You are on page 1of 112

‫المركز اللبناني للدراسات والبحوث‬

‫دراسة التنظيمات والجمعّيات السياسّية‬


‫في البحرين‬
‫ضمن مشروع دراسة الحزاب في البلدان العربّية‬

‫مايو ‪2007‬‬

‫إعداد‬
‫عباس ميرزا المرشد‬ ‫عبد الهادي الخواجة‬

‫‪2007‬م‬

‫‪1‬‬
‫فهرست المحتويات‬

‫‪2‬‬
‫القسم الّول ‪ -‬الطار التنظيمي السياسي‬
‫الطار التنظيمي السياسي‬

‫إعداد‬

‫عباس ميرزا المرشد‬

‫‪3‬‬
‫المحتويات ‪:‬‬

‫المقّدمة‬
‫أّول ‪ :‬استعراض الدراسات المعنّية‬
‫ثانيًا ‪ :‬تاريخ التشكيلت السياسّية‬
‫ثالثًا ‪ :‬الجمعيات السياسّية وفارق الحزب‬
‫رابعًا ‪ :‬الترسيمة الطائفّية واليديولوجّية‬
‫ي للجمعيات السياسّية‬
‫خامسًا ‪ :‬التوزيع الكم ّ‬
‫سادسًا ‪ :‬مصادر التمويل عند الجمعيات السياسّية‬
‫سابعًا ‪ :‬الجمعيات السياسّية ومؤسسات المجتمع المحلي والمدني‬
‫ثامنًا ‪ :‬الهياكل الدارية والمسألة الديمقراطّية‬
‫تاسعًا ‪ :‬التمثيل البرلماني للجمعيات السياسّية‬
‫عاشرًا ‪ :‬العلقة مع السلطة ‪ :‬الموالة والمعارضة‬

‫‪4‬‬
‫المقّدمة‬
‫يشترك المجتمع البحريني مع المجتمعات العربّية الخرى في الكثير من السمات مثل‬
‫غياب الديمقراطية الحقيقة وغلبة القشرة الديمقراطّية على كثير من مفاصله السياسّية‪ ،‬كما‬
‫يشترك معها في السمات العامة للحركات السياسية لكونها ‪ -‬وإلى فترة قصيرة جدًا ‪-‬كانت‬
‫تعمل معًا وتحت نفس الطر التنظيمية مستفيدة من الدعم المعنوي والمادي الذي توفره‬
‫الحزاب أو الحركات الّم‪ .‬خصوصّية المجتمع البحريني إذن ل تكمن في فردانيته السياسية‬
‫بل يمكن البحث عنها في اختلف طرق التفاعل مع معطيات السمات العاّمة التي تميز‬
‫المجتمعات العربية وقدرتها على إنتاج مفاهيم ولو لم تكن مؤصلة بعد معرفّيا في التعاطي‬
‫مع المسألة الديمقراطية‪ ،‬والنموذج الفعلي الذي تتحرك عليه السياسة المحلية ‪.‬‬
‫ولعل الفكرة الساسية التي تعمل من خللها السياسة في البحرين هي التباين الشاسع‬
‫بين القوى السياسية الفاعلة وبين الحكومة كنظام يمثل الدولة‪ .‬فالمجتمع البحريني في شبكاته‬
‫الداخلية مجتمع تعددي يكاد يقترب من الصيغة التنافسية بين أطرافه السياسية والجتماعية‪،‬‬
‫في حين تصب سياسيات الحكومة ناحية المجتمع الحادي وفي أكثر الحالت تقدما‪ ،‬فهي‬
‫ترغب فيها كمجتمع فسيفسائي يعمل بآليات تشطير عمودّية‪ ،‬لذا فالحكومة ما زالت تبحث‬
‫عن مخرجات سياسية وتنازلت ديمقراطية تعفيها من انتهاج تقسيم اجتماعي أفقي يلغي‬
‫التقسيمات العصبوية التقليدية العمودية ) الطائفة‪ ،‬العرق‪ ،‬الدين‪ ،‬القبيلة‪ ،‬العائلة(‪.‬‬
‫ولكي نقترب أكثر فطوال أكثر من نصف قرن من الكدح السياسي لم توفق القوى‬
‫السياسية الناشطة والمعارضة إلى تحقيق الحد الدنى من طموحها السياسي وظلت تلح‬
‫بإصرار عفوي تارة ومنظم تارة أخرى على ضرورة الوصول إلى نقاط توافقية يمكن من‬
‫خللها تقريب المسافة بين الدولة والمجتمع ‪ .‬ولما كانت الدولة أقوى من المجتمع وأكثر ثباتا‬
‫في مواقفها لم يكن أمام المجتمع بكافة مكوناته سوى القدام على تقديم تنازلت ملموسة‬
‫تخفف من طموحه وتخفض من سقف المطالب السياسية‪ .‬وأمام هذا الوضع فمن الطبيعي أن‬
‫يكون هناك بعض من التعويض أو إنشاء )المخزن( الذي لن يكون سياسيا بل مخزنا للقيم‬
‫السياسية العليا كالحرية والعدالة كشعارات تجتمع عليها القوى السياسية ضد الدولة‪.‬‬
‫ن أدبيات القوى السياسّية تعج بالمفاهيم الكبرى والمفاتيح القيمية العليا‬
‫من هنا سنجد أ ّ‬
‫حتى غدت المرجعية القيمية مصدرًا أساسيا لتوجيه السلوك السياسي‪ ،‬وقناة توجه من خللها‬
‫النتقادات السياسية‪ .‬إن القيم السياسية والجتماعية بفعل هذا التراكم والنتقال من المجتمع‬
‫التقليدي إلى مجتمع أشبه بالمجتمع الحديث أخذت تمل أغلب الفضاءات وباتت تلعب دورا‬
‫أساسيا في صياغة آليات الضبط الجتماعي‪ ،‬وتتمتع بقابلية مرنة لتوظيفها من قبل الفراد‬
‫ل حسب مصالحه واتجاهات‪.‬‬ ‫والجماعات المختلفة ك ّ‬
‫سنحاول هنا استعراض مسار التنظيمات والشبكات السياسية التي عملت قرابة قرن من‬
‫الزمن بغية القتراب أكثر من واقع عملها وتقديم أرضية معرفية يمكن اختبار كثير من‬
‫الفرضيات السياسية عليها في مرحلة لحقة‪ .‬وذلك من خلل رصد الطار القانوني‬

‫‪5‬‬
‫والسياسي الذي اشتغلت فيه التنظيمات السياسية وفي القسم الثاني دراسة تلك التنظيمات كما‬
‫هي متشكلة على أرض الواقع‪ .‬و في محاولة رصد التجربة الحزبية في البحرين تّم الستعانة‬
‫بعدة مداخل متقاربة هي ‪:‬‬
‫أّول ‪ :‬المدخل التاريخي لرصد تطّور التجربة الحزبية في البحرين‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الركون إلى التحليل الجتماعي أو علم اجتماع الحزاب‪ ،‬وذلك من خلل تحليل البيئة‬
‫المجتمعية التي نشأت فيها الحزاب وتطّورت‪ ،‬وانعكاسات هذه البيئة سواء على‬
‫النشأة أو على التطّور‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬القيام بعملية تحليل أنطولوجي لبنية الحزب السياسي في البحرين من خلل القيام‬
‫بفحص المكونات الوجودية للحزب ذاته سواء هيكله التنظيمي أو بنيته الفكرية أو‬
‫منطلقاته الجتماعية والقوى التي دفعت إلى نشأته‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬إجراء تحليل ابستمولوجي لتحديد‪ ،‬هل أن الحزب السياسي في البحرين هو حقا حزب‬
‫بالمعنى السياسي المتعارف عليه للحزب؟ وهل ما يطلق عليه في النظام السياسي‬
‫البحريني جمعيات سياسية هي أحزابا حقيقة‪ ،‬أم أّنها أشياء أخرى ومؤسسات أو‬
‫منظمات أو ظواهر تختلف كثيرًا عن الحزب؟ وهل ما نعرفه عن الجمعيات السياسية‬
‫يمكننا من التعامل معها على أّنها كذلك؟‬
‫خامسًا‪ :‬دراسة الشكاليات الحقيقية الكامنة خلف الظاهرة الحزبية البحرينية والتي تجعلها‬
‫ظاهرة مشوهة أو ظاهرة زائفة يصعب على الباحث التعامل معها كأحزاب‪ ،‬كما‬
‫ل تلك القترابات لتقديم رؤية‬‫يصعب عليه كذلك العكس‪ .‬وأخيرًا يتم توظيف ك ّ‬
‫مستقبلية للظاهرة الحزبية في البحرين في ضوء معطيات الواقع السياسي واحتمالته‬
‫المستقبلبية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أّول ‪ -‬استعراض الدراسات المعنية‬
‫رغم شّدة وقّوة الحراك السياسي في البحرين وتميزه عن باقي دول منطقة الخليج‬
‫ن الدراسات الميدانّية والبحوث الكاديمّية ما زالت ل تغطي الحيز الكبير من‬‫لأّ‬‫العربي إ ّ‬
‫الحقل السياسي‪ ،‬فهناك نقص واضح في البحوث الجادة والدراسات الشارحة للحركة‬
‫السياسّية في البحرين ونقص في الدبّيات السياسّية التي تعالج مسألة التنظيمات السياسّية في‬
‫البحرين‪.‬‬
‫ويمكنننا تصنيف الدراسات التي تعرضت إلى تاريخ الحركة السياسّية في البحرين‬
‫إلى عدة أصناف هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المراجع العاّمة‬
‫تشمل الكتب التي اهتمت بتاريخ البحرين السياسي والجتماعي في الفترات القديمة‬
‫والقسم الّول من التاريخ الحديث المعاصر‪ ،‬وقد اعتمدت هذه المراجع على الوثائق‬
‫البريطانّية ووثائق شركة الهند الشرقّية بالساس ومن أهّم تلك المراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬تاريخ البحرين السياسي ‪ ،1870-1783‬فائق أحمد طهبوب‪ ،‬ط ‪ ،1‬الكويت‪ :‬ذات‬
‫السلسل‪.1983 ،‬‬
‫‪ -2‬مذكرات بلجريف‪ ،‬السير تشازلز بلجريف‪ ،‬ترجمة عبدال مهدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬البحرين ‪ :‬مكتبة‬
‫الريف الثقافية‪.1991 ،‬‬
‫‪ -3‬دليل الخليج‪ ،(Lorimmar's Gazetteer Of The Gulf) ،‬ج‪ .‬لوريمر‪ ،‬ترجمة‬
‫مكتب الترجمة بديوان حاكم قطر‪ ،‬دار العروبة‪.1967 ،‬‬
‫صة‬
‫ب ‪ -‬دراسات خا ّ‬
‫صدرت مؤخرًا عّدة دراسات أخذت على عاتقها مهّمة تدوين الرشيف السياسي‬
‫ص بالتنظيمات السياسّية ومن أبرز تلك الدراسات ‪:‬‬
‫الخا ّ‬
‫‪ -1‬التنظيمات اليسارّية في الخليج العربي‪ ،‬وهي دراسة نشرها الستاذ عبد النبي العكري‬
‫صة بالتنظيمات اليسارية في منطقة الخليج منذ بداية‬
‫حاول فيها جمع المادة الرشيفّية الخا ّ‬
‫تشكليها‪.‬‬
‫‪ -2‬الحركات والجماعات السياسّية في البحرين‪ ،‬دراسة نشرها الباحث الكويتي الدكتور‬
‫فلح مديرس حاول فيها متابعة الدور السياسي والجتماعي للجماعات والحركات‬
‫السياسّية من خلل توجهات الفكر القومي والماركسي والديني متعمدًا منهج البحث‬
‫التاريخي لتحليل هذه التجاهات ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ج – دراسات أخرى‬
‫بجانب هاتين الدراستين يمكن للباحث الوقوف على دراسات أخرى أقدم زمنا عالجت‬
‫الحراك السياسي وتعرضت لمسار الحركة السياسية ومن أهم تلك الدراسات ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحركة الوطنّية في البحرين ‪ ،1971 -1914‬إبراهيم العبيدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بغداد ‪ :‬مطبعة‬
‫الندلس‪.1979 ،‬‬
‫‪ -2‬القبيلة والدولة في البحرين تطّور نظام السلطة وممارستها‪ ،‬فؤاد إسحاق الخوري‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬بيروت ‪ :‬معهد النماء العربي‪.1983 ،‬‬
‫‪ -3‬قضايا النضال الوطني والديمقراطي في البحرين ‪ ،1981 -1920‬حسين موسى‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫قبرص ‪ :‬الحقيقة برس‪.1987 ،‬‬
‫‪ -4‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬منيرة فخرو‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة ‪ :‬مركز‬
‫ابن خلدون للدراسات النمائية‪.1995 ،‬‬
‫‪ -5‬البحرين ‪ : 1971 -1920‬قراءة في الوثائق البريطانية‪ ،‬سعيد الشهابي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت ‪:‬‬
‫دار الكنوز الدبية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -6‬التيارات الفكرّية في الخليج العربي‪ ،‬مفيد الزيدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -7‬بناء الدولة في البحرين المهّمة غير المنجزة‪ ،‬عبد الهادي خلف‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكنوز‬
‫الدبّية ‪.2000 ،‬‬
‫د ‪ -‬نشرات التنظيمات السياسّية‬
‫بعد ميثاق العمل الوطني ‪2001‬م والسماح للتنظيمات السياسّية بالشهار عن نفسها‬
‫حاولت العديد من نشرات تلك التنظيمات كتابة التاريخ النضالي لشخصياتها ولتنظيماتها‪.‬‬
‫وأصبح بمقدور الباحث أن يرجع إلى أحاديث تلك الذكريات كشواهد لمرحلة مهّمة جدًا في‬
‫تاريخ الحركات السياسية ومن أهّم النشرات التي سردت بعضا من التاريخ السياسي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مجّلة أخبارالمنبر‪ ،‬تصدر عن جمعية المنبر التقدمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬مجّلة الديمقراطي‪ ،‬تصدر عن جمعية العمل الديمقراطي ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬الصحف المحّلّية‬
‫كما قامت الصحف المحّلّية بنشر العديد من اللقاءات التاريخّية مع شخصّيات فاعلة‬
‫ومهّمة في التنظيمات السياسّية‪ ،‬ويعد ملف السلم الحركي‪ ،‬وملف حزب البعث في‬
‫البحرين‪ ،‬الذي قامت جريدة الوطن البحرينية بنشر أكثر من عشرين حلقة منه حتى الن من‬

‫‪8‬‬
‫أهّم الملفات الصحفّية إضافة إلى الملف الذي عقدته صحيفة الوقت لتاريخ حركة التسعينات‬
‫ص حيث كشفت صحيفة الوقت الكثير من‬ ‫والتيار السني في البحرين وأصدرته في كتاب خا ّ‬
‫التفاصيل والحداث المهّمة في تاريخ الحركة السياسّية وأبرزت شواهد عديدة على نمط‬
‫العلقات السائدة بين التنظيمات السياسّية فيما بينها وبينها وبين المجتمع والسلطة السياسية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ثانيًا ‪ -‬تاريخ التشكيلت السياسّية‬
‫مّرت التجربة الحزبّية البحرينّية في معرض تطّورها بعّدة مراحل ارتبطت بتطّور‬
‫الواقع الجتماعي والقتصادي والسياسي للبحرين وبطبيعة تكوين ونشأة الدولة فيها‪ .‬من‬
‫حيث المبدأ فقد مّرت التشكيلت السياسّية بخمس مراحل أساسّية تضمنت مستويات مختلفة‬
‫ل مرحلة‪ .‬وباختلف المراحل ومستوياتها كانت تختلف الهداف السياسّية المرجوة‪،‬‬ ‫داخل ك ّ‬
‫والمطالب المدرجة‪ ،‬إضافة إلى التطّور في الطر التنظيمية الخاضعة لها‪ ،‬مستفيدة من تعّدد‬
‫العوامل القليمّية والمحلّية واستلهام التجارب والنماذج الحزبية المنتشرة في العالم العربي‪.‬‬
‫النتيجة التي تتفق مع كثير من التجارب العربية أنّ تطّور التجربة الحزبية في البحرين‬
‫كان مرتهنا في كثير من الحيان إلى مجموعة التحديات الخارجّية بما جعل من العملّية‬
‫السياسّية بمثابة رّدة فعل على أفعال خارجّية مثلها الستعمار البريطاني ) ‪(1970-1823‬‬
‫ومثلتها الضغوط الدولية في مرحلة الستقلل وما بعدها ) ‪ ... -1975‬إلخ( ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المرحلة الولى ‪ :‬تجّمعات العيان ) ‪(1954 -1920‬‬
‫تمثل هذه المرحلة بداية نشء الحركات السياسية وبداية الدعوة إلى بناء الدولة الحديثة‬
‫وتجسدت في بعض مفاصلها النزعات الطائفّية والقبلية‪ .‬فمنذ العشرينيات من القرن الماضي‬
‫نشطت المجموعات السياسية تطالب بحماية حقوقها في الدولة والدعوة إلى الستفادة من‬
‫التجارب السياسية البرلمانية‪ .1‬وقد خضعت هذه المرحلة في قسم كبير منها إلى التأثيرات‬
‫الخارجية ودور الستعمار البريطاني على وجه الخصوص‪ .‬فمع تزايد رغبة بريطانيا‬
‫وتطبيقاتها العملية من أجل زيادة التدخل في الشؤون الداخلية‪ ،‬ونيتها في طرح مشاريع‬
‫إصلحية تتعلق بالبنية البيروقراطية والصلح الداري تزايدت حّدة الصراع بين بعض‬
‫القوى المؤيدة للصلح ‪ -‬والتي كانت متضررة كثيرا من الوضاع السائدة‪ -‬وبين القوى‬
‫المؤيدة للحكم والمتحالفة معه‪ .‬لقد سمحت هذه الصراعات رغم لجوءها إلى العنف في بعض‬
‫الحوادث بتأسيس وعي وطني يقاوم التدخل البريطاني في الشأن المحلي ويطالب‬
‫بالصلحات داخليا‪ .‬وبدأت تتبلور اتجاهات مناهضة للستعمار وسوء الدارة المحلية‪.‬‬
‫في هذا المقطع الزمني وبالتحديد من بعد بدء العمل بالنظام البيروقراطي وتشكيل‬
‫أجهزة الدولة بعد عزل الحاكم الشيخ عيسى بن علي عام ‪ ،1923‬تحولت البحرين إلى‬
‫ج بالحراك السياسي نظرا لتساع التعليم وتعّدد أوجه الدارة في الدولة‬
‫حاضرة محلّية تع ّ‬
‫وتشكل فئات جديدة كالموظفين والعمال وانتشار الندية الدبية وبعض الصحف العربية‬
‫القادمة من مصر والعراق والهند‪ .2‬فقد جرت انتخابات نصف أعضاء مجلس البلدية عام‬
‫‪ 1924‬وأدخلت الكهرباء عام ‪ 1928‬ونشرت أّول ميزانّية عام ‪ 1930‬وألغيت محكمة‬

‫‪ -1‬كانت أغلب الحركات المطلبية التي وجدت في بداية القرن المنصرم‪ ،‬متأثرة بالمد السياسي في الهند أو في مصر أو بلد الشام ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لمزيد من التفاصيل انظر ‪:‬‬
‫محمد الرميحي‪ ،‬البحرين مشكلت التغير السياسي والجتماعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجديد‪.1995 ،‬‬
‫حسين موسى ‪ ،‬البحرين النضال الوطني والديمقراطي ‪، 1981 -1920‬الحقيقة برس ‪.1987‬‬

‫‪10‬‬
‫ل محّلها مجلس الغوص وألغي نظام "الفدواية" وأعمال السخرة وتأسست محكمة‬‫السالفة وح ّ‬
‫‪3‬‬
‫البحرين عام ‪ 1926‬وتّم دمج المحاكم السنية والشيعة عام ‪. 1929‬‬
‫ل أّنها كانت‬ ‫ورغم أن هذه المرحلة لم تؤسس لبناء حزبي أو تشكيل سياسي حديث إ ّ‬
‫مؤثرة جدًا في تحديد المسار السياسي الذي سوف تتشكل عليه أغلب الحركات السياسّية‬
‫والمطالب السياسّية المرفوعة إلى الدارة البريطانية أو الحكومة البحرينية‪ .‬وقد كان للعمل‬
‫السياسي في هذه المرحلة طابع خاص ارتبط بالوعي التقليدي وطبيعة الفئات التي يتكون‬
‫ل التحركات السياسية تنطلق من العتماد‬ ‫منها المجتمع ونوعية الفاعلين السياسيين‪ .‬كانت ج ّ‬
‫على الصيغ المحلية التقليدية والنطلق من التراتيبية السائدة خصوصًا التراتيبية البوّية‬
‫حيث يقف العيان في قمة الهرم الجتماعي بعد الحكام ‪ .‬كان العيان هم المتحدثين باسم‬
‫الشعب لكنهم ل يملكون تمثيل أو تفويضا بذلك سوى الوراثة في المرتبة الجتماعية‪ .‬فك ّ‬
‫ل‬
‫الحركات السياسية المذكورة كانت تقوم على مجموعة من العيان تجتمع اجتماعا عاديا فيما‬
‫بينها أو مع بعض الناس وتقرر بعض المطالب وتدفع بها إلى الحاكم‪ .‬وفي بعض الحيان‬
‫تجتمع هذه القيادات مع الناس لتخبرهم بما تؤول إليها المور‪ ،‬لذا كانت أدوات التعبئة‬
‫تنحصر أو تعتمد على التحريض والشرعية في المطالبة من دون العتماد على برنامج‬
‫سياسي متكامل أو تجنيد حزبي للخليا أو للتباع‪.‬‬
‫وحسب كثير من الباحثين‪ 4‬فإ ّ‬
‫ن انتشار الندية الدبية وزيادة التواصل مع البلدان‬
‫العربية وجلب الصحف ذات التوجهات القومية والمعادية للستعمار البريطاني قد أسهمت‬
‫بدور واسع في بلورة نواة الحركة السياسية وتجاوزها للطر الطائفية والقبلية المعمول بها‬
‫قبل‪ .‬بداية كانت المطالبات الطائفية والقبلية هي الغالبة كما في تحركات الشيعة عام ‪،1923‬‬
‫وتحركات أعيان القبائل السّنية في السنة نفسها‪ ،‬لكنها أمام التحرك الموحد الذي شهدته البلد‬
‫سنة ‪ 1938‬اتخذت طابعا مختلفا من حيث تشكيل أعضائها من السنة والشيعة وتحديد مطلبها‬
‫السياسي بدّقة ممثل في مجلس تشريعي تشارك فيه الّمة مع الحاكم في إدارة شئون البلد‪.‬‬
‫ويصف الشهابي أوضاع هذه الحركة أّنها " المّرة الولى التي يحدث فيها توزيع منشورات‬
‫واضحة المغزى بطريقة سرّية‪ ،‬وتنتشر فيها ملصقات تتحدى سلطة آل خليفة وتستهدف‬
‫التدخل البريطاني السافر في شؤون إدارة البلد وتطالب بالخصوص بإقالة المستشار‬
‫تشارلز بلجريف"‪.5‬‬
‫أخذت حركة ‪ 1938‬على عاتقها التأسيس مجددا لفكرة الدستورية والمشاركة السياسّية‬
‫فكان على رأس مطالبها تشكيل مجلس تشريعي منتخب والمناصفة في التعين بين السّنة‬
‫والشيعة في المجلس العرفي والمجالس الخرى المعينة‪ .‬المطلب الخير كان يعني التنازل‬
‫عن فكرة الكثرية و" الستملك الحصري" لمنافع الدولة والقبول بمنطق المواطنة كما كان‬
‫يعني دخول الشيعة إلى حيز جديد يختلف عن الحيز الذي انحشروا فيه طوال الفترات‬
‫الماضية‪.6‬‬

‫‪ - 3‬سوسن الشاعر‪ ،‬عبد القادر الجاسم‪ ،‬قصة الصراع السياسي في البحرين‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ - 4‬سيعد الشهابي‪ ،‬البحرين‪ :‬قراءة في الوثائق البريطانية ‪1974 -1923‬؛ عباس المرشد‪ ،‬الشيعة والسياسية في البحرين‪ ،‬بحث غير منشور‬
‫‪ - 5‬سعيد الشهابي‪ ،‬البحرين‪ :‬قراءة في الوثائق البريطانية ‪ ،1974 -1923‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 6‬عباس المرشد‪ ،‬الشيعة والسياسة في البحرين‪ ،‬ص ‪) 4‬بحث غير منشور( ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫امتدت هذه المرحلة حتى نهاية عام ‪ ،1953‬ففي سبتمبر من ذلك العام‪ ،‬وخلل احتفال‬
‫شيعة البحرين بموسم عاشوراء‪ ،‬هاجمت مجموعة من الشخاص) بقيادة أحد أفراد العائلة‬
‫الحاكمة( أحد مواكب العزاء في المنامة‪ ،‬مما أدى لنشوب الصراع والصدام بين السنة‬
‫والشيعة‪ ،‬وهو المر الذي استهدفته ‪ -‬كما يظهر‪ -‬المجموعة المذكورة‪.‬‬
‫على أثر هذه الحادثة قادت الطليعة البحرينية )من السنة والشيعة على السواء(‪ ،‬حركة‬
‫إصلحية انطلقت من النوادي والصحف ) خصوصا مجلة صوت البحرين‪ ،‬والقافلة(‪ ،‬دعت‬
‫لتوحيد صفوف المجتمع عبر تشكيل شبكة اتصالت واسعة بين وجهاء الشيعة والسنة‪.‬‬
‫وعقدت اجتماعات جماهيرية نتج عنها تأسيس "الهيئة التنفيذية العليا" في أكتوبر ‪،1954‬‬
‫أثناء تجمع حاشد بالسنابس‪ .‬وتكونت الهيئة من ثمانية أشخاص‪) ،‬أربعة من السنة وأربعة من‬
‫الشيعة(‪ ،‬يرتبطون بجمعية عمومية تتكون من ‪ 120‬شخصا‪ .‬وشارك عدد من علماء الدين‬
‫الشيعة في قيادة الهيئة‪ .‬وتسلمت الهيئة قيادة النضال السياسي الوطني بصورة سلمية مطالبة‬
‫بتكون مجلس تشريعي ونقابات عمالية وسن قوانين مدنية عادلة‪.7‬‬
‫ب‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬تنظيمات الخلص ) ‪(1972-1954‬‬
‫تمثل هذه المرحلة بداية العمل السياسي المنظم وهي مرحلة اتسمت بالفاعلية السياسية‬
‫والنشاط المكثف لحركات اليسار واليسار القومي خصوصا في تجنيد الخليا التنظيمية‬
‫والرتفاع في عدد المنتمين إلى التنظيمات السياسية وذلك بفعل التطّورات السياسية في‬
‫المنطقة العربية والمجتمع المحلي ‪ .‬ويمكن اعتبار هذه المرحلة مرحلة فاصلة في أساليب‬
‫العمل السياسي ومنعطفا أساسيا في طريقة رسم المشهد السياسي البحريني ‪.‬‬
‫ل محلّ‬
‫ن الندية والمأتم كانت بمثابة مؤسسات شبه سياسية تح ّ‬ ‫وبحسب الخوري فإ ّ‬
‫الحزاب السياسية الممنوعة‪ ،‬فبالضافة إلى النشطة التقليدية التي تقوم بها تلك المؤسسات‬
‫الجتماعية كانت تعد كمنابر للعمل السياسي‪ .‬وقد شهدت سرعة وارتفاعا في أعدادها نظرا‬
‫لمنع تشكيل النقابات والحزاب السياسية من العمل ففي الفترة الممتدة من ‪ 1918‬إلى ‪1975‬‬
‫كان قد تأسس ‪ 141‬ناديا وبحكم تأثير عمل الشبكات والحلقات في التعبئة اليديولوجية‬
‫والسياسية فقد كان بالمكان تحويل أي نادي أو مأتم إلى مقر شبه سياسي لحزب سياسي‬
‫سري ممنوع من العمل‪.8‬‬
‫لقد أّثر هذا الوضع بدوره على بنية التنظيمات السياسية‪ ،‬حيث أضحت الخليا‬
‫العنقودية والقيادات الهرمية تتجاوز أساليب العمل التقليدية ومؤسسات المجتمع التقليدية‪ .‬وقد‬
‫عملت التنظيمات السياسية على خلق أطر عمل جديدة مثل النقابات العمالية واتحاد الطلبة‬
‫في الخارج والداخل وتنشيط الندية الثقافية والرياضية كمساحات للتعبئة والتجنيد ونشر‬
‫الفكار السياسية اليديولوجية الخاصة بكل تنظيم سياسي‪.‬‬

‫‪ - 7‬لعل المرجع الوحيد الذي سرد تفاصيل تشكيل الهيئة التنفذية هو مذكرات عبد الرحمن الباكر المعنون بـ " من البحرين إلى المنفى" وقد أعيد‬
‫طبع الكتاب من قبل جمعية العمل الديمقراطي سنة ‪ 2004‬بالتعاون مع دار الكنوز الدبية في بيروت‪.‬‬
‫‪ - 8‬فؤاد اسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪12‬‬
‫ومن ضمن العوامل التي ساعدت التنظيمات السياسية على تنظيم نفسها وممارسة‬
‫العمل السياسي انتشار حركات التحرر الوطني في العالم الثالث وهيمنة نظام القطبين على‬
‫ساحة العمل الدولي‪ .‬فبحكم تصاعد حركات التحرر الوطني وشيوع ظاهرة الحزاب‬
‫العالمية وفتح قنوات التفاعل السياسي معها‪ ،‬انتشرت في البحرين كثير من الحركات‬
‫السياسية وتشكلت العديد من التنظيمات السياسية ولكن بسرية نظرا لعدم وجود قانون ينظم‬
‫الحياة السياسية )في ظل الستعمار البريطاني(‪ .‬المر الذي انعكس مباشرة في صياغة‬
‫مطالب تلك التنظيمات وتطابق رؤيتها مع رؤية تعزيز الستقلل وتكريس الدولة كرمز‬
‫للهوية والوحدة الوطنية من ناحية‪ ،‬وإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية تتجاوز التخلف‬
‫التاريخي‪ ،‬وتلبي الحاجات الساسية‪ ،‬إلى جانب طموح وتطلعات الفئات التي تتم تعبئتها أثناء‬
‫النضال من أجل الستقلل ‪.‬‬
‫كانت التنظيمات السياسية تركز بصورة أساسية على التخلص من الستعمار‬
‫البريطاني‪ ،‬والوحدة بين إمارات الخليج العربي‪ ،‬وتطالب في الوقت نفسه بمزيد من الحرية‬
‫والديمقراطية وتوحيد القانون وإلغاء كافة المتيازات المعمول بها‪ .‬وبصورة عاّمة لم يتخلف‬
‫خطاب التنظيمات السياسية بكافة أطيافها عن الخطاب العربي التحرري والنهضوي نظرا‬
‫للترابط العميق الجامع بين الحزاب العربية والتنظيمات البحرينية‪.‬‬
‫و رغم طول هذه الفترة وتشعبها في المسار السياسي وتأثير التغيرات القتصادية‬
‫والجتماعية على كثير من مجالت العمل في الداخل والخارج‪ ،‬لم تفلح التنظيمات البحرينية‬
‫في تخطى أزمات الحزاب العربية ووقعت في أفخاخ الشمولية وتأجيل الديمقراطية سواء‬
‫في بنيتها الداخلية أو في المنظومة الفكرية‪ .‬كما غلب عليها الجمود وفقدت القدرة على تجديد‬
‫نخبها التي ظلت ماسكة على هرميتها منذ لحظة تأسيسها‪.‬‬
‫في هذه الفترة قامت الدارة البريطانية بتأسيس القسم الخاص )المخابرات( ‪،1957‬‬
‫وإعلن أحكام الطوارئ الذي استبدل بقانون المن العام سنة ‪ 1965‬وتحت هذا القانون‬
‫عملت التنظيمات السياسية حتى إصدار قانون تدابير أمن الدولة عام ‪.1974‬‬
‫أما أبرز التنظيمات السياسية التي ظهرت في هذه المرحلة فهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تنظيم الهيئة التنفيذية العليا‬
‫يعد تنظيم الهيئة التنفيذية العليا أّول تنظيم سياسي ) شبه حزب( يتم العتراف به من‬
‫قبل الحكومة وفي نفس الوقت فالهيئة التنفيذية العليا تعد بمثابة التنظيم الم الذي تتالت من‬
‫بعده التنظيمات السياسية وقد تشكل هذا التنظيم بمبادرة من عدة شخصيات وطنية تضم شيعة‬
‫وسنة وسعت إلى جمع تواقيع الهالي لتمثيلهم أمام الحكومة والدارة البريطانية والمطالبة‬
‫بعّدة مطالب سياسية أبرزها المجلس التشريعي والقانون المدني الموحد وقانون النقابات‪.‬‬
‫وكان هذا التنظيم يعمل علنية وبأسماء حقيقة معروفة لكن من دون إطار قانوني وكان كثير‬
‫من أعضاء الجمعية العمومية للهيئة التنفيذية العليا )‪120‬عضو( متأثرين بالحركة القومية‬
‫الصاعدة آنذاك‪.9‬‬
‫‪ - 9‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫وبفعل تغلغل حركة الهيئة التنفيذية العليا في أوساط المواطنين استطاعت الهيئة الفوز‬
‫في انتخابات مجلس الصحة ومجلس التعليم وكان لدي الهيئة كشافة خاصة بهم ينظمون‬
‫حركة السواق وقت إعلن الضراب العام وأمور السير ‪ .‬وعلى أثر تصاعد الوضاع في‬
‫مصر أثناء العدوان الثلثي ‪ 1956‬عملت الدارة البريطانية بالتعاون مع حكومة البحرين‬
‫على إفشال خطوات التنظيم وإلقاء القبض على أعضاء الهيئة الثمانية وتقديمهم للمحاكمة‬
‫ونفي بعض القيادات إلى خارج البحرين‪.‬‬
‫‪ -2‬حركة القومين العرب‬
‫تعود جذور تأسيس حركة القومين العرب في البحرين إلى فترة الربعينيات وذلك من‬
‫خلل البعثات الطلبية إلى بيروت على وجه الخصوص وقد نشطت الحركة في بدايات‬
‫الستينيات ولقيت انتشارا واسعا لطروحاتها في أوساط الشباب والعمال‪ .‬كان مسار الحركة‬
‫ل يتخلف عن مسار الحركة الم التي شهدت انشقاقات عديدة بعد نكسة ‪ 1967‬حيث شهدت‬
‫الحركة ظهور خط يساري بين صفوف المنتمين إليها وتأسس ما عرف بالجبهة الشعبية‬
‫لتحرير الخليج العربي وكان معظم عناصر التنظيم طلبا يدرسون في بيروت وعند‬
‫رجوعهم البحرين شكلوا جناحا عسكريا في قوة دفاع البحرين عام ‪ . 1969‬وعلى غرار‬
‫أفكار حركة القومين العرب كانت الحركة في البحرين تروج لتلك الفكار الداعية لفكرة‬
‫القومية العربية والتحرر من الستعمار‪.‬‬
‫‪ -3‬جبهة التحرير الوطني البحرانّية‬
‫تأسست هذه الحركة في العام ‪ 1955‬في أوساط العمال والطبقات الدنيا وكان معظم‬
‫ل أّنهم سرعان ما انفصلوا عنها قبل‬
‫كوادرها منخرطين في صفوف الهيئة التنفيذية العليا إ ّ‬
‫الجهاز عليها من قبل الدارة البريطانية وعملوا بمساندة خليا حزب "تودة" اليراني على‬
‫تشكيل خليا الجبهة الخاصة‪ .‬أصدرت الجبهة أّول برنامج سياسي مكتوب في العام ‪،1962‬‬
‫ل أّنها رفضت الدخول في التحالف الوطني الذي قاد‬ ‫طالبت فيه بأكثر من ‪ 15‬مطلبا إ ّ‬
‫انتفاضة ‪ .1965‬وقاطعت الجبهة انتخابات المجلس التأسيسي ‪ ،1972‬لكّنها شاركت في‬
‫انتخابات المجلس الوطني ‪.1973‬‬
‫‪ -4‬تنظيم البعث العربي‬
‫تعود بدايات تنظيم البعث في البحرين إلى عام ‪ 1958‬عندما رجع بعض الطلب من‬
‫بيروت والقاهرة إلى البحرين والتحقوا بسلك التدريس حيث عملوا على نشر أفكار حزب‬
‫البعث داخل أوساط طلبة الثانوية‪ .‬وفي عام ‪ 1963‬تعّرض التنظيم إلى انشقاق متزامن مع‬
‫النشقاق الذي حدث بين سوريا والعراق فتقلصت أنشطة التنظيم وتخلى البعض عن التنظيم‬
‫وشارك التنظيم في دعم انتفاضة ‪ .1965‬وفي عام ‪ 1971‬تقلص نشاط الحزب وبقي كمنظمة‬
‫مستقلة تابعة لمبادئ البعث وليس إلى جهة معينة‪ .‬أّما العناصر اليسارية فقد انضمت إلى‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن الباكر‪ ،‬من البحرين الى المنفي) مذكرات( ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكنوز الدبية‪2004 ،‬‬
‫‪ -2‬فؤاد اسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ -3‬سعيد الشهابي‪ ،‬البحرين‪ :‬قراءة في الوثائق البريطانية ‪ ،1974 -1923‬ص ‪.123‬‬

‫‪14‬‬
‫الجبهة الشعبية وبقي الفرع القليمي في البحرين تابعًا للمركز في بغداد ضمن القيادة‬
‫القومية للبعث‪.10‬‬
‫‪ -5‬الجبهة الشعبّية‬
‫تمثل الجبهة الشعبية المتداد النهائي لحركة القومين العرب وقد مرت بعّدة أطوار حتى‬
‫انتهت إلى الشكل المستقل عام ‪ .1974‬وكانت الجبهة الشعبية تتبع الجناح اليساري للجبهة‬
‫الشعبية لتحرير الخليج العربي المتوّلد من حركة القوميين العرب‪ .‬نشطت الجبهة في أوساط‬
‫الطلب والعمال وركزت على البناء الحزبي لدى كوادرها وتعرضت الجبهة لكثر من‬
‫حملة أمنية أعنفها سنة ‪.1973‬‬
‫ومثلما مثلت جبهة التحرير الوطني الخط الشيوعي التقليدي فقد مثلت الجبهة الشعبية‬
‫الخط الماركسي الذي خرج من رحم التيار القومي‪ .‬من هنا كان هناك افتراق في رؤية ك ّ‬
‫ل‬
‫منهما للعديد من القضايا‪ ،‬كما كان بينهما اتفاق أحيانًا على بعض القضايا الخرى مثل‬
‫الموقف من النظام والوحدة الخليجية وكان يختلفان في تفاصيل القضايا العربية العاّمة مثل‬
‫مسألة الوحدة العربية وقضية فلسطين‪ ،‬والموقف من الخلف داخل الحركة الشيوعية‪،‬‬
‫والعلقة مع التيارات الخرى الدينية والقومية محليًا وعربيًا‪.‬‬
‫‪ -6‬الجماعات السلمّية‬
‫لم تشهد هذه الفترة أي نشاط سياسي للتيارات السلمية رغم تواجد تنظيمات إسلمية‬
‫عديدة مثل جماعة الخوان المسلمين و جماعة حزب الدعوة السلمية وجماعة حركة‬
‫الرساليين الطلئع‪ .‬كان صلب اهتمام هذه الجماعات هو الدعوة والرشاد وبناء الشخصّية‬
‫السلمّية‪ .‬كانت استراتيجّية الجماعات السلمية تقوم على الكتفاء بالواجهات الخيرية‬
‫والدعوية‪ ،‬فالخوان المسلمين كانوا ينظمون تحت واجهة نادي الصلح وأعضاء حزب‬
‫الدعوة السلمية تحت غطاء جمعية التوعية السلمية في حين كان أعضاء حركة‬
‫الرساليين ينضوون تحت الصندوق الحسيني‪.11‬‬

‫‪ -10‬فلح مديرس‪ ،‬تنظيمات البعث في الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬ص ‪58‬‬


‫‪ - 11‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬عباس المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة التيار السلمي والمجتمع السياسي في البحرين‪ ،‬مجمع البحرين الثقافي للدراسات‬
‫والبحوث ‪.2002 ،‬‬
‫‪ - 2‬مفيد الزيدي‪ ،‬التيارات الفكرية في الخليج العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪.2000 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫ملحظات‬ ‫التوجه العام‬ ‫سنة التأسيس‬ ‫التنظيم‬
‫كانت أّول حركة شعبية ممثلة بتواقيع تقدر بـ ‪ 18‬ألف توقيع‬
‫متأثرة بالقومية‬
‫انتخبوا جمعية عمومية اختارت بدورها هيئة عليا من ‪ 8‬أشخاص‬ ‫‪1954‬‬ ‫الهيئة التنفيذية العليا‬
‫العربية‬
‫بين سنة وشيعة‪.‬‬
‫ترجح بعض القوال أن نشأة الحركة كانت منتصف الربعينات‬ ‫حركة القوميين‬
‫قومي‬ ‫غير معروف‬
‫ن نشاطها الفعلي ابتدأ منذ بداية الستينيات وحتى نكسة ‪1967‬‬‫إل أ ّ‬ ‫العرب‬
‫دخلت في تنافس شديد مع الجبهة الشعبية من أجل السيطرة على‬
‫جبهة التحرير‬
‫النقابات العمالية والتحادات الطلبية قاطعت انتخابات المجلس‬ ‫شيوعية‬ ‫‪1955‬‬
‫الوطني البحرانية‬
‫التأسيسي وشاركت في المجلس الوطني عبر كتلة الشعب‪.‬‬
‫تابع للحزب المركزي في العراق وسوريا‪ ،‬شارك في المجلس‬
‫الوطني وكان كثير من أعضاءه قريبين من الحكومة بعد ح ّ‬
‫ل‬ ‫بعث قومي‬ ‫‪1958‬‬ ‫تنظيم البعث‬
‫المجلس الوطني‪.‬‬
‫منشقة عن حركة القومين العرب اتخذت من النقابات العمالية‬
‫والجامعات مركزا لها قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي‬ ‫يسار قومي‬ ‫‪1968‬‬ ‫الجبهة الشعبية‬
‫والمجلس الوطني‪.‬‬
‫قريب من الحكومة‪ ،‬لذلك لم يساند الحركة الشعبية أو مطالب‬ ‫نادي الصلح‬
‫أخوان مسلمين‬ ‫‪1947‬‬
‫المعارضة‪.‬‬ ‫الخليفي‬
‫امتداد لتنظيم حزب الدعوة ذات المنشأ العراقي‪ ،‬مكونة أساسا من‬ ‫تأسست‬
‫العائدين من الدراسات الحوزوية في مدينة النجف وبعض‬ ‫‪1968‬‬
‫إسلمي شيعي‬ ‫جمعية التوعية‬
‫الكاديميين في جامعة البصرة‪.‬‬ ‫وأشهرت عام‬
‫‪1972‬‬
‫امتداد لحركة الرساليين الطلئع ذات المنشأ العراقي‪ ،‬تأسس في‬
‫البحرين على يد السيد هادي المدرسي‪ ،‬وهو ابن اخت المرجع‬ ‫إسلمي شيعي‬ ‫‪1972‬‬ ‫الصندوق الحسيني‬
‫الشيرازي بمدينة كربلء العراقية‪.‬‬

‫جدول )‪ : (1‬التنظيمات في البحرين حتى ‪.1973‬‬

‫ج ‪ -‬المرحلة الثالثة ‪ :‬تجربة المجلس الوطني ) ‪(1975-1971‬‬


‫تختلف هذه الفترة عن سائر الفترات من حيث أّنها تمثل التجربة السياسية العملية‬
‫الولى للحياة السياسية الديمقراطية في البحرين‪ ،‬فعلى أثر حصول البحرين على الستقلل‬
‫سنة ‪ 1971‬شهدت البحرين أّول تجربة سياسية وتّم فيها إجراء انتخابات مباشرة على‬
‫مرحلتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬انتخابات المجلس التأسيسي‬
‫وانيطت بالمجلس التأسيسي مهّمة الموافقة على دستور البحرين بناًء على المرسوم‬
‫صت المادة الولى‬
‫بقانون رقم )‪ (12‬لسنة ‪1972‬م والصادر في ‪ 20‬يونيو ‪1972‬م‪ ،‬حيث ن ّ‬
‫منه على ‪ " :‬ينشأ مجلس تأسيسي لوضع مشروع دستور للبلد‪ ،‬ويتألف من اثنين وعشرين‬
‫عضوًا ينتخبهم الشعب بطريق النتخاب العام السري المباشر‪ ،‬ومن عدد ل يزيد عن عشرة‬
‫أعضاء يعينون بمرسوم ‪ ،‬ويكون الوزراء أعضاء في المجلس بحكم مناصبهم"‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وفي اليوم المحّدد للنتخابات‪ ،‬انتخب شعب البحرين ‪ 22‬عضوًا للمجلس التأسيسي‪،‬‬
‫وفي يوم ‪ 9‬ديسمبر ‪1972‬م‪ ،‬أصدر المير الراحل عيسى بن سلمان مرسومين‪ ،‬الّول‬
‫يقضي بتعيين ثمانية أشخاص كأعضاء في المجلس التأسيسي بالضافة للعضاء المنتخبين‬
‫والثاني يدعو المجلس التأسيسي ) المكون من ‪ 22‬عضوًا و ‪ 8‬أعضاء معينين‪ ،‬و ‪ 12‬وزيرًا‬
‫بحكم مناصبهم( للنعقاد يوم ‪ 16‬ديسمبر ‪1972‬م وكانت أخر جلسة للمجلس‪ -‬الجلسة‬
‫الختامية‪ -‬بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪1973‬م‪ .‬وقد عقد المجلس التأسيسي ‪ 45‬جلسة‪ ،‬منها ‪ 9‬جلسات‬
‫سرّية لمناقشة اللئحة الداخلية للمجلس‪.12‬‬
‫اتسم الدستور بسمات مشتركة من كل النظامين الرئاسي والبرلماني‪ ،‬فالمير هو‬
‫رئيس السلطة التنفيذّية ويمارس سلطات سياسية إذ يعين بأمر أميري رئيس مجلس الوزراء‬
‫ويعفيه من منصبه‪ ،‬ويعين الوزراء ويعفيهم من مناصبهم بمرسوم أميري‪ ،‬كما يمارس‬
‫سلطاته بواسطة وزرائه ولديه ُيسأل الوزراء متضامنين عن تنفيذ سياسة الحكومة‪ .‬وفي نفس‬
‫ص بالتشريع‬
‫ن ذاته مصونة ل تمس فل يسأل أمام المجلس الوطني الذي يخت ّ‬ ‫الوقت فإ ّ‬
‫والرقابة على أداء الجهاز الحكومي وقد حّدد دستور ‪ 1973‬السلطة التشريعية بالمجلس‬
‫ن الشعب مصدر للسلطات الثلث‪.‬‬ ‫الوطني المنتخب فقط وأ ّ‬
‫‪ -2‬انتخابات المجلس الوطني‬
‫في ‪ 11‬يوليو ‪ 1973‬م أصدر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين‬
‫مرسومًا بشأن أحكام النتخاب للمجلس الوطني‪ ،‬وجاء في المادة الّولى من هذا المرسوم‪" :‬‬
‫بتأليف المجلس الوطني من ثلثين عضوًا‪ ،‬ينتخبهم الشعب بطريق النتخاب العام السري‬
‫المباشر‪ ،‬ويكون الوزراء أعضاء في المجلس الوطني بحكم مناصبهم"‪ .‬وترشح لمقاعد‬
‫المجلس الوطني ‪ 114‬مرشحا للتنافس على ‪ 30‬معقدا في حين بلغ عدد الذين سجلوا أسماءهم‬
‫في جداول الناخبين ‪ 27‬ألف ناخب مقارنة بنحو ‪ 22‬ألف ناخب في انتخابات المجلس‬
‫التأسيسي‪.‬‬
‫انتخب البحرينيون عام ‪ 1973‬أعضاء المجلس الوطني الذي تمتع بصلحيات تشريعية‬
‫ورقابية أصيلة‪ ،‬فقد كانت أغلبية أعضائه )‪ %74‬تقريبا( نوابا للشعب منتخبين في حين كان‬
‫يمثل العضاء المعينين بحكم مناصبهم ‪ -‬وهم الوزراء‪ -‬ما نسبته ‪ %26‬تقريبا من أعضاء‬
‫ن هذه التجربة لم تستمر طويل‪.‬‬
‫المجلس‪ ،‬غير أ ّ‬
‫إزاء هذه التجربة القصيرة كانت التنظيمات السياسية مختلفة في طريقة تعاطيها مع كل‬
‫المرحلتين فتنظيمات اليسار ممثلة في جبهة التحرير الوطني والجبهة الشعبية قاطعت‬
‫انتخابات المجلس التأسيسي‪ ،‬في حين شاركت التنظيمات السلمية وبالخص التنظيمات‬
‫الشيعية وحصلت على ثلث مقاعد المجلس التأسيسي كما شارك تنظيم البعث العربي في تلك‬
‫النتخابات‪ .‬وفي انتخابات المجلس الوطني شاركت كافة التنظيمات باستثناء الجبهة الشعبية‬
‫ن عناصرا قريبة للجبهة الشعبية بل مرتبطة بها لم تلتزم‬
‫لأّ‬‫التي أصرت على المقاطعة‪ .13‬إ ّ‬
‫بقرار المقاطعة ودخلت ضمن كتلة الشعب‪ ،‬ومن جانب آخر كان هناك توجيه غير مباشر‬
‫‪ - 12‬لمزيد من التفاصيل أنظر موقع مجلس الشوري ‪http://www.shura.gov.bh/default.asp?action=category&id=87 :‬‬
‫‪ - 13‬عباس المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة‪ ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪17‬‬
‫من الجبهة الشعبية للتصويت لحد أعضاء الكتلة المترشحين في منطقة النعيم بحكم وجود‬
‫ثقل كبير للشعبية في النعيم وبهدف دعم المرشح الديمقراطي ضد رجل دين منافس‪ ،‬حيث‬
‫كانت الجبهة تعتبرهم قوى مضادة وحليفة مع الحكم‪.14‬‬
‫ولم تمّر سوى بضعة أسابيع‪ ،‬حتى ظهر واضحًا أن وقائع هذه الجلسات تمّر بفترات‬
‫من الخذ والرد والشد والجذب‪ .‬واستمّرت اجتماعات المجلس تشهد قدرًا من السخونة التي‬
‫تصاعدت حدتها تدريجيا حتى صدور المرسوم الميري في ‪ 23‬يونيو ‪1975‬م‪ ،‬بفض دور‬
‫ل أّنه إزاء الخلفات التي نشبت‬‫النعقاد الثاني للفصل التشريعي الّول للمجلس الوطني‪ ،‬إ ّ‬
‫وتفاقمت بين الحكومة وبعض أعضاء المجلس تقدمت الحكومة بطلب استقالة الوزارة إلى‬
‫ن الوزارة أخذت‬‫أمير البلد في ‪ 24‬أغسطس عام ‪ ،1975‬وقد جاء في خطاب الستقالة ‪" :‬إ ّ‬
‫على عاتقها استكمال التشريعات الضرورية اللزمة لمرحلة الستقلل ‪ ...‬ولكن الوزارة لم‬
‫تجد في المجلس الوطني عونًا لها في ذلك‪ ،‬رغم محاولتنا المخلصة التي بذلناها خل ل‬
‫عامين‪ ،‬إذ سادت مناقشاته أفكار غريبة عن مجتمعنا وقيمنا‪ ...‬واتجهت إلى الثارة والهاجة‬
‫والتحريض والمزايدة‪ ،‬وعملت على بث الفرقة وروح الكراهية‪ ،‬غير مقدرة للضرر الذي‬
‫يعود على الوحدة الوطنية من جراء ذلك ‪.‬‬
‫وفي ‪ 25‬أغسطس ‪1975‬م‪ ،‬أرسل رئيس الوزراء إلى أمير البلد بمقترحات تشكيل‬
‫الحكومة الجديدة‪ .‬وفي ‪ 26‬أغسطس عام ‪1975‬م أصدر أمير البلد مرسومًا )رقم ‪ (13‬لعام‬
‫ل المجلس الوطني وتعليق العمل بمواد الدستور المتعلقة به‪.‬‬
‫‪1975‬م‪ .‬والذي تضمن المر بح ّ‬
‫وكان ذلك أثر رفض المجلس إقرار مشروع قانون أمن الدولة الذي تقدمت به الحكومة‪.‬‬
‫ن تجربة المجلس الوطني أبرزت ثلث كتل سياسية هي الكتلة الدينية‬ ‫الجدير بالذكر أ ّ‬
‫وتجمع شخصيات محسوبة على الجماعات السلمية الشيعية وبالذات تيار حزب الدعوة‪،‬‬
‫وكتلة الشعب وتضم النواب المتعاطفين والمنتظمين في تنظيمات سياسية هي جبهة التحرير‬
‫الوطني وتنظيم البعث العربي ولم يكن معهم أي من المحسوبين على الجبهة الشعبية نظرا‬
‫لمقاطعتها انتخابات المجلس الوطني‪ .‬أّما الكتلة الثالثة فهي كتلة المستقلين الذين ل يجمعهم‬
‫أي انتماء ديني أو عقائدي حزبي وربما استمدوا الدعم من المكانة الجتماعية والموروث‬
‫التقليدي ‪.‬‬
‫د ‪ -‬المرحلة الرابعة ‪ :‬حّل المجلس الوطني ) ‪(1999 -1975‬‬
‫ل المجلس الوطني وتعطيل مواد الدستور المتعلقة بالحياة النيابية تعاملت‬ ‫بعد ح ّ‬
‫ل المجلس الوطني على‬ ‫الحكومة مع القضايا السياسية بناء على قانون أمن الدولة الذي تّم ح ّ‬
‫أثر تقديمه من قبل الحكومة في أغسطس ‪ .1975‬وشهدت هذه الفترة فيما بعد العديد من‬
‫المحطات أبرزها انتصار الثورة السلمية في إيران ‪ 1979‬وانخراط التنظيمات السلمية‬
‫الشيعية في العمل السياسي‪ .‬وخلل هذه الفترة تعرضت التنظيمات السياسية لحملت قمع‬
‫ومطاردة شرسة للخليا التنظيمية لكافة التنظيمات السياسية حيث تعرض تنظيم الجبهة‬
‫الشعبية لضربة أمنية قوية مطلع عام ‪ 1976‬وكشفت أجهزة المخابرات التابعة لمن الدولة‬
‫‪ - 14‬مداخلة الستاذ عبد ال جناحي عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الديمقراطي في المائدة المستديرة وهي تعليقات بعث بها إلى الكاتب‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تنظيمات إسلمية عديدة منها تنظيم الجبهة السلمية لتحرير البحرين وتنظيم حزب الدعوة‬
‫وتنظيم حركة الشهداء‪.‬‬
‫وبعد انتصار الثورة السلمية وحربي الخليج وتداعياتها‪ ،‬كان هناك حدث مميز لهذه‬
‫الفترة أل وهو اندلع الضطرابات الشعبية عام ‪ 1994‬والمطالبة بالعودة إلى تفعيل المواد‬
‫المعلقة من دستور ‪ .1973‬وذلك على أثر قيام لجنة العريضة الشعبية برفع عريضتين لمير‬
‫البلد الشيخ عيسى بن سلمان الولى كانت عريضة نخبوية وقعها أكثر من ‪ 300‬شخصية‪.‬‬
‫حاول المير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان الستجابة للمطالب الشعبية فأصدر أمرا أميريا‬
‫ن هذه الصيغة لم تكن كافية ولم‬‫لأّ‬ ‫رقم )‪ (9‬لسنة ‪ 1992‬بإنشاء مجلس شورى )معين(‪ ،‬إ ّ‬
‫تجد قبول أو مصداقية لدى الشعب البحريني‪ ،‬المر الذي دفع الحياة السياسية إلى مزيد من‬
‫الحتقان وأوجد في الشارع السياسي البحريني حالة من الغليان اتخذت أشكال متباينة من‬
‫العنف بعد قيام لجنة العريضة الشعبية برفع عريضة ثانية وقعها أكثر من ‪ 25‬ألف مواطن ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬المرحلة الخامسة ‪ :‬مشروع ميثاق العمل الوطني ) ‪(2007 -2001‬‬
‫بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الحكم خلفا لوالده المتوفى في مارس ‪،1999‬‬
‫أصدر المير الجديد المر الميري رقم )‪ (36‬و)‪ (43‬بتشكيل لجنة وطنية عليا لعداد‬
‫مشروع ميثاق العمل الوطني‪ ،‬وبعد إعداد المسّودة أصدر المير المر رقم )‪ (8‬لسنة ‪2001‬‬
‫بدعوة المواطنين للستفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني‪ .15‬وبفعل هذه المصالحة‬
‫الجزئية استطاعت القوى السياسية التي كانت تعمل في السر أن تبادر إلى العلن عن نفسها‬
‫وتطالب بحّقها في تشكيل نفسها في أطر حزبية معترف بها رسميا كعلمة حقيقة لمشروع‬
‫الصلح السياسي‪ .‬وفي أطار الخطوات النتقالية للعودة إلى الحياة النيابية جرى الستفتاء‬
‫على ميثاق العمل الوطني في ‪ 14‬ـ ‪ 15‬فبراير ‪ 2001‬والذي حظي بأغلبية ‪ %98.4‬والذي‬
‫يتضمن في باب التوجهات المستقبلية تعديلت دستورية بحيث تتشكل السلطة التشريعية من‬
‫مجلسين مجلس منتخب )البرلمان( ويختص بالتشريع ومجلس الشورى )ويختص بالمشورة(‬
‫وتغيير مسمى الدولة بما يتوافق عليه المير والشعب‪.‬‬
‫وجاء في الفصل الخامس من الميثاق بشأن الحياة النيابّية الشارة إلى الحاجة إلى‬
‫إجراء تعديل دستوري يجعل السلطة التشريعية تتكون من مجلسين بدل من مجلس واحد‪،‬‬
‫وهي الفقرات التي أثارت جدل واسعا فيما بعد حول شكل وصلحيات مجلس الشورى‬
‫المعين‪ .‬فقد جاء في نص الميثاق أّنه "‪ ...‬بات من صالح دولة البحرين أن تـتكون السلطة‬
‫التـشريعية من مجلسين‪ ،‬مجلس منـتخب انتخابا حرًا مباشرًا يتولى المهام التـشريعية إلى‬
‫جانب مجلس معّين يضم أصحاب الخبرة والختصاص للستعانة بآرائهم فيما تـتطلبه‬
‫الشورى من علم وتجربة‪ .‬ويتميز هذا التكوين الثـنائي المتوازن للسلطة التـشريعية بأّنه يقدم‬
‫في آن واحد مجموعة من المزايا تـتضافر مع بعضها البعض‪ .‬فهو يسمح بالمشاركة‬
‫الشعبـية في الشئون التـشريعية‪ ،‬ويسمح بتـفاعل كافة الراء والتجاهات في إطار مجلس‬
‫ن هذا التـشكيل المقـترح للمجلس التشريعي‪ ،‬الذي سوف يتطلب‬ ‫تـشريعي واحد‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإ ّ‬

‫‪15‬‬
‫لتفاصيل أكثر حول عملية صياغة ميثاق العمل الوطني أنظر ‪http://www.bahrainbrief.com.bh/arabic/february-2001.htm :‬‬

‫‪19‬‬
‫تعديل دستوريا‪ ،‬سوف يتيح له أن يستمد الحكمة والدراية من جانب‪ ،‬وكافة التوجهات العاّمة‬
‫للناخب البحريني من جانب آخر"‪.‬‬
‫من جانب آخر تسببت الصياغة الغامضة لهذه المادة‪ ،‬رغم تأكيدات كبار المسئولين‬
‫ن الملك أقدم على إصدار دستور مملكة البحرين‬ ‫لأّ‬‫بعدم المس بمكتسبات دستور ‪1973‬م‪ ،‬إ ّ‬
‫في ‪ 14‬فبراير ‪2002‬م‪ ،‬والذي تعتبره غالبية القوى السياسية بأّنه تراجع عن مكتسبات‬
‫دستور ‪1973‬م‪ .‬ومن أبرز هذه التراجعات كون المجلسين‪ :‬المنتخب والمعين متساويين في‬
‫العدد والصلحيات التشريعية وهو ما يعتبر أضعافا لسلطة الشعب ودوره في إدارة شئون‬
‫البلد‪ ،‬وتدخل من السلطة التنفيذية في السلطة التشريعية‪ ،‬وإخلل بمبدأ فصل السلطات‬
‫واستقللها‪ .‬أما القيادات الدينية والسياسية التي تمثل المعارضة‪ ،‬فقد قالت بأّنها دعت الناس‬
‫ن الملك قد‬
‫ن مجلس الشورى ذو طبيعة استشارية فقط‪ ،‬وأ ّ‬ ‫للتصويت على الميثاق بناء على أ ّ‬
‫تعهد لهم كتابيا بعدم تغيير الدستور‪ .‬وانطلقا من ذلك وإضافة إلى صدور العديد من مراسيم‬
‫بقوانين يعتبر بعضها يحّد من الحقوق الدستورية والحريات العاّمة‪ ،‬فقد قاطعت أربع‬
‫جمعيات سياسية رئيسية والعديد من المستقلين النتخابات النيابية بموجب دستور ‪2002‬‬
‫والتي تمت في ‪ 23‬و ‪ 30‬أكتوبر ‪2003‬م‪.16‬‬
‫بقدر ما كانت هذه المرحلة بداية للعمل السياسي المحترف والعلني فإّنها أيضا ساهمت‬
‫بطريق غير مباشر في إحداث تغيرات جوهرّية على طبيعة التنظيمات السياسية فقد‬
‫استطاعت التنظيمات السياسية أن تعمل علنية وأن تقطع كثير من اتصالتها القومية‬
‫والعالمية وأن تعمل في نطاق محلي يرّكز كثيرًا على قضايا الديمقراطية والصلح‬
‫الدستوري وأن تتاح لها الفرصة لتجريب نفسها أمام استحقاقات الديمقراطية‪ .‬كما سمحت‬
‫هذه المرحلة ببروز العديد من التوجهات الجديدة خصوصًا في التجاه السلمي السني‪.‬‬
‫وبموجب ميثاق العمل الوطني سمح بإعلن الجمعيات السياسية تحت مظلة قانون الجمعيات‬
‫الهلية الصادر عام ‪ 1989‬والمعّدل بمرسوم عام ‪ 1990‬الذي ل يسمح بعمل الحزاب‬
‫ل أن السلطات سمحت بشكل استثنائي للمجموعات والتنظيمات السياسية بتنظيم‬ ‫السياسية‪ ،‬إ ّ‬
‫نفسها كجمعيات شأن عام تحت قانون الجمعيات لعام ‪ .1989‬وعندما صدر المرسوم بقانون‬
‫صت‬ ‫رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي الشورى والنواب الصادر في ‪ 3‬يوليو ‪2002‬م ن ّ‬
‫المادة ‪/22‬ب منه على أّنه يحظر على التحادات والجمعيات والنقابات القيام أو المشاركة‬
‫في أّية دعاية انتخابية لي مرشح‪ .‬إل أن ملك البلد ورغبة في ثني المعارضة عن مقاطعة‬
‫النتخابات النيابية قام بإلغاء هذا البند بإصدار مرسوم بقانون رقم )‪ (30‬لسنة ‪ 2002‬الصادر‬
‫في ‪ 15‬سبـتمبر ‪2002‬م‪ .‬وفي الواقع فقد نشطت حركة تكوين الجمعيات الهلية بشكل‬
‫ملحوظ جدًا بأكثر من ضعف العدد قبل ‪ 2001‬المر الذي جعل من الجمعيات السياسية‬
‫محشورة وسط كّم هائل من الجمعيات الهلية المتنوعة كما هو مبين في الجدول التالي ‪:‬‬

‫‪ - 16‬عبد البني العكري‪ ،‬الديمقراطية المعاقة في الخليج‪ ،‬مجلة الديمقراطي ‪ ،‬تصدر عن جمعية العمل الديمقراطي ‪،‬البحرين‪ 7،‬ديسمبر ‪2003‬‬

‫‪20‬‬
‫الجمالي‬ ‫بعد ‪2002‬‬ ‫قبل يناير ‪2001‬‬ ‫الجمعيات‬
‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الجمعيات النسائية‬
‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الجمعيات الجتماعية‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الجمعيات السياسية‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الجمعيات الخيرية‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الجمعيات السلمية‬
‫‪40‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الجمعيات المهنية‬
‫‪44‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الجمعيات الجنبية‬
‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الجمعيات التعاونية‬
‫‪13‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الكنائس‬
‫‪65‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الصناديق الخيرية‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مؤسسات تطوعية‬
‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الندية الجنبية‬
‫مؤسسات خاصة للمعاقيين‬
‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬
‫والمسنين‬
‫‪266‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪198‬‬ ‫الجمالي‬

‫جدول )‪ : (2‬أعداد الجمعيات الهلية في البحرين حتى عام ‪.172002‬‬

‫وفي عام ‪ 2006‬أصدر ملك مملكة البحرين قانونًا ينظم عمل الجمعيات التي تمثل‬
‫القوى السياسية في البلد‪ ،‬ويخيرها بين العمل وفقا للقانون الجديد‪ ،‬وبين الحظر التام‬
‫لنشاطاتها‪ .‬وكان مجلسا الشورى والنواب قد أقرا القانون المذكور الذي تقدمت به الحكومة‬
‫رغم العتراضات الواسعة من قبل جمعيات حقوق النسان والجمعيات السياسية ومؤسسات‬
‫المجتمع المدني والصحافة‪ .‬ولم يتم الخذ بمشروع القانون المعّدل الذي تقّدمت به تسع من‬
‫الجمعيات السياسية القائمة‪ ،‬كما لم يتم اللتفات إلى تهديد بعض تلك الجمعيات بحل نفسها‬
‫بشكل مؤقت أو دائم في حال صدور القانون‪.‬‬
‫ومع أن كثيرًا من الجمعيات السياسية كانت قد رفضت الصيغة المطروحة لقانون‬
‫الجمعيات وأبدت البعض تحفظاتها على بعض البنود إل أّنها في النهاية وبعد ممانعة بلغت‬
‫إلى حّد إغلق بعض الجمعيات السياسية مقاّرها لبضعة أيام احتجاجا على تمرير القانون‪،‬‬
‫سجلوا جمعياتهم قبل انتهاء المّدة المحّددة لتعديل أوضاعهم بما يتوافق وقانون الجمعيات‬
‫السياسية الجديد‪.‬‬

‫‪ - 17‬الموقع اللكتروني لوزارة العمل والشئون الجتماعية في البحرين‪http://www.bah-molsa.com/arabic/index.asp .‬‬

‫‪21‬‬
‫وحتى كتابة هذا التقرير كان عدد الجمعيات السياسية المسجلة في وزارة العدل ‪15‬‬
‫جمعية سياسية هي ‪:‬‬

‫عدد‬
‫مكان )المقر(‬ ‫التوجه العام )تقديري(‬ ‫تاريخ التأسيس‬ ‫الجمعّية‬
‫أعضائها‬
‫العاصمة‬ ‫‪35561‬‬ ‫إسلمية )شيعية ‪/‬معارضة(‬ ‫‪2001‬‬ ‫الوفاق الوطني السلمّية‬
‫العاصمة‬ ‫‪613‬‬ ‫يسار قومي‬ ‫‪2001‬‬ ‫العمل الديمقراطي‬
‫العاصمة‬ ‫‪372‬‬ ‫إسلمية )شيعية‪ /‬معارضة(‬ ‫‪2002‬‬ ‫العمل السلمي‬
‫العاصمة‬ ‫‪134‬‬ ‫بعثية‪ /‬قومية‬ ‫‪2001‬‬ ‫التجمع القومي‬
‫المحرق‬ ‫‪384‬‬ ‫إسلمية ‪ /‬إخوان مسلمين‪ /‬موالة‬ ‫‪2001‬‬ ‫المنبر السلمي‬
‫المحرق‬ ‫‪304‬‬ ‫إسلمية ‪ /‬سلف‪ /‬موالة‬ ‫‪2001‬‬ ‫الصالة السلمّية‬
‫المحرق‬ ‫‪153‬‬ ‫سنية‪ /‬وسط‪ /‬موالة‬ ‫‪2001‬‬ ‫الشورى السلمّية‬
‫العاصمة‬ ‫‪456‬‬ ‫يسار ‪ /‬شيوعي‬ ‫‪2001‬‬ ‫المنبر التقدمي‬
‫المحرق‬ ‫‪136‬‬ ‫ناصري‬ ‫‪2001‬‬ ‫الوسط العربي السلمي‬
‫العاصمة‬ ‫‪463‬‬ ‫ليبرالية‪ /‬موالة‬ ‫‪2001‬‬ ‫الميثاق‬
‫المحرق‬ ‫‪205‬‬ ‫ليبرالية‪ /‬موالة‬ ‫التجمع الوطني الدستوري‬
‫العاصمة‬ ‫‪223‬‬ ‫إسلمية‪ /‬شيعية ‪ /‬موالة‬ ‫‪2001‬‬ ‫الرابطة السلمّية‬
‫ليبرالية‪ /‬وسط‪ /‬اثنية )يغلب عليها ذو‬
‫المحرق‬ ‫‪154‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫الخاء‬
‫الصول الفارسية(‬
‫المحرق‬ ‫‪56‬‬ ‫ليبرالية‬ ‫‪2002‬‬ ‫التجمع الوطني الديمقراطي‬
‫الرفاع‬ ‫‪130‬‬ ‫ليبرالية‪ /‬موالة‬ ‫‪2002‬‬ ‫الفكر الحر‬

‫جدول )‪ : (3‬الجمعيات السياسّية في البحرين حتى ‪2007‬‬

‫‪22‬‬
‫ثالثا ‪ -‬مفهوم الجمعيات السياسّية وفارق الحزب‬
‫ليست مصادفة أن تخلو الدبيات السياسية البحرينية من مفردة الحزب والقتصار على‬
‫ل الحركات السياسية تبتعد عن‬‫أسماء محددة مثل الجبهة أو التجمع أو الحركة‪ .‬كانت ك ّ‬
‫إلصاق مسمى الحزب عن تنظيماتها وتكتفي بأسماء توحي بدللتها على الشمولية والسعة‬
‫والتمثيل الشعبي كالجبهة الوطنية أو التجمع الوطني‪.‬‬
‫الظاهرة التي عّمت الوساط السياسية البحرينية بعد التصويت على ميثاق العمل‬
‫الوطني ‪ 2001‬هي قيام التجاهات والتنظيمات التي كانت تعمل في السر بإشهار نفسها تحت‬
‫مسميات مختلفة‪ ،‬وفي بعض الحيان متشابهة جدا‪ .18‬وهكذا تشّكلت بانوراما الجمعيات‬
‫السياسية وازدادت حتى وصلت إلى خمس عشرة جمعية مؤهلة للزدياد مع تطور الوضاع‬
‫والحوارات الوطنية وتبلور اتجاهات داخل هذا الطيف أو ذاك تسعى للخروج بنمط يختلف‬
‫عن هذه الجمعية أو تلك‪.‬‬
‫ل جماعة‬ ‫وفق تعريف قانون الجمعيات الصادر ‪ 2004‬فالجمعية السياسية عبارة )ك ّ‬
‫منظمة تعمل باعتبارها تنظيمات وطنية‪ ،‬وتعمل على تنظيم المواطنين وتمثليهم( وهذا‬
‫التعريف الخاص يلغي ماهية الحزب كما هو شائع في الحزاب الغربية أو الدول التي تأخذ‬
‫النظام الحزبي كعلمة للنظام السياسي حيث ل يرد بند السعي للستيلء على السلطة سلميا‬
‫أو المشاركة فيها‪.‬‬
‫السبب وراء ابتعاد القانون عن استخدام تعبير الحزب‪ ،‬هو جزئيًا ما يتضّمنه الحزب ‪-‬‬
‫خلفا للجمعية ذات البعد الهلي أو المناطقي أو الفئوي ‪ -‬من سعي للمشاركة الفعلية في‬
‫السلطة والعمل بمبدأ التداول السلمي للسلطة‪ .‬أّما السبب الكبر فهو يتعلق بطبيعة الممارسة‬
‫السياسية السائدة في البحرين حيث يتم التعامل من خلل الدللت وليس المدلولت‪ ،‬مثال‬
‫ي جمعية مسجلة في وزارة العمل‬‫ذلك قانون الجمعيات الصادر ‪ 1989‬كان يحظر على أ ّ‬
‫والشؤون الجتماعية الشتغال بالسياسة‪ ،‬إل أن الجمعيات التي سجلت تحت مسمى جمعيات‬
‫أهلية كانت تشتغل بالسياسة حتى صدور قانون الجمعيات السياسية سنة ‪ 2004‬بناء على‬
‫توجيه من ملك البحرين يتغاضى عن تطبيق قانون ‪ 1989‬وأصبحت الحكومة مضطّرة أن‬
‫ص القانوني‪.‬‬
‫تتعامل معها على أساس الواقع وليس بحسب الن ّ‬
‫وكان من المقرر أن يناقش المجلس الوطني بمجرد تشكيله وممارسته لنشطته في‬
‫ن هذا‬‫لأّ‬‫‪ 2002‬ـ إن كان سيتم السماح للجمعيات السياسية أن تتحول إلى أحزاب سياسية‪ -‬إ ّ‬
‫القرار تمخض عن تمرير قانون الجمعيات السياسية رغم كثير من التحفظات عليه من قبل‬
‫أغلب الجمعيات السياسية‪ .19‬فالقانون الجديد للجمعيات السياسية يعطي الحكومة ‪ -‬ممثلة في‬
‫وزير العدل ‪ -‬صلحيات وهيمنة على الجمعيات السياسية سواء في التأسيس أو الرقابة أو‬
‫ل المؤقت أو الدائم‪ .‬كما يفرض القانون قيودا مشددة على النشاط والتمويل والتصال‬‫الح ّ‬
‫الخارجي‪ ،‬ويمنعها من استخدام المؤسسات العاّمة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية‬
‫‪ - 18‬على سبيل المثال استخدام مفردة الوطني في أغلب الجمعيات وكذلك مفردة المنبر ‪.‬‬
‫‪ - 19‬ملحظة‪ :‬السلطة ل تنسب المرشحين الى الجمعيات ول تتقبل رسميا القوائم – راجع الموقع اللكتروني ووسائل العلم الرسمية ايام‬
‫النتخابات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫لممارسة نشاطها‪ ،‬دون تحديد طبيعة ذلك الستخدام‪ .‬ويمنع القانون الستقطاب الحزبي في‬
‫صفوف قوات الدفاع وأجهزة المن‪ ،‬تاركا ‪ -‬وفقا لمرسوم بقانون سابق ‪ -‬للحكومة النفوذ‬
‫الكامل على مشاركة منتسبي تلك الجهزة في أّية انتخابات‪ .‬كما يسّلط القانون ديوان الرقابة‬
‫المالية على الجمعيات وهو تابع للجهة التنفيذية‪ .‬ويمّكن القانون الحكومة من المتناع عن‬
‫تسجيل الجمعية أو حّلها بحجة أّنها طائفية أو دينية أو أّنها غير إسلمية‪ ،‬أو لّنها مخالفة‬
‫للدستور المثير للجدل الذي صدر عام ‪.202002‬‬
‫ن الدولة ما زالت تتعامل مع الجمعيات السياسية ككائن قاصر سواء في‬ ‫من ناحيتها فإ ّ‬
‫‪21‬‬
‫تعاملها مع نواب الجمعيات أو من هم خارجها إذ عادة ما تلجأ إلى تقديم القوى الهلية‬
‫وغير الرسمية في المسائل الكبرى بما يؤّدي في النهاية إلى اعتبار الجمعيات ظواهر‬
‫هامشية في صنع القرار خصوصا وأّنها ل تشاهر بمسألة أساسّية وجوهرية في العمل‬
‫ن بقاء‬
‫الحزبي وهو الوصول إلى السلطة وحيازتها‪ .‬المر الذي يدفع بالبعض إلى القول بأ ّ‬
‫الجمعيات السياسية على ما هي عليه من ضعف في التركيبة اليديولوجية السياسية‬
‫وهامشية في الهيكل العام للدولة ونظام الحكم قد يتح للبعض اعتبارها مجّرد تشكيلت‬
‫اجتماعية وليست سياسية لكنها تتعاطى العمل السياسي بزاوية ضيقة‪.‬‬

‫‪ - 20‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى القسم الخاص بالطار القانون والتشريعي في هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ - 21‬انظر محضر جلسة مجلس النواب ‪ (2002 )32‬ومداخلة بعض النواب ومن بينهم مداخلة النائب محمد خالد‪ ،‬موقع مجلس النواب البحريني‬
‫على النترنت ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫رابعًا ‪ -‬الترسيمة اليديولوجية والمذهبية‬
‫ل المشهد السياسي البحريني المعقد ل يمكن أن نركن إلى تصنيفات تقليدية مثل‬ ‫في ظ ّ‬
‫اليسار والليبرالي والسلمي‪ .‬فالنقسام العمودي حول المشروع الصلحي والدستور‬
‫ق هذه التجمعات وقامت تحالفات جديدة ل تستند إلى التصنيف السابق‪،‬‬ ‫والنتخابات قد ش ّ‬
‫ن هذا التصنيف ل يسمح لنا بقراءة الحراك السياسي كما هو على أرض‬ ‫المر الثاني أ ّ‬
‫ن اللجوء إلى هذا التصنيف يعني النظر على الجمعيات السياسية من‬ ‫الواقع‪ ،‬بعبارة أخرى أ ّ‬
‫خارجها وليس كما هي واقعيا‪ ،‬فالسياسة المعمول بها لم تعد تراعى الفروق العاّمة‪ ،‬ومن‬
‫ل تيار) سنة ‪/‬‬‫ن تصنيفات مثل هذه لم تعد تستوعب الختلف الداخلي بين أفراد ك ّ‬ ‫جهة ثانية أ ّ‬
‫شيعة‪ ،‬يسار قومي‪ /‬يسار شيوعي‪ ،‬ليبرالي إسلمي؟‪ /‬ليبرالي علماني( إّما لغموض النظرّية‬
‫لكلّ تيار أو لتداخل الطروحات السياسية في برامج الجمعيات السياسية عموما‪.‬‬
‫وبحكم كثير من المتغيرات الجتماعية والسياسية ل تبدو الخريطة اليديولوجية‬
‫ل في التوجه العام )من حيث كونها جمعيات إسلمية أو من‬ ‫للجمعيات السياسية واضحة إ ّ‬
‫خلل الخلفية التاريخية(‪ .‬كان المشهد السياسي قبل الدخول في مرحلة الصلح أكثر تنوعا‬
‫وأكثر صراحة في التعبير اليديولوجي إذ كانت هناك أحزاب يسارية تتوزع على الحزب‬
‫الشيوعي واليسار القومي‪ ،‬وأحزاب إسلمية ) شيعية( تتراوح بين ولية الفقيه وشورى‬
‫ل حزب أطروحة سياسية واجتماعية تختلف في كثير من المفردات عن التيار‬ ‫الفقهاء‪ .‬ولك ّ‬
‫الخر‪.‬‬
‫ن هذه الترسيمة أصبحت هلمية وغير واضحة بعد مرحلة الصلح السياسي‬ ‫لأّ‬‫إّ‬
‫وتحول تلك الحزاب إلى جمعيات سياسية‪ .‬وهي مفارقة عجيبة تستدعي الهتمام وتبادر‬
‫ن بيئة العمل السري هي أكثر قدرة على إنتاج الختلف والتحديد الدقيق لسير‬ ‫إلى الذهن أ ّ‬
‫العمل السياسي‪ .‬ويتأكد هذا القول بالرجوع إلى قائمة أهداف الجمعيات السياسية التي تبدو‬
‫منسوخة عن بعضها البعض وما قد يفرقها هو بعض العبارات الدالة على النتماء العام كما‬
‫في الجمعيات السلمية لكنها تشترك جمعيا في الهداف الوطنية خصوصا تلك المتعلقة‬
‫بالمور المعيشية‪ .‬جزء من هذا الغموض والتشابه يمكن إرجاعه إلى طبيعة قانون الجمعيات‬
‫وظروف العمل السياسي في منطقة الخليج ومنها البحرين‪ .‬فقانون الجمعيات يحظر العلن‬
‫عن الطابع اليديولوجي الخاص بالجمعية ويمنع تشكلها خارج الطار المرسوم سلفا في‬
‫نموذج تعبئة طلب الشهار ووفقا للمادة )‪ (4‬من قانون الجمعيات إذ " يشترط لتأسيس أّية‬
‫ل تتعارض مبادئها وأهدافها وبرامجها وسياساتها وأساليبها‬ ‫جمعية سياسية أو استمرارها أ ّ‬
‫مع مبادئ الشريعة السلمية باعتبارها مصدرًا رئيسيًا للتشريع‪ ،‬أو الثوابت الوطنية التي‬
‫ل تقوم الجمعية على أساس طبقي أو طائفي أو‬ ‫يقوم عليها نظام الحكم في مملكة البحرين‪ .‬وأ ّ‬
‫فئوي أو جغرافي أو مهني‪ ،‬أو على أساس التفرقة بسبب الجنس أو الصل أو اللغة أو الدين‬
‫أو العقيدة"‪.‬‬
‫أّما ظروف العمل السياسي فبحكم انشغال القوى السياسية بالصراع السياسي المحتدم‬
‫مع الحكومة قبل مرحلة الصلح السياسي وانتقال هذه التركة إلى مرحلة الصلح في وقت‬

‫‪25‬‬
‫تلشت فيه الترسيمات اليديولوجية أو ما سمي بعصر نهاية اليدولوجيا فقد ألحت قضايا‬
‫الصلح الدستوري والسياسي على أجندة الجمعيات من دون التوسل بالغطاء اليديولوجي‪.‬‬
‫ما يضاف إلى هذا العنصر هو ضعف التكوين اليديولوجي نفسه وعدم قدرته على‬
‫ن أثر العولمة والتجاهات السائدة قد‬ ‫الستقطاب كما كان سابقا مما يؤدي بنا إلى القول أ ّ‬
‫أثرت بشكل كبير على التوجهات الحزبية والعمل من خلل منظور ديمقراطي يرّكز على‬
‫مسألة المواطنة كإطار عام للجمعيات السياسية جمعيًا‪.‬‬
‫يؤّدي بنا هذا الواقع إلى إعادة النظر في معايير التقسيم اليديولوجي السائد وضرورة‬
‫البحث عن مبرراته فهل تكون التركة السياسية السابقة هي النسب في تقسيم الجمعيات‬
‫السياسية؟ وبالتالي نحتكم إلى الثر الماضوي رغم التغيرات التي طرأت على كثير من‬
‫التجاهات السياسية وانخراط بعضها في غير ما كانت عليه‪ .‬أم نلجأ إلى المعيار البحثي‬
‫المعتمد على أدبيات الجمعيات نفسها ؟‬
‫ل الجمعيات السياسية مسألة تصنيفها اعتمادا على المعايير الثنية أو‬‫في حين ترفض ك ّ‬
‫الطائفية وهي معايير عادة ما تدرج تحت الجمعيات السياسية في الصحافة المحلية أو في‬
‫ن مسألة اتباع سياسية تشطير المجتمع‬ ‫الحاديث العامة )سنة‪/‬شيعة أو عرب‪/‬عجم( فإ ّ‬
‫ن هذا النقسام ليس ابن لحظته بل‬ ‫عموديا ما زالت فاعلة وبقوة‪ .22‬ويرى عبد النبي العكري أ ّ‬
‫تعود خلفيته إلى التشكيلة التاريخية للقوى السياسية ومنطلقاتها اليديولوجية وخطوطها‬
‫ن هناك تحولت مهّمة جرت لبعض هذه القوى‪ ،‬وظهرت قوى جديدة في‬ ‫السياسية‪ .‬صحيح أ ّ‬
‫ن الجمعيات السياسية الساسية مستندة إلى قوى سياسية متجذرة في‬ ‫الساحة‪ ،‬وصحيح أيضا أ ّ‬
‫ن هذه القوى شهدت تحولت حاسمة في ظل‬ ‫المجتمع وقديمة الوجود‪ ،‬لكنه من الملحظ أ ّ‬
‫‪23‬‬
‫الشرعية التي تمتعت بها بعد أن كانت تعمل تحت الرض ‪.‬‬
‫انطلقا من مجموع هذه الملحظات يمكن الستغناء مؤقتا عن تلك الحدود واللجوء إلى‬
‫معايير إجرائية تتخذ من المركزية أساسا تنطلق منه في رسم التقسيمات السياسية للجمعيات‬
‫السياسية‪ .24‬فهناك مركز تمثله الحكومة باعتبارها الطرف القوى والمهيمن على تراتبية‬
‫ل هذا المسار يمّكننا‬
‫المجتمع مقابل جمعيات أو أحزاب تقف على يمين أو يسار المركز‪ .‬ولع ّ‬
‫من أخذ الحيطة في لعبة التوازن التي يقوم بها المركز بين اليمين واليسار من خلل توزيع‬
‫الدوار والتحالفات والكشف عن الدور الحتكاري الذي تمارسه الحكومة عبر تحفظها على‬
‫مبدأ تداول السلطة لضمان تغيير المركز ولو نسبيا‪.‬‬
‫تتضح أهمية هذا المعيار بالنظر إلى الطابع اليديولوجي في مرحلة ما قبل ميثاق‬
‫العمل الوطني ومرحلة العمل بميثاق العمل الوطني عام ‪ .2001‬ففي المرحلة السابقة على‬
‫ن المعادلة قد صممت‬‫الميثاق كانت الحكومة تواجه حركات معارضة متعددة التوجهات وكأ ّ‬

‫‪ - 22‬لمزيد من التفاصيل انظر ‪ :‬عبد الهادي خلف‪ ،‬بناء الدولة في البحرين المهمة غير المنجزة ‪.‬‬
‫‪ - 23‬عبد البني العكري‪ ،‬النتخابات البحرينية ‪ ..‬قراءة في أجندة القوى السياسية‪ ،‬موقع قناة الجزيرة ) ‪.( www.aljazeera.net‬‬
‫‪ - 24‬بعد انفجار الزمة اللبنانية بعد مقتل الحريري شاع مصطلح الموالة والمعارضة كثانيئة تعمل من خللها القوى السياسية وقد تم ادخال هذا‬
‫التقسيم في التصنيف السياسي البحريني وعمليا تصنف الجمعيات السياسية حاليا إلى جمعيات موالة وأخرى معارضة كتعبير عن حالتي اليمين‬
‫واليسار ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫بناء على وجود حكومة ومعارضة مقصية مطاردة تتخذ من صيغ العمل السري وسيلة‬
‫ل من ‪:‬‬
‫للتواصل مع المجتمع المحلي والعالمي تمثلت هذه المعارضة في ك ّ‬
‫‪ -1‬الجبهة الشعبية في البحرين‪ ،‬وتمثل اليسار القومي المنشق عن حركة القوميين العرب‪.‬‬
‫‪ -2‬جبهة التحرير الوطني البحرانية‪ ،‬تأسست عام ‪1955‬وهي فصيل من الحزاب الشيوعية‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ -3‬حركة أحرار البحرين وهي حركة إسلمية لها جذور في حزب الدعوة السلمية المنحل‬
‫عام ‪ 1983‬تأسست في لندن عام ‪ ،1984‬كانت مؤيدة لولية الفقيه‪.‬‬
‫‪ -4‬الجبهة السلمية لتحرير البحرين‪ ،‬أعلنت عن نفسها سنة ‪ ،1979‬وهي حركة إسلمية‬
‫كانت تابعة لحركة الرساليين ) العراق( اتخذت طابعا مستقل عنها عام ‪ ،1992‬اتخذت‬
‫من مرجعية السيد محمد الشيرازي وشورى الفقهاء إطارا لحركتها‪.‬‬
‫أّما التوجهات الخرى مثل حزب البعث العربي والتيار الناصري فقد ظلت بعيدة عن‬
‫التشكيلت التنظيمية مكتفية بالحفاظ على توجهاتها اليديولوجية في نطاق ضيق غير علني‬
‫ول يحمل طابعا سياسيا ‪.‬‬
‫اختلف الوضع كلية بعد الشروع في مرحلة الصلح السياسي ولم تعد معادلة‬
‫)حكومة‪ /‬معارضة( تستوعب الكم الهائل من الجمعيات السياسية الوليدة مما عقد الوضع‬
‫السياسي من جهة وحجم قدرة المعايير التقليدية على تصنيف العديد منها‪ .‬لقد وفر مشروع‬
‫ميثاق العمل الوطني الفرصة للحكومة في أن تكون مركزا تحوم من حوله الجمعيات‬
‫السياسية موزعة بين اليمين واليسار‪ ،‬وأعطى ) الحكومة ( طابعا تمثيل يضيف إلى‬
‫مركزيتها صفة الوسطية والقدرة على لعب دور الموازن والحكم في التطلعات اليديولوجية‬
‫للجمعيات السياسية‪ ،‬لكنها لم تلغي المعادلة السابقة تماما فالجمعيات المصنفة يسار المركز‬
‫الحكومي تعتبر جمعيات معارضة في مقابل جمعيات اليمين وهي إّما جمعيات موالة أو‬
‫أقرب إلى المركز من اليسار‪.‬‬
‫ن مشروع ميثاق العمل الوطني وفر للتنظيمات السياسية المعارضة‬ ‫وفي الواقع فإ ّ‬
‫فرصة إعادة تنظيم نفسها علنية رغم تحفظاتها على قانون الجمعيات السياسية ورفضها‬
‫لها‪ 25‬مقابل هذا السكون المتحرك التي عملت من خلله الجمعيات المعارضة أنشئت‬
‫جمعيات سياسية صنفت تلقائيا في يمين المركز الحكومي مثلتها كل من جمعيتي الصالة‬
‫ذات التوجهات السلفية وجمعية المنبر السلمي واجهة حركة الخوان المسلمين وجمعية‬
‫الشورى السلمية‪ ،‬إضافة إلى العديد من الجمعيات الخرى مثل جمعية الفكر الحر وجمعية‬
‫الميثاق وهما خليط بين الليبرالية وبعض المرتدين على اليسار القومي‪.‬‬
‫وفي المنطق نفسه يمكن تفسير العدد الهائل من الجمعيات السياسية وتشابه العديد منها‬
‫في الهداف والتوجهات وتفسير ارتفاع التمثيل العددي للجمعيات مقارنة مع التمثيل النوعي‬
‫‪ - 25‬وفي الواقع ظلت القوى المعارضة في موقعها بفارق بسيط هو تغيير السماء والبقاء على المطالب السياسية نفسها التي كانت تطالب بها وإن‬
‫اختلفت الصيغ والتعبيرات في ذلك‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الذي تحّدده التوجهات الحزبية كما يمكن تفسير غياب التنوع المعرفي أو اليديولوجي بين‬
‫الجمعيات السياسية مثل غياب جمعيات سياسية مهتمة بالبيئة أو متحالفة مع التوجهات‬
‫العالمية كالشتراكية العالمية مثل‪.‬‬
‫من جهة ثانية انعكس هذا المعيار الجرائي في إمكانية قيام تحالفات سياسية صنفت‬
‫على أّنها تقف يسار المركز مقابل تحالفات ولو كانت غير منعقدة تقف على يمين المركز‪.‬‬
‫أولى تلك التحالفات وأشهرها التحالف الرباعي المتكون أثر إصدار ملك البحرين دستور‬
‫‪ ،2002‬لقد كان هذا الحدث بمثابة الفرز الجديد في سياق التحالفات السياسية وبداية لفرز‬
‫المركز الحكومي وقوى اليمين واليسار‪ .‬تشكل التحالف الرباعي بين أطراف من التيار‬
‫السلمي وقوى اليسار وهو التحالف الذي كان قائما قبل ميثاق العمل الوطني ‪2001‬‬
‫ل من جمعية الوفاق الوطني السلمية وجمعية العمل الديمقراطي وجمعية العمل‬ ‫فتحالفت ك ّ‬
‫السلمي وجمعية التجمع القومي‪ ،‬وقد شهد هذا التحالف محاولت عديدة لتوسعته على ما‬
‫ل من جمعية المنبر‬‫كان يطلق عليه بالتحالف السداسي الذي يضم إلى الجمعيات الربع ك ّ‬
‫التقدمي وجمعية الوسط العربي‪.‬‬
‫على الرغم من ذلك فمن المفيد تصنيف الجمعيات وفق الترسيمات التقليدية لغراض‬
‫تحليلية مع الخذ بعين العتبار الختلفات والتقاطعات‪ ،‬وسنحاول استعراض هذه التوجهات‬
‫بصور إجمالية ونعرض لتفصيلها تحت عنوان آخر‪.‬‬
‫أ‪ -‬التيار السلمي السني‬
‫يتكّون هذا التشكيل من عّدة توجهات فكرّية دعوّية بالساس خاضها التيار السلمي‬
‫السني منذ نهاية السبعينيات من خلل انشقاقات تنظيمية في تيار الخوان المسلمين ودخول‬
‫كرة السلفية على الخط بتأثيرات من الكويت على وجه التحديد‪ .26‬وتطّورت هذه الختلفات‬
‫الفكرية إلى بنى تنظيمية مستقلة من خلل الجمعيات السلمية الخيرية كجمعية الصلح‬
‫ل هذا التيار غير مسّيس‬ ‫والجمعية السلمية التي احتضنت التيار السلفي في البداية‪ .‬وقد ظ ّ‬
‫وموال تقليديا للحكم ويحظى بتأييد ودعم السعودية‪ ،‬وتمّكن من خلل إمكانياته وتقديمه‬
‫للمساعدات الجتماعية والتثقيف والتعليم الديني أن يسيطر على الشارع ويكتسح مناطق مثل‬
‫ل لليسار‪ .27‬وسرعان ما عّبرت هذه التوجهات عن نفسها‬ ‫المحرق التي كانت تعتبر معق ً‬
‫سياسيا بعد العلن عن ميثاق العمل الوطني عام ‪ ،2001‬فأخذت تعمل على تسييس‬
‫‪28‬‬
‫قواعدها والمشاركة في العمل السياسي بعد أن كانت منقطعة عنها وغير مبالية فيه ‪.‬‬
‫من أبرز تلك التنظيمات ‪:‬‬
‫‪ -1‬جمعية المنبر السلمي وهي واجهة الخوان المسلمين في البحرين‪.29‬‬

‫‪ - 26‬عادل المعاودة مقابلة مع صحفية الوطن ضمن ملف السلم الحركي‪http://www.alwatannews.net .‬‬
‫‪ - 27‬عبد البني العكري‪ ،‬النتخابات البحرنية ‪ ..‬قراءة في أجندة القوى السياسية‪ ،‬موقع قناة الجزيرة ) ‪.( www.aljazeera.net‬‬
‫‪ 28‬غسان الشهابي‪ ،‬التشكيلت السنية السلمية في البحرين ‪ ،‬في بوابات العبور ‪ ..‬البحرين قراءة مرحلة ‪ ،‬البحرين‪ ،‬دار الوقت للطباعة‪2006 ،‬‬
‫‪ - 29‬لمزيد عن حركة الخوان انظر ‪ :‬حسن عبدال‪ ،‬موجز عن تاريخ الحركة السلمية في البحرين‪ ،‬موقع حركة أحرار البحرين‬
‫) ‪( www. Vob.org‬؛ منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -2‬جمعية الصالة السلمية تيار السلف "المتشدد" الذي ظهر على يمين الصلح‬
‫الجتماعي ومركزه جمعية التربية السلمية‪.‬‬
‫‪ -3‬والتيار "المعتدل" وغير المؤطر‪ ،‬المتمركز في الجمعية السلمية‪.‬‬
‫‪ -4‬جمعية الوسط القومي السلمي من هذا الخليط وهي جمعية تجمع بين الناصرية‬
‫والسلمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التيار السلمي الشيعي‬
‫استطاعت الطائفة الشيعية التعاطي مبكرا مع حركة المطالب السياسية والصلح‬
‫السياسي وتعتبر فترة العشرينّيات من القرن الماضي بداية التحرك السياسي الشيعي‬
‫المطلبي‪ .‬وقد شارك الشيعة في كثير من الحداث والحركات السياسية المطلبية مثل حركة‬
‫‪ 1938‬وحركة ‪ 1954‬وبعد شيوع ظاهرة الحزاب السياسية انخرط الشيعة في صفوف‬
‫أغلب التنظيمات اليسارية وحركات التحرر العربية‪ .‬في نهاية الستينيات وعلى خلفية أحداث‬
‫حزيران ‪ 1967‬بدأت الحركة السلمية الشيعية في تنظيم نفسها والعمل برؤية مستقلة‬
‫متأثرة بالحداث السياسية في العراق على وجه التحديد وتم العمل على تأسيس أفرع‬
‫للحركات السلمية في البحرين‪ ،‬منها حزب الدعوة )السلمية( وحركة الرساليين الطلئع‪.‬‬
‫استطاع التيار السلمي الشيعي أن يؤسس لنفسه العديد من الواجهات الفكرية كالمكتبة‬
‫ن البروز القوى كان في فوز التيار‬ ‫لأّ‬‫السلمية وجمعية التوعية والصندوق الحسيني إ ّ‬
‫‪30‬‬
‫السلمي الشيعي بستة مقاعد في المجلس الوطني عام ‪ 1973‬وتشكيل الكتلة الدينية ‪.‬‬
‫وبعد انتصار الثورة السلمية في إيران برز تنظيم الجبهة السلمية لتحرير البحرين‪،‬‬
‫ل حزب الدعوة بقرار داخلي بعد تسرب خليا تدفع باتجاه الصدام مع‬ ‫وفي عام ‪ 1982‬تّم ح ّ‬
‫الحكومة‪ .‬وفي عام ‪ ،1984‬وبعد إغلق الحكومة جمعية التوعية واعتقال مجلس الدارة‬
‫وتوجيه تهمة النتماء لحزب الدعوة إلى بعض أعضائها‪ ،‬تشّكلت حركة أحرار البحرين‬
‫وظهرت ساحة "لندن" كمحور مركزي لهذا المشروع السياسي‪ .‬المشروع السياسي الجديد‪،‬‬
‫طرح نفسه للمتصدين داخل البحرين‪ ،‬على أساس مختلف‪ .‬فبدل من طرح "قيادة المجتمع"‬
‫بصورة "شاملة" على أسس تنظيمية "هرمية" و"سرية"‪ ،‬طرحت فكرة حركة أحرار‬
‫البحرين‪ ،‬على أّنها مؤسسة تنظيمية لـ"خدمة" المجتمع من خلل رفع قضيته بصورة علنية‬
‫أمام المحافل الدولية ومن خلل إقامة التحالفات السياسية والجتماعية داخل البحرين‪.31‬‬
‫بعد العلن عن ميثاق العمل الوطني أصبحت الحركات الشيعية موزعة على‬
‫التنظيمات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬جمعية الوفاق الوطني السلمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬جمعية العمل السلمي ‪.‬‬
‫‪ - 30‬للمزيد انظر ‪ :‬فؤاد اسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين‪.‬‬
‫‪ - 31‬حسن عبدال‪ ،‬موجز عن الحركة السلمية في البحرين‪ ،‬موقع حركة أحرار البحرين ) ‪.( www.vob.org‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -3‬جمعية الرابطة السلمية ) يمينية( ‪.‬‬
‫‪ -4‬حركة أحرار البحرين ) معارضة في لندن( ‪.‬‬
‫وتجمع أغلب التنظيمات الشيعية على ضرورة الصلح الدستوري والمشاركة الحقيقة‬
‫في الحكم والعمل من خلل النموذج الديمقراطي وإقامة التحالفات السياسية مع الطراف‬
‫الخرى بما يجعلها في موقع اليسار دائما من السلطة‪ .‬وقد تراجع الفكر السياسي الشيعي في‬
‫البحرين عن الفكار الشمولية من قبيل الدولة السلمية والقول بولية الفقيه عبر التوصل‬
‫إلى فكرة المجتمع السلمي والقبول بالتعددية السياسية والخذ ببعض أفكار القتصاد‬
‫الحر‪.32‬‬
‫ج‪ -‬تيار اليسار‬
‫تعود جذور اليسار في البحرين إلى فترة الخمسينيات عندما ظهرت جبهة التحرير‬
‫الوطني التي صدر عنها أّول بيان يحمل الخطوط العريضة لبرنامجها في عام ‪ ،1963‬وتلتها‬
‫الجبهة الشعبية في البحرين التي كانت جزءًا من الحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج‬
‫العربي‪ .‬وقد مثلت جبهة التحرير الوطني الخط الشيوعي التقليدي في حين مثلت الجبهة‬
‫ل من جمعية المنبر‬‫نك ّ‬
‫الشعبية الخط الماركسي الذي خرج من رحم التيار القومي‪ .‬حاليا‪ ،‬فإ ّ‬
‫التقدمي وجمعية العمل الديمقراطي تعبران عن الفكر اليساري سواء من ناحية مجالت‬
‫العمل إذ يتم التركز على النقابات وتقوية الحركة العمالية والجمعيات النسوية المتحررة‪ ،‬أو‬
‫من ناحية البرامج السياسية متمثلة في التشديد على العلمانية والصيغ الديمقراطية كمحّددات‬
‫ن كل الجمعيتين ما زالتا تعملن بالتعاون مع حركات يسارية‬ ‫أساسية لنظام الحكم‪ ،‬كما أ ّ‬
‫عالمية لعقد دورات أو حضور مؤتمرات ومعسكرات شبابية‪.‬‬
‫ن جمعية العمل الديمقراطي )وعد( ل تعتبر نفسها يسارية ول علمانية كمفاهيم‬‫لأّ‬‫إّ‬
‫أيديولوجية فاقعة‪ ،‬خصوصا بعد أن طرح تعويم اليديولوجيا وتراجعها خلف البرنامج‬
‫السياسي‪ .‬احتضنت )وعد( كثرة من العضاء غير المنتمين ليديولوجيات يسارية أو‬
‫ماركسية أو ناصرية أو بعثية‪ ،‬حيث يوجد أعضاء ملتزمون إسلميا بمرجعياتهم المذهبية‬
‫كدين ولكنهم يرفضون إقحام الدين أو المذهب في الحقل السياسي‪.‬‬
‫د‪ -‬التيار الليبرالي‬
‫توحي مفردة الليبرالية بوجود طبقة اقتصادية تدفع بالصلحات السياسية لخدمة فكرة‬
‫السوق القتصادية وما يتبعها من برامج سياسية تتضمن الحريات الشخصية والتعددية‬
‫ن بنية الفكر الليبرالي في البحرين ما زالت بعيدة عن هذا الطار بحكم غياب‬ ‫لأّ‬
‫السياسية‪ .‬إ ّ‬
‫الطبقة القتصادية المستقلة عن اقتصاد الدولة وبحكم أنّ الفكر الليبرالي ما زال في بداياته‪.‬‬
‫أّما الفكار السياسية المدرجة في التيار الليبرالي فما زال ينظر إليها على أّنها أفكار غير‬
‫ناضجة ويتم التعامل معها على أّنها ملجأ لكثيرين ممن يصنفون أّنهم خارجون على التجربة‬
‫الحزبية خصوصا اليسارية منها‪.‬‬
‫‪ - 32‬جمعية الوفاق السلمية‪ ،‬البرنامج النتخابي لعام ‪ ،2006‬على الموقع اللتكروني للجمعية ‪http://www.alwefaq.org :‬‬

‫‪30‬‬
‫يتشكل هذا التيار من خليط من التكنوقراط والتجار والمثقفين الذين انحدر بعضهم من‬
‫الحكم‪ ،‬وبعض شخصياته من كبار المسئولين أو مسئولين سابقين‪ .‬ويتمثل هذا التيار في ‪:‬‬
‫‪ -1‬جمعية الميثاق الوطني‪ ،‬وهذه محسوبة على الحكم وملتصقة به‪.‬‬
‫‪ -2‬جمعية المنتدى الثقافي‪ ،‬وهي جمعية نخبوية ل تعتبر نفسها جمعية سياسية وتحاول أن‬
‫تلعب دور الموفق ضمن التيار العلماني‪ ،‬ولكنها أمام استحقاق النتخابات النيابية‬
‫اضطرت للنحياز إلى جانب المشاركين في مواجهة المقاطعين‪.‬‬
‫‪ -3‬الفكر الحر‪ ،‬وهي جمعية نخبوية تضم أعضاء في مجلس الشورى المعين وأشخاص من‬
‫طبقات ثرية‪.‬‬
‫‪ -4‬التجمع الوطني الديمقراطي‪ ،‬وهي جمعية منشقة عن جمعية العمل الديمقراطي يعتبر‬
‫مؤسسوها من الطبقة الوسطى لكنها تتبنى أفكارًا سياسية ليبرالية بالدرجة الولى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫خامسًا‪ -‬التوزيع الكمي للجمعيات‬
‫تعتبر البحرين بلدًا صغيرًا من الناحية الجغرافية وصغيرًا من الناحية السكانية أيضا‪،‬‬
‫فبحسب أخر الحصاءات يقدر عدد سكان البحرين حوالي ‪ 650‬ألف نسمة حسب إحصائيات‬
‫‪ 2001‬يشكل الجانب حوالي ‪ %45‬منهم‪ ،‬وتبلغ المساحة الجمالية لراضيها ‪711,9‬‬
‫كيلومترا مربعا‪ ،‬وتشكل جزيرة البحرين ‪ %85‬من المساحة الجمالية للدولة‪.‬‬
‫ينتمي ما يقارب من ‪ 40‬ألف من المواطنين إلى الجمعيات السياسية‪ ،33‬في المقابل يحدد‬
‫قانون الجمعيات السياسية عضوية الجمعيات السياسية بالتالي ‪ :‬يكون بحرينيا بلغ من العمر‬
‫ل يكون عضوًا في أّية جمعيات سياسية‬ ‫‪ 20‬عاما متمتعا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وأ ّ‬
‫ل يكون من المنتسبين إلى قوة دفاع‬ ‫بحرينية أخرى‪ ،‬أو تنظيم سياسي غير بحريني‪ ،‬وأ ّ‬
‫البحرين أو الحرس الوطني أو أجهزة المن التابعة للدولة" ومن الطبيعي أن يكون هذا‬
‫التحديد قد أسهم أو يساهم في الحد من قدرة الجمعيات على تجنيد أعضائها‪.‬‬
‫وبحكم هذا التحديد القانوني وطبيعة العمل السياسي الحزبي في البحرين يمكن القول‬
‫ن التوزيع الكّمي للجمعيات يبقى محدودًا هو الخر فهناك عزوف عن النتظام في‬ ‫أّ‬
‫الجمعيات السياسية سواء النخبوية منها أو ذات المتداد الجماهيري‪.‬‬
‫مثال ذلك جمعية الوفاق الوطني وهي أكبر جمعية سياسية من الناحية الجماهيرية يقدر‬
‫ن عدد العضاء المسجلين كأعضاء يسددون‬ ‫لأّ‬ ‫عدد المناصرين لها بأكثر من ‪ 75‬ألف‪ ،34‬إ ّ‬
‫اشتراكاتهم ويحق لهم القتراع والنتخاب ل يتجاوز الثلثة آلف‪.‬‬
‫فالسمة الغالبة هي ضعف ومحدودية التسجيل في الجمعيات السياسية بما يؤدي إلى‬
‫القول بضعف تمثليها للشرائح الجتماعية وبالتالي الحد من مشاركتها في الحياة السياسية‪.‬‬
‫يتأكد هذا الواقع في ظل غياب أّية دراسات ميدانية توضح مدى انجذاب المواطنين نحو‬
‫الجمعيات السياسية واعتبارها قنوات للمشاركة‪ .‬قد يفسر هذا التذبذب في العضوية إلى‬
‫السمعة غير اللئقة لقانون الجمعيات وإلى تدني سمعة كثير من تلك الجمعيات وكونها‬
‫جمعيات تمثل جماعات نخبوية أو جهوية‪ .‬فالعضوية لم تعد ثابتة ول يمكن القول باستقرارها‬
‫إذا ما أخذنا بعين العتبار عاملين هما ‪:‬‬
‫العامل الّول ‪ :‬التزام العضاء بدفع رسوم التسجيل وبقاؤهم في الجمعية أو حتى العداد‬
‫التي تحضر الجمعيات العمومية أو المؤتمر العام إن انعقد مما يعقد مسألة‬
‫النتماء للجمعية واقترانها بالعضوية ‪.‬‬
‫العامل الثاني ‪ :‬مرتبط بالعامل الّول ويتعلق بظاهرة النشقاق والخروج من الجمعية وهي‬
‫ظاهرة عرفتها الجمعيات الكبيرة وذات الثقل السياسي مثل جمعية الوفاق التي‬

‫‪ - 33‬الموقع الرسمي لحكومة البحرين ‪http://www.cio.gov.bh/default.asp :‬‬


‫‪ - 34‬تم تقدير عدد المناصرين وفقا للرقام المعلنة عن عدد المسجلين في الجمعية للتوقيع على العريضة الدستورية عام ‪ 2004‬والصوات التي‬
‫حصل عليها مرشحو جمعية الوفاق في انتخابات ‪.2006‬‬

‫‪32‬‬
‫تعرضت للنشقاق مرتين وجمعية العمل الوطني الديمقراطي التي شهدت‬
‫انشقاقا أيضا في فترة قصيرة جدًا من عمر التجربة السياسية للجمعيات ‪.‬‬
‫ل جمعية عن مدى النفوذ‬
‫عموما‪ ،‬ل تعطي الرقام الكاشفة عن حجم العضوية لدى ك ّ‬
‫والتمثيل الذي تمارسه الجمعية ويرجع ذلك إلى قدرة الجمعيات على خلط استمارات‬
‫العضوية والمبالغة في التقدير لسباب عديدة منها الحصول على الدعم الحكومي ولسباب‬
‫ن أرقام العضوية قد تصاعدت بعد‬‫تتعلق بسمعة الجمعية اجتماعيا وسياسيا‪ .‬ومن الملحظ أ ّ‬
‫إعلن الحكومة عن تقديم الدعم المالي إلى الجمعيات‪ 35‬بناء على عدد العضاء المسجلين‬
‫في الجمعية وعدد نوابها في مجلس النواب‪.‬‬
‫ن عدد المنتسبين إلى الجمعيات‬
‫استنادا إلى المعلومات الموثقة في وزارة العدل فإ ّ‬
‫السياسية كأعضاء يقدرون بـ ‪ 40‬ألف‪ -‬منهم ‪ 35‬ألف في جمعية الوفاق وحدها‪ -‬موزعين‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫الملحظات‬ ‫العدد بعد ‪2005‬‬ ‫اسم الجمعية‬


‫لم يسدد الشتراكات سوى عدد قليل نسبيا ل يتجاوز‬
‫‪35561‬‬ ‫الوفاق الوطني السلمي‬
‫‪.2000‬‬
‫ارتفع إلى ‪ 700‬عضو‪.‬‬ ‫‪613‬‬ ‫العمل الديمقراطي‬
‫تقدمت الجمعية حاليا بأكثر من ألف اسم‪.‬‬ ‫‪372‬‬ ‫العمل السلمي‬
‫‪384‬‬ ‫المنبر السلمي‬
‫‪304‬‬ ‫الصالة السلمية‬
‫‪463‬‬ ‫الميثاق الوطني‬
‫‪134‬‬ ‫التجمع القومي‬
‫‪153‬‬ ‫الشورى السلمية‬
‫‪223‬‬ ‫الرابطة السلمية‬
‫‪456‬‬ ‫المنبر التقدمي‬
‫‪136‬‬ ‫الوسط العربي‬
‫‪130‬‬ ‫الفكر الحر‬
‫‪205‬‬ ‫التجمع الدستوري‬
‫‪154‬‬ ‫الخاء الوطني‬
‫تعرضت الجمعية للنشقاق وقضيتها رفعت إلى القضاء‬
‫‪56‬‬ ‫التجمع الوطني‬
‫للبت في الموضوع‪.‬‬
‫‪39347‬‬ ‫المجموع‬

‫جدول ) ‪ : (4‬عدد العضاء في الجمعيات المسجلة في وزارة العدل ‪ /‬مكتب شوؤن الجمعيات السياسية‬

‫‪ - 35‬حول مقدار الدعم الذي ستقدمه الدولة للجمعيات فقد أشارت المادة الخامسة من القرار إلى أن مقدار الدعم التشغيلي يكون كالتى ‪:‬‬
‫عدد أعضاء الجمعية السياسية مقدار التمويل الشهري ل يتجاوز ‪ 300‬شخص ‪ 500‬دينار شهريا يتجاوز ‪ 300‬شخص ول يتجاوز ‪ 1000‬شخص‬
‫ن الحد القصى لهذا الدعم هو أربعمائة وخمسين ألف دينار من الميزانية العاّمة‬ ‫‪ 1000‬دينار شهريا يتجاوز ألف شخص ‪ 1500‬دينار شهريا‪ ،‬كما أ ّ‬
‫للدولة ولوزارة العدل في سبيل التحقق من عدد أعضاء الجمعية ومشروعية عضويتهم مشيرا أيضا إلى أّنه إذا زاد عدد الجمعيات السياسية بما‬
‫يؤدي إلى تجاوز مبلغ الحد القصى العام المشار إليه في الفترة السابقة تتقاسم جميعها فيما بينها ذلك المبلغ بنسبة عدد أعضائها على النحو الوارد‬
‫أعله ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ل جمعية بناء على متغيرات عديدة‬ ‫هذه العداد تتعرض للزيادة في الوراق الداخلية لك ّ‬
‫وقد تّم الستناد إلى الرقام المسجلة في مكتب شؤون الجمعيات السياسية التابع لوزارة‬
‫العدل‪.‬‬
‫الجدير بالنتباه هنا هو علقة التوزيع الكّمي بمسألة جوهرية تمس طبيعة العمل‬
‫الحزبي وهي مسألة التمثيل أو التعبير عن المصالح الواسعة للمواطنين من جهة وطرق‬
‫التعبير عن ذلك التمثيل في المؤسسة التشريعية‪.‬‬
‫ن التوزيع الكّمي أو الستقطاب نحو الجمعيات يتشكل في‬
‫ما يمكننا ملحظته هنا أ ّ‬
‫ضوء عاملين هما ‪:‬‬
‫أّول‪ :‬ضعف الستقطاب الفكري وهيمنة الستقطاب )الطائفي( أو الفئوي فالنظرة المدققة عن‬
‫ل جمعية تكشف عن آليات التجنيد القائمة على‬ ‫العدد الكلي للعضاء المسجلين في ك ّ‬
‫الصلت الجتماعية أساسا في ظل غياب التحديدات الفكرية الواضحة وعدم قدرة‬
‫الجمعيات على بلورة برامج تمثل مصالح أكبر شريحة من المجتمع من دون الوقوع في‬
‫ازدواجية بين المحتوى اليديولوجي للجمعية وما بين ما يطلق عليه باللياقة النتخابية‬
‫ل هذه الظاهرة‬ ‫حيث تكثر دعوات الشمولية والحتواء وتضيع الحدود الفكرية‪ .‬ولع ّ‬
‫ترتبط أيضا بالتوزيع الجغرافي لها فمن ضمن ‪ 15‬جمعية سياسية هناك أكثر من سبع‬
‫جمعيات في محافظة المحرق وحدها في حين تتركز الجمعيات الباقية في محافظة‬
‫العاصمة ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تآكل الطبقات وشيوع الشرائح الجتماعية‪ ،‬فهناك صعوبة في رسم خريطة اجتماعية‬
‫للمجتمع البحريني يمكن من خللها دراسة الستقطاب الجتماعي ومحدودية الطابع‬
‫اليديولوجي أو الفكري فهناك تآكل واضح للطبقة الوسطى وشيوع طبقتين الفارق بينها‬
‫كبير جدًا‪ ،‬هما طبقة المترفين أو الغنياء مقابل طبقة واسعة جدًا وفي تزايد هي شريحة‬
‫)متدني الدخل( أو من هم في حكم هذه الشريحة‪ .‬تميل الطبقة الولى )الغنية( بحكم‬
‫علقات القّوة إلى الحكومة ويعكس هذا التوجه سلوك غرفة التجارة على عكس‬
‫الشرائح الفقيرة التي تفضل التوجهات السياسية المعارضة بغية أن ترى خلصا سريعا‬
‫لها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫سادسًا ‪ -‬مصادر التمويل عند الجمعّيات السياسّية‬
‫تعتبر مسألة التمويل والوضاع المالية من ضمن أهم العناصر المؤثرة في عمل‬
‫الجمعيات السياسية‪ ،‬وخطورتها تكمن في ارتهان الجمعيات السياسية للمركز) الحكومة( من‬
‫حيث العطيات أو الهبات أو من حيث ارتهانها إلى المال السياسي )الجهات المحلية(‪ .‬و ل‬
‫ن قانون الجمعيات‬ ‫ل جمعية خصوصا وأ ّ‬‫توضح المستندات الرسمية الحجم الحقيقي لمالية ك ّ‬
‫ل أّنه فتح المجال‬
‫بقدر ما حّدد الموارد المالية بصورة دقيقة جدًا وأخضعها لمراقبة صارمة إ ّ‬
‫لتعّدد الموارد غير المتوقعة كالهبات والتبرعات غير المشروطة وفتح المجال للستثمار‬
‫المالي‪.‬‬
‫ل جمعية بالتي ‪:‬‬
‫المادة )‪ (14‬من القانون تحّدد الموارد المالية لك ّ‬
‫‪ -1‬اشتراكات العضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬التبرعات المحلية غير المشروطة‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعم التشغيلي من قبل الحكومة‪.‬‬
‫صة بالجمعية‪.‬‬
‫‪ -4‬الستثمار والعوائد الخا ّ‬
‫ن القانون ل يجيز للجمعية قبول أي تبرع أو ميزة أو منفعة من أجنبي أو‬
‫وفي المقابل فإ ّ‬
‫من جهة أجنبية أو منظمة دولية أو من شخص مجهول‪.‬‬
‫ن ديوان الرقابة هو من يتولى بصفة دورية أو بناء من‬
‫ووقفا للمادة )‪ (15‬من القانون فإ ّ‬
‫‪36‬‬
‫طلب وزير العدل مراجعة دفاتر ومستندات حسابات وإيرادات ومصروفات الجمعية ‪.‬‬
‫من ناحية واقعية ل توضح أغلب الجمعيات السياسية أرقام ميزانيتها للعلنية وتحوط‬
‫ذلك بالسرّية باستثناء ديوان الرقابة فقيمة الشتراكات التي سجلت في جمعية الوفاق الوطني‬
‫لنعقاد الجمعية العمومية سنة ‪2005‬م لم تتجاوز ‪ 5800‬دينار‪ ،37‬لكنها خصصت أكثر من‬
‫مليون دينار ستجمعها من خلل تبرعات شخصية محلية لمبنى المقر الدائم للجمعية‪ 38‬وبعد‬
‫حصول جمعية الوفاق على عضوية برلمانّية عددها ‪ 17‬فمن المتوقع وحسب ميثاق‬
‫الشرف الذي وقع مع المرشحين أن يتم اقتطاع ما نسبته ‪ %20‬من راتب كّل نائب إضافة‬
‫إلى الدعم الحكومي الذي يقدر بأربعة آلف دينار شهريا‪ ،‬وكانت جمعية الصالة كانت قد‬
‫ل مرشح لها في انتخابات ‪ ،2006‬في‬ ‫صّرحت أّنها ستخصص ما مقداره ‪ 20‬ألف دينار لك ّ‬
‫حين ل يتجاوز أعضاؤها الـ ‪ 400‬عضو وكانت قد رشحت ‪ 6‬مرشحين أي أّنها خصصت‬
‫أكثر من ‪ 120‬ألف دينار للحملت النتخابية وهو عدد مقارب لمجموع المبلغ الذي‬
‫خصصته جمعية العمل الديمقراطي في حملتها النتخابية في انتخابات ‪.2006‬‬

‫‪ - 36‬يمكن الرجوع إلى القسم الخاص بالطار القانوني والتشريعي في هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ - 37‬جمعية الوفاق الوطني السلمي‪ ،‬التقرير المالي للجمعية المقدم للجمعية العمومية ‪.2005‬‬
‫‪. http://www.alwefaq.org/wefaq/modules/news/article.php?storyid=371 -38‬‬

‫‪35‬‬
‫كما تثير قضّية التمويل مسألة تصنيف الجمعيات السياسية حسب التركيب الطبقي‬
‫للمجتمع فهناك جمعيات غنية مقابل جمعيات فقيرة والمعيار الذي يحّدد الجمعية عدد‬
‫العضاء التجار فيها وعلقاتها القتصادية مع الشريحة الغنية إذ ترجح بعض التقارير أ ّ‬
‫ن‬
‫الجمعيات السلمّية السنّية وعلى وجه الخصوص المنبر السلمي )حركة الخوان‬
‫المسلمين( ترتبط بعلقات بينية مع ما يسمي بالمصارف السلمية المنتشرة في منطقة‬
‫الخليج العربي ‪.39‬‬
‫وفي ظل شح الموارد المالية للجمعيات واعتمادها الكلي على تبرعات العضاء في‬
‫تمويل نفسها وتمويل البرامج السياسية بما في ذلك حملت الترشيح للنتخابات تبدو الصورة‬
‫غير واضحة من ناحية مسار وفعالية العمل الجمعياتي في الحراك الديمقراطي‪ .‬كما يفتح هذا‬
‫الشح القتصادي باب الشك في علقة كثير من الجمعيات السياسية بالجمعيات الخيرية‬
‫والصناديق الخيرية وإمكانية تحويل الموال الخيرّية ‪ -‬بصورة تبرعات شخصّية ‪ -‬من أجل‬
‫كسب الصوات السياسية وحسب تقرير اللجنة العليا لمراقبة النتخابات البرلمانية للعام‬
‫‪ 2006‬فقد رصدت اللجنة تباينا واضحًا في تكلفة الحملت النتخابية بين المرشحين‪ ،‬ويمكن‬
‫شحين أو نوعية المقار‬‫الستدلل على ذلك من خلل تكاليف اللوحات العلنية للمر َ‬
‫النتخابية وتأثيثها أو من خلل الموائد التي قدمت لزوار تلك الخيام النتخابية‪ .‬وقد أثارت‬
‫تكاليف الحملت النتخابية لبعض المرشحين غير المتناسبة مع مداخيلهم وثرواتهم تساؤلت‬
‫عن مصادر تمويل هذه الحملت‪.40‬‬

‫‪ - 39‬صلح البندر‪ ،‬الصلح في البحرين‪ ،‬ورقة قدمت للمناقشة في حوار جماعي في مؤسسة المشروع المريكي )‪(AEI‬‬
‫واشنطن في ‪ 13‬فبراير ‪2007‬م ‪.‬‬
‫‪ - 40‬جمعية الشفافية البحرينية‪ ،‬تقرير اللجنة المشتركة للنتخابات البرلمانية والبلدية للعام ‪ ،2006‬ص ‪.29‬‬

‫‪36‬‬
‫المجلس النيابي ‪2006‬‬
‫التمويل‬ ‫عدد‬
‫الملحظات‬ ‫أسم الجمعية‬
‫الحكومي‬ ‫العضاء‬
‫الفائزون‬ ‫المرشحون‬
‫‪ 1500‬مبلغ تشغيلي‪،‬‬ ‫جمعية الوفاق الوطني‬
‫‪4000‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪35561‬‬
‫‪ 2500‬نواب‬ ‫السلمي‪.‬‬
‫رشحت امرأة‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪613‬‬ ‫العمل الديمقراطي‬
‫دعمت امرأة في‬
‫‪1000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪372‬‬ ‫العمل السلمي‬
‫انتخابات ‪2006‬‬
‫‪ 1000‬مبلغ تشغيلي‪،‬‬
‫‪3500‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪384‬‬ ‫المنبر السلمي‬
‫‪ 2500‬نواب‬
‫‪ 1000‬مبلغ تشغيلي‪،‬‬
‫‪3500‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪304‬‬ ‫الصالة السلمية‬
‫‪ 2500‬نواب‬
‫‪1000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪463‬‬ ‫الميثاق الوطني‬
‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪134‬‬ ‫التجمع القومي‬
‫رشحت امرأة‬ ‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪153‬‬ ‫الشورى السلمية‬
‫رشحت امرأة‬ ‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪130‬‬ ‫الفكر الحر‬
‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪223‬‬ ‫الرابطة السلمية‬
‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪154‬‬ ‫الخاء الوطني‬
‫رشح مستقل ومنهم‬
‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪205‬‬ ‫تجمع الدستوري‬
‫أربعة بلدين‬
‫ضمت قائمة الوحدة‬
‫تسعة مرشحين‪ ،‬ستة‬
‫‪1000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪456‬‬ ‫المنبر التقدمي‬
‫منهم أعضاء في‬
‫الجمعية‬
‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪136‬‬ ‫الوسط العربي‬
‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪136‬‬ ‫التجمع الوطني‬
‫‪29‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪39347‬‬ ‫الجمالي‬
‫‪41‬‬
‫جدول رقم ) ‪ : ( 5‬عدد أعضاء الجمعيات والتمويل الحكومي لها‬

‫‪ - 41‬ملحظات ‪:‬‬
‫‪ -1‬مصدر المعلومات ‪ :‬مكتب شؤون الجمعيات السياسية في وزارة العدل ‪.‬‬
‫‪ -2‬أعداد المرشحين بناء على خطاب الجمعيات إلى مكتب شؤون الجمعيات ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ي والمدنيّ‬
‫سابعًا ‪ -‬الجمعّيات السياسّية ومؤسسات المجتمع المحل ّ‬
‫تزايد عدد تنظيمات المجتمع المدني بشكل ملحوظ خلل العقدين الخيرين وازداد معها‬
‫النشاط البحثي‪ ،‬خصوصا مدى صلحية المفهوم وحدود فاعليته للتطبيق في الواقع السياسي‬
‫العربي‪ .42‬في المجتمع البحريني ما زال مفهوم المجتمع المدني غير واضح لدى المشتغلين‬
‫فيه وغالبا ما يتم الخلط بين مؤسسات المجتمع المدني التي يشترط فيها النتماء الطوعي‬
‫المدني بعيدًا عن التأثيرات التقليدية كالنقابات والجمعيات الهلية والندية الثقافية وما بين‬
‫ل أّنها تتحرك وفق إيقاعات‬ ‫مؤسسات المجتمع الهلي التي وإن غلب عليها الطابع المدني إ ّ‬
‫تقليدية كالمآتم والصناديق الخيرية والجمعيات الخيرية السلمية والجمعيات الثقافية ‪.‬‬
‫لذا ل يمكن فهم علقة الجمعيات السياسية بالمجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني‬
‫ل جماعة سياسية ل تعمل‬‫نكّ‬ ‫خارج ما يطلق عليه بنظرية الذرع‪ .‬فحوى هذه النظرية أ ّ‬
‫منفردة في الحقل السياسي بل تسعى لتكثير الواجهات المساندة لها اعتمادا على الفرص التي‬
‫يتيحها القانون واعتمادا على طبيعة التشكيل الجتماعي ‪.‬‬
‫ن لجوء الجمعيات السياسية إلى الترويج لنفسها من خلل هذه الواجهات‬ ‫يمكننا القول أ ّ‬
‫يرجع إلى البناء التاريخي التي تشكلت فيه الحزاب في المراحل السرية إذ ساهم قانون أمن‬
‫الدولة في منع أي تشكيل سياسي علني في البحث عن منافذ غير سياسية أو شبه سياسية‬
‫كالنوادي والمآتم‪ ،‬فمثلما تخفت الحركات اليسارية خلف النوادي الرياضية والثقافية‬
‫)والتحادات الطلبّية والعمالية والجمعيات النسائية( تخفت الحركة السلمية خلف المآتم‬
‫والجمعيات الثقافية ذات الطابع السلمي كجمعية التوعية السلمية التي كانت واجهة‬
‫لحزب الدعوة ومثلما تعمل الن جمعية المنبر السلمي وجمعية الصالة السلمية حيث‬
‫تعمل الولى من خلل جمعية الصلح والثانية من خلل جمعية التربية السلمية‪.‬‬
‫ن تخلي الدولة عن بعض أدوارها ووظائفها خصوصا في ما‬ ‫ويمكننا الضافة هنا‪ ،‬أ ّ‬
‫يتعلق بالحتياجات الساسية وارتفاع نسبة الفقر قد ساهم في تمّدد الدور الجتماعي‬
‫والقتصادي للحركات السلمية‪ ،‬فجمعية الصلح الممثلة للخوان المسلمين بلغت مجموع‬
‫مساعداتها في العام ‪ 2006‬ما قيمته )‪ 390978‬دينار( موزعة على مساعدات معيشية‬
‫ونقدية ومنزلية وطارئة وترميم منازل وإعانات طلبية ومساعدة زواج وإعانات صحية في‬
‫حين بلغت مساعدات لجنة العمال الخيرية أكثر من )‪ 246‬ألف دينار( في الفترة من ‪2001‬‬
‫إلى ‪ .2007‬وقد بلغت تكلفة المشاريع الخيرية في البحرين خلل عام ‪ 2003‬ما يقارب )‬
‫‪202457‬دينار( وفي عام ‪ 2003‬تعّدت مبلغ ) ‪ 38303‬دينار( ‪.43‬‬
‫ن العلقة السائدة بين مؤسسات المجتمع المدني‬
‫وبحكم هذه التركة التاريخّية فإ ّ‬
‫ومؤسسات المجتمع الهلي والجمعيات السياسية ليست متوازنة ول تسعى لتحقيق الستقلل‬
‫بين كل الطرفين وغالبا ما تحاول الجمعيات السياسية التدخل والسيطرة على تلك‬

‫‪ - 42‬في هذا الطار فقد خلصت كثير من الدراسات إلى أ ّ‬


‫ن هناك تفاوت في الدول العربية من حيث وجود المجتمع المدني ودرجة تطّوره ومدى‬
‫فاعليته في الحياة السياسية وخلص البعض منها إلى أن الحزاب العربية تعاني بصفة عامة من غياب أو محدودية دورها السياسي لسباب عديدة‬
‫منها ضعف التنظيم الحزبي وغياب الديمقراطية الداخلية ومحدودية التصال الحزبي ‪.‬‬
‫‪ - 43‬انظر ‪ :‬التقرير السنوي للجنة العمال الخيرية ‪ ،2004‬موقع جمعية الصلح في البحرين ‪.(http://www.aleslah.org) :‬‬

‫‪38‬‬
‫ن هناك نزعة عند بعض تلك المنظمات المدنية خصوصا النقابات الحديثة‬ ‫المؤسسات‪ .‬كما أ ّ‬
‫التشكيل في تسييس قضاياها النقابية‪.‬‬
‫ولما كانت المؤسسات ذات الطابع الديني بعيدة عن النزال السياسي وتمثل احتكارا أو‬
‫ن النقابات العمالية بعد السماح لها بتأسيس نفسها‬
‫استملكا حصريا للتيارات السلمية فإ ّ‬
‫أصبحت محل حقيقا لتنافس بعض الجمعيات السياسية كما هو حادث في نقابات ألبا وبابكو‬
‫حيث يخوض تحالف جمعية الوفاق‪ /‬العمل الديمقراطي مشادات مع المنبر التقدمي من أجل‬
‫السيطرة على تلك النقابات‪.‬‬
‫وتسعى كثير من الجمعيات السياسية إلى تقوية نفوذها في أوساط المجتمع المحلي عبر‬
‫تأسيس وجهات شبابية في هيكليتها الدارية ومحاولة استمالة العنصر الشبابي إليها‪ .‬فأغلب‬
‫الجمعيات السياسية لها لجنة أو مركز شبابي‪ .44‬وتنشط هذه المراكز أو اللجان في عّدة‬
‫مجالت من أبرزها انتخابات مجلس الطلبة في جامعة البحرين وعادة ما يكون التنافس بين‬
‫مرشحين ينتسبون إلى جمعيات أسلمية وسط مزاحمة من التيارات اليسارية‪ .‬ففي انتخابات‬
‫مجلس الطلبة في جامعة البحرين تنافست القوائم الطلبية المحسوبة على الجمعيات‬
‫السياسية‪ ،‬فمثلت جمعية العمل الديمقراطي شبابها بقائمة )التغير الطلبي(‪ ،‬وقائمة الطالب‬
‫أّول المحسوبة على جمعية الوفاق‪ ،‬في حين كانت قائمة الوحدة الطلبية تتبع جمعية المنبر‬
‫التقدمي‪ ،‬ووفق التحالف الجامع بين جمعية المنبر السلمي وجمعية الصالة السلمية فقد‬
‫جمعت مؤيديها تحت مسمى واحد هو قائمة )الدارة(‪.‬‬
‫ن تصادم الرادات حول مؤسسات المجتمع المدني من شأنه أن يثري الحراك‬ ‫إّ‬
‫السياسي ويوسع من مجاله المحدود بقوانين مقيدة‪ ،‬لكنه من ناحية ثانية قد يحّول تلك‬
‫المؤسسات إلى واجهات حزبية في نهاية المطاف بما يفقدها الطابع المدني التي تأسست‬
‫عليه‪.‬‬
‫ن الجمعيات السياسية ما تزال تتبع الطرق التقليدية في تأسيس‬
‫من جهة أخرى فإ ّ‬
‫علقاتها مع المجتمع المحلي وهي تعتمد على إصدار المجلت والمنشورات الدعائية وإقامة‬
‫الندوات والمحاضرات أو المؤتمرات كوسائل رئيسية تتواصل بها مع أفراد المجتمع‪ ،‬ولحد‬
‫الن ل تمتلك أي جمعية سياسية صحيفة خاصة أو قناة إذاعية أو محطة تلفزيونية ‪.‬‬

‫‪ - 44‬مثل ‪ :‬لجنة الشبيبة التابعة لجمعية المنبر التقدمي ولجنة شباب المعالي في جمعية المنبر السلمي والمركز الشبابي في جمعية الوفاق الوطني ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ملحظات‬ ‫الوسيلة العلمية‬ ‫الواجهة‬ ‫اسم الجمعية‬
‫نشراتها متقطعة‬ ‫نشرة الوفاق ‪ /‬مجلة‬ ‫التوعية السلمية‪ /‬المجلس‬
‫جمعية الوفاق الوطني السلمية‬
‫لديها موقع إلكتروني‬ ‫الوفاق‬ ‫العلمائي‪/‬‬
‫مجلة الديمقراطي ونشرتي‬
‫موقع إلكتروني‬ ‫صوت المحرق وصوت‬ ‫جمعية العمل الديمقراطي‬
‫الوسطى‬
‫موقع إلكتروني‬ ‫مجلة العمل السلمي‬ ‫جمعية الرسالة السلمية‬ ‫جمعية العمل السلمي‬
‫موقع إلكتروني‬ ‫اخبار المنبر‬ ‫نقابة ألبا‪ /‬نقابة المصرفيين‪/‬‬ ‫جمعية المنبر التقدمي‬
‫موقع إلكتروني‬ ‫نشرة المنبر‬ ‫جمعية الصلح‪/‬‬ ‫جمعية المنبر السلمي‬
‫جمعية التربية السلمية‬ ‫جمعية الصالة السلمية‬
‫نشرة االطليعة‬ ‫نادي العروبة‬ ‫جمعية التجمع القومي‬
‫نشرة الميثاق‬ ‫جمعية الميثاق الوطني‬

‫جدول )‪ : (6‬الواجهات والمجلت والمنشورات الدعائّية للجمعّيات السياسّية‬

‫وما زالت أيضا تعتمد طرق المعارف والعوائل كطرق أساسية ومعتمدة في تجنيد‬
‫العضاء وتسجيلهم في أوراق الجمعية وتقل فرص القناع الفكري أو النجذاب نحو‬
‫البرامج السياسية كأدوات سياسية للتجنيد وتجديد النخب‪ .‬وهذا يعود في الساس إلى ضعف‬
‫التكوين اليديولوجي والتنظيمي للجمعيات من جهة وإلى طريقة تعاطي النظام السياسي في‬
‫ل المشكلت‬ ‫البحرين بالمجتمع المحلي وتفضيله التكوينات غير الرسمية والتقليدية في ح ّ‬
‫الكبيرة وبالتالي لم يكن أمام الجمعيات السياسية المجال والقدرة على منافسة الدولة في هذا‬
‫المجال‪ .‬فجماعات علماء الدين والعيان باتت هي الطريق المفضل لقضاء الحاجات وتحقيق‬
‫المصالح‪ ،45‬بما أوحى بطريقة غير مباشرة إلى هامشية الجمعيات السياسية سواء في تحقيق‬
‫مصالح سياسية أو مصالح شخصية وأعطاها انطباعا بأّنها ل تمثل ضرورة في النظام‬
‫السياسي ‪.‬‬
‫يتعزز هذا بالعدد الضئيل جدًا لعضاء الجمعيات السياسية وتفضيل كثير من شرائح‬
‫‪46‬‬
‫المجتمع إتباع أساليب أخرى مثل العنف أو الولءات الشخصية أو اللجان الشعبية الهلية‬
‫كوسائل خاصة وناجحة للتعبير عن نفسها وعن قضاياها‪.‬‬

‫‪ - 45‬يتأكد هذا المنحى في اجتماعات الملك المتكررة مع علماء الدين‪ ،‬تارة مع العلماء السنة وتارة أخرى مع علماء الشيعة وكذلك الشأن مع العيان‬
‫أو ما أطلق عليه بزيارة الوفود المناطقية ‪.‬‬
‫‪ - 46‬شاعت اللجان الهلية منذ ‪ 2004‬وتعددت حتى وصلت إلى أكثر من ‪ 15‬لجنة أهلية متوزعة على كافة الحقوق والقضايا كالسكان وحرية‬
‫الرأي و أمراض الدم الوارثية و لجان حماية السواحل وغيرها وقد حققت هذه اللجان بعض من أهدافها وتعتبر كل من لجنة العاطلين عن العمل‬
‫ولجنة ضحايا التعذيب من أبرز تلك اللجان وأكثرها حيوية واستقطابا ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ثامنًا ‪ -‬الهياكل الدارية والمسألة الديمقراطية‬
‫في البحرين كان الوضع الديمقراطي للتنظيمات السياسية في مرحلة قانون أمن الدولة‬
‫يقترب كثيرًا من أوضاع الحزاب العربية ولنفس السباب تقريبا مع الختلف في حالة‬
‫التشخيص‪ ،‬ففي حين كانت الحزاب العربية منشغلة بقضية الستقلل والتحرر الوطني‬
‫ظلت التنظيمات البحرينية عاكفة على إيصال صوت المعارضة ومطالبها السياسية وتحقيق‬
‫الحّد الدنى من النفراج المني مما تسبب في تأجيل ما يمكن تسميته بديمقراطية الحزاب‬
‫الداخلية إلى مرحلة لحقة أو اعتبارها تحصيل حاصل يمكن انجازه بعد تحقيق الشروط‬
‫الساسّية للعمل الديمقراطي في البلد ‪.‬‬
‫بعد الدخول في مرحلة الصلح السياسي والسماح للتنظيمات السرية والجديدة‬
‫بالتشكيل العلني وفق قانون الجمعيات اختلف الوضع اختلفًا كبيرًا وأصبحت قضية‬
‫الديمقراطية الداخلية شرطا أساسيا في بناء وهيكلة أي جمعية سياسية ولم يكن أمام الجمعيات‬
‫خصوصا المعارضة منها سوى أن تظهر التزاما قانونيا بالقواعد الديمقراطية فهي تدرك أ ّ‬
‫ن‬
‫في التزامها بقواعد الديمقراطية تقليصا من حجم الذرائع التي يمكن للحكومة أن تستغلها‬
‫للنيل من الجمعيات المعارضة‪.47‬‬
‫في هذه المرحلة وبوجه عام تتردد في أحاديث كثير من القيادات والنشرات الخاصة‬
‫للجمعيات مقولت تعلن تمسك الجمعيات السياسية بالديمقراطية في أعمالها والتأكيد على‬
‫ن هناك قدرًا بّينا من اللتزام‬
‫المشاركة الفعالة في رسم النهج السياسي‪ .‬مما يعني أ ّ‬
‫بالديمقراطية فيما يتعلق بتشكيل المستويات التنظيمية المختلفة للجمعية وآليات انعقادها‬
‫وصلحيات أعضائها وتوافر المقومات الساسية الضرورية لضمان ممارسة مستوى مقبول‬
‫من الديمقراطية داخل التنظيم‪ .‬وأصبح بمقدورنا أن نلمس عند قراءة القوانين الساسية‬
‫والداخلية المنظمة ما يفيد وجود مبادئ وقواعد تضمن للعضو إمكانية التعاطي مع الشأن‬
‫الداخلي للجمعية بقدر من الديمقراطية في التدبير والتعبير عن الرأي وتوجيه النقد لبعض‬
‫الممارسات والقرارات‪.‬‬
‫ن الهياكل الدارّية للجمعيات السياسية تعطي النطباع بأّنها هياكل تتوافر على‬
‫إّ‬
‫ص على ‪:‬‬ ‫المقومات الساسّية للديمقراطية الحزبية فهي هياكل تن ّ‬
‫ص على مختلف القواعد التي تضمن ممارسة‬ ‫‪ -1‬وجود دستور أو نظام أساسي للتنظيم ين ّ‬
‫الديمقراطية الداخلية تتضمن قدرًا معقول من التوازن والفاعلية والجدية والشمولية‬
‫والوضوح واللزام بما ل يترك مجال للجتهاد الذاتي أو السماح للتحيزات الذاتية بما ل‬
‫يلغي جانب المرونة والقابلية للتطوير في النظام الساسي للجمعية‪.48‬‬

‫‪ - 47‬يلزم قانون الجمعيات الجمعيات السياسية بمجموعة من القواعد الديمقراطية مثل النتخابات وعقد المؤتمرات العامة واللتزام بالتعددية واحترام‬
‫الخر‪ ،‬انظر ‪ :‬قانون الجمعيات السياسية‪ .‬ولمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى القسم الخاص بالطار القانوني والتشريعي من هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ - 48‬تجدر الشارة إلى أن النظام الساسي لجمعية الوفاق ينص صراحة على مسألة فصل السلطات وتشكيل مجلس شورى وآخر للمحاكمات‬
‫والمحاسبة أو الرقابة وهي بذلك تتفوق على كثير من الهياكل الدارية المعمول بها في كثير من الجمعيات السياسية وهي هياكل بسيطة في مجملها ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ل بناء‬
‫‪ -2‬ممارسة مبادئ حرّية الرأي والتعبير الفردي والجماعي بحيث ل تصدر القرارات إ ّ‬
‫على رأي الغلبية وقد حدث ذلك في أكثر من جمعية مثل الوفاق والعمل الديمقراطي‬
‫والمنبر التقدمي والعمل السلمي والتجمع القومي في قضايا عديدة منها المشاركة في‬
‫النتخابات والتسجيل تحت قانون الجمعيات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬تفعيل مبدأ تداول السلطة واعتماد نظام تمثليي حقيقي يكفل لسائر العضاء الحق في‬
‫المشاركة في صنع القرار والوصول إلى قمة الهرم التنظيمي‪ .‬فهناك شبه إجماع على‬
‫تشكيل إداري موحد يعتمد على تشكيل أمانة عاّمة يرأسها شخص واحد منتخب من قبل‬
‫ل سنتين على القل‪ .‬وتعطي الصلحية التاّمة للمين‬ ‫الجمعية العمومية التي تعقد مرة ك ّ‬
‫العام في اتخاذ القرارات بالتشاور مع مجلس الدارة وهو الذي يمثل الجمعية رسميًا‬
‫وذلك وفق قانون الجمعيات السياسية‪.‬‬
‫ص القانوني كما هو في النظام‬‫ومن الضروري اللتفات إلى ضرورة المقارنة بين الن ّ‬
‫الساسي والممارسة‪ ،‬إذ ل تكفي النصوص لوحدها لتأكيد الديمقراطية الداخلية خصوصا‬
‫ن أغلب الجمعيات لم تتشكل بناء على مطالب اجتماعية أو سياسية بقدر ما كانت تأطيرًا‬
‫وأ ّ‬
‫لجمعيات شخصية كانت تعمل عمل اجتماعيا‪ .‬فبالضافة إلى ضرورة تراكم النصوص أو‬
‫الوثائق الديمقراطية الداخلية فمن المهم مقاربة هذه النصوص بالممارسات التي حدثت في‬
‫نطاق عمل الجمعيات من حيث العلقات الثنائية بين الجمعيات ومعالجة قضية النشقاق‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫انعقاد الجمعيات العمومّية أو المؤتمرات العاّمة هي إحدى المؤشرات على الممارسة‬
‫الفعلية للديمقراطية الداخلية‪ ،‬ول تسجل أوراق الجمعيات السياسية في مكتب شؤون‬
‫الجمعيات حالت متكررة لعقد هذه المؤتمرات باستثناء بعض الجمعيات ذات الثقل السياسي‬
‫كجمعية الوفاق وجمعية العمل الديمقراطي وجمعية المنبر التقدمي وجمعية العمل السلمي‬
‫حيث تلتزم هذه الجمعيات بعقد مؤتمراتها‪ ،‬ولكن ما يعيب هذه الجتماعات أّنها بالكاد تحقق‬
‫النصاب المطلوب وهي في انخفاض دائم كما في جمعية العمل الديمقراطي وجمعية الوفاق‪.‬‬
‫وللتغلب على هذه الصعوبة فغالبا ما تلجأ هذه الجمعيات إلى مناقشة القرارات الكبرى في‬
‫مجالس إداراتها ومن ثم مناقشة القرار داخل الوساط الحزبية‪ ،‬وقد تضطر إلى عقد جمعية‬
‫عمومية استثنائية للوصول إلى قرار داخلي ديمقراطي‪.‬‬
‫على صعيد آخر ل يؤكد النظام الساسي في أغلب الجمعيات السياسية صراحة على‬
‫ن النتخابات‬
‫احتكام سائر تلك الوسائل والساليب إلى القواعد الديمقراطية‪ ،‬كما يمكن القول أ ّ‬
‫الداخلية عادة ما تفزر فوز رؤساء الجمعيات منذ نشأة الجمعية بما قد يؤول إلى أزمة قيادة‬
‫داخل الجمعية والسماح للبعض بالتفكير في النشقاق تحت ذرائع عديدة‪.49‬‬

‫‪ - 49‬ما عدا حالتين تم فيها تدوير المناصب العليا هي حالة المنبر التقدمي وجمعية العمل الديمقراطي حيث أفرزت النتخابات إلى تغير في القيادات‬
‫العليا وتغير في مستويات الدرجة الثانية ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫تاسعًا ‪ -‬التمثيل البرلماني للجمعيات السياسية‬
‫اكتسبت انتخابات مجلس النواب البحريني ‪ 2006‬أهمية كبيرة للبحرين بالنسبة‬
‫للجمعيات السياسية فهي النتخابات الولى التي تشارك فيها القوى السياسية التي قاطعت‬
‫طة يمكن من خللها معرفة الوزن التمثيلي الذي ستشغله هذه‬‫انتخابات ‪ ،2002‬فاصبحت مح ّ‬
‫الجمعيات‪ .‬كانت الجمعيات السياسية حذرة في تعاطيها مع الشأن النتخابي وحريصة في‬
‫صة من مقاعد مجلس النواب الربعين‪ .‬وبدورها‪،‬‬ ‫الوقت نفسه على حصولها على أكبر ح ّ‬
‫كانت الجمعيات المقاطعة قد أطلقت أكثر من إعلن تحذر فيه من تزوير النتخابات‬
‫واستغلل ما كان يعرف بالمراكز العاّمة وتصويت العسكريين لصالح مرشحين الموالة‪.‬‬
‫وبعد حسم موضوع المشاركة والمقاطعة عند الجمعيات الربع كان عدد الجمعيات‬
‫المشاركة )‪ (15‬هي ‪ :‬المنبر الوطني السلمي‪ ،‬والشورى السلمية ‪ ،‬والصالة‪ ،‬وميثاق‬
‫العمل الوطني‪ ،‬والوسط العربي السلمي‪ ،‬والمنبر الديمقراطي التقدمي‪ ،‬والتجمع الوطني‬
‫الديمقراطي‪ ،‬والوفاق الوطني السلمية‪ ،‬والعمل الوطني الديمقراطي‪ ،‬والتجمع القومي‬
‫الديمقراطي‪ ،‬والخاء الوطني‪ ،‬فيما فضلت جمعية العمل السلمي ترك المر لعضائها‬
‫ليقرروا بأنفسهم ترشحهم من عدمه‪.‬‬
‫ن ‪ 295‬ألفًا و ‪ 686‬ناخبًا يحق لهم التصويت في‬
‫وبحسب الحصاءات الرسمية فإ ّ‬
‫اختيار ممثليهم في مجلس النواب‪ ،‬إلى جانب ممثليهم في النتخابات البلدية‪ ،‬وستصوت هذه‬
‫الكتلة النتخابية لختيار ‪ 39‬نائبًا برلمانيًا من أصل ‪ 206‬مرشحا‪) ،‬في انتخابات ‪ (2006‬بعد‬
‫فوز مرشح بالتزكية وهو النائبة لطيفة القعود التي كانت أّول امرأة تدخل مجلس النواب عبر‬
‫النتخابات‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوزن النتخابي للجمعيات السياسية في البحرين ) انتخابات ‪(2006‬‬
‫لقد أدى تباين حجم )تمثيل( الكتل النتخابية في الدوائر النتخابية إلى عدم تطبيق أحد‬
‫أهم المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية‪ ،‬وهو المساواة بين المواطنين والذي يترجم إلى‬
‫"صوت واحد للشخص الواحد"‪ .‬فعلى سبيل المثال كان عدد من يحق لهم القتراع وفق‬
‫الرقام الرسمية في الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية ‪ 1,175‬مواطنا يختارون مرشحا‬
‫واحدًا وهي أصغر الدوائر التي يحق لهم القتراع فيها‪ ،‬في حين بلغ عدد الناخبين في الدائرة‬
‫ن قيمة‬‫الولى في المحافظة الشمالية ‪ 15,449‬مواطنا يختارون مرشحا واحدا‪ ،‬مما يعني أ ّ‬
‫صوت الناخب في الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية تعادل ‪ 13.15‬صوتًا في الدائرة‬
‫ل بمبدأ المساواة في التمثيل‬
‫الولى في المحافظة الشمالية‪ ،‬المر الذي من شأنه أن يخ ّ‬
‫والشرعية التمثيلية لعضوية مجلس النواب الذي يمثل الّمة كما هو وارد في دستور مملكة‬
‫البحرين‪.50‬‬

‫‪ -50‬جمعية الشفافية البحرينية‪ ،‬تقرير اللجنة المشتركة لمراقبة النتخابات النيابية والبلدية لعام ‪ ،2006‬ص ‪ ،22‬ولمزيد من تفاصيل نظام الدوائر‬
‫النتخابية انظر أوراق الحوار الذي عقدته جمعية المنبر التقدمي " الحلقة الحوارية حول عيوب النظام النتخابي بالبحرين جمعية المنبر التقدمي‬
‫الديمقراطي السبت ‪ 31‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫صة‬
‫ومن خلل الرجوع إلى نتائج التصويت كانت جمعية الوفاق السلمية صاحبة الح ّ‬
‫الكبرى من حيث عدد المرشحين وعدد الصوات التي حصلت عليها حيث استحوذت على‬
‫غالبية أصوات الكتلة النتخابية مقارنة بالجمعيات السياسية الخرى كما هو مبين بالجدول‬
‫التالي ‪:‬‬
‫عدد الصوات‬ ‫عدد المرشحين‬ ‫الجمعية‬
‫‪82302‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الوفاق الوطني السلمي‬
‫‪10449‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العمل الديمقراطي )وعد(‬
‫‪1553‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العمل السلمي )أمل(‬
‫‪6621‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المنبر تقدمي‬
‫‪22704‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المنبر السلمي‬
‫‪15086‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الصالة السلمية‬
‫‪58‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الشورى السلمية‬
‫‪3812‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التجمع الوطني )عدالة(‬
‫‪3700‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الميثاق الوطني‬
‫‪288‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الخاء الوطني‬
‫‪490‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التجمع القومي‬
‫‪1950‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرابطة السلمية‬
‫‪149013‬‬ ‫‪66‬‬ ‫الجمالي‬

‫جدول )‪ : (7‬تقديرات حجم الكتل النتخابّية للجمعّيات السياسّية في البحرين بعد فرز أصوات المرحلة الثانية في‬
‫انتخابات ‪2006‬‬

‫‪44‬‬
‫فإن حجم التمثيل البرلماني قد شهد تغيرات جدّية افرزتها‬
‫مقارنة بانتخابات ‪ّ 2002‬‬
‫مشاركة الجمعيات الربع التي قاطعت تلك النتخابات ويتضح ذلك في الجدول التالي ‪:‬‬

‫أعضاء‬ ‫نواب‬
‫المجلس النيابي‬
‫المجالس البلدية‬ ‫المجلس‬
‫ملحظات أخرى‬ ‫‪2006‬‬ ‫اسم الجمعية‬
‫عام‬ ‫عام‬
‫الفائزون‬ ‫المرشحون‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المنبر السلمي‬
‫انضم ثلثة إليها مستقلين‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الصالة السلمية‬
‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرابطة السلمية‬
‫الجمعية الوحيدة من المعارضة التي‬
‫شاركت في انتخابات ‪ ،2002‬واستفادت‬
‫المنبر الديمقراطي‬
‫من مقاطعة الخرين ليصال ‪ 3‬من‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التقدمي )قائمة الوحدة‬
‫المحسوبين عليها للمجلس شكلوا كتلة‬
‫الوطنية(‬
‫الديمقراطيين‪ ،‬ضمت القائمة المرشحة‬
‫أشخاص من خارج الجمعية‬
‫قاطعت‬
‫في إحدى الدوائر شاركت بمرشحين‬ ‫الوفاق الوطني‬
‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪22‬‬ ‫النتخابا‬
‫نجح أحدهما‪،‬‬ ‫السلمية‬
‫ت‬
‫دعمت الوفاق أربعة من مرشحيها‪،‬‬ ‫قاطعت‬
‫العمل الوطني‬
‫ولكنهم خسروا بصعوبة أمام مرشحي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النتخابا‬
‫الديمقراطي )وعد(‬
‫السلطة‪ ،‬مع جدل بشأن التلعب بالنتائج‬ ‫ت‬
‫قاطعت‬
‫شارك عدد من المحسوبين عليها في‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النتخابا‬ ‫العمل السلمية )أمل(‬
‫انتخابات ‪ ،2006‬ولم ينجح منهم أحد‬
‫ت‬
‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ميثاق العمل الوطني‬
‫قاطعت‬
‫التجمع القومي‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النتخابا‬
‫الديمقراطي‬
‫ت‬
‫الوسط العربي‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬
‫السلمي الديمقراطي‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الشورى السلمية‬
‫التجمع الوطني‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬
‫الديمقراطي‬
‫ضمت القائمة المرفوعة إلى مكتب‬
‫شؤون الجمعيات ‪ 6‬أسماء شاملة‬ ‫التجمع الوطني‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫البلديات والنيابي منهم واحد للنيابي‬ ‫الدستوري‬
‫وبشكل مستقل‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الخاء الوطني‬
‫رشحت امرأة‬ ‫‪4‬‬ ‫الفكر الوطني الحر‬
‫لم تكن‬ ‫لم تكن‬
‫منشقة عن التجمع الوطني الديمقراطي‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫موجو‬ ‫موجودة‬ ‫عدالة‬
‫وغير مسجلة رسميا بعد‬
‫دة بعد‬ ‫بعد‬
‫‪51‬‬
‫جدول رقم) ‪ : ( 8‬الثقل النتخابي للجمعيات السياسية‬
‫‪ - 51‬ملحظات ‪:‬‬
‫‪ -1‬وزارة العدل‪ ،‬مكتب شؤون الجمعيات السياسية‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫ن التمثيل )الوزن( البرلماني للجمعيات السياسية يمكن‬
‫وفقا لنتائج الرقام النتخابية فإ ّ‬
‫أن يتوزع وفق التالي ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪212,734‬‬ ‫حة‬


‫‪2‬‬ ‫‪40‬‬
‫القاسم النتخابي = ‪ 1‬على ‪2‬‬ ‫‪5,318‬‬
‫بنظام التمثيل النسبي‬ ‫‪2006‬‬
‫مجموع‬ ‫المقاعد لكبر‬
‫كسر الصوات المتبقي‬ ‫اعد‬
‫المقاعد‬ ‫الكسور‬
‫جدول )‪ : (9‬تقديرات حجم الكتل النتخابية للجمعيات السياسية في البحرين" فريدة غلوم " الحلقة الحوارية حول عيوب‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫النظام النتخابي بالبحرين جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي السبت ‪ 31‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪0.96‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫النتخابي للتيار اليساري‬
‫ب‪ -‬الثقل ‪0.08‬‬
‫ن الجمعيات السياسية "الديمقراطية" المعارضة‬ ‫أشارت الحصاءات النتخابية إلى أ ّ‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.16‬‬
‫)المنبر التقدمي ‪ /‬جمعية العمل الديمقراطي(‪ ،‬حصلت على قرابة )‪ (% 8.1‬فقط من جملة‬
‫‪ 211,673‬صوت‪.‬‬ ‫النيابية للعام ‪ ،2006‬البالغة‪17‬‬
‫المقترعة في النتخابات البحرينية ‪1‬‬
‫الصوات ‪0.66‬‬
‫منها على ‪%4.9‬‬
‫الديمقراطي )وعد( ‪0‬‬ ‫الوطني‬
‫‪0‬‬ ‫الرقام حصول جمعية العمل‬
‫‪0.25‬‬‫وتظهر‬
‫من تلك الصوات‪ ،‬مقابل ‪ %3.1‬لجمعية المنبر التقدمي‪.‬‬
‫‪" 0‬وعديين"‬ ‫‪0.15‬جمعية الوفاق الوطني ‪0‬‬
‫السلمية دعمت أربعة مرشحين‬ ‫في حين أ ّ‬
‫ن‬
‫ومرشح للمنبر التقدمي‬
‫فخرو‪ ،‬سامي سيادي(‪0 ،‬‬‫النعيمي‪ ،‬إبراهيم شريف‪ ،‬منيرة ‪0‬‬
‫‪0.22‬‬ ‫)عبدالرحمن‬
‫)علي حسين( لم يتجاوز ما حصده جميعهم ما مجموعه ‪ 17,070‬صوت‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫ن هذه الجماعات‪ ،‬خصوصا القطاب الرئيسية في جمعية "وعد" اعتبرت‬
‫بيد أ ّ‬
‫‪0.72‬‬
‫البحريني‪.‬‬
‫القدرة على تحريك الشارع ‪1‬‬
‫الماضية نجاحا لها‪ ،‬ودليل على ‪1‬‬
‫النتخابات‪0.81‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.12‬‬
‫‪ -2‬عدد أعضاء المجلس النيابي ‪ ،40‬وعدد أعضاء المجالس البلدية عام ‪ 2002‬كان ‪ 50‬عضوا تم تقليصهم عام ‪ 2006‬إلى ‪.40‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.16‬‬


‫‪46‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.01‬‬
‫ملحظات‬ ‫المجموع‬ ‫الصوات مقرونة بإجمالي الكتلة المقترعة في المملكة‬
‫أصوات وعد‬
‫‪17.070‬‬ ‫‪61.2%‬‬ ‫‪38.8%‬‬ ‫حصة وعد والمنبر من جملة المقترعين لهما‬
‫بالتحالف‬
‫المقارنة بجملة‬
‫الصوات )‬ ‫‪8.1%‬‬ ‫‪4.9%‬‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫نسبة الصوات للكتلة المقترعة بالمملكة‬
‫‪(211.673‬‬
‫الصوات التي حصدها المنبر التقدمي‬
‫بلغت جملة الصوات‬ ‫‪‬‬
‫أصوات‬ ‫أصوات‬ ‫التي حصدها المنبر التقدمي ‪6,621‬‬
‫المرشح‬ ‫الصوات‬ ‫النسبة‬
‫المقار‬ ‫الدوائر‬ ‫صوت‪.‬‬
‫عبدالهادي‬ ‫بلغت أصوات الكتلة‬ ‫‪‬‬
‫‪5.067‬‬ ‫‪4.814‬‬ ‫‪355‬‬ ‫‪7.0%‬‬
‫مرهون‬ ‫المقترعة في المناطق التسع التي‬
‫شهزلن‬
‫‪2.707‬‬ ‫‪2.287‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪5.7%‬‬ ‫شاركت فيها ‪ 53,209‬صوت‪ ،‬وهو‬
‫خميس‬
‫ما يزيد بـ ‪ %55‬مقارنة بمثيله في‬
‫جاسم‬
‫‪4.192‬‬ ‫‪3.840‬‬ ‫‪676‬‬ ‫‪16.1%‬‬ ‫دوائر "وعد" والبالغة ‪.34,396‬‬
‫عاشور‬
‫فهد‬ ‫بلغ متوسط حصة‬ ‫‪‬‬
‫‪3.932‬‬ ‫‪3.553‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪1.3%‬‬ ‫المنبر من جملة الصوات‬
‫المضحكي‬
‫‪7.748‬‬ ‫‪7.073‬‬ ‫يوسف زينل‬ ‫‪1.051‬‬ ‫‪13.6%‬‬ ‫‪.%11.6‬‬
‫‪8.617‬‬ ‫‪8.358‬‬
‫عبدالنبي‬
‫‪2.396‬‬ ‫‪27.8%‬‬
‫في الوقت التي حصد‬ ‫‪‬‬
‫سلمان‬ ‫علي حسين المدعوم من الوفاق‬
‫‪7.963‬‬ ‫‪7.751‬‬ ‫علي اليوبي‬ ‫‪317‬‬ ‫‪4.0%‬‬ ‫ووعد على ‪ %27.2‬من جملة‬
‫‪7.380‬‬ ‫‪6.336‬‬ ‫عباس عباد‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1.3%‬‬ ‫أصوات دائرته‪ ،‬حصد عبدالنبي‬
‫‪5.603‬‬ ‫‪4.393‬‬ ‫علي حسين‬ ‫‪1.525‬‬ ‫‪27.2%‬‬ ‫سلمان دون تحالف ‪.%27.8‬‬
‫المتوسط‪/‬‬
‫‪53.209‬‬ ‫‪48.405‬‬ ‫‪6.621‬‬ ‫‪11.6%‬‬
‫المجموع‬

‫‪47‬‬
‫الصوات التي حصدتها جمعية العمل الديمقراطي )وعد(‬ ‫بلغت جملة الصوات‬ ‫‪‬‬
‫التي حصدتها وعد ‪10,449‬‬
‫أصوات‬ ‫أصوات‬ ‫بدون‬ ‫صوت‪.‬‬
‫المرشح‬ ‫الصوات‬ ‫بالتحالف‬
‫الدوائر‬ ‫المقار‬ ‫تحالف‬ ‫بلغت أصوات الكتلة‬ ‫‪‬‬
‫إبراهيم كمال‬ ‫‪14.1‬‬ ‫المقترعة في المناطق التي شاركت‬
‫‪3.265‬‬ ‫‪3.471‬‬ ‫‪488‬‬ ‫‪14.1%‬‬
‫الدين‬ ‫‪%‬‬
‫فيها ‪ 34,396‬صوت‪.‬‬
‫إبراهيم‬
‫‪2.085‬‬ ‫‪2.369‬‬ ‫‪937‬‬ ‫‪39.6%‬‬ ‫بلغ متوسط حصة وعد‬ ‫‪‬‬
‫شريف‬
‫عبدالرحمن‬ ‫من جملة الصوات التي حصدتها‬
‫‪5.533‬‬ ‫‪7.429‬‬ ‫‪2.785‬‬ ‫‪37.5‬‬
‫النعيمي‬ ‫بالتحالف ‪.%28.7‬‬
‫‪7.366‬‬ ‫‪8.364‬‬ ‫سامي سيادي‬ ‫‪2.707‬‬ ‫‪32.4%‬‬ ‫بلغ المتوسط في‬ ‫‪‬‬
‫‪5.978‬‬ ‫‪7.614‬‬ ‫منيرة فخرو‬ ‫‪3.196‬‬ ‫‪42.0%‬‬
‫المنطقتين التي نزلت فيهما الوفاق‬
‫‪4.461‬‬ ‫‪5.149‬‬ ‫علي صالح‬ ‫‪336‬‬ ‫‪6.5%‬‬ ‫‪6.5%‬‬
‫المتوسط‪/‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫منافسة لوعد ‪.%10.3‬‬
‫‪28.688‬‬ ‫‪34.396‬‬ ‫‪10.449‬‬ ‫‪28.7%‬‬ ‫‪‬‬
‫المجموع‬ ‫‪%‬‬

‫الثقل السياسي للمنبر التقدمي ووعد‬ ‫بلغ الثقل السياسي‬ ‫‪‬‬


‫للمنبر مقارنة بأصوات الدوائر فقط‬
‫المنبر‬ ‫وعد‬ ‫‪ %13.7‬مقارنة بـ ‪ %36.4‬لوعد‪.‬‬
‫أصوات‬ ‫أصوات‬ ‫أصوات‬ ‫أصوات‬
‫المرشح‬ ‫المرشح‬ ‫بلغ الثقل السياسي‬ ‫‪‬‬
‫المقار‬ ‫الدوائر‬ ‫الدوائر‬ ‫المقار‬
‫عبدالهادي‬ ‫إبراهيم كمال‬ ‫للمنبر مقارنة بأصوات مقار‬
‫‪5.067‬‬ ‫‪4.814‬‬ ‫‪3.265‬‬ ‫‪3.471‬‬ ‫القتراع مجتمعة ‪ %12.4‬مقارنة بـ‬
‫مرهون‬ ‫الدين‬
‫شهزلن‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪ %30.4‬لوعد‪.‬‬
‫‪2.707‬‬ ‫‪2.287‬‬ ‫‪2.085‬‬ ‫‪2.368‬‬
‫خميس‬ ‫شريف‬
‫جاسم‬ ‫عبدالرحمن‬
‫‪4.192‬‬ ‫‪3.840‬‬ ‫‪5.533‬‬ ‫‪7.429‬‬
‫عاشور‬ ‫النعيمي‬
‫فهد‬
‫‪3.932‬‬ ‫‪3.553‬‬ ‫سامي سيادي‬ ‫‪7.366‬‬ ‫‪8.364‬‬
‫المضحكي‬
‫يوسف‬
‫‪7.748‬‬ ‫‪7.073‬‬ ‫منيرة فخرو‬ ‫‪5.978‬‬ ‫‪7.614‬‬
‫زينل‬
‫عبدالنبي‬
‫‪8.617‬‬ ‫‪8.358‬‬ ‫علي صالح‬ ‫‪4.461‬‬ ‫‪5.149‬‬
‫سلمان‬
‫علي‬ ‫إبراهيم كمال‬
‫‪7.963‬‬ ‫‪7.751‬‬
‫اليوبي‬ ‫الدين‬
‫عباس‬ ‫إبراهيم‬
‫‪7.380‬‬ ‫‪6.336‬‬
‫عباد‬ ‫شريف‬
‫علي‬ ‫عبدالرحمن‬
‫‪5.603‬‬ ‫‪4.393‬‬
‫حسين‬ ‫النعيمي‬
‫‪28.68‬‬
‫‪53.209‬‬ ‫‪48.405‬‬ ‫‪34.396‬‬
‫‪8‬‬
‫‪36.4‬‬
‫‪12.4%‬‬ ‫‪13.7%‬‬ ‫الثقل السياسي‬ ‫‪30.4%‬‬
‫‪%‬‬

‫‪52‬‬
‫جدول )‪ : (10‬الثقل النتخابي للجمعيات السياسية اليسارية‬

‫‪ - 52‬ملحظة ‪ :‬عدد أعضاء المجلس النيابي ‪.40‬‬

‫‪48‬‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬
‫عدد‬
‫الفائزين‬ ‫المرشحين‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬
‫الفائزين‬
‫من‬ ‫من مجموع‬ ‫النواب في المرشحين‬
‫ملحظات‬ ‫لمجلس‬ ‫اسم الجمعية‬
‫مجموع‬ ‫مرشحي‬ ‫في انتخابات‬ ‫مجلس‬
‫النواب‬
‫أفراد‬ ‫الجمعيات‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪2006‬‬
‫المجلس‬ ‫الخمس‬
‫مجموع المرشحين الفعلي‬
‫هو ‪ 19‬حيث شاركت‬ ‫قاطعت‬ ‫الوفاق الوطني‬
‫‪42.5%‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪18‬‬
‫الجمعية في إحدى الدوائر‬ ‫النتخابات‬ ‫السلمية‬
‫بثلثة مرشحين نجح أحدهم‬
‫الجمعية الوحيدة من‬
‫المعارضة التي شاركت في‬ ‫المنبر‬
‫انتخابات ‪ ،2002‬واستفادت‬ ‫الديمقراطي‬
‫من مقاطعة الخرين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التقدمي )قائمة‬
‫ليصال ‪ 3‬من المحسوبين‬ ‫الوحدة‬
‫عليها لذلك المجلس شكلوا‬ ‫الوطنية(‬
‫كتلة الديمقراطيين‬
‫‪7‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المنبر السلمي‬
‫انضم للكتلة بعد فوزهم في‬
‫النتخابات‪ ،‬سامي‬ ‫الصالة‬
‫‪5‬‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫البحيري‪ ،‬وخميس الرميحي‬ ‫السلمية‬
‫وعيسى أبو الفتح‬
‫دعمت الوفاق أربعة من‬
‫مرشحيها‪ ،‬ولكنهم خسروا‬ ‫العمل الوطني‬
‫قاطعت‬
‫بصعوبة أمام مرشحي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الديمقراطي‬
‫النتخابات‬
‫السلطة‪ ،‬مع جدل بشأن‬ ‫)وعد(‬
‫التلعب بالنتائج‬

‫جدول ) ‪ : (11‬الثقل النتخابي لمرشحين أكبر الجمعيات السياسية‬

‫الثقل النسبي حسب عدد المرشحين‪:‬‬


‫السلميين ‪ - %68‬اليسار ‪.%32‬‬
‫المعارضة ‪ - %70‬الموالة ‪.%30‬‬

‫‪49‬‬
‫عاشرًا ‪ -‬العلقة مع السلطة ‪ :‬الموالة والمعارضة‬
‫ينال موضوع علقة الجمعيات السياسية بالسلطة السياسية اهتماما كبيرا في الوساط‬
‫البحرينية وقد أظهرت النتخابات الخيرة مدى التجاذب بين الجمعيات السياسية في اتخاذ‬
‫موقف من هذه المسألة وصار من المتعارف عليه تسمية بعض الجمعيات السياسية بجمعيات‬
‫موالة إشارة إلى ارتهانها إلى مقترحات السلطة في حين شّددت بعض الجمعيات على‬
‫موقعها المعارض للحكومة‪ .53‬وفي الواقع لقد أفرزت حركة تأسيس الجمعيات السياسية‬
‫نمطين من التعامل مع السلطة السياسية‪ .‬يضم النمط الّول مجموعة من الجمعيات‬
‫)السلمية السنّية ‪ /‬والليبرالية( التي ترفض الشهار بالمعارضة وتلتزم بمناقشة الحكومة‬
‫ومساءلتها في المجلس النيابي من خلل الدوات التي تقرها الحكومة وترفض أي محاولة‬
‫للخروج على ما تقترحه الحكومة في الملفات الساخنة كالتعديلت الدستورية والدوائر‬
‫النتخابية وملف التجنيس‪ ،‬لذا فهي تولي اهتماما بالغا في متابعة القضايا المعيشية كالسكان‬
‫والجور وتعديل بعض الجزئيات في القوانين الجتماعية‪.54‬‬
‫في مقابل هذا النمط هناك الجمعيات السياسية التي تصر على إشهار نفسها كمعارضة‬
‫)إسلمية شيعية‪ ،‬اليسار( وتصّر على إقامة مسافة سياسية بينها وبين الحكومة‪ .‬تنطلق أغلب‬
‫جمعيات هذا النمط من إستراتيجية القبول في التعامل مع السلطة والنخراط في ممارسة‬
‫العمل السياسي السلمي والمشروع من خلل تشكيل أحزاب سياسية والمشاركة في‬
‫النتخابات فضل عن المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني خصوصا النقابات المهنية‬
‫والتواجد على صعيد المجتمع عبر الدعوة إلى الندوات الجماهيرية أو عقد المؤتمرات‬
‫السياسية‪ 55‬من خلل تبنيها لملف التعديلت الدستورية ورفضها لدستور ‪ 2002‬ومطالبتها‬
‫ل إمكانياتها العلمية على ملفات الفساد والتنجيس‬ ‫بالعودة إلى دستور ‪ 1972‬كما تسخر ك ّ‬
‫السياسي والدوائر النتخابية غير العادلة‪ .‬ورغم التزامها بالقانون فهي تطالب دائما‬
‫بالمشاركة السياسية الحقيقية لتحقيق المملكة الدستورية وإصدار دستور عقدي وتجاوز ما‬
‫تسميه بالدستور المنحة‪.56‬‬
‫ن الدولة ممثلة في الحكومة فقد انتهجت عّدة استراتيجيات في التعامل مع‬
‫من جهتها فإ ّ‬
‫الجمعيات السياسية منها إستراتيجية القصاء والمطاردة ومنع أي عمل سياسي مهما كان‬
‫حجمه وذلك قبل مشروع ميثاق العمل الوطني ‪ 2001‬وهي الن تتبع إستراتيجية مزدوجة‬
‫تقوم على التحالف مع جمعيات الموالة واختراق المجتمع المدني والحتواء )الستيعاب(‬
‫للجمعيات المعارضة حيث تسمح الحكومة للجمعيات المعارضة بعقد بعض أنشطتها وتمنع‬
‫الكثير منها والسماح لها بالحركة داخل حدود مرسومة ل تؤثر على مدخلت ومخرجات‬

‫‪ - 53‬انظر ‪ :‬مقابلة رئيس جمعية الصالة السلمية الشيخ عادل المعاودة في موقعه اللكتروني و المؤتمر الصحفي لجمعية العمل الديمقراطي بعد‬
‫إعلن نتائج النتخابات ولمعرفة اتجاهات الموالة والمعارضة يمكن الرجوع إلى بعض مقالت الكاتبة سوسن الشاعر في جريدة الوطن‬
‫البحرينية ‪.‬‬
‫‪ - 54‬انظر ‪ :‬البرنامج النتخابي لكل من جمعية المنبر السلمي وجمعية الصالة السلمية مثل و البرنامج النتخابي لجمعية الميثاق الوطني‬
‫وجمعية الشورى السلمية ‪.‬‬
‫‪ - 55‬عقدت الجمعيات السياسية المعارضة ) الوفاق ‪ ،‬العمل الديمقراطي‪ ،‬العمل السلمي‪ ،‬التجمع القومي‪ ،‬المنبر التقدمي( أكثر من ندوة جماهيرية‬
‫في أكثر من قضية مثل التعديلت الدستورية ‪ ،‬قضية التجنيس‪ ،‬العريضة الشعبية‪ ،‬كما أسست هذه الجمعيات المؤتمر الدستوري لمتابعة دستور‬
‫‪. 2002‬‬
‫‪ - 56‬انظر البرنامج النتخابي لجمعية العمل الديمقراطي وبرنامج جمعية الوفاق الوطني السلمية وبرنامج جمعية المنبر التقدمي ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الحكومة وعبر هذا الحتواء تستفيد الحكومة منها من أجل تدعيم شرعيتها ومصادر قوتها‬
‫أمام الرأي العام‪ .‬كانت نتيجة هاتين الستراتيجيتين إفقار التجربة السياسية للجمعيات‬
‫وتعطيل قدرتها على مراكمة الثقافة الديمقراطية بحكم غياب التمثيل والتداول والتنافس‬
‫ن السلطة السياسية باستطاعتها خلق أغلبيتها أّنى‬
‫الحزبي‪ .‬فقد أثبتت التجربة السياسية أ ّ‬
‫شاءت‪.‬‬
‫يجرى ذلك وسط مشهد وصفي للسلطة السياسية على أّنها سلطة مؤسسة جوهريا على‬
‫التقليدية وفي الوقت نفسه منفتحة على التحديث الموظف لجني مكاسب خاصة‪ ،‬وبالتالي فإ ّ‬
‫ن‬
‫المشهد السياسي بافتقاده إلى مفاهيم وإجراءات عملية لتوزيع الديمقراطية قد أسهم في منع‬
‫التراكم اللزم لتغيير علقة الحزاب بالسلطة السياسية وإعادة بناءها وفق مفاهيم‬
‫ديمقراطية‪ ،‬المر الذي يحّد من قدرة الجمعيات على تجاوز أطرها المحلية التقليدية أيضا‪.‬‬
‫أ‪ -‬الجمعيات السياسية المعارضة وتحالفاتها‬
‫عرف المجتمع البحريني المعارضة السياسية منذ زمن مبكر جدا عندما نشطت القوى‬
‫الجتماعية بمعارضة كثير من أعمال السلطة‪ .‬وتطّور عمل المعارضة بتطّور الوضع‬
‫القتصادي والتغيرات السياسية التي مرت بها منطقة الخليج والبحرين على وجه‬
‫الخصوص‪ .‬ومع مرور الزمن وتراكم الخبرة السياسية تنوعت المعارضة من حيث العدد‬
‫)فردية ‪ /‬جماعية( الوسيلة )ثورية ‪ /‬إصلحية( الزمن )مؤقتة ‪ /‬مستمرة(‪ ،‬وتوسعت قاعدتها‬
‫ن المعارضة في‬ ‫بانتظام العديد من الفئات إليها كالطلب والنوادي والمآتم‪ .‬والحال فإ ّ‬
‫البحرين تكاد تتشابه مع المعارضة السياسية في دولة الكويت لكونها معارضة إصلحية‬
‫تسعى إلى تصحيح الخطاء وتقدم رؤية مخالفة لحلول الحكومة‪ ،‬وحسب تقييم خلدون‬
‫ن أسلوب المعارضة في الكويت ومثلها في البحرين هو في الغالب رّد فعل لما‬ ‫النقيب فإ ّ‬
‫‪57‬‬
‫تطرحه الحكومة من آراء ‪ ،‬فهي تحاول أن تسقط القانون المطروح من أجل أن تغيره‬
‫الحكومة ول تسعى للضغط على الحكومة للستقالة والحلول محلها‪.58‬‬
‫وتكاد تتفق أدبيات الجمعيات المعارضة على الهداف نفسها وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المحافظة على المكتسبات الشعبية التي توجت بالحياة البرلمانية في ‪. 1973‬‬
‫‪ -2‬التقيد بأحكام ميثاق العمل الوطني واحترام سيادة القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬اللتزام بمبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية الواردة في الدستور وميثاق العمل‬
‫الوطني واتباع أساليب ووسائل العمل السلمي والممارسة الديمقراطية ونبذ العنف بجميع‬
‫أشكاله فكرًا وممارسة في تحقيق مبادئه وأهدافه‪.‬‬
‫‪ -4‬اللتزام بمبدأ التعددية السياسية في الفكر والرأي والتنظيم‪.‬‬

‫‪ - 57‬خلدون النقيب‪ ،‬القبيلة والديمقراطية في الكويت‪،‬دار الساقي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ - 58‬عبد المحسن جمال‪ ،‬المعارضة في الكويت ‪ ،‬دار قراطاس ‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -5‬ضرورة تطوير النظام السياسي بما يحقق ما يصبو إليه الشعب من ملكية دستورية على‬
‫غرار الديمقراطيات العريقة وما يتطلبه من تعديلت دستورية جوهرية‪ ،‬بما تضمن‬
‫ل حقيقيًا للسلطات‪ ،‬والتداول السلمي‬
‫سلطة تشريعية منتخبة كاملة الصلحيات وفص ً‬
‫للسلطة‪.‬‬
‫‪ -6‬التمسك بالمواطنة المتساوية ونبذ الطائفية وكافة أشكال التمييز‪ ،‬وتجريم الممارسات التي‬
‫من شأنها المساس بكرامة المواطن وحريته‪ ،‬والدفاع عن حّقه في تبوء كافة المناصب في‬
‫الدولة والمجتمع على أساس الكفاءة ‪.‬‬
‫‪ -7‬تعزيز مبادئ الشفافية ودعم حرية الفكر والبداع‪ ،‬وحماية الحريات الشخصية والعاّمة‪،‬‬
‫كحرية التفكير والتعبير‪ ،‬والحريات السياسية بما فيها حرية انشاء الحزاب السياسية‬
‫‪59‬‬
‫وحرية الصحافة والنشر وحرية الديانة استنادا إلى العلن العالمي لحقوق النسان ‪.‬‬
‫ونظرًا لتشابه هذه الهداف المنطلقة من مرتكزات دستورية في الساس وجدت‬
‫أرضية مشتركة تحّركت عليها الجمعيات المعارضة وتوالت المحاولت لتوسعة تلك‬
‫الرضية‪ .‬وكان من أبرز ذلك لجوء هذه الجمعيات إلى تشكيل تحالفات سياسية منها ‪:‬‬
‫التحالف السداسي ‪ :‬وهي ست جمعيات "الوفاق‪ ،‬العمل السلمي‪ ،‬العمل الوطني‪،‬‬
‫والتجمع القومي الديمقراطي‪ ،‬والوسط العربي السلمي‪ ،‬والمنبر الديمقراطي" اتفقت على‬
‫ص عليه دستور ‪ 1973‬وميثاق العمل الوطني‪،‬‬
‫ن طريقة إصدار دستور ‪ 2002‬يخالف ما ن ّ‬ ‫أّ‬
‫ولكنها اختلفت بالنسبة للمشاركة أو المقاطعة في انتخابات ‪.2002‬‬
‫التحالف الرباعي ‪ :‬وهي أربع جمعيات من ضمن التحالف السداسي وهي "الوفاق‪،‬‬
‫العمل السلمي‪ ،‬العمل الوطني‪ ،‬والتجمع القومي الديمقراطي" قررت مقاطعة النتخابات‬
‫النيابية العام ‪ .2002‬تمثلت الرضية المشتركة )التحالف الرباعي( في تبني قضايا موحدة‬
‫في دستور ‪ ،2002‬كقضايا التجنيس السياسي وتوزيع الدوائر النتخابية واتخاذ مواقف‬
‫موحدة من المشاركة في انتخابات ‪ ،2002‬حيث قاطعت أربع جمعيات سياسية كبيرة تلك‬
‫النتخابات وطالبت في موقفها المشترك بالمحافظة على المكتسبات والحريات الدستورية‬
‫وإسقاط القوانين السلبية مثل قانون الجمعيات السياسية وقانون النتخاب وقانون الصحافة‬
‫وقانون الرهاب‪.‬‬
‫كما كانت هناك محاولة أخرى لتشكيل تحالف تساعي يضم بعض جمعيات التيار‬
‫السني ) المنبر السلمي‪ ،‬والصالة ‪ ،‬والشورى السلمية( مع التحالف السداسي لتخاذ‬
‫موقف موحد من قانون الجمعيات السياسية‪.‬‬

‫‪ - 59‬انظر النظام الساسي لكل من جمعية العمل الديمقراطي وجمعية الوفاق الوطني وجمعية العمل السلمي وجمعية المنبر التقدمي وجمعية‬
‫التجمع القومي ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -1‬جمعّية الوفاق الوطني السلمّية‬
‫تأسست جمعية الوفاق الوطني السلمية بمملكة البحرين في تاريخ ‪ 7‬نوفمبر‬
‫‪2001‬م‪ .‬تعد جمعية الوفاق الوطني أكبر الجمعيات السياسية من حيث عدد العضاء‬
‫المسجلين إذ يبلغ عدد أعضائها المسجلين في كشوف وزارة العدل أكثر من ‪ 35‬ألف‬
‫منتسب‪ ،‬وتمثل التيار الرئيسي وسط الشيعة‪ .‬كان تأسيسها يشكل خليطا من شخصيات‬
‫ل أّنها صارت إلى تنظيم‬‫وتيارات شيعية‪ ،‬على غرار المجلس السلمي العلى في لبنان إ ّ‬
‫سياسي يضم إسلميين شيعة محسوبين على تيار الدعوة‪ -‬ولية الفقيه وبعض رجال العمال‬
‫الشيعة‪ .‬ومن الناحية العملية ‪ -‬السياسية وليس الدينية البحتة‪ ،‬فالولءات والنتماءات داخل‬
‫الجمعية ليست واضحة المعالم‪ ،‬فبعض اتباعها يقلدون السيد علي الخامنئي والبعض الخر‬
‫من مقلدي السيد محمد حسين فضل ال وآخرون من أصحاب التكنوقراط المستقلين‪ ،‬كما‬
‫توجد بعض التجاهات الصغيرة المتداخلة فيما بينها‪ ،‬ورغم هذا التباين فإن قواسم مشتركة‬
‫ن تسمية الجمعية بـ "الوفاق"‪ ،‬مناسب‪ ،‬بمعنى خلق توافق بين مختلف‬ ‫كثيرة تجمعهم‪ ،‬لذا فإ ّ‬
‫التجاهات التي تستمد شرعيتها من رموز الحوزات العلمية الرئيسية والتي تعتمد بدورها‬
‫على نفوذ شخصيات بحرينية دينية ذات أثر واضح على الساحة الجتماعية ‪ -‬السياسية‪.‬‬
‫وبسبب التداخل في التجاهات تحدث الكثير من التنازلت بينها حفاظا على الوحدة إلى‬
‫ل الجمعية في كثير من الحيان‪ .‬كان رموز هذا التيار الشيعي "العام" دخلوا‬ ‫الدرجة التي تش ّ‬
‫انتخابات المجلس التأسيسي في ‪ 1972‬والمجلس الوطني في ‪ 1973‬كان لهم أقل من ثلث‬
‫المقاعد ) ‪ 9‬من أصل ‪.(30‬‬
‫تعّرضت الجمعية لكثر من انشقاق‪ ،‬الّول قاده تكنوقراطيون ) أكاديميون وتجار( مثل‬
‫المحامي عبد الشهيد خلف والدكتور نزار البحارنة في العام ‪ ، 2004‬والثاني قاده بعض‬
‫الرموز الحركية في الجمعية مثل نائب رئيس الجمعية الستاذ حسن مشيمع والدكتور عبد‬
‫الجليل سنكيس في العام ‪.60 2006‬‬
‫‪ -‬رؤية الجمعية ورسالتها‬
‫ن الجمعية تعمل "من أجل بناء وطن عصري‪ ،‬تكون‬ ‫ورد في نظام الجمعية الداخلي أ ّ‬
‫فيه السيادة للشعب بوصفه مصدر السلطات جميعا‪ ،‬وتتوافر فيه المشاركة الشعبية في صنع‬
‫القرار‪ ،‬ويحقق مبادئ الحرية والعدالة والمساواة في ضوء الرؤية السلمية"‪ .‬كما ين ّ‬
‫ص‬
‫ن رسالتها هي "اللتزام بقضايا الوطن والمواطن‪ ،‬والسعي لتحقيق‬ ‫النظام الداخلي على أ ّ‬
‫التنمية المستدامة في جميع أبعادها الروحية والمادية المستمدة من الرؤية السلمية من‬
‫خلل المشاركة الفاعلة في الشأن العام بالوسائل السلمية والحضارية‪ ،‬بما يحقق الرخاء‬
‫والزدهار والرفعة‪ ،‬ويعزز السلم الهلي‪ ،‬والوحدة الوطنية"‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف الجمعية‬

‫‪ - 60‬كان النشقاق الول بمثابة احتجاج على قرار المقاطعة أّما الثاني فهو على العكس احتجاجا على قرار المشاركة والتسجيل تحت قانون‬
‫الجمعيات السياسية ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ص عليها النظام الداخلي ما يلي‪:‬‬
‫من أهم الهداف التي وضعتها الجمعية لمنتسبيها ون ّ‬
‫‪ -1‬السهام في تمثيل المواطنين سياسيا‪ ،‬والمشاركة في صناعة القرار‪ ،‬وإدارة الشأن العام‪.‬‬
‫‪ -2‬ترسيخ الهوية العربية السلمية للبلد‪ ،‬والمحافظة عليها من الطمس والتشويه‪.‬‬
‫‪ -3‬الحفاظ على مكتسبات الوطن ومنجزاته التاريخّية والحضارّية‪.‬‬
‫‪ -4‬دعم مشروعات الصلح‪ ،‬والسعي من أجل تبني مبدأ التداول السلمي للسلطة‪.‬‬
‫‪ -5‬تنمية الوعي الوطني بالشأن العام‪ ،‬وحقوق النسـان‪ ،‬ودولة القانون‪ ،‬والحياة الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -6‬العمل على إشاعة الفضيلة والعدالة والمساواة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -7‬تعميق الوعي‪ ،‬على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬بالقضايا والمشكلت‪.‬‬
‫‪ -8‬تعزيز السلم الهلي والوحدة الوطنية‪ ،‬وترسيخ الحوار الفكري والحضاري على أساس‬
‫التعددية‪.‬‬
‫‪ -9‬السهام في توفير الحياة الكريمة‪ ،‬والمن والستقرار‪ ،‬لكافة أبناء الوطن‪.‬‬
‫‪ -10‬ضمان التوزيع العادل للثروة‪.‬‬
‫‪ -11‬دعم الحركة العمالية والنقابية‪.‬‬
‫‪ -12‬تعزيز دور المرأة‪ ،‬وتمكينها من ممارسة كافة حقوقها وفقًا لحكام الشريعة السلمية‪.‬‬
‫‪ -13‬إيلء الهمية للشباب ووضع سياسات واستراتيجيات لتنميتهم‪.‬‬
‫ل الجهود المبذولة لتحرير كامل التراب الفلسطيني‪.‬‬ ‫‪ -14‬مساندة ك ّ‬
‫‪ -15‬دعم التضامن العربي والسلمي ومناصرة قضايا الشعوب العادلة‪.‬‬
‫‪ -‬الهيكيل التنظمي لجمعية الوفاق‪:‬‬
‫* المؤتمر العام‬
‫المؤتمر العام لهذه الجمعية هو الجهاز التنظيمي الذي يتمتع بالسلطة العليا في الوفاق‪،‬‬
‫ويقوم بتعديل النظام الساسي‪ ،‬وانتخاب المين العام‪ ،‬ونائبه‪ ،‬وأعضاء شورى الوفاق وهيئة‬
‫التحكيم‪.‬‬
‫* شورى الوفاق‬
‫للجمعية مجلس يتولى مهام الرقابة يسمى في النظام الساسي بشورى الوفاق‪ .‬ويكون‬
‫عدد أعضائه ‪ -‬حسب النظام الداخلي ‪ -‬في دورته الولى ثلثين عضوا‪ ،‬وللمؤتمر العام‬
‫النظر في زيادة هذا العدد في دوراته التالية‪ .‬وينتخب المؤتمُر العام أعضاَء شورى الوفاق‬
‫بالقتراع السري لمدة أربع سنوات‪ ،‬وتستثنى من ذلك الدورة الولى للمجلس حيث تنتهي‬
‫عضوية نصف العضاء الذين حصلوا على أقل عدد من الصوات بعد عامين من دورته‪.‬‬
‫* المانة العاّمة‬
‫المانة العاّمة للوفاق هي الجهاز والسلطة التنفيذية لها‪ ،‬وهي التي تقوم بوضع برامج‬
‫عمل لتنفيذ السياسات التي يرسمها لها المؤتمر العام‪ ،‬وتنفيذ النظمة والخطط التي يقرها‬
‫شورى الوفاق‪ .‬تتكون المانة العاّمة من المين العام )رئيس الوفاق(‪ ،‬ونائبه‪ ،‬وأعضاء‬

‫‪54‬‬
‫إداريين يختارهم المين العام‪ ،‬من ضمنهم المين المالي‪ ،‬وأمين السر‪ ،‬ويتم التصديق على‬
‫أعضاء المانة العاّمة غير المنتخبين من قبل شورى الوفاق‪ ،‬ومدة المانة أربع سنوات‪.‬‬
‫والمين العام للجمعّية في الوقت الراهن هو الشيخ علي سلمان‪.‬‬
‫* هيئة التحكيم‬
‫للوفاق مجلس يفصل في المنازعات والخلفات المتعلقة بنشاطات الوفاق يسمى بهيئة‬
‫التحكيم‪ .‬و من صلحياته ادراج كروت صفراء و حمراء مثل مباريات كرة القدم‪.‬‬
‫* لجان الجمعية‬
‫تحتوي الجمعية على لجان متعّددة هي تنظيمات إدارية تنفيذية ينشئها شورى الوفاق‪،‬‬
‫أو المانة العاّمة‪ ،‬أو هيئة التحكيم‪ ،‬أو دوائر الوفاق لمهام محددة‪ ،‬برئاسة ومشاركة أعضاء‬
‫يتمتعون بعضوية الوفاق‪ ،‬وتحّدد مدتها بإنجاز مهامها المحددة‪ .‬كما للجمعية فرق عمل‬
‫تتكون من مجموعات عمل ينشئها شورى الوفاق‪ ،‬أو المانة العامة‪ ،‬أو هيئة التحكيم‪ ،‬أو‬
‫دوائر الوفاق‪ ،‬أو لجانها‪ ،‬لمهام محددة‪ ،‬برئاسة عضو بالوفاق‪ ،‬ومشاركة أفراد آخرين ل‬
‫يشترط فيهم التمتع بتلك العضوية‪ ،‬ول يحق لهم التصرف باسم الوفاق‪ ،‬وتحدد مدتهم بإنجاز‬
‫مهامهم المحددة‪.‬‬
‫ل من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي السلمي‬‫والجمعية عضو في ك ّ‬
‫وتشارك في كثير من المؤتمرات العربية عبر ممثلها المين العام‪.‬‬
‫‪ -‬الوفاق والنتخابات البحرينية‬
‫قاطعت الجمعية انتخابات عام ‪ 2002‬ضمن تحالف رباعي للمعارضة البحرينية‬
‫وشاركت في النتخابات البلدية ‪ 2002‬وفازت بأكثر من نصف المقاعد البلدية‪ ،‬كما شاركت‬
‫في انتخابات عام ‪ 2006‬بقائمة تضم ‪ 18‬مرشحا فاز منهم ‪ 17‬نائبا بمجموع أصوات ‪85‬‬
‫ألف صوت من ‪ 295‬ألفًا و ‪ 686‬ناخبًا يحق لهم التصويت‪ .‬كما دعمت الجمعية مرشحين‬
‫جمعية العمل الديمقراطي وحثت أنصارها على التصويت لهم في دوائرهم ‪.61‬‬

‫‪ - 61‬انظر ‪ :‬كلمة المين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في افتحاح المقر النتخابي لمرشحة جمعية العمل الديمقراطي منيرة فخرو‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -2‬جمعية العمل الوطني الديمقراطي )وعد(‬
‫تعتبر أّول جمعية سياسية أعلنت رسميا في البحرين‪ ،‬تأسست الجمعية في ‪ 27‬ابريل‬
‫‪ 2001‬وسجلت في وزارة العمل والشؤون الجتماعية بتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪ 2001‬وسجلت‬
‫في وزارة العدل بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪ 2006‬بعد تعديل الوضاع‪.‬‬
‫وتمثل الجمعية امتدادا للجبهة الشعبية في البحرين )يسار( التي كانت قد تفرعت من‬
‫حركة القوميين العرب بعد هزيمة ‪ 1967‬واتبعت التوجه الشتراكي ‪ /‬الثوري ‪ /‬العربي‪،‬‬
‫وتشكلت لحقا باسم "الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي"‪ ،‬ثم تحولت إلى الجبهة‬
‫الشعبية في البحرين في منتصف السبعينيات‪.‬‬
‫و كانت الجبهة من الجبهات التي شاركت في ثورة ظفار في جنوب عمان في مطلع‬
‫السبعينيات‪ .‬وقد قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي عام ‪ 1972‬والمجلس الوطني عام‬
‫‪ 1973‬وأيضا انتخابات المجلس النيابي عام ‪ .2002‬تشكلت بعد حدوث النفراج المني‬
‫حيث تّم إحياء مشروع "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي يضم إلى جانب الجبهتين‬
‫العناصر الديمقراطية الخرى‪ .‬وتبنت الجبهة الشعبية بقّوة مشروع التجمع وتقدمت بوثيقة‬
‫مكتوبة عنه‪ ،‬في حين تحفظت عليه جبهة التحرير‪.‬‬
‫وبينما أّكدت الجبهة الشعبية أن يكون التجمع الوطني الديمقراطي علنيا مفتوحًا لجميع‬
‫التيارات والشخصيات الديمقراطية )شيوعية ويسارية‪ ،‬ناصرية‪ ،‬بعثية‪ ،‬مستقلة‪ ...‬إلخ(‪،‬‬
‫رفضت جبهة التحرير الوثيقة ‪ -‬وإن اتفقت على المبدأ‪ -‬وأصّرت على ضرورة أن تصوغ‬
‫الجبهتان وثيقة مشتركة ثم تعرض على الخرين‪ ،‬على أن يتم دمج الجبهتين أّول ثم يتّم‬
‫إدخال الخرين في التجمع‪.62‬‬
‫وفي ظل التطورات المتسارعة التي كانت تشهدها البلد والستقطابات الجارية حينها‪،‬‬
‫بادرت الجبهة الشعبية بترتيب لقاءات تضم بعض كوادرها وكوادر مستقلة أخرى وبدأت في‬
‫مناقشة مشروع التجمع لقراره‪ ،‬لكنه وأمام رفض النظام بشكل قاطع لتشكيل تنظيمات‬
‫سياسية وموافقته على قيام جمعيات سياسية فقط‪ ،‬فقد تّم البحث مجددًا لتشكيل جمعية موحدة‬
‫لليسار‪ .‬من هنا انطلقت عملية تأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي ولكن بدعوة‬
‫المؤسسين بصفتهم الفردية وليس بكونهم ممثلين لقوى سياسية‪ ،‬وحدث تجاذب بين الجبهتين‬
‫في هذا الخصوص‪ ،‬وتّمت عملية صياغة الوثائق وتشكيل اللجنة التحضيرية التي رأسها‬
‫المرحوم جاسم فخرو )مستقل( وتّم القرار بالمبدأ مع الخذ في العتبار تمثيل التيارات‬
‫الثلثة )الشعبية‪ ،‬التحرير‪ ،‬المستقلين(‪ .‬وبعد حدوث مجريات عديدة تقرر أن تكون هناك‬
‫جمعيتين هما جمعية العمل الديمقراطي )وعد( وجمعية المنبر التقدمي‪.‬‬

‫‪ - 62‬طرحت جبهة التحرير رؤية تشكيل جبهة بين التنظيمن‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬يتكون الهيكل الداري لجمعية العمل الديمقراطي ) وعد( من ‪:‬‬
‫المؤتمر العام‪.‬‬
‫اللجنة المركزية‪.‬‬
‫لجنة الرقابة المركزية وتنتخب من اللجنة المركزية‪.‬‬
‫المكتب السياسي‪.‬‬
‫المكاتب واللجان العاملة‪.‬‬
‫وتعتمد الجمعية في تمويلها على ‪:‬‬
‫الدعم الحكومي‪ -‬ابتداء ‪) 2006‬يوليو(‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الدعم الذاتي‪ -‬منذ تأسيس الجمعية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫جهات محلية ‪ -‬أشخاص‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تبرعات خارجية ‪ -‬سابقا وقبل صدور قانون الجمعيات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أخرى ‪ -‬نشاطات الجمعية والصدارات‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وتعد الجمعية من ضمن الجمعيات الملتزمة بعقد جمعياتها العمومية باستمرار حيث‬
‫عقدت الجمعية ثلثة مؤتمرات عاّمة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬المؤتمر الّول ‪ 24‬يناير ‪ 2002‬وقد حضر ‪ 450‬عضوا‪.‬‬
‫‪ -‬المؤتمر الثاني ‪ 25‬مارس ‪ 2005‬وقد حضر ‪ 370‬عضوا‪.‬‬
‫‪ -‬المؤتمر الثالث ‪9‬يونيو ‪ 2006‬وقد حضر ‪ 320‬عضوا‪.‬‬
‫وبالضافة إلى تبنيها الملفات الساسّية ) الملف الدستوري‪ ،‬ملف التجنيس فقد ركزت‬
‫اهتمامها طوال العام الماضي على ‪:‬‬
‫‪ -‬قضية التسجيل في قانون الجمعيات‪.‬‬
‫‪ -‬النتخابات النيابية والبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬النصاف والمصالحة ) ضحايا التعذيب وقانون أمن الدولة(‪.‬‬
‫‪ -‬سرقة الراضي والمال العام‪.‬‬
‫قاطعت انتخابات عام ‪ 2002‬وشاركت في انتخابات عام ‪ 2006‬بقائمة التغيير التي‬
‫تضم ستة مرشحين وحصلت على ‪ 10449‬صوتا لكافة مرشحيها‪ .‬ولجمعية العمل تواصل‬
‫ل من ‪:‬‬
‫فعال مع الحزاب العربية وهي الن عضو في ك ّ‬
‫‪ -‬المؤتمر القومي العربي‪.‬‬
‫‪ -‬المؤتمر القومي السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتمر الحزاب العربية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫كما أصدرت الجمعية عّدة إصدارات تعتبرها مهمة‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ -‬نشرة الديمقراطي )شهرية(‪.‬‬
‫‪ -‬كتيب النصاف والعدالة‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب الشباب وسوق العمل في البحرين‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب إشكالية البيئة والتنمية في البحرين‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب الشرعية الدولية لحقوق النسان‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب السكان والعمالة ومستوى المعيشة في البحرين‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب ذاكرة الوطن‪.‬‬
‫كما صدرت كتب باسماء أعضائها التاريخيين مثل عبدالرحمن النعيمي وعبدالنبي‬
‫العكري وإبراهيم كمال الدين وحسين قاسم وعبدال مطيويع سردوا فيها تجاربهم السياسية‬
‫وذكريات السجون‪.‬‬

‫‪ -3‬جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي‬


‫تأسست في ‪ 2001 -7 -13‬وسجلت رسميا في تاريخ ‪ 2001-9-30‬ويقدر عدد‬
‫أعضائها بـ ‪ 507‬عضو منهم ‪ 95‬امرأة‪ .‬وقد حددت الجمعية أهدافها بالتالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الدفاع عن المصالح المشروعة للطبقات والفئات الجتماعية الكادحة ورفع المستوى‬
‫المعيشي للمواطنين‪.‬‬
‫‪ -2‬إشاعة قيم التسامح وترسيخ المساواة والعدالة الجتماعية بين كافة أفراد وفئات‬
‫المجتمع دون تميز على أسس طائفية أو قبلية أو طبقة أو عرقية‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل من أجل بناء مملكة دستورية حديثة وتأمين شروط ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬دعم الحقوق المشروعة للمرأة‪.‬‬
‫من ناحية تاريخّية تمثل الجمعية اتجاه "جبهة التحرير الوطني البحرانية"‪ 63‬التي‬
‫تأسست في عام ‪ 1954‬على أساس ماركسي ‪ -‬لينيني‪ .‬وتعتبر جبهة التحرير بمثابة الحزب‬
‫الشيوعي في البحرين "سابقا" وتحالفاتها كانت واضحة مع حزب تودة )الشيوعي( اليراني‬
‫والتحاد السوفياتي والحزاب الشيوعية الكبرى في "الشرق الوسط"‪ .‬وجبهة التحرير‬
‫كانت قد قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي العام ‪ 1972‬ولكنها شاركت في انتخابات‬
‫المجلس الوطني العام ‪ ،1973‬وشكلت ما عرف بكتلة الشعب وأعلنت موافقتها على‬
‫المشاركة في النتخابات النيابية في ‪ 2002‬على الرغم من اعتراضها على كيفية تعديل‬
‫الدستور‪ ،‬وقد قدمت الجمعية ‪ 8‬مرشحين وفازت بثلثة مرشحين بمجلس النواب السابق كان‬
‫منهم عضوين يحسبان تاريخيا على اتجاه جبهة التحرير‪ ،‬وهي الن تسيطر على جزء مهم‬
‫من النخبة اليسارية في البحرين‪.‬‬

‫‪ - 63‬اطلق لقب "البحرانية" لن مصطلح "البحريني‪ /‬البحرينية" لم يكن موجودا حتى النصف الول من خمسينيات القرن الماضي‪ .‬ولذا فإن لفظ‬
‫"البحرانية" ليس مقصودا منه أتباع المذهب الشيعي كما يعتقد البعض حاليا عندما يستخدم مصطلح "بحراني"‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫يتشكل هيكلها الداري من ‪:‬‬
‫‪ -‬المؤتمر العام الذي ينعقد كل أربع سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬اللجنة المركزية المنتخبة من المؤتمر العام وعدد أعضائها ‪ 35‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬المين العام و نائبه المنتخبين من قبل اللجنة المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬المكتب السياسي‪.‬‬
‫تقوم جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي بحملتها النتخابية معتمدة على برنامج للرخاء‬
‫القتصادي والصلحات الدستورية‪ ،‬وتعد بشكل عام ديمقراطية‪ -‬اشتراكية من حيث التوجه‬
‫وكانت صريحة في الجدل لصالح أجندتها الشتراكية الديمقراطية والتي تشمل تعزيز دور‬
‫المرأة‪ ،‬وكانت مؤيًدا قوًيا لدعوات الجماعات النسائية إلى إصلح قوانين السرة في البلد‪.‬‬
‫وتحّدد رؤيتها الصلحية بالعمل من أجل بناء مملكة دستورية حديثة بما يتطلبه ذلك‬
‫من تطوير للبنة الدستورية وتوفير مسلتزمات بناء دولة المؤسسات والقانون وتطبيق أحكام‬
‫ميثاق العمل الوطني واحترام سيادة القانون وإعادة النظر في التشريعات المقيدة للحريات‬
‫ومحاربة الفساد‪.‬‬
‫وتشمل البرامج التي قدمتها الجمعية تحديد حد أدنى للجور والتأمينات الجتماعية‬
‫للعمالة المؤقتة والعاطلين و"بحرنة" المؤسسات العسكرية والمنية‪ ،‬وتدعو هذه الجمعية إلى‬
‫إعطاء الولوية لتوظيف العاطلين البحرينيين في سوق العمل‪.‬‬
‫شاركت الجمعية في انتخابات ‪ 2006‬بقائمة تضم ‪ 9‬مرشحين بدعم ذاتي وبعض‬
‫الجهات المحلية لبعض المرشحين لم يفز منهم أحد‪ .64‬وقدر عدد الصوات التي حصلت‬
‫عليها قائمة المنبر التقدمي بـ ‪ 6621‬صوتا ‪.‬‬
‫عقدت الجمعية ثلثة مؤتمرات عاّمة منذ تأسيسها إضافة إلى المؤتمر التأسيسي‪،‬‬
‫ومؤتمرا استثنائيا لتعديل النظام الداخلي وإقرار التسجيل تحت قانون الجمعيات بنظام داخلي‬
‫جديد‪ .‬وتراوح عدد الحضور ما بين ‪ 250‬و ‪ 300‬عضو‪.‬‬
‫وتعتمد الجمعية على العمل الجماهيري المباشر والنقابات العمالية والمؤسسات‬
‫الجماهيرية إضافة إلى الصحافة ونشرات الجمعية كوسائل اتصال مع الجماهير‪ ,‬وتمتلك‬
‫الجمعية علقات واسعة مع الحزاب العربية اليسارية والحركات العالمية‪ ،‬فهي عضو في‬
‫ن هناك‬
‫مؤتمر الحزاب العربية وبعض العضاء أعضاء في المؤتمر القومي العربي‪ ،‬كما أ ّ‬
‫علقات ثنائية واسعة مع عدد كبير من الحزاب السياسية ذات التوجهات اليسارية‬
‫والديمقراطية‪.‬‬
‫وتقوم الجمعية بعمل كثير من الدورات لعضائها مثل برنامج العداد الفكري‬
‫والسياسي وتطوير المهارات وبرنامج تثقيفي من خلل ملتقى الحد السبوعي ودورات‬

‫‪ - 64‬لمزيد من تفاصيل النتائج النتخابية انظر‪ :‬الجزء المخصص للوزن النتخابي للجمعيات من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫متخصصة في المهارات الدارية وسواها وتصدر الجمعية نشرة منتظمة تحت مسمى‬
‫النشرة المركزية الشهرية وهي بصدد إصدار حولية للدراسات والبحوث‪.‬‬
‫‪ -4‬جمعية العمل السلمي‬
‫ويرمز لها اختصارا بجمعية )أمل( وهي تمثل اتجاه "الجبهة السلمية لتحرير‬
‫البحرين " ‪.‬تأسست فى العام ‪2002‬م و سجلت في وزارة العدل فى العام ‪2006‬م يتركز‬
‫ل من المحافظة الشمالية – العاصمة – الوسطى ‪.‬‬
‫مؤيدوها في ك ّ‬
‫يتكون هيكلها السياسي ‪:‬‬
‫‪ -‬المانة العاّمة ‪ :‬تتكون من ‪ 11‬عضوًا بدون الرئيس‪ ،‬يرأسها أمين عام‪.‬‬
‫‪ -‬اللجان الفرعية ‪ :‬السياسّية – العلمّية – القتصادّية – المناطقّية – التنموّية –‬
‫الحقوقّية‪.‬‬
‫ل سنة مّرة ويتراوح أعداد الحضور بين ‪ 400‬إلى ‪300‬‬ ‫تعقد جمعيتها العمومية ك ّ‬
‫عضو من أصل ‪ 900‬عضو تقدمت بأسمائهم إلى مكتب شؤون الجمعيات السياسية‪ .‬تقوم‬
‫رؤية الجمعية على إقامة دولة يسود فيها العدل والحرية من خلل المشاركة الشعبية الحقيقية‬
‫في القرار السياسي إجمال بين الحكم والشعب ضمن دستور عقدي ‪ ،‬كما تهدف الجمعية إلى‬
‫إقامة حكومة شعبية من خلل تداول سلمى للسلطة‪ .‬وذلك من خلل خلق الجواء السياسية‬
‫المناسبة لستنهاض سياسي شامل‪ ،‬وتوظيف كافة الطاقات المجتمعية واستقطاب الكوادر‬
‫العاملة في هذا التجاه‪ ،‬والدفع باتجاه التواصل مع الناس والحضور الدائم للجمعية في وسط‬
‫المجتمع‪ ،‬كما يتّم الستفادة من كافة المنابر والمؤسسات للمجتمع المدني ليكون لها رصيدا‬
‫من العمل والخبرة التراكمية وفتح آفاق أوسع في سبيل أعمال مشتركة معها‪ ،‬وخلق الجواء‬
‫المناسبة للتعاون من خلل الفعاليات التي تنظمها الجمعية من قبيل )المؤتمرات‪ ،‬ورش‬
‫العمل‪ ،‬الحلقات الحورية‪ ،‬برامج التدريب(‪.‬‬
‫تعتمد في تجنيد أعضائها على العوائل والمعارف وتضم حوالي ‪ 150‬امرأة عاملة في‬
‫صفوفها وكانت قد دعمت مرشحة لها في انتخابات ‪ 2006‬هي زهراء مرادي وحصلت على‬
‫أكثر من ‪ 700‬صوت وهو عدد ذو دللة على كبر حجم القاعدة النتخابية في الدائرة‬
‫النتخابية مقارنة بعدد الصوات المسموح لها بالتصويت‪.‬‬
‫تعرضت الجمعية للغلق من قبل وزارة العمل والشؤون الجمعية في ‪ 2005‬لقامتها‬
‫حفل تكريما لعضاء الجبهة السلمية لتحرير البحرين المتهمين في قضية النقلب‬
‫العسكري سنة ‪ .1981‬قاطعت انتخابات ‪ 2002‬وشاركت بشكل غير رسمي في انتخابات‬
‫البرلمانية ‪ 2006‬بقائمة ضمت ‪ 7‬أعضاء ولم يفز أحد‪ ،‬في حين بلغ عدد الصوات التي‬
‫حصل عليها المرشحون جميعا بـ ‪ .1553‬تعتمد في تمويلها على الدعم الذاتي والدعم‬
‫الحكومي المخصص لها حاليا وهو ‪ 1000‬دينار شهريا ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -5‬جمعية التجمع القومي الديمقراطي‬
‫تمثل المحسوبين على اتجاه "حزب البعث العربي الشتراكي"‪ .‬دخل رموزها‬
‫انتخابات المجلس التأسيسي في العام ‪ 1972‬والمجلس الوطني ‪ 1973‬وقاطعت انتخابات‬
‫المجلس النيابي ‪ 2002‬معترضين على طريقة إصدار الدستور‪ .‬تعتبر الجمعية إحدى‬
‫الجمعيات المؤسسة للمؤتمر الدستوري ‪ 2002‬وهي عضو في التحالف الرباعي والتحالف‬
‫السداسي أيضا‪ .‬عدد أعضائها ‪ 134‬عضو‪ .‬شاركت في انتخابات ‪ 2006‬بثلثة مرشحين‬
‫من أعضائها أو مقربين منها ولم يفز منهم أحد‪ ،‬وتقدر الصوات التي حصل عليها مرشحوا‬
‫الجمعية بـ ‪.490‬‬
‫‪ -6‬الوسط العربي السلمي الديمقراطي‬
‫تضم تيارا ناصريا ينشط في البحرين لكنها تضم إسلميين أيضا‪ ،‬شاركت في انتخابات‬
‫عام ‪ 2002‬لكنها لم تتمكن من الحصول على أي مقعد‪ .‬وشاركت في انتخابات ‪ 2006‬أيضا‪.‬‬
‫قامت الجمعية بتدشين حملتها للنتخابات البرلمانية عن طريق التركيز على القضايا‬
‫المجتمعية‪ ،‬حيث ركزت حملتها على السكان ورفع مستويات المعيشة ومحاربة الفساد‬
‫وتعزيز حقوق النسان ومكافحة التمييز‪ ،‬وأعربت الجمعية عن رغبتها في التشجيع على‬
‫السياحة العائلية في البحرين‪.‬‬
‫ومثلها مثل جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي‪ ،‬تسعى جمعية الوسط إلى تعديل‬
‫التغييرات الدستورية من خلل الدوات البرلمانية المتاحة وقد تعهد زعماء جمعية الوسط‬
‫بجعل ذلك من الولويات إذا تّم انتخابهم لعضوية البرلمان‪ .‬ويتركز وجود الجمعية أساسا في‬
‫المحرق وتجمع بين أعضائها القوميين ‪ -‬الناصريين الذين يؤمنون بدور متكامل بين السلم‬
‫والعروبة‪.‬‬
‫ورغم مساندة هذه الجمعية لحملة الحكومة لتعزيز وضع المرأة في المجتمع‪ ،‬لكنها‬
‫ن مشاركة المرأة يجب أن تكون طبًقا للشريعة السلمية‪ ،‬وينتمي العديد من النساء‬
‫تؤمن بأ ّ‬
‫لمجلس إدارة جمعية الوسط‪ ،‬لكنها لم تدعم أي من المرشحات الثماني في النتخابات‬
‫البرلمانية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ب ‪ -‬الجمعيات الموالية أو القريبة للحكومة ‪:‬‬
‫‪ -1‬جمعية المنبر الوطني السلمي )الخوان المسلمين(‬
‫تمثل الذراع السياسي لجمعية الصلح )الخوان المسلمين( التي نشأت في أواخر‬
‫الربعينيات‪ .‬شاركت في انتخابات ‪ 2002‬وتمكنت من الحصول على ثمانية مقاعد في‬
‫مجلس النواب‪ .‬تشارك في انتخابات ‪ 2006‬ضمن تحالف مع جمعية الصالة التي تمثل تيار‬
‫السلفيين في البحرين‪.‬‬
‫كانت بداية النشاط السلمي السني تعود إلى حركة الخوان المسلمين الذين استطاعوا‬
‫استقطاب عدد من أبناء التجار والعوائل الثرية الذين ابتعثوا إلى بيروت والقاهرة للدراسة‪.‬‬
‫وهكذا انضم عدد من طلب البحرين إلى الخوان المسلمين‪ ،‬وضمت الحركة في صفوفها‬
‫أحد أفراد العائلة الحاكمة‪ ،‬الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة‪ ،‬الذي درس الحقوق في القاهرة‪،‬‬
‫وأصبح في السبعينيات وزيرا للعمل والشؤون الجتماعية حتى مطلع الثمانينيات‪ .‬أسس‬
‫الخوان المسلمون "نادي الصلح الخليفي" في ‪ ،1948‬لدارة النشطة الثقافية‬
‫والجتماعية‪ ،‬ضم النادي )التابع لحركة الخوان( المنحدرين من أصول قبلية من طائفة‬
‫السنة )عبد الرحمن الجودر وجاسم الفايز وغيرهم(‪ ،‬وتركزت نشاطات النادي في مدينة‬
‫المحرق بصورة أساسية‪.‬‬
‫في مطلع السبعينيات تّم تغيير اسم النادي ليقتصر على اسم "نادي الصلح" فقط‪ ،‬ثم‬
‫تغير السم في مطلع الثمانينيات إلى "جمعية الصلح" وقد مّرت حركة الخوان المسلمين‬
‫المنطلقة من جمعية الصلح بفترات صعود شعبي )عندما دعمت الحركة الدعوة لتحرير‬
‫فلسطين( وهبوط )عندما ابتعدت عن مطالب الشارع البحريني في الخمسينيات( ‪ .‬ففي نهاية‬
‫الربعينيات كانت لها شعبية‪ ،‬بعد أن أعلنت عن تكوين قّوة رمزية للمشاركة في قوات‬
‫الخوان التي تشكلت لتحرير فلسطين بعد إعلن الدولة اليهودية في نهاية الربعينيات‪ .‬غير‬
‫ن هذه الشعبية انتكست لحقا في الخمسينيات عندما تحرك الشارع البحريني مطالبا‬‫أّ‬
‫بالصلحات السياسية‪ .‬وقد استمرت حركة الخوان المسلمين في نشاطها الجتماعي‬
‫والثقافي دون أن تتأثر بالحداث السياسية‪ .‬ولكن شعبيتها انخفضت كثيرا بسبب مواقفها‬
‫السياسية تجاه حركة الخمسينيات‪ .‬ركزت حركة الخوان على "التربية السلمية والتعليم"‪،‬‬
‫وتمكن أفرادها من الوصول إلى مناصب مهّمة في الجهاز التعليمي في البلد‪.65‬‬
‫يقوم برنامج الجمعية على تأكيد" القاعدة العربية ـ السلمية للمجتمع‪ ،‬في إطار‬
‫الدستور وميثاق العمل الوطني‪ ،‬ويسعى المنبر الوطني السلمي إلى تعزيز الديمقراطية‬
‫والمشاركة السياسية الشعبية‪ ،‬وتشدد فلسفته بشكل عام على أهمية السلم الجتماعي للفراد‬
‫والمجتمع‪ .‬فقد شاركت الجمعية في انتخابات ‪ 2006‬بثمانية مرشحين فاز منهم ‪ 7‬وحصدت‬
‫قائمة المنبر السلمي على ‪ 22704‬صوت من مجموع الكتلة النتخابية المسجلة‪.‬‬

‫‪ - 65‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬ص ‪ 95‬؛ حسن عبدال موجز حول‬
‫الحركة السلمية البحرينية ‪30/04/1999‬م‪ ،‬موقع حركة أحرار البحرين‪.( www. Vob.org ) :‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -2‬جمعية الصالة السلمية‬
‫الذراع السياسي لجمعية التربية السلمية التي تمثل التيار السلفي في البحرين‪.‬‬
‫شاركت في انتخابات عام ‪ 2002‬وتمكنت من الفوز بستة مقاعد في مجلس النواب‪ .‬وشاركت‬
‫في انتخابات ‪ 2006‬ضمن تحالف مع المنبر الوطني السلمي‪ .‬و فازت بخمسة مقاعد‪.‬‬
‫تشّدد هذه الجمعية على الهوية السلمية للبحرين‪ .‬وتركز على القضايا المعيشية‪ .‬يقول‬
‫الشيخ عادل المعاودة أحد الرموز القيادية الرئيسيين "ينبغي علينا وضع مصالح المواطنين‬
‫وتحسين مستويات معيشتهم على قمة الولويات‪ ،‬وسوف يضمن ذلك بدوره للمواطنين‬
‫مستوى معيشي لئق يمكنهم من خدمة مجتمعهم بشكل أفضل"‪ .‬وتعد قضية السكان من‬
‫البنود الرئيسية للحملة النتخابية لجمعية الصالة السلمية‪ ،‬والتي تعهدت بخفض فترات‬
‫انتظار طالبي الحصول على منازل‪.‬‬
‫‪ -3‬جمعية الرابطة السلمّية‬
‫وتمثل التجاه الشيعي الذي يتبع نهج المرحوم الشيخ سليمان المدني‪ ،‬فقد كان في مطلع‬
‫السبعينيات واحدا من الرموز المحسوبة على تيار حزب الدعوة وهو نفس خط رموز جمعية‬
‫الوفاق‪ .‬وقد ساند ذلك التيار دخول المجلس التأسيسي في العام ‪ 1972‬والمجلس الوطني العام‬
‫‪ .1973‬وقد فاز أربعة من أعضاء جمعية الرابطة في انتخابات المجلس النيابي العام ‪،2002‬‬
‫ولديها عضوان في مجلس الشورى‪ .‬أّما انتخابات ‪ 2006‬فقد رشحت الجمعية مرشحا فقط‪،‬‬
‫لم يتمكن من الفوز وحصل على ‪ 1950‬صوتا‪ .‬وعادة تتبوأ شخصيات محسوبة على هذا‬
‫الخط مناصب حكومّية وقضائّية‪.‬‬
‫‪ -4‬جمعية الفكر الوطني الحر‬
‫جمعية ليبرالية مناصرة للتوجه الرسمي وليست لها نشاطات ملموسة حاليا ولم تنجح‬
‫في دخول المجلس النيابي‪.‬‬
‫‪ -5‬جمعية ميثاق العمل الوطني‬
‫صدر التصريح بإنشاء جمعية ميثاق العمل الوطني في ‪ 20‬مارس عام ‪ ،2001‬وتضم‬
‫‪ 452‬عضوًا‪ ،‬وكما يوحي اسمها تسعى هذه الجمعية إلى تعزيز أهداف ومبادئ الميثاق‬
‫الوطني‪ ،‬وتوجه تأكيدًا قويًا على المشاركة الشعبية في العملية السياسية‪ ،‬وتتسم بشكل عام‬
‫بتوجهها الليبرالي الذي يميل إلى الوسط‪ ،‬وقد جعلت هذه الجمعية من تقوية مبادئ الشفافية‬
‫داخل المجتمع سياسة رئيسية لها‪.‬‬
‫وإضافة إلى تقديم المرشحين قامت هذه الجمعية بعقد سلسلة من اللقاءات لتشجيع‬
‫المواطنين على المشاركة في النتخابات‪ ،‬وذلك في الوقت الذي ألقت فيه الضوء على مزايا‬
‫مرشحيها‪ .‬وقد تّم تعيين أعضائها بكثرة في مجلس الشورى "خمسة عشر عضوا من أصل‬
‫ل الخطوات الرسمية‪ .‬فاز أيضا شخصان محسوبان عليها في المجلس‬ ‫أربعين" وتؤيد ك ّ‬

‫‪63‬‬
‫النيابي عام ‪ .2002‬أّما في انتخابات ‪ 2006‬فقد رشحت الجمعية خمسة مرشحين لم يفز منهم‬
‫أحد رغم حصولهم على ما يقارب من ‪ 3700‬صوتا‪.‬‬
‫‪ -6‬جمعية المنتدى‬
‫ليبرالية‪ -‬نخبوية مساندة عموما للتوجه الصلحي الحكومي‪ .‬لم تنافس في النتخابات‬
‫النيابية ‪ 2002‬على رغم دعوتها الخرين للمشاركة‪ ،‬وتّم تعيين ثلثة من أفرادها في مجلس‬
‫الشورى ‪.2002‬‬
‫‪ -7‬جمعية الشورى السلمّية‬
‫الجمعية فصيل سني يتوسط التجاهين الرئيسيين الخوان المسلمين والسلف‪ .‬يرأس‬
‫الجمعية الشيخ عبد الرحمن عبد السلم الذي لم يفز في انتخابات المجلس النيابي ‪،2002‬‬
‫وبعد ذلك تّم تعيينه المين العام لمجلس الشورى مما أثار حساسية لدى الخرين‪.‬‬
‫‪ -8‬جمعية التجمع الوطني الدستوري‬
‫جمعية نشأت لتمثيل توجه جديد في جنوب البحرين مستمد من شرائح قبلية تؤمن‬
‫بالخطوات الصلحية التي دشنها الملك‪ .‬ل يوجد لها تمثيل في المجلس النيابي‪.‬‬

‫ج ‪ -‬حركات سياسية غير مرخص لها رسميا‪:‬‬


‫‪ -1‬حركة حق )حركة الحريات والديموقراطية(‬
‫على إثر مجموعة من التراكمات التي حدثت بعد استقالة عدد من العضاء من جمعية‬
‫الوفاق وبعض العضاء في جمعية العمل الوطني الديمقراطي )وعد(‪ .‬جاءت فكرة تشكيل‬
‫الحركة بعد إفرازات الساحة التي كانت باتجاه المشاركة في النتخابات النيابية القادمة‬
‫وباتجاه إنهاء المعارضة في البحرين‪ .‬وكان قبول التسجيل في مظلة قانون الجمعيات‬
‫ل ذلك في ظ ّ‬
‫ل‬ ‫السياسية نهاية لبداية جديدة من الهتزاز والخروج من المواقف والرؤى‪ .‬ك ّ‬
‫التراجع الصارخ في الوضع التشريعي وإصدار سلسلة من القوانين الستبدادية الجديدة‪ .‬لذا‬
‫جاءت "حق" ل لكي تخلق واقعًا جديدا بالمطلق‪ ،‬بل لعادة تصحيح المور ونقد التراجعات‬
‫الجارية‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإن "حق" تعتبر نفسها ملزمة بالتأسيسات السياسية والخلقية التي‬
‫تّوجتها المعارضة الدستورية في مقررات المؤتمر الدستوري الّول والثاني‪ .‬كما أّنها تعتقد‬
‫أن مشهد التراجعات المتتالية التي ساد داخل الحركة السياسية ل تتناسب مع سياسات الحكم‬
‫التي بلغت حّدا فاضحا في القمع والعتقال والبتزاز والعتداء والستبداد المقنن‪.‬‬
‫وتتكون الحركة من مجموعٌة من المواطنين الذين يجمعهم عدٌد من الثوابت والهداف‬
‫الوطنية‪ ،‬معتقدين بضرورة العمل الجاد لتفعيل العمل المطلبي السلمي بما فيه خيار المقاومة‬
‫المدنية‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق المطالب الوطنية المشروعة‪ ،‬البعيدة عن الفئوية والطائفية‪،‬‬

‫‪64‬‬
‫مستخدمين مختلف آليات الضغط والحتجاج في الداخل والخارج‪ .‬تؤمن هذه الحركة بأهمية‬
‫التشاور مع الرموز الدينية والشخصيات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني كما تؤمن‬
‫بتكامل دورها مع الِقوى الخرى الموجودة في المجتمع‪ ،‬والتي تسعى لتحقيق ذات الهداف‬
‫بمناهج أخرى‪.‬‬
‫وقد تأسست الحركة في نوفمبر ‪2005‬م بعد اجتماع أعضاءها المؤسسين على أن‬
‫تكون‪:‬‬
‫‪ -1‬حركة مستقلة‪.‬‬
‫‪ -2‬شرعيتها الحق وليس القانون‪ ,‬وعليه عدم العتراف بالقوانين الكيدية‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون لها صبغة وطنية لوجود قضايا مشتركة‪.‬‬
‫وتم خلل ذلك انتخاب أعضاء المانة العامة المكونة من ‪11‬شخص من الرموز والنشطاء‬
‫والكوادر والشخصيات الوطنية‪.‬‬
‫الهداف الستراتيجية للحركة‪:‬‬
‫‪ -1‬إحداث إصلح سياسي حقيقي‬
‫‪ -2‬تحقيق نمو حقيقي وإحقاق العدالة الجتماعية‬
‫‪ -3‬ترسيخ قيم حقوق النسان‬
‫‪ -4‬المحافظة على الهوية الثقافية والجتماعية لشعب البحرين‬
‫صورية لعام ‪2006‬م‪،‬‬ ‫وقد باشرت "حركة حق" بإعلن موقفها الرافض للنتخابات ال ّ‬
‫سكها بالمقاطعة انطلقًا‬‫وأعلنت عن ذلك في بيان صحافي وزع داخليا وخارجيا‪ ،‬بّينت فيه تم ّ‬
‫من ثبات رؤيتها الخاصة بالزمة الدستورية القائمة‪ ،‬وأن جديدًا في أصل الزمة لم يحصل‪،‬‬
‫ما يقتضي استمرار الموقف السابق والتأسيس عليه‪ .‬الجدير بالذكر أن ) حركة حق (‬
‫تأسست أثر انشقاق في جمعية الوفاق الوطني السلمية أواخر) نوفمبر( عام ‪ 2005‬وتضم‬
‫ناشطين شيعة مثل حسن مشيمع ومعارضين سنة بارزين مثل علي ربيعة‪ ،‬ولكن تيارها‬
‫الشعبي ينتشر في المناطق الشيعية ويتمدد على حساب الجمعيات السياسية الشيعية‪ .‬وتعد‬
‫القوة السياسية الوحيدة التي أعلنت مقاطعة انتخابات ‪ 2006‬متمسكة بموقفها حيال التعديلت‬
‫الدستورية‪ .‬جمعت الحركة أكثر من ‪ 82‬ألف توقيع على عريضة وجهتها للمم المتحدة‬
‫تطالب بوضع دستور جديد في البحرين‪.‬‬
‫‪ -2‬حركة العدالة الوطنية‬
‫تأسست هذه الحركة مطلع ‪ 2006‬على أثر انشقاق في جمعية التجمع الوطني‬
‫الديمقراطي بسبب فصل أمينها العام السابق‪ ،‬وهي جمعية صغيرة تضم ناشطين قوميين‬
‫ومستقلين‪ ،‬وعناصر إسلمية سلفية متمردة على التيار السلفي العام بسبب توجهاتها‬
‫الراديكالية‪ ،‬وتنشط خصوصا في مدينة المحرق ذات الغالبية السنّية‪ .‬شاركت الحركة في‬
‫انتخابات ‪ 2002‬بأكثر من مرشح أبرزهم أمينها العام عبدال هاشم الذي كان قد شارك أيضا‬
‫في انتخابات ‪ 2006‬دون أن يحالفه الحظ في المرتين‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫أفكار ذات علقة بموضوع البحث‬
‫‪ -1‬تجديد النخب داخل الحزاب‪ :‬ما زالت الطرق التقليدية هي السائدة في تجديد النخب‬
‫السياسية وهي طرق تتعمد على المكانة الجتماعية والعنصر الشخصي في الموضوع‬
‫فرغم وجود قنوات انتخابية تعمل من خللها الجمعيات محّددة في عقد الجمعية العمومية‬
‫ن المترشحين للمناصب العليا كانوا هم أنفسهم قادة العمل السياسي‪،‬‬‫لأّ‬ ‫)المؤتمر العام( إ ّ‬
‫ولم تفرز أي جمعية لحّد الن الجيل الثاني من النخب وربما يرجع ذلك إلى حداثة‬
‫التجربة وعمرها القصير الذي لم يتجاوز الخمس سنين وبالتالي عدم انتهاء صلحية‬
‫الخطاب التقليدي المعارض الذي يحكم التوجهات والتزكيات النتخابية‪ .‬هذا الوضع يؤكد‬
‫لنا أن مسألة تجديد النخب مازالت رهينة الصيغة التقليدية السابقة لكنها تكتسي الطابع‬
‫الديمقراطي في أغلب الحالت‪.‬‬
‫‪ -2‬تعمل الجمعيات السياسية في ظل قانون الجمعيات الصادر ‪ ،2004‬وهو قانون ل ينصّ‬
‫صراحة على طريقة العمل بالحزاب ويصّر على التعامل مع التشكيلت السياسية على‬
‫أّنها مجاميع وتكتلت ذات رؤى ل أكثر‪ ،‬وهذا يصعب القبول بأّنها تعمل على تطوير‬
‫نظام حزبي متقدم نظرا للجانب المزدوج في آليات عملها‪.‬‬
‫‪ -3‬تفتقد الجمعيات القدرة على تسييس الموضوعات الثقافية والتحرك من خارج المواضيع‬
‫السياسية العاّمة جدا كالحقوق السياسية والتعديلت السياسية فهي ل تثير الجوانب‬
‫المتعلقة بحقوق المواطنة ول تعمل جاهدة على بلورة وعي بها سوى اتخاذها شعارات‬
‫للتحرك‪.‬‬
‫‪ -4‬دور النظام السياسي‪ :‬كان النظام واعيا بجدّية موضوع حرية تكوين الحزاب وأثر ذلك‬
‫في المسألة الديمقراطية‪ ،‬لسيما وهو الذي عاني من تلك الثار في المرحلة السرية‬
‫ن نشأة الجمعيات السياسية بقدر ما هي‬
‫وحركات التحرر الوطني‪ ،‬من هنا يمكن القول أ ّ‬
‫ل أّنها مرتبطة في نمّوها وحراكها بالسلطة من حيث ارتهانها‬‫نشأة مستقلة في أساسها إ ّ‬
‫إلى القانون المحدد لعملها وقصور الليات المتبعة في تعديله‪ .‬والزدواجية المشار إليها‬
‫ن مثل هذا الرتباط ل يعكس المساهمة الفعلية في دمقرطة النظام السياسي ما‬ ‫تفترض أ ّ‬
‫دامت هذه الجمعيات تزيل عن كاهله متطلبات الديمقراطية الجادة‪ ،‬ولّنها معارضة في‬
‫طريقة عملها فإّنها ل تكرس الستبدادية أيضا‪.‬‬
‫‪ -5‬لكون المجتمع البحريني مجتمعا متداخل تختفي فيها معالم كافة لتحديدات الجغرافية‬
‫والطبقية فلن يكون بمقدورنا اكتشاف التشبيك الجتماعي الذي تقوم عليه الحركات‬
‫ن الحركات السياسية تطّورت من البناء‬ ‫السياسية‪ ،‬لكننا من ناحية أخرى نستطيع القول بأ ّ‬
‫النخبوي الذي انطلقت منه في العشرينيات ومن ثم تحولت إلى حركات جماهيرية منذ‬
‫بداية الخمسينيات واستمرار هذا النموذج صلبا‪ .‬لقد لعبت كثير من العوامل في استمرار‬
‫لأّ‬
‫ن‬ ‫هذا النموذج باقيا رغم تقلبات الوضع الحضاري والسياسي وتقوية الدولة لنفسها‪ .‬إ ّ‬
‫قدرة الدولة لم تبارح صناعة النخب التجارية والمثقف المقاول فلم تنتج أي شبكة سياسية‬
‫حقيقية سوى بعض الزبائنية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫في غضون سنوات بسيطة استطاعت الدولة أن تسيطر على مؤسسات المجتمع‬
‫المدني واختراق العديد منها وتهميش دورها الديمقراطي‪ ،‬لذا بقيت مؤسسات المجتمع‬
‫المدني عاجزة عن تقديم نفسها كحليف للحركات السياسية ومن هنا ظل النموذج‬
‫الجماهيري هو النموذج الوحيد في الحركة السياسية وظلت القوى المتقدمة تحاول‬
‫اليحاء بمدى عمق صلتها مع هذا النموذج باقية حتى بعد تعثرها في التواصل لختلف‬
‫المزاج السياسي عند الجماهير‪.‬‬
‫ن البناء الشبكي للجمعيات والمقصود منه البناء التحتي الذي على‬ ‫من ناحية أخرى فإ ّ‬
‫أساسه يمكن للجمعيات أن تقاوم عنف الدولة ظل مختفيا وغائبا عن سياسة أي جمعية إّما‬
‫لغلبة القانون واحتكار الدولة لمثل هذه البنية التحتية أو لعدم تفرغ الجمعيات لمثل هذا‬
‫البناء واعتبار ذلك من اختصاص الدولة فقط‪.‬‬
‫العلمة الفارقة في هذا الموضوع هو اعتماد الجمعيات على بناء الواجهات السياسية‬
‫مثل المكتبات أو النوادي وفي الحالة السلمية المساجد والحسينيات‪ ،‬فهذه الواجهات‬
‫كانت وما زالت هي علمة التواصل الجتماعي بين التنظيمات السياسية والمجتمع في‬
‫حين ظل المجتمع الهلي منعزل في مؤسساته وطريقة عمله عن طريقة ومجال عمل‬
‫ن تدخل الدولة كان أقوى من التنظيمات واستطاعت الدولة أن‬
‫التنظيمات بل يمكن القول أ ّ‬
‫تحدث تغيرات واسعة في بنية المجتمع الهلي كإلغاء مسمى المختار وتعكير القرى‬
‫ولصقها بالمدن‪.‬‬
‫‪ -6‬تفتقر الجمعيات العاملة في البحرين إلى الدعم المادي لعضائها في مقابل قدرة الدولة‬
‫على ربط الناس بها من خلل العتماد على القتصاد الريعي الذي يضمن للدولة القدرة‬
‫على التنافس غير الشريف مع الجمعيات واقتصاد من هذا النوع يعمل على ربط الناس‬
‫بالمنتج وليس النتاج‪ ،‬وهنا يمكن النظر إلى سلم الوظائف وحجم الوظائف العامة ما‬
‫تستهلكه من أموال‪ ،‬وأقرت السلطة نظام المكافأة للجمعيات بناء على عدد المنتسبين لها‬
‫في محاولة منها للسيطرة على امتهان العمل الحزبي بطريقة مختلفة عما كانت عليه‬
‫سابقا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مراجع سياسّية عن البحرين‬

‫أوًل‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم الحاج‪ ،‬انتفاضة البحرين وأفاق المستقبل‪) ،‬ب‪ ،‬ن(‬
‫‪ -2‬إبراهيم خلف العبيدي‪ ،‬الحركة الوطنية في البحرين ‪ ،1971 -1914‬بغداد‪ :‬جامعة‬
‫بغداد‪.1976 ،‬‬
‫‪ -3‬أحمد حسين‪ ،‬الحركة السلمية واليسار في البحرين لتصحيح مسيرة الحوار‪ ،‬لندن‪ :‬دار‬
‫الصفا‪.1989 ،‬‬
‫‪ -4‬أحمد محمود صبحي‪ ،‬البحرين ودعاوى إيران‪ ،‬السكندرية‪ :‬مطبعة عوف‪.‬‬
‫‪ -5‬أحمد مصطفى أبو حاكمة‪ ،‬محاضرات في تاريخ شرق الجزيرة العربية في العصور‬
‫الحديثة‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة النهضة الجديدة‪.1967 ،‬‬
‫‪ -6‬أمل الزياني‪،‬البحرين ‪ ،1973-1783‬دار الترجمة والنشر‪. 1973 ،‬‬
‫‪ -7‬أمين الريحاني‪ ،‬ملوك العرب‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬بيروت‪ :‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪.1980 ،‬‬
‫‪ -8‬إيف شميل‪ ،‬بلدان الخليج العربي ومسألة التحديث‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الساقي‪.1992 ،‬‬
‫‪ -9‬تشارلز بلجريف‪ ،‬مذكرات بلجريف مستشار حكومة البحرين‪ ،‬ترجمة عبدال مهدي ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬البحرين‪ :‬مكتبة الريف الثقافية‪.1991 ،‬‬
‫‪ -10‬جان جاك بيربي‪:‬‬
‫‪ -‬جزيرة العرب‪ ،‬ترجمة نجدة هاجر وسعيد الغز‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتب التجاري‪.1960 ،‬‬
‫‪ -‬الخليج العربي‪ ،‬ترجمة نجدة هاجر وسعيد الغز‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتب التجاري‪.1959 ،‬‬
‫‪ -11‬جون كلي‪ ،‬بريطانيا والخليج ‪ ،1870 -1795‬ترجمة محمد أمين عبدال‪ ،‬سلطنة عمان‪:‬‬
‫وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬
‫‪ -12‬حافظ وهبة‪ ،‬جزيرة العرب في القرن العشرين‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة لجنة التأليف‬
‫والترجمة‪.1935 ،‬‬
‫‪ -13‬حسين موسى‪ ،‬البحرين النضال الوطني والديمقراطي ‪ ،1981 -1920‬الحقيقة برس‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ -14‬ج‪ .‬لوريمر‪ ،‬دليل الخليج‪ ،‬ترجمة مكتب الترجمة بديوان حاكم قطر‪ ،‬دار العروبة‪،‬‬
‫‪.1967‬‬
‫‪ -15‬خالد البسام‪ ،‬تلك اليام حكايات وصور من بدايات البحرين‪ ،‬بانوراما الخليج‪.1986 ،‬‬
‫‪ -16‬خليل محمد المريخي‪ ،‬لمحات من ماضي البحرين‪ ،‬البحرين‪ :‬المطبعة الحكومية‪،‬‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ -17‬خلدون النقيب‪ ،‬المجتمع والدولة في الخليج العربي والجزيرة العربية )من منظور‬
‫مختلف(‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.1987 ،‬‬
‫‪ -18‬صلح العقاد‪ ،‬التيارات السياسية في الخليج العربي من بداية العصور الحديثة حتى‬
‫أزمة ‪ ،1991 -1990‬القاهرة‪ :‬مكتبة النجلو المصرية‪.1994 ،‬‬
‫‪ -19‬عباس ميرزا المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة اليتار السلمي والمجتمع‬
‫السياسي في البحرين‪ ،‬مجمع البحرين للدراسات والبحوث ‪.2002 ،‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -20‬عبد الرحمن الباكر‪ ) ،‬مذكرات( من البحرين إلى المنفى‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -21‬عبد الرحمن النعيمي‪:‬‬
‫‪ -‬موضوعات في الصلح السياسي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬جمعية العمل الوطني الديمقراطي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪.2002 ،‬‬
‫‪ -22‬عبد النبي العكري‪:‬‬
‫‪ -‬التنظيمات والحركات اليسارية في الخليج العربي‪ ،‬بيروت‪ :‬الكنوز الدبية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬قراءة في مشروع الصلح الديمقراطي‪ ،‬بيروت‪ :‬الكنوز الدبية‪.2003 ،‬‬
‫‪ -23‬سعيد الشهابي‪ ،‬البحرين ‪ 1971-1920‬قراءة في الوثائق البريطانية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الكنوز الدبية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -24‬سيف بن علي‪ ،‬قضايا التحرر والديمقراطية في البحرين والخليج‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الفارابي‪.1980 ،‬‬
‫‪ -25‬فؤاد إسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين تطور نظام السلطة وممارستها‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬معهد النماء العربي‪.1983 ،‬‬
‫‪ -26‬فائق حمدي طهبوب‪ ،‬تاريخ البحرين السياسي ‪ ،1870-1783‬ط ‪ ،1‬الكويت‪ :‬ذات‬
‫السلسل‪.1983 ،‬‬
‫‪ -27‬محمود بهجت سنان‪ ،‬البحرين دّرة الخليج‪ ،‬بغداد‪.1963 :‬‬
‫‪ -28‬فيصل إبراهيم الزياني‪ ،‬مجتمع البحرين وأثر الهجرة الخارجية في تغير بنائه‬
‫الجتماعي‪ ،‬دار التأمين‪.1977 ،‬‬
‫‪ -29‬فيصل مرهون‪ ،‬البحرين قضايا السلطة والمجتمع‪ ،‬ط ‪ ،1‬لندن‪ :‬دار الصفاء‪.1988 ،‬‬
‫‪ -30‬مبارك الخاطر‪:‬‬
‫‪ -‬ناصر الخيري الديب والكاتب ‪ ،1925-1876‬ط ‪.1982 ،1‬‬
‫‪ -‬الكتابات الولى الحديثة لمثقفين البحرين ‪ ،1925-1875‬ط ‪.1978 ،1‬‬
‫‪ -‬المنتدى السلمي حياته وأثاره ‪ ،1936-1928‬ط ‪.1993، 2‬‬
‫‪ -‬القاضي قاسم بن المهزع رجل من أرض الحياة ‪ ،1941-1847‬ط ‪.1986 ،2‬‬
‫‪ -31‬محمد علي التاجر‪ ،‬عقد اللل في تاريخ أوال‪ ،‬إعداد إبراهيم بشمي‪ ،‬البحرين‪ :‬اليام‬
‫‪.1990‬‬
‫‪ -32‬محمد سعيد المسلم‪ ،‬ساحل الذهب السود‪ ،‬بيروت‪ :‬مطابع دار مكتبة الحياة‪.1962 ،‬‬
‫‪ -33‬محمد غانم الرميحي‪:‬‬
‫‪ -‬البحرين مشكلت التغير السياسي والجتماعي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجديد‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬الجذور الجتماعية للديمقراطية في مجتمعات الخليج العربي المعاصرة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الجديد ‪.1977‬‬
‫‪ -34‬مفيد الزيدي‪ ،‬التيارات الفكرية في الخليج العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬ط‬
‫‪ ،1‬بيروت‪.2000،‬‬
‫‪ -35‬مي الخليفة‪:‬‬
‫‪ -‬سبزاباد ورجال الدولة البهية قصة السيطرة البريطانية على الخليج العربي‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.1998 ،‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬مائة عام من التعليم النظامي في البحرين السنوات الولى للتأسيس‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪.1999‬‬
‫‪ -‬التاريخ الموازي‪.‬‬
‫‪ -36‬محمد خليفة النبهاني‪ ،‬التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية‪ ،‬دار إحياء العلوم‬
‫‪.1986‬‬
‫‪ -37‬راشد حمادة‪ ،‬عاصفة فوق مياه الخليج قصة أول انقلب عسكري في البحرين‪ ،‬لندن‪:‬‬
‫دار الصفا للنشر‪.1990 ،‬‬
‫‪ -38‬كريم المحروس‪ ،‬البحرين الصالة ومظاهر التغير السياسي‪ ،‬لندن‪ :‬دار الصفا‪.1997 ،‬‬
‫‪ -39‬هلل الشايجي‪ ،‬الصحافة في الكويت والبحرين‪ ،‬بانورما الخليج‪ ،‬ط ‪،1‬المنامة‪.‬‬
‫‪ -40‬يوسف الفلكي‪ ،‬قضية البحرين بين الحاضر والماضي‪ ،‬القاهرة‪.1956 ،‬‬

‫ثانيا – الدوريات‪:‬‬
‫‪ -1‬تركي الحمد‪ ،‬توحيد الجزيرة العربية "دور اليديولوجيا والتنظيم في تحطيم البنى‬
‫الجتماعية والقتصادية المعيقة للوحدة‪ ،‬المستقبل العربي‪ ،‬س ‪ ،9‬عدد ‪ ،93‬نوفمبر‬
‫‪ ،1986‬ص ‪.40-28‬‬
‫‪ -2‬منيرة فخرو‪ ،‬موقع الحركات النسوية في مؤسسات المجتمع المدني في البحرين‬
‫والكويت والمارات‪ ،‬الكويت‪ ،‬عالم الفكر‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد الثالث‪ ،‬مارس ‪.1999‬‬
‫‪ -3‬الصبان ريما‪ ،‬مؤسسات المجتمع المدني في دول الخليج العربي‪ ،‬ورقة قدمت لمنتدى‬
‫التنمية الخليجي‪ ،‬اللقاء السنوي التاسع عشر‪ ،‬دبي‪.1998 ،‬‬
‫‪ -4‬باقر النجار‪ ،‬الجمعيات الهلية في الخليج العربي التاريخ والمجتمع‪ ،‬مؤتمر التنظيمات‬
‫الهلية العربية‪.1989 ،‬‬
‫‪ -5‬علء سالم‪ ،‬إضرابات الشيعة في البحرين أبعاد أزمة الدولة الوطنية في الجزيرة‬
‫العربية‪ ،‬السياسية الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،126‬أكتوبر ‪.1996‬‬
‫‪ -6‬المعارضة الشيعة في البحرين‪ ،‬ملف الهرام الستراتيجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة الثانية‪ ،‬العدد‬
‫الثالث مارس ‪.1996‬‬
‫‪ -7‬محمد الرميحي‪ ،‬حركة ‪ 1938‬الصلحية في الكويت والبحرين ودبي‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أكتوبر ‪.1975‬‬
‫‪ -8‬فلح المديرس‪ ،‬الشيعة في المجتمع البحريني والحتجاج السياسي‪ ،‬السياسية الدولية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،130‬أكتوبر ‪.1997‬‬
‫‪ -9‬مصطفى عبد القادر النجار‪ ،‬الحركة العربية السياسية في إمارات الخليج العربي‬
‫الشمالية قبيل الحرب العالمية الولى‪ ،‬مجلة كلية الداب‪ ،‬البصرة‪ ،‬العدد ‪ ،5‬السنة‬
‫‪.1971‬‬
‫‪ -10‬سعيد عبدال‪ ،‬تاريخ وتطور الحركة العمالية في البحرين‪ ،‬الطليعة‪ ،‬دمشق‪ ،‬عدد ‪،193‬‬
‫سنة ‪. 1972‬‬
‫‪-11‬عبد ال راشد‪ ،‬الديمقراطية في مواجهة الحكم التسلطي‪ ،‬الفجر‪ ،‬عدد ‪ ،74‬يناير ‪.1989‬‬
‫‪ -12‬رضا محمد جواد‪ ،‬الخليج العربي المخاض الطويل من القبيلة إلى الدولة‪ ،‬المستقبل‬
‫العربي‪ ،‬السنة ‪ ،14‬العدد ‪ ،154‬ديسمبر ‪ ،1991‬ص ‪.47-26‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -13‬علي نوري زاده‪ ،‬العلقات اليرانية البحرينية بعد الخميني‪ :‬قصة الجهات اليرانية‬
‫التي تدعم المعارضة الشيعية في البحرين‪ ،‬مجلة المجلة‪ 3 ،‬مارس ‪.1996‬‬
‫‪ -14‬حسين عبدال‪ ،‬البدايات الولى لتكوين الحركة العمالية في البحرين‪ ،‬مجلة النهج‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،14‬السنة الرابعة‪.1987 ،‬‬
‫‪ -15‬سعد سالم‪ ،‬حول ظروف دخول الفكار الماركسية إلى البحرين‪ ،‬مجلة النهج‪ ،‬السنة‬
‫الولى‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬تشرين الثاني ‪.1983‬‬
‫‪ -16‬يوسف الحسن‪:‬‬
‫‪ -‬موقفنا تجاه الحركات الدينية في البحرين‪ ،‬النهج‪ ،‬قبرص‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬العدد‬
‫الخامس عشر ‪.1987‬‬
‫‪ -‬جذور وآفاق التيار الشيعي الجديد في البحرين‪ ،‬الفجر‪ ،‬عدد ‪ ،70‬مايو ‪.1987‬‬

‫ثالثا ‪ -‬أدبيات سياسية حزبية‪:‬‬


‫‪ -1‬الجبهة الشعبية في البحرين‪:‬‬
‫‪ -‬تطور الحركة الوطنية والمعارضة في الجزيرة والخليج‪.‬‬
‫‪ -‬أحداث أغسطس وأزمة النظام في البحرين‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬البرنامج السياسي ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار البحاث والفكر‪.1980 ،‬‬
‫‪ -‬في الوحدة الوطنية البحرانية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الطليعة‪.1979 ،‬‬
‫‪ -‬أوضاع ومهمات الحركة العمالية في البحرين‪ ،‬بيروت دار الكتاب العربي‪1981 ،‬‬
‫‪ -‬البحرين انتفاضة مارس ‪ ،1965‬ديترويت‪.1978 ،‬‬
‫‪ -2‬جبهة التحرير الوطني البحرانية‬
‫‪ -3‬حركة أحرار البحرين‬
‫‪ -4‬الجبهة السلمية لتحرير البحرين‬
‫‪ -5‬الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي‪:‬‬
‫‪ -‬وثائق النضال الوطني ‪ ،1974-1965‬دار الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪.1974‬‬
‫‪ -‬برنامج العمل الديمقراطي‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع الميثاق الوطني لجبهة شرقي الجزيرة العربية المحتل‪.‬‬
‫‪ -‬تطور الحركة الوطنية والعمالية في الخليج العربي المحتل‪ ،‬مطبعة الحظ عدن‪.‬‬
‫‪ -6‬اللجنة التأسيسية لتحاد عمال البحرين‪:‬‬
‫‪ -‬صفحات من مسيرة الحركة العمالية‪ ،‬جزءان‪ ،‬جبهة التحرير الوطني البحرانية‪.‬‬
‫‪ -‬تطور الوضاع العمالية في البحرين ‪.1977 ،1976-1932‬‬
‫‪ -‬شيء من تاريخ الطبقة العاملة البحرانية‪ ،‬منشورات لجنة التنسيق بين النقابات‬
‫واللجان العمالية في البحرين‪.1978 ،‬‬
‫‪ -7‬اتحاد طلبة البحرين‪:‬‬
‫‪ -‬الوضع القتصادي والجتماعي في البحرين والنضال التحرري الوطني‪ ،‬تقرير مقدم‬
‫للمؤتمر‪ ،‬التحضيري لطلبة البحرين‪ ،‬بيروت‪.1971 ،‬‬
‫‪ -‬الحركة الوطنية في الخليج‪ ،‬تقرير مقدم إلى المؤتمر التأسيسي للتحاد الوطني لطلبة‬
‫البحرين‪ ،‬دمشق ‪.1972‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬العمال والنفط‪ ،‬تقرير مقدم للمؤتمر التأسيسي للتحاد الوطني لطلبة البحرين‪ ،‬دمشق‬
‫‪.1972‬‬
‫‪ -‬مواقع الحركة الطلبية من الحركة الوطنية ‪ ،‬صوت الخليج‪ ،‬عدد ‪ ،1‬رابطة اتحاد‬
‫طلبة البحرين‪ ،‬دمشق ‪.1971‬‬
‫‪ -‬الطبقة العاملة ودورها في انتفاضة مارس‪ ،‬صدى الخليج‪ ،‬عدد ‪ 1‬رابطة طلبة‬
‫البحرين‪ ،‬بحلب ‪.1970‬‬
‫‪ -‬وثائق دورة التثقيف النقابي‪ ،‬التحاد الوطني لطلبة البحرين‪ ،‬الكويت‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬وثائق المؤتمر التأسيسي للتحاد طلبة البحرين‪ ،‬فبراير ‪ ،1972‬دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬الحركة النقابية في البحرين‪ ،‬اتحاد طلبة البحرين‪.‬‬
‫‪ -8‬نشرات حزبية‪:‬‬
‫‪ 9 -‬يونيه )الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي(‪.‬‬
‫‪ -‬نشرة الجماهير )جبهة التحرير الوطني البحرانية(‪.‬‬
‫‪ -‬نشرة الفجر‪.‬‬
‫‪ -‬نشرة المل )لجنة التنسيق بين الجبهتين الشعبية والتحرير في البحرين(‪.‬‬
‫‪ -‬نشرة ‪ 5‬مارس )الجبهة الشعبية في البحرين(‪.‬‬
‫‪ -‬صوت البحرين )حركة أحرار البحرين(‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة الرسالية )الجبهة السلمية لتحرير البحرين(‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة المنبر )جمعية المنبر التقدمي(‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة الديمقراطي )جمعية العمل الوطني الديمقراطي(‪.‬‬
‫‪ -‬الوفاق )جمعية الوفاق الوطني(‪.‬‬
‫‪ -9‬برامج سياسية‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج جمعية الوفاق السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج جمعية العمل الوطني الديمقراطي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج جمعية المنبر التقدمي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج جمعية المنبر السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج جمعية العمل السلمي‪.‬‬

‫رابعا – ندوات‪:‬‬
‫‪ -1‬باقر النجار‪ ،‬المجتمع المدني في الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬ندوة المجتمع المدني في‬
‫الوطن العربي ودوره في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ -2‬منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬مركز ابن خلدون‬
‫للدراسات النمائية بالشتراك مع المين للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.1995‬‬
‫‪ -3‬محمد جابر النصاري‪ ،‬تاريخ الحركة الديمقراطية الولى في الخليج العربي‪ ،‬وثائق‬
‫وأوراق المؤتمر الدولي للتاريخ المنعقد في بغداد‪ ،‬ابريل ‪.1973‬‬

‫‪72‬‬
‫خامسا – وثائق‪:‬‬
‫‪ -1‬البيان السياسي للمؤتمر الثاني للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل ‪) 1‬وادي‬
‫جمرين(‪ ).1968-6-‬انتهاج السلوب الثوري ووحدة الحركات الوطنية(‪.‬‬
‫‪ -2‬البيان السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل )القاهرة( حول لجنة‬
‫تقصى الحقائق‪.1969-3-29 ،‬‬
‫‪ -3‬البيان السياسي للمؤتمر الثالث للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل‬
‫)رخيوت( ‪ ).1970-9-9‬الكفاح الثوري(‪.‬‬
‫‪ -4‬البيان السياسي للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي المحتل )اهليش( ‪-1-29‬‬
‫‪).1971‬برنامج العمل الديمقراطي(‪.‬‬
‫‪ -5‬البيان السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل والجبهة الوطنية‬
‫الديمقراطية لتحرير عمان والخليج العربي‪ ،‬حول إعلن المشروع البريطاني لتحاد‬
‫المارات السداسي‪.1971-7-19 ،‬‬
‫‪ -6‬مذكرة جبهة التحرير الوطني البحرانية إلى بعثات التمثيل الدبلوماسي والقنصلي للدول‬
‫الشقيقة والصديقة لدى الجمهورية العربية المتحدة‪.1967-10-5 ،‬‬
‫‪ -7‬بيان جبهة القوى القومية في انتفاضة مارس‪.1965-4-22 ،‬‬
‫‪ -8‬برقيات جبهة القوى التقدمية ) الثورة العربية‪ ،‬عدد ‪ 30 ،216‬آذار ‪.(1965‬‬
‫‪ -9‬مذكرة جبهة التحرير الوطني البحرانية إلى يوثانت‪ ،‬نيسان ‪ ).1970‬حول استقلل‬
‫البحرين(‪.‬‬
‫‪ -10‬البرنامج الوطني لجبهة التحرير الوطني البحرانية‪.(1962 ) ،‬‬
‫‪ -11‬مذكرة جبهة القوى التقدمية لحكومة البحرين‪ ) 1965-3-25 ،‬مجلة الثورة العربية‬
‫‪.(1965-3-3‬‬
‫‪ -12‬تقرير ونسبير جوشياردي إلى مجلس المن ) ‪.(1970‬‬
‫‪ -13‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 146‬سنة ‪)1956‬ضحايا الضراب (‬
‫‪ -14‬الجريدة الرسمية‪ ،10، 1،2 ،‬يناير ‪.1957‬‬
‫‪ -15‬الجريدة الرسمية‪ ،‬تشرين الول ‪.1955‬‬
‫‪ -16‬الجريدة الرسمية‪ ،‬كانون الول ‪.1954‬‬
‫‪ -17‬الجريدة الرسمية‪ 131،122،10 ،‬تشرين الثاني ‪.1950‬‬
‫‪ -18‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 24‬سنة ‪.1957‬‬
‫‪ -19‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 147‬سنة ‪.1956‬‬
‫‪ -20‬صحيفة القافلة‪ ،‬تشرين الثاني ‪)1954‬أخبار الهيئة العليا(‪.‬‬
‫‪ -21‬صحيفة القافلة‪ ،‬العدد ‪ 44‬سنة ‪ )1954‬أخبار الهيئة العليا(‪.‬‬
‫‪ -22‬صحيفة القافلة‪ ،‬العدد ‪ ،43‬سنة ‪ )1954‬أخبار الهيئة العليا(‬
‫‪ -23‬صحيفة الوطن‪ ،‬العدد ‪ )1956-4 -21،6‬مقابلة وزير الخارجية البريطاني(‬
‫‪ -24‬صحيفة الوطن والميزان‪)1956 4-6،-21 ،‬مقابلة وزير الخارجية البريطاني(‪.‬‬
‫‪ -25‬مرسوم رقم ‪ ،1‬لسنة ‪ ) 1970‬إنشاء مجلس الدولة(‪.‬‬
‫‪ -26‬مرسوم رقم ‪ ،2‬لسنة ‪ )1970‬تنظيم الدوائر الحكومية(‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫سادسًا – العرائض‪:‬‬
‫‪ -1‬عريضة الشيعة ‪.1922‬‬
‫‪ -2‬عريضة الشيعة ‪.1932‬‬
‫‪ -3‬عريضة الشيعة ‪.1934‬‬
‫‪ -4‬عريضة المؤتمر الوطني‪ ،‬المنعقد في المحرق ‪1342‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬عريضة نواب المجلس الوطني المنحل ) ‪.(1976‬‬
‫‪ -6‬العريضة النخبوية الولى ‪.1992‬‬
‫‪ -7‬العريضة الشعبية الدستورية ‪.1994‬‬
‫‪ -8‬العريضة النسوية المطلبية ‪.1995‬‬
‫‪ -9‬العريضة الشعبية الثانية ‪ ) .2004‬التعديلت الدستورية(‪.‬‬
‫‪ -10‬العريضة الشعبية الثالثة ‪ ).2006‬العريضة المرفوعة للمم المتحدة(‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫معطيات وتحليل الطار الدستوري والقانوني‬ ‫القسم الثاني ‪-‬‬
‫معطيات وتحليل الطار الدستوري والقانوني‬

‫إعداد‬

‫عبدالهادي الخواجة‬

‫‪75‬‬
‫المحتويات ‪:‬‬

‫المقّدمة‬
‫أّول ‪ :‬النظام السياسي والهيكل العام وفقا لميثاق العمل الوطني‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬دستور مملكة البحرين المعدل الصادر في فبراير ‪.2002‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬مرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مباشرة الحقوق السياسية‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬مرسوم بقانون رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي الشورى والنواب‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬قانون الجمعيات السياسية ‪ :‬معطيات وتحليل‪.‬‬
‫سادسًا ‪ :‬قانون الجمعيات رقم )‪ (21‬لعام ‪ :1989‬السيف المسّلط على مؤسسات‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫ل من عهد أمن الدولة وعهد‬
‫سابعًا ‪ :‬قانون العقوبات‪ :‬تقييد الحريات في ك ّ‬
‫النفتاح!‬
‫ثامنًا ‪ :‬قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر رقم )‪ (47‬للعام ‪.2002‬‬
‫تاسعًا ‪ :‬قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‪.‬‬
‫عاشرًا ‪ :‬قانون مكافحة الرهاب‪ :‬قانون طوارئ قيد الطلب‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المقّدمة‬
‫في مارس ‪ 1999‬تولى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة السلطة في البحرين بعد وفاة‬
‫والده الشيخ عيسى‪ .‬ودعا الشيخ حمد المواطنين إلى الستفتاء على ميثاق للعمل الوطني يعلن‬
‫البحرين مملكة دستورية ويتضمن إعادة الحياة البرلمانية وضمان الحريات وحقوق النسان‪.‬‬
‫وبناء على الموافقة الشعبية الواسعة الناتجة عن توافق واسع بين السلطة ‪ -‬ممثلة في الحاكم‬
‫الجديد‪ ،‬والمعارضة ‪ -‬ممثلة في مجموعات المعارضة وعلماء دين شيعة‪ ،‬تّم إعلن الحاكم‬
‫الجديد ملكا‪.‬‬
‫واستفاد الملك من الموافقة الشعبية على الميثاق لصدار تعديلت على دستور ‪1973‬‬
‫تتيح له تعيين نصف أعضاء المجلس الوطني‪ ،‬وتعطيه صلحيات واسعة في السلطات‬
‫التشريعّية والتنفيذّية والقضائّية‪ .‬كما أصدر الملك حزمة من المراسيم بقوانين منها ما يتعلق‬
‫بالنظام النتخابي وصلحيات المجلس الوطني وقانون المطبوعات‪ .‬وقد اعتبرت المعارضة‬
‫ذلك انقلبا على دستور ‪ 1973‬وميثاق العمل الوطني‪ ،‬وأّدى ذلك لتهيئة الرضية لعودة‬
‫الختلف السياسي واتخذت المعارضة قرارها بمقاطعة انتخابات المجلس النيابي عام‬
‫‪ ،2002‬ول يزال هذا الختلف سببا رئيسيا للحتقان السياسي والمني والتراجع في‬
‫أوضاع الحريات وحقوق النسان‪.‬‬
‫وبعد انتخاب مجلس النواب في ديسمبر ‪ - 2002‬الذي قاطعته المعارضة ‪ -‬صدرت‬
‫قوانين أخرى تتعلق بالجمعيات السياسية‪ ،‬والتجمعات والمسيرات‪ ،‬والحرمان من الحقوق‬
‫السياسية‪ ،‬وقانون مكافحة الرهاب‪ .‬وقد اضطرت التنظيمات السياسية المعارضة أن تسجل‬
‫نفسها ضمن قانون الجمعيات السياسية رغم اعتراضاتها عليه‪ ،‬ثم أعلنت عن مشاركتها في‬
‫انتخابات ‪ ،2006‬ليس اقتناعا بالعملية السياسية والطار الدستوري والقانوني لها‪ ،‬وإّنما‬
‫لعتقادها بعدم جدوى المقاطعة‪ ،‬وبهدف"دفع الضرر" على الصعيد التشريعي ومحاولة‬
‫الستفادة من آليات المجلس الرقابية رغم محدوديتها‪ ،‬والعمل على إقناع السلطة والموالين‬
‫لها بالدخول في حوار لصلح الطار الدستوري والقانوني للعملية السياسية‪.‬‬
‫وإذا كانت التشريعات الجديدة المتعلقة بالمجلس الوطني والنتخابات والجمعيات‬
‫السياسية وقانون المطبوعات وقانون التجمعات والمسيرات هي المعنية بتنظيم الحراك‬
‫ن قانون العقوبات لعام ‪ 1976‬وتعديلته‪،‬‬
‫السياسي في الحدود التي رسمتها السلطة‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل من تحدثه‬
‫وقانون مكافحة الرهاب )لعام ‪ (2006‬هي أدوات الضبط والزجر والمعاقبة لك ّ‬
‫نفسه بالخروج عن تلك الحدود‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أّول ‪ -‬النظام السياسي والهيكل العام وفقا لميثاق العمل الوطني‬
‫بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الحكم خلفا لوالده المتوفى في مارس ‪،1999‬‬
‫أصدر المير الجديد المر الميري رقم )‪ (36‬و )‪ (43‬بتشكيل لجنة وطنية عليا لعداد‬
‫مشروع ميثاق العمل الوطني‪ ،‬وبعد إعداد المسودة أصدر المير المر رقم )‪ (8‬لسنة ‪2001‬‬
‫بدعوة المواطنين للستفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني‪ ،‬والذي وافق عليه الشعب في‬
‫الستـفتاء يومي )‪ (15 -14‬من فبراير لسنة ‪ .2001‬وبناء على ذلك صدر المر الميري‬
‫رقم ) ‪ ( 17‬لسنة ‪ 2001‬بالتصديق على ميثاق العمل الوطني في ‪ 16‬فبـراير ‪.2001‬‬
‫ن الحكم في دولة البحرين يقوم على السس‬
‫وقد جاء في الفصل الثاني من الميثاق بأ ّ‬
‫الرئيسية التالية ‪:‬‬
‫ن نظام الحكم ملكي وراثي دستوري‪ .‬والمير هو رأس الدولة‪ ،‬وذاته مصونة ل‬ ‫•إّ‬
‫تمس‪ ،‬وهو القائد العلى للقوات المسلحة‪ ،‬وهو رمز استـقرار البلد‪ ،‬والركيزة‬
‫ن المير يـباشر سلطاته‬‫الساسية التي يرتكز عليها نظام الحكم في دولة البحرين‪ .‬وإ ّ‬
‫بواسطة وزرائه‪ .‬والوزراء مسئولون أمام المير‪ ،‬وهو الذي يعين رئيس مجلس‬
‫الوزراء والوزراء‪ ،‬ويعفيهم من مناصبهم‪ ،‬وفـقا لسلطاته المبـينة في الدستور‪.‬‬
‫• إن دين الدولة السلم‪ ،‬والشريعة السلمية مصدر رئيسي للتـشريع‪.‬‬
‫• نظام الحكم في دولة البحرين ديمقراطي‪ ،‬السيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعًا‬
‫وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبـين في الدستور‪.‬‬

‫• يعتمد نظام الحكم‪ ،‬تكريسا للمبدأ الديمقراطي المستـقر‪ ،‬على الفصل بين السلطات‬
‫الثـلث ‪ :‬التـشريعية والتـنفيذية والقضائية‪ ،‬مع التعاون بين هذه السلطات وفق أحكام‬
‫الدستور‪ ،‬ويأتي صاحب السمو أمير البلد على رأس السلطات الثـلث‪.‬‬
‫• سيادة القانون أساس الحكم في الدولة‪ ،‬واستـقلل القضاء وحصانـته ضمانـتان‬
‫أساسيتان لحماية الحقوق والحريات‪ .‬وتعمل الدولة على استكمال الهيئات القضائية‬
‫ص بالمنازعات‬
‫المنصوص عليها في الدستور وتعيـين الجهة القضائية التي تخت ّ‬
‫المتعلقة بدستورية القوانين واللوائح‪ ،‬والنيابة العاّمة ‪.‬‬
‫• يتمتع المواطنون ‪ -‬رجال ونساء ‪ -‬بحق المشاركة في الشئون العاّمة والتمتع‬
‫بالحقوق السياسية في البلد بدءًا بحق النـتخاب والترشيح طبقا لحكام القانون‪.‬‬
‫وجاء في الفصل الخامس من الميثاق بشأن الحياة النيابّية الشارة إلى الحاجة إلى‬
‫إجراء تعديل دستوري يجعل السلطة التشريعّية تتكون من مجلسين بدل من مجلس واحد‪،‬‬
‫وهي الفقرات التي أثارت جدل واسعا فيما بعد حول شكل وصلحيات مجلس الشورى‬
‫ص الميثاق أّنه "‪ ...‬بات من صالح دولة البحرين أن تـتكون السلطة‬ ‫المعين‪ .‬فقد جاء في ن ّ‬
‫التـشريعية من مجلسين‪ ،‬مجلس منـتخب انتخابًا حرًا مباشرًا يتولى المهام التـشريعية إلى‬

‫‪78‬‬
‫جانب مجلس معّين يضم أصحاب الخبرة والختصاص للستعانة بآرائهم فيما تـتطلبه‬
‫الشورى من علم وتجربة‪ .‬ويتميز هذه التكوين الثـنائي المتوازن للسلطة التـشريعية بأّنه يقدم‬
‫في آن واحد مجموعة من المزايا تـتضافر مع بعضها البعض‪ .‬فهو يسمح بالمشاركة الشعبـية‬
‫في الشئون التـشريعية‪ ،‬ويسمح بتـفاعل كافة الراء والتجاهات في إطار مجلس تـشريعي‬
‫ن هذا التـشكيل المقـترح للمجلس التشريعي‪ ،‬الذي سيتطلب تعديل دستوريا‪،‬‬ ‫واحد‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإ ّ‬
‫سوف يتيح له أن يستمد الحكمة والدراية من جانب‪ ،‬وكافة التوجهات العاّمة للناخب‬
‫البحريني من جانب آخر‪ ".‬أّما القيادات الدينية والسياسية التي تمثل المعارضة‪ ،‬فقد قالت‬
‫ن مجلس الشورى ذو طبيعة استشارية‬ ‫بأّنها دعت الناس للتصويت على الميثاق بناء على أ ّ‬
‫ن الملك قد تعهد لها كتابيا بعد تغيير الدستور‪.‬‬
‫فقط‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن "الميثاق يمثـل وثيقة عمل مستـقبلية‬ ‫وتحت عنوان استـشرافات المستـقبل‪ ،‬جاء بأ ّ‬
‫ن تـفعيل الفكار الساسية الواردة فيه تـتطلب بعض التعديلت الدستورية‪ .‬وإّنه‬ ‫للبلد‪ ،‬وأ ّ‬
‫يلزم لذلك التعديل الدستوري تعديل التسمية الرسمية لدولة البحرين بناًء على الطريقة التي‬
‫صة‬
‫يقرها المير وشعبه‪ .‬وأن تعدل أحكام الفصل الثاني من الباب الرابع من الدستور الخا ّ‬
‫بالسلطة التـشريعية وذلك باستحداث نظام المجلسين‪ ،‬بحيث يكون الّول مجلسًا منـتخبًا‬
‫انتخابًا حرًا مباشرًا يختار المواطنون نوابهم فيه ويتولى المهام التـشريعية‪ ،‬إلى جانب مجلس‬
‫معين يضم أصحاب الخبرة والختصاص للستعانة بآرائهم فيما تـتطلبه الشورى من علم‬
‫وتجربة‪ .‬وتصدر القوانين على النحو الذي يفصله الدستور وفق النظم والعراف الدستورية‬
‫المعمول بها في الديموقراطيات العريقة"‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ثانيًا‪ -‬دستور مملكة البحرين المعّدل الصادر في فبراير ‪2002‬‬

‫بعد الستفتاء الشعبي على ميثاق العمل الوطني في الستـفتاء يومي )‪ (15 -14‬من‬
‫فبراير لسنة ‪ ،2001‬أصدر أمير البحرين المرسوم رقم )‪ (5‬لسنة ‪ 2001‬بتشكيل لجنة لتعديل‬
‫بعض أحكام دستور البحرين الصادر عام ‪ ،1973‬ثم صّدق المير على الدستور المعّدل‬
‫وأصدره بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪.2002‬‬
‫ن "المير قد قام بتعديل الدستور‬ ‫وقد جاء في مقّدمة وثيقة إصدار الدستور المعدل‪ ،‬بأ ّ‬
‫تنفيذا للرادة الشعبية التي أجمعت على المبادئ التي تضمنها ميثاق العمل الوطني‪ ،‬وتحقيقا‬
‫ن التعديلت الدستورية أقامت النظام السياسي على المَلكية‬ ‫لما عهد به إليه الشعب )‪ (...‬وأ ّ‬
‫ن هذه‬‫الدستورية القائمة على الشورى التي هي المثل العلى للحكم في السلم )‪ (...‬وبأ ّ‬
‫ن هذا الدستور قد‬ ‫التعديلت الدستورية تعكس إرادة مشتركة بين الملك والشعب)‪ (...‬وأ ّ‬
‫تضمن التعديلت التي أجريت وفقا لما جاء في الميثاق متكاملة مع كافة نصوص الدستور‬
‫غير المعّدلة‪ .‬وأّنه قد تّم إرفاق مذكرة تفسيرية ُيعتبر ما ورد فيها مرجعًا لتفسير أحكام‬
‫الدستور"‪.‬‬
‫ن حكم مملكة‬‫وقد جاء في المادة الولى من الباب الّول من الدستور المعّدل بأ ّ‬
‫البحرين ملكي دستوري وراثي‪ ،‬وقد تّم انتقاله من المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل‬
‫خليفة إلى ابنه الكبر الشيخ حـمد بن عيسى آل خليفة ملك البلد‪ ،‬وينتقل من بعده إلى أكبر‬
‫ل إذا عين الملك قيد حياته خلفًا له ابنًا آخر من أبنائه غير‬
‫أبنائه‪ ،‬وهكذا طبقة بعد طبقة‪ ،‬إ ّ‬
‫البن الكبر‪ ،‬وذلك طبقًا لحكام مرسوم التوارث التي تنظم بمرسوم ملكي خاص تكون له‬
‫صفة دستــــورية‪.‬‬
‫ن نظام الحكم في مملكة البحرين ديمقراطي‪ ،‬السيادة فيه‬ ‫وجاء في المادة نفسها بأ ّ‬
‫ق المشاركة في الشئون‬
‫ل ونساًء‪ ،‬حـــ ّ‬
‫ن للمواطنين‪ ،‬رجا ً‬‫للشعب مصدر السلطات جميعا‪ ،‬وأ ّ‬
‫ق النتخاب والترشيح‪.‬‬ ‫العاّمة والتمتع بالحقوق السياسية‪ ،‬بما فيها ح ّ‬
‫ن السلطة التشريعّية يتولها‬
‫وجاء في المادة )‪ (32‬من الباب الرابع من الدستور بأ ّ‬
‫الملك والمجلس الوطني وفقا للدستور‪ ،‬ويتولى الملك السلطـة التنفيذية مع مجلس الوزراء‬
‫والوزراء‪ ،‬وباسمه تصدر الحكام القضائّية‪ ،‬وذلك كّله وفقا لحكام الدستور‪.‬‬
‫ويدور الفصل الثالث من الدستور حول السلطة التشريعّية‪ ،‬حيث يتألف المجلس‬
‫الوطني من مجلسين ‪ :‬مجلس الشورى ومجلس النواب )المادة ‪ .(51‬ويتألف مجلس الشورى‬
‫من أربعين عضوًا يعينون بأمر ملكي )المادة ‪ .(52‬بينما يتألف مجلس النواب من أربعين‬
‫عضوًا ُينتخبون بطريق النتخاب العام السري المباشر )المادة ‪.(56‬‬

‫‪80‬‬
‫ووفقا للمادة )‪ (120‬من الدستور فإّنه ل يجوز اقتراح تعديل النظام الملكي ومبدأ الحكم‬
‫الوراثي في البحرين بأي حال من الحوال‪ ،‬وكذلك ل يجوز اقتراح تعديل نظام المجلسين‬
‫ول صلحيات الملك في فترة النيابة عنه‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ ،2002‬بشأن مباشرة الحقوق السياسية‬

‫صدر قانون مباشرة الحقوق السياسّية بتاريخ ‪ 3‬يوليو ‪ 2002‬م‪ ،‬وقد تّم تعديل المواد )‬
‫‪ (21‬و )‪ (22‬و )‪ (28‬بمرسوم بقانون رقم )‪ (35‬لسنة ‪ ،2002‬كما تّم تعديل المادة الثانية‬
‫والثالثة عام ‪ 2006‬بقرار من مجلسي الشورى والنواب وموافقة الملك‪ ،‬كما سيأتي في‬
‫التفصيل‪.‬‬
‫ل ونساًء – بمباشرة الحقوق‬
‫وفقا للمادة الولى من القانون ‪ :‬يتمتع المواطنون – رجا ً‬
‫ل استفتاء يجرى طبقًا لحكام الدستور"‪ ،‬وفي‬ ‫السياسية المتمثلة في "إبداء الرأي في ك ّ‬
‫ل مواطن لمباشرة‬‫"انتخاب أعضاء مجلس النواب"‪ .‬ووفقا للمادة الثانية ‪ :‬فإّنه يشترط في ك ّ‬
‫الحقوق السياسية أن يكون قد بلغ من العمر إحدى وعشرين سنة كاملة يوم الستفتاء أو‬
‫النتخاب‪ .‬وفي عام ‪ 2006‬تّم تعديل هذه المادة ليصبح سن مباشرة الحقوق السياسية‬
‫عشرون سنة‪.‬‬
‫حَرُم من مباشرة الحقوق السياسية‬ ‫وكانت المادة الثالثة من القانون تنص على أّنه ‪ُ :‬ي ْ‬
‫المحكوم عليه في جناية أو جنحة بعقوبة سالبة للحرية أثناء تنفيذه للعقوبة المحكوم بها‪ .‬ولكن‬
‫ل من صدر بحّقه أحكاما تتجاوز )‪6‬‬ ‫تّم تعديل هذه المادة عام ‪ 2006‬بحيث يتّم حرمان ك ّ‬
‫أشهر( في قضايا جنح أو جنايات‪ ،‬من حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات‪ .‬وقد أثار هذا‬
‫ن القانون قد بالغ في حرمان مواطنين‬ ‫التعديل الكثير من الحتجاج والعتراضات باعتبار أ ّ‬
‫ق عام‪ ،‬وقد يكون المعارضون والناشطون هم المستهدفون فعليًا والذين تّم أو يتّم الحكم‬ ‫من ح ّ‬
‫عليهم في قضايا ذات علقة بممارستهم لحقوقهم الساسية مثل حرية التعبير والتجمع‬
‫والتنظيم‪.‬‬
‫ق النتخاب للعسكريين‬ ‫ص المادة الخامسة مثيرًا للجدل حيث بدل من حسم ح ّ‬‫وجاء ن ّ‬
‫وقوات المن‪ ،‬فقد ترك ذلك بيد الدارة الحكومية‪ ،‬فقد نصت المادة على أّنه‪" :‬يسرى في‬
‫ق‬
‫شأن منتسبي قّوة دفاع البحرين وقوات المن العام والحرس الوطني فيما يتعلق بمباشرة ح ّ‬
‫صة بخدمتهم في هذا الشأن"‪ .‬وقد‬‫ص عليه القوانين والنظمة والتعليمات الخا ّ‬
‫النتخاب ما تن ّ‬
‫استخدمت الحكومة ذلك بشكل مؤثر في انتخابات ‪ 2002‬حيث سمحت للعسكريين بالتصويت‬
‫في المرحلة الثانية من النتخابات للتأثير في النتائج لصالح بعض المرشحين‪.‬‬
‫وجاء في تقرير جمعيتي الشفافية وحقوق النسان اللتين راقبتا النتخابات عام ‪:2002‬‬
‫ق النتخاب للعاملين في القطاعات المنية‬ ‫صح ّ‬
‫ن عدم وضوح المرسوم بقانون فيما يخ ّ‬ ‫"إ ّ‬
‫والعسكرية في الوقت الذي تمنعهم اللوائح المنظمة لعملهم أو التعاميم الدارية في هذه‬
‫المؤسسات خلق إرباكًا للعديد من المترشحين والعاملين في هذه القطاعات على حّد سواء‪.‬‬
‫فقد ترك القانون للجهات المنية والعسكرية اتخاذ القرار التي تراه مناسبا فيما يخص‬

‫‪81‬‬
‫ممارسة المنتمين لها لحقوقهم الدستورية‪ ،‬مما يعني من الناحية النظرية إمكانية السماح‬
‫ق في انتخابات‬‫للعسكريين بممارسة حّقهم الدستوري في انتخاب ومنعهم من ممارسة هذا الح ّ‬
‫أخرى‪ ،‬أو حتى السماح لهم بممارسة حقوقهم في القتراع في جولة من الجولتين النتخابيتين‬
‫ن التباين في قرارات المؤسسات‬ ‫ق في الجولة الخرى‪ .‬إ ّ‬
‫ومنعهم من ممارسة هذا الح ّ‬
‫المنية‪ ،‬إن حدث‪ ،‬يمكن أن يفسر على أّنها اتخذت بناء على دوافع سياسية‪ .‬وقد اتخذت هذه‬
‫الجهات قرارها بالسماح للمنتمين لها بالمشاركة للنتخابات‪ ،‬وقد تواردت إلى الجمعية العديد‬
‫من الشواهد تشير إلى وجود توجيهات للعسكريين بالمشاركة مع ضرورة تقديم جوازات‬
‫سفرهم إلى مسئوليهم لثبات مشاركتهم في النتخابات‪.66‬‬
‫أّما في انتخابات ‪ 2006‬فقد تّم السماح لمنتسبي الدفاع والمن بالمشاركة في التصويت‬
‫ولكن تّم منعهم من حضور المهرجانات والبرامج النتخابية‪ .‬وقد اتهمت المعارضة السلطة‬
‫بتوجيه تصويت العسكريين لصالح مرشحين معينين للتأثير في نتائج التصويت‪.‬‬
‫وبشأن الشراف على النتخابات فقد حددت المادة السابعة من القانون بأن " تشكل في‬
‫كلّ منطقة انتخابية بقرار من وزير العدل والشئون السلمية لجنة تسمى " لجنة الشراف‬
‫على سلمة الستفتاء والنتخاب " تتكون من رئيس من الجهاز القضائي أو القانوني في‬
‫المملكة وعضوين يتولى أحدهما أمانة السر‪ .‬وتتولى هذه اللجنة القيام بإعداد جداول الناخبين‬
‫وتلقي طلبات الترشيح وفحصها وإعداد كشوف المرشحين‪ ،‬والنظر في الطلبات‬
‫والعتراضات المتعلقة بأي إجراء أو قرار يصدر عنها"‪ .‬وقد نصت المادة )‪ (18‬على أن "‬
‫يرأس وزير العدل والشئون السلمية لجنة عليا للشراف العام على سلمة الستفتاء‬
‫وانتخاب أعضاء مجلس النواب في أنحاء المملكة والبت في جميع المور التي تعرضها‬
‫عليها اللجان المنصوص عليها في المادة السابعة من هذا القانون‪ ،‬وتشمل اللجنة العليا في‬
‫عضويتها عددًا كافيًا من القضاة والمستشارين يصدر بتسميتهم قرار من وزير العدل‬
‫والشئون السلمية‪ .‬ويعاون اللجنة العليا‪ ،‬الجهاز المركزي للحصاء الذي يتولى القيام‬
‫بأعمال التحضير والعداد للستفتاء والنتخاب والترشيح والشراف على جميع العمال‬
‫التقنية اللزمة لذلك"‪.‬‬
‫وقبيل انتخابات ‪ 2006‬تعّرض الجهاز المركزي للحصاء التابع للحكومة لحملة هجوم‬
‫واسعة تتهمه بالتورط في مخطط للتلعب بالنتخابات عبر استخدام التصويت اللكتروني‬
‫والمراكز النتخابية العاّمة‪ .‬وقد بدأت الحملة بصدور تقرير من مستشار حكومي أجنبي‬
‫يكشف وثائق سرية وأرصدة مالية تتعلق بالوزير الذي يرأس الجهاز المركزي للمعلومات‪.‬‬
‫ن المطالبة تتزايد بأن تكون‬
‫ورغم تأكيد الملك عن وضع العملية تحت إشراف القضاء‪ ،‬فإ ّ‬
‫النتخابات تحت إشراف جهة وطنية مستقلة وليس تحت إشراف وزير حكومي كما يقتضي‬
‫هذا القانون‪ .‬كما شهدت انتخابات ‪ 2006‬الكثير من العتراضات وخصوصا من طرف‬
‫مرشحي المعارضة حول تلعب الحكومة بإجراءات تغيير عناوين المرشحين وعدم‬
‫الشفافية بشأن كشوف الناخبين‪.‬‬

‫‪ - 66‬المصدر‪ :‬تقرير الجمعية البحرينية للشفافية و الجمعية البحرينية لحقوق النسان‪ ،‬نوفمبر ‪.2002‬‬

‫‪82‬‬
‫وتترك المادة )‪ (15‬تحديد ميعاد انتخابات مجلس النواب للمر الملكي‪ .‬وقد تسبب ذلك‬
‫في الكثير من الشد والجذب بين السلطة والمعارضة في انتخابات ‪ ،2006‬إذ بدا موعد‬
‫ن الملك‬
‫النتخابات وكأّنه رهن بالختلفات السياسية والمساومة‪ ،‬وتداولت الصحف إشاعة بأ ّ‬
‫قد يستخدم صلحيته في تمديد المجلس لمدة سنتين‪ ،‬وظلت الحكومة هي صاحبة القرار‬
‫الخير‪ .‬وقد اشتكت جمعيات المعارضة بأّنها إذا كانت ل تعلم عن موعد النتخابات أو إذا‬
‫كانت النتخابات البلدية والنيايبة ستجرى في وقت واحد فكيف تستعد جيدا للنتخابات‪.‬‬
‫ويعتبر تحديد المناطق والدوائر النتخابّية من أكثر القضايا المثيرة للختلف السياسي‬
‫سم البحرين إلى عدد من‬‫والطائفي في البحرين‪ .‬فقد حددت المادة )‪ (17‬من القانون بأن تق ّ‬
‫ل دائرة‬
‫ل منها على عدد من الدوائر النتخابية‪ .‬وينتخب عن ك ّ‬ ‫المناطق النتخابية تشتمل ك ّ‬
‫ن تحديد هذه المناطق والدوائر يصدر بمرسوم‪ ،‬أي‬ ‫انتخابية عضو واحد‪ .‬ونصت المادة بأ ّ‬
‫بقرار من الملك‪ .‬وتتهم المعارضة الحكومة بأّنها قد رسمت حدود الدوائر النتخابية بطريقة‬
‫تضمن تهميش قوى المعارضة وتحويل الطائفة الشيعية من أكثرية عددية إلى أقلية سياسية‪.‬‬
‫وبالفعل فقد أتت نتائج انتخابات ‪ 2002‬و ‪ 2006‬لتؤكد ذلك‪ ،‬إذ ضمنت الحكومة أغلبية مؤيدة‬
‫لها في مجلس النواب‪ .‬وقد كانت طريقة تقسيم الدوائر النتخابية من السباب الرئيسية‬
‫لمقاطعة النتخابات من قبل المعارضين‪ ،‬بينما تسعى المعارضة التي دخلت المجلس الحالي‬
‫لصلح نظام الدوائر النتخابية ليكون أكثر ديمقراطية وأكثر تمثيل ‪.‬‬
‫وجاء في تقرير جمعيتي الشفافية وحقوق النسان اللتين راقبتا النتخابات عام ‪:2002‬‬
‫ل محافظة ‪ ،‬وطريقة رسم الحدود الجغرافية‬ ‫"شّكل موضوعا الكثافة السكانية للدوائر داخل ك ّ‬
‫للدوائر النتخابية أهّم المواضيع التي لقت انتقادًا من قبل العديد من الجمعيات السياسية‬
‫والكثير من المرشحين والمواطنين‪ .‬فقد تباينت الكثافة السكانية للدوائر النتخابية بشكل أدى‬
‫إلى عدم تطبيق أحد أهم المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية‪ ،‬وهو المساواة بين المواطنين‬
‫"صوت واحد للشخص الواحد"‪ .‬ويتناقض ذلك أيضًا مع ما جاء في المادة )‪ (25‬الفقرة )ب(‬
‫من التفاقية الدولية لحقوق النسان التي تنص على "أن ينتخب وينتخب )المواطن( في‬
‫انتخابات نزيهة تجرى دوريًا بالقتراع العام وعلى قـدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت‬
‫السري‪ ،‬تضمن التعبير عن إرادة الناخبين"‪ ،‬مما زاد من حّدة النتقاد لهذين الموضوعين‬
‫ص المعايير التي اعتمدت لتوزيع الدوائر النتخابية لتظهر‬ ‫واتساعه غياب الشفافية فيما يخ ّ‬
‫ق لهم‬
‫بالصورة التي ظهرت عليه‪ ،‬وإحجام الجهات الرسمية عن العلن عن أعداد من يح ّ‬
‫النتخاب في كل دائرة"‪.67‬‬
‫وقد جاء في تقرير لمركز البحرين لحقوق النسان بأن السلطة قد "عمدت الى تقسيم‬
‫الدوائر النتخابية بطريقة مشوهة جغرافيا‪ ،‬لضمان ان تتمتع المناطق الموالية للنظام بأكثرية‬
‫في المجلس النيابي‪ ،‬فمثل صوت مواطن واحد في في المنطقة الجنوبية التي يقطنها افراد‬
‫من اصول قبلية ‪ -‬يعتقد النظام بأنهم موالون له‪ -‬يساوي قيمة ‪ 33‬صوتا في المنطقة الشمالية‬
‫يسكنها الشيعة الذين تعتبرهم الحكومة قواعد للمعارضة"‪.68‬‬

‫‪ - 67‬المصدر‪ :‬تقرير الجمعية البحرينية للشفافية و الجمعية البحرينية لحقوق النسان‪ ،‬نوفمبر ‪.2002‬‬
‫‪ 68‬تقرير مركز البحرين لحقوق النسان " تلعب خطير بالعملية النتخابية القادمة في البحرين " ‪6/8/2006‬‬

‫‪83‬‬
‫وقد أثار تعديل المادة )‪ (22‬من القانون قبيل انتخابات ‪ 2002‬الكثير من الجدل‬
‫وخصوصا بعد أن دعت المعارضة لمقاطعة النتخابات‪ .‬فقد جاء التعديل ليؤكد ضرورة أن‬
‫يقدم الناخب جواز السفر عند الدلء بصوته وعدم الكتفاء بالبطاقة السكانية أو البطاقة‬
‫الشخصية‪ .‬و أضاف التعديل بأّنه "يتم التأشير في جواز السفر بما يفيد إدلء الناخب‬
‫ن القصد من ذلك هو تخويف من يقاطع النتخابات‪ ،‬إذ‬ ‫بصوته"‪ .‬وقد رأى المعارضون أ ّ‬
‫ن من يمتنع عن التصويت سيحرم من الخدمات السكانية‪ ،‬و قد يتم سحب الجنسية‬ ‫أشيع بأ ّ‬
‫ممن حصلوا عليها بشكل مكتسب‪.‬‬
‫ل من‬‫ص بجرائم الستفتاء والنتخاب‪ ،‬وتشمل ك ّ‬ ‫أّما المادة )‪ (30‬من القانون فإّنها تخت ّ‬
‫ل بحرّية الستفتاء أو النتخاب أو بنظام إجراءاتهما باستعمال القوة أو التهديد أو‬ ‫"أخ ّ‬
‫ل كاذبة‬
‫التشويش أو بالشتراك في التجمهر أو المظاهرات" وكذلك "من نشر أو أذاع أقوا ً‬
‫عن موضوع الستفتاء أو عن سلوك أحد المرشحين أو عن أخلقه بقصد التأثير في نتيجة‬
‫الستفتاء أو النتخاب"‪ ،‬وعقوبتها الحبس مّدة ل تزيد على ستة أشهر وغرامة ل تجاوز‬
‫خمسمائة دينار أو بإحداهما‪.‬‬
‫لكن هذه القوانين المتعلقة بالنتخابات ومباشرة الحقوق السياسية أهملت ما يتعلق‬
‫بمراقبة مراحل العملية النتخابية‪ ،‬وقد أعطت السلطات إشارات واضحة بعدم الرغبة في‬
‫دخول أطراف خارجّية في عملية مراقبة النتخابات‪ .‬وفي انتخابات ‪ 2002‬أعطى ملك البلد‬
‫جمعيتي الشفافية وحقوق النسان الفرصة لمراقبة النتخابات‪ ،‬أّما في انتخابات ‪ 2006‬فقد‬
‫فتح المجال بشكل أوسع للجهات المحلّية فقط للقيام بعملية المراقبة‪ .‬وقد اتسمت عملية‬
‫المراقبة بضعف التنظيم والخبرة أو التضارب في النتائج‪ ،‬وقد انتقدت شخصيات وجهات‬
‫معارضة مثل جمعية العمل الوطني الديمقراطي تقرير جمعيتي الشفافية وحقوق النسان‬
‫باعتبار أّنه تغاضى عن التلعب بنتائج التصويت وخصوصًا فيما يتعلق باستخدام تصويت‬
‫العسكريين والمراكز العاّمة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫رابعًا‪ -‬قانون رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي الشورى والنواب‪:‬‬

‫أ ‪ -‬مجلـس الشــورى‬
‫يتألف مجلس الشورى من أربعين عضوًا يعّينون ويعفون بأمر ملكي‪ ،‬ومّدة مجلس‬
‫الشورى أربع سنوات‪ .‬والشروط التي يجب توافرها في عضو مجلس الشورى هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون بحرينيًا‪ ،‬متمتعًا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون اسمه مدرجًا في أحد جداول النتخاب‪.‬‬
‫ل يقل سّنه يوم التعيين عن خمس وثلثين سنة كاملة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أ ّ‬
‫‪ -4‬أن يكون ممن تتوافر فيهم الخبرة أو من الذين أدوا خدمات جليلة للوطن من‬
‫بين الفئات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أفراد العائلة المالكة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوزراء السابقين‪.‬‬
‫‪ -‬من شغل مناصب السفراء والوزراء المفوضين‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء الهيئات القضائية السابقين‪.‬‬
‫‪ -‬كبار الضباط المتقاعدين‪.‬‬
‫‪ -‬كبار موظفي الدولة السابقين‪.‬‬
‫‪ -‬كبار العلماء ورجال العمال والمهن المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء مجلس النواب السابقين‪.‬‬
‫‪ -‬الحائزون على ثقة الشعب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬مجلـس النــواب‬
‫يتألف مجلس النواب من أربعين عضوًا‪ُ ،‬ينتخبون بطريق النتخاب العام السري‬
‫المباشر‪ ،‬وفقًا للحكام المنصوص عليهـــا فـــي المرســــوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪2002‬‬
‫بشأن مباشرة الحقوق السياسية‪ .‬ويكون انتخاب أعضاء مجلس النواب طبقًا لنظام النتخاب‬
‫الفردي‪ .‬مّدة مجلس النواب أربع سنوات‪ .‬ويحق للملك أن يمدد الفصـل التشـريعي لمجلس‬
‫النواب عند الضرورة بأمر ملكي مّدة ل تزيد على سنتين‪.‬‬
‫ويشترط فيمن يرشح نفسه لعضوية مجلس النواب ما يلي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن يكون بحرينيًا‪ ،‬متمتعًا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يكون اسمه مدرجًا في جدول انتخاب الدائرة التي يرشح نفسه فيها‪.‬‬
‫ل يقل سّنه يوم النتخاب عن ثلثين سنة كاملة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أ ّ‬
‫د ‪ -‬أن يجيد قراءة اللغة العربية وكتابتها‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ل من مجلسـي الشـورى والنواب‪ ،‬فيما يتعلق بأعمال أعضاء السلطة‬ ‫وتقتصر رقابـة ك ّ‬
‫التنفيذية وتصرفاتهم‪ ،‬على ما يتّم منها بعد تاريخ انعقاد المجلسين في أّول فصل تشريعي‪،‬‬
‫ول يجوز لهما التعرض لما تّم من أفعال أو تصرفات سابقة على هذا التاريخ‪ .‬وقد استخدمت‬
‫ص هذه المادة لعاقة مجلس النواب في السنوات الربع الماضية في التحقيق أو‬ ‫الحكومة ن ّ‬
‫حتى في الحصول على معلومات متعلقة بقضايا مهمة مثل الفساد ومنح الجنسية بشكل‬
‫استثنائي‪ .‬وهو ما يضفي نوع من الحصانة على المسؤولين الحكوميين في جميع أفعالهم‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫خامسا‪ -‬قانون الجمعّيات السياسّية‬
‫معطيات وتحليل‬

‫ن السلطات سمحت بشكل‬ ‫لأّ‬‫ل يسمح القانون في البحرين بعمل الحزاب السياسية‪ ،‬إ ّ‬
‫استثنائي للمجموعات والتنظيمات السياسية بتنظيم نفسها كجمعيات شأن عام تحت قانون‬
‫الجمعيات لعام ‪ .1989‬وعندما صدر المرسوم بقانون رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي‬
‫الشورى والنواب الصادر في ‪ 3‬يوليو ‪2002‬م نصت المادة )‪/22‬ب( منه على أنه يحظر‬
‫على التحادات والجمعيات والنقابات القيام أو المشاركة في أّية دعاية انتخابية لي مرشح‪.‬‬
‫ن ملك البلد ورغبة في ثني المعارضة عن مقاطعة النتخابات النيابية قام بإلغاء هذا‬ ‫لأّ‬
‫إّ‬
‫البند بإصدار مرسوم بقانون رقم )‪ (30‬لسنة ‪ 2002‬الصادر في ‪ 15‬سبـتمبر ‪2002‬م‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2006‬أصدر ملك مملكة البحرين قانونا ينظم عمل الجمعيات التي تمثل‬
‫القوى السياسية في البلد‪ ،‬ويخّيرها بين العمل وفقا للقانون الجديد‪ ،‬وبين الحظر التام‬
‫لنشاطاتها‪ .‬وكان مجلسا الشورى والنواب قد أقرا القانون المذكور الذي تقدمت به الحكومة‬
‫رغم العتراضات الواسعة من قبل جمعيات حقوق النسان والجمعيات السياسية ومؤسسات‬
‫المجتمع المدني والصحافة‪ .‬ولم يتم الخذ بمشروع القانون المعدل الذي تقدمت به تسع من‬
‫الجمعيات السياسية القائمة‪ ،‬كما لم يتم اللتفات إلى تهديد بعض تلك الجمعيات بحلّ نفسها‬
‫بشكل مؤقت أو دائم في حال صدور القانون‪.‬‬
‫ويكّمل قانون الجمعيات السياسية الجديد مجموعة من القوانين الصارمة التي صدرت‬
‫ن موافقة مجلسي الشورى والنواب على تشريع مثل هذا‬ ‫لأّ‬‫في العهد الماضي أو الحالي‪ .‬إ ّ‬
‫القانون الذي ينتهك مبادئ أساسية في الدستور ومعايير حقوق النسان هو سابقة خطيرة‬
‫تعكس درجة الخلل في هيكل هذين المجلسين وتركيبتهما وأدائهما‪ ،‬مما وضعهما في مواجهة‬
‫مباشرة مع منظمات حقوق النسان المحلية والدولية‪ .‬ومما كشف عن واقع العملية التشريعّية‬
‫في البلد وهيمنة السلطة التنفيذّية عليها‪.‬‬
‫ونستعرض هنا مواد قانون الجمعيات السياسية‪ 69‬والذي يعطي الحكومة ‪ -‬ممثلة في‬
‫وزير العدل ‪ -‬صلحيات وهيمنة على الجمعيات السياسية سواء في التأسيس أو الرقابة أو‬
‫ل المؤقت أو الدائم‪ .‬كما يفرض القانون قيودا مشّددة على النشاط والتمويل والتصال‬ ‫الح ّ‬
‫الخارجي‪ ،‬ويمنعها من استخدام المؤسسات العاّمة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية‬
‫لممارسة نشاطها‪ ،‬دون تحديد طبيعة ذلك الستخدام‪ .‬ويمنع القانون الستقطاب الحزبي في‬
‫صفوف قوات الدفاع وأجهزة المن‪ ،‬تاركا ‪ -‬وفقا لمرسوم بقانون سابق ‪ -‬للحكومة النفوذ‬
‫الكامل على مشاركة منتسبي تلك الجهزة في أّية انتخابات‪ .‬كما يسلط القانون ديوان الرقابة‬
‫المالية على الجمعيات وهو تابع للجهة التنفيذّية‪ .‬ويمّكن القانون الحكومة من المتناع عن‬
‫تسجيل الجمعية أو حّلها بحجة أّنها طائفّية أو دينية أو أّنها غير إسلمية‪ ،‬أو لّنها مخالفة‬
‫للدستور المثير للجدل الذي صدر عام ‪.2002‬‬
‫‪ 27‬يوليو ‪.2005‬‬ ‫‪ - 69‬مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬تقرير "قانون الجمعيات السياسية يسدل الستار على حلم الصلح الديمقراطي في البحرين"‪،‬‬

‫‪87‬‬
‫أ‪ -‬حظر العمل السياسي إّل ضمن القانون الجديد‪:‬‬
‫ن قانون الجمعيات‬
‫في تعارض مباشر مع أصل حرّية التنظيم في المواثيق الدولية‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل ضمن إطاره المتشدد‪ .‬فالمادة )‪ (1‬تقيد حق تكوين‬ ‫السياسية يحظر النشاط السياسي إ ّ‬
‫الجمعيات السياسية والنضمام إليها إل طبقا لحكام القانون نفسه‪ .‬وتشترط المادة )‪(11‬‬
‫موافقة وزير العدل لكي تتمتع الجمعية السياسّية بالشخصّية العتبارّية وتمارس نشاطها‬
‫ص أيضا على أّنه ل يجوز للجمعية العلن عن نفسها‪ ،‬كما ل يجوز لمؤسسي‬ ‫السياسي‪ .‬وتن ّ‬
‫ل في الحدود اللزمة‬
‫الجمعية ممارسة أي نشاط سياسي أو إجراء أي تصرف باسم الجمعية إ ّ‬
‫لتأسيسها‪.‬‬
‫وتعاقب المادة )‪ (25‬بالحبس مدة ل تزيد على ثلثة أشهر أو بغرامة ل تتجاوز‬
‫صة لها‪.‬‬‫ل من ارتكب مخالفة لحكام هذا القانون ولم يتعين فيه عقوبة خا ّ‬ ‫خمسمائة دينار ك ّ‬
‫ل بأّية عقوبة أشد ينص عليها‬
‫ن أحكام هذا القانون ل تخ ّ‬ ‫ولكن المادة )‪ (26‬تعود لتؤّكد بأ ّ‬
‫ن العقوبات في القوانين المذكورة قد تصل إلى‬ ‫قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪ .‬علما بأ ّ‬
‫السجن المؤبد لقيام التنظيم السياسي بجرائم تّم وصفها بعبارات مطاطية مثل "معاداة نظام‬
‫المجتمع"‪.‬‬
‫ن قانون الجمعيات السياسية الجديد ليس قانونا ينظم ويدعم النشاط السياسي‪،‬‬ ‫وهكذا فإ ّ‬
‫أو يقوم على أصل الحرّية في تشكيل التنظيمات والنتماء إليها‪ ،‬وإّنما هو قانون يقوم على‬
‫المنع والتقييد والتجريم والعقوبات الجزائية التي تعاقب بالسجن لنشاء التنظيمات السياسية‬
‫خارج القيود المحددة‪ .‬وكان بالمكان أن يكون قانون الحزاب هو إجراءات لقيد الجمعيات‬
‫السياسية‪ ،‬وتنظيم عملية مشاركتها في النتخابات وطريقة تمويلها من قبل الدولة‪ .‬أّما‬
‫ق الحكومة أو غيرها بمقاضاة الجمعيات أو‬ ‫المخالفات والعقوبات فكان بالمكان الكتفاء بح ّ‬
‫أعضائها أمام القضاء المستقل وضمن القوانين العادلة المتوافقة مع المعايير الدولية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تسجيل الجمعيات وحلها‪:‬‬
‫ل جمعية أسست قبل العمل بأحكام هذا القانون وترغب في أن‬ ‫تلزم المادة )‪ (27‬ك ّ‬
‫تمارس نشاطًا سياسيًا‪ ،‬أن توفق أوضاعها وفقًا لحكام هذا القانون‪ ،‬وذلك خلل فترة ل تزيد‬
‫على ثلثة أشهر من تاريخ العمل به‪.‬‬
‫ن أي تعارض مع‬ ‫وتقيد المادة )‪ (3‬عمل الجمعيات السياسية بالدستور‪ .‬وبالتالي فإ ّ‬
‫الدستور في الخطاب أو النشاط سيكون سببا لعدم إعادة تسجيل أّية جمعّية‪ ،‬أو حّلها في أي‬
‫ل ترتبط الجمعية أو تتعاون مع أّية أحزاب أو‬ ‫وقت تشاء الحكومة‪ .‬وتشترط المادة )‪ (4‬أ ّ‬
‫تنظيمات أو جماعات أو أفراد أو قوى سياسية تقوم على معاداة أو مناهضة المبادئ أو‬
‫ن الجمعيات المعارضة التي تمثل‬ ‫القواعد أو الحكام المنصوص عليها في الدستور‪ .‬علما بإ ّ‬
‫قوى المعارضة الساسّية ل تقبل بدستور ‪ 2002‬الجديد لّنه كما تعتقد ينال من أسس‬
‫الديمقراطية ويسلب صلحيات البرلمان ول يفصل بين السلطات‪ .‬وتشترط المادة )‪ (6‬أن‬
‫ص على التقيد في ممارسة نشاط الجمعية‬ ‫صة الن ّ‬
‫يتضمن النظام الساسي للجمعية بصفة خا ّ‬
‫بأحكام ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين واحترام سيادة القانون‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ج‪ -‬تأسيس الجمعيات وهوية النتماء‪:‬‬
‫ل تتعارض مبادؤها‬ ‫في المادة )‪ (4‬يشترط لتأسيس أّية جمعية سياسية أو استمرارها أ ّ‬
‫وأهدافها وبرامجها وسياساتها وأساليبها مع مبادئ الشريعة السلمية باعتبارها مصدرًا‬
‫رئيسيًا للتشريع‪ ،‬أو الثوابت الوطنية التي يقوم عليها نظام الحكم في مملكة البحرين‪ .‬وأ ّ‬
‫ل‬
‫تقوم الجمعية على أساس طبقي أو طائفي أو فئوي أو جغرافي أو مهني‪ ،‬أو على أساس‬
‫التفرقة بسبب الجنس أو الصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة‪ .‬وتمّكن التفسيرات الممكنة لهذه‬
‫ل جمعيات المعارضة إّما بحجة أّنها غير إسلمية‪ ،‬أو بحجة أّنها قائمة‬ ‫المادة الحكومة من ح ّ‬
‫على أساس طائفي‪ ،‬أو على أساس التفرقة بسبب الدين أو العقيدة‪ .‬أو بحجة أّنها تتعارض مع‬
‫" الثوابت الوطنية التي يقوم عليها نظام الحكم في مملكة البحرين" وهي عبارة فضفاضة‬
‫متروك تفسيرها إلى الجهة الدارية‪.‬‬
‫وكان يمكن الكتفاء فيما يتعلق بهوّية الجمعية ونبذ التفرقة بالعبارة التي وردت في‬
‫ن شروط العضوّية في الجمعية وقواعد وإجراءات النضمام إليها والفصل من‬ ‫المادة )‪ (6‬بأ ّ‬
‫ل تتضمن التفرقة بسبب العقيدة الدينية أو العنصر أو‬‫عضويتها والنسحاب منها‪ ،‬يلزم أ ّ‬
‫الجنس أو المركز الجتماعي‪.‬‬
‫د‪ -‬إجراءات التأسيس‪:‬‬
‫القانون يعطي بيد الحكومة التحكم في إجراءات التأسيس‪ ،‬فيجب تقديم طلب كتابي‬
‫لتأسيس الجمعّية السياسّية إلى وزير العدل )المادة ‪ .(7‬وللوزير أن يطلب من المؤسسين‬
‫تقديم أّية إيضاحات أو وثائق أو بيانات لزمة )المادة ‪ (8‬ويعلن الوزير عن تأسيس الجمعية‬
‫خلل ستين يومًا‪ ،‬ويعتبر فوات المواعيد دون إعلن تأسيس الجمعية بمثابة قرار‬
‫ي من المؤسسين الطعن في قرار وزير‬ ‫بالعتراض على هذا التأسيس )المادة ‪ (9‬ويجوز ل ّ‬
‫العدل الصريح أو الضمني أمام المحكمة الكبرى خلل ثلثين يوما وتفصل المحكمة في‬
‫الطعن خلل ستين يومًا على الكثر )المادة ‪ .(10‬ول يجوز للجمعّية العلن عن نفسها‪ ،‬كما‬
‫ي تصرف باسم الجمعّية إ ّ‬
‫ل‬ ‫ي نشاط سياسي أو إجراء أ ّ‬
‫ل يجوز لمؤسسي الجمعّية ممارسة أ ّ‬
‫في الحدود اللزمة لتأسيسها )المادة ‪ .(11‬وهكذا يتحكم الوزير بشكل كامل في إجراءات‬
‫التأسيس مما يمّكنه من مساومة المؤسسين بتسهيل الجراءات أو تعطيلها وفقا لتقديراته أو‬
‫تقديرات السلطة التنفيذية التي يمثلها‪.‬‬
‫هـ‪ -‬موارد الجمعيات وانشطتها‪:‬‬
‫وتفرض المادة )‪ (15‬على الجمعيات السياسية إبلغ وزير العدل بنسخة من موازنتها‬
‫السنوية خلل الربع الّول من السنة‪ ،‬وبيان الموارد المالية ومصادر التمويل والوضع المالي‬
‫للجمعية‪ .‬ويتولى ديوان الرقابة المالية بصفة دورية‪ ،‬أو بناء على طلب وزير العدل‪ ،‬مراجعة‬
‫دفاتر ومستندات حسابات إيرادات ومصروفات الجمعية وغير ذلك من شئونها المالية‪ ،‬وذلك‬
‫للتحقق من سلمة موارد الجمعّية ومشروعّية أوجه صرف أموالها‪ ،‬وعلى الجمعّية أن تمكن‬
‫ن ديوان الرقابة المالية هو جهاز تابع للسلطة التنفيذية‪ .‬وتشترط‬
‫الديوان من ذلك‪ .‬علما بأ ّ‬
‫المادة )‪ (18‬على الجمعية أن تخطر وزير العدل بأي قرار تصدره الجمعية بتغيير رئيسها أو‬

‫‪89‬‬
‫ي تعديل في نظامها الساسي‪ ،‬وذلك خلل‬ ‫ل الجمعية أو اندماجها أو بأ ّ‬
‫أي من قياداتها أو بح ّ‬
‫عشرة أيام من تاريخ صدور القرار‪ .‬كما تعطي المادة )‪ (20‬لوزير العدل صلحية أن يضع‬
‫ي حزب أو تنظيم سياسي أجنبي‪ ،‬ول يجوز لّية جمعية‬ ‫القواعد المنظمة لتصال الجمعية بأ ّ‬
‫ل وفقًا لهذه القواعد‪.‬‬
‫ي من هذه الحزاب أو التنظيمات إ ّ‬ ‫التعاون أو التحالف مع أ ّ‬
‫و‪ -‬تضييق العضوية وحرمان شريحة كبيرة من الشباب من النشاط السياسي ‪:‬‬
‫تشترط المادة )‪ (5‬من القانون في العضو المؤسس‪ ،‬أو الذي ينضم إلى الجمعية بعد‬
‫إعلن تأسيسها‪ ،‬أن يكون متمتعًا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وهو شرط معقول لول أ ّ‬
‫ن‬
‫القضاء في البحرين غير نزيه وغير مستقل والقوانين تعاقب على ممارسة الحريات‬
‫الساسية إذا كانت معارضة للسلطة‪ ،‬وهكذا يمكن إساءة استخدام هذه المادة‪ .‬كما تشترط‬
‫المادة نفسها في العضو المؤسس أو المنضم أن يكون قد بلغ من العمر إحدى وعشرين سنة‬
‫ميلدّية مما يحرم شريحة واسعة من الشباب ممن اكملوا دراستهم الساسّية وانضموا إلى‬
‫سوق العمل أو التعليم الجامعي العالي من المشاركة السياسية في أدنى صورها وهي‬
‫عضوية الجمعيات السياسية‪.‬‬
‫ز‪ -‬أصوات قوات الدفاع والمن ‪:‬‬
‫وتشترط المادة )‪ (5‬أل يكون العضو المؤسس أو المنضم من المنتسبين إلى قوة دفاع‬
‫ل يكون من رجال القضاء أو‬ ‫البحرين أو الحرس الوطني أو أجهزة المن التابعة للدولة‪ ،‬وأ ّ‬
‫النيابة العاّمة‪ ،‬أو من أعضاء السلك الدبلوماسي أو القنصلي‪ .‬وتحظر المادة )‪ (6‬اللجوء إلى‬
‫الستقطاب الحزبي في صفوف قوة دفاع البحرين والحرس الوطني وأجهزة المن التابعة‬
‫للدولة والقضاء والنيابة العاّمة والسلكين الدبلوماسي والقنصلي‪ .‬وفي حين يمنع القانون‬
‫ن المرسوم بقانون رقم )‪(14‬‬ ‫الستقطاب الحزبي في صفوف قوات الدفاع وأجهزة المن‪ ،‬فإ ّ‬
‫لسنة ‪ 2002‬بشأن مباشرة الحقوق السياسّية‪ ،‬يعطي للحكومة القرار الحاسم في إمكانية‬
‫مشاركة هؤلء الموظفين‪ ،‬وهي تحتكر بالطبع وسائل التوجيه والضغط على هؤلء الذين‬
‫يؤثر عدد أصواتهم في العملية النتخابية برمتها‪.‬‬
‫ح‪ -‬النشاط الخارجي‪:‬‬
‫تشترط المادة )‪ (4‬أن يكون مقر الجمعية وفروعها داخل مملكة البحرين‪ ،‬وأن تمارس‬
‫ل يكون‬‫نشاطها في أراضي المملكة‪ .‬وتشترط المادة )‪ (5‬في عضو الجمعية السياسّية أ ّ‬
‫ي تنظيم سياسي غير بحريني‪) ،‬دون تحديد ماهية التنظيم السياسي المقصود(‪.‬‬ ‫عضوًا في أ ّ‬
‫وتشترط المادة )‪ (6‬عدم الرتباط التنظيمي أو المالي بأّية جهة غير بحرينية‪ .‬وتحظر المادة‬
‫)‪ (13‬على الجمعيات السياسية أو أي من أعضاء مجالس إداراتها التدخل في الشئون‬
‫الداخلية للدول الخرى أو القيام بأي نشاط من شأنه الساءة إلى علقة المملكة بهذه الدول‪.‬‬
‫ي تبرع أو ميزة أو منفعة من أجنبي‪ ،‬أو‬ ‫ص المادة )‪ (14‬على أّنه ل يجوز للجمعّية قبول أ ّ‬
‫وتن ّ‬
‫من جهة أجنبية‪ ،‬أو منظمة دولية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ي حزب أو‬ ‫ووفقا للمادة )‪ (20‬يضع وزير العدل القواعد المنظمة لتصال الجمعّية بأ ّ‬
‫ي من هذه الحزاب أو‬ ‫تنظيم سياسي أجنبي‪ ،‬ول يجوز لّية جمعّية التعاون أو التحالف مع أ ّ‬
‫ي جمعّية سياسّية أو حزب سياسي‬ ‫ل وفقًا لهذه القواعد‪ .‬كما يحظر فتح فرع ل ّ‬‫التنظيمات إ ّ‬
‫ص المادة )‪ (24‬على أّنه ‪:‬‬‫أخر من خارج مملكة البحرين بغير ترخيص من وزير العدل‪ .‬وتن ّ‬
‫يعاقب بالحبس مّدة ل تزيد على سنة وبغرامة ل تتجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين‬
‫ل من تسلم أموال من جهة غير بحرينية لحساب الجمعّية وتقضي المحكمة‬ ‫العقوبتين ك ّ‬
‫بمصادرة تلك الموال لحساب الخزينة العاّمة للدولة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫سادسا‪ -‬قانون الجمعيات رقم ‪ 21‬لعام ‪1989‬‬
‫‪70‬‬
‫السيف المسلط على رقاب مؤسسات المجتمع المدني‬

‫تكمن الخطورة لصدور قانون خاص بالجمعيات السياسية دون إلغاء أو تعديل قانون‬
‫ن الخير سيظل حاكما على الجمعيات الخرى‪ ،‬ومنها‬ ‫الجمعيات الصادر عام ‪ ،1989‬في أ ّ‬
‫ن ذلك القانون يؤّكد خصوصا‬ ‫جمعيات حقوق النسان والشباب والجمعيات النسائية‪ ،‬إذ أ ّ‬
‫ن تفسير الحكومة‬ ‫على المنع من ممارسة أي نشاط سياسي وفقا للمادة )‪ (18‬منه‪ .‬علمًا بأ ّ‬
‫ل ما له علقة بالمواضيع أو الشئون السياسية‪ .‬وكانت الحكومة قد‬ ‫للنشاط السياسي هو ك ّ‬
‫ل مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬وقد وجهت‬ ‫استخدمت قانون الجمعيات لعام ‪ 1989‬لح ّ‬
‫وزيرة التنمية الجتماعّية تهديدات متكررة خلل العامين ‪ 2006/2007‬بالملحقة القانونّية‬
‫لمجموعة من اللجان الشعبية بينها لجان العاطلين والسكان ولجنة العريضة النسائّية وطلبت‬
‫منها تجميد نشاطها وأن تسجل نفسها ضمن ذلك القانون والتقيد ببنوده‪.‬‬
‫ن القانون يشمل مؤسسات متنوعة المقاصد والطبيعة‪ ،‬بما في ذلك جمعيات‬ ‫ويلحظ بأ ّ‬
‫حقوق النسان والجمعيات المهنية والثقافّية والجتماعّية‪ ،‬والجمعيات التي تمثل الفئات مثل‬
‫ل هذه‬
‫النساء والشباب والجاليات الجنبية‪ ،‬إضافة إلى الندية الرياضية وغير ذلك‪ .‬وحشر ك ّ‬
‫الجمعيات في قانون واحد أمر يعقد صياغة القانون والعمل به‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقييد حق تأسيس الجمعيات ‪:‬‬
‫يحضر قانون الجمعيات لعام ‪ 1989‬عمل أّية جمعية غير مرخص لها‪ ،‬ويضع مقاييس‬
‫ص القانون وفي النظام الساسي النموذجي‪ ،‬بحيث من الصعب‬
‫ومواصفات تفصيلية في ن ّ‬
‫على أّية جهة أهلية أن تحصل على الترخيص دون أن تلتزم به‪ .‬وفي الوقت نفسه يضع‬
‫القانون شروطا مطاطية تسمح للحكومة برفض طلبات تأسيس أّية جمعية إن رغبت بذلك‪.‬‬
‫ل جمعية تؤسس مخالفة للنظام العام‪ ،‬أو لغرض غير‬ ‫نكّ‬‫فقد جاء في المادة )‪ (3‬بأ ّ‬
‫مشروع‪ ،‬أو للمساس بسلمة أو شكل الحكومة أو نظامها الجتماعي تكون باطلة‪ .‬وتعطي‬
‫ق رفض تسجيل الجمعية إذا كان المجتمع في غير‬ ‫صة ح ّ‬
‫المادة )‪ (11‬للجهة الدارية المخت ّ‬
‫حاجة لخدماتها‪ ،‬أو لوجود جمعية أخرى تسد الحاجة‪ ،‬أو إذا كان إنشاؤها ل يتفق مع أمن‬
‫الدولة ومصلحتها‪ ،‬أو لعدم صلحية مقر الجمعية أو إذا أنشأت بقصد إحياء جمعية سبق‬
‫حّلها‪ .‬وتتضمن هذه المادة إجراءات تظلم لنفس الجهة الدارية تطول لمدة أربعة اشهر قبل‬
‫أن يمكن تحويل الموضوع إلى القضاء‪ ،‬والذي بدوره ملزم بالقانون نفسه وواقع تحت نفوذ‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫ق تعديل النظام الساسي والرقابة ‪:‬‬
‫ب‪ -‬تقييد ح ّ‬

‫مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬قانون الجمعيات رقم ‪ 21‬لعام ‪ :1989‬السيف المسلط على رقاب الجمعيات‪.،‬‬
‫‪- 70‬‬

‫‪92‬‬
‫ل تعديل لنظام الجمعّية بنفس إجراءات إشهار الجمعية‪،‬‬
‫ووفقا للمادة )‪ ،(14‬يمّر ك ّ‬
‫ق في رفض التعديل‪ .‬ووفقا للمادة )‪ ،(15‬تخضع الجمعيات للرقابة‬ ‫وللجهة الدارية الح ّ‬
‫ق الطلع على السجلت والوثائق والمكاتبات‪.‬‬ ‫الصارمة إذ لموظفي الدارة المعنية ح ّ‬
‫ج ‪ -‬حضر الشتغال في السياسة ‪:‬‬
‫ووفقا للمادة )‪ ،(18‬ل يجوز للجمعية الشتغال بالسياسة‪ ،‬وهذا يشمل طبعا جمعيات‬
‫حقوق النسان وغيرها من الجمعيات النسائّية والمهنّية والشبابّية‪ ،‬وجمعيات الجاليات‬
‫الجنبية‪.‬‬
‫ق الرتباط بجهات خارجية ‪:‬‬
‫د ‪ -‬تقييد ح ّ‬
‫صة( أن تنتسب‬
‫ووفقا للمادة )‪ ،(20‬ل يجوز للجمعّية دون إذن مسبق )من الدارة المخت ّ‬
‫أو تنضم أو تشترك في جمعّية أو هيئة مقّرها خارج البحرين‪ ،‬ويعتبر مضي ‪ 45‬يوما دون‬
‫ق التظلم مما يجعل قرار الدارة‬
‫البت في الطلب بمثابة رفض له‪ .‬ولم يتضمن القانون ح ّ‬
‫نهائي‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬التحكم في التمويل الداخلي والخارجي ‪:‬‬
‫وفيما يتصل بالتمويل ل يجوز للجمعية دون إذن مسبق أن تحصل على أموال من‬
‫جهة أجنبية ول أن ترسل شيئا مما ذكر إلى أشخاص أو منظمات في الخارج‪ .‬و أّما جمع‬
‫التبرعات في الداخل فإّنه يشترط الحصول على ترخيص من الوزير )المادة ‪ (21‬وح ّ‬
‫ق‬
‫الوزير في القرار مطلق‪ ،‬إذ ل توجد إمكانية التظلم‪.‬‬
‫ق الوزير في دمج الجمعيات وتعيين الدارات ووقف قراراتها ‪:‬‬
‫و‪-‬ح ّ‬
‫ص تعيين مدير للجمعّية أو مجلس إدارة إذا ارتكبت‬
‫وتجيز المادة )‪ (23‬للوزير المخت ّ‬
‫الجمعية من المخالفات ما يستوجب هذا الجراء ولم يرد الوزير حّلها‪ .‬وللوزير أن يقرر‬
‫إدماج أكثر من جمعية تعمل لغرض متماثل‪ ،‬أو توحيد إدارتها أو تعديل أغراضها للسباب‬
‫التي يراها كفيلة بحسن تحقيق الغرض الذي أنشأت من أجله )المادة ‪.(24‬‬
‫وللوزير أيضا أن يوقف تنفيذ أي قرار يصدر من الجمعية يكون مخالفا للقانون أو‬
‫لنظام الجمعية أو للنظام العام أو للداب‪ ،‬ويمكن الطعن في القرار أمام المحكمة )المادة ‪(28‬‬
‫ن الوزير هو الذي يتخذ القرار وينفذه‪ ،‬وعلى الجمعية الملحقة القضائية وليس العكس‪.‬‬ ‫أي أ ّ‬
‫ز ‪ -‬الرقابة والتحكم في الجمعيات العمومية ‪:‬‬
‫ن للجـهة الحكـومية المعـنية حـق دعـوة الجمـعيـة العمومـية‬
‫وفـقا للمـادة )‪ ،(30‬فإ ّ‬
‫للجتماع‪ ،‬إذا رأت ضرورة لذلك‪ .‬وتلزم المادة )‪ (33‬الجمعيات بضرورة إبلغ الجهة‬
‫الدارية بكل اجتماع للجمعية العمومية قبل ‪ 15‬يوما‪ ،‬وبصورة من خطاب الدعوة وجدول‬

‫‪93‬‬
‫العمال والوراق المرفقة به‪ ،‬وللجهة الدارية أن تندب من تراه لحضور الجتماع‪ .‬ووفقا‬
‫للمادة )‪ (38‬يجب إبلغ الوزارة بصورة من محضر الجتماع وما اتخذ فيه من قرارات‪.‬‬
‫ح ‪ -‬التدخل في مواصفات المرشح للدارة واجتماعاتها‪:‬‬
‫ق له الترشيح لمجلس‬
‫ووفقا للمادة )‪ ،(43‬يجوز للوزير أن يضيف شروطا لمن يح ّ‬
‫ق للجهة الدارية أن تطلب عقد اجتماع لمجلس إدارة‬
‫إدارة أّية جمعية‪ .‬ووفقا للمادة )‪ (45‬يح ّ‬
‫أي جمعية إذا رأت ضرورة لذلك‪.‬‬
‫ق الوزير في الغلق الفوري المؤقت للجمعية‪:‬‬
‫ط‪-‬ح ّ‬
‫ل أو إغلق أّية جمعية لمدة ‪ 45‬يوما إذا ثبت‬ ‫ق في ح ّ‬‫ووفقا للمادة )‪ ،(50‬للوزير الح ّ‬
‫عجزها عن تحقيق أغراضها‪ ،‬أو تصرفت في أموالها في غير الوجه المحددة‪ ،‬أو إذا تعذر‬
‫انعقاد جمعيتها العمومية لعامين متتاليين‪ ،‬أو إذا خالفت النظام العام‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫سابعا‪ -‬قانون العقوبات‬
‫تقييد الحريات في كّل من عهد أمن الدولة وعهد النفتاح!‬

‫أ‪ -‬استخدام قانون العقوبات في الفترة ‪:2000-1976‬‬


‫صدر قانون العقوبات البحريني بمرسوم بقانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ ،1976‬وذلك بعد حلّ‬
‫المجلس الوطني المنتخب عام ‪ 1975‬وتجميد مواد الدستور المتعلقة به‪ .‬وشكل هذا القانون‬
‫مع مرسوم بقانون بشأن تدابير أمن الدولة لعام ‪ 1974‬الداة القانونية الكثر فعالية في منع‬
‫النشاط السياسي المنظم وتفكيك خليا المعارضة السرية‪ ،‬وملحقة المعارضين واعتقالهم‬
‫وتعذيبهم وسجنهم ونفيهم أو المشتبه في انتمائهم لمجموعات المعارضة‪ .‬مما شكل أيضا أداة‬
‫تخويف وزجر لمختلف فئات وقطاعات المجتمع خلل ربع قرن في الفترة من ‪-1975‬‬
‫‪.2000‬‬
‫وكان قانون أمن الدولة لعام ‪ – 1974‬والذي تّم إلغاؤه عام ‪ ،2001‬يسمح باعتقال‬
‫وحبس المشتبه بهم لمّدة تصل إلى ثلث سنوات‪ ،‬وتتيح بنوده ممارسة الحبس المنعزل‪،‬‬
‫واستخدام التعذيب لستخراج المعلومات التي يستفاد منها لكشف واختراق تنظيمات‬
‫المعارضة‪ ،‬وفي الوصول لمتهمين آخرين‪ ،‬ولدانة المتهمين حين تقديمهم للمحاكمة‬
‫وخصوصا أمام محكمة أمن الدولة‪.‬‬
‫ن مواده ‪ -‬وخصوصا المواد من )‪(112‬‬ ‫أّما قانون العقوبات ‪ -‬والذي ل يزال نافذا‪ -‬فإ ّ‬
‫إلى )‪ -(184‬والموسومة في القانون بالجرائم "الماسة بأمن الدولة" فإّنها توفر القاعدة‬
‫القانونّية لمحاكمة وفرض عقوبات مشددة على المتهمين بالنتماء للتنظيمات المحظورة ‪-‬‬
‫وهي جميع التنظيمات السياسّية‪ -‬وعلى ممارسات النشاطات المعارضة في الداخل أو‬
‫الخارج مثل التجمع والتعبير والنشر‪ .‬وقد وفرت المادة )‪ (186‬من القانون الرضية لتشكيل‬
‫محكمة أمن الدولة الستثنائية‪ ،‬التي كانت تعتمد في أحكامها بشكل أساسي على المعلومات‬
‫المستخرجة تحت التعذيب وتقيم جلساتها بشكل سري ول تقبل أحكامها الستئناف أو النقض‪.‬‬
‫وقد تّم استخدام تلك القوانين بفاعلية ضد التنظيمات المعارضة‪ ،‬وخصوصًا لعتقال‬
‫القياديين ومحاكمتهم وتفكيك الخليا كما حدث للجبهة الشعبية منذ ‪ ،1974‬ثّم الجبهة‬
‫السلمية لتحرير البحرين في الفترة ‪ ،1982-1979‬ثّم ضد جمعية التوعية السلمية‬
‫)حزب الدعوة( عام ‪ ،1984‬وجبهة التحرير الوطني البحراني عام ‪ .1985‬وتواصل‬
‫استخدامه لتفكيك خليا الجبهة السلمية‪ ،‬وكذلك ما سمي بخليا حزب ال خلل النصف‬
‫الثاني من الثمانينات‪ ،‬وكان الستخدام الوسع في العوام ‪ 1997-1995‬للتعامل مع أحداث‬
‫الضطرابات الواسعة في تلك الفترة والتي ارتبطت بالتحرك الشعبي للقوى الدينية‬
‫واليسارية المعارضة للمطالبة بالديمقراطية والحريات‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫وصدرت أهم التعديلت على قانون العقوبات بمرسوم بقانون رقم )‪ (9‬لسنة ‪،1982‬‬
‫وجاءت التعديلت متشددة وتتضمن أحكاما بالعدام‪ ،‬وكان ذلك للتعامل مع قضية ما سمي‬
‫في ذلك الوقت بالمحاولة النقلبية‪ ،‬حيث تم تنفيذ مواد القانون المعدلة بأثر رجعي لصدار‬
‫أحكام تتراوح بين ‪ 15‬عام والمؤبد ضد ‪ 75‬شخصا من المتهمين بعضوية الجبهة السلمية‬
‫لتحرير البحرين‪ .‬وتضمنت التعديلت أيضا عقوبة البعاد من البلد وفقا للمادة )‪134‬‬
‫مكرر( والتي تنص على أّنه‪ :‬إذا حكم على أجنبي ذكرا كان أو أنثى في إحدى الجرائم‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون جاز للقاضي أن يأمر في حكمه بإبعاده عن دولة البحرين‬
‫نهائيا أو لمدة محددة ل تقل عن ثلث سنوات‪ .‬وقد تم بالفعل ايقاع عقوبات جماعية وإبعاد‬
‫مئات من السر من البلد وخصوصا خلل الثمانينيات‪ ،‬بعضهم تّم سحب جنسيتهم‬
‫وجوازات سفرهم البحرينّية و إبعادهم عبر البحر في ظروف سيئة ودون أن تكون لديهم‬
‫جنسية أي بلد آخر‪ .‬وقد كان ذلك رسالة قوّية وحاسمة في تلك الفترة إلى جميع المقيمين في‬
‫البحرين أو حتى ممن اكتسب جنسيتها‪ ،‬للبتعاد عن كلّ ما يمكن أن يعد نشاطا سياسيا‬
‫معارضا‪.‬‬
‫و في عام ‪ 2001‬أعلن الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عن إلغاء قانون ومحكمة أمن‬
‫الدولة‪ ،‬وتّم إعلن العفو العام مما سمح بإطلق سراح عدة آلف من المعتقلين والمحكومين‬
‫ن قانون العقوبات لم يمسه‬
‫لأّ‬
‫وعودة المئات من المعارضين والمبعدين المقيمين في المنفى‪ .‬إ ّ‬
‫أي تغيير وخصوصا فيما يتعلق بما يسمى بالجرائم الماسة بأمن الدولة‪ .‬وقد انشغلت‬
‫التنظيمات السياسية المعارضة والمجتمع بشكل عام بأجواء المصالحة السياسية وهامش‬
‫ن السلطة شرعت من جديد في استخدام‬ ‫لأّ‬‫الحريات وخصوصا في العوام ‪ ،2004-2001‬إ ّ‬
‫قانون العقوبات ضد المعارضين ولكن هذه المّرة بشكل انتقائي وكأداة لضبط الحراك‬
‫السياسي ضمن الحدود التي رسمتها السلطة في تعديلتها الدستورية وضمن القوانين الجديدة‬
‫المتعلقة بالجمعيات السياسية والنتخابات‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عرض وتلخيص لقانون العقوبات‪:‬‬
‫يقيد قانون العقوبات البحريني الحريات الساسية ويعاقب على ممارستها‪ .‬وهو بذلك‬
‫يتعارض مع الدستور وينتهك حقوق النسان الساسية ويتعارض مع المعايير الدولية التي‬
‫تعهدت الحكومة اللتزام بها‪ .‬ذلك أن هذا القانون يجّرم ويعاقب بالحبس أو الغرامة أو‬
‫بكليهما من قام بالمور التالية‪:‬‬
‫من أذاع في الخارج أخبارا أو بيانات حول الوضاع الداخلية للدولة من شأنها‬ ‫‪‬‬
‫إضعاف الثقة المالية بالدولة أو النيل من هيبتها واعتبارها )المادة ‪.(134‬‬
‫من حضر في الخارج وبغير ترخيص أي مؤتمر أو اجتماع عام أو ندوة أو شارك في‬ ‫‪‬‬
‫أعمالها‪ ،‬بغرض بحث الوضاع السياسية أو الجتماعية أو القتصادية في دولة‬
‫البحرين أو غيرها من الدول‪ ،‬وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بدولة البحرين‬
‫أو النيل من هيبتها أو اعتبارها أو الساءة إلى العلقات بينها وبين تلك الدول‪).‬المادة‬
‫‪ 134‬مكرر(‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫من أنشأ أو أسس أو أدار جمعية أو هيئة إذا كانت ترمي إلى تغيير النظام الساسي أو‬ ‫‪‬‬
‫الجتماعي أو القتصادي للدولة أو التحبيذ لذلك أو الترويج له‪ ،‬متى كان استعمال أّية‬
‫وسيلة غير مشروعة ملحوظا فيه‪ .‬ويعاقب أيضا الداعون للنضمام للهيئات المذكورة‪،‬‬
‫ومن انضم أو اشترك فيها بأية صورة )المادة ‪(159‬‬
‫من رّوج أو حبذ بأّية طريقة تغيير النظام الساسي أو الجتماعي أو القتصادي للدولة‬ ‫‪‬‬
‫بأّية وسيلة غير مشروعة )المادة ‪.(160‬‬
‫من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار ‪ -‬من غير ترخيص من الحكومة‪ -‬هيئات أو منظمات‬ ‫‪‬‬
‫ل مواطن انضم أو اشترك من غير ترخيص‬ ‫ذات صفة دولية أو فروعا لها‪ .‬وكذلك ك ّ‬
‫ل الهيئات المذكورة في‬
‫في منظمات مقرها في الخارج )المادة ‪ (163‬وتأمر المحكمة بح ّ‬
‫المادتين )‪ (189‬و )‪ (163‬وإغلق أمكنتها ومصادرة نقودها و أمتعتها )المادة ‪.(164‬‬
‫من حّرض بإحدى طرق العلنّية على كراهية نظام الحكم أو الزدراء به )المادة‬ ‫‪‬‬
‫‪(165‬‬
‫ث دعايات مثيرة إذا كان من شأن ذلك اضطراب‬ ‫من أذاع عمدا أخبارا أو بيانات‪ ،‬أو ب ّ‬ ‫‪‬‬
‫المن‪ ،‬أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة‪ .‬ويعاقب بذات العقوبة من حاز بالذات أو‬
‫بالواسطة أو أحرز محررا أو مطبوعا يتضمن شيئا من ذلك‪ ،‬أو حاز أّية وسيلة من‬
‫وسائل الطبع أو التسجيل أو العلنية مخصصة ولو بصفة وقتية لطبع أو تسجيل أو‬
‫إذاعة شئ مما ذكر )المادة ‪.(168‬‬
‫من حّرض غيره بإحدى طرق العلنية على عدم النقياد للقوانين‪ ،‬أو حسن أمرا يعد‬ ‫‪‬‬
‫جريمة )المادة ‪.(174‬‬
‫من اشترك في تجمهر في مكان عام مؤلف من خمسة أشخاص على القل‪ ،‬الغرض‬ ‫‪‬‬
‫منه ارتكاب جرائم‪ ،‬أو العمال المسهلة لها أو الخلل بالمن العام ولو كان ذلك‬
‫لغرض مشروع )المادة ‪.(178‬‬
‫من أهان بإحدى طرق العلنية المجلس الوطني أو غيره من الهيئات النظامية أو‬ ‫‪‬‬
‫الجيش أو المحاكم أو السلطات أو المصالح العامة )المادة ‪.(216‬‬

‫‪97‬‬
‫‪71‬‬
‫ثامنا‪ -‬قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر رقم )‪ (47‬للعام ‪2002‬‬
‫بالضافة إلى مواد أمن الدولة من قانون العقوبات لعام ‪ ،1976‬كان قانون المطبوعات‬
‫والنشر الصادر بمرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ ،1979‬هو الوسيلة القانونية التي قيدت بها‬
‫ل البرلمان عام ‪1975‬‬ ‫السلطة في البحرين حرّية الصحافة والنشر في العهد السابق‪ ،‬منذ ح ّ‬
‫وحتى تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة للحكم عام ‪ .1999‬وفيما ل يزال قانون‬
‫العقوبات لعام ‪ 1976‬نافذا‪ ،‬فقد أصدرت الحكومة قانونا جديدا لتنظيم الصحافة والطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬وهو القانون الصادر بالمرسوم بقانون رقم )‪ (47‬لسنة ‪2002‬م‪ .‬وقد واجه هذا‬
‫قانون معارضة شديدة من قبل الصحافيين والناشطين في مجال حقوق النسان‪ ،‬ولذلك فهناك‬
‫حاليا مشروع بديل مقّدم من مجلس الشورى‪ ،‬وكذلك هناك مشروع تعديلت مقّدم من‬
‫الحكومة نفسها‪ .‬ورغم شبهة عدم الدستورية التي لحقت بهذا القانون إذ صدر بمرسوم بقانون‬
‫قبل حل انعقاد البرلمان‪ ،‬فإن ذلك المرسوم ظل نافذا‪.‬‬
‫وبناء على ذلك القانون أحيل اثنان من رؤساء تحرير الصحف وعدد كبير من‬
‫الصحافيين إلى أروقة المحاكم‪ ،‬إضافة إلى منع بعض الكتب والمجلت من التداول‪ ،‬والتلويح‬
‫بإيقاف نشرات بعض الجمعّيات السياسية‪ .‬وهناك طعون دستورية في القانون قدمت بناء‬
‫على طلب تقّدم به محامون في قضايا مرفوعة أمام المحاكم ضد الصحافة‪.‬‬
‫* نظرة عامة حول قانون الصحافة والنشر‪:‬‬
‫جاء بنص المادة الولى من المرسوم بقانون )‪ (47‬لسنة ‪2002‬م بشأن تنظيم الصحافة‬
‫ق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرها‬
‫ل إنسان ح ّ‬‫ن " لك ّ‬
‫والطباعة والنشر أ ّ‬
‫وفقا للشروط والوضاع المبينة في هذا القانون‪ ،‬وذلك كّله دون المساس بأسس العقيدة‬
‫السلمية ووحدة الشعب وبما ل يثير الفرقة والطائفية" ‪ ،‬وبقراءة سريعة لهذه المادة نجدها‬
‫ن إدراج النص المذكور‬ ‫جاءت مطابقة تماما لنص المادة )‪ (23‬من الدستور‪ ،‬ول مراء في أ ّ‬
‫في دستور ‪ ،2002‬وفي قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر الجديد‪ ،‬كان الغرض منه‬
‫وضع قيد على سبيل الحتياط‪ ،‬لمجابهة ما قد تفجره حرّية الرأي والتعبير النسبية المتاحة في‬
‫ن الصحافة الحّرة هي التي تدل على‬ ‫فترة النفراج المني الراهنة‪ ،‬وغير خاف على أ ّ‬
‫مواطن الظلم والفساد والستبداد طلبا لتقويم الوضاع وتحقيق العدالة‪.‬‬
‫ن تضمين هذا القانون ضوابط لممارسة حرية التعبير ليست مرفوضة من حيث‬ ‫إّ‬
‫المبدأ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ومن منطلق احترام حرّية العقيدة والديان ألزم القانون في المادة )‬
‫‪ (38‬الصحفيين بالمتناع عن النحياز إلى الدعوات التي تنطوي على ازدراء الديان أو‬
‫الدعوة إلى كراهيتها أو الطعن في إيمان الخرين أو ترويج التمييز أو الحتقار لرأي طائفة‬
‫من طوائف المجتمع‪ ،‬واعتبر القانون التعرض لدين الدولة الرسمي في مقوماته وأركانه‬
‫لأّ‬
‫ن‬ ‫بالساءة‪ ،‬جريمة يعاقب عليها )المادة ‪ /68‬صحافة(‪ ،‬وعلى الرغم من أهمية ما سبق‪ ،‬إ ّ‬

‫مؤسسة انترنيوز ومركز حماية وحرية الصحافيين‪ ،‬أصوات مخنوقة‪ :‬دراسة في التشريعات العلمية العربية‪ ،‬الفصل السادس‪.‬‬
‫‪- 71‬‬

‫‪98‬‬
‫المبالغة في تلك الضوابط أو القيود يجعل القانون خاويا من مضمونه‪ ،‬ومفرغا من الحريات‬
‫التي أتى على ذكرها‪.‬‬
‫وجاء القانون في بابه الثاني بشأن الطباعة والنشر‪ ،‬وبالتحديد الفصل الول من ذلك‬
‫الباب بشأن تنظيم المطابع‪ ،‬بعدد من الموانع والمحظورات على أصحاب المطابع وعلى من‬
‫ن الخطورة الحقيقية تتمثل في المادة )‪ (12‬وما تلها من مواد‬
‫لأّ‬
‫يرغب في إنشاء مطبعة‪ ،‬إ ّ‬
‫والتي تجعل من عملية الطبع والنشر عملية مستحيلة إذا ما تعارضت آراء ذلك المطبوع مع‬
‫وجهة النظر الرسمية‪ ،‬إذ يلزم الحصول على إذن كتابي من الدارة لطباعة أي مطبوع‪،‬‬
‫سواء كان ذلك لهيئة أو جهة أو فرد محلي أو أجنبي وفقا لنص المادة )‪ ،(13‬تأكيدا للغرض‬
‫الرئيسي من هذا القانون والمتمثل في تكميم الفواه ومنع نشر الحقائق أو وضع ما أمكن من‬
‫الصعوبات والمعوقات‪.‬‬
‫وجاءت المادة )‪ (16‬من هذا المرسوم بقانون لتبالغ في عقاب من يخالف أحكامه‬
‫وتشّدد العقوبة إلى حّد يصل إلى الحبس لمدة ثلثة أشهر‪ ،‬وهو عقاب قد ل يرتقي إليه عقاب‬
‫مرتكبي بعض الجرائم المنصوص عليها بقانون العقوبات‪ .‬ولم يكن نصيب تداول‬
‫ل من تلك المطبقة على الطباعة والنشر‪ ،‬إن لم تكن أشّد‬‫المطبوعات من الحواجز والعقبات أق ّ‬
‫ص المادة )‪ (17‬تداول أي مطبوع دون أن يحصل على ذلك‬ ‫منها‪ ،‬فقد منع القانون بموجب ن ّ‬
‫ن عقوبة مخالفة مواد هذا الفصل جاءت‬ ‫الذن الكتابي المنصوص عليه في المادة )‪ ،(12‬بل أ ّ‬
‫أشّد من مخالفة مواد فصل الطباعة والنشر‪ ،‬إذ رفعت المادة )‪ (22‬عقوبة مخالفة الحكام‬
‫الواردة في هذا الفصل إلى الحبس لمدة سنة كاملة‪.‬‬
‫أّما الفصل الخير في الباب الثاني فهو الفصل المعيق والسيف المسلط على الفلم‬
‫السينمائية والمطبوعات المسجلة‪ .‬فالمادة )‪ (24‬تقضي بتشكيل لجنة وزارية تختص بمراقبة‬
‫الفلم السينمائية وما في حكمها وكذا المطبوعات المسجلة المحالة لها من الدارة من‬
‫النواحي السياسية والجتماعية والصحّية والخلقّية والدينّية‪.‬‬
‫ووفقا للمادة )‪ (23‬ل يجوز عرض أي فلم أو إشارة إلى فلم أو إعلن تجاري بصورة‬
‫سينمائية في دور السينما دون الترخيص المسبق من لجنة المراقبة‪ .‬وللجنة وفقا للمادة )‪(25‬‬
‫أن تحذف من الفلم المشاهد التي ترى فيها إخلل بمقومات الدولة أو المجتمع أو الدين أو‬
‫الخلق أو الداب‪ .‬وتمنح اللجنة الترخيص للفلم خلل ‪ 15‬يوما‪ .‬ويعتبر الطلب مرفوضا‬
‫بمضي المدة دون البت في الطلب‪ .‬ولمن رفض طلبه الطعن أمام المحكمة الكبرى المدنية‪.‬‬
‫ل مخالف للحكام المتعلقة بمراقبة الفلم السينمائية‬
‫نكّ‬
‫ووفقا للمادة )‪ (26‬فإ ّ‬
‫والمطبوعات المسجلة تكون عقوبتها بغرامة ل تقل عن خمسمائة دينار‪ ،‬مع جواز الحكم‬
‫بغلق دار السينما أو المكتبة لمدة ل تتجاوز ثلثين يوما ومصادرة الفلم او المطبوعات‬
‫ذات العلقة‪.‬‬
‫ن الباب الثالث حول تنظيم الصحافة تضّمن عددًا من المواد التي تشّدد على‬
‫ومع أ ّ‬
‫الدفاع عن حرّية الصحافة وتحصينها ضد الجراءات المتعسفة )م ‪) ،(27‬م ‪ (28‬كما تهدف‬
‫ل للقانون )م ‪ (29‬وأن ل يكون‬ ‫إلى تحصين وحماية الصحفي وعدم خضوعه في عمله إ ّ‬

‫‪99‬‬
‫عمل الصحفي سببا للمساس بأمنه )م ‪ ،(30‬لكن الواقع يبدو مختلفا وفي هذا المقام يثار‬
‫السؤال بشأن القضايا المتزايدة المرفوعة ضد صحافيين‪.‬‬
‫ق الصحفي في الحصول على المعلومات‪ ،‬وعلى‬ ‫ثم جاءت المادة )‪ (31‬للتحّدث عن ح ّ‬
‫ق ذلك‬‫حظر وضع القيود التي تعوق تدفق المعلومات عن الصحفي )م ‪ (32‬وكذلك ح ّ‬
‫ن الممارسة العملية‬
‫الصحفي في حضور المؤتمرات والجتماعات العاّمة )م ‪ ،(33‬على أ ّ‬
‫تشهد على غير ذلك‪.‬‬
‫ن بعضا من نصوص ذات الباب تحدثت عن بعض الضمانات والحماية‬ ‫وجدير بالذكر أ ّ‬
‫للصحفي ومهنة الصحافة إذ ساوت المادة )‪ (34‬الصحفي بالموظف العام في الحماية‬
‫والضمانات‪ .‬والمادة )‪ (35‬تبين طبيعة العلقة بين الصحفي والجريدة التي يعمل بها وتؤّكد‬
‫على ضرورة عدم إخضاع الصحفي لشروط عمل تخالف قانون العمل بالقطاع الهلي‪ ،‬كما‬
‫ألزمت المادة )‪ (36‬جهة عمل الصحفي إخطار جمعية الصحفيين بقرار فصل الصحفي‬
‫ل النزاع ودّيا‪.‬‬
‫وسببه لمحاولة ح ّ‬
‫وأتت المواد من )‪ (37‬حتى )‪ (39‬للحديث على المبادئ العاّمة والمثل العليا والخلقية‬
‫الواجب تمتع الصحفي بها وانتهاجها كاللتزام بمبادئ الدستور وعدم النحياز أو الدعوة‬
‫للعنصرية والمتناع عن التعرض للحياة الخاصة للفراد‪.‬‬
‫أّما المادة )‪ (40‬فقد منعت الصحف من تداول أخبار سلطات التحقيق أو المحاكمة بما‬
‫ن صياغة المادة بهذه الطريقة تفتح مجال واسعًا‬‫لأّ‬
‫يؤثر على صالح تلك الجراءات‪ ،‬إ ّ‬
‫للتعسف لصعوبة تحديد ما يؤثر وما ل يؤثر على سير وصالح إجراءات التحقيق والمحاكمة‪.‬‬
‫وهذا ما حدث في تقديم رئيس تحرير جريدة الوسط وأحد الصحفيين بها إلى المحاكمة‪.‬‬
‫وكذلك عمدت النيابة العاّمة إلى منع الصحافة ونشطاء حقوق النسان من نشر أّية معلومات‬
‫تتعلق بالتحقيق في قضية ما سمي بالخلية التخريبية‪ ،‬وزاد قرار وزارة العلم على ذلك منع‬
‫أّية أخبار أو تعليقات تتصل بتلك القضية‪ .‬ثم بالغت المادة )‪ (41‬في تشديدها عقوبة قبول‬
‫صة إذا كانت من جهة أجنبية‪ ،‬ولعّله كان أجدر بالمشرع‬ ‫الصحف والصحفيين للتبرعات وخا ّ‬
‫أن يضع ضوابط لذلك‪.‬‬
‫أّما المادة )‪ (42‬فعلي الرغم من عدم الختلف حول ضرورة حماية المبادئ المشمولة‬
‫بها أي قيم المجتمع الساسّية ومبادئه والداب العامة وكذلك رسالة مهنة الصحافة وأهدافها‪،‬‬
‫ن يبدو من الضروري وضع تعريفات واضحة ومحددة لتلك المبادئ السامية‪ ،‬لحمايتها‬ ‫لأّ‬ ‫إّ‬
‫من أّية تفسيرات منحرفه ترمي إلى المساس بحرية الرأي والتعبير‪.‬‬
‫وخلصة ما سبق فإن قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر الصادر بالمرسوم‬
‫بقانون رقم )‪ (24‬لسنة ‪2002‬م‪ ،‬قد تضمنت بعض نصوصه قيودا على الحريات المرتبطة‬
‫بالعلم بشكل صارخ يتعارض مع المعايير الدولية‪ ،‬أّما النصوص الخرى والتي تحسب‬
‫لصالح العاملين في هذا الحقل وتؤكد على ضمانات مهّمة ورئيسية لهم فإّنها في الحقيقة غير‬
‫مطبقة واقعيا‪ ،‬وذلك بسبب وجود منظومة القوانين المتشددة الخرى مثل قانون العقوبات‪،‬‬

‫‪100‬‬
‫وبسبب عدم استقللية القضاء‪ ،‬وعدم توافر وسائل الحماية الفاعلة‪ ،‬وبسبب الهيمنة المطلقة‬
‫للسلطة التنفيذية على مؤسسات الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫تاسعا‪ -‬قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‬

‫تقدمت حكومة البحرين بمشروع بقانون بشأن الجتماعات العاّمة والمسيرات إلى‬
‫مجلسي الشورى والنواب‪ ،‬ورغم اعتراضات منظمات حقوق النسان المحلية ومطالبة‬
‫منظمة العفو الدولية بعدم إقرار القانون‪ ،‬ورغم رفض الجمعيات السياسية المعارضة للقانون‬
‫وذلك "لما يحتويه من تضييق على حرّية التجمع وإبداء الرأي ويعطي صلحيات واسعة‬
‫لوزير الداخلية وموظفيه في التدخل في حركة التظاهرات والمسيرات بما يتناقض مع جوهر‬
‫ق الدستوري في التظاهر والحرية"‪ ،72‬فقد وافق المجلسان على المشروع في مايو‪ /‬يوليو‬ ‫الح ّ‬
‫‪ ،2006‬كما صّدق عليه الملك وأصدره ليكون بديل عن المرسوم بقانون رقم )‪ (18‬لسنة‬
‫‪ 1973‬بشأن الجتماعات العاّمة والمواكب والتجمعات‪.‬‬
‫قراءة في مشروع قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‪:73‬‬
‫ص عليه العلن‬‫جاء دستور البحرين بشأن حرّية التجمعات السلمية متماشيا مع ما ن ّ‬
‫العالمي لحقوق النسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬إذ نصت المادة )‬
‫ن‪:‬‬‫‪ (28‬من هذا الدستور على أ ّ‬
‫ص دون حاجة إلى إذن أو إخطار سابق‪ ،‬ول يجوز لحد‬
‫ق الجتماع الخا ّ‬
‫أ‪ -‬للفراد ح ّ‬
‫من قوات المن العام حضور اجتماعاتهم الخاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجتماعات العاّمة والمواكب والتجمعات مباحة وفقا للشروط والوضاع التي يبينها‬
‫القانون على أن تكون أغراض الجتماع ووسائله سلمية ول تنافي الداب العامة‪.‬‬
‫ق في التجمع السلمي‬ ‫ويتبين من هذا النص الدستوري أن الساس الذي يقوم عليه الح ّ‬
‫ص عليها القانون‪،‬‬
‫هو إباحة عقد الجتماعات‪ ،‬وعدم وضع القيود عليها سوى تلك التي ين ّ‬
‫ق حسبما تقضي به المادة )‪ (31‬من الدستور‪،‬‬ ‫ودون أن ينال هذا القانون من جوهر هذا الح ّ‬
‫ن تكون أغراض ووسائل هذه الجتماعات سلمية ول تنافي الداب العامة‪.‬‬ ‫وأ ّ‬
‫ن مشروع بقانون الجتماعات‬ ‫وإذا كان الحق في التجمع السلمي على نحو ما رأينا‪ ،‬فإ ّ‬
‫العاّمة المقدم من الحكومة والذي أقره مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الحد الموافق‬
‫‪ 31‬أكتوبر‪ /‬تشرين الول‪ 2004 ،‬ل ينسجم مع المعايير الدولية "العلن العالمي لحقوق‬
‫النسان‪ ،‬والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" ويخالف أحكام الدستور وعلى‬
‫وجه التحديد حكم المادتين )‪.(31) ،(28‬‬
‫ن العبارة الواردة في الفقرة ب من المادة)‪ (28‬المشار إليها "وفقا للشروط‬
‫ويبدو أ ّ‬
‫والوضاع التي يبينها القانون" أعطت مشروع الحكومة الفرصة كي يسلب جوهر‬
‫ق هي الطلق‬‫ومضمون حق التجمع السلمي‪ ،‬فبدل من أن تكون القاعدة في حرية هذا الح ّ‬
‫‪.2006‬‬ ‫‪ - 72‬أخبار الخليج‪ 20 ،‬مايو‬
‫‪ - 73‬المحامي حسن إسماعيل‪ ،‬جريدة الوسط البحرينية‪ 14 – 13 ،‬ديسمبر ‪2004‬‬
‫‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫والباحة‪ ،‬والتقييد هو الستثناء‪ ،‬حدث العكس‪ ،‬فعصفت جميع نصوصه بجوهر الح ّ‬
‫ق‬
‫وجعلت من ممارسته جريمة‪ ،‬وقيدته بعدة قيود هي ‪:‬‬
‫أوًل – قيود التجمع السلمي والتظاهر‪:‬‬
‫ن الجتماعات العاّمة مباحة‪ ،‬وان‬
‫ص على أ ّ‬
‫على رغم من أن المادة )‪ (1‬من القانون تن ّ‬
‫ق المواطنين وحدهم في إقامة المسيرات والمظاهرات والتجمعات‬ ‫المادة )‪ (15‬تؤّكد على ح ّ‬
‫ن نصوص القانون الخرى حولت هذه الباحة إلى تحريم‪،‬‬ ‫لأّ‬‫التي تتم لغرض سياسي‪ ،‬إ ّ‬
‫ق التجمع و حرّية التظاهر من دون ترخيص جريمة‪ ،‬وأعطت‬ ‫وجعلت من ممارسة ح ّ‬
‫ص عليها‪ ،‬فالمحافظ له طبقا‬
‫المحافظ صلحيات واسعة لم يكن حتى مرسوم بقانون ‪ 1973‬ن ّ‬
‫لهذا القانون ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد مفهوم الجتماع العام‬
‫ن يعّرف مشروع الحكومة في الفقرة الولى من المادة الثانية الجتماع العام على‬ ‫بعد أ ّ‬
‫ص‪ ،‬يحضره أو يستطيع حضوره أشخاص لم‬ ‫ل اجتماع يعقد في مكان عاّم أو خا ّ‬ ‫أّنه "ك ّ‬
‫توجه إليهم دعوة شخصية‪ ،‬لمناقشة موضوع أو موضوعات عاّمة‪ ،‬أو أّية أمور أو مطالبات‬
‫تتعلق بفئات معينة" تأتي الفقرة الثانية من المادة ذاتها لتعطي المحافظ سلطة اعتبار الجتماع‬
‫اجتماعا عاما بسبب ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع الجتماع‪.‬‬
‫‪ -‬عدد الدعوات الموجهة لحضوره أو طريقة توزيعها‪.‬‬
‫‪ -‬أي ظرف آخر ليس له الصفة الحقيقية الصحيحة لجتماع خاص‪.‬‬
‫وفي هذه الحالت على المحافظ أن يخطر الداعي إلى الجتماع أو المنظم له تنفيذ‬
‫الواجبات التي يفرضها القانون‪.‬‬
‫ص سلطة تقديرّية لما يعتبر‬
‫ن المحافظ له بموجب الفقرة الثانية من هذا الن ّ‬
‫معنى ذلك أ ّ‬
‫ص اجتماعًا عامًا تنطبق عليه‬
‫ل اجتماع خا ّ‬ ‫من الجتماعات العاّمة إذ يمكنه أن يجعل من ك ّ‬
‫أحكام هذا القانون وتحت مبررات عاّمة غامضة وضبابية فما هو المقصود مثل "بسبب أي‬
‫ص نكاد ل نجد معنى للجتماع الخاص ويكون اشتراط هذا القانون‬ ‫ظرف آخر"‪ ،‬وبهذا الن ّ‬
‫كي يكون الجتماع اجتماعا عاما أن يناقش موضوعا عاما ل قيمة له‪ ،‬طالما أن للمحافظ‬
‫مكنة اعتبار الجتماع بسبب موضوعه اجتماعا عاما أي حتى وإن كان يناقش موضوعا‬
‫صا‪.‬‬
‫خا ّ‬
‫ن قانون الجتماعات العاّمة الردني رقم )‪ (45‬لسنة ‪2004‬‬ ‫وتجدر الشارة هنا إلى أ ّ‬
‫عّرف الجتماع بأّنه "الجتماع الذي يتم عقدة لبحث أمر ذي طابع عام"‪ .‬كما عّرفه القانون‬
‫ل اجتماع عام دعي إليه خمسون شخصا على‬ ‫الفلسطيني رقم )‪ (12‬لسنة ‪ 1998‬على أّنه "ك ّ‬
‫القل في مكان عام مكشوف ويشمل ذلك الساحات العاّمة والميادين‪ ،‬والملعب‪ ،‬والمتنزهات‬
‫وما شابه ذلك"‪ .‬ويعتبر القانون القطري رقم )‪ (18‬لسنة ‪ 2004‬الجتماع العام على أّنه "ك ّ‬
‫ل‬

‫‪103‬‬
‫اجتماع يشارك فيه أو يتوقع أن يشارك فيه أكثر من عشرين شخصا أو تكون المشاركة فيه‬
‫صة ويعقد في مكان خاص أو عام غير الطرق والميادين العاّمة وذلك لمناقشة‬
‫دون دعوة خا ّ‬
‫موضوع أو موضوعات عاّمة"‪.‬‬
‫‪ -2‬ترخيص التجمع السلمي‪:‬‬
‫لم يكتف مشروع الحكومة بأخطار الجهة الدارية بعقد الجتماع العام أو بتنظيم‬
‫المسيرة أو المظاهرة أو التجمع‪ ،‬بل منع تنظيم أو عقد الجتماع العام‪ ،‬أو الدعوة إليه أو‬
‫العلن عنه أو نشر أو إذاعة أنباء بشأنه قبل الحصول على ترخيص من المحافظ الذي‬
‫سيعقد الجتماع في دائرة اختصاصه‪" ،‬وذلك طبقا لنص المادة )‪ (5‬والتي تسري أحكامها‬
‫على المسيرة والمظاهرة والتجمع" ويستثنى من ذلك أي ل يعتبر اجتماعا عاما ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الجتماعات الدينية المحضة التي تتم في دور العبادة‪.‬‬
‫‪ -‬الجتماعات التي تنظمها أو تدعو إليها الجهات الحكومية المختصة‪.‬‬
‫صة المعترف بها لعضائها "كالنقابات‪،‬‬ ‫‪ -‬الجتماعات التي تعقدها الهيئات الخا ّ‬
‫صة‪ ،‬والشركات‬
‫والجمعيات‪ ،‬والندية والهيئات الرياضية‪ ،‬واتحادات هذه الهيئات الخا ّ‬
‫التجارية‪ ،‬وذلك إذا كان الغرض من الجتماع مناقشة المسائل الداخلة في‬
‫اختصاصاتها طبقا لنظمتها الساسية‪ ،‬ويسقط الستثناء إذا تطرقت هذه الجتماعات‬
‫إلى مناقشة موضوعات خارجة عن النطاق السابق‪ ،‬فتعتبر اجتماعات عاّمة وتسري‬
‫عليها أحكام القانون )م ‪.(4‬‬
‫وللمحافظ حسب حكم المادة )‪ (9‬رفض طلب الترخيص بعقد أي اجتماع عام إذا كان‬
‫من شأنه الخلل بالمن أو النظام العام أو حسن الداب‪ .‬وتسري أحكام هذه المواد )‪ (4‬و)‬
‫ن المادة )‪ (18‬من هذا القانون تعطي‬
‫‪ (5‬و)‪ (9‬على المسيرة والمظاهرة والتجمع‪ ،‬بل إ ّ‬
‫المحافظ في أي وقت أن يعّدل خط سير المظاهرة أو المسيرة أو مكان التجمع إذا كان من‬
‫شأنه الخلل بالمن والنظام العام أو إعاقة حركة المرور‪.‬‬
‫واضح من مجموع النصوص القانونية المشار إليها والتي اشتمل عليها مشروع قانون‬
‫الحكومة أّنها تتضمن أحكاما تشكل انتهاكا صارخا للحقوق والحريات والضمانات التي‬
‫ق التجمع السلمي‬‫نح ّ‬‫حرص دستور ‪ 2002‬على تأكيدها‪ ،‬وتشكل خروجا عن الصل في أ ّ‬
‫بما فيه تنظيم المظاهرة بل في سائر الحقوق والحريات هو الباحة‪ ،‬إذ ل يتطلب للقيام بها‬
‫ص الدستور على إباحتها‪ ،‬وللخروج عن هذا الصل‬ ‫صة‪ ،‬ون ّ‬‫موافقة مسبقة من الجهة المخت ّ‬
‫ن أي‬
‫يقتضي النص الصريح عليه في الدستور‪ ،‬وهو ما لم يفعله المشرع الدستوري‪ ،‬لذلك فإ ّ‬
‫اشتراط ينص عليه القانون‪ -‬بأّية طريقة وتحت أّية ذريعة يقضي بضرورة موافقة السلطة‬
‫التنفيذية على الجتماع قبل عقده أو على المظاهرة قبل إقامتها‪ -‬يعّد اعتداء على حرية‬
‫الفراد في التجمع السلمي ويكون مشوبا بعدم الدستورية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ق شأنه‬‫ن هذا الح ّ‬
‫لأّ‬
‫ق الجتماع والتظاهر إ ّ‬ ‫ن المبدأ العام هو حرّية ح ّ‬
‫وعلى رغم من أ ّ‬
‫ص القانون على بعض القيود بشرط أن ل‬ ‫شأن بقية الحقوق ليس حقا مطلقا‪ ،‬إذ يمكن أن ين ّ‬
‫صة بعقد الجتماع‪ ،‬أو إقامة المسيرة أو‬ ‫ق كإخطار السلطة الدارّية المخت ّ‬ ‫تمس جوهر الح ّ‬
‫ق من دون انتهاك حقوق وحريات الخرين‪،‬‬ ‫المظاهرة أو التجمع‪ ،‬أو وجوب ممارسة هذا الح ّ‬
‫صة‪ ،‬وحظر الدعوة‬ ‫وأن يكون طابعه سلميا‪ ،‬وعدم العتداء على الممتلكات العاّمة أو الخا ّ‬
‫إلى الكراهية أو رفع شعارات طائفية أو أي شكل من أشكال التفرقة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬سلطات قوات المن على التجمعات السلمية‪:‬‬
‫يمنح القانون الشرطة والدارة بشكل عام الكثير من السلطات‪ ،‬كسلطة منع‬
‫ص على أّنه‬
‫الجتماعات‪ ،‬سلطة حضورها‪ ،‬سلطة فضها‪ :‬فالمادة )‪ (5‬الفقرة الثانية منها تن ّ‬
‫ض أي اجتماع غير مرخص به"‪ .‬كما تنص المادة )‪ (13‬على‬ ‫"لقوات المن العام منع أو ف ّ‬
‫ق حضور الجتماعات العاّمة‪ ،‬وذلك للمحافظة على المن‬ ‫أّنه "لقوات المن العام دائما ح ّ‬
‫والنظام العام‪ ،‬ولهم أن يختاروا المكان الملئم لهم في الجتماع بشرط أن يكون بعيدا عن‬
‫مكان المتحدث"‪.‬‬
‫ض الجتماع العام بما يلي ‪:‬‬
‫وتحدد المادة )‪ (14‬لقوات المن حالت ف ّ‬
‫إذا طلبت منهم لجنة النظام المنصوص عليها في المادة )‪.(10‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا خرج الجتماع عن موضوعه أو الغرض المبين في طلب الترخيص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان من شأن استمراره الخلل بالمن أو النظام العام أو الداب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا وقعت أثناء الجتماع أو بسببه جريمة من الجرائم التي ينص عليها هذا القانون أو‬ ‫‪-‬‬
‫قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪.‬‬
‫وتسري أحكام هذه المواد على المسيرة والمظاهرة والتجمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ن نصوص القانون المذكورة تفتح الباب على مصراعيه لقوات المن للتدخل‬ ‫واضح أ ّ‬
‫ض الجتماع أو المسيرة أو التجمع بحسب رأيها ومزاجها‪ ،‬من دون تحديد واضح‬ ‫لف ّ‬
‫للمقصود بخروج الجتماع عن موضوعه‪ ،‬أو المقصود بالمن أو النظام العام‪ ،‬ولم تحّدد هذه‬
‫النصوص اللية التي يتعين أن يتبعها رجال المن لفض الجتماع‪ ،‬فضل عن ذلك فإّنها‬
‫تحتوي على الكثير من المفردات والمصطلحات التي تتصف بالضبابية والغموض والتي‬
‫تحتمل أكثر من تفسير وتأويل‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عقوبات التجمع السلمي‪:‬‬
‫حين تقرأ العقوبات التي اشتمل عليها قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‬
‫كأّنك تقرأ بابا من أبواب قانون العقوبات‪ ،‬إذ يتضمن ‪ 10‬نصوص عقابية تعادل نصف‬
‫ق التجمع والتظاهر "وهي ‪ 20‬نصا"‪ .‬هذه العقوبات‬ ‫نصوص القوانين الخرى التي تنظم ح ّ‬
‫هي ‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫ل من دعا‬‫• عقوبة الدعوة أو التنظيم للجتماع العام أو المسيرة من دون ترخيص‪ :‬ك ّ‬
‫ل من‬‫أو نظم أو عقد اجتماعا عاّما أو مسيرة أو مظاهرة أو تجمعا غير مرخص به‪ ،‬وك ّ‬
‫ضه مجرم يعاقب بالحبس مدة ل تزيد على‬ ‫استمر في ذلك على رغم صدور المر بف ّ‬
‫سنتين والغرامة التي ل تتجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫• عقوبة العلن ونشر الدعوة على رغم العلم بعدم الترخيص‪ :‬ل تزيد على سنة‬
‫ل من أعلن أو نشر‬‫والغرامة التي ل تتجاوز خمسمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين لك ّ‬
‫بأية وسيلة من وسائل النشر الدعوة إلى اجتماع عام أو مسيرة على رغم علمه بعدم‬
‫الحصول على الترخيص‪.‬‬
‫• عقوبة الشروع في ارتكاب الجريمة‪ :‬الحبس مدة ل تزيد عن ‪ 6‬أشهر وبالغرامة التي‬
‫ل من شرع في ارتكاب الجريمة المشار إليها في‬
‫ل تتجاوز ‪ 500‬دينار أو بإحداهما لك ّ‬
‫البند الول‪.‬‬
‫• عقوبة سوء النّية في الحصول على ترخيص‪ 4 :‬أشهر والغرامة ‪ 500‬دينار أو‬
‫ل من توصل بسوء نية إلى الحصول على ترخيص أو بناء على تقديم بيانات‬ ‫إحداهما لك ّ‬
‫كاذبة أو معلومات مضللة أو بإخفاء وقائع جوهرية كان من شأنها التأثير في تقدير‬
‫السلطة المختصة بإصدار الترخيص )المادة ‪.(23‬‬
‫• عقوبة الشتراك على رغم تحذيرات المن‪ 6 :‬أشهر والغرامة ‪ 500‬دينار أو‬
‫ل من اشترك على رغم تحذيرات المن العام له في اجتماع عام أو مسيرة أو‬
‫إحداهما لك ّ‬
‫مظاهرة من دون ترخيص )مادة ‪.(24‬‬
‫• عقوبة الشتراك في غير الزمان والمكان المحددين ‪ 6 :‬أشهر والغرامة ‪ 500‬دينار‬
‫ل من اشترك في اجتماع عام أو مسيرة في غير الزمان‬‫أو إحدى هاتين العقوبتين لك ّ‬
‫والمكان المحددين )مادة ‪.(24‬‬
‫• عقوبة عدم الستجابة لمر تعديل خط سير المسيرة ‪ 6 :‬أشهر والغرامة ‪500‬‬
‫ل من لم يستجب للمر الصادر بتعديل خط سير المسيرة أو المظاهرة أو‬
‫دينار‪ ،‬لك ّ‬
‫التجمع‪.‬‬
‫ض‪ 6 :‬أشهر والغرامة‬
‫• عقوبة الستمرار في الشتراك على رغم صدور المر بالف ّ‬
‫ل من اشترك في اجتماع عام أو مسيرة أو مظاهرة على رغم صدور المر‬
‫‪ 500‬دينار لك ّ‬
‫ضه‪.‬‬
‫بف ّ‬
‫ل من اشترك في‬ ‫• عقوبة حمل السلح‪ :‬سنة والغرامة ‪ 500‬دينار أو إحداهما لك ّ‬
‫اجتماع عام أو مسيرة أو مظاهرة أو تجمع وهو يحمل سلحا ظاهرا أو مخبئا ولو كان‬
‫مرخصا به‪.‬‬
‫• عقوبة مضاعفة لكّل من استعمل مركبة في مسيرة من دون إذن خاص‪ :‬أجازت‬
‫ل من استعمل مركبة في‬
‫المادة )‪ (20‬من مشروع بقانون الحكومة لقوات المن معاقبة ك ّ‬

‫‪106‬‬
‫مسيرة أو مظاهرة أو تجمع من دون إذن خاص من وزير الداخلية بسحب رخصة القيادة‬
‫إداريا وشهادة تسجيل المركبة ولوحتها المعدنية ورخصتها لمدة ل تزيد عن ثلثين يوما‪،‬‬
‫في حال ارتكاب ذات المخالفة خلل سنة‪ ،‬وتكون العقوبة سحب الرخصة لمدة ل تزيد‬
‫عن ستين يوما وجوبية بالنسبة لسحب شهادة التسجيل وللوحة المعدنية لمدة ثلثة أشهر‪.‬‬
‫ص المادة )‪ (26‬بالحبس مّدة ل تزيد عن ‪ 4‬أشهر‬‫فضل عن ذلك‪ ،‬فإّنه يعاقب طبقا لن ّ‬
‫والغرامة التي ل تتجاوز ‪ 500‬دينار‪.‬‬
‫• عقوبة الحبس والغرامة إلى أعضاء مجلس إدارة الشخص العتباري أو القائمين‬
‫على إدارته‪ :‬يعاقب مشروع قانون الحكومة في المادة )‪ (27‬أعضاء مجلس إدارة أو‬
‫القائمين على إدارة أّية نقابة أو جمعية أو ناد أو هيئة رياضية أو شركة‪ ،‬بالحبس مّدة ل‬
‫تزيد عن ‪ 6‬أشهر وبالغرامة التي ل تتجاوز ‪ 500‬دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أذنوا بعقد اجتماع عام بمقرها من دون أن يكون مرخصا به‪.‬‬
‫ضه بمجرد علمهم بانعقاده‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يطلبوا من قوات المن العام ف ّ‬
‫ن الشخص‬ ‫• عقوبة الغرامة والحّل والتصفية للشخص العتباري‪ :‬إضافة لذلك فإ ّ‬
‫ل عن ألف دينار ول تتجاوز خمسة‬ ‫العتباري في الوقت نفسه يعاقب بالغرامة التي ل تق ّ‬
‫آلف دينار‪ ،‬إذا ارتكب أّية جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون باستخدام‬
‫مقره‪ ،‬بل يجوز للمحكمة في حال الدانة حّله أو تصفيته‪.‬‬
‫ل أحكام هذا القانون‬
‫ل تخ ّ‬
‫• تطبيق أّية عقوبة أخرى أشد‪ :‬إذ تنص المادة )‪ (30‬على أ ّ‬
‫بأّية عقوبة أشّد منصوص عليها في قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪.‬‬
‫ق التجمعات‬‫هكذا يعاقب مشروع الحكومة الناس لمجرد المشاركة في ممارسة ح ّ‬
‫ق الذي أباحه الدستور‪ ،‬وكفلته المواثيق الدولية‪ ،‬وهكذا‬
‫السلمية غير المرخصة‪ ،‬وهو الح ّ‬
‫يضع هذا المشروع أعضاء مجالس إدارات النقابات والجمعيات والندية أو الهيئة الرياضية‬
‫أو الشركات في مصاف المجرمين إذا سمحوا باجتماع غير مرخص في مقارهم‪ ،‬في حين‬
‫ن الجتماع ل يحتاج إلى الرخصة‪.‬‬
‫أّ‬

‫‪107‬‬
‫عاشرًا‪ -‬قانون مكافحة الرهاب‬
‫قانون طوارئ حسب الطلب‬

‫أصدر ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة القانون رقم )‪ (58‬لسنة ‪2006‬‬
‫بشأن حماية المجتمع من العمال الرهابية‪ ،‬وذلك بناء على مسودة قدمتها الحكومة وأقرها‬
‫مجلسا الشورى والنواب‪ ،‬رغم الضجة والعتراضات الواسعة التي أثارتها المعارضة‬
‫ومنظمات حقوق النسان المحلية والدولية‪.‬‬
‫ص المعني بحماية حقوق النسان والحريات الساسية التابع للمم‬ ‫وكان المقرر الخا ّ‬
‫المتحدة مارتن شينين‪ ،‬قد طالب من الهيئات التشريعية والتنفيذية في البحرين "إعادة النظر"‬
‫ن القانون قد يضر بحقوق النسان في البلد خصوصا وأ ّ‬
‫ن‬ ‫في القانون‪ ،‬معربا عن قلقه من أ ّ‬
‫البحرين عضو في مجلس حقوق النسان الجديد‪ .‬ولخص شينين الجوانب المقلقة في أربع‬
‫نقاط‪ ،‬الولى هي أن تعريف الرهاب الوارد في مشروع القانون غير محدود وواسع‪،‬‬
‫وينافي العديد من معاهدات واتفاقيات حقوق النسان‪ .‬والنقطة الثانية هي القيود المفروضة‬
‫على حرية التجمع حيث ستؤدي إلى تجريم التظاهرات السلمية التي تقوم بها المنظمات‬
‫المدنية‪ .‬أّما النقطة الثالثة فهي القيود المفروضة على حرية التعبير‪ ،‬والنقطة الرابعة هي أ ّ‬
‫ن‬
‫حق المثول للجراءات القضائية لن يكون مكفول بسبب الصلحيات المطلقة الممنوحة‬
‫للمدعي العام فيما يتعلق بالعتقال دون الرجوع إلى القضاء‪.74‬‬
‫وفي تقرير مفصل تحت عنوان "قانون لمكافحة الرهاب يهّدد حقوق النسان"‪ 75‬قالت‬
‫ن بعض مواد القانون تصف الرهاب بدون دقة‬ ‫منظمة العفو الدولية بأّنها‪ " :‬قلقة من أ ّ‬
‫ملئمة‪ ،‬وذلك ينال من مبدأ المشروعية القانونية ‪ -‬والذي يتطلب بأن يتم صياغة القانون‬
‫الجنائي بطريقة ملئمة وواضحة ودقيقة بما يسمح للفراد أن يعلموا ما الذي يشكل جريمة‬
‫– وذلك يشكل خطر تجريم الممارسة السلمية لحرية التعبير وحرية التجمع وحرية التنظيم‪.‬‬
‫فالمادة )‪ (1‬على سبيل المثال‪ ،‬تتضمن تعبير "تهديد الوحدة الوطنية" كجزء من الهداف‬
‫الممنوعة باعتبارها أعمال إرهابية‪.‬‬
‫"لقد أخفقت المادة )‪ (6‬من القانون في تحديد ماذا يمثل مؤسسة أو منظمة إرهابية‪،‬‬
‫وبدل من ذلك اعتبر القانون أّية منظمة سياسية تعارض الدستور البحريني هي جهة إرهابية‪.‬‬
‫وقد وصفت هذه المادة وبشكل غير واضح المنظمة الرهابية بأّنها تلك التي تستهدف "إعاقة‬
‫أيّ مؤسسة حكومية أو سلطة عاّمة من أداء واجباتها" والتي تستهدف "الضرار بالوحدة‬
‫الوطنية"‪ .‬وذلك قد يضع قيودا على نشاط المعارضة السياسية بل وحتى المدافعين عن‬
‫حقوق النسان‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪- http://www.unhchr.ch/huricane/huricane.nsf/view01/DFD0DF732FDD5BD7C12571B6003C995C?opendocument‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪- AI Index: MDE 11/003/2006 (Public), News Service No: 197, 27 July 2006, http://web.amnesty.org/library/Index/ENGMDE110032006?open&of=ENG-2MD.‬‬

‫‪108‬‬
‫"وتجرم المادة )‪" (11‬الترويج" للعمال الرهابية وحيازة مطبوعات التي تتضمن‬
‫ن هذه المادة تقيد‬
‫ص القانون نفسه‪ ،‬فإ ّ‬
‫ذلك‪ .‬وفي ظل التعريف الواسع للعمال الرهابية في ن ّ‬
‫الحق في حرية التعبير التي كفلها القانون الدولي والتي تتضمن حرية البحث عن مختلف‬
‫أنواع المعلومات والحصول عليها ونشرها ‪.‬‬
‫"أّما المادة )‪ (27‬فإّنها تسمح بالعتقال المبالغ فيه بدون مراجعة قضائّية‪ .‬وتعطي‬
‫صلحّية تمديد العتقال لوكيل النيابة وهو ل يمثل سلطة قضائّية ويفتقد الستقللية لتوفير‬
‫ن المادة )‪ (28‬تتيح للجهات المنية تمديد‬
‫الحماية من العتقال التعسفي‪ .‬إضافة إلى ذلك فإ ّ‬
‫الحتجاز دون تهمة بناء على دلئل سرّية ل يستطيع المعتقل الطلع عليها أو تفنيدها‪ .‬وأ ّ‬
‫ن‬
‫العتقال لمدة ‪ 15‬يوم دون مراجعة قضائّية تجعل المعتقل عرضة للتعذيب وسوء المعاملة‪.‬‬
‫ق الحكم بالعدام فيما يخفق في توفير إجراءات الدفاع‬ ‫"ويعطي القانون المحاكم ح ّ‬
‫ن تشديد العقوبات في المادة )‪ (3‬من القانون‬
‫الساسية لمن قد يواجهون مثل هذه الحكام‪ .‬وأ ّ‬
‫يعّد خطيرا وخصوصا في ظل التعريف الواسع للجرائم التي يتطرق لها القانون"‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد الرميحي‪ ،‬البحرين مشكلت التغير السياسي والجتماعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجديد‪.1995 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫حسين موسى ‪ ،‬البحرين النضال الوطني والديمقراطي ‪ ،1981 -1920‬الحقيقة برس‪.1987 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫سوسن الشاعر ‪ ،‬عبد القادر الجاسم‪ ،‬قصة الصراع السياسي في البحرين‪.2000 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫سيعد الشهابي‪ ،‬البحرين قراءة في الوثائق البريطانية ‪ ،1970-1923‬بيروت‪ ،‬دار الكنوز الدبية ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫عبد الرحمن الباكر‪ ،‬من البحرين إلى المنفي ) مذكرات( ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية‪.2004 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫فلح مديرس‪ ،‬تنظيمات البعث في الخليج والجزيرة العربية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫عبد ال جناحي )عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الديمقراطي(‪ ،‬مداخلة‪ ،‬مسودة المائدة‬ ‫‪.7‬‬
‫المستديرة حول دراسة التنظيمات والجمعّيات السياسّية في البحرين‬
‫ضمن مشروع دراسة الحزاب في البلدان العربّية‪ ،‬البحرين – ‪ 28‬أبريل ‪.2007‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عباس المرشد‪ ،‬الشيعة والسياسة في البحرين‪ ،‬بحث غير منشور‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬فؤاد إسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين تطور نظام السلطة وممارستها‪ ،‬بيروت‪ :‬معهد‬
‫النماء العربي‪.1983 ،‬‬
‫‪ .11‬عبد النبي العكري‪ ،‬الديمقراطية المعاقة في الخليج‪ ،‬مجلة الديمقراطي‪ ،‬البحرين‪ :‬جمعية العمل‬
‫الديمقراطي‪ 7 ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫‪ .12‬عباس ميرزا المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة التيار السلمي والمجتمع السياسي في‬
‫البحرين‪ ،‬البحرين‪ :‬مجمع البحرين للدراسات والبحوث‪.2002 ،‬‬
‫‪ .13‬مفيد الزيدي‪ ،‬التيارات الفكرية في الخليج العربي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ .14‬مجلس الشوري‪http://www.shura.gov.bh/default.asp?:‬‬
‫‪action=category&id=87‬‬
‫‪ .15‬محمد خالد‪ ،‬بعض النواب‪ ،‬مداخلة‪ ،‬محضر جلسة مجلس النواب ) ‪ (2002‬رقم ‪.32‬‬
‫‪ .16‬عبد الهادي خلف‪ ،‬بناء الدولة في البحرين المهمة غير المنجزة ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ .17‬عبد البني العكري‪ ،‬النتخابات البحرينية‪ ..‬قراءة في أجندة القوى السياسية‪ ،‬الموقع اللكتروني‬
‫لقناة الجزيرة‪. www.aljazeera.net :‬‬
‫‪ .18‬وزارة العمل والشئون الجتماعية في البحرين‪:‬‬
‫‪http://www.bah-molsa.com/arabic/index.asp‬‬
‫‪ .19‬عادل المعاودة‪ ،‬مقابلة‪ ،‬ملف السلم الحركي‪ ،‬صحيفة الوطن‪:‬‬
‫‪http://www.alwatannews.net‬‬
‫‪ .20‬حسن عبدال‪ ،‬موجز عن تاريخ الحركة السلمية في البحرين ‪،‬موقع حركة أحرار البحرين‪:‬‬
‫‪. www. Vob.org‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ .21‬منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز ابن خلدون‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ .22‬غسان الشهابي‪ ،‬التشكيلت السنية السلمية في البحرين ‪ ،‬في بوابات العبور ‪ ..‬البحرين قراءة‬
‫مرحلة‪ ،‬البحرين‪ :‬دار الوقت للطباعة‪.2006 ،‬‬
‫‪ .23‬جمعية الوفاق الوطني السلمي‪ ،‬برنامج جمعية الوفاق النتخابي عام ‪:2006‬‬
‫‪/http://www.alwefaq.org‬‬
‫‪ .24‬الموقع الرسمي لحكومة البحرين‪http://www.cio.gov.bh/default.asp :‬‬
‫‪ .25‬جمعية الوفاق الوطني السلمي‪ ،‬التقرير المالي للجمعية المقدم للجمعية العمومية ‪:2005‬‬
‫‪http://www.alwefaq.org/wefaq/modules/news/article.php?storyid=371‬‬
‫‪ .26‬صلح البندر‪ ،‬الصلح في البحرين‪ ،‬ورقة قدمت للمناقشة في حوار جماعي في مؤسسة المشروع‬
‫المريكي )‪ ،(AEI‬واشنطن‪ 13 :‬فبراير ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ .27‬جمعية الصلح‪ ،‬التقرير السنوي للجنة العمال الخيرية ‪ ،2004‬الموقع اللكتروني ‪:‬‬
‫‪.http://www.aleslah.org‬‬
‫‪ .28‬جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي‪ ،‬حلقة الحوارية حول عيوب‬
‫النظام النتخابي بالبحرين‪ ،‬السبت ‪ 31‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ .29‬عادل المعاودة‪ ،‬مقابلة‪ ،‬موقعه اللكتروني ‪.‬‬
‫‪ .30‬جمعية العمل الديمقراطي‪ ،‬مؤتمر صحفي‪ ،‬حول نتائج النتخابات‪.‬‬
‫‪ .31‬جمعية المنبر السلمي‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬
‫‪ .32‬جمعية الصالة السلمية‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬
‫‪ .33‬جمعية الميثاق الوطني‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬
‫‪ .34‬جمعية الشورى السلمية‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬
‫‪ .35‬جمعية الوفاق الوطني السلمية‪ ،‬البرنامج النتخاب‪http://www.alwefaq.org :‬‬
‫‪ .36‬جمعية المنبر التقدمي‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬
‫‪ .37‬خلدون النقيب‪ ،‬القبيلة والديمقراطية في الكويت‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الساقي‪.‬‬
‫‪ .38‬عبد المحسن جمال‪ ،‬المعارضة في الكويت‪ ،‬الكويت‪ :‬دار قرطاس ‪. 2004‬‬
‫‪ .39‬جمعية العمل الديمقراطي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬
‫‪ .40‬جمعية الوفاق الوطني السلمية‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬
‫‪ .41‬جمعية العمل السلمي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬
‫‪ .42‬جمعية المنبر التقدمي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬
‫‪ .43‬جمعية التجمع القومي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬
‫‪ .44‬الشيخ علي سلمان )المين العام لجمعية الوفاق(‪ ،‬كلمة‪ ،‬ألقيت في افتحاح المقر النتخابي لمرشحة‬
‫جمعية العمل الديمقراطي منيرة فخرو‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .45‬منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز ابن خلدون‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ .46‬حسن عبدال‪ ،‬موجز حول الحركة السلمية البحرينية ‪30/04/1999‬م‪ ،‬موقع حركة أحرار‬
‫البحرين‪www. Vob.org :‬‬
‫‪ .47‬جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي‪ ،‬حلقة حوارية‪ ،‬عيوب النظام النتخابي بالبحرين السبت ‪31‬‬
‫مارس ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ .48‬الجمعية البحرينية للشفافية‪ ،‬الجمعية البحرينية لحقوق النسان‪ ،‬تقرير‪ ،‬مراقبة النتخابات عام‬
‫‪ ،2002‬نوفمبر ‪.2002‬‬
‫‪ .49‬جمعية الشفافية البحرينية‪ ،‬تقرير اللجنة المشتركة‪ ،‬مراقبة النتخابات النيابية والبلدية لعام ‪.2006‬‬
‫‪ .50‬مركز البحرين لحقوق النسان‪:‬‬
‫تقرير‪ ،‬قانون الجمعيات السياسية يسدل الستار على حلم الصلح الديمقراطي في البحرين‪27 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يوليو ‪.2005‬‬
‫تقرير‪ ،‬قانون الجمعيات رقم ‪ 21‬لعام ‪ :1989‬السيف المسلط على رقاب الجمعيات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تقرير‪ ،‬تلعب خطير بالعملية النتخابية القادمة في البحرين‪ 6 ،‬أغسطس ‪.2006‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .51‬مؤسسة انترنيوز‪ ،‬مركز حماية وحرية الصحافيين‪ ،‬أصوات مخنوقة‪ :‬دراسة في التشريعات‬
‫العلمية العربية‪ ،‬الفصل السادس‪.‬‬
‫‪ .52‬أخبار الخليج‪ 20 ،‬مايو ‪.2006‬‬
‫حسن إسماعيل )محامي(‪ ،‬قراءة في مشروع قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات‬ ‫‪.53‬‬
‫والتجمعات‪ ،‬جريدة الوسط البحرينية‪ 14 – 13 ،‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪54.‬‬ ‫‪http://www.unhchr.ch/huricane/huricane.nsf/view01/DFD0DF732FDD5B‬‬
‫‪D7C12571B6003C995C?opendocument‬‬
‫‪55.‬‬ ‫‪AI Index: MDE 11/003/2006 (Public), News Service No: 197, 27 July‬‬
‫?‪2006. http://web.amnesty.org/library/Index/ENGMDE110032006‬‬
‫‪open&of=ENG-2MD‬‬
‫‪56.‬‬ ‫‪http://www.bahrainbrief.com.bh/arabic/february-2001.htm‬‬

‫‪112‬‬

You might also like