Professional Documents
Culture Documents
شرعية
د .فؤاد بن عبدالكريم العبدالكريم
/http://www.saaid.net
1
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن واله.
قبل الحديث عن هذا الموضوع أود الشارة إلى أن عمل
المرأة بالمفهوم الدارج هذه اليام يعود في أصله إلى ظروف
المرأة في الغرب ،حيث خرجت مضطرة من بيتها للعمل،
بسبب مقتل كثير من ذكورهم بعد الحربين العالميتين ،وكذلك
هجرة الكثير منهم بحثا ً عن العمل.
2
دوطة – لمن يريد الزواج بها ،وكلما كان مالها أكثر كانت رغبة
الرجال فيها أكثر.
- 5البحث عن الحرية المزعومة ،فالمرأة إذا خرجت من
بيتها فعملت واستقلت اقتصاديا ً فإنها تشعر أنها حرة ،وبالتالي
فإنها تخادن من تشاء ،وتصادق من تشاء ،وتذهب حيث تشاء،
بل وتنام حيث تشاء.
3
الذي قال بأنه ل يمكن وضع سياسات اقتصادية بدون العتماد
على معايير أخلقية.
- 2سوى السلم بين الرجل والمرأة في الحقوق المدنية
بمختلف أنواعها ،ل فرق في ذلك بين وضعها قبل الزواج
وبعده.
فقبل الزواج يكون للمرأة شخصيتها المدنية والمالية
المستقلة عن شخصية ولي أمرها -أبيها أو غيره.-
فإن كانت بالغة يحق لها أن تتعاقد ،وتتحمل اللتزامات،
وتملك العقار والمنقول ،وتتصرف فيما تملك ،ول يحق لوليها
أن يتصرف في أملكها إل بإذنها ،كما يحق لها أن توكل وأن
تفسخ الوكالة.
وكذلك المتوفى عنها زوجها -إذا كانت عاقلة بالغة -فلها
أن تتزوج بمن تشاء ،ول يجوز عضلها -أي منعها من الزواج-
لخذ مالها الذي ورثته عن زوجها ،أو إكراهها على الزواج بمن
ل تريد.
وكذلك حمى السلم حقوق القاصرات من البنات ،فإن
كان لها مال فيجب على وليها المحافظة عليه وتنميته
واستثماره ،ثم يؤديه إليها بعد أن تكبر ،ول يحل له أن يأخذ
منه شيئًا.
وكذلك بعد الزواج يكون للمرأة شخصيتها المدنية
الكاملة ،فل تفقد اسمها ،ول أهليتها في التعاقد ،ول حقها في
التملك ،فتحتفظ باسمها واسم أسرتها ،وبكامل حقوقها
المدنية ،وبأهليتها في تحمل اللتزامات ،وإجراء مختلف
العقود من بيع وشراء ورهن وهبة ووصية وما إلى ذلك،
محتفظة بحقها في التملك تملكا ً مستقل ً عن غيرها .فللمرأة
المتزوجة في السلم شخصيتها المدنية الكاملة وثروتها
الخاصة وذمتها المالية .وهي في هذا كله مستقلة عن
شخصية زوجها وثروته وذمته.
بل إن الزوج ل يجوز له أن يأخذ شيئا ً من مال زوجته،
أما إذا أذنت الزوجة بأخذ شيء من مالها فل بأس بذلك.
كما أن الزوج ل يحل له أن يتصرف بشيء من أموال
امرأته إل إذا أذنت له بذلك ،أو وكلته في إجراء عقد بالنيابة
عنها.
4
- 3لقد خفض السلم للمرأة جناح الرحمة والرعاية ،في
أمر العباء القتصادية ،فكفل لها من أسباب الرزق ما يصونها
عن التبذل ،ويحميها من عناء الكدح في الحياة ،فأعفاها من
كافة أعباء المعيشة ،وألقاها على كاهل الرجل ،وهذه النفقة
حق للمرأة ونصيب مفروض في ماله ،وليست تفضل ً أو مّنة
منه ،فل يسعه تركها مع القدرة.
فما دامت المرأة غير متزوجة ول معتدة من زوج،
فنفقتها واجبة على أصولها ،أو فروعها ،أو أقاربها الوارثين
لها .فإن لم يكن لها قريب قادر على النفاق عليها ،فنفقتها
واجبة على بيت المال.
وكذلك شأنها في جميع مراحل الزوجية ،سواء في ذلك
مرحلة العداد للزواج ،أومرحلة الزواج ،أومرحلة انفصامه
بالطلق.
فأما مرحلة العداد للزواج ،فقد ألقت الشريعة السلمية
على كاهل الزوج طائفة من الواجبات القتصادية نحو زوجته
المستقبلة ،دون أن تكلفها هي أو تكلف أهلها أي عبء من
هذا القبيل .ففي هذه المرحلة تنعم المرأة بجميع الحقوق،
بينما يتحمل الرجل وحده جميع الواجبات ،ومن أهمها:
الصداق ،وإعداد منزل الزوجية.
وأما مرحلة الزواج ،فقد أعفيت المرأة من أعباء
المعيشة وألقتها على كاهل الزوج ،وبقيت الزوجة محتفظة
بحقوقها المدنية -كما سبقت الشارة إلى ذلك.-
فللمرأة المتزوجة في السلم شخصيتها المدنية الكاملة،
وثروتها الخاصة ،وذمتها المالية ،وهي في هذا كله مستقلة
عن شخصية زوجها وثروته وذمته.
وهي مع هذا ل تكلف أي عبء في نفقات السرة مهما
كانت موسرة ،بل تلقى جميع هذه العباء على كاهل الزوج.
ففي هذه المرحلة تنعم الزوجة بجميع حقوقها القتصادية
والمدنية ،بينما يتحمل الزوج وحده جميع الواجبات.
وكذلك الحال إذا انفصلت عرى الزوجية بالطلق .ففي
هذه الحالة يتحمل الزوج وحده جميع العباء القتصادية .فعليه
مؤخر صداق زوجته ،وعليه نفقتها من مأكل ومشرب
ومسكن ،مادامت في العدة ،وعليه نفقة أولده وأجور
5
حضانتهم ورضاعتهم ،وعليه نفقات تربيتهم بعد ذلك .ول تكلف
المرأة أي عبء اقتصادي في هذه الشؤون.
- 4الصل في المرأة هو القرار في البيت ،وعملها خارج
بيتها خروج عن هذا الصل ،فمهمتها الساس أن تكون راعية
لسرتها مربية لطفالها ،والشرع قد تكفل لها بضمانات
تجعل بقاءها في بيتها عزا لها وكرامة ،ومن ذلك إيجاب
النفقة على الرجل ،وإسقاط بعض الواجبات التي تسلتزم
الخروج كصلة الجماعة ،والجهاد ،والحج إذا لم يتيسر لها
محرم.
- 5إن السلم يحث المسلم ،ذكرا ً كان أو أنثى ،على العمل،
بالمفهوم الشرعي للعمل ل بالمفهوم المغلوط أو المسسستورد.
كما أنه يعتبر العمل قيمة أساسية مسسن قيمسسه ،فالرجسسل عامسسل
في طلب الرزق وبناء المجتمع ،كما أن المرأة عاملسسة وراعيسسة
في بيتها وفي بناء أس مجتمعها ،وهو السرة.
- 6العفة وحفظ العرض ،مبدأ شرعي كلي متضمن في
المقاصد الشرعية لحفظ ورعاية الضرورات الخمس المجمع
على اعتبارها ,التي ترجع إليها جميع الحكام الشرعية ،وهي:
حفظ الدين ،والنفس ،والعرض ،والعقل ،والمال .وأي انتقاص
لمبدأ العفة هو عدوان على الشريعة ومقاصدها ،وانتهاك
لحقوق المرأة والرجل ،وإشاعة للفاحشة بين المؤمنين،
وحفاظا ً على هذا المبدأ العظيم حرم السلم الخلوة
بالجنبية ،والختلط المستهتر ،والخضوع بالقول ،والسفر
للمرأة بدون محرم ونحو ذلك ،والمرأة قد تحتاج إلى العمل،
أو يحتاج إليها المجتمع فتخرج ،إل أن هناك صعوبات تكتنف
عمل المرأة؛ بسبب مخالفة العمل في بعض الحيان
لخصوصية المرأة ،كالختلط ،أو الخلوة ،أو العمل خارج
المدن مما يجعلها ل تأمن على نفسها؛ كما يشهد بذلك الواقع
السيء لكثير من المستشفيات ،أو توظيفها مندوبة مبيعات،
أو سكرتيرة في الشركات أو المؤسسات.
- 7أن العمل يجعل المرأة تفكر في الستغناء عن الرجل،
ومن ثم تتمرد على حقه في القوامة والولية ،مما يؤدي إلى
فساد العلقة بين الرجل والمرأة ،وتمزق شمل السرة،
ولذلك زادت نسب الطلق ،والعنوسة .
6
- 8أن النثى ليست كالذكر في القدرة والتحمل لجميع
مجالت العمل خارج المنزل؛ نظرا ً لطبيعتها ،والواقع يشهد
أن المرأة غالبا ً ترغب الجلوس في المنزل ،ولكنها قد تخرج
لسد حاجتها وحاجة أولدها ،وبينت إحدى الدراسات أن حوالي
%77من النساء يفضلن البقاء في المنزل وعدم العمل إذا
توفرت لهن المكانات المالية.
لجل ما سبق ذكره من الصول والثوابت ،فإن هناك
ضوابط عامة لمشاركة المرأة في التنمية ،وضوابط خاصة
لخروج المرأة للعمل ،وهي على النحو التالي.
7
الضوابط العامة لمشاركة المرأة في التنمية:
أ – تقسيم العمل:
فقد شاركت المرأة المسلمة في المجتمع الول ولكن
بقدر ،فالسلم دين يتلءم مع الفطرة ،ول يكلف نفسا ً إل
وسعها ،فكلف الرجل بالجهاد – مثل ً – وأسقطه عن المرأة.
والسلم كلف الرجل والمرأة بإقامة أركان الدين ،وأسقط
بعضها عن المرأة إسقاطا ً مؤقتًا ،وبعضها إسقاطا ً دائمًا.
وبهذا التقسيم يكون السلم قد وزع العمل بين الرجل
والمرأة ،كل حسب قدرته ،وهذا ما تؤكده الدراسات
الجتماعية في الوقت الحاضر.
وتفسير السلم لهذا التقسيم أن الناس – وإن كانوا
متساوين في كرامتهم كأسنان المشط – إل أنهم مختلفون
من حيث القدرات ،والمواهب ،والمقدرة الجسمية ،فالذي
يصلح للقيام بعمل ما قد ل يصلح للقيام بعمل آخر .فتخصيص
بعض العمال للمرأة ،وتخصيص البعض الخر للرجل ليس
فيه انتقاص من قدر المرأة وكرامتها ،ولكنه تقسيم عادل يعد
ضروريا ً لستمرار المجتمع.
ب – التخصص:
إن المرأة تختلف عن الرجل من حيث التكوين
)البيولوجي( ،وهذا بدوره يفرض أعمال ً معينة تناسب كل ً
منهما.
ل -للقيام بتربية الطفالفكما أن الرجال ل يصلحون -مث ً
)حضانتهم ورعايتهم( ،فإن النساء ل يصلحن -أيضًا -لقيادة
المدرعات وإقامة الجسور ،وحفر المناجم ،وغيرها من المهن
الشاقة ،وإن كان هناك تجاوزات -في هذا الشأن -فإنها
تتعارض مع طبيعة المرأة وفطرتها ،قبل أن تتعارض مع
السلم وأحكامه.
8
فالسلم ل يريد أن يرهق المرأة من أمرها عسرًا ،وهذا
ما أثبتته دراسات عديدة من أن قدرة المرأة على التحمل
تقل كثيرا ً عن قدرة الرجل ،وذلك في بعض الجوانب ،أما في
الجوانب التي اختصها الله به ،كالحمل والرضاع ورعاية
شؤون البناء والمنزل -وغيرها من المور -فلها قدرة أعلى
من الرجل.
وهذا ل يقلل من إمكانات المرأة في مشاركتها تنمية
مجتمعها ،فالمور التي تقوم بها في المنزل ،من رعاية البناء
والزوج وتوفير الستقرار النفسي والجتماعي ،ليست
بالمهمة السهلة التي يتصورها البعض.
ج – اختلف القدرات:
نتج عن اختلف التكوين البيولوجي للرجل والمرأة
اختلف في قدراتهما ،فبالرغم من أن عقلية المرأة تقل عن
عقلية الرجل ،إل أنهما في أمر التعليم والتأهيل متساويان،
فكلهما يحصل على نصيبه من التعليم ،في ُعَد ّ كل منهما لما
يناسبه من التخصصات ،فتلتحق المرأة بالتخصصات التي
دها لتتولى أعمال ً تتناسب مع طبيعتها الفطرية ،حيث يرتبط ت ُعِ ّ
التعلم بنوع العمل الذي يعد له الفرد -في ضوء احتياجات
التنمية -في أي مجتمع من المجتمعات.
وهذا ما أكدته دراسات أجريت على نساء في الدول
المتقدمة )أمريكا -كندا -بريطانيا -اليابان( ،حيث كان
التحاقهن بالتخصصات المهنية والتقنية ضعيف جدًا ،بعكس
التخصصات النظرية ،والجتماعية ،والخدمية ،فقد كان عاليًا،
بالرغم من الحرية والمساواة التامة التي تتمتع بها المرأة
هناك.
ولذا فإن المر يقتضي ضرورة إعادة النظر في خطط
تعليم المرأة ،بحيث تتفق مع طبيعة المرأة من ناحية،
وظروف المجتمع واحتياجات التنمية من ناحية أخرى ،دون أي
تعدٍ على خصوصية المرأة.
9
الراء المتداولة حول عمل المرأة:
الرأي الول:
ونظرته هي السائدة الن في وسائل العلم ،وتتبنى
النظرة الغربية للمرأة ،وتعمل هذه الوسائل على تعميقها،
وتقوم على أن عمل المرأة خارج منزلها هو العمل الحقيقي،
وأن بقاءها في البيت تعطيل ً وتهميشا ً لقدراتها ،وينادي
أصحاب هذه الرؤية بأن تقتحم المرأة سوق العمل بقوة،
انطلقا ً من المفهوم المغلوط للمساواة التامة بين الرجل
والمرأة دون أي قيود ،كما أن سلبيات خروجها تغّيب ،ول
يشار إليها ،وفي هذا مغالطة صريحة للواقع الذي تعيشه
المرأة الموظفة ،ومخالفة لطبيعة المرأة الفسيولوجية.
كما أن أصحاب هذا الرأي يعتبرون الدين والقيم المنبثقة
منه عائقا ً أمام عمل المرأة واستثماراتها المالية )كتحريم
الختلط ،والخلوة ،والسفر من دون محرم( ) ،(1ولذلك هم
يقللون ،بل ويسخرون من العمال التي تتوافق مع طبيعة
المرأة )كتعليم البنات ،والخياطة( ,ويفاخرون بالعمال
الخرى التي فيها مخالفات شرعية ول تتوافق مع طبيعتها
)كأول مخرجة سينمائية ،وأول قائدة طائرة ،وأول مذيعة
أخبار في التلفاز..الخ( ،مما ل يتوافق مع طبيعة المرأة
المسلمة ول قيم المجتمع السعودي.
ومما يطرح في الساحة اليوم -من أصحاب هذه الرؤية
،-الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل ،والدعوة إلى فتح
مجالت جديدة لعمل المرأة؛ كفتح مجالت التدريب والتعليم
المهني للنساء ،وكالعمل في الدفاع المدني ،والشرطة،
والمحاكم الشرعية ،والبلديات ،والغرف التجارية الصناعية،
ومكاتب العمل والعمال ،والمقاولت المعمارية ،والعمال
العلمية )كالتمثيل ،والمسرح ،والخراج ،وغير ذلك(،
والعمال المهنية )كالسباكة ،والهندسة الكهربائية ،والنجارة،
ونحو ذلك( ،والعمل في المصانع ،والعمل مضيفة في
10
مين )سيدات العمال( بمقابلة الطائرة ،والسماح لمن يس ّ
الوفود التجارية ،والسفر إلى الخارج ،والسماح للنساء بالبيع
في المحلت التجارية ،وغير ذلك من العمال ،التي تخالف
طبيعة وفطرة المرأة ،أو تعرض للمرأة للمخاطر بدخولها
على البيوت مع خلو تلك البيوت من النساء ،أو تعرض النساء
إلى الخلوة المحرمة ،أو البقاء في مكان العمل في أوقات
غير مناسبة؛ كالوقت المتأخر من الليل ،أو العمل في أماكن
بعيدة عن التجمعات السكانية ،أو تعريضها للختلط؛ وكان
يجب الستفادة من تجارب الدول التي اقتحمت المرأة فيها
العمل بقوة ،ودون ضوابط أصبحت تتعرض لتحرشات غير
أخلقية في أماكن العمل والدراسة والمنتديات وفي الشوارع.
11
كما أن المرأة التي تخرج إلى العمل في المجتمعات التي
تخالط الرجال فيه ،وقد تخلو بهم ،يؤدي ذلك إلى أضرار على
سمعتها وأخلقها.
- 2من الضرار أن المرأة التي تعمل خارج البيت تحتل
-في كثير من الحالت -مكان الرجل المكلف بالنفاق
شرعا ً على المرأة ،وقد يكون هذا الرجل زوجها أو أخوها ،ثم
هي تدع في بيتها مكانا ً خاليا ً ل يملؤه أحد.
- 3إن المرأة التي تعمل خارج البيت تفقد أنوثتها،
ويفقد أطفالها النس والحب.
قالت إحدى أعضاء الحركات النسائية – وقد زارت أمريكا
منحت )) :-من المؤسف حقا ً أن تفقد المرأة أعز وأسمى ما ُ
– وأعني أنوثتها – ومن ثم سعادتها؛ لن العمل المستمر
المضني قد أفقدها الجنات الصغيرات التي هي الملجأ
الطبيعي للمرأة والرجل – على حد سواء ،-التي ل يمكن أن
تتفتح براعمها ويفوح شذاها بغير الم وربة البيت .ففي الدور
وبين أحضان السرة سعادة المجتمع ،ومصدر اللهام وينبوع
الخير والبداع((.
– 4إن المرأة إذا خرجت من بيتها للعمل فستعتاد
الخروج من البيت – ولو لم يكن لها عمل كما هو ملحظ ،-
وبالتالي سيستمر انشطار السرة وانقطاع اللفة بين
أفرادها ،ويقل ويضعف التعاون والمحبة بين أفرادها – كما هو
حال البلد الغربية وقد كادت السرة تنهار كليًا.
- 5الثار الصحية المترتبة على خروج المرأة ،وتتمثل
في أن عمل المرأة خارج المنزل ،ولساعات طوال ،يعرض
المرأة لنواع من المراض ،يأتي في مقدمتها الصداع ،فقد
أكد رئيس نادي الصداع -الذي يشكل النساء فيه الغالبية
العظمى -أن الصداع خمسة أنواع ،وأن المرأة تتفوق على
الرجل بأكثر من أربعة أنواع .وللصداع أسباب يأتي في
مقدمتها العمل.
وهذه طبيبة نمساوية تقول)) :كنا نظن أن انخفاض نسبة
الولدات بين العاملت ترجع لحرص المرأة العاملة على
التخفف من أعباء الحياة في الحمل والولدة والرضاع تحت
ضغط الحاجة إلى الستقرار في العمل ،ولكن ظهر من
12
الحصائيات أن هذا النقص يرجع إلى عقم استعصى علجه.
ويرجع علماء الحياء سبب ذلك إلى قانون طبعي معروف،
وهو أن الوظيفة توجد العضو ،وهذا يعني أن وظيفة المومة
أوجدت خصائص مميزة للنوثة ،وإنها لبد أن تضمر تدريجيا ً
بانصراف المرأة عن وظيفة المومة؛ بسبب اندماجها مع
عالم الرجال((.
- 6الثر النفسي :فإن عمل المرأة وخروجها من
البيت ،وتعاملها مع الزميلت والرؤساء ،وما يسببه العمل من
توتر ومشادات -أحيانا ً ،-يؤثر في نفسيتها وسلوكها ،فيترك
بصمات وآثارا ً على تصرفاتها ،فيفقدها الكثير من هدوئها
واتزانها ،ومن ثم يؤثر بطريق مباشر في أطفالها وزوجها
وأسرتها.
إن نسبة كبيرة من العاملت يعانين من التوتر والقلق
الناجمين عن المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهن،
والموزعة بين المنزل والولد والعمل؛ لذا فإن بعض
الحصاءات ذكرت أن %76من نسبة الدوية المهدئة تصرف
للنساء العاملت.
أما الكتئاب النفسي ،فقد قام أحد معاهد الصحة
النفسية العالمية بإحصاء توصل فيه إلى أن الرق
والضطراب والنفعال المستمر ،أدى إلى أن أصبحت الحبوب
المنومة والمهدئة جنبا ً إلى جنب مع أدوات الزينة في حقائب
النساء .وتقول الكثيرات إن حياتهن الزوجية أصبحت ل تطاق،
والكلمة التي تواجه بها الزوجة زوجها حين العودة من العمل
)اتركني فإني مرهقة( ،حتى علقتها مع أولدها صار يسودها
النفعال والقسوة وارتفاع الصوت والضرب الشديد.
فقد نشرت مجلة )هيكاسا جين( الطبية أنه ل يكاد يوجد
مستشفى أطفال في أوربا وأمريكا إل وبه عدة حالت من
هؤلء الطفال المضروبين ضربا ً مبرحًا.
- 7الهدر القتصادي ،ويتمثل ذلك في ثلثة أمور:
المر الول :أن المرأة مجبولة على حب الزينة والتحلي
بالثياب والمجوهرات وغير ذلك ،فإذا خرجت المرأة للعمل
كل يوم ،فكم ستنفق من المال على ثيابها وزينتها؟ ل شك أن
النفاق على أدوات الزينة وخلفها سيبلغ رقمه – على
13
مستوى الدولة – مليين الدولرات -كما أثبتت ذلك
الحصاءات المتعلقة بهذا الجانب ،-فماذا نطلق على هذا؟؟
أليس هدرا ً اقتصاديا ً ل تستفيد المة منه بشيء؟؟.
المر الثاني :أن المرأة أقل عمل ً وإنتاجا ً من الرجل،
وأقل منه رغبة في الطموح ،والوصول إلى الجديد؛ ذلك أن ما
يعتريها من العادة الشهرية ،وأعباء الحمل والوضع ،والتفكير
في الولد ،ما يشغلها حقا ً أن توازي الرجل في عمله،
ويعوقها عن التقدم بالعمل .والنادر من النساء ل ينقض
القاعدة.
المر الثالث :الزيادة في نفقات المعيشة ،رغبة في
زيادة مستوى السرة ،حيث دفع هذا المر بالمرأة إلى النزول
إلى ميدان العمل للمشاركة في إعالة السرة ومساعدة
الزوج في تحمل مسؤوليات المعيشة .وبما أن الحياة
الحضرية تتطور فيها السلع والخدمات بشكل مستمر ،فإن
دخل السرة مهما نال من تحسين أو زيادة ل يمكن أن يفي
بهذه المطالب المتجددة ،وهكذا أصبحت السرة الحضرية
تتجه نحو الستهلك المتزايد ،وأصبحت ظاهرة الستهلك من
الظواهر التي تهدد السرة دائما ً بالستدانة ،أو استنفاد
مدخراتها أول ً بأول.
- 8لخروج المرأة أثر في انخفاض معدلت الخصوبة
والنجاب في السرة ،وارتفاع معدلت الطلق ،حيث يرتفع
الطلق بشكل واضح في أغلب المجتمعات الصناعية؛ نظرا ً
لشعور المرأة بالستقلل القتصادي ،فل تتردد في قطع
علقتها الزوجية ،إذا لم يحقق لها الزوج السعادة التي
تنشدها.
- 9أخيرا ً فإن المطالبة بخروج المرأة للعمل يمثل
تهديدا ً أمنيا ً واقتصاديا ً للدولة ،ذلك لن أطروحات
المطالبة بتوظيف النساء تضغط على وتر حساس ،والدولة
مهما كانت إمكاناتها ل يمكن أن تستطيع توفير فرصا ً وظيفية
لهذه العداد الكبيرة من النساء والرجال ،فاعتبار العمل خارج
المنزل من حقوق المرأة التي تطالب الدولة بتوفيرها سيفتح
عليها باب يصعب إغلقه فيما بعد ،فيكون معول هدم يهدد
أمن هذه البلد.
14
إحصاءات سريعة:
أجريت استبانة على مجموعة من النساء المريكيات حول
المساواة وعمل المرأة ،فكانت الجابة:
* 87%قلن :لو عادت عجلة التاريخ للوراء لعتبرنا المطالبة
بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الوليات المتحدة وقاومنا
اللواتي يرفعن شعاراتها!
* 80%يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن
تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه الزوج والولد.
* 87%من العاملت من 85مليون امرأة يفضلن البقاء في
المنزل من نساء أوربا وأمريكا واليابان وكندا.
* 12مليون حالة طلق بسبب عمل المرأة %85منها في
الغرب.
* في الوليات المتحدة في عام واحد 5600 :طفل دخلوا
المستشفى بسبب ضرب أمهاتهم العاملت لهم ،غالبهم
تعرض لعاهات بسب الضرب.
ت
ت المريكّيا ِ ن العديد َ من السّيدا ِ تأ ّ ت الدراسا ُ * أثبت ِ
ل إلى ن الحم ِ ت بإمكاني ّةِ تأخيرِ س ّ ت مقتنعا ٌ الطموحا ِ
ل العلماءُ ل!! ..ويقو ُ ن في العم ِ ق طموحاته ّ الربعين ،لتحقي ِ
ت مساعدةُ ذر ِ ج العقم ،وتع ّ دم العمُر تعذ َّر عل ُ إّنه كّلما تق ّ
ب المبيض.. المرأةِ على النجاب ،كما في حالةِ انسدادِ أنابي ِ
ن
ن الربعي َ ت اللتي يبلغُ عمُره ّ ل للسّيدا ِ ة الحم ِ ل نسب ُ وتص ُ
ت في هذه ف البويضا ِ ح نص ُ ث يصب ُ إلى %10فحسب ،حي ُ
ف عدد ُ ي من ناحيةِ الكروموزومات ،ويتضاع ُ ن غيَر طبيع ّ الس ّ
ن 42عاما! ت غيرِ الطبيعي ّةِ إلى %90عند َ س ّ البويضا ِ
ت
ت الناجحا ِ ة على 1647سّيدةً من السيدا ِ وأجريت دراس ٌ
ل يزيد ُ ل على دخ ٍ ن 1168امرأةً تحص ُ ن ،من بينه ّ في عمله ّ
ن ،أو س أعماِره ّ ت في نف ِ ة بالسّيدا ِ بمقدارِ %10مقارن ً
بت علمي ّةٍ في مجالي الط ّ ت على درجا ٍ ت حاصل ٍ سّيدا ٍ
ت ت الناجحا ِ ن %42من السّيدا ِ ةأ ّ
ت النتيج ُ والقانون ..وكان ِ
ن ل بعد َ س ّ ن أطفا ٍ ن بدو ِ
ت المريكي ّةِ ما زل َ في الشركا ِ
ن النساِء اللتي ة إلى %49بي َ الربعين ،وارتفعت هذه النسب ُ
ن على 100ألف دولر أو أكثر. تحصل َ
15
ت العقم ِن حال ِ ن في )أمريكا( أ ّ سكا ِح آخُر تعدادٍ لل ّوقد أوض َ
م
ن الخيرة ،فث ّ ت العشري َ ف مستمّر في السنوا ِ في تضاع ٍ
ن
ن الربعي َن بي َح أعماُره ّ
ت تتراو ُس سّيدا ٍ ل خم ِ نك ّ امرأةٌ بي َ
ن أطفال!!! ن بدو ِوالخمسي َ
الرأي الثاني:
وهو النظر لعمل المرأة من منظور شرعي ،ينطلق من
الصول والثوابت التي ذكرت في أول هذه الورقة ،ويتلخص
في أن المرأة لها خصوصيتها الدينية ،والنفسية ،والجسدية،
والعاطفية ،والجتماعية ،وأن النفقة واجبة للمرأة على وليها
والقائم بشؤونها )أبا ً كان أو زوجا ً أو نحوه( ،وأن الصل قرار
المرأة في بيتها ورعايتها لشؤون المنزل والبناء والزوج ،وأن
السلم أباح لها العمل إذا احتاجت لذلك ،أو احتاج إليها
المجتمع ،لتعليم بنات جنسها ،وتطبيبهن ونحو ذلك ،في إطار
تلك الخصوصية.
ولهمية المر ،ل بد من الشارة إلى مغالطسسة شسسائعة فسسي
مفهوم العمل ،عند الحديث أو المطالبة بعمسسل المسسرأة ،حيسسث
يطلق عليسه لقسسب " الجيسر الخسساص" ،وهسسو " :العمسسل مسدفوع
الجر" ،أو "تلسسك العمسسال السستي تمارسسسها المسسرأة حسسال كونهسسا
أجيرة لشخص ل تربطها به إل الروابط المادية" .فل يحتسسسب
ل -تلك العمال التي تمارسها المرأة في بيتهسسا، من العمل -مث ً
من تربية للبنسساء ،أو حسسسن تبعسسل للسسزوج ،أو رعايسسة للوالسسدين
ونحو ذلك .وغالبا ً ما توصم المرأة غير الجيسسرة بأنهسسا عاطلسسة،
وبأن عدم دخول المرأة "سسسوق العمسسل" أجيسسرة يعتسسبر تعطيل ً
لنصف المجتمع .وهذه مغالطة ،انطلت على كثير من النسساس،
حتى أصبح الخيار فسسي حسسس المسسرأة ,هسسو أن تكسسون "عاملسسة"
خارج بيتها أو تكون "عاطلة" في بيتها ،والصحيح أن الخيار هو
إما أن تكون "عاملة أجيرة" ،أو تكون " عاملة حرة ".
إن الخلل في هذا المفهوم يدفع المرأة لتضغط على
نفسها ،وعلى أسرتها ،وعلى مجتمعها؛ لتتحول من كونها
عاملة حرة في بيتها؛ لتكون أجيرة خارج بيتها ،مما يؤدي إلى
كثير من الضرار -سبق ذكرها .-
16
ولقد أثبتت الرقام القتصادية التفصيلية في أحد تقارير
المم المتحدة في أوائل الثمانينيات الميلدية }أن خروج
المرأة للعمل أجيرة يكلف مجتمعها %40من الدخل
القومي{ .وذلك خلفا لما يروج له من أن خروجها للعمل
أجيرة يدعم القتصاد و الناتج المحلي ،كما أن التقرير ذاته
يقول في فقرة أخرى منه } لو أن نساء العالم تلقين أجورا ً
نظير القيام بالعمال المنزلية لبلغ ذلك نصف الدخل القومي
لكل بلد{.
وقد قامت مؤسسة مالية في الوليات المتحدة بدراسة
عمل الم في المنزل )كالتربية ،والطبخ ،والدارة المالية،
والعلج النفسي للسرة..إلخ( ،ومحاولة تقديره بحسابات
مادية على الورق ،فوجدت أن الم تستحق أجرا ً سنويا ً يصل
إلى 508آلف دولر ،وقال المحلل المالي لهذه المؤسسة:
))حيث إن الم تعمل 24ساعة مستمرة يوميًا ،توصلنا إلى
أنها تستحق أجر وقت دائم سنوي ،يساوي أجر 17وظيفة
مهمة((.
ولجل هذا يجب إبراز دور المرأة والم في المنزل ،وأنه
ل يمكن تعويض غياب الم في المنزل بأي حال من الحوال.
17
* ضوابط عمل المرأة في السلم:
في الحالة التي يباح فيها للمرأة بالعمل خارج البيت ،ل
يصح أن يكون ذلك حسب ما تريده وتهواه ،بل إن المر مقيد
بضوابط وضعها السلم؛ حتى يحفظ للمرأة كرامتها ،وهذه
الضوابط هي:
- 1أن يأذن لها وليها – زوجا ً كان أم غير زوج – بالعمل،
وبدون موافقة وليها ل يجوز لها العمل؛ لن الرجل قوام على
المرأة ،إل إذا منعها نكاية بها وظلما ً مع حاجتها للعمل ،فل
إذن له.
- 2أل يكون هذا العمل الذي تزاوله صارفا ً لها عن الزواج -
الذي حث عليه السلم وأكده -أو مؤخرا ً له بدون ضرورة أو
حاجة.
- 3كما أن السلم يحث على النجاب وكثرة النسل ،فل
يجوز للمرأة المسلمة أن تجعل العمل صارفا ً لها عن النجاب
بحجة النشغال بالعمل.
- 4أل يكون هذا العمل على حساب واجباتها نحو زوجها
وأولدها وبيتها ،فعمل المرأة أصل ً في بيتها ،وخروجها للعمل
ل يكون إل لحاجة وضرورة.
- 5أل يكون من شأن هذا العمل أن يحملها فوق طاقتها.
- 6أن يكون عملها لحاجة ،وتكون هي في حاجة للعمل ،إذا
لم يكن هناك من يقوم بالنفاق عليها من زوج أو ولي ،وأما
إذا كان هناك من يقوم بالنفاق عليها ،فليست في حاجة
للعمل ،وإذا لم تكن في حاجة ،فل داعي أن تعمل ،إل إذا
كانت هناك مصلحة عامة تستدعي العمل ،مثل أن يكون
عملها من قبيل فروض الكفاية ،كتدريس بنات جنسها
ووعظهن ،ومعالجتهن ،أو أي عمل آخر يتطلب تقديم خدمة
عامة للنساء .أو يكون من وراء عملها مصلحة خاصة ،كإعانة
زوج ،أو أب ،أو أخ.
- 7كما أنه من الضوابط أن يكون عمل المرأة مشروعًا،
والعمل المشروع :ما كان متفقا ً مع كتاب الله وسنة رسوله
، مثل :البيع والشراء ،والخياطة ،والتعليم ،والتعلم،
ومزاولة الطب – خاصة أمراض النساء ،-والدعوة إلى الله،
وغير ذلك من العمال المشروعة .وأما العمال غير
18
المشروعة ،فهي :كل عمل ورد النهي بخصوصه في الشريعة
السلمية .ومثاله :عمل المرأة في المؤسسات الربوية،
ومصانع الخمور ،والرقص والغناء والتمثيل المحرم ،ومزاولة
البغاء ،وأي عمل يكون فيه خلوة أو اختلط محرمان ،كالعمل
مضيفة طيران ،أو سكرتيرة خاصة لرجل ليس محرما ً لها.
- 8أن يتفق عمل المرأة مع طبيعتها وأنوثتها وخصائصها
البدنية والنفسية ،مثل العمال المشروعة التي ذكرت آنفًا.
وأما العمال التي ل تتفق مع طبيعتها ول أنوثتها ،مثل :العمل
في تنظيف الشوارع العامة ،وبناء العمارات ،وشق الطرق،
والعمل في مناجم الفحم ،وغيرها من العمال الشاقة ،فل
يجوز لها أن تمارسها؛ لن ممارستها يعتبر عدوانا ً على
طبيعتها وأنوثتها ،وهذا ل يجوز.
- 9من الضوابط -أيضا ً -أن تخرج للعمل باللباس الشرعي
الساتر لجميع جسدها ،بأوصافه وشروطه ،وأن تغض بصرها.
ومن شروط اللباس الشرعي) :أ -أن يكون ساترا ً
لجميع البدن ب -أن يكون كثيفا ً غير رقيق ول شفاف ج -أل
يكون زينة في نفسه ،أو ذا ألوان جذابة يلفت النظار د -أن
سم العورة ،ول يظهر أماكن يكون واسعا ً غير ضيق ،فل يج ّ
العورة هـ -أل يكون معطرا ً فيه إثارة للرجال و– أل يكون
اللباس فيه تشبه بالرجال ز -أل يشبه لبس الكافرات ح -أل
يكون لباس شهرة – وهو كل ثوب يقصد به الشتهار بين
الناس ،سواء أكان الثوب نفيسا ً أو يلبس إظهارا ً للزهد
والرياء(.
- 10أخيرا ً من الضوابط لعمل المرأة أل تخالط الرجال
الجانب ،فل يجوز للمرأة العاملة أن تخالط الرجال الجانب،
وأي عمل يقوم على المخالطة يعتبر عمل ً محرمًا ،ل يرضاه
الله ول رسوله .
فإذا ما توفرت هذه الشروط جاز للمرأة للمسلمة العمل،
وإل فل.
19
مقترحات للرقي بعمل المرأة:
إن عمل المرأة في بلدنا يتركز معظمه في مجال تعليم
البنات ،وتبلغ النسبة - %84حسب إحصائية وزارة الخدمة
المدنية عام 1422هس -من النساء السعوديات العاملت ،وما
زال هناك إقبال شديد على هذا التخصص؛ لمناسبته الشديدة
لظروف المرأة ،دون أن يكون هناك وظائف شاغرة تغطي
الطلبات.
ومن القتراحات التي تطرح لحل مثل هذه القضية تقليل
عدد اليام ،فتكون المرأة تعمل ثلثة أيام في السبوع فقط
مع خفض الرواتب ،وفي هذا بقاء للمرأة في منزلها أكبر فترة
ممكنة ،وتوفير للوظائف من جهة أخرى ،كما ينبغي العمل
بنظام التقاعد المبكر ،ويكون اختياريًا ،وأما من حيث
الجازات :فنرى إعادة النظر في إجازة المومة فيكون من
حق الموظفة أن تأخذ ثلثة أشهر براتب كامل ،وستة أشهر
بنصف الراتب ،وسنتين بدون راتب ،وكذلك توفير أماكن
حضانة للطفال الرضع ،خاصة بعد إلغاء -للسف -ساعة
الرضاعة التي كانت تمنح للمعلمة لرضاع طفلها.
وفي مجال الطب يعزف كثير من النساء عن اللتحاق
بكليات الطب ،أو يعزف الرجال عن الزواج بطبيبات؛ بسبب
نظام الختلط المزري بالمستشفيات ،وبسبب سوء نظام
دوام وعمل الطبيبات ،ولو طبق المقترح السابق ،وأصبحت
المرأة ل تعمل إل بنصف عدد الساعات لزداد استيعاب عدد
أكبر من الطبيبات ،وتوفرت فرص وظيفية للمرأة ،خاصة إذا
حلت مشكلة الختلط -سيأتي ذكر ذلك في الفقرة التالية .-
وكذلك من القتراحات حق الموظفة في العودة إلى
عملها بعد النقطاع عنه لظروف السرة ،وهذا من شأنه أن
يجعل المرأة تستطيع أن توازن ،فتعمل إذا تهيأت ظروفها،
وتترك إذا لم تستطع ذلك؛ لظروف بيتها وأولدها.
20
توفير فرص عمل مناسبة للمرأة:
ابتداء نؤكد على أن الصل بقاء المرأة في منزلها ،ثم إذا
أراد المرأة العمل لحاجة أو ضرورة ،فإن هناك أفكارا ً وفرصا ً
للعمل تضمن للمرأة خصوصيتها ،وتقلل السلبيات المترتبة
على العمل ،ومن ذلك:
21
موظفات توزع عليهن أدوات الخياطة ،ويطلب منهن تفصيل
نوع معين من اللباس ،ويمكن أن تطبق بنجاح في اللباس
الموحد ،وتصنيع الدوات الخفيفة؛ كالمكياج ،والعطور،
ونحوها ،وتأجير أدوات الحفلت ،أو الرحلت أو الملبس ،أو
بيعها ،وكذلك بعض الصناعات التقليدية ،أو الرسومات غير
المحرمة ،وغيرها من المهن التي تناسب طبيعة المرأة وهناك
تجارب محلية ناجحة تدير فيها المرأة عملها من بيتها ،وتجري
تحقيقات ،ودراسات مهمة من خلل التواصل عبر الجهزة
المختلفة.
وأما من حيث العمال التي تكون خارج المنزل ،فإن
هناك أعمال ً تتوافق مع طبيعة المرأة ،وليس فيها مخالفة
للشرع المطهر ،ومن ذلك:
22
الحصاءات الصادرة من وزارة الخدمة المدنية /مركز
المعلومات ،أن نسبة مشاركة المرأة في قطاعات العمل
الحكومي بالنسبة لعضاء هيئة التدريس والمحاضرين
والمعيدين من النساء تبلغ فقط ،%1،5من أعداد النساء
العاملت ،وهي نسبة ضئيلة جدًا ،فيجب توجيه النساء إليها؛
لتغطية هذا القطاع النسائي المهم.
23
تعزيز اليجابيات :من اليجابيات الملحوظة على عمل
المرأة في بلدنا تساوي المرأة مع الرجل في الجر عند
تساوي عدد ساعات العمل والعتبارات الخرى ،وهذه إيجابية
ينبغي أن تعزز ،كما أن من اليجابيات الخصوصية التي تحظى
بها المرأة الموظفة في أماكن كثيرة ،وكذلك توفر جو العمل
المناسب ،وهو أمر يستحق العجاب والتقدير ،ويجب
المحافظة عليه ،وهناك تصريحات من نساء غربيات يثنين فيها
على وضع المرأة السعودية -بعد زيارتهن للمملكة -في
جميع شؤون حياتهن التعليمية والجتماعية والسرية
والخلقية ،حيث اعتبرن أن وضعية المرأة السعودية هي
النموذج المثالي للمرأة في المجتمعات السلمية -بل
والعالمية ،-وأن المرأة السعودية قادرة على الجمع بين
اللتزام بحجابها ،وقدرتها على متابعة التحصيل العلمي
والعملي.
فيجب أن نتمسك بهذا التميز ،ول نكون كالتي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثًا.
24
Dr25252@hotmail.com
25