Professional Documents
Culture Documents
أو
تحيص روايات النص على الئمة
ســعـد رســتم
مقدمة الترجم
بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل و كفى ،و سلم على عباده الذين اصطفى ،و بعد،
فم ما ل شك ف يه أن كل مؤ من مه تم بأمور ال سلمي ،يز نه انق سام ال مة ال سلمية إل فرق و مذا هب
و طوائف متلفة و أحيانا متنازعة قد يصل المر لد أن يكفّر بعضها البعض الخر ،و يتمن أن يوجد سبيل لناء
هذه الصومات الذهبية أو الد منها ،و ذلك عب نشوء تفهّم متبادل بي علماء طوائف السلمي ،يتعرف به كل
منهم على حقيقة مذهب الخر ،و يتفقون من خلله على الصول الساسية للسلم ،مستقاةً من كتاب ال و سنة
رسوله صلى ال عليه وسلم ،ث يعذر بعضهم البعض الخر ف الجتهادات الفرعية ،و ف رؤاهم لوادث التاريخ
ال سلمي ،و غ ي ذلك من المور ال ت ل ت ت لو هر الد ين ب صلة ،و يكون نتي جة ذلك اعتراف كل فر يق بإيان
و إسلم و ناة الفريق الخر و الكف نائيا عن تلقي التباع بكفر الخالفي أو هلكهم ف النار ،و بذلك تتوحد
صفوف المة و تتآلف قلوب أبنائها تآلفا حقيقيا ل مصلحيا ظاهريا ،و هو أمر يتاجه السلمون أكثر من أي وقت
م ضى ف هذا الو قت الذي يوا جه ف يه ال سلمون أع ت التحديات و أشرس العداوة و الروب من أعداء ال سلم
و خصومه العروفي ف الشرق والغرب.
و لقد شعر بذه الاجة للتقريب الصحيح بي مذاهب المة السلمية الكبى ـ باعتبار أنا نابعة جيعا ف
الصل من السلم الن يف تتحرك فيه و تتمسك بأصوله و أن انقسامها ل يكن ف الوا قع إل نتيجة لختلفات
أو صراعات سياسية قدية أكل عليها الدهر و شرب رجا ٌل عقلء من أهل العلم و الفضل و أهل الي و الرص
على ال سلم و ال سلمي ،فأدركوا ضرورة بذل الهود لرأب ال صدع و إزالة سوء التفا هم النا جم عن ج هل أبناء
الطوائف ال سلمية ببعض هم الب عض ،فقاموا بهود طي بة ف هذا الجالَ ،تلّت بتأل يف الر سائل و الك تب و ن شر
القالت حول ضرورة الوحدة ال سلمية ،ك ما تلت ف دار التقر يب ال ت نشأت ف القاهرة و ال ت ل ت ستمر
لسباب سياسية مضة و ما كان يصدر عنها من ملت و مقالت متازة يكتبها علماء الفريقي و تلك الوسوعة
الفقه ية ال ت ج عت ب ي دفتي ها آراء الذا هب الفقه ية ال سلمية الثمان ية ،و ل زالت ت صدر ،ث تلت برا سلت
و لقاءات ب ي ب عض علماء الفريق ي ال سنة و الشي عة ف العراق و سوريا و لبنان ،و ف ت مع علماء ال سلمي ف
لبنان ،و ف دار التقريب الت أنشئت مؤخرا ف إيران و ف لبنان و ف نداوت التقريب بي الذاهب السلمية الت
تتم ف بعض الدول العربية و السلمية سواء ف آسيا أو شال أفريقيا ،و ف غي ذلك من الهود الطيبة الشكورة.
و هذا الكتاب ،أخي السلم ،خطوة طيبة ف هذا الجال ،من أستاذ فاضل عصامي منصف ،من إيران ،رأى
أن من السباب الرئيسية لتباعد و افتراق أبناء مذهبه عن سائر السلمي ،عقيدة المامة :الت ترى أن الئمة الثن
تحيص روايات النص على الئمة 120
ع شر من آل الب يت عليهم السلم ،منصوبون و معينون من قِبَ ِل ال تعال لما مة السلمي ،مفترضو الطا عة على
العالي بأمر ال و رسوله صلى ال عليه وسلم ،و بالتال فاليان بم و معرفتهم أصل من أصول الدين يساوق
أصل اليان بال و باليوم الخر و بنبوة خات النبيي صلى ال عليه وسلم ،ما يعن بالنتيجة الضرورية ،و بدون لف
و دوران ،أنه لن تكون هناك ناة أخروية لي مسلم أو لي إنسان دون معرفة أولئك الئمة و اليان بعصمتهم
و إمامتهم![]1
فأراد أن ي حص صحة هذه العقيدة و يرى سندها ،ف تبي له أن م ستندها ممو عة من الحاد يث الواه ية
الوضو عة من ق بل الغلة ال ت ل تقوم ب ا أي ح جة ر غم كثرت ا ،ث تبي له أن القرائن الارج ية من آيات القرآن
و وقائع التاريخ و سي الئمة أنفسهم تؤكد عدم صحة تلك الحاديث و الرويات و بالتال عدم صحة العقيدة الت
انبنت عليها ،فضمّن نتيجة بثه هذا الكتاب ،مبتغيا بذلك إزالة السبب الرئيسي لتباعد الشيعة المامية عن سائر
السلمي ،و ساه" :ش ـاهرا ِه اتاد" :أي طر يق التاد الوا سع ،و لك نه ل ي ستطع طباع ته بش كل ر سي و نشره
لساسية الوضوع البالغة بالنسبة للعلماء التقليديي ،بل اكتفى بعض زملئه ومبيه بأن يطبعوا الكتاب سنة 1978
م .على اللة الكات بة اليدو ية ث مرة ثان ية على آلة كات بة إلكترون ية ( .I.B.Mو كل الطبعت ي كان تا مليئتان
بالغلط الطبعية بالضافة لعدم التنسيق) و يصوروا منه بضع مئات من النسخ سرعان ما نفدت.
و قد تعرفت على مؤلف الكتاب (رحة ال عليه) أثناء إقامت ف إيران ،سنة ،1980و زرته عدة مرات ف
بيته و أهدان عدة من كتبه من جلتها هذا الكتاب ،و لا قرأته عزمت على ترجته لا رأيت فيه من تقيق فريد
سرّ لذلك و شكرن ،لكن و جريء و جديد من نوعه ،و بدأت فعل بترجته منذ ذلك الزمن و أخبت الؤلف ،ف ُ
الظروف و الشاغل الكثية فيما بعد ،حالت بين و بي إكمال ترجته ،و استمر المر كذلك إل حي أذن ال،
بعد طول زمن ،بتوفر فسحة كافية من الفراغ و الدوء هذا العام ،لكمال ترجته ،و ها هو الكتاب بي يديك أيها
القارئ الكري.
و أداءً للما نة ينب غي أن أذكّ ر ف هذه القد مة بأن مؤلف هذا الكتاب ح سبما عرف ته شخ صيا كان و ل
يزل شيعي الذهب ،متيّما بعشق الئمة من آل الرسول رضوان ال و سلمه عليهم أجعي ،و له كتاب يكي فيه
خواطره و لواعجه لدى زيارته قب سيد الشهداء السي بن علي عليه السلم و ما زرفه من دموع و ما ألقاه من
خط بة مؤثرة ف ال صحن ال سين ،و هو يفت خر بأ نه جعفري من مقلدي أئ مة العترة و أتباع مذهب هم ،و يرى أن
مذهب العترة هو ،بنص حديث الثقلي ،أحق الذاهب و أولها بالتباع ،فلم يكن هدفه من هذا الكتاب الط من
أصل التشيعأو ترجيح مذهب آخر عليه ،و هو و إن ل يكن يرى أن المام علي عليه السلم منصوص على خلفته
ملحظة :بعد أن ترجت الكتاب من النسخة القدية الت أشرت إليها ،أي النسخة غي الرتبة و الليئة بالخطاء
الطبع ية الطبو عة على اللة الكاتبة اليدوية ،و رتبتها و هذبتها و طبعتها على حا سوب ث صورت عن ها عددا من
الن سخ وزعتُ ها على ب عض الزملء و ال صدقاء ،تقدمةً لطبع ها ،و أر سلت من ض من ذلك ن سخة من ها ل صدقاء
الؤلف ف طهران ،الذ ين يشاطرو نه أفكاره و ينشرون مؤلفا ته ،ليعطو ن رأي هم في ها؛ أبدوا سُرورهم و اغتباط هم
و لِـلّـه المد من ترج ت وخدم ت للكتاب توثيقا و تن سيقا و تش ية ،إل أن م قاموا بإر سال ن سخة (فار سية)
جديدة ل من الكتاب كانوا قد أخرجوها مؤخرا مصححة و منقحة و ملة بواشي و إضافات قيمة جدا لحد
أ صدقاء الؤلف من العلماء الجتهد ين الحقق ي ( ،هو نف سه الذي ر جا عدم ذ كر ا سه) ،و طلبوا م ن أن أعدل
ترج ت الول على ضوء هذه الن سخة الديدة ،فق مت بتعد يل ترج ت الول و إدراج أغلب الوا شي والضافات
و الترتيبات الديدة ف هذه الترجة الديدة الت هي الن بي يديك ،و إنا قلت أغلب الواشي و ل أقل كلها
لن رأيت أن بعضها طويل جدا و فيه خروج عن أصل موضوع الكتاب أو فيه توضيح للواضحات أو تكرار لا
هو مذكور ف نفس مت الكتاب ف موضع آخر منه ،فتجاوزتا أو اقتصرت على الفيد منها.
عجمان / 5 :شعبان 1420 /هـ .ق.
بسـم ال الرحنـ الرحيـم ،المـد ل الذي علم النسـان مـا ل يعلم ،و صـلّى ال على النـب الكرّم و آله
و أصحابه و أتباعه الؤمني بكتابه العظّم ،و بعد،
ل يفى أن الشيعة المامية درجت على اعتبار المامة من أصول الدين ،و اعتقدت أن الئمة الثن عشر
مفترضو الطاعة ،منصوص عليهم و منصوبون من قبل ال تعال و رسوله (صلىال عليه وآله) للعالي ،واعتبت
منكر ذلك خارجا عن حقيقة اليان مروما من السعادة بل ملدا ف نار جهنم ،مه ما كان النكر لذلك م سلما
مؤمنا بال تعال و رسوله قائما بميع فرائضه الدينية!
و مستند الشيعة المامية ف عقيدتم هذه ،ليس إل الحاديث و الخبار الت جاءت ف كتبهم و ادعوا تواتر
مضمونا تواترا معنويا .و إل فليس ف كتاب ال تعال ذك ٌر صري ٌح و ل خب عن إمامة الئمة الثن عشر ،اللهم
إل بالتأو يل و التقد ير بالقوة لب عض اليات ،لمل ها على مفاد الخبار الواردة ،ل كن م ثل هذا التأو يل ،و طب قا
لصـريح آيات القرآن ،ل يوز أبدا ،ذلك لن ال سـبحانه و تعال جعـل القرآن كتابـا بيّنا مفصـلً و نورا مُِبيْنَا
و هدىً للناس ،و ي سّره للذكر و اعتبه قابل للفهم و التدبر ،و فرقانا يفرق بي الق و الباطل ،و معن ذلك كله
أن القرآن كتاب واضح بيّ ن على السلمي أن يرجعوا إل بيا نه و يتدبروا معان يه الظاهرة و يفهموه ل كي ييزوا به
بي الق و الباطل ،فما وافقه من حديث أو خب قبلوه ،و ما خالفه تركوه ،فيجب فهم معان الخبار على ضوء ما
يقوله القرآن ،ل أن تمل آيات القرآن و يلوى عنقها لتنطبق على مفاد الخبار!
ولذلك ،فيجب القيام بدراسة و تحيص كاملي للحاديث و الخبار التعلقة بالمامة و النص على الئمة،
إذ كيف يسوغ لحد أن يقلد ف أمر هو من أصول الدين و عليه (كما يُقال) مدار السعادة أو الشقاء البديي ؟
و لكننا نتساءل ابتداء :إذا كان القرآن الكري ،رغم كونه تبيانا لكل شيء و رغم ذكره لعديد من فروع السائل
العقائدية و الفقهية ،ليس فيه أي ذكر للئمة و لنصبهم من قبل ال عز وجل حكاما على العالي ،فكيف يكن أن
يعذب سبحانه أو يث يب على ش يء ل يبينه ؟ و هو القائل سبحانه وتعال { :و ما ك نا معذب ي ح ت نب عث
ر سول } ال سراء ،15/و القائل أيضا { :و ما كان ال لي ضل قوما بعد إذ هداهم ح ت يبي ل م ما
يتقون } التوبة 115/؟!.
تهيد
كيفية مبايعة أمي الؤمني علي عليه السلم لب بكر رضي ال عنه
لقد اختلفت الروايات التاريية ف كيفية و زمن مبايعة علي عليه السلم لب بكر رضي ال .فبعض الروايات تكي
أن عليا بايع أبا بكر فورا و دون توقف ،كما أخرج ذلك الطبي ف تاريه حيث قال(( :حدثنا عبد ال بن سعيد قال
أخبن عمي قال أخبن سيف عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أب ثابت :قال :كان علي ف بيته إذ أُتِ َي فقيل
له قد جلس أبو بكر للبيعة ،فخرج ف قميص ما عليه إزار و ل رداء عجِل كراهية أن يبطئ عنها حت بايعه ث جلس
إليه ،وبعث إل ثوبه فأتاه ،فتجلله و لزم ملسه )) [.]1
و لكن هذه الرواية منفردة ل يوجد ما يؤيدها ،بل ال سَلّم به الذي اتفقت عليه أكثر التواريخ أن عليا كره
البي عة و تو قف ف مباي عة أب بكر ر ضي ال عنه رد حا من الز من إل أن بايعه ف النهاية ،حسبما سيأت شرحه،
و ذلك على ما يظهر ـ بعد وفاة فاطمة عليها السلم .روى ذلك الطبي نفسه ف تاريه الذكور حيث قال:
(( و كان لعلي وجه من الناس حياة فاط مة ،فلما توف يت فاط مة ،انصرفت وجوه الناس .فمكثت فاط مة ستة
أشهر بعد رسول ال (ص) ث توفيت .قال معمّر :فقال رجل للزّهري :أفلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال :ل،
و ل أحد من بن هاشم حت بايعه علي ،فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ،ضرع إل مصالة أب بكر
رضي ال عنه فأرسل إل أب بكر رضي ال عنه أن ائتنا ول يأتنا معك أحد ،وكره أن يأتيه عمر لا علم من
شدة عمر ،فقال عمر :ل تأتم وحدك ،قال أبو بكر :وال لتينهم وحدي ،و ما عسى أن يصنعوا ب ؟ قال:
فانطلق أبو بكر فد خل على علي و قد جع بن ها شم عنده ،فقام علي فحمد ال و أثن عليه با هو أهله ث
قال :أما بعد فإنه ل ينعنا من أن نبايعك يا أبا بكر إنكار لفضيلتك ول نفاسة عليك بي ساقه ال إليك و لكنا
كنا نرى أن لنا ف هذا المر حقا ،فاستبددت به علينا ،ث ذكر قرابته من رسول ال (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)
وحقهم ،فلم يزل علي يقول ذلك حت بكى أبو بكر ،فلما صمت عليّ ،تشهد أبو بكر فحمد ال و أثن عليه
بكر و عمر بن الطاب و أبا عبيدة الراح فقالوا :يا معشر النصار! منا رسول ال ،فنحن أحق بقامه .وقالت
الن صار :م نا أم ي ومن كم أم ي! فقال أ بو ب كر :م نا المراء و أن تم الوزراء .فقام ثا بت بن ق يس ا بن شّاس،
و هو خطيب النصار ،فتكلم وذكر فضلهم .فقال أبو بكر :ما ندفعهم عن الفضل ،و ما ذكرت من الفضل
فأنتم له أهل ،و لكن قريشا أول بحمد منكم و هذا عمر بن الطّاب الذي قال رسول ال :اللهم أعز الدين
به! و هذا أبو عبيدة الراح الذي قال رسول ال :أمي هذه المة ،فبايعوا أيهما شئتم! فأبيا عليه و قال :وال
ما كنا لنتقدمك ،و أنت صاحب رسول ال و ثان اثني .فضرب أبو عبيدة على يدي أب بكر ،و ثن عمر ،ث
بايع من كان معه من قريش.
ث نادى أبو عبيدة :يا معشر النصار إنكم كنتم أول من نصر فل تكونوا أول من غي و بدّل .و قام
عبد الرحن بن عوف فتكلم فقال :يا معشر النصار ،إنكم و إن كنتم على فضل ،فليس فيكم مثل أب بكر
و عمر وعلي ،و إن فيهم رجل لو طلب هذا المر ل ينازعه فيه أحد ،يعن ،علي بن أب طالب .فوثب بشي بن
سعد من الزرج ،فكان أول من بايعه من النصار ،وأُسَيْد بن ُحضَيْر الزرجي ،و بايع الناس حت جعل الرجل
يطفر وسادة سعد بن عبادة ،و حت وطئوا سعدا .و قال عمر :اقتلوا سعدا ،قتل ال سعدا!
و جاء الباء بن عازب ،فضرب الباب على بن هاشم و قال :يا معشر بن هاشم ،بويع أبو بكر .فقال
بعضهم :ما كان السلمون يدثون حدثا نغيب عنه ،و نن أول بحمد .فقال العباس :فعلوها و رب الكعبة.
و كان الهاجرون و الن صار ل يشُكّون ف عليّ ،فل ما خرجوا من الدار قام الف ضل بن العباس ،و كان
لسان قريش ،فقال :يا معشر قريش ،إنه ما حقت لكم اللفة بالتمويه ،و نن أهلها دونكم ،و صاحبنا أول
با منكم.
و قام عتبة بن أب لب فقال [: ]5
عـن هاشم ث منها عن أب السـ ِن ما كنت أحسب أن المر منصرفٌ
و أعلم الناس بالقرآن و السن ِن سابـقـةً[]6 عن أوّلِ الناس إيـمانـا و
جبيل عون له ف الغَسْل و الكف ِن و آخر الناس عهدا بالنـب ،و مَـنْ
تحيص روايات النص على الئمة 120
و ليس ف القوم ما فيه من الَسَنِ مَـنْ فيـه ما فـيهمُ ل يترون بـه،
الغب[]7 ها إن ذا غبننـا مـن أعظم ما ذا الذي ردهم عنـه فتـعلمه
فبعث إليه علي فنهاه [ .]8و تلف عن بيعة أب بكر قوم من الهاجرين والنصار ،و مالوا مع علي بن
أ ب طالب ،من هم :العباس بن ع بد الطلب ،والف ضل بن العباس ،و الزب ي بن العوام بن العاص ،و خالد بن
سعيد ،والقداد بن عمرو ،وسلمان الفارسي ،و أبو ذر الغفاري ،و عمار بن ياسر ،و الباء بن عازب ،و أب
بن كعب ،فأرسل أبو بكر إل عمر بن الطّاب وأب عبيدة الراح و الغية بن شعبة ،فقال :ما الرأي ؟ قالوا:
الرأي أن تلقى العباس بن عبد الطلب ،فتجعل له ف هذا المر نصيبا يكون له و لعقبه من بعده ،فتقطعون به
ناحية علي بن أب طالب حجة لكم على علي ،إذا مال معكم ،فانطلق أبوبكر و عمر و أبوعبيدة بن الراح
و الغية حتـ دخلوا على العباس ليل ،فحمـد أبـو بكـر الَ و أثنـ عليـه ،ثـ قال :إن ال بعـث ممدا نـبياُ
و للمؤمن ي وليا ،فمنّ علي هم بكو نه ب ي أظهر هم ،ح ت اختار له ما عنده ،فخلى على الناس أمورا ليختاروا
لنف سهم ف م صلحتهم مشفق ي ،فاختارو ن علي هم واليا ولمور هم راعيا ،فول يت ذلك و ما أخاف بعون ال
وتشديده وهنا ،و ل حية و ل جب نا ،و ما توفي قي إل بال عل يه توكلت وإل يه أن يب ،و ما انفكّ يبلغ ن عن
طاعن يقول اللف على عامّة السلمي ،يتخذكم لأً فتكون حصنه النيع وخطبه البديع .فإما دخلتم مع الناس
فيما اجتمعوا عليه ،وإما صرفتموهم عما مالوا إليه ،و قد جئناك و نن نريد أن لك ف هذا المر نصيبا يكون
لك ،ويكون لن بعدك من عقبك إذ كنت عم رسول ال ،و إن كان الناس قد رأوا مكانك و مكان صاحبك
]........]9عنكم و على رسلكم بن هاشم فإن رسول ال منا و منكم.
فقال عمر بن الطّاب :إي وال و أخرى ،إنا ل نأتكم لاجة إليكم ،ولكن كرها أن يكون الطعن فيما
اجتمع عليه السلمون منكم ،فيتـفاقم الطب بكم و بم ،فانظروا لنفسكم.
فحمد ال العبا سُ و أثن عليه و قال :إن ال بعث ممدا كما و صفت نبيا و للمؤمني وليا ،ف من على
أمته به ،حت قبضه ال إليه و اختار له ما عنده ،فخلّى على السلمي أمورهم ليختاروا لنفسهم مضيبي الق،
ل مائلي بزيغ الوى ،فإن كنت برسول ال فحقا أخذت ،و إن كنت بالؤمني فنحن منهم ،فما تقدمنا ف أمرك
فر ضا و ل حلل نا و سطا و ل برح نا سخطا ،و إن كان هذا ال مر أن ا و جب لك بالؤمن ي ،ف ما و جب إذ ك نا
كارهي .ما أبعد قولك من أنم طعنوا عليك من قولك إنم اختاروك و مالوا إليك ،و ما أبعد تسميتك بليفة
رسـول ال مـن قولك خلّى على الناس أمورهـم ليختاروا فاختاروك ،فأمـا قلت إنـك تعله ل ،فإن كان حقـا
و كان خالد بن سعيد غائبا ،فقدم فأتى عليّا فقال :هلمّ أبايعك ،فوال ما ف الناس أحد أول بقام ممد
حلّقيـ
منـك .و اجتمـع جاعـة إل علي بـن أبـ طالب يدعونـه إل البيعـة له ،فقال لمـ اغدوا على هذا مُ َ
الرؤوس .فلم يغد عليه إل ثل ثة نفر.
و بلغ أ با ب كر و ع مر أن جا عة من الهاجر ين و الن صار قد اجتمعوا مع علي بن أ ب طالب ف منل
فاط مة ب نت ر سول ال ،فأتوا ف جا عة ح ت ه ـموا على الدار ،و خرج علي و م عه ال سيف ،فلق يه ع مر،
فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه ،و دخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت :وال لتخرجنّ أو لكشفنّ شعري
و لعجنّ إل ال! فخرجوا و خرج من كان ف الدار و أقام القوم أياما .ث جعل الواحد بعد الواحد يبايع ،ول
يبايع علي إل بعد ستة أشهر و قيل أربعي يومـا)) . 01
ث يذكر "اليعقوب" بعد ذلك فصل ف خلفة أب بكر يشي فيه إل أن النصار اعتزلوه أول المر ،فغضبت
لذلك قر يش فتكلم خطباؤ ها ،و قدِم عمرو بن العاص فقالت له قر يش :قم فتكلم بكلم تنال ف يه من الن صار!
فف عل ذلك ،فقام الف ضل بن العباس فرد علي هم ،ث صار إل علي ،فأ خبه وأنشده شعرا قاله ،فخرج عليّ مغض با
ح ت د خل ال سجد ،فذ كر الن صار ب ي،و ردّ على عمرو بن العاص قوله [ ،]11فل ما عل مت الن صار ذلك
سرها و قالت :ما نبال بقول من قال مع حُ سْنِ قول عليّ .ث اجتمعت النصار إل حسان بن ثابت فقالوا :أجب
قريشا وسألوه أن يذكر و يدح ف شعره عليا ففعل [.]12
بيعة أمي الؤمني علي عليه السلم أب بكر رضي ال عنه كما يرويها ابن قتيبة
ينقل ابن قتيبة ف " المامة و السياسة" مبايعة المام علي لب بكر رضي ال عنه على النحو التال :يقول:
(( ...ث إن عليا كرّم ال وجهه أت به إل أب بكر رضي ال عنه و هو يقول :أنا عبد ال و أخو رسوله ،فقيل
له :با يع أ با ب كر ،فقال :أ نا أ حق بذا ال مر من كم ،ل أبايع كم و أن تم أول بالبي عة ل ،أخذ ت هذا ال مر من
النصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النب صلى ال عليه وآله وسلم ،و تأخذونه منا أهل البيت غصبا ؟
ألستم زعمتم للنصار أنكم أول بذا المر منهم لا كان ممد منكم فأعطوكم القادة وسلموا إليكم المارة،
و أ نا أح تج علي كم ب ثل ما احتجج تم به على الن صار ،ن ن أول بر سول ال ح يا و مي تا ،فأن صفونا إن كن تم
تؤمنون و إل فبوءوا بالظلم و أن تم تعلمون .فقال له ع مر :إ نك لس مترو كا ح ت تبا يع ،فقال له علي :احلب
حلبـا لك شطره [ ]14و اشدد له اليوم أمره يردده عليـك غدا .ثـ قال :و ال يـا عمـر ل أقبـل قولك و ل
أبايعه[ .]15فقال له أبو بكر :فإن ل تبايع فل أكرهك ،فقال أبو عبيدة الراح لعلي كرم ال وجهه :يابن عم
إنك حديث السن و هؤلء مشيخة قومك ليس لك مثل تربتهم و معرفتهم بالمور و ل أرى أبا بكر إل أقدر
على هذا المر منك ،وأشد احتمال و اضطلعا به ،فسلّم لب بكر رضي ال عنه هذا المر فإنك إن تعش
ويطُ ْل بك بقاء ،فأنت لذا المر خليق و به حقيق ،ف فضلك و دينك وعلمك و فهمك ،و سابقتك و نسبك
وصهرك .فقال علي كرم ال وجهه :ال ال يا معشر الهاجرين ،ل ترجوا سلطان ممد ف العرب عن داره،
وقعر بيته ،إل دوركم و قعور بيوتكم ،و ل تدفعوا أهله عن مقامه ف الناس وحقه ،فوال يا معشر الهاجرين،
لنحن أحق الناس به ،لنا أهل البيت و نن أحق بذا المر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب ال ،الفقيه ف دين
[ ]3سيد الخزرج و صاحب راية النصار في المشاهد كلهما،كان سيدا جوادا يكتب العربية و يحسن العوم و الرمي و لجل ذلك
سمي الكامل و كان كثير الصدقات جدا ،أسلم قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة و كان أحد نقباء العقبة،
و شهد المشاهد كلها مع رسول الله عدا بدر .رفض بيعة أبي بكر و خرج عن المدينة ،قتل بحوران من أعمال دمشق في خلفة
عمر سنة ،14أو ، 15أو 16هم( .مت)
[ ]4سميرة ابمن هشام :ج / 4ص ( 332ممن طبعمة محممد محيمي الديمن عبمد الحميمد ) أو الصمفحة 654ممن الطبعمة التمي حققهما
مصطفى السقا و البياري و الشلبي ،و هي التي سأوثق منها دائما فيما بعد( .مت)
[ ]5أنظمر مثل كتاب :الطبقات الكمبير ( الكمبرى) للمؤرخ الشهيمر ابمن سمعد ( توفمي سمنة 230همم ).حيمث روى بسمنده نفمس هذه
الرواية ثم روى عدة روايات تؤدي نفس معناها بألفاظ مختلفة و من وجوه أخرى عن الشعبي و عن زيد بن أسلم و عن فاطمة
بنمت الحسمين :ج / 2القسمم الثانمي ،ص ،38ممن طبعمة ليدن (هولندا) .وكذلك انظمر تاريمخ الممم و الملوك للطمبري:ج / 2
أحداث سنة إحدى عشرة(.مت)
[ ]6أنظر سيرة ابن هشام ج / 4ص ( 656القاهرة ،بتحقيق السقا و البياري و الشلبي ) (مت).
[ ]7أنظر "المامة و السياسة " لبن قتيبة،ج / 1الصفحة ( 12القاهرة ،بتحقيق الد.طه محمد الزيني) (مت)
[]8علوة على تعارض هذه الروايمة ممع أخبار أخرى عديدة ،فإن الشكال الرئيمس فمي هذه الروايمة همو أن تحققهما العملي بعيمد
جدا ،ذلك أن عممر لم يكمن يمتلك لسملكي حتمى يخمبر أبمو بكمر بهذه السمرعة بالخمبر ،كمما لم يكمن لدى أبمي بكمر طائرة مروحيمة
(هليكوبتمر) و ل سميارة سمريعة لينطلق بهما بسمرعة ممن السمنح إلى بيمت رسمول الله ليتأكمد ممن رحلتمه ،ثمم ممن بيمت الرسمول إلى
السقيفة!! بل من الطبيعي أن الوقت الذي يأخذه إرسال عمر لرجل إلى السنح ثم ذهاب أبي بكر الرجل المسن بعد سماعه
الخمبر ،ممن السمنح إلى المدينمة ثمم ممن المدينمة إلى السمقيفة ،وقمت طويمل يتجاوز عدد ممن السماعات ،ل سميما أنمه لم يكمن هناك
طريق أوتوستراد بين السنح و المدينة!! و ل شك أنه ل يمكن للنصار أن يكونوا قد جلسوا منتظرين في السقيفة واضعين يدا
على يمد كمل هذه المدة بمل ل بمد أن يكونوا قمد أجابوا على إنكار عممر وفاة رسمول الله و اسمتمروا فمي كلمهمم و لكانمت حادثمة
السقيفة اتخذت مجرى آخر تماما)x( .
[ ]9المنع هنا القصود به الدفاع عن رسول الله (ص) و كف أذى العداء عنه(.مت)
[ ]10أعطى المقادة :خضع لحكم المسلمين و قيادتهم له(.مت)
[]11المرجع السابق ،صفحة ( .13 12مت)
[ ]12الحد :أي كان في خلق عمر رضي الله عنه حدَّة ،كان يسترها عن أبي بكر رضي الله عنه( .مت)
[ ]13أوسط العرب نسبا :أشرفهم( .مت)
[ ]14و دارا :بلدا ،و هي مكة لنها أشرف البقاع( .مت)
[ ]15سيرة ابن هشام ،ج / 4ص (.659مت)
[ ]16تاريخ اليعقوبي :ج /2ص ( 82من طبعة عام 1375هم) .
[ ]17المامة و السياسة :ج / 1ص ( .13مت)
[ ]18زارٍ لهم:أي عائب عليهم و محقر لهم(.مت)
اليات الت نزلت ف مدح أصحاب الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)
1قال ال { :Iو مِنَ العـراب مـن يـؤمـن بال و اليوم الخر ويتخذ ما ينفق قربات عند ال
و صلوات الرسول أل إنا قربة لم ،سيدخلهم ال ف رحته ،إن ال غفور رحيم @ والسابقون الولون من
الهاجرين والنصار و الذين اتبعوهم بإحسـان رضـي ال عـنهم و رضوا عنه و أعد لم جنات تري تتها
النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }التوبة .100 99 /
.]11
أ جل ،إن كل هذا من بركات أو بالحرى من الثار الدمّرة لمثال تلك الروايات ال ت جذور ها تن بع
من تر بة الك فر ال بي ،لكن ها لل سف تُ سقى باء مذا هب إ سلمية! أي مذا هب (التطرف ي الغلة) البعيدة عن
ال سلم القي قي و روح الد ين! مذا هب أوجدت ا وابتدعت ها ال سياسات والهواء الختل فة :أوجد ها أعداء
السـلم أو غـذّوها و روجوا لا.
خلصـة ما سبق
1ـلو كانت مسألة المامة الت اختلفت المة حولا كل هذا الختلف وألفت فيها مئات بل آلف الكتب
ها مة فعل إل هذا ال د ف ن ظر الشارع ،أع ن لو كان الشارع تبارك و تعال قد اختار ل ا أشخا صا معين ي فرض
طاعتهم الطلقة على العالي ،تاما كطاعة النبياء و الرسلي؛ لكم العقل و الوجدان أن يبي ال عز وجلّ ذلك ف
[ ]19ممن الجديمر بالذكمر أن راوي هذه الخطبمة عمن علي عليمه السملم همو "عكر مة مولى ابمن عباس" و قمد قال عنمه الممقانمي
في رجاله (( :قال عن العلمة الحلي في خلصة الرجال في القسم الثاني من كتابه المخصص للضعفاء[ :إنه ليس على طريقتنا
ث[ :هذا عكرممة فمي الموت! (أي حاله و ل ممن أصمحابنا و لم يرد فيمه توثيمق ].و أورد الشيمخ الكلينمي فمي الكافمي ضممن حدي ٍم
الروائي ميت) و كان يرى رأي الخوارج( ].ثم اسمتمنمتج الممقاني قائل[ ):على كل حال فكون عكرمة مولى ابن عباس منحرفا ل
يحتاج إلى برهان كما نبه على ذلك السيد ابن طاووس])) انظر تنقيح المقال في أحوال الرجال للممقاني :ج / 2ص .256
و هذا ما يحعلنا نتحفظ كثيرا في صحة نسبة هذه الخطبة لعلي عليه السلم إذ من المحتمل جدا أن يكون عكرمة الخارجي
و الخوارج كانوا ألد أعداء علي م م نسممبها لعلي ليُعّرِ مفه للناس على أنممه كان عدوا للشيخيممن إذ يقول أنممه لول ضعممف اليممد و قلة
الناصر لحاربهم على الخلفة!! فيصوره عليه السلم على أنه ذو وجهين و أنه رغم أنه بايع الخلفاء و صلى خلفهم و صاهرهم إل
أنه كان باغضا لخلفتهم يتمنى لو يقدر ان يحاربهم!! ()x
[ ]20السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس الحلي ،متكلم إما مي مشارك توفي 664هم (مت)
[]21أبو اسحق ابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلل المعروف بابن هلل الثقفي الكوفي من علماء القرن الهجري الثالث ،كان
في أول أمره زيديا ثم انتقل إلى القول بالمامة ،نشأ بالكوفة ثم انتقل إلى أصفهان و توفي فيها سنة 283هم (مت)
[ ]22الغارات ،أو الستنفار و الغارات :ص ( 202بيروت ،دار الضواء1407 ،هم( ) 1987 /مت)
[ ]23انظر الكلم عليه وعلىكتابه المسوم بـ "أسرار آل محمد"في الصفحات 151-148:من هذا الكتاب (مت)
[ ]1قمت بترتيب هذا الباب و اختيار عناوين مناسبة له حيث كان بالصل غير مرتب و بدون عناوين( .مت)
[ ]2لقد شهد الله تعالى باليمان القلبي الصادق لهل بيعة الرضوان الذين يشكلون عمدة أهل الحل والعقد في بيعة السقيفة،
و ذلك في قوله سبحانه { :لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل
السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا } ()x
[ ]3لعل المؤلف يقصد أبا سيدنا إبراهيم عليه السلم الذي ذكر القرآن صراحة شركه و نحته للصنام و عدم توبته( .مت)
[]4انظر تهذيب تاريخ دمشق الكبير ،للشيخ عبد القاردر بدران :ج / 4ص 169ط ( 2بيروت ،دار المسيرة 1399هم 1979 /
) أو تاريخ مدينة دمشق :لبن عساكر ،طبع دار الفكر ،ج / 13ص .71 70
[ ]1الحتجاج :ج / 1ص ( 96طبمع قمم ) ،أو ج /1ص 184ممن الطبعمة التمي حققهما الشيخان ابراهيمم البهادري و محممد هادي
بمه ،باشراف الشيمخ جعفمر السمبحاني (طبمع قمم ،انتشارات أسموة 1413 ،همم ) و همي الطبعمة التمي سمأوثق منهما ممن الن فصماعدا
نظرا لنها المتوفرة لدي حاليا( .مت)
[ ]2ممن ذلك مما ينقله العلممة عبمد الحسمن المينمي فمي كتابمه "الغديبر" فيقول(( :أخرج احافمظ ابمن السممان كمما فمي الرياض النضرة ج /2ص
،170و ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ،68و وسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكي ،ومناقب الخوارزمي ص ،97و الصواعق ص 107
مببَر و قبد جاءه أعرابيان يختصبمان فقال لعلي :إقبض بينهمبا ،فقال أحدهمبا :هذا يقضبي بيننبا؟
ع َ
عمن الحافمظ الدارقطنمي عبن ُ
فوثب إليه عمر و أخذ بتلببيببه و قال :ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولي و مولى كل مؤمن ،و من لم يكن موله فليس
بمؤمن.
[ ]4 أما وفاة "جابر بن عبد ال النصاري" فذكرتا التواريخ بي 73إل 77هـ.
فهذا يعن أن جابر بن عبد ال رضي ال عنه توف قبل أربعي سنة من وفاة المام الباقر عليه السلم .أفلم
يو جد من يقول لذا الكذاب الوضاع :ك يف أحي يت جابرا وجئت به ب عد أن مات ف قبه م نذ أربع ي سنة
لحضر المام الباقر ،حي أدركته الوفاة ،لتـنسب إليه إقناعه زي َد بن علي أن ل يطلب من أخيه الباقر المامة،
بشهادته برؤية اللوح الذي ذكرت فيه أساء الئمة الثن عشر و أساء أمهاتم كذلك ؟!!
لنن ظر الن ف تار يخ وفاة ز يد أي ضا 1 :ـ يقول الش يخ الطو سي ف رجاله (ص [ :)195ق ـتِ َل سنة
إحدى و عشرين و مائة و له اثنتان و أربعون سنة ] ما يعن أن جناب زيد ولد سنة 79أو 80هـ 2 .ـ بل
ف تذ يب تار يخ دم شق ال كبي ل بن ع ساكر( :ج /6ص )18ذكرت ولدة ز يد بن علي بن ال سي سنة 78
ه ـ .فهذا يع ن أن زيدا ولد ب عد أر بع سنوات أو على أ قل تقد ير ب عد سنة من وفاة جابر بن ع بد ال!! فك يف
الديث الثالث :و أخرج الشيخ الصدوق هذا الديث أيضا بألفاظ أخرى ف " عيون أخبار الرضا " و "
إكمال الد ين " فقال [ :حدث نا أ بو م مد ال سن بن حزة العلوي قال حدث نا أ بو جع فر م مد بن ال سي بن
درست السروي عن جعفر بن ممد بن مالك قال حدثناممد بن عمران الكوف عن عبد الرحن بن نران عن
صفوان بن يي عن اسحق بن عمار عن أب عبد ال الصادق عليه السلم أنه قال :يا اسحق! أل أبشرك ؟
قلت :بلى جعلت فداك ،فقال :وجد نا صحيفة بإملء ر سول ال و ب ط أم ي الؤمن ي في ها ب سم ال الرح ن
الرحيم هذا كتاب من ال العزيز الكيم ،و ذكر الديث مثله سواء إل أنه قال ف آخره :ث قال الصادق عليه
] [ ]8 السلم :يا اسحق! هذا دين اللئكة والرسل فصنه عن غي أهله يصنك ال و يصلح بالك!
قلت :ف سند الديث يواجهنا اسم "جعفر بن ممد بن مالك" وهو رجل كذاب فا سد الذهب متروك
الرواية عند علماء الرجال ،و إليك أقوالم فيه:
)1قال النجاشي ف رجاله (ص [: ]9[ )225جعفر بن ممد بن مالك بن عيسى ..كوف..كان ضعيفا ف
الديث(.قال) أحد بن السي[ :]10كان يضع الديث وضعا ويروي عن الجاهيل و سعت من قال :كان
أيضا فاسد الذهب و الرواية ،و ل أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو على بن هام و شيخنا الليل
الثقة أبو غالب الزّراري ].
)2و أورده ابـن داود فـ رجاله (ص )434فـ عداد الجهوليـ والجروحيـ و كرر عبارة ابـن الغضائري
و النجاشي بقه.
الديث الرابع :أخرج الصدوق أيضا حديثا آخر عن جابر و رؤيته للوح بسند فيه نفس جعفر بن ممد بن
مالك سيء الذكر الذي عرفت هويته آنفا فقال [ :حدثنا علي بن السي بن شاذويه الؤدب و أحد بن هرون
القاضي رضي ال عنه قال حدثنا ممد بن عبد ال بن جعفر الميي عن أبيه جعفر بن ممد بن مالك الفزاري
الكوف عن مالك السلول عن عبد المي دعن عبد ال بن القاسم بن عبد ال بن جبله عن أب السفايح عن
تحيص روايات النص على الئمة 120
جابر العفي عن أب جعفر ممد الباقر عليه السلم :عن جابر بن عبد ال النصاري قال :دخلت على مولت
فاطمة عليها السلم و قدامها لوح يكاد ضوؤه يغشى البصار فيه اثن عشر اسا ثلثة ف ظاهره و ثلثة ف
باطنه و ثلثة أساء ف آخره و ثلثة أساء ف طرفه فعددتا فإذا هي اثن عشر فقلت من أساء هؤلء ؟ قالت:
هذه أساء الوصياء.]1[] ...
قلت :وجود جعفر بن ممد بن مالك :الكذاب الوضاع التروك الديث الفاسد الذهب( ..كما مر) يغنينا
عن البحث الزائد ف الديث ،يضاف إليه وجود عبد ال بن القاسم ،و هو اسم لعدة رواة ،فإذا كان الضرمي
منهم فقد تقدم أنه كذاب غال يروي عن الغلة ،]2و أما الراويان قبلهما أي "مالك السلول" و "عبد الميد"
فمجهولن ل ذكر لما ف كتب الرجال .و مع ذلك نقول أن مت الديث يفيد أن أساء الئمة ف اللوح ليست
مرت بة ،و هذا مالف للروايات ال سابقة ال ت تذكر هم مر تبي مع ش يء من صفاتم ،فأ ين ال صواب؟! أل يدل هذا
الضطراب الفاضح ف القصة على أنا متلقة من أساسها ؟ والقيقة أن كل ما ورد ف كتب الديث من روايات
حول موضوع اللوح ورؤ ية جابر بن ع بد ال له ،وضع ها من ح يث رجال ال سند و من ح يث ال ت كو ضع هذه
الرويات الربعة الت ناقشناها إل الن.
الد يث الا مس :من الحاد يث الخرى ال ت أخرج ها الش يخ ال صدوق ف كتاب يه إكمال الد ين و عيون
أخبار الرضا و الت ذُكرت فيها أساء الئمة الثن عشر بصراحة ،الديث التال [ :حدثنا ممد بن إبراهيم بن
إسحق قال حدثنا ممد بن هام قال حدثنا أحد بن مابندار قال حدثنا أحد بن هلل عن ممد بن أب عمي عن
الفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن ممد عن أبيه عن آبائه عن أمي الؤمني عليه السلم قال :قال رسول
ال :لا أسري ب إل السماء أوحَى إلّ ربّي جلّ جلله فقال :يا ممد! إن اطلعت إل الرض اطلعةً فاخترتك
منها فجعلتك نبيا و شققت لك من اسي اسا فأنا الحمود و أنت ممد ،ث اطلعت الثانية فاخترت منها عليا
و جعلته وصيك وخليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك شققت له اسا من أسائي فأنا العلي العلى و هو علي،
و خلقت فاطمة والسن و السي من نوركما ،ث عرضت وليتهم على اللئكة فمن قبلها كان عندي من
القربي .يا ممد لو أن عبدا عبدن حت ينقطع و يصي كالشن البال ث أتان جاحدا لوليتهم فما أسكنه جنت
و ل أظله ت ت عر شي ،يا م مد ت ب أن ترا هم ؟ قلت :بلى ،فقال عز و جل :ار فع رأ سك .فرف عت رأ سي
و إذا أنا بأنوار علي و فاطمة والسن و السي و علي بن السي و ممد بن علي وجعفر بن ممد وموسى
بن جع فر و علي بن مو سى و م مد بن علي و علي بن م مد و ال سن بن علي وم مد بن ال سن القائم ف
و سطهم كأ نه كو كب دري .قلت :يا رب! و من هؤلء ؟ قال :هؤلء الئ مة و هذا القائم الذي يلّل حلل
تحيص روايات النص على الئمة 120
و يرّم حرامـي و بـه أنتقـم مـن أعدائي و هـو راحـة أوليائي و هـو الذي يشفـي قلوب شيعتـك مـن الظاليـ
و الاحدين و الكافرين فيخرج اللت و ال ُعزّى طريي فيحرقهما ولفتنة الناس يومئذ بما أشد من فتنة العجل
[ ]3 و السامري ]
قلت :هذا الد يث الوا ضح الختلق روي عن ر جل مطعون به وملعون من ق بل كبار علماء الشي عة
و هو أحد بن هلل الولود سنة 180هـ و التوف سنة 267هـ و فيما يلي قول علماء الرجال فيه:
)1قال الشيخ الطوسي ف الفهرست [ :أحد بن هلل مات سنة 276هـ كان غاليا متهما ]
)2و قال عنه ف كتابه التهذيب أيضا [ :أحد بن هلل مشهور باللعنة و الغلوّ]
)3و قال عنه أيضا ف رجاله [ :أحد بن هلل بغدادي غال ] .و أحد بن هلل هذا الذي روى الديث ُلعِ نَ
من ق ـبَل المام الثا ن ع شر ،ك ما ر جع عن قوله بالما مة ،و هذا من العج يب الذي ل يع قل أن يروي ش خص
حديثا مثل هذا فيه النص على الئمة الثن عشر بأمر ال ث هو نفسه ل يعتقد بإمامتهم أل يدل هذا بد ذاته على
أنه كان يعرف نفسه أنه يكذب ؟؟
قال الشيخ الطوسي ف كتابه "الغيبة" أنه لا ادعى "ممد بن عثمان" (أحد الوكلء الربعة) النيابة لمام
الزمان (ف غيبته الصغرى) بعد وفاة أبيه عثمان بن سعيد ،أنكر أحد بن هلل ذلك و قال[ :ل أسعه ينص عليه
بالوكالة] فقيل له إذا ل تسمع أنت فقد سع غيك ،فقال :فأنتم و ما سعتم! و توقف على المام ممد التقي و ل
يقل بإمامة من بعده لذا لعنوه وتبؤوا منه ،ث خرج توقيع من الناحية القدسة بواسطة السي بن روح بأن المام
لعنه! .يقول الشيخ الطوسي أن هذا دليل على أنه رجع عن القول بالئمة الثن عشر و وقف على حضرة المام
التقي ،و ليس هذا فقط ،بل يدل ما أورده الصدوق ف نفس كتابه إكمال الدين على نصبه حيث روى فقال[ :
سعت سعد بن عبد ال يقول :ما سعنا و ل رأينا متشيعا يرجع من الشيعة إل النصب إل أحد بن هلل! ].
و الن لنلق نظرة على مت الديث:
يذكر الديث أنه لا أسري به (صلى العليه وآله ) إل السماء كان أول ما أوحى إليه ربه أن قال :إن اطلعت
إل الرض اطلعة! هذا مع أن ال تعال بكل شيء ميط و مثل هذا التعبي ل يكن صدوره عنه تعال ،ث يقول
و شققت لك من اسي اسا فأنا الحمود و أنت ممد ،هذا مع أنه ل يوجد ف القرآن و ل ف أي حديث نبوي أن
من أسـاء ال تعال" :ممود"! هذا ث ل مال للمتنان على الر سول بت سميته ممدا و أ نه اش تق اسـه مـن اسـه،
و رابعا :من جلة ما جاء ف هذا الديث الوضوع ،و ف أحاديث أخرى أيضا تب عن غيبة القائم ،عبارة:
[ أي و الذي بعثنـ بالنبوة إنمـ ليسـتضيئون بنوره و ينتفعون فـ غيبتـه كانتفاع الناس بالشمـس و إن جللهـا
السحاب! ] والواقع أن هذا كلم ل يثبت إل بتلفيقات فلسفية عرفانية و هو تشبيه غي صحيح من عدة وجوه:
)1الشمس رغم كونا خلف السحاب إل أن وجودها مسوس لكل إنسان وأثرها ظاهر ملموس بعكس المام القائم.
)2الشمس ل تتفي وراء السحب إل مدة ضئيلة ث تظهر ،لذلك يؤمن بوجودها الناس ،أما لو غابت و استمر
غيابا مئات السني فلكثيين أن يتصوروا فناءها ،ومثل هذا ل يقول به العتقدون بإمامة المام القائم ،بشأنه.
تحيص روايات النص على الئمة 120
)3الشمس إذا استترت وراء الجب ف بعض نقاط الرض فإنا تكون ظاهرة للمليي ف نقاط أخرى من
العمورة و هذا ل ينطبق على المام القائم.
)4كل ش يء على الرض ينت فع من حرارة الش مس و نور ها ،ل فرق ب ي أن تكون ظاهرة للعيان أم م ستترة
أحيانا وراء السحب ،فالنباتات و اليوانات و البشر و البحار و التربة كلها تنتفع من الشمس ،على الدوام ،بنافع
ل تصى ،و ليس هكذا أبدا بالنسبة للمام القائم ،فل ينتفع الناس أثناء غيبته بأي من النافع الت ترتى من وجود
المام كإحياء معال الديــن و إماتــة البدع و إبطال الرافات والشبهات و هدايــة الناس و بيان أحكام الشرع
و تشكيل الكومة السلمية وترويج السلم و إقامة الهاد و تطبيق الدود و إقامة المعة و الماعات و دفع
شر الشرار و الن هي عن النكرات ...فلي ست القض ية أن الناس مرومون من رؤي ته ف قط أ ما مناف عه فموجودة
( كالشمس أحيانا ) بل إنم مرومون من رؤيته و من منافعه أيضا ،و ل فائدة منه ف حال غيبته إطلقا! هذا ما
يشهد به العقل والوجدان و يدل عليه النطق والبهان عند ذوي التجرد و النصاف.
الديث السابع :حديث آخر أخرجه الشيخ الصدوق أيضا ف كتاب يه إكمال الدين و عيون أخبار الرضا
و ننقله فيما يلي متصرا من كتاب " إثبات الداة " للشيخ الر العاملي( :ج /2ص :)328
[ حدث نا أ بو ال سن علي بن ثا بت الدوال يب بدي نة ال سلم سنة 325قال :حدث نا م مد بن الف ضل
النحوي قال حدثنا ممد بن علي بن عبد الصمد الكوف قال حدثنا علي بن عاصم عن ممد بن علي بن موسى
عليه السلم عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن ممد عن أبيه ممد بن علي عن
أبيه علي بن السي عن أبيه السي بن علي بن أب طالب عليهم السلم قال :دخلت على رسول ال و عنده
أُبَيّ بن كعب فقال رسول ال :مرحبا بك يا أبا عبد ال يا زين السموات و الرض ،فقال أُبَيّ :و كيف يكون
يا رسول ال زين السموات و الرض أحد غيك ؟ فقال :يا أُبَ ّي والذي بعثن بالق نبيا إن السي بن علي ف
السماء أكب منه ف الرض فإنه مكتوب عن يي العرش :مصباح هدى و سفينة ناة و إمام خي وين و عز
و ف خر وعلم وذ خر ،و إن ال ر كب ف صلبه نط فة طي بة مبار كة زك ية خل قت من ق بل أن يكون ملوق ف
الرحام و يري ماء ف ال صلب و يكون ل يل و نار....و قد ُلقّ ـنَ دعوات ما يد عو ب ن ملوق إل حشره
ال عز وجل معه ،وكان شفيعه ف آخرته ،و فرج ال عنه كربه و قضى با دينه و يسر أمره وأوضح سبيله
وقواه على عدوه و ل يه تك ستره ،فقال أ ب بن ك عب :و ما هذه الدعوات يا ر سول ال ؟ قال :تد عو إذا
فر غت من صلتك و أنت قا عد ":اللهم إ ن أ سألك بكلما تك و معاقد عر شك و سكان سواتك و أ نبيائك
تحيص روايات النص على الئمة 120
و رسلك أن تستجيب ل ،فقد رهقن من أمري عسرا فأسألك أن تصلي على ممد و آل ممد و أن تعل ل
من أمري يسرا " فإن ال عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك ويلقنك شهادة أن ل إله إل ال عند خروج
نف سك ،...فقال له ُأبَ يّ :يا ر سول ال ما هذه النط فة ال ت ف صلب حب يب ال سي ؟ قال :م ثل هذه النط فة
كمثل القمر و هي نطفة تبيي و بيان يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويا ،قال :وما اسه ؟ قال :اسه
علي و دعاؤه :يا دائم يا ديوم ،....فقال له يا رسول ال فهل له من ذرية و من خلف أو وصيّ؟ قال :نعم ،له
مواريث السموات والرض قال :و ما معن مواريث السموات و الرض؟ قال :القضاء بالق والكم بالديانة
و تأويل الحلم وبيان ما يكون ،قال :فما اسه ؟ قال :اسه ممد ،....ركب ال ف صلبه نطفة مباركة زكية
و أخبن جبئيل إن ال طيبَ هذه النطفة و ساه جعفرا وجعله هاديا مهديا و راضيا مرضيا يدعو ربه فيقول ف
دعائه ،....:يا ُأبَـيّ إن ال ركب ف هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحة ساها عنده موسى
و إن ال ر كب ف صلبه نط فة مبار كة طي بة زك ية مرض ية ساها عنده عل يا يكون ل ف خل قه رض يا ف عل مه
و حك مه ويعله ح جة لشيع ته يتجون به يوم القيا مة و له دعاء يد عو به ،....و إن ال عز و جل ر كب ف
صـلبه نطفـة طيبـة مباركـة زكيـة راضيـة مرضيـة و سـاها ممـد بـن علي فهـو شفيـع لشيعتـه و وارث علم
جده....و إن ال تبارك و تعال ركب ف صلبه نطفة مباركة طيبة زكية راضية مرضية ل باغية و ل طاغية بارة
مباركة طيبة طاهرة ساها عنده علي بن ممد فألبسها السكينة و الوقار و أودعها العلوم و كل سر مكتوم،....
و إن ال تبارك و تعال ركب ف صلبه نطفة طيبة وساها عنده السن بن علي فجعله نورا ف بلده و خليفته ف
عباده و عزّا لمة جده هاديا لشيعته و شفيعا لم عند ربم و نقمة على من خالفه و حجة لن واله وبرهانا لن
اتذه إماما ،....و إن ال ركب ف صلب السن نطفة مباركة طيبة طاهرة مطهرة يرضى با كل مؤمن قد أخذ
ال ميثاقه ف الولية و يكفر با كل جاحد ،و هو إمام تقي نقي مرضي هاد و مهدي يكم بالعدل و يأمر به
يصدق ال عز و جل ويصدقه ال ف قوله يرج من تامة حت تظهر الدلئل والعلمات و له بالطالقان كنوز ل
ذ هب إل خيول مطه مة و رجال م سوّمة ي مع ال عز و جل له من أقا صي البلد على عدد أ هل بدر ثلثائة
و ثل ثة ع شر رجل ،م عه صحيفة متو مة في ها عدد أ صحابه بأ سائهم و أن سابم وبلدان م و طبائع هم وحل هم
و كناهم كدّادون مدون ف طاعته .فقال له ُأبَ يّ :و ما دلئله وعلماته يا رسول ال ؟ قال :له علم إذا حان
وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه ] .....و ف آخر الديث [ :قال ُأبَ يّ :يا رسول ال كيف بيان حال
هذه الئ مة عن ال عز و جل ؟ قال :إن ال عز و جل أنزل عليّ اث نا ع شر صحيفة ا سم كل إمام ف خات ه
و صفته ف صحيفته ].
الديث الثامن :حديث آخر فيه التصريح بأساء الئمة الثن عشر ،أخرجه الشيخ الصدوق ف كتابه إكمال
الدين و نقله الجلسي ف الجلد التاسع من البحار (ص 158من طبعة تبيز) و أورده الشيخ الر العاملي أيضا ف
كتابه إثبات الداة:
[ حدثنا ممد بن موسى التوكل قال حدثن ممد بن أب عبد ال الكوف السدي قال حدثنا موسى بن
عمران النخعي عن عمه السي بن يزيد عن السن بن علي بن أب حزة عن أبيه عن الصادق جعفر بن ممد
عن آبائهم عليهم السلم قال :قال رسول ال :حدثن جبئيل عن رب العالي جل جلله أنه قال :من علم أنه
ل إله إل أنا وحدي و أن ممدا عبدي و رسول وأن علي بن أب طالب خليفت و أن الئمة من ولده حججي
أدخل ته ال نة برح ت وني ته من النار بعفوي و أب ت له جوار يي و أوج بت له كرام ت و أت مت عل يه نعم ت
و جعلته من خاصت و خالصت إن نادان لبيته و إن دعان أجبته و إن سألن أعطيته و إن سكتَ ابتدأته و إن
أ ساء رح ته و إن ف ّر منّ ي دعو ته و إن ر جع إلّ قبل ته و إن قرع با ب فتح ته ،و من ل يش هد أن ل إله إل أ نا
وحدي أو شهد و ل يشهد أن ممدا عبدي و رسول أو شهد و ل يشهد أن علي بن أب طالب خليفت أو شهد
بذلك و ل يشهد أن الئمة من ولده حججي فقد جحد نعمت و صغّر عظمت و كفر بآيات و كتب ،إن قصدن
تحيص روايات النص على الئمة 120
حجبته و إن سألن حرمته وإن نادان ل أسع نداه و إن دعان ل أسع دعاه و إن رجان خيبته وذلك جزاؤه من
و ما أ نا بظلم للعبيد ،فقام جابر بن عبد ال النصاري فقال :يا ر سول ال ومَ نِ الئمة مِ نْ ولد علي بن أ ب
طالب؟ قال :السن والسي سيدا شباب أهل النة ث سيد العابدين ف زمانه علي بن السي ،ث الباقر ممد
بن علي و ستدركه يا جابر و إذا أدركته فأقرئه من السلم ث الصادق جعفر بن ممد ث الكاظم موسى بن
جعفر ث الرضا علي بن موسى ث التقي ممد بن علي ث الادي علي بن ممد ث الزكي السن بن علي ث ابنه
القائم بالقـ مهدي أمتـ يل الرض قسـطا و عدل كمـا ملئت ظلمـا و جورا .هؤلء يـا جابر خلفائي
و أوصيائي و أولدي و عترت من أطاعهم فقد أطاعن ومن عصاهم فقد عصان و من أنكر واحدا منهم فقد
أنكرن بم يسك السموات أن تقع على الرض إل بإذنه و بم يفظ الرض أن تيد بأهلها].
أما سند هذا الديث:
)1ثان راوي ف سلسلة السند ممد بن أب عبد ال الكوف السدي هو ممد بن جعفر بن ممد بن عون
السدي الذي يطلقون عليه ممد بن أب عبد ال ،نقل المقان ف تنقيح الرجال (ج /2ص )95و التفرشي ف
نقد الرجال (ص )298قول النجاشي عنه [ :كان ثقة صحيح الديث إل أنه روى عن الضعفاء و كان يقول
بالب و التشبيه ] ،ث قال العلمة اللي ف اللصة [ :أنا ف حديثه من التوقفي ] ،و كذلك ابن داود اللي
قال عنه ف رجاله [ :فيه طعن أوجب ذكره ف الضعفاء] ث يبدي المقان رأيه فيعترف أول قائل [ :قوله بالب
و التشبيه لو كان على حقيقته لوجب فسقه بل كفره! ]لكنه ياول عقب ذلك نفي هذه التهمة أو التخفيف
منها كما هو منهجه ف التساهل بشأن الرواة و توثيق الرجل بجة أن الصحاب القدماء رووا عنه إل...
) 2و هذا الح ق الشبّ ه الُف سّق ف اعتقاده الُتوقّ ف ع ند الحقق ي ف رواي ته روى عن شي خه مو سى بن
عمران النخعي الذي يبدو أنه نفس موسى النخعي الذي تعاون مع ذلك الكوف السدي ف صياغة الزيارة الامعة
الكبية الشحونة بالغلو و الب و التشبيه ،ليهديانا للشيعة ،هذا على الرغم من أن اسم موسى النخعي ل يذكر
صريا ف كتب الرجال بل ذكر ف سند الزيارة الامعة باسم موسى بن عبد ال ،لكن ف عيون أخبار الرضا ذكره
ف سند الزيارة بعي هذا السم فقال :حدثنا موسى بن عمران النخعي قال :قلت لعلي بن موسى بن جعفر :علمن
يا ابن رسول ال قول أقوله بليغا إذا زرت واحدا منكم ،...و من مشرب ممد بن جعفر يظهر أن موسى النخعي
الذي أتى بالزيارة الامعة هو نفس موسى النخعي الذي ف سند هذا الديث[ .]1و لعله وقع خطأ للنساخ ف
سند الزيارة الامعة فصحفوا موسى بن عمران إل موسى بن عبد ال نظرا لشدة التشابه بينهما ( خاصة ف الط
الكوف ) و على أي حال فقد روى موسى بن عمران أو موسى بن عبد ال حديث الباب عن عمه:
تحيص روايات النص على الئمة 120
) 3السي بن يزيد :و هو شخص متهم بالغلو ،و معلوم أن الغلة ،طبقا للحاديث الصحيحة الواردة عن أهل
البيت عليهم السلم ،أشد ضررا على السلم من اليهود و النصارى و الشركي ،قال المقان ف تنقيح القال (ج
/1ص [ :)349قال النجاشي :حسي بن يزيد بن ممد بن عبداللك النوفلي ..،و قال قوم من القميي أنه غل
ف آخر عمره و ال أعلم .و قد روى عن السن بن علي بن أب حزة ]
) 4أما السن بن علي بن أب حزة :فيجب النتباه أول إل أن جده ليس أبا حزة الثمال ،كما اشتبهت به
ب عض الن سخ ،بل هو أ بو حزة البطائ ن لن أ با حزة الثمال ل يس له ولد با سم علي و ل له حف يد با سم ال سن،
كمـا صـرح بذلك النجاشـي فـ ترجتـه فـ رجاله ( ص )89فقال [ :و أولده ( أي أبـو حزة الثمال ) نوح
و من صور و حزة قتلوا مع ز يد ] [ .]2أ ما صاحبنا ال سن بن علي بن أ ب حزة البطائ ن فقال ع نه الرحوم
الكشي في رجاله ك ما ين قل ذلك الردبيلي ف جا مع الرواة (ج /1ص )208و التفر شي ف ن قد الرجال (ص
[ :)92قال ممد بن مسعود :سألت علي بن السن بن فضال عن السن بن علي بن أب حزة البطائن فقال:
كذاب ملعون! ...و إ ن ل أ ستحل أن أروي ع نه حدي ثا واحدا ،ح كى ل أ بو ال سن ممدو يه بن ن صي عن
بعض أشياخه أنه قال السن بن علي بن أب حزة رجل سوء! ] ث يذكرا ِن قول ابن الغضائري عنه [ :أبو ممد
واقف بن واقفي ضعيف ف نفسه و أبوه أوثق منه و قال السن بن علي بن فضال :إن لستحي من ال أن
أروي عن السن بن علي ] .وقد روى الترجم له حديث الباب عن أبيه:
) 5علي بن أب حزة البطائن الذي تقدم أنه واقفي ،بل نقل النجاشي ف رجاله و العلمة اللي ف خلصته
قول ابن الغضائري فيه [ :علي بن أب حزة لعنه ال أصل الوقف وأشد اللق عداوة للول من بعد أب ابراهيم ]
أي بعد المام موسى الكاظم .هذا و قد أورد الكشي ف ذمه روايات كثية فمن شاء فليجع إليه ،منها ما روى
الكشي ف رجاله (ص )393من قصة حضور علي بن حزة هذا إل مضر المام الرضا عليه السلم الذي رغم أنه
أثبت له بالدلئل الواضحة أنه المام بعد أبيه الكاظم و أن أباه قد توف حقا ،ل يقبل منه و ل يعترف بإمامته! فأي
أح ق يك نه أن ي صدق أن م ثل هذا الش خص الذي عاش و مات واقف يا بل كان من شيوخ الواق فة ،كان يعرف
و يروي هذا الديث الذي يذكر فيه النب (صلى ا لعليه وآله و سلم) صراحة اسم المام الرضا واسم من بعده من
الئمة حت القائم و يؤكد أن [ من أنكر واحدا من حججي فقد جحد نعمت و صغّـر عظمـت وكفر بآيات
و كتب ،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرن! ]..و هو باق رغم ذلك على وقفه؟! حقا إننا لنتعجب من يصدق
مثل هذا الديث بذا السند ويستدل به على عقيدته و مذهبه!
أما من ناحية مت الديث:
تحيص روايات النص على الئمة 120
)1فأول قرينة على وضعه أنه يعل معرفة الئمة فقط شرط النجاة و نيل رحة ال و نعمه و رضوانه ،ف حي
أن النجاة ك ما أ كد القرآن الكر ي مرارا وك ما ورد ف ال سنة و أحاد يث الئ مة كثيا ل يك في لجل ها مرد
شفَعَ ذلك بالتقوى و العمل الصال.
العتقاد بل ل بد من أن يُ ْ
)2واضح من الملة الخية للحديث" :من أنكر واحدا منهم فقد أنكرن ،بم يسك السموات أن تقع على
الرض إل بإذنه ،و بم يفظ الرض أن تيد بأهلها!!" أن "السي بن يزيد" التهم بالغلو ،يقوم بدس و تزريق
عقيدته الغالية ،فيجعل وجود الئمة هو الافظ للسموات من أن تسقط على الرض ،و لسائل أن يسأله :و لاذا ل
ت سقط ال سموات على الرض ق بل خلق الئ مة عل يه ال سلم!! أ ما القرآن الكر ي فيقول ف يه عز و جل { :إن ال
يسـك السـماء أن تقـع علىالرض إل بإذنـه .إن ال بالناس لرؤوف رحيـم} الجـ ،65/أي الرأفـة و الرحةـ
اللـهية هي الت تفظ الجرام السماوية من السقوط على الرض قبل أن يلق أحد من الئمة و بعد خلقهم...
)3و ثالثا :قوله فقام جابر بن عبد ال فسأله ( صلى ا لعليه وآله )...:إل ،و لرجل أن يتساءل :ما القصة ف أن
الهتم بذا المر دائما هو جابر فقط؟! إن سياق الديث يظهر منه أن الرسول(صلى ا لعليه وآله ) ألقى الديث ف
ملس ،أفلم يكن ف الجلس غي جابر حت يقوم و يسأل ؟! هذا مع أن جابرا ينبغي أن يكون ف غن عن مثل هذا
السؤال لنه حسب رواية هؤلء الوضاعي قد شاهد اللوح الذي فيه أساء جيع الئمة عند فاطمة ؟! ث لاذا
ل ُيرْو ل نا هذا الد يث من ق بل أي صحاب آ خر غ ي جابر م ن كان حاضرا ف ذلك الجلس ؟ و من ه نا قال
سفيان الثوري أنم وضعوا على لسان جابر بن عبد ال ثلثي ألف حدي ثٍ ل يستحلّ جابر أن يروي منها حديثا
واحدا!! هذا مع أننا نوقن أن وضع هذا الديث ت بعد عهد جابر ،لكن يبدو أن الوضاع اللعون ل يكن يعرف
صحابيا أشهر وأفضل من جابر فكان يذكره ف آخر سلسلة سنده ليلقى حديثه القبول!
الد يث التا سع :حد يث آ خر ذكرت ف يه أ ساء الئ مة الث ن ع شر ب صراحة ،أخر جه الش يخ الطو سي ف
كتابه "الغيبة" فقال:
[ أخبنا جاعة عن أب عبد ال السي بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الوصلي العدل
عن علي بن السي عن أحد بن ممد بن الليل عن جعفر بن أحد الصري عن عمه السن بن علي عن أبيه
عن أب عبد ال جعفر بن ممد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات عن أبيه السي الزكي الشهيد عن أبيه أمي
الؤمني قال :قال رسول ال ف الليلة الت كانت فيها وفاته ،لعلي :يا أبا السن أحضر صحيفة و دواة فأملى
رسول ال و صيته حت انتهى إل هذا الوضع فقال يا علي :إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا
عشر مهديا (!) فأنت يا علي أول الثن عشر إمام ،ساك ال ف سائه عليا و الرتضى و أمي الؤمني و الصديق
تحيص روايات النص على الئمة 120
الكب و الفاروق العظم والأمون و الهدي فل تصلح هذه الساء لحد غيك ،يا علي أنت وصيي على أهل
بيت حيهم و ميتهم و على نسائي فمن ثبتّها لقتن غدا و من طلقتها فأنا بريء منها ل ترن و ل أرها ف عرصة
القيا مة و أ نت خليف ت على أم ت من بعدي فإذا حضر تك الوفاة ف سلمها إل اب ن ال سن الب الو صل فإذا
حضر ته الوفاة فلي سلمها إل اب ن ال سي الز كي الشه يد القتول ،فإذا حضر ته الوفاة فلي سلمها إل اب نه ز ين
العابديـن ذي الثفنات علي ،فإذا حضرتـه الوفاة فليسـلمها إل ابنـه ممـد الباقـر العلم ،فإذا حضرتـه الوفاة
فليسلمها إل ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إل ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها
إل ابنه ممد الثقة التقي و إذا حضرته الوفاة فليسلمها إل ابنه حسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إل
ابنه ممد الستحفظ من آل ممد فذلك اثنا عشر إماما ،ث يكون من بعده اثن عشر مهديا ،فإذا حضرته الوفاة
فلي سلمها إل أول القرب ي ،له ثل ثة أ سامي :ا سه كا سي و ا سم أبيه ا سم أ ب و هو ع بد ال و أح د و ال سم
الثان الهدي هو أول الؤمني ] [.]3
و فيما يلي دراسة سند الديث:
)1علي بن سنان الو صلي ،قال ع نه المقا ن ف تنق يح القال (ج /2ص [ :)291ل يس له ذ كر ف ك تب
الرجال] ،و قال عنه التستري ف قاموس الرجال[ :يستشم من وصفه بالعدل عاميته] يعن أنه يستشم من ذكر
الطو سي له بعبارة :عن علي بن سنان الو صلي العدل ،أ نه من أ هل ال سنة و ل يس من المام ية ،و هذا أي ضا من
الستغرب و غي العقول أن يروي عامي مالف لعقيدة المامية مثل هذا الديث و مع ذلك ل يقبله هو نفسه و ل
يصي إل القول بفاده!!
)2علي بن ال سي الذي يروي عن أح د بن م مد بن الل يل ،أي ضا ل ذ كر له ف ك تب الرجال و بالتال
فهو مهول.
][ )3أحد بن ممد بن الليل ،قال عنه النجاشي [ :أبو عبد ال الملي الطبي ضعيف جدا ل يُلَتفَت إليه
،]4و قال عنه الغضائري [ :أحد بن ممد الطبي أبو عبد ال الليلي كذاب وضاع للحديث فاسد ل يُلَتفَت
إل يه ][ ،]5و روى حدي ثه عن جع فر بن م مد الب صري و جع فر رواه عن ع مه ال سن بن علي بن أ ب حزة
(البطائن) الذي تقدم بيان حاله ف الديث السابق وأنه كذاب ملعون و أنه و أباه واقـفياّن متعصبان ف الوقف،
فدرجة هذا الديث و قيمته تظهر من رواته! فلحظ عزيزي القارئ أي نوع من الحاديث تلك الت يسوقونا
لثبات النص على الئمة ،أحاديث يرويها عدة ماهيل عن كذبة وضاعي عن واقفة!
الد يث العا شر :أورده العل مة الجل سي ف بار النوار (ج /4ص 54من طب عة تبيز الجر ية) وال سيد
هاشم بن سليمان البحران ف غاية الرام (الباب :62ص )60فقال:
[ قال ابن بابويه :حدثنا السن بن علي قال حدثنا هرون بن موسى قال أخبنا ممد بن السن الصفار
عن يعقوب بن يزيد عن ممد بن أب عمي عن هشام قال :كنت عند الصادق إذ دخل عليه معاوية بن وهب
و ع بد اللك بن أع ي فقال معاو ية بن و هب :يا ا بن ر سول ال! ما تقول ف ال ب الذي روي أن ر سول ال
( صلىالعليه وآله وسلم) رأى ر به ،على أي صورة رآه ؟ و عن الد يث الذي رووه أن الؤمن ي يرون رب م ف
النـة ،على أي صـورة يرونـه؟ فتبسـم ثـ قال :يـا معاويـة! مـا أقبـح الرجـل الذي يأتـ عليـه سـبعون سـنة
أو ثانون( ....إل أن قال) إن أف ضل الفرائض و أوجب ها على الن سان معر فة الرب و القرار له بالعبود ية...
(إل أن قال) وأد ن معر فة الر سول القرار بنبو ته ...وبعده ،معر فة المام ب عد ر سول ال علي بن أ ب طالب
و بعده السن و السي ث علي بن السي ث ممد بن علي ث أنا ث بعدي موسى ابن ث بعده علي وبعد علي
ممد ابنه و بعد ممد علي ابنه و بعده السن ابنه و الجة من ُولْـدِ السن .ث قال :يا معاوية! َج َعلْ تُ لك
ف هذا أصل فاعمل عليه]....
قلت :ف سند هذا الديث إشكال كبي ،فمحمد بن السن الصفار الذي يرويه بسنده عن ابن عمي عن
هشام الذي هو حتما هشام بن سال وليس هشام بن الكم ،لن ابن عمي ،كما يقول علماء الرجال ،كان على
خلف شديد مع هشام بن الكم و كان معرضا عنه ،فمثل يقول المقان ف تنقيح القال (ج /2ص [ :)93و من
العلوم رواية ابن عمي عن هشام بن سال] و مثله ف (ج /3ص ،)302ممد بن السن الصفار هذا يروي ف
كتابه بصائر الدرجات (ص )250فيقول [ :اليثم بن النهدي عن اساعيل بن سهيل ابن أب عمي عن هشام بن
و هنا الشكال :فلو أن هشام بن سال كان قد سع حقا من الصادق عليه السلم ذلك الديث و الذي قال
له ال صادق ف يه [ إن المام ب عد ر سول ال علي ....ث أ نا ث من بعدي مو سى...إل ] ف ما الذي دعاه إذن إل
تشم عناء السفر إل الدينة بثا عن المام الق بعد الصادق و أن يعتقد ف البداية بإمامة عبد ال ث لا يراه قد
عجز عن معر فة مسألة الزكاة يذ هب ل قب النب ( صلّىاللّه عل يه وآله وسلّم) و يسأله :إل الرجئة ؟ إل الزيدية ؟
إل ..؟؟!! إن م مد بن عمينف سه الذي يروي عن هشام بن سال حد يث الباب الذي ف يه ذ كر أ ساء الئ مة
الثن عشر كلهم ،هو نفسه الذي حسب رواية بصائر الدرجات يروي عن هشام بن سال هذا ،حديث حيته
ف معرفة المام بعد الصادق!! فأي الروايتي نصدق؟ أم أن كليهما كذب!
و ف آخر الديث قال [ :و الجة من وُلْـدِ السن ] و الولد بضم الواو :جع الوَلَدِ ،ما يعن أن أحد
أولد السن سيكون صاحب الزمان ،هذا مع أن أكثر فرق الشيعة ،و الت وصل عددها لمس عشرة فرقة بعد
وفاة المام السـن العسـكري ،كانـت تقول بأن العسـكري ل يلف ولدا أصـل ،فضل عـن أن يكون له عدة
أولد ؟؟
علوة على الحاديث الت ذكرت فيها أساء الئمة صراحة ،توجد ف كتب الشيعة أحاديث أخرى فيها
ال نص على الئ مة بن حو الكنا ية والشارة ،و أ هم هذا النوع من الحاد يث ما أورده الحدث الكلي ن ف كتا به
أصول الكاف :كتاب :الجة ،باب :ما جاء ف الثن عشر و النص عليهم عليهم السلم ،حيث أورد الكلين ف
هذا الباب عشرين حديثا ،اعتب "العلمة الجلسي" (رحة ال عليه) ف شرحه للكاف الذي ساه " مرآة العقول"
(ج /1ص 433ـ )439تسعة منها ضعيفة ،و ستة مهولة ،و حديثا واحدا متلفا فيه ،و حديثا مرفوعا و حديثا
حسنا و حديثي منها فقط صحيحي ،وأحد هذين الديثي الصحيحي ،بنظره ،هو الديث الذي رواه "أبو هشام
العفري" عن حضرة المام ممد التقي عليه السلم ،وهو حديث سيأت عن قريب بيان ضعفه و بطلنه [. ]11
و الثان هو هذا الديث نفسه لكن بسند آخر من رواته "أحد بن ممد بن خالد البقي" و هو راو ضعيف ،ل
ندري كيف اعتبه العلمة الجلسي صحيحا! [. ]12
لكن العجيب أنه علوة على ضعف سند هذه الحاديث ،فإن متنها واضح البطلن ،لن سبعة منها و هي
الحاديث 6 :و 7و 8و 9و 14و 17و ،18يعل عدد الئمة ثلثة عشر! ،فالديث السادس الذي يرويه
أبو حزة الثمال عن المام زين العابدين يقول [:إن ال خلق ممدا و عليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته،
فأقامهم أشباحا ف ضياء نوره يعبدونه قبل خلق اللق ،يسبحون ال و يقدسونه و هم الئمة من وُْلدِ رسول
ال (صلى ا لعليه وآله )] .فكيف يكون الئمة من وُلْدِ رسول ال ،و عليّ ليس من وُلْدِه ؟
و كذلك ف الد يث ال سابع يقول المام البا قر عل يه ال سلم ..[ :الث ن ع شر إمام من آل م مد كل هم
حدّث من وُْلدِ ر سول ال .] ...و ف الد يث الثا من يقول حضرة أم ي الؤمني عل يه ال سلم [ :إن لذه ال مة
مُ َ
اثن عشر إمام هدى من ذرية نبيها ،]...و ف الديث التاسع يقول حضرة المام ممد الباقر عليه السلم ،ناقل
عن جابر بن عبد ال النصاري قوله [ :دخلت على فاطمة و بي يديها لوح لا فيه أساء الوصياء من ولدها
تحيص روايات النص على الئمة 120
فعددت اثنا عشر آخرهم القائم ثلثة منهم ممد وثلثة منهم علي [ ،] ]13و ف الديث السابع عشر يقول
رسول ال (صلى العليه وآله ) لمي الؤمني [ :إن و اثن عشر من ولدي و أنت يا علي زرّ الرض يعن أوتادها
و جبالا ،] ...و ف الديث الثامن عشر يقول المام الباقر [ :قال رسول ال :من ولدي اثن عشر نقيبا نباء
مدثون.]...
فهذه الحاديث تثبت أن من ذرية الرسول ( صلى ا لعليه وآله ) سيكون اثنا عشر إماما ،وبالتال فمع المام
علي الذي هو أول الئمة و ليس من ذريته (صلى ا لعليه وآله ) ـ سيكون مموع عدد الئمة ثلثة عشر إماما!!
و يبدو أن الراوي الوضاع الكاذب نسي أن عليا عليه السلم ليس من ذرية الرسول (صلى ا لعليه وآله ) ول يتوقع أن
يقع حديثه ،فيما بعد ،بيد من يفرق بي عدد الثن عشر و الثلثة عشر!!
و هكذا رأي نا من خلل تح يص أ سانيد ج يع أحاد يث ال نص على الئ مة هذه و تل يل متون ا ،أن ا جي عا
أحاديـث موضوعـة مكذوبـة ل تصـدر قطعـا عـن النـب (صـلىال عليـه وآله وسـلم) أو آله الكرام .و نتجـه الن
نو تاريخ الئمة أنفسهم لنر هل تتطابق سيهم و أقوالم مع وجود مثل أحاديث النص هذه أم ل ؟
[ ]1رجال الكشي ،ص ( 164طبعة النجف) .أو اختيار معرفة الرجال ،طبعة مشهد :ص ، 187الحديث . 329
[ ]2أبمو هاشمم الرمانمي الواسمطي اسممه يحيمى توفمي سمنة 122و قيمل ،145و أمما قاسمم بمن كثيمر فكنيتمه أبمو هاشمم ونسمبته
الخارفي الهمداني بياع السابري روى عنه سفيان الثوري ،لهما ترجمة في التهذيب و هما ثقتان (مت )
[]3تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي ( و هو من أعلم الغيبة الصغرى و معاصر للمحدث الكليني و الحافظ ابن عقدة ،قيل أنه
كان زيديا ) ص ( 475 474من الطبعة التي حققها محمد كاظم ،طبع طهران 1410،هم ( .) 1990 /مت)
[ ]4كان علي من الناصحين للخليفتين ابي بكر و عمر و كانا يعملن بمشورته ،فمن ذلك أخذ أبي بكر برأي علي في موضوع
مبدأ التأريخ السلمي بهجرة النبي (ص) ،كماأن عمر عمل بنصح و مشورة علي له في موضوع شخوصه لحرب الفرس و حرب
الروم (انظمر نهمج البلغمة ،الخطبتيمن ، 134 :و .)146و لو رجعنما إلى كتاب مسمند زيمد بمن علي عليهمما السملم لوجدنما عددا ممن
الروايات يقر فيها الخليفة الثاني بأن عليا أعلم منه و يرجع إليه في حل كثير من المور ،بل يحتاط في الجابة على سؤال رغم
أنه سمع جواب مثله من النبي (ص) بنفسه و لكنه مع ذلك يعهد بالجابة عن السؤال إلى علي (ع)( .انظر مثل الحديث السادس
في باب الحيض و الستحاضة ،من كتاب الطهارة ،و الحديث الثالث في باب جزاء الصيد من كتاب الحج) (برقعي)
[ ]5لم يكمن الئممة الربعمة أيضما راضون عمن خلفاء عصمرهم ممن بنمي العباس ،فأحممد بمن حنبمل أمضمى سمنوات طويلة فمي
سمجونهم ممع ضربمه بالسمياط لحمد فقدان الوعمي بسمبب رأي كلممي اختلف فيمه ممع المأمون .و مالك اعتقمل بسمبب تأييده لثورة
العلويين بقيادة النفس الزكية و إفتائه بجواز نقض البيعة التي تؤخذ بالكراه ،و قد ضرب يالسياط حتى خلعت كتفه!! ،كما روى
عمن المام الصمادق (ع) فمي كتابمه الموطمأ .و كذلك "الشافعمي" رغمم أنمه كان قرشيما ،إلأنمه كان محبما و مؤيدا لل علي (ع) حتمى
اتهم بالتعاون معهم في اليمن و اعتقل لجل ذلك .و أشعاره في حب علي و آل النبي مشهورة يعرفها العام و الخاص .أما تأييد
المام أبمي حنيفمة لثورات العلوييمن فمي عصمره ،و الذي يدل على أنمه كان يراهمم أولى الممة بالخلفمة ولم يكمن يرى مشروعيمة
خلفة الخلفاء في عصره ،فأشهر من أن يذكر ،مما حدى ببعض المؤرخين أن يعتبره شيعيا في ولئه السياسي ،و قد سجن أبو
حنيفمة ،بسمبب أرائه تلك ،عدة مرات ،فمي زممن المنصمور الدوانيقمي و رفمض أن يسمتلم أي منصمب ممن المناصمب التمي عرضمت
عليه في عهده حتى توفي آخر المر و هو في سجن المنصور( .برقعي)
[ ]6تعتمد المذاهب السنية الربعة قاعدتي التعصيب و العول في الرث ،أما التعصيب فهو أن يُعْط َى ما يتبقى من التركة ،بعد
أن يأخمذ كمل ذي فرض فرضمه ،لّوْلى عصمبة ذكمر ،و همم البناء ثمم الباء ثمم الخوة ثمم أبناءهمم ثمم العمام ثبم أولد العبم ،و
العباسميون وافقهمم هذا الرأي حيمث أنمه لمما لم يكمن لرسمول الله (ص) أبناء ( ذكور ) و ل آباء أو إخوة ،كان ورثتمه و عصمبته همم
أعماممه ( العباس ) و أبناء عممه ( العباسميون )! أمما فمي الفقمه الجعفري فل تعصميب أصمل بمل يأخمذ أصمحاب الفروض ممن الطبقمة
الواحدة فقط كل التركة و لو كانت بنتا واحدة فقط ،فرضا ً ثم ردَّاً( .مت)
[]1هذا أيضا من علمات الكذب في هذا الحديمث إذ أن معرفة أسماء الئمة الذين اختار هم الله وفرض طاعتهم على العالمين
والتي ل نجاة لمسمملم إل بها حسمب قول المامية أمٌر ينبغي أن يُعلن و يُنشمممممر ل أن يُخفى و يُسمتتر عند فرد! (مت)
[]2أول ما يتوجه من إشكال على صحة الحديث و أمثاله أنه من المتواتر أن عددا من الئمة عليهم السلم لم يكونوا عالمين
فمي بدايمة الممر إلى ممن سمتؤول الماممة ممن بعدهمم ،فالصمادق (ع) أعلن فمي البدايمة أن ابنمه الكمبر "إسمماعيل " همو المام ممن
عدم إعلن الئمة الثن عشر للنص يكذب وجود أحاديث النص
سبق و بينا أنه ف كل تاريخ السلم بعد وفاة رسول ال (صلى العليه وآله ) ل يدع أي أحد من الئمة الثن
ع شر ،أمام الناس و على رؤوس الشهاد ،أ نه إمام حا كم من صوص عل يه من جا نب ال تعال ب نص من الر سول
ل كن واض عي أحاد يث ال نص أبوا إل أن يضعوا حدي ثا ،ف يه ال نص على الئ مة الث ن ع شر واحدا واحدا ،على
لسان أب حزة و ابنه و هو الديث الثامن من الحاديث الت ناقشناها و الروي ف الصل عن أب حزة البطائن
اللعون ولكن نسبه بعضهم زورا إل أب حزة الثمال ،ما سبق و بينا خطأه.
ـ "أ بو جع فر م مد بن علي الحول" العروف بؤ من
)2و منهـم أيض ا
الطاق ،أما مالفوه فيسمونه :شيطان الطاق! و الذي نقلت عنه مباحثات ومناظرات مع المام أب حنيفة ،و الذي
كان من الصحاب الاصي القربي لضرة زين العابدين و للمام الباقر و المام الصادق و المام الكاظم ،و جيع
الرجالي ي يذكرو نه بال ي و الثناء ،و هو الذي نقل نا في ما سبق مباحث ته مع المام ز يد بن علي بن ال سي حول
الما مة بال نص و أ نه كان يعتقد ،خل فا لزيد ،بأن المام هو الذي ي نص ال تعال عل يه و أن هناك أئ مة من صوص
عليهم من قبل ال تعال ،هذا الشخص مع كل فضيلته و مبته لهل بيت النبوة ،ل يكن يعلم من هو المام بعد
المام ال صادق! ك ما ف رجال الك شي (ص )239و خرائج الراوندي (ص )203و إثبات الو صية للم سعودي
(ص )191و بصائر الدرجات للحسن بن صفار و الكاف للكلين [ :عن هشام بن سال قال :كنا بالدينة بعد
وفاة أب عبد ال عليه السلم أنا و صاحب الطاق و الناس متمعون على عبد ال بن جعفر أنه صاحب المر
بعد أبيه ،فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس عنده و ذلك أنم رووا عن أب عبد ال عليه السلم أنه قال:
إن المر ف الكبي ما ل تكن به عاهة ،فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه ،فسألناه عن الزكاة ف كم
[ ت ب ؟ فقال :ف مائت ي خ سة ،فقل نا :ف في مائة ؟ فقال :درهان و ن صف! فقل نا :و ال ما تقول الرجئة هذا
.]3قال :فرفـع يديـه إل السـماء و قال :و ال مـا أدري مـا تقول الرجئة! قال :فخرجنـا مـن عنده ضلل ل
ندري أ ين نتوجه أنا و أبو جعفر الحول .فقعدنا ف بعض أزقة الدي نة باك ي حيارى ل ندري إل أ ين نتوجه
]11
[ ]1أكد أمير المؤمنين علي عليه السلم نفسه ،أكثر من مرة ،أن الشورى حق المهاجرين و النصار ،من ذلك ما جاء في أحد
رسائله لمعاوية (كما أوردها عنه الشريف الرضي في نهج البلغة ،الرسالة رقم ، 6و رواها أيضا نصر بن مزاحم المنقري في
كتابه "صفين" ص )29أنه عليه السلم قال (( :إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه .فلم
يكممن للشاهممد أن يختار و ل للغائب أن يرد ،و إنمببا الشورى للمهاجريببن النصببار فإن اجتمعوا على رجببل و سببموه
َ
ى )) .قلت :و كلم أميمر المؤمنيمن هذا تؤيده اليمة القرآنيمة الكريممة { :و السبابقون الولون ه رض ً إمامبا كان ذلك ل ِببل ّب ِ
مبن المهاجريبن و النصبار و الذيبن اتبعوهبم بإحسبان رضبي الله عنهبم و رضوا عنبه و أعبد لهبم جنات تجري
تحنهببا النهار خالديببن فيهببا أبدا ذلك الفوز العظيببم} التوبممة ،101 /و قممد وصممف الله تعالى أولمممئك السممابقين مممن
المهاجريمن و النصمار بأنهمم { :و أمرهبم شورى بينهبم} الشورى ،38/فإذا جلس مجموعمة ممن الجنتييمن ليتشاوروا فمي أممر
ى ل ِملَّمه ؟؟
المارة واختاروا أميرا عليهم أفلن يكون ذلك حتما رض ً
و علوة على ذلك فإن عليا عليه السلم كان يقول (( :و الله ما كانت لي في الخلفة رغبة و ل في الولية إربة،
و لكنكم دعوتموني إليها و حملتموني عليها )) (نهج البلغة /الخطبة رقم .)196فهل يعقل أن يكون عليا قد أمر من
ي رغبة بتنفيذ قبل الله تعالى بتولي منصب الخلفة ،ثم يقول مقسما بالله أنه ليس له رغبة بالخلفة و ل إربة بها ؟! أليس لعل ٍ ّ
أممر الله ؟! همل يصمح القول مثل أن رسمول الله (صملىالله عليمه وآله وسملم) لم يكمن له رغبمة و ل إربمة بالنبوة بعمد أن حمله الله
تعالى أمانتها ؟؟ و العياذ بالله.
لو كان علي منصوبا حقا من قبل الله تعالى لمنصب الخلفة والمارة فلماذا قال عندما هجم الناس على بيته ليبايعوه (( :
فأقبلتببم إلي إقبال العوذ المطافيببل على أولدهببا ،تقولون :البيعببة البيعببة! قبضببت كفببي فبسببطتموها ،و
نازعتكبم يدي فجاذبتموهبا )) ( نهمج البلغمة /الخطبمة 137و ،)229فمي حيمن أنمه لو كانمت خلفتمه عليمه السملم أمرا إلممهميا،
لوجب عندما وجد المقتضي لستلمها و انتفى المانع و عاد الحق لصاحبه ،لوجب على القل أل يمتنع عنها و يظهر عدم ميله لها،
هذا إن لم يجب عليه السمراع لخذهما و القيام بأعبائهما .ل أن يقول كما روي عنمه فمي النهمج (( دعوني و التمسوا غيري!
أ نا لكم وزيرا خيرا لكم م ني أميرا ،و إن تركتمو ني فأنا كأحدكم و أ سمعكم و أطوعكم )) (نهمج البلغة /الخطبة
.)91
صب فعل ممن قبمل الله عمز و جمل لممر الخلفمة ،فلماذا عوضما عمن تحذيره الناس صمبحا و مسماء و لو أن عليما عليمه السملم ن ُم ِّ
من مغبمة مخالفتهم لمر الله تعالى وتذكيرهم صبحا و مساء بخلفته اللمهية ،و سعيه بكل جهده لحراز الخلفة التي أمره الله
بالقيام بأعبائها ،و زجره الخلفاء الذين سبقوه عن غصبهم خلفته ،وإعلنه للجميع بأن خلفتهم غير مشروعة و محرمة ،أو على
أقل تقدير يمتنع عن تأييدها و يسكت عن مدحها ،لماذا نجده عليه السلم بشهادة آثار قدماء المامية يثني على الخلفاء الذين
سمبقوه و يمتدح خلفتهمم فيقول عمن أبمي بكمر مثل (( :فتولى أببو بكبر فقارب و اقببتبصد)) [كشمف المحجمة لثمرة المهجمة،
سميد ابمن طاووس ،طبمع النجمف1370 ،همم ،ص ،]177و يقول عمن عممر مثل(( :تولى عمبر المبر فكان مرضبي السبيرة
ميمون النقيبببة)) [الغارات ،أبمو اسمحمق الثقفمي ،ج /1ص ]307و يقول عنهمما كليهمما فمي مقام آخمر(( :أحسبنا السبيرة و
عدل فبي المبة)) [كتاب وقعمة صمفين ،ص ، ]201و لماذا رضمي أن يصماهره عممر فمي ابنتمه أم كلثوم [ انظمر منتهمى المال،
للشيخ عباس القمي ،ص ،186و وسائل الشيعة :كتاب الميراث ،ج /17ص ،]594و كان يقتدي بالشيخين في الصلة [وسائل
الشيعة :كتاب الصلة ،ج /5ص ]383و سمى ثلثة من أولده بأسماء الخلفاء أبي بكر وعمر و عثمان [الرشاد للشيخ المفيد،
دار المفيد للطباعة ،ج /1ص 354و منتهى المال ،ص 188و . ]382
أفتراه فعمل ذلك و همو عليمه السملم إمام المتقيمن و أسموة المؤمنيمن لكمي يفضمح الغاصمبين و يعرف الممة أكثمر بأصمول و
أحكام الشريعة خاصة أصل المامة المنصوص عليها ،و يتم الحجة عليهم في ذلك ؟! نترك الجابة على ذلك لكل ذي إنصاف.
()x
[ ]2مروج الذهمب :للمسمعودي :ج / 2ص ،425و تاريمخ الممم و الملوك :للطمبري :ج / 5ص 146مم ،147و البدايمة و النهايمة:
لبن كثير :ج / 7ص . 327
[ ]3مروج الذهب :ج /2ص ،425و البداية و النهاية :ج /7ص 323إلى 324من عدة طرق( .مت)
ث ذكرا سائر أقوال الفرق ف المامة ما ل نتاج لذكره هنا لن قصدنا هو ذكر انقسامات الشيعة و فرقهم
و شرح اختلفاتم ف المامة لذا نتجه لذكر ما قاله ف هذا الجال مع رعاية الختصار ،قال:
[ فجميع أصول الفرق كلها الامعة لا أربعة فرق :الشيعة و الرجئة والعتزلة و الوارج.
تلك كانت أهم فرق الشيعة نقلناها حرفيا ما أروده اثنان من كبار مدثي و علماء المامية الوثوقي القدماء
الذين عا صرا عديدا من هذه الفرق أو كانا قر يب العهد با ،فالشعري القمي تو ف سنة 301ه ـ وأدرك اثني
أو ثلث من الئمة الثن عشر ،و كذلك النوبت التوف فيما بي 300و 310هـ..
فلو كان لتلك الحاديث النبوية الدعاة ،الت فيها النص ،بتلك الصراحة والوضوح ،على أساء الئمة الثن
عشر ،حقيق ٌة و واق ٌع ؛ فهل كان من المكن أن تنشأ كل تلك الفرق التعددة و النحل الختلفة ف أوساط الشيعة
أنفسهم و بي مب أهل البيت بل فيما بي أتباع الئمة الخلصي وتلميذهم الوفياء أنفسهم ؟! و لوكان هناك
حقا نص من الرسول (صلىال عليه وآله) على أئمة معيني بأشخاصهم أفلم يكن من الواجب عليه (صلىال عليه
وآله) أن يبلغ ذلك المر لميع المة بيث يرفع العذر و ينتشر الب ول تبقى أي شبهة ف المر ،حت ل تنشأ كل
هذه الفرق الختلفة حول قض ية الما مة ؟ إن وجود كل هذه الفرق والختلفات حول من هو المام ل كب دل يل
على أنه ل يكن هناك شيء اسه أئمة منصوص عليهم و معيني من قبل ال تعال ورسوله (صلىال عليه وآله)
[ ]1المقالت و الفرق لسعد بن عبد الله الشعري :ص 2إلى ،9و فرق الشيعة للنوبختي :ص 1إلى ( .11مت)
[ ]2هذه العناوين بين القوسين ليس لمؤلفي كتب الفرق بل من عندنا لغرض التوضيح.
[ ]3المقالت و الفرق :ص 15إلى .27و فرق الشيعة :ص 17إلى (.27مت)
[ ]4المقالت و الفرق :ص 27إلى ( .57مت)
[ ]1علوة على "عممر بمن رياح" فإن سمائر أصمحاب الشممة مثمل :محممد بمن سمالم و منصمور بمن حازم ،و زياد بمن أبمي عمبيدة ،و
زرارة بمن أعيمن ،و نصمر الخثعممي و ...واجمه مثمل هذه المشكلة و سمألوا عنهما المام الباقمر و المام الصمادق عليهمما السملم
فسمعوا منهما أجوبة مختلفة !( .انظر "أصول الكافي" ج :1باب "اختلف الحديث" الحاديث من 1إلى ( .)9برقعي).
[ ]2يجدر النتباه إلى أن الئمة عليهم السلم نهوا ،بالتفاق ،المسلمين عن قبول الخبار التي ل تتفق مع القرآن .كما أنه من
المعلوم أن كثيرا مممن الخبار و الروايات المنقولة عمن أئمممة آل النممبي (ص) مكذوبمة عليهممم و لم يقولوهما أصمل ،بمل كان الغلة
يضعون على ألسنتهم ما يهوونه من آراء ،كما أنه في الطرف المقابل كثيرا ما كان أولمئك الغلة ينسبون كلم المام للتقية إذا
قال ما ل يعجبهم و ل يتفق مع أهوائهم !! ()x
كتب اللغة
.1التحقيق ف كلمات القرآن الكري :حسن الصطفوي ،بنكاه ترجة و نشر كتاب ،طهران (الطبعة الول).
.2لسان العرب :العلمة ابن منظور الفريقي.