينا اليوم لدرك‬
‫القائق إل الكتب و الؤلفات الت بقيت لنا منذ ذلك العهد‪ ،‬و ل يوجد لدينا أي شيء يعلنا نتشكك أو نرتاب ف‬
‫صحة هذه الكتب و التواريخ‪ ،‬اللهم إل الكتفاء بالدس و الظن و التخمي بالضافة إل أننا سنرجع إل الؤلفات‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫والثار الت وثّقها و صوّبا علماء الشيعة الكبار‪ ،‬لننقل منها أحداث تلك الواقعة بأمانة تامة‪ ،‬واضعينها أمام طالب‬
‫القيقة‪.‬‬
‫و أقدم الكتب ف هذا الباب [ سـية ابن هشـام ] العتمدة من قبل عامة السلمي و الت ليس لقضية‬
‫الشيعة و السنة فيها دخل‪ ،‬و مؤلفها "عبد اللك بن هشام العافري"‪ ،‬و قد استخرج سيته و رواها عن "ممد‬
‫ا بن ا سـحق الطل ب" و هو من مؤر خي القرن الج ـري الول و الثا ن ح يث كا نت وفا ته ف أوائل القرن‬
‫الج ـري الثا ن‪ ،‬و ا بن هشام نف سه كا نت وفا ته سنة ‪ 213‬ه ـ‪ .‬و رجع نا ب عد ذلك لكتاب [تار يخ الما مة‬
‫و السياسة] لبن قـتَيْبة وهو "عبد ال بن مسلم بن قتيبة الدينوري" التوف سنة ‪ 270‬هـ‪ ،.‬ث [تاريخ اليعقوب]‬
‫و مؤلفه "أحد ابن يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب"‪ ،‬مؤرخ شيعي الذهب توف سنة ‪ 292‬هـ‪ ،.‬ث [مروج‬
‫الذهـب و معادن الــوهر] و[التنـبيه و الشراف ] و هاـ "لعلي بـن السـي السـعودي"‪ ،‬العروف بالتشيّعـ‬
‫و التوف سنة ‪ 345‬هـ‪ .‬و ليس لي من ذكر مصلحة خاصة ف روايته لديث سقيفة بن ساعدة‪ .‬و لن نتجاوز‬
‫ف عرضنا لذه القصة‪ ،‬إن شاء ال‪ ،‬ما اتفقت عليه تلك الكتب المسة الذكورة‪ ،‬و الت عرفنا أن ثلثة منها هي‬
‫من تأليف مؤلّـفَيْن شيعيي‪.‬‬

‫قصـة سـقيفة بـن سـاعـدة‬


‫جاء ف سية ابن هشام‪ [ :‬قال ابن اسحق‪ :‬قال الزهري‪ :‬و حدثن "عبد ال بن كعب بن مالك" عن‬
‫"عبد ال بن عباس" قال‪ :‬خرج يومئذ علي بن أب طالب عليه السلم على الناس من عند رسول ال ‪ ρ‬فقال‬
‫له الناس‪ :‬يا أبا حسن‪ ،‬كيف أصبح رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ؟ قال‪ :‬أصبح بمد ال بارئا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأ خذ العباس بيده ث قال‪ :‬يا علي‪ ،‬أ نت وال ع بد الع صا ب عد ثلث‪ ،‬أحلف بال ل قد عر فت الوت ف و جه‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم ك ما كن تُ أعر فه ف وجوه ب ن ع بد الطلب‪ ،‬فانطلق ب نا إل ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وآله وسلم فإن كان هذا المر فينا عرفناه‪ ،‬وإن كان ف غينا‪ ،‬أمرناه فأوصى بنا الناس‪ .‬قال‪:‬‬
‫فقال له علي‪ :‬إنـ وال ل أفعـل‪ ،‬و ال لئن مُِنعْناه‪ ،‬ل يؤتيناه أحدٌ بعده ][‪ ]4‬هذه الروايـة ذكرتاـ أيضـا عدة‬
‫مصادر تاريية أخرى[‪.]5‬‬
‫ما اتفق عليه جيع الؤرخي و كتّاب السية هو أنه لا ارتل رسول ال صلىال عليه وآله‪ُ ،‬شغِل أهل بيته‬
‫بأ مر تهيزه و تكفي نه و كان ف مقدمت هم حضرة علي بن أ ب طالب و العباس عم الر سول صلىال عل يه وآله‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و أولد العباس‪ ،‬كما كان حاضرا معهم ف بيت رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) الزبي بن العوام و طلحة بن‬
‫عب يد ال‪ ،‬و قد أغلق باب الب يت أمام الخر ين‪ .‬أ ما بق ية الهاجر ين و ب عض الن صار م ثل أُ َسيْد بن ُحضَيْر ف قد‬
‫اجتمعوا حول أب بكر ف مسجد رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم)‪ ،‬إذ جاءهم رجل‪ ،‬على غي انتظار‪ ،‬يبهم‬
‫أن طائفة من النصار على رأسهم "سعد بن عبادة" قد اجتمعوا ف سقيفة بن ساعدة‪ ،‬و أنم ف صدد تعيي خليفة‬
‫لما مة و حكو مة ال سلمي فإن كان ل كم بأ مر الناس (أي بأ مر الرئا سة و ال كم) حا جة فأدرِكوا الناس ق بل أن‬
‫يتفاقم أمر النصار[‪ ، ]‬ع ند ذاك ترك عمر و أبو∉بكر (رضي ال عنهما) حضور مرا سم الدفن و أوكلوه لن له‬
‫غ من تهيزه و دف نه صلىال عل يه وآله‬ ‫الكفا ية لذلك من أ هل بي ته صلىال عل يه وآله إذ ل ي كن ب عد قد ُفرِ َ‬
‫و كان أهل بيته قد أغلقوا باب بيته صلىال عليه وآله دون الناس و هرعا مسرعي إل سقيفة بن ساعدة إثر‬
‫وقوفهما على خب اجتماع جاعة النصار فيها‪ ،‬و سرعان ما وصل إل السقيفة ليجدوا النصار قد ع صّبوا "سعد‬
‫بن عبادة " رضي ال عنه بعصابة وأجلسوه ف وسط السقيفة‪ ،‬و كان يطب فيهم‪ ،‬إل أن صوته كان ضعيفا لشدة‬
‫مرضه‪ ،‬فكان ابنه قيس بن سعد‪ ،‬ينقل كلمه جلة جلة بصوت مرتفع للمجتمعي[‪.]7‬‬
‫و ق بل أن نن قل خطبة سعد بن عبادة‪ ،‬ل بد أن نش ي إل أن ب عض الروايات تذ كر أن أ با ب كر كان غداة‬
‫ارتال رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) ف قرية من القرى الجاورة للمدينة تدعى "السنح" و ل يكن قد‬
‫اطلع ب عد على خب وفاة ال نب صلىال عل يه وآله‪ ،‬و أن ع مر و أبو عبيدة (ر ضي ال عنه ما) ذه با أول لوحده ا‬
‫للسقيفة لدراك ما يري فيها و لكنهما لا وجدا نفسيهما وحيدين أمام جاعة النصار و احتجاجهم‪ ،‬و تيا ما‬
‫يكون ردها الناسب للحيلولة دون تام البيعة باللفة لسعد بن عبادة رضي ال عنه‪ ،‬سأل عمر رضي ال عنه‪ :‬ما‬
‫ض و أن الن صار ف صدد تعي ي‬ ‫ال طب ؟ و بجرد أن أجابوه بأن ر سول ال ( صلىال عل يه وآله و سلم) قد ُقبِ َ‬
‫خليفة له أمتشق سيفه وصاح‪ :‬بل إن رسول ال ل يت و كل من زعم ذلك أدبته بسيفي هذا بل قد ذهب إل ربه‬
‫كما ذهب موسى و ليجعن ثانية ليكمل دينه!‪ ،‬ث أرسل إل أب بكر رضي ال عنه من يطلعه على ما وقع فخرج‬
‫أ بو ب كر ر ضي ال ع نه فورا من "ال سنح" إل الدي نة قا صدا ب يت ر سول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) فل ما رأى‬
‫جسده و تأكد من وفاته‪ ،‬لق بالسقيفة وسأل عمر رضي ال عنه لاذا هذا الجتماع ؟ فما أن أجابه عمر رضي‬
‫ال عنه بأن السبب إرادة النصار نصب خليفة لرسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) لشيوع نبأ وفاته و أنه أنكر‬
‫ذلك النبأ النكار‪ ،‬إل وصاح أبو بكر قائل‪ [ :‬أيها الناس من كان يعبد ممدا فإن ممدا قد مات‪ ،‬و من كان يعبد‬
‫ال فإن ال حي ل يوت ] ث أ خذ زمام الكلم ف هذا الجتماع و بدأ بكلم ته‪ .‬ول كن هذه الروا ية ل تلو من‬
‫الشكال[‪ ]8‬و الرواية الصح و الت نقلتها أكثر التواريخ هي ما ذكرناه أول‪ ،‬من خروج أب بكر و عمر متمعي‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫من البدا ية من م سجد ر سول ال إل ال سقيفة‪ ،‬و يؤ كد أرجح ية هذه الروا ية أن إما مة ال صلة ف فترة مر ضه‬
‫(صلىال عليه وآله وسلم) كانت موكولة لب بكر رضي ال عنه‪ ،‬وهذا ينفي كونه ف "السنح"‪.‬‬
‫ـ ا بن قتي بة ف كتابـه "المامـة‬
‫و الن نعود إل السـقيفة لنن قل نص خط بة سـعد بن عبادة ك ما أورده ا‬
‫و السياسة"‪ ،‬قال‪ (( :‬فكان ما قاله رضي ال عنه‪ ،‬بعد أن حد ال تعال و أثن عليه‪ :‬يا معشر النصار إن لكم‬
‫سابقة ف الدين و فضيلة ف السلم ليست لقبيلة من العرب‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لبث ف قومه‬
‫ب ضع عشرة سنة‪ ،‬يدعو هم إل عبادة الرح ن‪ ،‬و خلع الوثان‪ ،‬ف ما آ من به من قو مه إل قل يل‪ ،‬وال ما كانوا‬
‫يقدرون أن ينعوا [‪ ]9‬رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم )‪ ،‬و ل يعرفوا دينه‪ ،‬و ل يدفعوا عن أنفسهم‪ ،‬حت‬
‫أراد ال تعال لكم الفضيلة‪ ،‬و ساق إليكم الكرام‪ ،‬و خصّكم بالنعمة‪ ،‬و رزقكم اليان به و برسوله (صلّىاللّه‬
‫عليه وآله وسلّم ) و النع له ولصحابه و العزاز لدينه‪ ،‬و الهاد لعدائه‪ ،‬فكنتم أشد الناس على من تلف عنه‬
‫[‬ ‫منكم‪ ،‬و أثقله على عدوكم من غيكم‪ ،‬حت استقاموا لمر ال تعال طوعا و كرها‪ ،‬و أعطى البعيد القادة‬
‫‪ ]10‬صاغرا داحرا‪ ،‬ح ت أث خن ال تعال ل نبيه ب كم الرض‪ ،‬و دا نت بأ سيافكم له العرب‪ ،‬و توفّاه ال تعال‬
‫و هو راض عنكم قرير العي‪ ،‬فشدوا أيديكم بذا المر‪ ،‬فإنكم أحق الناس وأولكم به‪ .‬قال‪ :‬فأجابوه جيعا‪:‬‬
‫ت ف الرأي‪ ،‬و أ صبت ف القول‪ ،‬ول ـن نعدو‪ ،‬ما رأ يت‪ ،‬توليَتَ كَ هذا ال مر‪ ،‬فأ نت مَ ـقْـنَع‬
‫أن قد ُوّفقْ َ‬
‫و ِلصَالِح الؤمني رضا )) [‪.]11‬‬
‫و بعد أن أكمل سعد كلمته و سكت‪ ،‬أراد عمر رضي ال عنه أن يتكلم‪ ،‬كما يروى ذلك عنه ابن هشام‬
‫ت ف نفسي مقالة‬
‫ف سيته‪ ،‬فقال عمر رضي ال عنه‪...(( :‬فلما سكت ( أي سعد) أرد تُ أن أتكلم و قد َز ّورْ ُ‬
‫قد أعجبت ن‪ ،‬أر يد أن أقدم ها ب ي يدي أ ب ب كر ر ضي ال ع نه و ك نت أداري م نه ب عض ال د[‪ ،]12‬فقال‬
‫أبو بكر‪ :‬على رسلك يا عمر‪ ،‬فكرهت أن أغضبه‪ ،‬فتكلّ مَ‪ ،‬وكان أعلم من و أوقر‪ ،‬فوال ما ترك من كلمة‬
‫أعجبتن من تزويري إل قالا ف بديهته‪ ،‬أو مثلها أو أفضل‪ ،‬حت سكتَ‪ .‬قال‪ :‬أما ما ذكرت فيكم من خي‪،‬‬
‫[‬ ‫فأن تم له أهل‪ ،‬و لن تعرف العرب هذا المر إل لذا ال ّي من قر يش‪ ،‬هو أو سط العرب نسبا [‪ ]13‬ودارا‬
‫‪ ]14‬قد رضيت لكم أحد هذ ين الرجل ي‪ ،‬فبايعوا أيهما شئتم‪ ،‬و أخذ بيدي و بيد أب عبيدة الراح‪ ،‬قال(‬
‫ضرَ بَ عنقي‪ ،‬ل‬
‫عمر)‪ :‬و هو جالس بيننا‪ ،‬و ل أكره شيئا ما قاله ( أي أبو بكر ) غيها‪ ،‬كان و ال أن ُأ َقدّ مَ فُت ْ‬
‫ل من أن أتأمّ َر على قوم فيهم أبو بكر )) [‪.]15‬‬
‫ُيقَرّبن ذلك إل إث‪ ،‬أحب إ ّ‬
‫و قد أورد اليعقوب ف تاريه نص ما قاله أبو بكر ف ثنائه وتزكيته لعمر ولب عبيدة رضي ال عنه فقال‪:‬‬
‫[‪ ...‬و هذا ع مر بن الطاب الذي قال ر سول ال‪ :‬الل هم أ عز الد ين به! و هذا أ بو عبيدة الراح الذي قال‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ر سول ال‪ :‬أم ي هذه ال مة‪ ،‬فبايعوا أيه ما شئ تم‪ .‬فأب يا ( أي ع مر و أ بو عبيدة ) عل يه و قال‪ :‬وال ما ك نا‬
‫لنتقدمك‪ ،‬و أنت صاحب رسول ال و ثان اثني‪ .‬فضرب أبو عبيدة على يدي أب بكر‪ ،‬و ثنّى عمر‪ ،‬ث بايع‬
‫من كان معهم من قريش ] [‪.]16‬‬
‫أما ابن قتيبة فقد أورد ف المامة و السياسة" خطبة أب بكر رضي ال عنه بشكل أكثر تفصيل على‬
‫النحو التال [‪ ...‬فتشهد أبو بكر رضي ال عنه و انتصب له الناس‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال جل ثناؤه بعث ممدا صلى‬
‫ال عليه وسلم بالدى و دين الق‪ ،‬فدعا إل السلم‪ ،‬فأخذ ال تعال بنواصينا و قلوبنا إل ما دعا إليه‪ ،‬فكنا‬
‫معشر الهاجرين أول الناس إسلما والناس لنا فيه تبع‪ .‬و نن عشية رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ‪،‬‬
‫و نن مع ذلك أوسط العرب أنسابا‪ ،‬ليست قبيلة من قبائل العرب إل ولقريش فيها ولدة‪ .‬وأنتم أيضا وال‪،‬‬
‫الذين آ َووْا و نصروا‪ .‬و أنتم وزراء رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ،‬وأنتم أيضا إخواننا ف كتاب ال‬
‫تعال و شركاؤنا ف دين ال سبحانه وتعال و فيما كنا فيه من سرّاء و ضرّاء‪ ،‬و ال ما كنا ف خي قط إل كنتم‬
‫معنا فيه‪ ،‬فأنتم أحب الناس إلينا وأكرمهم علينا‪ ،‬و أحق الناس بالرّضا بقضاء ال تعال والتسليم لمر ال عز‬
‫وجل و لا ساق لكم و لخوانكم الهاجرين رضي ال عنهم‪ ،‬و هم أحق الناس فل تسدوهم و أنتم الؤثرون‬
‫على أنفسهم حي الصاصة‪ ،‬وال ما زلتم مؤثرين إخوانكم من الهاجرين و أنتم أحق الناس أن ل يكون هذا‬
‫المر و اختلفه على أيديكم و أبعد أل تسدوا إخوانكم على خي ساقه ال تعال إليهم و إنا أدعوكم إل أب‬
‫عبيدة أو عمر و كلها قد رضيت لكم ولذا المر وكلها له أهل‪ .‬فقال عمر و أبو عبيدة رضي ال عنهما‪:‬‬
‫ما ينبغي لحد الناس أن يكون فوقك يا أبا بكر رضي ال عنه‪ ،‬أنت صاحب الغار و ثان اثني وأ َمرَ َك رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وسلم بالصلة فأنت أحق الناس بذا المر ][‪.]17‬‬
‫و الن لنر ماذا كان موقف النصار تاه أب بكر رضي ال عنه ؟ ذكرت جيع كتب التواريخ و السي أن‬
‫جواب النصار كان كما يروي ابن قتيبة ـ‪ [ :‬فقال النصار‪ :‬وال ما نسدكم على خي ساقه إليكم و إنا‬
‫لكَمَا وصفتَ يا أبا بكر والمد ل‪ ،‬و ل أحد من خلق ال تعال أحبّ إلينا منكم‪ ،‬و ل أرضى عندنا ول أين‬
‫ولكنا نشفق ما بعد اليوم‪ ،‬و نذر أن يغلب على هذا المر من ليس منا و ل منكم‪ ،‬فلو جعلتم اليوم رجل منا‬
‫و رجل منكم بايعنا و رضينا على أنه إذا هلك اخترنا آخر من النصار فإذا هلك اخترنا آخر من الهاجرين‬
‫أبدا ما بقيت هذه المــة‪ ،‬كان ذلك أجدر أن ُي ْعدَل ف أمة ممد صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ،‬و أن يكون‬
‫بعض نا يت بع بع ضا فيش فق القر شي أن يز يغ فيق بض عل يه الن صاري و يش فق الن صاري أن يز يغ فيق بض عل يه‬
‫القرشي‪ .‬عندئذ قام أبو بكر فحمد ال و أثن عليه وقال‪ :‬إن ال تعال بعث ممدا صلى ال عليه وآله وسلم‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫رسول إل خلقه و شهيدا على أمته ليعبدوا ال و يوحدوه و هم إذ ذاك يعبدون آلة ش ت يزعمون أنا شافعة‬
‫لم وعليهم بالغة نافعة‪ ،‬و إنا كانت حجارة منحوتة‪ ،‬و خُشُبَا منجورة‪ ،‬فاقرؤوا إن شئتم "إنكم و ما تعبدون‬
‫من دون ال ح صب جه نم أن تم ل ا واردون "‪" ،‬ويعبدون من دون ال ما ل يضر هم و ل ينفع هم و يقولون‬
‫هؤلء شفعاؤ نا ع ند ال "‪ ،‬وقالوا‪ " :‬ما نعبد هم إل ليقربو نا إل ال زل فى"‪ ،‬فع ظم على العرب أن يتركوا د ين‬
‫آبائهم‪ ،‬فخص ال تعال الهاجرين الولي بتصديقه‪ ،‬و اليان به‪ ،‬والواساة له‪ ،‬و الصب معه على الشدة من‬
‫قومهم‪ ،‬و إذللم و تكذيبهم إياهم‪ ،‬و كل الناس مالف عليهم‪ ،‬زارٍ[‪ ]18‬عليهم‪ ،‬فهم أول من عبد ال ف‬
‫الرض‪ ،‬وأول من آمن بال تعال و رسوله صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ،‬و هم أولياؤه و عشيته‪ ،‬وأحق الناس‬
‫بالمر من بعده‪ ،‬ل ينازعهم فيها إل ظال‪ ،‬و أنتم يا معشر النصار‪ ،‬من ل ينكر فضلهم ول النعمة العظيمة لم‬
‫ف السلم‪ ،‬رضيكم ال تعال أنصارا ِلدِينه ولرسوله وجعل إليكم مهاجرته‪ ،‬فليس بعد الهاجرين الولي أحد‬
‫عندنا بنلتكم‪ ،‬فنحن المراء و أنتم الوزراء‪ ،‬ل نفتات[‪ ]19‬دونكم بشورة و ل تنقضي دونكم المور‪.‬‬
‫فقام الباب بن النذر بن زيد بن حرام ر ضي ال عنه فقال‪ :‬يا مع شر النصار املكوا عليكم أيدي كم‪،‬‬
‫فإنا الناس ف فيئكم و ظللكم‪ ،‬و لن يترئ مترئ على خلفكم‪ ،‬و لن يصدر الناس إل عن رأيكم‪ ،‬أنتم أهل‬
‫العز و الثروة‪ ،‬و أولو العدد والنجدة‪ ،‬و إنا ينظر الناس ما تصنعون‪ ،‬فل تتلفوا فيفسد عليكم رأيكم‪ ،‬و تقطع‬
‫أمور كم‪ ،‬أن تم أ هل اليواء و الن صرة و إلي كم كا نت الجرة ول كم ف ال سابقي الول ي م ثل ما ل م‪ ،‬و أن تم‬
‫أصـحاب الدار و اليان مـن قبلهـم‪ ،‬و الِ مـا عبدوا ال علنيةَ إل فـ بلدكـم و ل جُمِعَت الصـلة إل فـ‬
‫م ساجدكم و ل دا نت العرب لل سلم إل بأ سيافكم‪ ،‬فأن تم أع ظم الناس ن صيبا ف هذا ال مر‪ ،‬و إن أ ب القوم‬
‫فمنا أمي و منهم أمي‪.‬‬
‫فقام ع مر ر ضي ال ع نه فقال‪ :‬هيهات ل يت مع سيفان ف غ مد وا حد‪ ،‬إ نه وال ل تر ضى العرب أن‬
‫تؤمركـم و نبيهـا مـن غيكـم‪ ،‬و لكـن العرب ل ينبغـي لاـ أن تول هذا المـر إل مـن كانـت النبوة فيهـم‬
‫و أولو المر منهم‪ ،‬لنا بذلك على من خالفنا من العرب الجة الظاهرة و السلطان البي‪ ،‬من ينازعنا سلطان‬
‫ممد ومياثه ونن أولياؤه و عشيته إل ُمدْلٍ بباطل أو متجانف لث أو متورط ف هلكة‪.‬‬
‫فقام الباب بن النذر رضي ال عنه فقال‪ :‬يا معشر النصار املكوا على أيديكم ول تسمعوا مقالة هذا‬
‫و أصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا المر فإن أبوا عليكم ما سألتم فأجْلوهم عن بلدكم و تولوا هذا المر‬
‫علي هم فأن تم وال أول بذا ال مر من هم دان لذا ال مر من ل ي كن يد ين له بأ سيافنا أ ما وال إن شئ تم لنعيدن ا‬
‫جزعة[‪ ،]20‬وال ل يرد علي أ حد ما أقول إل حطّم تُ أنفه بال سيف‪ .‬قال عمر بن الطاب ر ضي ال ع نه‪:‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫فلما كان الباب هو الذي ييبن ل يكن ل معه كلم لنه كان بين و بينه منازعة ف حياة رسول ال (صلّىاللّه‬
‫عليه وآله وسلّم ) فنهان عنه‪ ،‬فحلفت أن ل أكلمه كلمة تسوءه أبدا‪ .‬ث قام أبوعبيدة ( الراح ) فقال‪ :‬يا معشر‬
‫النصار أنتم أول من نصر فل تكونوا أول من يبدل و يغي‪ .‬قال ( أي الراوي الذي يروي عنه ابن قتيبة هذا‬
‫الديث )‪ :‬و إن بشيا ( و هو بشي بن سعد من أقرباء سعد بن عبادة ) لا رأى ما اتفق عليه قومه من تأمي‬
‫سعد بن عبادة قام حسدا لسعد‪ ،‬و كان بشي من سادات الزرج‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر النصار أما وال لئن كنا‬
‫أول الفضيلة ف جهاد الشركي و السابقة ف الدين‪ ،‬ما أردنا إن شاء ال غي رضا ربنا و طاعة نبينا و الكرم‬
‫لنف سنا‪ ،‬و ما ينب غي أن ن ستطيل بذلك على الناس‪ ،‬و ل نبت غي به عو ضا من الدن يا‪ ،‬فإن ال تعال ول النع مة‬
‫و النة علينا بذلك‪ ،‬ث إن ممدا صلى ال عليه وآله وسلم رجل من قريش‪ ،‬وقومه أحق بياثه و تول سلطانه‬
‫و أي ال ل يران ال أنازعهم هذا المر أبدا فاتقوا ال و ل تنازعوهم و ل تالفوهم‪.‬‬
‫قال ( الراوي )‪ :‬ث إن أ با ب كر ر ضي ال ع نه قام على الن صار فح مد ال تعال وأث ن عل يه‪ ،‬ث دعا هم إل‬
‫الماعة و نا هم عن الفرقة و قال‪ :‬إ ن ناصح ل كم ف أحد هذ ين الرجلي أب عُبيدة الرّاح و عُ مر فبايعوا من‬
‫شئتم منهما‪ .‬فقال عُمر‪ :‬معاذ ال أن يكون ذلك و أنت بي أظهرنا‪ ،‬أنت أفضل الهاجرين و ثان اثني وخليفته‬
‫على ال صلة‪ ،‬و ال صلة أف ضل أركان د ين ال سلم‪ ،‬ف من ذا ينب غي أن يتقد مك و يتول هذا ال مر عل يك ؟ أب سط‬
‫يدك أباي عك‪ ،‬فل ما ذه با ( أي عُ مر و أ بو عُبيدة ) يبايعا نه‪ ،‬سبقهما إل يه بش ي بن سعد الن صاري فباي عه‪ ،‬فناداه‬
‫ق [‪ ]21‬ما اضطرك إل ما صنعت ؟ ح سدت ا بن ع مك على‬ ‫الباب بن النذر‪ :‬يا بش ي بن سعد عقّ ك عِقا ٌ‬
‫المارة؟ قال ‪ :‬ل و ال‪ ،‬لكن كرهت أن أنازع قوما حقا لم‪ ،‬فما رأت الوس ما صنع بشي بن سعد‪ ،‬و هو من‬
‫سادات الزرج‪ ،‬و ما دعوا إليه الهاجرين من قريش‪ ،‬و ما تطلب الزرجن ـامي سعد بن عبادة‪ ،‬قال بعضهم‬
‫لب عض و في هم أ سيد بن حض ي ر ضي ال ع نه ‪:‬لئن وليتمو ها سعدا علي كم مرة واحدة ل زالت ل م بذلك علي كم‬
‫الفضيلة و ل جعلوا لكم فيها نصيبا أبدا‪ ،‬فقوموا فبايعوا أبا بكر رضي ال عنه‪ ،‬فقاموا إليه فبايعوه! فقام الباب بن‬
‫النذر إل سيفه فأخذه‪ ،‬فبادروا إليه فأخذوا سيفه منه‪ ،‬فجعل يضرب بثوبه وجوههم‪ ،‬حت فرغوا من البيعة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫فعلتموها يا معشر النصار‪ ،‬أما وال لكأن بأبنائكم على أبواب أبنائهم قد وقفوا يسألونم بأكفهم و ل يسقون‬
‫الاء‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬أمِنّا تاف يا حباب ؟ قال‪ :‬ليس منك أخاف و لكن من ييء بعدك‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬فإذا كان‬
‫ذلك كذلك فال مر إل يك و إل أ صحابك ل يس ل نا علي كم طا عة‪ ،‬قال الباب‪ :‬هيهات يا أ با ب كر إذا ذه بت أ نا‬
‫و أنت جاءنا بعدك من يسومنا الضيم‪ .‬فقال (عندئذ) سعد بن عبادة‪ :‬أما وال لو أن ل ما أقدر به على النهوض‬
‫لسمعتم من ف أقطارها زئيا يرجك أنت وأصحابك‪ ،‬و للقتك بقوم كنت فيهم تابعا غي متبوع‪ ،‬خامل غي‬
‫عز يز‪ ،‬فباي عه الناس جي عا ح ت كادوا يطؤن سعدا‪ .‬فقال سعد ( بن عبادة) قتلتمو ن‪ ،‬فق يل‪ :‬اقتلوه قتله ال‪ ،‬فقال‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫سعد‪ :‬احلون من هذا الكان‪ ،‬فحملوه و أدخلوه داره و ُترِ كَ أياما‪ ،‬ث بعث إليه أبو بكر رضي ال عنه أن أقبل‬
‫فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك‪ ،‬فقال‪ :‬أما وال حت أرميكم بكل سهم ف كنانت من نبل وأخضب[‪ ]22‬منكم‬
‫سنان و رم ي وأضرب كم ب سيفي ما مَلَ َكتْ هُ يدي و أقاتل كم ب ن م عي من أهلي و عشي ت‪ ،‬و ل وال لو أن ال ن‬
‫اجتمعت لكم مع النس ما بايعتكم حت أعرض على رب وأعلم حسابـي‪ ،‬فلما أتى بذلك أبو بكر من قوله‪ ،‬قال‬
‫عمر‪ :‬ل تدعه حت يبايعك‪ ،‬فقال لم بشي بن سعد‪ :‬إنه قد أب و لّ و ليس يبايعك حت يُقتل‪ ،‬وليس بقتول حت‬
‫يُق تل ولده م عه و أ هل بي ته و عشي ته‪ ،‬ولن تقتلو هم ح ت ُتقَْتلَ الزرج‪ ،‬ولن ُتقْتَل الزرج ح ت ُت ْقتَلَ الوس‪ ،‬فل‬
‫تفسدوا على أنفسكم أمرا قد استقام لكم‪ ،‬فاتركوه فليس تركه بضاركم و إنا هو رجل واحد‪ .‬فتركوه و قبلوا‬
‫مشورة بش ي بن سعد و ا ستنصحوه [‪ ]23‬ل ا بدا ل م م نه‪ ،‬فكان سعد بن عبادة ل ي صلي ب صلتم و ل يت مع‬
‫بماعتهم [‪ ]24‬ول يفيض بإفاضتهم ولو يد عليهم أعوانا لصال بم‪ ،‬و لو يبايعه أحد على قتالم لقاتلهم‪ ،‬فلم‬
‫يزل كذلك حت ُت ُوفّ يَ أبو بكر رحه ال و وَلِ َي عمر بن الطاب رضي ال عنه فخرج (أي سعد) إل الشام فمات‬
‫با و ل يبايع لحد رحه ال)) [‪.]25‬‬

‫موقف بقية أصحاب رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‬


‫من ال سلّم به أن أم ي الؤمن ي علي عل يه ال سلم كان ف ذلك ال ي مشغول بتجه يز جثمان ر سول ال‬
‫صلىال عليه وآله و قد أغلق أهل بيته باب البيت وجلسوا ف عزائهم‪ ،‬قائمي بأمر غسله و كفنه و دفنه صلوات‬
‫ال و سلمه عليه وآله‪ ،‬ف الوقت الذي كانت تدور فيه حوادث السقيفة الت انتهت كما رأينا ببايعة النصار لب‬
‫بكر ‪. t‬‬
‫و يواصل ابن قتيبة عرضه لا جرى فيقول‪ (( :‬و إن بن هاشم اجتمعت عند بيعة النصار‪ ،‬إل علي بن أب‬
‫طالب‪ ،‬و معهم الزبي بن العوام رضي ال عنه وكانت أمه صفية بنت عبد الطلب فكان يعد نفسه من بن‬
‫هاشم و كان علي كرم ال وجهه يقول‪ :‬ما زال الزبي منا حت نشأ بنوه فصرفوه عنا و اجتمعت بنو أمية إل‬
‫عثمان‪ ،‬و اجتم عت ب نو زهرة إل سعد ( بن أ ب وقاص) و ع بد الرح ن بن عوف‪ ،‬فكانوا ف ال سجد الشر يف‬
‫متمعي‪ ،‬فلما أقبل عليهم أبو بكر و أبو عبيدة و قد بايع الناس أبا بكر‪ ،‬قال لم عمر‪ :‬ما ل أراكم متمعي‬
‫حلقا شت[‪ ،]26‬قوموا فبايعوا أبابكر‪ ،‬فقد بايعتُ هُ و بايعه النصار‪ ،‬فقام عثمان بن عفان و من معه من بن‬
‫أمية فبايعوه‪ ،‬و قام سعد (بن أب وقاص) وعبد الرحن بن عوف ومن معهما من بن زهرة فبايعوا‪ .‬و أما علي‬
‫و العباس بن ع بد الطلب و من معه ما من ب ن ها شم فان صرفوا إل رحال م و مع هم الزب ي بن العوام‪ ،‬فذ هب‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫إلي هم ع مر ف ع صابة في ها أُ سَيْد بن ُحضَيْر‪ ،‬و سلمة بن أ سلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬انطلقوا فبايعوا أ با ب كر‪ ،‬فأبوا‪ ،‬فخرج‬
‫الزبي بن العوام رضي ال عنه بالسيف فقال عمر‪ :‬عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلم فأخذ‬
‫السيف من يده فضرب به الدار‪ ،‬وانطلقوا به فبايع‪ ،‬وذهب بنو هاشم أيضا فبايعوا ))[‪.]27‬‬

‫كيفية مبايعة أمي الؤمني علي عليه السلم لب بكر رضي ال عنه‬
‫لقد اختلفت الروايات التاريية ف كيفية و زمن مبايعة علي عليه السلم لب بكر رضي ال ‪ .‬فبعض الروايات تكي‬
‫أن عليا بايع أبا بكر فورا و دون توقف‪ ،‬كما أخرج ذلك الطبي ف تاريه حيث قال‪(( :‬حدثنا عبد ال بن سعيد قال‬
‫أخبن عمي قال أخبن سيف عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أب ثابت‪ :‬قال‪ :‬كان علي ف بيته إذ أُتِ َي فقيل‬
‫له قد جلس أبو بكر للبيعة‪ ،‬فخرج ف قميص ما عليه إزار و ل رداء عجِل كراهية أن يبطئ عنها حت بايعه ث جلس‬
‫إليه‪ ،‬وبعث إل ثوبه فأتاه‪ ،‬فتجلله و لزم ملسه )) [‪.]1‬‬
‫و لكن هذه الرواية منفردة ل يوجد ما يؤيدها‪ ،‬بل ال سَلّم به الذي اتفقت عليه أكثر التواريخ أن عليا كره‬
‫البي عة و تو قف ف مباي عة أب بكر ر ضي ال عنه رد حا من الز من إل أن بايعه ف النهاية‪ ،‬حسبما سيأت شرحه‪،‬‬
‫و ذلك على ما يظهر ـ بعد وفاة فاطمة عليها السلم‪ .‬روى ذلك الطبي نفسه ف تاريه الذكور حيث قال‪:‬‬
‫(( و كان لعلي وجه من الناس حياة فاط مة‪ ،‬فلما توف يت فاط مة‪ ،‬انصرفت وجوه الناس‪ .‬فمكثت فاط مة ستة‬
‫أشهر بعد رسول ال (ص) ث توفيت‪ .‬قال معمّر‪ :‬فقال رجل للزّهري‪ :‬أفلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫و ل أحد من بن هاشم حت بايعه علي‪ ،‬فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه‪ ،‬ضرع إل مصالة أب بكر‬
‫رضي ال عنه فأرسل إل أب بكر رضي ال عنه أن ائتنا ول يأتنا معك أحد‪ ،‬وكره أن يأتيه عمر لا علم من‬
‫شدة عمر‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ل تأتم وحدك‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬وال لتينهم وحدي‪ ،‬و ما عسى أن يصنعوا ب ؟ قال‪:‬‬
‫فانطلق أبو بكر فد خل على علي و قد جع بن ها شم عنده‪ ،‬فقام علي فحمد ال و أثن عليه با هو أهله ث‬
‫قال‪ :‬أما بعد فإنه ل ينعنا من أن نبايعك يا أبا بكر إنكار لفضيلتك ول نفاسة عليك بي ساقه ال إليك و لكنا‬
‫كنا نرى أن لنا ف هذا المر حقا‪ ،‬فاستبددت به علينا‪ ،‬ث ذكر قرابته من رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‬
‫وحقهم‪ ،‬فلم يزل علي يقول ذلك حت بكى أبو بكر‪ ،‬فلما صمت عليّ‪ ،‬تشهد أبو بكر فحمد ال و أثن عليه‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫با هو أهله ث قال‪ :‬أما بعد فوال َل َقرَابة رسول ال أحب إل أن أصل من قرابت‪ ،‬وإن وال ما آلوت ف هذه‬
‫الموال الت كانت بين و بينكم غي الي‪ ،‬ولكن سعت رسول ال يقول " ل نُورَ ثُ‪ ،‬ما تركنا صدقة‪ ،‬إنا‬
‫يأكل آل ممد ف هذا الال " و إن أعوذ بال‪ ،‬ل أذكر أمرا صنعه ممد رسول ال إل صنعته فيه إن شاء ال‪،‬‬
‫ث قال (علي)‪ :‬موعدك العش يّ للبيعة‪ .‬فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس ث عذر عليا ببعض ما اعتذر‪،‬‬
‫ث قام علي فعظّم مِن حق أب بكر رضي ال عنه و ذكر فضيلته وسابقته ث مضى إل أب بكر رضي ال عنه‬
‫فباي عه‪ .‬قالت ( أي عائ شة‪ ،‬و هي ال ت أخرج ال طبي عن ها هذه الروا ية )‪ :‬فأق بل الناس إل علي فقالوا‪ :‬أ صبت‬
‫وأحسنت‪ ،‬قالت‪ :‬فكان الناس قريبا إل علي حي قارب الق و العروف ))[‪ .]2‬عند ذاك ذكر الطبي الرواية‬
‫الت تبي ميء أب سفيان لضرة علي عليه السلم يرضه على أب بكر رضي ال عنه و يقول له‪ [ :‬ما بال هذا‬
‫المر ف أقل حي من قريش ؟ و أي ال لئن شئت لملنا عليه خيل و رجال‪ ،‬قال‪ :‬فقال عليّ‪ :‬يا أبا سفيان‬
‫ـ بكـر لاـ أهلً ]‪ .‬وجاء فـ كتاب "الخبار‬
‫طالاـ عاديـت السـلم و أهله فلم تضرّه بذاك شيئا‪ ،‬إنـا وجدنـا أب ا‬
‫الوفقيات" (ص ‪ )585‬أن عليا عليه السلم قال ف رفضه لعرض أب سفيان هذا‪"،‬ل عهد مع رسول ال و نن‬
‫جيعا ملزمون به"‪.‬‬
‫و روى ال سعودي الشي عي ف تاري ه "مروج الذ هب" ق صة سقيفة ب ـن ساعـدة ( ف الزء الول‪،‬‬
‫صفحة ‪ 412‬من طبعة عام ‪ 1316‬هـ)‪ ،‬كما أورد القصة متصرا ف تاريه "التنبيه و الشراف" ف الصفحة‬
‫‪ 247‬ح يث قال‪ (( :‬وبو يع أ بو ب كر ف اليوم الذي ُت ُوفّ يَ ف يه ر سول ال ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم) و هو يوم‬
‫الثني لثنت عشرة خلت من شهر ربيع الول سنة ‪ 11‬من الجرة وقد كانت النصار نصبت للبيعة سعد بن‬
‫عبادة بن دَُليْم النصاري ث الزرجي‪ ،‬فكانت بينه و بي من حضر من الهاجرين ف السقيفة منازعة طويلة‬
‫و خطوب عظيمة‪ ،‬و علي و العباس و غيهم من الهاجرين مشتغلون بتجهيز النب (ص) و دفنه‪ ،‬و كان ذلك‬
‫أول خلف حدث ف ال سلم ب عد م ضي ال نب (ص)‪ ،‬وارت ّد أك ثر العرب ب عد وفاة ال نب ( صلّىاللّه عل يه وآله‬
‫وسلّم) ‪ ،‬فمن كافر‪ ،‬و مانع للزكاة و الصدقة‪ ،‬و كان أعظمهم شوكة و أخوفهم أمرا مسيلمة الكذّاب النفي‬
‫باليمامة و طليحة بن خويلد السدي ف أسد بن خزية‪ ،‬و قد عاضده عَُييْنة بن حصن الفزاري ف غطفان فوجّه‬
‫أبو بكر إليهم و إل جيع من ارتد من ضاحية مضر‪ ،‬خالدَ بن الوليد‪ (.....‬إل أن قال ف آخر ذلك الفصل )‬
‫][‬ ‫و ل يبايع علي عليه السلم أبا بكر رضي ال عنه إل أن توفيت ( يعن فاطمة ) و تُنُوزِع ف كيفية بيعته إيّاه‬
‫‪.]3‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و بذا الن حو أورد "اليعقو ب"‪ ،‬الؤرخ الشي عي‪ ،‬ف تاري ه‪ ،‬تفا صيل ق صة سـقيفة ب ن ساعدة‪ ،‬فقال ت ت‬
‫عنوان‪ :‬خب سقيفة بن ساعدة و بيعة أب بكر‪ (( :‬و اجتمعت النصار ف سقيفة بن ساعدة ‪ ،‬يوم توف رسول‬
‫ُيغْسلُ‪ ،‬فأجلست سعد بن عبادة الزرجي‪ ،‬و ع صّبَتْه بعصابة‪ ،‬و ثنت له وسادة‪ .‬و بلغ أبا‬ ‫ال‪]4[........‬‬

‫بكر و عمر بن الطاب و أبا عبيدة الراح فقالوا‪ :‬يا معشر النصار! منا رسول ال‪ ،‬فنحن أحق بقامه‪ .‬وقالت‬
‫الن صار‪ :‬م نا أم ي ومن كم أم ي! فقال أ بو ب كر ‪ :‬م نا المراء و أن تم الوزراء‪ .‬فقام ثا بت بن ق يس ا بن شّاس‪،‬‬
‫و هو خطيب النصار‪ ،‬فتكلم وذكر فضلهم‪ .‬فقال أبو بكر ‪ :‬ما ندفعهم عن الفضل‪ ،‬و ما ذكرت من الفضل‬
‫فأنتم له أهل‪ ،‬و لكن قريشا أول بحمد منكم و هذا عمر بن الطّاب الذي قال رسول ال‪ :‬اللهم أعز الدين‬
‫به! و هذا أبو عبيدة الراح الذي قال رسول ال‪ :‬أمي هذه المة‪ ،‬فبايعوا أيهما شئتم! فأبيا عليه و قال‪ :‬وال‬
‫ما كنا لنتقدمك‪ ،‬و أنت صاحب رسول ال و ثان اثني‪ .‬فضرب أبو عبيدة على يدي أب بكر‪ ،‬و ثن عمر‪ ،‬ث‬
‫بايع من كان معه من قريش‪.‬‬
‫ث نادى أبو عبيدة‪ :‬يا معشر النصار إنكم كنتم أول من نصر فل تكونوا أول من غي و بدّل‪ .‬و قام‬
‫عبد الرحن بن عوف فتكلم فقال‪ :‬يا معشر النصار‪ ،‬إنكم و إن كنتم على فضل‪ ،‬فليس فيكم مثل أب بكر‬
‫و عمر وعلي‪ ،‬و إن فيهم رجل لو طلب هذا المر ل ينازعه فيه أحد‪ ،‬يعن‪ ،‬علي بن أب طالب‪ .‬فوثب بشي بن‬
‫سعد من الزرج‪ ،‬فكان أول من بايعه من النصار‪ ،‬وأُسَيْد بن ُحضَيْر الزرجي‪ ،‬و بايع الناس حت جعل الرجل‬
‫يطفر وسادة سعد بن عبادة ‪ ،‬و حت وطئوا سعدا‪ .‬و قال عمر‪ :‬اقتلوا سعدا‪ ،‬قتل ال سعدا!‬
‫و جاء الباء بن عازب‪ ،‬فضرب الباب على بن هاشم و قال‪ :‬يا معشر بن هاشم‪ ،‬بويع أبو بكر ‪ .‬فقال‬
‫بعضهم‪ :‬ما كان السلمون يدثون حدثا نغيب عنه‪ ،‬و نن أول بحمد‪ .‬فقال العباس‪ :‬فعلوها و رب الكعبة‪.‬‬
‫و كان الهاجرون و الن صار ل يشُكّون ف عليّ‪ ،‬فل ما خرجوا من الدار قام الف ضل بن العباس‪ ،‬و كان‬
‫لسان قريش‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬إنه ما حقت لكم اللفة بالتمويه‪ ،‬و نن أهلها دونكم‪ ،‬و صاحبنا أول‬
‫با منكم‪.‬‬
‫و قام عتبة بن أب لب فقال [‪: ]5‬‬
‫عـن هاشم ث منها عن أب السـ ِن‬ ‫ما كنت أحسب أن المر منصرفٌ‬
‫و أعلم الناس بالقرآن و السن ِن‬ ‫سابـقـةً[‪]6‬‬ ‫عن أوّلِ الناس إيـمانـا و‬
‫جبيل عون له ف الغَسْل و الكف ِن‬ ‫و آخر الناس عهدا بالنـب‪ ،‬و مَـنْ‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و ليس ف القوم ما فيه من الَسَنِ‬ ‫مَـنْ فيـه ما فـيهمُ ل يترون بـه‪،‬‬
‫الغب[‪]7‬‬ ‫ها إن ذا غبننـا مـن أعظم‬ ‫ما ذا الذي ردهم عنـه فتـعلمه‬
‫فبعث إليه علي فنهاه [‪ .]8‬و تلف عن بيعة أب بكر قوم من الهاجرين والنصار‪ ،‬و مالوا مع علي بن‬
‫أ ب طالب‪ ،‬من هم‪ :‬العباس بن ع بد الطلب‪ ،‬والف ضل بن العباس‪ ،‬و الزب ي بن العوام بن العاص‪ ،‬و خالد بن‬
‫سعيد‪ ،‬والقداد بن عمرو‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬و أبو ذر الغفاري‪ ،‬و عمار بن ياسر‪ ،‬و الباء بن عازب‪ ،‬و أب‬
‫بن كعب‪ ،‬فأرسل أبو بكر إل عمر بن الطّاب وأب عبيدة الراح و الغية بن شعبة‪ ،‬فقال‪ :‬ما الرأي ؟ قالوا‪:‬‬
‫الرأي أن تلقى العباس بن عبد الطلب‪ ،‬فتجعل له ف هذا المر نصيبا يكون له و لعقبه من بعده‪ ،‬فتقطعون به‬
‫ناحية علي بن أب طالب حجة لكم على علي‪ ،‬إذا مال معكم‪ ،‬فانطلق أبوبكر و عمر و أبوعبيدة بن الراح‬
‫و الغية حتـ دخلوا على العباس ليل‪ ،‬فحمـد أبـو بكـر الَ و أثنـ عليـه‪ ،‬ثـ قال‪ :‬إن ال بعـث ممدا نـبياُ‬
‫و للمؤمن ي وليا‪ ،‬فمنّ علي هم بكو نه ب ي أظهر هم‪ ،‬ح ت اختار له ما عنده‪ ،‬فخلى على الناس أمورا ليختاروا‬
‫لنف سهم ف م صلحتهم مشفق ي‪ ،‬فاختارو ن علي هم واليا ولمور هم راعيا‪ ،‬فول يت ذلك و ما أخاف بعون ال‬
‫وتشديده وهنا‪ ،‬و ل حية و ل جب نا‪ ،‬و ما توفي قي إل بال عل يه توكلت وإل يه أن يب‪ ،‬و ما انفكّ يبلغ ن عن‬
‫طاعن يقول اللف على عامّة السلمي‪ ،‬يتخذكم لأً فتكون حصنه النيع وخطبه البديع‪ .‬فإما دخلتم مع الناس‬
‫فيما اجتمعوا عليه‪ ،‬وإما صرفتموهم عما مالوا إليه‪ ،‬و قد جئناك و نن نريد أن لك ف هذا المر نصيبا يكون‬
‫لك‪ ،‬ويكون لن بعدك من عقبك إذ كنت عم رسول ال‪ ،‬و إن كان الناس قد رأوا مكانك و مكان صاحبك‬
‫‪ ]........]9‬عنكم و على رسلكم بن هاشم فإن رسول ال منا و منكم‪.‬‬
‫فقال عمر بن الطّاب ‪ :‬إي وال و أخرى‪ ،‬إنا ل نأتكم لاجة إليكم‪ ،‬ولكن كرها أن يكون الطعن فيما‬
‫اجتمع عليه السلمون منكم‪ ،‬فيتـفاقم الطب بكم و بم‪ ،‬فانظروا لنفسكم‪.‬‬
‫فحمد ال العبا سُ و أثن عليه و قال‪ :‬إن ال بعث ممدا كما و صفت نبيا و للمؤمني وليا‪ ،‬ف من على‬
‫أمته به‪ ،‬حت قبضه ال إليه و اختار له ما عنده‪ ،‬فخلّى على السلمي أمورهم ليختاروا لنفسهم مضيبي الق‪،‬‬
‫ل مائلي بزيغ الوى‪ ،‬فإن كنت برسول ال فحقا أخذت‪ ،‬و إن كنت بالؤمني فنحن منهم‪ ،‬فما تقدمنا ف أمرك‬
‫فر ضا و ل حلل نا و سطا و ل برح نا سخطا‪ ،‬و إن كان هذا ال مر أن ا و جب لك بالؤمن ي‪ ،‬ف ما و جب إذ ك نا‬
‫كارهي‪ .‬ما أبعد قولك من أنم طعنوا عليك من قولك إنم اختاروك و مالوا إليك‪ ،‬و ما أبعد تسميتك بليفة‬
‫رسـول ال مـن قولك خلّى على الناس أمورهـم ليختاروا فاختاروك‪ ،‬فأمـا قلت إنـك تعله ل‪ ،‬فإن كان حقـا‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫للمؤمني فل يس لك أن تكم ف يه‪ ،‬و إن كان ل نا فلم نرض ببع ضه دون بعض‪ ،‬و على رِ ْس ِلكَ‪ ،‬فإن ر سول ال‬
‫من شجرة نن أغصانا و أنتم جيانا‪ .‬فخرجوا من عنده‪.‬‬
‫و كان فيمن تلّف عن بيعة أب بكر أبو سفيان بن حرب‪ ،‬و قال‪ :‬أرضيتم يا بن عبد مناف أن يلي هذا‬
‫المر عليكم غيكم ؟ و قال لعلي بن أب طالب‪ :‬امدد يدك أبايعك‪ ،‬و علي معه قَصيّ‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫و ل سيما تَ ْيمَ بن مـرّةَ أو عـديّ‬ ‫بن هاشم ل تُطْمِعوا الناس في ُكمُ‬
‫و ليس لـا إل أبـو حس ٍن علـيّ‬ ‫ما المـر إل فيكم و إلي ُك ُم‬
‫فإنك بالمر الذي ُيرْتَجـى َملِـيّ‬ ‫أبا حسن‪ ،‬فاشدد با كف حازمٍ‬
‫عزيز المى‪ ،‬و الناس من غالب قصي‬ ‫و إنّ أمرأً يرمي قصـيّ وراءه‬

‫و كان خالد بن سعيد غائبا‪ ،‬فقدم فأتى عليّا فقال‪ :‬هلمّ أبايعك‪ ،‬فوال ما ف الناس أحد أول بقام ممد‬
‫حلّقيـ‬
‫منـك‪ .‬و اجتمـع جاعـة إل علي بـن أبـ طالب يدعونـه إل البيعـة له‪ ،‬فقال لمـ اغدوا على هذا مُ َ‬
‫الرؤوس‪ .‬فلم يغد عليه إل ثل ثة نفر‪.‬‬
‫و بلغ أ با ب كر و ع مر أن جا عة من الهاجر ين و الن صار قد اجتمعوا مع علي بن أ ب طالب ف منل‬
‫فاط مة ب نت ر سول ال‪ ،‬فأتوا ف جا عة ح ت ه ـموا على الدار‪ ،‬و خرج علي و م عه ال سيف‪ ،‬فلق يه ع مر‪،‬‬
‫فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه‪ ،‬و دخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت‪ :‬وال لتخرجنّ أو لكشفنّ شعري‬
‫و لعجنّ إل ال! فخرجوا و خرج من كان ف الدار و أقام القوم أياما‪ .‬ث جعل الواحد بعد الواحد يبايع‪ ،‬ول‬
‫يبايع علي إل بعد ستة أشهر و قيل أربعي يومـا)) ‪. 01‬‬
‫ث يذكر "اليعقوب" بعد ذلك فصل ف خلفة أب بكر يشي فيه إل أن النصار اعتزلوه أول المر‪ ،‬فغضبت‬
‫لذلك قر يش فتكلم خطباؤ ها‪ ،‬و قدِم عمرو بن العاص فقالت له قر يش‪ :‬قم فتكلم بكلم تنال ف يه من الن صار!‬
‫فف عل ذلك‪ ،‬فقام الف ضل بن العباس فرد علي هم‪ ،‬ث صار إل علي‪ ،‬فأ خبه وأنشده شعرا قاله‪ ،‬فخرج عليّ مغض با‬
‫ح ت د خل ال سجد‪ ،‬فذ كر الن صار ب ي‪،‬و ردّ على عمرو بن العاص قوله [‪ ،]11‬فل ما عل مت الن صار ذلك‬
‫سرها و قالت‪ :‬ما نبال بقول من قال مع حُ سْنِ قول عليّ‪ .‬ث اجتمعت النصار إل حسان بن ثابت فقالوا‪ :‬أجب‬
‫قريشا وسألوه أن يذكر و يدح ف شعره عليا ففعل [‪.]12‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أما الزبي بن بكار فيوي‪ ،‬ف كتابه "الخبار الوفقيات" (الصفحة ‪ ،)58‬ندَمَ كث ٍي من النصار على بيعتهم‬
‫لب ب كر على النحو التال‪ (( :‬حدثنا ممد بن موسى النصاري العروف بابن مرمة قال‪ :‬حدثن إبراهيم بن‬
‫ي من‬
‫سعيد بن إبراه يم بن ع بد الرح ن بن عوف الزهري قال‪ :‬ل ا بو يع أ بو ب كر و ا ستقر أمره ندم قوم كث ٌ‬
‫الن صار على بيع ته و ل مَ بعض هم بع ضا و ذكروا علي بن أ ب طالب و هتفوا با سه و إ نه ف داره ‪ ،‬فلم يرج‬
‫إليهم‪( .‬أي ل يؤيدهم ف ذلك واستمر على بيعته لب بكر))[‪. ]13‬‬

‫بيعة أمي الؤمني علي عليه السلم أب بكر رضي ال عنه كما يرويها ابن قتيبة‬
‫ينقل ابن قتيبة ف " المامة و السياسة" مبايعة المام علي لب بكر رضي ال عنه على النحو التال‪ :‬يقول‪:‬‬
‫((‪ ...‬ث إن عليا كرّم ال وجهه أت به إل أب بكر رضي ال عنه و هو يقول‪ :‬أنا عبد ال و أخو رسوله‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬با يع أ با ب كر‪ ،‬فقال‪ :‬أ نا أ حق بذا ال مر من كم‪ ،‬ل أبايع كم و أن تم أول بالبي عة ل‪ ،‬أخذ ت هذا ال مر من‬
‫النصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ،‬و تأخذونه منا أهل البيت غصبا ؟‬
‫ألستم زعمتم للنصار أنكم أول بذا المر منهم لا كان ممد منكم فأعطوكم القادة وسلموا إليكم المارة‪،‬‬
‫و أ نا أح تج علي كم ب ثل ما احتجج تم به على الن صار‪ ،‬ن ن أول بر سول ال ح يا و مي تا‪ ،‬فأن صفونا إن كن تم‬
‫تؤمنون و إل فبوءوا بالظلم و أن تم تعلمون‪ .‬فقال له ع مر‪ :‬إ نك لس مترو كا ح ت تبا يع‪ ،‬فقال له علي‪ :‬احلب‬
‫حلبـا لك شطره [‪ ]14‬و اشدد له اليوم أمره يردده عليـك غدا‪ .‬ثـ قال‪ :‬و ال يـا عمـر ل أقبـل قولك و ل‬
‫أبايعه[‪ .]15‬فقال له أبو بكر‪ :‬فإن ل تبايع فل أكرهك‪ ،‬فقال أبو عبيدة الراح لعلي كرم ال وجهه‪ :‬يابن عم‬
‫إنك حديث السن و هؤلء مشيخة قومك ليس لك مثل تربتهم و معرفتهم بالمور و ل أرى أبا بكر إل أقدر‬
‫على هذا المر منك‪ ،‬وأشد احتمال و اضطلعا به‪ ،‬فسلّم لب بكر رضي ال عنه هذا المر فإنك إن تعش‬
‫ويطُ ْل بك بقاء‪ ،‬فأنت لذا المر خليق و به حقيق‪ ،‬ف فضلك و دينك وعلمك و فهمك‪ ،‬و سابقتك و نسبك‬
‫وصهرك‪ .‬فقال علي كرم ال وجهه‪ :‬ال ال يا معشر الهاجرين‪ ،‬ل ترجوا سلطان ممد ف العرب عن داره‪،‬‬
‫وقعر بيته‪ ،‬إل دوركم و قعور بيوتكم‪ ،‬و ل تدفعوا أهله عن مقامه ف الناس وحقه‪ ،‬فوال يا معشر الهاجرين‪،‬‬
‫لنحن أحق الناس به‪ ،‬لنا أهل البيت و نن أحق بذا المر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب ال‪ ،‬الفقيه ف دين‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ال‪ ،‬العال بسنن رسول ال‪ ،‬الضطلع بأمر الرعية‪ ،‬الدافع عنهم المور السيئة‪ ،‬القاسم بينهم بالسوية‪ ،‬وال إنه‬
‫َلفِينا فل تتبعوا الوى فيضلكم عن سبيل ال فتزدادوا من الق بعدا‪ .‬فقال بشي بن سعد النصاري‪ :‬لو كان‬
‫هذا الكلم سعَ ْتهُ النصار م نك ق بل بيعتها ل ب ب كر ر ضي ال ‪ ،‬ما اختلف عل يك اثنان[‪ .]16‬وخرج علي‬
‫كرم ال وجهه يمل فاطمة بنت رسول ال رضي ال عنه على دابة ليل ف مالس النصار‪ ،‬تسألم النصرة‪،‬‬
‫ك سبق إلينا قبل أب‬
‫فكانوا يقولون‪ :‬يا بنت رسول ال قد مضت بيعتنا لذا الرجل‪ ،‬و لو أن زوجكِ و ابن عم ِ‬
‫ب كر ر ضي ال ع نه ما عدل نا ع نه‪ ،‬فيقول علي كرم ال وج هه‪ :‬أفك نت أدع ر سول ال صلى ال عل يه وآله‬
‫وسلم ف بيته ل أدفنه‪ ،‬و أخرج أنازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمة‪ :‬ما صنع أبو السن إل ما كان ينبغي له‪،‬‬
‫و لقد صنعوا ما ال حسيبهم وطالبهم))[‪.]17‬‬
‫هذه هي قصة سقيفة بن ساعدة كما روتا كتب السية و التواريخ السلمية القدية العتمدة‪ ،‬و ل خلف‬
‫لا فيما روته كتب الشيعة القدية اللهم إل النذر اليسي‪ ،‬و ليس ف أي منها أي ذكر لغدير خم و ل لحتجاج‬
‫للطبسي[‬ ‫المام علي به!‪ ،‬إل أن ظهر ذلك ف كتاب شيعي ( متأخر) هو كتاب "الحتجاج على أهل اللجاج"‬
‫‪ ]18‬ضمن رواية‪ ،‬خاطئة تارييا‪ ،‬حيث يقول‪ ...[ :‬فقال بشي بن سعد النصاري الذي وطّأ الرض لب بكر‬
‫سعَ ْتهُ منك النصار قبل بيعتها لب بكر‬
‫رضي ال عنه و قالت جاعة النصار‪ :‬يا أبا السن لو كان هذا المر ِ‬
‫ر ضي ال ع نه ما اختلف ف يك اثنان‪ ،‬فقال علي عل يه ال سلم‪ :‬يا هؤلء! أك نت أدع ر سول ال م سجى ل‬
‫أوار يه‪ ،‬و أخرج أنازع ف سلطانه ؟ وال ما خ فت أحدا ي سمو له‪ ،‬و ينازع نا أ هل الب يت ف يه‪ ،‬و ي ستحل ما‬
‫شدُ الَ‬
‫ا ستحللتموه‪ ،‬و ل علم تُ أن ر سول ال (ص) ترك يوم غد ير خُم ل حد ح جة‪ ،‬و ل لقائل مقال‪ ،‬فأُن ِ‬
‫رجل سع ال نبّ يوم غد ير خم يقول " من ك نت موله فهذا علي موله الل هم وال من واله وعاد من عاداه‬
‫[‬ ‫و انصر من نصره و اخذل من خذله " أن يشهد الن با سع‪ .‬قال زيد بن أرقم‪ :‬فشهد اثنا عشر رجل بدريا‬
‫‪]19‬بذلك و كنـت منـ سـع القول مـن رسـول ال (ص) فكتمتُـ الشهادة يومئذ فدعـا علِيّ علَيّ فذهـب‬
‫بصري ][‪.]20‬‬
‫قل تُ‪ :‬نسبة احتجاج أمي الؤمني (ع) بقضية غدير خم‪ ،‬الذي رواه زيد بن أرقم‪ ،‬إل عهد أب بكر‪ ،‬أمر‬
‫يالف التوار يخ ال سلمة ال ت يبدو أن وا ضع هذه الروا ية كان عد ي الطلع علي ها‪ ،‬ف قد ذكرت ال صادر التاري ية‬
‫الوثقة (كما جاء ذلك مفصل ف بار النوار‪ :‬ج ‪/22‬ص ‪ ، 32‬و الزء الول من كتاب الغدير) أن استشهاد‬
‫علي بواقعة الغدير وكتمان أو عدم كتمان زيد بن أرقم[‪ ،]21‬إنا حدث ف رحبة الكوفة بعد ثلثي عاما (من‬
‫قصة السقيفة) ف زمن خلفة أمي الؤمني أثناء نزاعه مع معاوية‪ ،‬بدف إثبات أن الق معه و ليس مع معاوية (ل‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫بدف إثبات النص اللي على خلفته!) و بدف تشجيع الؤمني على النهوض ف قتال ابن أب سفيان الذي نصب‬
‫الرب لعلي بغي حق‪ ،‬فذكّرهم بواقعة الغدير كدليل وشاهد نبوي قاطع على أنه صلى ال عليه وسلم أمر بنصرته‬
‫و موالتـه و معاداة مـن عاداه وحاربـه‪(( :‬اللهـم وال مـن واله و عاد مـن عاداه و‪ .)) ...‬و ليـس لذا أي علقـة‬
‫بوضوع النص على علي باللفة من قِبَ ِل ال تعال‪.‬‬
‫هذا بالضا فة إل أن كتاب الحتجاج الذي ذ كر ف تلك الروا ية الضعي فة[‪ ]22‬أن اث ن ع شر بدر يا قاموا‬
‫و شهدوا با استشهدهم عليه أمي الؤمني‪ ،‬ذكر رواية أخرى تالفها حيث تبي احتجاج أولئك الثن عشر (على‬
‫أب بكر) دون أن يأت ف كلم أي واحد منهم أي ذكر أو احتجاج بغدير خم بل كل ما جاء ف كلمهم أنم‬
‫بعد استئذانم من أمي الؤمني بالكلم قالو له‪ " :‬يا أمي الؤمني! تركت حقا أنت أحق به و أول منه لنا سعنا‬
‫رسول ال يقول‪ :‬علي مع الق و الق مع علي" و هذه الملة بد ذاتا ل تؤدي الغرض و ل تثبت النص على‬
‫علي بالمامة‪ ،‬بل أكثر ما يفيده ظاهرها أنه (ع) أكثر استحقاقا و لياقة بذلك النصب من أي أحد آخر‪.‬‬

‫[‪ ]3‬سيد الخزرج و صاحب راية النصار في المشاهد كلهما‪،‬كان سيدا جوادا يكتب العربية و يحسن العوم و الرمي و لجل ذلك‬
‫سمي الكامل و كان كثير الصدقات جدا‪ ،‬أسلم قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة و كان أحد نقباء العقبة‪،‬‬
‫و شهد المشاهد كلها مع رسول الله عدا بدر‪ .‬رفض بيعة أبي بكر و خرج عن المدينة‪ ،‬قتل بحوران من أعمال دمشق في خلفة‬
‫عمر سنة ‪ ،14‬أو ‪ ، 15‬أو ‪ 16‬هم‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]4‬سميرة ابمن هشام‪ :‬ج ‪ / 4‬ص ‪ ( 332‬ممن طبعمة محممد محيمي الديمن عبمد الحميمد ) أو الصمفحة ‪ 654‬ممن الطبعمة التمي حققهما‬
‫مصطفى السقا و البياري و الشلبي‪ ،‬و هي التي سأوثق منها دائما فيما بعد‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]5‬أنظمر مثل كتاب‪ :‬الطبقات الكمبير ( الكمبرى) للمؤرخ الشهيمر ابمن سمعد ( توفمي سمنة ‪ 230‬همم‪ ).‬حيمث روى بسمنده نفمس هذه‬
‫الرواية ثم روى عدة روايات تؤدي نفس معناها بألفاظ مختلفة و من وجوه أخرى عن الشعبي و عن زيد بن أسلم و عن فاطمة‬
‫بنمت الحسمين‪ :‬ج ‪ / 2‬القسمم الثانمي‪ ،‬ص ‪ ،38‬ممن طبعمة ليدن (هولندا)‪ .‬وكذلك انظمر تاريمخ الممم و الملوك للطمبري‪:‬ج ‪/ 2‬‬
‫أحداث سنة إحدى عشرة‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]6‬أنظر سيرة ابن هشام ج ‪ / 4‬ص ‪ ( 656‬القاهرة‪ ،‬بتحقيق السقا و البياري و الشلبي ) (مت)‪.‬‬
‫[‪ ]7‬أنظر "المامة و السياسة " لبن قتيبة‪،‬ج ‪ / 1‬الصفحة ‪ ( 12‬القاهرة‪ ،‬بتحقيق الد‪.‬طه محمد الزيني) (مت)‬
‫[‪]8‬علوة على تعارض هذه الروايمة ممع أخبار أخرى عديدة‪ ،‬فإن الشكال الرئيمس فمي هذه الروايمة همو أن تحققهما العملي بعيمد‬
‫جدا‪ ،‬ذلك أن عممر لم يكمن يمتلك لسملكي حتمى يخمبر أبمو بكمر بهذه السمرعة بالخمبر‪ ،‬كمما لم يكمن لدى أبمي بكمر طائرة مروحيمة‬
‫(هليكوبتمر) و ل سميارة سمريعة لينطلق بهما بسمرعة ممن السمنح إلى بيمت رسمول الله ليتأكمد ممن رحلتمه‪ ،‬ثمم ممن بيمت الرسمول إلى‬
‫السقيفة!! بل من الطبيعي أن الوقت الذي يأخذه إرسال عمر لرجل إلى السنح ثم ذهاب أبي بكر الرجل المسن بعد سماعه‬
‫الخمبر‪ ،‬ممن السمنح إلى المدينمة ثمم ممن المدينمة إلى السمقيفة‪ ،‬وقمت طويمل يتجاوز عدد ممن السماعات‪ ،‬ل سميما أنمه لم يكمن هناك‬
‫طريق أوتوستراد بين السنح و المدينة!! و ل شك أنه ل يمكن للنصار أن يكونوا قد جلسوا منتظرين في السقيفة واضعين يدا‬
‫على يمد كمل هذه المدة بمل ل بمد أن يكونوا قمد أجابوا على إنكار عممر وفاة رسمول الله و اسمتمروا فمي كلمهمم و لكانمت حادثمة‬
‫السقيفة اتخذت مجرى آخر تماما‪)x( .‬‬
‫[‪ ]9‬المنع هنا القصود به الدفاع عن رسول الله (ص) و كف أذى العداء عنه‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]10‬أعطى المقادة‪ :‬خضع لحكم المسلمين و قيادتهم له‪(.‬مت)‬
‫[‪]11‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪( .13 12‬مت)‬
‫[‪ ]12‬الحد‪ :‬أي كان في خلق عمر رضي الله عنه حدَّة ‪ ،‬كان يسترها عن أبي بكر رضي الله عنه‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]13‬أوسط العرب نسبا‪ :‬أشرفهم‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]14‬و دارا‪ :‬بلدا‪ ،‬و هي مكة لنها أشرف البقاع‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]15‬سيرة ابن هشام‪ ،‬ج ‪ / 4‬ص ‪(.659‬مت)‬
‫[‪ ]16‬تاريخ اليعقوبي‪ :‬ج ‪ /2‬ص ‪ ( 82‬من طبعة عام ‪ 1375‬هم‪) .‬‬
‫[‪ ]17‬المامة و السياسة‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( .13‬مت)‬
‫[‪ ]18‬زارٍ لهم‪:‬أي عائب عليهم و محقر لهم‪(.‬مت)‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‪ ]19‬افتات عليه‪ :‬طغى على حقه و استأثر به‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]20‬لنعيدنها جزعة‪ :‬أي نعيد الحرب بيننا و بينكم قوية‪(.‬مت)‬
‫عقاقٌ‪ :‬مٌّر لن العقاق هو المر‪(.‬مت)‬ ‫[‪ ]21‬عقُّك‪ :‬مخالفتك لنا‪ِ ،‬‬
‫[‪ ]22‬أخضب‪ :‬الخضاب هو الحناء‪ ،‬و المراد حتى أسيل دمكم على سناني و رمحي‪.‬‬
‫[‪ ]23‬أي‪ :‬وجدوه ناصحا لهم عامل لخيرهم‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]24‬أي‪ :‬ل يصلي الجمعة معهم‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]25‬المامة و السياسة‪ :‬ج ‪ /1‬ص ‪.14‬‬
‫حلَق‪ :‬جمع حلقة و تقال للقوم المجتمعين المستديرين في اجتماعهم كالحلقة‪ ،‬و شتى معناها متفرقين‪(.‬مت)‬ ‫[‪ِ ]26‬‬
‫[‪ ]27‬المامة و السياسة‪ :‬ج ‪ /1‬ص ‪ 17‬و ‪( .18‬مت)‬
‫[ ‪ ]1‬تاريخ المم و الملوك‪:‬ج ‪ /2‬ص ‪،447‬حوادث ‪ 11‬هم (القاهرة‪ ،‬مطبعة الستقامة ‪ 1357‬هم ‪1939 /‬م)‪(.‬مت)‬
‫[ ‪ ]2‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪( 447‬مت)‪.‬‬
‫[ ‪ ]3‬التنبيه و الشراف‪ :‬الصفحات ‪ 247‬إلى ‪(.250‬مت)‬
‫[ ‪ ]4‬بياض في الصل‪.‬‬
‫[ ‪ ]5‬البعض ينسب هذه الشعار للفضل بن العباس و بعضهم ينسبها أيضا لعبد الله بن سفيان‪.‬‬
‫[ ‪ ]6‬هذا المصراع ذكر في كتاب الخبار الموفقيات على النحو التالي‪ :‬أليس أول من صلى لقبلتكم؟‬
‫[ ‪ ]7‬هذا البيت الخير لم ُيذكَر في كتاب الخبار الموفقيات‪.‬‬
‫[ ‪ ]8‬جاء في "الخبار الموفقيات" (ص ‪ )583‬عند روايته لهذه الحادثة ‪(( :‬فبعث إليه علي فنهاه و أمره أن ل يعود و قال‪ :‬سلمة الدين أحب إلينا‬
‫من غيره)) ‪.‬‬
‫[ ‪ ]9‬بياض في الصل‬
‫[ ‪ ]10‬تاريخ اليعقوبي‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪ ( 82‬من طبعة عام ‪ 1375‬هم‪).‬‬
‫[ ‪ ]11‬كما نلحظ‪ ،‬كان علي عليه السلم محبا للنصار محاميا عنهم‪ ،‬و لهذا مغزاه الكبير الذي سنشير إليه فيما بعد‪.‬‬
‫[ ‪ ]12‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬فصل أيام أبي بكر‪(.‬مت)‬
‫[ ‪ ]13‬نلحظ أن حتمى هؤلء النصمار النادميمن على بيعتهمم لبي بكر و الراغبين بخلفة علي لم يشيروا أي إشارة إلى واقعة غدير خم‪ ،‬و هو ما‬
‫سنبين مغزاه الكبير عن قريب‪.‬‬
‫[ ‪ ]14‬أي افعل فعل يكون لك منه نصيب فأنت تبايعه اليوم ليبايعك غدا‪(.‬مت)‬
‫[ ‪]15‬أرى أن هذا القسم المنسوب لعلي في هذه الرواية التي يرويها ابن قتيبة ل يصح و لعله من سهو الرواة أو تخليطاتهم‪ .‬أول‪ :‬لنه لم يرو‬
‫أحد أن عليا لما بايع أبا بكر في النهاية‪ ،‬كفر عن يمينه‪ ،‬و ثانيا و هو الهم‪ :‬أن هناك روايات موثوقة متعددة تؤكد أنه كان هناك عهد من علي )ع)‬
‫للرسول (ص) على أنه في حال حصول نزاع حول إمارة المسلمين أن يرضى علي و يبايع من رضيه أكثرية المسلمين و بايعوه‪ .‬من ذلك ما ورد‬
‫عن علي (ع) أن قال متحدثا عن بيعته لبي بكر‪ ..(( :‬فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي و إذا الميثاق في عنقي لغيري)) الخطبة‬
‫رقم ‪ 37‬من نهج البلغة‪ .‬و في شرحه لكلم المام علي (ع) هذا في كتابه "كشف المحجة" ‪ ،‬طبع النجف يروي السيد ابن طاووس (من‬
‫مشاهير علماء المامية) عن علي (ع) حديثا يقول فيه‪(( :‬لقد أتاني رهط منهم ابنا سعيد و المقداد بن السود و أبو ذر الغفاري و عمار بن ياسر و‬
‫ي‪ ،‬فقلت لهمم إن عندي ممن نمبي الله (ص) عهدا و له إل َّ‬
‫ي‬ ‫سملمان الفارسمي و الزبيمر بمن العوام و البراء بمن الغازب (العازب) يعرضون النصمر عل َّ‬
‫وص َّية و لست أخالف ما أمرني به‪.‬‬
‫و في نفس هذا الكتاب و كذلك في مستدرك نهج البلغة (الباب الثاني‪ ،‬ص ‪ )30‬جاء عن علي (ع) أنه قال‪ (( :‬و قد كان رسول الله (ص)‬
‫عهد إلي عهدا فقال‪ :‬يا ابن أبي طالب‪ ،‬لك ولء أمتي‪ ،‬فإن ولوك في عافية و أجمعوا عليك بالرضا فقم في أمرهم و إن اختلفوا عليك فدعهم و ما‬
‫هم فيه‪ ،‬فإن الله يجعل لك مخرجا))‪.‬‬
‫و كذلك يروي ابن بكار في "الخبار الموفقيات" إشارة الفضل بن العباس لهذا العهد‪ ،‬خلل حديث يعرب فيه عن استيائه و عدم رضائه عن‬
‫إعراض الناس عن بيعة علي‪ ،‬فيقول‪(( :‬لكانت كراهة الناس لنا أعظم من كراهتهم لغيرنا‪ ،‬حسدا منهم لنا و حقدا علينا‪ ،‬و إنا لنعلم أن عند صاحبنا‬
‫عهد هو ينتهي إليه))‪.‬‬
‫و بناء عليه فل يمكن أن يقسم المام على أمر يخالف عهده للنبي (ص) ! أما سبب تأخر المام عن البيعة لبي بكر فسببه أن الصحابة‬
‫استعجلوا في رأيه في هذا المر و لم يؤدوه على نحو المطلوب و لعل الظروف العصيبة التي تلت انتقال النبي (ص) و خشية شر المرتدين‬
‫كالسود العنسي و مسيلمة و الدهشة لوفاته (ص) و خشية وقوع فرقة بين النصار و المهاجرين‪ ،‬هي التي أدت لهذا الستعجال حتى كانت البيعة‬
‫السريعة لبي بكر "فلتمة" كما وصفها عمر إذ كان من الواجب أن يشارك في هذا المر الخطير جميع كبار الصحابة وأصحاب السمابقة في‬
‫السلم ل سيما آل النبي (ص) الذين في صدرهم المام علي (ع) نفسه ‪ ،‬و أن ل تتم البيعة إل بمشورتهم و رأيهم حتى تكون مشروعيته كاملة و‬
‫تمنع القيل و القال‪ ،‬و لهذا فإن امتناع المام عن البيعة في البداية كان اعتراضا على الطريقة التي تمت فيها و تنبيها على عيبها و توجيها لضرورة‬
‫اتباع المشورة الكاملة و الجماع للبيعمة الصمحيحة ‪ ،‬ثمم إن المام بايمع بعمد ذلك فرأب الصمدع و بمبيعته أتمم النقمص الذي حصمل و أكممل مشروعيمة‬
‫خلفة أبي بكر على نحو تام‪.‬‬
‫و الحقيقة أن أمير المؤمنين علي (ع) كان شديد الصرار على رعاية مبدأ الرضا و الشورى الكاملة كمبدأ أساسي لمشروعية الحكم‪ ،‬لذلك‬
‫لمما قتل عثمان و انهال الناس عليمه ليبايعوه‪ ،‬فإنه عوضما عن أن يذكر لهم أي شيمء عن كونه منصموص عليه من الله مم قال لهم‪ ..(( :‬فإن‬
‫بيعتي ل تكون خفيا و ل تكون إل عن رضا المسلمين ‪( ))..‬انظر تاريخ الطبري‪ ،‬طبعة دار التراث‪ ،‬تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬ج ‪4‬‬
‫‪/‬ص ‪ ،427‬وتاريخ ابن أعثم الكوفي‪ :‬ص ‪ ، )161‬ثم قال لهم قبل أن يبايعوه‪..(( :‬فأمهلوا تجتمع الناس و يشاورون ‪( ))..‬تاريخ الطبري‪:‬‬
‫‪ ،)4/433‬و عوضمما عمن أن يشيممر إلى أن المامممة السممياسية مقام إلهممي غيممر مفوض لنتخاب العامممة قال ‪ (( :‬إنمبا الخيار للناس قببل أن‬
‫يبايعوا )) (انظمر بحار النوار للمجلسمي‪ :‬ج ‪ / 8‬ص ‪ ،272‬طبمع تمبريز‪ ،‬والرشاد للشيمخ المفيمد‪ :‬ص ‪ ،115‬طبمع ‪ ،1320‬و كتاب مسمتدرك نهمج‬
‫ن أمركم هذا‪ ،‬ليس لحد حق إل من أ َّ‬ ‫ُ‬
‫مرتم )) ( تاريخ الطبري‪،4/435 :‬‬ ‫ل و أ ُذ ٍ‬‫البلغة ‪ ،‬ص ‪ . )88‬و قال كذلك ‪ (( :‬أيها الناس عن م ٍ‬
‫الكامل لبن الثير‪ ،127 /4 :‬و بحار النوار للمجلسي‪ :‬ج ‪/8‬ص ‪.)x ( )367‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫[ ‪ ]16‬علوة على عدم احتجاج حضرة أمير المؤمنين (ع) بحديث غدير خم‪ ،‬فإن نفس كلم النصار هذا لدليل واضح أن ل أحد منهم كان يرى في‬
‫صا إلهيا على خلفة علي (ع)‪ ،‬و إل فمن الواضح من كلمهم أنه لم تكن عنهم عداوة خاصة ضد علي يمجعلهم يكتموا ذلك‬ ‫خطبة غدير خم نصبا و ن َّ‬
‫النص اللهي المزعوم و يتعمدوا تجاهله ‪ ،‬بل من الواضح من كلمهم و موقفهم هذا أنهم مالوا بعد تمام البيعة لن يكونوا قد بايعوا عليا عوضا عن‬
‫أبي بكر‪ ،‬مما يوضح أنهم لم يكونوا يأبون إمارة علي و ل كان عندهم إصرار على عدم انتخابه‪.‬‬
‫[ ‪ ]17‬المامة و السياسة‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪(.18‬مت)‬
‫[ ‪ ]18‬الطبرسي هذا هو‪ :‬الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي المتوفى سنة ‪ 620‬هم ( غير الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان الشهير )‬
‫(مت)‬
‫[ ‪ ]19‬سمنرى عمما قريمب أن عددا ممن هؤلء الشهود ‪ ،‬و ممن جملتهمم خزيممة بمن ثابمت و أبمو الهيثمم بمن التيهان و ‪ ...‬لم يكونوا يعتقدوت بالنمص و‬
‫من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫التعيين اللمهي لعلي (ع) و ل كانوا يعتبرون هذا الحديث دال على ذلك‪ .‬أنظر الصفحة‬
‫[ ‪ ]20‬الحتجاج على أهل اللجاج‪ ،‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ( 96‬طبعة النجف‪ ،‬عام ‪1386‬هم‪1966 /‬م) (مت)‬
‫[ ‪ ]21‬جمع المينمي فمي الجزء الول ممن كتابمه الغديمر‪ ،‬روايات اسمتشهاد أميمر المؤمنيمن بواقعمة الغديمر‪ :‬و الروايمة الثالثمة و الحاديمة عشرة منهما ل‬
‫تتضمن كتمان زيمد بن أرقم في حين تتضمن باقي الروايات ذلك‪ .‬هذا و من الجدير بالذكر أن بعض رواة هذه الخبار لم يكونوا من المعتقدين‬
‫بالنص على علي‪ ،‬و ذلك مثل "ابن عقدة" الذي كان زيدي المذهب و لم يذكر هذه الرواية إل كشاهد من الشواهد على أفضليته (ع) فقط‪.‬‬
‫من هذا الكتاب حيث بينا دلئل ضعف هذه الرواية‪.‬‬ ‫[ ‪ ]22‬أنظر صفحة‬

‫ما جاء ف هذا الباب ف كتب الشيعة‬


‫‪ 1‬كما ذكرنا‪ ،‬يتفق ما رواه الطبسي ف كتابه الحتجاج و هو من كتب الشيعة عن قصة السقيفة‬
‫و بيعة الهاجرين و النصار لب بكر رضي ال عنه‪ ،‬مع ما جاء ف كتاب المامة و السياسة لبن قتيبة القبول عند‬
‫أهل السنة أيضا‪.‬‬
‫‪ 2‬ك ما ُروِيَت ق صة ال سقيفة و البي عة ل ب ب كر ر ضي ال ع نه ف كتاب " إثبات الو صية " الن سوب‬
‫للمسعودي‪ ،‬و الذي يعتبونه من كتب الشيعة العتمدة‪ ،‬كما نقل عنه ذلك العلمة الجلسي [‪ ( ]23‬ممد باقر‬
‫بن ممد تقي ) ف "بار النوار" [‪ ]24‬فقال‪ (( :‬و اتصل الب بأمي الؤمني بعد فراغه من غسل رسول ال‬
‫و و تني طه وتكفي نه و تهيزه و دف نه ب عد ال صلوة عل يه مع من ح ضر من ب ن ها شم و قوم من صحابته م ثل‬
‫سلمان و أبوذر و مقداد و عمار و حذيفة وأُبّ بن كعب و جاعة نو أربعي رجل‪ .‬فقام (أي علي) فحمد ال‬
‫و أثن عليه ث قال‪ :‬إن كانت المامة ف قريش فأنا أحق با من قريش و إن ل تكن ف قريش فالنصار على‬
‫دعويهم‪ ،‬ث اعتزلم و دخل بيته )) [‪.]25‬‬
‫و إذا لحظ نا بد قة ما جاء ف هذا الكتاب الذي عنو نه صاحبه بـ" إثبات الو صية " أي الوصية باللفة‬
‫لعلي‪ ،‬ل ند فيه أي ادعاء من علي بأنه قد نصب لقام اللفة من قبل ال و الرسول‪ ،‬بل كان الستناد ف الدعوى‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫لوضوع قبلي فحسب حيث قال‪ :‬إن كانت اللفة ف قريش فأنا أحق با من أي أحد من قريش‪ ،‬ف حي يب‬
‫القول أن عل يا أول ب ا من ج يع الناس على الطلق ل لكو نه من صوبا من جا نب ال و الر سول بل لكو نه أل يق‬
‫و أعلم و أتقى و أسخى و أشجع من سائر الصحابة‪ ،‬و هي الصفات الطلوبة ف كل خلفاء السلمي‪.‬‬
‫ك ما ن قل‬ ‫[‪]27‬‬ ‫‪ 3‬و يروي الش يخ الطو سي[‪ ]26‬ف ال صفحة ‪ 394‬من كتا به "تلخ يص الشا ف"‬
‫ذلك عنه الجلسي ف الصفحة ‪ 63‬من الجلد الثامن من "بار النوار" [‪ ]28‬ـ قصة السقيفة و البيعة لب بكر‬
‫ر ضي ال ع نه فيقول‪ ...(( :‬عن أ ب م نف عن ع بد ال بن ع بد الرح ن بن أ ب ع مر الن صاري قال‪ :‬أن ال نب‬
‫صلىال عليه وآله لا قُبِضَ اجتمعت النصار ف سقيفة بن ساعدة فقالوا‪ُ :‬نوَلّي هذا المر من بعد ممد صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم ‪ :‬سعدَ بن عبادة‪ ،‬و أخرجوا سعدا إليهم وهو مريض فلما اجتمعوا قال لبنه أو لبعض بن‬
‫عمه‪ :‬إن ل أقدر لشكواي أن أسع القوم كلمي و لكن تلقّ من قول فأَ سْمِعْهم‪ ،‬فكان يتكلم‪ ،‬و يفظ الرجلُ‬
‫قولَه فيفع به صوته ويسمِع أصحابه‪ ،‬فقال بعد أن حد ال و أثن عليه‪ ،‬يا معشر النصار إن لكم سابقة ف‬
‫الدين و فضيلة ف السلم ليست لقبيلة من العرب‪(....‬إل آخر كلمه) ))‪ ،‬ث لا شعر النصار باحتمال عدم‬
‫قبول قريش لذلك قالوا‪ (( :‬منا أمي ومنكم أمي و لن نرضى بدون هذا أبدا‪ ،‬فقال سعد بن عبادة لا سعها‪" :‬‬
‫ب فأق بل إل منل ال نب (ص) فأر سل إل أ ب ب كر وأ بو ب كر ف الدار و علي‬
‫هذا أول الو هن " و أ تى عمرَ ال ُ‬
‫عليه السلم ف جهاز النب صلىال عليه وآله‪ ...‬إل‪)).‬‬
‫و يروي نفس قصة السقيفة الت انتهت بالبيعة لب بكر رضي ال عنه‪ ،‬دون أن ند ف القصة أي كلم عن‬
‫نصب المام علي خليفة من قبل ال و رسوله أو عن قصة الغدير‪.‬‬
‫و ل قد جاءت ف ب عض ك تب الشي عة الخرى ق صص و روايات متل فة أخرى أي ضا عن قض ية ال سقيفة‬
‫و موضوع اللفة و البيعة لب بكر رضي ال عنه ومعارضة حضرة علي عليه السلم و رد فعل مؤيدي أب بكر‬
‫رضي ال عنه تاه معارضة علي و سنتعرض لذه الروايات ف حين ها إن شاء ال‪ .‬أما ما يلزم التذكي به هنا‪ ،‬أنه‬
‫خلل حادثة السقيفة و الحاججات الت جرت فيها و بعدها (طبقا لا روته كتب الشيعة والسنة)‪ ،‬ل يأت أي ذكر‬
‫لقض ية غد ير خم أو لكون علي من صوب من ق بل ال ور سوله للما مة و خل فة الر سول‪ ،‬ل من قِبَل أ صحاب‬
‫الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و ل من ِقبَل التحزّبي لعليّ‪ ،‬مع أن الدة بي حادثة غدير خم و وفاة رسول ال‬
‫(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ل تزد عن ‪ 70‬يو مٍ فقط! حيث أن قضية الغدير طبقا لكل التواريخ و لجاع الشيعة‬
‫وقعت ف ‪ 18‬من ذي الجة سنة ‪ 10‬للهجـرة أثناء عودة الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) من حجة الوداع‪ ،‬مع‬
‫اتفاقهم على أن وفاة رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) وقعت ف ‪ 28‬من صفر سنة ‪ 11‬للهجـرة [‪.]92‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫فلو أن حادثة الغدير كانت حقا على النحو الذي يدعيه الدعون من أن رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‬
‫قام خطيبا ف غدير خم‪ ،‬فيما يزيد على مائة ألف من أصحابه الذي جاؤوا معه لجة الوداع‪ ،‬فخطب بم خطبة‬
‫طويلة مفصلة نصب فيها عليا خليفة له و إماما للمسلمي و أخذ له البيعة من الاضرين جيعا‪ ،‬بل حت ف بعض‬
‫الروايات أنه توقف ف ذلك الكان ثلثة أيام‪ ،‬ليأخذ البيعة له من جيع أفراد المة حت من النساء ‪ ،‬و أن حسان بن‬
‫ثابت أنشد أبيات من الشعر ف هذه الناسبة[‪ ،]30‬بالضافة لقولم أن رسول ال ذ ّكرَ أكثر من م ّرةٍ بنصبه للمام‬
‫علي بأ مر ال تعال أميا و خلي فة له علي هم‪ ،‬و أ كد ذلك ال مر ح ي وفا ته ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم)‪ ،‬ليزيده‬
‫استحكاما‪ ،‬و رغم كل ذلك وبجرد وفاته (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ل يْأَب ْه أصحابه باستثناء قلة نادرة ل يزيد تعدادها على‬
‫أحسن القوال عن أربعي رجل لكل هذه التأكيدات و الوامر اللـهية و ل ُيِعيْروها أي اهتمام و ل أشاروا إليها أدن إشارة‪،‬‬
‫بل سارعوا للعمل على اختيار خليفة من بينهم‪ ،‬ففي البداية رشّح النصار و أهل الدينة سعد بن عبادة رضي ال عنه للفة‬
‫رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و تركوا لنصبه فتقدّم الهاجرون بدورهم و َقلَبوا المر على النصار معتبين‬
‫أنفسهم أليق و أحق بقام اللفة منهم و حازوا فعل منصب اللفة بعد احتجاجاتم الت تقدم ذكرها‪ ،‬و ل يأتوا‬
‫ف كل ذلك بأي ذ كر على الطلق للمام علي و خلفته النصوص عليها ول لقض ية غد ير خم و أ خذ الر سول‬
‫البيعة منهم لعليّ؟؟! إنا قصة عجيبة حقا تفوق السحر و العجزة لنا من عال الستحيلت الت يستحيل حدوثها‬
‫ف عال البشر‪ ،‬و ل يقع لا نظي ف تاريخ الدنيا! و ل يكن لي منون فضل عن ذي العقل السليم أن يصدق مثل‬
‫هذا المر‪.‬‬
‫كيف‪ ،‬و لو اجتمع مسافران ف طريق سفرٍ‪ ،‬فتناول مع بعض قدحا من الشاي و تبادل شيئا من الديث‪،‬‬
‫لستحال أن ينسيا تاما ما حصل بينهما بعد ‪ 70‬يوم و ل يذكرا هذا الجتماع ف أي مناسبة طوال حياتم!!‬
‫فكيف أمكن لائة ألف أو يزيدون جعهم ف مكان واحد أمر على هذه الدرجة من الهية كالبيعة الت لا‬
‫عند السلمي و العرب بشكل خاص أهية ل يضاهيها ف أهيتها شيء‪ ،‬أن يتناسوها تاما أو يحدوها بعد سبعي‬
‫يوم فقط لدرجة أن أحدا منهم ل يذكر شيئا منها طوال عمره ؟ إن مثل هذا التفاق ل يدث ف أي ملة من اللل‪.‬‬
‫و العجب من ذلك أنه حت أولـئك الربعي شخصا مورد الدعاء الذين تلفوا عن بيعة أب بكر رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ل يتكلموا أبدا عن شيء اسه نص على علي عليه السلم أو تعيي له من قبل ال و رسوله و ل احتجوا‬
‫أ صل بش يء من هذا القب يل‪ ،‬بل ل ت كن حجت هم إل أن م اع تبوا عل يا أ حق و أول بذا القام‪ ،‬و ح ت أول ـئك‬
‫البدري ي الث ن ع شر الذ ين احتجوا على أ ب ب كر ر ضي ال ع نه طب قا ل ا ذكره الطب سي ف كتا به الحتجاج‬
‫و اعترضوا على خلف ته‪ ،‬ل يتجّوا بغد ير خم‪ .‬و كذلك ل ين قل عن أ حد من الذي انف صلوا عن القافلة التج هة‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫للمدي نة ب عد ساعهم خط بة الغد ير و انطلق كل من هم ف طري قه إل موط نه‪ ،‬و ل ي كن ل م دوا فع الهاجر ين‬
‫القيمي ف الدينة‪ ،‬ل يسمع عن أحد منهم اعتراضا عندما وصل إليهم نبأ اختيار أب بكر للخلفة أو تعجبا من أنه‬
‫كيف صار خليفة مع أن عليا هو الذي نصبه الرسول عليه الصلة والسلم للخلفة؟ لاذا ل نرى ف كتب التاريخ‬
‫أي أثر لثل هذا العتراض أو رد الفعل؟؟!‬
‫م ثل هذا التفاق على الكتمان و التو حد على الن سيان الذي ادّ عي ح صوله ف أ مة ال سلم ب عد ر سول ال‬
‫(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ليس له حقا نظي ف أي أمة ف التاريخ!! و العجب من ذلك أن عليا عليه السلم نفسه‬
‫أي ضا ل يُشِر إل ش يء من هذا الباب و ل اح تج به! إذن هذا يدل على أ نه ف الغد ير ل ي كن هناك نص على‬
‫ت ف ك تب الشي عة مطالب حول هذه القض ية و ُخلِ طت أمور بعيدة عن الع قل و الن طق‬ ‫الل فة‪ .‬و لل سف ُل ّفقَ ْ‬
‫ينكرها الوجدان ويأباها النصاف‪.‬‬

‫نظرة إل روايات ارتداد جل أصحاب الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‬


‫أخرج الشيخ الفيد [ ‪ ]31‬ف كتابه الختصاص بسنده‪ (( :‬عن ممد بن السن الصفّار عن ممد بن السي عن‬
‫موسى بن سعدان عن عبد ال بن القاسم الضرمي عن عمرو بن ثابت‪ :‬قال‪ :‬سعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إن‬
‫ض ارتد الناس على أعقابم كفارا إل ثلثا‪ :‬سلمان والقداد و أبوذر الغفاري‪ ،‬إنه لا قبض‬
‫النب صلى ال عليه وآله لا ُقِب َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬جاء أربعون رجل إل علي بن أب طالب عليه السلم فقالوا‪ :‬ل وال ل نعطي أحدا بعدك‬
‫طاعة أبدا‪ ،‬قال‪ :‬و ل ؟ قالوا‪ :‬إنا سعنا من رسول ال صلى ال عليه وآله فيك يوم غدير [خم]‪ ،‬قال‪ :‬وتفعلون ؟ قالوا‪ :‬نعم‪،‬‬
‫حلّـقِي‪ ،‬فما أتاه إل هؤلء الثلثة! قال‪ :‬وجاءه عمار بن ياسر بعد الظهر‪ ،‬فضرب يده على صدره ث‬
‫قال‪ :‬فأتون غدا ُم َ‬
‫قال له‪ :‬ما لك أن تستيقظ من نوم الغفلة‪ ،‬ارجعوا فل حاجة ل فيكم‪ ،‬أنتم ل تطيعون ف حلق الرأس فكيف تطيعون ف قتال‬
‫جبال الديد؟ )) [ ‪.]32‬‬
‫قبل أن نتعرض لرواة هذا الديث الفترى‪ ،‬من الضروري أن ننبه إل أن متنه يتضمن إشكال كبيا جدا ل يتفق حت مع‬
‫الروايات التاريية السلمة عند الشيعة‪ ،‬ذلك أنه ل يذكر ف عداد الذي استثناهم من الرتداد‪ ،‬العباس بن عبد الطلب عم علي‬
‫عليه السلم و ل أبناء العباس عبد ال و الفضل وُقثَـم‪ ،‬و ل خالد بن سعيد بن العاص و الباء بن العازب و حذيفة بن اليمان‬
‫و أبو اليثم التيهان و ‪ ...‬و الكثيين الخرين الذي تروي نفس كتب الشيعة أنم كانوا ف موضوع اللفة بعد رسول ال‬
‫من الؤيدين للفة علي و من الخالفي ف ابتداء المر للفة أب بكر‪ ،‬لدرجة أن بعضهم اعتصم ف بيت فاطمة عليها السلم‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫إظهارا لرفضه و عدم رضائه عما ت [ ‪ !]33‬فما ندري ما هو ملك الرتداد و عدمه عند واضع هذا الديث؟؟! فإن قيل‬
‫أن هؤلء إنا اعتبوا مرتدين لنم إنا أيدوا عليا لسبب آخر غي العتقاد بأنه منصوص عليه؛ لوجب إذن ف هذه الصورة اعتبار‬
‫سلمان والقداد أيضا من الرتدين لنم كما سنرى فيما بعد [ ‪ ]34‬ـ ل يكونوا يعتقدون بالنص على علي! أما لو كان‬
‫ملك اليان و عدمه (أي التدراد) هو مساندة وتأييد خلفة علي و عدمه ‪ ،‬فإن عدد غي الرتدين ل يتناسب مع عدد الثلثة‬
‫أو السبعة الذكور ف الديث!! حقا إن حبل الكذب لقصي كما يقولون‪ .‬و الن لنأت لفحص السند التهاوي لذا الديث‬
‫و أضرابه‪:‬‬
‫إن راوي هذا الديـث الوضوع الشحون بالكذب الوجـد للشحناء بيـالسـلمي و الجتـث لذور الوحدة بينهـم‬
‫هو "عبد ال بن القاسم الضرمي" الوصوف عموما ف كتب رجال الشيعة بأنه ‪ [ :‬كذاب غال يروي عن الغلة ل خي فيه‬
‫و ل ُي ْعَت ّد بروايته ]‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أما رواة و رجال هذا الديث من أوائل علماء الشيعة بعد الغيبة فلن نبحث فيهم الن و سنبدأ من "موسى بن‬
‫سعدان"‪ ،‬الذي ع ّرَفتْه كتب الرجال الشيعية با يلي‪:‬‬
‫أ ـ ف كتاب الرجال للنجاشي [ ‪ ،]35‬ف الصفحة ‪ [ :317‬موسى بن سعدان الناط‪ ،‬كوف روى عن أب السن ف‬
‫مذهبه غل ّو‪].‬‬
‫ب ف كتاب "ممع الرجال" للقهبائي [ ‪ ]36‬قال‪( [ :‬غض)[ ‪ ]37‬موسى بن سعدان الناط‪ :‬كوف روى عن أب‬
‫السن‪ ،‬ضعيف ف مذهبه غلـ ّو‪].‬‬
‫ج ف كتاب "خلصة القوال ف معرفة الرجال" للعلمة اللي [ ‪ :]38‬جاء ذكر موسى بن سعدان ف الصفحة ‪375‬‬
‫من القسم الثان من الكتاب الخصص للضعفاء و الغلة و قال عنه اللي‪ [ :‬ضعيف ف مذهبه غلو‪].‬‬
‫د ف كتاب الرجال ل بن داوود اللي [ ‪ :]39‬ذ كر الؤلف ا سه ف ال صفحة ‪ 545‬ف عِداد الضعفاء و الجروح ي‬
‫و الجهولي‪.‬‬
‫هـ و أخيا ذكره الشيخ ممد طـه نف [ ‪ ]40‬ف الصفحة ‪ 376‬من كتابه "إتـقان القال ف أحوال الرجال" ف‬
‫القسم الثالث الخصص للضعفاء‪.‬‬
‫‪ 2‬أما عن الال الوخيمة للمدعو "عبد ال بن القاسم الضرمي " فجاء ما يلي‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )1‬قال النجاشي عنه ف الصفحة ‪ 167‬من كتابه الرجال‪ [ :‬عبد ال بن القاسم الضرمي العروف بالبطل‪ ،‬كذاب غال‬
‫يروي عن الغلة‪ ،‬ل خي فيه و ل يُعَت ّد بروايته ]‬
‫‪ )2‬و قال القهبائي ف ال صفحة ‪ 34‬من الزء الرا بع من كتا به " ممع الرجال "‪ ( [ :‬غض) ع بد ال بن القا سم الب طل‬
‫الار ثي‪ ،‬كذاب‪ ،‬غال‪ ،‬ضع يف‪ ،‬متروك الد يث‪ ،‬معدو ٌل عن ذكره‪ .‬و أي ضا عن ( الغضائري )‪ :‬ع بد ال بن القا سم‬
‫الضرمي‪ :‬كوف ضعيف أيضا غال متهافت ل ارتفاع به ‪] .‬‬
‫‪ )3‬و قال الشيخ الطوسي ف الصفحة ‪ 357‬من كتابه "الرجال "‪ [ :‬عبد ال بن القاسم الضرمي‪ ،‬واقفي ‪].‬‬
‫و يقول العلمة اللي ف "اللصة"‪ [ :‬عبد ال بن القاسم الضرمي من أصحاب الكاظم واقفي‪ ،‬و هو معروف بالبطل‬
‫و كان كذابا‪ ،‬روى عن الغلة‪ ،‬ل خي فيه و ل يُعَت ّد بروايته و ليس بشيء و ل ُي ْرَتفَع به‪].‬‬
‫‪ )4‬و قال ابن داود ف "الرجال"‪ [ :‬عبد ال بن القاسم الضرمي العروف بالبطل‪ ،‬واقفي كذاب غال يروي عن الغلة‬
‫و ل خي فيه و ل يعتد بروايته‪ ،‬ليس يشيء‪].‬‬
‫للتفرشي [ ‪]41‬‬ ‫ف بعي هذه الوصاف ف "إتقان القال" لطـه نف (صفحة ‪ )36‬و "نقد الرجال "‬
‫ص َ‬
‫‪ )5‬و قد ُو ِ‬
‫(الصفحة ‪ )204‬و "منهج القال" للميزا السترآبادي [ ‪.]42‬‬
‫‪3‬ـ أما عمرو بن ثابت الذي روى عبد ال هذا‪ ،‬عنه‪ ،‬هذا الديث‪:‬‬
‫‪ )1‬فقال ع نه القهبائي ف ممع الرجال (ص ‪( [ :)257‬غض) عمرو بن ثا بت بن هرمز أ بو القدام مول ب ن عجل‪،‬‬
‫كوف ضعيف جدا ‪].‬‬
‫‪ )2‬و ذكره العلمة اللي ف الصفحة ‪ 241‬من "خلصة الرجال" ف القسم الثان الخصص للضعفاء و قال ‪[ :‬عمرو بن‬
‫ثا بت ضع يف جدا‪ ،‬قاله الغضائري]‪ ،‬أ ما با قي ك تب الرجال فقد توقفت ف شأ نه‪ ،‬و على أي حال يكفي للح كم بو ضع‬
‫و كذب ذلك الديث وجود عبد ال بن القاسم الكذاب ف سنده‪.‬‬
‫و هناك رواية ثانية ف هذا الباب أخرجها أيضا الفيد ف نفس كتابه الذكور فقال‪:‬‬
‫[ عن الرث بن الغية قال‪ :‬سعت عبد اللك بن أعي يسأل أبا عبد ال عليه السلم فلم يزل يسأله حت قال‪ :‬فهلك‬
‫الناس إذا ؟ فقال‪ :‬إي وال يا ابن أعي‪ ،‬هلك الناس أجعون‪ ،‬قلت‪ :‬أهل الشرق والغرب ؟ قال‪ :‬إنا فُتحت على الضلل‪،‬‬
‫إي وال هلكوا إل ثلثة نفر‪ :‬سلمان الفارسي و أبو ذر و القداد‪ ،‬و لقهم عمّار‪ ،‬و أبو ساسان النصاري‪ ،‬و ُحذَيفة‪،‬‬
‫وأبو عمرة فصاروا سبعة ] [ ‪.]43‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫قلتُ‪ :‬أصل هذه الرواية عند ال ِكشّي [ ‪ ]44‬ف كتابه "الرجال " [ ‪( ]45‬ص ‪ )13‬بالسند التال‪ (( :‬ممد بن مسعود‬
‫قال‪ :‬حدثن علي بن السن بن فضال قال‪ :‬حدثن العباس بن عامر و جعفر بن ممد بن حكيم عن أبان بن عثمان عن‬
‫الرث بن الغية البصري قال‪ :‬سعت عبد اللك بن أعي يسأل أبا عبد ال ‪..‬إل الديث بعينه)) [ ‪ ]46‬فلنر حال رجال‬
‫سندها‪:‬‬
‫‪ )1‬أما علي بن السن بن فضال‪ ،‬فقد بينا ف كتابنا الزكاة [ ‪ ]47‬سوء حاله وطعن علماء الرجال فيه و تضعيف فقهاء‬
‫[واقفي [‬ ‫الشيعة له‪ ،‬إل درجة أن صاحب "السرائر "[ ‪ ]48‬قال عنه ف باب تقسيم المس من كتابه ( الصفحة ‪:)115‬‬
‫‪ ]49‬و كافر و ملعون! هو و أبوه رأس كل ضلل ]‪.‬‬
‫‪ )2‬أما جعفر بن ممد بن حكيم‪ ،‬فقد ذكر الشيخ الاماقان [ ‪ ]50‬ف الصفحة ( ‪ )223‬من كتابه "تـنـقيح القال" عن‬
‫رجل من أهل الكوفة أنه قال ‪ [ :‬و أما جعفر بن ممد بن حكيم فليس بشيء ]‪.‬‬
‫و أما أبّان بن عثمان‪:‬‬
‫‪ )1‬فقال عنه العلمة اللي ف الصفحة ‪ 21‬من اللصة أنه [ فاسد الذهب لنه من الناووسية [ ‪.] ]51‬‬
‫‪ )2‬و قال الحقق اللي [ ‪ ]52‬ف كتابه "العتب"‪ [ :‬ف أبّان بن عثمان ضعفا ]‪.‬‬
‫‪ )3‬كما اعتبه الكشي ف كتابه "الرجال" (الصفحة ‪ )3‬من الناووسية‪.‬‬
‫‪ )4‬و ن قل ف خر الحقق ي [ ‪ ]53‬عن أب يه العل مة اللي أ نه كان يقول‪ [ :‬القرب عدم قبول رواي ته لقوله‪ :‬إن جاء كم‬
‫فاســق بنبأ فـتبينوا‪ ،‬و ل فسـق أعظم من عدم اليان ]‪.‬‬
‫بثل هذه الروايات و مثل أولـئك الرواة شوهوا و بدلوا دين ال حت صارت مثل هذه الروايات الثية للفتنة الوجدة‬
‫للعداوة‪ ،‬و يا للسف الشديد‪ ،‬على لسان كل شيخ جاهل و كل خراف متعصب خال من حقيقة اليان‪.‬‬
‫كذلك أورد الجلسي ف الجلد الثامن من بار النوار (ص ‪ )47‬نقل عن رجال الكشـي‪ (( :‬عن علي بن الكم‬
‫عن ابن عمـية عن أب بكر الضـرمي قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ارتد الناس إل ثلثة نفر‪ :‬سلمان و أبو ذر‬
‫والقداد‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فعمار ؟ قال ( أي أبو جعفر الباقر ) قد كان حاص حيصة ث رجع!‪.]54 [)) ...‬‬
‫سند هذا الديث أيضا ليس بأحسن حال من سند الديثي السابقي‪ ،‬ومن السلم به أن مثل هذه الحاديث‪ ،‬من وضع‬
‫أعداء ال سلم‪ ،‬ليـس لثارة العداوة و بـث الختلف و الفرقـة بيـال سلمي فحسـب بـل لجتثاث جذور اليان بال تعال‬
‫و برسوله (صلىال عليه وآله وسلم) و بالقرآن الكري‪ ،‬كما سيأت توضيح هذا الدعى عن قريب إن شاء ال‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و أيا كان فمثل هذه الحاديث ل تستحق السماع حت لو كان راويها سلمان الفارسي بذاته و العياذ بال‪ ،‬لنا مالفة‬
‫لصريح آيات القرآن ولكم الوجدان و لتفاق أهل اليان‪ ،‬و ل يكن لن يؤمن بال و رسوله و يعتقد أن القرآن منّل من عند‬
‫ال أن يلتفت لثل هذه الحاديث حت و لو كان راويها بصدق أب ذر و سلمان‪ ،‬بل يب عليه أن يكذّب و يعارض و يعادي‬
‫هذه الحاديث بكل ما أوت من قوة و استطاعة‪ ،‬و أن يعتب واضعها والعتقد بضمونا كافرا و عدوا ل و رسوله؛ ذلك أن رب‬
‫العال ي‪ ،‬مدح وأث ن على م سلمي ال صدر الول‪ ،‬أع ن أ صحاب ال نب الختار الذ ين يش كل الهاجرون و الن صار أعلم هم‬
‫و زبدتم‪ ،‬ف أكثر من خسي آية من آيات القرآن‪ ،‬كما أن سية و حياة أولـئك الكرام تدل على أن عامتهم إنا دخلوا ف‬
‫السلم عن إيان قل ب ورغ بة صادقة‪ ،‬و قدموا ف سبيل ن صرته أ كب التضحيات إل حد بذل الروح و ترك الديار و العشية‬
‫و القرباء و الجـرة و البعد عن الوطن و اللجوء لبلدان مالفة لدينهم كما لأ الهاجرون إل البشة الت كانت بلدا نصرانيا‬
‫مالفا للسلم ظاهرا‪ ،‬و كم من الصاعب و الشقات تملوا ف سبيل إيانم و عقيدتم وإسلمهم ما سيأت شرحه‪ ،‬بعون ال‪،‬‬
‫على صفحات هذا الكتاب إن شاء ال‪.‬‬
‫فأي مؤمن بال و رسوله‪ ،‬بل أي عاقل وجدان منصف‪ ،‬حت لو ل يكن مسلما‪ ،‬يكنه أن يصدّق أن مثل أولـئك‬
‫الرجال الؤمني البطال‪ ،‬ل يهتمّون بعد رسول ال بنصوص ال و ل بتعيينات رسول ال‪ ،‬بل يغصبون حق عل ّي القطعي و العي‬
‫النصوص عليه‪ ،‬و يعطونه لب بكر‪ ،‬ل لجل شيء أبدا سوى لسواد عين أب بكر(!)‪ ،‬الذي ل يكن يلك آنذاك أي قوة مادية‬
‫أو سلطان قبائلي أو قوة عشائرية أو ارتباط ( و دعم ) من دولة أجنبية! ذلك أنه لو فرضنا أنه كان لب بكر رضي ال عنه‬
‫مصلحة ف القضية‪ ،‬فلم يكن لصحابة رسول ال الكرام من النصار و الهاجرين أي فائدة أو مصلحة ف المر‪.‬‬
‫أما ما يدّعيه بعض الغرضي و يصدّقه بعض عديي الطلع بأن عليا لا كان قد قتل عددا كبيا من أعداء السلم‬
‫حت كانوا يسمّونه ( قـتّال العرب ) ول يكن بيت من بيوت العرب ل يصب بأحد أفراده على يد ذلك الناب‪ ،‬لذا السبب‬
‫عملت الحقاد الت كانت ف الصدور عملها و جعلتهم يغمضون أعينهم عن كل نصوص ال و نصوص رسول ال تلك‪ ،‬ما‬
‫أدى لغصب حق عليّ! فيجب القول بأن هذا الدعاء كاذب تاما و ينبئ عن إغراض صاحبه أو جهله‪ ،‬لن عليا عليه السلم‬
‫إذا كان قد قتل كثيا من الشركي فإن أيا من قتلهم ل يكن من ذوي الهاجرين و النصار الذين كانوا هم الؤسسسون لبيعة‬
‫أب بكر رضي ال عنه ‪ ،‬وحت لو فرضنا أن بعض الهاجرين كان لم أقرباء َقَتلَهم عل ّي مع أننا ل نعلم أحدا كذلك ـ فإنه‬
‫من الحال أن يقد الؤمنون الهاجرون الذين كانوا هم أنفسهم يقتلون آباءهم و إخوانم بأيديهم ف سبيل رضى ال و لبقاء‬
‫السلم ـ على عل ّي لقتله بعض قرابتهم من الشركي!‬
‫نعم كان علي قد قتل من كفار قريش بعضا من التحق أقرباؤهم بالنهاية بالسلمي‪ ،‬و مثل هؤلء يتمل أن يكون قد‬
‫بقي ف صدورهم حقد تاه ذلك الناب‪ ،‬و من أعلم هؤلء أبو سفيان الذي قتل علي أبا زوجته وأخاها ؛ لكن مثل هؤلء ل‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫يكن لم حق و ل دور ف انتخاب الليفة لن ذلك الق كان خاصا بالهاجرين و النصار و ماهدي بدر و أحد و ما كان‬
‫لولـئك الطلقاء أن يدخلوا ف صفوفهم‪ ،‬هذا بالضافة إل أن أبا سفيان كان على العكس‪ ،‬من الذين عارضوا بيعة أب بكر‬
‫و تزبوا حسب الظاهر لعلي!‬
‫إذن‪ ،‬الدعاء بأن الهاجرين و النصار‪ ،‬الذين كانوا الؤسسي للبيعة لب بكر‪ ،‬قد أنكروا نصا إلـهيا على علي عليه‬
‫السلم‪ ،‬و ل يذكروا اسه ف هذه القضية عمدا و ارتدوا بذلك بعد رسول ال إل ثلثة نفر (مع أن اثني من أولـئك الثلثة‬
‫لي سا ل من الهاجر ين و ل من النصار) ادعاء مناقض لصريح آيات القرآن‪ ،‬ول أعتقد أن أي مؤمن ي سمح لنف سه بعاندة‬
‫القرآن و مالفته‪.‬‬

‫اليات الت نزلت ف مدح أصحاب الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‬

‫‪ 1‬قال ال ‪ { :I‬و مِنَ العـراب مـن يـؤمـن بال و اليوم الخر ويتخذ ما ينفق قربات عند ال‬
‫و صلوات الرسول أل إنا قربة لم‪ ،‬سيدخلهم ال ف رحته‪ ،‬إن ال غفور رحيم @ والسابقون الولون من‬
‫الهاجرين والنصار و الذين اتبعوهم بإحسـان رضـي ال عـنهم و رضوا عنه و أعد لم جنات تري تتها‬
‫النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }التوبة ‪.100 99 /‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫يقول الشيخ الطوسي عند تفسيه لذه الية ف تفسيه "التبيان"‪ [ :‬أخب ال تعال أن الذين سبقوا أول إل‬
‫اليان بال و ر سوله و القرار ب ما من الذ ين هاجروا من م كة إل الدي نة و إل الب شة و من الن صار الذ ين‬
‫سبقوا أول غيهم إل السـلم من نظرائهم من أهـل الدينة و الذين تبعوا هؤلء بأفعال الي والدخول ف‬
‫قلت‪ :‬أيّ مؤم ٍن بالـقـرآن يكنه بعد أن يرى هذه اليات‬ ‫السلم بعدهم و سلوكهم منهاجهم‪.]1[]...‬‬
‫الطاف حة بالبش ـارة بالرح ة والرضوان والو عد بال نة و الفوز العظ يم للمهاجر ين و الن صار‪ ،‬الذ ين هم أنف سهم‬
‫الؤ سسون ال صليون لبي عة أ ب ب كر ‪ t‬ف ال سقيفة أن ي صدق م ثل ذلك الد يث الك فر الث ي للفت نة القائل‪[:‬ار تد‬
‫الناس على أعقابم كفارا إل ثلثة!]؟‬
‫الن لنرَ ب عض أول ــئك الهاج ـريــن الذ ين كانوا ف ب ـيعـة ال ســقيفـة وبايعوا أ با ب كر ‪t‬‬
‫و بقوا أوفياء لبيعتهم‪ ،‬من مدحهم ال تعال ف هذه اليات‪ :‬فأحدهم " عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب " ‪t‬‬
‫من بن سعد‪ ،‬كان من الهاجرين الوائل إل البشة‪ ،‬و كانت هجـرتم أول هجـرة ف السلم‪ ،‬واستشهد ف‬
‫معركة القادسية ف خلفة عمر ‪ t‬متهدا ف سبيل ال تت إمرة سعد بن أب وقّاص ‪ ،]t]2‬و منهم "هبّار بن أب‬
‫سفيان بن عبد السد بن مزوم" ‪ t‬و قد استشهد (على أصح القوال) ف معركة أجنادين ف الشام ف خلفة أب‬
‫بكر ‪ ،]t]3‬و منهم أخو هبار الخي "عبد ال بن سفيان"‪ t‬الذي استشهد ف الشام ف معركة اليموك ف خلفة‬
‫عمر ‪ ،]t]4‬و غيهم الكثي من ل يتسع الجال هنا لشرح حالم‪.‬‬
‫‪ 2‬و يقول سبحانه‪ { :‬الذ ين آمنوا و هاجروا و جاهدوا ف سبيل ال بأموالم و أنفسهم أعظم درجة‬
‫عند ال و أولـئك هم الفائزون‪ .‬يبشرهم ربم برحة منهم و رضوان و جنات لم فيها نعيم مق يم‪ .‬خالدين‬
‫في ها أبدا إن ال عنده أ جر عظ يم }التو بة ‪ .22 20/‬أهؤلء ارتدوا ب عد ر سول ال ؟! ول كي نعرف من هؤلء‬
‫الوعودون بذا الثواب العظيم نأت بآيات أخرى تضمنت نفس العبارات و اللفاظ‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 3‬يقول رب العالي‪ { :‬إن الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالم و أنفسهم ف سبيل ال و الذين‬
‫آووا و نصروا أولئك بعضهم أولياء بعض } النفال ‪ .72 /‬فهؤلء الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا‪ ،‬هل هم إل‬
‫الهاجرون إل البشة ث إل الدينة ث الجاهدون مع رسول ال ؟ و كذلك الذين آووا و نصروا‪ ،‬هل هم إل أهل‬
‫الدينة؟ أي أنم نفس مؤسسي بيعة السقيفة‪ .‬فهل هؤلء ارتدوا على أعقابم كفارا بعد رسول ال (صلّىاللّه عليه‬
‫وآله وسـلّم) فعادوا للكفـر و الشرك ؟! لنسـمع إجابـة سـورة النفال هذه نفسـها على افتراء أولــئك الفتريـن‬
‫و أعداء السلم و السلمي‪ ،‬حيث يقول سبحانه‪ { :‬و الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا ف سبيل ال و الذين‬
‫آووا ون صروا أولئك هم الؤمنون حقّا ل م مغفرة و رزق كر ي } النفال ‪ .74 /‬ال الالق‪ ،‬الذي يعلم الظا هر‬
‫والبحران[‬ ‫و الباطن‪ ،‬يقول" أولـئك هم الؤمنون حقا " و لكن كاتب "الحتجاج" و "البهان" (أي الطبسي‬
‫‪ )]5‬يلن كتابيهما بروايات الغلة عديي اليان الت تقول‪ :‬أولـئك ارتدوا بعد رسول ال إل ثلثة! و من القدر‬
‫أن اثني من أولـئك الثلثة ل تشملهم الية الكرية من ناحية الجـرة و الهاد بالال و إيواء الهاجرين! لن‬
‫سـلـمـان وأب ـا ذر ل يكو نا ل من الهاجر ين و ل من الن صار‪ ،‬فل هم من الذ ين أُ ْخرِجوا من ديار هم‬
‫و أُجبِروا ت ت ض غط العذاب و الفت نة ف الد ين على ترك أهل هم وديار هم و وطن هم‪ ،‬و ل هم من الذ ين أنفقوا‬
‫أموالم ف سبيل ال‪ ،‬لنم كانوا فقراء‪ ،‬و ل هم من أهل الدينة الذين آووا و نصروا الهاجرين‪ ،‬و هذا أمر ل يفى‬
‫على من له معرفة بتاريخ السلم و سية أولـئك الكرام‪ ،‬إذ لكل منهم تاريخ معروف و سية واضحة ُي ْعلَم منها‬
‫أنم ل يكونوا من الهاجرين و ل من النصار[‪ ،]6‬و إليكم نبذة من سيتم‪:‬‬
‫‪ 1‬أما سلمان الفارسي رضي ال عنه فكان من أهل أصفهان و ترك وطنه وابتعد عن أهله بثا عن الدين‬
‫الق‪ ،‬و ل يكن عند ذاك متنعّما و ل متشرّفا بنعمة السلم‪ ،‬لذلك ل يصـح اعتباره مصـداقا لقوله تعالـى‪:‬‬
‫"الذ ين آمنوا و هاجروا"‪ ،‬ث سكن آ خر ال مر ف الدي نة ح يث صار عبدا لمرأة أو ر جل يهودي‪ ،‬ث اشتراه نب‬
‫السلم (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ف السنة الثالثة أو الرابعة للهجرة بعد غزوة أحد وأعتقه[‪ .]7‬لذا فإنه ‪ t‬ليس‬
‫فقط ل يكن مصداقا واضحا لـ " الذين آمنوا وهاجروا " بل كذلك ل يكن مصداقا لـ " و جاهدوا ف سبيل‬
‫ال بأموال م وأنف سهم " [‪ ]8‬و ل ا ل ي كن من الن صار أي ضا‪ ،‬ل ي كن م صداقا لبق ية ال ية أي ل ـ "الذ ين آووا‬
‫و نصروا"‪ .‬و هذا ل ينع أنه كان على أعلى درجات اليان بل كان ف قمة اليان‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 2‬و أ ما أ بو ذر ر ضي ال ع نه فكان من قبيلة غفار‪ ،‬و ب عد أن ُبعِ ثَ ال نب ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم)‬
‫و اشتهر نبؤه بي العرب و وصل خبه لب ذر‪ ،‬ذهب إل مكة ليستطلع المر بنفسه‪ ،‬فلقي رسول ال(صلّىاللّه‬
‫عل يه وآله و سلّم) فأ سلم‪ ،‬و أ َمرَه ر سول ال بكتمان إيا نه و العودة إل بلده إل ح ي قوة ال سلم‪ ،‬فل ما ها جر‬
‫رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) إل الدينة لق به أبو ذر رضي ال عنه طائعا متارا دون أن يضطره أحد إل‬
‫الـجـرة من وطنه[‪.]9‬‬
‫‪ 3‬و أما القداد رضي ال عنه‪ ،‬فمع أنه من السابقي الولي الذين آمنوا برسول ال (صلّىاللّه عليه وآله‬
‫وسلّم) ف مكة‪ ،‬إل أن هجـرته تّـت بطريقة خاصة و هي أنه لا خرج كفار مكة لقتال رسول ال (صلّىاللّه‬
‫عليه وآله وسلّم) و من معه من السلمي ف الدينة‪ ،‬خرج القداد متنكرا مع عتبة بن غزوان ضمن صفوف كفار‬
‫قريش‪ ،‬و اته للمدينة و لق بالسلمي فيها‪ .‬نعم كان القداد من الهاجرين الوائل إل البشة‪ ،‬لذلك تشمله الية‬
‫الكريةـ‪ ،‬و لكـن سـية القداد ‪ t‬تدل على أنـه ل يكـن يعتقـد بنـص ال ‪ U‬على علي باللفـة بعـد رسـول ال‬
‫(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‪ ،‬يدل على ذلك ما نقله الطبي ف تاريه حي قال‪ [ :‬و قال (أي عمر بن الطاب ‪t‬‬
‫لا ُطعِن) للمقداد بن السود‪ :‬إذا وضعتمـون ف حفرت فأجع هـؤلء الرهـط ف بيـت حتـى يتاروا‬
‫رجل منهم‪،‬و قال لصهيب‪ :‬صَلِّ بالناس ثلثة أيام‪ ،‬و أدخِل عليا وعثمان و الزبيـر و سـعدا و عبد الرحن‬
‫بن عوف‪ ،‬و طل حة إن قدم‪ ،‬و قم على رؤو سهم فإن اجت مع خ سة و رضوا رجل و أ ب وا حد فاشدخ رأ سه‬
‫أو اضرب رأسه بالسيف‪ ،‬و إن اتفق أربعة فرضوا رجل منهم و أب اثنان فاضرب رؤوسهما‪(...‬إل قوله)‪ :‬فلما‬
‫ُدفِ نَ عمر جع القداد أهل الشـورى ف بيت السـور بن مرمة و يُقال ف بيت الال‪..‬إل ] [‪ .]10‬فقبول‬
‫القداد ‪ t‬لذه الهمة دليل على عدم اعتقاده بالنص على علي باللفة‪ .‬طبعا هذا ل ينع أن مقدادا كان من مؤيدي‬
‫و أنصار علي ‪ u‬و سعى لنقل اللفة إليه بعد عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫ل شك أن أولـئك الكرام الثلثة كانوا من كبار أصحاب الرسول الختار و أجلتهم‪ ،‬و من الشمولي بثناء‬
‫ال و رحته و رضوانه‪ ،‬لكن اثني منهم على القل ليسا مصاديق واضحة لتلك الية الذكورة‪ ،‬و إنا ذكرنا ذلك‬
‫لكي نبي فضـيحـة ذلـك الديث الشـحـون بالكذب و الفتـراء و الـخالـف للـوجـدان والباين‬
‫ليات ال‪ ،‬فالقول بارتداد كل الصحابة على أعقابم إل ثلثة ليس إل هراء و هذيان مض بل قريب من الكفر [‬

‫‪.]11‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 4‬و قال تعال‪ { :‬ل قد تاب ال على ال نب و الهاجر ين و الن صار الذ ين اتبعوه ف ساعة الع سرة من‬
‫ب عد ما كاد يز يغ قلوب فر يق من هم ث تاب علي هم إ نه ب م رؤوف رح يم } التو بة ‪ .117 /‬يقول الطو سي ف‬
‫تفسيه‪ [ :‬أقســم اللـه تعال ف هذه الية‪ ،‬لن لم لقد لم القسم‪ ،‬بأنه تعال تاب على النب و الهاجرين‬
‫و النصار بعن أنه رجع إليهم و قبل توبتهم‪ ،‬الذين اتبعوه ف ساعة العسرة‪ ،‬يعن ف الروج معه إل تبوك‪،‬‬
‫و العسرة صعوبة المر و كان ذلك ف غزاة تبوك لنـه لقهم فيها مشـقّـة شديدة من قلة الاء حت نروا‬
‫البـل و عصروا كروشها و مصوا النوى و قل زادهم و ظهرهم‪(..،‬إل قوله)‪ :‬و قيل من شدة ما لقهم َهمّ‬
‫كثي منهم بالرجوع فتاب ال عليهم‪...‬أي رجع عليهم بقبول توبتهم إنه بم رؤوف رحيم ][‪ ]12‬قلت‪ :‬ففي‬
‫هذه الية يضع ال تعال الهاجرين و النصار ف صف واحد مع النب (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و يشملهم‬
‫جيعا بالتوبة و الرأفة و الرحة‪ ،‬إعلما لنا أن مقام الهاجرين و النصار ف توبة ال عليهم مثل مقام النب الختار‬
‫(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‪ .‬فهل مثل هؤلء صاروا مرتدين؟؟‬
‫‪ { 5‬كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف و تنهون عن النكر و تؤمنون بال } آل عمران ‪/‬‬
‫‪ .110‬قال الشيخ الطوسي عليه الرحة ف تفسي التبيان‪ [ :‬و اختلف الفسرون ف العـنـيّ بقوله كنتم خي‬
‫سدّي‪،‬‬
‫أمة‪ ،‬فقال قوم‪ :‬هم الذين هاجروا مع النب صلىال عليه وآله‪ ،‬ذكره ابن عباس و عمر بن الطاب و ال ُ‬
‫و قال عكرمة نزلت ف ابن مسعود و سال مول أب حذيفة و ُأبَ ّي بن كعب و معاذ بن جبل‪ ،‬و قال الضحاك‪:‬‬
‫هم من أصحاب رسول ال خاصة‪ .]13[] ...‬و أيا كانوا فإنم عند ال خي أمة‪ ،‬أما عند الغلة الدعي لب‬
‫أهل البيت‪ ،‬كانوا أسوأ أمة! [‪ .]14‬فأيهما نقبل‪ :‬قول الرب سبحانه أم قول الغلة الخالفي للقرآن؟؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 6‬يقول تعال بدًأ مـن اليـة الرابعـة مـن سـورة الفتـح‪ { :‬هـو الذي أنزل السـكينة فـ قلوب الؤمنيـ‬
‫ليزدادوا إيانا مع إيانم‪ .........‬لُِيدْخِل الؤمني و الؤمنات جنات تري من تتها النار خالدين فيها و ي َك ّفرَ‬
‫عن هم سيئاتم وكان ذلك ع ند ال فوزا عظي ما } إل ال ية ‪ 18‬ح يث يقول‪ { :‬ل قد ر ضي ال عن الؤمن ي إذ‬
‫يبايعو نك ت ت الشجرة فعلم ما ف قلوب م فأنزل ال سكينة علي هم و أثاب م فت حا قري با } إل ال ية ‪ 26‬ح يث‬
‫يقول‪ { :‬إذ ج عل الذ ين كفروا ف قلوب م الميّ ة حيّ ة الاهل ية فأنزل ال سكينته على ر سوله وعلى الؤمن ي‬
‫وألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق با و أهلها و كان ال بكل شيء عليما } ث يتتم السورة بقوله‪ { :‬ممد‬
‫رسـول ال و الذيـن معـه أشداء على الكفار رحاء بينهـم تراهـم ركعـا سـجدا يبتغون فضل مـن ال ورضوانـا‬
‫سيماهم ف وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة‪ ،‬ومثلهم ف النيل‪..‬إل} الفتح ‪ .29/‬من كان‬
‫هؤلء الشار إلي هم ف هذه اليات ؟ هل كان لذه اليات م صاديق ف الارج أم ل؟ هل مات جيع هم ق بل وفاة‬
‫رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) أم بعد وفاته؟ هل تدخلوا ف اختيار الليفة بعده (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‬
‫أم ل يتدخلوا ؟ هل ج يع هذه اليات نزلت ف أولئك الثل ثة أم أن ا تش مل آخر ين ؟‪..‬إن ا أ سئلة تطرح ها هذه‬
‫اليات‪ ،‬و الذي يق له الجابة عنها هو الؤمن‪ ،‬ل الغال عدي الدين مثل "عبد ال بن القاسم الضرمي"! الذي‬
‫يب أن ييب عن هذه السئلة هو الؤمن بالقرآن العتقد أنه تنيل رب العالي العال بالظواهر و البواطن‪ ،‬ل عبد‬
‫ال بن القاسم الضرمي (و أمثاله) الغال الكذاب عدو ال و رسوله الذي يفتري على لسان إمام من الئمة‪ :‬ارتد‬
‫الناس على أعقابم كفارا إل ثلثة!‪.‬‬
‫‪ 7‬و هناك آيات عديدة أخرى ف مدح أصحاب رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) نشي لبعضها مثل‬
‫قوله تعال‪ { :‬آمن الرسول با أنزل إليه من ربه والؤمنون كلهم آمن بال و ملئكته و كتبه و رسله‪ }..‬البقرة‬
‫‪ .285 /‬هل ار تد أولئ ـك الؤمنون بال و ملئك ته و كت به و ر سله ؟ هل كان لذه ال ية الكري ة عند ما نزلت‬
‫م صاديق أم ل ؟ إن كان ل ا م صاديق ف من كانوا ؟‪ ،‬أو قوله تعال‪ { :‬ل قد منّ ال على الؤمن ي إذ ب عث في هم‬
‫رسول منهم يتلوا عليهم آياته و يزكيهم و يعلّ ُمهُ مُ الكتاب و الكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلل مبي }‬
‫آل عمران ‪ .164 /‬هل كان هناك مؤمنون منّ ال تعال عليهم با ذكر ؟ و ف حال وجودهم فهل ماتوا جيعا قبل‬
‫رحلة رسول ال(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)؟ هل يستطيع أحد أن يدعي مثل هذا الدعاء ؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 8‬و تلك الية الكرية الت نزلت بق الؤمني الجاهدين ف واقعة حراء السد الت يقول ال تعال فيها‪:‬‬
‫{‪ ..‬و أن ال ل يض يع أ جر الؤمن ي‪ .‬الذ ين ا ستجابوا ل و الر سول من ب عد ما أ صابم القرح للذ ين أح سنوا‬
‫منهم و اتقوا أجر عظيم‪ .‬الذين قال لم الناس إن الناس قد جعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيانا و قالوا حسبنا‬
‫ال و نعم الوكيل‪ .‬فانقلبوا بنعمة من ال و فضل ل يسسهم سوء و اتبعوا رضوان ال و ال ذو فضل عظيم }‬
‫آل عمران ‪.174 171/‬‬
‫هل مثل هؤلء الؤمني كان لم وجود أم ل ؟ و إن كان لم وجود فمن كانوا ؟ هل كانوا أولـئك الثلثة‬
‫فقط الذين ل يرتدوا بعد رسول ال‪ ،‬أي سلمان و القداد و أبو ذر ؟! هذا ف حي أن سلمان ل يكن ف ذلك‬
‫الي بي أولئك الؤمني الشار إليهم ف الية أصل لنا نزلت ف شأن ماهدي غزوة ُأحُد وسلمان ل يلتق برسول‬
‫ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و يُسْـلِم على يديه إل بعد أُحُد‪ ،‬كما أن وجود أب ذر رضي ال عنه بينهم ليس‬
‫مؤكدا‪ ،‬إذن من هم الذين يدحهم ال ف هذه اليات كل هذا الديح؟ و هل ماتوا جيعا قبل وفاة النب (صلّىاللّه‬
‫عليه وآله وسلّم)؟ القيقة أن اسم ماهدي بدر و أحد مسجل ف التاريخ وأكثرهم كانوا أحياء ف زمن اللفاء بعد‬
‫رسول ال (صلىاللّه عليه وآله وسلّم) وسيتم الليئة بالفخار و العظمة مدونة معروفة‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 9‬أو اليات الكريةـ‪ { :‬إن فـ خلق السـموات و الرض و اختلف الليـل و النهار ليات لول‬
‫اللباب‪ .‬الذيـن يذكرون ال قيامـا و قعودا وعلى جنوبمـ و يتفكرون فـ خلق السـموات و الرض ربنـا مـا‬
‫خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار‪(......‬إل قوله تعال)‪ :‬فاستجاب لم ربم أن ل أضيع عمل عامل‬
‫من كم من ذ كر و أن ثى بعض كم من ب عض فالذ ين هاجروا وأخرجوا من ديار هم و أوذوا ف سبيلي و قاتلوا‬
‫و قتلوا لك ّفرَنّ عن هم سيئاتم و لدخلنّ هم جنات تري من تت ها النار ثوا با من ع ند ال و ال عنده ح سن‬
‫الثواب }آل عمران ‪ .195 190 /‬يقول الش يخ الطو سي ف تف سيه الشر يف "ال تبيان"‪ [ :‬و قال (ال طبي)‪:‬‬
‫الية متصة بن هاجر من أصحاب النب (صلّىاللّه عليه وآله) من وطنه و أهله مفارقا لهل الشرك بال إل‬
‫رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله) و غيهم من تُبّاع رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله) من الذين رغبوا إليه تعال‬
‫ف تعجيل نصرهم على أعدائهم و علموا أنه ل يلف اليعاد بذلك‪ ،‬غي أنم سألوا تعجيله و قالوا ل صب لنا‬
‫على أنا تك و حل مك‪ ،‬وقوّى (أي ال طبي) ذلك ب ا ب عد هذه ال ية من قوله فا ستجاب ل م رب م أ ن ل أض يع‬
‫عمل عامل منكم من ذكر و أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم و أوذوا ف سبيلي‬
‫و قاتلوا و قتلوا‪...‬اليات بعدها‪(،‬يقول الطوسي) و ذلك ل يليق إل با ذكره و ل يليق بالقاويل الباقية و إل‬
‫هذا أومى البل خي لنه قال ف الية الخرى و ال ت قبلها (نزلت) ف الذ ين هاجروا إل ال نب ( صلّىاللّه عليه‬
‫وآله)‪ ،‬ث (نزلت) ف جيع من سلك سبيلهم و اتبع آثارهم من السلمي‪.]15[]...‬‬
‫نسأل ثانية‪ :‬من هم هؤلء الذين قال ال تعال عنهم أنم هاجروا وأُ ْخرِجوا من ديارهم و أموالم و أوذوا ف‬
‫سبيله و قاتلوا و قتلوا و أنه سيدخلهم جناته ؟ إنم نفس أولئك الذين يقول ذلك الديث الكفر عنهم‪ :‬ارتد الناس‬
‫على أعقابم كفارا إل ثلثة‪ .‬أي قلب يؤمن بال و رسوله و اليوم الخر يكنه أن يقبل بثل هذا الكفر الصريح ؟‬
‫‪ 10‬و ال ية الكريةـ‪‍ {:‬للفقراء الهاجريـن الذيـن أخرجوا مـن ديارهـم وأموالمـ يبتغون فضل مـن ال‬
‫و رضوانا و ينصرون ال و رسوله أولـئك هم الصادقون‪ .‬و الذين تبوؤ الدار و اليان من قبلهم يبون من‬
‫هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بم خصاصة و من يوق‬
‫شح نفسه فأولئك هم الفلحون }الشر ‪ .10 8 /‬من كان هؤلء الذين أُ ْخرِجوا من ديارهم و اضطروا لترك‬
‫أموالم طلبا لرضا ال تعال و فضله‪ ،‬الذ ين نصروا ال و رسوله و ساهم ال بالصادقي ؟ أل يكونوا هم أنفسهم‬
‫الذين حضروا السقيفة ؟ و هل كان هؤلء الذين تبوؤا الدار و اليان‪ ،‬والذين أحبوا الهاجرين إليهم و آووهم ف‬
‫بيوتم و آثروهم على أنفسهم‪ ،‬إل النصار الذين أتوا بسعد بن عبادة ‪ t‬بعد وفاة رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله‬
‫وسلّم) إل السقيفة و أرادوا أن يعلوه خليفة و يبايعوه ؟‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫أي القولي نتار ؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫هذه اليات و عشرات من اليات الخرى[‪ ]16‬الت نزلت ف كتاب السلمي السماوي ف مدح و تجيد‬
‫أصحاب رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‪ ،‬وأبرزهم الهاجرون و النصار‪ ،‬أمام عين كل مسلم عال بالقرآن‬
‫و مؤ من ب ا ف يه ؛ تعارض بشدة تلك الحاد يث ال ت تد عي ارتداد ج يع ال سلمي وعودت م إل الك فر‪ ،‬فور رحلة‬
‫رسول ال و مفارقته للدنيا‪ ،‬إل ثلثة أفراد منهم فقط!! أي الثلثة الذين بقوا على إيانم باللفة النصوصة لعلي!‬
‫إن الؤ من بال و الر سول و القرآن و القيا مة ل ي كن أن ي صدق تلك الحاد يث و ل ما ق يل عن مال فة‬
‫الهاجرين و النصار للخلفة النصوص عليها‪ ،‬لنه إما أن تكون هذه اليات من عند ال أو ل تكون‪ ،‬فإن ل تكن‬
‫من عند ال فالقرآن و العياذ بال من اختلق و تلفيق غي ال‪ ،‬و إذا صار القرآن من اختلق و تلفيق غي ال‬
‫فمعن هذا اندام السلم‪ ،‬البتن على القرآن‪ ،‬من أساسه‪ ،‬و إذا اندم و انار السلم‪ ،‬الذي هو الصل‪ ،‬فما قيمة‬
‫إثبات الل فة الن صوص علي ها أو غ ي الن صوص علي ها و ما هي إل فرع لذلك ال صل ؟ هل هذا إل ك ما قال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫خواجه در بند نقش ايوانست‬ ‫خانه از باي بست ويران اسـت‬
‫و الواجه مشغول بزخرفة شرفته‬ ‫أي‪ :‬البيت َخ ِربٌ من قواعده‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و أمـا إن كان القرآن مـن عنـد ال‪ ،‬و هـو قطعـا كذلك‪ ،‬و إن كان ال سـبحانه و تعال عال بالغيـب‬
‫و الشهادة عل يم بذات ال صدور‪ ،‬و هو قط عا كذلك‪ ،‬إذن ف هو يعلم بقي قة من يد حه ف كتا به و يبشره بالفوز‬
‫و الفلح‪ ،‬عندئذ يبـ أن يكون موقفنـا واضحـا مـن اليات الكثية مثـل قوله تعال‪{ :‬و الذيـن آمنوا وهاجروا‬
‫و جاهدوا ف سبيل ال‪ ،‬و الذين آووا و نصروا أولئك هم الؤمنون حقا لم مغفرة و رزق كري} النفال‪،74/‬‬
‫{و أولـئك هم الفائزون} {وأولـئك هم الصادقون} {وأولـئك لم اليات و أولـئك هم الفلحون}‬
‫{كنتم خي أمـة} { و ألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق با و أهلها } الفتح‪ { 26/‬و السابقون الولون‬
‫من الهاجرين والنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم و رضوا عنه وأعد لم جنات تري من تتها‬
‫النار خالديـن فيهـا أبدا‪ }..‬التوبـة‪ ،100/‬وعشرات اليات الخرى‪ ..‬و نعود فنسـأل هـل كان لتلك اليات‬
‫مصاديق ف عال الارج أم ل؟ فإن كان يوجد لا مصاديق فمن هم؟ أل يكونوا نفس الذين اجتمعوا ف سقيفة بن‬
‫ساعدة لن صب اللي فة؟ ف هل كان ال تعال‪ ،‬الذي امتدح هم و أث ن علي هم‪ ،‬عال ا ب سرائرهم وضمائر هم خبيا‬
‫باضيهم ومستقبلهم أم ل ؟ بديهي أن الشق الثان من السؤال ل يكن لؤمن بال أن يلتزم به "تعال ال عما يقول‬
‫الظالون علوا كبيا "! و أما إن كان عليما خبيا‪ ،‬و هو قطعا كذلك‪ ،‬فمن يستطيع أن يدعي أن ال العليم البي‬
‫مدح هم وأث ن علي هم (و ش هد ل م ب صدق اليان ووعد هم بالنات و الرضوان) لكن هم ارتدوا‪ ،‬فور وفاة نبيهم‪،‬‬
‫على أعقابم كفارا (خونة) و جحدوا أمر ال تعال بتأمي علي (ع) عليهم؟! [‪ .]17‬ذلك لن ال تعال‪ ،‬الذي‬
‫يعلم الغيب و يعلم في ما إذا كان عبدا من عباده سيتكب من العمال ف الستقبل ما يبط أجره ويبطل سوابقه‬
‫الصـالة‪ ،‬إذا قال عـن فلن أنـه مفلح و فائز و أعددت له النات‪ ،‬كان ذلك دليل قاطعـا على أن ذلك العبـد لن‬
‫يرتكب عمل ينعه من الدخول ف النة وأن عثراته ستكون مغفورة‪.‬‬
‫لنه من الواضح أن النسان العادي إذا عاشر عن قرب شخصا ما لصار على معرفة به و اطلع على خصاله‬
‫و حقي قة أفكاره‪ ،‬فك يف ي كن لِ ـلّـه الالق العل يم بذات ال صدور أن ل يعرف حقي قة ع بد من عباده فيمد حه‬
‫و يثن عليه كل الثناء؟!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أل يكن ال تعال الكيم العليم البي يعلم أن أصحاب نبيه ل يكونوا مهتمي بصدق بقائق الدين بل قبلوه‬
‫قبول ظاهريا سطحيا و متزلزل كما تدعيه الرويات الت وضعها الغلة من الشيعة بل طبقا لبعض رواياتم كان‬
‫أولـئك الصحابة ف نفس زمن حياة النب (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) قد شكلوا زمرا ومموعات سرية و عقدوا‬
‫فيما بينهم عهودا و كتبوا صحيفة ملعونة أودعوها الكعبة!!‪ ،‬و أنه منذ أول يوم تظاهروا فيه بالدخول ف السلم‬
‫ل يكن لم هدف سوى الوصول للمارة والكومة!! و أن قلبهم كان طافحا ببغض أهل البيت وبجرد أن ارتل‬
‫النب ارتدوا على أعقابم و أنكروا أهم أصل من أصول الدين وهو المامة النصوص عليها من ال ؟!! فكيف إذن‬
‫أنزل تعال ف شأنم كل آيات الثناء و الديح والشهادة باليان و الفوز و الفلح تلك؟!! آيات تبقى خالدة إل‬
‫يوم القيا مة يتلو ها الؤمنون آناء الل يل و أطراف النهار يبون ب سببها الهاجر ين الن صار و يغبطون م على إيان م‬
‫و فلحهم‪.‬‬
‫أجل إن تصديق رواية ((لا قبض النب ارتد الناس إل ثلثة (أو سبعة)‪ ))...‬و أمثالا يؤدي إل تكذيب جيع‬
‫اليات القرآنية الكرية السابقة‪ ،‬أو إل اتباع البدعة الت وضعها بعض أعداء السلم لسقاط الكتاب الجيد عن‬
‫الجية‪ ،‬بادعائهم أن كتاب ال غي قابل للفهم البشري و أننا ل نستطيع أن نفهم منه الراد القيقي!! و عندئذ‬
‫يفتح الباب للباطنية الذين فسروا القرآن على أهوائهم فأتوا بأباطيل ل ينل ال با من سلطان!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أ جل إن ال صرار على صحة أمثال تلك الروايات‪ ،‬يلزم م نه اعتبار تلك اليات القرآن ية الكري ة إ ما خاطئة‬
‫و العياذ بال أو غيـ مفهومـة‪ ،‬و بالتال ففاعـل ذلك يغفـل أو يتغافـل عـن أنـه بإصـراره على إثبات المامـة‬
‫النصـوص عليهـا لعلي (ع) أثبـت و العياذ بال بطلن معجزة الرسـالة الكـبى و بالتال أثبـت كذب السـلمِ‬
‫و نبوةِ خات النبياء (صلىال عليه وآله وسلم)!! (و وقع ف الثل القائل جاء ليكحلها فأعماها!)‪ .‬لنه إذا كان رد‬
‫خل فة علي ارتدادا ك ما ت صرّح به تلك الروايات ال ت تقول‪ :‬ل ا قُِب ضَ ال نبّ ارت ـدّ الناس على أعقاب م كفّارا إل‬
‫ثلثة‪ ،‬ونعلم أن أكثر صحابة النب بل كلهم بقوا علي بيعتهم لب بكر‪ ،‬أي بقوا على ذلك الكفر (!!) و العياذ‬
‫بال ـ و ماتوا عل يه‪ ،‬فطبقا لقوله تعال‪ { :‬و من يرتدد من كم عن دينه في مت و هو كافر فأولـئك حب طت‬
‫أعمال م ف الدن يا والخرة وأول ـئك أ صحاب النار هم في ها خالدون } (البقرة ‪ )217 /‬سيكونون جي عا قد‬
‫حبطت أعمالم و سيصيون إل نار جهنم خالدين فيها أبدا‪ ،‬إل ثلثة نفر!! أولـئك الثلثة الذين تدل سيتم‪،‬‬
‫لل سف أو ل سن ال ظ‪ ،‬على أن موقف هم ورأي هم ف ال سألة كان ن فس رأي و مو قف سائر أ صحاب ر سول ال‬
‫( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم)!! و ذلك أن القداد ‪t‬الذي ذ كر ف ب عض الروايات أ نه كان أث بت قد ما من سلمان‬
‫و أب ذر (رضي ال عنهما) ف أمر خل فة علي بعد النب (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‪ ،‬هو نفس الشخص الذي‬
‫طبقا لوصية عمر ‪ t‬كان عليه مهمة التعاون والشراف على أب طلحة (زيد بن سهل) النصاري ف أمر تعيي‬
‫الليفة من بي الستة‪ :‬علي و طلحة والزبي و سعد و عبد الرحن و عثمان‪ ،‬حيث أمر عمر ‪ t‬أبا طلحة أن ينظرهم‬
‫ثلثة أيام فإن اتفقوا على رجل منهم و أب واحد أن يضرب عنقه وإن اتفق أربعة و أ ب اثنان أن يضرب عنقهما‬
‫و إن اختلفوا جيعا بعد الدة الحددة أن يضرب أعناقهم جيعا[‪.]18‬‬
‫كما أن سلمان رضي ال عنه كان واليا على الدائن من قِبَ ِل عمر رضي ال لعدة سني و ل ُيؤْثَر عنه من‬
‫سيته العروفة الواضحة‪ ،‬أدن اعتراض على خلفة أب بكر رضي ال عنه و عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫فبعد كل ذلك هل يكن لي مسل ٍم مؤم نٍ بالقرآن أن يعي مفاد تلك الروايات أدن التفات ؟ أل ينبغي على‬
‫كل مؤمن بالقرآن‪ ،‬بينه و بي ال وأمام حكم وجدانه و دينه‪ ،‬ـ و عمل بالمر الصريح لئمة آل البيت عليهم‬
‫السلم الذين أكدوا مرارا أن ما خالف القرآن من الخبار النقولة فهو زخرف و ليس عنهم وينبغي أن يضرب به‬
‫عرض الائط [‪ ]19‬ــ أن يارب و يكذّب بشدة و بكـل مـا أوتـ مـن طاقـة و وسـع أمثال تلك الكاذيـب‬
‫و الكفريات‪ ،‬فما بالك لو آمن با وصدقها ؟!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫لو ألقيت نظرة‪ ،‬أيها القارئ الكري‪ ،‬على التاريخ الدموي الخزي الليء بالعداوة و الصومة والفرقة‪ ،‬الذي‬
‫أوجدتـه تلك الروايات و أمثالاـ بيـ السـلمي‪ ،‬لدركـت أن واضعـي أمثال تلك الروايات‪ ،‬و متلقـي مثـل تلك‬
‫الحاديث‪ ،‬هم بل شك و ل ريب من أشد أعداء السلم‪ ،‬أو أنم أشخاص جهلة كان يركهم ويرضهم أعداء‬
‫السلم ليوقعوا الفرقة بي السلمي‪ ،‬حت يأت مثل هذا اليوم الذي نرى فيه السلمي‪ ،‬على كثرة عددهم و كون‬
‫معظمهم يسكن ف أفضل نقاط العمورة‪ ،‬و مع وجود كل الوصايا والتأكيدات اللـهية المرة بالتاد والتفاق‬
‫الناهية عن الفرقة و اللف‪ ،‬على هذه الدرجة من الذلة و الهانة والضعف والتأخّر‪ ،‬الت يندر أن يكون لا نظي‬
‫لدى أي ش عب من شعوب الدن يا تلك ما يل كه ال سلمون‪ ،‬و أ صغر نوذج على ذلك سيطرة حف نة من اليهود‬
‫عليهم‪...‬‬

‫أ جل‪ ،‬إن كل هذا من بركات أو بالحرى من الثار الدمّرة لمثال تلك الروايات ال ت جذور ها تن بع‬
‫من تر بة الك فر ال بي‪ ،‬لكن ها لل سف تُ سقى باء مذا هب إ سلمية! أي مذا هب (التطرف ي الغلة) البعيدة عن‬
‫ال سلم القي قي و روح الد ين! مذا هب أوجدت ا وابتدعت ها ال سياسات والهواء الختل فة‪ :‬أوجد ها أعداء‬
‫السـلم أو غـذّوها و روجوا لا‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫سِـَيرُ الصحابة رضي ال عنهم أيضا مصدّقة لليات و مكذّبة للروايات‬
‫نظرة إجالية أو تفصيلية أيضا على سِيَر صحابة رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) تبي بوضوح أنم كانوا أهل‬
‫حقا لديح رب العالي و ثنائه‪ ،‬فحياتم الليئة بالفخار تدل على أنم كانوا زبدة بن آدم‪ .‬لقد كانوا رجال دخلوا‬
‫ف السلم دون أي تطميع أو تديد من ِقبَلِ مبلغ السلم و الصادع به (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‪ ،‬ث ل يؤثر فيهم‬
‫و يصرفهم عن عقيدتم أي ترغيب أو تديد‪ ،‬بل كانوا ثابت القدام على عقيدتم كالبال الشوامخ‪ ،‬و بالرغم من‬
‫جيع أنواع التعذيب و اللم والضطهاد الذي كانوا يتعرضون له من قِبَلِ مالفيهم الذين كانوا أصحاب قدرة وثروة‬
‫و سلطة‪ ،‬حيث كان أكثر أصحاب النب (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) من طبقة الفقراء و العبيد الذين يعيشون تت‬
‫وطأة وسلطان أسيادهم الخالفي لم ف الدين‪ ،‬فكانوا ُيهَدّدون من قِبَ ِل أسيادهم ومالكي رقابم بالتعذيب إل درجة‬
‫الوت‪ ،‬وطبقا لبعض الروايات كانوا يصبون الاء الار على أجسامهم العارية‪ ،‬و يلدونم بأسواط الديد حت يتفتّت‬
‫جلدهم‪ ،‬أو كانوا يُدخِلون رؤوسهم ف الاء حت ينقطع نفسهم‪ ،‬أو كانوا يرجونم إل الفلوات ف حر الشمس‬
‫و يضعون فوق صدورهم الصخر الثقيل و يتركونه فوقهم ث يأمرونم بالرجوع عن الدين الذي قبلوه أو على القل‬
‫الباءة من ممد و دينه‪ ،‬و لو تقية‪ ،‬لينقذوا أنفسهم من العذاب (فيأبون)‪ ،‬و كان يوقَـد لبعضهم النار ث يُ َمرّون‬
‫عليها فل يطفئها إل ودك (أي شحم) بدنم‪.‬‬
‫خبّاب بن الرتّ رضي ال عنه من السلمي الذين تملوا أنواعا من العذاب ف سبيل عقيدتم و إيانم بدين‬
‫السلم‪ ،‬فهو من ا ُلعَذّبي ف ال‪ ،‬و لعله من أكثر من تمل العذاب‪ ،‬يقول عنه ابن الثي‪ [ :‬خبّاب بن‬
‫الرتّ‪...‬مولته أم أنار‪ ،‬وهو من السابقي الولي إل السلم و من كان يُعـذّب ف ال تعال كان سادس ستة ف‬
‫السلم‪...‬قال ماهد‪ :‬أول من أظهر إسلمه رسول ال ‪ r‬و أبو بكر و خبّاب و صهيب و عمار و سية أم عمار‪،‬‬
‫فأما رسول ال ‪ r‬فمنعه ال بعمه أب طالب‪ ،‬و أما أبو بكر فمنعه قومه‪ ،‬و أما الخرون فألبسوهم أدراع الديد ث‬
‫صهروهم وهم ف الشمس فبلغ منهم الهد ما شاء ال أن يبلغ من حر الديد والشمس‪ ...‬و قال الشعب‪ :‬إن خبابا‬
‫صب و ل يعط الكفار ما سألوا فجعلوا يلصقون ظهره بال ّرضَف (أي الجارة الت حيت بالشمس أو النار) حت‬
‫ذهب لم متنه‪ ..،‬و قال أبو صال‪ :‬كان خبّاب قيّنا (أي حدّادا) يطبع السيوف‪ ،‬و كان رسول ال ‪ r‬يألفه و يأتيه‬
‫فأُخِْبرَت مولته بذلك فكانت تأخذ الديدة الحمّاة فتضعها على رأسه‪ ...‬توف سنة ‪ ،37‬قال زيد بن وهب‪ :‬سرنا‬
‫صفّي حت إذاكان عند باب الكوفة إذا نن بقبور سبعة عن أياننا فقال‪ :‬ما هذه القبور ؟‬
‫مع علي حي رجع من ِ‬
‫فقالوا‪ :‬يا أمي الؤمني إن خبّاب بن الرتّ توف مرجك إل صفي‪...‬فقال علي ‪ :t‬رحم ال خبّابا‪ ،‬أسلم راغبا‬
‫و هاجر طائعا و عاش ماهدا و ابتُليَ ف جسمه و لن يضيّع ال أجر من أحسن عمل‪.]20[ ]...‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫صهيب بن سنان الرومي رضي ال عنه صحاب آخر من العذبي ف ال والهاجرين الجاهدين ف سبيل ال‬
‫و قد عاش إل ما بعد وفاة رسول ال وبايع وأيد اللفاء قبل المام علي عليه السلم يقول عنه ابن الثي ف كتابه "‬
‫أسد الغابة ف معرفة الصحابة "‪ [ :‬و أسلم صهيب و رسول ال ف دار الرقم‪ ،‬بعد بضعة وثلثي رجل‪ ،‬و كان‬
‫من الستضعفي بكة العذبي ف ال سبحانه وتعال‪ ....‬و لا هاجر صهيب إل الدينة تبعه نفر من الشركي‪ ،‬فنثل‬
‫كنان ته و قال يا مع شر قر يش‪ ،‬تعلمون أ ن من أرما كم‪ ،‬و وال ل ت صلون إلّ ح ت أرمي كم ب كل سهم م عي‪ ،‬ث‬
‫أضربكم بسيفي ما بقي بيدي منه شيء‪ ،‬فإن كنتم تريدون مال دللتكم عليه‪ ،‬قالوا‪ :‬فدلنا على مالك و نلي عنك‪،‬‬
‫فتعاهدوا على ذلك فدل م عل يه و ل ق بر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫"ربح البيع أبا يي!" فأنزل ال تعال { و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات ال و ال رؤوف بالعباد }‬
‫و شهد صهيب بدرا و أحدا و الندق والشاهد كلها مع رسول ال صلى ال عليه و سلم‪.‬‬
‫و عن ما هد قال‪ :‬أول من أظ هر إ سلمه سبعة‪ :‬ال نب صلى ال عل يه و سلم و أ بو ب كر وبلل و صهيب‬
‫و خباب و عمار بن ياسر و سية أم عمار‪ ،‬ث يقول فأما النب صلى ال عليه وسلم فمنعه ال و أما أبو بكر فمنعه‬
‫صهِروا ف الشمس‪ ....‬و كان عمر بن‬ ‫قومه‪ ،‬و أما الخرون (و منهم صهيب) فأُ ِخذُوا وأُلْبِسوا أدراع الديد ث أُ ْ‬
‫ضرِ بَ أو صى أن ي صلي عل يه صهيبٌ بما عة‬‫الطاب ر ضي ال ع نه م با ل صهيب ح سن ال ظن ف يه ح ت إ نه ل ا ُ‬
‫السلمي ثلثا حت يتفق أهل الشورى على من سيخلف و توف صهيب بالدينة سنة ثان و ثلثي و قيل سنة تسع‬
‫و ثلثي و هو ابن ‪ 73‬سنة ] [‪.]21‬‬
‫و جاء ف سية ا بن هشام أي ضا‪ [ :‬قال ا بن ا سحق‪ :‬و حدّث ن حك يم بن جبي عن سعيد بن جبي‪ ،‬قال‬
‫قلت لع بد ال بن عباس‪ :‬أكان الشركون يبلغون من أ صحاب ر سول ال ‪ r‬من العذاب ما يُعذَرون ف ترك‬
‫دينهم ؟ قال‪ :‬نعم وال‪ ،‬إن كانوا ليضربون أحدهم و ييعونه و يعطّشونه حت ما يقدر أن يستوي جالسا من‬
‫شدة الضر الذي نزل به‪ ،‬حت يعطيهم ما سألوه من الفتنة‪ ،‬حت يقولوا له‪ :‬أللت و العزّى إلـهك من دون‬
‫لعَل (صرصار الصحراء) ليمر بم‪ ،‬فيقولون له‪ :‬أهذا العل إلـهك من دون ال؟‬
‫ال؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬حت إن ا ُ‬
‫فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬افتداء منهم ما يبلغون من جهده ][‪.]22‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫لكن هم كانوا ب كل شجا عة و شها مة و ر شد يرفضون الن صياع ل ا يريده من هم أرباب القدرة و ال سلطان‬
‫عليهـم و يصـيحون تتـ ضربات سـياط الديـد اللهبـة‪ :‬أشهـد أن ل إلــه إل ال و أن ممدا و رسـول ال‪،‬‬
‫مسـجلي بذلك أسـى آيات الفخار‪ .‬و بعضهـم كان ذا مال و ثروة و نفوذ و اقتدار‪ ،‬لكـن بسـبب دخولمـ فـ‬
‫السلم اضطروا ليس للتخلي عن أموالم ومكانتهم فحسب‪ ،‬بل لن يغمضوا أعينهم عن الهل و الديار و الوطن‬
‫والقرباء‪ ،‬و يهاجروا لبلد غريبة‪ ،‬أيا كانت ف هذه الرض الواسعة حت لو كانت بلدا ل تدين بدينهم كالبشة‪،‬‬
‫مسلمي أنفسهم لصي مهول‪ ،‬وذلك كجعفر بن أب طالب و مصعب بن عمي وعبد ال بن مسعود و عتبة بن‬
‫غزوان ‪ y‬و و و‪ ،...‬و مـع ذلك كانوا يقبلون على الجــرة مسـرورين راضيـ و يصـرفون نظرهـم عـن الو طن‬
‫و القرابة والصحاب‪ ،‬و ل ينحرفون ذرة عن دينهم‪.‬‬
‫أ جل هؤلء هم الذ ين يذ كر القرآن الكر ي ل نا بأف ضل صورة كيف ية إيان م و تمل هم للعذاب و تعرض هم‬
‫للضطهاد و اليذاء و يثن على تملهم الذى وهجرتم م ف سبيله فيقول‪ { :‬و الذين هاجروا ف ال من بعد ما‬
‫ُظلِـموا لنَُبوّئنّهم ف الدنيا حسنة و لجر الخرة أكب لو كانوا يعلمون‪ .‬الذين صبوا وعلى ربم يتوكلون}‬
‫النحـل ‪ ،42 41 /‬و يقول‪ ..{ :‬فالذيـن هاجروا وأخرجوا مـن ديارهـم و أوذوا فـ سـبيلي و قاتلوا و قُتِلوا‬
‫لكفرنّ عن هم سيئاتم و لدخلنهـم جنات تري من تتهـا النار‪ }..‬آل عمران ‪ ،195 /‬ويقول كذلك‪{ :‬‬
‫للفقراء الهاجرين الذين أُخرِجوا من ديارهم و أموالم يبتغون فضل من ال و رضوانا و ينصرون ال و رسوله‬
‫أولـئك هم الصادقون } الشر ‪ 8 /‬حيث يتفق جيع الفسرين بل خلف أن هذه اليات نزلت ف الهاجرين‬
‫إل البشة ث إل الدينة‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و لنن سى ذلك الدعاء الم يل من أدع ية حضرة المام ز ين العابد ين و سيد ال ساجدين علي بن ال سي‬
‫علي هم ال سلم ال سطور ف "ال صحيفة ال سجادية"الذي عو ضا أن يع تب ال صحابة الهاجر ين و الن صار مرتد ين!‬
‫يدعو فيه لصحاب رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) من أنصار ومهاجرين فيقول‪(( :‬اللهم وأصحاب ممد‬
‫خاصة الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلء السن ف نصره‪ ،‬و كانفوه و أسرعوا إل وفادته‪ ،‬و سابقوا‬
‫إل دعو ته‪ ،‬وا ستجابوا له ح يث أ سعهم ح جة ر سالته‪ .‬و فارقوا الزواج و الولد ف إظهار كلم ته‪ ،‬وقاتلوا‬
‫الباء و البناء ف ت ثبيت نبو ته وانت صروا به‪ .‬و من كانوا منطو ين على مب ته يرجون تارة لن تبور ف مود ته‪.‬‬
‫والذين هجرتم العشائر أن تعلقوا بعروته‪ ،‬و انتفت منهم القرابات أن سكنوا ف ظل قرابته‪ .‬فل تنس اللهم لم‬
‫ما تركوا لك و فيك‪...‬و اشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم‪ ،‬و خروجهم من سعة العاش إل ضيقه‪،))...‬‬
‫ث ال هم من ذلك أ نه ‪ u‬يد عو ع قب ذلك للتابع ي الذ ين ساروا على هدي أول ـئك ال صحابة فيقول‪(( :‬الل هم‬
‫و أو صل إل التابع ي ل م بإح سان الذ ين يقولون رب نا اغ فر ل نا ولخوان نا الذ ين سبقونا باليان خ ي جزائك‪.‬‬
‫الذين تروا ستهم و تروا وجهتهم و مضوا على شاكلتهم‪ .‬ل يثنهم ريب ف بصيتم‪ ،‬و ل يتلجهم شك ف‬
‫ق فو آثار هم‪ ،‬و الئتمام بدا ية منار هم‪ .‬مكانف ي مؤازر ين ل م‪ ،‬يدينون بدين هم‪ ،‬ويهتدون بدي هم‪ ،‬و يتفقون‬
‫عليهم‪ ،‬و ل يتهمونم فيما أدوا إليهم‪.]23[))..‬‬
‫فأي إنسـان‪ ،‬حتـ ذلك الذي ل يؤمـن و ل يعتقـد بالسـلم‪ ،‬يكنـه أن يقول أن هؤلء ارتدوا فور رحيـل‬
‫ر سول ال ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم) ؟؟ إن ل ي كن هناك د ين و إيان فعلى ال قل الياء و الن صاف ي ب أن‬
‫ينعا من التفوّه بثل تلك الكفريّات‪.‬‬
‫لقد عرضنا ف كتابنا هذا بتوفيق ال‪ ،‬بعضا من سية الذين تملوا أنواع الشقات و استقبلوا بصدر رحب‪،‬‬
‫ف سبيل الحافظة على دينهم‪ ،‬صنوف الصائب و البليّات‪ ،‬و بقوا ثابتي مستقيمي على التضحية و الوفاء إل آخر‬
‫رمق‪ ،‬و مع ذلك ما كان موقفهم عقب وفاة نبيهم (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ف سقيفة بن ساعدة إل اتباع‬
‫سبيل سائر الؤمني‪ ،‬و ل يتكلموا بكلمة اعتراض خلفا لا ت‪ ،‬و قد اكتفينا با ذكرنا كأنوذج فقط‪ ،‬و إل فإن كل‬
‫أ صحاب ر سول ال [‪ ]24‬كانوا كذلك‪ ،‬وعانوا ف صدر ال سلم الشقات وشهدوا الروب و الغزوات‪ .‬هذا‬
‫كان من ناحية النقل الذي يبي كذب الروايات‪ ،‬فلنأت الن إل العقل لنرى حكمه ف هذه القضية ؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫العقل منكرٌ للنص‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 1‬القول بأن ال تعال هـو الذي نصـب و عيـ الئمـة وفرض طاعتهـم على العاليـ وحرم النـة على مـن ل‬
‫يعرفهم أو ل يتبعهم‪ ،‬مع نسبة صفات النبياء لم مثل أن الوحي يأتيهم و أن عند كل منهم صحيفة خاصة من ال‬
‫تعال يؤمر بالعمل با‪ ،‬و أنم شجرة النبوة و موضع الرسالة و متلف اللئكة‪ ،‬يأتيهم اللك و يسمعون صوته وإن‬
‫كانوا ل يرونـه‪ ،‬و أن روح القدس الذي يكون للنـب ينتقـل بعده للمام ‪ ..‬ال كمـا ندـ ذلك فـ عدد مـن‬
‫الروايات ف كتب نا الديث ية ال ساسية خا صة أحاد يث كتاب ال جة من كتاب أ صول الكا ف [‪ ،]1‬ح يث ن سبت‬
‫إلي هم ف ب عض الروايات صفات تفوق ح ت صفات ال نبياء ‪ ،‬أي ل يو جد ف القرآن مثل ها ح ت لل نبياء أول‬
‫العزم‪ ،‬أي الرسل أصحاب التشريع‪ ،‬فضل عن النبياء ذوي النبوة التبليغية فقط! [‪ ]2‬أقول أن مثل هذا القول ل‬
‫يتناسب مع قاعدة ختم النبوة الت هي موضع اتفاق جيع فرق السلمي و إجاع المة قاطبة‪.‬‬
‫إذ أن نصبَ ال تعال و تعيينه أئم ًة بثل تلك الصائص الت هي من خصائص النبياء و فر ضَ طاعتهم على‬
‫كل ب ن الن سان ـ‪ ،‬سيكون بثا بة ب عث أ نبياء جدد ب عد نبي نا م مد ( صلىال عل يه وآله و سلم)‪ ،‬بل إن تلك‬
‫ال صائص الذكورة للئ مة علي هم ال سلم أعلى و أ هم من خ صائص ال نبياء البلغ ي الذ ين كانوا يبعثون لتأي يد‬
‫و تبليغ رسالة النب الذي ســبقهم [‪ ، ]3‬أو على القل ليست دونم مرتبة‪ ،‬وهذا ل يتفق أبدا مع مبدأ ختم‬
‫النبوة‪ ،‬فإذا كانت العهود الت سبقت نبينا الات (صلىال عليه وآله وسلم) احتاجت لثل أولئك النبياء البلغي‬
‫بعد أنبيائهم‪ ،‬فإن عهد الرشد الذي وصلت إليه البشرية بعد خات النبيي و سد باب النبوة و الرسالة نائيا‪ ،‬برسالة‬
‫سيدنا ممد (صلىال عليه وآله وسلم) ل يبقِ مال لبعث أنبياء بعده‪ .‬فإن قيل‪ :‬ل أحد يعتب أو يسمي الئمةَ أنبياءَ‬
‫‪ ،‬بل رواياتنا تنع و تكره تسميتهم بذلك بشدة‪ ،‬قلنا إن ذلك ل يغي من حقيقة المر شيئا‪ ،‬فالعبة ليست بالسم‬
‫بل بالع ن‪ ،‬فإذا ن سبت لول ـئك الئ مة كل أو صاف ال نبياء و خ صائصهم الل ـهية م ثل التعي ي من ال تعال‬
‫و فرض طاعتهـم على العاليـ ووحـي ال تعال إليهـم بواسـطة اللك وروح القدس الاص بالنـبياء و عصـمتهم‬
‫الطلقة و أن كل واحد من هم عنده كتاب خاص من ال تعال يع مل به‪ ،‬و أن معرفتهم و اليان ب م شرط النجاة‬
‫البدية يوم القيامة‪ ...‬ال‪ ،‬فهم كالنبياء بكل معن الكلمة و إنكار ذلك مرد تلعب باللفاظ‪.‬‬
‫و أنا أعتقد أن الذين يصرون كل هذا الصرار على المامة النصوص عليها من ال ‪ ،‬ل يدركوا كما يب‬
‫معن ختم النبوة‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و قد ألف أحد الفضلء العاصرين و هو العلمة الشيخ الستاذ "مرتضى مطهري" كتابا قيما باسم "ختم‬
‫النبوة" شرح فيه بشكل متاز فلسفة ختم النبوة ـ هذا رغم أنه بقي على القول بالمامة بالنص دون أن ينتبه إل‬
‫أن ا تتنا قض مع لوازم نظري ته ‪ ،‬و من الف يد ه نا أن نن قل ب عض العبارات من كتا به ذاك‪ ،‬قال‪ (( :‬إن ر سالة نب‬
‫السلم تتلف عن رسالت سائر النبياء الذين سبقوه بأنا من نوع القانون ل البنامج الفصل‪ ،‬أي أنا دستور‬
‫عام للبشريـة (ص ‪ (( .)26‬وحـي هذا النـب هـو فـ مسـتوى دسـتور كلي أبدي )) (ص ‪ (( .)30‬النـب الاتـ‬
‫يبقـ مـن ناحيـة الوحـي اللــهي أي طريـق ل يُــطرَق أو نقطـة ل‬ ‫هـو الذي طوى جيـع الراحـل و ل ِ‬
‫تُك ـتَشـف )) (ص ‪ (( .)34‬الو حي الل ـهي أعلى مظا هر الدا ية و أر قى درجات ا‪ .‬الو حي يتض من إرشادات‬
‫خار جة عن متناول الس و اليال و العقل و العلم‪ ،‬ولذلك ل ي كن لش يء من هذه المور أن ي ل م ل الوحي‪.‬‬
‫و ل كن الو حي الذي له تلك الواص هو الوحي التشريعي ل التبليغي‪ ،‬أما الوحي التبلي غي فعلى العكس‪ .‬طالا ل‬
‫تصل البشرية بعد إل درجة النضوج الكامل ف العقل و العلم و الدنية بيث يكنها أن تقوم بنفسها بمل رسالة‬
‫ال و القيام بهمـة الدعوة و التعليـم والتبليـغ و التفسـي و الجتهاد ‪ ،‬فإن الاجـة للوحـي التبليغـي تكون ل زالت‬
‫باق ية‪ .‬ظهور العلم و الع قل و بعبارة أخرى و صول الن سانية لرحلة الر شد و البلوغ‪ ،‬ين هي تلقائ يا مرحلة الو حي‬
‫التبليغـي‪ ،‬حيـث يصـبح العلماء هـم ورثـة ال نبياء )) (ص ‪ (( .)47‬فـ الواقـع ‪ ،‬أحـد أركان الاتيـة هـو البلوغ‬
‫الجتماعي للبشر إل الد الذي يصبحون معه قادرين على حفظ مواريثه العلمية و الدينية و القيام بنشرها وتعليمها‬
‫و تفسيها )) (ص ‪.)13‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و إذا رأي نا أن نب يا من أ نبياء ب ن إ سرائيل يقوم بأ مر ال تعال بتعي ي "طالوت"مل كا علي هم (البقرة‪ /‬آ ية‬
‫‪ ،)246‬و هو ما يد عي مثله القائلون بالما مة بال نص بالن سبة للئ مة علي هم ال سلم‪ ،‬فإن هذا إن ا ت (بالن سبة‬
‫لطالوت) لنه كان من المور الت على حد قول الستاذ مطهري ـ‪ (( :‬ل بد أن تتم بالوحي ف مرحلة طفولة‬
‫البشرية )) (ص ‪ )87‬أي الرحلة الت تكون البشرية فيها ل تزال باجة لكل نوعي النبوة‪ :‬التشريعي و التبليغي‪(( .‬‬
‫فقد كانت البشرية ‪ ،‬قبل عدة آلف من السني‪ ،‬غي متمكنة من الفاظ على مواريثها الدينية و العلمية و ل يكن‬
‫مـن المكـن توقـع خلف ذلك منهـا)) (ص ‪ )12‬لناـ ل تبلغ فـ إمكانياتاـ ووسـائلها و رشدهـا الجتماعـي‬
‫و السـياسي و الفكري إل الدـ الذي يكنهـا مـن الحافظـة على تراث النـبياء نقيـا بل تغييـ و لذا كانـت‬
‫(( التحريفات والتبديلت تظهر ف تعاليم النبياء و كتبهم القدسة ‪ ...‬و بالتال كانت تلك الكتب والتعاليم تفقد‬
‫صلحيتها لدا ية الناس )) (ص ‪ .)11‬و ل كن ب عد نزول قوله تعال { إ نا ن ن نزل نا الذ كر وإ نا له لافظون}‬
‫(ال جر‪/‬آ ية ‪ (( )9‬انت فى الدا عي الرئ يس للر سالت الديدة و لب عث أ نبياء جدد )) (ص ‪ .)12‬و على حد قول‬
‫الفكر الباكستان ممد إقبال اللهوري ‪ (( :‬ل يكن للبشرية أن تبقى للبد برحلة الطفولة و الاجة للرشاد من‬
‫الارج‪ .‬إلغاء الكهانـة و اللك الوراثـي فـ السـلم‪ ،‬و التأكيـد الدائم فـ القرآن الكريـ على العقـل و التجربـة‪،‬‬
‫و الهية الت أولها ذلك الكتاب البي للطبيعة و التاريخ كمصادر للمعرفة البشرية‪ ،‬كل هذا مظاهر متلفة لفكرة‬
‫واحدة هي ختم الرسالة )) [‪.]4‬‬
‫لذلك نرى ف ضوء ما ذكر أعله أن النص من جانب ال‪ ،‬على إمامة و حكم أفراد معيني‪ ،‬إن ت مثله‬
‫قبل ختم النبوة‪ ،‬مع أننا ل ند مثل تلك الوصاف الارقة الت تن سَب للئمة عليهم السلم حت للنبياء البلغي‬
‫السابقي! ـ فإنه ليس معقول و ل يكن أن يتم بعد ختم النبوة و الرسالة بنوعيها التشريعي والتبليغي‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 2‬إن تعيي و نصب عدد معي من الشخاص سواء اثنا عشر أو إحدى عشر أو سبع ‪..‬ال لكم البشرية‬
‫و سياستها لدة مئات آلف السني إل يوم القيامة أمر مالف للعقل و للمنطق و لواقع الياة‪ ،‬لن الدة الت يكن‬
‫لؤلء الث ن ع شر شخ صا أن يعيشوا في ها و يكموا الناس فعل‪ ،‬لن تتجاوز الائت ي و سبعي إل ثلثائة عام! ف‬
‫ح ي أن ال سلم د ين أبدي خالد‪ ،‬وال سلمون يتاجون لا كم فعلي ي سوسهم و ين فذ في هم أحكام ال تعال ف‬
‫ج يع الزم نة و الع صار‪ ،‬ح يث ل يوز تعط يل أحكام الشرع و ل للح ظة واحدة‪ .‬فل بد أن يكون الشارع‬
‫القدس قد ب ي الطر يق و الن هج الكلي ف قض ية الا كم واختياره عندئذ‪ ،‬ل نه ل ي كن أن يترك الشرع هذا ال مر‬
‫اليات دون أن بيان إطاره أو خطوطه العريضة الكلية للناس و هو الدين البدي الكامل‪ .‬فإذا أقر القائلون بالنص‬
‫على وجود مثل هذا التعليم لكن قيدوه با بعد انتهاء عهد ظهور الئمة النصوبي النصوص عليهم‪ ،‬أرجعنا نن‬
‫نفس هذا التعليم إل كل الفترة الزمنية الت تتلو رحلة النب (صلىال عليه وآله وسلم) إل يوم القيامة بل استثناء‪،‬‬
‫لنه ل يكن أن يكون هناك تفاوت ف تعاليم الشرع بي فترة زمنية و فترة أخرى أي ل يكن أن يكون لزء من‬
‫زمان ما بعد النب (صلىال عليه وآله وسلم) تعليم ما و لبقية هذا الزمان إل يوم القيامة تعليم آخر ‪ ،‬إل بدليل‪،‬‬
‫و ل دليل لدينا أصل إل مرد الدعاء‪.‬‬
‫‪ 3‬ال نص من جا نب ال تعال على أشخاص معين ي بأ سائهم ليكونوا حكا ما على الناس‪ ،‬ف الع صر الذي‬
‫بلغت فيه البشرية سن الرشد و ختمت به النبوات و ُحفِظ فيه الكتاب السماوي الالد بل تغيي أو تبديل أ زيادة‬
‫أو نق صان‪ ،‬أ مر ل ين سجم مع فل سفة التشر يع و هدف اللق الذي هو ابتلء الناس وامتحان م‪ .‬ف قد صار على‬
‫ال سلمي الن أن يديروا متمعات م بأنف سهم و يُمْ ـتَـحنوا ف مدى التزام هم بالع مل بشيئة ال و تعال يم كتا به‪.‬‬
‫علي هم بالرجوع إل أوا مر الشرع القدس و نواه يه أن ينتخبوا رئي سهم و أن ييزوا ب ي ال صال و الطال و ب ي‬
‫التقي و الفاجر‪ ،‬ث يكونوا رقباء عليه يطيعوه و يعينوه إذا أصاب و يسددوه و يقوموه إذا انرف‪ ،‬أما إذا عي ال‬
‫تعال فردا أو أفرادا مصوصي لكم و سياسة السلمي على الدوام‪ ،‬فإن كل فلسفة ابتلء الناس وامتحانم وفتنتهم‬
‫هذه تبطل‪ ،‬وتصبح كل أوامر و نواهي الشرع الت تبي من تب طاعته ومن يتوجب عصيانه‪ ،‬بل معن‪ ،‬حيث‬
‫يرج الختيار من يد الفرد والماعة عندما يتوجب عليهم الطاعة العمياء للقائد الاكم الذي له القدرة‪ ،‬بسلطته‪،‬‬
‫على إجبار الناس على تنفيذ أقواله واتباع أوامره‪ ،‬خاصة أن القائلي بالنص يعتقدون أن النصوص عليهم معصومون‬
‫مطل قا فل مال لل سؤال و النقاش ع ند إطا عة أوامر هم‪ .‬هذا ف حي أن نا نرى أن القرآن الكر ي آيات عديدة تدد‬
‫من تب طاعته و من تب معصيته‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫فأول‪ :‬ليس ف القرآن الكري أمر بالطاعة الطلقة إل لِـلّـه و رسوله فقط و ما‪ ،‬وذلك ف قوله تعال‪ { :‬قل‬
‫أطيعوا ال و الر سول‪ }...‬آل عمران‪ { ،32/‬و ما أر سلنا من ر سول إل ليطاع بإذن ال‪ }...‬الن ساء‪{ ،64/‬‬
‫من يطع الرسول فقد أطاع ال‪ }...‬النساء‪ . 80/‬أما ما عدا ال تعال و رسوله فطاعته مشروطة بالعمل بكتاب‬
‫ال وسنة رسوله‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال و أطيعوا الرسول‪ ،‬و أول المر منكم فإن تنازعتم ف شيء‬
‫فردوه إل ال و الرسول‪ ،‬إن كنتم تؤمنون بال و اليوم الخر ذلك خي و أحسن تأويل} النساء‪.59 /‬‬
‫و ثان يا‪ :‬حددت كث ي من اليات صفات من ت ب طاع ته كقوله تعال‪ { :‬وال سابقون الولون من الهاجر ين‬
‫و النصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم و رضوا عنه‪ }...‬التوبة‪ { ،100 /‬أفمن يهدي إل الق‬
‫أ حق أن يت بع أ من ل ي ِهدّي إل أن يهدى ؟ ف ما ل كم ك يف تكمون؟} يو نس‪ { ،35/‬و ات بع سبيل من أناب‬
‫إل} لقمان‪ { ،15/‬و قال الذي آمـن يـا قوم اتبعون أهدكـم سـبيل الرشاد} غافـر‪ .38/‬و نوهـا مـن اليات‬
‫الكرية‪.‬‬
‫ف ح ي بي نت آيات عديدة أخرى صفات من ت ب مع صيتهم و ترم طاعت هم‪ ،‬م ثل‪ { :‬و ل تت بع سبيل‬
‫الفسدين } العراف‪ { ،142/‬و ل تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا} الكهف‪/‬‬
‫‪ { ،28‬و ل تطيعوا أ مر ال سرفي الذ ين يف سدون ف الرض و ل ي صلحون}الشعراء‪ { ،152 151/‬و ل‬
‫تتبع أهواء الذين ل يعلمون} الاثية‪ { ،18/‬فل تطع الكذبي‪ .‬ودوا لو تدهن فيدهنون‪ .‬و ل تطع كل حلف‬
‫مهي‪ .‬هاز مشاء بنميم‪ .‬مناع للخي معتد أثيم‪ .‬عتل بعد ذلك زنيم} القلم‪ { ،13 8 /‬فاصب لكم ربك‬
‫ول ت طع من هم آث ا أو كفورا } الن سان‪ { ،24/‬و من …‪ ......‬و يت ـبّع غ ي سبيل الؤمن ي ن َولّه ما تول‬
‫و نصله جهنم‪ } ...‬النساء‪.115 /‬‬
‫فلو كان ثةـ أئمـة منصـوص عليهـم و معصـومون‪ ،‬و بالتال الوحيدون الذيـن تبـ طاعتهـم الطلقـة على‬
‫الؤمني‪ ،‬لقال الشارع عليكم طاعة فلن و فلن فقط‪ ،‬و لا كان هناك حاجة لثل تلك الوامر و النواهي الكلية!‬
‫ف حي أن هذه التعاليم تعتب دستورا تسترشد با المة ف تعيينها لاكمها‪ ،‬و تيز به بي اللئق لذا القام ومن ل‬
‫يليق به‪ .‬أي أن زمن السؤولية حل ابتداء من عهد ختم النبوة‪ .‬ف الواقع إن السلم أكثر حسن ظن بالبشرية من‬
‫القائلي بالمامة النصوصة‪]5[ .‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 4‬ل يكن لي نب من النبياء السابقي و ل ف أي شريعة من الشرائع اللـهية الاضية أئمة منصوص‬
‫عليهم و حكام معصومون يب على المة طاعتهم تعبدا و ديانة‪ ،‬و ل كان لي من النبياء السابقي وصيا معينا‬
‫ص عل يه ليخل فه ف شأن ال كم وا ستلم زمام المور ادعاء عار من‬‫ب و صيّ ن ّ‬
‫للحكو مة‪ .‬و الدعاء بأن ل كل ن ّ‬
‫القي قة و ل أ ساس له‪ ،‬و ل غرو فم ثل هذا لو ح صل يكون‪ ،‬ك ما أوضح نا سالفا‪ ،‬نق ضا للغرض الراد من وراء‬
‫تشريـع الشرائع‪ ،‬أعنـ امتحان الناس واختبارهـم‪ ،‬إذ يسـلب مـن الناس (الحكوميـ) مال الختيار و التمييـز بيـ‬
‫الصواب و الطأ ف كل فعل وأمر‪ ،‬و القرآن الجيد و العقل السليم ل يصدقان مثل هذا الدعاء‪ ،‬كما ل يوجد‬
‫ف التاريخ ما يؤيده‪.‬‬
‫ن عم ي كن لل نب أن يع ي و صيا أو أو صياء للقيام بأمور شخ صية خا صة م ثل غ سله و كف نه و د فن جثما نه‬
‫و أداء ديونه أو القيام بشأن عياله وأولده الصغار ونو ذلك‪ ،‬أما تعيي وصي ليكون إماما و حاكما و رئيس سلطة‬
‫بأمر ال فهذا ما ل يفعله لنه مالف و مناقض لقيقة الدين والغرض منه‪ .‬فليس إذن ف دين السلم‪ ،‬الذي هو ف‬
‫القيقة الدين الساس و النبع الذي نبعت منه جيع الرسالت السماوية‪ ،‬مثل هذا المر‪.‬‬
‫‪ 5‬فور وفاة النب (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) قام الهاجرون و النصار‪ ،‬دون إضاعة للوقت‪ ،‬بالجتماع ف‬
‫سـقيفة بنـ سـاعدة لتعييـ الرئيـس الذي سـيكون حاكمـا عليهـم ‪ ،‬و أخذوا يتناقشون و يتشاورون لتحقيـق هذا‬
‫الغرض م ا يف يد أن هذا ال مر سبيله‪ ،‬ف نظر هم‪ ،‬هو الب حث والتشاور‪ ،‬و أن إقا مة الا كم هو بل شك وا جب‬
‫شرعـي ضروري على السـلمي‪ ،‬و ل يأت خلل الناقشات‪ ،‬كمـا بينـا‪ ،‬أي ذكـر لكون الاكـم ل يُختار بـل‬
‫هو من صوص عل يه من ال‪ ،‬و من البدي هي أ نه لو كان للحكو مة أي ارتباط بال نص و التعي ي الل ـهي‪ ،‬لوق عت‬
‫الشارة لذلك و لذكّ ر به الب عض على ال قل‪ ،‬مع أن أحدا ل يتكلم ب ثل هذا أبدا‪ ،‬و ل أ حد طلب من الر سول‬
‫(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) أن ينصب لم الاكم بنفسه لنم كانوا يدركون أن هذا مناف لصل التكليف‪.‬‬
‫‪ 6‬ل يُ سْمَع ف تاريخ جيع حكومات الدنيا منذ أن وُجدت الدولة والكومة على وجه الرض‪ ،‬بكّام‬
‫ـلِه إل لدى القائليـ بذلك مـن الشيعـة! اللهـم إل لدى اللوك البابرة‬‫منصـوص عليهـم مـن ال ومعينيـ مـن قِـ بَ‬
‫كفراعنة مصر وملوك فارس وأباطرة اليابان و الصي الذين كانوا يعتبون أنفسهم أبناء الشمس و وارثي السلطان‬
‫على الدنيا (و أن اللك حقهم اللي) تتوارثه ذريتهم جيل بعد جيل‪ .‬ومثل هذا الدعاء كان من المكن أن يلقى‬
‫قبول ف قرون الظلم وع صور ال هل القدي ة‪ ،‬أ ما اليوم و بف ضل نور الد ين و العلم‪ ،‬ل ي عد ل ثل هذه الدعاءات‬
‫رونق ول قبول‪ ،‬سيما أن الناس رأت كيف أنه لا يصبح ا ُللْ كُ وراثيا فسيأت إليه ل مالة من ل يتصف بالصفات‬
‫الضرورية للحاكم كالعلم و العدالة و السياسة والشجاعة ‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 7‬ـ ف تاريخ الديان القة‪ ،‬ل ند إل ف بن أسرائيل‪ ،‬حادثة قيام أحد أنبيائهم بنصب ملك (طالوت) عليهم‬
‫بناء على طلب منهم ـ ليجاهدوا ف سبيل ال تت لوائه‪ ،‬كما أخبنا ال تعال ف سورة البقرة‪ .‬و لكن طالوت‬
‫اللك على الرغم من أن ال تعال اصطفاه لم لا أوت من بسطة ف العلم و السم‪ ،‬إل أنه ل يكن معصوما‪ ،‬بل‬
‫عندما قَتـلَ داودُ جالو تَ‪ ،‬و كان طالو تُ قد وعد من قَتل جالوت أن ينكحه ابنته‪ ،‬لكن بعد أن صارت لداود‬
‫شعبية و غدى مبوبا ف بن إسرائيل خشي طالوت منه على ملكه فسعى ف قتله فعلم داود ذلك ففر منه‪ ...‬إل‬
‫آخر ما جاء ف التواريخ الت ذكرت هذه القصة‪ .‬فتبي أنه ل يكن هناك شيء اسه إما مٌ أي حاك ٌم معصو ٌم ‪ ،‬حت‬
‫بالنسبة لذلك الاكم النصوب و العي قطعا من قبل نب من أنبياء ال!‬

‫إذن ما حقيقة قصة الغدير ؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أ حد القضا يا ال ت يغفل ها الكثيون و ل ييلون للب حث في ها ف موضوع الما مة بال نص هو درا سة خلف ية‬
‫حادثة الغدير أي المور الت حدثت ف السنة العاشرة للهجرة و كانت الرضية الساسية الت أدت لواقعة الغدير‪،‬‬
‫ف حي أن الطلع على هذه اللفية ضروري جدا للفهم الصحيح لطبة غدير خم‪.‬‬
‫خل صة ق صة الغد ير‪ ،‬طب قا ل ا رو ته ك تب التار يخ ال سلمي م ثل سية ا بن هشام (الزء الرا بع‪ ،‬ال صفحة‬
‫‪ )274‬الت هي أقدم كتب السية التوفرة‪ ،‬و تواريخ و تفاسي الفريقي الشيعة و السنة‪ ،‬كتفسي جال الدين أب‬
‫الفتوح الرازي[‪ ]6‬وتف سي ا بن كث ي و تار يخ البدا ية و النها ية ل بن كث ي أي ضا و كتاب مالس الؤمن ي (الزء‬
‫الول‪،‬صفحة ‪ )43‬للقاضي نور ال الشوشتري[‪ ]7‬وغيها‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫فيالسـنة العاشرة للهجــرة توجـه رسـول ال صـلّىال عليـه وآله إل مكـة الكرمـة ليؤدي مناسـك الجـ‬
‫ال سلمي و يعلّم ها الناس و لتكون فر صة يع طي في ها ال سلمي الذ ين انضووا ت ت ر سالته آ خر و صاياه‪ ،‬وأر سل‬
‫صلّىال عليه وآله رسائل إل رؤساء القبائل العربية و عماله ف نواحي الزيرة العربية يدعوهم فيها إل الجيء لكة‬
‫ف أيام الج ليؤدوا الناسك معه‪ ،‬و كان من جلة الرسائل كتابٌ بعث به إل علي بن أب طالب عليه السلم الذي‬
‫كان ف ذلك الي ف اليمن‪ ،‬حيث كان صلّىال عليه وآله وسلّم بعثه لمع أموال الزكاة فيها‪ ،‬دعاه فيه كذلك‬
‫إل الضور لكة أيام الج‪ ،‬فوصل الكتاب لعليّ و هو ف الي من أو ف طريقه من الي من إل الدي نة حامل أموال‬
‫الزكاة‪ ،‬فرأى عليه السلم أنه لو أراد أن يأت مكة با معه من أموال بيت الال الت كان أغلبها ف ذلك الوقت من‬
‫الواشي كالبل و البقر و الغنم لا استطاع الوصول إل الج ف الوقت الطلوب‪ ،‬لذا اضطر أن يوكل أمر حل‬
‫أموال الزكاة ‘إل الذين كانوا برفقته‪ ،‬كأب بريدة السلمي و خالد بن الوليد و غيها‪ ،‬و ينطلق بفرده مسرعا إل‬
‫مكة‪ ،‬فوصل مكة و لقي رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) يوم السابع أو الثامن من ذي الجة‪ ،‬و بعد أداء‬
‫مناسك الج‪ ،‬قـفل راجعا إل طريق اليمن ليكمل مهمته ف حل أموال بيت الال‪ ،‬فلقي القافلة وهي ف طريقها‬
‫إل الدي نة‪ ،‬و و جد بريدة ال سلمي وخالد بن الول يد ت صرّفا ف ب عض أموال ا‪ ،‬سيما ب عض اللل اليمن ية‪ ،‬فغ ضب‬
‫كما هي عادته تاه أي تصرف شخصي ليس ف مله ف بيت مال السلمي فنهر بريدة و خالدا و وبهم على‬
‫صنيعهم‪ ،‬وف بعض التواريخ أنه عليه السلم سبهم و ضربم‪ ،‬فكب ذلك عليهم‪ ،‬ل سيما أنما كانا من الوجهاء‬
‫والكابر ف قومه ما‪ ،‬فحمل ف قلبه ما ال قد على علي و ا ستعدا للنتقام لنف سهما فأر سل شخ صا إل ر سول‬
‫ال(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)‪ ،‬الذي كان ف طريق عودته من مكة إل الدينة‪ ،‬و ف بعض التواريخ أنم ذهبوا إليه‬
‫بأنفسهم‪ ،‬و اشتكوا إل رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) عنف وتشدد علي معهم‪ ،‬لدرجة أن بعض التواريخ‬
‫تذ كر أن م سبوا عل يا ف م ضر ر سول ال ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم)‪ ،‬و ل ا رأوا علمات الغ ضب على وج هه‬
‫و ظنوا أنه غضب لجلهم من علي‪ ،‬واصلوا الشكوى بلهجة أكثر حدة‪ ،‬عند ذلك ناهم رسول ال (صلّىاللّه عليه‬
‫وآله و سلّم) و منع هم من هذا الكلم و ذ كر طر فا من فضائله‪ ،‬وكان م ا قال‪" :‬ارفعوا أل سنتكم عن علي فإ نه‬
‫خشن ف ذات ال غي مداهن ف دينه" أو " ما لكم و لعلِ يّ! علِيّ منّي و أنا منه و هو ولّ ك ّل مؤمن بعدي "‬
‫أو "من كنت موله فعلِيّ موله "‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ل كن خالدا و بريدة و الخر ين كانوا قد أ ساؤا القول من ق بل ب ق عليّ أمام ال صحابة الخر ين ب ا ف يه‬
‫الكفاية‪ ،‬و لعلهم استمروا ف ذلك حت بعد ني رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) لم‪ ،‬ما شـوّه صورة علي‬
‫ف ذ هن عد يد من ال صحابة‪ ،‬ل سيما أن عددا من هم ل ي كن قد تعرّف على عليّ ب عد‪ ،‬فل ما رأى ر سول ال‬
‫( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم) ذلك‪ ،‬ش عر أ نه ل بد من الدفاع عن شخ صية حضرة عل يّ البارزة االتميزة و يعرّف‬
‫السلمي بعلو مقامه و ذلك قبل أن يتفرق السلمون هنا و هناك عائدين إل بلدانم [‪ ،]8‬ث بالضافة لكون الدفاع‬
‫عن شخصية مؤمن مسلم متاز أمرا لزما و واجبا شرعا‪ ،‬فإنه ما ل شك فيه أيضا أن رسول ال (صلّىاللّه عليه‬
‫وآله وسلّم) كان ييل ف قلبه إل أن يرتضي السلمون من بعده عليا لولية أمرهم و إمامتهم و حكمهم ‪ ،‬لذا كله‬
‫قام (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) أثناء توقفه لصلة الظهر بوار غديرٍ ُيدْعى خُـمّا بإلقاء كلمة عقب الصلة‬
‫أشار في ها لد نو رحيله ( صلّىاللّه عل يه وآله و سلّم) و لقام أ هل بي ته ث عرّف ال سلمي بذلك الناب (أي علي)‬
‫وبيّن وجوبَ موالته ومبته على كل مسلم‪ ،‬لكن ما قاله و بينه ل يكن معناه أبدا النص عليه باللفة والمارة بأمر‬
‫ال تعال و حكمه‪ ،‬و ذلك للدلئل العقلية والنقلية الت سبقت و الت ستأت إن شاء ال‪.‬‬

‫هل أُريد بديث الغدير النص على عليّ (ع‘) باللفة ؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫للدلئل التالية نرى أن هذا الديث ليس نصا على علي باللفة‪:‬‬
‫‪ 1‬أقوى دليل على ذلك أن أحدا من الذين شهدوا ذلك الجتماع وسعوا تلك الطبة ل يفهم منها هذا‬
‫الع ن‪ ،‬و لذا ل يأت أ حد على حد يث الغد ير بذ كر ف سقيفة ب ن ساعدة و ل ح ت أُش ي إل يه مرّد إشارة‪ ،‬و ل‬
‫استند إليه أحد بعد ذلك ف تام عهد اللفاء الراشدين‪ ،‬إل أن جاء الفرّقون بعد عهد طويل فاستندوا إليه وقالوا ما‬
‫قالوا‪.‬‬
‫‪ 2‬ل يأت أمي الؤمني عليّ عليه السلم نفسه و ل أنصاره من بن هاشم وغيهم ف السقيفة و بعد نصب‬
‫أب بكر رضي ال عنه للخلفة‪ ،‬على حديث الغدير بذكر ول استندوا عليه لثبات النص على علي‪ ،‬و حت الثن‬
‫عشر نفرا من أصحاب رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) الذين طبقا لدعاء بعض الروايات احتجوا على‬
‫أب بكر رضي ال عنه مؤيدين لق علي ف اللفة‪ ،‬ل يستندوا إل هذا الديث لثبات أولويته عليه السلم بأمر‬
‫اللفة ‪ ،‬وعندما جاء ف كلمات بعضهم ذكر لذا الديث‪ ،‬كان على سبيل ذكر الفضائل و الناقب ل على أساس‬
‫أنه نص إلي قاطع من جانب ال‪ ،‬هذا بغض النظر عن أن حديث احتجاج النفر الثن عشر يتاج لتمحيص أكثر‬
‫للتأكد من صحته أو سقمه لن احتمال وضعه قوي جدا بل يقين‪.‬‬
‫‪ 3‬قوة إيان أصحاب رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و مدح القـرآن لم يتناقض تاما مع ادعاء‬
‫كتمانم للمامة و ردهم للخلفة القررة من قبل ال عز وجل‪ ،‬خاصة أنه كما تبي معنا ل يكن لدى الكثي منهم‬
‫أي ما نع أو اعتراض على زعام ته ح يث صرحوا أن م لو سعوا كلم علي ق بل تام بيعت هم ل ب ب كر ل ا تلفوا عن‬
‫بيعته‪ ،‬ما يؤكد عدم وجود أي دافع لم لكتمان خطبة الغدير أو للعراض عن العمل با لو كانوا قد فهموا منها‬
‫حقا النصب اللـهي لعلي خليفة و إماما‪.‬‬
‫‪ 4‬كون قصة الغدير كما تبي أوجبتها قضية تصرف خالد وبريدة بأموال الزكاة بل وجه حق و الت‬
‫أدت لغ ضب علي عل يه ال سلم و تعني فه ل م م ا أثار سخطهم عل يه و شكايت هم إياه إل ر سول ال [‪ ،]9‬يبي أن‬
‫مراده (صلىال عليه وآله وسلم) من خطبته تلك أن يؤكد على السلمي مبة و نصرة و تقدير علي عليه السلم‪.‬‬
‫‪ 5‬الملة الهمة و الاسة ف حديث غدير خم و الت يتفق جيع السلمي على صحة صدورها عن رسول‬
‫ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) هي قوله (صلى ال عليه و آله و سلم ) ‪ [ :‬من كنت موله فهذا علي موله ]‪ .‬إن‬
‫النتباه الدق يق لع ن هذه الملة من شأ نه أن ير فع كث ي من الشكلت‪ .‬فهذه الملة ل تف يد أبدا مع ن الل فة‬
‫والمامة لعلي بعد الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) للدلئل التالية‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أ ذكر العلمة عبد السن المين ف كتابه "الغدير" نقل عن علماء اللغة لكلمة "الول" سبعة و عشرين‬
‫معن و هي‪:‬‬
‫‪5‬ـ ابن الخت‬ ‫‪4‬ـ البن‬ ‫‪3‬ـ ابن العمّ‬ ‫‪1‬ـ الربّ ‪2‬ـ العمّ‬
‫‪9‬ـ الالك ‪10‬ـ التابع‬ ‫‪8‬ـ العبد‬ ‫‪6‬ـ العتِـق ‪7‬ـ العتَق‬
‫‪12‬ـ الشريك ‪13‬ـ الليف ‪14‬ـ الصاحب ‪15‬ـ الار‬ ‫‪11‬ـ النعَم عليه‬
‫‪16‬ـ النيل ‪17‬ـ الصهر ‪18‬ـ القريب ‪19‬ـ النعِم ‪20‬ـ الفقيد‬
‫‪22‬ـ الول بالشيء ‪23‬ـ السيد غي الالك و العـتِق‬ ‫‪21‬ـ الول‬
‫‪24‬ـ الحب ‪25‬ـ الناصر ‪26‬ـ التصرّف ف المر ‪27‬ـ التول ف المر‪.‬‬
‫و رغم كل ما بذله العلمة المين من جهد‪ ،‬ل ي َوفّق ف استخراج معن‪ :‬الليفة أو الاكم أو المي‪...‬‬
‫لكلمة "الول"‪ ،‬و اعترف أن لفظ "الول" من اللفاظ الشتركة و أنه أكثر ما يقصد به هو "الول بالشيء" (أي‬
‫العن الثان والعشرين)‪ .‬و عليه فل يكن فهم العن الراد من "الول" بدون قرينة‪ .‬فإذا انتبهنا لقرينة السبب الذي‬
‫أوجب إلقاء هذه الكلمة‪ ،‬و إل القرينة اللفظية التجلية ف تتمة الديث‪ (( :‬اللهم وال من واله و عاد من عاداه‬
‫و ان صر من ن صره‪ ))...‬ل ي عد من ال صعب أن نعرف أن الع ن الراد من "الول" ه نا هو ش يء يم عه العا ن‪:‬‬
‫الصاحب (الصديق) الحب الناصر (العان‪ 14 :‬و ‪ 24‬و ‪ ،)25‬لن معن التتمة هو‪ :‬اللهم صادق وأحب كل‬
‫من يصادق ويب عليا و عاد كل من يبغض ويعادي عليا [‪. ]10‬‬
‫ب كان الرسـول يريـد مـن الناس مبـة علي‪ ،‬حيـث أن الباعـث لكلمتـه تلك كان موقـف خالد و أبـ بريدة‬
‫و بعض الصحابة من علي كما بينّا‪.‬‬
‫ج ل ُي ْفهَم أبدا من كلمة الول معن الليفة والمام و ل تأت هذه الكلمة ف لغة العرب بذا العن‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 5‬فـ جلة "مـن كنـت موله فعلي موله" نقطـة ذات دللة مهمـة جدا‪ ،‬كثيا مـا حالت غوغاء الدال‬
‫و العصبية الذهبية من التنبه إليها رغم وضوحها الشديد‪ ،‬و هي أن كلمة "موله" أيا كان العن الراد منها‪ ،‬فإن‬
‫معن الملة لن يكون إل أنه‪ :‬كل من أنا الن موله فإن عليا الن أيضا موله‪ ،‬و بعبارة أخرى أن النب (صلىال‬
‫عليه وآله وسلم) بكلمة "فعلي موله" يريد تأكيد الثبوت التزامن لعلي لنفس المر الذي هو ثابت للنب (صلىال‬
‫عليه وآله وسلم) الن‪ .‬فلو فرضنا جدل أن القصود من كلمة "موله"‪ :‬حاكمه وإمامه (رغم عدم مساعدة اللغة‬
‫على ذلك)‪ ،‬للزم أن يقيّدها الرسول (صلى ال عليه و آله و سلم ) بقيد‪ [ :‬بعدي ]‪ ،‬لنّ عليا ل يكنه أبدا أن يكون‬
‫إمام السلمي و حاكمهم مع وجود الرسول (صلى ال عليه و آله و سلم ) !‪ ،‬مع أن مثل هذا القيد ل يوجد ف أيّ‬
‫من روايات الديث‪.‬‬
‫‪ 6‬طب قا للروايات و الحاد يث الواه ية الكثية للقائل ي بال نص‪ ،‬فإن خل فة و ول ية علي أ هم غرض‬
‫و مراد لرب العالي! إذ يدّعون أن جيع رسل ال تعال و أ نبيائه الكرام من لدن آدم إل ال نب الات (صلى ال عليه‬
‫و آله وسلم ) ‪ ،‬بينوا لقوامهم مسألة إمامة علي و وليته‪ ،‬كما بي رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) ذلك المر‬
‫أكثر من ألف مرة منذ بداية بعثته و إل رحلته (صلى ال عليه و آله وسلم ) وذكّر به ف كل مناسبة‪ ،‬ف مالس فردية‬
‫أو جاع ية‪ ،‬ك ما نزلت أك ثر آيات القرآن ف هذا ال مر‪ ،‬و ر غم كل ذلك ل يول أ حد هذا ال مر عنا ية ب عد وفاة‬
‫ر سول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) ‪ ،‬و كأن ال تعال و العياذ بال ع جز عن تق يق إراد ته‪ ،‬مع أ نه القائل‪:‬‬
‫{ ك تب ال لغل ب أ نا و ر سلي إن ال قوي عز يز } الجادلة ‪ .21 /‬فك يف تأتّ ى أن ُيهْ َ‬
‫ج َر م ثل ذلك ال مر‬
‫و يُنْسَى نائيا على ذلك النحو؟؟ أل يدل ذلك على أنه ل يكن على الصورة الت ذكروها ؟‪.‬‬
‫‪ 7‬تشي سنة ال تعال إل أنه عندما يريد أن يتار أحدا من عباده ويبعثه للدعوة و الصلح‪ ،‬فإنه يصطفيه‬
‫من ب ي الضعفاء و الفقراء و يلع عل يه خل عة النبوة‪ ،‬ث يؤيده و ين صره على جبابرة الدن يا و عتات ا‪ ،‬ليح قق بذلك‬
‫إرادته‪ .‬ومن هنا نرى أن ال سبحانه يتب إبراهيم عليه السلم من عائلة وثنية تنحت الصنام‪ ،‬فيبعثه سبحانه ليشيد‬
‫بنيان التوحيد على ذلك النحو‪ ،‬ورغم اضطهاده و إجباره على الجرة و الروج من بيته و موطنه‪ ،‬كانت إرادة ال‬
‫تعال هي الغال بة ف نا ية الطاف‪ ،‬و و صل إبراه يم لذلك القام العظ يم الذي قال ف يه سبحانه‪ { :‬ف قد آتي نا آل‬
‫إبراه يم الكتاب و الك مة وآتينا هم مل كا عظي ما } الن ساء ‪ .54 /‬و أر سل مو سى عل يه ال سلم بلباس الرا عي‬
‫ونعله و ع صاه‪ ،‬إل فرعون‪ ،‬مدّ عي اللوه ية و مالك ملك م صر‪ ،‬فن صره عل يه و من حه قوة و قدرة جعلت فرعون‬
‫و آله ي صيون إل قاع الب حر‪ ،‬وغدا مو سى بع صاه و يده البيضاء مؤ سسا ل سلطان ملوك كبار من بعده ( من ب ن‬
‫اسرائيل)‪ ،‬و يأت بدين و كتاب بعث ال تعال بعده أكثر من سبعي ألف نب لتجديده و إحيائه‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و كذلك اصطفى ممدا (صلى ال عليه و آله و سلم ) و هو يتيم أمي من أم أرملة فقية توف زوجها قبل أن‬
‫يولد و ما ترك لا إل وليدها الصغي و أربع عنات وبغلة‪ ،‬فأضفى عليه سبحانه عظمة و قدرة و أصبح دينه أبديا‬
‫خالدا‪ ،‬و أخ ضع له رقاب كبار الطغاة ف ع صره‪ ،‬فإذا به يك تب خلل الدة الق صية لبعث ته ر سائل ل ست ٍة من‬
‫كبار سلطي الدن يا ف عصره الذ ين كانوا ملوك العصر الذ ين ل يُنازَعون‪ ،‬يدعو هم فيها للدخول ف دي نه‪ ،‬ث ل‬
‫تضي مدة قصية إل و تنضوي جيع تلك البلدان‪ ،‬الت كتب للوكها الرسائل‪ ،‬تت سلطان الدولة السلمية الت‬
‫أسسها‪ ،‬ويبقى دينه خالدا ما بقي الدهر‪.‬‬
‫فلو أن خل فة علي و ولي ته كا نت ح قا غا ية إل ية عظي مة و كان ال ور سوله يريدان ذلك عب كل تلك‬
‫الحاديث و الروايات‪ ،‬فلماذا ل يستطع ال(!) تعال ال عن ذلك حت بيان ذلك الطلب بشكل قاطع و صريح‬
‫ف كتابه الكري و بواسطة نبيه الكري أو أي أحد آخر من عباده لتتحقق إرادته وينتصر هدفه و ل يضل الناس ذلك‬
‫الضلل البي؟‪ ،‬هذا إن كان عدم توليته ضلل مبينا حقا‪ ،‬أوليس هو القائل‪ { :‬و ال غالب على أمره } والقائل‪:‬‬
‫{ أل إن حزب ال هم الغلبون } ؟ فكيف نفسر هذا الفشل ف تقيق ذلك الراد الطي ؟ اللهم إل أن نعترف‬
‫بأنه ل يكن هناك مثل هذا الدف والقصد و أن تلك الدعاءات العريضة ادعاءات باطلة ل أساس لا‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ و الهم من ذلك هو تلك الطريقة العجيبة الت ليس لا سابقة والت ل يكن أبدا تبيرها الت يدعون‬
‫أن الشارع تعال ب ي ب ا أ صل "الما مة الن صوص علي ها"‪ ،‬ر غم أهي ته العظي مة‪ .‬و هذه قض ية جديرة بأن تف تح‬
‫الطريق أمام النصفي وطلب الق لعرفة حقيقة القضية‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫فإن ف القرآن الكر ي مئات اليات البي نة الحك مة ال ت تقرر أ صل "التوح يد" وكذلك عشرات بل مئات‬
‫اليات الت تتكلم عن "اليوم الخر"‪ ،‬وكذلك ليست قليلة اليات الواضحة الت تقرر أصل "النبوة العامة" و تبي‬
‫وت ستدل على أ صل "نبوة ال نب ( صلىال عل يه وآله و سلم) الا صة"‪،‬و هكذا حول بق ية أ صول الد ين وأركان‬
‫اليان‪ ،‬بل ل قد ب ي القرآن أي ضا كثيا من الفروع (ح ت الزئ ية ال صغية من ها كلزوم رد التح ية بأح سن من ها‬
‫و التو سع ف الجالس ‪ ..‬إل)‪ ،‬و قد ب ي القرآن كل تلك ال صول بعبارات واض حة جل ية مك مة ل مال لل بس‬
‫أو الحتمال أو الغموض فيها‪ ،‬يفهم منها الراد مباشرة بنحو الجال على أقل تقدير ـ بدون الاجة للعتماد‬
‫على الديث‪ .‬و لكن لاذا ترك القرآن هذه الطريقة ف بيانه أصل "المامة" الطي الذي هو مناط السعادة و حفظ‬
‫الد ين ك ما يقولون؟؟! و أ ما اليات ال ت يذكرون ا على أن ا ت نص على موضوع الما مة ف هي آيات يقت ضي قبول‬
‫ارتباطها بوضوع المامة أن نغمض النظر عما قبلها و ما بعدها من آيات أي عن سياقها‪ ،‬بل أحيانا يقتضي أن ل‬
‫نكمل الية إل آخرها أي أن نقص العبارة من اليات قصا!! علوة على الشكال الكب و هو أنا آيات ل تفيد‬
‫الدعى إل بساعدة الديث‪ ،‬و بدونه ل تدل على الطلوب أبدا؟!! حقا إنه لعجيب جدا هذا الستثناء ف طريقة‬
‫الشارع القدس ف بيانه لصول الدين ‪ ،‬حيث عوضا عن الصراحة و الوضوح العهودين دائما منه‪ ،‬يتار هنا ف‬
‫هداي ته ال مة لذا ال صل العظ يم البام و الغموض‪ .‬و ح ت عند ما نأ ت للحد يث الذي يدعون أ نه نص على‬
‫الما مة نده غ ي قا طع ف الراد‪ ،‬و نده ي ستخدم كل مة "مول" ال ت يعترف الؤيدون للما مة بال نص‪ ،‬أن ل ا على‬
‫القل سبعة و عشرون معن ف اللغة العربية!!! و ند سياق الديث و ملبساته و قرائنه تدل على أن الراد بالول‬
‫أمر غي المامة و المارة‪ .‬هذا ف حي أن النب الكرم (صلىال عليه وآله وسلم) كان شديد الرص على هداية‬
‫قو مه[‪ ]11‬و كان "أف صح من ن طق بالضاد"‪ ،‬فل شك أ نه لو أراد هدا ية أم ته و إتام ال جة علي ها ببيان أ صل‬
‫أساسي وخطي من أصول الدين لبينه بعبارات واضحة جلية ل لبس فيها‪ ،‬ل بعبارات مشتبهة مشتركة يعسر فهم‬
‫الراد منها!![‪.]12‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫هل أه ية أ صل "الما مة" أ قل من ق صة "ز يد" الذي ذُكِر ا سه صريا ف القرآن؟! هل ي كن قبول هذا‬
‫التفاوت لذا الد ف طريقة بيان أصول الدين؟! ليت شعري هل فكر القائلون بالمامة النصوصة من ال تعال بذه‬
‫القضيـة أنـه لاذا ل يوجـد فـ القرآن الكريـ أي أثـر لصـل هذه المامـة رغـم أناـ عندهـم أعلى مـن "النبوة‬
‫و الرسالة" ؟!![‪ ]13‬هل يكن أن نتصور أن قائل‪ { :‬ما فرطنا ف الكتاب من شيء } (النعام‪ )38/‬و { نزلنا‬
‫عل يك الكتاب تبيا نا ل كل ش يء و هدى و رح ة وبشرى للم سلمي}الن حل‪ 89/‬يغ فل ذ كر موضوع على ذلك‬
‫الانب من الطورة و الهية؟؟! هل أهية قصة أصحاب الكهف الذي ل يغفل ال تعال حت ذكر كلبهم أكثر‬
‫من أه ية موضوع الما مة؟؟ هل يترك القرآن الكر ي الذي أنزله ال تعال لدا ية الناس إل يوم القيا مة البيان‬
‫القاطع الشاف لوضوع وقع فيه الختلف بي المة لقرون بل أدى أحيانا لروب و منازعات بينها ف حي يذكر‬
‫بالتف صيل ق صص ال سابقي م ثل ذي القرن ي و لقمان و هارون و ‪...‬؟ هل يت نع ال تعال الذي ل يت نع عن ذ كر‬
‫البعوضة ف القرآن أن يذكر موضوع المامة ؟؟ هل هكذا كانت تكون طريقة هداية الناس؟‬
‫ف رأي نا إن كل من له معر فة و أ نس بالقرآن الكر ي‪ ،‬لن يرتاب أبدا ف أن هذا الن حو الد عى من مو قف‬
‫القرآن و بيانه عن المامة ل يتناسب مع طريقة القرآن الكري من قريب و ل بعيد‪.‬‬

‫علي إمام السلمي بق‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫م ا ل نتاج لت نبيه القارئ إل يه أن ما ذكرناه و دلل نا عل يه من عدم ال نص والفرض الل ـهي البا شر لعليّ‬
‫حاكما و خليفةً‪ ،‬ليس معناه أبدا إنكار إمامة علي للمسلمي‪ ،‬بل هو أحق من استحق ف كل التاريخ لقب خليفة‬
‫رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) ل من جهة كونه خليفة للنب (صلى ال عليه و آله و سلم ) بنص خاص من‬
‫جا نب ال عز و جل‪ ،‬بل من ج هة حقي قة و وا قع ال مر أي من ج هة ملكات علي عل يه ال سلم الذات ية و مناق به‬
‫الشخصية و كونه خي من ت سّـدت به شخصية الرسول (صلىال عليه وآله وسلم) و تعاليم السلم‪ ،‬فهو إمام‬
‫السلمي و أولهم بلفة النب انطلقا من مقامه الروحي و العلمي و أفضليته الدينية الت ل يرقى إليها أحد من‬
‫صحابة ر سول ال ( صلىال عل يه وآله و سلم)‪ ،‬فعلي عل يه ال سلم كان بل شك أل يق و أ حق من ج يع السلمي‬
‫بإمامة المة بعنييها الروحي والسياسي‪ ،‬فهو الليفة بق‪ ،‬لن المام ف أمة السلم يب أن يكون أعلم وأشجع‬
‫و أتقى و أليق المة و هذه الصفات كانت متوفرة ف حضرته بشكلها الت والكمل و ل يكن من بي الصحابة‬
‫من يصل إل درجته‪ ،‬حت أنه يكن القول بأنه ل يكن يوجد ف الصحابة من ينكر ذلك المر‪ ،‬بقي أن نفسر إذا‬
‫لاذا سبقه غيه من الصحابة إل منصب اللفة و تقدم عليه؟؟ بتأمل ملبسات اللفة بعد رسول ال (صلىال‬
‫عليه وآله وسلم) يتبي أن علل ذلك يكن تلخيصها بالسباب التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ تت بيعة السقيفة بشكل مفاجئ و سريع حت أن عمر رضي ال عنه أقر منصفا أكثر من مرة أن‪" :‬بيعة‬
‫أب بكر فلتة وقى ال السلمي شرّها!" و أن‪ " :‬من بايع رجل من غي مشورة من السلمي فإنه ل بيعة له و ل‬
‫الذي بايعه" [‪ ،]14‬و علة ذلك عدة أمور‪:‬‬
‫كا نت مدة مرض ر سول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) ق صية ل تتجاوز ال سبوع‪،‬‬ ‫أ‌)‬
‫و قد وجدت آثار التح سن ف حاله الشري فة أك ثر من مرة خلل هذه الدة ب يث أ نه ما كان ُيظّنّ أن الر سول‬
‫سيفارق الدنيا على أثر هذا الرض‪ ،‬لذا ل يكن لدى الصحابة الجال الكاف للتفكي و التدبر ف المر برويّة‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‌ب)وقـعت وفاة رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) ف وقت كان فيه أربعة من الدجّالي قد ادعوا النبوّة ف‬
‫أطراف الدينة النوّرة و هم مسيلمة و سجاح والسود وأبو طليحة‪ ،‬فلو حصل أي تردد أو تأخي ف تعيي الاكم‬
‫ورئ يس الما عة ال سلمة لكان من الم كن أن ي د مدّعوا النبوّة الذ ين كانوا أعداء مترب صي بال سلم الفر صة‬
‫سانة لحاصرة الدينة والستيلء عليها و قد ينجر ذلك لوقوع مذبة للمسلمي‪.‬‬
‫‌ج) كان رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) قد كتب ف أواخر حياته الشريفة رسائل إل ملوك و رؤساء‬
‫الدنيا حوله يدعوهم فيها إل السلم‪ ،‬كرسائله الت كتبها لرقل عظيم الروم ف سوريا و القوقس ملك القباط ف‬
‫م صر وخ سرو برو يز (ك سرى) شاهنشاه إيران‪ ،‬و لذلك كان هؤلء يتح سّبون ل طر ال سلمي‪ ،‬فإذا عرفوا أن نب‬
‫ال سلمي قد فارق الدن يا و أن أ صحابه انق سموا ف شأن خلف ته ول زالوا بل قائد يوحد هم‪ ،‬لرب ا سارعوا إل‬
‫النقضاض علىالدينة و إخضاع السلمي‪ ،‬لذا كان (الصحابة يشعرون أنه) ل بد من السراع ف نصب الليفة‬
‫دفعا لذه الخطار الحتملة‪.‬‬
‫‌د) كان رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) ف حال احتضاره قد جهز جيشا بقيادة أسامة بن زيد و أمره‬
‫بالتحرّك نو اليموك‪ ،‬و لكن طروء وفاته (صلى ال عليه و آله وسلم ) أوقع اليش ف ارتباك و حية و ما عاد يعرف‬
‫ماذا يتوجب عليه فعله ف هذا الظرف الديد‪ ،‬لذا كان ل بد من تعيي سريع لمام و حاكم على السلمي ليعي‬
‫تكليف هذا اليش‪.‬‬
‫‌ه) كان السلمون يدركون أن تعيي الرئيس الاكم عليهم‪ ،‬و صاحب السلطة التنفيذية لتنفيذ أحكام السلم‪،‬‬
‫من أهم الواجبات‪ ،‬خاصة ف تلك الظروف الرجة و الوضاع الضطربة الذكورة[‪ .]15‬و هذا ما أشار إليه علي‬
‫‪ u‬ف رسالة جوابية كتبها لعاوية حيث قال‪ [ :‬و الواجب ف حكم ال و حكم السلم على السلمي‪ ،‬بعدما‬
‫حدِثوا حد ثا ول‬
‫يوت إمام هم أو يُقتَل‪ ،‬ضال كان أو مهتد يا‪ ،‬مظلو ما كان أو ظال ا‪ ،‬أن ل يعملوا عمل و ل يُ ْ‬
‫يقدّموا يدا أو رجل و ل يبدؤا بشيء قبل أن يتاروا لنفسهم إماما ]‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‌و) وقوع اختلف ب ي الهاجر ين و الن صار ف إحدى الغزوات‪ ،‬و كذلك ب ي الوس و الزرج‪ ،‬كان دال‬
‫على أن العصبية القبائلية ل تف جذورها بل ل زالت ذات أثر فيهم‪ ،‬و هي عصبية قد تؤدي لصائب إذا ل يتم‬
‫كبح ها ب سرعة‪ ،‬لذا كان ل بد من عدم التوا ن ل ظة ف ن صب المام و الا كم لض بط المور وم نع حدوث أي‬
‫صراع أو نزاع قد يفلت معه المر من أيديهم‪ ،‬و لواصلة تطبيق أحكام وأوامر الشريعة اللـهية الالدة الت ل‬
‫يوز تعطيلها حت و ل دقيقة واحدة‪ ،‬من هذا النطلق كان الصحابة ف غاية العجلة لتحقيق هذا المر‪ ،‬يضاف إل‬
‫ذلك أن جاعة الهاجرين الذين كانوا قد سعوه (صلىال عليه وآله وسلم) يقول‪(( :‬الئمة من قريش)) و سعوه‬
‫يو صي بالن صار قائل‪(( :‬الل هم اغ فر للن صار و لبناء الن صار و أبناء أبناء الن صار))[‪ ،]16‬و ((إن الن صار‬
‫َكرِشي وعيبت‪ ..‬فاقبلوا من مسنهم و تاوزوا عن مسيئهم‪ ،]17[))..‬فهموا من ذلك كما فهم علي ‪ u‬ذلك‬
‫أيضا [‪]18‬ـ موافقته (صلىال عليه وآله وسلم) على أن ولية المر ليست فيهم بل ف قريش والهاجرين شجرة‬
‫الرسول (صلىال عليه وآله وسلم)‪ ،‬لذلك اضطرهم ما رأوه من استعجال النصار ف سعيهم لتنصيب خليفة من‬
‫بين هم أن يتداركوا ال مر ب سرعة و ينعو هم من ذلك ق بل أن يرج ال مر عن أيدي هم و ينق سم ال سلمون على‬
‫بعضهم‪ ،‬فجزاهم ال تعال عن السلم و أهله كل خي‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 2‬كان علي عليه السلم مشغول بتجهيز رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) فلم يشارك ف الشورة ف‬
‫ال سقيفة و ل يطرح نف سه لنتخاب الناس‪ ،‬و لعله ل ي سرع ف هذا ال مر ل نه ما كان يتو قع أن يعدل ع نه الناس‪،‬‬
‫و لربا فهم بعض الناس من عدم حضوره السقيفة أو إرساله من ينوب عنه فيها‪ ،‬عدم رغبته ف المر‪ ،‬و لذلك ل‬
‫يتعرضوا لنتخا به‪ ،‬و من دون شك أ نه لو كان قد طرح نف سه للخل فة من البدا ية و ا ستدل على أولوي ته ب ا‬
‫هو معهود من فصاحته و بلغته الحية و قدرته على القناع لا عدل الصحابة عنه إل غيه ولا وُجِ َد له معارض‪،‬‬
‫كما مر معنا أن عددا من النصار لا سعوا كلمه بعد حادثة السقيفة اعترفوا قائلي‪ :‬لوسعنا كلمك هذا من قبل‬
‫لبايعناك‪.‬‬
‫‪ 3‬ل ي كن يو جد ف ذلك ال ي كل هذا ال كم الائل من أحاد يث فضائل و منا قب ذلك الناب عل يه‬
‫ال سلم ال ت يرف عه بعض ها إل مقامات أ سطورية فوق بشر ية وال ت نرا ها ف كتب نا اليوم‪ ،‬و ل كل تلك التأويلت‬
‫لليات القرآنية ف حقه‪ ،‬و ل كان أحد يعتب عليا "عي ال الناظرة و يد ال الباسطة"! و ل كان أحد قد وقع‬
‫ب عد ف تلك الية (!) ال ت واج هت أ حد شعراء الع صور التال ية فقال ماط با عليا عل يه ال سلم ‪ :‬من ا كر خداي‬
‫ندانت متحيم كه جه خوانت؟؟‬
‫إن ل أعتبك ال فأنا متار ماذا أعتبك؟؟‬ ‫أي ‪:‬‬
‫بل كانوا يع تبونه صحابيا من ال سابقي الهاجر ين الجاهد ين العال ي الفقهاء بالقرآن و أحكام ال سلم‪،‬‬
‫و رغم أن تيزه و أفضليته ل تكن مهولة لدى الصحابة إل أنم ل يكونوا متقيدين بأن يكون هو المام حتما‪ ،‬و ل‬
‫كان هذا التم يز لدر جة ت نع بالضرورة الخر ين من ذوي الف ضل و ال سابقة ف ال سلم أن يتقدموا لذا الن صب‪،‬‬
‫و لعلهـم كانوا يرجحون الشيوخ ذوي التجربـة على الشباب مـن أصـحاب الفضـل و الهاد‪ ،‬ولذا انتخبوا غيه‪،‬‬
‫و مع ذلك كان ف صحابة ر سول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) من يرى عل يا أ حق الناس ب ا ل من ج هة أ نه‬
‫منصوص عليه من قـبَل ال تعال و رسوله‪ ،‬بل من جهة أعلميته بأحكام شرع ال ف كل موضوع‪ ،‬ونفس أمي‬
‫الؤمني كان يعتب نفسه أحق و أول بقام المامة من الخرين‪ ،‬كما يظهر ذلك ف جيع احتجاجاته أو اعتراضاته‬
‫(الت ل ند فيها إشارة لوضوع نص إلـهي عليه)‪ ،‬كما ند ذلك واضحا ف‪:‬‬
‫‪ ) 1‬خطب ته الشقشق ية الشهورة ال ت ل تف يد أك ثر من كو نه كان يرى نف سه أ حق من غيه‪ ،‬من ح يث الف ضل‬
‫و العلم‪ ،‬بإمامة السلمي بعد رسول ال (صلى ال عليه و آله وسلم) حيث يقول‪ [ :‬لقد تقمّصها فلن و إنه ليعلم‬
‫أن ملي منها مل القطب من الرحى‪ ،‬ينحدر عن السيل و ل يرقى إل الطي‪ ]19[ ] ..‬فالكلم فيها عن مقامه‬
‫العنوي وعلو كعبه‪ ،‬الذي ل يُرقى إليه‪ ،‬ف الفقه و العلم‪ ،‬ل عن نصب إلي‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪ ) 2‬ما جاء ف كلم آخر له ف نج البلغة ( قسم رسائله عليه السلم ‪ /‬الرسالة رقم ‪ )62‬حي قال‪ [ :‬فلما‬
‫مضى تنازع السلمون المر من بعده فوال ما كان يُلقى ف روعي و ل خطر على بال أن العرب تزعج هذا‬
‫المر مِن بع ِد ِه مِن أهل بيته ] فهو يتعجب كيف أزيت اللفة عن أهل بيت النب (صلى ال عليه و آله وسلم) دون‬
‫أن يتج ف ذلك باختصاصه بنص خاص من ال و الرسول (صلى ال عليه و آله و سلم) على اللفة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ما رواه ا بن طاوس[‪ ،]20‬ف كتا به "الطرائف"‪ ،‬و العل مة الجل سي ف "البحار" (ج ‪ /6‬ص ‪ )310‬عن‬
‫أب الطفيل‪ ،‬قال‪ [ :‬فسمعت عليا يقول‪ :‬بايع الناس أبا بكر وأنَا وال أول بالمر منه‪.]..‬‬
‫‪ ) 4‬ف رسالته الت كتبها عليه السلم إل شيعته بعد مقتل ممد بن أب بكر و أمر بقراءتا على الناس بعد كل‬
‫صلة جعة‪ ،‬كما رواها ابن طاوس ف كتابه "كشف الحجّة" و الثقفي[‪ ]21‬ف كتابه "الغارات"‪ ،‬قال‪ [ :‬فلما‬
‫رأ يت الناس قد انثالوا على بي عة أ ب ب كر أم سكت يدي و ظن نت أ ن أول و أ حق بقام ر سول ال م نه و من‬
‫غيه‪.]22[]..‬‬
‫‪ ) 5‬ف خط بة له عل يه ال سلم روا ها الثق في ف "الغارات" (ج ‪/1‬ص ‪ )202‬و ال سيد ا بن طاوس ف "ك شف‬
‫الحجة" و الجلسي ف البحار (ج ‪ /8‬ص ‪ 175‬من طبعة تبيز) جاء‪ ...(( :‬أجعوا على منازعت حقا كنت أول‬
‫به منهم))‪.‬‬
‫‪ ) 6‬ف ن ج البل غة أي ضا (الط بة ‪ )74‬ل ا با يع الناس عثمان قال‪ (( :‬ل قد علم تم أ ن أ حق ب ا من غيي وال‬
‫لسلمن ماسلمت أمور السلمي))‪.‬‬
‫‪ ) 7‬ما رواه سليم بن قيس اللل[‪ ]23‬ف كتابه‪ ،‬ضمن حدي ثٍ طويلٍ‪،‬عن المام علي عليه السلم من قوله‪:‬‬
‫[‪ ..‬فـوَلّـوْا أمرهم قبلي ثلثة رهط ما بينهم رجل جع القرآن ول يدعي أن له علما بكتاب ال و سنة نبيه‬
‫و قدعلموا أن أعلمهم بكتاب ال و سنة نبيه و أفقههم و أقرؤهم لكتاب ال و أقضاهم بكم ال‪ .]...‬ومثل‬
‫هذا جاء أيضا ف كثي ف كلماته الخرى عليه السلم‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و لقد ذكرنا ف كتابنا "حكومت در اسلم " ( أي الكومة ف السلم) من الصفحة ‪ 141‬إل ‪ 149‬ما‬
‫جاء من كلمات المام علي عل يه ال سلم حول هذا الوضوع منقولة من ك تب الشي عة (المام ية) العتمدة‪ ،‬ح يث‬
‫تبي فيها جيعا أن المام عليه السلم كان يعتب نفسه الول و الحق بذا المر من الخرين‪ ،‬فقط ل غي‪ ،‬و ل‬
‫يت جّ أبدا ب نص من جا نب ال أو الر سول‪ ،‬فلم ي قل أبدا أن الل فة ح قي الل ـهي الذي أ مر ال تعال به نبيه‬
‫(صلىال عليه وآله وسلم) أن ين صّبن فيه ف غدير خم!! ما يؤكد أنه ل يكن ثة نص على اللفة ل ف الغدير‬
‫و ل ف غي الغدير‪.‬‬
‫و لكن صانعي الفرق و مفرقي أمة السلم لفّقوا أدلة باطلة ف مواجهة هذه القائق الناصعة‪ ،‬فيما يلي بيانا‬
‫ث الرد عليها‪:‬‬

‫شبهات الخالفي على الدلة الت ذكرناها و الجابة عليها [‪:]1‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫(قال بعضهـم)‪:‬السـبب فـ عدم وجود آيات قرآنيـة صـرية فـ القرآن الكريـ فـ النـص على إمامـة علي‬
‫و خلف ته ب عد ر سول ال ( صلى ال عل يه و آله و سلم )‪ ،‬أن مال في إما مة المام حذفوا تلك اليات لّ ا دونوا القرآن‬
‫أو حرّفوها!‬
‫الواب‪ :‬و هل كان القرآن الكر ي و آيا ته مل كا خا صا و منح صرا ب يد رقباء المام علي ح ت يتمكنوا من‬
‫حذِفون أو يرّفون على هواهم ؟؟ أل يكن نب السلم صلىال عليه وآله يتلو كل ما‬ ‫التصرف به كما يشاؤن فيَ ْ‬
‫يتَنزّل عليه من آيات على مسامع السلمي الاضرين‪ ،‬سواء ف مكة أو الدينة‪ ،‬ث يبلّغها لن كان غائبا‪ ،‬تنفيذا لمر‬
‫ال تعال له بإبلغ ما أنزله إليه‪ ،‬ليس للعرب فقط بل للعالي‪ ،‬كما قال سبحانه ف سورة النعام ‪ { :91/‬و أوحي‬
‫إل هذا القرآن لنذركم به و من بلغ‪ }..‬أو قال ف سورة الائدة ‪ { :67 /‬يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك‬
‫من ربك و إن ل تفعل فما بلّغت رسالته } ؟؟‬
‫و هكذا فإن آيات القرآن الكريـ كانـت ُتتْلى على مسـامع عشرات اللف مـن السـلمي‪ ،‬و ليـس هذا‬
‫فحسب‪ ،‬بل كان السلمون أيضا مأمورين بأن يتلوا القرآن بأنفسهم ف الليل و النهار‪ ،‬و ف صلواتم المس‪ ،‬كما‬
‫قال سبحانه‪ { :‬فاقرؤا ما تيسر من القرآن } و قال‪ { :‬إن الذين يتلون كتاب ال و أقاموا الصلة و أنفقوا ما‬
‫رزقنا هم سرا و علن ية يرجون تارة لن تبور‪ ،}..‬هذا و قد ا ستجاب الؤمنون لذا النداء الل ـهي فكانوا ك ما‬
‫وصفهم ال‪ { :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته أولـئك يؤمنون به }‪ ،‬فهل من عاقل يكنه أن يصدق‬
‫أن آيا تٍ من القرآن كانت تُسمَع و تُْتلَى من قبل اللف وعلى مدار ‪ 23‬عاما‪ ،‬تتعرض للنسيان بيث أن ل أحد‬
‫يذكرها و بيث يتمكن عدد من الشـخاص من إسـقاطها و حذفـها دون أن يلتـفت إل ذلك أحد ؟! إن‬
‫الذي يـدّعي ذلك الدّعاء إما جاهل أو كافر‪ ،‬أما الؤمن العارف بسية نب السلم صلىال عليه وآله و تاريخ‬
‫صدر السلم فل يكنه أن يتفوّه بثل ذلك على الطلق ‪.‬‬
‫و علوة على ما سبق‪ ،‬أل يض من الُ تعال ربّ العال ي و مُْنزِ ُل القرآن ال بي حف ظَ كتا به و صيانَتَه من‬
‫الضياع أو التغيي و التبديل حي قال‪ { :‬إنا نن نزّلنا الذكر و إنّا له لافظون } (الجر‪ )9/‬؟؟ فهل نصدق قول‬
‫ال تعال الذي أنزل القرآن و أكّدـ أنـه سـيحفظه أم قول ذلك الحقـ الاهـل الذي يدعـي أن آيات مـن القرآن‬
‫حُذِفَت أو ُحرّفَت ؟؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و أقر بعضهم بأنه ل تنل ف القرآن أية آية تتعلق بِـ "المامة النصوص عليها" و أن الئمة الثن عشر‬
‫ل يس ل م ذ كر ف القرآن‪ ،‬و أن القرآن م صون من أي زيادة أو نق صان‪ ،‬و لك نه قال إن علة عدم وجود أي إشارة‬
‫لم ف القرآن هي أنم لو ذكروا ف كتاب ال لقام أعداء الئمة بذف تلك اليات من القرآن ولوقع التحريف ف‬
‫القرآن الكري‪ ،‬و لذا ل تذكر أساء الئمة حفاظا على القرآن من أن تسه يد التحريف!!؟‬
‫و هذا لعمري قول عج يب و ح جة باطلة من أ ساسها‪ ،‬فك يف نقرأ قوله تعال { ما فرط نا ف الكتاب من‬
‫شيء} النعام‪ ،38 /‬ث نقبل أن القرآن ترك ذكر أصل من أصول الدين و بيان أئمة السلمي الذين معرفتهم شرط‬
‫للنجاة يوم الد ين‪ ،‬مه ما كا نت أ سباب ذلك؟! ث هل ينط بق ذلك الدعاء‪ ،‬مع اليان بال تعال القادر على كل‬
‫شيء؟! أليس ف قدرة ال تعال أن يذكر المامة و الئمة ف كتابه و بنفس الوقت يصون كتابه من تدخل العداء‬
‫و يفظه‪ .‬هل يعقل أن ال تعال القادر التعال الفعال لا يشاء يضطر لترك أمر يريده ويغي مشيئته خوفا من العمل‬
‫الحتمل لفنة من عباده الضعفاء؟!! لعمري إنه قول ل ينبغي لسلم و مبّ لعلي أن يتفوه به‪.‬‬

‫شبهة آية يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك‬


‫ي ستند القائلون بال نص إل قوله تعال‪ { :‬يا أي ها الر سول بلغ ما أنزل إل يك من ر بك و إن ل تف عل ف ما‬
‫بل غت ر سالته و ال يع صمك من الناس إن ال ل يهدي القوم الكافر ين } الائدة ‪ 67 /‬كدل يل على مدعا هم‬
‫قائلي أن الذي ُأمِرَ الرسول بتبليغه ف هذه الية هو النص اللي على خلفة علي و ولية أمره‪.‬‬
‫و الواب‪ :‬أنه ليس ف مضمون الية و ل ف سياقها أي شيء يفيد ما يقولونه أبدا‪ ،‬فآيات سورة الائدة بدأً‬
‫من الية ‪ { :13‬فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم و جعلنا قلوبم قاسية‪ }...‬ث اليات ‪ 41‬إل ‪ :45‬يبي ال تعال‬
‫فيها عصيان اليهود و طغيانم و تعدّيهم حدود ال‪ ،‬و عدم حكمهم با أنزل ال إليهم ف التوراة‪ ،‬ث من الية ‪46‬‬
‫ف ما ب عد يتو جه ال تعال إل الن صارى و يدعو هم للع مل بالن يل‪ ،‬و يأ مر ر سوله ( صلى ال عل يه و آله و ; سلم )‬
‫بالكم با أنزله إليه و عدم اتباع أهواء أهل الكتاب و الذر من فتنتهم‪ ،‬و خلل ذلك ينهى السلمي عن اتاذ‬
‫اليهود و الن صارى أولياء‪ ،‬و يأمر هم بوالة ال و ر سوله و الؤمن ي‪ ،‬ليعود ثان ية ( ف ال ية ‪ 58‬ف ما ب عد ) لذ مة‬
‫أعمال أهل الكتاب و موقفهم ف مواجهة دعوة السلم‪ ،‬و تقريع اليهود على أفعالم السيئة من قول الث و أكل‬
‫السحت و إيقاد نيان الروب و السعي ف الرض بالفساد إل أن يصل إل الية موضع الستشهاد فيقول‪ { :‬يا‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫أي ها الر سول بلغ ما أنزل إل يك من ر بك و إن ل تف عل ف ما بل غت ر سالته و ال يع صمك من الناس إن ال ل‬
‫يهدي القوم الكافريـن } أي بلغ مـا أنزلناه إليـك بشأن أهـل الكتاب و ل تفـ فال سـيحميك مـن شـر اليهود‬
‫والن صارى ويظ هر أمرك و دي نك لن ال ل يهدي العرض ي عن ال ق الكافر ين به من أ هل الكتاب‪ ،‬و يعقب ها‬
‫مباشرة بقوله‪ { :‬قـل يـا أهـل الكتاب لسـتم على شيـء حتـ تقيموا التوراة و النيـل و مـا أنزل إليكـم مـن‬
‫ربكم‪ }...‬فيأمر الرسول (صلى ال عليه و آله و سلم ) أن يقول لهل الكتاب أنم ليسوا على شيءٍ من الدين و ل‬
‫ح ت الن سانية إل إذا أقاموا التوراة و الن يل و ما أُنزل إلي هم من رب م‪ ،‬ث يذكّ ر اليهود ك يف نقضوا ميثاق هم‬
‫و قتلوا أنبياءهم و عَمُوا و صَمّوا‪ ،‬ث يعلن بكل صراحة و هذا أخطر ما ف القضية كفر النصارى الذين قالوا أن‬
‫ال هو ال سيح بن مر ي أو الذ ين قالوا أن ال ثالث ثل ثة‪ ،‬ث يقول للر سول ( صلى ال عل يه وآله و سلم )‪ { :‬قل‬
‫أتعبدون من دون ال ما ل يلك لكم نفعا و ل ضرا‪ ...‬قل يا أهل الكتاب ل تغلو ف دينكم غي الق و ل‬
‫تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل و أضلوا كثيا‪ُ....‬لعِ نَ الذين كفروا من بن اسرائيل‪ } ...‬فهذه هي المور‬
‫الاسة الطية الت ُأمِـر صلوات ال و سلمه عليه وآله بالصدع با دون خوف و ل وجل و لو ل يفعل فما بلغ‬
‫رسالة ال عز وجل‪.‬‬
‫هذا ما يقتضيه سياق اليات‪ ،‬فهل يكن لعاقل ذي وجدان أن يعل قوله تعال { و ال يعصمك من الناس‬
‫إن ال ل يهدي القوم الكافرين } موجها لصحاب رسول ال أولئك السلمي الؤمني الذين فرغوا لتوهم من‬
‫أداء فري ضة ال ج مع ر سول ال ؟؟ هل كان هذا هو الثواب و الزاء الذي أثاب ال تعال به الذ ين أتوا فري ضة‬
‫ال ج اتبا عا لمر ال و ر سوله صلّىاللّه عل يه وآله‪ ،‬فاع تبهم كافرين غي مستحقي للهدا ية ؟؟ هذا مع أ نه تعال‬
‫هو نف سه كان قد مدح أولئك ال صحاب ف عشرات اليات ق بل هذه ال ية و بعد ها ؟ أل يو قع تف سي القائل ي‬
‫ث إن الية تأمر بإبلغ "‬ ‫بالنص لذه الية‪ ،‬أل يوقعهم ف نسبة التناقض لكلم ال و العياذ بال تعال ؟؟‬
‫ما ُأْنزِلَ إل يك " و هو ت عبي يراد به الو حي القرآ ن بالذات‪ ،‬فأ ين اليات ال ت ذُكِر في ها ال نص على علي بالل فة‬
‫والمامة ؟ وكيف سيتم إبلغ إمامة و خلفة علي ببلغ ما أنزله ال تعال إل الرسول (صلى ال عليه و آله و سلم )‬
‫من القرآن‪ ،‬مع أنه ل توجد فيه آية واحدة صرية أو حت غي صرية حول هذا الوضوع ؟‬

‫شبهة الستدلل باليات الت تتكلم عن النافقي‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫( قال بعض هم )‪ :‬صحيح أن ف القرآن آيات ف مدح ال صحابة‪ ،‬ل كن ف يه‪ ،‬ف مقا بل ذلك‪ ،‬آيات عديدة‬
‫أي ضا تدل على أ نه كان من بين هم كث ي من النافق ي و ذلك كاليات التال ية‪ :‬ف سورة الن ساء‪ ...{ :61/‬رأ يت‬
‫النافقي يصدون عنك صدودا } و ف سورة النافقون‪ { :‬إذا جاءك النافقون قالوا نشهد إنك لرسول ال و ال‬
‫يعلم إنك لرسوله و ال يشهد إن النافقي لكاذبون } إل آخر السورة‪ ،‬و ف سورة الشر‪ 11/‬و ما بعدها‪ { :‬أل‬
‫تر إل الذ ين نافقوا يقولون لخوان م الذ ين كفروا من أ هل الكتاب‪ ،}..‬و ف سورة الحزاب ‪ { :12/‬وإذ‬
‫يقول النافقون و الذين ف قلوبم مرض ما وعدنا ال و رسوله إل غرورا } ث الية ‪ { :60‬لئن ل ينته النافقون‬
‫و الذ ين ف قلوب م مرض‪ . }..‬و أو ضح ذلك ما جاء ف سورة التو بة ال ت من أ سائها الفاض حة لن ا فض حت‬
‫النافقي‪ ،‬ففي الية ‪ 64‬منها يقول الق‪ { :‬يذر النافقون أن تَُنزّلَ عليهم سورة تنبئهم با ف قلوبم‪ }..‬و ف‬
‫اليـة ‪ { :101‬و منـ حولكـم مـن العراب منافقون ومـن أهـل الدينـة مردوا على النفاق ل تعلمهـم ننـ‬
‫نعلمهم‪ }..‬و نوها كثي ف السورة‪.‬‬
‫الواب‪ :‬هذا العتراض منشؤه إما الهل أو الغرض‪ .‬نعم كان يوجد بي أصحاب رسول ال (صلى ال عليه‬
‫و آله و سلم ) منافقون‪ ،‬لكنهم كانوا متميّزين بصفات خاصة يبأ منها بقية أصحاب رسول ال (صلى ال عليه و آله‬
‫و سلم ) ‪ ،‬و يكن من تتبع آيات القرآن الكري أن نيّز النافقي عن غيهم من عدّة وجوه‪:‬‬
‫‌أ) قسـم كـبي مـن النافقيـ الذيـن جاء ذمهـم فـ القرآن الكريـ‪ ،‬هـم‬
‫النافقون الذ ين امتنعوا عن ال سفر و الروج مع ر سول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) إل غزوة تبوك‪ ،‬و قد نزل‬
‫قسم كبي من آيات سورة التوبة (من الية ‪ 38‬إل آخر السورة) ف ذمهم و كشف أحوالم و أقوالم وأعمالم‪،‬‬
‫و ل كن جاء خلل ذلك أي ضا‪ ،‬ف نفس ال سورة‪ ،‬مدح صادقي ال صحابة و ذ كر أو صافهم العال ية ال ت تيزهم عن‬
‫النافقي‪.‬‬
‫مثل ف قوله تعال‪ { :‬إل تنفروا يعذبكم عذابا أليما و يستبدل قوما غيكم‪ ( ......‬إل قوله )‪ :‬إل تنصروه‬
‫فقد نصره ال‪ ( ....‬إل قوله )‪ :‬عفا ال عنك ل أذنت لم حت يتبي لك الذين صدقوا و تعلم الكاذبي } يذم‬
‫تعال النافق ي بعدم ن صرتم للر سول (صلى ال عل يه و آله و سلم ) و عدم نفر هم م عه للجهاد و اعتذار هم الكاذب‬
‫بأنم لو استطاعوا لرجوا معه‪ ،‬و يعاتب ال تعال ويعفو عن رسوله (صلى ال عليه و آله و سلم ) لذنه للمنافقي‬
‫بعدم الروج م عه‪ .‬لك نه تعال يقول ب عد ذلك‪ { :‬ل ي ستأذنك الذ ين يؤمنون بال و اليوم ال خر أن ياهدوا‬
‫بأموالم و أنفسهم و ال عليم بالتقي } التوبة‪ ،44/‬ما يبي أن الذين جاهدوا بأموالم و أنفسهم ف تلك الغزوة‬
‫هم غي أولـئك النافقي القاعدين ول تنطبق عليهم آيات الذم تلك‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و الن للن ظر من هم أولئك الذ ين اعتذروا عن الروج للجهاد وا ستأذنوا للقعود؟ هل كانوا هم أ صحاب‬
‫القرار ف بيعة السقيفة ؟ أبدا‪ ،‬إن أدن من له معرفة بالسية و تاريخ صدر السلم و أ سباب النول‪ ،‬يعلم أن‬
‫هؤلء النافق ي و التخلف ي و القاعد ين و كذلك الذ ين ذم هم ال تعال على لز هم ر سول ال ( صلى العليه وآله )‬
‫بشأن ال صدقات‪ ،‬ك ما قال عز شأ نه‪ { :‬و من هم من يلمزك ف ال صدقات فإن أعطوا من ها رضوا و إن ل يُع َطوْا‬
‫منها إذا هم يسخطون } التوبة ‪ ،58 /‬ل يكونوا أبدا ف سقيفة بن ساعدة و ل كان لم ح ّل و ل عقـدٌ فيها‬
‫أصلً‪.‬‬
‫و أما الية الكرية الت تذكر وجود منافقي ف أهل الدينة و فيمن حولا‪ { :‬و من حولكم من العراب‬
‫منافقون و من أهل الدينة مردوا على النفاق ل تعلمهم نن نعلمهم‪ }...‬التوبة ‪ 101/‬فقد جاء قبلها تاما قوله‬
‫تعال‪ { :‬والسابقون الولون من الهاجرين و النصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم و رضوا عنه‬
‫و أ عد ل م جنات تري تت ها النار خالد ين في ها أبدا ذلك الفوز العظ يم } و جاء بعد ها بعدة آيات أي ضا‪{ :‬‬
‫لقد تاب ال على النب و الهاجرين و النصار الذين اتبعوه ف ساعة العسرة‪ }....‬التوبة ‪ ،107/‬و عليه فل‬
‫ي كن ل حد مه ما كان مغر ضا أو جاهل أن ي عل الهاجر ين و الن صار ف عداد النافق ي‪ ،‬لن القرآن فرق ب ي‬
‫الفريق ي و قا بل بينه ما مقابلة النور والظلم و اليان و الك فر‪ ،‬فك يف ي سوي بينه ما إل منون أو ر جل أع مى‬
‫التعصب بصيته ؟! إن الذين مدحهم القرآن ل يُْبتََلوْا أبدا بالنفاق أو الردة و هذا أمر ف غاية الوضوح و الظهور‪،‬‬
‫علوة على أن آيات القرآن ل يناقض بعضها بعضا‪ ،‬وأن العقل و الوجدان ل يكنهما أن يصدّقا أبدا اجتماع حالة‬
‫(اليان الكامل ومدح القرآن مع الردة و النفاق) بق أصحاب رسول ال صلى العليه وآله [‪.]2‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‌ب)الطائفـة الثانيـة مـن النافقيـ الذموميـ فـ القرآن‪ :‬هـم الذيـن آمنوا‬
‫أو بالحرى تظاهروا بالسلم مكرهي مبين لا رأوا راية السلم ارتفعت فوق رؤوسهم‪ ،‬و هؤلء عدة معروفة‬
‫من أمثال عبد ال بن ُأبَيّ بن َسلُول و أب سفيان صخر بن حرب و الكم بن أب العاص ونظائرهم‪ .‬و قد وصف‬
‫القرآن الكريـ أفعالمـ و أقوالمـ كقوله عنهـم‪ { :‬يريدون أن يتحاكموا إل الطاغوت و قـد ُأمِروا أن يكفروا‬
‫به‪ }...‬الن ساء‪ ،60/‬و قوله‪ { :‬و إذا ق يل ل م تعالوا ي ستغفر ل كم ر سول ال َل ّووْا رؤو سهم و رأيت هم ي صدّون‬
‫و هم م ستكبون‪ (...‬ث يقول )‪ :‬هم الذ ين يقولون ل تنفقوا على من ع ند ر سول ال ح ت ينفضوا‪ } ...‬أي‬
‫كانوا يرضون النصار على عدم إيواء و مساعدة من هاجر إليهم من الهاجرين و فقراء الصحابة‪ ،‬ث يقول عنهم‪:‬‬
‫{ يقولون لئن رجع نا إل الدي نة ليخرجنّ ال عز من ها الذل‪ }...‬النافقون ‪ .7-5 /‬و من الوا ضح أن أحدا من‬
‫هؤلء النافقي ل يكن له حضور ف سقيفة بن ساعدة و ل طلب أحد رأيه ف مسألة تعيي الليفة و المام‪ ،‬حيث‬
‫أن بعض هم كان قد مات ق بل ذلك و الب عض ال خر كان خارج الدي نة أو كان على در جة من افتضاح نفا قه ل‬
‫يتمكن معها من حضور مثل تلك الجتماعات‪.‬‬
‫‌ج) و الطائفـة الثالثـة مـن النافقيـ الذيـن ذمهـم القرآن هـم الذيـن كانوا‬
‫يوالون أعداء ال سلم من اليهود و الن صارى و يتحالفون مع هم خف ية أو يعدون م بالن صرة والعون ضد ال سلمي‪،‬‬
‫و صفتهم هذه كانت تظهر للعيان كلما واجه السلمون عداوة أهل الكتاب أو وقعوا ف حرب معهم‪ ،‬و كان من‬
‫الطائفتي السابقتي من يشارك هؤلء ف هذه الصفة البيثة‪ ،‬و قد جاء ذكر أمر هؤلء النمط ف عدة سور كقوله‬
‫تعال ف سورة الائدة‪ { :‬فترى الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم يقولون نشى أن تصيبنا دائرة‪ }..‬الية‬
‫‪ ،52‬و ف سورة النساء‪ { :‬بشر النافقي بأن لم عذابا أليما ‪ .‬الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون الؤمني‬
‫أيبتغون عند هم العزة فإن العزة ل جي عا } اليتان ‪ ،139-138‬و ف سورة ال شر‪ { :‬أل تر إل الذ ين نافقوا‬
‫يقولون لخوانمـ الذيـن كفروا مـن أهـل الكتاب لنخرجنّ معكـم و ل نطيـع فيكـم أحدا أبدا ولئن قوتلتـم‬
‫لنن صرنكم وال يش هد إن م لكاذبون } ال ية ‪ ،11‬فإذا دقق نا الن ظر ف هذه اليات (و أ سباب نزول ا) ات ضح ل نا‬
‫مراد ال تعال من النافق ي و تبي أ نه ل ي كن أن ن د أحدا من الن صار و الهاجر ين و سائر ال صحابة الكرام‬
‫المدوح ي ف القرآن كان مبتلى بتلك ال صفات الذكورة‪ ،‬أو ح ضر‪ ،‬متلب سا بالنفاق‪ ،‬ف ال سقيفة ليعارض خل فة‬
‫علي على الرغم من نص ال و وصية الرسول صلى العليه وآله وسلم!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و علوة على كـل مـا سـبق‪ ،‬فإن النافقيـ كانوا أشخاصـا قـد أمـر ال نـبيه ( صلى ال عل يه و آله و سلم )‬
‫بجاهدت م و الغل ظة علي هم‪ ،‬فأي وا حد من الذ ين حضروا ال سقيفة كان م ن كان الر سول ( صلى ال عل يه و آله‬
‫و سلم ) ياهده و يغلظ عليه ؟ هل عمل رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) بأمر ال تعال‪ { :‬يا أيها النب‬
‫جا هد الكفار و النافقيـ و اغلظ علي هم و مأواهـم جهنـم و بئس الصـي} أم ل ؟ فإن عمـل فأي واحـد من‬
‫الهاجر ين أو الن صار الاضر ين ف ال سقيفة و الذ ين ساعدوا ف البي عة ل ب ب كر ر ضي ال ع نه كان من الذ ين‬
‫جاهدهم رسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) و غلظ عليهم ؟؟!‬
‫‪ ( 4‬ا ستدل بعض هم ) بأن هناك آيات قرآن ية تدل على إمكان ارتداد أول ـئك ال صحاب ح ت ف ز من‬
‫حياة ر سول ال ( صلى العليه وآله ) و ذلك كقوله تعال‪ { :‬و ما م مد إل ر سول قد خلت من قبله الر سل أفإن‬
‫مات أو ق تل انقلب تم على أعقاب كم ؟!‪ }..‬آل عمران ‪ ،144 /‬و قوله سبحانه‪ { :‬و ما جعل نا القبلة ال ت ك نت‬
‫عليها إل لنعلم من يتبع الرسول من ينقلب على عقبيه‪ } ..‬البقرة ‪ ،143 /‬و قوله عز من قائل‪ { :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا مَ ْن يرت ّد منكم عن دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم و يبونه أذلة على الؤمني أعزة على الكافرين‪} ..‬‬
‫الائدة ‪.54 /‬‬
‫و علوة على ذلك‪ ،‬ف قد ح ّذرَ الُ تعال ر سولَه الكر ي ( صلى العليه وآله ) من الوقوع ف الع صية أو النوح‬
‫لهواء الضل ي‪ ،‬و م ثل هذه التحذيرات تدل على أن وقوع الر سول ( صلى العليه وآله ) ف تلك المور أ مر م كن‬
‫و متمل (إن ل يعصمه ال)‪ ،‬فإن كان هذا ف حق الرسول (صلى العليه وآله ) مكنا‪ ،‬أفل يكون ف حق غيه متمل‬
‫بن سبة أك ثر بكث ي؟ و ذلك م ثل قوله تعال‪ { :‬و إن كادوا ليفتنو نك عن الذي أوحي نا إل يك و إذا لتذوك‬
‫خليل ‪ .‬و لول أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل ‪ .‬إذا لذقناك ضعف الياة و ضعف الماة ث ل تد‬
‫لك علينا نصيا}السراء‪ 75 73/‬أو قوله تعال‪ ..{ :‬و لئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك‬
‫إذا ل ن الظال ي} البقرة ‪ ،145/‬أو قوله سبحانه‪ ..{ :‬و ل تكوننّ من الشرك ي ‪ .‬ول تدع من دون ال ما ل‬
‫ينفعك و ل يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالي}يونس‪ ،106 105/‬أو قوله‪ { :‬يا أيها النب اتق ال و ل‬
‫تطع الكافرين و النافقي‪ }..‬الحزاب‪ 1/‬و نوها‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫قالوا‪ :‬ف في هذه اليات حذّر ال الرسـو َل ( صلى العل يه وآله ) مـن الوقوع ف الشرك أو ال طأ أو الع صيان‬
‫أو اتباع أهواء الكفار‪ ،‬فلول أن هذا ال مر م كن الوقوع عقل ل ا كان هناك مع ن للتحذ ير م نه‪ ،‬هذا مع أن الع قل‬
‫و النقل يشهدان أن رسول ال (صلى العليه وآله ) استحق مدح ال و الثناء عليه أكثر من أي أحد‪ ،‬وعليه فكما أنه‬
‫ل ينع كل الديح و الثناء الذي شرف ال تعال به رسول ال (صلى العليه وآله ) من بقاء إمكان النراف و الوقوع‬
‫بالعصيان منه‪ ،‬فمن باب أول أن يبقى هذا الحتمال مكنا ف حق أصحاب رسول ال (صلى العليه وآله ) رغم كل‬
‫ما جاء ف حق هم من مدائح ل سيما أن ال ل يأ خذ على نف سه ع صمتهم و حفظ هم‪ .‬و هذا ما و قع فعل من هم‬
‫حسبما ندعيه من ردة أكثرهم بعد رسول ال (صلى العليه وآله ) طبقا لديث‪ :‬ارتد الناس بعد رسول ال إل ثلثة!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫الواب‪ :‬هذا الستنتاج من اليات بأنه حت النبياء مكن (عقل) أن يقعوا ف الشرك و العصيان‪ ،‬ل يصح‬
‫أبدا على مذهب القائلي بالنص لنم يقولون بعصمة أئمتهم الطلقة من الولدة و ح ت الوفاة‪ ،‬فضل عن عصمة‬
‫النبياء الطلقة بل عن إيان و توحيد جيع آباء النبياء حت آدم عليه السلم‪ ،‬رغم أن العقل و النقل يدلن على أن‬
‫آباء بعضهم كانوا كافرين وثنيي[‪ .]3‬و لنفرض أنم تنازلوا عن عقيدتم و جعلوا إمكان وقوعهم ف العصية بل‬
‫الكفر غي مال و قالوا من باب أول أن يكون هذا الحتمال واردا بق الصحابة‪ ،‬سيما أنه تعال حذرهم بأن من‬
‫يرتد منهم عن دينه فسوف يبط ال عمله و يستبدلم بؤمني آخرين‪ ،‬فنقول‪ :‬أجل إن احتمال الوقوع ف العصية‬
‫و الشرك وارد ف حق كل ا بن آدم أ يا كان و ل كن هذا مرد احتمال و إمكان‪ ،‬و المكان ِلوَ ْحدِ هِ ل يدل على‬
‫الوقوع‪ ،‬بل ل بد من التيان بدليل على الوقوع الفعلي لتلك الردّة الدّعاة بق الصحابة من الهاجرين و النصار‪،‬‬
‫و دون ذلك خرط القتاد‪ ،‬لن الردة إن ا تصل إ ما بإنكار وحدان ية ال تعال أو إنكار ر سالة الر سول ( صلى العليه‬
‫وآله ) أو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة ما يكون من أحكام القرآن السلمة القطعية‪ ،‬فمن الذي أنكر شيئا‬
‫من هذا من أصحاب رسول ال (صلى العليه وآله ) سيما الهاجرين و النصار منهم ؟؟ ف أي سورة أو آية من آيات‬
‫القرآن ورد موضوع المامة على النحو الذي يدعونه أو النص على علي فأنكروه ؟؟ و أصل لو كان لسألة المامة‬
‫على النحو الذي تدعيه المامية أصل ف القرآن لكان القصر الول ف هذا المر علي بن أب طالب نفسه الذي ل‬
‫يأت على هذا النص أو اليات بذكر و ل يدع النص على جنابه من قبل ال تعال و رسوله ف أي مقام و تاذل‬
‫ف هذا ال مر إل هذا ال د!! لو كان حضرة علي قد عُيّ َن من قِبَل ال تعال و ر سوله للخل فة لو جب عل يه أن‬
‫ـ بكـر ح ت الوت و ل ي سمح له بال أن ير قى م نب رسـول ال ( صلى العل يه وآله )‪ ،‬ك ما قال‬ ‫يالف و ينازع أب ا‬
‫هو نفسه عليه السلم ذلك حسبما رواه عنه قيس بن عباد‪ [ :‬والذي فلق البة و برأ النسمة لو عهد إلّ رسول‬
‫ال عهدا لالدت عليه و ل أترك ابن أب قحافة يرقى ف درجة واحدة من منبه ]‪ ،‬و كما قال ذلك أيضا حفيده‬
‫ال سن الث ن بن ال سن الج تب عل يه ال سلم في ما أخرجه ع نه ابن ع ساكر ف تاري ه قال‪ (( :‬حدث نا الفض يل بن‬
‫مرزوق قال ‪ :‬سعت السن بن السحن أخا عبد ال بن السن و هو يقول لرجل من يغلو فيهم‪ :‬ويكم أحبونا‬
‫لِ ـلّـه فإن أطع نا ال فأحبو نا‪ ،‬و إن ع صينا ال فأبغضو نا‪ ،‬قال‪ :‬فقال له الر جل‪ :‬إن كم ذوو قرا بة ر سول ال‬
‫(صلىال عليه وآله وسلم) و أهل بيته‪ ،‬فقال‪ :‬ويكم لو كان ال نافعا بقرابة من رسول ال (صلىال عليه‬
‫وآله وسلم) بغي عم ٍل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه و أمه‪ ،‬و ال إن لخاف أن يضاعف ال‬
‫للعا صي م نا العذاب ضعف ي‪ ،‬و ال إ ن لر جو أن يؤ تى الح سن م نا أجره مرت ي‪ .‬ث قال‪ :‬ل قد أ ساء آباؤ نا‬
‫و أمهاتنا إن كان ما تقولون من دين ال حقا ث ل يبونا به و ل يطلعونا عليه و ل يرغبونا فيه‪ ،‬فنحن وال كنا‬
‫أقرب منهم قرابة منكم و أوجب عليهم حقا و أحق بأن يرغبوا فيه منكم‪ ،‬ولو كان المر كما تقولون‪ :‬إن ال‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ور سوله اختارا عل يا لذا ال مر و للقيام على الناس بعده‪ ،‬كان علي لع ظم الناس ف ذلك خطيئة و جر ما إذ‬
‫ترك أمر رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) أن يقوم فيه كما أمره و يعذر فيه إل الناس‪ .‬فقال له الرافضي‪:‬‬
‫أل يقـل رسـول ال (صـلىال عليـه وآله وسـلم) لعلي ‪" :‬مـن كنـت موله فعلي موله؟؟"‪ .‬قال‪ :‬أم و ال‪ ،‬أن‬
‫لو يعن رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) بذلك المرة و السلطان و القيام على الناس‪ ،‬لفصح لم بذلك‬
‫كما أفصح بالصلة و الزكاة وصيام رمضان وحج البيت و لقال لم‪ :‬أيها الناس إن هذا ول أمركم من بعدي‬
‫فا سعوا له وأطيعوا‪ ،‬ف ما كان من وراء هذا‪ ،‬فإن أف صح الناس كان للم سلمي ر سول ال ( صلىال عل يه وآله‬
‫وسلم) ))‪ ،‬ث قال السن‪(( :‬أقسم بال سبحانه أن ال تعال لو آثر عليا لجل هذا المر و ل ُي ْقدِم عليّ كرم‬
‫ال وجهه لكان أعظم الناس خطأً))[‪ ،]4‬أجل إن سكوت ذلك الناب و تسليمه لن سبقه أفضل دليل على عدم‬
‫النص عند أول اللباب‪ ،‬و كما يقال‪ :‬السكوت ف موضع البيان‪ ،‬بيان‪.‬‬

‫عودة لكتاب الحتجاج و نقد رواياته‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫قل نا أن مشعلي نار الختلف و مهد مي بنيان التاد و الوفاق ضخموا م سألة الما مة كثيا موقد ين بذلك‬
‫نار العداوة و الفرقة بي السلمي مِمّا أوقع السلمي ف بلو ل يعلم عاقبتها إل ال‪.‬‬
‫من جلة ذلك الحاديث و الخبار الت أوردها الطبسي ف كتابه "الحتجاج على أهل اللجاج"‪ ،‬فبعد أن‬
‫أورد قصة ال سقيفة على نو ما ذكره ابن قتيبة ف كتابه " المامة و السياسة " م ا تقدم ذكره‪ ،‬أضاف ف آخر‬
‫الرواية‪ ..[ :‬فقال بشي بن سعد النصاري‪ ،‬الذي وطّأ المر لب بكر‪ ،‬و قالت جاعة من النصار‪ :‬يا أبا السن‬
‫لو كان هذا المر سعته منك النصار قبل بيعتها لب بكر ما اختلف فيك اثنان ][‪.]1‬‬
‫قل تُ‪ :‬هذا العتذار من بشي بن سعد و جاعة من النصار عذر صادق و صحيح‪ ،‬و هو أكب شاهد على‬
‫أ نه ل ي كن ع ند الن صار ن ية مبي تة و سيئة ضد علي و إ صرار من البدا ية على أل يتول من صب الل فة!‪ ،‬و ل‬
‫غرو فلم ي كن أ حد من الهاجر ين أو الن صار بن كر لفضائله و مناق به و عل مه و شجاع ته و لياق ته لذلك الن صب‪،‬‬
‫فكيف يكون حالم لو سعوا النص على عليّ من رسول ال ؟ فبطريق أول لن يتلف من الصل على بيعته اثنان‪.‬‬
‫و من ذلك نعلم أن رسول ال (صلى العليه وآله ) ل يكن قد نصب عليا أبدا بصراحة حاكما و خليفة له على‬
‫ال سلمي بأ مر من ال تعال ف يوم الغد ير‪ ،‬إذ لو ح صل ذلك ك ما ادعوا و زعموا أ نه أ خذ البي عة له من ج يع‬
‫الصحابة‪ ،‬لستحال أن يتكلم بعد ذلك أحد من النصار الحبي لعلي ف موضوع نصب الليفة أو يسعى لنيل هذا‬
‫القام! و لستحال أن يرشح سعد بن عبادة رضي ال عنه الذي كان من الوفياء الخلصي و الجاهدين بأموالم‬
‫جرّوا البساط‬
‫و أنفسهم ف سبيل ال نفسه لذا المر‪ ،‬ث يأت أبو بكر و عمر و أبو عبيدة (رضي ال عنهم) و يَ ُ‬
‫من تت النصار وينتزعوا اللفة من غاصبيها الولي ليصيوا غاصبيها الثاني!! ث ل ينبي أحد من أصحاب‬
‫ر سول ال ( صلى العليه وآله ) الذ ين حضروا بي عة غد ير خم و كان عدد هم (ك ما يقولون) يز يد على الائة ألف‪،‬‬
‫ليصيح بأهل السقيفة‪ :‬ويكم! أيها الناس الذين ل دين لم و ل حياء !! يا أراذل البشر و أجبنهم و أخونم و ‪...‬‬
‫و ‪ !!...‬أل تبايعوا عليا باللفة منذ سبعي يوم فقط و جعلتموه إماما عليكم وخاطبتموه بأمي الؤمني؟؟ و أنشد‬
‫شاعركم حسان بن ثابت ف ذلك قصيدته ؟! فما هذه الهزلة و السخرية الت قمتم با ؟؟!!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫إن مثل هذا ل يصل ف تاريخ البشر و ل يكن أن يصل أبدا‪ ،‬أي أن يبايع جمّ غفي يربو على الائة ألف‪،‬‬
‫رجل بالما مة‪ ،‬و يعطوه على ذلك الع هد واليثاق‪ ،‬سواء طائع ي متار ين أم مكره ي م بين‪ ،‬ث ف خلل سبعي‬
‫أو ثان ي يو ما ف قط ين سون جي عا تلك البي عة ال ت ف أعناق هم أو يتمعون بأجع هم على كتمان ا وكأن ا شيئا ل‬
‫يكن؟!! هذا مع كونم يظهرون عبارات الغدير ف سائر مواقفهم الخرى بكل احترام و يلتزمون با!!! [‪ ]2‬إن‬
‫مثل هذا المر يستحيل وقوعه ليس ف عال الدنيا فحسب بل حت ف عال الرؤيا و اليال‪ ،‬فضل عن أن يقوم به‬
‫أصحاب رسول ال (صلى العليه وآله وسلم) الذين مدحهم القرآن و شهد لم تاريخ السلم بالخلص و التضحية‬
‫بالنفس و الال ف سبيل إعلء كلمة هذا الدين و نشره‪.‬‬
‫و يتابع الطبسي روايته فيقول‪ [ :‬قال علي ( ميبا النصار )‪ :‬يا هؤلء أكنت أدع رسول ال مسجى ل‬
‫أواريـه و أخرج أنازع فـ سـلطانه ؟ وال مـا خفـت أحدا يسـمو له و ينازعنـا أهـل البيـت و يسـتحل مـا‬
‫استحللتموه‪ ،‬و ل علمت أن رسول ال ترك يوم غدير خم لحد حجة و ل لقائل مقال‪ ،‬فأنشد ال رجل سع‬
‫النب (صلى ال عليه و آله و سلم ) يوم غدير خم يقول‪ :‬من كنت موله فعلي موله‪ ،‬اللهم وال من واله و عاد‬
‫من عاداه و انصر من نصره واخذل من خذله‪ ،‬أن يشهد با سع ][‪.]3‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫قلت‪ :‬ف م ثل هذا القام‪ ،‬لو كا نت ق صة الغد ير ن صا ح قا على خل فة وإما مة علي‪ ،‬لكان كلم علي ه نا‬
‫( وهو أمي الفصاحة و البيان ) ناقصا وغي مبي للمراد! لن كل ما ذكره أنه أراد أن يقوم رجل واحد فقط من‬
‫بي جاعة كان يربو عددهم على الائة ألف سعوا و فهموا و سلّموا وبايعوا ـ ليشـهد بأن النب (صلى العليه‬
‫وآله ) قال من كان يبن و يتولن فليحب عليا و ليتوله‪ ،‬اللهم أحب وكنْ نصي من أحبه و نصره و عاد و اخذل‬
‫من عاداه و خذله! حيث ذكرنا سابقا أن لكلمة " مول " ‪ 27‬معن و أنه ل بد من قرينة لفهم العن الراد و أن‬
‫قوله (صلى العليه وآله ) اللهم وال من واله وعا ِد من عاداه‪ ،‬قرينة على أن الراد من الول معن النصي الحب‪ ،‬و أيا‬
‫كان فليس ف معان الول معن الليفة و المام! فإذا ل يفهم الناس من تلك الطبة معن اللفة و المامة فعندهم‬
‫كل الق ف ذلك! خصوصا مع وجود القرينة الذكورة‪ .‬و علوة على ذلك فإن نسق الديث يدل على أن النب‬
‫(صلى العليه وآله ) يريد من كلمة الول معن هو حائز عليه الن ويريد أن يعل عليا حائزا عليه الن أيضا ( لنه‬
‫قال من ك نت موله فعلي موله)‪ ،‬و ال مر الذي كان الر سول ( صلى العليه وآله ) مت صفا به هو النبوة و الر سالة‬
‫وبدي هي أ نه ل ير يد أن يكون علي أيضا حائزا على هذه الرتبة ل ذلك الوقت و ل بعد وفاته‪ ،‬و إذا قصد بالول‬
‫اللفة فالرسول (صلى العليه وآله ) ل يكن خليفة لحد حت يريد جعل اللفة لعلي أيضا‪ ،‬و لو سلمنا جدل أن‬
‫القصود من الول المامة والرئاسة لوجب أن يقول النب من كنت موله فإن عليا موله بعدي‪ ،‬لنه ل يكن أن‬
‫يكون علي رئيسا حاكما على السلمي ف حال رئاسة النب (صلى العليه وآله ) وحكومته‪ ،‬لكن مثل هذه الضافة ل‬
‫يدع أحد صدورها عن النب (صلى العليه وآله ) ف هذا الديث‪ .‬لذلك قلنا أن مطالبة علي بثل هذه الشهادة ف‬
‫ذلك القام إن صحت ـ ليست ف ملها و ل تؤدي الراد‪ .‬و نن نقطع ف الواقع أن هذه الطالبة ليست إل‬
‫من اختلق و وضع الرواة الكذبة و ل ربط لعلي با أصل‪.‬‬
‫و يتا بع صاحب كتاب الحتجاج رواي ته فيقول‪ [ :‬قال ز يد بن أر قم‪ :‬فش هد اث نا ع شر بدر يا بذلك‪.‬‬
‫و ك نت م ن سع القول من ر سول ال صلىال عل يه وآله و سلم فكت مت الشهادة يومئذ‪ ،‬فد عا َعلَيّ فذ هب‬
‫بصري ][‪.]4‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫قل تُ‪ :‬هذا الديث كله رواه الطبسي عن "أب الفضل ممد بن عبد ال الشيبان" عن رجال ثقة! و ل‬
‫يعلم أ حد من هؤلء الرجال الث قة ؟! أ ما م مد بن ع بد ال الشيبا ن ف قد ذكره النجا شي ف رجاله ( ص ‪) 309‬‬
‫وقال‪ [ :‬أصله كوف ورأيت جلّ أصحابنا يضعّفونه ] و قال القهبائي ف "ممع الرجال "( ج ‪ / 5‬ص ‪[ :)241‬‬
‫ممد بن عبد ال الشيبان أبو الفضل‪ :‬وضاع كثي الناكي ] وقال عنه الشيخ الطوسي ف كتابه " الفهرست "‪:‬‬
‫[ ضعّفـه جاعـة مـن أصـحابنا ]‪ ،‬و فـ كتاب الخبار الدخيلة (ص ‪ )48‬عـن الغضائري‪ [ :‬إنـه كذاب وضاع‬
‫للحديث ]‪ ،‬هذا من ناحية السند‪.‬‬
‫ث إن زيد بن أرقم ل يكن من تسمع شهادتم ف ذلك الوقت‪ ،‬و ل طلب أمي الؤمني منه هذه الشهادة ف‬
‫ذلك الوقت بل طلبها ف رحبة الكوفة زمن خلفته عليه السلم كما جاء ذكر ذلك ف بار النوار ( ج ‪ / 22‬ص‬
‫‪.) 23‬‬
‫اما الثنا عشر بدر يا الذين تقول روا ية الطبسي هذه أنم شهدوا ب ا قاله النب ( صلى العليه وآله ) ف غدير‬
‫خم‪ ،‬فيبدو أن م ن فس الث ن عشرالذ ين ذكر هم الطب سي ف رواي ته‪ ،‬التال ية مباشرة لذه الروا ية‪ ،‬و ال ت يروي ها‬
‫الطبسـي من غي سـند (!) بل مر سلة عن أبان بن تغلب أ نه سأل حضرة المام جعفر الصادق عل يه ال سلم‬
‫فقال‪ [ :‬قلت لب عبد ال جعفر بن ممد الصادق عليه السلم‪ :‬جعلت فداك هل كان أحد ف أصحاب رسول‬
‫ال صلىال عليه وآله أنكر على أب بكر فعله وجلوسه ملس رسول ال صلىال عليه وآله ؟ قال‪ :‬نعم كان‬
‫الذي أن كر على أ ب ب كر اث ن ع شر رجل‪ ،‬من الهاجر ين‪ :‬خالد بن سعيد بن العاص‪ ،‬و كان من ب ن أم ية‪،‬‬
‫و سلمان الفارسي و أبوذر الغفاري و القداد بن السود وعمار بن ياسر و بريدة ال سلمي‪ ،‬و من النصار‪:‬‬
‫أبو اليثم بن التيهان و سهل و عثمان ابنا حنيف وخزية بن ثابت ذو الشهادتي وأب بن كعب و أبو أيوب‬
‫النصاري‪ .‬قال (أي المام جعفر الصادق)‪ :‬فلما صعد أبو بكر النب تشاوروا بينهم‪ ،‬فقال بعضهم لبعض وال‬
‫لنأتينّه و لننلنّه عن منب رسول ال صلىال عليه وآله [‪ ، ]5‬و قال آخرون منهم‪ :‬وال لئن فعلتم ذلك إذن‬
‫أعن تم على أنف سكم و قد قال ال عز و جل‪ " :‬و ل تلقوا بأيدي كم إل التهل كة " فانطلِقوا ب نا إل أم ي الؤمن ي‬
‫(أي علي) لنستشيه و نستطلع رأيه ]‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ث يذ كر الراوي أن عل يا ل يوافق هم على ما أرادوا فعله ل ا ف يه من تد يد حيا ته بالق تل و قال ل م ف آ خر‬
‫كلمه‪ [ :‬فانطلِقوا بأجعكم إل الرجل (أي أبو بكر) فعرّفوه ما سعتم من قول نبيكم ليكون ذلك أوكد للحجة‬
‫و أبلغ للعذر وأب عد ل م من ر سول ال ( صلىال عل يه وآله) إذا وردوا عل يه! قال‪ :‬ف سار القوم ح ت أحدقوا‬
‫بنب رسـول ال ( صلىال عليه وآله) و كان يوم المعة‪ ،‬فلما صعد أبو بكر النب قال الهاجرون للنصار‬
‫[ ‪]6‬‬ ‫تقدموا و تكلموا‪ ،‬فقال النصار بل تكلموا أنتم ]‬
‫و يستقر الختيار على خالد بن سعيد بن العاص ( و الال أن خالد بن سعيد هذا إنا كان قد أسلم بفضل‬
‫دعوة و إرشاد أب بكر رضي ال عنه فكانت هدايته للسلم على يده‪ ،‬اشترك ف زمان خلفة أب بكر و بأمرٍ‬
‫منه ف معركة "أجنادين" و استشهد فيها و كان ذلك قبل ‪ 24‬يوما من وفاة أب بكر) فيقوم خالد فيعظ أبا بكر‬
‫رضي ال عنه و يذكّره‪ ،‬لكنه ل يذكر ف كلمه شيئا عن غدير خم‪ ،‬بل يذكر حادثة و كلما قاله الرسول (صلى‬
‫العليه وآله ) لعلي يوم بن قريظة ليس له ذكر ف أي من التواريخ التقدمة! و الغرب من ذلك ما ذكره الراوي من‬
‫أن عمر رض ال عنه قام فقال‪ [ :‬اسكت يا خالد! فلست من أهل الشورة و ل مّن ُيقْتَدى برأيه! ]‪ ،‬هذا مع أن‬
‫خالد بن سعيد ل ينقصه شيء عن عمر رضي ال عنه حت ياطبه عمر رضي ال عنه بذه الصورة و يقول له لست‬
‫من أهل الشورة‪ ،‬دون أن يعترض خالد و ل غيه على ذلك!! إذ لو كانت الفضلية بالسبق إل السلم فخالد بن‬
‫سعيد خامس رجل أسلم فكان إسلمه قبل عمر رضي ال عنه بعدة سنوات‪ ،‬و كان من أصحاب الجرتي إل‬
‫البشة ث إل الدينة‪ ،‬و شهد مع رسول ال (صلى العليه وآله ) جيع الغزوات‪ ،‬و أرسله رسول ال(صلى العليه وآله )‬
‫قُبيل وفاته إل اليمن و عيّنه حاكما على قبيلة مذحج ف قس ٍم من اليمن‪ ،‬و ل ندري كيف أتى به الراوي الكذّاب‬
‫من اليمن إل الدينة و جعله أول من تكلم معترضا على أب بكر!!‪ ..‬و على أي حال فلم يأت ف كلم خالد أي‬
‫ذكر لديث الغدير مع كونه أهم مستند للخلفة النصوص عليها‪ ،‬بل كل ما كان ف احتجاجه هو سباب و شتائم‬
‫لعمر رضي ال عنه حت أنه قال له‪ [ :‬و إنك ف هذا المر بنلة الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر قال‬
‫][‬ ‫إن بريء منك إن أخاف ال رب العالي فكان عاقبتهما أنما ف النار خالدين فيها و ذلك جزاء الظالي!‬
‫‪. ]7‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و كل مطلع على تاريخ صدر السلم يعلم يقينا كذب مثل هذه القاويل‪ .‬ث كان سلمان الفارسي ثان‬
‫من تكلم من الهاجر ين و ل يشر ف كلمه أيضا ل سألة النص على عليّ يوم الغدير بل اقتصر كلمه على ذ كر‬
‫بعض فضائل علي و تذكي أب بكر بأنه كان عليه النفوذ ف جيش أسامة بن زيد [‪ ... ]8‬أما الحتج الثالث فكان‬
‫أبا ذر الذي ل يشر كذلك ل من قريب و ل بعيد للغدير‪ ،‬وكذلك فعل الذي بعده أي القداد بن السود [‪ ]9‬ث‬
‫بريدة السلمي و كان عمار بن ياسر آخر من تكلم من الهاجرين و اقتصر كلمه على تويف أب بكر عاقبة فعله‬
‫وتذكيه بفضائل أهل البيت حيث قال‪ [ :‬و إن أهل بيت نبيكم أول و أحق بإرثه و‪( ...‬إل قوله ) فقد علمتم‬
‫أن بن هاشم أول بذا المر منكم‪ ]..‬ث ذكر عددا من فضائل علي‪.‬‬
‫ث جاء دور النصار فكان أول من تكلم منهم أب بن كعب الذي أنّب أبا بكر دون أن يأت ف كلمه‬
‫بأي إشارة لغد ير خم‪ ،‬و تكلم بعده خزي ة بن ثا بت فاقتصر كلمه على ذ كر فضائل أهل البيت‪ ،‬و كان التكلم‬
‫الثالث أبو اليثم بن التيهان و كان أول من أشار لسألة الغدير‪ ،‬لكن الذي يُفهم من كلمه أن خطبة الغدير كانت‬
‫غامضة فحصل خلف بي الصحابة ف فهم معناها‪ ،‬حيث يقول الراوي‪ [ :‬فقالت النصار‪ :‬ما أقامه للخلفة‪،‬‬
‫و قال بعضهم‪ :‬ما أقامه إل ليعلم الناس أنه مول من كان رسول ال صلىال عليه وآله موله‪ ،‬و كثر الوض‬
‫ف ذلك فبعث نا رجال م نا إل ر سول ال ف سألوه عن ذلك فقال‪ :‬قولوا ل م عليّ ول الؤمن ي بعدي و أن صح‬
‫الناس لمت‪ . ]..‬وهنا أيضا ل نرى كلما صريا ف اللفة و النص على علي بالكومة والمارة بأمر من ال عز‬
‫وجل‪ ،‬بل إن دل كلم الراوي على شيء فإنه يدل على إثباته النقص و القصور ف بيان رسول ال (صلى ال عليه‬
‫و آله و سلم ) (حاشاه من ذلك) [‪. ]10‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أ ما الشكال ال كب من هذا‪ ،‬ف هذه الروا ية‪ ،‬ف هو أن التوار يخ تؤ كد أن "أ با عمارة خزي ة بن ثا بت‬
‫الوسي‪ ،‬ذي الشهادتي" و " أبا اليثم مالك بن التيهان الوسي" رغم كونما من أنصار و مؤيدي علي عليه‬
‫السلم ‪ ،‬ل يكونا قطعا من العتقدين بالنص النبوي اللـهي على إمارته‪ .‬ينقل "أحد بن يي البلذري" ف كتابه‬
‫"أن ساب الشراف"الذي ي عد من أقدم التوار يخ ال سلمية‪ ،‬أن هذان الشخ صان كا نا متردد ين ح ت ف القتال إل‬
‫جانب علي ف حربه مع معاوية‪ ،‬مع وضوح عدم حقانية معاوية و بغيه فيها!‪ ،‬و بقوا مترددين ف الشاركة مع علي‬
‫ف القتال إل أن استشهد ف صف علي عمار بن ياسر رضي ال عنه عند ذلك وضح الق لما‪ ،‬فخاضا الرب‬
‫بكل إخلص إل جانب علي عليه السلم و استشهدا ف نصرته! قال البلذري‪ (( :‬عن عمارة بن خزية بن ثابت‪،‬‬
‫قال‪ :‬شهد خزية المل فلم يسل سيفا و شهد صفي فقال ل أقاتل أبدا حت يقتل عمار فأنظر من يقتله فإن‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عليه و سلم يقول‪ :‬تقتله الفئة الباغ ية‪ ،‬قال‪ :‬فل ما ق تل عمار‪ ،‬قال خزي ة‪ :‬قد با نت‬
‫الضللة فقا تل ح ت ق تل))[‪ . ]11‬و يروي الك شي ف كتا به الرجال (ص ‪ )51‬نقل عن م مد بن عمار بن‬
‫خزي ة أي ضا‪ (( :‬ما زال جدي ب سلحه يوم ال مل و صفي‪ ،‬ح ت ق تل عمار‪( ،‬فع ند ذلك) سـ ّل سيفه ح ت‬
‫قُ ـتِل))‪ .‬وكذلك ذ كر "البلذري" ف "أن ساب الشراف" عن أ ب الي ثم ‪ (( :‬ح ضر أ بو الي ثم بن التيهان‬
‫الصفي‪ ،‬لا رأى عمارا قد قتل‪ ،‬قاتل حت قُـتِل‪ ،‬فصلى عليه علي و دفنه)) [‪.]12‬‬
‫و لذلك فقد كان اختيار واضع رواية الحتجاج لاتي الشخصيتي لداء ذلك الدور الذي نسبه لما اختيارا‬
‫غي موفق و غي خبي!!‬
‫ث تذ كر روا ية الحتجاج أن العترض الرا بع كان سهل بن حن يف الذي قام و ش هد أ نه رأى ر سول ال‬
‫صلىال عليه وآله ف هذا الكان ( يعن روضة السجد النبوي) و قد أخذ بيد علي و قال‪ [:‬أيها الناس هذا علي‬
‫إمامكم من بعدي و وصيي ف حيات وبعد وفات‪ ]..‬و لكنه ل يشر لوضوع الغدير‪ ،‬و قام بعده أخوه عثمان بن‬
‫حنيـف فقال‪ [ :‬سـعنا رسـول ال (صـلى ال عليـه و آله و سـلم ) يقول‪ :‬أهـل بيتـ نوم الرض فل تتقدموهـم‬
‫و قدموهم فهم الولة من بعدي]‪ ،‬و كان آخر التكلمي أبو أيوب النصاري الذي بدأ كلمه قائل‪ [ :‬اتقوا ال‬
‫عباد ال ف أهل بيت نبيكم ارددوا إليهم حقهم‪ ]...‬ث ذكر فضيلة لهل البيت و لعلي دون أن يأت بأي ذكر‬
‫خم‪]13[.‬‬ ‫لقضية غدير‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫رغم أن مت هذا الديث يكفي للحكم بوضعه‪ ،‬لكننا سنفرض جدل أنه صحيح و أن هذا العتراض من‬
‫أولئك الث ن عشر قد ت فعل بالصورة الذكورة‪ ،‬فلنا أن نسأل‪ :‬لو كان النب ( صلى العليه وآله ) قد نص صراحة‬
‫على خلفة و إمارة علي ف غدير خم و أخذ له البيعة من الناس‪ ،‬أل يكن من النطقي أن يذكر أولئك العترضون‬
‫هذا المر قبل أي شيء آخر باعتباره أوضح دليل و أقطع حجة على أن الليفة الق هو علي و ل يكن أن يكون‬
‫غيه ؟؟ أليس عدم ذكرهم لذلك يؤكد ما قلناه من أن قضية غدير خم ل تكن أبدا نصا على علي باللفة بل‬
‫كل ما ف المر أن رسول ال ( صلى العليه وآله ) خشي من عداوة بعض ال سلمي لعلي‪ ،‬فأراد أن يبي للمسلمي‬
‫وجوب مبته؟ بل يكن القول أن هذا الديث من معجزات النب (صلى العليه وآله ) إذ يشي إل أن النب نُبّئ با‬
‫سيلقاه عليّ ف ع هد خلف ته من عداء ومار بة‪ ،‬لذا أو صى بحب ته و موال ته مرات عديدة‪ ،‬تلك الح بة و الوالة‬
‫الصادقة الت تنفع عليا و تعينه على نصرة الق و ل تتركه لوحده‪ ،‬ل الحبة والولء الدعائي الذي يكون وسيلة‬
‫للتجرّؤ على العاصي و تعدي حدود ال تعال‪ ،‬كما يفعل اليوم عديد من الراذل قائلي (حبّ عليّ حسنـةٌ ل‬
‫تض ّر معها سيئـة!) فيغرّهم الشيطان بارتكاب العاصي و الثام‪ ،‬ل وال‪.‬‬
‫و يتابع الطبسي روايته الواضحة الختلق و النسوبة زورا و بتانا للمام الصادق فيقول‪ [ :‬قال الصادق‬
‫حرْ جوابا‪ ،‬ث قال‪ :‬وُليتكم و لست بيكم أقيلون أقيلون!‬
‫عليه السلم ‪ :‬فأُفْحِم أبو بكر على النب حت ل يَ ِ‬
‫فقال له عمر بن الطاب‪ :‬انزل عنها يا لُكَع [‪ ،]14‬إذا كنت ل تقوم بجج قريش‪ ،‬إذا ل أقمت نفسك هذا‬
‫القام ؟ و ال لقد همت أن أخلعك و أجعلها ف سال مول أب حذيفة! [‪ ]15‬قال‪ :‬فنل (ابو بكر) ث أخذ‬
‫( عمر) بيده و انطلق إل منله و بقوا ثلثة أيام ل يدخلون مسجد رسول ال صلىال عليه وآله‪ ،‬فلما كان ف‬
‫اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد و معه ألف رجل فقال لم‪ :‬ما جلوسكم فقد طمع فيها و ال بنو هاشم ؟‬
‫و جاءهم سال مول أب حذيفة ومعه ألف رجل‪ ،‬وجاءهم معاذ بن جبل و معه ألف رجل‪ ،‬فما زال يتمع إليهم‬
‫ر جل ر جل ح ت اجت مع أرب عة آلف ر جل‪ ،‬فخرجوا شاهر ين بأ سيافهم يقدم هم ع مر بن الطّاب ح ت وقفوا‬
‫بسجد رسول ال صلىال عليه وآله‪ ،‬فقال عمر‪ :‬وال يا أصحاب علي لئن ذهب منكم رجل يتكلم بالذي‬
‫تكلم بالمس لنأخذن الذي فيه عيناه‪.‬‬
‫فقام إليـه خالد بن سـعيد بن العاص و قال‪ :‬يـا بـن صـهاك البشيـة أبأسـيافكم تددوننـا أم بمعكـم‬
‫تفزعوننا‪ ،‬و ال إن أسيافنا أحد من أسيافكم وإنا لكثر منكم و إن كنا قليلي لن حجة ال فينا‪ ،‬و ال لول أن‬
‫أعلم أن طاعة ال و رسوله و طاعة إمامي أول ب لشهرت سيفي و جاهدتكم ف ال إل أن أبلي عذري‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫فقال أم ي الؤمن ي‪ :‬اجلس يا خالد ف قد عرف ال لك مقا مك و ش كر لك سعيك‪ ،‬فجلس و قام إل يه‬
‫سلمان الفارسي فقال‪ :‬ال أكب ال أكب سعت رسول ال صلىال عليه وآله باتي الذني و إل صمتا يقول‪:‬‬
‫" بي نا أ خي وا بن ع مي جالس ف م سجدي مع ن فر من أ صحابه إذ تكب سه جا عة من كلب أ صحاب النار‬
‫يريدون قتله و قتل من معه‪ ،‬فلست أشك إل و أنكم هم"‪َ ،‬ف َهمّ به عمر بن الطّاب فوثب إليه أمي الؤمني‬
‫عليه السلم و أخذ بجامع ثوبه ث جلد به الرض ث قال‪ :‬يابن صهاك البشية لول كتابٌ من ال سبق و عهد‬
‫من رسول ال تقدم لريتك أيّنا أضعف ناصرا و أقل عددا‪ .‬ث التفت إل أصحابه فقال‪ :‬انصرفوا رحكم ال‪،‬‬
‫فوال ل دخلت السـجد إل كمـا دخـل أخواي موسـى وهارون‪ ،‬إذ قال له أ صحابه‪ " :‬فاذهـب أنـت و ربـك‬
‫فقاتل إنا هيهنا قاعدون " وال ل دخلته إل لزيارة رسول ال صلىال عليه وآله أو لقضية أقضيها فإنه ل يوز‬
‫][‪]16‬‬ ‫بجة أقامها رسول ال صلىال عليه وآله أن يترك الناس ف حية‬
‫قلت‪ :‬إن هذه القصة الختلقة أشبه ما تكون بكايات القصاصي الرافية ف القهاوي الشعبية الت يثيون با‬
‫السـذّج الرعاع تلقاء أجـر مـن الال‪ .‬و للسـف فإن كتاب الحتجاج مليـء بأمثال هذه القصـص الرافيـة‪ ،‬مـن‬
‫جلتها تلك الرواية الت ذكرها عقب روايته السابقة‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحن قال‪ [ :‬ث إن عمر احتزم بإزاره‬
‫و جعل يطوف بالدينة و ينادي‪ :‬أل إن أبا بكر قد بويع له فهلموا إل البيعة‪ ،‬فينثال الناس يبايعون‪ ،‬فعرف أن‬
‫ت مستترون [‪ ،]17‬فكان يقصدهم ف جع كثي و يكبسهم ويضرهم السجد فيبايعون حت إذا‬
‫جاعة ف بيو ٍ‬
‫مضت أيام أقبل ف جع كثي إل منل علي عليه السلم فطالبه بالروج فأب‪ ،‬فدعا عمر بطب و نار و قال‪:‬‬
‫و الذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لحرقنه على ما فيه‪ .‬فقيل له‪ :‬إن فاطمة بنت رسول ال و ولد رسول ال‬
‫و آثار ر سول ال صلىال عل يه وآله ف يه‪ ،‬و أن كر الناس ذلك من قوله‪ ،‬فل ما عرف إنكار هم قال‪ :‬ما بال كم‬
‫أترون فعلت ذلك إنا أردت التهو يل‪ ،‬فراسلهم علي أن ليس إل خرو جي حيلة ل ن ف ج ع كتاب ال الذي‬
‫قد نبذتوه و ألت كم الدن يا ع نه‪ ،‬و قد حل فت أن ل أخرج من بي ت و ل أدع ردائي على عات قي ح ت أج ع‬
‫القرآن‪.‬‬
‫قال‪ :‬و خرجت فاطمة بنت رسول ال صلىال عليه وآله إليهم فوقفت خلف الباب ث قالت‪ :‬ل عهد‬
‫ل بقوم أسوء مضرا منكم‪ ،‬تركتم رسول ال صلىال عليه وآله جنازة بي أيدينا و قطعتم أمركم فيما بينكم‬
‫و ل تؤمرو نا ول تروا ل نا ح قا‪ ،‬كأن كم ل تعلموا ما قال يوم غد ير خم‪ ،‬وال ل قد ع قد له يومئذ الولء ليق طع‬
‫من كم بذلك الرجاء‪ ،‬و لكن كم قطع تم ال سباب بين كم وب ي نبيكم‪ ،‬و ال ح سيب بين نا و بين كم ف الدن يا‬
‫و الخرة ] [‪.]18‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ف من هو‪ ،‬و يظهر أنه نفس " عبد ال بن عبد الرحن‬
‫قلت‪ :‬إن الراوي عبد ال بن عبد الرحن هذا‪ ،‬ل ُي ْعرَ ُ‬
‫ال صم ال سمعي الب صري " الذي اع تبته ك تب الرجال ضعي فا و ل يس بش يء‪ ،‬و ذ كر ع نه الغضائري " أ نه و ضع‬
‫زيارات تدل على خبث عظيم و مذهب متهافت و كان من كذّابة أهل البصرة " [‪.]19‬‬
‫أجل ل يروي مثل تلك الكاذيب و ينسبها للخرين إل أمثال هؤلء الغلة الدواب الذين ل يعقلون!‬
‫ث يذكر صاحب الحتجاج رواية يرويها عن "سليم بن قيس اللل" عن سلمان الفارسي أنه قال‪ [ :‬أتيت‬
‫عل يا عل يه ال سلم و هو يغ سّل ر سول ال صلىال عليه وآله‪ ،‬و قد كان أو صى أن ل يغ سّله غ ي علي عل يه‬
‫ال سلم‪ ،‬و أُخِْب َر أ نه ل ير يد أن يقلب م نه عضوا إل ُقلِ بَ له‪ ،‬و قد قال أم ي الؤمن ي عل يه ال سلم لر سول ال‬
‫صلىال عليه وآله‪ :‬من يعينن على غسلك يا رسول ال؟ قال جبئيل‪ .‬فلما غسّله و كفّنه أدخلن و أدخل أبا‬
‫ذر و القداد و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السلم فتقدم و صففنا خلفه فصلى عليه و عائشةُ ف الجرة ل‬
‫تعلم قد أخذ جبئيل ببصرها‪ ،‬ث أدخل عشرة من الهاجرين و عشرة من النصار فيصلون و يرجون‪ ،‬حت ل‬
‫ي بق من الهاجر ين و الن صار إل صلى عل يه‪ ،‬و قلت لعلي عل يه ال سلم ح ي غ سّل ر سول ال صلىال عل يه‬
‫وآله‪ :‬إن القوم فعلوا كذا وكذا و إن أ با ب كر ال ساعة لعلَى م نب ر سول ال صلىال عل يه وآله و ما ير ضى‬
‫الناس أن يبايعوا له ب يد واحدة إن م ليبايعون بيد يه جي عا يي نا وشال‪ .‬فقال علي عل يه ال سلم‪ :‬يا سلمان ف هل‬
‫تدري من أول من يباي عه على م نب ر سول ال صلىال عل يه وآله ؟ فقلت‪ :‬ل إل أ ن قد رأي ته ف ظلة ب ن‬
‫ساعدة حي خُصِ َمتِ النصار‪ ،‬و كان أول من بايعه بشي بن سعد ث أبو عبيدة بن الراح ث عمر بن الطّاب‬
‫ث سال مول أب حذيفة و [ معاذ بن جبل ]‪ .‬قال‪ :‬لست أسألك عن هذا‪ ،‬و لكن تدري من أول من بايعه‬
‫ح ي صعد م نب ر سول ال صلىال عل يه وآله ؟ قلت‪ :‬ل و لك ن رأ يت شي خا كبيا متوكئا على ع صاه ب ي‬
‫عينيه سجادة‪ ،‬شديد التشمي و هو يبكي و يقول‪ :‬المد ل الذي ل يتن و ل يرجن من الدنيا حت رأيتك ف‬
‫هذا الكان اب سط يدك أباي عك‪ ،‬فب سط يده فباي عه ث نزل فخرج من ال سجد‪ .‬فقال ل علي عل يه ال سلم‪ :‬يا‬
‫سلمان و هل تدري من هو ؟ قلت‪ :‬ل و لكن ساءتن مقالته كأنه شامت بوت رسول ال صلىال عليه وآله‪.‬‬
‫قال عليّ‪ :‬إن ذلك إبليس لعنه ال! ] [‪.]20‬‬
‫و يتابع "سليم بن قيس" هذا الراء و السخافات الضحكة‪ ،‬فيذكر كيف حل عليّ فاطمة على حار و أخذ‬
‫ابن يه ال سن و ال سي ي ستنصر الناس على أ ب ب كر‪ ،‬فلم ي ستجب له ف النها ية إل أرب عة هم سلمان و أ بو ذر‬
‫والقداد و الزبي! ث يكي كيفية مطالبة أب بكر و عمر عليا بالبيعة وإجباره بالعنف على ذلك‪ ،‬و تآمر مؤيدي أب‬
‫ب الزبي لعمر و قصة الستة أهل تابوت جهنم و أصحاب الصحيفة اللعونة!‪...‬إل‪.‬‬ ‫بكر على قتل عل ّي و س ّ‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و إذا وصل المر لسليم بن قيسفل بد من كلمة عنه‪ ،‬فقد أكثر صاحب " الحتجاج " من نقل أمثال هذه‬
‫الروايات ال ت ل ر يب أن ا من و ضع أعداء ال سلم ـ ع نه‪ ،‬و ل ن ستغرب من سليم بن ق يس أمثال هذه‬
‫الكاذيب‪ ،‬فعدد من العلماء يتفقون معنا ف تكذيبه و الكم بالوضع و الكذب على كتابه الذي يروج له الوعاظ‬
‫الهلة عندنا و يسمونه بـ " أبد الشيعة " أو " أسرار آل ممد "! و يعلون قراءته فرضا على كل شيعي! ـ‬
‫فلنر موقف الحققي من رجاليينا منه و من كتابه‪:‬‬

‫قول مققي العلماء ف سليم بن قيس اللل و كتابه‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫زبدة القول بشأن سليم بن ق يس و كتا به ما قاله ا بن الغضائري‪ ..[ :‬وكان أ صحابنا يقولون أن سليما ل‬
‫ُيعْرَف و ل ذُ ِكرَ ف حدي ثٍ‪ ،‬و قد وجد تُ ذكره ف مواضع من غي جهة كتابه و ل من رواية أبان بن عياش‬
‫ع نه‪ ،‬و قد ذَ َكرَ ا بن عقدة ف رجال أم ي الؤمن ي أحاد يث ع نه‪ ،‬و الكتاب موضوع ل مرية ف يه‪ ،‬و على ذلك‬
‫][‬ ‫علمات منها ما ذكر أن ممد بن أب بكر وعظ أباه عند الوت و منها أن الئمة ثلثة عشر و غي ذلك‬
‫‪ ،]21‬وذلك لن سن ممد بن أب بكر عند وفاة أبيه‪ ،‬ل تكن تتجاوز السنتي و عدة أشهر‪ ،‬فكيف وعظ أباه‬
‫وهو بذه السن؟! [‪]22‬و أمثال تلك الخطاء الفاضحة ف هذا الكتاب كثية‪ ،‬منها أنه أورد ف أحد أحاديثه الت‬
‫روا ها بغرض إثبات إما مة الئ مة الث ن ع شر ـ حدي ثا مطول يروي ف يه عن علي عل يه ال سلم أن ر سول ال‬
‫(صلىال عليه وآله وسلم) قال له‪(( :‬لست أتوف عليك النسيان و الهل و لكن اكـتُـبُ لشركائك الذين‬
‫من بعدك‪ ))...‬فيسأله عل ّي عليه السلم ‪ :‬و من شركائي يا رسول ال؟ فيعرّفه الرسول على الئمة من ولده‪.‬‬
‫هذا الد يث‪ ،‬ح سبما جاء ف كتاب "إثبات الداة" لل حر العاملي (ج ‪/2‬ص ‪ )455‬رواه "الف ضل بن‬
‫شاذان" ف كتا به "إثبات الرج عة" و نقله ع نه الش يخ ال صدوق فقال‪ (( :‬عن سليم بن ق يس أ نه حدث ال سن‬
‫و السي بذا الديث بعد موت معاوية‪ ،‬فقال‪ :‬صدقت يا سليم! حدثك أمي الؤمني و نن جلوس‪.)) ...‬‬
‫هذا ف حي أن المام السن الجتب عليه السلم كان قد توف قبل وفاة معاوية بعشر سنوات‪ ،‬إذ توف السن سنة‬
‫خ سي للهجرة و تو ف معاو ية سنة ستي باتفاق الؤرخ ي‪ ،‬فك يف ت ـأتّـى ل سليم أن يعرض هذا الد يث على‬
‫السن وأخيه بعد وفاة معاوية؟!! فهذا كاف لبيان مدى الهل الفاضح‪ ،‬لواضع هذا الديث‪ ،‬بالتاريخ‪.‬‬
‫من هنا فقد أورد العلمة الشوشتري ف كتابه "قاموس الرجال" (ج ‪/4‬ص ‪ )44‬نقول عن عدد من العلماء‬
‫ف ذم هذا الكتاب و اعتباره موضوعا (متلقا) من أساسه‪.‬‬
‫و قال الش يخ الف يد ف شر حه لعقائد ال صدوق (ال صفحة ‪ [ :)72‬إن هذا الكتاب غ ي موثوق به و قد‬
‫حصل فيه تليط و تدليس و ل يوز العمل على أكثره فينبغي للمتديّن أن يتنب العمل بكل ما فيه ]‪.‬‬
‫و قال ابن أب داود اللي ف رجاله‪ [ :‬سليم بن قيس اللل ينسب إليه الكتاب الشهور و هو موضوع‬
‫بدل يل أ نه قال إن م مد بن أ ب ب كر و عظ أباه ع ند مو ته و قال ف يه إن الئ مة ثل ثة ع شر مع ز يد و أ سانيده‬
‫متلفة‪ .‬ل يرو عنه إل ابن أب عياش‪ ،‬و ف الكتاب مناكي مشتهرة و ما أظنه إل موضوعا] [‪. ]23‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أما العلمة اللي فقد حاول ف كتابه " خلصة القوال ف معرفة الرجال" تعديل سليم بن قيس حيث‬
‫قال‪ [ :‬و الوجه عندي الكم بتعديل الشار إليه والتوقف ف الفاسد من كتابه ]‪ ،‬لكن "الشهيد الثان" انتقد‬
‫ذلك قائل في ما عل قه ب طه على الل صة‪ [ :‬و أ ما حك مه بتعديله فل يظ هر له و جه أ صل‪ ،‬و ل واف قه عل يه‬
‫غيه ] ك ما قال بشأن كتا به‪ [ :‬ف الطر يق ابراه يم بن ع مر ال صنعان و أبان بن أ ب عياش ط عن فيه ما ا بن‬
‫الغضائري و ضعّفه ما‪ ،‬و ل و جه للتوقّ ف ف الفا سد ( من كتا به) بل ف الكتاب (كله) لض عف سنده على ما‬
‫رأيت‪ ،‬و على التنّل كان ينبغي أن يُقال‪ :‬و رد الفاسد منه و التوقف ف غيه ] [‪.]24‬‬
‫و النتي جة أن الكتاب ساقط و موضوع من أ صله‪ ،‬و علوة على ذلك ف قد صرح علماء الرجال بأن كتاب‬
‫" سليم بن ق يس" ل ُيرْو إل من طر يق ر جل وا حد هو " أبان بن أ ب عياش "‪ ،‬و هو مروح مضعّ ف ف ك تب‬
‫الرجال‪:‬‬
‫‌أ) ف في كتاب "م مع الرجال" للقهبائي (ص ‪ )16‬قال‪ [ :‬غض‪ :‬أبان بن أ ب عياش ضع يف ل ُيلَْتفَ تُ إل يه‬
‫و ينسِب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه ]‪.‬‬
‫‌ب)و ضعّفه ابن داود ف كتابه "الرجال" (ص ‪ )414‬بنفس تلك العبارات‪.‬‬
‫‌ج) و أورده الش يخ طه ن ف أي ضا ف (ص ‪ )254‬من كتا به " إتقان الرجال " ف عداد‬
‫الضعفاء‪.‬‬
‫‌د) و قال التفر شي ف "نقد الرجال" (ص ‪ [ )4‬أبان بن عياش تاب عي ضع يف ل يُلتفت إليه‬
‫وضع كتاب سليم بن قيس إليه ]‪.‬‬ ‫سبَ‬
‫و نُ ِ‬
‫فإن قيل‪ :‬إذا كان الكتاب ضعيفاّ ومتهافتا لذه الدرجة [‪ ]25‬فما السر ف توقف بعض أكابر العلماء فيه‪،‬‬
‫كما فعل العلمة اللي و غيه‪ ،‬فلم يردوه مطلقا ؟ فالواب واضح‪ :‬لو تلوا عن كتاب سليم بن قيس و كتاب‬
‫"الحتجاج" للطبسـي و أمثالمـا مـن الكتـب ككتاب " إرشاد القلوب " للديلمـي‪ ،‬و كتاب "غايـة الرام"‬
‫للبحرا ن‪ ،‬و الئات من أمثال هذه الك تب الليئة بالكاذ يب ب كم الع قل و الوجدان و ال ت علمات الو ضع في ها‬
‫ظاهرة‪ ،‬لا بقي ف أيديهم شيء يثبتون به النص الصريح أو بقية المور الت يدعونا‪ .‬أجل هذه الكتب هي الجج‬
‫القاطعة (!) لؤلء الفرّقي لمة السلم‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و ما دم نا قد ذكر نا كتاب "إرشاد القلوب" للديل مي‪ ،‬فل بأس أن نش ي إل طرف م ا رواه حول موضوع‬
‫ت به هذه القصة بالكاذيب و الرافات‪ ،‬ف أمثال‬ ‫شيَ ْ‬
‫السقيفة و بيعة أب بكر رضي ال عنه‪ ،‬لنرى إل أي حد حُ ِ‬
‫هذه الك تب‪ ،‬ف قد روى الديل مي احتجا جا طويل لعليّ على أ ب ب كر لتول يه الل فة و صل لغا ية أن قال علي ل ب‬
‫بكر‪ [ :‬ال و رسوله عليك من الشاهدين يا أبا بكر إن رأيت رسول ال صلى ا لعليه وآله حيا يقول لك إنك‬
‫ظال ف أ خذ ح قي الذي جعله ال ور سوله ل دو نك و دون ال سلمي أن ت سلم هذا ال مر إل وتلع نف سك ؟‬
‫فقال أ بو ب كر‪ :‬يا أ با ال سن! و هذا يكون أن أرى ر سول ال ح يا ب عد مو ته فيقول ل ذلك ؟ فقال له أم ي‬
‫الؤمن ي ن عم يا أ با ب كر‪ ،‬قال‪ :‬فأر ن إن كان ذلك ح قا‪...‬قال‪ :‬ت سعى إل م سجد ق با‪ ،‬فل ما ورداه‪ ...‬فإذا ه ا‬
‫برسول ال (صلى ال عليه و آله و سلم ) جالس ف قبلة السجد‪ ،‬فلما رآه أبو بكر سقط لوجهه كالغشي عليه‬
‫فناداه رسول ال‪ :‬ارفع رأسك أيها الضليل الفتون‪ .....‬ويلك يا أبا بكر أنسيت ما عاهدت ال و رسوله عليه‬
‫ف الواطن الربعة لعلي عليه السلم‪...‬قال‪ :‬هل من توبة يا رسول ال ؟‪...‬إل ] [‪ .]26‬ث يروي أن أبا بكر‬
‫ر ضي ال ع نه ندم على تولّ يه الل فة و قرّر أن يذ هب ل سجد الر سول ( صلى العل يه وآله ) ليعلن ان سحابه من ها‬
‫وتسليمها لعلي فلما علم عمر بذلك أخذ يثنيه عن ذلك فقال له أبو بكر‪ :‬إنك شيطان يا عمر‪ ....‬ث أقنعه عمر‬
‫أن يذهب إل بيته بجة الوضوء فيشرب خرا و هم ف شهر رمضان! و يقول شعرا ينضح بالكفر[‪....]27‬‬
‫بعدها يروي قصة ماربة أشجع بن مزاحم الثقفي الذي كان من مؤيدي أب بكر لعلي بصورة ل يكن حت‬
‫لجنون أن يصدقها‪ ،‬إذ يروي أن أمي الؤمني خرج من الدينة ليازة ضيعة له فوقعت مواجهة بينه و بي أشجع‬
‫تولت لعر كة‪ ،‬و ل ا ظهرت علئم الزي ة على أش جع‪ ،‬سارع أ بو ب كر بإمداد أش جع ف حر به لعلي بفر يق من‬
‫القاتل ي‪ ،‬ل كن هذا ل ي ل دون انت صار علي على أش جع و أ سره له ث ف عل علي كذا وكذا‪ ...‬وح قا إن الن سان‬
‫ليستحي من قراءة مثل هذه الباطيل و الزعبلت‪ .‬أجل بثل هذه الساطي و الوهام أرادوا أن يثبتوا النص على‬
‫علي‪ ،‬فأوهنوا بالحرى أسس دين السلم‪ ،‬و هم ل يشعرون!‬

‫خلصـة ما سبق‬
‫‪ 1‬ـلو كانت مسألة المامة الت اختلفت المة حولا كل هذا الختلف وألفت فيها مئات بل آلف الكتب‬
‫ها مة فعل إل هذا ال د ف ن ظر الشارع‪ ،‬أع ن لو كان الشارع تبارك و تعال قد اختار ل ا أشخا صا معين ي فرض‬
‫طاعتهم الطلقة على العالي‪ ،‬تاما كطاعة النبياء و الرسلي؛ لكم العقل و الوجدان أن يبي ال عز وجلّ ذلك ف‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫تنيله العزيز و ذكره الميد بأوضح بيان و أن يفظ هذه اليات‪ ،‬بقدرته‪ ،‬من عبث العابثي‪ ،‬حت ل تتلف المة‬
‫و ل تضل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ي كم الع قل أيضا أن تعيي أئ مة و حكام معيني ل جل شري عة أبد ية ستبقى ح ت يرث ال الرض و من‬
‫عليها‪ ،‬أمر غي مناسب و ل معقول‪ ،‬بل يعد نقضا لبدية هذا الدين؛ إذ كيف يعيّن له عدد مدود من الئمة هم‬
‫ق ما دامت السموات و الرض؟‬ ‫اثنا عشر فقط‪ ،‬مع أنه دين خات با ٍ‬
‫‪ 3‬ـ تعي ي أشخاص معين ي ل كم ال سلمي بأ مر ال تعال إل يوم الد ين يض يق دائرة تكل يف الؤمن ي و ميدان‬
‫عملهم و تكاملهم‪ ،‬و يضعف حريتهم و اختيارهم ويذهب بالتال بدف النبوة الاتة كما سبق توضيحه‪ ،‬كما أنه‬
‫يناقـض أسـاس الشرائع اللــهية‪ ،‬و الدف الذي لجله خلق ال البيـة و الذي يسـتلزم وجود الختيار و الفتتان‬
‫ليمتحن ال تعال الناس و يرى أيهم أحسن عمل؟!‬
‫‪ 4‬ـتؤكد التواريخ العتمدة أنه كان أحيانا لبعض الئمة من الئمة الثن عشر الذين ترى المامية عصمتهم‬
‫الطلقة وجهات نظر و مواقف و أعمال متخالفة‪ ،‬مثل مصالة المام السن عليه السلم لعاوية وماربة المام‬
‫السي عليه السلم ليزيد‪ ،‬ما أوقع العلماء ف تبطات حي حاولوا التوفيق بي هذه الواقف الختلفة [‪ ]‬و تسك‬
‫بعضهم بروايات واهية تقول بأ نه كان لكل إمام صحيفة خاصة من ال تعال يعمل با‌‌!! و معن ذلك أنه كانت‬
‫لكل منهم واجبات وكتاب و سنة خاصة بم غي القرآن الكري والسنة النبوية الت يعرفها سائر السلمون!! و هذا‬
‫‪ ،‬لعمري‪ ،‬أصـل خطيـ جدا يؤدي القول بـه إل لزوم قبول كـل مـا ينسـب لمام مـن الئمـة مـن أعمال و أقوال‬
‫و لو كا نت مال فة لظواهر القرآن الكر ي‪ ،‬و المر بطاع ته‪ ،‬و هذا بثا بة منشار يتث تعال يم القرآن من أ ساسها!!‬
‫هذا ف حي أن الئمة "عليهم السلم" أنفسهم جعلوا القرآن الكري العيار و الرجع الذي يوزن به كل ما ينسب‬
‫إليهم و ينقل عنهم من أخبار فما وافق القرآن الكري كان عنهم وما خالفه فليس عنهم بل مردود و زخرف من‬
‫القول و يضرب به عرض الائط‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ لو كانت مسألة النص على المام على ذلك القدار من الطورة و الهية لبلغها الرسول صلى العليه وآله‬
‫بشكل واضح وصريح و لنادى با ف الل العام ولعلن با كل صباح و مساء‪ ،‬و لا اقتصر على حديث الغدير‬
‫الذي ل يستطع حت أقـرباء و أنصار علي عليه السلم أن يدركوا منه معن التعيي لنصب اللفة والمامة‪ ،‬كما‬
‫مر مع نا من مقالة أب الي ثم بن التيهان لدى ذكر احتجاج الث ن عشر شخصا على أ ب ب كر‪ ،‬على الر غم من أن‬
‫الديث‪،‬ف الغالب‪ ،‬موضوع من أساسه‪ ،‬لكنه على أي حال إقرار من واضعه بغموض دللة الديث على النصب‬
‫للمامة‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و كذلك ل يكن اعتبار أحاديث مثل حديث "الطي الشوي" و حديث "الؤاخاة" و حديث "إعطاء الراية"‬
‫و أمثال ا من الحاد يث الواردة ف ك تب الفريق ي ف منا قب و فضائل علي عل يه ال سلم دليل على ال نص عل يه‬
‫و تعيينه إماما مفترض الطاعة من قِبَ ِل ال تعال على الؤمني طاعة مطلقة كطاعة الرسول صلى العليه وآله ؛ نعم هي‬
‫أحاديث صحيحة ف فضل علي عليه السلم و عظيم مقامه‪ ،‬لكنها ليست مستندا للقول بإمامته النصوص عليها من‬
‫ال بل أكثر ما تفيده أولويته وأفضليته لنصب المامة فحسب‪.‬‬
‫‪ 6‬ـكان حديث الغدير الذي هو أهم ما يستند إليه القوم ف إثبات النص على علي بالمامة بعيدا جدا ف‬
‫نظر الصحابة عن إفادة هذا العن لدرجة أن أحدا منهم ل يستند إليه للستدلل على النص على المام و ل يستفد‬
‫منه موضوع المارة واللفة! هذا ف حي أن النصار لا ذُكّروا بديث "الئمة من قريش"‪ ،‬الذي ربا ل يسمعه‬
‫من ال نب ( صلىال عل يه وآله و سلم) إل القل يل‪ ،‬تقاعدوا عن ال صرار على تول من صب الما مة و اقتنعوا ب جة‬
‫الهاجرين عمل بقول نبيهم الكري ‪ ،‬فكيف كان من المكن أن يعرضوا عن نص صريح دال على إمامة علي عليه‬
‫السلم ؟؟! هذا مع التذكي با قلناه مرارا أن عليا عليه السلم كان دائما مبا و حاميا للنصار (أي ل يكن عندهم‬
‫أي داع لرفض إمامته عليهم)‪ .‬أجل ل يكن لديث الغدير من الهية‪ ،‬حت ف أنظار شيعة علي و أنصاره‪ ،‬ما‬
‫كان لديث رسول ال (صلى العليه وآله وسلم) لعمّار بن ياسر رضي ال عنه‪ [ :‬تقتلك الفئة الباغية ][‪]2‬والذي‬
‫ربا ل يقله أكثر من مرة واحدة‪ ،‬لكنه كان ف نظر الصحابة على درجة من الهية بيث أنه لا قتل عمّار ف وقعة‬
‫صفي على أيدي جيش معاوية‪ ،‬وقعت ضجة و اضطراب وصخب ف صفوف الطرفي‪ ،‬حت كاد جيش معاوية‬
‫ينقلب ضده أو على القل يتخلى عنه وعن القتال معه‪ ،‬هذا من جهة جيش معاوية‪ ،‬و من الهة الخرى أقدم عدد‬
‫من التردّد ين من أ صحاب علي ب عد ا ستشهاد عمار على الرب م عه ضد معاو ية و جنده ب كل م يل و رغ بة‪،‬‬
‫حت أن خزية بن ثابت رضي ال عنه‪ ،‬الذي جعله صاحب كتاب الحتجاج أحد الحتجي الثن عشر على أب‬
‫بكر‪ ،‬ل يكن مستعدا ف البداية أن يشهر سيفه و يقاتل إل جانب علي ف صفي بيقي و اطمئنان! كما يروي‬
‫ذلك البلذري صاحب أحد أقدم الكتب التاريية أي كتاب "أنسـاب الشـراف" ـ لكنه لا علم باستشهاد‬
‫عمار و قتله على يد فئة معاو ية أي قن أن معاو ية و جاع ته هم البغاة ب نص الد يث فأقدم ب كل حاس وإيان على‬
‫القتال إل جا نب علي ح ت نال شر بة الشهادة ر ضي ال ع نه [‪ . ]3‬إذا ف ن ظر خزي ة كان حد يث " عمار مع‬
‫القـ‪ ،‬تقتله الفئة الباغيـة " أهـم مـن حديـث‪" :‬عليّـ مـع القـ" فضل عـن حديـث‪" :‬مـن كنـت موله فعليّ‬
‫موله‪..‬ال"‪ ،‬و كذلك أ بو الي ثم بن التيهان ‪ ،‬الذي يذ كر صاحب كتاب الحتجاج ع نه أي ضا أ نه كان من‬
‫الحتجي الثن عشر على أب بكر رضي ال عنه‪ ،‬ل يكن مستعدا للقتال ف صف علي عليه السلم ف بداية صفي‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫إل أن اسـتشهد عمار‪ ،‬عندهـا أقدم على القتال إل جانـب علي حتـ نال الشهادة ‪ ،‬كمـا نقـل عنـه هذا المـر‬
‫"البلذري" أيضا ف كتابه الذكور (ج ‪/2‬ص ‪.)319‬‬
‫إذا لو كان حديث الغدير "من كنت موله فهذا علي موله‪ "..‬يدل على المارة و اللفة النصوص عليها‬
‫من ال تعال لعل ّي لا أعرض عنها أولـئك الصحاب أبدا‪ ،‬و لذكرها و استند إليها النصار على القل‪.‬‬
‫أما خطبة الغدير الطويلة جدا الت يُذكَر فيها النص على علي بكل صراحة و وضوح و الت توردها كتب‬
‫الشي عة من سوبة إل ر سول ال صلى العليه وآله ‪ ،‬كتلك ال ت يروي ها الطب سي ف كتا به " الحتجاج "‪ ،‬ف هي خط بة‬
‫موضوعة مكذوبة على رسول ال صلى العليه وآله و فيما يلي بيان ذلك‪:‬‬

‫تحيص سند خطبة الغـديـر الطويلة‬


‫يروي الطب سي ف كتا به "الحتجاج" بقوله‪ :‬حدث ن‪ ..‬و يذ كر سلسلة مشا يخ إجاز ته إل قوله‪ [:‬قال‪:‬‬
‫حدث نا ممد بن موسى المدا ن قال حدثنا ممد بن خالد الطيال سي قال حدثن سيف بن عميه و صال بن‬
‫عقبة جيعا عن قيس بن سعان عن علقمة بن ممد الضرمي عن أب جعـفر ممد بن علي عليه السلم ‪......‬‬
‫[‬ ‫و يسوق الديث الطويل (الذي يقع ف ‪ 29‬صفحة مع الواشي!) عن جابر عن رسول ال (صلى العليه وآله ) ]‬
‫‪.]4‬‬
‫فلنبدأ ببيان الال التعيسة لحمد بن موسى المدان‪:‬‬
‫‪ )1‬قال التفرشـي فـ "نقـد الرجال" (ص ‪ [ : )336‬ممـد بـن موسـى‬
‫المدانـ ضعّفـه القميّون بالغلو و كان ابـن الوليـد يقول إ نه كان يضـع الديـث‪( .‬غـض) ضع يف يروي عـن‬
‫الضعفاء]‪.‬‬
‫‪ )2‬ف "تنق يح القال" للممقا ن (ج ‪ /3‬ص ‪ ، )194‬ض من بيا نه لال‬
‫الرجل قال عنه أنه وضع كتابا باسم زيد النرسي وضع فيه أحاديث كثية!‪.‬‬
‫‪ )3‬ف قاموس الرجال للعل مة الت ستري (ج ‪ /8‬ص ‪ ،)409‬ب عد أن ب ي‬
‫حاله خلص إل القول‪ [ :‬فضعفـه اتفاقـي‪ ،‬قال بـه ابـن الوليـد و ابـن بابويـه و ابـن نوح و فهرسـت الطوسـي‬
‫و النجاشي و ابن الغضائري ] ‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )4‬و أورده ابن داود اللي ف (ص ‪ 512‬من) "رجاله" ف القسم الثان‬
‫الخصص للمجروحي و الجهولي و ذمه بوضع الديث و الغلو‪.‬‬
‫‪ )5‬و قال النجاشـي فـ (ص ‪ 60‬مـن كتابـه) "الرجال"‪ [ :‬ممـد بـن‬
‫موسى المدان ضعّفه القميّون بالغلو و كان ابن الوليد يقول إنه كان يضع الديث‪.].‬‬
‫‪ )6‬أورده الشيخ طه نف أيضا ف "إتقان القال" (ص ‪ )260‬ضمن قسم‬
‫الضعفاء و الغلة‪ ،‬و اع تبه اليزا ال سترآبادي ف "من هج القال" (ص ‪ )327‬غال يا وضا عا للحد يث‪ ،‬و قال أن‬
‫الشيخ الصدوق ضعفه‪ .‬كما اعتبه الردبيلي ف "جامع الرواة" (ج ‪ /2‬ص ‪ )205‬من الضعفاء‪.‬‬
‫أما عن سيف بن عميه‪:‬‬
‫‪ )1‬فقد نقل المقان ف تنقيح القال (ج ‪ / 2‬ص ‪ )79‬عن الشهيد الثان‬
‫تضعي فه‪ .‬وقال ع نه أي ضا‪ [ :‬و من مو ضع من ك شف الرموز أ نه مظنون و عن مو ضع آ خر أ نه مطعون ف يه‬
‫و ملعون ]‬
‫‪ )2‬و أورده الشيخ طه نف ف "اتقان القال" (ص ‪ )299‬مع الضعفاء‪.‬‬
‫و أما صال بن عقبة‪:‬‬
‫‪ )1‬فأورده العلمة اللي ف خلصته (ص ‪ )230‬ف القسم الثان الاص‬
‫بالضعفاء و قال‪ [ :‬صال بن عقبة بن قيس بن سعان‪ ،‬روى عن أب عبد ال كذّاب غال ل ُيلَْت َفتُ إليه ]‪.‬‬
‫‪ )2‬و أورده ابـن داود فـ الرجال (ص ‪ )462‬فـ قسـم الجروحيـ‬
‫والجهولي و قال عنه‪ [ :‬ليس حديثه بشيء‪ ،‬كذاب غال كثي الناكي ]‪ .‬و هكذا وصفوه ف سائر كتب الرجال‬
‫بأنه [ غال كذاب ل يُـلتَـفَت إليه‪.]..‬‬
‫إذن ل ريب ف أن خطبة الغدير الطويلة الفصلة هذه كذب على ال ورسوله‪ ،‬و من اختلق أمثال أولـئك‬
‫الكذبة الغلة الوضّاعي‪ .‬هذا من ناحية السند أما من ناحية الت فهناك قرائن قاطعة أخرى على وضعها نوجزها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ك ما قل نا إذا كان حديـث [ عمار تقتله الفئة الباغيـة ]قـد هـز بشدة‬
‫حت أصحاب معاوية حت كاد جيشه يتصدع‪ ،‬و حت خشي معاوية أن ينقض عليه بعض جنده‪ ،‬فاستطاع بكره‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و حيلته أن يقلب القائق و يزعم لم أن عليا هو الذي قتل عمارا لنه أخرجه معه إل العركة رغم كب سنه الذي‬
‫كان يتجاوز التسـعي!! و اسـتطاع بذه اليلة أن يمـد الشغـب‪ ،‬فإنـه مـن الحال أن يكون هناك نـص صـريح‬
‫و واضح مثل هذه الطبة على علي بالمامة و ولية المر ث يهمله مثل أولئك الصحابة و ل يعتنوا به أدن‬
‫اعتناء ل لشيء إل لجل أب بكر الذي ل يكن يلك عدة و ل عددا لتحقيق مقصده بالقوة‪ ،‬بل كان عليّ أكثر منه‬
‫عشية و ل ي كن أد ن م نه مال و قوة‪ ،‬فيعدلوا عنادا ع من ن صبه ل م رب م تبارك و تعال و يعهدوا بن صبه ل خر‪،‬‬
‫قسما بال إنا لتهمة كبية وجناية عظيمة و إث ل يغتفر أن يُنسَب مثل هذا المر لصحاب رسول ال (صلى العليه‬
‫وآله )‪.‬‬
‫‪ .2‬ل ي صل أن ا ستنبط و استنتج أي شخص من حد يث الغد ير و سائر‬
‫الحاد يث ال ت ت ستدل ب ا المام ية ـ خلل كل الن صف الول من القرن الجري الول على ال قل‪ ،‬الن صّ‬
‫النبويّ على علي إماما و حاكما بأمر ال‪ ،‬و ل يكنك أن تد أي حديث صحيح يبي استناد نفس أمي الؤمني‬
‫عل يه ال سلم إل قض ية ال نص ول ا ستناد أي من أولده خلل النصف الول من القرن الول‪ ،‬بل كان علي يرى‪،‬‬
‫استنادا إل مناقبه و علمه وعظيم بلئه ف السلم وشدة قربه و التصاقه بالرسول (صلى العليه وآله ) الذي ل يدانيه‬
‫ف يه أ حد‪،‬و هذه أ هم نق طة ف ال مر‪،‬أ نه أول و أ حق الناس بقام خل فة ر سول ال ( صلى العليه وآله وسلم ) وإما مة‬
‫السلمي‪ ،‬و تلك بالضبط كانت عقيدة أنصاره و مبيه اليّالي إليه من الصحابة‪ ،‬وعليه‪ ،‬فلو كان هناك نص صريح‬
‫ف ن صب ال تعال لعلي إما ما ل ستند إل يه قط عا أ صحاب الر سول ( صلى العليه وآله و سلم) و شي عة علي وم بيه‪،‬‬
‫و على القل لستند إليه علي نفسه‪ ،‬ف حي أن شيئا من هذا ل يصل‪ ،‬و ل يوجد مثل هذا الدعاء أو الطالبة ف‬
‫تام ما نقل إلينا من احتجاجات لعلي و أنصاره بعد بيعة أب بكر‪ .‬نعم‪ ،‬لا أدت الصراعات السياسية فيما بعد إل‬
‫نشوء فرق عديدة كالكيسانية و الرجئة و الطابية والراوندية ‪...‬إل بدأنا ند أمثال هذه الروايات الصرية الت‬
‫أكثرها مكذوب و موضوع ـ ف النص على عل ّي و الستناد إليها لثبات إمامته النصوص عليها من قبل ال عز‬
‫وجل‪.‬‬
‫‪ .3‬إن الطالعة الدقيقة و الالية من التعصب للتواريخ السلمية تبي أنه ف‬
‫ذلك الز من‪ ،‬كان أ هم ما ي ستند إل يه الذ ين يرون أنف سهم أ حق و أل يق وأول بالل فة‪ ،‬موضوع الن سب و ال قبيلة‬
‫أو مقدار الصلة و القرب العائلي أو القبلي من شخص رسول ال (صلى العليه وآله وسلم)‪ ،‬لذا ند أبا بكر رضي‬
‫ال ع نه ي ستند‪ ،‬للرد على مناف سه سعد بن عبادة‪ ،‬إل الد يث العروف "الئ مة من قر يش"‪ ،‬و هو غ ي صحيح‬
‫بنظري لن فيه تأييدا للعصبية القبلية و القومية‪ ،‬و لذا فإن عمر رضي ال عنه و هو الصديق الوف لب بكر‪ ،‬كذب‬
‫صحة هذا الديث (أو دللته على أحقية قريش بالمامة) عندما قال عند وفاته أنه لو كان سال مول أب حذيفة‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ح يا ل ا عدل ع نه‪ ،‬مع أن سالا هذا ل يس بقر شي‪ .‬و ن فس ال مر سار عل يه اللفاء المويون والعبا سيون الذ ين‬
‫حكموا السلمي سنوات طويلة ف ادعائهم أحقيتهم باللفة‪ .‬و العجب من ذلك أن الحاد يث الشيعية أيضا‬
‫كانت تنظر للخلفة و من أحق با‪ ،‬من زاوية القرابة أو النتماء العائلي إل رسول ال صلى العليه وآله! فمن ذلك‬
‫ما ورد ف ن ج البل غة عن أم ي الؤمن ي عل يه ال سلم أ نه ل ا سع احتجاج أ ب ب كر ر ضي ال ع نه على الن صار‬
‫بد يث " الئ مة من قر يش " قال‪ [ :‬احتجوا بالشجرة و أضاعوا الثمرة!] ‪ ،‬و كذلك ما ورد ف الن هج أي ضا‬
‫و غيه من كتب السية و التاريخ أن عليا قال معلقا على احتجاج أب بكر رضي ال عنه على النصار‪:‬‬
‫فـإن كنت بالشورى ملكت أمورهم‬
‫فكيف بذا و الُشيون غُـّيبُ؟‬
‫وإن كنت بالقرب حججت خصمهم‬
‫فغـيك بالنبـي أولـى و أقـربُ‬
‫و ورد فـ كتاب إثبات الوصـية للمؤرخ السـعودي‪ ،‬كمـا ذكره الجلسـي فـ بار النوار ( ج ‪ / 8‬ص‬
‫‪ ،) 58‬ما يلي‪ [ :‬و اتصل الب بأمي الؤمني بعد فراغه من غسل رسول ال و تنيطه و تكفينه و تهيزه ودفنه‬
‫بعد الصلوة عليه مع من حضر من بن هاشم و قوم من صحابته مثل سلمان وأب ذر و القداد وعمار و حذيفة‬
‫و أ ب بن ك عب و جا عة ن و أربع ي رجل‪ ،‬فقام خطي با‪ :‬فح مد ال و أث ن عل يه ث قال‪ :‬إن كا نت الما مة ف‬
‫قريش فأنا أحق قريش با و إن ل تكن ف قريش فالنصار على دعواهم! ث اعتزل الناس و دخل بيته‪ ].‬و بناء‬
‫عليه فإما أن تكون القرابة هي العيار فعليّ أقرب القوم إل النب‪ .‬و إما أل تكون‪ ،‬فإذن ادعاء النصار‪ ،‬ف منطق‬
‫أم ي الؤمن ي عل يه ال سلم‪ ،‬ادعاء ف مله لن الو طن وطن هم و د ين ال سلم إن ا قوي و ارتف عت راي ته بدار هم‬
‫و بفضل إيوائهم و نصرتم له بالنفس و الموال‪.‬‬
‫و هذه الجة أيضا نشاهدها ف منطق شيعة أمي الؤمني عليه السلم حسبما تنقله كتب الشيعة ـ كما‬
‫مر معنا ف احتجاج عمار على أب بكر حيث قال‪ [ :‬إن أهل بيت نبيكم أول به و أحق بإرثه‪ ...‬و قد علمتم أن‬
‫بن هاشم أحق بذا المر فيكم! ]‪.‬‬
‫هذا و لكن لا كانت مسألة التعصب العشائري و القبائلي و القومية والعرقية من آثار الاهلية الت أبطلها‬
‫السلم كما سيأت شرحه إن شاء ال‪ ،‬لذا ل مال ف السلم للحكم الوراثي و العائلي‪ ،‬فكل ادعاء من هذا النوع‬
‫ادعاء ف غي مله ول يؤيده العقل و ل النقل بل هو مالف بكل صراحة لتعاليم السلم‪]5[ .‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‪]20‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪ ،100 98‬هذا و قد اختصر المؤلف رحمه الله و تصرف في اقتباسه من هذا‬
‫المصدر فقدم و أخر‪ ،‬أما أنا فارتأيت أن أنقل ما ذكره المصدر بنفس ترتيبه و تفصيله (مت)‬
‫[‪ ]21‬مختصرا من أسد الغابة في معرفة الصحابة لبن الثير الجزري‪ :‬ج ‪ / 3‬ص ‪.30‬‬
‫[‪ ]22‬سيرة ابن هشام‪:‬ج ‪ / 2‬ص ‪ ،.320‬هذا و قد أشار المؤلف‪ ،‬كمصدر لهذا القتباس‪ ،‬إلى أسد الغابة أيضا لكني لم أجده ثمة‬
‫مع كثرة البحث و إنما وجدته عند ابن هشام في سيرته لذا أحلت إليها (مت)‬
‫[‪ ]23‬الدعاء الرابع من أدعية الصحيفة السجادية‪ :‬في الصلة على أتباع الرسل و مصدقيهم‪.‬‬
‫[‪]24‬ينبغي التنبميمه إلى أن مقصودنا من الصحاب ليس "كل من رأى النبي و لو لحظة أو سمع منه" كما هو اصطلح‬
‫المحدثين بل المقصود خاصة النبي (ص) الذين لزموه و نصروه و قاموا معه في أمر الدين‪ ،‬كما نجد ذلك فيما يرويه ابن‬
‫هشام في سيرته (ج ‪ /2‬ص ‪ )431‬حيث يذكر أنه لما نشب نزاع بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف فشتمه خالد فقال‬
‫له رسول الله (ص)‪(( :‬مهل يا خالد! دع عنك أصحابي! فو الله لو كان لك أحدٌ ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله‪ ،‬ما‬
‫أدركت غدوة رجل من أصحابي و ل روحته)) هذا مع أن خالدا كان مسلما و رأى الرسول (ص) و سمع منه و لكن‬
‫الرسول (ص) ميزه عن أصحابه‪..‬‬
‫[‪ ]1‬كحديمث أن الئممة عليهمم السملم‪.. (( :‬شجرة النبوة ومو ضع الرسبالة و مختلف الملئ كة)) (أصمول الكافمي‪ :‬كتاب الحجمة‪ :‬ج ‪ / 1‬ص‬
‫دّثون يسبمعون صبوت الملك ولكنهبم ل يرون و ل يعاينون الملك)) (المصممدر السممابق‪ :‬ج ‪176 / 1‬‬ ‫مح َ‬
‫‪ 221‬فممما بعممد)‪ ،‬و أنهممم‪ُ (( :‬‬
‫‪ ، )177‬و أنهممم‪(( :‬خزان علم الله وتراجمببة أمببر الله ‪ ،‬نحببن قوم معصببومون أمببر الله تبارك و تعالى بطاعتنببا و نهببى عببن‬
‫معصيتنا‪ ،‬نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الرض‪())..‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،)270 269‬و أن‪(( :‬روح القدس‬
‫به حمل النبوة فإذا ق بض ال نبي (صلىالله عليه وآله) انت قل روح القدس فصار إلى المام‪( ))..‬المصدر السمابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪270‬‬
‫فمما بعمد)‪ ،‬و ((أن فبي النببياء و الوصبياء خمسبة أرواح‪ :‬روح القدس وروح اليمان و روح الحياة و روح القوة و روح الشهوة‪...‬فببروح‬
‫القدس عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى‪( ))...‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ 271‬فما بعد)‪ .‬وأن‪(( :‬الئمة لم يفعلوا شيئا و‬
‫ل يفعلوا إل بعهد من الله عز وجل ل يتجاوزونه‪ ،‬و أن الله عز و جل أنزل على نبيه (صلىالله عليه وآله وسلم) كتابا قبل‬
‫وفاتبه فقال‪ :‬يبا محمبد هذه وصبيتك إلى النخببة مبن أهلك‪ ...‬علي ببن أببي طالب و ولده عليهبم السبلم‪ ،‬و كان على الكتاب‬
‫خواتيم من ذهب كل إمام يفك خاتما و يعمل بما فيه ثم يدفعه لمن بعده فيفك خاتما ويعمل بما فيه ‪ ...‬الحديث)) (المصدر‬
‫السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ 279‬فما بعد‪ ،‬الحديث ‪ 1‬و ‪ . )4‬بل في حديث صريح منسوب للمام الصادق عليه السلم‪(( :‬الئمة بمنزلة رسول الله‬
‫( صلى الله عل يه و آله)‪ ،‬إل أنهبم ليسبوا بأنببياء و ل يحبل لهبم من النسباء مبا يحبل للنببي‪ ،‬فأمبا مبا خل ذلك فهبم فيبه بمنزلة‬
‫رسول الله (صلى الله عليه و آله) ‪( )).‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪)x( .)270‬‬
‫[‪ ]2‬كالحاديمث التمي تصمف علم الئممة عليهمم السملم بأنهمم ‪(( :‬يعلمون مبا كان و مبا يكون و أنهبم ل يخفبى عليهبم شيبء)) (أصمول‬
‫الكافمي‪ :‬كتاب الحجمة‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،)260‬وأنهمم‪(( :‬يعلمون جميبع العلوم التبي خرجبت إلى الملئكبة و النببياء و الرسبل)) (المصمدر‬
‫السمابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ 255‬فمما بعمد)‪ ،‬و أن‪(( :‬المام ل يخفبى عليبه كلم (لغبة) أحبد مبن الناس و ل طيبر و ل بهيمبة و ل شيبء فيبه‬
‫الروح‪( ))..‬المصمدر السمابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،)285‬و أن‪(( :‬عندهبم جميبع الكتبب التبي نزلت مبن عنبد الله عبز و جبل و أنهبم يعرفونهبا‬
‫على اختلف ألسبنتها)) (المصمدر السمابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،)227‬و أن‪(( :‬أعمال العباد تعرض عليهبم فبي الصبباح والمسباء‪ ))..‬المصمدر‬
‫السمابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ 219‬فمما بعمد)‪ ،‬و أن‪ (( :‬عندهبم ألواح موسبى و عصباه وقميبص آدم (الذي ألقمي على وجمه يعقوب فارتمد بصميرا)‬
‫وخاتم سليمان (الذي كان يسخر به الجن والشياطين)‪())..‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪.)232 231‬‬
‫أو الحاديث التي تصف خلقتهم بأوصاف خارجة عن أوصاف سائر البشر مثل أن‪(( :‬للمام عشر علمات‪ :‬يولد مطهرا مختونا و إذا‬
‫وقع على الرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين‪ ،‬و ل يجنب‪ ،‬تنام عينيه و ل ينام قلبه ‪ ،‬و ل يتثاءب و ل يتمطى‪،‬‬
‫ويرى من خلفه كما يرى من أمامه‪ ،‬و نجوه كرائحة المسك والرض موكلة بستره و ابتلعه ‪ ...‬الحديث)) (أصول الكافي‪:‬كتاب‬
‫الحجمة ‪ /‬باب مواليمد الئممة عليهمم السملم‪ ،‬حديمث رقمم ‪ ،8‬ج ‪ / 1‬ص ‪ 385‬فمما بعمد)‪ ،‬و روايمة أخرى أن المام‪(( :‬إذا و قع من بطن أ مه و قع‬
‫واضعا يديه علىالرض رافعا رأسه إلىالسماء‪ ،‬فأما وضعه يديه على الرض فإنه يقبض كل علم ل ِبلَّبه أنزله من السماء إلى‬
‫الرض‪ ،‬وأمبا رفبع رأسبه إلى السبماء فإن مناديبا ينادي مبن بطنان العرش مبن قببل رب العزة مبن الفبق العلى باسبمه و‬
‫اسم أبيه يقول‪ :‬يا فلن بن فلن‪ ،‬اثبت تثبت‪ ،‬فلعظيم ما خلقتك‪ ،‬أنت صفوتي من خلقي و موضع سري و عيبة علمي و‬
‫أميني على وحيي و خليفتي في أرضي‪ ...‬فيجيبه (المام المولود) واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء‪ { :‬شهد الله أن ل‬
‫إلبه إل هو و الملئكة و أولو العلم قائما بالقسط ل إلبه إل هو العزيز الحكيم} آل عمران‪( ))18 /‬المصدر السابق نفس الكتاب و‬
‫الباب ‪ :‬حديمث رقمم ‪ ،)1‬و أن المام يم كن أن يقوم بالح جة و هو ا بن ثلث سنين! (المصمدر السمابق ‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،321‬الحاديمث ‪ 10‬و‬
‫‪ ،) 13‬و أن‪(( :‬الله خلقهم من نور عظمته وخلقت أبدانهم من طينة مخزونة لم يخلق منه أحد إل النبياء ‪ ..‬الحديث)) (المصدر‬
‫السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪)x( .)389‬‬
‫[‪ ]3‬أي مثل كثير من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يبعثوا برسالة أو كتاب جديد‪ ،‬بل كانوا على شريعة التوراة و إنما بعثوا للهداية و إرشاد الخلق‬
‫و إحياء التوراة و العممل بالديمن و نصمرته ‪ ،‬مثمل يوشمع بمن نون وصمموئيل و حزقيمل ودانيال و‪ ...‬و زكريما و يحيمى و مئات النمبياء الذيمن كان يبعمث‬
‫العشرات منهم أحيانا في نفس الوقت‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]4‬كمل مما ذكمر بيمن المعقوفتيمن فمي الصمفحات الثلث الخيرة اقتباسمات ممن كتاب "ختبم النبوة" للسمتاذ الشيبخ مرتضبى‬
‫مطهري ‪ ،‬نشر دار صدرى‪ ،‬طهران‪.‬‬
‫[‪ ]5‬أرجمو أن ينتبمه القراء جيدا لهذه النقطمة‪ .‬فكمما يقول السمتاذ مرتضمى مطهري‪ (( :‬لقمد كان وضمع البشمر فمي الدوار السمابقة‬
‫يشبه تلميذ المدرسة الذي يعطى كتابا ليتعلم منه‪ ،‬فإذا به يحوله إلى مزق بعد عدد من اليام‪ ،‬أما البشرية في الدور السلمي‬
‫(دور ختمم النبوة) فتشبمه العالم كمبير السمن الذي يعتنمي بكتبمه و يحفظهما غايمة الحفمظ رغمم رجوعمه المتكرر إليهما )) (كتاب ختمم‬
‫النبوة‪ ،‬ص ‪)x(. )49‬‬
‫جنان " تصحيح علي أكبر غفاري‪ ،‬جيد ‪ / 4‬ص ‪ 275‬إلى ‪.277‬‬ ‫[‪ ]6‬تفسير َروح ال َ‬
‫جنان و ُروح ال ِ‬
‫[‪ ]7‬هو ا السيد نور الله بن شريف الدين الحسيني المرعشي التستري أو الشوشتري الهندي‪ ،‬يعرف بالشهيد الثالث‪ ،‬متكلم‬
‫فقيه إمامي دافع عن المذهب و رد على مبطليه في عدة كتب شهيرة‪ ،‬توفي مقتول سنة ‪ 1019‬هم‪( .‬مت)‬
‫[‪]8‬و إل لو كان القصمد ممن التوقمف و خطبمة الغديمر همو إعلن إمارة علي (ع) فلماذا لم يفعمل النمبي (ص) ذلك فمي خطبمة حجمة‬
‫الوداع أول لنمه كان يحضرهما آلف المسملمين و ثانيما لنمه كان (ص) بذلك يطلع جميمع أهمل مكمة على إماممة علي و يقيمم عليهمم‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫الذيمن لعبوا‬ ‫الحجمة بذلك؟! أو لماذا على القمل لم يخطمب هذه الخطبمة فمي المدينمة ليطلع عليهما ويسممعها جميمع أهمل المدينمة‬
‫الدور الول و الساسي في تولية أبي بكر ؟! (‪)x‬‬
‫[‪ ]9‬يروي العلممة المينمي فمي كتابمه الغديمر (ج ‪/1‬ص ‪ ،384‬الطبعمة الثالثمة) ‪(( :‬عبن بريدة قال‪ :‬غزوت مبع علي اليمبن‪ ،‬فرأيبت منبه‬
‫قصته‪ ،‬فرأيبت وجبه رسبول الله يتغيبر‪ ،‬فقال‪ :‬يبا بريدة! ألسبت‬‫جفوة فلمبا قدمبت على رسبول الله (ص) ذكرت عليبا فببتبن َّ‬
‫أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ ،‬قال‪ :‬من كنت موله فعلي موله))‪.‬‬
‫[‪ ]10‬انظر لسان العرب لبن منظور‪:‬ج ‪ / 15‬ص ‪ 409‬حيث يقول‪ " :‬والى فلن فلنا‪ :‬إذا أحب َّه " و يقول قبل ذلك‪ ":‬و قوله (صلى‬
‫الله عليه و آله و سلم ) اللهم وال من واله‪ :‬أي أحب من أحبه "‬
‫[‪ ]11‬إشارة إلى ممما جاء فممي سممورة الكهممف‪ /‬آيممة ‪{ :6‬فلعلك باخبع نفسبك على آثارهبم إن لم يؤمنوا بهذا الحديبث‬
‫أسببفا} و نحوهمما فممي سممورة الشعراء‪ /‬آيممة ‪ .3‬و كذلك قوله تعالى‪ { :‬إن تحرص على هداهببم فإن الله ل يهدي مببن‬
‫يضبل} النحمل‪ ،37/‬و قوله عمز ممن قائل‪ { :‬لقبد جاءكبم رسبول مبن أنفسبكم عزيبز عليبه مبا عنتبم حريبص عليكبم‬
‫بالمؤمنين رؤوف رحيم} التوبة‪)x( .128 /‬‬
‫[‪ ]12‬هذا الغموض كان لدرجمة أنمه انعكمس حتمى فمي روايات المعتقديمن بالماممة المنصموصة ممن الله لعلي(ع) وكأنهمم يعترفون‬
‫بهذا المغموض!! فمن جملة ذلك ما رواه الطبرسي في "الحتجاج"أن النصار لم يفهموا مراد الرسول من خطبة الغدير !!!‬
‫و اضطروا لجل ذلك أن يرسلوا شخصا إلى النبي (ص) ليسأله عن مقصوده من ذلك الحديث‪ ،‬و النبي (ص) طبق هذه الرواية‬
‫م حتى في توضيحه لحديثه لم يستخدم أيضا لفظة‪" :‬ولي المر"؟!! و سنتعرض لهذه الرواية بالتفصيل في الصفحات القادمة‬
‫إن شاء الله‪)x( .‬‬
‫[‪ ]13‬يعتقد المامية أن مقام " المامة" فوق مقام "النبوة و الرسالة" أما أنهم كيف إذن لم يعتبروا عليا (ع) أفضل من رسول‬
‫الله (ص) بمل يجمعون على علو و أفضليمة النمبي (ص) ؟ فسمببه أنهمم يقولون أن الرسمول (صملىالله عليمه وآله وسملم) كان حائزا‬
‫أيضا على مقام المامة علوة على مقام النبوة و الرسالة‪)x( .‬‬
‫[‪ ]14‬انظر سيرة ابن هشام ‪ :‬ج ‪ / 4‬ص ‪.307‬‬

‫[‪ ]19‬ممن الجديمر بالذكمر أن راوي هذه الخطبمة عمن علي عليمه السملم همو "عكر مة مولى ابمن عباس" و قمد قال عنمه الممقانمي‬
‫في رجاله‪ (( :‬قال عن العلمة الحلي في خلصة الرجال في القسم الثاني من كتابه المخصص للضعفاء‪[ :‬إنه ليس على طريقتنا‬
‫ث‪[ :‬هذا عكرممة فمي الموت! (أي حاله‬ ‫و ل ممن أصمحابنا و لم يرد فيمه توثيمق‪ ].‬و أورد الشيمخ الكلينمي فمي الكافمي ضممن حدي ٍم‬
‫الروائي ميت) و كان يرى رأي الخوارج‪( ].‬ثم اسمتمنمتج الممقاني قائل‪[ ):‬على كل حال فكون عكرمة مولى ابن عباس منحرفا ل‬
‫يحتاج إلى برهان كما نبه على ذلك السيد ابن طاووس])) انظر تنقيح المقال في أحوال الرجال للممقاني‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪.256‬‬
‫و هذا ما يحعلنا نتحفظ كثيرا في صحة نسبة هذه الخطبة لعلي عليه السلم إذ من المحتمل جدا أن يكون عكرمة الخارجي‬
‫و الخوارج كانوا ألد أعداء علي م م نسممبها لعلي ليُعّرِ مفه للناس على أنممه كان عدوا للشيخيممن إذ يقول أنممه لول ضعممف اليممد و قلة‬
‫الناصر لحاربهم على الخلفة!! فيصوره عليه السلم على أنه ذو وجهين و أنه رغم أنه بايع الخلفاء و صلى خلفهم و صاهرهم إل‬
‫أنه كان باغضا لخلفتهم يتمنى لو يقدر ان يحاربهم!! (‪)x‬‬
‫[‪ ]20‬السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس الحلي‪ ،‬متكلم إما مي مشارك توفي ‪664‬هم (مت)‬
‫[‪]21‬أبو اسحق ابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلل المعروف بابن هلل الثقفي الكوفي من علماء القرن الهجري الثالث‪ ،‬كان‬
‫في أول أمره زيديا ثم انتقل إلى القول بالمامة‪ ،‬نشأ بالكوفة ثم انتقل إلى أصفهان و توفي فيها سنة ‪283‬هم (مت)‬
‫[‪ ]22‬الغارات‪ ،‬أو الستنفار و الغارات‪ :‬ص ‪ ( 202‬بيروت‪ ،‬دار الضواء‪1407 ،‬هم‪( ) 1987 /‬مت)‬
‫[‪ ]23‬انظر الكلم عليه وعلىكتابه المسوم بـ "أسرار آل محمد"في الصفحات‪ 151-148:‬من هذا الكتاب (مت)‬
‫[‪ ]1‬قمت بترتيب هذا الباب و اختيار عناوين مناسبة له حيث كان بالصل غير مرتب و بدون عناوين‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]2‬لقد شهد الله تعالى باليمان القلبي الصادق لهل بيعة الرضوان الذين يشكلون عمدة أهل الحل والعقد في بيعة السقيفة‪،‬‬
‫و ذلك في قوله سبحانه‪ { :‬لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل‬
‫السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا } (‪)x‬‬
‫[‪ ]3‬لعل المؤلف يقصد أبا سيدنا إبراهيم عليه السلم الذي ذكر القرآن صراحة شركه و نحته للصنام و عدم توبته‪( .‬مت)‬
‫[‪]4‬انظر تهذيب تاريخ دمشق الكبير‪ ،‬للشيخ عبد القاردر بدران‪ :‬ج ‪ / 4‬ص ‪ 169‬ط ‪ ( 2‬بيروت‪ ،‬دار المسيرة ‪ 1399‬هم ‪1979 /‬‬
‫) أو تاريخ مدينة دمشق ‪ :‬لبن عساكر‪ ،‬طبع دار الفكر‪ ،‬ج ‪ / 13‬ص ‪.71 70‬‬
‫[‪ ]1‬الحتجاج‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ( 96‬طبمع قمم )‪ ،‬أو ج ‪ /1‬ص ‪ 184‬ممن الطبعمة التمي حققهما الشيخان ابراهيمم البهادري و محممد هادي‬
‫بمه‪ ،‬باشراف الشيمخ جعفمر السمبحاني (طبمع قمم‪ ،‬انتشارات أسموة‪ 1413 ،‬همم ) و همي الطبعمة التمي سمأوثق منهما ممن الن فصماعدا‬
‫نظرا لنها المتوفرة لدي حاليا‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]2‬ممن ذلك مما ينقله العلممة عبمد الحسمن المينمي فمي كتابمه "الغديبر" فيقول‪(( :‬أخرج احافمظ ابمن السممان كمما فمي الرياض النضرة ج ‪/2‬ص‬
‫‪ ،170‬و ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ‪ ،68‬و وسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكي‪ ،‬ومناقب الخوارزمي ص ‪ ،97‬و الصواعق ص ‪107‬‬
‫مببَر و قبد جاءه أعرابيان يختصبمان فقال لعلي‪ :‬إقبض بينهمبا‪ ،‬فقال أحدهمبا‪ :‬هذا يقضبي بيننبا؟‬
‫ع َ‬
‫عمن الحافمظ الدارقطنمي عبن ُ‬
‫فوثب إليه عمر و أخذ بتلببيببه و قال‪ :‬ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولي و مولى كل مؤمن‪ ،‬و من لم يكن موله فليس‬
‫بمؤمن‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و عنمه نازعمه رجمل فمي مسمألة فقال‪ :‬بينمي و بينمك هذا الجالس‪ ،‬و أشار إلى علي بمن أبمي طالب‪ ،‬فقال الرجمل‪ :‬هذا البطمن؟ فنهبض عمبر‬
‫غرت؟ هذا مولي و مولى كل مسلم‪.‬‬ ‫عن مجلسه و أخذ بتلببيببه حتى شاله من الرض ثم قال‪ :‬أتدري من ص َّ‬
‫و في الفتوحات السلمية ج ‪ / 2‬ص ‪ :307‬حكم علي مرة على أعرابي بحكم فلم يرض بحكمه فتلببَّببه عمر بن الخطاب و قال له‪:‬‬
‫ي أي مبن التعظيبم شيئا ل‬ ‫ويلك إنبه مولك ومولى كبل مؤمبن و مؤمنبة‪ .‬و أخرج الطمبراني أنمه قيبل لعمبر‪ :‬إنبك تصبنع بعل ٍ ّب‬
‫تصبنع مبع أحبد مبن أصبحاب النببي (ص) فقال‪ :‬إنبه مولي‪.‬وذكره الزرقانمي فمي شرح المواهمب ص ‪ 13‬عمن الدارقطنمي‪ )).‬انتهمى ممن‬
‫"الغدير" ج ‪ / 1‬ص ‪)x( .383 382‬‬
‫[‪ ]3‬المصدر السابق ج ‪ / 1‬ص ‪( 184‬مت)‬
‫[‪ ]4‬المصمدر السمابق ج ‪ / 1‬ص ‪ ، 185‬هذا و يجدر أن نذكمر أننما سمبق و أشرنما إلى أن الروايات متضاربمة بشأن شهادة أو عدم شهادة زيمد بمن‬
‫أرقم فهناك عدة روايات ل تذكر عنه أنه لم يشهد‪.‬‬
‫[‪]5‬ممن المفروض حسب حديمث ارتد الناس إل ثلثة أن يكون سائر هؤلء الثني عشر مما عدا سملمان و أ بو ذر و المقداد ثم‬
‫عمار في عداد المرتدين!! و لكنهم هنا في هذه الرواية يقسمون بالله على أنهم سينزلون أبا بكر عن منبر الرسول أي أنهم‬
‫غيمر قابليمن بمبيعته بمل يعتقدون بخلفمة علي و أدوا الشهادة بذلك‪ ،‬فأي الروايات نقبمل ‪ :‬روايمة أنهمم مرتدون أم روايمة أنهمم ثابتون‬
‫مؤمنون ؟؟! أم أنها أكاذيب و حبل الكذب قصير!! (‪)x‬‬
‫[‪]6‬الحتجاج‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( 187 186‬مت)‬
‫[‪]7‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( 192 191‬مت)‬
‫[‪]8‬فمي الواقمع إن أبما بكمر مثله مثمل علي (ع) مم لم يكمن مأمورا ممن قبمل النمبي (ص) بالنضمام لجيمش إسمامة‪ .‬يقول ابمن كثيمر‬
‫في السيرة النبوية (ج ‪ / 4‬ص ‪ (( :)441‬و من قال إن أبا بكر كان فيهم فقد غلط! فإن رسول الله (ص) اشتد به‬
‫المرض و جيبش اسبامة مخيبم بالجرف و قبد أمبر النببي (ص) أببا بكبر أن يصبلي بالناس‪ ،‬كمبا سبيأتي‪ ،‬فكيبف‬
‫يكون في الجيش؟!))‪ .‬ثم ذكر في الصفحات ‪ 459‬فما بعد الروايات العديدة التي تدل على أمر النبي (ص) أبا بكر أن يؤم‬
‫الناس في الصلة‪)x( .‬‬
‫[‪ ]9‬عرفنما ممما سمبق أن المقداد لم يكمن يعتقمد بالنمص اللممهي على علي (ع)‪ .‬و لكمن الراوي السماذج اختاره ليجعله ممن ضممن‬
‫المعترضين على أبي بكر‪)x( .‬‬
‫[‪]10‬همل يعقمل أن نمبي الله (ص) الذي أوتمي فصماحة البيان و جواممع الكلم مم يوقمف الناس فمي الصمحراء الحارة ليلقمي كلممة‬
‫هامة و لكنه يعجز عن أن يبين مقصوده منها و يتم حجته على المستمعين حتى يضطروا أن يرسلوا شخصا ليسأله عن مقصوده‬
‫من كلمته ؟!! (‪)x‬‬
‫[‪ ]11‬أنساب الشراف ‪ ،‬البلذري‪ ،‬مؤسسة العلمي للمطبوعات‪ :‬تصحيح محمد باقر المحمودي‪ ،‬ج ‪ / 2‬ص ‪.313‬‬
‫[‪ ]12‬المرجع السابق‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪.319‬‬
‫[‪ ]13‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( 199‬مت)‬
‫[‪ ]14‬اللكع‪ :‬اللئيم و العبد الحمق‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]15‬الكاذب الذي وضمع هذه الروايمة يتصمور أن عممر كان صماحب سملطة مطلقمة فمي الممر و النهمي بيمن العرب‪ ،‬وأنمه كانمت له ممن القدرة مما‬
‫يمكنه من أن يأتي بسالم و يخلع أبا بكر متى أراد! ل شك أن هذا الراوي الحمق من أجهل الناس بتاريخ صدر السلم و من الذين نشأوا في‬
‫عهد السلطين المتجبرين و الملوك ذوي السلطة الفردية المطلقة!! ( برقعي )‬
‫[‪]16‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( 201 200‬مت)‬
‫[‪ ]17‬إذا كان هذا صمحيحا فلماذا قال الغلة ارتمد الناس إل ثلثمة أو سمبعة! و الحال أن كمل هؤلء رفضوا البيعمة واسمتتروا فمي‬
‫بيوتهم و ما أتوها إل مكرهين‪ ،‬كما تدعي هذه الرواية ؟؟!! حقا إن حبل الكذب قصير! (مت)‬
‫[‪]18‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ، 203 201‬أو ‪ :‬صفحة ‪ 105‬من الطبعة القديمة‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]19‬انظر جامع الرواة‪ ،‬للفاضل الردبيلي‪:‬ج ‪/1‬ص ‪(.494‬بيروت‪ :‬دار الضواء‪ 1403 ،‬هم ‪( )1983 /‬مت)‬
‫[‪ ]20‬الحتجاج‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ 205‬من الطبعة المحققة‪ ،‬أو ج ‪ / 1‬ص ‪ 105‬من الطبعة القديمة (مت)‬
‫[‪ ]21‬انظر كتاب "جامع الرواة " للفاضل الردبيلي‪:‬ج ‪ /1‬ص ‪( 74‬بيروت‪:‬دار الضواء‪1403 ،‬هم)‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]22‬محمد بن أبي بكر‪ ،‬هو ابن "أسماء بنت عميس" التي كانت من قبل تحت جعفر بن أبي طالب‪ ،‬و لما استشهد جعفر في‬
‫غزوة مؤتة سنة ثماني للهجرة‪ ،‬تزوج أبو بكر من أسماء فولدت له محمد بن أبي بكر هذا‪ ،‬و توفي عنها أبو بكر في السنة الثالثة‬
‫عشرة للهجرة ‪ ،‬أي كان عمر ابنه محمد سنتين و عدة أشهر فقط‪ ،‬من هنا استحالة أن يعظ أباه و هو في هذه السن!!! (‪)x‬‬
‫[‪ ]23‬الرجال ‪ ،‬ابن أبي داود الحلي‪ ،‬المطبعة الحيدرية ‪ ،‬النجف‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫هذا و قمد قال زعيمم الحوزة العلميمة فمي النجمف آيمة الله السميد أبمو القاسمم الخوئي عمن الكتاب‪ [ :‬والكتاب موضوع ل‬
‫مريبة فيبه و على ذلك علمات فيبه تدل على مبا ذكرناه‪ ،‬منهبا أن محمبد ببن أببي بكبر وعبظ أباه عنبد الموت و‬
‫منهبا أن الئمبة ثلثبة عشبر و غيبر ذلك‪ ،‬قال المفيبد‪ :‬هذا الكتاب غيبر موثوق ببه و قبد حصبل فيبه تخليبط و‬
‫تدليس] (معجم رجال الحديث ‪ ،‬السيد أبو القاسم الخوئي‪ :‬قم‪ ،‬ج ‪ /8‬ص ‪)x( )219‬‬
‫[‪ ]24‬أعيان الشيعة للعلمة السيد محسن المين العاملي‪ :‬ج ‪/7‬ص ‪( 293‬بيروت‪:‬دار التعارف‪( )1403 ،‬مت)‬
‫[‪ ]25‬لمزيممد مممن الطلع على فسمماد هذا الكتاب انظممر الطبعممة الولى مممن كتاب" معرفبة الحديبث" للشيممخ "محمبد باقبر‬
‫البهبودي"‪ ،‬طبع "مركز انتشارات علمي و فرهنكي" ( الصفحات‪ 256 :‬إلى ‪( )260‬برقعي)‬
‫[‪ ]26‬إرشاد القلوب‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪ 58‬إلى ‪.63‬‬
‫[‪]27‬بالضافمة لمتن الرواية الذي يشهد لوحده بوضعهما‪ ،‬فإن التاريخ أيضا يؤكد كذبها‪ ،‬لن أقصى مدة امتناع علي عن بيعة أبي‬
‫ة أشهمر على قول ممن يقول أن فاطممة لحقمت بأبيهما (صملى الله عليمه و آله و سملم ) بعمد سمتة أشهمر ممن وفاتمه‪ ،‬أو‬ ‫بكمر سمتم ُ‬
‫ة و سمبعون يومما على قول أكثمر روايات الشيعمة التمي ترى أنهما لحقمت بمه بعمد ‪ 75‬يومما ممن وفاتمه فقمط‪ ،‬حيمث أن الجميمع‬‫خمسم ٌ‬
‫متفق على أن عليا بايع أبا بكر عقب وفاة فاطمة عليها السلم فإذا كانت وفاته (صلى الله عليه و آله و سلم ) حسب رواية‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫الشيعة في شهر صفر م فمعنى هذا أن عليا بايع أبا بكر قبل رمضان فكيف أمكن أن تقع هذه الحادثة في رمضان ؟ أل لعنة‬
‫الله على الكاذبين! (برقعي)‬
‫[‪ ]1‬أشار المؤلف إلى اختلف وجهات نظر الئمة مع بعضهم فنذكر تأييدا لقوله بعضا من هذه الختلفات‪:‬‬
‫‪ 1‬فمن ذلك ما رواه العلمة المجلسي في البحار فقال‪ (( :‬عن حبيب بن أبي ثابت قال‪ :‬كان بين علي و فاطمة كلم فدخل‬
‫رسول الله (ص) ‪ .......‬فأخذ رسول الله (ص) يد علي فوضعها على سرته و أخذ يد فاطمة فوضعها على سرته فلم يزل حتى‬
‫أصملح بينهمما‪ ،‬ثمم خرج فقيمل له يما رسمول الله ! دخلت و أنمت على حال وخرجمت و نحمن نرى البشرى فمي وجهمك! قال‪ :‬و مما‬
‫يمممنعني و قمد أصملحت بيمن اثنيمن أحمب ممن على وجمه الرض إلي))‪ [ .‬بحار النوار‪ ،‬الطبعمة الجديدة‪ ،‬تحقيمق و تعليمق محممد باقمر‬
‫البهبودي‪ ،‬ج ‪ / 3‬ص ‪.]146‬‬
‫‪ 2‬و من ذلك ما ذكره العلماء المؤرخون من اختلف في الرأي بين المام الحسن و أبيه المام علي عليهما السلم‪ ،‬من ذلك‬
‫ت أشرت عليك حين قتل عثمان و راح الناس إليك‬ ‫ما نقله الدينوري في الخبار الطوال فقال‪ ...(( :‬فدنا منه الحسمن فقال‪ :‬يا أب ِ‬
‫و غدوا و سألوك أن تقوم بهذا المر أل تقبله حتى تأتيك طاعة جميع الناس في الفاق‪ ،‬و أشرت عليك حين بلغك خروج الزبير و‬
‫طلحمة بعائشمة إلى البصمرة أن ترجمع إلى المدينمة فتقيمم فمي بيتمك و أشرت عليمك حيمن حوصمر عثمان أن تخرج ممن المدينمة‪ ،‬فإن‬
‫قتل‪ ،‬قتل وأنت غائب‪ ،‬فلم تقبل رأيي في شيء من ذلك‪ .‬فقال له علي‪ :‬أما انتظاري طاعة جميع الناس من جميع الفاق‪ ،‬فإن‬
‫البيعة ل تكون إل لمن حضر الحرمين من المهاجرين و النصار فإذا رضوا و سلموا وجب على جميع الناس الرضا و التسليم و‬
‫أما رجوعي إلى بيتي و الجلوس فيه‪ ،‬فإن رجوعي لو رجعت كان غدرا بالمة‪ ،‬و أما خروجي حين حوصر عثمان فكيف أمكنني‬
‫ذلك؟ و قممد كان الناس أحاطوا بممي كممما أحاطوا بعثمان‪ ،‬فاكفممف يمما بنممي عممما أنمما أعلم بممه منممك)) [الخبار الطوال‪ ،‬أبممو حنيفممة‬
‫الدينوري‪ ،‬تحقيمق عبمد المنعمم عاممر و جمال الديمن الشيال‪ ،‬ص ‪ ] 145‬هذا و قمد نقمل العلممة المجلسمي فمي بحار النوار عمن‬
‫الشيمخ المفيمد نظيمر هذا العتراض ممن المام الحسمن على أبيمه فقال فيمه‪(( :‬فلمما فرغ (أميمر المؤمنيمن) ممن صملته قام إليمه ابنمه‬
‫الحسن بن علي عليهما السلم و جلس بين يديه ثم بكى و قال‪ :‬يا أمير المؤمنين إني ل أستطيع أن أكلمك و بكى‪ ،‬فقال له‬
‫ن حنيمن الجاريمة‪ ،‬فقال‪ :‬يما أميمر المؤمنيمن‪ :‬إن القوم حصمروا عثمان يطلبونمه بمما‬ ‫أميمر المؤمنيمن ‪ :‬ل تبمك يما بنمي و تكلم و ل تح َّم‬
‫يطلبونممه إممما ظالمون أو مظلومون‪ ،‬فسممألتك أن تعتزل الناس و تلحممق بمكممة حتممى تؤوب العرب و تعود إليهمما أحلمهمما و تأتيممك‬
‫ت بما قسم الله و‬ ‫وفودها ‪ ...‬ثم خالفك طلحة و الزبير فسألتك أن ل تتبعها و تدعها فإن اجتمعت المة فذاك و إن اختلفت رضي َ‬
‫أنما اليوم أسمألك أل تقدم العراق و أذكرك بالله أن ل تُقتَممل بمضيعمة‪ ،‬فقال أميمر المؤمنيمن‪ :‬أمما قولك إن عثمان حصمر فمما ذاك و‬
‫يّم منمه فقمد كنمت بمعزل عمن حصمره‪ ،‬و أمما قولك ايمت مكمة فوالله مما كنمت لكون رجمل الذي يسمتحل بمكمة‪ ،‬و أمما قولك‬ ‫مما عل َ‬
‫اعتزل العراق و دع طلحمة و الزبيمر فمو الله مما كنمت لكون كالضبمع تنتظمر حتمى يدخمل عليهما طالبهما فيضمع الحبمل فمي رجلهما‪))...‬‬
‫[ بحار النوار‪ :‬الطبعمة الجديدة ‪ ،‬ج ‪ / 32‬ص ‪ 104 103‬وذكمر محقمق البحار فمي نفمس حاشيمة الصمفحة أن الحديمث ورد فمي‬
‫أمالي الشيخ الطوسي الطبعة الولى ‪ ،‬الجزء الثاني‪ /‬ص ‪ ،32‬و في كتاب نهج السعادة كذلك]‪.‬‬
‫‪ 3‬ذكر عدد من المؤرخين اختلف المام الحسين عليه السلم مع أخيه المام الحسن عليه السلم بشأن صلحه مع معاوية و‬
‫فيه يقسم الحسين عليه بالله أل يقبل بهذا الصلح‪ ،‬و لكن‪ ،‬كما نعلم‪ ،‬لم يصغ الحسن للتماس أخيه و أمضى الصلح مع معاوية‪[ .‬‬
‫انظر تاريخ المم و الملوك للطبري‪ ،‬و تاريخ دمشق لبن عساكر‪ ،‬تحقيق علي شيري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج ‪ /13‬ص ‪ ،267‬و تاريخ ابن‬
‫خلدون‪ ،‬طبع مؤسسة العلمي للمطبوعات‪ ،‬ج ‪ / 2‬ص ‪ . 186‬هذا و من الجدير بالذكر أن تضعيمف بعض المحدثين لسند هذا‬
‫الحديمث ليمس فمي موضعمه‪ ،‬فصمحيح أن "عثمان بمن عبمد الرحممن" لم يكمن شيعيما إل أنمه كمما يقرر الشهيمد الثانمي فمي " درايمة‬
‫الحديمث" المهمم همو صمدق الراوي و لو كان مخالفما فمي المذهمب‪ ،‬فيؤخمذ بروايمة الصمدوق و لو لم يكمن شيعيما و تسممى روايتمه‬
‫بالموثقة‪ .‬و قد ذكر الرجالي "ابن معين" في ترجمة "عثمان بن عبد الرحمن" هذا أنه ((صدوق))‪ ،‬و إذا كان البخاري قد قال عنه‬
‫في رجاله أنه ((يروي عن أقوام ضعاف)) فإن ابن أبي حاتم نقل عن أبيه قوله ((أنكر أبي على البخاري إدخال عثمان في كتاب‬
‫الضعفاء و قال هو صدوق))‪ .‬طبعا البخاري لم يجرح عثمان نفسه بل بين أنه يروي عن أقوام ضعاف‪ ،‬فإذا ثبت أن روايته هنا‬
‫لم تكن عن ضعيف فليس للبخاري إذا من اعتراض عليها‪.] .‬‬
‫‪ 4‬و ممن الختلفات الخرى مما نجده فمي الكتمب الفقهيمة ممن روايات و نقول مختلفمة و متعارضمة عمن الئممة عليهمم السملم ممع‬
‫عدم إمكان حمل أحد الخبرين على التقية لعدم وجود مورد للخوف و التقية من المخالفين في أي من الروايتين‪ ،‬من ذلك مثل‬
‫هذان الخمبران المتناقضان عمن المام الصمادق و المام الكاظمم عليهمما السملم‪ ،‬الول‪(( :‬محممد بمن يعقوب الكلينمي عمن علي بمن‬
‫إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله الصادق عليه السلم في زيارة‬
‫القبور‪ ،‬قال‪ :‬إنهم يأنسون بكم فإذا غبتم عنهم استوحشوا))‪ ،‬أما الخبر الثاني‪(( :‬محمد بن علي بن الحسين (ابن بابويه) بإسناده‬
‫عمن صمفوان بمن يحيمى قال‪ :‬قلت لبمي الحسمن موسمى بمن جعفمر بلغنمي أن المؤممن إذا أتاه الزائر أنمس بمه فإذا انصمرف عنمه‬
‫استوحش‪ ،‬فقال‪ :‬ل يستوحش)) [ وسائل الشيعة‪ ،‬الشيخ الحر العاملي‪ ،‬ج ‪ / 2‬ص ‪ .] 878‬و يوجد أمثل أخرى لذلك الختلف و‬
‫طبعا ل يمكن أن يكون كل القولين المتخالفين صحيح‪)x( .‬‬
‫[‪ ]2‬حديث متواتر روي عن نيف و عشرين صحابيا‪،‬رواه البخاري في صحيحه و غيره و قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث‬
‫الرافعي‪ [ :‬قال ابن عبد البر‪ :‬تواترت بذلك الخبار و هو من أصح الحديث ] (مت)‪.‬‬
‫[‪ ]3‬همل يمكمن للعقمل و الوجدان السمليمين أن يقبل بأن يكون مثمل هؤلء الصمحابة الذيمن كانوا مؤمنيمن مطيعيمن لتعاليمم نمبيهم‬
‫(ص) و مستسلمين لوامره إلى هذه الدرجة‪ ،‬أن يكونوا قد سمعوا نصا منه (صلىالله عليه وآله وسلم) في تنصيب علي عليهم‬
‫إماما و خليفة و مع ذلك يكتموا هذا النص و ل يولوه أي عناية؟؟!! (‪)x‬‬
‫[‪ ]4‬الحتجاج‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪.162 - 133‬‬
‫[‪]5‬لو تأملنما كلم هذا المام الهمام بعممق بعيدا عن أي تعصمب طائفمي لدركنما أنمه عليمه السملم لم يرد من كلممه تقرير مبدأ‬
‫كون القرابة و الوراثة هي الصل في موضوع تعيين الحاكم و الخليفة‪ ،‬بقدر ما أراد كما سبق و أوضحناه م أن يرد على حجة‬
‫المهاجرين و يبين أن طريقتهم العجولة في نصب المام قبل اكتمال مجلس أهل الحل و العقد لم تكن بالطريقة الصحيحة و‬
‫السليمة‪ ،‬فكأنه أراد أن يقول إذا كانت مجرد القرشية والقرابة من الرسول هي المعيار في تعيين المام فلقد كنت أولى الناس‬
‫بذلك لنني علوة على كوني من قريش و من بني هاشم‪ :‬أسرة النبي وأشرف بطون قريش و أكرم من بني تيم بن مرة‪ ،‬فإن‬
‫لي إلى رسمول الله (صملىالله عليمه وآله وسملم) قرابمة نسمبية و سمببية و كنمت أقرب الناس إليمه‪ :‬ربيمت فمي حجره منمذ نعوممة‬
‫أظفاري و تعلمت و تربيت على يديه منذ صغري‪ ،‬فإذا كان الهدف من الشجرة هو ثمرتهما فكيف احتج المهاجرون بأنهم شجرة‬
‫النمبي و اضاعوا ثمرة هذه الشجرة ؟! و أمما حديمث "الئممة ممن قريممش" فمعناه أن المام سميكون ممن قريمش و ليمس معناه أن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫القرشييمن فقمط لهمم الحمق فمي تعييمن الخليفمة دون سمائر أهمل الحمل و العقمد ممن المسملمين ل سميما النصمار ‪ ،‬كمما أننمي أنما ممن‬
‫شمر في المر و تم دوني ؟!‬ ‫قريش أيضا فلماذا لم أُسمتَم َ‬
‫فهدف المام ممن اعتراضه ذاك همو في الحقيقمة بيان أن تعييمن الخليفمة ينبغي أل يتمم إل بتشاور ورضما جميع أهل الحل و‬
‫العقد من كبار و وجهاء المسلمين ل أن يفتأت البعض بالمر بسرعة دون مشورة وحضور البقية‪)x( .‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ادعاء النص ل يرد ف كلمات أهل بيت النب (صلى ال عليه وآله وسلم) و ذريته‬
‫ل يأت أبدا ف أقوال أولئك الذ ين عرفوا بالتقوى و العلم و الفضل من ب ي أ هل ب يت ر سول ال (صلى ال‬
‫صبَ إماما على المة‬
‫عليه وآله وسلم) و أبناء أعمامه و أحفاده وذريته‪ ،‬مثل هذا الدعاء بأن عليا عليه السلم قد نُ ِ‬
‫من قِبَ ِل ال تعال ور سوله‪ ،‬فقد مر مع نا قول ال سن الث ن بن ال سن الج تب عل يه ال سلم‪ [ :‬لو كان ال نب أراد‬
‫خلفتـه لقال‪ :‬أيهـا الناس هذا ول أمري والقائم عليكـم بعدي فاسـعوا له وأطيعوا‪ ( ،‬ثـ أضاف)‪ :‬أقسـم بال‬
‫سبحانه أن ال تعال لو آثر عليا لجل هذا المر و ل ُيقْـدِم عل ّي كرّم ال وجهه لكان أعظم الناس خطأ ]‪.‬‬
‫و مر أيضا قول أمي الؤمني نفسه‪ ،‬حسبما أورده السعودي ف كتابه "إثبات الوصية"‪ ،‬أنه ‪ ،υ‬لا سع أن‬
‫الناس بايعوا أ با ب كر ر ضي ال ع نه قال‪ [ :‬إن ت كن الما مة ف قر يش فأ نا أ حق قر يش و إن ل ت كن ف قر يش‬
‫فالنصار على دعواهم]‪ ،‬و اعتزل الناس دون أن يذكر أي بيان أو احتجاج آخر! فهل وظيفة النصوص عليه من‬
‫قبل ال تعال و رسوله هي أن يذهب و يعتزل ف بيته دون أن يقوم بأي دعوة أو مطالبة؟! و كما ذكرنا ف رواية‬
‫قيس بن عباد أن حضرة علي قال‪ [ :‬والذي فلق البة و برأ النسمة لو عهد إل رسول ال عهدا لاهدت عليه‬
‫و ل أترك ابن أب قحافة يرقى رجة واحدة من منبه! ]‪.‬‬
‫و أورد الكشي ف رجاله ( ص ‪ 164‬من طبعة النجف) قصة نقا شٍ وقع بي مؤمن الطاق و زيد بن علي‬
‫يدل على أنه ل يكن ف أهل بيت رسول ال (صلى ال عليه وآله وسلم) علم بشيء اسه المامة النصوص عليها من‬
‫ال‪ ،‬قال‪ [ :‬إن مؤمن الطاق قيل له‪ :‬ما جرى بينك و بي زيد بن علي ف مضر أب عبد ال ؟ قال‪ :‬قال زيد بن‬
‫علي‪ :‬يا ممد بن علي! بلغن أنك تزعم أن ف آل ممد إماما مـفترض الطاعة! قال‪ :‬قلت نعم‪ ،‬و كان أبوك‬
‫علي بن السي أحدهم‪ .‬قال (أي زيد)‪ :‬و كيف و قد كان يؤتى بلقمة و هي حارة فيبّدها بيده ث يلقمنيها‪،‬‬
‫أفترى يشفق علي من حر اللقمة و ل يشفق علي من حر النار ؟؟ ][‪ ، ]1‬أي أن زيدا رضي ال عنه يؤكد أن‬
‫والده ل ي به بوضوع وجود إمام مفترض الطا عة من ال! م ا يف يد أن زيدا كان يرى ف علي إما ما ف اللل‬
‫و الرام فحسب‪ ،‬أي أنه إذا قضى بشيء من أحكام الشرع كان ذلك حجة يب على الؤمني العمل با باعتباره‬
‫كان أعلم أصحاب رسول ال (صلى ال عليه وآله وسلم) بأحكام اللل و الرام‪.‬‬
‫و هذا الع ن جاء أي ضا ف روا ية طويلة أورد ها فرات بن ابراه يم الكو ف ف تف سيه (ص ‪ 181‬ط بع‬
‫الن جف) في ما يلي ن صها‪ [ :‬قال‪ :‬حدث نا أح د بن القا سم معنع نا‪ :‬عن أ ب خالد الوا سطي قال‪ :‬قال أ بو ها شم‬
‫الرمان و هو قاسم بن كثي! [‪ ]2‬لزيد بن علي‪ :‬يا أبا السي بأب أنت و أمي هل كان علي صلوات ال‬
‫عليه مفترض الطاعة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬فضرب رأسه ورقّ لذكر رسول ال صلى ال‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫عليه وآله وسلم‪ ،‬قال‪ :‬ث رفع رأسه فقال‪ :‬يا أبا هاشم كان رسول ال صلى العليه وآله وسلم نبيا مرسل فلم يكن‬
‫أ حد من اللئق بنلته ف شيء من الشياء إل أ نه كان من ال للنب قال‪ { :‬ما أتا كم الر سول فخذوه و ما‬
‫نا كم ع نه فانتهوا } و قال‪ { :‬من ي طع الر سول ف قد أطاع ال} (الن ساء ‪ ،)80 /‬وكان ف علي أشياء من‬
‫رسول ال صلى العليه وآله و سلم كان علي صلوات ال عليه من بعده إمام السلمي ف حللم وحرامهم و ف‬
‫السنة عن نب ال و ف كتاب ال‪ ،‬فما جاء به عليّ من اللل والرام أو من سنة أو من كتاب فرد الراد على‬
‫علي و زعم أنه ليس من ال ول رسوله كان الراد على عليّ كافرا‪ ،‬فلم يزل كذلك حت قبضه ال على ذلك‬
‫شهيدا‪ ،‬ث كان السن و السي فوال ما ادعيا منلة رسول ال صلى العليه وآله و سلم و ل كان القول من‬
‫رسول ال فيهما ما قال ف علي غي أنه قال‪ " :‬سيدي شباب أهل النة " فهما كما سى رسول ال كانا إمامي‬
‫السلمي أيهما أخذت منه حللك و حرامك و بيعتك فلم يزال كذلك حت قُبِضا شهيدين‪ ،‬ث كنا ذرية رسول‬
‫ال صلى العليه وآله و سلم من بعدها ولدها ولد السن والسي‪ ،‬فوال ما ادعى أحد منا منلتهما من رسول‬
‫ال و ل كان القول من ر سول ال في نا ما قال ف أم ي الؤمن ي علي بن أ ب طالب وال سن و ال سي علي هم‬
‫السلم‪ ،‬غي أنا ذرية رسول ال صلى العليه وآله وسلم‪ ،‬يق مودتنا وموالتنا و نصرتنا على كل مسلم‪ ،‬غي أنا‬
‫أئمتكم ف حللكم و حرامكم يق علينا أن نتهد لكم و يق عليكم أن ل تدعوا أمرنا من دوننا‪ ،‬فوال ما‬
‫ادعاها أحد منا ل من ولد السن و ل من ولد السي أن فينا إمام مفترض الطاعة علينا و على جيع السلمي‪.‬‬
‫فوال ما ادعاها أ ب علي بن ال سي ف طول ما صحبته ح ت قب ضه ال إل يه و ما ادعا ها م مد بن علي في ما‬
‫صحبته من الدنيا حت قبضه ال إليه فما ادعاها ابن أخي من بعده ل وال ولكنكم قوم تكذبون‪.‬‬
‫فالمام يا أبا هاشم منا الفترض الطاعة علينا و على جيع السلمي‪ :‬الارج بسيفه‪ ،‬الداعي إل كتاب ال‬
‫و سنة نبيه‪ ،‬الظاهر على ذلك‪ ،‬الارية أحكامه‪ ،‬فأما أن يكون إمام مفترض الطاعة علينا و على جيع السلمي‬
‫[ ‪]3‬‬ ‫متكئ فراشه مرجئ على حجته مغلق عنه أبوابه يري عليه أحكام الظلمة فإنا ل نعرف هذا يا أبا هاشم‪].‬‬
‫‪.‬‬
‫هذا هو الكلم التي و البهان البي الذي تفضل به جناب زيد بن علي بن السي عليه السلم الذي يرى‬
‫أن عليا إنا هو إمام السلمي ف بيان أحكام السلم من اللل و الرام‪ ،‬لن رسول ال (صلى العليه وآله وسلم)‬
‫علمه ذلك كله (بالضافة لا اختصه ال تعال به من فهم متميز خاص للقرآن و فقهه) فما بينه من أحكام الشريعة‬
‫وجب على السلمي الخذ به‪ ،‬و ند هذا واضحا ف تاريخ اللفاء الراشدين سيما أب بكر رضي ال عنه و عمر‬
‫رضي ال عنه اللذان كانا يرجعان إليه ويستفسران رأيه ف كل مسألة عويصة تعرض عليهما فل يعدلن عن رأيه‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫أبدا فكانا يعتبانه إماما لما ف العلم و الدين إل الد الذي اشتهر عن عمر رضي ال عنه أنه قال ف أكثر من‬
‫[‬ ‫سبعي موردا‪ [ :‬لول علي للك ع مر ] و كان كثيا ما يقول‪ [ :‬ل أب ـقانـي ال بع ـدك يا أ با ال سن!]‬
‫‪ ، ]4‬و ف نظر جناب زيد أن السن والسي أيضا كانا إمامي طوال مدة حياتما بعن كون كل منهما قدوة‬
‫ومر جع للناس ف بيان اللل و الرام‪ ،‬و كذلك كان كل وا حد من علماء أ هل الب يت‪ :‬سواء علي بن ال سي‬
‫(زين العابدين) أم السن بن السن أم ممد بن علي (الباقر) أم عبد ال بن السن بن السن (الكامل) أم زيد بن‬
‫علي أم م مد بن ع بد ال (الن فس الزك ية)‪ ،‬إما ما و مرج عا للناس ف ع صره ف الرشاد و بيان الحكام‪ ،‬وهذا‬
‫هو العن الصحيح لديث الثقلي‪ [ :‬إن تارك فيكم الثقلي‪ :‬كتاب ال وعترت أهل بيت ]‪ ،‬و بذا النطق فقط‬
‫ي كن حل ج يع الختلفات الدين ية ب ي ال سلمي وإعادة الياه إل ماري ها و تو يل العداوة و البغضاء إل الخوّة‬
‫و التفاق‪ ،‬ل بسبّ أصحاب الرسول (صلى العليه وآله ) وسلم للفاء أو سب و اتام سائر الفرق السلمية! لنن‬
‫ل أتصور أنه يوجد بي السلمي أحد من يرجو النجاة لنفسه من عقبات يوم القيامة مّ نْ يرفض هذا النطق إل‬
‫من كان ف قل به مرض أو غرض ـ‪ ،‬فمَن مِن ال سلمي يك نه أن ين كر فضائل علي عل يه ال سلم مع كل تلك‬
‫الحاديث النبوية الت صدرت عن رسول ال (صلى العليه وآله ) طوال مدة حياته ف حقه ؟ من الذي يكنه أن ينكر‬
‫جهاد ذلك المام المام و سيته الت كلها تضحيات ف سبيل نصرة السلم و اعلء كلمته ؟ ف حي أنه ل توجد‬
‫مرحلة من مرا حل الدعوة ال سلمية إل و كان لعلي دور مؤ ثر ف تقدم ها و علو شأن ا‪ ،‬و إن سيته العطرة مليئة‬
‫بالواقف البطولية الالدة و العمال العظي مة الحية‪ ،‬والقطرات الت بقيت من بر علمه ف عر ضه لقائق تعاليم‬
‫السلم للناس‪ ،‬تعتب لوحدها ميطات ل حد لا يكن ليس لمة السلم فحسب بل للمجتمع البشري أن يفخر با‬
‫و يتخذها نباسا لياته يسي على ضوئها لجل تقيق سعادة الدنيا و الخرة‪ ،‬فإذا رأينا رسول ال (صلى العليه وآله )‬
‫يث ن عل يه و يبي رف يع مقا مه ف كل منا سبة ومقام و يعرّ فه للم سلمي كر مز للعلم و التقوى وال صلح و الفلح‬
‫و الخلق ال سلمية‪ ،‬و يع تبه أهل للما مة و قيادة ال سلمي‪ ،‬فإن هذا ل يع ن أ نه ( صلى العليه وآله ) ن صبه ب نص‬
‫صبَ أولده حكاما على السلمي إل يوم القيامة‪،‬‬ ‫تعيين و أمر إلي للخلفة و حكم السلمي بعد رسول ال أو نَ َ‬
‫بيث لو ر جع ال سلمون إل غيه ف أمر الكومة و السياسـة و اع تبوه أهل لقيادت م السياسية و أطاعوه مادام‬
‫ملتزما بتطبيق أحكام القرآن و السنة كانوا من أهل النار أجعي‪ ،‬إماما ومأمومي!!‬
‫نعم لو وجد من أهل بيت النب و عترته من كان أفضل أهل زمانه ف العلم و الفضل و التقوى و الشجاعة‬
‫و الدرا ية ف من البدي هي أ نه يكون أول و أ حق من أي أ حد سواه بإما مة ال سلمي و سياستهم‪ ،‬و على الناس أن‬
‫ينتخبوه‪ ،‬طواع ية من أنف سهم‪ ،‬لذا القام‪ ،‬و ف الغالب ما ي صل هذا فعل لن طبي عة و ن فس و روح الناس تت جه‬
‫لحترام رسول دينها و نب شريعتها وأهل بيته و ذريته‪ ،‬و إذا شاهدنا عدول الناس لد ما عن عترة الرسول (صلى‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ال عليه وآله وسلم) ف صدر السلم فلهذا علل سبقت الشارة لبعضها يضاف إليها جهل كثي من الناس بقائق‬
‫تعاليم الدين و عداء مالفي السلم الذين رأوا ف هذا الدين الديد تديدا يزلزل أركان أديانم و شرائعهم الوروثة‬
‫كاليهودية و النصرانية و الجوسية فسعوا ف إضعاف السلم وتريبه بأنواع الكائد و اليل الت منها الندساس ف‬
‫هذا الدين و تريبه من داخله بإحياء سنن الاهلية و آداب و رسوم الجوسية أو اليهودية أو السيحية تت غطاء‬
‫إ سلمي‪ ،‬يريدون بذا أن يتثوا حقائق ال سلم من جذور ها‪ ،‬ل كن مع ذلك ن د ف تار يخ ال سلم أ نه كل ما قام‬
‫ر جل من أ هل بيت ر سول ال (صلى ال عليه وآله وسلم) و عتر ته يدعو لقا مة ال ق و العدل والقضاء على الور‬
‫الظلم والكم بالكتاب و السنة‪ ،‬التف معه السلمون من كل حدب و صوب و جاهدوا معه حكام الوقت‪ ،‬كقيام‬
‫العشرات من آل علي و آل جعفر ضد خلفاء بن أمية وبن العباس ما تكفل كتاب "مقاتل الطالبيي" ببيان قصة‬
‫جهادهم و إمامتهم‪ ،‬وح ت هذا اليوم عندما يقوم ر جل من النت سبي للر سول (صلى ال عليه وآله وسلم) من أحفاد‬
‫علي و فاطمة عليهم السلم لعزل الظلمة و إقامة حكم القرآن و يكون أهل للمامة و الكم والقيادة‪ ،‬فإن أكثر‬
‫السلمي يؤيدونه و يقومون معه وينصرونه رغم أن أكثرهم يهل كثيا من تعاليم السلم‪ ،‬حيث أصبح القليل من‬
‫السلمي ف يومنا هذا مَنْ له معرفة صحيحة بأحكام الدين‪ ،‬حيث دخلت ف هذا الدين خلل السني الطويلة الت‬
‫مرّت على السلم منذ ظهوره و حت اليوم ـ أغراض و أمراض من الصديق و العدو و تراكمت طبقات كثيفة‬
‫من غبار الوهام و الرافات و البدع على الوجه النوران للسلم فغطته‪ ،‬فلم يعد يدرك حقائقه النقية الناصعة إل‬
‫القليل من هداهم ال‪ " :‬ذلك هدى ال يهدي به من يشاء " "ومن يهدي ال فهو الهتدي"‪.‬‬
‫فإما مة علي بع ن كو نه خلي فة ر سول ال ( صلى ال عل يه وآله و سلم) ‪ ،‬ب عد رحل ته‪ ،‬ف بيان أحكام اللل‬
‫و الرام و ف كو نه مر جع الاص و العام ف الرشاد و الدا ية و معر فة أحكام الشرع‪ ،‬ل ي كن أن ينكر ها أي‬
‫مسلم منصف ومؤمن بال و رسوله و مطلع على تاريخ السلم و سية النب (صلى ال عليه وآله وسلم) ‪ ،‬و مثل هذا‬
‫القام و النصب ل يكن الستيلء عليه واغتصابه من صاحبه الصلي بالقوة! لن العلم و العرفة و الفضل والتقوى‬
‫أمور ل ي كن غ صبها وال ستيلء علي ها‪ ،‬فهذه الما مة ل يغ صبها أ حد من علي و آله‪ ،‬و هكذا كان الذ ين فاقوا‬
‫أقرانم ف العلم و الفضل و التقوى من أولد و أحفاد علي‪ ،‬أئمةَ الناس ف عصرهم و مرجع الاص و العام ف بيان‬
‫أحكام الدين و معرفة حلل شرع ال وحرامه‪.‬‬
‫و إذا رأينا رجال من أمثال فقهاء الدينة السبعة ف عهد حضرة المام السجاد عليه السلم‪ ،‬أو أمثال مالك‬
‫بن أنس و أب حنيفة النعمان بن ثابت و ممد ابن إدريس الشافعي و ابن أب ليلى (رحهم ال تعال جيعا)‪ ،‬ف‬
‫زمن حضرات الباقر والصادق و الكاظم عليهم السلم‪ ،‬قد اشتهروا بالعلم و الفقه و صاروا مراجع جهور السلمي‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ف أحكام الشرع و الدين‪ ،‬فإن علة ذلك أولً‪ :‬فضلهم و علمهم و تقواهم بل شك‪ ،‬فكل واحد منهم كان حقيقة‬
‫ذا علم و فضل و تقوى‪ ،‬و كل من كان كذلك ل بد أن يوز توجه الناس و اقبالم و مبتهم‪ ،‬فيشتهر و يـقَلّد‪.‬‬
‫و علة ذلك ثان يا‪ :‬سياسة خلفاء ب ن العباس الذ ين كانوا يشعرون بال طر من شخ صيات أولد علي ال ت‬
‫تشكل‪ ،‬ف الواقع و ف أنظار السلمي‪ ،‬خي منافس لم‪ ،‬أكثر من أي شخصية إسلمية أخرى‪ ،‬مثل حضرات الباقر‬
‫و ال صادق و ع بد ال بن ال سن و م مد بن ع بد ال بن ال سن (الن فس الزك ية) و ال سي بن علي شه يد ال فخ‬
‫و ممد بن جعفر‪ ،‬حيث كان كل واحد من أولئك العلم من أفضل أهل عصره ف العلم و الفقه و التقوى مع‬
‫الشجا عة و القوة ف ال ق والليا قة بن صب إما مة ال سلمي أك ثر من أي أ حد‪ ،‬م ا كان ي عل قلوب الكثي ين ت يل‬
‫لمارتم و خلفتهم‪ ،‬بل بعضهم بويع فعل بالمامة من الاص و العام‪ ،‬و قام ونض (لحياء حكم القرآن و إقامة‬
‫عدل ال سلم)‪ ،‬لذا كان اللفاء العبا سيون يضيقون علي هم و يضطهدون م و ل ي سمحون ل م بالر ية ال ت ت عل‬
‫الناس يلتفون حولم‪ ،‬و يسعون بشت الوسائل ف إخال ذكرهم و التعتيم عليهم‪ ،‬ف حي أعطوا الخرين الرية‬
‫و مال الشهرة بل روجوا لم و عهدوا لم أو لتلميذهم بالناصب‪ ،‬لمنهم من عدم طمعهم ف الكم و الزعامة‪،‬‬
‫و حت لو طمح منهم طامح فإنه لن يد من يلتف حوله وينصره ف طلبه المامة‪ ،‬لن شهرة حديث [الئمة من‬
‫قريش] ل تترك مال لب حنيفة و مالك و أحد بن حنبل و غيهم من الئمة الفقهاء من ل يكن بقرشي [‪. ]5‬‬
‫الواريـث[‪]6‬‬ ‫و مـن هذا النطلق أيضـا قرر اللفاء العباسـيون ( أو أيدوا ) مبدأ العول والتعصـيب فـ فقـه‬
‫ليثبتوا أن العباس كان وارث النب فيثبتوا بذا أنم اللفاء الشرعيون لرسول ال (صلى ال عليه وآله وسلم) !‬
‫و لذا نال فقـه الخر ين و آراؤهـم مـن الشهرة و الرواج بيـ ال سلمي مـا ل ينله فقـه أئ مة العترة عليهـم‬
‫ال سلم‪ ،‬و مع ذلك ق يض ال تعال ل م ف كل ع صر أتبا عا م بي و تلم يذ أذكياء من الباحث ي عن القي قة غ ي‬
‫الب ي ف سبيلها بالخطار‪ ،‬م ن كان ير جع ف ف هم دي نه و أ خذ أحكام شر عه إل أولد علي ل يعدل عن هم إل‬
‫غي هم‪ ،‬فحفظوا من فقه هم و بيانات م آلف الحاد يث و ملؤوا آلف الدفا تر‪ ،‬ال ت ل تزال تو جد إل اليوم ف‬
‫متناول السـلمي و توز انتباه العام والاص‪ ،‬ماـ جعـل الغلة و أعداء السـلم يسـتغلون شهرة و مرجعيـة أولئك‬
‫الئمة و يروون عنهم كذبا آلف الروايات ما شوه صورتم ف أنظار الناس‪ ،‬المر الذي حان الوقت للبدء بسرعة‬
‫ف إصلحه‪.‬‬
‫و الاصل أن أئمة العترة كانوا أئمة الناس ف الفقه و الدين و ف بيان اللل و الرام (و ف قيادة الرواح‬
‫إل ال عز و جل)‪ ،‬و الرد علي هم‪ ،‬من هذه الزاو ية‪ ،‬رد على ال و ر سوله‪ ،‬و ح ت الفقهاء الرب عة وغي هم رجعوا‬
‫إليهم وأخذوا عنهم العلم‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫دراسة و تحيص أحاديث النص على اثن عشر إمام‬
‫توجد ف كتب الشيعة‪ ،‬علوة على الحاديث الت تبي نص رسول ال (صلى العليه وآله ) على إمامة و خلفة‬
‫عليّ عليه السلم بشكل خاص‪ ،‬أحاديث فيها نصه (صلى العليه وآله )‪ ،‬بأمر ربه تعال‪ ،‬على اثن عشر إماما واحدا‬
‫واحدا ببيان أسائهم و علماتم‪ ،‬بيث ل يبقى عذر لحد! و سنقوم فيما يلي بتمحيص هذه الحاديث من حيث‬
‫السند و الت‪ ،‬إن شاء ال‪ ،‬لنرى ما هي القيقة ف هذا المر؟‬
‫الديث الول‪ :‬أهم حديث جاء ف كتب الشيعة ف التعريف بالئمة الثن عشر الديث الشهور بديث‬
‫لوح جابر‪ ،‬و قد ورد هذا الديث بعدة طرق متلفة سنعرضها جيعا على أنظار القراء‪:‬‬
‫أخرج ال صدوق الد يث ف كتا به " إكمال الد ين و إتام النع مة " وكتا به " عيون أخبار الر ضا " بال سند‬
‫التال‪ :‬قال‪:‬‬
‫[ حدثنا ممد بن ابراهيم بن اسحق الطالقان قال‪ :‬حدثنا السن بن اساعيل قال حدثنا أبو عمرو سعيد‬
‫بن ممد بن نصر القطان قال حدثنا عبيد ال بن ممد السلمي قال حدثنا ممد بن عبد الرحن قال حدثنا ممد‬
‫بن سعيد قال حدثنا العباس أب عمرو عن صدقة بن أب موسى عن أب نصرة قال‪ :‬لا احتضر أبو جعفر ممد بن‬
‫علي الباقر عليه السلم عند الوفاة‪ ،‬دعا بابنه الصادق فعهد إليه عهدا‪ ،‬فقال له أخوه زيد بن علي‪ :‬لو امتثلت‬
‫فَ بثال ال سن وال سي عليه ما ال سلم لرجوت أن ل تكون أت يت منكرا‪ ،‬فقال‪ :‬يا أ با ال سي إن المانات‬
‫ليست بالثال و ل العهود بالرسوم‪ ،‬و إنا هي أمور سابقة عن حجج ال تبارك و تعال‪ ،‬ث دعا بابر بن عبد ال‬
‫فقال له‪ :‬يا جابر حدث نا ب ا عاي نت ف ال صحيفة‪ ،‬فقال له جابر‪ :‬ن عم يا أ با جع فر‪ ،‬دخلت على مول ت فاط مة‬
‫عليها السلم لهنئها بولود السن عليه السلم فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء فقلت يا سيدة النسوان‬
‫ما هذه الصحيفة الت أراها معك ؟ قالت‪ :‬فيها أساء الئمة من ولدي‪ .‬فقلت لا‪ :‬ناولين لنظر فيها‪ ،‬قالت‪ :‬يا‬
‫جابر لول النهي لكنت أفعل‪ ،‬لكنه نى أن يسها إل نب أو وصي أو أهل بيت نب و لكنه مأذون لك أن تنظر‬
‫إل باطنها من ظاهرها! [‪ ]1‬قال جابر‪ :‬فقرأت فإذا فيها‪ :‬أبو القاسم ممد بن عبد ال الصطفى أمه آمنة بنت‬
‫وهب‪ ،‬أبو السن علي بن أب طالب الرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم من عبد مناف‪ ،‬أبو ممد السن‬
‫بن علي الب‪ ،‬أبو عبد ال السي بن علي التقي أمهما فاطمة بنت ممد‪ ،‬أبو ممدعلي بن السي العدل‪ ،‬أمه‬
‫شهربانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه‪ ،‬أبو جعفر بن ممد بن علي الباقر أمه عبد ال بنت السن بن علي بن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫أ ب طالب‪ ،‬أبو ع بد ال جعفر بن ممد ال صادق أمه أم فروة بنت القا سم بن ممد بن أب بكر‪ ،‬أبو إبراهيم‬
‫موسى بن جعفر الثقة أمه جارية اسها حيدة‪ ،‬أبو السن علي بن موسى الرضا أمه جارية اسها نمة‪ ،‬أبو جعفر‬
‫م مد بن على الز كي أ مه جار ية ا سها خيزران‪ ،‬أ بو ال سن علي بن م مد الم ي أ مه جار ية ا سها سوسن‪،‬‬
‫أبو ممد السن بن علي الرفيق أمه جارية اسها سانة وتكن بأم السن‪ ،‬أبو القاسم ممد بن السن هو حجة‬
‫ال تعال على خلقه القائم أمه جارية اسها نرجس صلوات ال عليهم أجعي ] [‪. ]2‬‬
‫أقول‪ :‬ل يوجد لرجال سند هذا الديث بدءا من "سعيد بن ممد بن نصر القطان" إل "أب نصرة"‪ ،‬ذكر ف‬
‫كتب الرجال! و ل ندري من أين جاء الرحوم الصدوق بؤلء الرواة و عمن أخذ و من أين روى هذه الرواية ؟!‬
‫و لكن مقق كتاب إكمال النعمة للصدوق ذكر ف الاشية أن أبا بصرة‪ :‬إذا كان نفس أبا بصرة ممد بن قيس‬
‫ال سدي فقد ضعّ فه الشه يد الثا ن ف كتا به الدرا ية و قال ع نه‪ [ :‬كلما كان ف يه ممد بن ق يس عن أ ب جع فر‬
‫فهو مردود ]‪ ،‬لكنه قطعا ليس ممد بن قيس هذا و لو كان هو فهذا الديث منسوب إليه كذبا‪ .‬و ف حاشية‬
‫الكتاب نفسه قال إذا كان هو أبا بصرة فاسه حُميل بضم الاء‪ ،‬و أيا كان فهو مهول‪.‬‬
‫لكن ن أقول أن م ت الد يث مفت ضح الكذب إل در جة ل نتاج مع ها للب حث ف صحة أو سقم سنده‪،‬‬
‫فالراوي الجهول الوية أبو بصرة يبتأ حديثه بقوله‪ [ :‬لا احتضر أبو جعفر ممد بن علي الباقر عند الوفاة ]‪ ،‬هذا‬
‫[‬ ‫ف حي أن وفاة المام ممد الباقر عليه السلم وقعت‪ ،‬طبقا لكل التواريخ‪ ،‬فيما بي السنة ‪ 114‬إل ‪118‬هـ‪.‬‬
‫‪]3‬‬

‫[ ‪]4‬‬ ‫أما وفاة "جابر بن عبد ال النصاري" فذكرتا التواريخ بي ‪ 73‬إل ‪ 77‬هـ‪.‬‬
‫فهذا يعن أن جابر بن عبد ال رضي ال عنه توف قبل أربعي سنة من وفاة المام الباقر عليه السلم ‪ .‬أفلم‬
‫يو جد من يقول لذا الكذاب الوضاع‪ :‬ك يف أحي يت جابرا وجئت به ب عد أن مات ف قبه م نذ أربع ي سنة‬
‫لحضر المام الباقر‪ ،‬حي أدركته الوفاة‪ ،‬لتـنسب إليه إقناعه زي َد بن علي أن ل يطلب من أخيه الباقر المامة‪،‬‬
‫بشهادته برؤية اللوح الذي ذكرت فيه أساء الئمة الثن عشر و أساء أمهاتم كذلك ؟!!‬
‫لنن ظر الن ف تار يخ وفاة ز يد أي ضا‪ 1 :‬ـ يقول الش يخ الطو سي ف رجاله (ص ‪ [ :)195‬ق ـتِ َل سنة‬
‫إحدى و عشرين و مائة و له اثنتان و أربعون سنة ] ما يعن أن جناب زيد ولد سنة ‪ 79‬أو ‪ 80‬هـ‪ 2 .‬ـ بل‬
‫ف تذ يب تار يخ دم شق ال كبي ل بن ع ساكر‪( :‬ج ‪/6‬ص ‪ )18‬ذكرت ولدة ز يد بن علي بن ال سي سنة ‪78‬‬
‫ه ـ‪ .‬فهذا يع ن أن زيدا ولد ب عد أر بع سنوات أو على أ قل تقد ير ب عد سنة من وفاة جابر بن ع بد ال!! فك يف‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫تسنّى لابر أن يأت ويقنعه بالئمة النصوص عليهم ؟! والعجيب الحي أن هذا الديث رغم افتضاح كذبه إل هذه‬
‫الدر جة و ك ما قال الشه يد الثا ن‪ :‬أكذب الد يث ما كذ به التار يخ أورده أك ثر علماء الشي عة المام ية ف‬
‫إثبات إمامة الئمة الثن عشر و النص عليهم دون أن يتعرض أحدهم أو ينتبه لذا العيب الكبي ف متنه‪ ،‬أو انتبه‬
‫لذلك و لكن التعصب العمى و تقليد الباء حله على السكوت‪.‬‬
‫و العجب من ذلك أن العيب الوحيد الذي أخذه الرحوم الصدوق على هذا الديث هو قوله بعد روايته‪:‬‬
‫[ قال م صنف هذا الكتاب‪ :‬جاء هذا الد يث هكذا بت سمية القائم و الذي اذ هب إل يه ما روي ف الن هي عن‬
‫تسمية القائم!!]‪ ،‬حقا ينطبق عليه الثل بأنه يرى القذة ف العي و ل يرى الشبة فيها!‬
‫هذا و ل ا كان كذب الد يث واض حا جدا بشهادة التار يخ ل نتعرض لن قد متنهالل يء بالعيوب الخرى‪ :‬أ‬
‫كقوله أن جابر دخل على فاطمة ليهنئها بولدة السن مع أنه ل يكن من عادة السلمي ف ذلك العهد الدخول‬
‫على أم الول يد لتهنئت ها بالولدة‪ ،‬بالضا فة إل أن جابرا ل ي كن عمره‪ ،‬ع ند ولدة ال سن‪ ،‬يتجاوز ال ‪ 16‬أو ‪17‬‬
‫سنة‪ ،‬و لا كانت ولدة السن ف السنة الثالثة للهجرة فإن جابرا ل يكن قد تزوج بعد‪ ،‬لنه إنا تزوج من أرملة‬
‫ثيب بعد شهادة أبيه ف معركة أحد ف السنة الثالثة للهجرة‪ ،‬فكيف يكن لشاب ف ريعان الشباب أن يدخل على‬
‫فاطمة الشابة مثله‪ ،‬ل سيما أن مت الديث ل يشي إل أنه كان هناك أحد معها ف البيت‪ ،‬خاصة أن قراءة اللوح‪،‬‬
‫و هو بيد الزهراء‪ ،‬يتاج لقتراب شديد منها‪ ،‬وهذا أمر بعيد جدا أن تسمح به الزهراء عليها السلم الت أُِثرَ عنها‬
‫قولا‪ :‬خي للرجال أن ل يروا النساء و خي للنساء أن ل يرين الرجال!‬
‫ب عدد من أ ساء أمهات الئ مة خ طأ‪ ،‬مثل ف كتاب إثبات الو صية‪ ،‬عن جابر نف سه‪ ،‬أن أم حضرة علي بن‬
‫السي زين العابدين جهان شاه‪ ،‬أما هنا فذكر أنا شهربانو‪ ،‬و هناك قال أن اسم أم حضرة المام الرضا تكتّم‪،‬‬
‫و هنا نمة! هذا بالضافة إل عيب آخر و هو أن فاطمة قالت أن ف هذا اللوح أساء الئمة من ولدي‪ ،‬ف حي أن‬
‫ف اللوح ا سم ال نب و ا سم علي و ه ا لي سا من أولد ها! والا صل أن هذا الد يث من أكذب الكاذ يب و ل‬
‫يسعنا إل أن نقول فيه‪ " :‬فمن أظلم من افترى على ال كذبا " أل لعنة ال على الكذّابي الوضّاعي الذين فرقوا‬
‫أمة السلم و بلبلوها بذه الحاديث الكاذبة‪.‬‬
‫الد يث الثا ن‪ :‬حد يث اللوح هذا أخر جه ال صدوق من طر يق آ خر وبل فظ متلف‪ ،‬ف كتاب يه‪ " :‬إكمال‬
‫الد ين " و " عيون أخبار الر ضا " أي ضا‪ ،‬ك ما أخر جه الحدث الكلي ن ف كتا به " الكا ف "‪ ،‬و في ما يلي ن صه‬
‫و سنده كما جاء ف كتاب إكمال الدين‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[ حدثنا أب و ممد بن السن قال حدثنا سعد بن عبد ال و عبد ال بن جعفر الميي جيعا عن أب‬
‫الي صال بن أب حاد و السن بن ظريف جيعا عن بكر بن صال عن عبد الرحن بن سال عن أب بصي عن‬
‫أب عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أب عليه السلم لابر بن عبد ال النصاري إن ل إليك حاجة فمت يف‬
‫عليك أن أخلو بك و أسألك عنها ؟ قال جابر‪ :‬ف أي الوقات شئت جئن‪ ،‬فخلى به أبو جعفر عليه السلم‬
‫فقال له‪ :‬يا جابر! أ خبن عن اللوح الذي رأي ته ف يد أ مي فاط مة ب نت ر سول ال صلى ال عليه و آله و ما‬
‫أخبتك به أن ف ذلك اللوح مكتوبا‪ ،‬قال جابر‪ :‬أشهد بال أن لا دخلت على أمك فاطمة ف حيوة رسول ال‬
‫صلى ال عليه و آله أهنيها بولدة السن فرأيت ف يدها لوحا أخضر ظننت أنه من الزمرد و رأيت فيه كتابا‬
‫ت و أمي يا ابنة رسول ال ما هذا اللوح ؟ فقالت‪ :‬هذا وال لوح‬
‫أبيضا شبيها بنور الشمس فقلت لا‪ :‬بأب أن ِ‬
‫أهداه ال جل جلله إل رسوله صلى ال عليه و آله فيه اسم أب وَبعْلي و اسم ابنّ و اسم الوصياء من ولدي‬
‫فأعطانيه أب ليسرن بذلك‪ ،‬قال جابر‪ :‬فأعطَتْنيه أمكَ فاطمةُ عليها السلم فقرأتُهُ و انتسخُتهُ [‪ ،]5‬فقال أب‪ :‬يا‬
‫جابر هل لك أن تعرضه علي ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فمشى معه أب عليه السلم حت انتهى إل منل جابر‪ ،‬فأخرج إل‬
‫أب صحيفة من رق فقال يا جابر‪ :‬انظر ف كتابك لقرأه أنا عليك فنظر جابر ف نسخته فقرأه عليه أب عليه‬
‫السلم فوال ما خالف حرف حرفا‪ ،‬قال جابر‪ :‬أشهد بال إن هكذا رأيته ف اللوح مكتوبا‪:‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬هذا الكتاب من ال العزيز الكيم لحمد نوره و سفيه و حجابه و دليله‪ ،‬نزل‬
‫به الروح المي من عند رب العالي‪ ،‬عظّم يا ممد أسائي و اشكر نعمائي و ل تحد آلئي‪ ،‬إن أنا ال ل إله‬
‫إل أنا قا صم البارين و مذل الظالي و مبي الستكبين و ديّان يوم الدين‪ ،‬إن أنا ال ل إله إل أنا فمن رجا‬
‫غي فضلي أو خاف غي عدل عذبته عذابا ل أعذبه أحدا من العالي فإياي فاعبد و عليّ فتوكل‪ ،‬إن ل أبعث‬
‫نب يا و أكملت أيا مه وانق ضت مد ته إل جعلت له و صيا و إ ن فضل تك على العال ي و فضلت و صيك على‬
‫الو صياء و أكرم تك بشبل يك ال سن و ال سي و جعلت ح سنا معدن عل مي ب عد انقضاء مدة أب يه و جعلت‬
‫حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة‪،‬‬
‫جعلت كلمت التامة معه و الجة البالغة عنده بعترته أثيب و أعاقب أولم سيد العابدين و زين الولياء الاضي‬
‫و ابنه سِيّ جده الحمود ممد الباقر لعلمي والعدن لكمت سيهلك الرتابون ف جعفر الراد عليه كالراد عليّ‬
‫حقّ القول من لكرمنّ مثوى جعفر و لسرنّه ف أوليائه و أشياعه و أنصاره‪ ،‬و انتخبتُ بعده موسى وانتخب تُ‬
‫بعده فتاه لن حفظه فرض ل ينقطع و حجت ل تفى و إن أوليائي ل ينقطعوا أبدا أل فمن جحد واحدا منهم‬
‫فقد جحد نعمت و من غيّر آية من الكتاب (هكذا!) فقد افترى عليّ و ويل للمفترين الاحدين عند انقضاء‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫مدة عبدي موسى و حبيب و خيت إن الكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي و عليّ وليي وناصري و من أضع‬
‫عليه أعباء النبوّة و أمنحه بالضطلع يقتله عفريت مستكب يدفن بالدينة الت بناها العبد الصال ذو القرني‬
‫إل جنب شر خلقي حقّ القول من لقرنّ عينه بحمد ابنه و خليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمت‬
‫و موضع سري و حجت على خلقي وجعلت النة مثواه وشفّعته ف سبعي من أهل بيته كلهم قد استحقوا‬
‫النار وأختم بالسعادة لبنه علي وليي و ناصري و الشاهد ف خلقي و أمين على وحيي أخرج منه الداعي إل‬
‫سبيلي و الازن لعلمي السن ث أكمل ذلك بابنه رحة للعالي عليه كمال موسى و باء عيسى و صب أيوب‬
‫سُيذَ ّل أوليائي ف زما نه و يتهادون رؤ سهم ك ما تادي رؤس الترك و الديلم ف ـيُقتلون و يُحرقون و يكونون‬
‫خائفي مرعوبي وجلي تُصبغ الرض من دمائهم و ينشأ الويل والرني ف نسائهم أولـئك حقا بم أدفع كل‬
‫فت نة عمياء حندس و ب م أك شف الزلزل و أر فع القيود و الغلل أولئك علي هم صلوات من رب م و رح ة‬
‫وأولئك هم الهتدون‪ ،‬قال ع بد الرح ن بن سال قال أ بو ب صي لو ل ت سمع ف دهرك إل هذا الد يث لكفاك‬
‫فصُنْه إل عن أهله ! ][‪.]6‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الديث الطويل ل يقل بطلنا و تافتا عن سابقه سواء من ناحية السند أو الت‪ .‬أما من ناحية‬
‫السند‪ :‬فـلن نبحث برجاله العاصرين أو القريبي من العصوم رغم أن أغلبهم ضعاف‪ :‬فبكر بن صال‪ ،‬قد ضعفه‬
‫النجاشي ف رجاله (ص ‪ )84‬و ذكره ابن داود ف القسم الثان من كتابه الخصص للضعفاء (ص ‪ )432‬و قال‪[ :‬‬
‫بكر بن صال ضعيف جدا ] وكذلك أورده العلمة اللي ف القسم الثان من خلصته الخصص للضعفاء ( ص‬
‫‪ )207‬و وا فق قول ا بن الغضائري ف يه‪ [ :‬ب كر بن صال ضع يف و كث ي التفرد بغرائب!]‪ .‬وكذلك قال ع نه‬
‫المقام ن ف تنق يح القال ( ج ‪/1‬ص ‪ [ :)178‬ضع فه جا عة و قال ع نه ا بن الغضائري ضع يف و كث ي التفرد‬
‫بغرائب ]‪.‬‬
‫و كذلك عبد الرحن بن سال قال عنه العلمة اللي ف خلصته (ص ‪ [ :)229‬عبد الرحن بن سال بن‬
‫عبد الرحن الشل كوف مول روى عن أب بصي ضعيف]‪ ،‬و اعتبه التفرشي ف نقد الرجال (ص ‪ )185‬ضعيفا‬
‫واعتـب أباه ثقـة‪ ،‬و خلص المقانـ فـ تنقيـح القال ( ج ‪/2‬ص ‪ )143‬إل القول عنـه [ على كلّ ضعيـف‬
‫أو مهول ]‪.‬‬
‫و لكن رغم ضعف هذين الرجلي إل أنما لو كانا حقيقة راويا الديث لقبلناه و اعتبناه صحيحا بل من‬
‫العجزات و الوارق لن ما‪ ،‬مع كون ما معا صرين للمام ال صادق أو المام الكا ظم‪ ،‬إذا رو يا حدي ثا تُنُبّئَ ف يه بأن‬
‫المام بعـد حضرة الكاظـم سـيكون حضرة الرضـا و بعده حضرة الواد وهكذا حتـ آخـر إمام‪ ،‬فإن هذا الخبار‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫يكون إخبارا بأمر مغيب بالنسبة لما و لا وقع بالضبط كما أخبا فالديث معجزة ل بد أن يكون صادرا حقا عن‬
‫العصوم!‬
‫لذلك نن نقطع أن الديث ليس من وضعهما بل من وضع من بعدها‪ ،‬و وجود أشخاص مثل صال بن‬
‫أب حاد الذي كان يعيش ف القرن الجري الثالث‪ ،‬يكفي للقول بأنه إما هو الذي وضعه بتمامه أو أنه أخذ جزءا‬
‫منه و أكمله من عنده على هذا النحو! فلنر ما قاله علماء الرجال بشأن صال هذا‪:‬‬
‫‪1‬ـ نقل المقان ف تنقيح القال (ج ‪ /2‬ص ‪ )91‬عن النجاشي أن‪ [:‬أمره كان ملتبسا ُي ْعرَف و يُنكَر و ضعّفه‬
‫ا بن الغضائري و قال العل مة ( اللي ) ف الل صة‪ :‬العت مد عندي التو قف ف يه لتردد النجا شي و تضع يف‬
‫الغضائري ] وقوله يُعرَف ويُْنكَر أي أحيانا يروي روايات معروفة وأحيانا يتفرد برواية مناكي ل ُت ْعرَف‪.‬‬
‫‪2‬ـ و نقل التفرشي ف نقد الرجال (ص ‪ )296‬نفس الكلم عنه‪.‬‬
‫‪3‬ـ و اعتبه السترآبادي ف منهج القال (ص ‪ )180‬أحقاً!‬
‫فم ثل هذا الراوي الح ق الذي ضع فه كبار علماء الرجال و اع تبوه مشكو كا به ملت بس الال‪ ،‬ل يتورع‬
‫عن وضع هكذا حديث يشهد متنه بكل وضوح بأنه موضوع متلق‪.‬‬
‫و فيما يلي بيان دلئل الوضع ف متنه‪:‬‬
‫‪ )1‬بتأ مل ألفاظ الد يث و ن سقه نل حظ أ نه ي عل المام ال صادق عل يه ال سلم يرو يه روا ية من ح ضر الواق عة‬
‫بنفسه‪ ،‬حيث يقول‪ :‬قال أب لابر و ل يقول سعت أب أو عن فلن‪..‬و ف كل الديث يتحدث الصادق حديث‬
‫من هو حاضر ف الواقعة كقوله ف آخر الديث‪ [ :‬فمشى معه أب عليه السلم حت انتهى إل منل جابر فأخرج‬
‫إل أب صحيفة ]‘‪ ....‬إل قوله‪ [ :‬فو ال ما خالف حرف حرفا ] فلهجة الق سم تقتضي أن الق سِم كان حاضرا‬
‫بنف سه و مشاهدا ل ا حدث‪ .‬ل كن حضور ال صادق عل يه ال سلم ف م ثل هذه الواق عة أ مر م ستحيل تاري يا إذ أن‬
‫ولد ته عل يه ال سلم حد ثت‪ ،‬ح سب التوار يخ الع تبة‪ ،‬سنة ‪ 83‬ه ـ‪ ،‬و تقدم أن وفاة جابر كا نت‪ ،‬طب قا ل كل‬
‫التواريخ‪ ،‬تتراوح بي ‪ 73‬و ‪ 77‬هـ‪ ،‬ما يعن أن الصادق عليه السلم ل يدرك جابرا أبدا فالديث كاذب قطعا‪.‬‬
‫‪ )2‬جاء ف آخر الديث أن المام الباقر عليه السلم قال لابر‪ [ :‬انظر ف كتابك لقرأه قال‪ :‬فنظر جابر ف‬
‫ن سخته‪ ،] ..‬هذا مع أ نه بشهادة ج يع الؤرخ ي وك تب ترا جم ال صحابة أن جابرا كف ب صره ف أوا خر عمره‬
‫و بالتحديد ف السنة ‪ 60‬أو ‪ 61‬هـ[‪ ]7‬فكيف استطاع أن ينظر ف الصحيفة و يقرأ منها ؟!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )3‬ف بدا ية الكتوب ف اللوح جاء [ كتا بٌ من ال لحمدٍ نوره و سفيه وحجا به و دليله‪ ،‬نزل به الروح‬
‫المي‪ ]..‬و الواقع أنه ل يوجد ف أي آية أو حديث صحيح وصف للنب بثل هذه الوصاف خاصة بأنه سفي ال‬
‫أو حجاب ال بل هذه من اللفاظ الستحدثة الت أطلقت فيما بعد على رسول ال (صلى العليه وآله وسلم) ل سيما‬
‫ف أوساط الصوفية و أهل العرفان‪.‬‬
‫‪ )4‬عبارة [ فمن رجا غي فضلي و خاف غي عدل عذبته عذابا ل أعذبه أحدا من العالي! ] عبارة من البعيد‬
‫جدا أن تكون من كلم ال ع ّز و جلّ العدل الرح يم و ال بي بعباده الح يط بأحوال م‪ ،‬فم ثل الوع يد بالتعذ يب‬
‫بعذاب ل يعذ به أحدا من العال ي إن ا يكون لرت كب ك فر مبي و إ ث فا حش فظ يع ف يه ت د ليات ال الواض حة‬
‫( كالوعيد الذي هدد الُ تعال به الذين طلبوا الائدة من أصحاب عيسى إذا كفروا بعد إنزالا)‪ ،‬و ل يكون على‬
‫أمر هو من الضعف البشري الذي يعتري كل إنسان‪ ،‬فكم من راج غي فضل ال و كم من خائف غي عدله بل‬
‫ي ب القول أن العدل ي ب أل يُخاف م نه سواء عدل العباد أم عدل رب العباد‪ ،‬بل الوف من عدل ال ك فر‪،‬‬
‫فجملة‪ :‬أو خاف غ ي عدل‪ ،‬جلة ل مع ن ل ا و يبدو أن الذي ل فق الد يث ل ي كن ينت به ل ا يقوله‪ ،‬ث أي مؤ من‬
‫أو حت نب ل يف من غي عدل ال ؟! أل يقل ال تعال عن موسى عليه السلم‪ {:‬قال رب إن قتلت منهم نفسا‬
‫فأخاف أن يقتلون } القصـص ‪ ،33/‬و فـ اليـة ‪ 18‬مـن نفـس السـورة قال عنـه‪ {:‬فأصـبح فـ الدينـة خائفـا‬
‫يتر قب! } و قال عن زكر يا عل يه ال سلم‪ { :‬و إ ن خ فت الوال من ورائي وكا نت امرأ ت عاقرا } مر ي ‪، 5/‬‬
‫و قال عن إبراهيم عليه السلم لا جاءه الضيوف اللئكة‪ { :‬فلما رأى أيديهم ل تصل إليه نكرهم وأوجس منهم‬
‫خيفة } هود‪ ،70/‬و قال عن سيد الرسل و أكرم اللق معاتبا‪{ :‬و تشى الناس و ال أحق أن تشاه} الحزاب‬
‫‪...37 /‬إل فما تلك العبارات الوفاء إذن الت لفقها واضع الديث على لسان ال عز وجل ؟؟‬
‫‪ )5‬جلة [و مّ نْ غيّ ر آ ية من الكتا ب] بالضا فة لطئ ها النحوي إذ الضاف ل ُي َعرّف‪ ،‬فإن ا جلة ف غ ي مل ها‬
‫و ل معن لا‪ ،‬ذلك أنه ما دام الكتاب أمرا سريا خاصا بي ال و الرسول و أهل بيته فعلم التحذير و التهديد حول‬
‫تغيي آية منه وهل من المكن أو التوقع أن يغيه الرسول أو أهل بيته ؟؟؟‬
‫‪ )6‬و العجيب أنه يقول عن المام التقي [و يشفّعه ف سبعي من أهل بيته] فقط! و هذا خلف لعقائد المامية‬
‫الذين يرون أن الئمة يشفعون لشيعتهم‪ ،‬ولذلك يعتب قلة لطف ف حق المام ل امتنانا عليه!‬
‫‪ )7‬أشار ف آ خر الد يث إل ش يء م ا سيحصل من العلمات لدى ع هد المام الثا ن ع شر فقال‪ [ :‬ستذل‬
‫أوليائي ف زما نه و يتهادون ك ما تادى رؤوس الترك و الديلم فيقتلون و يرقون و يكونون خائف ي مرعوب ي‬
‫وجل ي ت صبغ الرض من دمائ هم‪ .]..‬فنقول‪ :‬أولا‪ :‬ما مع ن هذا الكلم ف ز من الذي من الفترض أ نه سيمل‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫الرض عدل بعد أن ملئت ظلما وجورا ؟ و ثانيا‪ :‬أين و مت حدث هذا و مت أهديت رؤوس أولياء الئمة و لن‬
‫أهديت؟ وأين قتلوا و أحرقوا‪..‬؟ و ثالثا‪ :‬من الطريف أن فاطمة الزهراء عليها السلم تقول عن اللوح‪ [ :‬أعطانيه‬
‫أب ليسرن بذلك! ] فكيف تسر فاطمة بثل هذه الخبار السوداء ؟؟‬
‫‪ )8‬و ف آخر الديث أن أبا بصي قال لعبد الرحن بن سال‪ [ :‬لو ل تسمع ف دهرك إل هذا الديث لكفاك‬
‫فصنه إل عن أهله!! ] فكيف يكون مثل هذاالديث الذي ليس فيه إل ذكر أساء فقط مغنيا عن ساع أي حديث‬
‫آ خر؟ هذا من ج هة و من ج هة أخرى لاذا يأ مر بإخفاء هذا الد يث و عدم البوح به إل لمثال ع بد الرح ن بن‬
‫سال الضع يف الجروح لدى علماء الرجال و ب كر بن صال الذي ق يل ع نه ضع يف جدا و صال بن حاد الت هم‬
‫بالمق!!‬

‫الديث الثالث‪ :‬و أخرج الشيخ الصدوق هذا الديث أيضا بألفاظ أخرى ف " عيون أخبار الرضا " و "‬
‫إكمال الد ين " فقال‪ [ :‬حدث نا أ بو م مد ال سن بن حزة العلوي قال حدث نا أ بو جع فر م مد بن ال سي بن‬
‫درست السروي عن جعفر بن ممد بن مالك قال حدثناممد بن عمران الكوف عن عبد الرحن بن نران عن‬
‫صفوان بن يي عن اسحق بن عمار عن أب عبد ال الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬يا اسحق! أل أبشرك ؟‬
‫قلت‪ :‬بلى جعلت فداك‪ ،‬فقال‪ :‬وجد نا صحيفة بإملء ر سول ال و ب ط أم ي الؤمن ي في ها ب سم ال الرح ن‬
‫الرحيم هذا كتاب من ال العزيز الكيم‪ ،‬و ذكر الديث مثله سواء إل أنه قال ف آخره‪ :‬ث قال الصادق عليه‬
‫] [ ‪]8‬‬ ‫السلم ‪ :‬يا اسحق! هذا دين اللئكة والرسل فصنه عن غي أهله يصنك ال و يصلح بالك!‬
‫قلت‪ :‬ف سند الديث يواجهنا اسم "جعفر بن ممد بن مالك" وهو رجل كذاب فا سد الذهب متروك‬
‫الرواية عند علماء الرجال‪ ،‬و إليك أقوالم فيه‪:‬‬
‫‪ )1‬قال النجاشي ف رجاله (ص ‪ [: ]9[ )225‬جعفر بن ممد بن مالك بن عيسى‪ ..‬كوف‪..‬كان ضعيفا ف‬
‫الديث‪(.‬قال) أحد بن السي[‪ :]10‬كان يضع الديث وضعا ويروي عن الجاهيل و سعت من قال‪ :‬كان‬
‫أيضا فاسد الذهب و الرواية‪ ،‬و ل أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو على بن هام و شيخنا الليل‬
‫الثقة أبو غالب الزّراري ]‪.‬‬
‫‪ )2‬و أورده ابـن داود فـ رجاله (ص ‪ )434‬فـ عداد الجهوليـ والجروحيـ و كرر عبارة ابـن الغضائري‬
‫و النجاشي بقه‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )3‬و قال عنـه الردبيلي فـ جامـع الرواة (ج ‪/1‬ص ‪ )160‬نقل عـن اللصـة للعلمـة اللي‪ [:‬قال ابـن‬
‫الغضائري‪:‬إنه كان كذابا متروك الديث جلة و كان ف مذهبه ارتفاع و روى عن الضعفاء و الجاهيل و كل‬
‫عيوب الضعفاء متمعة فيه]‬
‫‪ )4‬و يوافق العلمة اللي ف اللصة (ص ‪ )120‬على ما قيل ف الرجل ويعقب على أقوالم بقوله‪ [ :‬فعندي ف‬
‫حديثه توقف و ل أعمل بروايته! ]‬
‫فهذا الديث من تف هذا الكذاب الوضاع الت قدمها للمامية الثن عشرية! ث إن هذا الرجل الفتضح‬
‫الكذب ينطبق عليه الثل القائل أن حبل الكذب قصي‪ ،‬فعلى الرغم من أنه ذكر ف سنده إل العصوم أساء رواة‬
‫جيدين مثل عبد الرحن أب نران و صفوان بن يي إل أنه أوصل السند بعدها إل اسحق بن عمار‪ ،‬و هو‪ ،‬كما‬
‫نص عل يه الش يخ الطو سي ف الفهر ست و ا بن شهرآشوب ف معال العلماء و العل مة اللي ف الل صة‪ ،‬ر جل‬
‫فطحي الذهب‪ ،‬ناسيا أنه سيكون من الغريب جدا أن يكون اسحق بن عمار قد سع فعل هذا الديث الطويل من‬
‫المام الصادق عليه السلم الذي أكرمه به و أخبه فيه ليس فقط عن إمامة المام موسى الكاظم بل عرفه بكل‬
‫الئمة بعده‪ ،‬و مع ذلك بقي فطحي الذهب أي غي عارف لمامة المام الكاظم بل معتقدا بإمامة عبد ال الفطح‬
‫[‪ !!]11‬ك يف ي كن لر جل سع م ثل هذا الد يث الطو يل الل يء بالوع يد و التهد يد و كأ نه صادر عن جبار‬
‫متغطرس ل عن ال الرحن الرحيم حيث وصل ف تديده إل القول بأن من أنكر إمامة واحد من الئمة فكأنه أنكر‬
‫جيع نعم ال‪ ،‬سعه و رواه للخرين و مع كل ذلك يبقى فطحي الذهب ؟؟!! أجل إن ال تعال يريد أن يفضح‬
‫كذب الكاذب ي الذ ين يريدون إضلل الناس فيضل هم ال و صدق سبحانه‪ { :‬ان ظر ك يف كذبوا على أنف سهم‬
‫و ضل عنهم ما كانوا يفترون } النعام ‪ .29/‬و العجيب أيضا أن دعاء المام الصادق له فيآخر الديث "يصنك‬
‫ال وي صلح بالك" ل ي ستجب ‪ ،‬و مات الر جل فطح يا!! ك يف ي كن ت صديق أن يروي أ حد أ صحاب المام‬
‫الصادق عليه السلم القربي عنه مثل هذا الديث ث مع ذلك ل يعرف من هو المام بعد المام الصادق ؟؟!!‬

‫الديث الرابع‪ :‬أخرج الصدوق أيضا حديثا آخر عن جابر و رؤيته للوح بسند فيه نفس جعفر بن ممد بن‬
‫مالك سيء الذكر الذي عرفت هويته آنفا فقال‪ [ :‬حدثنا علي بن السي بن شاذويه الؤدب و أحد بن هرون‬
‫القاضي رضي ال عنه قال حدثنا ممد بن عبد ال بن جعفر الميي عن أبيه جعفر بن ممد بن مالك الفزاري‬
‫الكوف عن مالك السلول عن عبد المي دعن عبد ال بن القاسم بن عبد ال بن جبله عن أب السفايح عن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫جابر العفي عن أب جعفر ممد الباقر عليه السلم‪ :‬عن جابر بن عبد ال النصاري قال‪ :‬دخلت على مولت‬
‫فاطمة عليها السلم و قدامها لوح يكاد ضوؤه يغشى البصار فيه اثن عشر اسا ثلثة ف ظاهره و ثلثة ف‬
‫باطنه و ثلثة أساء ف آخره و ثلثة أساء ف طرفه فعددتا فإذا هي اثن عشر فقلت من أساء هؤلء ؟ قالت‪:‬‬
‫هذه أساء الوصياء‪.]1[] ...‬‬
‫قلت‪ :‬وجود جعفر بن ممد بن مالك‪ :‬الكذاب الوضاع التروك الديث الفاسد الذهب‪( ..‬كما مر) يغنينا‬
‫عن البحث الزائد ف الديث‪ ،‬يضاف إليه وجود عبد ال بن القاسم‪ ،‬و هو اسم لعدة رواة‪ ،‬فإذا كان الضرمي‬
‫منهم فقد تقدم أنه كذاب غال يروي عن الغلة ‪ ،]2‬و أما الراويان قبلهما أي "مالك السلول" و "عبد الميد"‬
‫فمجهولن ل ذكر لما ف كتب الرجال‪ .‬و مع ذلك نقول أن مت الديث يفيد أن أساء الئمة ف اللوح ليست‬
‫مرت بة‪ ،‬و هذا مالف للروايات ال سابقة ال ت تذكر هم مر تبي مع ش يء من صفاتم‪ ،‬فأ ين ال صواب؟! أل يدل هذا‬
‫الضطراب الفاضح ف القصة على أنا متلقة من أساسها ؟ والقيقة أن كل ما ورد ف كتب الديث من روايات‬
‫حول موضوع اللوح ورؤ ية جابر بن ع بد ال له‪ ،‬وضع ها من ح يث رجال ال سند و من ح يث ال ت كو ضع هذه‬
‫الرويات الربعة الت ناقشناها إل الن‪.‬‬
‫الد يث الا مس‪ :‬من الحاد يث الخرى ال ت أخرج ها الش يخ ال صدوق ف كتاب يه إكمال الد ين و عيون‬
‫أخبار الرضا و الت ذُكرت فيها أساء الئمة الثن عشر بصراحة‪ ،‬الديث التال‪ [ :‬حدثنا ممد بن إبراهيم بن‬
‫إسحق قال حدثنا ممد بن هام قال حدثنا أحد بن مابندار قال حدثنا أحد بن هلل عن ممد بن أب عمي عن‬
‫الفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن ممد عن أبيه عن آبائه عن أمي الؤمني عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال‪ :‬لا أسري ب إل السماء أوحَى إلّ ربّي جلّ جلله فقال‪ :‬يا ممد! إن اطلعت إل الرض اطلعةً فاخترتك‬
‫منها فجعلتك نبيا و شققت لك من اسي اسا فأنا الحمود و أنت ممد‪ ،‬ث اطلعت الثانية فاخترت منها عليا‬
‫و جعلته وصيك وخليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك شققت له اسا من أسائي فأنا العلي العلى و هو علي‪،‬‬
‫و خلقت فاطمة والسن و السي من نوركما‪ ،‬ث عرضت وليتهم على اللئكة فمن قبلها كان عندي من‬
‫القربي‪ .‬يا ممد لو أن عبدا عبدن حت ينقطع و يصي كالشن البال ث أتان جاحدا لوليتهم فما أسكنه جنت‬
‫و ل أظله ت ت عر شي‪ ،‬يا م مد ت ب أن ترا هم ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬فقال عز و جل‪ :‬ار فع رأ سك‪ .‬فرف عت رأ سي‬
‫و إذا أنا بأنوار علي و فاطمة والسن و السي و علي بن السي و ممد بن علي وجعفر بن ممد وموسى‬
‫بن جع فر و علي بن مو سى و م مد بن علي و علي بن م مد و ال سن بن علي وم مد بن ال سن القائم ف‬
‫و سطهم كأ نه كو كب دري‪ .‬قلت‪ :‬يا رب! و من هؤلء ؟ قال‪ :‬هؤلء الئ مة و هذا القائم الذي يلّل حلل‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و يرّم حرامـي و بـه أنتقـم مـن أعدائي و هـو راحـة أوليائي و هـو الذي يشفـي قلوب شيعتـك مـن الظاليـ‬
‫و الاحدين و الكافرين فيخرج اللت و ال ُعزّى طريي فيحرقهما ولفتنة الناس يومئذ بما أشد من فتنة العجل‬
‫[ ‪]3‬‬ ‫و السامري ]‬
‫قلت‪ :‬هذا الد يث الوا ضح الختلق روي عن ر جل مطعون به وملعون من ق بل كبار علماء الشي عة‬
‫و هو أحد بن هلل الولود سنة ‪ 180‬هـ و التوف سنة ‪ 267‬هـ و فيما يلي قول علماء الرجال فيه‪:‬‬
‫‪ )1‬قال الشيخ الطوسي ف الفهرست‪ [ :‬أحد بن هلل مات سنة ‪276‬هـ كان غاليا متهما ]‬
‫‪ )2‬و قال عنه ف كتابه التهذيب أيضا‪ [ :‬أحد بن هلل مشهور باللعنة و الغلوّ]‬
‫‪ )3‬و قال عنه أيضا ف رجاله‪ [ :‬أحد بن هلل بغدادي غال ]‪ .‬و أحد بن هلل هذا الذي روى الديث ُلعِ نَ‬
‫من ق ـبَل المام الثا ن ع شر‪ ،‬ك ما ر جع عن قوله بالما مة‪ ،‬و هذا من العج يب الذي ل يع قل أن يروي ش خص‬
‫حديثا مثل هذا فيه النص على الئمة الثن عشر بأمر ال ث هو نفسه ل يعتقد بإمامتهم أل يدل هذا بد ذاته على‬
‫أنه كان يعرف نفسه أنه يكذب ؟؟‬
‫قال الشيخ الطوسي ف كتابه "الغيبة" أنه لا ادعى "ممد بن عثمان" (أحد الوكلء الربعة) النيابة لمام‬
‫الزمان (ف غيبته الصغرى) بعد وفاة أبيه عثمان بن سعيد‪ ،‬أنكر أحد بن هلل ذلك و قال‪[ :‬ل أسعه ينص عليه‬
‫بالوكالة] فقيل له إذا ل تسمع أنت فقد سع غيك‪ ،‬فقال‪ :‬فأنتم و ما سعتم! و توقف على المام ممد التقي و ل‬
‫يقل بإمامة من بعده لذا لعنوه وتبؤوا منه‪ ،‬ث خرج توقيع من الناحية القدسة بواسطة السي بن روح بأن المام‬
‫لعنه!‪ .‬يقول الشيخ الطوسي أن هذا دليل على أنه رجع عن القول بالئمة الثن عشر و وقف على حضرة المام‬
‫التقي‪ ،‬و ليس هذا فقط‪ ،‬بل يدل ما أورده الصدوق ف نفس كتابه إكمال الدين على نصبه حيث روى فقال‪[ :‬‬
‫سعت سعد بن عبد ال يقول‪ :‬ما سعنا و ل رأينا متشيعا يرجع من الشيعة إل النصب إل أحد بن هلل! ]‪.‬‬
‫و الن لنلق نظرة على مت الديث‪:‬‬
‫يذكر الديث أنه لا أسري به (صلى العليه وآله ) إل السماء كان أول ما أوحى إليه ربه أن قال‪ :‬إن اطلعت‬
‫إل الرض اطلعة! هذا مع أن ال تعال بكل شيء ميط و مثل هذا التعبي ل يكن صدوره عنه تعال‪ ،‬ث يقول‬
‫و شققت لك من اسي اسا فأنا الحمود و أنت ممد‪ ،‬هذا مع أنه ل يوجد ف القرآن و ل ف أي حديث نبوي أن‬
‫من أسـاء ال تعال‪" :‬ممود"! هذا ث ل مال للمتنان على الر سول بت سميته ممدا و أ نه اش تق اسـه مـن اسـه‪،‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫فتوار يخ العرب قبل السلم تذكر العشرات من كان ا سهم ممدا قبل الرسول ( صلى العليه وآله ) و نفس الشيء‬
‫بالنسبة لسم علي عليه السلم‪.‬‬
‫و أظهر علمات الوضع ف الديث ما جاء ف آخره من أن من علمات القائم أنه سيخرج اللت و العزّى‬
‫طريي فيحرقهما! و هو إشارة لا ورد ف حديث مكذوب موضوع آخر الذي يقول أن حضرة القائم سيخرج أبا‬
‫ب كر وع مر (ر ضي ال عنه ما) من قبيه ما و يرقه ما [‪ !! ]4‬و يبدو أن ال ع مل بالتق ية ه نا و ا ستعار ت عبي‬
‫ـ عن ذي نك الليفتيـ!! أ جل بأحاد يث في ها مثـل هذه الُترّهات و الذيان ي ستمسك‬ ‫اللت و العزّى ليوري بم ا‬
‫القائلون بالنص بالسم على الئمة الثن عشر (عليهم السلم)!‬
‫الد يث ال سادس‪ :‬من الحاد يث الخرى ال ت تذ كر نص الر سول ( صلى العليه وآله ) ال صريح على أ ساء‬
‫الئ مة الث ن ع شر (علي هم ال سلم) ما أخر جه ال صدوق أي ضا ف إكمال النع مة و نقله الجل سي كذلك ف بار‬
‫النوار (ج ‪/2‬ص ‪ 158‬من طبعة تبيز) و الر العاملي ف كتابه إثبات الداة (ج ‪/2‬ص ‪ )372‬فقال‪ [ :‬حدثنا غي‬
‫واحد من أصحابنا قالوا حدثنا ممد بن هام عن جعفر بن ممد بن مالك الفزاري قال حدثنا السن بن ممد‬
‫بن ساعة عن أحد بن الرث قال حدثن الفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد العفي قال‬
‫سعت جابر بن عبد ال النصاري يقول‪ :‬لا أنزل ال عز و جل على نبيه ممد (صلى العليه وآله )‪ :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول و أول المر منكم‪ ،‬قلت يا رسول ال! عرفنا ال و رسوله فمن أولو المر‬
‫الذ ين قرن ال طاعت هم بطاع تك ؟ فقال عل يه ال صلة وال سلم‪ :‬خلفائي يا جابر و أئ مة ال سلمي بعدي أول م‬
‫علي بـن أبـ طالب ثـ السـن و السـي ثـ علي بـن السـي ثـ ممـد بـن علي العروف فـ التوراة بالباقـر‬
‫و ستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه من السلم ث الصادق جعفر بن ممد ث موسى بن جعفر ث علي بن موسى‬
‫ث ممد بن علي ث علي بن ممد ث السن بن علي ث سيي و كنيي حجة ال ف أرضه و بقيته ف عباده ابن‬
‫السـن بـن علي ذلك الذي يفتـح ال تعال ذكره على يديـه مشارق الرض و مغارباـ ذلك الذي يغيـب عـن‬
‫شيع ته وأوليائه له غي بة ل يث بت في ها على القول بإمام ته إل من امت حن ال قل به لليان‪ ،‬قال جابر‪ :‬فقلت يا‬
‫ر سول ال! ف هل ي قع لشيع ته النتفاع به ف غيب ته ؟ فقال ( صلى العل يه وآله )‪ :‬أي و الذي بعث ن بالنبوة إن م‬
‫لي ستضيئون بنوره و ينتفعون بولي ته ف غيب ته كانتفاع الناس بالش مس و إن تلل ها سحاب‪ ،‬يا جابر هذا من‬
‫مكنون سر ال و مزون علم ال فاكتمه إل عن أهله‪].‬‬
‫ث يذكر عقب هذاالديث قصة ملقاة حضرة الباقر لابر‪ .‬و فيما يلي دراسة لسند الديث و بعدها دراسة‬
‫لتنه‪:‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪ )1‬أول راو ف سلسلة السند‪" :‬ممد بن هام"‪ ،‬جاء ذمه ف قاموس الرجال (ج ‪/8‬ص ‪ )428‬بأنه ((كان أحد‬
‫بن السي يضع الديث‪ ،‬و ممد بن هام يروي عنه!)) أي أنه كان مروجا للموضوعات!‬
‫‪ )2‬الراوي الثان ف سلسلة السند‪ :‬جعفر بن ممد بن مالك الذي مر معنا شدة طعن الرجاليي فيه حت قالوا‬
‫عنه أنه كان كذابا وضاعا متروك الديث غاليا فاسد الذهب ف مذهبه ارتفاع و كل عيوب الضعفاء فيه‪ ،‬و على‬
‫قول الشاعر‪ :‬ما تفرق من الحاسن ف غيك اجتمع فيك!! (راجع ترجته ذيل الديث رقم ‪.)3‬‬
‫واقف يا[‪]5‬‬ ‫‪ )3‬و الراوي الثالث‪ :‬ال سن بن م مد بن ساعة‪ :‬ذكره الش يخ الطو سي ف الرجال و قال أ نه كان‬
‫و أ نه تو ف سنة ‪ 263‬ه ـ أي ب عد ثلث سنوات من وفاة حضرة ال سن الع سكري‪ ،‬كذلك نص ف الفهر ست‬
‫على أ نه كان واق في الذ هب‪ ،‬بل إن النجا شي قال ع نه ف رجاله أ نه‪ [ :‬من شيوخ الواق فة‪ ...‬و كان يعا ند ف‬
‫الوقف و يتعصب! ]‪ ،‬ث يذكر النجاشي رواية تؤكد واقفية السن بن ساعة فيوي بسنده عن‪ [ :‬أحد بن يي‬
‫الودي قال‪ :‬دخلت م سجد الامع ل صلي الظ هر فل ما صليت رأ يت حرب بن ال سن الطحان و جا عة من‬
‫أصحابنا جلوسا فملت إليهم و سلمت عليهم و جلست و كان فيهم السن بن ساعة فذكروا أمر السن بن‬
‫علي عليه السلم و ما جرى عليه ث من بعد زيد بن علي و ما جرى عليه‪ ،‬و مضى رجل غريب ل نعرفه فقال‬
‫يا قوم‪ :‬عندنا رجل علوي بسر من رأى من أهل الدينة ما هو إل ساحر أو كاهن!‪ ،‬فقال له ابن ساعة‪ :‬بن‬
‫يُعرَف ؟ قال‪ :‬علي بن ممد بن الرضا‪ ،].‬ث يذكر الرجل الغريب كرامة باهرة صدرت عن المام الشار إليه أي‬
‫علي النقي بسر من رأى ( أي سامراء الالية ) فينكرها السن بن ممد بن ساعة لعناده على حدقول الراوي‬
‫لمامة علي النقي! [‪ ]6‬فهل من المكن لثل هذا أن ينقل عن جابر مثل هذا الديث ( الذي فيه النص على الئمة‬
‫الث ن ع شر بأ سائهم و أن م أولو ال مر الذ ين فرض ال طاعت هم )‪ ،‬مع أ نه كان و ب قي من التع صبي ف عقيد ته‬
‫بتوقف المامة عند موسى الكاظم عليه السلم ؟!‬
‫و قد جاء سند الديث متلفا ف نسخة إكمال الدين للصدوق حيث ذكر‪ :‬السن بن ممد بن الرث عن‬
‫ساعة ؛ و على فرض أن هذا ال سند هو ال صح‪ ،‬فإن ن فس الشكال باق لن ساعة هذا‪ ،‬الذي هو ساعة بن‬
‫مهران‪ ،‬كان واقف يا أي ضا! و ي ستحيل أن يكون الش خص‪ ،‬الذي عنده م ثل هذه الروا ية عن ال صادقي‪ ،‬واقف يا!‬
‫و عليه فمن اليقين أن جعفر بن ممد بن مالك الذي وضع الديث ينطبق عليه الثل القائل‪ :‬حبل الكذب قصي‪،‬‬
‫حيث نسي فذكر ف سند حديثه مثل هؤلء الرواة‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أما مت الديث‪ :‬فأولا‪ :‬من الستبعـد أن يكون جابر بن يزيد العفي قد أدرك جابر بن عبد ال النصاري‬
‫ف سن التمييز‪ ،‬حيث‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬كانت وفاة جابر بن عبد ال سنة ‪ 74‬هـ‪ ،‬أي قبل ستي عاما من وفاة جابر بن‬
‫يزيد‪.‬‬
‫و ثانيا‪ :‬ف آخر الديث نلحظ أنه ت تاشي ذكر المام القائم باسه‪ ،‬ل ندري لعل ذكره باسه كان حراما‬
‫أيضا على رسول ال (صلى العليه وآله )!! ث ذكر أن ال تعال يفتح على يدي القائم مشارق الرض و مغاربا وأنه‬
‫يغ يب غيبة‪..‬إل‪ ،‬و إذا ل ي كن القارئ للحديث مطل عا على عقيدة الشيعة المامية‪ ،‬فإنه يتبادر لذهنه من ظاهر‬
‫هذا الديث أن الفتح يكون أول ث الغيبة بعده! و ل ندري أنقول أن رسول ال(صلى العليه وآله ) الذي هو أفصح‬
‫من ن طق بالضاد‪ ،‬ل ي سن بيان القض ية!! (حاشاه من ذلك)‪ ،‬أو أن جع فر بن م مد بن مالك وا ضع الد يث ل‬
‫ينتبه جيدا أثناء تلفيقه ألفاظ الديث!؟‪.‬‬
‫وثال ثا‪ :‬جاء ف آ خر الد يث قول الر سول ( صلى العل يه وآله ) لابر‪ [ :‬يا جابر! هذا من مكنون سر ال‬
‫و مزون علمه فاكتمه إل عن أهله!! ]‪ ،‬والظاهر من هذا أن الديث ت ف خلوة خاصة بي الرسول(صلى العليه‬
‫وآله ) جابر! ونسأل‪ :‬مثل هذا الديث الذي هو بيان لية كرية هي خطاب إلي لميع السلمي على وجه الرض‬
‫بأن‪ { :‬أطيعوا ال و أطيعوا الر سول و أول ال مر من كم } فيعرف نا الر سول( صلى العل يه وآله ) بأول ال مر ح ت‬
‫نطيع هم و ل نع صهم فن عص ال تعال و ن ستحق عذاب النار خالد ين في ها طب قا لقوله سبحانه‪ { :‬و من ي عص ال‬
‫و رسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا } الن‪ ،23 /‬وحت ل نضل بطاعة غيهم من قد يكونوا من نانا‬
‫ال عن طاعتهم‪ ،‬كما قال سبحانه‪ { :‬و إن تطع أكثر من ف الرض يضلوك عن سبيل ال‪ }..‬النعام ‪ 116/‬؛‬
‫هل يصح أن يكون سرا و ُيبَلّ َغ ف خلوة لفرد أو أفراد ؟؟ أهكذا يكون إبلغ رسالت ال و دينه ؟ أم هكذا تقوم‬
‫حجة ال تعال على عباده ؟؟ أجل ل يكن لكذبة مرفي من أمثال جعفر بن ممد بن مالك أو أحد بن السي‬
‫إل أن يلفقوا مثل هذا النوع من الكاذيب و يترعوا للناس حججا إلية سرية مفية!! [‪]7‬‬

‫و رابعا‪ :‬من جلة ما جاء ف هذا الديث الوضوع‪ ،‬و ف أحاديث أخرى أيضا تب عن غيبة القائم‪ ،‬عبارة‪:‬‬
‫[ أي و الذي بعثنـ بالنبوة إنمـ ليسـتضيئون بنوره و ينتفعون فـ غيبتـه كانتفاع الناس بالشمـس و إن جللهـا‬
‫السحاب! ] والواقع أن هذا كلم ل يثبت إل بتلفيقات فلسفية عرفانية و هو تشبيه غي صحيح من عدة وجوه‪:‬‬
‫‪ )1‬الشمس رغم كونا خلف السحاب إل أن وجودها مسوس لكل إنسان وأثرها ظاهر ملموس بعكس المام القائم‪.‬‬

‫‪ )2‬الشمس ل تتفي وراء السحب إل مدة ضئيلة ث تظهر‪ ،‬لذلك يؤمن بوجودها الناس‪ ،‬أما لو غابت و استمر‬
‫غيابا مئات السني فلكثيين أن يتصوروا فناءها‪ ،‬ومثل هذا ل يقول به العتقدون بإمامة المام القائم‪ ،‬بشأنه‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪ )3‬الشمس إذا استترت وراء الجب ف بعض نقاط الرض فإنا تكون ظاهرة للمليي ف نقاط أخرى من‬
‫العمورة و هذا ل ينطبق على المام القائم‪.‬‬
‫‪ )4‬كل ش يء على الرض ينت فع من حرارة الش مس و نور ها‪ ،‬ل فرق ب ي أن تكون ظاهرة للعيان أم م ستترة‬
‫أحيانا وراء السحب‪ ،‬فالنباتات و اليوانات و البشر و البحار و التربة كلها تنتفع من الشمس‪ ،‬على الدوام‪ ،‬بنافع‬
‫ل تصى‪ ،‬و ليس هكذا أبدا بالنسبة للمام القائم‪ ،‬فل ينتفع الناس أثناء غيبته بأي من النافع الت ترتى من وجود‬
‫المام كإحياء معال الديــن و إماتــة البدع و إبطال الرافات والشبهات و هدايــة الناس و بيان أحكام الشرع‬
‫و تشكيل الكومة السلمية وترويج السلم و إقامة الهاد و تطبيق الدود و إقامة المعة و الماعات و دفع‬
‫شر الشرار و الن هي عن النكرات‪ ...‬فلي ست القض ية أن الناس مرومون من رؤي ته ف قط أ ما مناف عه فموجودة‬
‫( كالشمس أحيانا ) بل إنم مرومون من رؤيته و من منافعه أيضا‪ ،‬و ل فائدة منه ف حال غيبته إطلقا! هذا ما‬
‫يشهد به العقل والوجدان و يدل عليه النطق والبهان عند ذوي التجرد و النصاف‪.‬‬

‫الديث السابع‪ :‬حديث آخر أخرجه الشيخ الصدوق أيضا ف كتاب يه إكمال الدين و عيون أخبار الرضا‬
‫و ننقله فيما يلي متصرا من كتاب " إثبات الداة " للشيخ الر العاملي‪( :‬ج ‪/2‬ص ‪:)328‬‬
‫[ حدث نا أ بو ال سن علي بن ثا بت الدوال يب بدي نة ال سلم سنة ‪ 325‬قال‪ :‬حدث نا م مد بن الف ضل‬
‫النحوي قال حدثنا ممد بن علي بن عبد الصمد الكوف قال حدثنا علي بن عاصم عن ممد بن علي بن موسى‬
‫عليه السلم عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن ممد عن أبيه ممد بن علي عن‬
‫أبيه علي بن السي عن أبيه السي بن علي بن أب طالب عليهم السلم قال‪ :‬دخلت على رسول ال و عنده‬
‫أُبَيّ بن كعب فقال رسول ال‪ :‬مرحبا بك يا أبا عبد ال يا زين السموات و الرض‪ ،‬فقال أُبَيّ‪ :‬و كيف يكون‬
‫يا رسول ال زين السموات و الرض أحد غيك ؟ فقال‪ :‬يا أُبَ ّي والذي بعثن بالق نبيا إن السي بن علي ف‬
‫السماء أكب منه ف الرض فإنه مكتوب عن يي العرش‪ :‬مصباح هدى و سفينة ناة و إمام خي وين و عز‬
‫و ف خر وعلم وذ خر‪ ،‬و إن ال ر كب ف صلبه نط فة طي بة مبار كة زك ية خل قت من ق بل أن يكون ملوق ف‬
‫الرحام و يري ماء ف ال صلب و يكون ل يل و نار‪....‬و قد ُلقّ ـنَ دعوات ما يد عو ب ن ملوق إل حشره‬
‫ال عز وجل معه‪ ،‬وكان شفيعه ف آخرته‪ ،‬و فرج ال عنه كربه و قضى با دينه و يسر أمره وأوضح سبيله‬
‫وقواه على عدوه و ل يه تك ستره‪ ،‬فقال أ ب بن ك عب‪ :‬و ما هذه الدعوات يا ر سول ال ؟ قال‪ :‬تد عو إذا‬
‫فر غت من صلتك و أنت قا عد‪ ":‬اللهم إ ن أ سألك بكلما تك و معاقد عر شك و سكان سواتك و أ نبيائك‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و رسلك أن تستجيب ل‪ ،‬فقد رهقن من أمري عسرا فأسألك أن تصلي على ممد و آل ممد و أن تعل ل‬
‫من أمري يسرا " فإن ال عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك ويلقنك شهادة أن ل إله إل ال عند خروج‬
‫نف سك‪ ،...‬فقال له ُأبَ يّ‪ :‬يا ر سول ال ما هذه النط فة ال ت ف صلب حب يب ال سي ؟ قال‪ :‬م ثل هذه النط فة‬
‫كمثل القمر و هي نطفة تبيي و بيان يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويا‪ ،‬قال‪ :‬وما اسه ؟ قال‪ :‬اسه‬
‫علي و دعاؤه‪ :‬يا دائم يا ديوم‪ ،....‬فقال له يا رسول ال فهل له من ذرية و من خلف أو وصيّ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬له‬
‫مواريث السموات والرض قال‪ :‬و ما معن مواريث السموات و الرض؟ قال‪ :‬القضاء بالق والكم بالديانة‬
‫و تأويل الحلم وبيان ما يكون‪ ،‬قال‪ :‬فما اسه ؟ قال‪ :‬اسه ممد‪ ،....‬ركب ال ف صلبه نطفة مباركة زكية‬
‫و أخبن جبئيل إن ال طيبَ هذه النطفة و ساه جعفرا وجعله هاديا مهديا و راضيا مرضيا يدعو ربه فيقول ف‬
‫دعائه‪ ،....:‬يا ُأبَـيّ إن ال ركب ف هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحة ساها عنده موسى‬
‫و إن ال ر كب ف صلبه نط فة مبار كة طي بة زك ية مرض ية ساها عنده عل يا يكون ل ف خل قه رض يا ف عل مه‬
‫و حك مه ويعله ح جة لشيع ته يتجون به يوم القيا مة و له دعاء يد عو به‪ ،....‬و إن ال عز و جل ر كب ف‬
‫صـلبه نطفـة طيبـة مباركـة زكيـة راضيـة مرضيـة و سـاها ممـد بـن علي فهـو شفيـع لشيعتـه و وارث علم‬
‫جده‪....‬و إن ال تبارك و تعال ركب ف صلبه نطفة مباركة طيبة زكية راضية مرضية ل باغية و ل طاغية بارة‬
‫مباركة طيبة طاهرة ساها عنده علي بن ممد فألبسها السكينة و الوقار و أودعها العلوم و كل سر مكتوم‪،....‬‬
‫و إن ال تبارك و تعال ركب ف صلبه نطفة طيبة وساها عنده السن بن علي فجعله نورا ف بلده و خليفته ف‬
‫عباده و عزّا لمة جده هاديا لشيعته و شفيعا لم عند ربم و نقمة على من خالفه و حجة لن واله وبرهانا لن‬
‫اتذه إماما‪ ،....‬و إن ال ركب ف صلب السن نطفة مباركة طيبة طاهرة مطهرة يرضى با كل مؤمن قد أخذ‬
‫ال ميثاقه ف الولية و يكفر با كل جاحد‪ ،‬و هو إمام تقي نقي مرضي هاد و مهدي يكم بالعدل و يأمر به‬
‫يصدق ال عز و جل ويصدقه ال ف قوله يرج من تامة حت تظهر الدلئل والعلمات و له بالطالقان كنوز ل‬
‫ذ هب إل خيول مطه مة و رجال م سوّمة ي مع ال عز و جل له من أقا صي البلد على عدد أ هل بدر ثلثائة‬
‫و ثل ثة ع شر رجل‪ ،‬م عه صحيفة متو مة في ها عدد أ صحابه بأ سائهم و أن سابم وبلدان م و طبائع هم وحل هم‬
‫و كناهم كدّادون مدون ف طاعته‪ .‬فقال له ُأبَ يّ‪ :‬و ما دلئله وعلماته يا رسول ال ؟ قال‪ :‬له علم إذا حان‬
‫وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه‪ ] .....‬و ف آخر الديث‪ [ :‬قال ُأبَ يّ‪ :‬يا رسول ال كيف بيان حال‬
‫هذه الئ مة عن ال عز و جل ؟ قال‪ :‬إن ال عز و جل أنزل عليّ اث نا ع شر صحيفة ا سم كل إمام ف خات ه‬
‫و صفته ف صحيفته ]‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و قد تضمن الديث ذكر دعاء خاص يدعو به كل إمام من الئمة ويبي رسول ال ثوابه العظيم (!) ُلبَيّ‪،‬‬
‫و لا كان الديث طويل جدا أعرضنا عن ذكر كل الدعية طلبا للختصار و اكـتـفـينا با ذكرناه منه ومن‬
‫ر غب بالوقوف عل يه بتما مه فيمك نه الرجوع لعيون أخبار الر ضا‪ :‬ج ‪ /1‬ص ‪ 62‬ـ ‪ ،65‬أو إكمال الد ين‪ :‬ص‬
‫‪ 266‬أو الزء التاسع من بار النوار ( طبعة تبيز القدية)‪.‬‬
‫و الن لنبدأ بدراسة سند الديث‪:‬‬
‫‪ )1‬الراويان الثان و الثالث ف سلسلة السند و ها‪ :‬ممد بن الفضل النحوي وممد بن علي بن عبد الصمد‬
‫الكوف‪ ،‬ليس لما ذكر ف كتب رجال الشيعة ول ندري من كانا و ما حالما؟‬
‫‪ )2‬أما علي بن عاصم فله ذكر ف كتب رجال الشيعة و كتب رجال العامة (أي السنة) و كلها نسبه للتشيع‪،‬‬
‫فذكر المقان ف تنقيح القال ( ج ‪ /2‬ص ‪ )294‬أنه كان من شيوخ الشيعة التقدمي و أنه ُأخِ َذ ف زمن العتضد‬
‫العباسي مع جاعة من أصحابه مغلول إل بغداد بتهمة التشيع و سجن ومات ف السجن‪ .‬و قال عنه الفاضل‬
‫م مد الردبيلي ف جا مع الرواة (ج ‪/1‬ص ‪ [ :)588‬علي بن عا صم بن صهيب الوا سطي التمي مي مول هم‬
‫صدوق يطئ و يصر‪ ،‬و رمي بالتشيع من التاسعة‪ ،‬مات سنة إحدى و مائتي و قد جاوز التسعي‪ .‬قاله ( ابن‬
‫حجر ) ف التقريب‪ .‬و قال الذهب‪ ...‬ضعّفوه و مات سنة ‪201‬هـ ] اهـ‪ .‬متصرا‪ .‬ولكن هذا التعريف له ل‬
‫ينطبق على علي بن عاصم الذي نن ف صدده و الذي قال المقان أنه أخذ ف زمن العتضد‪ ،‬ذلك أن العتضد إنا‬
‫ول الل فة سنة ‪279‬ه ـ[‪]8‬أي ب عد ‪ 78‬سنة من مو ته! بالضا فة إل أن المام م مد بن علي الت قي الذي‬
‫يروي عنه ممد بن عاصم مباشرة هذا الديث ولد سنة ‪195‬هـ‪ ،‬و بالتال فعند وفاة علي بن عاصم هذا كان‬
‫عمر المام ست سنوات فقط! فعلي بن عاصم التوف سنة ‪201‬هـ كان معاصرا للمام الرضا ل لبنه ممد‪ ،‬فمن‬
‫غ ي العقول أن ير جع ف الروا ية إل اب نه ال صغي الذي كان عمره‪ ،‬على أك ثر تقد ير‪ ،‬ست سنوات! عو ضا عن‬
‫الرجوع للرضا الذي كان مرجع الشيعة ف ذلك العصر! فمن القطوع به أن الذي قبض عليه زمن العتضد غي‬
‫علي بن عاصم الترجم له ف كتب رجال العامّة‪ ،‬و بالتال ل ندري من هو و ما حاله بالضبط ؟‬
‫‪ )3‬و أخيا فال سند ينت هي إل حضرة المام ال سي عل يه ال سلم الذي سعه من ال نب الكرم ( صلى العليه وآله )‬
‫مباشرة‪ ،‬عند ما كان عنده أ ب بن ك عب ف قط! و هذا ال مر ف يه إشكال من عدة وجوه‪ 1 :‬ـ لاذا ل ُي سمَع هذا‬
‫الديث من أحد من الئمة قبل المام ممد التقي حت أباح به لشخص واحد فقط هو علي بن عاصم الجهول‬
‫الوية بل ربا معدوم الوجود ؟!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪2‬ـ لاذا ل يرو أب بن كعب هذا الديث و ل يسمعه أحد منه مع أنه الوحيد الذي حظي بسماعه‪ ،‬خاصة‬
‫أن الرسول (صلى العليه وآله ) ل يأمره بكتمانه و صيانته عن غي أهله! كما أمر جابرا ف حديث تفسي أول المر‬
‫؟! إن هذا كتمان ل ا أنزل ال من البينات و هذا ل ي كن أن يفعله أُبّ الذي كان من خيار ال صحابة و م ب أ هل‬
‫بيت النب(صلى العليه وآله )!‬
‫‪3‬ـ الديث يتضمن أدعية اختص با كل إمام‪ ،‬فلو فرضنا أن ذكر أساء الئمة كان منوعا لا فيه من خطر‬
‫على حيات م فهل علم الر سول ( صلى العل يه وآله ) و الئ مة من بعده الناس هذه الدع ية ال ت ل ا كل هذا الثواب‬
‫العظيم‪ ،‬ليستفيدوا منها و ينالوا ثوابا العميم؟ مع أنا ل تسمع منهم ف غي هذا الديث‪ ،‬و مثل هذا البخل ف‬
‫إفادة الناس بعيد جدا عن ساحة الداة إل ال‪ ،‬أفليست هذه الشكالت كلها دليل على أن الديث موضوع من‬
‫أساسه ؟‪.‬‬
‫أما من ناحية مت الديث فقرائن الوضع فيه كثية نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬يروي عن حضرة السي قوله‪ :‬دخلت على رسول ال و عنده أُبَ ّي بن كعب فقال (صلى العليه وآله )‪ :‬مرحبا‬
‫بك يا أبا عبد ال! ف حي أن السي بن علي عليهماالسلم كانت سنه حي وفاته صلى العليه وآله وسلم ست‬
‫سنوات‪ ،‬و من غ ي العلوم ف أي سنة د خل على ر سول ال ( صلى العليه وآله )‪ ،‬و أ يا كان فل ي كن أن يا طب‬
‫الرسول طفل صغيا ل يتزوج بعد ول و لد له‪ :‬بأب عبد ال! لن الكنية إنا تطلق على الشخص بعد أن يصبح ذا‬
‫ولد‪ .‬و قطعا ل يكن للحسي هذه الكنية ف ذلك السن‪ .‬لكن واضع الديث غفل عن هذه النقطة!‬
‫‪ )2‬ف الد يث يقول الر سول (( صلى العليه وآله ) للح سي‪ :‬يا ز ين ال سموات والرض‪ ..‬و ي ستشكل أَُب ّي هذا‬
‫الوصف قائل و هل أحد غيك يا رسول ال زين السموات و الرض ؟ هذا مع أنه ل يُسْمَع ف أي حديث عن أي‬
‫ص السي بثل هذا اللقب‪ ،‬بل الذي‬ ‫صحاب تلقيب الرسول أو وصفه بزين السموات و الرض فضل عن أن يُخَت ّ‬
‫ورد ف القرآن أن زينة السموات هي النجوم‪{ :‬و لقد زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب}! و على فرض أن لا‬
‫زينة غي ذلك فإذا كانت النبوة فهي غي منحصرة بسيدنا رسول ال(صلى العليه وآله ) إذ هناك الكثيون غيه من‬
‫النبياء و إذا كانت الصلح و الولية فغي منحصرة بالسي فقط‪ .‬ث إن الرسول (صلى العليه وآله ) ل يب على‬
‫استشكال أُبَ يّ إل بقوله أن السي ف السماء أكب منه ف الرض‪ ،‬مع أن كثيين هم ف السموات أكب منهم ف‬
‫الرض و مع ذلك لي سوا ز ين ال سموات و الرض! فالواب ل ي كن مك ما ف مله‪( ،‬و حا شا ر سول ال هذا‬
‫الضعف ف البيان )‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )3‬اهتم رسول ال (صلى العليه وآله ) ف هذذا الديث بتمجيد نطفة السي وبيان صفاتا و مقامها و كذلك‬
‫نطفة من بعده حت وصفت نطفة المام العاشر بإحدى عشر صفة! ما ينبغي لجله أن يسمى هذا الديث حقا‬
‫بديث النطفـة!! و قد جعل نطفة السي ملوقة قبل أن يري ماء ف الصلب أو يكون ليل و نار!! فل ندري‬
‫أين كانت النطفة مستقرة إن ل تكن ف الصلب ؟؟‬
‫‪ )4‬ف الديث يذكر الرسول (صلى العليه وآله ) ُلبَيّ دعاءً ُلقّـنه السي و يبي له أن من دعا به حشره ال مع‬
‫السي و كان السي شفيعه ف آخرته وفرج ال كربه و قضى دينه و يسر أمره و أوضح سبيله و قواه على عدوه‬
‫و‪ ..‬و‪..‬إل! ث يذكر دعاءً من عدة كلمات ل تزيد على السطرين و ل تلو من ركاكة! فأي عقل و دين يقبل أن‬
‫يكون لقراءة م ثل هذ ين ال سطرين كل ذلك ال جر ال كبي و الثواب العظ يم!! و لاذا ل ينت فع ال سي نف سه بذا‬
‫الدعاء ف تيسر أمره و فرج كربه و قوته على عدوه؟! هذا لوحده يكفي ف الدللة على وضع هذا الديث و أن‬
‫ما فيه من أدعية و ثواب عظيم على كل واحد منها ليس إل من اختلق أولئك الكذبة الخرفي الذين يريدون أن‬
‫يغروا السذج بذه الرافات و يشجعوهم على ترك السعي و العمل و يفتحوا لم باب الفسق و الفجور ث العتماد‬
‫على كلمت دعاء للنجاة و نيل شفاعة السي!‬
‫و العجـب مـن ذلك دعاء نطفـة حضرة الباقـر أي أن حضرة الصـادق اختـص بدعاء هـو‪ :‬يـا ديّان غيـ‬
‫متوان‪ ...‬اجعل لشيعت من النار وقاء ولم عندك رضاء‪ ...‬و هب لم الكبائر الت بينك و بينهم!! ث قال‪ :‬من دعا‬
‫بذا الدعاء حشره ال تعال أب يض الو جه مع جع فر بن م مد إل ال نة! ح سنا علم نا أن لع فر بن م مد شي عة‬
‫و هو يدعو ربه لجل شيعته‪ ،‬لكن سائر الناس ليس لم شيعة‪ ،‬فما معن أن يدعو كل مسلم فيقول‪ :‬اللهم اجعل‬
‫لشيعت من النار وقاء‪ ..‬و هب لم الكبائر ؟!‪ ‬ث هل يغفر ال تعال الكبائر بجرد دعاء نطفة من سطرين ؟ و هل‬
‫هذا إل تريء للناس على الوض ف الكبائر؟ انظر كيف سخر هذا الكذاب الوضاع للحاديث من دين ال و من‬
‫الناس و وضع على لسان الرسول (صلى ا لعليه وآله و سلم) كل ما أوحاه له شيطانه‪.‬‬
‫و من اللزم أن نذكر هنا بأن كثيا من أعداء السلم اللداء من اليهود والنصارى و اليرانيي الذين بقوا‬
‫علىمجو سيتهم أو أديان م الخرى الورو ثة‪ ،‬والذ ين رأوا ف هذا الد ين و ا ستقراره ال طر ال كب الزلزل لبنيان‬
‫أديان م‪ ،‬وأدركوا أ نه ل يكن هم القضاء عل يه بالعداوة الظاهر ية الباشرة‪ ،‬لأوا إل التن كر بلباس ال صديق و التظا هر‬
‫بالسلم ليتمكنوا عب رواياتم و أحاديثهم الوضوعة أن يدسوا ف السلم سننهم و عاداتم الجوسية أو اليهودية‬
‫أو النصرانية‪ ...‬مغلفة بلباس إسلمي‪ ،‬و من هنا فإن كثيا من الرافات الرائجة اليوم بي السلمي مصدرها أمثال‬
‫هؤلء الند سي الذ ين ل ي كن كث ي من هم عر با‪ .‬وهذا ما يظ هر بشأن وا ضع هذه الروا ية ال ت يك شف التأ مل ف‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫ألفاظها أن واضعها كان فارسيا و ذلك لنه عوضا عن استخدام عبارة ‪" :‬اغفر لم الكبائر‪ "..‬قال ‪" :‬و هَ بْ لم‬
‫الكبائر‪ "...‬ف حي أنه ل يعب أبدا ف العربية عن طلب غفران الذنوب بتعبي‪ :‬هب لم! بل اغفر لم‪ ،‬لن البة‬
‫عطاء لا هو خي و رحة كقوله تعال‪{ :‬و هب لنا من لدنك رحة } آل عمران‪ ،8/‬أو { هب ل من لدنك ذرية‬
‫طي بة} آل عمران‪ ،38/‬أو {رب اغ فر ل و هب ل مل كا} ص‪ ،35/‬و ل كن ل يأ ت ف العرب ية أبدا ت عبي "رب‬
‫هب ل الفوا حش و كبائر الذنوب!!"‪ .‬ذلك أ نه ل يو جد ف الل غة العرب ية تا نس ب ي اللفاظ الدالة على مع ن‬
‫"العطاء و البـة و الهداء‪ " ...‬و بيـ اللفاظ الدالة على معنـ "الغفران و الصـفح و التجاوز" ‪ ،‬بعكـس اللغـة‬
‫الفار سية ال ت يو جد في ها تا نس و تقارب ب ي ألفاظ العني ي‪ ،‬ف في الفار سية ي عب عن كل مع ن العطاء و مع ن‬
‫الغفران بنفس الفعل و هو "بشيدن" و " بشودن" فنقول ف الفارسية‪" :‬كناه او را ببخش"‪ :‬أي‪ :‬اغفر له ذنبه‪،‬‬
‫و نقول‪" :‬اين لباس به او ببخش" أي‪ :‬أعطه هذا اللباس‪.‬‬
‫هذا التجانس ف اللغة الفارسية هو الذي أوقع واضع الديث لعدم تكنه من العربية بذا الطأ الكبي ف‬
‫تعبيه "و هب ل الكبائر!!"‪ ،‬فالديث من وضع رجل فارسي غي عرب أصل فضل عن أن يكون كلم إمام من‬
‫الئمة أو كلم نب السلم (صلىال عليه وآله وسلم) ‪]9[ .‬‬

‫الديث الثامن‪ :‬حديث آخر فيه التصريح بأساء الئمة الثن عشر‪ ،‬أخرجه الشيخ الصدوق ف كتابه إكمال‬
‫الدين و نقله الجلسي ف الجلد التاسع من البحار (ص ‪ 158‬من طبعة تبيز) و أورده الشيخ الر العاملي أيضا ف‬
‫كتابه إثبات الداة‪:‬‬
‫[ حدثنا ممد بن موسى التوكل قال حدثن ممد بن أب عبد ال الكوف السدي قال حدثنا موسى بن‬
‫عمران النخعي عن عمه السي بن يزيد عن السن بن علي بن أب حزة عن أبيه عن الصادق جعفر بن ممد‬
‫عن آبائهم عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‪ :‬حدثن جبئيل عن رب العالي جل جلله أنه قال‪ :‬من علم أنه‬
‫ل إله إل أنا وحدي و أن ممدا عبدي و رسول وأن علي بن أب طالب خليفت و أن الئمة من ولده حججي‬
‫أدخل ته ال نة برح ت وني ته من النار بعفوي و أب ت له جوار يي و أوج بت له كرام ت و أت مت عل يه نعم ت‬
‫و جعلته من خاصت و خالصت إن نادان لبيته و إن دعان أجبته و إن سألن أعطيته و إن سكتَ ابتدأته و إن‬
‫أ ساء رح ته و إن ف ّر منّ ي دعو ته و إن ر جع إلّ قبل ته و إن قرع با ب فتح ته‪ ،‬و من ل يش هد أن ل إله إل أ نا‬
‫وحدي أو شهد و ل يشهد أن ممدا عبدي و رسول أو شهد و ل يشهد أن علي بن أب طالب خليفت أو شهد‬
‫بذلك و ل يشهد أن الئمة من ولده حججي فقد جحد نعمت و صغّر عظمت و كفر بآيات و كتب‪ ،‬إن قصدن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫حجبته و إن سألن حرمته وإن نادان ل أسع نداه و إن دعان ل أسع دعاه و إن رجان خيبته وذلك جزاؤه من‬
‫و ما أ نا بظلم للعبيد‪ ،‬فقام جابر بن عبد ال النصاري فقال‪ :‬يا ر سول ال ومَ نِ الئمة مِ نْ ولد علي بن أ ب‬
‫طالب؟ قال‪ :‬السن والسي سيدا شباب أهل النة ث سيد العابدين ف زمانه علي بن السي‪ ،‬ث الباقر ممد‬
‫بن علي و ستدركه يا جابر و إذا أدركته فأقرئه من السلم ث الصادق جعفر بن ممد ث الكاظم موسى بن‬
‫جعفر ث الرضا علي بن موسى ث التقي ممد بن علي ث الادي علي بن ممد ث الزكي السن بن علي ث ابنه‬
‫القائم بالقـ مهدي أمتـ يل الرض قسـطا و عدل كمـا ملئت ظلمـا و جورا‪ .‬هؤلء يـا جابر خلفائي‬
‫و أوصيائي و أولدي و عترت من أطاعهم فقد أطاعن ومن عصاهم فقد عصان و من أنكر واحدا منهم فقد‬
‫أنكرن بم يسك السموات أن تقع على الرض إل بإذنه و بم يفظ الرض أن تيد بأهلها‪].‬‬
‫أما سند هذا الديث‪:‬‬
‫‪ )1‬ثان راوي ف سلسلة السند ممد بن أب عبد ال الكوف السدي هو ممد بن جعفر بن ممد بن عون‬
‫السدي الذي يطلقون عليه ممد بن أب عبد ال‪ ،‬نقل المقان ف تنقيح الرجال (ج ‪/2‬ص ‪ )95‬و التفرشي ف‬
‫نقد الرجال (ص ‪ )298‬قول النجاشي عنه‪ [ :‬كان ثقة صحيح الديث إل أنه روى عن الضعفاء و كان يقول‬
‫بالب و التشبيه ]‪ ،‬ث قال العلمة اللي ف اللصة‪ [ :‬أنا ف حديثه من التوقفي ]‪ ،‬و كذلك ابن داود اللي‬
‫قال عنه ف رجاله‪ [ :‬فيه طعن أوجب ذكره ف الضعفاء] ث يبدي المقان رأيه فيعترف أول قائل‪ [ :‬قوله بالب‬
‫و التشبيه لو كان على حقيقته لوجب فسقه بل كفره! ]لكنه ياول عقب ذلك نفي هذه التهمة أو التخفيف‬
‫منها كما هو منهجه ف التساهل بشأن الرواة و توثيق الرجل بجة أن الصحاب القدماء رووا عنه إل‪...‬‬
‫‪ ) 2‬و هذا الح ق الشبّ ه الُف سّق ف اعتقاده الُتوقّ ف ع ند الحقق ي ف رواي ته روى عن شي خه مو سى بن‬
‫عمران النخعي الذي يبدو أنه نفس موسى النخعي الذي تعاون مع ذلك الكوف السدي ف صياغة الزيارة الامعة‬
‫الكبية الشحونة بالغلو و الب و التشبيه‪ ،‬ليهديانا للشيعة‪ ،‬هذا على الرغم من أن اسم موسى النخعي ل يذكر‬
‫صريا ف كتب الرجال بل ذكر ف سند الزيارة الامعة باسم موسى بن عبد ال‪ ،‬لكن ف عيون أخبار الرضا ذكره‬
‫ف سند الزيارة بعي هذا السم فقال‪ :‬حدثنا موسى بن عمران النخعي قال‪ :‬قلت لعلي بن موسى بن جعفر‪ :‬علمن‬
‫يا ابن رسول ال قول أقوله بليغا إذا زرت واحدا منكم‪ ،...‬و من مشرب ممد بن جعفر يظهر أن موسى النخعي‬
‫الذي أتى بالزيارة الامعة هو نفس موسى النخعي الذي ف سند هذا الديث[‪ .]1‬و لعله وقع خطأ للنساخ ف‬
‫سند الزيارة الامعة فصحفوا موسى بن عمران إل موسى بن عبد ال نظرا لشدة التشابه بينهما ( خاصة ف الط‬
‫الكوف ) و على أي حال فقد روى موسى بن عمران أو موسى بن عبد ال حديث الباب عن عمه‪:‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪ ) 3‬السي بن يزيد‪ :‬و هو شخص متهم بالغلو‪ ،‬و معلوم أن الغلة‪ ،‬طبقا للحاديث الصحيحة الواردة عن أهل‬
‫البيت عليهم السلم‪ ،‬أشد ضررا على السلم من اليهود و النصارى و الشركي‪ ،‬قال المقان ف تنقيح القال (ج‬
‫‪/1‬ص ‪ [ :)349‬قال النجاشي‪ :‬حسي بن يزيد بن ممد بن عبداللك النوفلي‪ ..،‬و قال قوم من القميي أنه غل‬
‫ف آخر عمره و ال أعلم‪ .‬و قد روى عن السن بن علي بن أب حزة ]‬
‫‪ ) 4‬أما السن بن علي بن أب حزة‪ :‬فيجب النتباه أول إل أن جده ليس أبا حزة الثمال‪ ،‬كما اشتبهت به‬
‫ب عض الن سخ‪ ،‬بل هو أ بو حزة البطائ ن لن أ با حزة الثمال ل يس له ولد با سم علي و ل له حف يد با سم ال سن‪،‬‬
‫كمـا صـرح بذلك النجاشـي فـ ترجتـه فـ رجاله ( ص ‪ )89‬فقال‪ [ :‬و أولده ( أي أبـو حزة الثمال ) نوح‬
‫و من صور و حزة قتلوا مع ز يد ] [‪ .]2‬أ ما صاحبنا ال سن بن علي بن أ ب حزة البطائ ن فقال ع نه الرحوم‬
‫الكشي في رجاله ك ما ين قل ذلك الردبيلي ف جا مع الرواة (ج ‪/1‬ص ‪ )208‬و التفر شي ف ن قد الرجال (ص‬
‫‪ [ :)92‬قال ممد بن مسعود‪ :‬سألت علي بن السن بن فضال عن السن بن علي بن أب حزة البطائن فقال‪:‬‬
‫كذاب ملعون!‪ ...‬و إ ن ل أ ستحل أن أروي ع نه حدي ثا واحدا‪ ،‬ح كى ل أ بو ال سن ممدو يه بن ن صي عن‬
‫بعض أشياخه أنه قال السن بن علي بن أب حزة رجل سوء! ] ث يذكرا ِن قول ابن الغضائري عنه‪ [ :‬أبو ممد‬
‫واقف بن واقفي ضعيف ف نفسه و أبوه أوثق منه و قال السن بن علي بن فضال‪ :‬إن لستحي من ال أن‬
‫أروي عن السن بن علي ]‪ .‬وقد روى الترجم له حديث الباب عن أبيه‪:‬‬
‫‪ ) 5‬علي بن أب حزة البطائن الذي تقدم أنه واقفي‪ ،‬بل نقل النجاشي ف رجاله و العلمة اللي ف خلصته‬
‫قول ابن الغضائري فيه‪ [ :‬علي بن أب حزة لعنه ال أصل الوقف وأشد اللق عداوة للول من بعد أب ابراهيم ]‬
‫أي بعد المام موسى الكاظم‪ .‬هذا و قد أورد الكشي ف ذمه روايات كثية فمن شاء فليجع إليه‪ ،‬منها ما روى‬
‫الكشي ف رجاله (ص ‪ )393‬من قصة حضور علي بن حزة هذا إل مضر المام الرضا عليه السلم الذي رغم أنه‬
‫أثبت له بالدلئل الواضحة أنه المام بعد أبيه الكاظم و أن أباه قد توف حقا‪ ،‬ل يقبل منه و ل يعترف بإمامته! فأي‬
‫أح ق يك نه أن ي صدق أن م ثل هذا الش خص الذي عاش و مات واقف يا بل كان من شيوخ الواق فة‪ ،‬كان يعرف‬
‫و يروي هذا الديث الذي يذكر فيه النب (صلى ا لعليه وآله و سلم) صراحة اسم المام الرضا واسم من بعده من‬
‫الئمة حت القائم و يؤكد أن [ من أنكر واحدا من حججي فقد جحد نعمت و صغّـر عظمـت وكفر بآيات‬
‫و كتب‪ ،‬و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرن!‪ ]..‬و هو باق رغم ذلك على وقفه؟! حقا إننا لنتعجب من يصدق‬
‫مثل هذا الديث بذا السند ويستدل به على عقيدته و مذهبه!‬
‫أما من ناحية مت الديث‪:‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪ )1‬فأول قرينة على وضعه أنه يعل معرفة الئمة فقط شرط النجاة و نيل رحة ال و نعمه و رضوانه‪ ،‬ف حي‬
‫أن النجاة ك ما أ كد القرآن الكر ي مرارا وك ما ورد ف ال سنة و أحاد يث الئ مة كثيا ل يك في لجل ها مرد‬
‫شفَعَ ذلك بالتقوى و العمل الصال‪.‬‬
‫العتقاد بل ل بد من أن يُ ْ‬
‫‪ )2‬واضح من الملة الخية للحديث‪" :‬من أنكر واحدا منهم فقد أنكرن‪ ،‬بم يسك السموات أن تقع على‬
‫الرض إل بإذنه‪ ،‬و بم يفظ الرض أن تيد بأهلها!!" أن "السي بن يزيد" التهم بالغلو‪ ،‬يقوم بدس و تزريق‬
‫عقيدته الغالية‪ ،‬فيجعل وجود الئمة هو الافظ للسموات من أن تسقط على الرض‪ ،‬و لسائل أن يسأله‪ :‬و لاذا ل‬
‫ت سقط ال سموات على الرض ق بل خلق الئ مة عل يه ال سلم!! أ ما القرآن الكر ي فيقول ف يه عز و جل‪ { :‬إن ال‬
‫يسـك السـماء أن تقـع علىالرض إل بإذنـه‪ .‬إن ال بالناس لرؤوف رحيـم} الجـ‪ ،65/‬أي الرأفـة و الرحةـ‬
‫اللـهية هي الت تفظ الجرام السماوية من السقوط على الرض قبل أن يلق أحد من الئمة و بعد خلقهم‪...‬‬
‫‪ )3‬و ثالثا‪ :‬قوله فقام جابر بن عبد ال فسأله ( صلى ا لعليه وآله )‪...:‬إل‪ ،‬و لرجل أن يتساءل‪ :‬ما القصة ف أن‬
‫الهتم بذا المر دائما هو جابر فقط؟! إن سياق الديث يظهر منه أن الرسول(صلى ا لعليه وآله ) ألقى الديث ف‬
‫ملس‪ ،‬أفلم يكن ف الجلس غي جابر حت يقوم و يسأل ؟! هذا مع أن جابرا ينبغي أن يكون ف غن عن مثل هذا‬
‫السؤال لنه حسب رواية هؤلء الوضاعي قد شاهد اللوح الذي فيه أساء جيع الئمة عند فاطمة ؟! ث لاذا‬
‫ل ُيرْو ل نا هذا الد يث من ق بل أي صحاب آ خر غ ي جابر م ن كان حاضرا ف ذلك الجلس ؟ و من ه نا قال‬
‫سفيان الثوري أنم وضعوا على لسان جابر بن عبد ال ثلثي ألف حدي ثٍ ل يستحلّ جابر أن يروي منها حديثا‬
‫واحدا!! هذا مع أننا نوقن أن وضع هذا الديث ت بعد عهد جابر‪ ،‬لكن يبدو أن الوضاع اللعون ل يكن يعرف‬
‫صحابيا أشهر وأفضل من جابر فكان يذكره ف آخر سلسلة سنده ليلقى حديثه القبول!‬
‫الد يث التا سع‪ :‬حد يث آ خر ذكرت ف يه أ ساء الئ مة الث ن ع شر ب صراحة‪ ،‬أخر جه الش يخ الطو سي ف‬
‫كتابه "الغيبة" فقال‪:‬‬
‫[ أخبنا جاعة عن أب عبد ال السي بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الوصلي العدل‬
‫عن علي بن السي عن أحد بن ممد بن الليل عن جعفر بن أحد الصري عن عمه السن بن علي عن أبيه‬
‫عن أب عبد ال جعفر بن ممد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات عن أبيه السي الزكي الشهيد عن أبيه أمي‬
‫الؤمني قال‪ :‬قال رسول ال ف الليلة الت كانت فيها وفاته‪ ،‬لعلي‪ :‬يا أبا السن أحضر صحيفة و دواة فأملى‬
‫رسول ال و صيته حت انتهى إل هذا الوضع فقال يا علي‪ :‬إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا‬
‫عشر مهديا (!) فأنت يا علي أول الثن عشر إمام‪ ،‬ساك ال ف سائه عليا و الرتضى و أمي الؤمني و الصديق‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫الكب و الفاروق العظم والأمون و الهدي فل تصلح هذه الساء لحد غيك‪ ،‬يا علي أنت وصيي على أهل‬
‫بيت حيهم و ميتهم و على نسائي فمن ثبتّها لقتن غدا و من طلقتها فأنا بريء منها ل ترن و ل أرها ف عرصة‬
‫القيا مة و أ نت خليف ت على أم ت من بعدي فإذا حضر تك الوفاة ف سلمها إل اب ن ال سن الب الو صل فإذا‬
‫حضر ته الوفاة فلي سلمها إل اب ن ال سي الز كي الشه يد القتول‪ ،‬فإذا حضر ته الوفاة فلي سلمها إل اب نه ز ين‬
‫العابديـن ذي الثفنات علي‪ ،‬فإذا حضرتـه الوفاة فليسـلمها إل ابنـه ممـد الباقـر العلم‪ ،‬فإذا حضرتـه الوفاة‬
‫فليسلمها إل ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إل ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها‬
‫إل ابنه ممد الثقة التقي و إذا حضرته الوفاة فليسلمها إل ابنه حسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إل‬
‫ابنه ممد الستحفظ من آل ممد فذلك اثنا عشر إماما‪ ،‬ث يكون من بعده اثن عشر مهديا‪ ،‬فإذا حضرته الوفاة‬
‫فلي سلمها إل أول القرب ي‪ ،‬له ثل ثة أ سامي‪ :‬ا سه كا سي و ا سم أبيه ا سم أ ب و هو ع بد ال و أح د و ال سم‬
‫الثان الهدي هو أول الؤمني ] [‪.]3‬‬
‫و فيما يلي دراسة سند الديث‪:‬‬
‫‪ )1‬علي بن سنان الو صلي‪ ،‬قال ع نه المقا ن ف تنق يح القال (ج ‪/2‬ص ‪[ :)291‬ل يس له ذ كر ف ك تب‬
‫الرجال]‪ ،‬و قال عنه التستري ف قاموس الرجال‪[ :‬يستشم من وصفه بالعدل عاميته] يعن أنه يستشم من ذكر‬
‫الطو سي له بعبارة‪ :‬عن علي بن سنان الو صلي العدل‪ ،‬أ نه من أ هل ال سنة و ل يس من المام ية‪ ،‬و هذا أي ضا من‬
‫الستغرب و غي العقول أن يروي عامي مالف لعقيدة المامية مثل هذا الديث و مع ذلك ل يقبله هو نفسه و ل‬
‫يصي إل القول بفاده!!‬
‫‪ )2‬علي بن ال سي الذي يروي عن أح د بن م مد بن الل يل‪ ،‬أي ضا ل ذ كر له ف ك تب الرجال و بالتال‬
‫فهو مهول‪.‬‬
‫][‬ ‫‪ )3‬أحد بن ممد بن الليل‪ ،‬قال عنه النجاشي‪ [ :‬أبو عبد ال الملي الطبي ضعيف جدا ل يُلَتفَت إليه‬
‫‪ ،]4‬و قال عنه الغضائري‪ [ :‬أحد بن ممد الطبي أبو عبد ال الليلي كذاب وضاع للحديث فاسد ل يُلَتفَت‬
‫إل يه ][‪ ،]5‬و روى حدي ثه عن جع فر بن م مد الب صري و جع فر رواه عن ع مه ال سن بن علي بن أ ب حزة‬
‫(البطائن) الذي تقدم بيان حاله ف الديث السابق وأنه كذاب ملعون و أنه و أباه واقـفياّن متعصبان ف الوقف‪،‬‬
‫فدرجة هذا الديث و قيمته تظهر من رواته! فلحظ عزيزي القارئ أي نوع من الحاديث تلك الت يسوقونا‬
‫لثبات النص على الئمة‪ ،‬أحاديث يرويها عدة ماهيل عن كذبة وضاعي عن واقفة!‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫أما مت الديث‪ :‬فأغرب و أعجب ما فيه أنه أهدى للشيعة اثن عشر مهديا بعد المام الثان عشر الذي‬
‫يفترض أنه هو الهدي!!‪ ،‬بل قال عن المام الثان عشر‪[ :‬فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إل أول القربي‪ ]..‬فأثبت‬
‫الوفاة للمام الثان عشر الذي ألف الطوسي كل كتابه هذا لثبات حياته و غيبته!!‬
‫أ جل ب ثل هذه الحاد يث التهاف تة النقولة عن عدة من الجاه يل والوضاع ي الكذ بة و ال ت تُن سَب زورا‬
‫و بتانا للمام الصادق عليه السلم ‪ ،‬بتصور كل وضاع كذاب أن بإمكانه أن يروّج أكاذيبه باسم الصادق عليه‬
‫السلم‪ ،‬أوجدوا مثل هذه العقيدة و فرقوا المة و أوقعوها ف الفت و النـزاعات!‬

‫الد يث العا شر‪ :‬أورده العل مة الجل سي ف بار النوار (ج ‪/4‬ص ‪ 54‬من طب عة تبيز الجر ية) وال سيد‬
‫هاشم بن سليمان البحران ف غاية الرام (الباب ‪ :62‬ص ‪ )60‬فقال‪:‬‬
‫[ قال ابن بابويه‪ :‬حدثنا السن بن علي قال حدثنا هرون بن موسى قال أخبنا ممد بن السن الصفار‬
‫عن يعقوب بن يزيد عن ممد بن أب عمي عن هشام قال‪ :‬كنت عند الصادق إذ دخل عليه معاوية بن وهب‬
‫و ع بد اللك بن أع ي فقال معاو ية بن و هب‪ :‬يا ا بن ر سول ال! ما تقول ف ال ب الذي روي أن ر سول ال‬
‫( صلىالعليه وآله وسلم) رأى ر به‪ ،‬على أي صورة رآه ؟ و عن الد يث الذي رووه أن الؤمن ي يرون رب م ف‬
‫النـة‪ ،‬على أي صـورة يرونـه؟ فتبسـم ثـ قال‪ :‬يـا معاويـة! مـا أقبـح الرجـل الذي يأتـ عليـه سـبعون سـنة‬
‫أو ثانون‪( ....‬إل أن قال) إن أف ضل الفرائض و أوجب ها على الن سان معر فة الرب و القرار له بالعبود ية‪...‬‬
‫(إل أن قال) وأد ن معر فة الر سول القرار بنبو ته‪ ...‬وبعده‪ ،‬معر فة المام ب عد ر سول ال علي بن أ ب طالب‬
‫و بعده السن و السي ث علي بن السي ث ممد بن علي ث أنا ث بعدي موسى ابن ث بعده علي وبعد علي‬
‫ممد ابنه و بعد ممد علي ابنه و بعده السن ابنه و الجة من ُولْـدِ السن‪ .‬ث قال‪ :‬يا معاوية! َج َعلْ تُ لك‬
‫ف هذا أصل فاعمل عليه‪]....‬‬
‫قلت‪ :‬ف سند هذا الديث إشكال كبي‪ ،‬فمحمد بن السن الصفار الذي يرويه بسنده عن ابن عمي عن‬
‫هشام الذي هو حتما هشام بن سال وليس هشام بن الكم‪ ،‬لن ابن عمي‪ ،‬كما يقول علماء الرجال‪ ،‬كان على‬
‫خلف شديد مع هشام بن الكم و كان معرضا عنه‪ ،‬فمثل يقول المقان ف تنقيح القال (ج ‪/2‬ص ‪[ :)93‬و من‬
‫العلوم رواية ابن عمي عن هشام بن سال] و مثله ف (ج ‪/3‬ص ‪ ،)302‬ممد بن السن الصفار هذا يروي ف‬
‫كتابه بصائر الدرجات (ص ‪ )250‬فيقول‪ [ :‬اليثم بن النهدي عن اساعيل بن سهيل ابن أب عمي عن هشام بن‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫سال قال دخلت على عبد ال بن جعفر و أب السن (أي المام الكاظم عليه السلم) ف الجلس قدامه أمراء‬
‫متردين برداء موزر فأقبلت على عبد ال ( أي ابن جعفر الصادق و أخو المام الكاظم) أسأله حت جرى ذكر‬
‫الزكاة‪ .]...‬وخلصة الد يث أن هشام بن سال مثله مثل اللف الذ ين كانوا يتارون ل ن صارت الما مة بعد‬
‫وفاة كل إمام ( حيث ل يكن عندهم خب أصل عن شيء اسه أحاديث النص على الئمة الثن عشر بأسائهم ) ل‬
‫يدر إل من صارت الما مة ب عد وفاة حضرة الصادق عل يه ال سلم‪ ،‬و لذلك ورد على ع بد ال بن جعفر ال صادق‬
‫( الذي عرف بالف طح ) و الذي تر بع على مقام الما مة ب عد وفاة أب يه‪ ،‬ف ملس كان ي ضم أي ضا أخاه‪ :‬مو سى‬
‫الكاظم‪ ،‬و دار الديث إل أن وصل إل مسألة تتعلق بالزكاة فلم يستطع عبد ال أن ييب على تلك السألة‪ ،‬عند‬
‫ذاك خرج الناس من عنده‪ ،‬و من جلتهم هشام بن سال‪ ،‬متحيين‪ ،‬ث يقول هشام‪ [ :‬فأتيت القب فقلت يا رسول‬
‫ال! إل القدرية ؟ إل الرورية ؟ إل الرجئة ؟ إل الزيدية؟‪ ،‬قال فإن كذلك إذ أتان غلم صغي دون المس‬
‫فجذب ثوب فقال أجب! قلت‪ :‬من؟ قال‪ :‬سيدي موسى بن جعفر‪ ،‬ودخلت إل صحن الدار فإذا هو ف بيت‬
‫و عليه حلة‪ ،‬فقال‪ :‬يا هشام! قلت‪ :‬لبيك! فقال‪ :‬ل إل الرجئة و ل إل القدرية و لكن إلينا‪ ،‬ث دخلت عليه‪]..‬‬
‫[ ‪]6‬‬

‫و هنا الشكال‪ :‬فلو أن هشام بن سال كان قد سع حقا من الصادق عليه السلم ذلك الديث و الذي قال‬
‫له ال صادق ف يه [ إن المام ب عد ر سول ال علي‪ ....‬ث أ نا ث من بعدي مو سى‪...‬إل ] ف ما الذي دعاه إذن إل‬
‫تشم عناء السفر إل الدينة بثا عن المام الق بعد الصادق و أن يعتقد ف البداية بإمامة عبد ال ث لا يراه قد‬
‫عجز عن معر فة مسألة الزكاة يذ هب ل قب النب ( صلّىاللّه عل يه وآله وسلّم) و يسأله‪ :‬إل الرجئة ؟ إل الزيدية ؟‬
‫إل‪ ..‬؟؟!! إن م مد بن عمينف سه الذي يروي عن هشام بن سال حد يث الباب الذي ف يه ذ كر أ ساء الئ مة‬
‫الثن عشر كلهم‪ ،‬هو نفسه الذي حسب رواية بصائر الدرجات يروي عن هشام بن سال هذا‪ ،‬حديث حيته‬
‫ف معرفة المام بعد الصادق!! فأي الروايتي نصدق؟ أم أن كليهما كذب!‬
‫و ف آخر الديث قال‪ [ :‬و الجة من وُلْـدِ السن ] و الولد بضم الواو‪ :‬جع الوَلَدِ‪ ،‬ما يعن أن أحد‬
‫أولد السن سيكون صاحب الزمان‪ ،‬هذا مع أن أكثر فرق الشيعة‪ ،‬و الت وصل عددها لمس عشرة فرقة بعد‬
‫وفاة المام السـن العسـكري‪ ،‬كانـت تقول بأن العسـكري ل يلف ولدا أصـل‪ ،‬فضل عـن أن يكون له عدة‬
‫أولد ؟؟‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫كانت تلك عمدة أحاديث النص الصريح من قبل الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) على الئمة الثن‬
‫ع شر‪ ،‬ال ت هي أ هم و أش هر ما جاء ف هذا الباب ف ك تب الشي عة‪ ،‬عرف نا حال ا سندا و مت نا‪ ،‬و ل أ قف على‬
‫أحاديث مهمة أخرى ف كتبنا فيها النص الصريح على الئمة الثن عشر بأسائهم‪ ،‬و لو وُجِدَت فعلى اليقي حالا‬
‫لن يكون أفضل من حال الحاديث الت أوردناها (و إل لشتهرت)‪.‬‬
‫و هناك أحاديث أخرى ذكر فيها النص على عليّ و على الثن عشر إمام بأسائهم‪ ،‬وردت ف كتاب سليم‬
‫بن ق يس اللل العامري‪ ،‬و قد سبق الكلم م نا على الكتاب و مؤل فه و بي نا آراء مق قي ال صوليي من علماء‬
‫الشي عة ف الكتاب كقول ا بن الغضائري أن الكتاب موضوع ل مر ية ف يه‪ ،‬وقول الش يخ الف يد أ نه ل يوز الع مل‬
‫بأكثر ما فيه و ينبغي للمتد ين أن يت نب الع مل ب كل ما فيه‪ ...‬فلياجع ثة (ص ‪ 137 134‬من كتابنا هذا)‪،‬‬
‫و نضيف هنا قول ابن داود اللي ف رجاله‪ [ :‬سليم بن قيس اللل‪ ،‬ينسب إليه الكتاب الشهور و ف الكتاب‬
‫مناكي مشتهرة و ما أظنه إل موضوعا ]‪ ،‬و قد ذكرنا ثة طرفا من الخطاء التاريية الفاضحة ف كتاب سليم بن‬
‫قيس الت تؤكد كون الكتاب ملفقا مكذوبا‪ .‬لذا لا كان الكتاب باتفاق كبار علماء الشيعة مكذوبا موضوعا فل‬
‫حاجة بنا للتعرض لبعض ما جاء فيه من روايات النص على الئمة الثن عشر‪.‬‬
‫كذلك جاءت ف كتب الشيعة أحاديث أخرى فيها نص الرسول (صلى العليه وآله ) على الئمة الثن عشر‬
‫بأسائهم لكن ليس من طرق الشيعة بل من طرق العامّة‪ ،‬و على لسان رواة من العامة ( أي من أهل السنة )‪ ،‬مثل‬
‫هذه الروايات أوردها السيد هاشم البحران ف كتابه " غاية الرام " و علي بن ممد القمي ف كتابه " كفاية الثر‬
‫ف النص على الئمة الثن عشر " و سند تلك الروايات يتصل بالعصوم بواسطة صحابة مثل أب هريرة أو أنس‬
‫بن مالك أو ابن عباس‪ ...‬و لكننا لا كنا نعلم أن مثل أولئك الصحابة ل يكونوا قطعا من القائلي بالمامة بالنص‬
‫على علي و أبنائه بل بعضهم كان من النحرفي عن علي‪ ،‬فإنه من غي المكن أبدا أن يرووا مثل هذه الحاديث‪،‬‬
‫و من الواضح جدا أنه قد ت نسبة مثل هذه الحاديث إليهم حت يُقال‪ :‬الفضل ما شهدت به العداء! و ثانيا‪ :‬ما‬
‫يؤ كد ما نقوله‪ ،‬سند م ثل هذه الحاد يث الذي ل يلو من وضاع أو غال أو ضع يف أو مهول‪ ،‬و كمثال على‬
‫ذلك نذكر الديث التال الذي رواه السيد هاشم البحران ف " غاية الرام " (ص ‪ )57‬فقال‪..[ :‬ابن بابويه ف‬
‫كتاب الن صوص‪ ،‬قالوا‪ :‬حدث نا ممد بن ع بد ال الشيبا ن و‪ ..‬و‪ ..‬و‪ ..‬قالوا حدث نا أبو علي ممد بن هام بن‬
‫سهل الكاتب قال حدثنا السن بن ممد بن جهور العَمِ ّي ( و ف نسخةٍ‪:‬القُمّ يّ ) عن أبيه ممد بن جهور قال‬
‫حدثنـ عثمان بـن عمرة قال حدثنـا شعبـة‪...‬عـن عبـد الرحنـ العرج عـن أبـ هريرة قال كنـت عنـد النـب‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و أبو بكر و عمر و الفضل بن عباس و زيد بن حارثة و عبد ال بن مسعود إذ دخل السي بن علي فأخذه‬
‫النب و قبّله‪.]...‬‬
‫ث يذ كر ال نب حدي ثا يبي ف يه أ ساء الئ مة من ولد ال سي واحدا واحدا ح ت ي صل إل جع فر ال صادق‬
‫فيقول‪ [ :‬الطا عن عل يه و الراد عل يه كالراد علَيّ‪ ،‬قال‪ :‬ث د خل ح سان بن ثا بت فأن شد شعرا ف ر سول ال‬
‫وانقطع الديث‪ ]..‬ث يقول أبو هريرة أنه ف اليوم التال بعد أن صلى رسول ال (صلى ا لعليه وآله ) الفجر و دخل‬
‫ب يت عائ شة دخل نا ن ن كذلك أ نا و علي بن أ ب طالب و ا بن عباس [ فقلت‪ :‬يا ر سول ال! أل ت بن ببا قي‬
‫اللفاء من صلب السي ؟ قال‪ :‬نعم يا أبا هريرة! [‪ ]7‬و يرج من صلب جعفر مولود تقي طاهر‪ ...‬سَمِيّ‬
‫مو سى بن عمران‪(...‬و كأن ر سول ال ي سكت ب عد ذكره ا سم مو سى بن جع فر في سأله ا بن عباس)‪ :‬ث من يا‬
‫ب موسى‪ :‬علـي‪.....‬إل الديث]‪ .‬و العجيب أن أبا‬
‫ص ْل ِ‬
‫رسول ال ؟ فيقول الرسول (صلى ا لعليه وآله ) من ُ‬
‫علي م مد بن هام راوي الد يث يقول ب عد رواي ته للحد يث‪ [ :‬الع جب كل الع جب من أ ب هريرة يروي هذه‬
‫أجل إنه لمر لعجيب حقا أن يروي أبو هريرة و زيد بن‬ ‫الخبار ث ينكر فضائل أهل البيت عليهم السلم!]‪.‬‬
‫حار ثة و ‪ ...‬و خا صة ع بد ال بن عباس الذي كان يتلف مع علي ف الرأي أحيا نا‪ ،‬م ثل هذه الحاد يث الثب تة‬
‫للنص اللـهي و العصمة لئمة أهل البيت‪ ،‬و لكن ليس الذنب ذنبهم بل ذنب من وضع هذه الروايات الوضوعة‬
‫على ألسنتهم‪.‬‬
‫و العجب منه أيضا هو حال "ممد بن هام" هذا الذي كان يروي الديث عن "أحد بن السي" الذي‬
‫كان ي ضع الد يث!‪]]8‬و ل شك أن هذا ال مر ي عد طع نا كبيا بناه ته أع ن"م مد بن هام" لن الروا ية عن‬
‫الكذابي والوضاعي تعد كما يؤكد العلمة الرجال "التستري" [‪ ]9‬ـ مطعنا بالراوي يوجب ضعفه‪ ،‬و يفقد‬
‫الثقة بنقولته‪.‬‬
‫ث إن "أحد بن السي" روى حديثنا هذا عن " السن بن ممد بن جهور العَمِ يّ " (أو القُمّ يّ كما ف‬
‫بعـض النسـخ) الذي قال عنـه المقانـ فـ تنقيـح القال (ج ‪/1‬ص ‪ [:)306‬يروي عـن الضعفاء و يعتمـد على‬
‫الراسيل ] و هو عن أبيه ممد بن السن بن جهور الجروح جدا ف كتب الرجال‪ ،‬فالشيخ النجاشي قال عنه‪[ :‬‬
‫ممد بن جهور أبو عبد ال العَمِيّ ضعيف ف الديث فاسد الذهب‪ ،‬و قيل فيه أشياء ال أعلم با من عظمها ]‬
‫[‪ ]10‬و نقل الردبيلي ف جامع الرواة (ج ‪/2‬ص ‪ )87‬أقوال الرجاليي فيه كما يلي‪ [ :‬ممد بن جهور العمي‬
‫عرب بصري غال [ضا]‪ ...‬أبو عبد ال العمي ضعيف ف الديث غال ف الذهب فاسد ف الرواية ل يلتفت إل‬
‫حديثه و ل يعتمد على ما يرويه [صه] ‪ ]..‬و قال ابن الغضائري عنه‪ [ :‬ممد بن السن بن جهور أبو عبد ال‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫القمي غال فاسد الذهب ل يكتب حديثه رأيت له شعرا يلل فيه الحرمات ]‪ ،‬وذكره ابن داود ف رجاله (ص‬
‫‪ )442‬فـ القسـم الثانـ الخصـص للمجروحيـ و الجهوليـ و قال عنـه‪ [ :‬يروي عـن الضعفاء و يعتمـد على‬
‫الراسـيل ]‪ ،‬و هكذا فـ سـائر كتـب الرجال‪ .‬هذا و لاـ كان الرجـل قـد عمّرـ كثيا فبلغ عمره مائة و عشرة‬
‫سنوات‪ ،‬وكان غال يا‪ ،‬فل ي ستبعد أن يكون قد و ضع هذا الد يث ف أوا خر القرن الجري الثالث (أي ب عد أن‬
‫اتضح ما استقرت عليه المامية الثن عشرية من أساء و عدد للئمة) و علمه لبنه السن!‪ .‬ث جاء مثل "ممد‬
‫بن هام" ليوي هذا الديث و يتخذه حجة ويتعجب كيف رواه أبو هريرة و ل يعمل به!!‪.‬‬

‫علوة على الحاديث الت ذكرت فيها أساء الئمة صراحة‪ ،‬توجد ف كتب الشيعة أحاديث أخرى فيها‬
‫ال نص على الئ مة بن حو الكنا ية والشارة‪ ،‬و أ هم هذا النوع من الحاد يث ما أورده الحدث الكلي ن ف كتا به‬
‫أصول الكاف‪ :‬كتاب‪ :‬الجة‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء ف الثن عشر و النص عليهم عليهم السلم‪ ،‬حيث أورد الكلين ف‬
‫هذا الباب عشرين حديثا‪ ،‬اعتب "العلمة الجلسي" (رحة ال عليه) ف شرحه للكاف الذي ساه " مرآة العقول"‬
‫(ج ‪/1‬ص ‪ 433‬ـ ‪ )439‬تسعة منها ضعيفة‪ ،‬و ستة مهولة‪ ،‬و حديثا واحدا متلفا فيه‪ ،‬و حديثا مرفوعا و حديثا‬
‫حسنا و حديثي منها فقط صحيحي‪ ،‬وأحد هذين الديثي الصحيحي‪ ،‬بنظره‪ ،‬هو الديث الذي رواه "أبو هشام‬
‫العفري" عن حضرة المام ممد التقي عليه السلم‪ ،‬وهو حديث سيأت عن قريب بيان ضعفه و بطلنه [‪. ]11‬‬
‫و الثان هو هذا الديث نفسه لكن بسند آخر من رواته "أحد بن ممد بن خالد البقي" و هو راو ضعيف‪ ،‬ل‬
‫ندري كيف اعتبه العلمة الجلسي صحيحا! [‪. ]12‬‬
‫لكن العجيب أنه علوة على ضعف سند هذه الحاديث ‪ ،‬فإن متنها واضح البطلن‪ ،‬لن سبعة منها و هي‬
‫الحاديث‪ 6 :‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 9‬و ‪ 14‬و ‪ 17‬و ‪ ،18‬يعل عدد الئمة ثلثة عشر!‪ ،‬فالديث السادس الذي يرويه‬
‫أبو حزة الثمال عن المام زين العابدين يقول‪ [:‬إن ال خلق ممدا و عليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته‪،‬‬
‫فأقامهم أشباحا ف ضياء نوره يعبدونه قبل خلق اللق‪ ،‬يسبحون ال و يقدسونه و هم الئمة من وُْلدِ رسول‬
‫ال (صلى ا لعليه وآله )]‪ .‬فكيف يكون الئمة من وُلْدِ رسول ال‪ ،‬و عليّ ليس من وُلْدِه ؟‬
‫و كذلك ف الد يث ال سابع يقول المام البا قر عل يه ال سلم‪ ..[ :‬الث ن ع شر إمام من آل م مد كل هم‬
‫حدّث من وُْلدِ ر سول ال‪ .] ...‬و ف الد يث الثا من يقول حضرة أم ي الؤمني عل يه ال سلم‪ [ :‬إن لذه ال مة‬
‫مُ َ‬
‫اثن عشر إمام هدى من ذرية نبيها‪ ،]...‬و ف الديث التاسع يقول حضرة المام ممد الباقر عليه السلم‪ ،‬ناقل‬
‫عن جابر بن عبد ال النصاري قوله‪ [ :‬دخلت على فاطمة و بي يديها لوح لا فيه أساء الوصياء من ولدها‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫فعددت اثنا عشر آخرهم القائم ثلثة منهم ممد وثلثة منهم علي [‪ ،] ]13‬و ف الديث السابع عشر يقول‬
‫رسول ال (صلى العليه وآله ) لمي الؤمني‪ [ :‬إن و اثن عشر من ولدي و أنت يا علي زرّ الرض يعن أوتادها‬
‫و جبالا‪ ،] ...‬و ف الديث الثامن عشر يقول المام الباقر‪ [ :‬قال رسول ال‪ :‬من ولدي اثن عشر نقيبا نباء‬
‫مدثون‪.]...‬‬
‫فهذه الحاديث تثبت أن من ذرية الرسول ( صلى ا لعليه وآله ) سيكون اثنا عشر إماما‪ ،‬وبالتال فمع المام‬
‫علي الذي هو أول الئمة و ليس من ذريته (صلى ا لعليه وآله ) ـ سيكون مموع عدد الئمة ثلثة عشر إماما!!‬
‫و يبدو أن الراوي الوضاع الكاذب نسي أن عليا عليه السلم ليس من ذرية الرسول (صلى ا لعليه وآله ) ول يتوقع أن‬
‫يقع حديثه‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬بيد من يفرق بي عدد الثن عشر و الثلثة عشر!!‬
‫و هكذا رأي نا من خلل تح يص أ سانيد ج يع أحاد يث ال نص على الئ مة هذه و تل يل متون ا‪ ،‬أن ا جي عا‬
‫أحاديـث موضوعـة مكذوبـة ل تصـدر قطعـا عـن النـب (صـلىال عليـه وآله وسـلم) أو آله الكرام‪ .‬و نتجـه الن‬
‫نو تاريخ الئمة أنفسهم لنر هل تتطابق سيهم و أقوالم مع وجود مثل أحاديث النص هذه أم ل ؟‬

‫[‪ ]1‬رجال الكشي‪ ،‬ص ‪( 164‬طبعة النجف)‪ .‬أو اختيار معرفة الرجال ‪ ،‬طبعة مشهد‪ :‬ص ‪ ، 187‬الحديث ‪. 329‬‬
‫[‪ ]2‬أبمو هاشمم الرمانمي الواسمطي اسممه يحيمى توفمي سمنة ‪ 122‬و قيمل ‪ ،145‬و أمما قاسمم بمن كثيمر فكنيتمه أبمو هاشمم ونسمبته‬
‫الخارفي الهمداني بياع السابري روى عنه سفيان الثوري‪ ،‬لهما ترجمة في التهذيب و هما ثقتان (مت )‬
‫[‪]3‬تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي ( و هو من أعلم الغيبة الصغرى و معاصر للمحدث الكليني و الحافظ ابن عقدة‪ ،‬قيل أنه‬
‫كان زيديا ) ص ‪( 475 474‬من الطبعة التي حققها محمد كاظم‪ ،‬طبع طهران‪ 1410،‬هم ‪( .) 1990 /‬مت)‬
‫[‪ ]4‬كان علي من الناصحين للخليفتين ابي بكر و عمر و كانا يعملن بمشورته ‪ ،‬فمن ذلك أخذ أبي بكر برأي علي في موضوع‬
‫مبدأ التأريخ السلمي بهجرة النبي (ص)‪ ،‬كماأن عمر عمل بنصح و مشورة علي له في موضوع شخوصه لحرب الفرس و حرب‬
‫الروم (انظمر نهمج البلغمة‪ ،‬الخطبتيمن‪ ، 134 :‬و ‪ .)146‬و لو رجعنما إلى كتاب مسمند زيمد بمن علي عليهمما السملم لوجدنما عددا ممن‬
‫الروايات يقر فيها الخليفة الثاني بأن عليا أعلم منه و يرجع إليه في حل كثير من المور ‪ ،‬بل يحتاط في الجابة على سؤال رغم‬
‫أنه سمع جواب مثله من النبي (ص) بنفسه و لكنه مع ذلك يعهد بالجابة عن السؤال إلى علي (ع)‪( .‬انظر مثل الحديث السادس‬
‫في باب الحيض و الستحاضة‪ ،‬من كتاب الطهارة‪ ،‬و الحديث الثالث في باب جزاء الصيد من كتاب الحج) (برقعي)‬
‫[‪ ]5‬لم يكمن الئممة الربعمة أيضما راضون عمن خلفاء عصمرهم ممن بنمي العباس ‪ ،‬فأحممد بمن حنبمل أمضمى سمنوات طويلة فمي‬
‫سمجونهم ممع ضربمه بالسمياط لحمد فقدان الوعمي بسمبب رأي كلممي اختلف فيمه ممع المأمون‪ .‬و مالك اعتقمل بسمبب تأييده لثورة‬
‫العلويين بقيادة النفس الزكية و إفتائه بجواز نقض البيعة التي تؤخذ بالكراه‪ ،‬و قد ضرب يالسياط حتى خلعت كتفه!!‪ ،‬كما روى‬
‫عمن المام الصمادق (ع) فمي كتابمه الموطمأ‪ .‬و كذلك "الشافعمي" رغمم أنمه كان قرشيما‪ ،‬إلأنمه كان محبما و مؤيدا لل علي (ع) حتمى‬
‫اتهم بالتعاون معهم في اليمن و اعتقل لجل ذلك‪ .‬و أشعاره في حب علي و آل النبي مشهورة يعرفها العام و الخاص‪ .‬أما تأييد‬
‫المام أبمي حنيفمة لثورات العلوييمن فمي عصمره ‪ ،‬و الذي يدل على أنمه كان يراهمم أولى الممة بالخلفمة ولم يكمن يرى مشروعيمة‬
‫خلفة الخلفاء في عصره‪ ،‬فأشهر من أن يذكر ‪ ،‬مما حدى ببعض المؤرخين أن يعتبره شيعيا في ولئه السياسي‪ ،‬و قد سجن أبو‬
‫حنيفمة ‪ ،‬بسمبب أرائه تلك‪ ،‬عدة مرات ‪ ،‬فمي زممن المنصمور الدوانيقمي و رفمض أن يسمتلم أي منصمب ممن المناصمب التمي عرضمت‬
‫عليه في عهده حتى توفي آخر المر و هو في سجن المنصور‪( .‬برقعي)‬
‫[‪ ]6‬تعتمد المذاهب السنية الربعة قاعدتي التعصيب و العول في الرث‪ ،‬أما التعصيب فهو أن يُعْط َى ما يتبقى من التركة‪ ،‬بعد‬
‫أن يأخمذ كمل ذي فرض فرضمه‪ ،‬لّوْلى عصمبة ذكمر‪ ،‬و همم البناء ثمم الباء ثمم الخوة ثمم أبناءهمم ثمم العمام ثبم أولد العبم‪ ،‬و‬
‫العباسميون وافقهمم هذا الرأي حيمث أنمه لمما لم يكمن لرسمول الله (ص) أبناء ( ذكور ) و ل آباء أو إخوة‪ ،‬كان ورثتمه و عصمبته همم‬
‫أعماممه ( العباس ) و أبناء عممه ( العباسميون )! أمما فمي الفقمه الجعفري فل تعصميب أصمل بمل يأخمذ أصمحاب الفروض ممن الطبقمة‬
‫الواحدة فقط كل التركة و لو كانت بنتا واحدة فقط‪ ،‬فرضا ً ثم ردَّاً‪( .‬مت)‬
‫[‪]1‬هذا أيضا من علمات الكذب في هذا الحديمث إذ أن معرفة أسماء الئمة الذين اختار هم الله وفرض طاعتهم على العالمين‬
‫والتي ل نجاة لمسمملم إل بها حسمب قول المامية أمٌر ينبغي أن يُعلن و يُنشمممممر ل أن يُخفى و يُسمتتر عند فرد! (مت)‬
‫[‪]2‬أول ما يتوجه من إشكال على صحة الحديث و أمثاله أنه من المتواتر أن عددا من الئمة عليهم السلم لم يكونوا عالمين‬
‫فمي بدايمة الممر إلى ممن سمتؤول الماممة ممن بعدهمم ‪ ،‬فالصمادق (ع) أعلن فمي البدايمة أن ابنمه الكمبر "إسمماعيل " همو المام ممن‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫بعده‪ ،‬لكن إسماعيل توفي في حياة أبيه!!‪ ،‬عندئذ قال الصادق أن المام هو "موسى"‪ ،‬وكذلك عين المام الهادي ابنه "محمدا"‬
‫إماما بعده لكن محمدا أيضا توفي في حياة والده!! فنقل الهادي المامة من بعده لبنه الخر" الحسن"‪ ،‬و هذا كله يناقض علمه‬
‫السمابق بأسمماء الئممة واحدا واحدا‪ .‬و كذلك يتناقمض ممع حديمث لوح جابر و أضرابمه‪ ،‬مما رواه الكلينمي نفسمه فمي أصمول الكافمي‪:‬‬
‫باب "الشارة و النص على أبي الحسن الرضا" أن المام موسى بن جعفر (ع) لم يكن يعلم إلى من من إولده ستصير المامة‬
‫من بعده و كان يمل إى إمامة ابنه "القاسم" إلى أن رأي في منامه النبي (ص) و عليا (ع) فسألهما‪" :‬أرنيه أيهما هو؟" و مع أن‬
‫معْتَمهم لي بأبممي و أمممي‬
‫المام علي أشار إلى الرضمما إل أن المام الكاظممم لم يطمئن حتممى سممأل النممبي (ص) فقال‪" :‬قممد جم م َ‬
‫فأيهم هو ؟ "‪ .‬فلو كان حديث اللوح صادقا لكان حضرة الكاظم (ع) قد رآه و عرف منه أسماء الئمة ‪ ،‬فما مورد هذا التساؤل‬
‫منه إذن ؟؟!!‬
‫و لقمد أحصمى كاتمب هذه السمطور أثناء مطالعمة أصمول الكافمي عدد أصمحاب الئممة بدءا ممن المام الحسمين (ع) و حتمى‬
‫المام الرضما (ع) ‪ ،‬الذيمن ذكرت روايات الكافمي مما يدل على عدم معرفتهمم ممن سميكون المام بعمد إمام عصمرهم‪ ،‬فوجدت أن‬
‫عددهمم بلغ مائة و أربعمة!!! فلو صمح حديمث لوح جابر و نظائره لكان الئممة أطلعوا على القمل أصمحابهم المقربيمن على أسمماء‬
‫الئممة أجمعيمن حتمى ل يتيهوا و ل يضطروا للحيرة والبحمث عمن كمل إمام؟؟!! أي لو كان قول الذيمن ادعوا ان النمبي (ص) عيمن‬
‫اثنما عشمر إمامما ممن بعده‪ ،‬بأسممائهم‪ ،‬صمحيحا‪ ،‬لعرف ذلك الئممة أنفسمهم و لعرف ذلك خلص أصمحابهم المقربيمن‪ ،‬فمي أن الواقمع‬
‫خلف ذلك!! (برقعي)‬
‫جع للتأكد من ذلك الكتب التالية‪1 :‬م المقالت و الفرق لسعد بن عبد الله الشعري‪ :‬ص ‪ 2 .72‬م فرق الشيعة للحسن بن‬ ‫[‪ ]3‬يُرا َ‬
‫موسى النوبختي‪ :‬ص ‪ ،82‬حيث يذكر الكتابان أن سنة وفاته هي ‪ 117‬هم‪ 3 .‬م وفيات العيان لبن خل ِّكان‪ :‬ج ‪/4‬ص ‪ 4 .170‬م بحار‬
‫النوار للمجلسي‪ :‬ج ‪ /14‬ص ‪( 44‬من طبعة تبريز القديمة)‪ 5 .‬م تاريخ اليعقوبي‪ :‬ص ‪( 52‬طبعة بيروت لعام ‪1375‬هم)‪ 6 .‬م منتهى‬
‫المال (فمي مصمائب النمبي و الل) لعباس القممي‪( ،‬بالفارسمية)‪ :‬ص ‪( 122‬طبمع العلممي) ‪7‬مم الصمابة فمي تمييمز الصمحابة‪ :‬ج ‪/1‬ص‬
‫‪.215‬‬
‫[‪ ]4‬انظر‪ 1 :‬م الستيعاب في معرفة الصحاب لبن عبد البر‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪ 2 .213‬م أسد الغابة لبن الثير‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪ 3 .258‬م التهذيب‬
‫ج ‪/9‬ص ‪( 77‬طبع النجف)‪4 .‬م تتمة المنتهى‪ :‬ص ‪5 .69‬م الصابة‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪.215‬‬
‫[‪ ]5‬هذا يناقمض مما جاء فمي الروايمة السمابقة ممن أن فاطممة رفضمت إعطاء جابر اللوح قائلة أن الله نهمى أن يمسمه إل نمبي أو‬
‫وصي أو أهل بيت نبي! ( ‪) x‬‬
‫[‪ ]6‬عيون أخبار الرضمما‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪ ( 50-48‬بيروت‪ :‬مؤسممسة العلمممي‪1404 ،‬هممم‪( )1984/‬مممت) و يجدر بالذكممر أن المحقممق و‬
‫المحدث المعاصمر "محمبد باقبر البهبودي" صماحب كتاب "صبحيح الكافبي" (طبمع الدار السملمية‪ ،‬بيروت‪1401 :‬همم) الذي‬
‫نقمح فيمه كتاب الكافمي للكلينمي فحذف منمه مما رآه غيمر صمحيح و أبقمى الصمحيح فقمط‪ ،‬حذف هذا الحديمث معتمبرا إياه غيمر صمحيح‪.‬‬
‫(برقعي)‬
‫[‪ ]7‬من المعروف أنه كان ضريرا لما ذهب لزيارة قبر المام الحسين سنة ‪ 61‬هم لذلك طلب من عطية العوفي أن يأخذ بيده و‬
‫يوصله للقبر‪( .‬برقعي)‬
‫[‪ ]8‬عيون أخبار الرضا‪ :‬ج ‪ /1‬ص ‪(.51-50‬مت)‬
‫[‪ ]9‬أو ج ‪/1‬ص ‪ 303-302‬من الطبعة التي حققها محمدجواد النائيني‪( ،‬بيروت‪:‬دار الضواء‪( .)1408 ،‬مت)‬
‫[‪ ]10‬هو ابن شيخ النجاشي‪ :‬الحسين بن عبد الله الغضائري‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]11‬همو عبمد الله بمن المام جعفمر الصمادق لقمب بالفطمح لنمه كان أفطمح الرأس أو أفطمح الرجليمن‪ ،‬و قمد صمار جممع ممن شيعمة‬
‫جعفر الصادق إلى القول بإمامته بعد وفاة أبيه و عرفوا لهذا بالفطحية (مت)‬
‫[‪ ]1‬عيون أخبار الرضا‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪.51‬‬
‫[‪ ]2‬انظر قاموس الرجال ج ‪ / 6‬ص ‪،103‬و تنقيح المقال‪ :‬ج ‪ /2‬ص ‪ ،203‬و نقد الرجال‪ :‬ص ‪.204‬‬
‫[‪]3‬عيون أخبار الرضا‪ :‬الباب السادس‪ ،‬ج ‪ / 1‬ص ‪( .61 60‬مت)‪.‬‬
‫[‪ ]4‬لنمه لن يكون فمي ذلك اليوم أي أثمر للت و العزى الصمنمين الجاهلييمن و ل لعبادتهمما‪ ،‬فل معنمى لخراجهمما و حرقهمما إل أن‬
‫يكون المقصود بالكلم شيء آخر كما ذكر (طبا) أي وحاشا أئمة العترة أن يقولوا بمثله(مت)‬
‫[‪ ]5‬الواقفة هم الذين وقفوا على إمامة موسى (الكاظم)(ع) و أنكروا إمامة بقية الئمة الثني عشر بعده‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]6‬الرجال للنجاشي‪ :‬ص ‪ ( 32‬طهران‪ :‬مركز نشر كتاب ) (مت)‬
‫[‪ ]7‬امتدح الله تعالى نبيه الكريم (ص) بأنه ليس بخيل في نشر كل ما أعلن إليه بالوحي من الغيب فقال عز من قائل‪ { :‬و ما‬
‫هو على الغيب بضنين} التكوير‪ ،24/‬بل حرم الله تعالى في كتابه كتمان أي أمر من حقائق الدين أشد التحريم و لعن فاعل‬
‫ذلك فقال‪ { :‬إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولبئك يلعنهم‬
‫الله و يلعنهبم اللعنون} البقرة ‪ ، 159 /‬و نحمو ذلك فمي البقرة‪ ،174 /‬و آل عمران‪ .187 /‬كمما أممر الله تعالى رسموله أن‬
‫ينذر جميع الناس على سواء دون تمييز في البلغ فقال‪{ :‬فبقل آذنتكم على سواء ‪ }..‬النبياء‪ .109/‬و كل هذا ينفي بشدة‬
‫أن يكتمم النمبي بيان أصمول الديمن و حقائق الشريعمة التمي فيهما هدايمة الناس أو يختمص بهما بعمض الناس دون الخريمن أو أن يأممر‬
‫بكتمانها؟؟!! (برقعي)‬
‫[‪ ]8‬انظر المنتظم في تاريخ المم لبن الجوزي‪:‬ج ‪/12‬ص ‪( 305‬بيروت‪1412 ،‬هم‪( )1992/‬مت)‬
‫[‪ ]9‬واصمل المؤلف ذكمر انتقادات أخرى طويلة نسمبيا لمتمن الحديمث‪ ،‬رأيمت الكتفاء بمما ذكرتمه‪ ،‬طلبما للختصمار و ابتعادا عمن‬
‫التطويل الممل‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]1‬انظر عيون أخبار الرضا‪ :‬ج ‪ /2‬ص ‪( 305‬مت)‬
‫[‪ ]2‬أو ج ‪/1‬ص ‪ 289‬من الطبعة الجديدة المحققة‪ ،‬ترجمة ثابت بن أبي صفية الذي هو اسم أبي حمزة الثمالي (مت)‬
‫[‪ ]3‬الغيبة للشيخ الطوسي‪ :‬ص ‪( ،150‬قم‪ :‬مؤسسة المعارف السلمية‪1411 ،‬هم)‬
‫[‪ ]4‬رجال النجاشي‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( .243‬مت)‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‪ ]5‬انظر ذلك مثل في جامع الرواة‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪( .58‬مت)‬
‫[‪ ]6‬و انظرها في أصول الكافي‪:‬كتاب الحجة‪ :‬باب مايفصل به بين دعوى المحق والمبطل‪:‬ج ‪/1‬ص ‪351‬م ‪(352‬مت)‬
‫[‪ ]7‬لو كان هذا الحديث من كلم رسول الله (ص) حقا لقال هنا عوضا عن "نعم" "بلى يا أبا هريرة" (برقعي)‬
‫[‪ ]8‬لم أقف على المصدر الذي استقى منه المؤلف هذا المر عن محمد بن الهمام‪ .‬و ما بين يدي من المصادر الرجالية يمدح‬
‫محمد بن الهمام‪ .‬و الله أعلم‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]9‬انظر "قاموس الرجال" للعلمة التستري‪ :‬ج ‪ / 8‬ص ‪.428‬‬
‫[‪ ]10‬رجال النجاشي‪:‬ج ‪ /2‬ص ‪( .225‬مت)‬
‫من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫[‪ ]11‬انظر الصحفة‬
‫[‪ ]12‬ممن الجديمر بالذكمر أن المحدث المحقمق محممد باقمر البهبودي صماحب كتاب "صمحيح الكافمي" لم يعتمبر أيما ممن العشريمن‬
‫حديثا في هذا الباب صحيحا‪( .‬برقعي)‬
‫[‪ ]13‬نقمل هذه الروايمة نفسمها كمل ممن الشيمخ الصمدوق فمي كتبمه و ممن جملتهما "إكمال الديمن" و الشيمخ الطوسمي فمي كتابمه‬
‫"الغيبة"‪ ،‬و لكنهما جعل عدد الذين اسمهم علي "أربعة " خلفا لما ذكره الكليني هنا من أنهم "ثلثة "!‬

‫سَِي ُر الئمة بد ذاتا تكذّب وجود أحاديث النص‬


‫‪ 1‬تبي من الفصول الاضية و ثبت أن حضرة أمي الؤمني عليه السلم ل يدع ف أي مقام أو ف أي مل من‬
‫الناس‪ ،‬أن ال تعال ن صبه و عي نه إما ما مفترض الطا عة على ال سلمي‪ ،‬و أن المر ل ي كن يعدو اعتباره نف سه أول‬
‫المة و أليقها و أحقها بنصب خلفة رسول ال‪ ،‬كما أن اعتراضه على بيعة سقيفة بن ساعدة كان مستنده أن‬
‫هذه البيعة ل تتم بشورة جيع النصار و الهاجرين أو على القل ل تتم بشورته هو نفسه و ل مشورة عديد من‬
‫ل عنه إل غيه أبدا‪]1[ .‬‬
‫فضلء و أجلة الهاجرين والنصار‪ ،‬ومن السلم أنه لو حصل ذلك لا عُدِ َ‬
‫‪ 2‬كذلك خلفة السن بن علي الجتب عليه السلم ل تتم بالستناد إل نص‪ ،‬سواء كان من الرسول‬
‫( صلى العليه وآله ) أو من علي عليه السلم ‪ ،‬بل كما جاء ف مروج الذهب للمسعودي و تاريخ الطبي والبداية‬
‫و النها ية ل بن كث ي أن عل يا ل ا ضر به ا بن مل جم د خل عل يه الناس ي سألونه فقالوا‪ [ :‬يا أم ي الؤمن ي‪ ،‬أرأ يت إن‬
‫فقدناك‪ ،‬و ل نفقدك‪ ،‬أنبا يع ال سن ؟ فأجاب‪ :‬ل آمر كم و ل أنا كم‪ ،‬أن تم أب صر ] [‪ ،]2‬و أ نه ل ا أ خب أ هل‬
‫الكوفة قبل أن يضربه ابن ملجم بشهادته كانوا يقولون له‪ [ :‬أل تستخلف ؟ فيقول‪ :‬ل و لكن أترككم كما‬
‫ترككم رسول ال] [‪ ،]3‬و أنه لا أخب السنُ النا سَ بوفاة أبيه الليل قام ابن عباس و قال‪ [ :‬إن أمي الؤمني‬
‫تو ف و قد ترك ل كم خلفا فإن أحببتم خرج إلي كم و إن كرهتم فل أحد على أحد‪ ،‬فب كى الناس و قالوا‪ :‬بل‬
‫يرج إلي نا ]‪.‬هذا ف ح ي أ نه لو كان ل سألة الما مة الن صوص علي ها‪ ،‬على الن حو الذي يدعو نه‪ ،‬حقي قة‪ ،‬للزم‬
‫و وجب أن يقوم علي عليه السلم أثناء فترة حكمه الت دامت خس سنوات‪ ،‬ببيان هذا الصل الصيل و التأكيد‬
‫عليه قبل أي شيء آخر‪ ،‬و ذلك ف كل مناسبة و خطبة من خطبه البليغة‪ ،‬و أن يقوم ابنه السن الجتب بذلك أيضا‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫ليعلم الناس أمر دينهم و تتم الجة عليهم و يعرفوا أنه ‪ :‬أول‪ :‬المامة و حكومة السلمي منحصرة باثن عشر إمام‬
‫ب نص من ال تعال علي هم ل أك ثر و ل أ قل (ح ت ل ت ضل عشرات الفرق ال ت قالت بإما مة أك ثر أو أ قل من هم‬
‫كال ساعيلية و الكي سانية و الزيد ية و ‪ ..‬و ‪ )..‬و ثان يا‪ :‬أ نه با ستثناء إما مة ال سي ب عد أخ يه ال سن ل تنت قل‬
‫المامة إل من بنحو عامودي من الب لبنه‪ ،‬و أنا باستثناء موردين ها اسعيل بن جعفر و ممد بن علي الادي‬
‫تكون للبن الرشد بعد أبيه‪ .‬و ثالثا‪ :‬أن الئمة من ولده معصومون مفترضوا الطاعة ‪ ...‬و أن ‪ ...‬و أن ‪...‬ال‪.‬‬
‫و ل كن ك ما نعلم جي عا ل يس هناك أي أ ثر ل ثل هذه المور سواء ف كلم علي أو كلم اب نه ال سن ح ت‬
‫الذي قيل ف الجتماعات الاصة و مع القربي‪ ،‬بل سنرى عن قريب أن الئمة أنفسهم كانوا آخر من يعلم بثل‬
‫هذه المور!! ‪.‬‬
‫‪ 3‬أما حضرة السي عليه السلم فمشهور و معروف لكل أحد أنه قبل أن يدعوه أهل الكوفة للمامة‬
‫و يبايعوا مثله جناب مسلم بن عقيل‪ ،‬ل يدع لنفسه المامة الفترضة بنص من ال و نص من رسوله (صلى العليه‬
‫وآله )‪ ،‬و ل يأت ف جيع احتجاجاته و خطبه الت ألقاها بي الناس قبل و أثناء خروجه‪ ،‬بأي كلم عن نص على‬
‫إمامته أو إمامة والده أو أخيه‪.‬‬
‫‪ 4‬بعد شهادة السي عليه السلم ‪ ،‬طبقا لتفاق جيع التواريخ العتبة‪ ،‬قام أخوه من أبيه ممد بن علي‬
‫العروف بحمـد بـن النفيـة بتول منصـب المامـة وعرف أتباعـه الذيـن قالوا بإمامتـه بالكيسـانية‪ ،‬و كتـب اللل‬
‫و الن حل و أحاد يث الشي عة مليئة بالد يث عن هذا ال مر‪ ،‬ك ما روى "الطب سي" ف كتا به "أعلم الورى" (ص‬
‫‪ )152‬و "الكلين" ف "الكاف" و "الطبسي أحد بن علي" ف "الحتجاج" كلهم عن أب عبيدة و زرارة كلها‬
‫عن حضرة الباقر عليه السلم قال‪ [ :‬لا قتل السي أرسل ممد بن النفية إل علي بن السي فخل به و قال يا‬
‫ابن أخي قد علمت أن رسول ال دفع الوصية و المامة من بعده إل علي ث إل السن ث إل السي و قد‬
‫ق تل أبوك و ل يوص و أنـا ع مك و صنو أبيـك وولدتـ مـن علي وأنـا فـ سن وقدمـي أ حق باـ منـك ف‬
‫حداث تك‪ ،]4[]...‬و مه ما كان هذا الد يث مدوش سندا و مت نا و عقل سيما ما ذ كر ف يه من تا كم علي بن‬
‫السي إل الجر السود ليحكم بينه و بي ممد بن النفية! و الذي من الواضح أنه من اختلق الوضاعي الذين‬
‫ل يتورعون عن الكذب ف سبيل تأييد مذهبهم‪ ،‬أو من وضع أشخاص أرادوا إياد الفرقة بي السلمي‪ ،‬لكن أيا‬
‫كان المر فإنه من مسلمات التاريخ أنه بعد شهادة السي وجدت الفرقة الكيسانية القائلة بإمامة ممد بن النفية‬
‫ث تفر عت عن ها بعده عدة فرق أخرى أي ضا‪ ،‬و وجود هذه الفر قة و غي ها و إن كان بل شك وليدا لل صراعات‬
‫السياسية و الناعات على السلطة‪ ،‬لكنه بد ذاته يتناقض مع مسألة النص أي مع وجود نص معروف على أساء‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫الئمة بأعينهم‪ ،‬إذ لو كان ذلك معروفا فعل‪ ،‬لا صار أحد لليان بإمامة ممد بن النفية‪ ،‬و من العجيب أن نفس‬
‫أولئك الذين رووا مثل الديث السابق الذي يقول فيه "ابن النفية" لبن أخيه من أبيه "علي بن السي"‪ [ :‬أنا‬
‫عمك و صنو أبيك وولدت من علي و أنا ف سن و قدمي أحق با منك ]‪ ،‬و يذكرون أن الختار بن عبيدة‬
‫الثقفي ( قائد ثورة التوابي) وغيه‪ ،‬بقوا‪ ،‬لسنوات مديدة‪ ،‬يدعون لمامة ابن النفية‪ ،‬هم أنفسهم يروون عن نفس‬
‫ممد بن النفية ما يؤ يد النص على الئمة!‪ ،‬كما روى الكشي ف رجاله عن أ ب خالد الكابلي الذي كان يقوم‬
‫بدمة ممد بن النفية‪ ،‬أنه قال له يوما‪ [ :‬جعلت فداك إن ل خدمة و مودة وانقطاعا‪ ،‬أسألك برمة رسول ال‬
‫و أمي الؤمني إل ما أخبتن‪ :‬أنت الذي فرض ال طاعتـه على خلقه ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬المام علي بن السـي‪،‬‬
‫عل ّي و على كل مسـلمٍ ]!‬
‫و أ يا كان ف من الوا ضح تا ما أ نه ل يكن ع ند أ هل ب يت النبوة نص معروف صريح على الما مة و اللفة‬
‫و إل لا ادعى المامة أبدا رجل عرف بالعلم و الزهد و الشجاعة و التقوى كمحمد ابن النفية‪ ،‬و لتبأ من الذين‬
‫قالوا بإمامته‪ ،‬مع أنه ل يُسمَع منه أبدا أنه رد على القائلي بإمامته أو أنكرها‪ ،‬إذن فلم يكن هناك نص نبوي معي‬
‫يدد من هم الئمة‪.‬‬

‫ثورات السادة العلويي دليل آخر على عدم وجود النص‬


‫‪ 1‬بيعة أهل الكوفة لناب زيد بن علي بن السي من القضايا الواضحة ف تاريخ السلم و خروج ذلك‬
‫الناب باسم المامة من مسلمات التاريخ‪ ،‬ذلك أن عقيدته كانت أن المام هو من قام بالسيف‪ ،‬من أولد علي‬
‫و فاط مة‪ ،‬ل جل ال مر بالعروف و الن هي عن الن كر‪ ،‬و الدفاع عن الدي ـن و ردّ الظال ي و إقا مة ح كم الكتاب‬
‫و السنة‪ .‬و هذا من أوضح عقائد وحجج حضرته و دليل على أن ذلك الناب كان منكرا تاما لوجود نص يعي‬
‫أشخاصا مددين للمامة ف أهل بيت النبوة‪ ،‬كما سبق و أشرنا إل بعض ما روي عن حضرته ف هذا الجال ما‬
‫رواه فرات ابن إبراهيم الكوف ف تفسيه العروف بتفسي فرات ابن إبراهيم والذي يعد من كتب الشيعة الوثقة‬
‫الع تبة [‪ .]5‬و روى الكلي ن ف أ صول الكا ف (كتاب ال جة‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )348‬عن علي بن ال كم عن أبّان‬
‫و كذلك الك شي ف رجاله (ص ‪ )164‬عن أ ب خالد الكابلي‪ :‬حوارا ب ي ز يد بن علي بن ال سي و أ ب جع فر‬
‫الحول العروف بؤمن الطاق‪ ،‬حول موضوع المامة بالنص و النص على الئمة‪ ،‬يؤكد رأي المام زيد الذكور‬
‫فيما رواه فرات ابن إبراهيم ف تفسيه‪ ،‬خلصته أن زيد بن علي يقول لؤمن الطاق‪ [ :‬بلغن أنك تزعم أن ف‬
‫آل ممد إماما مفترض الطاعة ؟ قال‪ :‬نعم و كان أبوك علي بن السي أحدهم‪ .‬قال‪ :‬وكيف و قد كان يؤتى‬
‫بلقمة و هي حارة فيبدها بيده ث يلقمنيها‪ ،‬أفترى يشفق علي من حر اللقمة و ل يشفق علي من حر النار ؟!‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫(أي ل يبن عن المام الفترض الطاعة ؟!) ]‪ .‬و هذا الديث رواه الكشي من طريق آخر أيضا عن أب مالك‬
‫الح سي عن مؤ من الطاق‪ .‬و عل يه فإن جناب ز يد بن علي بن ال سي الذي ن بأ ر سول ال ع نه و عن شهاد ته‬
‫ومدحه و أثن عليه حسبما أورده القاضي السي بن أحد السياغي الصنعان ف كتابه‪ " :‬الروض النضي شرح‬
‫مموع الفقه الكبي " (ج ‪/1‬ص ‪ )58‬و ما ورد ف كتاب "النهاج" و "هداية الراغبي"‪ ،‬كما أثن عليه حضرة أمي‬
‫الؤمني و حضرة المام السي حسبما رواه ابن طاووس ف كتابه اللحم (ص ‪ 74‬و ‪ 96‬من طبعة النجف) و ما‬
‫رواه ال صدوق ف عيون أخبار الر ضا (ج ‪ /1‬ص ‪ 225‬ـ ‪ )229‬و الك شي ف رجاله‪ ،‬و الذي أث ن عل يه أخوه‬
‫المام الباقر وابن أخيه المام الصادق و سائر الئمة عليهم السلم أيضا‪ ،‬زيد هذا ل يكن يعتقد أبدا بإمام منصوص‬
‫عليه سلفا من أهل بيت النبوة‪ ،‬بل كان يعتب المام من يرج بسيفه فعل للمر بالعروف و النهي عن النكر وإحياء‬
‫الدين وكان يقول‪ [ :‬ليس المام منا من جلس ف بيته و أرخى عليه ستره و ثبط عن الهاد و لكن المام منا‬
‫من منع حوزته و جاهد ف سبيل ال حق جهاده و دفع عن رعيته و ذب عن حريه ][‪ ،]6‬و نفس خروجه‬
‫و بي عة الناس له بالما مة أو ضح دل يل على عدم وجود ال نص‪ ،‬مه ما حاول القائلون بال نص أن يؤولوا خروج ز يد‬
‫هذا ويفسروه بتفسيات من قبيل تفسي القول با ل يرضى به صاحبه!‬
‫و العجيب أن متلقي النص و واضعي الحاديث فيه‪ ،‬ل يكفوا بلءهم عن زيد أيضا‪ ،‬رغم أن عقيدته ف‬
‫عدم النص على الئمة ف غاية الوضوح‪ ،‬بل وضعوا الحاديث الت تثبت معرفته بالنص!‪ ،‬كما روى ذلك علي بن‬
‫ممـد القمـي فـ كتابـه " كفايـة الثـر فـ النصـوص على الئمـة الثنـ عشـر " فقال‪ [ :‬و يدث عمـر بـن‬
‫مو سىالرجهي عن ز يد قال‪ :‬ك نت ع ند أ ب علي بن ال سي إذ د خل عل يه جابر بن ع بد ال النصاري فبي نا‬
‫هو يدثه إذ خرج أخي ( أي ممد الباقر) من بعض الجر فأشخص جابر ببصره نوه (!!) فقام إليه و قال‪:‬‬
‫أقبـل! فأقبـل‪ ،‬أدبر! فأدبر‪ ،‬فقال‪ :‬شائل كشمائل رسـول ال‪ ،‬مـا اسـك يـا غلم ؟ قال‪ :‬ممـد‪..‬إل آخـر‬
‫الديث ]‪ ،‬و قد بينا ف نقدنا للحديث الول من أحاديث النص أن جابرا توف فيما بي ‪ 74‬و ‪ 78‬هـ ف حي‬
‫كانت ولدة زيد سنة ‪ 80‬هـ!! ويكفي هذا لعرفة مقدار ما يتمتع به الديث من الصدق والصحة! بالضافة لا‬
‫تقدم من أن جابرا كف بصره ف آخر عمره فكيف استطاع أن يدقق النظر إل حضرة الباقر ؟! إن واضعي هذه‬
‫الحاديث كانوا مغرمي ومتعلقي بإثبات موضوع النص من ال تعال على إمامة الئمة لدرجة أنم كانوا يتلقون‬
‫دون تفكي أي حديث كان‪ ،‬لثبات مدعاهم‪ ،‬مهما كان مفضوح الكذب!‪.‬‬
‫‪2‬ـ من القضايا السلمة ف التاريخ قيام و إمامة ممد بن عبد ال بن السن الثن بن السن الجتب العروف‬
‫بـ " النفس الزكية" الذي كان من أكابر أهل بيت النبوة و أجلتهم فضل و علما و تقوى‪ ،‬و بيعة الناس و ل‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫سيما عترة الرسول و بنو هاشم ـ له بالمامة‪ ،‬إل حد أن حضرة جعفر الصادق نفسه الذي تنسب إليه أكثر‬
‫أحاديث النص هذه ـ دُعي إل بيعته‪ ،‬و حسب بعض الحاديث أنه أعانه ف قيامه‪ ،‬كما جاء ف كتاب "مقاتل‬
‫الطالبيي" لب الفرج الصفهان (ص ‪ )252‬عن سليمان بن نيك أنه قال‪ [ :‬كان موسى و عبد ال ابنا جعفر‪،‬‬
‫عند ممد بن عبد ال (أي النفس الزكية) فأتاه جعفر (أي الصادق) فسلم ث قال‪ :‬تب أن يصطلم أهل بيتك ؟‬
‫قال‪ :‬ما أحب ذلك‪ .‬قال‪ :‬فإن رأيت أن تأذن ل فقد عرفت علت‪ .‬قال‪ :‬قد أذنت لك‪ ،‬ث التفت ممد بعد ما‬
‫مضى جعفر‪ ،‬إل موسى و عبد ال ابن جعفر فقال‪ :‬القا بأبيكما فقد أذنت لكما‪ ،‬فانصرفا‪ .‬فالتفت جعفر‬
‫فقال‪ :‬ما لكما ؟ قال‪ :‬قد أذن لنا‪ .‬فقال جعفر‪ :‬ارجعا فما كنت بالذي أبل بنفسي و بكما عنه‪َ .‬فرَجَعا فشهدا‬
‫ممدا‪ .].‬و ف (ص ‪ )389‬من الكتاب روى‪ [ :‬حدث نا ال سن بن ال سي عن ال سي بن ز يد قال‪ :‬ش هد مع‬
‫ممد بن عبد ال ابن السن (أي النفس الزكية) من وُْلدِ السي أربعة‪ :‬أنا و أخي وموسى وعبد ال ابنا جعفر‬
‫ا بن م مد علي هم ال سلم]‪ .‬وكذلك روى ف ( ص ‪ [:) 407‬خرج عي سى بن ز يد مع م مد بن ع بد ال (أي‬
‫النفس الزكية ) فكان يقول له‪ :‬من خالفك أو تلف عن بيعتك من آل أب طالب فأمكن منه أضرب عنقه ]‪.‬‬
‫و يروي الكلي ن ف أ صول الكا ف ( كتاب ال جة‪ :‬باب ما يف صل به ب ي دعوى ال حق و الب طل ف أ مر‬
‫الما مة ) عدة أحاد يث تبي أن م مد بن ع بد ال (الن فس الزك ية) طلب من ال صادق أن يباي عه بالما مة‪ ،‬من ها‬
‫حديث طويل يبـي إصرار ممد بن عبد ال على بيعة الصادق له أكثر من مرة‪ ،‬حت وصل المر إل قوله له‪[ :‬‬
‫و ال لتبايعن طائعا أو مكرها و لّا تُحمَد ف بيعتك! فأب (أي الصادق) عليه إباء شديدا‪ ،‬و ُأمِ َر به إل البس‪،‬‬
‫فقال له عيسى بن زيد‪ :‬أما إن طرحناه ف السجن و قد خرب السجن و ليس عليه اليوم غلق خفنا أن يهرب‬
‫م نه‪ ،‬فض حك أ بو ع بد ال عل يه ال سلم و قال‪ :‬ل حول ول قوة إل بال العلي العظ يم‪ ،‬أوتراك ت سجنن ؟ قال‪:‬‬
‫نعم و الذي أكرم ممدا صلى ال عليه وآله وسلم بالنبوة لسجننك و لشددن عليك! فقال عيسى بن زيد‪:‬‬
‫احبسوه ف الخبأ‪....‬الديث ] [‪.]7‬‬
‫فلو كان هناك نص نبوي ف تعيي ونصب أئمة معيني ؛ لعلمه قبل أي أحد آخر هذا السيد الليل القدر‬
‫الزاهد الجاهد من أهل بيت النبوة هو وسائر أكابر العترة من آل علي و بالتال ل يدع ل هو و ل زيد بن علي‬
‫ول غيه من سادات الل‪ ،‬الما مة‪ ،‬هذا من ج هة‪ ،‬و من ج هة أخرى لقام حضرة ال صادق‪ ،‬أو غيه م ن يعرف‬
‫النص النبوي على الئمة‪ ،‬بإطلع زيد و ممد النفس الزكية وغيها من سادات العلويي عليه!‪.‬‬
‫و من العجب العجاب أن وضاعي الديث وضعوا على لسان والد ممد النفس الزكية هذا الذي كان ابنه‬
‫يصر كل ذلك الصرار على مبايعة الصادق له‪ ،‬حديثا ف النص على إمامة الئمة الثن عشر!! و يرويه عنه السي‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫بن زيد بن علي‪ ،‬الذي كان هو و أخوه عيسى بن زيد بن علي أيضا من أنصار النفس الزكية و من بايعه بالمامة‬
‫و جاهـد بتفان تت رايته!! و الديث أورده الر العاملي ف " إثبات الداة " (ج ‪/2‬ص ‪ )540‬نقل عن كتاب‬
‫كفاية الثر قال‪:‬‬
‫[ عن السي بن زيد بن علي عن عبد ال بن جعفر بن إبراهيم العفري قال حدثنا عبد ال الفضل‬
‫مول عبد ال بن جعفر بن أب طالب قال‪ :‬لا خرج السي بن علي القتول بفخ [‪ ]8‬و احتوى على الدينة دعا‬
‫موسى بن جعفر ( أي الكاظم ) إل البيعة فأتاه فقال له‪ :‬يا ابن عم ل تكلفن ما كلف ابنُ عمك (يقصد النفس‬
‫الزكية) عمّك أبا عبد ال عليه السلم ( أي الصادق) فيخرج من ما ل أريد كما خرج من أب عبد ال ما ل‬
‫يكن يريد‪ ...‬الديث ] [‪ . 9‬والقيقة أن مطالبة السي بن علي شهيد الفخ من موسى بن جعفر أن يبايعه‪،‬‬
‫بد ذاتا دليل واضح على عدم وجود كل تلك النصوص الكثية ف النص على أساء الئمة و الت سبقت دراسة‬
‫بعضها‪.‬‬
‫كما أن هناك ف أصول الكاف حديث آخر عن نفس عبد ال بن جعفر بن إبراهيم العفري هذا‪ ،‬يذكر فيه‬
‫أن يي بن عبد ال بن السن‪ ،‬الذي قام بأمر المامة بعد شهادة أخيه ممد بن عبد ال بن السن (النفس الزكية)‪،‬‬
‫كتب رسالة إل موسى بن جعفر عليه السلم قال فيها‪ [ :‬أما بعد فإن أوصي نفسي بتقوى ال وبا أوصيك‪ ،‬فإنا‬
‫وصية ال ف الولي و وصيته ف الخرين‪ ،‬خَّبرَن من ورد عليّ من أعوان ال على دينه و نشر طاعته با كان‬
‫جبْتَها واحتَجََبهَا أبوك من‬
‫من تنّـنِك مع خذلنك‪ ،‬و قد شاورتُك ف الدعوة للرضا من آل ممد و قد احتَ َ‬
‫قبلك‪ ،‬و قدي ا ادعي تم ما ليس ل كم و ب سطتم آمال كم إل ما ل يعط كم ال فا ستهويتم و أضلل تم وأ نا مذّرك‪،‬‬
‫حذرك ال من نفسه الديث‪ .]01[]..‬فنلحظ ف هذا الديث أن يي بن عبد ال ينكر أي نص على الئمة‪،‬‬
‫و ليس هذا فحسب بل يقول للكاظم أنه ادعى هو و أبوه من قبل (أي الصادق) المامة مع عدم استحقاقهم لا‬
‫و أنما طمحا إل ما ل يعطهما ال!‬
‫هذا و يدعـي القائلون بالنـص أن قيام هؤلء السـادة العلوييـ الجلء ل يكـن للدعوة لمامـة أنفسـهم بـل‬
‫للدعوة للرضا من آل ممد و هو إمام الوقت من الئمة الثن عشر‪ ،‬وهذا الدعاء ل صحة‪ ،‬نعم هم دعوا لمامة‬
‫الرضا من آل ممد أي لن يرتضيه الناس للمامة من آل ممد‪ ،‬و هو ليس شخصا مهول بل هو نفس القائم ل‬
‫غيه‪ ،‬كما يظهر جليا ف نفس تلك الرسالة الشار إليها‪ ،‬حيث يقول يي بن عبد ال للكاظم‪ [ :‬و قد شاورتك ف‬
‫الدعوة لرضا من آل ممد و قد احتَجَبْتَها و احتَجََبهَا أبوك من قبلك ] أي رفضتها كما رفضها أبوك من قبلك‪،‬‬
‫فيـا ترى لو كانـت الدعوة لمامـة الكاظـم أو الصـادق نفسـهما فكيـف يرفضوناـ و هـل كانـا يرفضان إمامـة‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫أنف سهما ؟ ث ك يف يتمع الدعاء بأن القائمي من العترة كانوا يدعون لمام الوقت من الئ مة الث ن ع شر مع‬
‫قول ي ي بن عبدال للكا ظم ف ر سالته‪ [ :‬و قدي ا ادعي تم ما ل يس ل كم و ب سطتم آمال كم إل ما ل يعط كم‬
‫ال‪ ،] !..‬بل لننظر با أجاب الكاظم على رسالة يي‪ ،‬قال له‪ ..[ :‬أتان كتابك تذكر فيه أن مدع و أب من قبل‬
‫ت ذلك من وستكتب شهادتم و يُسألون! ] [‪.]11‬‬
‫و ما سع َ‬
‫و أ يا كان المر فالذي نستنتجه من هذه الروايات و أمثال ا أنه ل يكن ف و سط أهل ب يت الر سول و آل‬
‫علي شيء اسه أحاديث النص على أئمة بأعيانم‪ ،‬و إل لا ادعى أمثال زيد بن علي بن السي و ممد بن عبد ال‬
‫و يي بن عبد ال و السي بن علي بن السن و عشرات من أئمة العترة الجلء الخرين المامة‪ ،‬إل حد أن‬
‫يُبَايَع م مد بن جع فر ال صادق‪ ،‬ف و قت من الوقات ف م كة الكر مة‪ ،‬بالل فة و إمارة الؤمن ي ح ت يقول‬
‫الصفهان ف مقاتل الطالبيي‪ [ :‬ظهر ممد بن جعفر بن ممد بالدينة و دعا إل نفسه و بايع له أهل الدينة بإمرة‬
‫[‪]12‬‬ ‫الؤمن ي و ما بايعوا علي ها ب عد ال سي بن علي (شه يد فخ) أحدا سوى م مد بن جع فر بن م مد! ]‬
‫و وق عت بي نه وب ي هارون الرش يد معارك ث أر سل له حضرة "علي بن مو سى الر ضا" ليقن عه بالعدول عن إمار ته‬
‫و إطفاء نار الرب‪ ،‬لكن "ممد بن جعفر" رفض وساطة الرضا و ثبت بكل بسالة على موقفه حت وافته الشهادة‪.‬‬
‫و كذلك مشاركة حضرة موسى بن جعفر أي أحد الئمة الدعى أنه منصوص عليه من ال تعال ورسوله‬
‫مع أخيه "ممد بن جعفر" بأمر من أبيهما "جعفر الصادق"‪ ،‬ف جهاد وثورة المام ممد بن عبد ال النفس الزكية‬
‫(رحه ال) الذي قام لنيل منصب اللفة‪ ،‬و الذي سبقت الشارة إليه [‪ .]13‬فهل يوز لمام منصوص عليه من‬
‫ال‪ ،‬أن يقوم بنصرة و تأييد شخص آخر يدعي المامة واللفة بل حق و بنحو غي مشروع ؟!‬
‫أفل تدل كل هذه الوادث و ادعاءات المامة من أبناء علي وتأييد بعض الئمة الثن عشر لم ف ثوراتم‬
‫أو علىالقل سكوتم عن إعلن أحاديث النص‪ ،‬على أن أحاديث النص تلك مكذوبة موضوعة ل أساس لا ؟‬
‫هذا عدا عن الال التهافت لسانيدها ومتنها ما سبق بيانه‪.‬‬

‫عدم إعلن الئمة الثن عشر للنص يكذب وجود أحاديث النص‬
‫سبق و بينا أنه ف كل تاريخ السلم بعد وفاة رسول ال (صلى العليه وآله ) ل يدع أي أحد من الئمة الثن‬
‫ع شر‪ ،‬أمام الناس و على رؤوس الشهاد‪ ،‬أ نه إمام حا كم من صوص عل يه من جا نب ال تعال ب نص من الر سول‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫(صلوات العليه وآله )‪ .‬و قلنا أنم لو كانوا حقا أئمة منصوصا عليهم‪ ،‬نصبهم ال تعال لذا القام‪ ،‬لوجب على كل‬
‫من هم أن ي صرح بذلك ف كل منا سبة إن ل ي كن أمام ج يع الناس فعلى ال قل أمام و لو عشرة أفراد من شيعت هم‬
‫و أحبابم الوفياء الوثوقي‪ ،‬ليؤدوا رسالة ال و يبلغوا حكمه من جهة‪ ،‬و من الهة الخرى لن مثل هذا التصريح‬
‫أمام الحبي الخلصي لن يشكل أي خطر على الئمة من قبل حكام العصر‪ ،‬ل سيما ف الفترة الت ضعف فيها‬
‫نفوذ الموي ي و بدأ سلطانم يت جه ن و الزوال‪ .‬خا صة و أ نه ح سب ادعاء القائل ي بال نص‪ ،‬الذ ين جعلوا م سألة‬
‫المامة أصل من أصول الدين و أسسه و أولوها كل ذلك القدار من الهية ف العقيدة والسلم بيث من جهل‬
‫و لو واحدا من الئ مة ل ينف عه ش يء من الع مل بل كان ف الضلل البع يد و اللك البدي و ا ستحق اللود ف‬
‫النار‪ ،‬ل بد من إقامة الجة و بيان المر على أت وجه مهما تعرض المام لحتمال الضرر و الطر‪ .‬و عليه فأول‬
‫من يقع عليهم الث ف القصور و التقصي ف بيان هذا المر هو الئمة أنفسهم لو كان هناك نص حقا ينبغي‬
‫بيا نه! الذ ين امتنعوا عن بيان القي قة بالش كل ال سافر الذي تقوم به ال جة القاط عة و ينق طع العذر‪ .‬لذا ن د أن‬
‫المام المام السن الثن بن السن السبط [‪ ،]1‬الذي شهد مع عمه السي سيد الشهداء معركة كربلء وجاهد‬
‫تت لوائه إل أن أثخنته الراح ث لا جاء السفلة ليقطعوا رؤوس الشهداء و كان ل يزال فيه رمق و شاهده خاله‬
‫الذي كان ف جيش عمر بن سعد تشفّع له و أخذه لنله و قام بداواته حت برئ‪ ،‬و كان السن الثن هذا صهرا‬
‫لضرة سيد الشهداء لنه كان زوج فاطمة حور العي‪ ،‬يقول‪ [ :‬أقسم بال سبحانه‪ ،‬أن ال تعال و رسوله لو آثر‬
‫عليا لجل هذا المر و ل يقدم علي لكان أعظم الناس خطـأً ] ‪ ،‬و نن لو طالعنا كل تاريخ السلم فلن ند‬
‫أبدا أي واحد من الئمة الذين ادعي أنم منصوص عليهم من قبل ال تعال ورسوله(صلى العليه وآلـه وسلم ) قام‬
‫و بي هذا الدعاء بكل صراحة و وضوح أمام و لو عشرة أفراد من أتباعه و أوليائه‪.‬‬

‫أصحاب الئمة القربي ل يكن لم علم بثل هذه النصوص!‬


‫لو كانت هذه الحاديث الت فيها النص من الرسول ( صلى ا لعليه وآله ) على أساء الئمة و أساء آبائهم‪،‬‬
‫صحيحة فعل و موجودة ع ند الئ مة‪ ،‬بكث ي من رواة تلك الحاد يث‪ ،‬أي خب عن هذه الحاد يث و ل أي علم‬
‫بذا الوضوع ؟! فلم يكن لم علم بالئمة الثن عشر‪ ،‬بل ل يكن لم علم بالمام الذي سيعقب إمامهم الال! إن‬
‫مطالعة متصرة لحوال و أخبار بعض خواص أصحاب الئمة تبي بوضوح هذه القيقة و فيما يلي ننقل أحوال‬
‫بعضهم من كتب الديث الشيعية الوثقة العتبة‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )1‬فمن جلتهم جناب "أب حزة الثمال ثابت بن دينار" (أو ثابت بن أب‬
‫صفية) المدوح من الاص و العام ف كتب رجال الاصة و العامة والذي قال عنه حضرة الصادق‪[ :‬أبو حزة ف‬
‫زما نه م ثل سلمان ف زما نه و كلقمان ف زما نه]‪ ،‬و قد أدرك أرب عة من الئ مة هم حضرات ال سجاد و البا قر‬
‫و ال صادق والكا ظم‪ ،‬و مع ذلك ل ي كن يعرف من هو المام ب عد حضرة ال صادق و عند ما سع بوفاة حضرة‬
‫الصادق من رجل أعراب صاح صيحة و ضرب الرض بيده و سأل العراب فقال‪ :‬هل سعته أوصى وصية ؟ فقال‬
‫العراب‪ :‬أوصى لبنه عبد ال و لبنه الخر موسى و لب جعفر النصور الدوانيقي‪ ،‬عندئذ قال أبو حزة‪ :‬المد ل‬
‫الذي ل يضلنا! [‪]2‬‬

‫ل كن واض عي أحاد يث ال نص أبوا إل أن يضعوا حدي ثا‪ ،‬ف يه ال نص على الئ مة الث ن ع شر واحدا واحدا‪ ،‬على‬
‫لسان أب حزة و ابنه و هو الديث الثامن من الحاديث الت ناقشناها و الروي ف الصل عن أب حزة البطائن‬
‫اللعون ولكن نسبه بعضهم زورا إل أب حزة الثمال‪ ،‬ما سبق و بينا خطأه‪.‬‬
‫ـ "أ بو جع فر م مد بن علي الحول" العروف بؤ من‬
‫‪ )2‬و منهـم أيض ا‬
‫الطاق‪ ،‬أما مالفوه فيسمونه‪ :‬شيطان الطاق! و الذي نقلت عنه مباحثات ومناظرات مع المام أب حنيفة‪ ،‬و الذي‬
‫كان من الصحاب الاصي القربي لضرة زين العابدين و للمام الباقر و المام الصادق و المام الكاظم‪ ،‬و جيع‬
‫الرجالي ي يذكرو نه بال ي و الثناء‪ ،‬و هو الذي نقل نا في ما سبق مباحث ته مع المام ز يد بن علي بن ال سي حول‬
‫الما مة بال نص و أ نه كان يعتقد‪ ،‬خل فا لزيد‪ ،‬بأن المام هو الذي ي نص ال تعال عل يه و أن هناك أئ مة من صوص‬
‫عليهم من قبل ال تعال‪ ،‬هذا الشخص مع كل فضيلته و مبته لهل بيت النبوة‪ ،‬ل يكن يعلم من هو المام بعد‬
‫المام ال صادق! ك ما ف رجال الك شي (ص ‪ )239‬و خرائج الراوندي (ص ‪ )203‬و إثبات الو صية للم سعودي‬
‫(ص ‪ )191‬و بصائر الدرجات للحسن بن صفار و الكاف للكلين‪ [ :‬عن هشام بن سال قال‪ :‬كنا بالدينة بعد‬
‫وفاة أب عبد ال عليه السلم أنا و صاحب الطاق و الناس متمعون على عبد ال بن جعفر أنه صاحب المر‬
‫بعد أبيه‪ ،‬فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس عنده و ذلك أنم رووا عن أب عبد ال عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫إن المر ف الكبي ما ل تكن به عاهة‪ ،‬فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه‪ ،‬فسألناه عن الزكاة ف كم‬
‫[‬ ‫ت ب ؟ فقال‪ :‬ف مائت ي خ سة‪ ،‬فقل نا‪ :‬ف في مائة ؟ فقال‪ :‬درهان و ن صف! فقل نا‪ :‬و ال ما تقول الرجئة هذا‬
‫‪ .]3‬قال‪ :‬فرفـع يديـه إل السـماء و قال‪ :‬و ال مـا أدري مـا تقول الرجئة! قال‪ :‬فخرجنـا مـن عنده ضلل ل‬
‫ندري أ ين نتوجه أنا و أبو جعفر الحول‪ .‬فقعدنا ف بعض أزقة الدي نة باك ي حيارى ل ندري إل أ ين نتوجه‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‬ ‫و ل من نق صد ؟ و نقول‪ :‬إل الرجئة ؟ إل القدر ية ؟ إل الزيد ية ؟ إل العتزلة ؟ إل الوارج‪ ...‬الد يث ]‬
‫‪.]4‬‬
‫فإذا كان أمثال مؤمن الطاق و هشام بن سال‪ ،‬ل يعلمان مَن هو المام بعد المام الوجود ؟ فمِنَ اليقي به أنه ل‬
‫تكن هناك أحاديث النص‪ ،‬إذ لو وجدت لكانا أول من يعلم با و لا بكيا و تيا بعد وفاة إمامهما!‬
‫و مـن العجيـب أيضـا أن حضرة "هشام بـن سـال" هذا الذي وضعوا على لسـانه أحـد أحاديـث النـص الامـة‬
‫(و هـو الديث العاشر من الحاديث الت ناقشناها) كان أيضا من التحيين‪ ،‬كما أشرنا لذلك ف نقدنا لت‬
‫الديث‪ ،‬والعجب أن نفس الرواة بعينهم‪ ،‬سواء التصل بالعصوم منهم أو النفصلي‪ ،‬رووا كل الديثي!! ( أي‬
‫حديث النص و حديث الية )‪ ،‬حيث روى السن بن الصفار حديث النص عن ابن أب عمي عن "هشام بن‬
‫سال"‪ ،‬و حديث الية بواسطتي عن ابن أب عمي عن "هشام بن سال"‪ ،‬فما أعجب هذا التناقض!‪ ،‬وينبغي أن‬
‫يقال أن حديث الية أقوى و أرجح لنه جاء ف كل كتب الشيعة العتمدة‪ ،‬ف حي أن حديث النص ل يأت إل‬
‫ف كتاب واحد‪ ،‬بالضافة لظهور علمات الكذب عليه من عدة جهات‪.‬‬
‫‪ )3‬أ حد التحي ين العج يبي هو جناب زرارة بن أع ي الذي كان من‬
‫خواص و ُخلّص أصحاب الئمة عليهم السلم‪ ،‬كما جاء ف رجال الكشي (ص ‪ )207‬و سائر كتب الرجال من‬
‫روا ية ج يل بن دراج قال‪ [ :‬سعت أ با ع بد ال عل يه ال سلم يقول‪ :‬أوتاد الرض و أعلم الد ين أرب عة ممد بن‬
‫مسلم و يزيد بن معاوية و ليث البختري و زرارة بن أعي] و ف ص ‪ 208‬من رجال الكشي أيضا‪ [ :‬عن أب‬
‫ع بد ال أ نه قال‪ :‬أرب عة أ حب الناس إل أحياء و أموا تا‪ ،‬بر يد العجلي و زرارة و م مد بن م سلم و الحول]‬
‫و فيه أيضا‪[ :‬بشر الخبتي بالنة يزيد بن معاوية و أبو بصي ليث البختري وممد بن مسلم و زرارة‪ ،‬أربعة‬
‫نباء أمناء ال على حلله و حرامه‪ ،‬لول هؤلء لنقطعت آثار النبوة]‪.‬‬
‫زرارة بن أعي هذا روى عنه الكشي حيته بعد وفاة المام الصادق عليه السلم‪ ،‬كما يلي‪ ..[ :‬عن علي بن‬
‫يقطي قال‪ :‬لا كانت وفاة أب عبد ال عليه السلم قال الناس بعبد ال بن جعفر و اختلفوا‪ ،‬فقائل به و قائل‬
‫بأب السن عليه السلم (أي موسى الكاظم)‪ .‬فدعا زرارة ابنه عبيدا فقال‪ :‬يا بن! الناس متلفون ف هذا المر‬
‫فمن قال بعبد ال فإنا ذهب إل الب الذي جاء أن المامة ف الكبي من ولد المام فشد راحلتك و امض إل‬
‫الدي نة ح ت تأتي ن بصحة ال ب‪ ،‬فشدّ راحلته و مضى إل الدي نة‪ .‬و اعتلّ زرارة فل ما حضر ته الوفاة سأل عن‬
‫عب يد فق يل له إ نه ل يقدم‪ ،‬فد عا بال صحف فقال‪ :‬الل هم إ ن م صدق ب ا جاء به نب يك م مد في ما أنزل ته عل يه‬
‫و بينته لنا على لسانه و إن مصدق با أنزلته عليه ف هذا الامع و إن عقيدت و دين الذي يأتين به عبيد ابن‪،‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫و ما بينته ف كتابك فإن أمتن قبل هذا فهذه شهادت على نفسي و إقراري با يأت به عبيد ابن و أنت الشهيد‬
‫عليّ بذلك‪ ،‬فمات زرارة‪ ...‬الديث ]‪.‬‬
‫و روى الكشي ( ف ص ‪ )139‬حية زرارة بعبارة أخرى من طريق آخر [ عن نصر بن شعيب عن عمّة زرارة‬
‫قالت‪ :‬ل ا و قع زرارة و اش تد به‪ ،‬قال‪ :‬ناولي ن ال صحف فناولتُ هُ و فتحتُ ُه فوضعتُ هُ على صدره و أخذه م ن ث‬
‫قال‪ :‬يا عمّة! اشهدي أن ليس ل إمام غي هذا الكتاب ]‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬لو كانت أحاديث النص على تلك الكثرة لدرجة أن يرويها حت أبو هريرة و معاوية و اسحق بن عمار‬
‫و جابر و عشرات آخرون‪ ،‬فك يف ل ت صل ل سامع زرارة الذي كان أقرب من كل الذكور ين إل الئ مة علي هم‬
‫السلم ؟!‬
‫‪ )4‬كذلك ض من الد يث الذي رواه الك شي ف رجاله (ص ‪ )241‬عن‬
‫حية هشام بن سال‪ ،‬ذكرت أيضا حية الفضل بن عمرو و أب بصي‪ ،‬مع أنما كانا من خواص أصحاب حضرة‬
‫الصادق عليه السلم‪ ،‬لكنهما ل يعرفا من المام بعد وفاة الصادق‪ ،‬ث عرفا إمامة موسى الكاظم بفضل هداية هشام‬
‫بن سال لما‪ ،‬هذا مع أن الكلين روى حديثي من أصل ستة عشر حديثا‪ ،‬ف النص على إمامة موسى بن جعفر‬
‫بعد حضرة الصادق‪ ،‬عن نفس الفضل بن عمرو هذا!‪.‬‬
‫‪ )5‬م مد ( بن ع بد ال) الطيار ش خص آ خر من التحي ين من خواص‬
‫أصحاب المام الباقر عليه السلم‪ ،‬الذي كان المام الباقر يفاخر بفقهه و علمه‪ ،‬و مع ذلك ل يكن يعرف المام‬
‫بعد حضرة الصادق‪ ،‬و كذلك مر بفترة حية و تردد ف معرفة المام و اتباعه‪ ،‬حيث يروي الكشي قصته فيقول‪:‬‬
‫[ عن حزة بن طيار عن أبيه ممد قال‪ :‬جئت إل أب جعفر عليه السلم أستأذن عليه فلم يأذن ل وأذن لغيي!‬
‫فرج عت إل منل و أ نا مغموم فطر حت نف سي على سرير ف الدار و ذ هب ع ن النوم فجعلت أف كر و أقول‬
‫أل يس الرجئة تقول كذا ؟ والقدر ية تقول كذا ؟ و الرور ية تقول كذا ؟ والزيد ية تقول كذا ؟ فيف سد علي هم‬
‫قول م (يع ن يرى أ نه ل ي ستطيع اتباع هم)‪ ،‬فأ نا أف كر ف هذا ح ت نادى النادي فإذا بالباب يدق فقلت‪ :‬من‬
‫هذا ؟ فقال رسولٌ لب جعفر عليه السلم يقول لك أبو جعفر أجب‪ ،‬فأخذت ثياب ومضيت معه فدخلت عليه‬
‫فل ما رآ ن قال يا م مد ل إل الرجئة و ل إل القدر ية و ل إل الرور ية و ل إل الزيد ية و ل كن إلي نا‪ ،‬إن ا‬
‫حجبتك لكذا و كذا‪ ،‬فقبلت و قلت به ]‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ )6‬أحد بن ممد بن خالد البقي شخص آخر من التحيين من خواص‬
‫أصحاب الئمة عليهم السلم و سيأت شرح حاله قريبا عند الكلم على الديث الطويل الروي عنه [‪. ]5‬‬
‫ولو أرد نا ا ستقصاء ج يع التحي ين م ن كانوا من أ صحاب الئ مة القرب ي لطال ب نا الكلم كثيا لذا نكت في ب ا‬
‫ذكرناه و نعتقـد أنـه كاف لقناع ذوي اللباب بأن أحاديـث النـص على ذلك النحـو مـن التفصـيل و التوضيـح‬
‫السطور ف كتبنا‪ ،‬ل أصل لا‪ ،‬بل من وضع الكذابي الوضاعي الغلة‪ ،‬و من أظلم من افترى على ال كذبا‪.‬‬

‫الئمة أنفسهم ل يكن لم علم بأحاديث النص!‬


‫‪ 1‬من القضايا التاريية السلمة قصة تعيي المام الصادق عليه السلم لبنه "اساعيل"‪ ،‬على أنه المام من‬
‫بعده‪ ،‬و قد سع كثي من الشيعة نص الصادق الصريح عليه و آمنوا أن اساعيل هو خليفة والده ف المامة‪ .‬لكن‬
‫الذي حدث هو أن ا ساعيل تو ف ق بل وفاة أب يه ال صادق‪ ،‬و بالتال ل تتح قق نبوءة و تك هن والده ال صادق‪ ،‬و ل ا‬
‫ق عن ذلك أجاب‪ [ :‬إن ال بدا له ف إمامة اساعيل ] أو [ بدا ِللّ هِ ف اساعيل ]‪ .‬و طبقا لا‬
‫سأل الناس الصاد َ‬
‫ذكره أرباب اللل و النحل مثل سعد بن عبد ال الشعري‪ ،‬الذي يعد من كبار علماء و مدثي الشيعة‪ ،‬ف كتابه‬
‫القالت و الفرق (ص ‪ )78‬ـ أدت هذه الجا بة إل رجوع كثي ين م ن كانوا يعتقدون بإما مة حضرة ال صادق‬
‫عن القول بإمامة الصادق بجة [ أن المام ل يكذب و ل يقول ما ل يكون! ]‪.‬‬
‫و أيا كان‪ ،‬فالهم أن هذا المر بد ذاته يدل دللة واضحة على أن نفس حضرة الصادق ل يكن يعلم من‬
‫هو المام الذي سيكون من بعده فعل ؟ و بالتال ل يكن لديه أي خب عن أحاديث النص على الئمة الثن عشر‬
‫واحدا واحدا بأسائهم‪ ،‬كحديث اللوح لابر و غيه!‪.‬‬
‫‪ 2‬أي ضا من م سلمات التار يخ ق صة وفاة م مد بن علي بن م مد الواد العروف ب ـ " ال سيد م مد "‪،‬‬
‫و الدفون ف قرية يقال لا " بلد " (على تسعة فراسخ من سامراء) ف العراق‪ ،‬ف حياة والده حضرة المام علي بن‬
‫ممد النقي عليه السلم‪ ،‬بعد أن كان والده قد عينه للمامة من بعده‪ ،‬فلما توف قبل وفاة والده اعتذر المام النقي‬
‫عن ذلك بنفس اعتذار الصادق حيث قال‪ [ :‬بدا ِل ّلهِ ف ممد ]‪.‬‬
‫و كُـُتبُ الشيعة ملوءة بذكر هذه القصة من جلة ذلك ما جاء ف كتاب الجة من أصول الكاف للكلين‪:‬‬
‫[ عن موسى بن جعفر بن وهب عن علي بن جعفر قال‪ :‬كنت حاضرا عند أب السن عليه السلم (أي المام‬
‫علي الادي) لا تو ف اب نه م مد‪ ،‬فقال للح سن‪ :‬يا ب ن! أحدِ ثْ ِللّ هِ شكرا فقد أحدث ف يك أمرا] [‪ .]6‬أي أن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫المام الادي قال لبنه السن العسكري اشكر ال لنه أحدث فيك رأيا جديدا فأعطى المامة لك بعد أن كانت‬
‫ستعطى لخ يك‪ .‬قال الرحوم الف يض الكاشا ن ف كتا به الوا ف (ص ‪ )93‬معل قا على هذا الد يث‪ [ :‬بيان‪ :‬يع ن‬
‫جعلك ال إماما للناس بوت أخيك قبلك‪ ،‬بدا ل فيك بعده ]‪.‬‬
‫و ف الكاف أيضا‪ [ :‬عن أحد بن ممد بن عبد ال بن مروان النباري قال‪ :‬كنت حاضرا عند مُضيّ (أي‬
‫وفاة) أب جعفر ممد بن علي‪ ،‬فجاء أبو السن عليه السلم فـوُضِ َع له كرسي فجلس عليه و حوله أهل بيته‪،‬‬
‫و أبو ممد قائم ف ناحية‪ ،‬فلما فُرِغَ من أمر أب جعفر‪ ،‬التفت إل أب ممد فقال‪ :‬يا بُنَيّ! أحدِثْ ِل ّلهِ شكرا فقد‬
‫أحدثَ فيك أمرا‪.]7[ ] ..‬‬
‫و ف الكاف أيضا‪ [ :‬عن جاعة من بن هاشم منهم حسن بن حسن الفطس‪ ،‬أنم حضروا يوم توف ممد‬
‫بن علي بن ممد باب أب السن يعزونه وقد بسط له ف صحن داره و الناس جلوس حوله فقالوا‪ :‬قدرنا أن‬
‫يكون حوله من آل أب طالب و بن هاشم و قريش مائة و خسون رجل سوى مواليه وسائر الناس‪ ،‬إذ نظر إل‬
‫السن بن علي قد جاء مشقوق اليب حت قام عن يينه ونن ل نعرفه فنظر إليه أبو السن بعد ساعة فقال‪:‬‬
‫يا بن! أحدِثْ ل عز و جل شكرا فقد أحدَثَ فيك أمراُ‪ ،‬فبكى الفت و حَ ِمدَ ال تعال واسترجع وقال‪ :‬المد‬
‫ل رب العالي‪ ،‬و أنا أسأل ال عز و جل بنه تام نعمه لنا فيك‪ ،‬و إنا ل و إنا إليه راجعون‪ .‬فسألنا فقيل هذا‬
‫السن ابنه‪ ،‬و ق ّدرْنا له ف ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح‪ ،‬فيومئذ عرفناه و علمنا أنه قد أشار إليه بالمامة‬
‫و أقامه مقامه ] [‪.]8‬‬
‫و أخرج الكلين حديثا آخر أيضا ف هذا المر‪ ،‬و هو حديث أخرجه كذلك "الشيخ الطوسي" ف كتابه "‬
‫الغيبة " (ص ‪ ،130‬طبع تبيز) بسند آخر و لفظ متلف قليل عما ف الكاف فقال (و اللفظ للطوسي)‪ [ :‬روى‬
‫سعد بن عبد ال الشعري قال‪ :‬حدثنا أبو هاشم داود بن قاسم العفري قال‪ :‬كنت عند أب السن (أي المام‬
‫علي النقي) وقت وفاة ابنه أب جعفر (أي السيد ممد) و قد كان أشار إليه و دل عليه‪ ،‬فإن لفكر ف نفسي‬
‫و أقول هذا قضية أب إبراهيم (أي المام موسى الكاظم) و اساعيل‪ ،‬فأقبل عليّ أبو السن فقال‪ :‬نعم يا أبا‬
‫هاشم! بدا ِللّه تعال ف أب جعفر و صيّر مكانه أبا ممد كما بدا ِللّه ف اساعيل بعد ما دل عليه أبو عبد ال‬
‫ت به نفسك و إن كره البطلون‪ ،‬أبو ممد ابن اللف من بعدي عنده علم ما يتاج‬
‫و نصبه‪ ،‬و هو كما حدّث َ‬
‫إليه و معه آلة المامة ] [‪.]9‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و هناك عدة أحاديث أخرى ف أصول الكاف ف نفس الباب بنفس هذا الضمون و كذلك ف كتاب الغيبة‬
‫للطو سي‪ .‬و هذه الحاد يث تدل على أ نه لدى وفاة ال سيد م مد بن المام علي بن م مد الن قي‪ ،‬ل ي كن أ حد‬
‫حت من خواص أصحاب الئمة يعرف حضرة المام السن العسكري حت مرد العرفة فضل عن أن يكون‬
‫له علم بإمام ته‪ ،‬و من هم أ بو ها شم العفري راوي الد يث الذي ف كر ف نف سه ك يف تو ف ممد بن المام علي‬
‫النقي‪ ،‬ف حياة والده‪ ،‬مع كونه عُيّ َن للمامة بعد والده ؟! ث قاس ذلك ف ذهنه على ما حدث لساعيل الذي توف‬
‫ف حياة والده جعفر الصادق‪.‬‬
‫ل كن الوضّاع ي الكذ بة وضعوا على ل سان أ ب ها شم العفري هذا نف سه حدي ثا طويل ف يه نص الر سول‬
‫(صلىال عليه وآله) على الئمة الثن عشر واحدا واحدا بأسائهم!! و الديث أخرجه الكلين ف الصول من‬
‫الكاف [‪ ]10‬و الصدوق ف كتابه إكمال الدين ( باب ‪ 29‬ما أخب به السن بن علي بن أب طالب من وقوع‬
‫الغيبـة‪ :‬ص ‪ )181‬و نقله عنهمـا الشيـخ "الرـ العاملي" فـ كتابـه‪" :‬إثبات الداة" (ج ‪/2‬ص ‪ )283‬كمـا يلي‬
‫( و اللفظ كما ف إكمال الدين )‪:‬‬
‫[ و عن عدة من أصحابنا عن "أحد بن عبد ال ممد البقي" عن "أب هاشم داود بن القاسم العفري"‬
‫عن أب جعفر الثان قال‪ :‬أقبل أمي الؤمني و معه ابنه السن و هو متكئ على يد سلمان فدخل السجد الرام‬
‫فجلس‪ ،‬إذ أقبل رجل حسن اليئة و اللباس فسلم على أمي الؤمني فرد عليه السلم فجلس ث قال‪ :‬يا أمي‬
‫الؤمني! أسألك من ثلث مسائل إن أخبتن با علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنم ليسوا‬
‫بأموني ف دنياهم و ل ف آخرتم‪ .‬فقال أمي الؤمني‪ :‬سل عما بدا لك‪ .‬فقال‪ :‬أخبِرن عن الرجل إذا نام أين‬
‫يذهب روحه ؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى ؟ و عن الرجل كيف يشبه العمام و الخوال‪ .‬فالتفت أمي‬
‫الؤمني إل أب ممد السن بن علي فقال‪ :‬يا أبا ممد أجبه‪ .‬فقال‪ :‬أما ما سألت عنه من أمر النسان أين‬
‫يذهب روحه ؟ فروحه معلقة بالريح و الريح معلقة بالوى إل وقت ما يتحرك صاحبها ليقظة فإن ال عزوجل‬
‫يرد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الوى فرجعت الروح فأسكنت‬
‫ف بدن صاحبها‪ ،‬وإن ل يأذن ال عزو جل برد تلك الروح على صاحبها جذب الوى الر يح و جذب الر يح‬
‫الروح فم ترد إل صاحبها إل إل وقت ما يبعث‪ ،‬و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل ف‬
‫حق و على الق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على ممد و آل ممد انكشف ذلك الطبق عن ذلك الق ما‬
‫يلي القلب و ذكر الرجل ما نسي‪ ،‬و إن هو ل يصل على ممد و آل ممد أو نقص عليهم من الصلوة انطبق‬
‫ذلك الطبق على ذلك الق و أظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر‪ ،‬و أما ما ذكرت من أمر الولود الذي‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫يشبـه أعمامـه و أخواله فإن الرجـل إذا أتـى أهله فجامعهـا بقلب سـاكن و عروق هادئة و بدن غيـ مضطرب‬
‫فأ سكنت تلك النط فة ف جوف الر حم خرج الولد يش به أباه و أ مه و إن هو أتا ها بقلب غ ي ساكن و عروق‬
‫غي هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت ف حال اضطرابا على بعض العروق فإن وقعت على‬
‫عرق من عروق العمام أش به الولد أعما مه و إن وق عت على عرق من عروق الخوال أش به الر جل أخواله‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال و ل أزل أشهد با و أشهد أن ممدا رسول ال و ل أزل أشهد با و أشهد‬
‫أنك وصيه و القائم بجته بعده و أشار بيده إل أمي الؤمني‪ ،‬و ل أزل أشهد با و أشهد أنك وصيه و القائم‬
‫بج ته بعده و أشار إل ال سن‪ ،‬و أش هد أن ال سي بن علي و صي أب يك و القائم بج ته بعدك و أش هد على‬
‫علي بن السي أنه القائم بأمر السي بعده و أشهد على ممد بن علي أنه القائم بأمر علي بن السي و أشهد‬
‫على جعفر بن ممد أنه القائم بأمر ممد بن علي بن السي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر‬
‫بن ممد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على ممد بن علي أنه القائم‬
‫بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن ممد أنه القائم بأمر ممد بن علي و أشهد على السن بن علي أنه‬
‫القائم بأمر علي بن ممد و أشهد على رجل من ولد السن بن علي ل يكن و ل يسمى حت يظهر أمره فيمل‬
‫الرض عدل كما ملئت جورا و السلم عليك يا أمي الؤمني و رحة ال و بركاته ث قام و مضى‪ ،‬فقال أمي‬
‫الؤمن ي‪ :‬يا أ با م مد اتب عه فان ظر أ ين يق صد؟ فخرج ال سن ف أثره فقال‪ :‬ما كان إل أن و ضع رجله خارج‬
‫السجد فما دريت أين أخذ من أرض ال فرجعت إل أمي الؤمني فأعلمته فقال‪ :‬هو الضر! ]‬
‫هذا الديث أخرجه "الكلين" ف أصول الكاف من طريقي و أخرجه "الشيخ الصدوق" ف كتابيه "عيون‬
‫أخبار الر ضا" و "إكمال الد ين"‪ ،‬و "النعما ن" ف كتا به "الغي بة" و "الش يخ الطو سي" ف كتا به "الغي بة" أي ضا‪،‬‬
‫و "الطبسي (احد بن علي)" ف "الحتجاج"‪ ،‬بطرق متلفة لكنها تتمع كلها على "أحد بن عبد ال البقي" عن‬
‫"أ ب ها شم"‪ ،‬و يك في هذا لعر فة كذب و اختلق الد يث‪ ،‬ح يث عرف نا أن "أ با هشام العفري" هذا كان من‬
‫الذين تصوروا أن المام بعد حضرة المام علي النقي هو ابنه السيد ممد‪ ،‬و بقي على ذلك إل أن جاء يوم وفاة‬
‫السيد ممد ف حياة والده و رأى أن حضرة علي النقي بشر ابنه حضرة العسكري بالمامة ففكر ف نفسه أن قصة‬
‫العسكري مع السيد ممد مثل قصة موسى الكاظم مع اساعيل‪ .‬فمثل هذا ل يكن أن يكون هو نفسه راو لديث‬
‫ينص على أساء الئمة حت العسكري و ابنه!‬
‫و ننـ ل نتعجـب مـن الوضاعيـ الكذبـة الذيـن اختلقوا مثـل هذه الحاديـث لجـل تأييـد فكرة مذهبيـة‬
‫أو سياسية معينة‪ ،‬أو لجل كونم أداة لبعض أعداء السلم العاملي على نشر الرافات فيه و التفرقة بي أبنائه‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫إن تعجّبَنَا هو من الشيخ الصدوق و الشيخ الطوسي و الشيخ الكلين و أمثالم الذين‪ ،‬من جهة‪ ،‬يروون حديث أب‬
‫ها شم ف بداء ال ف ال سيد م مد و نص حضرة الادي على إما مة حضرة الع سكري ب عد وفاة أخ يه ال سيد م مد‬
‫ليثبتوا بذلك إمامة حضرة العسكري‪ ،‬و من الهة الخرى‪ ،‬يروون عدة أحاديث عن نفس أب هاشم العفري هذا‬
‫ف أن الئ مة الث ن ع شر من صوص علي هم بأ سائهم!! و ل ندري إن ل ي كن هذا هو التنا قض بعي نه فماذا يكون‬
‫التناقض إذن ؟!‬
‫و أما أحد بن أب عبد ال البقي الذي روى الديث عن أب هاشم‪ ،‬فقال عنه النجاشي ف رجاله (ص‬
‫‪ [ :)59‬كان ث قة ف نف سه‪ ،‬يروي عن الضعفاء و اعت مد الرا سيل ] و ب ثل ذلك و صفه الطو سي ف الفهر ست‬
‫فقال‪ [ :‬كان ث قة ف نف سه إل أ نه أك ثر الروا ية عن الضعفاء و اعت مد الرا سيل ] و قال ع نه ا بن الغضائري‬
‫و العلمة اللي‪ ..[ :‬طعن عليه القميون و ليس الطعن فيه إنا الطعن فيمن يروي عنه فإنه كان ل يبال عمن‬
‫أخذ على طريقة أهل الخبار و كان أحد بن ممد بن عيسى أبعده من قم ]‪.‬‬
‫و لعل نا عرف نا الن لاذا روى م ثل هذا الد يث الغر يب عن أ ب ها شم!! و الع جب من ذلك أن "أح د‬
‫الب قي" هذا كان طب قا ل ا أورده الكا ف ف أ صوله ـ من التحي ين ف الذ هب أي ضا‪ ،‬أي ل ي كن يعلم من‬
‫هو المام بعد حضرة السن العسكري أو أنه كان متحيا ف أصل مذهب التشيع‪ ،‬كما قال الفيض الكاشان ف‬
‫كتا به الوا ف (ج ‪/2‬ص ‪ [ :)72‬و ي ستفاد من آ خر هذا ال ب أن الب قي قد ت ي ف أ مر دي نه طائ فة من من‬
‫عمره! ]‪ .‬و إ نه ل مر عج يب ح قا أن يكون الب قي هذا‪ ،‬الذي كان معا صرا لرب عة من الئ مة‪ ،‬ح يث كان من‬
‫أصحاب حضرة الواد و مات سنة ‪280‬هـ أي بعد عشرين سنة من وفاة المام السن العسكري‪ ،‬و الذي روى‬
‫لنا عديدا من أحاديث النص على إمامة الئمة الثن عشر (راجع أصول الكا ف‪ :‬كتاب الجة‪ :‬باب ما جاء ف‬
‫الثن عشر و النص عليهم عليهم السلم) جعلناها نن من أصول عقائدنا‪ ،‬و يكون هو بنفسه متيحرا ف أمر دينه‪،‬‬
‫و هل هذا إل كمن قال‪ :‬أعمى يقود عميان!!‬
‫أما مت الديث فغن عن التعليق! و نقترح أن يقدم لساتذة الطب و الوراثة ليفصلوا فيه! فقط نتساءل‪ :‬ما‬
‫فائدة شهادة الضر ف هذا القام ؟ و لو كان قصد الضر إثبات حقانية إمامة الئمة و لزومهما على المة فلماذا‬
‫ل يلق حدي ثه ف ج ع من الناس‪ ،‬ب عد أن يعرفهم بنف سه‪ ،‬ث يش هد بشهادا ته تلك لتقوم ال جة على الناس؟ فل حن‬
‫الروا ية يف يد أ نه ل ي كن ف ملس الد يث سوى ال سائل وال سؤول‪ ،‬خا صة أ نه ل يرو أ حد آ خر هذا الد يث! [‬

‫‪]11‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫على كل حال كان غرض نا من ذ كر هذا الد يث و الذي قبله أن يعلم طلب ال ق أن هذا الد يث روي‬
‫على ل سان ش خص ل ي كن هو نف سه يعرف من هو المام ب عد حضرة الادي‪ ،‬و أ نه ل ي كن أ حد من أ صحاب‬
‫الئمة حت أقرب الناس إليهم يعرفون ابتداءً لن ستكون المامة بعد رحيل إمام الوقت‪ ،‬بل حت الئمة أنفسهم ل‬
‫يكونوا يعرفون من المام بعدهم‪ ،‬حيث كانوا يرون ف شخص ما من أبنائهم أهلية المامة فيعهدون له بالمامة من‬
‫بعدهم ويبون بذلك شيعتهم‪ ،‬و إذا بقدر ال و قضائه يلف ظنهم و يوت العهود إليه بالمامة‪ ،‬ف حال حياتم‪،‬‬
‫فيقولون بدا لِ ـلّـه ف ا ساعيل و جعل مو سى مكا نه‪ ،‬و بدا لِ ـلّـه ف م مد بن علي و ج عل ال سن بن علي‬
‫العسكري مكانه‪ ،‬و هذا بد ذاته حجة قاطعة على كذب و بطلن كل أحاديث النص النبوي السابق على الئمة‬
‫الثن عشر‪]12[ .‬‬

‫[‪ ]1‬أكد أمير المؤمنين علي عليه السلم نفسه‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬أن الشورى حق المهاجرين و النصار‪ ،‬من ذلك ما جاء في أحد‬
‫رسائله لمعاوية (كما أوردها عنه الشريف الرضي في نهج البلغة‪ ،‬الرسالة رقم ‪ ، 6‬و رواها أيضا نصر بن مزاحم المنقري في‬
‫كتابه "صفين" ص ‪ )29‬أنه عليه السلم قال‪ (( :‬إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه‪ .‬فلم‬
‫يكممن للشاهممد أن يختار و ل للغائب أن يرد‪ ،‬و إنمببا الشورى للمهاجريببن النصببار فإن اجتمعوا على رجببل و سببموه‬
‫َ‬
‫ى ))‪ .‬قلت ‪ :‬و كلم أميمر المؤمنيمن هذا تؤيده اليمة القرآنيمة الكريممة‪ { :‬و السبابقون الولون‬ ‫ه رض ً‬ ‫إمامبا كان ذلك ل ِببل ّب ِ‬
‫مبن المهاجريبن و النصبار و الذيبن اتبعوهبم بإحسبان رضبي الله عنهبم و رضوا عنبه و أعبد لهبم جنات تجري‬
‫تحنهببا النهار خالديببن فيهببا أبدا ذلك الفوز العظيببم} التوبممة ‪ ،101 /‬و قممد وصممف الله تعالى أولمممئك السممابقين مممن‬
‫المهاجريمن و النصمار بأنهمم‪ { :‬و أمرهبم شورى بينهبم} الشورى‪ ،38/‬فإذا جلس مجموعمة ممن الجنتييمن ليتشاوروا فمي أممر‬
‫ى ل ِملَّمه ؟؟‬
‫المارة واختاروا أميرا عليهم أفلن يكون ذلك حتما رض ً‬
‫و علوة على ذلك فإن عليا عليه السلم كان يقول‪ (( :‬و الله ما كانت لي في الخلفة رغبة و ل في الولية إربة‪،‬‬
‫و لكنكم دعوتموني إليها و حملتموني عليها )) (نهج البلغة ‪ /‬الخطبة رقم ‪ .)196‬فهل يعقل أن يكون عليا قد أمر من‬
‫ي رغبة بتنفيذ‬ ‫قبل الله تعالى بتولي منصب الخلفة‪ ،‬ثم يقول مقسما بالله أنه ليس له رغبة بالخلفة و ل إربة بها ؟! أليس لعل ٍ ّ‬
‫أممر الله ؟! همل يصمح القول مثل أن رسمول الله (صملىالله عليمه وآله وسملم) لم يكمن له رغبمة و ل إربمة بالنبوة بعمد أن حمله الله‬
‫تعالى أمانتها ؟؟ و العياذ بالله‪.‬‬
‫لو كان علي منصوبا حقا من قبل الله تعالى لمنصب الخلفة والمارة فلماذا قال عندما هجم الناس على بيته ليبايعوه ‪(( :‬‬
‫فأقبلتببم إلي إقبال العوذ المطافيببل على أولدهببا‪ ،‬تقولون‪ :‬البيعببة البيعببة! قبضببت كفببي فبسببطتموها‪ ،‬و‬
‫نازعتكبم يدي فجاذبتموهبا )) ( نهمج البلغمة ‪ /‬الخطبمة ‪ 137‬و ‪ ،)229‬فمي حيمن أنمه لو كانمت خلفتمه عليمه السملم أمرا إلممهميا‪،‬‬
‫لوجب عندما وجد المقتضي لستلمها و انتفى المانع و عاد الحق لصاحبه‪ ،‬لوجب على القل أل يمتنع عنها و يظهر عدم ميله لها‪،‬‬
‫هذا إن لم يجب عليه السمراع لخذهما و القيام بأعبائهما‪ .‬ل أن يقول كما روي عنمه فمي النهمج (( دعوني و التمسوا غيري!‬
‫أ نا لكم وزيرا خيرا لكم م ني أميرا‪ ،‬و إن تركتمو ني فأنا كأحدكم و أ سمعكم و أطوعكم )) (نهمج البلغة‪ /‬الخطبة‬
‫‪.)91‬‬
‫صب فعل ممن قبمل الله عمز و جمل لممر الخلفمة ‪ ،‬فلماذا عوضما عمن تحذيره الناس صمبحا و مسماء‬ ‫و لو أن عليما عليمه السملم ن ُم ِّ‬
‫من مغبمة مخالفتهم لمر الله تعالى وتذكيرهم صبحا و مساء بخلفته اللمهية‪ ،‬و سعيه بكل جهده لحراز الخلفة التي أمره الله‬
‫بالقيام بأعبائها ‪ ،‬و زجره الخلفاء الذين سبقوه عن غصبهم خلفته‪ ،‬وإعلنه للجميع بأن خلفتهم غير مشروعة و محرمة‪ ،‬أو على‬
‫أقل تقدير يمتنع عن تأييدها و يسكت عن مدحها‪ ،‬لماذا نجده عليه السلم بشهادة آثار قدماء المامية يثني على الخلفاء الذين‬
‫سمبقوه و يمتدح خلفتهمم فيقول عمن أبمي بكمر مثل‪ (( :‬فتولى أببو بكبر فقارب و اقببتبصد)) [كشمف المحجمة لثمرة المهجمة‪،‬‬
‫سميد ابمن طاووس‪ ،‬طبمع النجمف‪1370 ،‬همم‪ ،‬ص ‪ ،]177‬و يقول عمن عممر مثل‪(( :‬تولى عمبر المبر فكان مرضبي السبيرة‬
‫ميمون النقيبببة)) [الغارات‪ ،‬أبمو اسمحمق الثقفمي‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ]307‬و يقول عنهمما كليهمما فمي مقام آخمر‪(( :‬أحسبنا السبيرة و‬
‫عدل فبي المبة)) [كتاب وقعمة صمفين‪ ،‬ص ‪ ، ]201‬و لماذا رضمي أن يصماهره عممر فمي ابنتمه أم كلثوم [ انظمر منتهمى المال‪،‬‬
‫للشيخ عباس القمي‪ ،‬ص ‪ ،186‬و وسائل الشيعة‪ :‬كتاب الميراث‪ ،‬ج ‪ /17‬ص ‪ ،]594‬و كان يقتدي بالشيخين في الصلة [وسائل‬
‫الشيعة‪ :‬كتاب الصلة‪ ،‬ج ‪ /5‬ص ‪ ]383‬و سمى ثلثة من أولده بأسماء الخلفاء أبي بكر وعمر و عثمان [الرشاد للشيخ المفيد‪،‬‬
‫دار المفيد للطباعة ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪354‬و منتهى المال‪ ،‬ص ‪188‬و ‪. ]382‬‬
‫أفتراه فعمل ذلك و همو عليمه السملم إمام المتقيمن و أسموة المؤمنيمن لكمي يفضمح الغاصمبين و يعرف الممة أكثمر بأصمول و‬
‫أحكام الشريعة خاصة أصل المامة المنصوص عليها ‪ ،‬و يتم الحجة عليهم في ذلك ؟! نترك الجابة على ذلك لكل ذي إنصاف‪.‬‬
‫(‪)x‬‬
‫[‪ ]2‬مروج الذهمب‪ :‬للمسمعودي‪ :‬ج ‪ / 2‬ص ‪ ،425‬و تاريمخ الممم و الملوك‪ :‬للطمبري‪ :‬ج ‪ / 5‬ص ‪146‬مم ‪ ،147‬و البدايمة و النهايمة‪:‬‬
‫لبن كثير‪ :‬ج ‪ / 7‬ص ‪. 327‬‬
‫[‪ ]3‬مروج الذهب‪ :‬ج ‪/2‬ص ‪ ،425‬و البداية و النهاية‪ :‬ج ‪/7‬ص ‪ 323‬إلى ‪ 324‬من عدة طرق‪( .‬مت)‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‪ ]4[]4‬و انظره أيضما فمي الصمول ممن الكافمي للكلينمي‪ :‬كتاب الحجمة‪ :‬باب مما يفصمل بمه بيمن دعوى المحمق و المبطمل فمي أممر‬
‫المامة‪ ،‬حديث ‪ ،5‬ج ‪ /1‬ص ‪( .348‬مت)‬
‫[‪]5‬سبق و أوردنا روايته مفصلة في كتابنا هذا فراجعها في ص ‪(.128 126‬مت)‬
‫[‪ ]6‬الصول من الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب ما يفصل به بين دعوى‪ ..‬حديث ‪ 16‬في‪:‬ج ‪ / 1‬ص ‪( 357‬مت)‬
‫[‪ ]7‬الصول من الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب ما يفصل به بين دعوى‪..‬حديث ‪ 17‬في‪:‬ج ‪/1‬ص ‪( .363‬مت)‬
‫[‪ ]8‬فخ‪ :‬بئر بين التنعيم و مكة‪ ،‬والحسين هذا هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلم و‬
‫أمه زينب بنت عبد الله بن الحسن‪ ،‬خرج في المدينة سنة ‪199‬هم في أيام الخليفة العباسي موسى الهادي بن المهدي بن أبي‬
‫جعفر المنصور‪ ،‬و خرج معه جماعة كثيرة من العلويين و بايعوه بإمارة المؤمنين ثم استشهد بفخ‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]9‬و هو أيضا في أصول الكافي‪:‬كتاب الحجة‪ :‬باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪( 366‬مت)‬
‫[‪]10‬المصدر السابق‪ :‬نفس الكتاب و الباب‪ :‬الحديث ‪ 19‬في‪ :‬ج ‪ / 1‬ص ‪( .367 366‬مت)‬
‫[‪ ]11‬تتمة نفس الحديث السابق‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]12‬مقاتل الطالبيين‪ :‬ص ‪( .537‬مت)‬
‫[‪]13‬ارجع إلى صفحة ‪ 221 220‬من هذا الكتاب‪.‬‬
‫[‪]1‬من الجدير بالذكر أن هذا المام الهمام ان من المجاهدين في وافعة كربلء تحت راية عمه سيد الشهداء المام أبي عبد الله‬
‫عليه السلم ‪ ،‬و قد سق طجريحا في تلك المعركة ‪ ،‬و لما هجم أوباش يزيد في آخر المعركة ليقطعوا رؤوس الشهداء من‬
‫أنصار الحسين(ع) البواسل‪ ،‬تشفَّع للحسن المثنى خاله الذي كان في جيش عمر بن سعد‪ ،‬و أخذه لمنزله و داوى جراحه‪ .‬هذا و‬
‫قد كان الحسن المثنى ختنا للمام الحسين إذ كان زوجا لبنته "فاطمة حور العين"‪)x( .‬‬
‫[‪ ]2‬انظر‪ :‬الخرائج للراوندي‪ :‬ص ‪ ،202‬و بحار النوار للمجلسي‪ :‬ج ‪ /12‬ص ‪.13‬‬
‫[‪ ]3‬كان عبد الله بن جعفر متهما أنه من المرجئة‪( .‬برقعي)‬
‫[‪ ]4‬أصول الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل‪:‬حديث ‪:17‬ج ‪/1‬ص ‪(.351‬مت)‬
‫[‪ ]5‬انظر الصفحة ‪ 241‬من هذا الكتاب‪( .‬مت)‬
‫[‪ ]6‬الصول من الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب الشارة و النص على أبي محمد عليه السلم‪ ،‬الحديث الرابع‪.‬‬
‫[‪ ]7‬الصول من الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب الشارة و النص على أبي محمد عليه السلم‪ ،‬الحديث الخامس‪.‬‬
‫[‪ ]8‬الصول من الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب الشارة و النص على أبي محمد عليه السلم‪ ،‬الحديث الثامن(مت)‬
‫[‪ ]9‬أصول الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب الشارة و النص على أبي محمد عليه السلم‪ ،‬الحديث العاشر‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]10‬أصول الكافي‪ :‬كتاب الحجة‪ :‬باب ما جاء في الثني عشر و النص عليهم عليهم السلم‪ ،‬الحديث الول‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]11‬ذكمر المصمنف نقودا لمتمن الحديمث بيمن قوسمين أثناء ترجمتمه للفارسمية و قمد أطال فمي النقود ممما ل طائل كثيمر تحتمه لنمه‬
‫واضح فاختصرته نقد المتن بألفاظ من عندي في هذه الفقرة القصية طلبا للختصار‪(.‬مت)‬
‫[‪ ]12‬فإن قال قائل كيف لم ينتبه علماء الشيعة الكبار كالشيخ الصدوق و الشيخ الطوسي و العلمة المجلسي وأمثالهم لعيوب‬
‫و علل و كذب مثل أحاديث النص هذه‪ ،‬بل رووها في كتبهم و أوقعوا ببركتها النزاع والشحناء و سوء الظن بين مليين المسلمين‬
‫إلى يوم القياممة حيمث صمارت الماممة ممن أصمول الديمن و إنكار أحمد الئممة كفمر ممبين ؟ فالجواب‪ :‬همو أن حمب الشيمء يعممي و‬
‫يصمم‪ ،‬فلمما كان آل محممد صملوات الله تعالى عليهمم مممن ظُل ِم و اضطُهِمد و قُت ِمل و اسمتشهد و وقمع عليمه ممن المظالم مما يفتمت‬
‫الكباد‪ ،‬مما جعل قلوب الناس تحبهم وتهفو إليهم و تتعلق بهم‪ ،‬و خاصة مثل أولئك العلماء الذي كانوا‪ ،‬لفرط تعلقهم و محبتهم‬
‫لل محمممد صمملوات الله عليهممم‪ ،‬يحرصممون على إثبات مقاماتهممم و إثبات مناصممب إلهيممة لهممم‪ ،‬و كانوا لشدة محبتهممم لئمممة الل‬
‫وبغضهمم لظالميهمم ممن خلفاء بنمي أميمة و بنمي العباس يتسماهلون فمي روايمة كمل مايثبمت لهمم فضل أو نصما ممن الرسمول (ص) ول‬
‫يجدون فمي أنفسمهم المجال لتمحيمص و نقمد مثمل هذه الروايات بمل يذكرون كمل مما وصمل إليهمم‪ ،‬ثمم جاء ممن بعدهمم ممن العلماء‬
‫فأخذوا عنهم رواياتهم اعتمادا على حسن ظنهم بأمثال أولئك العلم و لم يتصوروا أن تكون كثير من الحايث التي رووها على‬
‫هذا القدر ممن التناقمض و التهافمت و الضعمف و السمقوط و ل كانوا قادريمن أن يصمدقوا أنهما ممن وضمع عدة ممن الغلة الكذبمة‪ ،‬بمل‬
‫لبسماطتهم و نقاوة صمدورهم ممن الغمل و الغمش والخداع‪ ،‬صمدقوا هذه الحاديمث الموضوعمة و أدرجوهما فمي كتبهمم‪ .‬و أكثمر هذه‬
‫الحاديمث وضمع فمي القرن الهجري الثالث‪ ،‬عندمما تحددت فرق المسملمين و أخذت شكلهما المتميمز و اشتمد الصمراع فيمما بينهما‪ ،‬و‬
‫اندفع الكثيرون‪ ،‬ممن باب التعصمب لمذهبهم‪ ( ،‬كمما هو الحال في عصمرنا و في كل عصر ) للدفاع عن عقائدهمم وإثباتهما بكل مما‬
‫يتيسر لهم من الوسمائل و الحجج سواء كانت ضعيفة أو قوية! لذا كثرت الحاديث الموضو عة و الخرافات و المعجزات العجيبة‬
‫المنسوبة للئمة‪ ،‬للدفاع عن المذهب و تأييده‪ ،‬خاصة لما صارت المشيخة والمذهب لدى الكثيرين حانوتا للتكسب و العيش‪ ،‬و‬
‫صمار لزامما على دعاة المذهمب الدفاع عمن دكانهمم بشتمى الوسمائل و لو بأشمد الحاديمث وضعما‪ ،‬و اختراع عشرات الحجمج لله بعمد‬
‫رسمول الله (ص) ممع أن الله تعالىيقول{ رسبل مبشريبن و منذريبن لئل يكون للناس على الله حجبة بعبد الرسبل }!‪.‬‬
‫( برقعي)‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫افتراق الشيعة إلى فرق مختلفة عـقـب وفاة كل إمام يبين كذب‬
‫واختلق أحاديث النص‬
‫ألف علماء السلمي كثيا من الكتب عن الفرق السلمية و اللل والنحل‪ ،‬و ل شك أن بعضها ل يل من‬
‫التحيز و التعصب لذهب الؤلف والتحامل على مذاهب الصوم كإلزامهم با ل يقولون به أو نسبة أباطيل إليهم‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫لذا فن حن ف هذا القام لن نر جع إل إل كتاب ي من ك تب الفرق ألفه ما عالان من علماء الشي عة المام ية الكبار‬
‫الوثقي‪ ،‬لننقل عنهم حرفيا ما ذكروه من انشعابات و حدوث فرق متعددة ف أوساط الشيعة‪ ،‬ليتضح أنه لو كان‬
‫ثة نص مشهور من الرسول (صلى العليه وآله وسلم) ف تعيي الئمة لا وجدت كل هذه الفرق الختلفة ف الشيعة‪.‬‬
‫ل نعرف‪ ،‬من بي علماء الشيعة القدماء‪ ،‬من ألف كتبا‪ ،‬بقيت إل يومنا هذا‪ ،‬ف فرق السلمي و مللهم‬
‫ونلهم‪ ،‬سوى اثني من العلماء البزين الكبار ها‪ 1 :‬سعد بن عبد ال بن أب خلف الشعري القمي التوف‬
‫سنة ‪ 301‬ه ـ و الذي ي عد من أكابر مد ثي الشي عة و من مشا يخ م مد بن جع فر بن قولو يه ف الروا ية و من‬
‫أ صحاب حضرة المام ال سن الع سكري‪ ،‬ح ت أن ب عض الروايات تذ كر لقاءه للمام ال سن الع سكري ولب نه‬
‫حضرة القائم‪ ،‬و إن كان هذا اللقاء يع تب بن ظر عدة من علماء الشي عة الكبار‪ ،‬مكذو با و موضو عا‪ ،‬ل كن على أي‬
‫حال ل يوجد أحد يشكك ف نزاهة و شخصية سعد بن عبد ال و أنه من أكابر مدثي الشيعة المامية وفقهائهم‬
‫الوثوقي‪ ،‬و قد ألف لنا كتابا هاما ف الفرق و النحل ساه‪ " :‬القالت و الفرق "‪.‬‬
‫‪ 2‬و الثان هو أبو ممد السن بن موسى النوبت التوف فيما بي سنة ‪ 300‬و ‪ 310‬هـ و الذي كان‬
‫من أفاضل الشيعة و كبار علمائهم أيضا و من عائلة عرفت كلها بالعلم و الفضل ف أوساط الشيعة‪ ،‬و قد ترك لنا‬
‫كتابا هاما أيضا ف الفرق خصصه لذكر فرق الشيعة فقط و ساه‪ " :‬فرق الشيعة "‪.‬‬
‫و ن ن سنذكر في ما يلي خل صة ما ذكره الؤلفان ف كتابيه ما الذكور ين ف بيان الفرق ال ت وجدت ف‬
‫الشيعة ليكون ذلك دليل آخر على أنه لو كان هناك نص أو نصوص نبوية سابقة على ذلك النحو و الصورة الت‬
‫يدعونا لا أمكن أن تنشأ كل هذه الفرق التعددة و الختلفة بي الشيعة أنفسـهم ‪ .‬قال‪:‬‬
‫[ افتر قت ال مة ع قب وفاة ر سول ال( صلّىاللّه عل يه وآله) إل ثلث فرق‪ 1 :‬ـ فر قة من ها سيت الشي عة‬
‫و هم شيعة علي بن أب طالب عليه السلم و اتبعوه و ل يرجعوا إل غيه‪ .‬و منهم افترقت صنوف الشيعة كلها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و فرقة منهم ادعت المرة و السلطان‪ ،‬و هم النصار و دعوا إل عقد المر لسعد بن عبادة الزرجي‪ 3 ،‬ـ‬
‫و فرقة مالت إل بيعة أب بكر بن أب قحافة‪ ..‬و تنازعت الفرقتان الخيتان ث رجع أغلب النصار و من تابعهم‬
‫إل أمر أب بكر‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و ع قب مق تل عثمان با يع الناس عل يا ف سموا الما عة‪ ،‬ث افترقوا ب عد ذلك ف صاروا ثلث فرق‪ 1 :‬ـ فر قة‬
‫أقامت على ولية علي بن أب طالب عليه السلم‪ 2 .‬ـ و فرقة اعتزلته مع سعد بن أب وقاص و عبد ال بن عمر‬
‫و ممد بن مسلمة النصاري و أسامة بن زيد فامتنعوا عن ماربته و الحاربة معه‪ 3 .‬ـ و فرقة خالفته و قامت‬
‫عليه و هم طلحة و الزبي و عائشة و أنصارهم‪ ،‬فـقاتلهم علي عليه السلم و هزمهم‪ ،‬و هم أهل المل‪ .‬و هرب‬
‫منهم قوم إل معاوية و صاروا معه ف الطالبة بدم عثمان‪ ،‬و حاربوا عليا عليه السلم و هم أهل صفي‪.‬‬
‫ث خرجت فرقة م ن كان مع علي عل يه ال سلم‪ ،‬و خالف ته ب عد تك يم الكمي بينه و بي معاو ية و أ هل‬
‫الشام و كفّروا عليا و تبؤا منه وسوا الوارج و منهم افترقت فرق الوارج كلها‪.‬‬
‫فلما قُتِ َل علي التقت الفرقة الت كانت معه و الفرقة الت كانت مع طلحة و الزبي و عائشة فصاروا فرقة‬
‫واحدة مع معاوية بن أب سفيان إل القليل منهم من شيعته و من قال بإمامته بعد النب صلى العليه وآله و هم السواد‬
‫العظم و أهل الشو و أتباع اللوك و أعوان كل من غلب‪ ،‬أعن الذين التقوا مع معاوية فسموا جيعا " الرجئة "‬
‫لنمـ تولوا الختلفيـ جيعـا و زعموا أن أهـل القبلة كلهـم مؤمنون بإقرارهـم الظاهـر باليان و رجوا لمـ جيعـا‬
‫الغفرة‪ .‬و افترقت ( الرجئة ) بعد ذلك فصارت إل أربع فرق‪ :‬الهمية و هم مرجئة أهل خراسان‪ ،‬و الغيلنية‬
‫و هم مرجئة أ هل الشام‪ ،‬و الا صرية و هم مرجئة أ هل العراق من هم " أ بو حني فة " و نظراؤه‪ ،‬و "الشكاك" أو "‬
‫البترية " أصحاب الديث منهم " سفيان بن سعيد الثوري " و "شريك بن عبد ال" و " ابن أب ليلى " و " ممد‬
‫بن إدريس الشافعي" و "مالك بن أنس" و نظراؤهم من أهل الشو و المهور العظيم و قد سوا (الشوية)‪.‬‬
‫فقالت أوائلهم ف المامة‪ :‬خرج رسول ال صلى العليه وآله من الدنيا ول يستخلف على دينه من يقوم مقامه‬
‫ف ل الشعث‪ ،‬و جع الكلمة‪ ،‬و السعي ف أمور اللك و الرعية‪ ،‬و إقامة الدنة و تأمي المراء و تييش اليوش‪،‬‬
‫و الدفع عن بيضة السلم‪ ،‬و تعليم الاهل و إنصاف الظلوم‪ ،‬و جوّزوا فعل هذا الفعل لكل إمام أقيم بعد الرسول‬
‫صلى العليه وآله ‪.‬‬
‫ثـ اختلف هؤلء فقال بعضهـم‪ :‬على الناس أن يتهدوا آراءهـم فـ نصـب المام و جيـع حوادث الديـن‬
‫و الدنيا إل اجتهاد الرأي‪ ،‬و قال بعضهم‪ :‬الرأي باطل و لكن ال عز و جل أمر اللق أن يتاروا المام بعقولم‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و شذت طائفة من العتزلة عن قول أسلفها فزعمت أن النب صلى العليه وآله نص علىى صفة المام و نعته‬
‫و ل ينص على اسه و نسبه‪ ،‬و هذا قول أحدثوه قريبا‪.‬‬
‫و كذلك قالت جاعة من أهل الديث هربت حي عضّها حِجَاج المامية و لأت إل أن النب صلى العليه‬
‫وآله نص على أب بكر بأمره إياه بالصلوة‪ ،‬و تركت مذهب أسلفها ف أن السلمي بعد وفاة الرسول صلى العليه‬
‫وآله قالوا‪ :‬رضينا لدنيانا بإمام رضيه رسول ال صلى العليه وآله لديننا‪.‬‬
‫و اختلف أهـل الهال ( أي القائلون أن الرسـول ل يسـتخلف أحدا ) فـ إمامـة الفاضـل و الفضول‪ ،‬إذا‬
‫كانت ف الفاضل علة تنع إمامته‪ ،‬و وافق سائرهم أصحاب النص على أن المامة ل تكون إل للفاضل التقدم‪.‬‬
‫ث اختلفوا جيعا ف القول بالمامة و أهلها فقالت ( البترية ) و هم أصحاب ( السن بن صال بن حي )‬
‫و من قال بقوله أن عليا عليه السلم هو أفضل الناس بعد رسول ال صلى العليه وآله و أولهم بالمامة‪ ،‬و أن بيعة‬
‫أب بكر ليست بطأ‪ ،‬و وقفوا ف عثمان و ثبتوا حزب علي عليه السلم‪ ،‬و شهدو اعلى مالفيه بالنار‪ ،‬و اعتـلّوا‬
‫بأن عليا عليه السلم سلم لما ذلك فهو بنلة رجل كان له على رجل حق فتركه له‪.‬‬
‫و قال " سليمان بن جر ير الر قي " و من قال بقوله أن عل يا عل يه ال سلم كان المام و أن بي عة أ ب ب كر‬
‫و ع مر كا نت خطًأ و ل ي ستحقان ا سم الف سق علي ها من ق بل التأو يل لن ما تأول فأخ طآ‪ ،‬و تبؤا من عثمان‬
‫فشهدوا عليه بالكفر ومارب علي عليه السلم عندهم كافر‪.‬‬
‫و قال " ا بن التمار " و من قال بقوله‪ :‬إن عل يا عل يه ال سلم كان م ستحقا للما مة و إ نه أف ضل الناس ب عد‬
‫ر سول ال صلى العليه وآله ‪ ،‬و إن ال مة لي ست بخطئة خ طأ إ ث ف توليت ها أ با ب كر و ع مر و لكن ها مطئة بتر كة‬
‫الفضل‪ ،‬و تبؤا من عثمان و من مارب علي عليه السلم و شهدوا عليه بالكفر‪.‬‬
‫و قال ( الفضل الرقاشي ) و ( أبو شر ) و ( غيلن بن مروان ) و (جهم بن صفوان) و من قال بقولم من‬
‫الرجئة‪ :‬إن المامة يستحقها كل من قام با إذا كان عالا بالكتاب و السنة و أنه ل تثبت المامة إل بإجاع المة‬
‫كلها‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و قال أ بو حني فة و سائر الرجئة‪ :‬ل ت صلح الما مة إل ف قر يش‪ ،‬كل من د عا من ها إل الكتاب و ال سنة‬
‫و الع مل بالعدل وج بت إمام ته و و جب الروج م عه و ذلك لل خب الذي جاء عن ال نب صلى العليه وآله أ نه قال‪:‬‬
‫الئمة من قريش‪.‬‬
‫و قالت الوارج كلها إل النجدية منهم‪ :‬المامة تصلح ف أفناء الناس‪ ،‬كل من كان منهم قائما بالكتاب‬
‫و السنة عالا بما‪ ،‬و إن المامة تثبت بعقد رجلي‪.‬‬
‫و قالت النجدية من الوارج‪ :‬المة غي متاجة إل إمام و ل غيه‪ ،‬وإنا علينا و على الناس أن نقيم كتاب‬
‫ال عزوجل فيما بيننا‪.‬‬
‫و قالت العتزلة‪ :‬إن المامة يستحقها كل من كان قائما بالكتاب والسنة‪ ،‬فإذا اجتمع قرشي و نبطي و ها‬
‫قائمان بالكتاب و السنة‪ ،‬و لينا القرشي‪ ،‬والمامة ل تكون إل بإجاع المة و اختيار و نظر‪.‬‬
‫و قال " ضرار بن عمرو "‪ :‬إذا اجتمع قرشي و نبطي ولينا النبطي وتركنا القرشي‪ ،‬لنه أقل عشية و أقل‬
‫عددا‪ ،‬فإذا عصى ال و أردنا خلعه كانت شوكته أهون‪ ،‬و إنا قلت ذلك نظرا للسلم‪.‬‬
‫و قال إبراهيـم النظّام و مـن قال بقوله‪ :‬المامـة تصـلح لكـل مـن كان قائمابالكتاب و السـنة لقول ال‬
‫عزو جل‪ :‬إن أكرم كم ع ند ال أتقا كم‪( .‬الجرات‪ .) 13 :‬و ز عم أن الناس ل ي ب علي هم فرض الما مة إذا هم‬
‫َمـ المام قائم باضطرار يعرفون عينـه‪،‬‬
‫أطاعوا ال و أصـلحوا سـرائرهم و علنيتهـم فإنمـ لن يكونوا كذا إل و عَل ُ‬
‫فعليهم اتباعه و لن يوز أن يكلفهم ال عزوجل معرفته ول يضع عندهم علمه فيكلفهم الحال‪.‬‬
‫و قالوا ف ع قد ال سلمي الما مة ل ب ب كر‪ :‬إن م قد أ صابوا ذلك و إ نه كان أ صلحهم ف ذلك الو قت‪،‬‬
‫و اعتلوا ف ذلك بالقياس و بب تأوّلوه‪. ]1[] ...‬‬

‫ث ذكرا سائر أقوال الفرق ف المامة ما ل نتاج لذكره هنا لن قصدنا هو ذكر انقسامات الشيعة و فرقهم‬
‫و شرح اختلفاتم ف المامة لذا نتجه لذكر ما قاله ف هذا الجال مع رعاية الختصار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫[ فجميع أصول الفرق كلها الامعة لا أربعة فرق‪ :‬الشيعة و الرجئة والعتزلة و الوارج‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫فأول الفرق الشيعة‪ ،‬و هي فرقة علي بن أب طالب رضوان ال عليه الُس ّموْن بشيعة علي ف زمان النب صلى‬
‫العليه وآله و بعده معروفون بانقطاعهم إليه و القول بإمامته‪ ،‬منهم القداد بن السود الكندي‪ ،‬و سلمان الفارسي‪،‬‬
‫وأ بو ذر جندب بن جنادة الغفاري و عمار بن يا سر‪ ،‬الؤثرون طاع ته‪ ،‬الؤتون به وغي هم م ن وا فق مود ته مودة‬
‫علي بن أب طالب‪ .‬فلما قََبضَ ال نبيه صلى العليه وآله افترقت فرقة الشيعة فصاروا ف المامة ثلث فرق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ فرقة منهم قالت أن علي بن أب طالب إمام و مفروض الطاعة من ال و رسوله بعد رسوله صلى العليه‬
‫وآله واجب على الناس القبول منه و الخذ منه ل يوز لم غيه و أن النب صلى العليه وآله نص عليه باسه و نسبه‬
‫و قلد المة إمامته و عقد له عليهم إمرة الؤمني‪ ...‬و قالوا ل بد مع ذلك أن تكون تلك المامة دائمة جارية ف‬
‫عقبه إل يوم القيامة‪ ،‬تكون ف ولده من ولد فاطمة بنت رسول ال يقوم مقامه أبدا رجل منهم معصوم من الذنوب‬
‫طاهر من العيوب‪...‬‬
‫‪ 2‬ـ و فرقة قالت أن عليا رحة ال عليه كان أول الناس بعد رسول ال بالناس‪ ،‬لفضله و سابقته و قرابته‬
‫و علمه‪ ،‬و هو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم و أسخاهم‪ ..‬و أجازوا مع ذلك خلفة أب بكر و عمر‪ ،‬رأوها‬
‫أهل لذلك الكان و القام‪ .‬احتجوا ف ذلك بأن زعموا أن عليا سلم لما المر و رضي بذلك و بايعهما طائعا غي‬
‫مكره و ترك حقه لما‪ ،‬فنحن راضون كما رضي السلمون له و لن تابع ل يل لنا غي ذلك و ل يسع أحد إل‬
‫ذلك‪ ،‬و أن وليـة أبـ بكـر صـارت رشدا و هدى لتسـليم علي صـلى ال عليـه له ذلك و رضاه و لول رضاه‬
‫و تسليمه لكان أبو بكر مطئا ضال هالكا و هم أوائل البترية‪.‬‬
‫و خر جت من هذه الفر قة فر قة و قالوا‪ :‬علي بن أ ب طالب أف ضل الناس ب عد ر سول ال لقراب ته و سابقته‬
‫و علمه‪ ،‬و لكن كان جائزا للناس أن يولوا عليهم غيه إذا كان الوال الذي يولونه مزئا ( أي منفذا لحكام شرع‬
‫ال ) أحب ذلك عليّ أم كرهه‪ ،‬فولية الوال الذي ولوه على أنفسهم برضا منهم رشد و هدى و طاعة ل‪ ،‬فإذا‬
‫اجتمعت المة على ذلك و توالت و رضيت به فقد ثبتت إمامته و استوجب اللفة‪ ،‬فمن خالفه من قريش و بن‬
‫هاشم عليّ كان أو غيه من الناس‪ ،‬فهو كافر ضال هالك‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ و فر قة من هم ي سمون الارود ية أ صحاب الارود زياد بن النذر بن زياد العج مي‪ ،‬فقالوا بتفض يل‬
‫علي‪ ،‬و ل يروا مقامه لحد سواه‪ ،‬و زعموا أن من دفع عليا من هذا القام فهو كافر‪ ،‬و أن المة كفرت و ضلت‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫بتركها بيعته‪ ،‬ث جعلوا المامة بعده ف السن بن علي ث ف السي بن علي ث هي شورى بي أولدها‪ ،‬فمن‬
‫خرج منهم و شهر سيفه و دعا إل نفسه فهو مستحق للمامة‪ ،‬وهاتان الفرقتان ها النتحلتان أمر زيد بن علي بن‬
‫السي و أمر زيد بن السن بن السن بن علي و منهما تشعبت فرق الزيدية‪.‬‬
‫و زع مت هذه الفرق أن ال مر كان ب عد ر سول ال لعلي صلى ال عل يه ث للح سن ث للح سي نص من‬
‫رسول ال و صية منه إليهم واحدا بعد واحد‪ ،‬فلما مضى السي بن علي صارت ف واحد من أولدها إل علي‬
‫بن السي والسن بن السن ل يلو من أحدها إل أنم ل يعلمون أيا من أي‪ ،‬و أن المامة بعدها ف أولدها‪،‬‬
‫فمن ادعاها من ولد السي بن علي و من ولد علي بن السي و زعم أنا لولد السي بن علي دون ولد السن‬
‫بن السن‪ ،‬فإن إمامته باطلة و أنه ضال مضل هالك‪ ،‬و أن من أقر من ولد السي و السن أن المامة تصلح ف‬
‫ولد السن و السي و من رضوا به و اتفقوا عليه و بايعوه جاز أن يكون إماما‪ ،‬و من أنكر ذلك منهم و جعلها‬
‫ف ولد أحد منهما ل يصلح للمامة‪ ،‬و هو عندهم خارج من الدين‪ .‬و بعد مضي السي بن علي ل تثبت (المامة‬
‫لن ادعاها من ولد السن أو السي) إل باختيار ولد السن و السي وإجاعهم على رجل منهم و رضاهم به‬
‫و خرو جه بال سيف‪ ،‬و يوز أن يكون من هم أئ مة عداد ف و قت وا حد لكن هم أئ مة دعاة إل المام الر ضا من هم‪،‬‬
‫و أن المام الذي إليه الحكام و العلوم يقوم مقام رسول ال و هو صاحب الكم ف الدار كلها و هو الذي يتاره‬
‫جيعهـم و يرضون بـه و يمعون على وليتـه‪ ،‬وجيـع فرق الزيديـة مذاهبهـم فـ الحكام و الفرائض و الواريـث‬
‫مذاهب العامة‪.‬‬
‫(فرق الشيعة بعد استشهاد المام علي عليه السلم) [‪]2‬‬
‫فلما قتل عليّ صلوات ال عليه افترقت (الفرقة الول منها) الت أثبتت له المامة له من ال و رسوله فرضا‬
‫واجبا فصاروا فرقا ثلثة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ فرقة منها قالت أن عليا ل يقتل و ل يت و ل يوت حت يلك الرض و يسوق العرب بعصاه و يل‬
‫الرض قسطا و عدل‪ ،‬كما ملئت ظلما وجورا‪ ،‬و هي أول فرقة قالت ف السلم بالوقف بعد النب من هذه المة‪،‬‬
‫وأول من قال منها بالغلو و هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد ال بن سبأ‪ ،‬وهو عبد ال بن وهب الراسب‬
‫المدان و ساعده على ذلك عبد ال بن حرس وابن أسود‪ ،‬و ها من أجلة أصحابه‪ ،‬و كان أول من أظهر الطعن‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫على أب بكر وعمر و عثمان من الصحابة و تبأ منهم‪ ،‬و ادعى أن عليا عليه السلم أمره بذلك‪ ،‬وأن التقية ل توز‬
‫و ل تل‪ ،‬فأخذه علي فسأله عن ذلك ؟ فأقر به‪ ،‬و أمر بقتله‪ ،‬فصاح إليه الناس من كل ناحية يا أمي الؤمني أتقتل‬
‫رجل يدعو إل حبكم أهل البيت و إل وليتك و الباءة من أعدائك ؟ فسيه عليّ إل الدائن‪ ،‬و حكى جاعة من‬
‫أهل العال‪ :‬أن عبد ال بن سبأ كان يهوديا فأسلم و وال عليا‪ ،‬وكان يقول و هو على يهوديته ف يوشع بن نون‬
‫وصي موسى بذه القالة‪ ،‬فقال ف إسلمه بعد وفاة رسول ال صلى العليه وآله ف عليّ بثل ذلك‪ ،‬و هو أول من‬
‫شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أب طالب‪ ،‬و أظهر الباءة من أعدائه وكاشف مالفيه و أكفرهم‪ ،‬فمن ها هنا‬
‫قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية‪ ،‬و لا بلغ ابن سبأ و أصحابه نع َي عليّ و هو بالدائن‬
‫و قدم عليهم راكب فسأله الناس‪ ،‬فقال ما خب أمي الؤمني ؟ قال‪ :‬ضربه أشقاها ضربة قد يعيش الرجل من أعظم‬
‫من ها ويوت من وقت ها‪ ،‬ث ات صل خب مو ته فقالوا للذي نعاه‪ :‬كذ بت يا عدو ال! لو جئت نا و ال بدما غه ضر بة‪،‬‬
‫فأق مت على قتله سبعي عدل ما صدقناك‪ ،‬و لعلم نا أ نه ل ي ت و ل يق تل‪ ،‬و أ نه ل يوت ح ت ي سوق العرب‬
‫بعصاه‪ ،‬و يلك الرض‪ ،‬ث مضوا من يومهم حت أناخوا بباب علي فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بياته الطامع ف‬
‫الوصول إليه‪ ،‬فقال لم من حضره من أهله و أصحابه و ولده‪ ،‬سبحان ال أما علمتم أن أمي الؤمني قد استشهد ؟‬
‫قالوا‪ :‬إنا لنعلم أنه ل يقتل و ل يوت حت يسوق العرب بسيفه وسوطه كما قادهم بجته و برهانه‪ ،‬و أنه ليسمع‬
‫النجوى و يعرف ت ت الديار الق فل و يل مع ف الظلم ك ما يل مع ال سيف ال صقيل ال سام‪ ،‬فهذا مذ هب ال سبئية‬
‫و مذهب الربية و هم أصحاب عبد ال بن عمر بن الرب الكندي ف علي عليه السلم‪ ،‬و قالوا بعد ذلك ف‬
‫علي أنه إله العالي و أنه توارى عن خلقه سخطا منه عليهم و سيظهر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و فرقة قالت بإمامة ممد بن عل ّي بن أب طالب ابن النفية بعد علي لنه كان صاحب راية أبيه يوم‬
‫الب صرة دون أخو يه ال سن و ال سي عليه ما ال سلم‪ ،‬ف سموا الكي سانية و هم الختار ية‪ ،‬و إن ا سُمّوا بذلك لن‬
‫رئيسهم الذي دعاهم إل ذلك الختار بن أب عبيدة الثقفي‪ ،‬و كان لقبه كيسان‪ ،‬و هو الذي طلب بدم السي بن‬
‫علي و ثأره حت قََتلَ قََتلَتَهُ و من قدر عليه من حاربه‪ ،‬وقتل عبيد ال بن زياد و عمر بن سعد و ادعى أن ممد بن‬
‫النفية أمره بذلك‪ ،‬و أنه المام بعد أبيه‪ ...‬و هؤلء ساقوا المامة بعده إل ابنه عبد ال أب هاشم و بعده إل ممد‬
‫بن علي بن عبد ال بن العباس‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪3‬ـ و فرقة لزمت القول بإمامة السن بن علي بعد أبيه إل شرذمة قليلة منهم فإنه لا وادع السن بن علي‬
‫معاوية و أخذ منه الال الذي بعث له إليه على الصلح أزروا على السن و طعنوا فيه و خالفوه و رجعوا عن إمامته‬
‫و شكوا في ها و دخلوا ف مقالة جهور الناس‪ ،‬و ب قي سائرهم على القول بإمام ته إل أن ق تل صلوات ال عل يه‪.‬‬
‫فقالوا بإمامة أخيه السي بن علي فلم يزالوا على ذلك حت قتل السي‪ ،‬فلما قتل السي حارت فرقة من أصحابه‬
‫و قالوا‪ :‬قد اختلف علينا فعل السن و فعل السي‪ ،‬لنه إن كان الذي فعله السن حقا واجبا صوابا من موادعته‬
‫معاو ية و ت سليمه الل فة له ع ند عجزه عن القيام بحارب ته مع كثرة أن صار ال سن و قو ته ف ما فعله ال سي من‬
‫ماربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار السي وضعفهم و كثرة أصحاب يزيد حت قتل و قتل أصحابه جيعا‪ ،‬خطأ‬
‫باطل غي واجب‪ ،‬فشكوا لذلك ف إمامتهما فدخلوا ف مقالة العوام و مذاهبهم و بقي سائر الناس أصحاب السي‬
‫على القول بإمامته حت مضى‪ .‬فلما مضى افترقوا بعده ثلث فرق‪:‬‬
‫فرقة قالت بإمامة ممد بن عل ّي بن أب طالب بن النفية و زعمت أنه ل يبق بعد السن و السي أحد‬
‫أقرب إل أمي الؤمني عل ّي بن أب طالب من ممد ابن النفية فهو أول الناس بالمامة كما كان السي أول بعد‬
‫السن من ولد السن‪ ،‬فمحمد هو المام بعد السي‪ .‬و(منهم) فرقة قالت أن ممد بن النفية هو المام الهدي‬
‫و هـو وصيّ عليّ‪ ،‬ليس لحد من أهل بيته أن يالفه و ل يرج عن إمامته و ل يشهر سيفه إل بإذنه‪ ،‬و إنا خرج‬
‫ال سن إل معاو ية مار با له بإذ نه‪ ،‬و واد عه و صاله بإذ نه‪ ،‬و خرج ال سي إل قتال يز يد بن معاو ية بإذ نه‪،‬‬
‫ولو خرجا بغي إذنه هلكا و ضل‪ ،‬وهم الختارية اللص و يدعون الكيسانية وهم يقولون بالتناسخ و يزعمون أن‬
‫المامة جرت ف علي ث ف السن ث ف السي ث ف ابن النفية و معن ذلك أن روح ال صارت ف النب و روح‬
‫النب صارت ف علي و روح علي صارت ف السن (و هكذا روح كل إمام تل ف الذي بعده)‪ ...‬و يزعمون أن‬
‫الصلة ف اليوم و الليلة خس عشرة صلوة كل صلوة سيع عشرة ركعة و كلهم ل يصلون!‬
‫و زعم صنف منهم أنم ( أي الئمة ) أربعة أسباط بم يسقى اللق الغيث و يقاتل العدو و تظهر الجة‬
‫و توت الضللة‪ ،‬من تبعهم لق و من تأخر عنهم مق‪ ،‬و إليهم الرجع و هم كسفينة نوح من دخلها صدق و نا‬
‫و من تأخر عنها غرق‪]3[] ..‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و الفرق القائلة بإمامة ممد بن النفية كثية و صارت طوائف عديدة لكل طائفة مقالة‪ ،‬فصل الشعري ف‬
‫ذكرها نتصر منها ما يلي‪:‬‬
‫[ منها طائفة قالت بإمامة عبد ال بن عمرو بن حرب الكندي الشامي بعد أب هاشم بن ممد بن النفية‬
‫و قالت بالغلو والتناسخ‪ ،‬و فرقة قالت أن ممد بن النفية حي ل يت بل غاب عن النظار و هو مقيم ف جبال‬
‫رضوى بي مكة و الدينة‪ ..‬و أنه سيجع و يل الرض قسطا وعدل كما ملئت ظلما و جورا‪ ،‬وجاعة منهم قالوا‬
‫بالرجعة إل‪..‬‬
‫و جا عة صاروا من أ صحاب أ ب الطاب م مد بن أ ب زي نب الجدع ال سدي و زعموا أ نه ل بد من‬
‫ر سولي ف كل ع صر و ل تلو الرض منه ما‪ :‬وا حد نا طق و آ خر صامت‪ ،‬فكان م مد صلى العليه وآله ناط قا‬
‫و علي صامتا‪ ،‬وتأولوا ف ذلك قول ال‪ :‬ث أرسلنا رسلنا تترى‪ ،‬ث ارتفعوا عن هذه القالة إل أن قال بعضهم ها‬
‫آلة‪ ،‬ث إنم افترقوا لا بلغهم أن جعفر بن ممد عليه السلم لعنهم ولعن أبا الطاب و برئ منه و منهم‪ ،‬فصاروا‬
‫أر بع فرق‪ ،‬فر قة من هم قالت أن جعفر بن م مد هو ال و أن أ با الطاب نب مر سل أر سله جع فر و أ مر بطاع ته!‬
‫وأباحوا الحارم كلها من الزنا و اللواط والسرقة و شرب المور‪ ...‬و من أتباع أب الطاب سوا الخمسة لنم‬
‫زعموا أن ال عز و جل هو ممد و أنه ظهر ف خسة أشباح و خس صور متلفة أي ظهر ف صورة ممد و علي‬
‫و فاط مة وال سن و ال سي‪ ،‬و زعموا أن أرب عة من هذه الم سة تلت بس ل حقي قة ل ا والع ن ش خص م مد‬
‫و صورته لنه أول شخص ظهر و أول ناطق نطق‪ ،‬ل يزل بي خلقه موجودا بذاته يتكوّن ف أي صورة شاء‪ ،‬يظهر‬
‫للقه ف صور شت من صورة الذكران و الناث و الشيوخ و الشباب إل‪ ...‬و زعموا أن ممدا ( أي تلك القيقة‬
‫الحمدية اللية الت كانت أول شخص ظهر و أول ناطق نطق!) كان آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى‪ ،‬ل‬
‫يزل ظاهرا ف العرب و الع جم‪ ،‬وك ما أ نه ف العرب ظ هر كذلك هو ف الع جم ظا هر ف صورة غ ي صورته ف‬
‫العرب‪ ،‬ف صورة الكاسرة و اللوك الذين ملكوا الدنيا و إنا معناهم ممد ل غيه تعال ال عن ذلك علوا كبيا‪.‬‬
‫و أ نه كان يظ هر نف سه لل قه ف كل الدوار والدهور‪ ،‬و أ نه تراءى ل م بالنوران ية فدعا هم إل القرار بوحداني ته‪،‬‬
‫فأنكروه‪ ،‬فتراءى ل م من باب النبوة و الر سالة فأنكروه‪ ،‬فتراءى ل م من باب الما مة فقبلوه‪ ،‬فظا هر ال عزو جل‬
‫عندهم المامة و باطنه ال الذي معناه ممد‪ ...‬و له باب هو سلمان‪ ( ]4[...‬إل آخر خرافاتم ) ]‪ .‬ث قال‪:‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫(فرق الشيعة بعد شهادة المام السي عليه السلم)‬
‫[ و أما الشيعة العلوية الذين قالوا بفرض المامة لعلي بن أب طالب من ال و رسوله‪ ،‬فإنم ثبتوا على إمامته‬
‫ث إمامة السن ابنه من بعده‪ ،‬ث إمامة السي من بعد السن‪ ،‬ث افترقوا بعد قتل السي رحة ال عليه فرقا‪:‬‬
‫فنلت فر قة من هم إل القول بإما مة اب نه علي بن ال سي ي سمّى ب سيد العابد ين‪ ،‬و كان يكنّ ى بأ ب م مد‬
‫و يكنّى بأب بكر و هي كنيته الغالبة عليه‪ ،‬فلم تزل مقيمة على إمامته حت توف رحة ال عليه‪.‬‬
‫و فر قة قالت‪ :‬انقط عت الما مة ب عد ال سي‪ ،‬إن ا كانوا ثل ثة أئ مة (أي علي و ال سن و ال سي) م سمي‬
‫بأسائهم استخلفهم رسول ال صلى العليه وآله و أوصى إليهم و جعلهم حججا على الناس و قواما بعده واحدا بعد‬
‫واحد‪ ،‬فقاموا بواجب الدين و بينوه للناس حت استغنوا عن المام با أوصلوا إليهم من علوم رسول ال‪ ،‬فل يثبتون‬
‫إما مة ل حد بعد هم و ثبتوا رجعت هم ل لتعل يم الناس أمور دين هم و ل كن لطلب الثأر و ق تل أعدائ هم و التو ثبي‬
‫عليهم الخذين حقوقهم وهذا معن خروج الهدي عندهم و قيام القائم‪.‬‬
‫و فرقة قالت‪ :‬إن المامة صارت بعد مضي السي ف ولد السن والسي ف جيعهم‪ ،‬فهي فيهم خاصة‬
‫دون سائرهم من ولد علي‪ ،‬و هم كل هم في ها شرع سواء ل يعلمون أ يا من أي‪ ،‬ف من قام منهم و د عا إل نف سه‬
‫و جرد سيفه ف هو المام الفروض الطا عة بنلة عل ّي بن أ ب طالب موجو بة إمام ته من ال على أ هل بي ته و سائر‬
‫الناس كلهم‪ ،‬و إن كانت دعوته و خطبه للرضا من آل ممد عليه الصلة والسلم فهو المام‪ ،‬فمن تلف عنه عند‬
‫قيامه و دعائه إل نفسه من جيع أهل بيته و جيع اللق فهو كافر‪ ،‬و من ادعى منهم المامة و هو قاعد ف بيته‬
‫مرخى عليه ستره فهو كافر مشرك ضال هو و كل من اتبعه على ذلك و كل من قال بإمامته و دان با‪ ،‬و هؤلء‬
‫فر قة من فرق الزيد ية ي سمون ال سرحوبية وي سمون الارود ية‪ ،‬و هم أ صحاب أ ب الارود زياد بن النذر و إل يه‬
‫نسبت الارودية‪ ،‬وأصحاب أب خالد يزيد بن أب خالد الواسطي‪. ]...‬‬
‫و ذكرا من الزيدية فرقا متلفة ف أقوالا‪ :‬كالصباحية و اليعقوبية و العجلية و البترية و الغيية‪ ..‬إل‪ .‬ث قال‪:‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام السجاد عليه السلم)‬
‫[ و أما الذين أثبتوا المامة لعلي بن أب طالب ث للحسن ابنه ث للحسي ث لعلي بن السي‪ ،‬فإنم نزلوا بعد‬
‫وفاة علي بن السي إل القول بإمامة أب جعفر ممد بن علي بن السي باقر العلم و أقاموا على إمامته إل أن‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫توف رضوان ال عليه إل نفرا يسيا‪ ،‬فإنم سعوا رجل منهم ُيقَال له عمر بن الرياح زعم أنه سأل أبا جعفر عن‬
‫مسألة فأجابه عليها بواب ث عاد إليه ف عام آخر فزعم أنه سأله تلك السألة بعينها فأجابه فيها بلف الواب‬
‫الول‪ ،‬فقال لب جعفر‪ :‬هذا خلف ما أجبتن فيه ف هذه السألة عامك الاضي!‪ ،‬فذكر أنه قال له‪ :‬إن جوابنا ربا‬
‫خرج على و جه التق ية‪ ،‬ف شك ف أمره و ر جع عن إمام ته و قال ل يكون إما ما من يف ت بالبا طل على ش يء من‬
‫الوجوه و ل ف حال من الحوال‪ ..‬فمال بسببه إل قول البترية و مال معه نفر يسي [‪. ]1‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام ممد الباقر عليه السلم)‬
‫و بقي سائر أصحاب أب جعفر ممد بن علي الباقر على القول بإمامته حت توف سنة ‪ 114‬هـ‪ ،‬فلما توف‬
‫افترقت فرقته فرقتي‪ 1 :‬ـ فرقة منها قالت بإمامة ممد بن عبد ال بن السن بن السن بن عل ّي بن أب طالب‬
‫الارج بالدي نة القتول ب ا‪ ،‬و زعموا أ نه القائم الهدي و أ نه المام‪ ،‬و أنكروا قتله ومو ته‪ ،‬و قالوا هو حي ل ي ت‬
‫مقيم ف جبل يقال له العلمية‪ ،‬و هو البل الذي ف طريق مكة ند الائر على يسار الطريق‪ ،‬فهو عندهم مقيم فيه‬
‫حت يرج‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و الفر قة الخرى نزلت إل القول بإما مة أ ب ع بد ال جع فر بن م مد فلم يزل يأت يه على إمام ته أيام‬
‫حياته‪ ،‬غي نفر منهم يسي‪ ،‬فإنم لا أشار جعفر بن ممد إل إمامة ابنه اساعيل ث مات اساعيل ف حياة أبيه رجع‬
‫بعضهم عن إمامته و قالوا‪ :‬كذبنا جعفر و ل يكن إماما‪ ،‬لن المام ل يكذب و ل يقول ما ل يكون‪ ،‬و حكوا عن‬
‫جعفر أنه قال‪ :‬إن ال بدا له ف إمامة اساعيل فأنكروا البداء و الشية من ال‪ ،‬و قالوا هذا باطل ل يوز و مالوا إل‬
‫مقالة البترية و مقالة سليمان بن جرير‪.‬‬
‫و سليمان بن جر ير هو الذي قال ل صحابه لذا ال سبب‪ :‬إن أئ مة الراف ضة وضعوا لشيعت هم مقالت ي ل‬
‫يظهرون معه ما على كذب من أئمت هم أبدا وه ا القول‪ :‬بالبداء و إجازة التق ية‪ ،‬فأ ما البداء فإن أئمت هم ل ا أحلوا‬
‫أنفسهم من شيعتهم مل النبياء من رعيتها ف العلم فيما كان ويكون و الخبار با يكون ف غد‪ ،‬فإن جاء ذلك‬
‫الشيء على ما قالوه‪ ،‬قالوا لم‪ :‬أل نعلمكم أن هذا يكون ؟ فنحن نعلّم من قَِبلِ ال ما ُعلّمَتْه النبياء‪ ،‬و إن ل يكن‬
‫ذلك الش يء قالوا‪ :‬بدا ل ف ذلك فلم ُي َكوّ نه! و أ ما التقيّة فل ما كثرت على أئمت هم م سائل شيعت هم ف اللل‬
‫و الرام وغ ي ذلك من صنوف أبواب الد ين‪ ،‬فأجابو هم في ها و ح فظ عن هم شيعت هم جواب ما سألوه و كتبوه‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و دونوه‪ ،‬و ل يفظ أئمتهم تلك الجو بة لتقادم العهد وتفاوت الوقات‪ ،‬لن مسائلهم ل ترد ف يوم وا حد و ل‬
‫ف شهر واحد بل ف سني متباعدة و شهور متباينة‪ ..‬فوقع ف أيديهم ف السألة الواحدة عدة أجوبة متلفة متضادة‪،‬‬
‫فل ما وقفوا على ذلك من هم ردوا إلي هم هذا الختلف و التخل يط ف جوابات م‪ ،‬و سألوهم ع نه و أنكروه علي هم‪،‬‬
‫فقالت أئمتهم‪ :‬إنا أجبنا بذا للتقية ولنا أن نيب با أجبنا و كيف شئنا لن ذلك إلينا و نن أعلم با يصلحنا و ما‬
‫ف يه بقاؤ نا و بقاؤ كم و كف عدو نا و عدو كم ع نا و عن كم [‪ ، ]2‬فم ت يظ هر من هؤلء على كذب ؟ و م ت‬
‫يعرف حق من با طل ؟ فمال إل سليمان بن جر ير لذا القول جا عة من أ صحاب جع فر و تركوا القول بإما مة‬
‫جعفر‪.‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام جعفر بن ممد الصادق عليه السلم)‬
‫فلما توف أبو عبد ال جعفر بن ممد افترقت بعده شيعته ست فرق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ففرقة منها قالت إن جعفر بن ممد حي ل يت و ل يوت حت يظهر و يلي أمر الناس‪ ،‬و هو القائم‬
‫الهدي‪ ،‬و زعموا أنم رووا عنه أنه قال‪ :‬إن رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل فل تصدقوه فإن أنا صاحبكم!‬
‫و هذه الفرقة تسمى الناووسية لرئيس كان لم من أهل البصرة يقال له فلن بن الناووس‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و فر قة زع مت أن المام ب عد جع فر اب نه ا ساعيل بن جع فر‪ ،‬و أنكرت موت ا ساعيل ف حياة أب يه‪،‬‬
‫و قالوا كان ذلك على ج هة التلب يس على الناس ل نه خاف فغيّبَه عن هم‪ ،‬و زعموا أن ا ساعيل ل يوت ح ت يلك‬
‫الرض و يقوم بأمـر الناس‪ ،‬و أنـه هـو القائم لن أباه أشار إليـه بالمامـة بعده و قلدهـم ذلك له‪ ،‬وأخـبهم أنـه‬
‫صاحبهم‪ ،‬و المام ل يقول إل الق‪ ،‬فلما أظهر موته علمنا أنه قد صدق و أنه القائم ل يت‪ ،‬و هذه الفرقة هم‬
‫الساعيلية الالصة‪ ،‬و أم اساعيل و عبد ال ابن جعفر فاطمة بنت السن بن السن بن عل ّي بن أب طالب‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ و فرقة ثالثة زعمت أن المام بعد جعفر‪ ،‬ممد بن اساعيل بن جعفر‪ ،‬و أمه أم ولد و قالوا أن المر‬
‫كان لساعيل ف حياة أبيه فلما توف قبل أبيه جعل جعفر بن ممد المر لحمد بن اساعيل و كان الق له‪ ،‬و ل‬
‫يوز غي ذلك لنا ل تنتقل من أخ إل أخ بعد حسن و حسي‪ ،‬و ل تكون إل ف العقاب‪.‬‬
‫أما الساعيلية الالصة فهم الطابية أصحاب أب الطاب ممد بن أب زينب السدي الجدع لعنه ال‪،‬‬
‫و قد دخلت منهم فرقة ف فرقة ممد بن اساعيل و أقروا بوت اساعيل ف حياة أبيه و كانت الطابية الرؤساء‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫منهم قتلوا مع أب الطاب‪ ،‬و كانوا قد لزموا السجد بالكوفة و أظهروا التعبد و كانوا يدعون إل أمرهم سرا فبلغ‬
‫خبهم عيسى بن موسى عامل أب جعفر النصور على الكوفة و أنم قد أظهروا الباحات و دعوا الناس إل نبوّة‬
‫أب الطاب‪ ،‬فبعث إليهم رجل من أصحابه ف خيل و رجالة ليأخذهم و يأتيه بم فامتنعوا عليه وحاربوه فقتلهم‬
‫جيعا و كانوا سبعي رجل و ل يفلت منهم إل رجل واحد هو أبو خدية سال بن مكرم‪ ...‬و من القائلي بإمامة‬
‫م مد بن ا ساعيل فر قة عر فت بالقرام طة يقولون ب سبعة من الئ مة‪ :‬علي و ال سن و ال سي و علي بن ال سي‬
‫وممد بن علي و جعفر بن ممد و ممد بن اساعيل الذي هو المام القائم‪...‬‬
‫‪ 4‬ـ و قالت الفرقة الرابعة من أصحاب جعفر بن ممد أن المام بعد جعفر بن ممد ابنه ممد‪ ،‬و أمه أم‬
‫ولد يقال لا حيدة‪ ،‬كان هو و موسى واسحق بنو جعفر لم واحدة‪ ،‬فجعل هؤلء المامة ف ممد بن جعفر و ف‬
‫ولده من بعده و هذه الفرقة تسمى السميطية نسبة لرئيس لم كان يقال له يي بن أب السميط‪.‬‬
‫‪5‬ـ و الفرقة الامسة منهم قالت المامة بعد جعفر ف ابنه عبد ال بن جعفر‪ ،‬و ذلك أنه كان عند مضي‬
‫جعفر أكب أولده سنا و جلس ملس أبيه بعده‪ ،‬و ادعى المامة و وصية أبيه و اعتلوا ف ذلك بأخبار رويت عن‬
‫جعفر وعن أبيه أنما قال‪ :‬المامة ف الكب من ولد المام إذا نصب‪ ،‬فمال إل عبد ال وإمامته جل من قال بإمامة‬
‫أب يه و أكابر أ صحابه‪،‬إل ن فر ي سي عرفوا ال ق‪ ،‬وامتحنوا ع بد ال بال سائل ف اللل و الرام و ال صلة و الزكاة‬
‫و الج فلم يدوا عنده علما‪ ،‬وهذه الفرقة القائلة بإمامة عبد ال بن جعفر هم السمون بالفطحية‪ ،‬سوا بذلك لن‬
‫ع بد ال كان أف طح الرأس و قال بعض هم كان أف طح الرجل ي‪ ..‬و مال ع ند موت جع فر و القول بإما مة ع بد ال‬
‫عامة مشايخ الشيعة و فقهاؤها ول يشكوا إل أن المامة ف عبد ال و ف ولده من بعده‪.‬‬
‫فلما مات عبد ال و ل يلف ذكرا ارتاب القوم و اضطربوا و أنكروا ذلك فرجع عامة الفطحية‪ ،‬إل القليل‬
‫منهم‪ ،‬عن القول بإمامة عبد ال إل القول بإمامة أخيه موسى بن جعفر‪ .‬و شذت منهم فرقة بعد وفاة موسى بن‬
‫جعفر فادعت أن لعبد ال ( الفطح ) ابنا ولد له من جارية يقال له ممد‪ ،‬و أنه تول بعد موت أبيه إل خراسان‬
‫فهو مقيم با و أنه حي إل اليوم و أنه المام بعد أبيه و هو القائم النتظر‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ و قالت الفر قة ال سادسة أن المام مو سى بن جع فر ب عد أب يه و أنكروا إما مة ع بد ال و خطّؤوه ف‬
‫جلوسـه ملس أبيـه و ادعائه المامـة‪ ،‬و كان فيهـم مـن وجوه أصـحاب جعفـر بـن ممـد مثـل‪ :‬هشام بـن سـال‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫الواليقي‪ ،‬و عبد ال بن أب يعفور‪ ،‬و عمر بن يزيد بياع السابري‪ ،‬و ممد بن النعمان أب جعفر الحول مؤمن‬
‫الطاق‪ ،‬و عب يد بن زرارة بن أع ي‪ ،‬و ج يل بن دراج‪ ،‬و أبان بن تغلب‪ ،‬وهشام بن ال كم‪ ،‬و غي هم من وجوه‬
‫شيعته و أهل العلم منهم و الفقه و النظر‪ ،‬و هم الذين قالوا بإمامة موسى بن جعفر عند وفاة أبيه‪ ،‬إل أن رجع‬
‫إلي هم عا مة أ صحاب جع فر ع ند وفاة ع بد ال‪ ،‬فاجتمعوا جي عا على إما مة مو سى‪ ،‬إل نفرا من هم فإن م ثبتوا على‬
‫إمامة عبد ال‪ ،‬ث إمامة موسى بعده و أجازوها ف أخوين بعد أن ل يز ذلك عندهم إل أن مضى جعفر فيهم‪،‬‬
‫مثل عبد ال بن بكي بن أعي‪ ،‬و عمار بن موسى الساباطي‪ ،‬و جاعة معهم‪ ،‬ث إن جاعة من الؤتّي بوسى بن‬
‫جعفر اختلفوا ف أمره و شكوا ف إمامته عند حبسه ف الرة الثانية الت مات فيها ف حبس هارون الرشيد‪ ،‬فصاروا‬
‫خس فرق‪:‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام موسى الكاظم عليه السلم)‬
‫‪ 1‬ـ فرقة منها زعمت أنه مات ف حبس هارون‪ ،‬و كان مبوسا عند السندي بن شاهك‪ ،‬و إن يي بن‬
‫خالد البم كي سه ف ر طب و ع نب بع ثه إل يه فقتله‪ ،‬و أن المام ب عد أب يه علي بن مو سى الر ضا‪ ،‬ف سميت هذه‬
‫الفرقة القطعية لنا قطعت على وفاة موسى و إمامة علي بن موسى و ل تشك ف أمرها و ل ارتابت‪ ،‬و أقرت‬
‫بوت موسى و أنه أوصى إل ابنه علي أشار إل إمامته قبل حبسه و مرت على النهاج الول‪.‬‬
‫‪2‬ـ و قالت الفرقة الثانية أن موسى بن جعفر ل يت‪ ،‬و أنه حي ل يوت حت يلك شرق الرض و غربا‬
‫و يلها كلها عدل كما ملئت جورا و أنه القائم الهدي‪ ،‬و زعموا أنه لا خاف على نفسه القتل خرج من البس‬
‫نارا و ل يره أ حد و ل يعلم به‪ ،‬و أن ال سلطان و أ صحابه ادعوا مو ته و موّهوا على الناس ولّب سوا علي هم بر جل‬
‫مات ف البس فأخرجوه و دفنوه ف مقابر قريش‪ ،‬ف القب الذي يدعى أنه قب موسى بن جعفر‪ ،‬و كذبوا ف ذلك‪،‬‬
‫إنا غاب عن الناس واختفى‪ .‬و رووا ف ذلك روايات عن أبيه جعفر‪ :‬أنه قال‪ " :‬هو القائم الهدي فإن يدَهدَه رأسه‬
‫من جبل فل تصدقوا فإنه صاحبكم القائم "‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ و قالت فر قة أ نه القائم و قد مات فل تكون الما مة ل حد من ولده ول لغي هم ح ت ير جع فيقوم‬
‫و يظهر‪ ،‬و زعموا أنه قد رجع بعد موته إل إنه متف ف موضع من الواضع يعرفونه يأمر و ينهى و أن من يوثّق‬
‫من أصحابه يَلقونَه و يَرونه‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ 4‬ـ و قالت فر قة من هم ل يُ ْدرَى أ حي هو أم م يت ؟ ل نا قد روي نا ف يه أخبارا كثية تدل على أ نه القائم‬
‫الهدي فل يوز تكذيبها‪ ،‬و قد ورد علينا من خب وفاته مثل الذي ورد علينا من خب وفاة أبيه و جده و الاضي‬
‫من آبائه ف مع ن صحة ال ب‪ ،‬ف هو أي ضا م ا ل يوز رده و إنكاره‪ ..‬فوقف نا ع ند ذلك على إطلق مو ته و عن‬
‫القرار بياته‪ ،‬و نن مقيمون على إمامته ل نتجاوزها إل غيه حت يصح لنا أمره‪..‬‬
‫‪ 5‬ـ و فر قة من هم يقال ل ا ال سموية أ صحاب م مد بن بش ي مول ب ن أ سد من أ هل الكو فة‪ ،‬قالت إن‬
‫موسى بن جعفر ل يت و ل يبس‪ ،‬و أنه غاب واستتر‪ ،‬و هو القائم الهدي‪ ،‬و أنه ف وقت غيبته استخلف على‬
‫المة ممد بن بشي و جعله وصيه و أعطاه خاته و علمه جيع ما يتاج إليه رعيته‪ ...‬فهو المام‪ ،‬و زعموا أن علي‬
‫بن موسى و كل من ادعى المامة من ولده و ولد موسى بن جعفر فمبطلي كاذبي‪ ،‬غي طيب الولدة و نفوهم‬
‫عن أنسابم‪ ،‬وكفروهم لدعواهم المامة و كفروا القائلي بإمامتهم‪ ...‬و قالوا بإباحة الحارم وبالتناسخ و مذاهبهم‬
‫ف التفويض مذاهب الغلة الفرطة‪ ....‬و عرفوا أيضا بالواقفة‪.‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام علي بن موسى الرضا عليه السلم)‬
‫ث إن أصحاب علي بن موسى الرضا اختلفوا بعد وفاته فصاروا خس فرق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ فرقة قالت المام بعد علي بن موسى ابنه ممد بن علي و ل يكن له غيه‪ ،‬و كان متزوجا من ابنة‬
‫الأمون‪ ،‬و اتبعوا الوصية و النهاج الول من لدن النب صلى العليه وآله ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و فرقة قالت بإمامة أحد بن موسى بن جعفر‪ ،‬قطعوا عليه و ادعوا أن الرضا أوصى إليه و إل الرضا‪،‬‬
‫و أجازوها ف أخوين و مالوا ف مذاهبهم إل شبيه بذاهب الفطحية أصحاب عبد ال بن جعفر‪.‬‬
‫‪3‬ـ و فرقة تسمى الؤلفة من الشيعة قد كانوا نصروا الق و قطعوا على إمامة علي بن موسى بعد وقوفهم‬
‫على موسى و إنكار موته فصدقوا بوته و قالوا بإمامة الرضا‪ .‬فلما توف رجعوا إل القول بالوقف على موسى بن‬
‫جعفر‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ و فرقة تسمى الحدثة كانوا من أهل الرجاء و أصحاب الديث من العامة‪ ،‬فدخلوا ف القول بإمامة‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬و بعده لعلي بن موسى وصاروا شيعة رغبة ف الدنيا و تصنعا‪ ،‬فلما توف علي بن موسى رجعوا‬
‫إل ما كانوا عليه من الرجاء‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪ 5‬ـ و فرقة كانت من الزيدية القوياء منهم و البصراء لزيد فرجعوا عن مقالتهم و دخلوا ف القول بإمامة‬
‫علي بن موسى عندما أظهر الأمون فضله و عقد على الناس بيعته‪ ،‬تصنعا للدنيا‪ ،‬و استكالوا الناس بذلك عصرا‪،‬‬
‫فلما مضى علي بن موسى رجعوا إل قومهم من الزيدية‪.‬‬
‫و كان سبب الفرقتي اللتي ائتمّت إحداها بأحد بن موسى و رجعت الخرى إل القول بالوقف‪ ،‬أن أبا‬
‫السن الرضا توف و ابنه ممد ابن سبع سني‪ ،‬فاستصبوه و استصغروه و قالوا‪ :‬ل يوز أن يكون المام إل بالغا‪...‬‬
‫أما الذين قالوا بإمامة أب جعفر ممد بن علي بن موسى فاختلفوا ف كيفية علمه و كيف وَجْهُ ذلك لداثة‬
‫سّن ِه ضرو با من الختلف‪ ،‬فقال بعض هم لب عض المام ل يكون إل عال ا و أ بو جع فر غ ي بالغ و أبوه قد تو ف‬
‫فكيف علم ومن أين علم ؟ ( و ذكر الصنفان آراءهم التعددة ف هذا المر)‪.‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام ممد بن علي الواد عليه السلم)‬
‫ث نزل أصحاب ممد بن علي الذين ثبتوا على إمامته إل القول بإمامة ابنه و وصيه علي بن ممد فلم يزالوا‬
‫على ذلك إل نفر من هم ي سي عدلوا ع نه إل القول بإما مة أخ يه مو سى بن م مد ( ال بقع ) ث ل يثبتوا على ذلك‬
‫قليل ح ت رجعوا إل إما مة علي بن م مد و رفضوا إما مة مو سى‪ ،‬لن مو سى كذب م و تبأ من هم‪ ..‬فلم يزالوا‬
‫س ّر مَن رأى‪...‬‬
‫كذلك حت توف علي بن ممد ب ُ‬
‫و قد شذت فر قة من القائل ي بإما مة علي بن م مد ف حيا ته فقالت بنبوة ر جل يقال له م مد بن ن صي‬
‫النميي كان يد عي أ نه نب ر سول‪ ،‬و أن علي بن م مد الع سكري أر سله و كان يقول بالتنا سخ‪ ،‬و يغلو ف أ ب‬
‫السـن ( أي المام علي بـن ممـد الادي ) ويقول فيـه بالربوب ية و يقول بالبا حة للمحارم و يلل نكاح الرجال‬
‫بعضهم بعضا ف أدبارهم‪ ،‬و يزعم أن ذلك من التواضع و الخبات و التذلل ف الفعول به! (و غي ذلك من أقوالم‬
‫القبيحة)‪...‬فسميت هذه الفرقة النميية‪.‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام علي بن ممد الادي عليه السلم)‬
‫فلما توف علي بن ممد بن علي بن موسى قالت فرقة من أصحابه بإمامة ابنه ممد‪ ،‬و كان قد توف ف‬
‫حياة أب يه ب سر من رأى‪ ،‬زعموا أ نه حي ل ي ت‪ ،‬واعتلوا ف ذلك بأن أباه أشار إل يه و أعلم هم أ نه المام بعده‪،‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و المام ل يوز عليه الكذب و ل يوز البداء فيه‪ ،‬و إن ظهرت وفاته ف حياة أبيه فإنه ل يت ف القيقة و لكن‬
‫أباه خاف عليه فغيبه‪ ،‬و هو الهدي القائم‪ ،‬و قالوا فيه بثل مقالة أصحاب إساعيل بن جعفر‪.‬‬
‫و قال سائر أصحاب علي بن ممد بإمامة ابنه السن بن علي ( أي العسكري )‪ ،‬و ثبّتوا له المامة بوصية‬
‫أبيه إليه‪ ،‬إل نفرا قليل فإنم مالوا إل أخيه جعفر بن علي‪...‬‬
‫(فرق الشيعة بعد وفاة المام السن بن علي العسكري عليه السلم)‬
‫فلما توف السن بن علي اختلف أصحابه من بعده و افترقوا إل خس عشرة فرقة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ففر قة من ها و هي العرو فة بالمام ية قالت ل ف أر ضه ب عد م ضي ال سن بن علي ح جة على عباده‬
‫و خليفة ف بلده قائم بأمره‪ ،‬من ولد السن بن علي بن ممد بن علي الرضا‪...‬‬
‫‪2‬ـ و قالت الفرقة الثانية أن السن بن علي حي ل يت و إنا غاب و هو القائم و ل يوز أن يوت المام‬
‫و ل ولد له و ل خلف معروف ظاهر‪...‬‬
‫‪ 3‬ـ و قالت الفرقة الثالثة أن السن بن علي مات و عاش بعد موته و هو القائم‪ ،‬و احتجوا برواية رووها‬
‫عن جعفر بن ممد أنه قال‪ :‬إنا سي القائم قائما لنه يقوم بعد أن يوت! و لن الرض ل تلو من حجة ظاهرة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ و قالت الفرقة الرابعة أن السن بن علي قد صحّت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطئ الخبار الت‬
‫ل يوز تكذيب مثلها‪ ،‬و صح بثل هذه السباب أنه ل خلف له‪ ،‬فلما صح عندنا الوجهان ثبت أن ل إمام بعد‬
‫السن بن علي و أن المامة انقطعت‪ ،‬و ذلك جائز ف العقول و القياس‪ ،‬فكما جاز أن تنقطع النبوة بعد ممد فل‬
‫يكون بعده شيء‪ ،‬كذلك جاز أن تنقطع المامة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ و قالت الفرقة الامسة أن السن بن علي قد مات‪ .‬و صح موته ول خلف له و انقطعت المامة إل‬
‫وقت يبعث ال فيه قائما من آل ممد من قد مضى‪ ،‬إن شاء بعث السن بن علي و إن شاء بعث غيه من آبائه‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ و قالت الفرقة السادسة أن السن و جعفر ( الكذاب ) ل يكونا إمامي‪ ،‬فإن المام كان ممد اليت‬
‫ف حياة أبيه‪ ،‬إذ قد ثبتت إشارة أبيه إليه بالمامة‪ ،‬و أن أباها ل يوص لواحد منهما و ل أشار له بإمامة‪ ،‬و ادعى‬
‫بعضهم أنه (أي ممد بن علي) حي ل يت و أن أباه غيبه و ستره خوفا عليه‪( ،‬و قالوا ‪ ):‬و إن بطلت إمامة ممد‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫كما بطلت إمامة السن و جعفر‪ ،‬بطلت إمامة أبيهم أب السن و إمامة الئمة الاضي من آبائه ؛ و هذا ل يوز‬
‫فذلك ل يكون‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ و قالت الفر قة ال سابعة أن ال سن بن علي تو ف و ل ع قب له و المام بعده جع فر بن علي أخوه‪،‬‬
‫و ذهبوا ف ذلك إل بعض مذاهب الفطحية ف عبد ال و موسى ابن جعفر‪.‬‬
‫‪ 8‬و قالت الفرقة الثامنة أن المام جعفر بن علي و أن إمامته أفضت إليه من قبل أبيه علي بن ممد و أن‬
‫القول بإمامة السن كان غلطا و خطأً وجب الرجوع عنه إل إمامة جعفر‪.‬‬
‫‪9‬ــ و قالت الفرقـة التاسـعة بثـل مقالة الفطحيـة الفقهاء منهـم و أهـل النظـر أن السـن بـن علي توفـ‬
‫و هو إمام بوصية أبيه إليه‪ ،‬و أن المامة ل تكون إل ف الكب من ولد المام‪ ،‬من بقي منهم بعد أبيه فالمام بعد‬
‫ال سن بن علي‪ :‬جع فر أخوه‪ ،‬ل يوز غيه إذ ل ولد للح سن معروف و ل أخ إل جع فر ف و صية أب يه‪ ،‬ك ما‬
‫أوصى جعفر بن ممد ( أي الصادق ) إل عبد ال لكان الكب ث جعلها من بعد عبد ال لوسى أخيه‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ و قالت الفرقة العاشرة أن المام كان ممد بن علي بإشارة أبيه إليه و نصبه له إماما‪ ،‬ث بدا ل ف‬
‫قبضه إليه ف حياة أبيه و أوصى ممد إل جعفر أخيه بأمر أبيه و وصاه و دفع الوصية و العلوم و السلح إل غلم‬
‫له يقال له نفيس لا كان ف خدمة أب السن‪ ،‬و هذه الفرقة تسمى نفيسية‪.‬‬
‫‪11‬ـ و قالت الفرقة الادية عشرة أن السن بن علي قد توف و هو إمام و خلف ابنا بالغا يقال له ممد‪،‬‬
‫و هو المام من بعده و أن السن بن علي أشار إليه و دل عليه و أمره بالستتار ف حياته مافة عليه‪ ،‬فهو مستتر‬
‫خائف ف تقيّ ٍة من عمه جعفر‪ ،‬و أنه قد عرف ف حياة أبيه ول ولد للحسن بن علي غيه‪ ،‬فهو المام و هو القائم‬
‫ل مالة‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ و قالت الفر قة الثان ية عشرة ب ثل هذه القالة ف إما مة ال سن بن علي و أن له خل فا ذكرا يقال له‬
‫علي‪ ،‬و كذّبوا القائلي بحمد‪ ،‬و زعموا أنه ل ولد للحسن غي علي‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ و قالت الفر قة الثال ثة عشرة أن للح سن بن علي ولدا ولد بعده بثمان ية أشهر و أ نه م ستتر ل يعرف‬
‫اسه و ل مكانه‪ ،‬و اعتلوا ف تويز ذلك بديث يروى عن أب السن الرضا أنه قال‪ :‬ستبتلون بالني ف بطن أمه‬
‫والرضيع!‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪14‬ـ و قالت الفرقة الرابعة عشرة ل ولد للحسن بن علي أصل لنا تبحرنا ذلك بكل وجه و فتشنا عنه‬
‫سرا و علنية‪ ،‬و بثنا عن خبه ف حياة السن بكل سبب فلم نده‪ ،‬و لو جاز أن يقال ف مثل السن بن علي‬
‫و قد توف و ل ولد له ظاهر معروف‪ ،‬أن له ولدا مستورا‪ ،‬لاز مثل هذه الدعوى ف كل ميت من غي خلف‬
‫و لاز مثل ذلك ف النب صلوات ال عليه أن يقال خلف ابنا رسول نبيا‪ ،‬و لاز أن تدعي الفطحية أن لعبد ال‬
‫بن جعفر ولدا ذكرا إماما!‬
‫‪ 15‬ـ و قالت الفرقة الامسة عشرة نن ل ندري ما نقول ف ذلك و قد اشتبه علينا المر فلسنا نعلم أن‬
‫للحسن بن علي ولدا أم ل ؟ أم المامة صحت لعفر أم لحمد ؟ و قد كثر الختلف‪ .‬إل أننا نقول أن السن بن‬
‫علي كان إماما مفترض الطاعة ثابت المامة‪ ،‬و قد توف عليه السلم و صحت وفاته‪ ،‬و الرض ل تلو من حجة‪،‬‬
‫فنحن نتوقف و ل نقدم على القول بإمامة أحد بعده‪ ،‬و ل ننكر إمامة أب ممد و ل موته‪ ،‬ول نقول أنه رجع بعد‬
‫موته و ل نقطع على إمامة أحد من ولد غيه‪ ،‬و ل ننتميه حت يظهر ال المر إذا شاء و يكشف و يبينه لنا‪].‬‬

‫تلك كانت أهم فرق الشيعة نقلناها حرفيا ما أروده اثنان من كبار مدثي و علماء المامية الوثوقي القدماء‬
‫الذين عا صرا عديدا من هذه الفرق أو كانا قر يب العهد با‪ ،‬فالشعري القمي تو ف سنة ‪ 301‬ه ـ وأدرك اثني‬
‫أو ثلث من الئمة الثن عشر‪ ،‬و كذلك النوبت التوف فيما بي ‪ 300‬و ‪ 310‬هـ‪..‬‬
‫فلو كان لتلك الحاديث النبوية الدعاة‪ ،‬الت فيها النص‪ ،‬بتلك الصراحة والوضوح‪ ،‬على أساء الئمة الثن‬
‫عشر‪ ،‬حقيق ٌة و واق ٌع ؛ فهل كان من المكن أن تنشأ كل تلك الفرق التعددة و النحل الختلفة ف أوساط الشيعة‬
‫أنفسهم و بي مب أهل البيت بل فيما بي أتباع الئمة الخلصي وتلميذهم الوفياء أنفسهم ؟! و لوكان هناك‬
‫حقا نص من الرسول (صلىال عليه وآله) على أئمة معيني بأشخاصهم أفلم يكن من الواجب عليه (صلىال عليه‬
‫وآله) أن يبلغ ذلك المر لميع المة بيث يرفع العذر و ينتشر الب ول تبقى أي شبهة ف المر‪ ،‬حت ل تنشأ كل‬
‫هذه الفرق الختلفة حول قض ية الما مة ؟ إن وجود كل هذه الفرق والختلفات حول من هو المام ل كب دل يل‬
‫على أنه ل يكن هناك شيء اسه أئمة منصوص عليهم و معيني من قبل ال تعال ورسوله (صلىال عليه وآله)‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫و أن الفكرة متل قة من أ ساسها‪ ،‬إذا لو صح صدور م ثل تلك الن صوص لعلم بذلك سائر أ هل الب يت و خا صّةُ‬
‫شيعِتهِمْ‪ ،‬و لا حصلت كل تلك النشقاقات و الختلفات وتبدل الرأي ف كل آن حول تعيي المام‪.‬‬

‫[‪ ]1‬المقالت و الفرق لسعد بن عبد الله الشعري‪ :‬ص ‪ 2‬إلى ‪ ،9‬و فرق الشيعة للنوبختي‪ :‬ص ‪ 1‬إلى ‪( .11‬مت)‬
‫[‪ ]2‬هذه العناوين بين القوسين ليس لمؤلفي كتب الفرق بل من عندنا لغرض التوضيح‪.‬‬
‫[‪ ]3‬المقالت و الفرق‪ :‬ص ‪ 15‬إلى ‪ .27‬و فرق الشيعة‪ :‬ص ‪ 17‬إلى ‪(.27‬مت)‬
‫[‪ ]4‬المقالت و الفرق‪ :‬ص ‪ 27‬إلى ‪( .57‬مت)‬
‫[‪ ]1‬علوة على "عممر بمن رياح" فإن سمائر أصمحاب الشممة مثمل ‪ :‬محممد بمن سمالم و منصمور بمن حازم‪ ،‬و زياد بمن أبمي عمبيدة‪ ،‬و‬
‫زرارة بمن أعيمن‪ ،‬و نصمر الخثعممي و ‪ ...‬واجمه مثمل هذه المشكلة و سمألوا عنهما المام الباقمر و المام الصمادق عليهمما السملم‬
‫فسمعوا منهما أجوبة مختلفة !‪( .‬انظر "أصول الكافي" ج ‪ :1‬باب "اختلف الحديث" الحاديث من ‪ 1‬إلى ‪( .)9‬برقعي)‪.‬‬
‫[‪ ]2‬يجدر النتباه إلى أن الئمة عليهم السلم نهوا ‪ ،‬بالتفاق ‪ ،‬المسلمين عن قبول الخبار التي ل تتفق مع القرآن‪ .‬كما أنه من‬
‫المعلوم أن كثيرا مممن الخبار و الروايات المنقولة عمن أئمممة آل النممبي (ص) مكذوبمة عليهممم و لم يقولوهما أصمل‪ ،‬بمل كان الغلة‬
‫يضعون على ألسنتهم ما يهوونه من آراء ‪ ،‬كما أنه في الطرف المقابل كثيرا ما كان أولمئك الغلة ينسبون كلم المام للتقية إذا‬
‫قال ما ل يعجبهم و ل يتفق مع أهوائهم !! (‪)x‬‬

‫تعـقيب و تلخيص و حسن التام‬


‫‪ 1‬نأ مل أن يكون قد صار م سلما و واض حا للباحث ي عن القي قة وطلب ال ق التجرد ين‪ ،‬أن قض ية‬
‫"المامة" على النحو الذي تبلور وشاع عندنا‪ ،‬ليس له سند صحيح و ل يفد أمة السلم إل الختلف و الناع‬
‫و العداوة والتفرق والروب‪ ،‬ف ح ي أن نا لو رجع نا إل الع قل والشرع و ا سترشدناها بتجرد ف هذا الوضوع‪،‬‬
‫لوجدناه على غي تلك الصورة الت راجت و شاعت فيما بيننا‪ ،‬و أن لو طبقت كما شرعه الشارع القدس و وضع‬
‫أسسه‪ ،‬لكان موجبا للفوز والنجاح و الفلح للمسلمي‪.‬‬
‫‪ 2‬ل أساس و ل صحة لقضية نص ال تعال و رسوله (صلىال عليه وآله) على أحد معي لمر اللفة‬
‫و الكم سواء كان أبا بكر أو علي‪ ،‬لن العقل و الشرع يتنافيان مع النص‪ ،‬و لن الوجدان و التاريخ ل يشهدان‬
‫بوجوده كما مر مفصل‪.‬‬
‫‪ 3‬أفضل ية المام علي عل يه ال سلم و أحقي ته و أولوي ته بالل فة ب عد ر سول ال ‪ r‬أ مر ل ي فى على أي‬
‫مطلع منصف‪ ،‬و لسن الظ أن كثيا من غي الشيعة أيضا يقرون بذلك‪ ،‬و نن نعتقد أنه لو كان لعلي نفسه إربة‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫شديدة فيها و إ صرار على تولي ها بنف سه و حضر ف سقيفة ب ن ساعدة و طالب ب ا ل ا خالفه أ حد من أ صحاب‬
‫رسول ال بل لوافقوه عليها من كل قلبهم‪ ،‬و لكنه عليه السلم ل يكن مصرا عليها و كان يقول‪ ،‬كما أثر عنه ف‬
‫مناجاته‪ [ :‬اللهم إنك لتعلم أنه ل يكن الذي كان منّا منافسة ف سلطان و ل التماس شيء من فضول الطام‬
‫و لكـن لنر ّد العال مـن دينـك و نظهـر الصـلح فـ بلدك فيأمـن الظلومون مـن عبادك و ُتقَام العطلة مـن‬
‫حدودك‪ ،]..‬لذا ل ا رأى و شا هد أن هذا الدف يتح قق بوا سطة الليفت ي أ ب ب كر و ع مر (ر ضي ال عنه ما)‬
‫بايعه ما ب كل رغ بة و صدق و دون أي إجبار أو إكراه و أعان ما ف تنف يذ أحكام شرع ال‪ ،‬و إن كان هو أول‬
‫بقامهما منهما‪.‬‬
‫‪ 4‬الحاديث الكثية الصحيحة الواردة عن رسول ال (صلىال عليه وآله وسلم) ف فضائل و مناقب علي‬
‫عليه السلم إنا تدل على إمامته الروحية و العلمية للمسلمي و أنه أفضل من يبي حقائق الدين و أحكام السلم‬
‫و هذا أمر تتفق عليه و ل المد جيع فرق السلمي و ل ينازع أو يادل فيه أحد‪ ،‬فعليّ عند الميع إمام السلمي‬
‫و نباس التقي بق‪.‬‬
‫‪ 5‬ل يوز الطعن ف أصحاب رسول ال الذين مدحهم ال تعال ف أكثر من مائة آية من آيات ذكره‬
‫الكيم ـ أو الط عليهم لنتخابم أب بكر وعدم توليتهم علي مباشرة بعد النب (صلىال عليه وآله وسلم)‪،‬‬
‫و العتقاد بأحاديث مثل ارتد الناس بعد النب إل ثلثة يع تب تكذيبا للقرآن و ردا لياته يعل صاحبه على حافة‬
‫الكفر و العياذ بال‪.‬‬
‫‪ 6‬الحاديث الت جاءت ف كتب الشيعة أو كتب السنة حول نص النب الصريح على أئمة معيني لولية‬
‫أمر السلمي‪ ،‬كلها أحاديث موضوعة من وضع الغلة و أصحاب الهواء‪ ،‬و نابعة من التعصب الذهب‪ ،‬و بالتال‬
‫فل ينبغي العتناء با و ل التعويل عليها‪ ،‬كما بينا ذلك بقدر الستطاع ف هذا الكتاب‪ ،‬و ل شك ف إمامة الئمة‬
‫من آل الر سول ( صلىال عل يه وآله و سلم) للم سلمي‪ ،‬بع ن مرجعيت هم الفقه ية و الرشاد ية و ينب غي على كل‬
‫ال سلمي أن يرجعوا إلي هم وينهلوا من ذخائر علم هم و فقه هم‪ ،‬ق بل أي أ حد آ خر إذا أرادوا ف هم معال دين هم‬
‫وأحكام شرعهم‪ ،‬فأهل البيت أدرى با فيه‪ .‬و ل شك أن سائر أئمة السلمي كمالك والشافعي و أب حنيفة‬
‫و غي هم ‪ ..‬ل يأبوا أن ينهلوا من علوم الئ مة من آل الر سول و يتتلمذوا علي هم قليل أو كثيا و ي ستفيدوا من‬
‫جواهر حديثهم‪.‬‬
‫‪ 7‬الغالة و الغراق ف تقد يس و تعظ يم الئ مة من آل الر سول أو أي أشخاص آخر ين ف أي مذ هب‪،‬‬
‫يتناف مع حقيقة الدين القائمة على التوحيد الالص‪ ،‬و كثي من العمال الت يقوم با الناس باسم احترام وتعظيم‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫أولئك الشخاص‪ ،‬أعما ٌل تتنا ف مع أحكام الشرع‪ ،‬و ذلك كالبال غة ف تعظ يم قبور هم والطواف حول ا و دعاء‬
‫أصحابا و التوسل و الستغاثة والستنجاد بم و نذر النذورات و الوقوفات لم‪ ،‬و هذا كله ما يؤدي لشغل الناس‬
‫عن كث ي من الفرائض‪ ،‬ك ما قال أم ي الؤمن ي‪ [ :‬ما أُ ْحدِثَت بد عة إل ُترِكَت ب ا سنة! فاتقوا البدع و الزموا‬
‫الهيع!] [‪ ،]3‬كما يشهد لذلك واقعنا الال‪.‬‬
‫‪ 8‬صارت كث ي من أحكام ال سلم و تعالي مه القد سة م ثل التوح يد الالص و وحدة كل مة ال سلمي‬
‫و اجتماعهم و إقامة المعة و الهاد والسعي لرفع راية السلم و إقامة حكمه و تطبيق حدود و أحكام ال ‪،‬‬
‫مترو كة من سية لدى الكث ي من عوام ال سلمي بل من ب عض خوا صهم‪ ،‬وأ حد أ سباب ذلك‪ ،‬النشغال بالرافات‬
‫والعداوات الذهب ية‪ ،‬ال ت حان و قت أن يقوم جا عة مل صون مضحّون بالقضاء علي ها و الع مل على ن شر الحكام‬
‫اللية القة ما قمنا ببيان بعضه بفضل معونة ال تعال ف هذه الوراق و ف غيها من كتبنا‪.‬‬
‫‪ 9‬يب تطهي و تنقية الكثي من كتب فرق السلمي الت ملئت بالرافات و الغلو الذهب و المور الت‬
‫تثي العداوة و البغضاء و تولد القد والشحناء ف صدور السلمي على بعضهم البعض‪ ،‬كما يب نبذ علماء السوء‬
‫الذين يروجون تلك القاويل و يلقنونا للناس‪.‬‬
‫‪ 10‬و أخيا فينبغي لطلب القيقة و مب الق أن يقوموا بنشر و تكثي مثل هذه الؤلفات و الثار الت‬
‫وفقنا ال تعال و وفق أمثالنا من إخواننا العلماء الحققي لكتابتها و طرحها‪ ،‬و أن يقوم آخرون كذلك من العلماء‬
‫ذوي النظر البعيد و المة العالية بالتحقيق و نشر القائق كما فعلنا‪ ،‬لعل ال تعال يعيد للسلم مده و للمسلمي‬
‫عظمتهم و عزتم و يعيد الياه بينهم إل ماريها و ل حول و ل قوة إل بال العليّ العظيم‪.‬‬
‫اكر يار باشد جهان كردكار‬ ‫بزودي نه دير آرد اين نل بار‬
‫أي‪:‬‬
‫إذا أعان ال رب العالي‬ ‫عن قريب سيثمر هذا النخل ل بعيد‬

‫حيدرعلي قلمداران ( هيبد)‬


‫و كان الفراغ من ترجته و تذيبه‪ ،‬للمرة الثانية‪ ،‬ف الثامن و العشرين من شهر رجب الرام سنة ‪ 1421‬هـ‪.‬‬
‫و المد ل رب العالي‪ .‬كتبه الفقي إل رحة ال و عفوه‪ :‬سـعـد رستم ‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫[‪ ]3‬نهج البلغة‪ ،‬الخطبة رقم ‪.145‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫الراجع‬
‫كتب التفسي‬
‫‪ .1‬التبيان ف تفسي القرآن‪ :‬الطوسي (شيخ الطائفة أبو جعفر ممد بن السن)‪ :‬طهران (طبعة حجرية)‪،‬‬
‫‪1365‬هـ‪ .2 .‬تفسي فرات بن إبراهيم‪ :‬فرات بن إبراهيم الكوف‪ :‬النجف‪ .‬أو طبعة طهران (بتحقيق ممد‬
‫الكاظم )‪ 1410 ،‬هـ‪.‬‬

‫كتب الديث و الخبار‬


‫‪ .1‬إثبات الداة بالنصوص و العجزات‪ :‬الر العاملي (ممد بن السن)‪ :‬طهران‪.‬‬
‫‪ .2‬الخبار الوفقيات‪ :‬أبو عبد ال الزبي بن عبد ال بن مصعبب ثابت بن عبد ال بن الزبي بن العوام‪ ،‬تقيق‬
‫الدكتور سامي العان‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة العان‪ 1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬الختصاص‪ :‬الشيخ ممد النعمان الفيد‪:‬طهران‪ 1379 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬الرشـاد‪ :‬الشيخ ممد النعمان الفيد‪ :‬بيوت‪ :‬دار الفيد للطباعة و النشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪ .5‬إرشاد القلوب‪ :‬الديلمي (الشيخ أبو ممد السن بن أب السن)‬
‫‪ .6‬الصول من الكاف‪ :‬الكلين (ثقة السلم أبو جعفر ممد بن يعقوب بن إسحق )‪:‬طهران‪ 1388 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .7‬إكمال الدين و إتام النعمة‪ :‬الشيخ الصدوق (ممد بن علي بن بابويه القمي)‪ :‬طهران‪.‬‬
‫‪ .8‬بار النوار‪ :‬العلمة الجلسي‪ :‬تبيز (طبعة حجرية)‪.‬‬
‫‪ .9‬بصائر الدرجات‪ :‬أبو جعفر ممد بن السن الصفار القمي‪ .‬إيران‪.‬‬
‫‪.10‬الرائج‪ :‬الراوندي‪(.‬؟)‬
‫‪.11‬الروض النضي شرح مموع الفقه الكبي‪ :‬القاضي السي بن أحد الصياغي الصنعان‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪.12‬صحيح الكاف‪ :‬الشيخ ممد باقر البهبودي‪ ،‬الدار السلمية‪ ،‬بيوت‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.13‬الصحيفة السجادية‪ :‬تنسب للمام زين العابدين علي بن السي ‪.u‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪.14‬الطرائف (ف معرفة مذاهب الطوائف)‪ :‬ابن طاوس (السيد رضي الدين بن أبو القاسم علي بن موسى‬
‫للي)‪.‬‬
‫‪.15‬عيون أخبار الرضا‪ :‬الشيخ الصدوق (ممد بن علي بن بابويه القمي)‪ :‬طهران أو بيوت‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.16‬غاية الرام ( وحجة الصام ف تعيي المام )‪ :‬السيد هاشم بن سليمان البحران‪ :‬طهران‪ 1272 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.17‬الغيبة‪ :‬الشيخ الطوسي (أبو جعفر ممد بن السن)‪ :‬تبيز‪ 1323 ،‬هـ‪ .‬أو قم‪ 1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.18‬كشف الحجة ( لثمرة الهجة )‪ :‬ابن طاوس‪.‬‬
‫‪.19‬كفاية الثر (ف النص على الئمة الثن عشر)‪ :‬علي بن ممد الزاز القمي‪.‬‬
‫‪.20‬مرآة العقول (ف شرح أخبار آل الرسول)‪ :‬العلمة الجلسي (شيخ السلم الول ممد باقر )‪.‬طهران‬
‫‪ 1407‬هـ‪.‬‬
‫‪.21‬مسند المام زيد بن علي‪ :‬بيوت‪ :‬دار الياة‪.‬‬
‫‪.22‬نج البلغة‪ :‬جع الشريف الرضي من كلم أمي الؤمني علي بن أب طالب ‪.u‬‬
‫‪.23‬الواف‪ :‬الل مسن الفيض الكاشان‪.‬‬
‫‪.24‬وسائل الشيعة ف تصيل مسائل الشريعة‪ :‬الشيخ الر العاملي‪ .‬بيوت‪.‬‬

‫كتب الرجال (الرح و التعديل) و أصول الديث‬


‫‪ .1‬إتقان القال ف أحوال الرجال‪ :‬آية ال الشيخ ممد طه نف‪.‬‬
‫‪ .2‬تنقيح القال ف أحوال الرجال‪ :‬آية ال الشيخ عبد ال المقان‪.‬‬
‫‪ .3‬جامع الرواة‪ :‬الردبيلي (الفاضل ممد بن علي الغروي الائري)‪ :‬بيوت‪1403 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬خلصة القوال ف معرفة الرجال‪ :‬العلمة اللي (السن بن يوسف بن الطهر)‪.‬‬
‫‪ .5‬الرجال‪ :‬ابن داود ( السن اللي )‪.‬‬
‫‪ .6‬الرجال‪ :‬النجاشي ( الشيخ أحد بن علي ) طهران‪ .‬أو بيوت‪ 1408 ،‬هـ‪ .‬بتحقيق ممد جواد النائين‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ .7‬الرجال‪ :‬الشيخ الطوسي (أبو جعفر ممد بن السن)‪.‬‬
‫‪ .8‬رجال الكشي‪ :‬الكشي (ممد بن عمر بن عبد العزيز)‪ :‬كربلء‪.‬‬
‫‪ .9‬الفهرست‪ :‬الشيخ الطوسي (أبو جعفر ممد بن السن)‪.‬‬
‫‪.10‬قاموس الرجال‪ :‬العلمة الشيخ ممد تقي التستري‪ .‬طهران‪.‬‬
‫‪.11‬ممع الرجال‪ :‬الشيخ العلمة الل عناية ال القهبائي‪.‬‬
‫‪.12‬معرفة الديث‪ :‬الشيخ ممد باقر البهبودي‪ ،‬مركز انتشارات علمي و فرهنكي‪ ،‬طهران‪.‬‬
‫‪.13‬منهج القال ف تقيق أحوال الرجال‪ :‬اليزا ممد السترآبادي‪.‬‬
‫‪.14‬نقد الرجال‪ :‬التفرشي (السيد مي مصطفىب السي السين)‪.‬‬

‫كتب التاريخ و السي و الطبقات‬


‫‪ .1‬الخبار الطوال‪ :‬أبو حنيفة الدينوري‪ ،‬تقيق عبد النعم عامر‪ ،‬و جال الدين الشيال‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .2‬الستيعاب ف معرفة الصحاب‪ :‬ابن عبد الب القرطب‪.‬‬
‫‪ .3‬أسد الغابة ف معرفة الصحابة‪ :‬ابن الثي الزري‪.‬‬
‫‪ .4‬الصابة ف تييز الصحابة‪ :‬ابن حجر العسقلن‪ :‬القاهرة‪ 1328 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .5‬إعلم الورى بأعلم الدى‪ :‬الطبسي (أمي السلم الشيخ أبو علي السن بن علي) طهران‪.‬‬
‫‪ .6‬المامة و السياسة‪ :‬ابن قتيبة الدينوري‪ :‬القاهرة‪ ،‬بتحقيق طه ممد الزين‪.‬‬
‫‪ .7‬أنساب الشراف‪ :‬البلذري (أحد بن يي)‪.‬‬
‫‪ .8‬البداية و النهاية‪ :‬ابن كثي (أبو الفداء اساعيل)‪ :‬القاهرة‪ 1351 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .9‬تاريخ ابن خلدون‪ :‬مؤسسة العلمي للمطلوعات‪ ،‬بيوت‪ 1971 ،‬م‪.‬‬
‫‪.10‬تاريخ المم و اللوك‪ :‬الطبي (أبو جعفر ممد بن جرير)‪ :‬القاهرة‪1357 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.11‬تاريخ اليعقوب‪ :‬اليعقوب ( أحد بن أب يعقوب بن جعفر بن وهب)‪ :‬طهران ‪ 1375‬هـ‪.‬‬
‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬
‫‪.12‬التنبيه و الشراف‪ :‬السعودي (علي بن السي بن علي السعودي الزل)‪.‬‬
‫‪.13‬تذيب تاريخ دمشق الكبي‪ :‬الشيخ عبد القادر بدران‪ :‬بيوت‪ 1399 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.14‬السية النبوية‪ :‬ابن كثي الدمشقي‪.‬‬
‫‪.15‬السية النبوية‪ :‬ابن هشام‪ :‬القاهرة‪ ،‬بتحقيق السقا و البياري و الشلب‪.‬‬
‫‪.16‬الطبقات الكبى‪ :‬ابن سعد (ممد بن سعد كاتب الواقدي)‪ :‬ليدن‪ ،‬هولندا‪.‬‬
‫‪.17‬الغارات (أو الستنفار و الغارات)‪ :‬الثقفي (أبو اسحق إبراهيم بن هلل الثقفي الكوف)‪ :‬بيوت‪1407 ،‬‬
‫هـ‪.‬حققه السيد عبد الزهراء السين الطيب‪.‬‬
‫‪.18‬كتاب سليم بن قيس الكوف‪ :‬سليم بن قيس اللل العامري‪.‬‬
‫‪.19‬مروج الذهب و معادن الوهر‪ :‬السعودي (علي بن السي بن علي الذل)‪ 1316 :‬هـ‪.‬‬
‫‪.20‬مقاتل الطالبيي‪ :‬أبو الفرج الصفهان‪.‬‬
‫‪.21‬منتهى المال‪ :‬الشيخ عباس القمي‪ ،‬طهران‪.‬‬
‫‪.22‬وفيات العيان‪ :‬ابن خلكان‪ :‬بيوت‪ ،‬بتحقيق د‪ .‬إحسان عباس‪.‬‬
‫‪.23‬وقعة صفي‪ :‬أبو الفضل نصر بن مزاحم النقري‪ ،‬تقيق عبد السلم ممد هارون‪.‬‬

‫كتب الكلم و الدل الذهب و اللل و النحل‪:‬‬


‫‪ .1‬إثبات الوصية للمام علي بن أب طالب‪ :‬السعودي (علي بن السي بن علي السعودي الذل)‪.‬‬
‫‪ .2‬الحتجاج على أهـل اللجاج‪ :‬الطبسـي (أبـو منصـور أحدـ بـن علي بـن أبـ طالب)‪ :‬طبعـة النجـف‪،‬‬
‫‪1386‬هـ‪ .‬أو طبعة قم‪1413 ،‬هـ‪ .‬بتحقيق الشيخ ابراهيم البهادري و الشيخ ممد هادي به‪ ،‬بإشراف الشيخ‬
‫جعفر السبحان‪.‬‬
‫‪ .3‬تلخيص الشاف‪ :‬الطوسي ( الشيخ أبو جعفر ممد بن السن )‬
‫‪ .4‬ختم نبوت (بالفارسية)‪ :‬الشيخ الشهيد مرتضى الطهري‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬


‫‪ .5‬الغدير ف الكتاب و السنة و الدب‪ :‬عبد السي المين‪ ،‬دار الكتاب العرب‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ .6‬فرق الشيعة‪ :‬النوبت (أبو ممد السن بن موسى)‪ ،‬صححه و علق عليه‪ :‬السيد ممد صادق آل بر العلوم‪:‬‬
‫النجف ‪1355‬هـ‪.‬‬
‫‪ .7‬مالس الؤمني‪ :‬الشوشتري (القاضي نور ال الرعشي التستري الندي)‬
‫‪ .8‬القالت و الفرق‪ :‬سعد بن ع بد ال بن أ ب خلف الشعري الق مي‪ .‬صححه و علق عل يه د‪ .‬م مد جواد‬
‫مشكور‪:‬طهران‪ 1963 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬نقض مثالب النواصب ف نقض بعض فضائح الروافض‪ :‬الشيخ عبد الليل القزوين الرازي‪ ،‬انتشارات أنمن‬
‫آثار ملي‪.‬‬

‫كتب اللغة‬
‫‪ .1‬التحقيق ف كلمات القرآن الكري‪ :‬حسن الصطفوي‪ ،‬بنكاه ترجة و نشر كتاب‪ ،‬طهران (الطبعة الول)‪.‬‬
‫‪ .2‬لسان العرب‪ :‬العلمة ابن منظور الفريقي‪.‬‬

‫تحيص روايات النص على الئمة ‪120‬‬

You might also like