You are on page 1of 121

‫‪ُ ‬ق ْل َما َي ْع َب ُأ بِك ُْم َر يِّب َل ْو اَل ُد َعاؤُ ُكمْ ‪‬‬

‫الفرقان‪77 :‬‬
‫ ‬
‫ ‬

‫هذا الكتاب وقف هلل تعاىل‬


‫يوزع جمانا �أو يباع ب�سعر التكلفة‬
‫ح امل�ؤلفة ‪1432‬هـ‬

‫فهر�س مكتبة امللك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬


‫لوال دعائكم ‪ /.‬ط‪ ،3‬اخلرب‪1432 ،‬هـ‬
‫‪� 120‬ص ؛ ‪� 20 × 12.5‬سم‬
‫ردمك ‪978-603-00-6915-6 :‬‬
‫ �أ – العنوان‬ ‫‪ -1‬الأدعية والأوراد‬
‫‪1432/2381‬‬ ‫ ‬ ‫ديوي ‪212،92 :‬‬

‫رقم الإيداع ‪1432/2381 :‬‬


‫ردمك ‪978-603-00-6915-6 :‬‬

‫الطبعة الثالثة‬
‫مزيدة ومنقحة‬

‫للمالحظات حول الكتاب‪:‬‬


‫‪thebook77@gmail.com‬‬

‫شكر وتقدير‬

‫لأن تزكية ف�ضيلة ال�شيخ عبدالرحمن‬


‫بن حممد �آل رقيب‪ ،‬جاءت عقب ف�صلنا‬
‫للأ�سماء احل�سنى عن كتاب (لوال دعا�ؤكم)‪،‬‬
‫ارت�أينا ن�شرها يف الكتابني‪ ،‬ولل�شيخ منا‬
‫جزيل ال�شكر‪ ،‬ووافر التقدير‪ ،‬على كلماته‬
‫الطيبة هذه‪.‬‬

‫‪4‬‬
5
...............................................................................................
‫اهتداء‬
‫بسم اهلل واحلمدهلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان ليوم الدين‪.‬‬

‫هداين اهلل لفكرة هذا الكتاب‪� ،‬أثناء طوايف بالكعبة حني مر بجانبي‬
‫ُمعتمر يقر�أ ملن حوله ب�صوت عالٍ �أدعية من كتيب �صغري كان منها‬
‫ال�ش َقاءِ)‪ ،‬فظل يت�أت�أ فيها‪ ،‬حيث قر�أها �أول الأمر‬ ‫عبارة ( َد َركِ َّ‬
‫بال�ضمة ( ُد ْر ْك)‪ ،‬ثم بالك�سرة( ِدرِكِ ) ثم بالفتحة( َد َر َك)‪ ،‬وا�ستمر‬
‫بالت�أت�أة يف بقية الأدعية‪.‬‬
‫فت�ساءلت يف نف�سي �أي �إجابة ينتظر؟!‪ .‬وهو يدعو اهلل بدعاء ال‬
‫يفهمه‪ ،‬ثم ات�سع ال�س�ؤال يف نف�سي و�أنا �أنظر خلليط ب�شري هائل‬
‫ميوج يف �صحن احلرم‪ ،‬ملا مل يكن هناك كتيب �صغري ي�شرح الأدعية‬
‫بلغة مب�سطة ل�ضيوف الرحمن املتعددة ثقافتهم؟!‪.‬‬
‫ثم فيما بعد‪� ،‬ألح علي �س�ؤال �آخر عن �صحة الأدعية‪ ،‬فر�ضه تداول‬
‫بع�ض النا�س لأوراق م�صورة حتوي �أدعية �ضعيفة ال�سند ومو�ضوعة‬
‫ومنكرة‪ُ ،‬ي ْجمِ ْع جميع موزعيها على اجلزم ب�إجابة فورية للداعي‪-‬‬
‫تعاىل اهلل عما يقولون‪ ،-‬ف�شعرت مب�س�ؤولية جتاه عمل �شيء بهذا‬
‫اخل�صو�ص‪ ،‬في�سر اهلل لنا �أمر هذا الكتاب الذي تقر�أونه الآن‪.‬‬
‫وقبل البدء به‪،‬كنت قد ع�شت حالة من الده�شة من نتائج ن�صيحة‬
‫بثمار الذكر‪ ،‬فطريق املطار الذي قطعته ذكرا و�إ�ستغفارا‪� ،‬أدى لأن‬
‫تكون �سفرتي هي الأي�سر يف حياتي كلها‪ ،‬ف�أ�ضفت بع�ض الأذكار‪.‬‬
‫وبعد الإنتهاء من ت�أليف الكتاب‪ ،‬ح�صل تبدل �إيجابي عميق جدا يف‬
‫نف�سي‪ ،‬ويف ر�ؤيتي للحياة‪� ،‬أمتناه لكل من قر�أ هذا الكتاب‪.‬‬
‫فاحلمد هلل واملنة �أن هدانا اهلل ملا بني �أيديكم من كنوز الذكر‬
‫والأدعية‪ ،‬ندعو اهلل �أن ي�شركنا فيها معكم بالأجر‪.‬‬
‫�أختكم‬
‫الفقرية هلل‬
‫‪َ ‬ر ِّب إِ يِّن َلمِا َأنزَ ْل َت إِ يَ َّل ِم ْن َخيرْ ٍ َف ِق ٌري ‪‬‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة الطبعة الثالثة‬
‫اللهم لك احلمد أن وفقتنا هلذا األمر وسخرته لنا وسخرتنا له‬

‫ت�صدر هذه الطبعة الثالثة والإرتياح يغ�شى م�شاعرنا �أن املغزى‬


‫الذي ن�شدناه‪(،‬النا�شرة وامل�ؤلفة) قد و�صل لأكرث من قر�أه‪.‬‬
‫ما�سرنا �أن بع�ضهم �أخذه هدية ملري�ض يف م�ست�شفى‪ ،‬والآخر �أهداه‬
‫ملحزون‪ ،‬وبع�ضهم من تلقاء نف�سه وبحما�س �شديد‪� ،‬إ�ضطلع مبهمة‬
‫توزيعه على من ينتفع به‪.‬‬
‫بقي �أمر نو�ضحه هنا حتت �إ�صرار البع�ض‪ ،‬وهو ملاذا‬
‫�أغفلنا ذكر ا�سم امل�ؤلفة على الكتاب‪ ،‬م�ستعي�ضني عنه بـ(الفقرية‬
‫هلل)‪ ،‬والنا�شرة بـ(فاعلة خري)‪ ،‬هناك �أ�سباب كثرية لذلك‪� ،‬أهمها‬
‫�أن هذا العمل خال�ص لوجه اهلل تعاىل مرادنا منه ذكر ا�سماءنا يف‬
‫امللأ الأعلى‪.‬‬
‫كما �إننا ل�سنا من �أهل الإخت�صا�ص بالعلم ال�شرعي‪ ،‬فخ�شينا �أن‬
‫و�ضع اال�سم يلب�سنا رداء ل�سنا �أهل له‪.‬‬
‫فما هذا الكتاب �إال حماولة ب�سيطة لإعادة ن�شر املعرفة بقالب‬
‫جديد يحاكي تطور �صناعة الكلمة يف هذا الع�صر‪ ،‬وال ندعي‬
‫الكمال‪.‬‬
‫ورغبة منا يف �إحياء �سنة وقف الكتب‪ ،‬فهذا الكتاب وقفي ت�أليفا‬
‫وطباعة‪ ،‬ومن تكفل بطباعته كان لهم نف�س الهدف‪ ،‬ومن �شاركنا‬
‫توزيع الكتاب وهم ال يعرفوننا‪ ،‬دفعهم لذلك حب التعاون على‬
‫اخلري‪ ،‬والرجاء ب�أن تبقى قيمة الدعاء يف الأنف�س عالية وغالية‪،‬‬
‫تعلقا باهلل وتوكال عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫وفقنا اهلل مجيعا ملا حيبه ويرضاه‬

‫‪8‬‬
‫منهج الكتاب‬

‫ •الأدعية الواردة هنا م�شروعة ومباحة‪ ،‬وهي ال ت�ؤثر بذاتها بل بتقدير اهلل‪ ،‬لكن‬
‫احلر�ص على جمعها ون�شرها هو من باب احلر�ص على �ألفاظ وعبارات خالية‬
‫من الغلط والزلل‪ ،‬و�إقتداءا مبن �سبقنا بالدعاء بها من الأنبياء وال�صاحلني‪.‬‬

‫ •الهدف الأ�سا�س من الكتاب هو �شرح معنى الأدعية امل�أثورة‪ ،‬لأن الدعاء والرقية‬
‫مبا ُجهل معناه حمرم عند �أهل العلم‪ ،‬وعللوا ذلك باخل�شية من �أن يكون فيه‬
‫كفر �أو ما هو حمرم �شرعاً‪.‬‬

‫ • ُق�سم الكتاب لأربعة ف�صول‪ ،‬لي�سهل على القارئ ت�صفحه‪.‬‬

‫ •مت �إلغاء الإ�شارة للم�صادر املتكررة يف �سياق الكالم‪ ،‬حيث كرثتها ت�ضعف قدرة‬
‫القارئ على متابعة املعلومة ب�شكل �سل�س‪ ،‬ومتت �إ�ضافتها مفهر�سة �آخر الف�صل‬
‫�أو �آخر الكتاب‪.‬‬
‫ •فيما يخ�ص ف�صل الأدعية‪ ،‬روعي �أن يكون الدعاء يف ال�صفحة اليمني و�شرحه‬
‫يف ال�صفحة املقابلة‪ ،‬ليتمكن القارئ من املطابقة بني الدعاء و�شرحه دون‬
‫البحث بني ال�صفحات‪.‬‬
‫ •الإلتزام بو�ضع ال�شرح �أمام الدعاء‪ ،‬جاء لأهمية فهم الدعاء‪.‬‬

‫ •تق�سيم الأدعية(�صالح نف�س‪ ،‬طلب رزق‪ ،‬هم وحزن وغريه) جاء �سريا على‬
‫منهج الإمام ابن قيم اجلوزية رحمه اهلل يف كتابه (الوابل ال�صيب من الكلم‬
‫الطيب)‪ ،‬وهذا ال يعني على الإطالق‪� ،‬أال يُدعى �إال بها �أو يف ذاك املو�ضع فقط‪،‬‬
‫بل هي مطلوبة يف كل حال‪.‬‬

‫ •�إعتمدت الأدعية على ما ورد يف القر�آن الكرمي من دعاء الأنبياء وال�صاحلني‪،‬‬


‫وعلى ما ورد فقط يف كتب الأحاديث ال�ستة التالية‪:‬‬

‫‪� .5‬سنن الرتمذي‬ ‫‪� .3‬سنن �أبي داود ‬ ‫‪� .1‬صحيح البخاري ‬
‫‪� .6‬سنن ابن ماجه‬ ‫‪� .4‬سنن الن�سائ ي‬ ‫‪� .2‬صحيح م�سلم ‬

‫‪9‬‬
‫ •مل يكن الإكتفاء بكتب الأحاديث ال�ستة تقليال من �ش�أن بقية كتب الأحاديث‪،‬‬
‫ولكن التخفيف على الداعي والإخت�صار عليه كان �سببا‪ ،‬وال�سبب الآخر هو‬
‫تكرر معنى تلك الأدعية ب�صيغ خمتلفة يف بقية كتب احلديث‪ ،‬ف�إقت�صرنا‬
‫عليها‪.‬‬
‫ •ما مل يرد يف �صحيحي البخاري وم�سلم من الأدعية‪� ،‬أُخذ على �شرط ت�صحيح‬
‫ال�شيخ حممد نا�صر الدين الألباين‪ ،‬له يف م�ؤلفاته بدرجة (�صحيح) فقط‪.‬‬

‫ •مل ن�ضع هنا بع�ض الأدعية امل�شهورة بني النا�س‪ ،‬لأنها وردت يف �أحاديث بدرجة‬
‫(ح�سن) �أو (غريب) �أو (�ضعيف)‪� ،‬أو (منكر) �أحيانا‪ ،‬ومنهج الكتاب هنا �سرد ما‬
‫ورد من الأدعية بدرجة (�صحيح) فقط‪ ،‬ومن الكتب ال�ستة فقط‪.‬‬

‫ •ما تكرر من الأدعية يف الكتب ال�ستة �أُكتفي بالإ�شارة �إىل م�صدره يف �صحيحي‬
‫البخاري وم�سلم‪ ،‬لكي ال يت�شتت القارئ غري املتخ�ص�ص بكرثة الهوام�ش‪.‬‬

‫ •لفظ(متفق عليه)يعني �أن احلديث روي يف �صحيحي البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫ •�شرح الأدعية من ال�سنة م�أخوذ من ُكتب �شروح الأحاديث كفتح الباري وغريه‪،‬‬
‫ومن فتاوى ابن تيمية و كتب ابن القيم‪.‬‬
‫ •مت متييز الأدعية من القر�آن عن غريها من �أدعية ال�سنة بالأقوا�س‪.‬‬

‫ • ُو�ضعت هوام�ش الأدعية‪ ،‬وهوام�ش الأذكار �آخر الكتاب‪ ،‬لكي ال تزدحم ال�صفحات‬
‫ب�أرقام و�أ�سماء قد ال تهم غري املتخ�ص�ص‪.‬‬

‫ •�إقت�صرنا يف الذكر على الأذكار املنفردة‪ ،‬لوجود عدد من الكتب القيمة يف‬
‫املكتبات تخ�ص�صت يف �أذكار كل �أحوال امل�سلم‪.‬‬

‫ •�أُرفقت بالكتاب مطوية حوت كل الأدعية املوجودة دومنا �شرح �أو هوام�ش‪،‬‬
‫لي�سهل حملها �أو و�ضعها داخل امل�صحف‪.‬‬
‫واهلل ويل التوفيق‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‬

‫ ‬

‫الدعاء‬
‫ســـــــــــر‬
‫سـر الدعاء‬
‫ال أوصي بقراءة هذا الكتاب‪ ،‬بقدر ما �أو�صي بالدعاء‪ ،‬ف�إن �شئتم قلتُ‬
‫�أن الدعاء هو املاء البارد الذي يطفئ حرائق القهر واحلزن‪ ،‬و�إن �شئتم‬
‫قلتُ �أنه الر�صا�ص الذي نطلقه على خماوفنا‪ ،‬و�إن �شئتم قلتُ �أنه النور‬
‫الذي نرجوه لنا وملن نهتم لأمرهم‪ ،‬واحلق يقال �أن الدعاء هو كل هذا‬
‫و�أكرث بكثري‪.‬‬
‫و�إن كانت قراءة هذا الكتاب �ستجعلكم تقفون على �أر�ض م�ستوية‬
‫و�سليمة‪ ،‬ف�إين �أو�صي بالنهل من نبعه‪.‬‬
‫�إرفعوا �أيديكم ودعوا �أكفها ت�ستقي مباء �أعينكم‪� ،‬إطلبوا وا�س�ألوا و�أحلوا‬
‫يف ال�س�ؤال‪ ،‬ف�أنتم ت�س�ألون كرمي ال يرد �أيدي عباده خالية‪.‬‬

‫هذه األدعية ليست جمرد كلمات‪� ،‬أنت ال حتمل هذا الكتاب‬


‫وتقف بني يدي اهلل ثم ت�سردها ‪-‬جاهال لبع�ض معانيها‪ -‬لتغادر‬
‫م�صالك منتظرا �إجابة فورية‪ ،‬تفقد معها �صربك‪ ،‬و�إميانك يف بع�ض‬
‫احلاالت �إن مل ُي�ستجاب لك يف �أيام‪.‬‬
‫�إنها مفاتيح لقلبك‪ ،‬لين�ساب �إليه النور الإلهي‪ ،‬فين�شرح �صدرك لنور‬
‫اهلل‪ ،‬فيخ�شع القلب وتخ�شع معه كل جوارحك خلالقها‪ ،‬وتت�شرب روحك‬
‫هذا النور فتخرج من حال حلال �آخر �ستدركه بنهاية هذا الكتاب‪.‬‬
‫فهذه الأدعية‪� ،‬إعرتاف منك ب�إفتقارك و�إحتياجك للخالق عز وجل‪،‬‬
‫وجلوءك �إليها تذلل للعزيز الكرمي‪ ،‬لتقريب امل�سافة بينك وبينه‬
‫تعاىل‪ ،‬فيحيل تذللك �إليه عزة و رفعة يف الدنيا والآخرة‪.‬‬
‫حمتوى هذا الكتاب من الذكر والدعاء‪� ،‬سيمدك بطاقة هائلة وعجيبة‪،‬‬
‫تثري ده�شتك لو اتخذته �ضمن التفا�صيل اليومية حلياتك‪ ،‬وت�صبح‬
‫حياتك �أكرث رقيا و�أ�سمى روحانية‪.‬‬
‫لي�س هذا فقط �سر الدعاء والذكر‪ ،‬هناك �أ�سرار ثمينة �أخرى �سنعر�ض‬
‫بع�ضها‪ ،‬والبع�ض الآخر �ستكت�شفه �أنت مبالزمتك الذكر والدعاء‪،‬‬
‫والأهم هو ما �ستكت�شفه يف الآخرة ب�أن ذكرك ودعاءك قد ادخره اهلل لك‬
‫مبا ال تت�صور ح�صره و�أنت �أحوج ما تكون �إليه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫~مساحة الدعاء}‬
‫الدعاء‪� :‬أف�ضل تعريف للدعاء هو قول الر�سول ‪:‬‬
‫ِ‬
‫«الدُّ عَا ُء ُه َو ا ْلع َبا َد ُة »‪�.‬أبو داود ‪-1481‬الرتمذي ‪-3232‬ابن ماجه ‪3960‬‬

‫وهو ِذ ْكر للمدعو (�أي اهلل تعاىل)‪ ،‬مت�ضمن للطلب منه‪ ،‬والثناء عليه‬
‫ب�أ�سمائه و�أو�صافه‪ ،‬فهو ِذ ْكر وزيادة كما �أن الذِ ْكر ُ�سمي دعاء لت�ضمنه‬
‫الطلب‪ .‬و َع َرف اخلطابي الدعاء ب�أنه‪" :‬ا�ستدعا ُء العبدِ ر َّبه ع َّز وج َّل‬
‫العناي َة‪ ،‬وا�ستمدادُه منه املعون َة"‪.‬‬
‫رب�ؤ من احلول والق ّوة‪،‬‬
‫وحقيقته‪�:‬إظهار االفتقار �إىل اهلل تعاىل‪ ،‬والت ُّ‬
‫وهو �سم ُة العبودية‪ ،‬وا�ست�شعا ُر الذ َّلة الب�شر َّية‪ ،‬وفيه معنى الثناء على‬
‫اهلل ع َّز وج َّل‪ ،‬و�إ�ضافة اجلود والكرم �إليه‪.‬‬

‫الدعاء نوعان‪:‬‬
‫دعاء عبادة وثناء‪ ،‬ودعاء م�س�ألة وطلب‪ ،‬والنوعني متالزمان‪ ،‬فكل دعاء‬
‫عبادة م�ستلزم لدعاء امل�س�ألة‪ ،‬وكل دعاء م�س�ألة مت�ضمن لدعاء العبادة‪،‬‬
‫وكالهما ال ي�صلح �إال هلل‪-‬كما قال ابن تيمية‪.-‬‬

‫‪ .1‬دعاء عبادة وثناء‪�« :‬شامل جلميع القربات الظاهرة والباطنة‪،‬‬


‫لأن املتعبد هلل طال‪ -‬بل�سان مقاله ول�سان حاله‪-‬ر َّبه قبول تلك العبادة‪،‬‬
‫والإثابة عليها‪ ،‬فهو العبادة مبعناها ال�شامل‪ ،‬ومن �أعظم ما يدخل فيها‬
‫‪1‬‬
‫ذكر اهلل‪ ،‬وحمده‪ ،‬والثناء عليه تعاىل مبا هو �أهله»‪.‬‬

‫‪ .2‬دعاء مسألة وطلب‪ :‬هو ما ت�ضمن م�س�ألة‪ ،‬وهو �أن يطلب‬


‫الداعي ما ينفعه‪ ،‬وما يك�شف �ضره‪.‬‬
‫فالداعني اهلل بدعاء امل�س�ألة �أي�ضا ق�سمهم اهلل �إىل ق�سمني يف �أرج�أ‬
‫�أماكن قبول الدعاء (يوم عرفة)‪:‬‬
‫‪� .1‬س�ؤال رقم ‪،382‬موقع دعوة الإ�سالم‪،‬ال�شيخ حممد بن �إبراهيم احلمد‬

‫‪14‬‬
‫الق�سم الأول‪ :‬قوم �إقت�صر دعاءهم على الدنيا فقط‪ ،‬كما قال تعاىل‬
‫خال ٍَق‪‬البقرة‪200:‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َر َّبنَا آتنَا يِف الدُّ ْن َيا َو َما َل ُه يِف اآلخ َرة م ْن َ‬ ‫‪َ ‬فم َن الن ِ‬
‫َّاس َمن َي ُق ُ‬ ‫ِ‬

‫هنا �سيجيبهم اهلل لطلبهم �أمور الدنيا‪ ،‬لكن ال �شيء �سيبقى لهم للآخرة‬
‫ِ ِ ِ‬
‫‪َ ‬و َما َل ُه يِف اآلخ َرة م ْن َخال ٍَق‪‬‬

‫الق�سم الثاين‪ :‬قوم �أثنى اهلل عليهم‪،‬لأنهم �أح�سنوا ق�سمة دعاءهم حني‬
‫�س�ألوه ثالثة �أمور‪ ،‬واحدة للدنيا ب�س�ؤال اخلري‪ ،‬و�إثنتان للآخرة ب�س�ؤال‬
‫اجلنة والتعوذ من النار‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َر َّبنَا آتنَا يِف الدُّ ْن َيا َح َسنَ ًة َو يِف اآلخ َرة َح َسنَ ًة َوقنَا َع َذ َ‬
‫اب النَّارِ‪ ‬البقرة‪201:‬‬ ‫‪ِ ‬ومن ُْهم َّمن َي ُق ُ‬
‫والإجابة بالدعاء كانت من ن�صيبهم‬
‫ال َس ِ‬
‫يع حْ‬ ‫ِ‬
‫يب مِّم َّا ك ََس ُبو ْا َواللهُّ رَ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ُ ‬أو َلـئ َ‬ ‫ِ‬
‫اب‪ ‬البقرة‪202:‬‬ ‫س ُ‬ ‫ك هَُل ْم نَص ٌ‬

‫~ تعليق الدعاء على علم اهلل}‬


‫من كانت م�ساحة دعاءه للدنيا هي الغالبة‪ ،‬فالأغلب �أنه ال يدرك‬
‫حقيقة الأ�شياء حوله‪ ،‬وهو يظن يف نف�سه متام العلم بحاله حني يدعو‬
‫اهلل ب�أمور قد ال ت�صلح له‪.‬‬
‫فنحن ال نعلم الغيب‪ ،‬وال نعلم ما هو خري لنا وما هو �شر‪ ،‬فليحذر‬
‫الداعي �أن ي�س�أل اهلل تعاىل �شيئا خريه وعاقبته مغيبة عنه‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬
‫‪َ ‬و َع َسى أن َتك َْر ُهو ْا َش ْيئ ًا َو ُه َو َخ رْ ٌي َّلك ُْم َو َع َسى أن حُت ُّبو ْا َش ْيئ ًا َو ُه َو رَ ٌّ‬
‫ش‬
‫مونَ ‪ ‬البقرة‪216:‬‬ ‫َّلك ُْم َواللهُّ َي ْع َل ُم َو َأنت ُْم الَ َت ْع َل ُ‬
‫كما فعل نوح ‪‬حني دعا اهلل �أن ينجي ابنه‪ ،‬فرد اهلل تعاىل عليه‬
‫ِِ‬
‫م َن جَْ‬
‫الاهلنيَ ‪ ‬هود‪46:‬‬
‫ك َأن َت ُكونَ ِ‬
‫ك بِ ِه ِع ْل ٌم إِ يِّن َأ ِع ُظ َ‬
‫ال ت َْس َأ ْل ِن َما َل ْي َس َل َ‬
‫‪َ ‬ف َ‬

‫والق�ص�ص يف ذلك كثرية‪ ،‬منها المر�أة ذات وزن زائد‪ ،‬دعت اهلل �أن ينق�ص‬
‫من وزنها‪ ،‬وبالفعل مل يدر العام عليها �إال ونق�صت الن�صف من وزنها‪،‬‬
‫لكن ب�سبب �إ�صابتها مبر�ض‪ ،‬و�أخرى دعت اهلل لنف�سها بالزواج من رجل‬

‫‪15‬‬
‫و�سيم وغني‪ ،‬و�أجيبت دعوتها‪ ،‬فكان مع ثراءه بخيل جدا‪ ،‬ومع و�سامته‬
‫ال�شديدة �سيء املع�شر لدرجة ال�ضرب بالأيدي‪.‬‬
‫لذا حني ندعو لأنف�سنا ب�أمر خم�صو�ص لنا مل يرد يف الأدعية امل�أثورة‪،‬‬
‫نعلقه على علم اهلل وحكمته بقولنا (�إن كان خري يل) �أو (على ح�سن‬
‫حال)‪.‬كما هو دعاءنا يف اال�ستخارة‪:‬‬
‫َاق َب ِة َأ ْم ِري»‪.‬‬
‫اش وع ِ‬
‫َ‬
‫«ال َّلهم إِ ْن ُكن َْت َتع َلم َأ َّن ه َذا األَمر َخ يِل يِف ِدينِي ومع يِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ َ يرْ ٌ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ُ َّ‬
‫�أو كما يف دعاءنا بجوامع الدعاء‪:‬‬
‫اليا ُة َخ ا يِل‪ ،‬وتَو َّفنِي إِ َذا كَان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َت ا ْل َو َفا ُة َخيرْ ً ا يِل »‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫« ال َّل ُه َّم َأ ْحيني َما كَانَت حْ َ َ يرْ ً‬
‫وتعليق الدعوة على علم اهلل‪ ،‬لي�س من الأدب مع اهلل وح�سب‪ ،‬بل هو قبل‬
‫ذلك من الإميان بعلمه وحكمته التي تخفى على الب�شر‬
‫ِ ِ‬
‫س يِل بِه ع ْل ٌم ‪‬‬ ‫َأ ْس َأ َل َ‬ ‫ك َأنْ‬
‫‪َ ‬ر ِّب إِ يِّن َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫هود‪47:‬‬ ‫ك َما َل ْي َ‬

‫~متى ندعو اهلل؟}‬


‫الأ�صل �أن امل�ؤمن يدعو يف كل حاالته دون توقف‪ ،‬ف�إن كان غنيا ال يتوقف‬
‫عن طلب الرزق‪ ،‬وبركة هذا الرزق‪ ،‬ودوام النعمة فهي زائلة لوال رحمة‬
‫اهلل‪ ،‬و�إن كان معافى و�سعيدا فال يتوقف عن طلب العون واحلوقلة‪،‬‬
‫لدوام هذه العافية وطلب العون �أن ي�سخرها فيما ير�ضي اهلل‪ ،‬و�إن كان‬
‫مهتديا ال يتوقف عن �س�ؤال اهلل الثبات‪.‬‬
‫لكن من نق�ص �إميانه �أو نق�ص فهمه لقيمة الدعاء‪ ،‬يرتبط دعاءه بال�شر‬
‫فقط‪ ،‬يف حالتني بينهما اهلل تعاىل يف كتابه الكرمي‪:‬‬
‫ ‪‬احلالة الأوىل‪� :‬إن�سان يتوقف عن الدعاء �إذا �أ�صابه �شر‪:‬‬
‫النسانُ ِ‬
‫وس َقن ٌ‬
‫ُوط ‪‬ف�صلت‪49:‬‬ ‫الش َف َي ُؤ ٌ‬ ‫من ُد َعاء خَْ ِ‬
‫ال رْي َوإِن َّم َّس ُه رَّ ُّ‬ ‫‪ ‬ال َي ْس َأ ُم إْ ِ َ‬
‫�إحلاح يف الدعاء باملال وال�صحة وغريها بال ملل وال كلل‪ ،‬و�إن م�سه‬
‫الفقر �أو املر�ض‪� ،‬سكنه الي�أ�س من �إجابة الدعاء وزوال كربته‪ ،‬وي�سيء‬
‫الظن باهلل وهو يقنط من رحم ٍة ملأت ال�سموات والأر�ض‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ثم �إذا فرج اهلل عنه �شدته‪ ،‬ظن وتوهم �أنه �شيء ا�ستحقه على اهلل لر�ضاه‬
‫بعمله ولي�س برحمة اهلل له وف�ضله عليه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن َه َذا ل‪‬ف�صلت‪50:‬‬
‫ضاء َم َّس ْت ُه َل َي ُقو َل َّ‬ ‫‪َ ‬و َلئ ْن َأ َذ ْقنَا ُه َر مْ َ‬
‫ح ًة ِّمنَّا من َب ْعد رَ َّ‬
‫ثم يزداد توهمه مع ازدياد نعمة اهلل عليه فيظن �أنها ثروة �أبدية ال‬
‫تزول‪ ،‬غري م�صدق بيوم البعث‪ ،‬و �إن �صدق ب�أن هناك بعث‪ ،‬فهو يتوهم‬
‫�أن اهلل �سيمنحه نعيم الآخرة كما منحه نعيم الدنيا‪ ،‬يتمنى الأماين بال‬
‫عمل‪ ،‬وهذا النوع توعده اهلل بعذاب �شديد‬
‫ت إِ ىَل َر يِّب إِنَّ يِل ِعندَ ُه َل ْل ُح ْسنَى َف َلنُنَ ِّبئ ََّن‬‫السا َع َة َقائِ َم ًة َو َلئِن ُّر ِج ْع ُ‬
‫‪َ ‬و َما َأ ُظ ُّن َّ‬
‫ا َّل ِذين َك َفروا بِم ع ِم ُلوا و َلن ُِذي َقنَّهم من ع َذ ٍ ِ ٍ‬
‫اب غَليظ ‪‬ف�صلت‪50:‬‬ ‫ُ ِّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ اَ َ‬

‫ ‪‬احلالة الثانية‪�:‬إن�سان يبد�أ بالدعاء‪� ،‬إذا �أ�صابه �شر‪:‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ال َ ِ َ‬
‫‪َ ‬وإِ َذا َأ ْن َع ْمنَا َع ىَل إْ ِ‬
‫نسان أ ْع َر َض َونَأى بِ َجانبِه َوإِ َذا َم َّس ُه رَّ ُّ‬
‫الش َف ُذو ُد َعاء َع ِر ٍ‬
‫يض‪‬ف�صلت‪51:‬‬

‫تتحول النعمة �إىل نقمة‪ ،‬والإن�سان ُيعر�ض ويتباعد عن اهلل ب�سببها‪،‬‬


‫ت�ستغرقه الدنيا فين�سى الآخرة‪ ،‬ثم �إذا �أ�صابه مكروه �أو �شدة حتولت‬
‫م�ساحة دعاءه املهجورة �إىل م�ساحة عري�ضة بدعاء عري�ض (وهو ما‬
‫طال لفظه وقل معناه)‪ ،‬والكافر بنعم اهلل‪ ،‬يعرف ربه يف البالء وال‬
‫يعرفه يف الرخاء‪.‬‬

‫~ دعاء ختم القران}‬


‫ال يوجد دعاء خم�صو�ص ا�سمه (دعاء ختم القر�آن)‪ ،‬وما ُيدعى به بعد‬
‫اخلتمة هو من جوامع الدعاء الواردة يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫بل ي�صح للداعي �أن يدعو مبا يرغب الإن�سان ب�س�ؤال اهلل �إياه من خري‬
‫يف الدنيا �أوالآخرة‪.،‬فمو�ضع ختم القر�آن مل ي�صح فيه حديث بالدعاء‪،‬‬
‫لكنه يعترب من �ضمن الأعمال ال�صاحلة التي ي�ستحب الدعاء بعدها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫~ أقرب من حبل الوريد }‬
‫امل�سافة بني الدعاء والإجابة هي ذاتها امل�سافة بني املفردتني يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫غافر‪60:‬‬ ‫ب َلك ْ‬
‫ُم‪‬‬ ‫َج ْ‬ ‫‪ ‬ا ْد ُع يِ‬
‫ون َأ ْست ِ‬

‫وامل�سافة بني ذكرنا هلل وذكره لنا‪ ،‬هي �أي�ضا ذاتها بني املفردتني يف الآية‪:‬‬
‫لبقرة‪152:‬‬ ‫ُم ‪‬‬ ‫‪َ ‬فا ْذك ُُر يِ‬
‫ون َأ ْذك ُْرك ْ‬
‫ال م�سافة وال و�سطاء‪ ،‬هكذا بب�ساطة �شديدة‪ ،‬هي �أ�شد مما ورد عن النبي‬
‫‪ ‬يف حديث قد�سي قال فيه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ادي ُك ُّلك ُْم َج ِائ ٌع إِالَّ َم ْن َأ ْط َع ْم ُت ُه‬ ‫ون َأه ِدكُم يا ِعب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫است َْهدُ يِ ْ ْ َ َ‬ ‫« َيا ع َبادي ُك ُّلك ُْم َض ٌّال إِالَّ َم ْن َهدَ ْي ُت ُه َف ْ‬
‫ون َأكْسكُم يا ِعب ِ‬ ‫ادي ُك ُّلك ُْم ع ٍ‬ ‫ون ُأ ْط ِعمكُم يا ِعب ِ‬ ‫اس َت ْط ِع ُم يِ‬
‫ادي‬ ‫اس َتك ُْس يِ ُ ْ َ َ‬ ‫َار إِالَّ َم ْن ك ََس ْو ُت ُه َف ْ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس َتغْف ُر يِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُون بِال َّل ْي ِل َوالن ََّه ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ َّنك ُْم خُتْطئ َ‬
‫ُم»‪ .‬م�سلم ‪6737‬‬ ‫ون َأغْف ْر َلك ْ‬ ‫ُوب مَجي ًعا َف ْ‬ ‫الذن َ‬ ‫ار َو َأنَا َأغْف ُر ُّ‬

‫ويف �سياق �إنعدام امل�سافة‪ ،‬جاء حديث قد�سي �آخر ليقطع على الإن�سان‬
‫وهم البعد(حني يظن �أنه بعيد عن اهلل) ووهم الوحدة (حني يظن �أنه‬
‫وحيد يف كربته) ‪:‬‬
‫« ين ِْز ُل ربنَا َتبار َك و َتع ىَال ك َُّل َلي َل ٍة إِ ىَل السم ِء الدُّ ْنيا ِحنيَ يب َقى ُث ُل ُث ال َّلي ِل ِ‬
‫اآلخ ُر َي ُق ُ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ اَ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُون َف َأست ِ‬
‫يب َل ُه ؟ َم ْن َي ْس َأ ُلني َف ُأعْط َي ُه ؟ َم ْن َي ْس َتغْف ُر يِن َف َأغْف َر َل ُ‬
‫ه ؟ »‪ .‬البخاري ‪1145‬‬ ‫َج َ‬ ‫َم ْن َيدْ ع يِ ْ‬

‫بل �إن مدى قرب اهلل تعاىل من الإن�سان‪� ،‬أو�ضحه تعاىل يف الآية‪:‬‬
‫نسانَ َو َن ْع َل ُم َما ت َُو ْس ِو ُس بِ ِه َن ْف ُس ُه َون َْح ُن َأ ْق َر ُب إِ َل ْي ِه ِم ْن َح ْب ِل‬ ‫‪َ ‬و َل َقدْ َخ َل ْقنَا إْ ِ‬
‫ال َ‬
‫ا ْلو ِ ِ‬
‫ريد‪ ‬ق‪16 :‬‬ ‫َ‬
‫و�أكد اهلل عز وجل قربه وهو ي�سمي به نف�سه(القريب)‬
‫يب َد ْع َو َة الدَّ ا ِع إِ َذا َد َع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪َ ‬وإِ َذا َس َأ َل َ‬
‫ان‪‬البقرة‪186:‬‬ ‫يب ُأ ِج ُ‬
‫ك ع َبادي َعنِّي َفإِ يِّن َق ِر ٌ‬
‫وهذا القرب يكون مببادرة منك �أوال‪‬إِ َذا دع ِ‬
‫َان‪‬حيث الدعاء ا�ستدعاء‬ ‫َ‬
‫هلل تعاىل ‪،‬حتى لي�صل قربه تعاىل من الإن�سان ب�أن يكون معه يف كل‬
‫�أحواله‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫~ معية ذي الجاللة }‬
‫�أن تكون يف معية قوي كرمي �صاحب نفوذ وا�سع‪ ،‬فال�شك �أنك �ستحظى‬
‫بن�صيب وافر من �صفاته تلك‪ ،‬فماذا لو كانت هذه املعية خمت�صة مبلك‬
‫ال�سموات والأر�ض؟!‪.‬‬
‫«اهلل �سبحانه وتعاىل ي�صل علمه يف كل مكان‪ ،‬وهو فوق العر�ش غري‬
‫خمتلط باخللق‪ ،‬ويجتمع العلو مع املعية‪ ،‬لأن اهلل تعاىل لي�س كمثله‬
‫�شيء يف جميع �صفاته‪ ،‬فهو علي يف دنوه‪ ،‬قريب يف علوه‏‪ ،‬ففي دعاء‬
‫الَ ِلي َف ُة يِف األَ ْه ِل »‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬جمع بني‬ ‫م�سلم ‪3339‬‬ ‫ب يِف َّ‬
‫الس َف ِر َو خْ‬ ‫الصاح ُ‬ ‫ال�سفر‪ « :‬ال َّل ُه َّم َأن َ‬
‫ْت َّ‬
‫كونه �صاحباً له وخليفة له يف �أهله‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ومعية اهلل عز وجل خللقه تنق�سم �إىل ق�سمني‪»:‬‬

‫احلديد‪4 :‬‬ ‫‪َ ‬و ُه َو َم َعك ُْم َأ ْي َ‬


‫ن َما كُنت ُْم‪‬‬
‫‪ .1‬معية عامة‪:‬‬
‫تقت�ضي‬
‫ُون ِمن ن َّْج َوى َث اَل َث ٍة إِلاَّ ُه َو‬ ‫‪َ ‬ما َيك ُ‬
‫العلم‬
‫رابِعهم ولاَ مَخْس ٍة إِلاَّ هو س ِ‬
‫اد ُس ُه ْم َولاَ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ ْ َ‬
‫َأ ْدنَى ِمن َذلِ َك َولاَ َأ ْك َث َر إِلاَّ ُه َو َم َع ُه ْم‬ ‫والإحاطة‬
‫َأ ْي َن َ‬
‫ما كَانُوا ‪‬املجادلة‪7:‬‬ ‫بجميع اخللق‬
‫امل�ؤمن والكافر‬
‫ون‬ ‫َّاس َوالَ َي ْست ْ‬
‫َخ ُف َ‬ ‫ون ِم َن الن ِ‬ ‫َخ ُف َ‬ ‫‪َ ‬ي ْست ْ‬ ‫الرب والفاجر‪.‬‬
‫ُون َما الَ‬ ‫ِم َن اللهِّ َو ُه َو َم َع ُه ْم إِ ْذ ُي َب ِّيت َ‬
‫َي ْر ىَض ِم َن ا ْل َق ْو ِل َوك َ‬
‫َان اللهُّ بِ اَم َي ْع َم ُل َ‬
‫ون‬
‫ميط ًا‪‬الن�ساء‪108:‬‬
‫حُ ِ‬

‫‪� .1‬شرح ال�شيخ حممد بن عثيمني على العقيدة الوا�سطية لل�شيخ �أحمد بن تيمية رحمهما اهلل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪.2‬معية خاصة‪:‬‬
‫تقت�ضي احلفظ‬
‫والن�صر والت�أييد‬
‫ِِ‬
‫‪َ ‬أ َّن اللهَّ َم َع ا مُْلؤْ مننيَ ‪‬‬
‫الأنفال‪19:‬‬ ‫واملعونة‪ ،‬وغريها من‬
‫البقرة‪194:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪َ ‬أ َّن اللهَّ َم َع ا مُْلت َِّقنيَ‬
‫�أ�شكال املعية املحققة‬
‫للنجاح والفوز‪،‬‬
‫ِ ِ‬
‫العنكبوت‪69:‬‬ ‫‪ ‬إِ َّن اللهََّ مََل َع ا مُْل ْ‬
‫حسنني‪‬‬ ‫وهي خا�صة مبن‬
‫يتقرب �إىل اهلل‬
‫ب�إخال�ص‪.‬‬

‫وقد جت�سدت �صورة معية اهلل يف م�شاهد عديدة وردت يف القر�آن الكرمي‪،‬‬
‫منها ق�صة خروج الر�سول ‪ ‬مع �أبي بكر ال�صديق‪ ،‬من مكة جتنبا لبط�ش‬
‫قري�ش‪ ،‬حني وقفوا على الغار املختبئان به‪ ،‬فقال �أبو بكر‪" : ‬يا ر�سول‬
‫اهلل‪ ،‬لو نظر �أحدهم �إىل قدمه لأب�صرنا"‪ ،‬فرد عليه الر�سول ‪:‬‬
‫‪ ‬الَ حَتْزَ ْن إِ َّن اللهَّ َم َعنَا ‪‬‬

‫فتجلت �صورة معية اهلل يف بقية الآية‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ف َأنز ََل اللهُّ َسكينَ َت ُه َع َل ْيه َو َأ َّيدَ ُه بِ ُجنُود مَّل ْ ت ََر ْو َها َو َج َع َل كَل َم َة ا َّلذ َ‬
‫ين َك َف ُرو ْا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْف ىَل َوكَل َم ُة اللهِّ ه َي ا ْل ُع ْل َيا َواللهُّ َع ِزي ٌز َحك ٌ‬
‫يم ‪ ‬التوبة‪40:‬‬ ‫ُّ‬

‫وكما �أجناهما اهلل‪� ،‬أجنى قوم مو�سى حني حلق بهم فرعون حتى و�صلوا‬
‫�إىل البحر‪ ،‬فقالوا‪  :‬إِنَّا مَُلدْ َركُونَ ‪ ، ‬فرد عليهم مو�سى‪:‬‬‫ال�شعراء‪61 :‬‬

‫ل�شعراء‪62 :‬‬ ‫‪َ ‬ق َال َكلاَّ إِنَّ َم ِع َي َر يِّب َس َي ْه ِد ِ‬


‫ين‪ ‬ا‬

‫منح اهلل العبد الفر�صة لنيل معية اهلل اخلا�صة‪ ،‬هذه املنحة �أعلنها لنا‬
‫النبي ‪ ‬يف حديث قد�سي عن قول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫« َأنَا ِعنْدَ َظ ِّن َع ْب ِدي يِب َو َأنَا َم َع ُه إِ َذا َذك ََر يِن»‬

‫‪20‬‬
‫ويت�سع �أفق هذه املنحة العظيمة للعبد مع �إت�ساع مالمح هذه املعية يف‬
‫بقية احلديث‪:‬‬
‫« إِ ْن َذكَر يِن يِف َن ْف ِس ِه َذكَر ُته يِف َن ْف يِس‪ ،‬وإِ ْن َذكَر يِن يِف م ٍ‬
‫أل َذكَر ُته يِف م ٍ‬
‫أل َخيرْ ٍ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِمن ُْه ْم‪َ ،‬وإِ ْن َت َق َّر َب إِ ىَ َّل بِ ِش رْ ٍب َت َق َّر ْب ُت إِ َل ْي ِه ِذ َراع ًا‪َ ،‬وإِ ْن َت َق َّر َب إِ ىَ َّل ِذ َراع ًا َت َق َّر ْب ُت‬
‫ِ‬ ‫إِ َل ْي ِه َباع ًا‪َ ،‬وإِ ْن َأت يِ‬
‫و َل ًة» » متفق عليه‪،‬البخاري ‪ ،7405‬م�سلم ‪6981‬‬ ‫َان َي ْمشى َأ َت ْي ُت ُه َه ْر َ‬

‫~ ِع ْن َد َظ ِّن َع ْب ِدي}‬
‫ت�ستلزم املعية اخلا�صة‪ ،‬ثقتك �أوال فيمن ترغب يف مرافقته‪ ،‬لأجل ذلك‬
‫تقدم الظن على املعية يف احلديث التايل و يف موا�ضع �أخرى من القر�آن‬
‫وال�سنة‪ ،‬كداللة على اعتباره �شرطاً للمعية اخلا�صة‬
‫« َأنَا ِعنْدَ َظ ِّن َع ْب ِدي يِب َو َأنَا َم َع ُه إِ َذا َذك ََر يِن»‬

‫واملعني بالظن هنا‪ ،‬هو الظن احل�سن باهلل تعاىل‪ ،‬املقرتن بالعمل‬
‫احل�سن‪ ،‬املت�صل بذكر اهلل والدعاء املُ�صدق بوعد اهلل بالإجابة‪.‬‬
‫وقيل عن معنى ح�سن الظن باهلل تعاىل ( َظ ِّن َع ْب ِدي يِب) "ظن الإجابة‬
‫عند الدعاء‪ ،‬وظن القبول عند التوبة‪ ،‬وظن املغفرة عند اال�ستغفار‪،‬‬
‫ظن املجازاة عند فعل العبادة ب�شروطها‪ ،‬مت�سكا ب�صادق وعده"‪.1‬‬
‫قال ابن م�سعود‪" :‬ما �أُعطي عبد م�ؤمن �شيئا خريا من ح�سن الظن‬
‫باهلل‪ ،‬و ال يح�سن عبد باهلل الظن �إال �أعطاه اهلل عز وجل ظنه"‪.‬‬
‫وذكر ابن القيم‪�" :‬أن ح�سن الظن باهلل‪ ،‬هو ح�سن العمل نف�سه‪ ،‬فالعبد‬
‫�إمنا يدفعه حل�سن العمل‪ ،‬ح�سن ظنه بربه �أن يجازيه على �أعماله‬
‫ح�سن عمله"‬
‫ح�سن ظنه بربه ُ‬‫ويتقبلها منه ويثيبه عليها‪ ،‬فكلما ُ‬
‫يل اللهِّ ُأ ْو َلـئِ َ‬
‫ك َي ْر ُجونَ‬ ‫اهدُ و ْا يِف َسبِ ِ‬
‫اج ُرو ْا َو َج َ‬
‫ين َه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬إِنَّ ا َّلذ َ‬
‫ين َآمنُو ْا َوا َّلذ َ‬
‫البقرة‪218:‬‬ ‫ت اللهِّ ‪‬‬
‫ح َ‬
‫َر مْ َ‬

‫‪.1‬القرطبي يف املفهم‬

‫‪21‬‬
‫ويف �آية �أخرى ت�ؤكد ارتباط ح�سن الظن بح�سن العمل‬
‫ِ ِ‬ ‫‪‬إِنَّ‬
‫الأعراف‪56:‬‬ ‫ت اللهِّ َق ِر ٌ‬
‫يب ِّم َن ا مُْل ْحسن َ‬
‫ني‪‬‬ ‫ح َ‬
‫َر مْ َ‬

‫ومن �أمثلة ح�سن الظن باهلل‪ ،‬جاءت ق�صة ثالثة من �أ�صحاب النبي ‪‬‬
‫تخلفوا عن غزوة تبوك‪ ،‬فلم يختلقوا �أكاذيب يف اعتذارهم للر�سول عن‬
‫امل�شاركة يف الغزوة لتيقنهم ب�إحاطة اهلل بكل �شيء‪ ،‬ف�أجناهم ظنهم باهلل‬
‫ت َع َل ْي ِه ُم األَ ْر ُض بِ اَم َر ُح َب ْ‬ ‫ين ُخ ِّل ُفو ْا َحتَّى إِ َذا َضا َق ْ‬ ‫‪‬وع ىَل ال َّث َ ِ ِ‬
‫ت‬ ‫ال َثة ا َّلذ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َع َل ْي ِه ْم َأن ُف ُس ُه ْم َو َظنُّو ْا َأن الَّ َم ْل َج َأ م َن اللهِّ إِالَّ إِ َل ْيه ُث َّم ت َ‬
‫َاب َع َل ْي ِه ْم‬ ‫َو َضا َق ْ‬
‫يم ‪‬التوبة‪118:‬‬
‫لِيتُوبو ْا إِنَّ اللهَّ هو التَّواب ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ َ َّ ُ َّ‬ ‫َ ُ‬

‫وت�أكيداً لوجوب هذه الظنية‪ ،‬قال النبي ‪ ‬قبل موته بثالثة �أيام‪:‬‬
‫م�سلم ‪7412‬‬ ‫ي ِس ُن ال َّظ َّن بِاللهَِّ عَزَّ َو َج َّل»‪.‬‬
‫«الَ َي ُمو َت َّن َأ َحدُ ك ُْم إِالَّ َو ُه َو حُ ْ‬

‫ملاذا هذا احلر�ص من اهلل ور�سوله على ح�سن الظن؟‬


‫لأن �سوء الظن باهلل يوقع النفاق يف القلب‪ ،‬وقد يقود لل�شرك باهلل‬
‫ِ‬ ‫‪َ ‬أئِ ْفك ًا َ هِ‬
‫آل ًة ُدونَ اللهَِّ ت ُِريدُ ونَ‬
‫ال�صافات‪87-86:‬‬ ‫‪َ v‬ف اَم َظنُّكُم بِ َر ِّب ا ْل َعا مَل َ‬
‫ني ‪‬‬

‫و �سوء الظن‪ ،‬متالزم ب�سوء العاقبة‬


‫ِ‬‫ني َوا مُْل رْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َوا مُْلنَاف َقات َوا مُْل رْ ِ‬ ‫ِِ‬
‫شكَات‪‬‬ ‫شك َ‬ ‫‪َ ‬و ُي َع ِّذ َب ا مُْلنَافق َ‬
‫كما ت�شرح بقية الآية‬
‫ب اللهَُّ َع َل ْي ِه ْم َو َل َعن َُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْوء َع َل ْي ِه ْم َدائ َر ُة َّ‬
‫الس ْوء َوغَض َ‬ ‫ِّني بِاللهَِّ َظ َّن َّ‬
‫‪‬ال َّظان َ‬
‫و َأعدَّ هَُلم جهنَّم وس ْ ِ‬
‫اءت َمصري ًا‪‬الفتح‪6:‬‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫فهو يقود للهالك والبوار‬
‫ِ‬
‫وم ًا ُبور ًا‪‬الفتح‪12:‬‬ ‫‪َ ‬و َظنَنت ُْم َظ َّن َّ‬
‫الس ْوء َوكُنت ُْم َق ْ‬

‫ظن ينجي وظن يردي‬


‫الظن نوعان‪ ،‬ظن ينجي وظن يردي كما قال �أحد املف�سرين ‪ ،‬وقال‬
‫احل�سن الب�صري‪" :‬و�أما الكافر واملنافق ف�أ�ساءا الظن باهلل ف�أ�ساءا‬
‫العمل‪� ،‬إن قوما �ألهتهم الأماين حتى خرجوا من الدنيا وما لهم ح�سنة‪،‬‬
‫ويقول �أحدهم‪� :‬إين �أح�سن الظن بربي وكذب‪ ،‬ولو �أح�سن الظن لأح�سن‬

‫‪22‬‬
‫العمل"‪ ،‬وتال قول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪َ ‬ظنَنت ُْم َأنَّ اللهََّ اَل َي ْع َل ُم كَثِري ًا مِّم َّا َت ْع َم ُلونَ ‪َ v‬و َذلِك ُْم َظنُّك ُُم ا َّل ِذي َظنَنتُم بِ َر ِّبك ُْم‬
‫ين ‪ ‬ف�صلت‪23-22:‬‬ ‫اس َ‬ ‫ال رِ ِ‬‫َأ ْر َداك ُْم َف َأ ْص َب ْحتُم ِّم ْن خَْ‬

‫هذا الظن الفا�سد بعدم علم اهلل هو الذي �أتلفكم و�أرداكم عند ربكم‪،‬‬
‫الَ رِ ِ‬
‫اسي َن ‪ :‬لأنف�سكم و�أهليكم يف مواقف القيامة‪.‬‬ ‫َف َأ ْص َب ْحتُم ِّم ْن خْ‬

‫وقد يبلغ بالبع�ض �أن يظن بنف�سه القدرة التامة دون اهلل كما ح�صل‬
‫ل�صاحب الب�ستان‪:‬‬
‫الكهف‪35:‬‬
‫ِِ‬
‫َهذه َأ َبد ًا ‪‬‬ ‫‪َ ‬و َد َخ َل َجنَّ َت ُه َو ُه َو َظ مِال ٌ ِّلنَ ْف ِس ِه َق َال َما َأ ُظ ُّن َأن َتبِيدَ‬

‫ومتادى يف تكربه وظنه بنف�سه وثروته حتى قال‪:‬‬


‫لكهف‪36:‬‬ ‫السا َع َة َقائِ َم ًة َو َلئِن ُّر ِد ُّ‬
‫دت إِ ىَل َر يِّب لأَ َ ِجدَ نَّ َخ رْي ًا ِّمن َْها ُمن َق َلب ًا‪‬ا‬ ‫‪َ ‬و َما َأ ُظ ُّن َّ‬
‫فنزل بب�ستانه عقاب اهلل ‪:‬‬
‫اوي ٌة ع ىَل عر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ‬و ُأ ِح َ‬
‫وش َها‬ ‫ب َك َّف ْيه َع ىَل َما َأن َف َق ف َيها َوه َي َخ ِ َ َ ُ ُ‬ ‫يط بِ َث َم ِره َف َأ ْص َب َح ُي َق ِّل ُ‬
‫حد ًا ‪‬الكهف‪42:‬‬ ‫ش ْك بِ َر يِّب َأ َ‬‫ول َيا َل ْيتَنِي مَل ْ ُأ رْ ِ‬
‫َو َي ُق ُ‬

‫ومل يكن قبل ذلك لي�ستمع للرجل امل�ؤمن حني ن�صحه بالإعرتاف‬
‫بف�ضل اهلل عليه‪:‬‬
‫ت َما َشاء اللهَُّ اَل ُق َّو َة إِ اَّل بِاللهَِّ إِن ت َُر ِن َأنَا َأ َق َّل ِم َ‬
‫نك‬ ‫َك ُق ْل َ‬ ‫‪َ ‬و َل ْو اَل إِ ْذ َد َخ ْل َ‬
‫ت َجنَّت َ‬
‫لكهف‪39:‬‬ ‫َماالً َو َو َلداً ‪‬ا‬

‫ملاذا قال اهلل تعاىل (ظن) مبعناه الأقرب لليقني‪ ،‬ومل يقل (يقني)؟‬
‫� ْأم ُر اهلل لعباده بالدعاء على ال�صورة التالية يف الآية‪ ،‬ي�ضعنا على‬
‫م�شارف الإجابة لهذا ال�س�ؤال‬
‫ِ ِ‬ ‫‪َ ‬وا ْد ُعو ُه َخ ْوف ًا َو َط َمع ًا إِنَّ‬
‫الأعراف‪56:‬‬ ‫ت اللهِّ َق ِر ٌ‬
‫يب ِّم َن ا مُْل ْحسن َ‬
‫ني‪‬‬ ‫ح َ‬
‫َر مْ َ‬
‫خوفا من عقابه وطمعا يف رحمته‪� ،‬أي �أن حالتي اخلوف والطمع ال‬
‫جتتمع معها مرحلة يقني‪ ،‬بل جتعل الإن�سان يف حالة ظن وخوف ورجاء‬
‫بني العقاب والرحمة‪.‬‬
‫ال�سلف‪« :‬اخلوف وال ّرجاء كجناحي الطائر �إذا ا�ستويا ا�ستوى‬
‫قال بع�ض ّ‬

‫‪23‬‬
‫مت طريانه‪ ،‬و�إذا نق�ص �أحدهما وقع فيه ال ّنق�ص و�إذا ذهبا �صار‬‫الطري و ّ‬
‫الطائر يف ح ّد املوت»‪.‬‬
‫و ق�صة (قارون) امل�شهور برثائه الفاح�ش‪ ،‬لي�ست ببعيدة عن هذا الأمر‬
‫حني انتفى منه اخلوف والرجاء‪ ،‬بتحول الظن ليقني من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة �أخرى عدم �إقرتان يقينه هذا بعمل ح�سن‪ ،‬حيث ذكر اهلل عز وجل‬
‫ق�صة قارون مقرونة بغروره وتكربه على قومه‪:‬‬
‫ُوز َما إِنَّ َم َف حِ َ‬
‫ات ُه َل َتن ُ‬
‫ُوء‬ ‫وسى َف َبغَى َع َل ْي ِه ْم َوآ َت ْينَا ُه ِم َن ا ْل ُكن ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬إِنَّ َق ُارونَ كَانَ من َق ْو ِم ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِا ْل ُع ْص َب ِة ُأ يِ‬
‫ني‪‬الق�ص�ص‪76:‬‬ ‫ول ا ْل ُق َّوة إِ ْذ َق َال َل ُه َق ْو ُم ُه اَل َت ْف َر ْح إِنَّ اللهََّ اَل حُي ُّ‬
‫ب ا ْل َف ِرح َ‬
‫بزهو �شديد يخرج على النا�س مبفاتيح خزائنه �أينما ارحتل‪ ،‬وبزهو‬
‫�أ�شد يتحدث عن م�صدر ثروته بيقني تام يف نف�سه �أن النعمة التي نالته‬
‫لأجل علم اهلل ب�أنه �أهل لها وي�ستحقها وملحبته له‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال إِن اََّم ُأوتي ُت ُه ع ىََل ع ْل ٍم عندي‪‬‬
‫‪َ ‬ق َ‬

‫فقال اهلل تعاىل راداً عليه فيما ادعاه من اعتناء اهلل به‪:‬‬
‫ك ِمن َق ْبلِ ِه ِم َن ال ُق ُر ِ‬
‫ون‬ ‫ندي َأ َو مَل ْ َي ْع َل ْم َأنَّ اللهََّ َقدْ َأ ْه َل َ‬‫‪َ ‬ق َال إِنَّم ُأوتِي ُته ع ىَل ِع ْل ٍم ِع ِ‬
‫ُ َ‬ ‫اَ‬
‫ر ُمونَ ‪‬الق�ص�ص‪78:‬‬ ‫جع ًا َو اَل ُي ْس َأ ُل َعن ُذن هِ‬
‫ُوبِ ُم ا مُْل ْج ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َم ْن ُه َو دُّ ْ ُ َّ ً َ ْ ُ مَ ْ‬
‫ر‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ش‬ ‫أ‬
‫ومن جراء غ�ضب اهلل عليه كان عقابه‪:‬‬
‫نصو َن ُه ِمن ُد ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِِ َ‬ ‫ِ‬
‫ون اللهَِّ َو َما كَانَ‬ ‫‪َ ‬فخَ َس ْفنَا بِه َوبِدَ اره الأْ ْر َض َف اَم كَانَ َل ُه من فئَة َي رُ ُ‬
‫ين‪‬الق�ص�ص‪81:‬‬ ‫َص َ‬‫ِم َن ا ُملنت رِ ِ‬
‫خ�سف بهم �إِىل الأر�ض ال�سابعة‪ ،‬هوة �سحيقة ما �أغنى عنه منها ماله‬
‫وال خدمه وال ح�شمه‪ ،‬وال دفعوا عنه نقمة اهلل وعذابه‪ ،‬وال كان منت�صراً‬
‫لنف�سه‪.‬‬
‫ال ميكن القطع ب�أمر‪ ،‬مفاتيح غيبه عند اهلل عز وجل‪ ،‬ف�إن �أنعم اهلل‬
‫عليك‪� ،‬أنت ال تعلم �إن كان ر�ضا من اهلل عليك �أم هو مكر اهلل ب�إ�ستدراج‬
‫العبد بالنعم‬
‫ش ٍء َحتَّى إِ َذا َف ِر ُحو ْا بِ اَم ُأوتُو ْا‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ف َل اَّم ن َُسو ْا َما ُذك ُِّرو ْا بِه َفت َْحنَا َع َل ْي ِه ْم َأ ْب َو َ‬
‫اب ك ُِّل يَ ْ‬
‫ِ‬
‫سونَ ‪‬الأنعام‪44:‬‬ ‫َأ َخ ْذن ُ‬
‫َاهم َب ْغ َت ًة َفإِ َذا ُهم ُّم ْبل ُ‬
‫و�إن نزلت بك م�صيبة لن تقطع �أمرك حيالها �إن كانت ابتالء �أم عقوبة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اهلل �أعلم‪ ،‬نحن ال نعلم ما بذات �صدور الآخرين من الب�شر‪ ،‬فكيف‬
‫نعلم مقا�صد اهلل تعاىل فينا‪ ،‬فال منلك �إال الظن ب�أنها االثنتني عقوبة‬
‫وابتالء‪ ،‬فن�ستغفر اهلل عن املعا�صي ون�ستعني بال�صرب على البالء‪.‬‬
‫بل هي فتنة‪..‬‬
‫ِن َع ْم اهلل على العبد فتنة �أي �إختبار‪ ،‬يختربه فيما �أنعم عليه �أيطيع �أم‬
‫يع�صي‬
‫ض َد َعانَا ُث َّم إِ َذا َخ َّو ْلنَا ُه نِ ْع َم ًة ِّمنَّا َق َال إِن اََّم ُأوتِي ُت ُه َع ىَل ِع ْل ٍم‬ ‫نسانَ رُ ٌّ‬ ‫‪َ ‬فإِ َذا َم َّس إْ ِ‬
‫ال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مونَ ‪ ‬الزمر‪49:‬‬ ‫َب ْل ه َي ف ْتنَ ٌة َو َلك َّن َأ ْك َث َر ُه ْم اَل َي ْع َل ُ‬
‫والفتنة هنا تقع بظن وتوهم العبد �أن البالء وامل�صائب زالت عنه بعمله‪.‬‬
‫ظن الإن�سان املتحول ليقني‪ ،‬غالبا يكون يف نف�سه ولي�س يف اهلل‪ ،‬وذلك‬
‫حني ي�شعر �أنه ي�ستحق نعمة اهلل لقوته �أو قدرته �أو علمه‪.‬‬
‫واليقني بالنف�س ال يتفق مع ما ينبغي �أن يكون عليه امل�ؤمن من الترب�ؤ‬
‫من احلول والقوة‪ ،‬بقولنا(ال حول وال قوة �إال باهلل)‪.‬‬

‫~ مصدر الطاقة}‬
‫ال حول للإن�سان وال قوة وال عزة وال توفيق وال طاقة وال قدرة على‬
‫�شيء �إال باهلل وب�أمر منه‪ ،‬فكل �شيء فقري �إليه‪ ،‬وهو الغني عما �سواه‬
‫الكهف‪39:‬‬ ‫‪‬ال ُق َّو َة إِال بِاللهَِّ ‪‬‬

‫لعنكبوت‪22:‬‬ ‫ون اللهَِّ ِم ْن َو يِ ٍّل َوال ن َِصريٍ‪ ‬ا‬


‫‪َ ‬و َما َلك ُْم ِم ْن ُد ِ‬
‫هود‪88:‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪َ ‬و َما ت َْوفيقي إِالَّ بِاللِ‪‬‬

‫حتى ال�صرب‪ ،‬ال ي�ستطيعه �إن مل مينحه اهلل �إياه‬


‫النحل‪127:‬‬ ‫ك إِالَّ بِاللهِّ ‪‬‬
‫ب َ‬ ‫اص رِ ْ‬
‫ب َو َما َص رْ ُ‬ ‫‪َ ‬و ْ‬

‫وكما يف الدنيا ففي الآخرة ما للإن�سان من قوة يف نف�سه تنقذه‪ ،‬وما له‬
‫من نا�صر يدفع عنه عذاب اهلل‬
‫الطارق‪10:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ف اَم َل ُه من ُق َّوة َوال نَاصٍ‪‬‬

‫‪25‬‬
‫�إذن �أين توجد القوة؟‬
‫تفرد اهلل تعاىل بالقوة‪،‬‬
‫جيع ًا‪‬البقرة‪165:‬‬
‫‪َ ‬أنَّ ا ْل ُقو َة للِهِّ ِ‬
‫مَ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاق ُذو ا ْل ُق َّوة ا مَْلت ُ‬
‫ني‪ ‬الذاريات‪58:‬‬ ‫الرز ُ‬ ‫‪‬إِنَّ اللهََّ ُه َو َّ‬

‫له احلكم وحده ال �شريك له‪ ،‬وجميع الأ�شياء حتت قهره وغلبته‬
‫و�سلطانه‪ ،‬وانتفى �أي م�صدر �آخر لطاقة الإن�سان باالكتفاء باهلل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الس اَم َوات َو َما يِف األَ ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫الن�ساء‪132:‬‬ ‫ض َو َك َفى بِاللهِّ َوكي ً‬
‫ال‪‬‬ ‫‪َ ‬وللِهِّ َما يِف َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬و َك َفى بِاللهِّ َول ّي ًا َو َك َفى بِاللهِّ نَصري ًا ‪‬‬
‫الن�ساء‪45:‬‬ ‫َ‬

‫ثم ي�أتي ت�سا�ؤل فيه �إقرار بقدرة اهلل الكايف‪:‬‬


‫ٍ‬
‫الزمر‪36:‬‬ ‫س اللهَُّ بِكَاف َع ْبدَ ُه‪‬‬‫‪َ ‬أ َل ْي َ‬

‫وبعد كل ذلك ي�أتي الإقرار بالإيجاب على الت�سا�ؤل‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البقرة‪137:‬‬ ‫يع ا ْل َعل ُ‬
‫يم‪‬‬ ‫‪َ ‬ف َس َيكْفيك َُه ُم اللهُّ َو ُه َو َّ‬
‫السم ُ‬

‫وكيف ال يركن العبد لقدرة اهلل القدير وهي جارية على قلبه‪ ،‬فيحول‬
‫بني امل�ؤمن والكفر‪ ،‬وبني الكافر والإميان‪ ،‬فال ي�ؤمن وال يكفر �إال ب�إذنه‪:‬‬
‫لأنفال‪24:‬‬ ‫ول َبينْ َ ا مَْل ْر ِء َو َق ْلبِ ِه‪‬ا‬ ‫‪َ ‬أنَّ اللهَّ حَ ُ‬
‫ي ُ‬

‫ي�ستمدها و ال ميلكها‪..‬‬
‫�ضمن هذا ال�سياق يت�ضح �أن الإن�سان ي�ستمد الطاقة الروحية وال‬
‫ميلكها‪ ،‬كما طاقته البدنية م�ستمدة مما يرزقه اهلل تعاىل من الطعام‬
‫وال�شراب‪ ،‬فبمعية اهلل عز وجل اخلا�صة للعبد التقي املُح�سن الظن‪،‬‬
‫ي�ستمد قوة من اهلل‪ ،‬فتتفاعل هذه الطاقة بالدعاء كما هو دعاءه‬
‫باملغفرة والتوبة هلل‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬و َيا َق ْو ِم ْاس َتغْف ُرو ْا َر َّبك ُْم ُث َّم تُو ُبو ْا إِ َل ْيه ُي ْرس ِل َّ‬
‫الس اَمء َع َل ْيكُم ِّمدْ َرار ًا َو َي ِز ْدك ُْم‬
‫ِ‬
‫ُم‪ ‬هود‪52:‬‬‫ُق َّو ًة إِ ىَل ُق َّوتك ْ‬

‫‪26‬‬
‫ويف �سورة البقرة الطاردة لل�شياطني من املنازل والتي ال ت�ستطيعها‬
‫ال�سحرة والتي هي �إحدى الزهراوان �أي املنريتان واملدافعتان عن العبد‬
‫يوم القيامة‪،‬وفيها �آية الكر�سي �أعظم �آيات القر�آن‪ ،‬وخواتيم البقرة‬
‫التي من قر�أها يف ليلة كفتاه من كل �شيء‪ ،‬جاءت �آية اجتمع فيها ح�سن‬
‫الظن باهلل ومعية اهلل فتولدت طاقة هائلة مدت �أ�صحابها بالن�صر‬
‫والغلبة رغم قلة عددهم‪ ،‬وهم طالوت وجنوده‬
‫ين َي ُظنُّونَ َأ هَّنُم ُّم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫‪َ ‬قا ُلو ْا الَ َطا َق َة َلنَا ا ْل َي ْو َم بِ َجا ُل َ‬
‫ال ُقو اللهِّ كَم‬ ‫وت َو ُجنوده َق َال ا َّلذ َ‬
‫من فِئ ٍَة َقلِي َل ٍة َغ َلب ْ ِ ِ‬
‫ين‪‬البقرة‪249:‬‬ ‫ت ف َئ ًة كَث َري ًة بِإِ ْذ ِن اللهِّ َواللهُّ َم َع َّ‬
‫الصابِ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫والظن هنا مبعنى �أنهم �سيلقون اهلل �شهداء‪.‬‬
‫ا�ست�شعار العبد ل�ضعفه �أمام قوة اهلل‪ ،‬قوة يف حد ذاتها‪ ،‬لأنها يف حقيقتها‬
‫�إ�ستح�ضار لقوة اهلل‪ ،‬فهي كنز ثمني من كنوز اجلنة علمنا �إياه خامت‬
‫الأنبياء ‪ ‬يف حديثه لأحد �أ�صحابه‪:‬‬
‫متفق عليه‪،‬‬ ‫الن َِّة ‪ُ ،‬ق ْل الَ َح ْو َل َوالَ ُق َّو َة إِالَّ بِاللهَِّ»‬ ‫« َأالَ َأ ُد ُّل َك ع ىََل َكن ٍْز ِم ْن ُكن ِ‬
‫ُوز جْ َ‬
‫البخاري ‪-6610‬م�سلم ‪7037‬‬

‫~ مناهل النور}‬
‫م�صدر النور والهدى هو اهلل عز وجل‬
‫ِ‬
‫الس اَم َوات َواألَ ْر ِ‬
‫ض‪‬‬
‫النور‪35:‬‬ ‫ُور َّ‬
‫‪‬اللهَُّ ن ُ‬
‫هادي �أهل ال�سموات والأر�ض ومنورهما‪ ،‬فالنور تعددت معانيه يف‬
‫القر�آن ما بني الهدى والدين والإميان و القر�آن الكرمي و النبي حممد‬
‫‪ ،‬ومن مادة النور خلق اهلل تعاىل مالئكته التي تتنزل ب�أمر اهلل على‬
‫�أهل الذكر والتقوى‪.‬‬
‫ولي�س الدعاء جمرد طلب و�إجابة‪ ،‬و لي�س الذكر جمرد �ألفاظ مكررة‬
‫بالل�سان‪ ،‬بل هما نور‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬يدي اللهَُّ لن ِ‬ ‫ِ‬
‫النور‪35:‬‬ ‫ُوره َمن َي َش ُ‬
‫اء ‪‬‬ ‫هَ ْ‬
‫فيهتدي �إليه بقلبه ولي�س بب�صره‪ ،‬فاهلل تعاىل‬
‫الأنعام‪103:‬‬ ‫‪‬الَّ تُدْ ِر ُك ُه األَ ْب َص ُار َو ُه َو ُيدْ ِر ُك األَ ْب َص َ‬
‫ار ‪‬‬

‫‪27‬‬
‫وين�شرح به �صدره‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َح اللهَُّ َصدْ َر ُه لِ ِ‬
‫إل ْسال ِم َف ُه َو َع ىَل ن ٍ‬
‫ُور ِّمن َّر ِّبه َف َو ْي ٌل ِّل ْل َقاس َية ُق ُل هُ ُ‬
‫وبم‬ ‫‪َ ‬أ َف َمن رَ َ‬
‫ك يِف َ ٍ ٍ‬
‫ضالل ُمبِني‪ ‬الزمر‪22:‬‬ ‫ِّمن ِذك ِْر اللهَِّ ُأ ْو َلئِ َ‬
‫ويكون �سبب لهدايته كما �أمره تعاىل‬
‫ين َآمنُوا ا ْذك ُُروا اللهََّ ِذكْر ًا كَثِري ًا ‪َ v‬و َس ِّب ُحو ُه ُبك َْر ًة َو َأ ِصيالً‪v‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬يا َأ هُّ َيا ا َّلذ َ‬
‫ُه َو ا َّل ِذي ُي َص يِّل َع َل ْيك ُْم َو َمالئ َك ُت ُه ل ُيخْ ر َجكُم ِّم َن ال ُّظ ُل اَمت إ ىَل النُّور َوكَانَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َر ِحي ً‬
‫ام‪ ‬الأحزاب‪43-41:‬‬
‫ِِ‬
‫بِا مُْل ْؤمن َ‬
‫فالإن�سان �أعجز من �أن يكت�سب لنف�سه نور‬
‫ِ‬
‫ي َع ِل اللهَُّ َل ُه نُور ًا َفم َل ُه من ن ٍ‬
‫النور‪40:‬‬ ‫ُّور‪‬‬ ‫اَ‬ ‫‪َ ‬و َمن مَّل ْ جَ ْ‬
‫ف�إن �إخت�صه اهلل تعاىل بالنور‪ ،‬كان نورا يف الدنيا يهتدي و يتب�صر به‬
‫من العمى واجلهالة‬
‫ي َعل‬ ‫‪‬يا َأيا ا َّل ِذين آمنُوا ا َّت ُقوا اللهََّ و ِآمنُوا بِرسولِ ِه ي ْؤتِكُم كِ ْف َل ِ ِمن ر ِ ِ‬
‫حته َو جَ ْ‬‫َّ مْ َ‬ ‫ْ ينْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ هُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ‪ ‬احلديد‪28:‬‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫َّلك ُْم نُور ًا تمَ ْ ُشونَ بِه َو َيغْف ْر َلك ُْم َواللهَُّ َغ ُف ٌ‬
‫نور يف الظلمات كما هي احلياة من بعد ممات‬
‫‪َ ‬أ َو َمن كَانَ َم ْيت ًا َف َأ ْح َي ْينَا ُه َو َج َع ْلنَا َل ُه نُور ًا َي ْم يِش بِ ِه يِف الن ِ‬
‫َّاس ك ََمن َّم َث ُل ُه يِف‬
‫ْها ‪ ‬الأنعام‪122:‬‬ ‫ت َل ْي َس بِخَ ِ‬ ‫ال ُّظ ُلم ِ‬
‫ارجٍ ِّمن َ‬ ‫اَ‬
‫وكما �أ�ضاء اهلل �سبحانه هذا النور للم�ؤمن يف الدنيا فهو ميتد للآخرة‬
‫بدءاً من �أول منازلها يف القرب‪ ،‬و�إن م�شى امل�ؤمن بالنور يف الدنيا‪ ،‬فالنور‬
‫هو من �سي�سري به يف الآخرة‬
‫هِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْيدهيِ ْم َوبِ َأ ْي اَم ِ‬
‫ن ْم‪‬‬
‫التحرمي‪8:‬‬ ‫ُور ُه ْم َي ْس َعى َبينْ َ‬
‫‪‬ن ُ‬
‫ولي�س �أحد يوم القيامة �إال يعطيه اهلل نوراً بح�سب عمله‪ ،‬ف�إذا و�صلوا‬
‫�إىل ال�صراط ُطفئ نور املنافقني‪ ،‬فلما ر�أى امل�ؤمنون ذلك‪� ،‬أ�شفقوا �أن‬
‫ُيطف�أ نورهم �أي�ضاً‪ ،‬فدعوا اهلل �أن يتم نورهم على ال�صراط‬
‫ُور ُه ْم َي ْس َعى َبينْ َ َأ ْي ِدهيِ ْم َوبِ َأ ْي اَم هِ ِن ْم‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ي ْو َم ال خُي ِْزي اللهَُّ النَّبِ َّي َوا َّلذ َ‬
‫ين َآ َمنُوا َم َع ُه ن ُ‬
‫َّك ع ىَل ك ُِّل يَ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ير‪ ‬التحرمي‪8 :‬‬ ‫شء َقد ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُورنَا َواغْف ْر َلنَا إِن َ َ‬ ‫َي ُقو ُلونَ َر َّبنَا َأتمْ ْم َلنَا ن َ‬
‫وجاءت ب�شارة اهلل تعاىل ب�إجابة الدعاء يف مو�ضع �آخر‬

‫‪28‬‬
‫َ هِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُور ُه ْم َبينْ َ أ ْيدهيِ ْم َوبِأ ْي اَم ِن ْم ُب رْ َ‬
‫شاك ُُم ا ْل َي ْو َم‬ ‫ني َوا مُْل ْؤمنَات َي ْس َعى ن ُ‬ ‫‪َ ‬ي ْو َم ت ََرى ا مُْل ْؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫ين فِ َيها َذلِ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ‪ ‬احلديد‪12 :‬‬ ‫ك ُه َو ا ْل َف ْو ُز ا ْل َعظ ُ‬ ‫َّات جَت ِْري م ْن حَتْت َها األَ هْنَ ُار َخالد َ‬
‫َجن ٌ‬
‫فيكون مثارا للعجب‪ ،‬و�سببا للتميز عن �أهل النفاق‬
‫يل‬ ‫ُّورك ُْم ِق َ‬
‫ين َآمنُوا ان ُظ ُرونَا َن ْق َتبِ ْس ِمن ن ِ‬ ‫ول ا مُْلنَافِ ُقونَ وا مُْلنَافِ َق ُ ِ ِ‬
‫ات ل َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬ي ْو َم َي ُق ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ض َب َب ْين َُهم بِ ُس ٍ‬‫ْار ِج ُعوا َو َراءك ُْم َفا ْلت َِم ُسوا نُور ًا َف رُ ِ‬
‫ح ُة‬‫الر مْ َ‬ ‫ور َّل ُه َب ٌ‬
‫اب َباطنُ ُه فيه َّ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫اب‪ ‬احلديد‪13:‬‬ ‫َو َظاه ُر ُه من ق َبله ا ْل َع َذ ُ‬

‫~مقام اإلحسان}‬
‫الدخول يف معية اهلل‪ ،‬يجعل العبد مراقبا هلل يف كل �أحواله‪ ،‬حتى يدخل‬
‫باب الإح�سان وهو �أعلى مقامات الطاعة ب�أن يعبد اهلل ك�أنه يراه‪.‬‬
‫ويرتبط مقام الطاعة مبقام املعية‪ ،‬في�شعر بروحه بلغت �أعلى مقام‬
‫يف كل �أحوالها‪ ،‬فحني حتل به الأزمات ي�شعر ب�أنه فوق جبل يهتز‬
‫من حتته‪ ،‬ويدوي �صوت �صخوره املتهاوية حوله‪ ،‬لكن ال حتجب تلك‬
‫ال�شدة النازلة به الهواء عن �أنفا�سه‪ ،‬و�إن �ضربت بجدران �صدره ف�إنها‬
‫ال ت�ستطيع نفاذا لقلبه‪ ،‬لأنه موقن �أن الدعاء هلل‪ ،‬يرفع عنه البالء‪،‬‬
‫فال تكون حاله كذاك الذي �صورة م�شاعره يف �أزمته معتمة‪ ،‬متكد�سة‬
‫يف �أطرافها‪ ،‬حتوطها رطوبة عفنة‪ ،‬فهو ال�ضنك ‪�-‬أي ال�ضيق‪-‬احلا�صل‬
‫ب�إعرا�ضه عن ذكر اهلل‪،‬‬
‫امة َأ ْع َمى‪‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ‬و َم ْن َأ ْع َر َض َعن ِذك ِْري َفإِنَّ‬
‫طه‪124:‬‬ ‫ش ُه َي ْو َم ا ْلق َي َ‬ ‫َل ُه َمع َ‬
‫يش ًة َضنك ًا َون َْح رُ ُ‬

‫~ ظل اهلل}‬
‫ويت�سع مع الدعاء والذكر و ح�سن الظن باهلل دخول العبد يف معية اهلل‬
‫وبلوغه مقام الإح�سان يف الدنيا‪ ،‬حتى ينتهي �إىل الظل الإلهي يوم‬
‫ِي ‪َ « :‬س ْب َع ٌة ُيظِ ُّل ُه ُم اللهَُّ يِف ظِ ِّل ِه َي ْو َم الَ ظِ َّل إِالَّ‬
‫احلر الأكرب يف الآخرة‪َ ،‬قا َل ال َّنب ِّ‬
‫ظِ ُّل ُه »‪ ،‬وعدهم حتى ختمهم بقوله‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫البخاري‪- 660‬م�سلم ‪2427‬‬ ‫« َو َر ُج ٌل َذك ََر اللهََّ َخالِي ًا َف َف َ‬
‫اض ْت َع ْينَا ُه »‪.‬‬
‫ذكر اهلل بقلبه �أو بل�سانه‪ ،‬يف خلوة تبعده عن الرياء‪ ،‬ومن االلتفات �إىل‬
‫غري اهلل ولو كان يف ملأ‪َ ،‬ف َف َاض ْت َع ْينَا ُه‪ :‬بالدموع من خ�شية اهلل‪.‬‬
‫ولو مل يكن من الدعاء والذكر �إال �أن يحوز الذاكر �شرف ظل اهلل‪ ،‬لكفى‪.‬‬

‫~ طوق النجاة}‬
‫طوق النجاة هو ذاته طوق املكب يف الهاوية‪ ،‬فالل�سان الذي ال ت�ستطيع‬
‫بقية اجلوارح جماراته يف حركته الدائبة واخلفيفة و�إال لأُنهكت وكلت‬
‫عن احلركة‪ ،‬هو الأداة لأب�سط العبادات و�أعظمها �أجرا عند اهلل وهي‬
‫الذكر والدعاء‪.‬‬
‫ي�سمو بالإن�سان للمعايل �إن �سخر حركته الدائبة هذه لطاعة اهلل‪ ،‬وقد‬
‫يكب بوجهه يف النار �إن ترك جلام ل�سانه ل�شيطان هواه يتلوى عليه‬
‫كما الأفعى‪ ،‬ففي حوار النبي ‪ ‬مع معاذ بن جبل‪ ،‬تتجلى خطورة هذا‬
‫الل�سان‪:‬‬
‫ب َك بِ ِمال َِك‬ ‫ود ِه َو ُذ ْر َو ِة َسن َِام ِه جِْ‬
‫ال َها ُد‪َ ،‬أالَ ُأ ْخ رِ ُ‬
‫س األَم ِر وعَم ِ‬
‫ب َك بِ َر ْأ ِ ْ َ ُ‬ ‫« َأالَ ُأ ْخ رِ ُ‬
‫ُف َع َل ْي َك َه َذا »‪،‬فقال معاذ‪َ :‬يا نَبِ َّي اللهَِّ‬ ‫َذلِ َك ُك ِّل ِه»‪َ ،‬ف َأ َخ َذ بِ ِل َسانِ ِه َف َق َال‪َ « :‬تك ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوإِنَّا مَُلؤَ َ‬
‫َّاس‬ ‫ُب الن َ‬ ‫ون بِ اَم َن َت َك َّل ُم بِه َق َال ‪َ « :‬ثك َلت َْك ُأ ُّم َك َيا ُم َعا ُذ َو َه ْل َيك ُّ‬ ‫اخ ُذ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م »‪ .‬الرتمذي ‪-2825‬ابن ماجه ‪4108‬‬ ‫ع ىََل ُو ُجوه ِه ْم يِف الن َِّار إِالَّ َح َصائدُ َأ ْلسنَت ِه ْ‬
‫وجتدر الإ�شارة‪� ،‬إىل �أن هناك تالزم بني مفردتي الذكر والدعاء يف‬
‫كثري من املوا�ضع من القر�آن وال�سنة‪-‬مع تف�ضيل الذكر على الدعاء‪،-‬‬
‫وقد يالحظ القارئ الكرمي �أن معظم الأدعية ت�سبيح هلل تعاىل‪ ،‬كدعاء‬
‫يون�س ‪ ‬يف بطن احلوت‪ ،‬ودعاء الكرب الذي دعا به النبي حممد ‪، ‬‬
‫ال طلب فيه لأمر دنيا �أو �آخرة‪.‬‬
‫والذكر مفردة ت�شمل بالإ�ضافة لقراءة القر�آن الكرمي‪ ،‬التهليل‬
‫والت�سبيح و�أذكار امل�سلم يف ال�صباح وامل�ساء وبعد ال�صالة وعند النوم‬
‫وغريها من الأذكار املرتبطة مبعظم �أفعاله‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫املزيد من الأ�سرار‪...‬‬
‫�أ�سرار الدعاء تبد�أ من القلب بظنك احل�سن‪ ،‬وال تنتهي بالل�سان مبا‬
‫تقر�أه من الأذكار والأدعية‪ ،‬لأن ما ُخفي �أعظم ‪:1‬‬
‫‪1‬الدعاء �سالح حقيقي وفعال �إن مكنته من فهمك وعقلك وقلبك‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ت�شهره يف وجه من ظلمك �أو ماتخافه �أو حتزن منه‪.‬‬
‫‪2‬الذكر‪ ،‬قوة ناب�ضة‪ ،‬ت�سكنك ثم �سرعان ما حتيط بك و�أنت تتخلى‬ ‫‪.2‬‬
‫عن م�ساوئ �ألفاظك ونواياك يف م�شهد حياتك اليومي‪ ،‬لتن�شغل‬
‫بذكر اهلل‪.‬‬
‫‪3‬بعد جزع وفزع كان يجتاحك لأقل النوازل‪� ،‬شعرت �أخريا‬ ‫‪.3‬‬
‫بطم�أنينة يف قلبك‪ ،‬عجزت كل النا�س حولك �أن توفرها لك‪،‬‬
‫الأمر بب�ساطة �شديدة موجود منذ �أكرث ‪ 1400‬عام يف هذه الآية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرعد‪28:‬‬ ‫‪‬أَالَ بِذك ِْر اللهِّ َت ْط َمئ ُّن ا ْل ُق ُل ُ‬
‫وب‪‬‬

‫‪4‬خفت حدة تلك الهواج�س والو�ساو�س التي كانت تعرتيك‪ ،‬ال�سر‬ ‫‪.4‬‬
‫�أن الذكر والدعاء ال يطرد ال�شيطان وح�سب‪ ،‬بل مينعك عنه يف‬
‫ح�صن ح�صني‪ ،‬كما قال الر�سول ‪:‬‬
‫«‪..‬وآ ُم ُرك ُْم َأ ْن ت َْذك ُُروا اللهََّ َفإِ َّن َم َث َل َذلِ َك ك ََم َث ِل َر ُج ٍل َخ َر َج ا ْل َعدُ ُّو يِف َأ َث ِر ِه‬
‫ني َف َأ ْح َرزَ َن ْف َس ُه ِمن ُْه ْم ك ََذلِ َك ا ْل َع ْبدُ‬
‫رِساعًا َحتَّى إِ َذا َأتَى ع ىََل ِح ْص ٍن َح ِص ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طان إالَّ بذكْر اللهَِّ» الرتمذى ‪3102‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ْي َ‬
‫يرزُ َن ْف َس ُه م َن َّ‬ ‫الَ حُ ْ‬

‫‪5‬ال جتتمع ال�شياطني مع ذكر اهلل‪ ،‬لذا فمن يعر�ض عن ذكر اهلل‬ ‫‪.5‬‬
‫يقي�ض له �شيطانا ال يفارقه‪ ،‬ي�ضله عن ال�سبيل‬
‫ِ‬
‫الزخرف‪36:‬‬ ‫ح ِن ُن َق ِّي ْض َل ُه َش ْي َطان ًا َف ُه َو َل ُه َق ِر ٌ‬
‫ين‪‬‬ ‫‪َ ‬و َمن َي ْع ُش َعن ذك ِْر َّ‬
‫الر مْ َ‬

‫ال�شيطان(الو�سوا�س‬
‫ُ‬ ‫‪�6‬إذا ُذكر اهلل تعاىل خ َن�س ال�شيطان‪ُ ،‬‬
‫و�س ِّم َي‬ ‫‪.6‬‬
‫اخل َّنا�س)‪ ،‬فهو جا ِث ٌم على قلب ابن �آدم‪ ،‬ف�إذا �سها وغفل‪ ،‬و�سو�س يف‬
‫َ‬
‫وانقب�ض‪.‬‬ ‫ال�صدور‪ ،‬ف�إذا ذك َر اهلل خ َن�س �أي َّ‬
‫كف‬
‫‪ .1‬لذكر اهلل ف�ضائل جمة تناول منها ابن قيم اجلوزية ما يقارب املائة فائدة يف كتابه الوابل ال�صيب من الكلم الطيب‪،‬‬
‫ا�ستقينا بع�ضها هنا بت�صرف وزيادة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪7‬مل يعد الهم والغم يغ�شى كامل قلبك كما ال�سابق‪� ،‬أ�صبح الآن مير‬ ‫‪.7‬‬
‫عليه مثل �سحابة �صيف‪ ،‬ال�سر �أنك �أحطت قلبك بالذكر والدعاء‪.‬‬
‫‪8‬زالت الوح�شة من قلبك‪ ،‬لأنها زالت الوح�شة بينك وبني اهلل‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫‪�9‬إن كنت ت�ساءلت كيف �أ�شرقت روحك وقلبك وكل جوارحك‬ ‫‪.9‬‬
‫باحلياة من جديد‪ ،‬بعد موات �أنهكها حد الب�ؤ�س‪ ،‬فال�سر ذكره‬
‫الر�سول ‪ ‬يف حديثه‪:‬‬
‫الي وا مَْلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البخاري ‪6407‬‬ ‫ت»‪.‬‬ ‫« َم َث ُل ا َّلذي َي ْذك ُُر َر َّب ُه َوا َّلذي الَ َي ْذك ُُر َم َث ُل حْ َ ِّ َ ِّ‬

‫‪1010‬تغري �إدراكك للأمور‪ ،‬تراها ب�شكل �أو�ضح‪ ،‬ت�شعر وك�أن ب�صريتك‬


‫�إزدادت حدة‪ ،‬ومل تعد هناك غ�شاوة‪� ،‬إبتعادك عن الظالم‬
‫واقرتابك من النور هو ال�سر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ُ ‬ه َو ا َّلذي ُي َص يِّل َع َل ْيك ُْم َو َمالئ َك ُت ُه ل ُيخْ ِر َجكُم ِّم َن ال ُّظ ُلمت إِ ىَل الن ِ‬
‫ُّور‪‬‬
‫الأحزاب‪43:‬‬
‫اَ‬

‫‪1111‬بد�أت ت�شعر بالر�ضا الداخلي‪ ،‬ال�سر �أن الذكر والدعاء ير�ضي اهلل‪،‬‬
‫فر�ضي عنك فر�ضت نف�سك‬
‫ِ‬ ‫‪‬ر يِض اللهَُّ عنْهم ور ُضوا عنْه ُأو َلئِ َ ِ‬
‫للهَّ َأال إِنَّ حز َ‬
‫ْب اللهَِّ ُه ُم‬ ‫ْب ا ِ‬
‫ك حز ُ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫حونَ ‪ ‬املجادلة‪22‬‬‫ا مُْل ْفل ُ‬

‫‪�1212‬إزدادت مناعة ج�سمك وقلبك و�شعرت بقوة تدفعك �أكرث من‬


‫ال�سابق‪ ،‬ال�سر �أن اهلل منحك نور والنور قوة وطاقة‪.‬‬
‫‪1313‬بد�أت �أخريا تعي معنى كلمة (�سعادة)‪ ،‬التي غابت عن البع�ض‪،‬‬
‫وقد يكون �آخر عهدهم بها زمن طفولته‪ ،‬ال�سر �أنك ا�ستجلبتها‬
‫بذكر اهلل‪ ،‬ومل ت�سعى لها مبتع زائفة‪.‬‬
‫‪1414‬قد تت�ساءل وقد قلت احلقيقة دون اختالق الأعذار يف موقف‬
‫�صعب �أجناك اهلل منه ب�صدقك‪ ،‬كيف ذهب ذاك الكذاب؟‪-‬تعني‬
‫نف�سك‪-‬ال�سر �أنه ال يجتمع ذكر العلي العظيم مع ما دونه �أبدا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪�1515‬إزدادت �أموالك‪� ،‬أو �إزدادت بركة راتبك ال�شهري و�إن مل يزد‪،‬‬
‫ومل تعد تلك ال�ضائقة املادية متر بك كثريا‪ ،‬ال�سر هو �أن الذكر‬
‫والدعاء يجلب الرزق وبركة الرزق‪.‬‬
‫‪1616‬غ�شيتك هالة من املهابة جعلتك مثار �إحرتام الآخرين‪� ،‬إنه ذكر‬
‫اهلل الذي �أ�شغلك عن التدخل فيما ال يعنيك‪ ،‬و�أ�شغلك عن النيل‬
‫منهم يف غيبتهم وبالتايل عدم اال�صطدام بهم‪.‬‬
‫‪ُ 1717‬فتح لك باب عظيم من املعرفة كنت جتهله‪ ،‬ال�سر معية اهلل‬
‫اخلا�صة للذاكرين‪ ،‬وكلما �أكرثت من الذكر �إزددت من املعرفة‪.‬‬
‫‪1818‬قدرتك على �إتخاذ القرارات �أ�صبحت �أكرث فاعلية و�أكرث تعقال‬
‫والأقرب لل�صواب‪ ،‬ال�سر �أن دعاء اهلل وذكره جعلك �أكرث حكمة‪،‬‬
‫ف�أ�ضحت احلكمة من حتكم قراراتك ال عاطفتك‪.‬‬
‫‪"1919‬م�ستحيل يحن قلبه" عبارة �سمعتها �سابقا تقال عنك من �أنا�س‬
‫ال تعرف �أن ال م�ستحيل عند القدير عز وجل قائل ‪‬كُن َف َي ُكونُ ‪‬‬
‫‪ ،‬مل تعلم وقتها �أن �أعظم و�أجنع �أدوية ق�سوة القلب هو ذكر‬ ‫البقرة‪117:‬‬

‫اهلل‪.‬‬
‫‪2020‬جتاوزت ما�ضي خطاياك حلا�ضرك امل�ستقر بال�سكينة‪ ،‬ال�سر �أن‬
‫الدعاء والذكر ماحي للخطايا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حَْ‬ ‫‪‬إِنَّ‬
‫ال َسنَات ُي ْذه ْب َن َّ‬
‫السـ ِّيئَات‪‬‬
‫هود‪114:‬‬

‫‪2121‬تركت �إدمانك للغيبة والنميمة مع جماعة ا�ستغربت عدم‬


‫م�شاركتك �إياهم حلقات الغيبة كالعادة‪� ،‬إنه �إ�شتغال ل�سانك‬
‫بذكر اهلل طهره من ذلك‪ ،‬وقد ينال هذا الطهر جماعتك لو‬
‫هداهم اهلل فتدرجوا من الإ�ستغراب �إىل اخلجل من غيبة �أحد‬
‫بح�ضورك‪ ،‬ثم �إىل اخلجل واخلوف من اهلل تعاىل حني يدركون‬
‫�أنه الأوىل منك باخل�شية واملهابة‪.‬‬
‫‪2222‬حني �أ�صبح ل�سانك ينفر من اخلو�ض يف �أعرا�ض النا�س وكل‬
‫حديث باطل‪ ،‬فلن تكون بحول اهلل الطرف الأدنى يف حوار يجري‬
‫يف الآخرة بني �أهل اجلنة و�أهل النار‪ ،‬يبد�أ ب�س�ؤال موجع من �أهل‬
‫اجلنة لأهل النار عن �سبب دخولهم لها‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫املدثر‪42:‬‬ ‫‪َ ‬ما َس َل َكك ُْم يِف َس َق َر ‪‬‬

‫فجاء الرد من �أهل النار يحمل جملة من �سلوكيات م�شينة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫ني ‪‬‬
‫ِ ِ‬
‫وض َم َع خَْ‬
‫‪َ ‬و ُكنَّا نَخُ ُ‬
‫املدثر‪45:‬‬ ‫الائض َ‬

‫‪2323‬مهما حر�صت على الإ�ستقامة فللقلب غفلة كما تنع�س العني‪،‬‬


‫والأمان من تلك الغفلة هو املداومة على الدعاء والذكر‪ ،‬فهي‬
‫�أمان من �إنخراطك يف زمرة املنافقني الذين‬
‫لن�ساء‪142:‬‬ ‫‪‬الَ َي ْذك ُُرونَ اللهَّ إِالَّ َقلِي ً‬
‫ال‪‬ا‬
‫و�أمان من الف�سق‬
‫اه ْم َأن ُف َس ُه ْم ُأ ْو َلئِ َ‬
‫ك ُه ُم‬ ‫نس ُ‬ ‫ين ن َُسوا اللهََّ َف َأ َ‬
‫ِ‬
‫‪َ ‬وال َتكُونُوا كَا َّلذ َ‬
‫قونَ ‪ ‬احل�شر‪19:‬‬
‫ِ‬
‫ا ْل َفاس ُ‬

‫‪2424‬طاملا خرجت من حزب ال�شيطان‪ ،‬ف�أينما ذهبت ف�أنت بخري‬


‫ومبن�أى عن اخل�سارة‬
‫الشي َطانُ َف َأنساهم ِذكْر اللهَِّ ُأو َلئِ َ ِ‬
‫ْب‬
‫ك حز ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫‪ْ ‬است َْح َو َذ َع َل ْي ِه ُم َّ ْ‬
‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ْي َط ِ‬
‫الش ْي َطان ُه ُم خَْ ُ‬
‫الاسونَ ‪ ‬املجادلة‪19:‬‬ ‫ْب َّ‬ ‫ان َأال إِنَّ حز َ‬ ‫َّ‬

‫‪2525‬يف الآخرة م�ضمار �سباق‪ ،‬كل بعمله‪ ،‬والذاكرون اهلل هم الأ�سبق‬


‫كما �أخرب بذلك النبي ‪ ‬حني كان ي�سري يف طريق مكة فمر على‬
‫َان) َف َقا َل‪:‬‬
‫(ج ْمد ُ‬
‫جبل يقال له ُ‬
‫ون »‪َ .‬قا ُلوا َو َما ا مُْل َف ِّر ُد َ‬
‫ون َيا‬ ‫« ِس ُريوا َه َذا مُجْدَ ُ‬
‫ان َس َب َق ا مُْل َف ِّر ُد َ‬
‫ات» ‪ .‬م�سلم ‪6984‬‬
‫الذ ِ‬
‫اك َر ُ‬ ‫ون اللهََّ كَثِ ًريا َو َّ‬
‫اك ُر َ‬ ‫الذ ِ‬
‫ول اللهَِّ َق َال « َّ‬
‫َر ُس َ‬

‫وذكر القرطبي يف املُفهم ‪� :‬إمنا ذكر النبي ‪ ‬جمدان‪ ،‬لأنه جبل‬


‫منفرد بنف�سه هنالك‪ ،‬لي�س مبحاذاته جبل مثله‪ ،‬فك�أنه تفرد‬
‫هناك‪َ ،‬ف َذ َك َر ُه به�ؤالء املفردون‪.‬‬
‫‪2626‬لأنك تن�شد الأف�ضل يف حياتك‪ ،‬تريد عمل الأف�ضل من الطاعات‪،‬‬
‫الأمر ب�سيط يف الفعل عظيم يف الأثر‪� ،‬إنه ذكر اهلل الذي يفوق‬
‫يف �أجره الأعمال التطوعية الأخرى‪ ،‬لإنك �إن ذكرت اهلل �صلحت‬
‫و�أ�صلحت من حولك‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫ْب َواللهَُّ َي ْع َل ُم َما ت َْصنَ ُعونَ ‪‬ا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫لعنكبوت‪45:‬‬
‫‪َ ‬و َلذك ُْر اللهَِّ أك رَ ُ‬

‫‪2727‬وجدت نف�سك يف زيادة من نعم اهلل عليك‪ ،‬ذكر الرزاق ال�شكور هو‬
‫جالب تلك النعم‬
‫ِ‬
‫�إبراهيم‪7:‬‬ ‫‪َ ‬لئن َشك َْرت ُْم ألَ ِزيدَ َّنك ْ‬
‫ُم‪‬‬

‫‪2828‬مل يتغري لون ب�شرة وجهك‪ ،‬لكن �أ�صبح هناك نور يلحظه كل من‬
‫يراك‪ ،‬النور مرتبط بذكر اهلل تعاىل‪ ،‬الذي مينحك هذا النور يف‬
‫الدنيا ويف القرب ويف الآخرة‪ ،‬يحيطك كما الهواء‪.‬‬

‫‪2929‬ال تراها ولكنك ت�شعر بها‪ ،‬ال�سكينة التي تتنزل بها املالئكة عليك‬
‫من العلي العظيم‪� ،‬أنت من ا�ستجلبها بذكرك اهلل‪.‬‬

‫‪�3030‬إن ذكرت العظيم تعاىل يف فراغ املكان‪� ،‬ضجت جوانب املكان بنور‬
‫�إلهي مبالئكة ي�ستدعيها هذا الذكر وهي تطوف بحثا عنه‪.‬‬

‫‪3131‬و�أنت تعرب املمر من حجرة نومك‪� ،‬إىل خارجها‪ ،‬م�سبحاً اهلل‪،‬‬


‫فلي�ست وحدها جدران املمر ت�شهد على ت�سبيحك‪ ،‬وال هي‬
‫اجلدران ت�صبح ذاتها بعد مرورك م�سبحا بجوارها‪ ،‬فقد قال‬
‫تعاىل عن ت�سبيح داود‪‬‬
‫ِِ‬ ‫‪َ ‬و َسخَّ ْرنَا َم َع َد ُاوو َد جِْ‬
‫ال َب َال ُي َس ِّب ْح َن َوال َّط رْ َي َو ُكنَّا َفاعل َ‬
‫ني‪‬‬
‫الأنبياء‪79:‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الدعاء‬
‫آداب‬ ‫ ‬
‫�آداب الدعاء‬ ‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫آداب الدعاء وأسباب اإلجابة‬
‫قبل الدعاء‬
‫الإخال�ص هلل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫غافر‪14:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ين َو َل ْو ك َِر َه ا ْلكَافِ ُرونَ‬
‫ني َل ُه الدِّ َ‬
‫‪َ ‬فادعوا اللهََّ خُ ْ ِ ِ‬
‫ملص َ‬ ‫ُْ‬

‫الدعاء يف الرخاء وال�شدة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ِ ِ‬ ‫‪َ ‬وإِ َذا َأ ْن َع ْمنَا َع ىَل َ ِ َ‬


‫ف�صلت‪51:‬‬ ‫يض‪‬‬ ‫اإلنسان أ ْع َر َض َونَأى بِ َجانبِه َوإِ َذا َم َّس ُه رَّ ُّ‬
‫الش َف ُذو ُد َعاء َع ِر ٍ‬

‫تقوى اهلل والبعد عن املعا�صي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬


‫ث ال حَ ِ‬ ‫م َرج ًا ‪َ v‬و َي ْر ُز ْق ُه ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ب‬
‫يتَس ُ‬
‫ْ‬ ‫‪َ ‬و َمن َيت َِّق اللهََّ جَ ْ‬
‫ي َعل َّل ُه خَ ْ‬
‫ي َعل َّل ُه ِم ْن َأ ْم ِر ِه ُي رْساً‬ ‫َو َمن َيت َِّق اللهََّ جَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫جر ًا‪ ‬الطالق‪5-2:‬‬‫َو َمن َيت َِّق اللهََّ ُي َك ِّف ْر َعنْ ُه َس ِّيئَاته َو ُي ْعظ ْم َل ُه َأ ْ‬

‫�أن يكون املطعم وامل�شرب وامللب�س من حالل‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ب الَ َي ْق َب ُل إِالَّ َط ِّي ًبا َوإِ َّن اللهََّ َأ َم َر ا مُْلؤْ ِمنِنيَ بِ اَم َأ َم َر بِ ِه‬‫َّاس إِ َّن اللهََّ َط ِّي ٌ‬
‫ول ‪َ «:‬أ هُّ َيا الن ُ‬ ‫َقا َل ال َر ُ�س ُ‬
‫يم‪َ ‬و َقا َل‪:‬‬ ‫الا إِن بِم َتعم ُلونَ علِ‬ ‫ات واعم ُلوا ص ًحِ‬ ‫ا مُْلرس ِلنيَ َف َق َال‪‬يا َأيا الرس ُل ُك ُلوا ِمن ال َّطيب ِ‬
‫َ ٌ‬ ‫اَ ْ َ‬ ‫يِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ ْ َ‬ ‫َ هُّ َ ُّ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب‬‫الس َف َر َأ ْش َع َث َأغ رَ َ‬ ‫الر ُج َل ُيط ُيل َّ‬ ‫ين َآمنُوا ُك ُلوا م ْن َط ِّي َبات َما َر َز ْقنَاك ُْم‪ُ ،‬ث َّم َذك ََر َّ‬ ‫‪َ ‬يا َأ هُّ َيا ا َّلذ َ‬
‫ش ُب ُه َح َرا ٌم َو َم ْل َب ُس ُه َح َرا ٌم َوغ ُِذ َى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس اَمء َيا َر ِّب َيا َر ِّب َو َم ْط َع ُم ُه َح َرا ٌم َو َم رْ َ‬ ‫َي ُمدُّ َيدَ ْيه إِ ىَل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك »‪.‬م�سلم ‪2393‬‬ ‫اب ل َذل َ‬ ‫ال َرا ِم َف َأنَّى ُي ْست ََج ُ‬ ‫بِ حْ َ‬

‫�أال يعتدي يف الدعاء ب�إثم �أو قطيعة رحم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫م�سلم‬ ‫اب لِ ْل َع ْب ِد َما مَل ْ َيدْ ُع بِإِ ْث ٍم َأ ْو َقطِي َع ِة َر ِح ٍم َما مَل ْ َي ْس َت ْع ِج ْل»‪.‬‬
‫َقا َل ‪«:‬الَ َيزَ ُال ُي ْست ََج ُ‬
‫‪7112‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الأعراف‪55:‬‬ ‫ين‪‬‬ ‫َضع ًا َو ُخ ْف َي ًة إِ َّن ُه الَ حُي ُّ‬
‫ب ا مُْل ْعتَد َ‬ ‫‪‬ا ْد ُعو ْا َر َّبك ُْم ت رَ ُّ‬
‫عدم الدعاء على الأوالد والأهل‪ ،‬واملال‪ ،‬والنف�س‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫نهى النبي ‪ ‬عن مثل هذا الدعاء‪ « :‬ال تَدْ عُوا ع ىََل َأ ْن ُف ِسكُم‪ ،‬وال تَدْ عُوا ع ىََل َأو ِ‬
‫الدك ُْم‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫يها َع َطاء َف َيست ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يب َلك ُْم»‪.‬‬‫َج ُ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َوال تَدْ عُوا عَل َأ ْم َوالك ُْم‪ ،‬ال ت َُواف ُقوا م ْن اللهَِّ َسا َع ًة ُي ْس َأ ُل ف َ‬
‫م�سلم ‪2169‬‬

‫الو�ضوء قبل الدعاء �إن تي�سر‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫َدعَا النبي ‪ ‬بمِ َا ٍء َف َتو ََّ�ض�أَ ُث َّم َر َف َع َي َد ْي ِه َف َقا َل‪ « :‬ال َّلهم اغ ِْفر لِعبي ٍد َأبِى ع ِ‬
‫َام ٍر» حتى ًظهر َب َي َ‬
‫ا�ض‬ ‫ُ َّ ْ ُ َ ْ‬
‫اج َع ْل ُه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َف ْو َق كَثِ ٍري ِم ْن َخ ْل ِق َك ِم َن الن ِ‬
‫َّاس»‪ .‬البخاري ‪4323‬‬ ‫�إِب َْط ْي ِه ُث َّم َقا َل‪ « :‬ال َّل ُه َّم ْ‬

‫‪ .1‬بت�صرف من كتاب الدعاء من الكتاب وال�سنة‪،‬لل�شيخ �سعيد القحطاين‬


‫‪39‬‬
‫�آداب الدعاء‬

‫آداب الدعاء وأسباب اإلجابة‬


‫حال الدعاء‬

‫ا�ستقبال القبلة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اَ ْ�س َت ْق َب َل ال َنب ُِّي ‪ ‬ا ْل ِق ْبلَة‪َ َ،‬ي ْو ُم َب ْد ٍر ُث َّم َم َّد َي َد ْي ِه َف َج َع َل َي ْهتِف بربه‪ .‬م�سلم ‪ 4687‬قال‬
‫النووي رحمه اهلل يف �شرح م�سلم‪" :‬فِي ِه ا ِْ�ست ِْح َباب ا ِْ�س ِت ْق َبال ا ْل ِق ْبلَة فيِ الدُّ عَاء‪َ ،‬و َر ْفع‬
‫ا ْل َي َد ْي ِن فِي ِه"‪.‬‬
‫رفع الأيدي يف الدعاء‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ويكون باطن الكف �إىل ال�سماء على �صفة الطالب املتذلل الفقري املنتظر �أن ُيع َْطى‪ ،‬ويف�ضل �أن تكون م�ضمومة‪.‬‬

‫يم َي ْست َْح ِيي ِم ْن َع ْب ِد ِه إِ َذا َر َف َع َيدَ ْي ِه‬ ‫قال الر�سول ‪« : ‬إِ َّن َر َّبك ُْم َت َب َار َك َو َت َع ىَال َح ِي ٌّي ك َِر ٌ‬
‫ِ‬ ‫إِ َلي ِه َأ ْن يرد مُ ِ‬
‫ِ‬
‫اسأ ُلو ُه ب ُب ُطون َأ ُك ِّفك ُْم‬ ‫َ‬ ‫ها ص ْف ًرا» �أبو داود ‪ ، 1490‬وقال ‪« : ‬إِ َذا َسأ ْلت ُْم اللهََّ َف ْ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫َسألو ُه بظ ُهور َها »‪� .‬أبو داود ‪1488‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوال ت ْ‬

‫بدء وختم الدعاء بحمد اهلل والثناء عليه‪ ،‬و ال�صالة‬ ‫‪.3‬‬
‫على النبي ‪.‬‬
‫اح َِد اللهََّ بِ اَم ُه َو‬ ‫قال الر�سول ‪ ‬لرجل‪ « :‬ع ِ‬
‫َج ْل َت َأ هُّ َيا ا مُْل َص ىِّل إِ َذا َص َّل ْي َت َف َق َعدْ َت َف مْ‬
‫م ا ْد ُع ُه»‪.‬الرتمذي‪3814‬‬ ‫َأ ْه ُل ُه َو َص ِّل ع يَ َّ‬
‫َل ُث َّ‬

‫اال�ستغفار للم�سلمني وامل�سلمات الأحياء منهم والأموات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬


‫ِ‬
‫ني َوا مُْل ْؤمنَات‪ ‬حممد‪19:‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬و ْاس َتغْف ْر ل َذنبِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َول ْل ُم ْؤمن َ‬

‫دعاء اهلل ب�أ�سمائه احل�سنى و�صفاته ال ُعلى‪.‬‬ ‫‪.5‬‬


‫‪َ ‬وللِهِّ األَ ْس اَمء حُْ‬
‫ال ْسنَى َفا ْد ُعو ُه هِ َ‬
‫با‪ ‬الأعراف‪180:‬‬

‫عدم تكلف ال�سجع يف الدعاء‪.‬‬ ‫‪.6‬‬


‫اجتَنِ ْب ُه‪َ ،‬فإِ يِّن ع َِهدْ ُت َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللهَِّ‬ ‫الس ْج َع م َن الدُّ عَاء َف ْ‬‫ا�س ‪َ ‬قا َل‪َ « :‬فا ْن ُظ ِر َّ‬ ‫َع َِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ون إِالَّ َذلِ َك‪َ .‬ي ْعنِى الَ َي ْف َع ُل َ‬
‫ون إِالَّ َذل َك اال ْجتن َ‬
‫َاب»‪ .‬البخاري ‪6337‬‬ ‫‪َ ‬و َأ ْص َحا َب ُه الَ َي ْف َع ُل َ‬

‫‪40‬‬
‫�آداب الدعاء‬
‫آداب الدعاء وأسباب اإلجابة‬
‫حال الدعاء‬

‫العزم بالدعاء‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫قال الر�سول ‪«: ‬إِ َذا َدعَا َأ َحدُ ك ُْم َف ْل َي ْع ِز ِم ا مَْل ْس َأ َل َة‪َ ،‬والَ َي ُقو َل َّن ال َّل ُه َّم إِ ْن ِشئ َْت‬
‫ِِ‬
‫َف َأعْطني‪َ ،‬فإِ َّن ُه الَ ُم ْس َتك ِْر َه َل ُه »‪ .‬البخاري‪-6338‬م�سلم ‪6987‬‬

‫تكرار الدعاء ثالثاً‪.‬‬ ‫‪.8‬‬


‫روي عن الر�سول ‪ ‬حني �آذته قري�ش ب�إلقاء �أمعاء الإبل على ظهره وهو �ساجد‬
‫ش »‪َ ،‬ث َ‬
‫ال َث َم َّ‬
‫راتٍ ‪ .‬البخاري ‪-240‬م�سلم ‪4750‬‬ ‫عند البيت احلرام �أنه َقا َل‪ « :‬ال َّل ُه َّم َع َل ْي َك بِ ُق َر ْي ٍ‬
‫‪ .9‬اخل�شوع والت�ضرع والتذلل ووالرهبة‪،‬‬
‫وخف�ض ال�صوت بالدعاء بني املخافتة واجلهر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬والَ جَت َْه ْر بِ َصالَت َ‬
‫ت هِ َ‬
‫با ‪ ‬الإ�سراء‪110 :‬‬ ‫ك َوالَ خُتَاف ْ‬
‫الأعراف‪20:‬‬ ‫ال ْه ِر ِم َن ا ْل َق ْو ِل ‪‬‬
‫َضع ًا َو ِخي َف ًة َو ُدونَ جَْ‬ ‫ك يِف َن ْف ِس َ‬
‫ك ت رَ ُّ‬ ‫‪‬وَا ْذكُر َّر َّب َ‬
‫قال الر�سول ‪ ‬لأ�صحابه حني رفعوا �أ�صواتهم بالتكبري‪« :‬إِ َّنك ُْم الَ تَدْ ع َ‬
‫ُون َأ َص َّم‬
‫ِ‬
‫َوالَ غَائ ًبا» ‪ .‬البخاري ‪-6610‬م�سلم ‪7037‬‬

‫الدعاء بني اخلوف والرجاء‬ ‫‪10‬‬

‫ِ ِ‬
‫الأنبياء‪90:‬‬ ‫‪َ ‬و َيدْ ُعو َننَا َرغَب ًا َو َر َهب ًا َوكَانُوا َلنَا َخاشع َ‬
‫ني‪‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪‬الأعراف‪56:‬‬ ‫ني‬ ‫ت اللهِّ َق ِر ٌ‬
‫يب ِّم َن ا مُْل ْحسن َ‬ ‫ح َ‬ ‫‪َ ‬وا ْد ُعو ُه َخ ْوف ًا َو َط َمع ًا إِنَّ َر مْ َ‬
‫‪ ‬يدْ عونَ ربم َخوف ًا و َطمع ًا و مِم َّا ر َز ْقنَاه ِ‬
‫م ُينف ُقونَ ‪‬ال�سجدة‪16:‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ َ هَّ ُ ْ ْ َ َ َ َ‬
‫الإحلاح يف الدعاء وعدم اال�ستعجال‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫ب يِل » ‪.‬‬ ‫اب ألَ َح ِدك ُْم َما مَل ْ َي ْع َج ْل َي ُق ُ‬


‫ول َدع َْو ُت َف َل ْم ُي ْست ََج ْ‬ ‫َقا َل النبي ‪ُ «:‬ي ْست ََج ُ‬
‫البخاري ‪-6340‬م�سلم‪7110‬‬

‫الدعاء بالأدعية املاثورة �أو بو�صف حاله هلل تعاىل‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْأ ُس َش ْيب ًا َو مَل ْ َأكُن بِدُ َعائ َ‬ ‫ِ‬
‫ب َشق ّي ًا‪‬‬
‫ك َر ِّ‬ ‫‪َ ‬ق َال َر ِّب إِ يِّن َو َه َن ا ْل َع ْظ ُم منِّي َو ْاش َت َع َل َّ‬
‫مرمي‪، 4:‬من دعاء زكريا‪‬‬
‫ختم الدعاء مبثل فاحتة الدعاء‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪41‬‬
‫�آداب الدعاء‬

‫مواضع إجابة الدعاء‬


‫أوقات وأحوال معينة‬

‫�أنظر طريقة ح�ساب ثلث الليل �ص ‪108‬‬ ‫ثلث الليل الأخري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الس اَم ِء الدُّ ْن َيا ِحنيَ َي ْب َقى ُث ُل ُث‬ ‫ٍ‬
‫قال الر�سول ‪َ «:‬ين ِْز ُل َر ُّبنَا َت َب َار َك َو َت َع ىَال ك َُّل َل ْي َلة إِ ىَل َّ‬
‫يب َل ُه ؟ َم ْن َي ْس َأ ُلنِي َف ُأعْطِ َي ُه ؟ َم ْن َي ْس َتغ ِْف ُر يِن‬
‫َج َ‬ ‫ُون َف َأست ِ‬
‫ول‪َ :‬م ْن َيدْ ع يِ ْ‬
‫ال َّلي ِل ِ‬
‫اآلخ ُر َي ُق ُ‬ ‫ْ‬
‫البخاري ‪ -1145‬م�سلم‪1808‬‬ ‫َف َأغ ِْف َر َل ُه ؟»‪.‬‬

‫يف �ساع ٌة من يوم اجلمعة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬


‫ل ُم َع ِة َف َقا َل‪ «:‬فِ ِيه َسا َع ٌة الَ ُي َوافِ ُق َها َع ْبدٌ ُم ْس ِل ٌم‪َ ،‬و ْه َو َق ِائ ٌم‬ ‫َذ َك َر الر�سول ‪َ ‬ي ْو َم ا ُ‬
‫طا ُه إِ َّيا ُه»‪ .‬البخاري ‪935‬‬
‫ُي َص ىِّل‪َ ،‬ي ْس َأ ُل اللهََّ َت َعال َش ْيئ ًا إِالَّ َأ ْع َ‬

‫ليلة القدر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬


‫‪َ ‬لي َل ُة ا ْل َقدْ ِر َخي من َأ ْل ِ‬
‫ف َش ْه ٍر‬
‫‪ ‬القدر‪3:‬‬ ‫رْ ٌ ِّ ْ‬ ‫ْ‬

‫‪ .4‬عند الدعاء بـ «ال �إله �إال �أنت �سبحانك �إين كنت من الظاملني»‪.‬‬
‫مِِ‬ ‫َك إِن ُكن ُ ِ‬ ‫ت َأنْ ال إِ َل َه إِال َأن َ‬ ‫‪َ ‬فنَادى يِف ال ُّظ ُلم ِ‬
‫است ََج ْبنَا َل ُه‬ ‫ْت م َن ال َّظال َ‬
‫ني ‪َ v‬ف ْ‬ ‫ْت ُس ْب َحان َ يِّ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ك ُنن ِ‬ ‫َون ََّج ْينَا ُه ِم َن ا ْلغ َِّم َوك ََذلِ َ‬
‫ني‪ ‬الأنبياء‪88-87:‬‬ ‫ْجي ا مُْل ْؤمن َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اب اللهَُّ َل ُه»‪.‬‏ الرتمذي‪3845‬‬ ‫قال ‪ « :‬مَل ْ َيدْ ُع هِ َبا َر ُج ٌل ُم ْسل ٌم ىِف َش ْىء َق ُّط إِالَّ ْ‬
‫است ََج َ‬
‫عند اال�ستيقاظ من النوم لي ً‬
‫ال والدعاء بامل�أثور يف ذلك‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا مُْل ْل ُك‪،‬‬‫ش َ‬ ‫قال الر�سول ‪َ « :‬م ْن َت َع َّار ِم َن ال َّل ْي ِل َف َق َال الَ إِ َل َه إِالَّ اللهَُّ َو ْحدَ ُه الَ رَ ِ‬

‫ان اللهَِّ‪َ ،‬والَ إِ َل َه إِالَّ اللهَُّ‪َ ،‬واللهَُّ‬ ‫ٍ ِ‬


‫ال ْمدُ للِهَِّ‪َ ،‬و ُس ْب َح َ‬ ‫ال ْمدُ ‪َ ،‬و ُه َو ع ىََل ك ُِّل يَشء َقد ٌير‪ .‬حْ َ‬ ‫َو َل ُه حْ َ‬
‫يب‪َ ،‬فإِ ْن ت ََو َّض َأ‬
‫ُج َ‬ ‫َأكْب‪َ ،‬والَ َح ْو َل َوالَ ُق َّو َة إِالَّ بِاللهَِّ‪ُ .‬ثم َق َال ال َّل ُهم اغ ِْفر يِل َأ ْو َدعَا است ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫رَ ُ‬
‫َو َص ىَّل ُقبِ َل ْت َص َ‬
‫ال ُت ُه»‪ .‬البخاري ‪1154‬‬

‫عند زحف ال�صفوف يف �سبيل اهلل‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫س ِحنيَ ُي ْل ِح ُم‬
‫«و ِعنْدَ ا ْل َب ْأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قال الر�سول ‪ «: ‬ثنْتَان الَ ت َُر َّدان َأ ْو َق َّل اَم ت َُر َّدان»‪ .‬ثم ذكر‪َ :‬‬
‫ضا»‪� .‬أبو داود ‪2542‬‬
‫َب ْع ُض ُه ْم َب ْع ً‬

‫‪42‬‬
‫�آداب الدعاء‬

‫مواضع إجابة الدعاء‬


‫أوقات وأحوال معينة‬

‫عند النداء لل�صلوات املكتوبة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫ان ‪ :‬الدُّ َعا ُء ِعنْدَ النِّدَ ِاء»‪.‬‬


‫�أبو داود ‪2542‬‬
‫ان َأو َق َّلم تُرد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قال ‪ «: ‬ثنْتَان الَ ت َُر َّد ْ اَ َ َّ‬

‫بني الأذان والإقامة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األَ َذان َو ِ‬
‫اإل َقا َمة »‪�.‬أبو داود ‪-521‬الرتمذي‪212‬‬ ‫قال الر�سول ‪ «: ‬الَ ُي َر ُّد الدُّ عَا ُء َبينْ َ‬

‫يف ال�سجود‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫ِ ِ‬
‫اجت َِهدُ وا يِف الدُّ عَاء َف َقم ٌن َأ ْن ُي ْست ََج َ‬
‫اب َلك ُْم«‪.‬‬ ‫قال الر�سول ‪َ » : ‬و َأ َّما ُّ‬
‫الس ُجو ُد َف ْ‬
‫م�سلم ‪1102‬‬
‫قمن‪ :‬خليق وجدير‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫�آداب الدعاء‬

‫مجابو الدعاء‬
‫هؤالء ُتقبل دعوتهم‬
‫دعاء امل�ضط ِّر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ي َع ُلك ُْم ُخ َل َفاء األَ ْر ِ‬
‫ض َأإِ َل ٌه َّم َع اللهَِّ‬ ‫وء َو جَ ْ‬
‫الس َ‬ ‫يب ا مُْل ْض َط َّر إِ َذا َد َعا ُه َو َيك ِْش ُ‬
‫ف ُّ‬ ‫‪َ ‬أ َّمن جُيِ ُ‬
‫َّرونَ ‪ ‬النمل‪62:‬‬ ‫َقلِي ً‬
‫ال َّما ت ََذك ُ‬

‫دعاء املظلوم(�أي كان) على من ظلمه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ِ‬
‫البخاري ‪2448‬‬ ‫قال ‪«:‬ات َِّق َدع َْو َة ا مَْل ْظ ُلومِ‪َ ،‬فإِ هَّنَا َل ْي َس َب ْين ََها َو َبينْ َ اللهَِّ ح َج ٌ‬
‫اب»‪.‬‬

‫الص ِائ ُم ِحنيَ ُي ْفطِ ُر َو َدع َْو ُة‬ ‫ِ‬ ‫ال َث ٌة الَ ت َُر ُّد َدع َْو هُ ُت ُم ِ‬
‫اإل َما ُم ا ْل َعاد ُل َو َّ‬ ‫قال الر�سول ‪َ « : ‬ث َ‬
‫الر ُّب عَزَّ َو َج َّل َو ِعزَّ تِى‬ ‫ول َّ‬‫الس اَم ِء َو َي ُق ُ‬
‫اب َّ‬ ‫ا مَْل ْظ ُلو ِم َي ْر َف ُع َها َف ْو َق ا ْلغ اََم ِم َو ُت َفت َُّح هَلَا َأ ْب َو ُ‬
‫عدَ حني »‪.‬الرتمذي ‪2717‬‬
‫َّك َو َل ْو َب ْ ِ ٍ‬ ‫ألَنْصن ِ‬
‫رُ َ‬

‫دعاء امل�سلم لأخيه امل�سلم بظهر الغيب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫قال الر�سول ‪َ «: ‬ما ِم ْن َع ْب ٍد ُم ْس ِل ٍم َيدْ عُو ألَ ِخ ِيه بِ َظ ْه ِر ا ْل َغ ْي ِ‬


‫ب إِالَّ َق َال ا مَْل َل ُك َو َل َك‬
‫بِ ِم ْث ٍ‬
‫ل »‪.‬م�سلم ‪7103‬‬

‫دعاء الوالدين على �أوالدهما‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ات الَ َش َّك فِ ِيه َّن َدع َْو ُة ا ْل َوالِ ِد َو َدع َْو ُة‬ ‫َث دعَو ٍ‬
‫ات ُم ْست ََجا َب ٌ‬ ‫قال الر�سول ‪َ «: ‬ثال ُ َ َ‬
‫ا مُْل َسافِ ِر َو َدع َْو ُة ا مَْل ْظ ُلو ِ‬
‫م »‪�.‬سنن �أبى داود ‪1538‬‬

‫دعاء امل�سافر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬


‫الدليل ال�سابق‬
‫دعاء ال�صائم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫الص ِائ ُم ِحنيَ ُي ْفطِ ُر»‪.‬‬ ‫قال الر�سول ‪َ « : ‬ث َ‬


‫ال َث ٌة الَ ت َُر ُّد َدع َْو هُ ُت ُم»‪ ،‬وذكر منهم‪َ :‬‬
‫«و َّ‬
‫الرتمذي ‪2717‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫األدعية‬
‫الدعاء‬

‫فاحتة الدعاء‬
‫‪1‬احلمد هلل حمداٌ كثرياٌ طيب ٌا مبارك ٌا فيه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ال�س َموَاتِ َومِ ْل َء ا َلأ ْر ِ�ض َومَا َب ْي َن ُه َما‬ ‫‪2‬ال َّل ُه َّم َر َّب َنا َل َك الحْ َ ْم ُد مِ ْل َء َّ‬ ‫‪.2‬‬
‫َومِ ْل َء مَا �شِ ْئتَ مِ نْ َ�ش ْي ٍء َب ْع ُد َ�أهْ َل ال َّث َنا ِء َوالمْ َ ْجدِ َال مَا ِن َع لمِ َا �أَ ْع َط ْيتَ‬
‫َو َال ُم ْعطِ َى لمِ َا َم َن ْعتَ َو َال َي ْن َف ُع َذا الجْ َ ِّد مِ ْن َك الجْ َ دُّ ‪.‬‬

‫‪3‬ال َّل ُه َّم َ�ص ِّل َعلَى محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬و َعلَى �آلِ محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬ك َما َ�ص َّل ْيتَ َعلَى ِ�إ ْب َراهِ ي َم‬ ‫‪.3‬‬
‫و َعلَى �آلِ �إِ ْب َراهِ ي َم‪� ،‬إِ َّن َك َحمِ ي ٌد مجَ ِ يدٌ‪ ،‬ال َّل ُه َّم َبار ِْك َعلَى محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬و َعلَى‬
‫�آلِ محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬ك َما َبا َر ْكتَ َعلَى �إِ ْب َراهِ ي َم و َعلَى �آلِ �إِ ْب َراهِ ي َم‪� ،‬إِ َّن َك َحمِ ي ٌد‬
‫مجَ ِ يدٌ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪َ 4‬ال �إِ َل َه �إِ َال �أَنتَ ُ�س ْب َحا َن َك ِ�إنيِّ ُكنتُ مِ َن َّ‬
‫الظالمِ ِ َ‬
‫ني‬ ‫‪.4‬‬

‫‪46‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫لدعاء اهلل تعاىل‪� ،‬آداب يحتمها التقرب �إليه �سبحانه مبا يحب ومبا يليق‬
‫بجالله من �آداب املخاطبة‪� ،‬أول هذه الآداب البدء بحمد اهلل والثناء‬
‫عليه‪ ،‬ثم ال�صالة وال�سالم على ر�سوله حممد ‪ ‬وقد وورد يف الأ�سانيد‬
‫ال�شرعية �صيغ حمد بلغ من بالغتها �أن ت�سابقت لرفعها املالئكة‪.‬‬

‫«س ِم َع اللهَُّ َلمِ ْن مَحِدَ ُه»‪ .‬فقال‬ ‫بي ‪ ‬ي�صلي فلما رفع ر�أ�سه من الركعة قال‪َ :‬‬ ‫‪ . 1‬كان ال َّن ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ْمدُ ‪ ،‬مَحْد ًا كَثري ًا َط ِّيب ًا ُم َب َارك ًا فيه‪ ،‬فلام انرصف قال« ‪َ :‬م ِن‬ ‫ِ‬
‫رجل وراءه‪َ :‬ر َّبنَا و َل َك حْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا مُْل َت َك ِّل ُم ؟» ‪.‬قال‪َ :‬أنَا‪ ،‬قال ‪َ «:‬ر َأ ْي ُت بِ ْض َع ًة َو َثالَثنيَ َم َلك ًا َي ْبتَد ُر هَ‬
‫ونَا‪َ ،‬أ هُّ ُي ْم َي ْك ُت ُب َها َأ َّو ُل»‪.‬‬
‫ِ‬
‫يبتدر‪ :‬ي�سبق‪ .‬قال ‪َ «:‬أ ْف َض ُل الدُّ عَاء حْ َ‬
‫ال ْمدُ للِهَّ »‪.‬‬
‫‪ . 2‬من دعاء النبي حممد ‪ ،‬حني يرفع ر�أ�سه من الركوع‪ ،‬و َقا َل ‪ « :‬إِ َذا َق َال‬
‫ال ْمدُ ‪َ ،‬فإِ َّن ُه َم ْن َوا َف َق َق ْو ُل ُه َق ْو َل‬ ‫مِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل َما ُم‪َ :‬سم َع اللهَُّ َل ْن مَحدَ ُه‪َ ،‬ف ُقو ُلوا ‪ :‬ال َّل ُه َّم َر َّبنَا َل َك حْ َ‬
‫ا مَْلال َِئك َِة غ ُِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذنْبِ ِه»‪ .‬اجلد‪:‬الغنى ويقال احلظ‪� ،‬أَيْ ال ينفع ذا الغنى‬
‫عندك غناه‪� ،‬إمنا ينفعه العمل ال�صالح‪ .‬منك‪� :‬أي عندك‪.‬‬
‫ول اللهَّ ِ ‪‬‬
‫‪� . 3‬صفة ال�صالة على النبي ِ ‪ ‬كما وردت يف ال�صحيحني‪ ،‬وقد َ�سمِ َع َر ُ�س ُ‬
‫بي ‪َ ، ‬ف َقا َل له ‪ «:‬ع ِ‬
‫َج ْل َت‬ ‫ال ِت ِه لمَ ْ يمُ َِّجدِ اللهَّ َ َولمَ ْ يُ�صَ ِّل َعلَى ال َّن ّ‬
‫ال َي ْدعُو فيِ َ�ص َ‬
‫َر ُج ً‬
‫ال يُ�صَ ِّلى َف َم َّج َد اللهَّ َ َو َحمِ َد ُه َو َ�ص َّلى َعلَى ال َّن ّ‬
‫بي ‪‬‬ ‫َأ هُّ َيا ا مُْل َصل»‪َ .‬و َ�سمِ َع َر ُ�س ُ‬
‫ول اللهَّ ِ ‪َ ‬ر ُج ً‬
‫ب َو َس ْل ُت ْع َط»‪.‬‬ ‫َف َقا َل له‪« :‬ا ْد ُع جُ َت ْ‬
‫«ل ْ َيدْ ُع هِ َبا َر ُج ٌل ُم ْس ِل ٌم ىِف‬ ‫‪ . 4‬دعوة النبي يون�س ‪ ‬التي قال عنها ر�سول اهلل ‪ :‬مَ‬
‫َاض ًبا َف َظ َّن َأنْ َل ْن َن ْق ِد َر َع َل ْي ِه َفنَا َدى‬
‫ُّون إِ ْذ َذهب مغ ِ‬
‫اب اللهَُّ َل ُه»‪.‬‏ ‪َ ‬و َذا الن ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َش ْىء َق ُّط إِالَّ ْ‬
‫است ََج َ‬
‫است ََج ْبنَا َل ُه َون ََّج ْينَا ُه ِم َن‬ ‫مِِ‬ ‫َك إِن ُكن ُ ِ‬
‫ْت م َن ال َّظال َ‬
‫ني ‪َ v‬ف ْ‬ ‫ت َأنْ ال إِ َل َه إِال َأن َ‬
‫ْت ُس ْب َحان َ يِّ‬
‫يِف ال ُّظ ُلم ِ‬
‫اَ‬
‫ِِ‬ ‫ك ُنن ِ‬‫ا ْلغ َِّم َوك ََذلِ َ‬
‫ْجي ا مُْل ْؤمن َ‬
‫ني‪ ‬الأنبياء‪88-87 :‬‬

‫ال ُّنونِ ‪ :‬هو احلوت‪َ ،‬و َذا ال ُّنونِ ‪� :‬صاحبه النبي يون�س بن متى ‪� ،‬إذ ذهب غا�ضبا‬
‫على قومه مما قا�سى منهم‪ ،‬ومل ي�ؤذن له يف ذلك‪ ،‬فظن �أن لن يق�ضي عليه ما‬
‫ق�ضاه من حب�سه يف بطن احلوت‪ ،‬فنادى يف الظلمات‪ ،‬ظلمة الليل وظلمة البحر‬
‫وظلمة بطن احلوت‪ ،‬م�سبحا هلل ومعرتفا ب�أنه كان من الظاملني يف ذهابه بال �إذن‬
‫من اهلل‪ .‬و ُذكر يف التف�سري للجاللني‪َ ،‬ونجَ َّ ْي َنا ُه مِ نَ ا ْل َغ ِّم‪ :‬بتلك الكلمات‪َ .‬و َك َذل َِك‪:‬‬
‫كما جنيناه‪ُ .‬ن ْنجِ ي المْ ُ�ؤْمِ ِننيَ‪ :‬من كربهم �إذا ا�ستغاثوا بنا داعني‪.‬‬
‫وذكر اهلل تعاىل �شاهد �آخر على جناته بف�ضل ذكره اهلل‬
‫‪ ‬ال�صافات‪144-143:‬‬ ‫ث يِف َب ْطن ِ ِه إِ ىَل َي ْو ِم ُي ْب َع ُثونَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ف َل ْوال َأ َّن ُه كَانَ م ْن ا مُْل َس ِّبح َ‬
‫ني ‪َ v‬ل َلبِ َ‬

‫‪47‬‬
‫الدعاء‬

‫ال َّرحي ُم‬ ‫ال َّر ْحمنُ‬ ‫ال َّر ُّب‬ ‫الإل ُه‬ ‫اللهَّ ُ‬

‫فاحتة الدعاء‬
‫ال َق ُّيو ُم‬ ‫ا َ‬
‫حل ُّي‬ ‫ال�ص َم ُد‬
‫َّ‬ ‫ال َأح ُد‬ ‫الواحِ ُد‬
‫العَظِ ي ُم‬ ‫البَاطِ نُ‬ ‫َ‬
‫الظاهِ ُر‬ ‫الآخِ ُر‬ ‫الأَ َّو ُل‬
‫ا َ‬
‫حلمِ ي ُد‬ ‫امل ُ َت َعالِ‬ ‫الأعْ لَى‬ ‫لي‬
‫ال َع ُّ‬ ‫ال َك ِب ُ‬
‫ري‬
‫جلاللِ‬ ‫ذ ُو ا َ‬ ‫نو ُر ال�سمواتِ‬ ‫بَدِ ي ُع ال�سمواتِ‬
‫مالك ُ‬
‫امللك‬ ‫والإِ ْك َرا ِم‬ ‫والأر�ض‬ ‫والأر�ض‬ ‫املَجِ ي ُد‬
‫املُ�ؤمِ نُ‬ ‫ال�سال ُم‬ ‫َّ‬ ‫ال ُقدُّ ُ‬
‫و�س‬ ‫املل ُِك‬ ‫ُ‬
‫املليك‬
‫خل َّ‬
‫ال ُق‬ ‫ا َ‬ ‫املُت َكبرِّ ُ‬ ‫ا َ‬
‫جل َّبا ُر‬ ‫ال َعزِي ُز‬ ‫امل ُ َه ْيمِ نُ‬
‫ال َقدِ ي ُر‬ ‫ال َقا ِد ُر‬ ‫املُ�صَ ِّو ُر‬ ‫ال َبار ُِئ‬ ‫ا َ‬
‫خلال ُِق‬
‫امل َ ِت ُ‬
‫ني‬ ‫ال َقوَيُّ‬ ‫ال َقهَّا ُر‬ ‫ال َقاهِ ُر‬ ‫املُقْتدِ ُر‬
‫ري‬
‫ال َب ِ�ص ُ‬ ‫ال َعلِي ُم‬ ‫ال�سمِ ي ُع‬
‫َّ‬ ‫امل ُ ِب ُ‬
‫ني‬ ‫ا َ‬
‫حل ُّق‬
‫ال َقر ُ‬
‫ِيب‬ ‫ِيب‬
‫ال َّرق ُ‬ ‫يب‬
‫حل�سِ ُ‬ ‫ا َ‬ ‫َّ‬
‫ال�شهِي ُد‬ ‫ري‬ ‫ا َ‬
‫خل ِب ُ‬
‫ال َّتوَّابُ‬ ‫ال َغ َّفا ُر‬ ‫ال َغ ُفو ُر‬ ‫الع ُف ُّو‬ ‫يب‬‫املُجِ ُ‬
‫ال�ش ُكو ُر‬
‫َّ‬ ‫ال َودُو ُد‬ ‫ال َّلطِ ُ‬
‫يف‬ ‫ال َّرء ُو ُف‬ ‫ا َ‬
‫حللِي ُم‬
‫ال َوهَّابُ‬ ‫الوَا�سِ ُع‬ ‫يط‬‫املُحِ ُ‬ ‫البرَ ُّ‬ ‫َ‬
‫ال�شا ِك ُر‬
‫ال َّر َّز ُاق‬ ‫ال َّراز ُِق‬ ‫الأ ْك َر ُم‬ ‫ال َك ِر ُ‬
‫مي‬ ‫ال َغن ُِّي‬
‫ا َ‬
‫حلكِي ُم‬ ‫ا َ‬
‫حل َك ُم‬ ‫الهَادِي‬ ‫املُقِيتُ‬ ‫ال َف َّتا ُح‬
‫ال َّن ِ�ص ُ‬
‫ري‬ ‫امل َ ْول‬ ‫ال َوليِ ُّ‬ ‫حل ُ‬
‫فيظ‬ ‫ا َ‬ ‫ال َوكِي ُل‬
‫ال َق ُ‬
‫اب�ض‬ ‫جلمِ ي ُل‬
‫ا َ‬ ‫ال َّرف ُ‬
‫ِيق‬ ‫ال�شاف‬ ‫َّ‬ ‫ال َكايف‬
‫امل َّن ُان‬ ‫طي‬
‫املِ ُع ِ‬ ‫املُ�ؤَ ِّخ ُر‬ ‫امل ُ َق ِّد ُم‬ ‫البَا�سِ ُط‬
‫ال َو ٍت ْر‬ ‫ال�س ِّت ُ‬
‫ري‬ ‫ِّ‬ ‫يي‬ ‫ا َ‬
‫حل ُّ‬ ‫ال�س ِّي ُد‬
‫َّ‬

‫‪48‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫َ أِلنْ ناديتَ �أحد من الب�شر قد ال يُجيبك‪� ،‬أو قد ي�ضيق بندائك‪ ،‬لكن املنزه‬
‫عن النق�ص‪ ،‬املت�صف بالكمال �سبحانه تعاىل‪ ،‬ال يتجاهل النداء وال يرد‬
‫املنادي‪ ،‬ي�سمعه و�إن مل يتلفظ العبد با�سمه تعاىل‪ ،‬ويجيبه وقد يكون العبد‬
‫ن�سي نداءه‪.‬‬

‫ِب َها‬
‫وه‬
‫اد ُع ُ‬
‫َف ْ‬
‫خلف كل (فعل �أمر) للم�ؤمنني يف القر�آن خري عظيم‪ ،‬فالدعاء بهذه الأ�سماء‬
‫�سيجلب خريا ال ن�ستطيع ت�صور حدوده‪.‬‬
‫و�إذا حوى امل�شهد يف الآية تواجد اهلل مع العبد‪ ،‬ج�سدت الآية بعداً �آخر لعالقة‬
‫العبد بربه‪ ،‬ف�إعالن ملكية اهلل للأ�سماء ‪َ ‬وللِهِّ األَ ْس اَمء حُْ‬
‫ال ْسنَى َفا ْد ُعو ُه هِ َ‬
‫با‪ ‬الأعراف‪180:‬‬

‫‪ ،‬يليها فورا الأمر بالدعاء بها‪ ،‬ما هو �إال �شكل �آخر من �أ�شكال معية اهلل اخلا�صة‪.‬‬
‫ُو ِ�ض َعتْ هذه الأ�سماء هنا كقائمة‪ ،‬لإتاحة الفر�صة للداعي بالدعاء منها مبا ينا�سب‬
‫حاجته وتوجهه �إىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫َفا ْدعُو ُه ِبهَا‪ :‬اطلبوا منه ب�أ�سمائه ما يليق بها‪ ،‬فيقال‪ :‬يا رحيم ارحمني‪ ،‬يا رازق‬
‫ارزقني‪.‬‬

‫َد َخ َل ال َْج َّن َة‬


‫َم ْن َح ِف َظ َها‬
‫وليتاح له �أي�ضا حفظها �إن �أمكنه ذلك‪ .‬لي�شمله احلديث ال�شريف للر�سول ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«للِهَِّ تِ ْس َع ٌة َوتِ ْس ُع َ‬
‫م�سلم ‪6985‬‬ ‫النَّ َة َوإِ َّن اللهََّ ِوت ٌْر حُي ُّ‬
‫ب ا ْل ِوت َْر »‪.‬‬ ‫اس اًم َم ْن َحف َظ َها َد َخ َل جْ َ‬
‫ون ْ‬
‫البخاري ‪َ ، 6410‬و ىِف ِر َوا َي ِة ا ْب ِن َأبِى ع َُم َر‪َ « :‬م ْن َأ ْح َص َ‬
‫اها »‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الدعاء‬

‫الدعاء باال�سم الأعظم‬


‫ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك �أَنيِّ �أَ ْ�ش َه ُد �أَ َّن َك �أَنْتَ اللهَّ ُ َال �إِ َل َه �إِ َّال �أَنْتَ‬
‫ال�ص َم ُد ا َّلذِ ي لمَ ْ َي ِل ْد َولمَ ْ ُيو َل ْد َولمَ ْ َي ُكنْ َل ُه ُك ُف ًوا �أَ َحدٌ‪،‬‬ ‫الأَ َح ُد َّ‬
‫اللِ َوالإِ ْك َرا ِم َيا َح ُّي َيا َق ُّيومُ‪.‬‬ ‫ال�س َموَاتِ َوالأَ ْر ِ�ض َيا َذا الجْ َ َ‬ ‫المْ َ َّن ُان بَدِ ي ُع َّ‬

‫‪50‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫اال�سم الأعظم‪ ،‬عُظم ملا ت�ضمنه من احلمد والثناء واملجد والتوحيد‪،‬‬


‫وملحبة الرب تعاىل لذلك الثناء واملجد‪� ،‬أجاب من دعا به‪.‬‬

‫ال�س�ؤال �أن يقول العبد �أعطني ف ُيعطي‪ ،‬والدعاء �أن ينادي ويقول يا رب‪ ،‬فيجيب‬
‫الرب تعاىل ويقول لبيك يا عبدي‪ ،‬ففي مقابلة ال�س�ؤال الإعطاء ويف مقابلة الدعاء‬
‫الإجابة‪ ،‬وهذا هو الفرق بينهما ويذكر �أحدهما مقام الآخر �أي�ضا‪.‬‬

‫ْت اللهَُّ الَ إِ َل َه إِالَّ َأن َ‬


‫ْت‬ ‫�سمع الر�سول ‪ ‬رجل يقول‪« :‬ال َّل ُه َّم إِ يِّن َأ ْس َأ ُل َك َأنِّى َأ ْش َهدُ َأن ََّك َأن َ‬

‫الص َمدُ ا َّل ِذى مَل ْ َي ِلدْ َو مَل ْ ُيو َلدْ َو مَل ْ َي ُك ْن َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ ‪.».‬‬
‫األَ َحدُ َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فقال ‪َ « :‬ل َقدْ َس َأ ْل َت اللهََّ بِاال ْس ِم ا َّلذي إِ َذا ُسئ َل بِه َأ ْع َطى َوإِ َذا ُدع َي بِه َأ َج َ‬
‫اب »‪.‬‬

‫و�سمع الر�سول ‪ ‬رجل يدعو بعد �صالته‪« :‬ال َّل ُه َّم إِ يِّن َأ ْس َأ ُل َك َيا اللهَُّ األَ َحدُ َّ‬
‫الص َمدُ‬
‫يم»‪.‬‬ ‫ْت ا ْل َغ ُفور ِ‬ ‫ا َّل ِذى مَل ْ َي ِلدْ َو مَل ْ ُيو َلدْ َو مَل ْ َي ُك ْن َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ َأ ْن َتغ ِْف َر ىِل ُذنُوبِى إِن ََّك َأن َ‬
‫الرح ُ‬
‫ُ َّ‬
‫فقال ‪َ « :‬قدْ غ ُِف َر َل ُه َقدْ غ ُِف َر َل ُه »‪َ .‬ث َ‬
‫ال ًثا‪.‬‬

‫ال ْمدَ الَ إِ َل َه إِالَّ َأن َ‬


‫ْت ا مَْلن ُ‬
‫َّان‬ ‫و�سمع الر�سول ‪ ‬رجل يدعو‪« :‬ال َّل ُه َّم إِ يِّن َأ ْس َأ ُل َك بِ َأ َّن َل َك حْ َ‬
‫الال َِل َو ِ‬ ‫ب ِديع السمو ِ‬
‫ات َواألَ ْر ِ‬
‫اإلك َْرا ِم َيا َح ُّى َيا َق ُّيو ُم‪.».‬‬ ‫ض َيا َذا جْ َ‬ ‫َ ُ َّ َ َ‬

‫اب َوإِ َذا ُس ِئ َل بِ ِه َأ ْع َطى »‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فقال ‪َ «:‬ل َقدْ دعَا اللهََّ بِ ِ ِ‬
‫اسمه ا ْل َعظي ِم ا َّلذي إِ َذا ُدع َي بِه َأ َج َ‬‫ْ‬ ‫َ‬

‫وقد دجمنا الدعائني معا‪ ،‬لي�سهل على الداعي وحت�صل له الفائدة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الدعاء‬

‫الإ�ستغفار‬
‫‪1.1‬ال َّل ُه َّم َ�أنْتَ َر ِّبي‪َ ،‬ال ِ�إ َل َه ِ�إ َّال �أَنْتَ ‪َ ،‬خلَ ْق َتنِي َو�أَ َنا َع ْبد َُك‪َ ،‬و�أَ َنا َعلَى‬
‫َعهْدِ َك َو َو ْعدِ َك مَا ْا�س َت َط ْعتُ ‪� ،‬أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َ�ش ِّر مَا َ�ص َن ْعتُ ‪�َ ،‬أ ُبو ُء‬
‫وب‬‫الذ ُن َ‬ ‫َل َك ِب ِن ْع َمت َِك َعلَ َّى َو �أَ ُبو ُء ِب َذ ْنبِي‪ْ ،‬‬
‫فاغ ِف ْر ليِ ‪َ ،‬ف�إِ َّن ُه َال َي ْغ ِف ُر ُّ‬
‫�إِ َّال �أَنْتَ ‪.‬‬

‫‪َ 2.2‬ر َّب َنا ْاغ ِف ْر َل َنا َولإِ ْخ َوا ِن َنا ا َّلذِ َ‬
‫ين َ�س َب ُقو َنا بِالإِميَانِ َوال تجَ ْ َع ْل فيِ‬
‫ين �آ َم ُنوا َر َّب َنا �إِ َّن َك َرء ٌ‬
‫ُوف َرحِ ي ٌِم‪‬‬ ‫ُق ُلو ِب َنا غِ ال ِل َّلذِ َ‬

‫‪َ 3.3‬ر ِّب ْاغ ِف ْر ليِ َو ِل َوا ِلدَيَّ َولمِ َن د ََخ َل َب ْيت َِي ُم�ؤْمِ ناً َو ِل ْل ُم�ؤْمِ ِن َ‬
‫ني‬
‫ني �إِال َت َباراً‪‬‬ ‫َوالمْ ُ�ؤْمِ َناتِ َوال َت ِز ِد َّ‬
‫الظالمِ ِ َ‬
‫‪َ 4.4‬ر َّب َنا َظلَ ْم َنا �أَ ْن ُف َ�س َنا َو ِ�إنْ لمَ ْ َت ْغ ِف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُكونَنَّ مِ َن‬
‫ِين‪‬‬‫الخْ َ ا�سِ ر َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫‪َ 5.5‬ر ِّب ْاغ ِف ْر َوا ْر َح ْم َو َ�أنْتَ َخيرْ ُ ال َّراحِ مِ َ‬

‫‪52‬‬
‫�شرح الدعاء‬
‫الإ�ستغفار لنف�سك و للم�ؤمنني هو من �آداب الدعاء بعد حمد اهلل‬
‫اس َتغ ِْف ْر‬ ‫وال�صالة على النبي ‪ ، ‬ت�أ�سيا بتوجيه اهلل تعاىل لنبيه ‪َ ‬‬
‫‪‬و ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا مُْلؤْ منَات‪ ‬حممد‪19:‬‬ ‫لِ َذنبِ َك َولِ ْل ُمؤْ ِمنِنيَ‬

‫لال�ستغفار �صيغ كثرية وردت يف القر�آن وال�سنة‪� ،‬أوردنا بع�ضها هنا‪ ،‬وللداعي �أن ي�أخذ ب�أي منها يف دعائه‪:‬‬

‫‪� .1‬سمى النبي ‪ ‬هذا الدعاء �سيد الإ�ستغفار‪ ،‬و قيل ُ�سمي بال�سيد لأنه جامعا‬
‫ار م ِ‬ ‫ملعاين التوبة كلها‪ ،‬وقال ‪ ‬عن هذا الدعاء‪ « :‬ومن َق هَ ِ‬
‫وقن ًا هِ َبا‪َ ،‬ف اَم َت‬ ‫الَا م َن الن ََّه ِ ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫الا ِمن ال َّلي ِل وهو م ِ‬
‫وق ٌن هِ َبا‪َ ،‬ف اَم َت‬ ‫ِمن يو ِم ِه َقب َل َأ ْن يم ِسى‪َ ،‬فهو ِمن َأه ِل جْ ِ‬
‫النَّة‪َ ،‬و َم ْن َق هَ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ َُ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َق ْب َل َأ ْن ُي ْصب َح‪َ ،‬ف ْه َو م ْن أ ْه ِل جْ‬
‫الَنَّة»‪� .‬أبوء‏ ‏‪ :‬اق ُّر‏ و�أعرتف بذنوبي‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ .2‬دعاء التابعني لل�صحابة‪ ،‬وهذه الآية دليل على وجوب حمبة ال�صحابة‬
‫واال�ستغفار لهم ‪ ‬وا َّل ِذين جاؤُ وا ِمن بع ِد ِهم ي ُقو ُلونَ ربنَا اغ ِْفر َلنَا و ِ ِ ِ‬
‫إل ْخ َواننَا ا َّلذ َ‬
‫ين َس َب ُقونَا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫إل اَيم ِن‪ ...‬‬
‫بِا ِ‬
‫َوا َّلذِ ينَ َجا�ؤُوا‪:‬املراد هنا التابعني ومن دخل يف الإ�سالم �إىل يوم القيامة‪ ،‬ممن‬
‫جا�ؤوا‪َ ،‬ب ْعدِ هِ م ْ‪� :‬أي ال�صحابة ر�ضوان اهلل عليهم‪ .‬غِ ال‪� :‬أي بغ�ضاً وح�سداً‪ .‬واملق�صود‬
‫�أن امل�ؤمن يدعو لكل من �سبقه من امل�ؤمنني‪.‬‬

‫‪ .3‬يُ�ستحب هذا الدعاء اقتداء بنوح ‪ ‬لأنه �شمل بدعائه جميع امل�ؤمنني‬
‫وامل�ؤمنات‪ .‬تباراً‪ :‬هالكاً و خ�ساراً يف الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫‪� .4‬أول دعاء لآدم ‪ ‬بعد �أول خطيئة ارتكبها‪ ،‬وقيل �أن �آدم تلقى هذا الدعاء من‬
‫يم‪ ‬البقرة‪37 :‬‬
‫ت َفتَاب ع َلي ِه إِ ّنه هو التّواب ِ‬
‫ربه ‪َ ‬ف َت َل ّقى آدم ِمن رب ِه كَلِم ٍ‬
‫الرح ُ‬
‫َ َ ْ ُ ُ َ ّ ُ ّ‬ ‫ّ ّ اَ‬ ‫َ َُ‬

‫‪ .5‬دعاء عباد اهلل امل�ؤمنني‪ ،‬وقيل �أنهم املهاجرين‪ ،‬وقد �أر�شد اهلل تعاىل �إىل هذا‬
‫الدعاء يف �آخر �سورة (امل�ؤمنون)‪ ،‬بعد �أن ورد الدعاء يف منت�صف ال�سورة‪ ،‬يف حوار اهلل‬
‫ون‪‬امل�ؤمنون‪ ،108:‬ثم ذكر‬ ‫اخ َس ُؤوا فِ َيها َوال ُت َك ِّل ُم ِ‬ ‫تعاىل مع الكفار املعذبون يف النار ‪َ ‬ق َال ْ‬
‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‬
‫الراح َ‬‫نت َخ رْ ُي َّ‬ ‫ال�سبب ‪‬إِ َّن ُه كَانَ َف ِر ٌيق ِّم ْن ع َبادي َي ُقو ُلونَ َر َّبنَا َآمنَّا َفاغْف ْر َلنَا َو ْار مَ ْ‬
‫حنَا َوأ َ‬
‫ت َْض َح ُ‬
‫كونَ ‪‬امل�ؤمنون‪110-109:‬‬ ‫نس ْوك ُْم ِذك ِْري َوكُنتُم ِّمن ُْه ْم‬ ‫ِ‬
‫وه ْم سخْ ِر ّي ًا َحتَّى َأ َ‬
‫‪َ v‬ف خَّات َْذتمُ ُ ُ‬
‫�سخر الكفار من دعائهم‪ ،‬ف�إ�ستجاب اهلل لهم ‪‬إ يِِّن َج َز ْيت ُُه ُم ا ْل َي ْو َم بِ اَم َص رَ ُبوا‪ ‬على‬
‫‪‬أ هَّنُ ْم ُه ُم ا ْل َفائِزُونَ ‪‬امل�ؤمنون‪ ، 111:‬ثم ختم ال�سورة بالأمر بهذا‬ ‫�أذاكم لهم وا�ستهزائكم بهم َ‬
‫نت َخي مِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪‬امل�ؤمنون‪118:‬‬ ‫الراح َ‬ ‫الدعاء حثا وت�أكيدا عليه ‪َ ‬و ُقل َّر ِّب اغْف ْر َو ْار َح ْم َو َأ َ رْ ُ َّ‬
‫‪53‬‬
‫الدعاء‬

‫‪6‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ َظلَ ْمتُ َن ْف�سِ ي ُظ ْلماً َكثِرياً‪َ ،‬و َال َي ْغ ِف ُر ُّ‬
‫الذ ُن َ‬

‫الإ�ستغفار‬
‫وب‬ ‫‪.6‬‬
‫�إِ َّال �أَنْتَ ‪ْ َ ،‬اغ ِف ْر ليِ َم ْغ ِف َر ًة مِ نْ عِ ْندِ َك‪َ ،‬وا ْر َح ْمنِي‪� ،‬إِ َّن َك �أَنْتَ‬
‫ا ْل َغ ُفو ُر ال َّرحِ ي ُم‪.‬‬

‫‪�7‬أَ ْ�س َت ْغ ِف ُر اللهَّ َ ا َّلذِ ي َال �إِ َل َه �إِ َّال هُ َو الحْ َ َّي ا ْل َق ُّيو َم َو�أَ ُت ُ‬
‫وب �إِ َل ْيهِ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪َ 8‬ر ِّب ْاغ ِف ْر ليِ َخطِ ي َئتِي َو َج ْهلِي َو�إِ ْ�س َرافيِ فيِ �أَ ْمرِي ُك ِّلهِ‪َ ،‬ومَا‬ ‫‪.8‬‬
‫�أَنْتَ �أَ ْعلَ ُم ِب ِه مِ ِّنى‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر ليِ َخ َطا َياي َو َع ْمدِ ي َو َج ْهلِي‬
‫َو َه ْزليِ ‪َ ،‬و ُك ُّل َذل َِك عِ ْندِ ي‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر ليِ مَا َقد َّْمتُ َومَا‬
‫�أَ َّخ ْر ُت َومَا �أَ ْ�س َر ْر ُت َومَا �أَ ْعلَنْتُ ‪�َ ،‬أنْتَ المْ ُ َق ِّد ُم ‪َ ،‬و�أَنْتَ المْ ُ َ�ؤ ِّخ ُر‪،‬‬
‫َو�أَنْتَ َعلَى ُك ِّل َ�شي ٍء َقدِ ي ٌر‪.‬‬

‫‪9‬ال َّل ُه َّم َف أ�َيمُّ َا ُم�ؤْمِ ٍن َ�س َب ْب ُتهُ‪َ ،‬ف ْ‬


‫اج َع ْل َذل َِك َل ُه ُق ْر َب ًة ِ�إ َل ْي َك َي ْو َم‬ ‫‪.9‬‬
‫ا ْل ِق َيا َمةِ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫ال�صدِّيقِ ‪ ،‬لر�سول اهلل ‪َ ":‬ع ِّل ْمنِي ُدعَا ًء َأ ْدعُو بِ ِه يِف َصالَت»‪.‬‬
‫‪ .6‬من �س�ؤال �أَبِى َب ْكرٍ ِّ‬
‫ومل ُي َبينَّ حم ُّلها‪ ،‬والأوىل �أن تكون يف �أحد موطنني؛ �إما يف ال�سجود �أو بعد الت�شهد‪.‬‬
‫وبني الدعاء �أن الإن�سان ال ي�سلم من تق�صري ولو كان ِّ�صدِّي َقا‪ ،‬وعده العلماء من‬
‫جوامع الدعاء لأن فيه الإعرتاف بغاية التق�صري‪ ،‬والإ�شارة �إىل �إيثار �أمر الآخرة‬
‫على �أمر الدنيا‪.‬‬

‫َان َف َّر ِم َن الزَّ ْح ِف»‪ .‬ويف هذا احلديث‬


‫‪ .7‬ذكر الر�سول ‪� ‬أن َمنْ قالها‪« :‬غ ُِف َر َل ُه َوإِ ْن ك َ‬
‫دالل ٌة على �أ َّن اال�ستغفا َر ميحو الذنوبَ �سواء كانت كبائر �أو �صغائ َر‪ ،‬ف�إ َّن الفرا َر من‬
‫الزحفِ من الكبائر‪.‬‬

‫‪ُ .8‬روي عن الر�سول ‪� ‬أنه كان يدعو بهذا الدعاء يف �آخر ال�صالة‪ ،‬وقيل قبل ال�سالم‬
‫وقيل بعده‪َ ،‬و�إِ ْ�س َرافيِ فيِ �أَ ْمرِي ُك ِّلهِ‪ :‬الإ�سراف جماوزة احلد يف كل �شيء‪ .‬وقيل �صدور‬
‫ك اللهَُّ َما َت َقدَّ َم ِمن َذنبِ َ‬
‫ك َو َما‬ ‫هذا الدعاء من النبي بالرغم من قوله تعاىل ‪‬لِ َيغ ِْف َر َل َ‬
‫ِ‬
‫اس َتغْف ْر ُه‪‬الن�صر‪3:‬‬ ‫ت ََأ َّخ َر‪‬الفتح‪ ،2:‬جاء امتثاال ملا �أمره اهلل به ‪َ ‬ف َس ِّب ْح بِ َح ْم ِد َر ِّب َ‬
‫ك َو ْ‬
‫وقيل وقوع اخلطيئة من الأنبياء جائز لأنهم مكلفون فيخافون وقوع ذلك‬
‫ويتعوذون منه‪ ،‬وقيل قاله على �سبيل التوا�ضع واخل�ضوع حلق الربوبية ل ُيقتدى‬
‫به يف ذلك‪.‬‬

‫ِ‬
‫ب ا ْل َب رَ ُ‬
‫ش‪ .»..‬ثم ذكر الدعاء‬ ‫ب ك اََم َيغ َْض ُ‬ ‫‪ .9‬قال الر�سول ‪«: ‬ال َّل ُه َّم إن اََّم حُم ََّمدٌ َب رَ ٌ‬
‫ش َيغ َْض ُ‬
‫كما ورد يف �صحيح البخاري‪.‬‬
‫ويف َحدِ يث ل َعائ َِ�شة ر�ضي اهلل عنها‪َ ،‬ب َيان �سبب الدعاء‪ ،‬قالت‪َ « :‬د َخ َل ع ىََل َ‬
‫الر ُسول‬
‫ش ٍء ال َأ ْد ِري َما ُه َو َف َأغ َْض َبا ُه َف َس َّب ُه اَم َو َل َعن َُه اَم‪َ ،‬ف َل اَّم َخ َر َجا ُق ْلت َل ُه ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ر ُجالن َف َك َّل اَم ُه بِ يَ ْ‬
‫َف َق َال ‪َ :‬أ َما ع َِل ْمت َما َش َار ْطت َع َل ْي ِه َر يِّب ؟ ُق ْلت ‪ :‬ال َّل ُه َّم إِن اََّم َأنَا َب رَش َف َأ ّي ا مُْل ْس ِل ِمنيَ َل َعنْته‬
‫ج ًرا »‪ .‬م�سلم ‪6779‬‬ ‫اج َع ْل ُه َل ُه زَ كَاة َو َأ ْ‬ ‫َأ ْو َس َب ْبته َف ْ‬

‫‪55‬‬
‫الدعاء‬

‫الوتر والتهجد‬
‫ال�س َموَاتِ َوالأَ ْر ِ�ض َو َمنْ فِيهِنَّ ‪،‬‬ ‫‪1‬ال َّل ُه َّم َل َك الحْ َ ْم ُد �أَنْتَ َق ِّي ُم َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫ال�س َموَاتِ َوالأَ ْر ِ�ض َو َمنْ فِيهِنَّ ‪َ ،‬و َل َك‬ ‫َو َل َك الحْ َ ْم ُد َل َك ُم ْل ُك َّ‬
‫َ‬
‫ال�س َموَاتِ َوالأ ْر ِ�ض‪َ ،‬و َل َك الحْ َ ْم ُد �أنْتَ الحْ َ ُّق‪،‬‬‫َ‬ ‫الحْ َ ْم ُد �أَنْتَ ُنو ُر َّ‬
‫َو َو ْعد َُك الحْ َ ُّق‪َ ،‬و ِل َقا�ؤُ َك َح ٌّق‪َ ،‬و َق ْو ُل َك َح ٌّق‪َ ،‬والجْ َ َّن ُة َح ٌّق‪َ ،‬وال َّنا ُر‬
‫ال�سا َع ُة َح ٌّق‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫َح ٌّق‪َ ،‬وال َّن ِب ُّيو َن َح ٌّق‪ ،‬وَمحُ َ َّم ٌد ‪َ ‬ح ٌّق‪َ ،‬و َّ‬
‫َل َك �أَ ْ�سلَ ْمتُ ‪َ ،‬وب َِك �آ َمنْتُ َو َعلَ ْي َك َت َو َّك ْلتُ ‪َ ،‬و�إِ َل ْي َك �أَ َن ْبتُ ‪َ ،‬وب َِك‬
‫ا�ص ْمتُ ‪�ِ َ ،‬إ َل ْي َك َحا َك ْمتُ ‪َ ،‬ف ْاغ ِف ْر ليِ مَا َقد َّْمتُ َومَا �أَ َّخ ْر ُت‪،‬‬ ‫َخ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َومَا �أ ْ�س َر ْر ُت َومَا �أ ْعلَنْتُ ‪� ،‬أنْتَ المْ ُ َق ِّد ُم َو�أنْتَ المْ ُ َ�ؤ ِّخ ُر‪َ ،‬ال �إِ َل َه ِ�إ َّال‬‫َ‬
‫�أَنْتَ ‪َ ،‬و َال َح ْو َل َو َال ُق َّو َة ِ�إ َّال بِاللهَّ ِ‪.‬‬

‫اك مِ نْ َ�س َخطِ َك وَبمِ ُ َعا َفات َِك مِ نْ ُع ُقو َبت َِك‬ ‫ِ�ض َ‬‫‪2 .2‬ال َّل ُه َّم �أَعُو ُذ ِبر َ‬
‫َو�أَعُو ُذ ب َِك مِ ْن َك َال �أُ ْح ِ�صى َث َنا ًء َعلَ ْي َك َ�أنْتَ َك َما َ�أ ْث َن ْيتَ َعلَى‬
‫َن ْف�سِ َك‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫جوف الليل حيث َت ْ�س ُكن الأ�صوات وي َْ�س ُكن �صخب النهار‪ ،‬ويخ�شع ال�سكون‬
‫جلالل اهلل املتنزل يف ال�سماء الدنيا‪ ،‬اخت�صه النبي ‪ ‬بعبادة ال يهتدي �إليها‬
‫يف جوف هذا الليل �إال من امتلك نوراً هداه اهلل تعاىل له‪.‬‬
‫�صالة مقرونة ب�أدعية م�أثورة‪ ،‬متنح امل�ؤمن بلوغ مراتب العلو مبناجاة اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫‪ .1‬دعاء النبي ‪� ‬إذا قام من الليل يتهجد‪ ،‬وهذا الدعاء من جوامع الكلم وفيه زيادة‬
‫معرفة النبي ‪ ‬بعظمة ربه وعظيم قدرته ومواظبته على الذكر والدعاء والثناء‬
‫على ربه واالعرتاف له بحقوقه والإقرار ب�صدق وعده ووعيده‪ ،‬وفيه ا�ستحباب‬
‫تقدمي الثناء على امل�س�ألة عند كل دعاء اقتداء به ‪. ‬‬
‫قيم ال�سموات‪ :‬القائم بنف�سه املقيم لغريه‪ .‬نور ال�سموات والأر�ض‪ :‬منورهما‪ ،‬وبه‬
‫يهتدي من فيهما‪� .‬أنت احلق‪ :‬املتحقق الوجود الثابت بال �شك فيه‪ .‬ووعدك احلق‪:‬‬
‫الثابت‪ ،‬املنجز دون وعد غريه‪ .‬ولقا�ؤك حق واجلنة حق والنار حق‪ :‬فيه الإقرار‬
‫بالبعث بعد املوت‪ .‬وحممد حق‪ :‬خ�صه بالذكر تعظيما له‪ .‬وال�ساعة حق‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫و�إطالق ا�سم (احلق) على ما ذكر معناه �أنه ال بد من كونها و�أنها مما يجب �أن ي�صدق‬
‫بها‪ ،‬و تكراره للمبالغة يف الت�أكيد‪ .‬اللهم لك �أ�سلمت‪ :‬انقدت وخ�ضعت‪ .‬وبك �آمنت‪:‬‬
‫�صدقت‪ .‬وعليك توكلت‪ :‬فو�ضت الأمر �إليك‪ .‬و�إليك �أنبت‪ :‬رجعت �إليك يف تدبري‬
‫�أمري‪ .‬وبك خا�صمت‪ :‬مبا �أعطيتني من الربهان‪ ،‬ومبا لقنتني من احلجة‪ .‬و�إليك‬
‫حاكمت‪ :‬كل من جحد احلق حاكمته �إليك وجعلتك احلكم بيننا‪ .‬ما قدمت‪ :‬قبل هذا‬
‫الوقت‪ .‬وما �أخرت‪ :‬عنه‪ .‬وما �أ�سررت وما �أعلنت‪ :‬ما �أخفيت و�أظهرت‪� ،‬أو ما حدثت به‬
‫نف�سي وما حترك به ل�ساين‪� .‬أنت املقدم و�أنت امل�ؤخر‪ :‬من �أ�سماء اهلل احل�سنى‪.‬‬

‫‪ .2‬من دعاء الر�سول ‪ ‬وهو �ساجد يف قيام الليل‪ ،‬كما روت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪.‬‬
‫�أعوذ بر�ضاك من �سخطك‪ :‬الر�ضاء وال�سخط �ضدان متقابالن‪ ،‬وكذلك املعافاة‬
‫والعقوبة‪ ،‬فلما �صار �إىل ذكر ماال �ضد له‪ ،‬وهو اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ،‬ا�ستعاذ به منه‪.‬‬
‫ال �أح�صى ثناء عليك‪ :‬ال �أح�صى نعمتك و�إح�سانك والثناء بها عليك‪� .‬أنت كما �أثنيت‬
‫على نف�سك‪ :‬اعرتاف بالعجز عن بلوغ حقيقة الثناء‪ ،‬فوكل ذلك �إىل اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الدعاء‬

‫‪3‬ال َّل ُه َّم اهْ دِ ن فِي َمنْ َه َد ْيتَ َوعَا ِفنِي فِي َمنْ عَا َف ْيتَ َو َت َو َّلنِي‬ ‫‪.3‬‬

‫الوتر والتهجد‬
‫فِي َمنْ َت َو َّل ْيتَ َو َبار ِْك ليِ فِي َما �أَ ْع َط ْيتَ َو ِقنِي َ�ش َّر مَا‬
‫ْ�ضى َعلَ ْي َك َو�إِ َّن ُه َال يَذِ ُّل َمنْ‬ ‫َق َ�ض ْيتَ �إِ َّن َك َتق ِْ�ضى َو َال ُيق َ‬
‫َوا َل ْيتَ َو َال َي ِع ُّز َمنْ عَا َد ْيتَ َت َبا َر ْكتَ َر َّب َنا َو َت َعا َل ْيتَ ‪.‬‬

‫اج َع ْل فيِ َق ْلبِي ُنوراً‪َ ،‬وفِى َب َ�صرِي ُنوراً‪َ ،‬وفِى َ�س ْمعِي‬ ‫‪4‬ال َّل ُه َّم ْ‬ ‫‪.4‬‬
‫ُنوراً‪َ ،‬و َعنْ يمَ ِينِي ُنوراً‪َ ،‬و َعنْ َي َ�سارِي ُنوراً‪َ ،‬و َف ْوقِي ُنوراً‪،‬‬
‫َوتحَ ْ تِي ُنوراً‪َ ،‬و�أَمَامِ ي ُنوراً‪َ ،‬و َخ ْلفِي ُنوراً‪َ ،‬و ْاج َع ْل ليِ ُنوراً‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .3‬علم الر�سول ‪ ‬احل�سن بن علي ‪ ‬هذا الدعاء يف الوتر‪.‬‬


‫اللهم اهدين‪ :‬ثبتني على الهداية �أو زدين من �أ�سبابها‪ .‬فيمن هديت‪ :‬يف جملة من‬
‫هديته من الأنبياء وال�صاحلني‪ .‬وعافني فيمن عافيت‪ :‬من �أ�سو�أ الأدواء والأخالق‬
‫والأهواء‪ ،‬واملعافاة هي دفع ال�سوء‪ .‬وتولني فيمن توليت‪ :‬تول �أمري وال تكلني‬
‫�إىل نف�سي‪ .‬وبارك يل‪� :‬أكرث اخلري ملنفعتي‪ .‬فيما �أعطيت‪ :‬من العمر واملال والعلم‬
‫ف�س ِّلم‬
‫والأعمال‪ .‬وقني‪ :‬احفظني‪� .‬شر ما ق�ضيت‪ :‬مما قدرت يل من ق�ضاء وقدر َ‬
‫يل العقل والدين‪ .‬تق�ضي‪ :‬تقدر �أو حتكم بكل ما �أردت‪ .‬وال يق�ضى عليك‪ :‬ال معقب‬
‫حلكمك‪ .‬ال يذل‪ :‬ال ي�صري ذليال‪ .‬من واليت‪ :‬املواالة �ضد املعاداة‪ .‬تباركت‪ :‬تكاثر‬
‫خريك يف الدارين‪ .‬وتعاليت‪ :‬ارتفعت عظمتك وظهر قهرك وقدرتك‪.‬‬

‫‪ .4‬من دعاء الر�سول ‪ ‬يف قيام الليل‪ ،‬كما روى ابن عبا�س ‪ ،‬وقيل �أنه دعا بهذا‬
‫الدعاء �أول ما قام قبل �أن يدخل يف ال�صالة وقيل حني فرغ من �صالته‪ .‬وقيل قاله‬
‫وهو ذاهب �إىل �صالة ال�صبح‪ .‬والتنوين فيها للتعظيم �أي نوراً عظيما‪ ،‬وقد اقت�صر يف‬
‫هذه الرواية على ذكر القلب وال�سمع والب�صر واجلهات ال�ست وقال يف �آخره"واجعل‬
‫يل نورا" ت�أكيد له‪.‬‬
‫وهذه الأنوار التي دعا بها ر�سول اهلل ‪ ‬ميكن حملها على ظاهرها فيكون �س�أل اهلل‬
‫تعاىل �أن يجعل له يف كل ع�ضو من �أع�ضائه نورا ي�ست�ضيء به يوم القيامة يف تلك‬
‫الظلم هو ومن تبعه‪ ،‬وقيل هي م�ستعارة للعلم والهداية‪ ،‬وقيل معنى طلب النور‬
‫للأع�ضاء ع�ضوا ع�ضوا �أن يتحلى ب�أنوار املعرفة والطاعات ويتعرى عما عداهما‪،‬‬
‫ف�إن ال�شياطني حتيط باجلهات ال�ست بالو�ساو�س فكان التخل�ص منها بالأنوار ال�سادة‬
‫لتلك اجلهات‪ .‬وكل هذه الأمور راجعة �إىل الهداية والبيان و�ضياء احلق‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الدعاء‬

‫جوامع الدعاء‬
‫‪1‬ال َّل ُه َّم َر َّب َنا �آ ِت َنا فيِ الدُّ ْن َيا َح َ�س َن ًة َوفيِ الآخِ َر ِة َح َ�س َن ًة‬ ‫‪.1‬‬
‫اب ال َّنارِ‪.‬‬ ‫َو ِق َنا َع َذ َ‬

‫‪2‬اللهم �إين �أ�س�ألك العفو والعافية يف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫مي تحُ ِ ُّب ا ْل َع ْف َو َف ْاع ُف َع ِّني‪.‬‬


‫‪3‬ال َّل ُه َّم �إِ َّن َك َع ُف ٌّو َك ِر ٌ‬ ‫‪.3‬‬

‫‪4‬ال َّل ُه َّم �أَ ْ�صل ِْح ليِ دِينِي ا َّلذِ ي هُ َو عِ ْ�ص َم ُة �أَ ْمرِي‪َ ،‬و�أَ ْ�صل ِْح ليِ‬ ‫‪.4‬‬
‫ُد ْن َيايَ ا َّلتِي فِيهَا َم َعا�شِ ي‪َ ،‬و�أَ ْ�صل ِْح ليِ �آخِ َرتِي ا َّلتِي فِيهَا‬
‫َم َعادِي‪َ ،‬و ْاج َعلِ الحْ َ َيا َة ِز َيا َد ًة ليِ فيِ ُك ِّل َخيرْ ٍ‪َ ،‬و ْ‬
‫اج َعلِ المْ َ ْو َت‬
‫اح ًة ليِ مِ نْ ُك ِّل َ�ش ٍّر‪.‬‬
‫َر َ‬

‫‪5‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ َن ا ْل َه ِّم َوالحْ َ َزنِ ‪َ ،‬وا ْل َع ْج ِز َوا ْل َك َ�سلِ ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫َوا ْل ُبخْ لِ َوالجْ ُ نْبِ‪َ ،‬و َ�ضلَ ِع ال َّد ْي ِن‪َ ،‬و َغلَ َب ِة ال ِّر َجالِ ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫جوامع الدعاء معناها �أنها قليلة الألفاظ‪ ،‬كثرية املعاين‪،‬‬


‫جامعة لكل خري يف الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫‪ .1‬مدح اهلل تعاىل من ي�س�أله الدنيا و الآخرة معا‪ ،‬عطفا على قوم من الأعراب كانوا‬
‫يدعون يف املوقف يوم عرفة ب�أن يجعل اهلل عامهم غيث و خ�صب‪ ،‬ال يذكرون من �أمر‬
‫ول َر َّبنَا َآتِنَا يِف الدُّ ْن َيا َو َما َل ُه يِف اآلَ ِخ َر ِة‬ ‫الآخرة �شيئاً‪ ،‬ف�أنزل اهلل فيهم ‪َ ‬ف ِم َن الن ِ‬
‫َّاس َم ْن َي ُق ُ‬
‫الق‪ ‬وكان يجيء بعدهم �آخرون من امل�ؤمنني فيدعون‪َ :‬ر َّبنَا َآتِنَا يِف الدُّ ْن َيا‬ ‫ِم ْن َخ ٍ‬
‫يب مِم َّا ك ََس ُبوا‬ ‫ِ‬
‫ك هَُل ْم نَص ٌ‬ ‫اب الن َِّار‪ .‬ف�أنزل اهلل ‪ُ ‬أو َلئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َسنَ ًة َو يِف اآلَخ َرة َح َسنَ ًة َوقنَا ع ََذ َ‬
‫ال َس ِ‬
‫اب ‪ ‬البقرة‪202-200:‬‬ ‫يع حْ‬ ‫ِ‬
‫َواللهَُّ رَ ِ‬
‫س ُ‬
‫ووردت ال�سنة بالرتغيب يف هذا الدعاء‪ ،‬حيث ذكر �أن�س ‪� ‬أنه كان �أكرث دعاء النبي‬
‫‪ ،‬وكان �أن�س �إذا �أراد الدعاء دعا بها فيه‪.‬‬
‫واملراد باحل�سنتني نعيم الدنيا والآخرة‪ ،‬فجمعت هذه الدعوة كل خري يف الدنيا‬
‫و�صرفت كل �شر‪ ،‬و�أما احل�سنة يف الآخرة‪ ،‬ف�أعلى ذلك دخول اجلنة وتوابعه من الأمن‬
‫من الفزع الأكرب‪ ،‬وتي�سري احل�ساب وغري ذلك من �أمور الآخرة ال�صاحلة‪.‬‬

‫«س ُلوا اللهََّ ا ْل َع ْف َو َوا ْل َعافِ َي َة» العافية من الفنت‪ ،‬وقال‬


‫‪� .2‬أ�صل الدعاء قوله ‪َ :‬‬
‫ال�صديق‪":‬لأن ُ�أعافى ف�أ�شكر �أحب �إيل من �أن ُ�أبتلى ف�أ�صرب"‪.‬‬

‫‪� .3‬س�ألت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها الر�سول ‪ ‬عما تدعو به ليلة القدر‪ ،‬فعلمها هذا‬
‫الدعاء‪.‬‬

‫‪ .4‬من دعاء الر�سول ‪ ،‬والدعاء باملوت منهي عنه‪ ،‬لكنه هنا م�شروع لأنه ُ�شرط‬
‫بقدرة وعلم اهلل‪.‬‬
‫ع�صمة �أمري‪ :‬رباطه‪.‬‬

‫‪ .5‬كان الر�سول ‪ُ ‬ي ْكثرِ ُ من هذا الدعاء‪ ،‬الذي عده املف�سرين من جوامع الكلم‪.‬‬
‫الهم‪ :‬ملا يت�صوره العقل من املكروه يف احلال‪ ،‬واحلزن‪ :‬ملا وقع يف املا�ضي‪� .‬ضلع الدين‪:‬‏‬
‫ثقل الدين و�شدته‪ .‬غلبة الرجال ‏‪� :‬شدة ت�سلطهم‏‪ ،‬ملا يف ذلك من الوهن‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الدعاء‬

‫‪َ 6‬ر ِّب �أَعِ ِّني َو َال ُتعِنْ َعلَ َّي َوا ْن ُ�ص ْرنيِ َو َال َت ْن ُ�ص ْر َعلَ َّي َو ْام ُك ْر ليِ‬ ‫‪.6‬‬

‫جوامع الدعاء‬
‫َو َال تمَ ْ ُك ْر َعلَ َّي وَاهْ دِ نيِ َو َي ِّ�س ِر ا ْل ُهدَى ليِ َوا ْن ُ�ص ْرنيِ َعلَى‬
‫َمنْ َب َغى َعلَ َّي‪.‬‬
‫َر ِّب ْاج َع ْلنِي َل َك َ�ش َّكا ًرا َل َك َذ َّكا ًرا َل َك َرهَّا ًبا َل َك مِ ْط َواعًا َل َك‬
‫مخُ ْ ِب ًتا �إِ َل ْي َك �أَ َّواهًا ُمنِي ًبا‪.‬‬
‫َر ِّب َت َق َّب ْل َت ْو َبتِي َو ْاغ�سِ ْل َح ْو َبتِي َو�أَجِ ْب د َْع َوتِي َو َث ِّبتْ‬
‫ُح َّجتِي َو َ�س ِّد ْد ل َِ�سانيِ َو�إهْ دِ َق ْلبِي َو� ْإ�س ُل ْل َ�سخِ ي َم َة َ�ص ْدرِي‪.‬‬

‫‪7‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك مِ َن الخْ َ يرْ ِ ُك ِّل ِه عَاجِ ِل ِه َو�آجِ ِل ِه مَا َع ِل ْمتُ‬ ‫‪.7‬‬
‫مِ ْن ُه َومَا لمَ ْ �أَ ْعلَ ْم‪َ ،‬و�أَعُو ُذ ب َِك مِ َن َّ‬
‫ال�ش ِّر ُك ِّل ِه عَاجِ ِل ِه َو�آجِ ِل ِه مَا‬
‫َع ِل ْمتُ مِ ْن ُه َومَا لمَ ْ �أَ ْعلَ ْم‪.‬‬
‫ال َّل ُه َّم ِ�إنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك مِ نْ َخيرْ ِ مَا َ�س�أَ َل َك َع ْبد َُك َو َن ِب ُّي َك َو�أَعُو ُذ‬
‫ب َِك مِ نْ َ�ش ِّر مَا عَا َذ ِب ِه َع ْبد َُك َو َن ِب ُّي َك‪.‬‬
‫ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك الجْ َ َّن َة َومَا َق َّر َب �إِ َل ْيهَا مِ نْ َق ْولٍ �أَ ْو َع َملٍ‬
‫َو�أَعُو ُذ ب َِك مِ َن ال َّنا ِر َومَا َق َّر َب �إِ َل ْيهَا مِ نْ َق ْولٍ �أَ ْو َع َملٍ‬
‫َو�أَ ْ�س�أَ ُل َك �أَنْ تجَ ْ َع َل ُك َّل َق َ�ضا ٍء َق َ�ض ْي َت ُه ليِ َخيرْ ً ا‪.‬‬

‫‪8‬ال َّل ُه َّم �أَ ْح ِينِي مَا َكا َنتِ الحْ َ َيا ُة َخيرْ ً ا ليِ ‪َ ،‬و َت َو َّفنِي �إِ َذا َكا َنتِ‬ ‫‪.8‬‬
‫ا ْل َو َفا ُة َخيرْ ً ا ليِ ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .6‬من دعاء الر�سول ‪،‬قال ابن عبا�س ‪ ‬انه كان يدعو به‪،‬ولفظة(يدعو) دليل على‬
‫مداومته على الدعاء به‪.‬‬
‫وال تعن علي‏‏‪ :‬ال تغلب علي من مينعني من طاعتك من �شياطني الإن�س واجلن‪.‬‬
‫وان�صرين وال تن�صر علي‪:‬‏�أغلبني على الكفار وال تغلبهم علي �أو ان�صرين على نف�سي‬
‫ف�إنها �أعدى �أعدائي‪ ،‬وال تن�صر النف�س الأمارة علي ب�أن �أتبع الهوى و�أترك الهدى‪.‬‬
‫وامكر يل وال متكر علي‪:‬‏املكر هو احليلة‪ ،‬واملعنى اهدين �إىل طريق دفع �أعدائي عني‬
‫وال تهد عدوي �إىل طريق دفعه �إياي عن نف�سي‪ .‬على من بغى علي‏‪ :‬ظلمني وتعدى‬
‫علي‪ .‬رهابا‪ :‬خائفا يف ال�سراء وال�ضراء‪ .‬مطواعا‏‪ :‬مطيعا منقادا‪ .‬املخبت‪ :‬اخلا�شع‬
‫املتوا�ضع‪ ،‬منيبا‏‪ :‬الإنابة الرجوع �إىل اهلل بالتوبة‪ .‬واغ�سل حوبتي‏‏‪ :‬احلوبة هي الإثم‬
‫�أي امح ذنبي‪ .‬وثبت حجتي‏‪ :‬على �أعدائك‪ .‬و�سدد‏‏‪� :‬صوب وقوم‪ .‬ل�ساين‏‏‪ :‬حتى ال ينطق‬
‫�إال بال�صدق واحلق‪.‬‏ و�إ�سلل‪� :‬أخرج من �سل ال�سيف �إذا �أخرجه من الغمد‪ .‬ال�سخيمة‪:‬‬
‫يف اللغة هي ال�سواد ال�شديد‪ ،‬وهي هنا مبعنى الغل واحلقد واحل�سد مما ي�سكن يف‬
‫القلب‪.‬‬

‫‪ .7‬من الأدعية اجلامعة التي علمها النبي ‪ ‬لعائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪ ،‬و�أمرها بالدعاء‬
‫بها‪ .‬ويف هذا الدعاء تنبيه على �أن حق العاقل �أن يرغب �إىل اهلل �أن يعطيه من اخلري‬
‫ما فيه م�صلحته‪ ،‬مما ال�سبيل بنف�سه �إىل �إكت�سابه‪.‬‬
‫وهذا الدعاء جمع خري الدنيا والآخرة‪ ،‬لتعلقه بدعاء النبي هلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ .8‬علم الر�سول ‪� ‬أمته هذا الدعاء وهو ينهاهم عن متني املوت‪«:‬الَ َيت ََمنَّينَ َّ َأ َحدٌ‬
‫ت َف ْل َي ُق ِل ال َّل ُه َّم َأ ْح ِينِي ‪.» ...‬‬
‫َان الَ بدَّ متَمنِّيا لِ ْلمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ض نَزَ َل بِه‪َ ،‬فإِ ْن ك َ ُ ُ َ ً َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منْك ُُم ا مَْل ْو َت ل رُ ٍّ‬

‫‪63‬‬
‫الدعاء‬

‫�صالح النف�س‬
‫‪َ 1‬ح ْ�سب َِي اللهّ ُ ال �إِ َلـ َه �إِ َّال هُ َو َعلَ ْي ِه َت َو َّك ْلتُ َوهُ َو َر ُّب ا ْل َع ْر ِ�ش‬ ‫ ‪.‬‬
‫ا ْل َعظِ ِ‬
‫يم‪‬‬

‫‪َ 2‬ر ِّب ْا�ش َر ْح ليِ َ�ص ْدرِي ‪َ v‬و َي ِّ�س ْر ليِ �أَ ْمرِي ‪َ v‬و ْاح ُل ْل ُع ْق َد ًة‬ ‫ ‪.‬‬
‫مِّن ِّل َ�سانيِ ‪َ v‬ي ْف َقهُوا َق ْوليِ ‪‬‬

‫ني ‪َ v‬و ْاج َع ْل ليِ‬ ‫‪َ 3‬ر ِّب ه َْب ليِ ُح ْك ًما َو�أَلحْ ِ ْقنِي ب َّ‬
‫ِال�صالحِ ِ َ‬ ‫ ‪.‬‬
‫ِين ‪َ v‬و ْاج َع ْلنِي مِ نْ َو َر َث ِة َج َّن ِة ال َّنع ِ‬
‫ِيم‬ ‫ل َِ�سا َن ِ�صدْقٍ فيِ الآخِ ر َ‬
‫‪َ v‬و َ‬
‫ال ُتخْ ِزنيِ َي ْو َم ُي ْب َع ُثو ِ َن ‪‬‬

‫�أَ ْم ِر َنا َر َ�شداً ‪‬‬ ‫ُنك َر ْح َم ًة َو َه ِّي ْئ َل َنا مِ نْ‬


‫‪َ 4‬ر َّب َنا �آ ِت َنا مِ ن َّلد َ‬ ‫ ‪.‬‬

‫‪َ 5‬ر َّب َنا َال ُت ِز ْغ ُق ُلو َب َنا َب ْع َد �إِ ْذ َه َد ْي َت َنا َوه َْب َل َنا مِ ن َّلد َ‬
‫ُنك‬ ‫ ‪.‬‬
‫َّاب ‪‬‬ ‫َر ْح َم ًة �إِ َّن َك �أَنتَ ا ْل َوه ُ‬
‫عِ ْل ًما ‪‬‬ ‫‪َ 6‬ر ِّب ِز ْدنيِ‬ ‫ ‪.‬‬

‫‪َّ 7‬ر ِّب �أَدْخِ ْلنِي ُمد َْخ َل ِ�صدْقٍ َو�أَ ْخر ِْجنِي مخُ ْ َر َج ِ�صدْقٍ َو ْاج َعل‬ ‫ ‪.‬‬
‫�صرياً ‪‬‬ ‫ُنك ُ�س ْل َطاناً َّن ِ‬
‫ليِّ مِ ن َّلد َ‬

‫‪64‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫بدعاء امل�ؤمن لنف�سه بهذه الأدعية ال�شاملة بال�صالح‪ ،‬تتحول يف نف�سه مع‬
‫املداومة عليها �إىل �أهداف ي�سعى لتحقيقها يف �إ�صالح ذاته بعون اهلل وتوفيقه‬
‫له‪ .‬فعلى �سبيل املثال �س�ؤاله اهلل �أن (يهيئ له ر�شدا) يجعله يف مو�ضع حتري‬
‫الر�شد يف حياته‪.‬‬

‫حني �صدت النا�س عن دعوته ‪َ ‬فإِن‬ ‫‪ .1‬من دعاء علمه اهلل تعاىل لنبيه حممد ‪‬‬
‫ت ََو َّل ْو ْا َف ُق ْل َح ْسبِ َي اللهُّ‪  ..‬ح�سبي اهلل‪� :‬أي اهلل كايف‪ .‬رب العر�ش العظيم‪ :‬مالك كل �شيء‬
‫وخالقه‪ ،‬و رب العر�ش الذي هو �سقف الكون‪.‬‬

‫‪ .2‬دعاء مو�سى ‪ ‬لربه عز وجل حني بعثه لفرعون‪� ،‬أن يعينه وين�صره ويطلق‬
‫ل�سانه بف�صيح املنطق‪ ،‬حيث كان يف ل�سانه عقدة متنعه من كثري من الكالم‪ ,‬ف�آتاه اهلل‬
‫�س�ؤله فحل عقدة واحدة من ل�سانه‪ ،‬ولو �س�أل �أكرث من ذلك �أُعطي‪.‬‬

‫‪ .3‬دعاء �إبراهيم ‪� ، ‬أن ي�ؤتيه اهلل حكماً‪ :‬العلم‪ ،‬ويجعله مع ال�صاحلني يف الدنيا‬
‫وا َالخرة‪ ،‬ويجعل له ل�سان �صدق‪ :‬ذِكراً جمي ً‬
‫ال بعده يُذكر به ويقتدى به يف اخلري‪،‬‬
‫ويعطيه اجلنة‪ ،‬ويجريه من اخلزي يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ .4‬دعاء �أهل الكهف‪� ،‬آتنا من لدنك رحمة‪ :‬هب لنا من عندك رحمة ت�سرتنا بها‬
‫عن قومنا‪ ،‬هيء لنا‪ :‬قدر لنا‪ ،‬من �أمرنا ر�شداً‪ :‬الر�شاد هو الهداية من اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ .5‬دعاء الرا�سخون يف العلم‪ ،‬املتوا�ضعون هلل‪ ،‬ربنا ال تزغ قلوبنا بعد �إذ هديتنا‪ :‬ال‬
‫تمَ ِلها عن الهدى بعد �إذ �أقمتها عليه‪.‬‬

‫‪ .6‬دعاء النبي حممد ‪ ،‬قال بع�ض املف�سرين ومل يزل ‪ ‬يف زيادة من العلم حتى‬
‫توفاه اهلل عز وجل‪.‬‬

‫‪َ ‬و ُقل َّر ِّب‬


‫‪ .7‬دعاء النبي ‪ ‬الذي علمه �إياه اهلل تعاىل‪ ،‬حني هاجر للمدينة‬
‫َأ ْد ِخ ْلنِي‪ ،..‬فدعا �أن يدخله اهلل املدينة �إدخاال ُمر�ضيا ال يرى فيه ما يكره‪ ،‬ويخرجه‬
‫من مكة �إخراجا ال يلتفت بقلبه �إليها‪� .‬سلطاناً ن�صرياً‪ :‬حيث ال طاقة له بهذا الأمر‬
‫�إال ب�سلطان ن�صري لكتاب اهلل‪ ،‬و�إقامة دينه‪ ،‬وبعد دعاءه هذا‪ ،‬وعده اهلل مبُلك فار�س‬
‫والروم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الدعاء‬

‫ْ َع ْل َنا َم َع ا ْل َق ْو ِم َّ‬
‫الظالمِ ِ َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫‪َ 8‬ر َّب َنا ال تجَ‬ ‫‪.8‬‬

‫�صالح النف�س‬
‫‪َ 9‬ر ِّب �أَ ْوز ِْعنِي �أَنْ �أَ ْ�ش ُك َر ِن ْع َم َت َك ا َّلتِي �أَ ْن َع ْمتَ َعلَ َّي َو َعلَى َوا ِلدَيَّ َو َ�أنْ‬ ‫‪.9‬‬
‫�أَ ْع َم َل َ�صالحِ اً َت ْر َ�ضا ُه َو�أَدْخِ ْلنِي ِب َر ْح َمت َِك فيِ عِ َباد َِك َّ‬
‫ال�صالحِ ِ ني ‪‬‬

‫‪1010‬اللهم ث ِّبتني واجعلني هادياً مهد ّياً‪.‬‬

‫‪1111‬ال َّل ُه َّم اهْ دِ نيِ َو َ�س ِّد ْدنيِ ‪.‬‬

‫‪1212‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك ا ْل ُهدَى َوال ُّت َقى َوا ْل َع َف َ‬
‫اف َوا ْل ِغ َنى‪.‬‬

‫ُ�ص ِّر َف ا ْل ُق ُلوبِ َ�ص ِّر ْف ُق ُلو َب َنا َعلَى َطا َعت َِك‪.‬‬
‫‪1313‬ال َّل ُه َّم م َ‬

‫مي ِة َعلَى ال ُّر ْ�شدِ َو�أَ ْ�س�أَ ُل َك‬ ‫ات فيِ الأَ ْم ِر َوا ْل َع ِز َ‬
‫‪1414‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك ال َّث َب َ‬
‫ُ�ش ْك َر ِن ْع َمت َِك َو ُح ْ�س َن عِ َبا َدت َِك َو�أَ ْ�س�أَ ُل َك َق ْل ًبا َ�سلِي ًما َول َِ�سا ًنا َ�صا ِد ًقا‬
‫َو�أَ ْ�س�أَ ُل َك مِ نْ َخيرْ ِ مَا َت ْعلَ ُم َو�أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َ�ش ِّر مَا َت ْعلَ ُم َو�أَ ْ�س َت ْغ ِف ُر َك‬
‫لمِ َا َت ْعلَ ُم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .8‬دعاء �أ�صحاب الأعراف‪ ،‬و هم قوم ت�ساوت ح�سناتهم و�سيئاتهم‪ ،‬فتجاوزت بهم‬
‫اء َأ ْص َح ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ت َأ ْب َص ُار ُه ْم ت ْل َق َ‬‫ص َف ْ‬ ‫ح�سناتهم النار وقعدت بهم �سيئاتهم عن اجلنة ‪َ ‬وإِ َذا رُ ِ‬
‫مِِ‬ ‫الن ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫َّار ‪� ‬إذا نظروا �إىل �أهل النار دعوا اهلل ‪َ ‬قا ُلوا َر َّبنَا ال جَ ْت َع ْلنَا َم َع ا ْل َق ْو ِم ال َّظال َ‬
‫فبينما هم كذلك �إذ طلع عليهم اهلل تعاىل فقال ادخلوا اجلنة ف�إين قد غفرت لكم‪.‬‬

‫‪ .9‬دعاء النبي �سليمان ‪� ،‬أوزعني‪� :‬ألهمني ووفقني‪ .‬و�أدخلني برحمتك يف عبادك‬


‫ال�صاحلني‪�:‬إذا توفيتني ف�أحلقني بال�صاحلني من عبادك‪ ،‬والرفيق الأعلى من‬
‫�أوليائك‪.‬‬

‫‪ .10‬من دعاء النبي حممد ‪ ،‬لل�صحابي جرير ب�أنه يثبته‪ ،‬حني �أمره بهدم‬
‫ن�صب يُعبد من دون اهلل‪ ،‬وقد تعذر �أول الأمر بعدم ثباته على اخليل‪ ،‬فلما دعا له‬
‫الر�سول‪ ‬مت له ذلك‪.‬‬

‫الُدَ ى ِهدَ ا َيت ََك‬


‫‪ .11‬حني علم الر�سول ‪ ‬الدعاء لعلي بن �أبي طالب ‪ ‬قال‪َ «:‬ا ْذك ُْر بِ هْ‬
‫ِ‬
‫الس ْه ِم »‪.‬‬ ‫ال َّط ِر َيق َو َّ‬
‫السدَ اد َسدَ ا َد َّ‬

‫‪ .12‬من دعاء النبي حممد ‪ .‬العفاف‪ :‬العفاف والعفة هو التنزه عما ال يباح والكف‬
‫عنه‪ .‬الغنى‪ :‬غنى النف�س واال�ستغناء عن النا�س‪ ،‬وعما يف �أيديهم‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب َبني آ َد َم ُك َّل َها َبينْ َ إِ ْص َب َعينْ ِ م ْن َأ َصابِ ِع َّ‬
‫الر مْح َِن َك َق ْل ٍ‬
‫ب‬ ‫‪ .13‬قال الر�سول ‪«:‬إِ َّن ُق ُل َ‬
‫ص ُف ُه َح ْي ُث َي َشا ُء»‪ ،‬ثم دعا بهذا الدعاء‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫َواحد ُي رَِّ‬

‫‪ .14‬من دعاء النبي حممد ‪.‬‬


‫مي ِة َعلَى ال ُّر�شْ دِ ‪:‬‬‫ات فيِ الأَ ْمرِ‪ :‬الدوام على الدين ولزوم اال�ستقامة عليه‪َ .‬وا ْل َع ِز َ‬ ‫ال َّث َب َ‬
‫اجلد يف الأمر بحيث ينجز كل ما هو ر�شد من �أموره والر�شد هو ال�صالح والفالح‬
‫وال�صواب‪َ .‬و َ�أ ْ�س�أَ ُل َك َق ْل ًبا َ�سلِي ًما‪:‬عن عقائد فا�سدة وعن ال�شهوات‪َ .‬ول َِ�سا ًنا َ�صا ِد ًقا‪:‬‬
‫حمفوظا من الكذب‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الدعاء‬

‫�صالح الأهل‬
‫‪َ 1‬ر َّب َنا ه َْب َل َنا مِ نْ �أَ ْز َواجِ َنا َو ُذ ِّر َّيا ِت َنا ُق َّر َة أ�َ ْعينُ ٍ َو ْاج َع ْل َنا‬ ‫‪.1‬‬
‫ني ِ�إمَاماً ‪‬‬
‫ِل ْل ُم َّت ِق َ‬

‫ُ ا ْل َوا ِر ِث َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫‪َ 2‬ر ِّب لاَ َت َذ ْرنيِ َف ْرداً َو�أَنتَ َخيرْ‬ ‫‪.2‬‬

‫َل ُد ْن َك ُذ ِّر َّي ًة َط ِّي َب ًة ِ�إ َّن َ‬


‫ك َ�سمِ ي ُع الدُّ عَا ِء ‪‬‬ ‫‪َ 3‬ر ِّب ه َْب ليِ مِ نْ‬ ‫‪.3‬‬

‫ِ َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫ال�صالحِ‬ ‫‪ِّ َ 4‬‬
‫رب ه َْب ليِ مِ نْ َّ‬ ‫‪.4‬‬

‫‪68‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫وَعْ ُد اهلل ب�إجابة دعاء امل�سلم لأخيه بظهر الغيب‪� ،‬إمنا هو َح ُث عليه حتى‬
‫�إذا �صلح امل�سلم‪� ،‬أ�صلح من حوله بدعائه لهم‪ ،‬وال �أحب وال �أقر لعني‬
‫الإن�سان من �صالح حال �أهله و�أحبته و�سعادتهم‪.‬‬

‫‪ .1‬دعاء عباد اهلل الذين مي�شون على الأر�ض هونا ب�سكينة ووقار من غري ا�ستكبار‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجنَا َو ُذ ِّر َّياتِنَا ُق َّر َة َأ ْعينُ ٍ‬
‫ب َلنَا ِم ْن َأز َْو ِ‬ ‫ِ‬
‫ني إِ َم ً‬
‫اما‪‬‬ ‫اج َع ْلنَا ل ْل ُمتَّق َ‬
‫َو ْ‬ ‫ين َي ُقو ُلونَ َر َّبنَا َه ْ‬
‫‪َ ‬وا َّلذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف�إ�ستجاب اهلل لهم ‪ ‬أُو َلئِ َ‬
‫بوا َو ُي َل َّق ْونَ ف َيها حَت َّي ًة َو َس ً‬
‫الما‪‬‬ ‫يز َْونَ ا ْلغ ُْر َف َة ب اَم َص رَ ُ‬ ‫ك جُ ْ‬
‫الفرقان‪ .75-74:‬قرة �أعني‪ :‬يدعون اهلل �أن تكون ذرياتهم ممن يطيعه ويعبده‪ ،‬قال‬
‫احل�سن الب�صري‪ :‬ال �شيء �أقر لعني امل�سلم من �أن يرى ولداً �أو حميماً مطيعا هلل‬
‫تعاىل‪.‬اجعلنا للمتقني �إماما‪ :‬هداة مهتدين دعاة �إىل اخلري‪ ،‬ولهذا ثبت يف �صحيح‬
‫م�سلم حديث الر�سول ‪«: ‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬ولد صالح‬
‫يدعو له‪ .»...‬يجزون الغرفة‪ :‬اجلنة �سميت بذلك ال رتفاعها‪.‬‬

‫‪ .2‬دعاء زكريا ‪ ،‬التذرين فرداً‪ :‬ال ولد يل وال وارث بعدي‪ .‬خري الوارثني‪ :‬دعاء‬
‫است ََج ْبنَا َل ُه َو َو َه ْبنَا َل ُه حَ ْ‬
‫ي َيى‬ ‫وثناء منا�سب للم�س�ألة‪ ،‬فجاءت الب�شارة من اهلل تعاىل ‪َ ‬ف ْ‬
‫َو َأ ْص َل ْحنَا َل ُه ز َْو َج ُه‪ ‬الأنبياء‪� ،90:‬أي امر�أته‪ ،‬حيث كانت عاقراً فولدت‪.‬‬

‫‪ .3‬تكرر دعاء زكريا ‪ ‬ب�صيغة �أخرى �إحلاحا بالدعاء هلل تعاىل‪ .‬من لدنك‪ :‬من‬
‫عندك‪ .‬ذرية طيبة‪ :‬ولداً �صاحلاً‪ ،‬فجاءته املالئكة حتمل الب�شارة ب�إجابة الدعاء‬
‫ش َك بِ َي ْ‬
‫ح َيـى‪� ‬آل عمران‪39:‬‬ ‫اللهَّ ُي َب رِّ ُ‬ ‫‪َ ‬فنَا َد ْت ُه ا مَْلآلئِ َك ُة َو ُه َو َقائِ ٌم ُي َص يِّل يِف ا مْل ِ ْح َر ِ‬
‫اب َأنَّ‬

‫‪ .4‬دعاء �إبراهيم ‪ ،‬من ال�صاحلني‪� :‬أوالداً مطيعني عو�ضاً من قومه وع�شريته‬


‫شنَا ُه بِ ُغلاَ ٍم َحلِي ٍم‪ ‬ال�صافات‪،101:‬‬
‫الذين فارقهم‪ ،‬وجاءته الب�شارة يف الآية التالية‪َ ‬ف َب رَّ ْ‬
‫وهذا الغالم هو �إ�سماعيل ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الدعاء‬

‫�صالح الأهل‬
‫ُذ ِّر َّيتِي َر َّب َنا َو َت َق َّب ْل ُدعَا ِء ‪‬‬ ‫‪َ 5‬ر ِّب ْاج َع ْلنِي ُمقِي َم َّ‬
‫ال�صال ِة َومِ نْ‬ ‫‪.5‬‬

‫اب ‪‬‬
‫َِ�س ُ‬ ‫‪َ 6‬ر َّب َنا ْاغ ِف ْر ليِ َو ِل َوا ِلدَيَّ َو ِل ْل ُم�ؤْمِ ِن َ‬
‫ني َي ْو َم َي ُقو ُم الحْ‬ ‫‪.6‬‬

‫�صغِرياً ‪‬‬
‫َ‬ ‫‪َّ 7‬ر ِّب ا ْر َح ْم ُه َما َك َما َر َّب َيانيِ‬ ‫‪.7‬‬

‫‪َ 8‬ر ِّب �أَ ْوز ِْعنِي �أَنْ �أَ ْ�ش ُك َر ِن ْع َم َت َك ا َّلتِي �أَ ْن َع ْمتَ َعلَ َّي َو َعلَى َوا ِلدَيَّ‬ ‫‪.8‬‬
‫َو�أَنْ �أَ ْع َم َل َ�صالحِ ً ا َت ْر َ�ضا ُه َو�أَ ْ�صل ِْح ليِ فيِ ُذ ِّر َّيتِي �إِنيِّ ُت ْبتُ‬
‫ني ‪‬‬‫�إِ َل ْي َك َو ِ�إنيِّ مِ نْ المْ ُ ْ�سلِمِ ِ َ‬

‫ات َب ْي ِن َنا‪ ،‬وَاهْ دِ َنا ُ�س ُب َل‬‫َذ َ‬ ‫‪9‬ال َّل ُه َّم �أَ ِّلفْ َبينْ َ ُق ُلو ِب َنا‪َ ،‬و�أَ ْ�صل ِْح‬ ‫‪.9‬‬
‫ال ُّنور ِ‪َ ،‬و َج ِّن ْب َنا ا ْل َفوَاحِ َ�ش‬ ‫الظ ُل َماتِ ِ�إلىَ‬‫ال ِم‪َ ،‬ونجَ ِّ َنا مِ َن ُّ‬ ‫ال�س َ‬
‫َّ‬
‫مَا َظ َه َر مِ ْنهَا َومَا َب َطن‪َ.‬‬
‫َو َبار ِْك َل َنا فيِ �أَ ْ�س َماعِ َنا َو َ�أ ْب َ�صا ِر َنا َو ُق ُلو ِب َنا‪َ ،‬و�أَ ْز َواجِ َنا َو ُذ ِّر َّيا ِت َنا‪،‬‬
‫َو ُت ْب َعلَ ْي َنا �إِ َّن َك �أَنْتَ ال َّت َّو ُاب ال َّرحِ ي ُم‪َ ،‬و ْاج َع ْل َنا َ�شا ِكر َ‬
‫ِين‬
‫ني ِبهَا َقا ِبلِيهَا َو�أَتمِ َّ هَا َعلَ ْي َنا‪.‬‬ ‫ِل ِن ْع َمت َِك ُم ْث ِن َ‬

‫‪70‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .5،6‬دعاء �إبراهيم ‪ ،‬مقيم ال�صالة‪ :‬حمافظاً عليها مقيماً حلدودها‪ .‬ومن‬


‫ذ ّريتي‪� :‬أي اجعلهم كذلك مقيمني لها‪ .‬يوم يقوم احل�ساب‪� :‬أي يوم حتا�سب عبادك‬
‫فتجازيهم ب�أعمالهم‪.‬‬

‫‪� .7‬أمر اهلل تعاىل‪ ،‬عباده بهذا الدعاء للوالدين بالرحمة يف كربهما وعند وفاتهما‪.‬‬

‫‪ .8‬دعاء �سليمان ‪� ‬شاكرا اهلل على هباته‪� .‬أوزعني‪� :‬ألهمني واهدين ووفقني‪.‬‬
‫و�أ�صلح يل يف ذريتي‪ :‬ن�سلي وعقبي‪� .‬إين تبت �إليك‪ :‬وهذا فيه �إر�شاد ملن بلغ الأربعني‬
‫�أن يجدد التوبة والإنابة �إىل اهلل عز وجل ويعزم عليها‪.‬‬
‫ُور‪� ‬سب�أ‪ ،13:‬لأجل ذلك تكرر دعاء‬ ‫ي َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و�شكر اهلل �صفة النخبة ‪َ ‬و َقلِ ٌ‬
‫الشك ُ‬ ‫يل ِّم ْن ع َباد َ‬
‫�سليمان ‪ ‬بال�شكر هلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ .9‬علم الر�سول ‪� ‬أ�صحابه هذا الدعاء‪.‬‏�ألف بني قلوبنا‏‪� :‬أوقع الألفة بينها‪ .‬و�أ�صلح‬
‫ذات بيننا‏‏‪� :‬أ�صلح �أحوال بيننا‪� .‬سبل ال�سالم‏‏‪ :‬جمع �سبيل �أي طرق ال�سالمة‪ .‬وجنبنا‬
‫الفواح�ش‏‪ :‬الكبائر كالزنا وغريها‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الدعاء‬

‫طلب الرزق‬
‫‪1‬ال َّل ُه َّم مَال َِك المْ ُ ْلكِ ُت�ؤْتِي المْ ُ ْل َك مَن َت َ�شاء َو َتن ِز ُع المْ ُ ْل َك ممِ َّ ن‬ ‫ ‪.‬‬
‫َت َ�شاء َو ُت ِع ُّز مَن َت َ�شاء َو ُتذِ ُّل مَن َت َ�شاء ِب َيدِ َك الخْ َ يرْ ُ ِ�إ َّن َك َعلَ َى‬
‫ُك ِّل َ�ش ْي ٍء َقدِ ي ٌر ‪ُ v‬تو ِل ُج ال َّل ْي َل فيِ ا ْل َّنهَا ِر َو ُتو ِل ُج ال َّنهَا َر‬
‫فيِ ال َّل ْيلِ َو ُتخْ ِر ُج الحْ َ َّي مِ َن المْ َ ِّيتِ َو ُتخْ ِر ُج المَ َ َّيتَ مِ َن الحْ َ ِّي‬
‫َو َت ْر ُز ُق مَن َت َ�شاء ِب َغيرْ ِ حِ َ�سابٍ ‪‬‬

‫َف ِق ٌ‬
‫ري ‪‬‬ ‫‪َ 2‬ر ِّب ِ�إنيِّ لمِ َا �أَن َز ْلتَ ِ�إليَ َّ مِ نْ َخيرْ ٍ‬ ‫ ‪.‬‬

‫اغ ِف ْر ليِ َوا ْر َح ْمنِي َوعَا ِفنِي َوا ْر ُز ْقنِي‪.‬‬


‫ ‪3 .‬ال َّل ُه َّم ْ‬

‫‪72‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫الرزق لي�س املال فقط‪ ،‬بل هو كل ما ينتفع به الإن�سان من مال وعلم و�إميان‬
‫وخلق‪ ،‬حتى اجلنة ت�سمى رزق‪.‬‬
‫}ما َأ ْغنَى َعنِّي َمالِي ْه{‬
‫ومن تف�ضل اهلل عليه مبال فلن يغنيه ماله عن اهلل تعاىل َ‬
‫احلاقة‪ ،28:‬فعليه �أال يتوقف عن �س�ؤال اهلل الرزق‪ ،‬لأننا فقراء هلل فقر ذاتي ال‬
‫ِ‬
‫}واللهَُّ ا ْلغَن ُّي َو َأنت ُ‬
‫ُم ا ْل ُف َق َراء{حممد‪38:‬‬ ‫ينفك عننا �أبدا َ‬

‫‪� .1‬أمر اهلل تعاىل نبيه حممد‪ ‬بهذا الدعاء‪ ،‬ملا وعد ‪� ‬أمته مُلك فار�س والروم‬
‫ِ‬ ‫فقال املنافقون هيهات‪ ،‬فنزلت الآية ‪ُ ‬ق ِل ال َّل ُه َّم َمالِ َ‬
‫ك ا مُْل ْلك‪....‬‬

‫‪ .2‬دعاء مو�سى ‪ ،‬بعد �أن �سار من م�صر �إىل مدين لي�س له طعام �إال البقل وورق‬
‫ال�شجر‪ ،‬فوجد يف طريقه امر�أتني ال ت�ستطيعان �سقيا ما�شيتهما لزحام النا�س‪،‬‬
‫‪َ ‬ف َس َقى هَُل اَم ُث َّم ت ََو ىَّل إِ ىَل ال ِّظ ِّل َف َق َال َر ِّب إِ يِّن َل مِا َأ ْن َز ْل َت إِ يَ َّل ِم ْن َخ رْ ٍي َف ِقريٌ‪� ‬أي �إين ملا �أنزلت‬
‫من ف�ضلك وغناك فقري �إىل �أن تغنيني بك عمن �سواك‪ ،‬قال ال�سعدي يف تف�سريه‪":‬‬
‫�أي �إين مفتقر للخري‪ ،‬الذي ت�سوقه �إيل‪ ،‬وتي�سره يل‪ ،‬وهذا �س�ؤال منه بحاله‪ ،‬وال�س�ؤال‬
‫باحلال‪� ،‬أبلغ من ال�س�ؤال بل�سان املقال"‪.‬‬
‫ويف الآية التالية جاءت ا�ستجابة اهلل لدعائه‪ ،‬ورزقه باملال والزوجة ال�صاحلة ‪َ ‬ف َج َ‬
‫اء ْت ُه‬
‫ك َأ ْج َر َما َس َق ْي َ‬
‫ت َلنَا‪ ‬الق�ص�ص‪25:‬‬ ‫وك ل َي ْج ِز َي َ‬ ‫ِ‬
‫َأ يِب َيدْ ُع َ‬ ‫ت إِنَّ‬ ‫إِحدَ مُاها تمَ يِش ع ىَل استِحي ٍ‬
‫اء َقا َل ْ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ ْ َ‬

‫ول ِحنيَ َأ ْس َأ ُل َر ِّبى» قال ‪ُ « :‬ق ِل ال َّل ُه َّم‬ ‫ف َأ ُق ُ‬ ‫‪� .3‬س�أل رجل النبي ‪َ «:‬يا َر ُس َ‬
‫ول اللهَِّ َك ْي َ‬
‫ِ‬ ‫اغ ِْف ْر يِل َو ْار مَحْنِي َوعَافِنِي َو ْارزُ ْقنِي »‪َ ،‬وي َْج َم ُع �أَ َ�صا ِب َع ُه �إِ َّ‬
‫ال الإِ ْبهَا َم « َفإِ َّن َهؤُ الَء جَ ْت َم ُع َل َك‬
‫اك َو ِآخ َرت ََك»‪� .‬أي هذه الدعوات جتمع لك خريات الدارين‪ ،‬وتكفيك �شرورهما‪.‬‬ ‫ُد ْن َي َ‬

‫‪73‬‬
‫الدعاء‬

‫طلب الرزق‬
‫ال‪.‬‬ ‫‪4‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س�أَ ُل َك عِ ْل ًما َنا ِف ًعا َو ِر ْز ًقا َط ِّي ًبا َو َع َم ً‬
‫ال ُم َت َق َّب ً‬ ‫‪.4‬‬

‫‪5‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ َن ا ْل َف ْق ِر َوا ْل ِق َّل ِة َوال ِّذ َّلةِ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫َو�أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ �أَنْ َ�أ ْظ ِل َم �أَ ْو �أُ ْظلَ َم‪.‬‬

‫ال�س َموَاتِ َو َر َّب الأَ ْر ِ�ض َو َر َّب ا ْل َع ْر ِ�ش ا ْل َعظِ ِ‬


‫يم َر َّب َنا‬ ‫‪6‬ال َّل ُه َّم َر َّب َّ‬ ‫‪.6‬‬
‫َو َر َّب ُك ِّل َ�ش ْي ٌء َفا ِل َق الحْ َ ِّب َوال َّن َوى َو ُم ْن ِز َل ال َّت ْو َرا ِة َوا ِلإنجْ ِ يلِ‬
‫َوا ْل ُف ْر َقانِ �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َ�ش ِّر ُك ِّل َ�ش ْي ٌء �أَنْتَ �آخِ ٌذ ِب َن ِ‬
‫ا�ص َي ِت ِه‬
‫ال َّل ُه َّم �أَنْتَ الأَ َّو ُل َفلَ ْي َ�س َق ْبلَ َك َ�ش ْي ٌء َو�أَنْتَ الآخِ ُر َفلَ ْي َ�س‬
‫الظاهِ ُر َفلَ ْي َ�س َف ْو َق َك َ�ش ْي ٌء َو�أَنْتَ ا ْل َباطِ ُن‬ ‫َب ْعد ََك َ�ش ْي ٌء َو َ�أنْتَ َّ‬
‫َفلَ ْي َ�س دُو َن َك َ�ش ْي ٌء ا ْق ِ�ض َع َّنا ال َّد ْي َن َو َ�أ ْغ ِن َنا مِ َن ا ْل َف ْقرِ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫ال�ص ْب َح‪ ،‬كما روت �أُ ِّم َ�سلَ َم َة ر�ضي اهلل‬


‫‪ .4‬من دعاء الر�سول ‪�ِ ‬إ َذا �سلم من �صالة ُّ‬
‫عنها‪ .‬و الإتيا َن به يف هذا الوقت بعد �صالة ال�صبح يف غاية املنا�سبة‪ ،‬لأ َّن ال�صباح هو‬
‫بداي ُة اليوم‪ ،‬وك�أ َّنه يف افتتاحه ليومه بذكر هذه الأمور الثالثة العل ُم النافع‪ ،‬وال ِّرزق‬
‫الط ِّيب‪ ،‬والعمل املتق َّبل دون غريها‪ ،‬يُح ِّد ُد �أهدا َفه ومقا�صدَه يف يومه‪.‬‬

‫‪ .5‬دعاء الر�سول ‪ .‬من الفقر‪ :‬فقر النف�س �أي ال�شره الذي يقابل غنى النف�س‬
‫الذي هو قناعتها‪،‬وقيل قلة املال مع عدم ال�صرب‪ ،‬و�أ�صل الفقر ك�سر فقار الظهر‪.‬‬
‫والقلة‪ :‬يف �أبواب الرب وخ�صال اخلري لأنه ‪ ‬كان ي�ؤثر الإقالل يف الدنيا ويكره‬
‫اال�ستكثار من الأعرا�ض الفانية‪ .‬والذلة‪�:‬أي من �أن �أكون ذليال يف �أعني النا�س بحيث‬
‫ي�ستخفونه ويحقرون �ش�أنه‪ ،‬والأظهر �أن املراد بها الذلة احلا�صلة من املع�صية �أو‬
‫التذلل للأغنياء على وجه امل�سكنة‪.‬‬
‫واملراد بهذه الأدعية تعليم الأمة‪.‬‬

‫‪ .6‬دعاء الر�سول ‪� ‬إذا �أوى �إىل فرا�شه‪.‬‬


‫تو�سالتٍ عظيمة �إىل اهلل تبارك وتعاىل بربوب ِّيته لك ِّل �شيء‪،‬‬
‫وا�شتمل هذا الدعاء على ُّ‬
‫لل�سموات ال�سبع والأر�ضني ال�سبع والعر�ش العظيم‪ ،‬وب�إنزاله لكالمه العظيم ووحيه‬
‫ويحفظه من جميع ال�شرور‪،‬‬ ‫َ‬ ‫املبني‪ ،‬ب�أن يحيط الإن�سا َن برعايتِه ويكلأه بعنايته‪،‬‬
‫تو�سل �إىل اهلل تعاىل ببع�ض �أ�سمائه احل�سنى الدَّا َّلة على كماله وجالله‬
‫وا�شتمل على ُّ‬
‫وعظمته و�إحاطته بك ِّل �شيء‪ ،‬ب�أن يق�ضي عن الإن�سان د ْي َنه من حقوق اهلل وحقوق‬
‫العباد‪ ،‬ويُغنيه من فقره‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الدعاء‬

‫الهم واحلزن وامل�صائب‬


‫‪َ 1‬ال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ ا ْل َعظِ ي ُم الحْ َ لِي ُم ‪َ ،‬ال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ َر ُّب ا ْل َع ْر ِ�ش‬ ‫‪.1‬‬
‫ال�س َموَاتِ ‪َ ،‬و َر ُّب الأَ ْر ِ�ض ‪َ ،‬و َر ُّب‬ ‫يم ‪َ ،‬ال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ َر ُّب َّ‬‫ا ْل َعظِ ِ‬
‫مي‪.‬‬ ‫ا ْل َع ْر ِ�ش ا ْل َك ِر ِ‬

‫‪2‬اللهَّ ُ اللهَّ ُ َر ِّبي ال �أُ ْ�شر ُِك ِب ِه َ�ش ْي ًئا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪َ 3‬ال َح ْو َل َو َال ُق َّو َة �إِ َّال بِاللهَّ ِ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ُ َو ِن ْع َم ا ْل َوكِي ُل ‪‬‬ ‫‪َ 4‬ح ْ�س ُب َنا اللهَّ‬ ‫‪.4‬‬

‫‪76‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫احلزن �شعور مل ينجو منه �أحد يف الدنيا‪ ،‬لكن الفرق هو فيما يرتكه احلزن‬
‫من �أثر لو طال مكوثه و�إ�شتدت وط�أته‪ ،‬وال �سبيل لدفع احلزن والتغلب عليه‬
‫�إال بعون اهلل الذي ن�ستمده بالدعاء والذكر‪ ،‬ف�إن ت�آكلك الهم واحلزن فال‬
‫تدعه يت�آكل احلبل املمدود بينك وبني اهلل‪.‬‬
‫و�أعظم عالج للحزن والكرب هو جتدي ُد الإميان‪ ،‬وتردي ُد كلمة التوحيد‪،‬‬
‫وجميع الكلمات الواردة يف هذه الأدعية كلماتُ �إميان وتوحيد و�إخال�ص هلل‬
‫ال�شرك ك ِّله كبريه و�صغريه‪ ،‬و�أهم هذه الدعوات دعوة ذي‬ ‫عز وجل‪ ،‬وبُعد عن ِّ‬
‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُنت م َن ال َّظال َني ‪ ‬التي ما دعا‬ ‫ِ‬ ‫نت ُس ْب َحان َ‬
‫َك إ يِّن ك ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النون يون�س ‪ ‬الَ إ َل َه إالَ أ َ‬
‫بها مكروب �إال ف ّرج اهلل كربه‪.‬‬
‫وعنونة هذه الأدعية ب�أنها للهم واحلزن‪ ،‬ال يعني �أنها مق�صورة على املهمومني‬
‫واملحزونني‪ ،‬بل من هو يف �سعادة ونعيم بحاجة للتوقف قليال �أمام هذه الأدعية‬
‫حلاجته لإ�ستمرار هذا النعيم بتكرار الترب�ؤ من احلول والقوة مظهرا �إفتقاره‬
‫الدائم هلل‪ ،‬و�شكر ه على ف�ضله‪ ،‬فبال�شكر تدوم النعم‪.‬‬

‫‪ .1‬دعاء الر�سول ‪ ‬عند الكرب‪ .‬هذا الدعاء فيه حتقيق التوحيد و َت�أَ ُّل ُه العبد ربه‬
‫وتعلق رجاءه به وحده ال �شريك له‪.‬‬
‫ال َك ْرب‪ :‬هو املحنة‏والبالء‪.‬‬

‫‪ .2‬علم الر�سول ‪� ‬أ�سماء بنت عمي�س هذا الدعاء لتقوله عند‏‏الكرب‪.‬‬

‫‪� .3‬أخرب النبي ‪� ‬أ�صحابه �أنها‪ ،‬من كنوز اجلنة‪ :‬قولها يح�صل ثوابا نفي�سا يدخر‬
‫ل�صاحبه يف اجلنة‪ ،‬واملعنى �أنه‪ ،‬ال حول‪ :‬ال حيلة للعبد يف دفع �شر‪ ،‬وال قوة‪ :‬يف جلب‬
‫خري �إال ب�إرادة اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ .4‬قالها �إبراهيم ‪ ،‬حني �أُلقي يف النار‪ ،‬وقالها الر�سول حممد ‪‬حني ‪َ ‬ق َال هَُل ُم‬

‫َّاس َقدْ مَ َج ُعوا َلك ُْم َف ْاخ َش ْو ُه ْم َفزَا َد ُه ْم إِ اَيمنًا َو َقا ُلوا َح ْس ُبنَا اللهَُّ َونِ ْع َم ا ْل َوكِ ُيل‪،‬‬
‫َّاس إِنَّ الن َ‬
‫الن ُ‬
‫ِ ٍ‬
‫وء‪� ‬آل عمران‪174:‬‬ ‫ف�إ�ستجاب اهلل لهم ‪َ ‬فان َق َل ُبو ْا بِن ْع َمة ِّم َن اللهِّ َو َف ْض ٍل مَّل ْ َي ْم َس ْس ُه ْم ُس ٌ‬
‫َح ْ�س ُب َنا اللهَّ ُ‪� :‬أي كافينا ك ّل ما �أ َه َّمنا‪ ،‬فال ن َت َو َّكل �إ َّال عليه وال نعتمد �إ َّال عليه كما قال‬
‫�سبحانه‪َ  :‬و َمن َيت ََوك َّْل َع ىَل اللهَِّ َف ُه َو َح ْس ُب ُه‪‬الطالق‪3:‬‬

‫‪77‬‬
‫الدعاء‬

‫الهم واحلزن وامل�صائب‬


‫‪�5‬إِ َّنا للِهَّ ِ َو�إِ َّنا �إِ َل ْي ِه َراجِ ُعو َن ‪‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪6‬ال َّل ُه َّم �أْ ُج ْرنيِ فيِ م ُِ�صي َبتِي َو�أَ ْخ ِلفْ ليِ َخيرْ ً ا مِ ْنهَا‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪َ 7‬يا َح ُّي َيا َق ُّيو ُم ِب َر ْح َمت َِك �أَ ْ�س َتغ ُ‬
‫ِيث‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪78‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫ين إِ َذا َأ َصا َبت ُْهم‬ ‫ِ‬


‫الصابِ ِر َ‬
‫ين ‪ v‬ا َّلذ َ‬ ‫ش َّ‬‫‪ .5‬يكفي من هذا الدعاء ب�شارة اهلل للداعي به‏‏‏‪َ ‬و َب رِّ ِ‬
‫ُّم ِصي َب ٌة َقا ُلو ْا إِنَّا للِهِّ َوإِنَّـا إِ َل ْي ِه َر ِ‬
‫اجعونَ‏‪ ‬البقرة‪156-155:‬‬

‫والب�شارة هي �أنه تعاىل جمع لل�صابرين ثالثة �أمور مل يجمعها لغريهم وهي ال�صالة‬
‫ك َع َل ْي ِه ْم َص َل َو ٌ‬
‫ات ِّمن َّر هِّبِ ْم َو َر مْ َ‬
‫ح ٌة‬ ‫منه عليهم ورحمته لهم وهدايته �إياهم ‪ُ ‬أو َلـئِ َ‬
‫َو ُأو َلـئِ َك ُه ُم ا مُْل ْهتَدُ ونَ ‪‬البقرة‪ ،157‬وهذه الكلمة من �أبلغ عالج امل�صائب‪ ،‬لأنها تت�ضمن‬
‫�أ�صلني عظيمني �إذا حتقق العبد مبعرفتهما ت�سلى عن م�صيبته‪:‬‬
‫الأول‪� :‬أن العبد و�أهله وماله‪ ،‬ملك هلل عز وجل حقيقة‪ ،‬وقد جعله عند العبد عارية‪،‬‬
‫ف�إذا �أخذه منه‪ ،‬فهو كاملعري ي�أخذ متاعه من امل�ستعري‪.‬‬
‫والثاين‪� :‬أن م�صري العبد ومرجعه �إىل اهلل مواله احلق‪ ،‬وال بد �أن يخلف الدنيا‬
‫وراء ظهره‪ ،‬ويجيء ربه فرداً كما خلقه �أول مرة بال �أهل وال مال وال ع�شرية‪ ،‬ولكن‬
‫باحل�سنات وال�سيئات‪.‬‬

‫ول َما َأ َم َر ُه اللهَُّ‪ ،‬إِنَّا‬ ‫‪� .6‬سمعت �أم َ�سلَ َم َة الر�سول ‪ ‬يقول‪َ «:‬ما ِم ْن ُم ْس ِل ٍم ت ُِصي ُب ُه ُم ِصي َب ٌة َف َي ُق ُ‬
‫ف اللهَُّ َل ُه َخيرْ ً ا‬ ‫ف يِل َخيرْ ً ا ِمن َْها‪،‬إِالَّ َأ ْخ َل َ‬ ‫ون ال َّل ُه َّم ْأ ُج ْر يِن يِف ُم ِصي َبتِي َو َأ ْخ ِل ْ‬ ‫للِهَِّ َوإِنَّا إِ َل ْي ِه ر ِ‬
‫اج ُع َ‬ ‫َ‬
‫ف اللهَُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َأ ُبو َس َل َم َة ُق ْل ُت َأي ا مُْل ْسلمنيَ َخيرْ ٌ م ْن َأبِى َس َل َم َة‪ُ ،‬ث َّم إ يِّن ُق ْلت َُها َف َأ ْخ َل َ‬ ‫ِمن َْها »‪َ .‬ف َل اَّم َم َ‬
‫يِل َر ُس َ‬
‫ول اللهَِّ ‪� .‬أْ ُج ْرنيِ فيِ م ُِ�صي َبتِي‪ :‬من الأجر‪ ،‬وهو الثواب‪.‬‬

‫‪ .7‬من دعاء الر�سول ‪� ‬إذا كربه �أمر‪ ،‬كما روى �أن�س بن مالك‪ .‬وكان هذا الدعاء‬
‫ِ‬
‫اب‬ ‫من �أدعية الكرب ملا ت�ضمنه من التوحيد والإ�ستغاثة ‪‬إِ ْذ ت َْستَغي ُثونَ َر َّبك ُْم َف ْ‬
‫است ََج َ‬
‫َلك ُْم‪‬الأنفال‪ ،9:‬والإ�ستغاثة هنا ب�صفة اهلل وهي رحمة �أرحم الراحمني‪ ،‬والتو�سل �إليه‬
‫با�سمني عليهما مدار الأ�سماء احل�سنى كلها وهما (احلي القيوم) وذكر ابن تيمية �أن‬
‫من واظب على هذا الدعاء ح�صلت له حياة القلب ومل ميت قلبه‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الدعاء‬

‫ال�ض ُّر َو�أَنْتَ �أَ ْر َح ُم ال َّراحِ مِ َ‬


‫‪َ 8‬ر َّب �أَنيِّ م ََّ�سن َِي ُّ‬

‫الهم واحلزن وامل�صائب‬


‫ني‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫ُ المْ ُ ْ�س َت َع ُ‬
‫ان ‪‬‬ ‫يل َواللهَّ‬
‫‪َ 9‬ف َ�صبرْ ٌ َجمِ ٌ‬ ‫‪.9‬‬

‫َ َب ِ�ص ٌ‬
‫ري بِا ْل ِع َبا ِد ‪‬‬ ‫ِّ�ض �أَ ْمرِي �إِلىَ اللهَّ ِ �إِ َّن اللهَّ‬
‫‪�1010‬أُ َفو ُ‬

‫‪80‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .8‬دعاء النبي �أيوب ‪ ،‬حني �أ�صابه من البالء ومل يبق منه �سليم �سوى قلبه‬
‫نت َأ ْر َح ُم‬
‫الض َو َأ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ى َر ّب ُه أ يّن َم ّسن َي رّّ‬ ‫ول�سانه‪ ،‬يذكر بهما اهلل عز وجل‪َ ‬و َأ ّي َ‬
‫وب إِ ْذ نَا َد َ‬
‫ِ ِ‬ ‫مِ ِ‬
‫است ََج ْبنَا َل ُه َفك ََش ْفنَا َما بِه من رُّ‬
‫ض‪ ‬الأنبياء‪.84-83:‬‬ ‫ني‪ ،‬ف�أُجيبت دعوته ‪َ ‬ف ْ‬
‫الراح َ‬‫ّ‬
‫ذكر ابن القيم �أن‪" :‬هذا الدعاء جمع بني حقيقة التوحيد و�إظهار الفقر والفاقة‬
‫�إىل ربه ووجود طعم املحبة له تعاىل‪ ،‬والتو�سل والإقرار له ب�صفة الرحمة و�أنه �أرحم‬
‫الراحمني‪ .‬ومتى وجد املُبتلى هذا ك�شف عنه بلواه‪ ،‬وقد ُج ّرب �أنه من قالها �سبع‬
‫مرات وال �سيما مع هذه املعرفة ك�شف اهلل �ضره"‪ .‬وقد يكون مق�صد ابن القيم من‬
‫تكرارها �سبع مرات‪ ،‬هو الإحلاح على اهلل تعاىل بالدعاء‪.‬‬

‫‪ .9‬دعاء نبي اهلل يعقوب ‪ ،‬بعد �أن �ألقى �أبناءه �أخيهم يو�سف يف البئر‪ ،‬كاذبني عليه‬
‫ت َلك ُْم َأ ْن ُف ُسك ُْم َأ ْم ًرا‬
‫ب َق َال َب ْل َس َّو َل ْ‬‫يص ِه بِدَ ٍم ك َِذ ٍ‬
‫ب�أن الذئب �أكل �أخيهم ‪‬وجاءوا ع ىَل َق ِم ِ‬
‫َ َ ُ َ‬
‫َف َص رْ ٌب مَجِ ٌيل َواللهَُّ ا مُْل ْس َت َعانُ َع ىَل َما تَص ُفونَ ‪ ‬يو�سف‪ ، 18 :‬ال�صرب اجلميل‪ :‬الذي ال جزع فيه‬
‫ِ‬

‫و ال �شكوى‪َ .‬واللهَّ ُ المْ ُ ْ�س َت َع ُان َعلَى مَا َت ِ�ص ُفو َن‪ :‬على ما تذكرون من الكذب‪ .‬ويف حديث‬
‫ال �إال كما قال �أبو‬ ‫عائ�شة يف الإفك قولها ر�ضي اهلل عنها‪« :‬واهلل ال �أجد يل ولكم مث ً‬
‫يل َواللهَُّ ا مُْل ْس َت َعانُ َع ىَل َما ت َِص ُفونَ ‪.» ‬‬
‫ب مَجِ ٌ‬
‫يو�سف‪َ  :‬ف َص رْ ٌ‬

‫‪ .10‬دعاء الرجل ال�صالح‪ ،‬وهو م�ؤمن من �آل فرعون حني كذب قومه مو�سى ‪.‬‬
‫ري بِا ْل ِع َبادِ‪ :‬هو ب�صري بهم‬‫ِّ�ض �أَ ْمرِي �إِلىَ اللهَّ ِ‪� :‬أتوكل على اهلل و�أ�ستعينه‪� .‬إِ َّن اللهَّ َ ب َِ�ص ٌ‬
‫�أُ َفو ُ‬
‫فيهدي من ي�ستحق الهداية وي�ضل من ي�ستحق الإ�ضالل‪.‬‬
‫َات ما مكَروا وح َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‪ ‬غافر‪45:‬‬ ‫اق بِ َآل ف ْر َع ْونَ ُس ُ‬
‫وء ا ْل َع َذ ِ‬ ‫ف�إ�ستجاب اهلل دعائه‪َ ‬ف َو َقا ُه اللهَُّ َس ِّيئ َ َ ُ َ َ‬
‫َف َو َقا ُه اللهَّ ُ َ�س ِّي َئاتِ مَا َم َك ُروا‪ :‬يف الدنيا وا َالخرة‪ ،‬و�أما يف الدنيا فنجاه اهلل تعاىل مع‬
‫مو�سى عليه ‪ ،‬و�أما يف ا َالخرة فباجلنة‪َ .‬و َحا َق ِب�آَلِ ِف ْر َع ْو َن ُ�سو ُء ا ْل َع َذابِ ‪:‬وهو الغرق‬
‫يف اليم ثم النقلة منه �إىل اجلحيم‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الدعاء‬

‫دعاء املظلوم واخلائف‬


‫َعلَى ا ْل َق ْو ِم المْ ُ ْف�سِ دِ َ‬
‫ين ‪‬‬ ‫‪َ 1‬ر ِّب ُ‬
‫ان�ص ْرنيِ‬ ‫‪.1‬‬

‫ْ َع ْل َنا ِف ْت َن ًة ِّل ْل َق ْو ِم َّ‬


‫الظالمِ ِ َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫‪َ 2‬ر َّب َنا َال تجَ‬ ‫‪.2‬‬

‫ِّ نِي مِ َن ا ْل َق ْو ِم َّ‬


‫الظالمِ ِ َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫‪َ 3‬ر ِّب نجَ‬ ‫‪.3‬‬

‫‪َ 4‬ر َّب َنا �أَ ْف ِر ْغ َعلَ ْي َنا َ�صبرْ اً َو َث ِّبتْ �أَ ْقدَا َم َنا َو ُ‬
‫ان�ص ْر َنا َعلَى ا ْل َق ْو ِم‬ ‫‪.4‬‬
‫ِين ‪‬‬ ‫ا ْل َكا ِفر َ‬

‫‪82‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫ال يحب اهلل �أن يدعو �أحد على �أحد ‪ ‬إِالَّ َمن ُظلِ َم ‪ ‬ف�إنه قد �أُرخ�ص له �أن يدعو‬
‫على من َظلَمه‪ ،‬من غري �أن يعتدي عليه‪ ،‬وليقل‪ :‬اللهم �أعني عليه‪ ،‬وا�ستخرج‬
‫حقي منه‪ ،‬و�إن �صرب فهو خري له‪ .‬كما ذكر ابن عبا�س يف تف�سري قوله تعاىل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َو ِء ِم َن ا ْل َق ْو ِل إِالَّ َمن ُظلِ َم َوكَانَ‬ ‫ِ‬
‫اللهُّ َسميع ًا َعلي ًام‪‬الن�ساء‪148:‬‬ ‫ال ْه َر بِ ُّ‬
‫ب اللهُّ جَْ‬
‫‪‬الَّ حُي ُّ‬
‫ويف احلديث‪�ُ ،‬سرق �شيء لعائ�شة ر�ضي اهلل عنها فجعلت تدعو على من �سرقه‪،‬‬
‫فقال لها الر�سول ‪« :‬الَ ت َُس ِّب ِخي َعنْ ُه»‪� .‬أبو داود ‪� ،1499‬أي ال تخففي عنه العقوبة‬
‫وتنق�صي �أجرك يف الآخرة بدعائك عليه‪.‬‬
‫وللمظلوم دعوة مجُ ابة ال حجاب بينها وبني اهلل‪� ،‬أيا كان دينه‪ ،‬فمن املهم‬
‫�إغتنامها بالدعاء للنف�س مبا ورد يف هذه الأدعية من اخلري والعز والن�صر‬
‫والنجاة‪ ،‬ب�صدق التوكل على اهلل‪.‬‬

‫‪ .1‬دعاء لوط ‪ ،‬حني ا�ستن�صر اهلل على قومه املجاهرين باملعا�صي‪.‬‬

‫‪ .2‬دعاء قوم مو�سى ‪ ،‬خوفا من �آل فرعون‪ .‬ال جتعلنا فتنة‪ :‬ال ت�سلطهم علينا‬
‫فيفتنونا‪.‬‬

‫‪ .3‬دعاء مو�سى ‪ ،‬حني بلغه �أن فرعون ينوي قتله‪ ،‬وهو ذات الدعاء الذي دعت به‬
‫الن َِّة َون َِّجنِي ِمن فِ ْر َع ْونَ َو َع َملِ ِه َون َِّجنِي‬
‫ت َر ِّب ا ْب ِن يِل ِعندَ َك َب ْيت ًا يِف جَْ‬
‫‪‬اِ ْم َر َأ َة فِ ْر َع ْونَ إِ ْذ َقا َل ْ‬
‫مِِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ‬التحرمي‪11:‬‬ ‫م َن ا ْل َق ْو ِم ال َّظال َ‬

‫‪ .4‬دعاء جنود (طالوت) ملك �إ�سرائيل‪ ،‬وكان فيهم النبي داود ‪َ  ،‬و مََّلا َب َرزُو ْا‬
‫ُود ِه َقا ُلواْ‪  ...‬ملا واجهوهم بقلة عددهم مقابل كرثة جنود (جالوت)‪.‬‬ ‫وت وجن ِ‬
‫َجِلا ُل َ َ ُ‬
‫�أفرغ علينا �صرباً‪�:‬أنزل علينا �صرباً من عندك‪ .‬وثبت �أقدامنا‪ :‬يف لقاء الأعداء‪،‬‬
‫وجنبنا الفرار والعجز‪.‬‬
‫ِ‬
‫وهم بِإِ ْذن اللهِّ‪ ‬غلبوهم بن�صر اهلل لهم‪ ،‬وقتل داود جالوت‪.‬‬
‫فن�صرهم اهلل ‪َ ‬ف َهز َُم ُ‬
‫وكان طالوت قد وعده �إن قتله �أن يزوجه ابنته‪ ،‬وي�شركه يف �أمره‪ ،‬فوفى له ثم �آل‬
‫املُلك �إىل داود ‪ ‬مع ما منحه اهلل من النبوة العظيمة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الدعاء‬

‫الدعاء على العدو‬


‫‪5‬ال َّل ُه َّم �إِ َّنا نجَ ْ َع ُل َك فيِ ُن ُحورِهِ ْم‪َ ،‬و َن ُعو ُذ ب َِك مِ نْ ُ�ش ُرورِهِ ْم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪6‬ال َّل ُه َّم ا ْك ِفنِي ِه ْم بمِ َا �شِ ْئتَ ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ني مِ َن المْ ُ�ؤْمِ ِن َ‬


‫ني ‪،‬‬ ‫‪7‬ال َّل ُه َّم �أَ جْ ِ‬
‫ن المْ ُ ْ�س َت ْ�ض َع ِف َ‬ ‫‪.7‬‬
‫ال َّل ُه َّم ْا�ش ُد ْد َو ْط�أَ َت َك َعلَى (�أعداء الدين)‪،‬‬
‫و�س َف‪.‬‬‫ني َك�سِ نِي ُي ُ‬ ‫اج َع ْلهَا �سِ ِن َ‬ ‫ال َّل ُه َّم ْ‬

‫‪8‬ال َّل ُه َّم ُم ْن ِز َل ا ْل ِك َتابِ ‪�َ ،‬سرِي َع الحْ َِ�سابِ ‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫اهْ ِز ِم الأَ ْح َز َ‬
‫اب‪ ،‬اهْ ز ِْم ُه ْم َو َز ْل ِز ْل ُه ْم‪.‬‬

‫الدعاء للم�شركني وال�ضالني‬


‫‪9‬ال َّل ُه َّم اهْ دِ هِ ْم َوا ْئتِ ِب ِه ْم‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪84‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .5‬دعاء الر�سول ‪ ،‬كان يقوله �إذا خاف قوما‪ .‬والنحر‪� :‬أعلى ال�صدر من العنق‪،‬‬
‫وخ�صه بالذكر لأن العدو ي�ستقبل به عند املناه�ضة للقتال‪ ،‬واملعنى ن�س�ألك �أن ت�صد‬
‫�صدورهم وتدفع �شرورهم وحتول بيننا وبينهم‪.‬‬

‫‪ .6‬رواه م�سلم عن دعاء الغالم امل�ؤمن حني �أراد امللك الكافر قتله فنجا باللجوء هلل‬
‫بهذا الدعاء‪،‬و�أ�صله يف البخاري‪� ،‬أن الر�سول ‪ ‬دعا على قري�ش ب�سنني قحط حني‬
‫ِِ‬
‫ت�أخرت بالإ�سالم‪ « :‬ال َّل ُه َّم اكْفن ِيه ْم بِ َس ْب ٍع ك ََس ْب ِع ُي ُ‬
‫وس َف »‪�-‬أي ال�سبع �سنوات العجاف‬
‫يف زمن يو�سف‪-‬ف�أ�صابت قري�ش �سنة ح�صت كل �شيء حتى �أكلوا العظام‪ ،‬فعز من‬
‫ِ‬ ‫قائل‪َ ‬فسيك ِْفيكَهم اللهُّ وهو ِ‬
‫يم ‪‬البقرة‪137:‬‬ ‫يع ا ْل َعل ُ‬‫السم ُ‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬

‫‪ .7‬من دعاء الر�سول ‪ ‬على كفار قبيلة م�ضر‪ .‬ا�شْ ُد ْد َو ْط َ�أ َت َك‪ :‬خذهم ب�شدة‪ ،‬و�أ�صلها‬
‫ُو�س َف‪:‬مثل ال�سنني املجدبة التي حدثت‬ ‫من الوطء بالقدم واملراد الإهالك‪َ .‬ك�سِ نِي ي ُ‬
‫يف زمان يو�سف ‪.‬‬

‫‪ .8‬دعاء الر�سول ‪ ‬على الأحزاب يف غزوة الأحزاب‪ ،‬وقد ا�ستجاب اهلل دعاءه‪ ،‬ون�صره‬
‫ِ‬
‫عليهم ‪َ ‬ف َأ ْر َس ْلنَا َع َل ْي ِه ْم ِرحي ًا َو ُ‬
‫جنُود ًا مَّل ْ ت ََر ْو َها َوكَانَ اللهَُّ بِ اَم َت ْع َم ُلونَ َبصرياً‪‬لأحزاب‪9:‬‬

‫‪ .9‬من دعاء الر�سول ‪ ، ‬حني طلب منه �أحد ال�صحابة �أن يدعو على بني دو�س‬
‫لأنهم رف�ضوا الدخول يف الإ�سالم‪ ،‬لكنه ‪ ‬دعا لهم‪«:‬ال َّل ُه َّم ْاه ِد َد ْو ًسا َوائ ِْت هِبِ ْم»‪،‬‬
‫فا�ستجاب اهلل لدعائه واهتدوا للإ�سالم‪ .‬وكان ‪ ‬يدعو للم�شركني حيث ُت�ؤمن‬
‫غائلتهم ويُرجى ت�أ ُّلفهم‪ ،‬وكان يدعو عليهم حيث ت�شتد �شوكتهم ويكرث �أذاهم‪ .‬ويف‬
‫ش ِكنيَ »‪َ ،‬قا َل‪ « :‬إِ يِّن مَل ْ ُأ ْب َع ْث َل َّعانًا َوإِن اََّم ُب ِع ْث ُت‬ ‫حديث �آخر قِي َل‪َ «:‬يا َر ُس َ‬
‫ول اللهَِّ ا ْد ُع ع ىََل ا مُْل رْ ِ‬

‫َر مْ َح ًة»‪ .‬م�سلم ‪ 6778‬و َعنْ �أَ َن ِ�س ْب ِن مَال ٍِك ‪َ ‬قا َل ‪ :‬لمَ ْ َي ُك ِن ال َّنب ُِي ‪�َ ‬س َّباباً َو َال َف َّحا�شاً َو َال‬
‫ول لأَ َحدِ َنا عِ ْن َد المْ َ ْع َت َب ِة ‪َ «:‬ما َل ُه‪ ،‬ت َِر َب َجبِينُ ُه» البخاري ‪ ،6031‬دعاء له بالعبادة‬ ‫َل َّعاناً‪َ ،‬كا َن َي ُق ُ‬
‫ك�أن ي�صلى فيرتب جبينه‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫الدعاء‬

‫الإ�ستعاذة‬
‫‪َ 1‬ر ِّب �إِنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك �أَنْ �أَ ْ�س�أَ َل َك مَا َل ْي َ�س ليِ ِب ِه عِ ْل ٌم َو�إِ َّال َت ْغ ِف ْر ليِ‬ ‫‪.1‬‬
‫َو َت ْر َح ْمنِي �أَ ُكن م َِّن الخْ َ ا�سِ ر َ‬
‫ِين ‪‬‬

‫‪2‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َز َوالِ ِن ْع َمت َِك َوتحَ َ ُّول عَا ِف َيت َِك َو ُف َجا َء ِة‬ ‫‪.2‬‬
‫ِن ْق َمت َِك َو َجمِ ي ِع َ�س َخطِ َك‪.‬‬

‫ال�ش َقاءِ‪َ ،‬و ُ�سو ِء‬ ‫‪3‬ال َّل ُه َّم ِ�إنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َجهْدِ ا ْل َب َ‬
‫الءِ‪َ ،‬و َد َركِ َّ‬ ‫‪.3‬‬
‫ا ْل َق َ�ضاءِ‪َ ،‬و َ�ش َما َت ِة الأَ ْعدَاءِ‪.‬‬

‫ني ‪َ v‬و�أَعُو ُذ ب َِك َر ِّب �أَن‬ ‫‪َّ 4‬ر ِّب �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َه َم َزاتِ َّ‬
‫ال�ش َياطِ ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫�ض ُرونِ ‪‬‬ ‫َي ْح ُ‬

‫‪5‬ال َّل ُه َّم ِ�إنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َ�ش ِّر مَا عَمِ ْلتُ َومِ نْ َ�ش ِّر مَا لمَ ْ �أَ ْع َم ْل‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪86‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫حقيقة اال�ستعاذة هي الهروب من �شيء تخافه �إىل من يع�صمك منه‪،‬‬


‫ومعناها هو اللجوء والتحرز واالعت�صام باهلل من �أمر ما‪ ،‬كما ورد هنا‪،‬‬
‫من �سخط اهلل واجلهل و�شر اخللق و�شر النف�س ونحوه‪ ،‬ومن التج�أ‬
‫بباب اهلل ال يرده وال يخذله‪.‬‬

‫‪ .1‬دعا النبي نوح ‪ ‬اهلل �أن ينجي ابنه من الطوفان‪ ،‬ف�أجابه اهلل ‪‬إِ ّن ُه َل ْي َس ِم ْن‬
‫ك بِ ِه‬
‫ال ت َْس َأ ْلنِـي َما َل ْي َس َل َ‬
‫َي َصالِحٍ ‪ ‬ثم نهاه عن ال�س�ؤال بغري علم ‪َ ‬ف َ‬ ‫ك إِ ّن ُه َع َم ٌل غ رْ ُ‬ ‫َأ ْهلِ َ‬
‫ال ِاهلِ َني‪‬هود‪ ،46:‬ف�إ�ستعاذ نوح ‪ ‬من اجلهل م�ستغفرا‬ ‫ك َأن َت ُكونَ ِم َن جَْ‬ ‫ِع ْل ٌم إِ يّ َن َأ ِع ُظ َ‬
‫عما بدا منه‪.‬‬

‫‪ .2‬من دعاء الر�سول ‪ .‬زوال النعمة‪:‬ذهابها من غري بدل‪ .‬حتول العافية‪�:‬إبدال‬


‫ال�صحة باملر�ض والغنى بالفقر‪ .‬‏فجاءة نقمتك‪:‬املكاف�أة بالعقوبة واالنتقام بالغ�ضب‬
‫والعذاب‪ ،‬وخ�صها بالذكر لأنها �أ�شد‪ .‬جميع �سخطك‪:‬‏جميع �آثار غ�ضبك‪.‬‬

‫‪ .3‬كان الر�سول ‪ ‬يتعوذ من هذه الأمور ويداوم على ذلك‪ .‬جهد البالء‏‏‏‪:‬‏ �شدة امل�شقة‪،‬‬
‫و قلة املال وكرثة العيال‏‪.‬‏‏درك ال�شقاء‏‏‪:‬ا ِلإدراك واللحاق بال�شدة والع�سر‪ ،‬ويطلق على‬
‫ال�سبب امل�ؤدي للهالك‏ ‏‏‪� .‬سوء الق�ضاء‪:‬عام يف النف�س واملال والأهل واخلامتة واملعاد‪.‬‬
‫�شماتة الأعداء‪:‬فرحهم ببلية تنزل بي‪.‬‬

‫‪� .4‬أر�شد اهلل تعاىل نبيه ‪ ‬لال�ستعاذة بهذه ال�صيغة‪َ ‬و ُقل‪ ..‬همزات ال�شياطني‪:‬‬
‫نزغات ال�شياطني ال�شاغلة عن ذكر اهلل‪� .‬أن يح�ضرون‪ :‬معي يف �أموري‪.‬‬

‫‪�ُ .5‬سئلت عائ�شة عما كان يدعو به الر�سول ‪ ، ‬فذكرت هذا الدعاء‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الدعاء‬

‫‪6‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ ِف ْت َن ِة المْ َ ْح َيا َوالمْ َ َماتِ ‪،‬‬ ‫‪.6‬‬

‫الإ�ستعاذة‬
‫ومِ نْ �أَنْ �أُ َر َّد �إِلىَ �أَ ْر َذلِ ا ْل ُع ُم ِْر‪.‬‬

‫‪7‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ َن ا ْل َع ْج ِز َوا ْل َك َ�سلِ َوالجْ ُ نْ ِ‬


‫ب َوا ْل ُبخْ لِ َوا ْل َه َر ِم‬ ‫‪.7‬‬
‫َو َع َذابِ ا ْل َقبرْ ِ ال َّل ُه َّم �آتِ َن ْف�سِ ي َت ْق َواهَا َو َز ِّكهَا �أَنْتَ َخيرْ ُ َمنْ َز َّكاهَا‬
‫�أَنْتَ َو ِل ُّيهَا َو َم ْو َالهَا‪.‬‬
‫ال َّل ُه َّم ِ�إنيِّ �أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ عِ ْل ٍم َال َي ْن َف ُع َومِ نْ َق ْلبٍ َال َيخْ َ�ش ُع َومِ نْ‬
‫َن ْف ٍ�س َال َت ْ�ش َب ُع َومِ نْ د َْع َو ٍة َال ُي ْ�س َت َج ُ‬
‫اب َلهَا‪.‬‬

‫‪8‬ال َّل ُه َّم �إِ ِّنى �أَعُو ُذ ب َِك مِ َن ا ْل َك َ�سلِ َوا ْل َه َر ِم َوالمْ َ ْغ َر ِم َوالمْ َ�أْ َث ِم‪ ،‬ال َّل ُه َّم �إِ ِّنى‬ ‫‪.8‬‬
‫�أَعُو ُذ ب َِك مِ نْ َع َذابِ ال َّنا ِر َو ِف ْت َن ِة ال َّنا ِر َو َع َذابِ ا ْل َقبرْ ِ‪َ ،‬و َ�ش ِّر ِف ْت َن ِة‬
‫يح الد ََّّجالِ ‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫ا ْل ِغ َنى‪َ ،‬و َ�ش ِّر ِف ْت َن ِة ا ْل َف ْقرِ‪َ ،‬ومِ نْ َ�ش ِّر ِف ْت َن ِة المْ َ�سِ ِ‬
‫ْاغ�سِ ْل َخ َطايَاىَ بمِ َا ِء ال َّث ْل ِج َوا ْلبرَ َ دِ‪َ ،‬و َن ِّق َق ْلبِى مِ َن الخْ َ َطا َيا‪َ ،‬ك َما‬
‫�ض مِ َن ال َّد َن ِ�س‪َ ،‬وبَاعِ ْد َب ْينِى َو َبينْ َ َخ َطايَاىَ‬ ‫ُي َن َّقى ال َّث ْو ُب الأَ ْب َي ُ‬
‫َك َما َبا َعد َْت َبينْ َ المْ َ ْ�شرِقِ َوالمْ َ ْغرِبِ ‪.‬‬

‫‪�9‬أَعُو ُذ ِب ِع َّزت َِك ا َّلذِ ي َال �إِ َل َه �إِ َّال �أَنْتَ ‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫ُوت َوالجْ ِ نُّ َوالإِ ْن ُ�س يمَ ُو ُتو َن‪.‬‬ ‫ا َّلذِ ي َال يمَ ُ‬

‫‪88‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪� .6‬أ�صل الفتنة االمتحان واالختبار‪ .‬فتنة املحي ‏ا‪:‬‏زمن احلياة‪ ،‬وقيل �أن فتنة الدنيا‬
‫هي فتنة امل�سيح الدجال‪ .‬فتنة املمات‪:‬‏زمن املوت من �أول النزع‪� .‬أرذل العمر‪:‬الذي‬
‫ي�أتي بعد الهرم‪.‬‬

‫‪ .7‬من دعاء النبي حممد ‪ .‬نف�س الت�شبع‪:‬ا�ستعاذة من احلر�ص والطمع وال�شره‬


‫وتعلق النف�س بالآمال البعيدة‪ .‬زكها‪:‬طهرها‪ .‬خري من زكاها‪:‬لفظة خري لي�ست‬
‫للتف�ضيل‪ ،‬بل معناه ال مزكى لها اال �أنت كما قال �أنت وليها‪.‬‬

‫‪ .8‬من دعاء النبي حممد ‪ .‬الهرم‪ :‬الزيادة يف كرب ال�سن‪ .‬امل�أثم واملغرم‪ :‬وهى ما‬
‫ول اللهَِّ‬ ‫يذ َيا َر ُس َ‬ ‫يلزم ال�شخ�ص �أدا�ؤه كالدين‪ .‬قال قائل للر�سول ‪َ «:‬ما َأ ْك َث َر َما ت َْست َِع ُ‬
‫الر ُج َل إِ َذا غ َِر َم َحدَّ َ‬ ‫ِ‬
‫ف »‪ .‬البخاري ‪2397‬‬ ‫ث َفك ََذ َب َو َوعَدَ َف َأ ْخ َل َ‬ ‫م َن ا مَْلغ َْر ِم ؟ »‪ ،‬قال‪ «:‬إِ َّن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ ِ‬
‫فتنة النار‪ :‬هي �س�ؤال اخلزنة على �سبيل التوبيخ ‪‬ك َّل اَم أ ْلق َي ف َيها َف ْو ٌج َسأ هَُل ْم َخ َز َنت َُها أ مَل ْ‬
‫َي ْأتِك ُْم ن َِذ ٌير‪ ‬امللك‪ .8:‬فتنة القرب‪ :‬هى �س�ؤال امللكني‪ .‬من �شر فتنة الغنى‪ :‬فتنة الغنى يف‬
‫احلر�ص على جمع املال وحبه حتى يك�سبه من غري حله‪ ،‬ومبنعه من واجبات �إنفاقه‬
‫وحقوقه‪ .‬من �شر فتنة الفقر‪ :‬يراد به الفقر املدقع الذي ال ي�صحبه خري وال ورع‬
‫حتى يتورط �صاحبه ب�سببه‪ ،‬وال يباىل على �أي حرام وثب‪ .‬اللهم اغ�سل عني خطاياي‬
‫مباء الثلج والربد‪ :‬جعل اخلطايا مبنزلة النار لكونها ت�ؤدى �إليها‪ ،‬فعرب عن �إطفاء‬
‫حرارتها بالغ�سل ت�أكيدا يف �إطفائها‪.‬‬

‫‪ .9‬من دعاء النبي حممد ‪ ،‬وفيه ت�أكيد على موت اجلن‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الدعاء‬

‫الإ�ستخارة‬
‫ري َك ِب ِع ْلمِ َك‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْقدِ ُر َك ِب ُق ْد َرت َِك‪َ ،‬و�أَ ْ�س�أَ ُل َك مِ نْ‬ ‫ ‪‬ال َّل ُه َّم �إِنيِّ �أَ ْ�س َتخِ ُ‬
‫ال ُم ا ْل ُغيُوبِ ‪،‬‬‫َف ْ�ضل َِك‪َ ،‬ف ِ�إ َّن َك َت ْقدِ ُر َو َال �أَ ْقدِ ُر‪َ ،‬و َت ْعلَ ُم َو َال �أَ ْعلَ ُم‪َ ،‬و َ�أنْتَ َع َّ‬
‫ال َّل ُه َّم َف�إِنْ ُكنْتَ َت ْعلَ ُم َه َذا الأَ ْم َر ( ُت َ�س ِّمي الأمر)‪،‬‬
‫َخيرْ ً ا ليِ فيِ دِينِي َو َم َعا�شِ ي َوعَا ِق َب ِة �أَ ْمرِي‪َ ،‬و فيِ عَاجِ لِ �أَ ْمرِي َو�آجِ ِل ِهْ‪،‬‬
‫َفا ْق ُد ْر ُه ليِ ‪َ ،‬و َي ِّ�س ْر ُه ليِ ‪ُ ،‬ث َّم َبار ِْك ليِ فِيهِ‪،‬‬
‫ال َّل ُه َّم َو�إِنْ ُكنْتَ َت ْعلَ ُم �أَ َّن ُه َ�ش ٌّر ليِ فيِ دِينِي َو َم َعا�شِ ي َوعَا ِق َب ِة �أَ ْمرِي َوفيِ‬
‫عَاجِ لِ �أَ ْمرِي َو�آجِ ِلهِ‪،‬‬
‫َف ْ‬
‫ا�ص ِر ْفنِي َع ْنهُ‪َ ،‬وا ْق ُد ْر ليِ الخْ َ يرْ َ َح ْي ُث َكا َن‪ُ ،‬ث َّم َر ِّ�ضنِي ِب ِه ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫عوَّ�ض الر�سول ‪� ‬أمته بهذا الدعاء‪ ،‬ليكون خمرجا لهم من احلرية والرتدد‬
‫التي كانت تدفعهم يف اجلاهلية للتطري والتنجيم و الإ�ستق�سا ِم بالأزالم‬
‫ُ‬
‫امليمون‬ ‫يط ُلبون بها عِ ل َم ما ُق�سِ َم لهم يف الغيب‪ .‬ويكون هذا الدعاءُ‪ ،‬هو الطا ِل ُع‬
‫ال�سعيد‪ ،‬لأهل ال�سعادة والتوفيق‪ ،‬ال طالِع �أهل ال�شِ رك‏ ‏‪.‬‬

‫ور ُك ِّل َها‪،‬‬‫اال ْستِ َخ َار َة ىِف األُ ُم ِ‬ ‫ول اللهَِّ ‪ ‬يع ِّلم َأصحابه ِ‬
‫َُ ُ ْ َ َُ‬ ‫َان َر ُس ُ‬‫ ‪َ ‬عنْ َجا ِب ٍر ‪َ ‬قا َل‪" :‬ك َ‬
‫يض ِة ُث َّم‬‫آن‪ «:‬إِ َذا َه َّم َأ َحدُ ك ُْم بِاألَ ْم ِر َف ْليرَ ْ ك َْع َر ْك َع َتينْ ِ ِم ْن َغيرْ ِ ا ْل َف ِر َ‬‫كَم يع ِّلم السور َة ِمن ا ْل ُقر ِ‬
‫اَ ُ َ ُ ُّ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ُري َك بع ْلم َك ‪.»...‬‬ ‫لِي ُق ِل ال َّلهم إِ يِّن َأست ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫َك ُّ‬
‫ال�سو َر ِة مِ نَ ا ْل ُق ْر�آنِ ‪ :‬ل�شدة حاجتهم �إىل اال�ستخارة يف احلاالت كلها ك�شدة حاجتهم‬
‫َ‬
‫�إىل القراءة يف كل ال�صلوات‪� .‬إِذا َه ّم‪:‬يحتمل �أن يكون املراد بالهم العزمية‪ ،‬لأن‬
‫اخلاطر ال يثبت فال ي�ستمر �إال على ما يق�صد الت�صميم على فعله من غري ميل‪.‬‬
‫و�إال لو ا�ستخار يف كل خاطر ال�ستخار فيما ال يعب�أ به ‪ ،‬فت�ضيع عليه �أوقاته‪.‬‬
‫َو�أَ ْ�س َتقْدِ ُر َك‪:‬‏�إجعل يل على ذلك قدرة‪ ،‬وقيل �أن تقدره يل‪ ،‬واملراد بالتقدير التي�سري‏‪.‬‬
‫َو�أَ ْ�س�أَ ُل َك مِ نْ َف ْ�ضل َِك‪ :‬‏�إ�شارة �إىل �أن �إعطاء الرب ف�ضل منه‪ ،‬ولي�س لأحد عليه حق‬
‫ا�ص ِر ْفنِي َع ْنهُ‪ :‬من عالمات عدم القبول �أن يُ�صرف الإن�سان عن ال�شيء‪،‬‬‫يف نعمه‪.‬‏ َف ْ‬
‫وعالمات ال�صرف‪�:‬أال يبقى قلبه بعد �صرف الأمر عنه متعلقا به‪.‬‏‬
‫ُث َّم َر ِّ�ضنِي ِبهِ‪ :‬اجعلني به را�ضيا‪ ،‬والر�ضا �سكون النف�س �إىل الق�ضاء‪.‬‬
‫الإ�ستخارة هي‪:‬طلب خري الأمرين‪� ،‬أي الأقدام على الأمر �أو الإحجام عنه‏‪.‬‏‏‬
‫إ�ستخارة‪�:‬س َّنة‪� ،‬إذا هم ب�أمر مباح والتب�س عليه وجه ال�صواب واخلري فيه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حكم ال‬
‫ومل يتبني له رجحان فعله‪ ،‬وال عاقبته وال م�ستقبله‪ .‬واال�ستخارة تكون يف الأمور‬
‫املباحة‪ ،‬وال تكون يف احلرام واملكروه‪ ،‬وال يف الواجبات واملندوبات و�صنائع املعروف‪،‬‬
‫واال�ستخارة يف املندوبات تكون عند تعار�ض �أمران �أيهما يبد�أ به �أو يقت�صر عليه‪.‬‬
‫واحلكمة من م�شروعية اال�ستخارة‪ :‬الت�سليم لأمر اهلل‪ ،‬وااللتجاء �إليه‪ ،‬والترب�ؤ من‬
‫احلول والقوة برد الأمور كلها �إليه �سبحانه‪ ،‬للجمع بني خريي الدنيا والآخرة‪.‬‬
‫�صفة اال�ستخارة‪�:‬إختلف العلماء حولها‪ ،‬فبع�ضهم قال جتوز بالدعاء فقط يف �أي‬
‫وقت من الأوقات‪� ،‬إذا تعذرت اال�ستخارة بال�صالة والدعاء معا‪ ،‬وبع�ضهم �إ�شرتط‬
‫�أن ي�صلي ركعتني من غري الفري�ضة‪ ،‬ولو كانتا من ال�سنن الراتبة‪� ،‬أو حتية امل�سجد‪،‬‬
‫والأوىل تخ�صي�ص ركعتني م�ستقلتني‪ ،‬يف �أي وقت من الليل �أو النهار‪ ،‬يف غري �أوقات‬
‫الكراهة‪� ،‬إال يف �أمر يُخ�شى فواته قبل خروج وقت النهي‪.‬‬
‫و النية بالإ�ستخارة قبل ال�صالة‪ ،‬بع�ضهم �إ�شرتطها وبع�ضهم مل ي�شرتطها‪.‬‬
‫وال ي�شرتط �إن�شراح �صدر‪� ،‬أو ر�ؤية يف املنام‪ ،‬فلم يرد يف احلديث �أي منهما‪ ،‬لكن‬
‫�إن ان�شرح �صدره ب�أحد الأمرين بالإقدام �أو الإحجام فلي�أخذ مبا ين�شرح به �صدره‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الدعاء‬

‫الدعاء للميت‬
‫ري َنا‪َ ،‬و َذ َك ِر َنا َو�أُ ْن َثا َنا‪،‬‬
‫ري َنا َو َك ِب ِ‬
‫‪1‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر لحِ َ ِّي َنا َو َم ِّي ِت َنا‪َ ،‬و َ�ص ِغ ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫َو َ�شاهِ دِ َنا َو َغا ِئ ِب َنا‪ ،‬ال َّل ُه َّم َمنْ �أَ ْح َي ْي َت ُه مِ َّنا َف�أَ ْح ِي ِه َعلَى ا ِلإميَانِ ‪،‬‬
‫ال ِم‪ ،‬ال َّل ُه َّم َال تحَ ْ ر ِْم َنا �أَ ْج َرهُ‪،‬‬
‫َو َمنْ َت َو َّف ْي َت ُه مِ َّنا َف َت َو َّف ُه َعلَى الإِ ْ�س َ‬
‫َو َال ُت ِ�ض َّل َنا َب ْع َدهُ‪.‬‬

‫‪2‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر َل ُه َوا ْر َح ْمهُ‪َ ،‬وعَا ِف ِه َو ْاع ُف َع ْنهُ‪َ ،‬و�أَ ْك ِر ْم ُن ُز َل ُه َو َو ِّ�س ْع‬ ‫‪.2‬‬
‫ُمد َْخلَهُ‪َ ،‬و ْاغ�سِ ْل ُه ِبالمْ َا ِء َوال َّث ْل ِج َوا ْلبرَ َ دِ‪َ ،‬و َن ِّق ِه مِ َن الخْ َ َطا َيا َك َما‬
‫�ض مِ َن ال َّد َن ِ�س‪َ ،‬و�أَ ْبدِ ْل ُه دَا ًرا َخيرْ ً ا مِ نْ دَا ِرهِ‪،‬‬ ‫َن َّق ْيتَ ال َّث ْو َب الأَ ْب َي َ‬
‫ال َخيرْ ً ا مِ نْ �أَهْ ِلهِ‪َ ،‬و َز ْو ًجا َخيرْ ً ا مِ نْ َز ْوجِ هِ‪َ ،‬و�أَدْخِ ْل ُه الجْ َ َّن َة‬ ‫َو�أَهْ ً‬
‫َو�أَعِ ْذ ُه مِ نْ َع َذابِ ا ْل َقبرْ ِ َ ْو مِ نْ َع َذابِ ال َّنارِ‪.‬‬

‫‪3‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر َل ُه َوا ْر َف ْع َد َر َج َت ُه فيِ المْ َهْدِ ِّي َ‬


‫ني‪َ ،‬و ْاخ ُل ْف ُه فيِ َع ِق ِب ِه فيِ‬ ‫‪.3‬‬
‫ني‪َ ،‬وا ْف َ�س ْح َل ُه فيِ َقبرْ ِ هِ‪،‬‬ ‫ِين‪َ ،‬و ْاغ ِف ْر َل َنا َو َل ُه َيا َر َّب ا ْل َعالمَ ِ َ‬‫ا ْل َغا ِبر َ‬
‫َو َن ِّو ْر َل ُه فِيهِ‪.‬‬

‫النٍ فيِ ِذ َّمت َِك َو َح ْبلِ جِ َوار َِك‪َ ،‬ف ِق ِه مِ نْ‬ ‫ال َن ْب َن ُف َ‬ ‫‪4‬ال َّل ُه َّم �إِ َّن ُف َ‬ ‫‪.4‬‬
‫ِف ْت َن ِة ا ْل َقبرْ ِ َو َع َذابِ ال َّنارِ‪َ ،‬و�أَنْتَ �أَهْ ُل ا ْل َو َفا ِء َوالحْ َ ِّق‪َ ،‬ف ْاغ ِف ْر َل ُه‬
‫َوا ْر َح ْم ُه �إِ َّن َك �أَنْتَ ا ْل َغ ُفو ُر ال َّرحِ ي ُم‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫من فارقوا الدنيا من �أهلك و�أحبتك هم الآن ب�أم�س احلاجة لدعوة تنجيهم‬
‫مما هم فيه‪ ،‬كما �ستكون �أنت �أي�ضا يف مثل حاجتهم املا�سة لدعاء ذويك �إذا‬
‫فارقت احلياة‪.‬‬
‫دعاءك لهم‪ ،‬ثوابه �أ�سرع و�أعظم من بقية الأعمال من �صدقة �أو حج عنهم‬
‫َك َس َك ٌن هَّل ُ ْ‬
‫م ‪‬التوبة‪103:‬‬ ‫‪‬إِ َّن َص َ‬
‫الت َ‬

‫‪ .1‬دعاء النبي ‪ ‬جلنازة �صلى عليها‪ .‬و�شمل هذا الدعاء امل ِّيت وغ َ‬
‫ريه من امل�سلمني‬
‫الأحياء منهم والأموات‪ ،‬لأ َّن اجلمي َع م�شرتكون يف احلاجة �إىل مغفرة اهلل ورحمته‪،‬‬
‫ومن دعا بهذه الدعوة فله بك ِّل واحد من امل�سلمني وامل�سلمات املتقدِّمني منهم‬
‫واملت�أخرين ح�سنة‪.‬‬

‫‪ .2‬متنى راوي احلديث عوف بن مالك ‪� ،‬أن يكون هو امليت ملا �سمع هذا الدعاء من‬
‫النبي ‪ ‬لإحدى اجلنائز حني �صلى عليها‪.‬‬
‫عافه‪ :‬من املعافاة‪� ،‬أي خل�صه من املكاره‪ .‬و�أكرم نزله‪ :‬ال ُن ُزل‪ ،‬ما ُيعَدُّ للنازل‪ ،‬من‬
‫َّات ا ْل ِف ْر َد ْو ِ‬
‫س ُن ُزالً‪‬الكهف‪107:‬‬ ‫َت هَُل ْم َجن ُ‬ ‫ال�ضيافة‪� ،‬أي �أح�سن ن�صيبه من اجلنة‪ .‬كَان ْ‬
‫وو�سع مدخله‪� :‬أي قربه ومنزله يف اجل َّنة‪َ .‬و ْاغ�سِ ْل ُه ِبالمْ َا ِء َوال َّث ْل ِج َوا ْلبرَ َ دِ‪ :‬التوكيد يف‬
‫التطهري من اخلطايا و حموها عنه‪ ،‬والثلج والربد ماءان مق�صوران على الطهارة مل‬
‫مت�سهما الأيدي ومل ميتهنهما ا�ستعمال‪ .‬وكان �ضرب املثل بهما �آكد يف بيان ما �أراده‬
‫من التطهري‪ ،‬وقيل يحتمل �أنه جعل اخلطايا مبنزلة نار جهنم لأنها م�ؤدية �إليها‪،‬‬
‫فعرب عن �إطفاء حرارتها بالغ�سل‪.‬‬

‫‪ .3‬من دعاء الر�سول ‪ ‬لأبي �سلمة ‪ ‬حني وفاته‪ .‬واخلفه يف عقبه‪� :‬أي كن خليفة‬
‫له يف ذريته‪ .‬يف الغابرين‪ :‬الباقني‪ .‬يف املهديني‪ :‬الذين هداهم اهلل للإ�سالم �سابقا‬
‫والهجرة �إىل خري الأنام‪ ،‬وقيل الذين هُ دُوا �إىل ال�صراط امل�ستقيم‪.‬‬

‫‪ .4‬من دعاء الر�سول ‪ ‬بعد �صالته على رجل من امل�سلمني‪ .‬يف ذمتك‪ :‬يف �أمانك‪.‬‬
‫وحبل جوارك‪ :‬احلبل العهد‪� ،‬أي يف كنف حفظك وعهد طاعتك‪ ،‬واملراد باجلوار‬
‫الأمان‪ .‬و�أنت �أهل الوفاء‪ :‬بالوعد ف�إنك ال تخلف امليعاد‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الدعاء‬

‫‪َ 1‬ر َّب َنا �إِ َّن َنا َ�سمِ ْع َنا ُم َنا ِد ًيا ُي َنادِي ِللإِميَانِ �أَنْ �آَمِ ُنوا ِب َر ِّب ُك ْم َف�آَ َم َّنا َر َّب َنا‬ ‫‪.1‬‬
‫َف ْاغ ِف ْر َل َنا ُذ ُنو َب َنا َو َك ِّف ْر َع َّنا َ�س ِّي َئا ِت َنا َو َت َو َّف َنا َم َع الأَ ْب َرا ِر ‪َ v‬ر َّب َنا َو�آَ ِت َنا‬

‫خامتة الدعاء‬
‫ِف المْ ِي َعا َد ‪‬‬ ‫مَا َو َع ْد َت َنا َعلَى ُر ُ�سل َِك َوال ُتخْ ِز َنا َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة �إِ َّن َك ال ُتخْ ل ُ‬

‫ِ ني‪‬‬ ‫‪�2‬أَنتَ َو ِل ِّيي فيِ الدُّ ُن َيا َوالآخِ َر ِة َت َو َّفنِي م ُْ�سلِماً َو أ�َلحْ ِ ْقنِي ب َّ‬
‫ِال�صالحِ‬ ‫‪.2‬‬

‫‪3‬ال َّل ُه َّم �إِ ّناَ ن�س� َ‬


‫ألك ال ِف ْر َد ْو َ�س الأعلى‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ال�سمِ ي ُع ا ْل َعلِي ُِم ‪‬‬


‫َّ‬ ‫‪َ 4‬ر َّب َنا َت َق َّب ْل مِ َّنا �إِ َّن َك �أَنْتَ‬ ‫‪.4‬‬

‫ال َّت َّو ُ‬


‫اب ال َّرحِ ي ُم ‪‬‬ ‫‪َ 5‬و ُت ْب َعلَ ْي َنا �إِ َّن َك �أَنتَ‬ ‫‪.5‬‬

‫‪�ُ 6‬س ْب َحا َن َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما َي ِ�ص ُفو َن ‪َ v‬و َ�سال ٌم َعلَى المْ ُ ْر َ�س ِل َ‬
‫ني ‪v‬‬ ‫‪.6‬‬
‫َوالحْ َ ْم ُد هَّ ِ‬
‫ل َر ِّب ا ْل َعالمَ ِ َ‬
‫ني ‪‬‬

‫‪7‬ال َّل ُه َّم َ�ص ِّل َعلَى محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬و َعلَى �آلِ محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬ك َما َ�ص َّل ْيتَ َعلَى �إِ ْب َراهِ ي َم‬ ‫‪.7‬‬
‫و َعلَى �آلِ �إِ ْب َراهِ ي َم‪� ،‬إِ َّن َك َحمِ ي ٌد مجَ ِ يدٌ‪ ،‬ال َّل ُه َّم َبار ِْك َعلَى محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬و َعلَى‬
‫�آلِ محُ َ َّمدٍ ‪َ ،‬ك َما َبا َر ْكتَ َعلَى �إِ ْب َراهِ ي َم و َعلَى �آلِ �إِ ْب َراهِ ي َم‪� ،‬إِ َّن َك َحمِ ي ٌد‬
‫مجَ ِ يدٌ‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫�شرح الدعاء‬

‫‪ .1‬دعاء امل�ؤمنني من �أمة حممد ‪، ‬الذين و�صفهم اهلل ب�أويل الألباب �أي العقول‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َي ْذك ُُرونَ‬
‫ا َّلذ َ‬ ‫ألو يِل األ ْل َب ِ‬
‫اب ‪v‬‬ ‫اختالَف ال َّل ْي ِل َوالن ََّه ِ‬
‫ار آل َيات ْ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫يِف َخ ْل ِق َّ‬
‫الس اَم َوات َواألَ ْر ِ‬ ‫‪‬إِنَّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬
‫األرضِ‪� ‬آل عمران‪191-190 :‬‬ ‫الس اَم َوات َو ْ‬‫اللهََّ ق َي ًاما َو ُق ُعو ًدا َو َع ىَل ُجنُوب ْم َو َي َت َفك َُّرونَ ف َخ ْلق َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اب هَُل ْم َر هُّ ُب ْم َأ يِّن الَ ُأض ُ‬
‫يع َع َم َل َعامل ِّمنكُم ِّمن َذكَر أ ْو أن َثى‪� ‬آل عمران‪195:‬‬ ‫و بعد دعائهم ‪َ ‬ف ْ‬
‫است ََج َ‬
‫منادياً ينادي للإميان‪:‬داعياً يدعو �إىل الإميان‪ ،‬وهو الر�سول ‪ ‬فا�ستجبنا له‬
‫واتبعناه‪.‬‬
‫تو�سلوا �إىل اهلل ب�إميانهم‪ ،‬من باب التو�سل �إىل اهلل تعاىل بالأعمال ال�صاحلة‪،‬‬
‫تو�سل النفر الثالث ِة ب�أعمالهم عندما انطبقت عليهم ال�صخرة وهم يف الغار‪،‬‬‫كما ُّ‬
‫فا�ستجاب اهلل دعاءَهم وفرج ه َّمهم‪.‬‬

‫‪ .2‬دعاء يو�سف ‪ ،‬قال عنه ابن القيم‪":‬جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد‬
‫واال�ست�سالم للرب و�إظهار االفتقار �إليه والرباءة من مواالة غريه‪ ،‬وكون الوفاة على‬
‫الإ�سالم �أج ّل غايات العبد و�أن ذلك بيد اهلل ال بيد العبد واالعرتاف باملعاد وطلب‬
‫مرافقة ال�سعداء"‪.‬‬
‫‪ .3‬حث الر�سول ‪� ‬أ�صحابه على �س�ؤال اهلل جنة الفردو�س بعد �أن و�صف مكانتها العالية‬
‫اه ِدي َن يِف َسبِ ِيل ِه‪ ،‬ك ُُّل َد َر َج َتينْ ِ َما َب ْين َُه اَم ك اََم َبينْ َ‬
‫الن َِّة ِما َئ َة درج ٍة َأعَدَّ َها اللهَُّ لِ ْلمج ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫‪«:‬إِ َّن يِف جْ َ‬
‫الن َِّة‪َ ،‬و َف ْو َق ُه‬
‫النَّة َو َأع ىَْل جْ َ‬
‫ض‪َ ،‬فإِ َذا س َأ ْلتُم اللهََّ َفس ُلوه ا ْل ِفردوس‪َ ،‬فإِ َّنه َأوس ُط جْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ ُ ْ َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الس اَم ِء َواألَ ْر ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر مْح َِن‪َ ،‬ومنْ ُه َت َف َّج ُر َأ هْنَ ُار جْ َ‬
‫النَّة»‪.‬‬ ‫ع َْر ُش َّ‬
‫‪ .4‬دعاء �إبراهيم و�إ�سماعيل عليهما ال�سالم‪َ .‬ر َّب َنا َت َق َّب ْل مِ َّنا‪�:‬صالح �أعمالنا ودعاءنا‪،‬‬
‫�إنك �أنت ال�سميع لأقوال عبادك‪ ،‬العليم ب�أحوالهم‪.‬‬
‫‪� .5‬إ�ستكماال لدعاء �إبراهيم و�إ�سماعيل عليهما ال�سالم‪� ،‬س�أاله التوبة مع ع�صمتهما‬
‫توا�ضعاً وتعليماً لذريتهما‪.‬‬
‫‪ .6‬تنزيه اهلل تعاىل عما يقول املكذبون‪َ .‬و َ�سال ٌم َعلَى المْ ُ ْر َ�س ِلنيَ‪�:‬سالم اهلل عليهم يف‬
‫الدنيا والآخرة‪َ .‬والحْ َ ْم ُد للِهَّ ِ رَبِّ ا ْل َعالمَ ِنيَ‪:‬له احلمد يف الأوىل والآخرة يف كل حال‪.‬‬
‫وت�أكيدا خلتم الدعاء بحمد اهلل والثناء عليه‪ ،‬جاءت �آية �أخرى يف �صفة �أهل اجلنة‬
‫ِ‬ ‫الم و ِ‬
‫آخ ُر َد ْع َو ُاه ْم َأ ِن حَْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ‬د ْع َو ُاه ْم فِ َيها ُس ْب َحان َ‬
‫للِهِّ َر ِّب ا ْل َعا مَل َ‬
‫ني‪ ‬يون�س‪10:‬‬ ‫ال ْمدُ‬ ‫َك ال َّل ُه َّم َو حَت َّيت ُُه ْم ف َيها َس َ ٌ َ‬

‫‪� .7‬صفة ال�صالة على النبي ِ ‪ ، ‬كما وردت يف ال�صحيحني‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫ ‬

‫األذكار‬
‫الأذكار‬
‫فضائل سور القرأن‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬الفـ ـ ـ ـ ــاتـ ـح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫لأنها ُتثنى كل ركعة �أي ُتعاد‪ ،‬وقيل لأنها يُث َنى‬
‫بها على اهلل تعاىل‪ ،‬وقيل لأنها اُ�ستثنيت لهذه‬ ‫ال�س ْب ُع المْ َ َثانيِ ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الأمة مل تنزل على من قبلها‪.‬‬
‫�أي �أعظم �سورة يف القر�آن‪ ،‬واملراد عظم القدر‬
‫بثواب قراءتها و�إن كان غريها �أطول‪.‬‬ ‫َا ْل ُق ْر� ُآن ا ْلعَظِ ي ُم‪.‬‬

‫لأنها مبد�أ القر�آن وحاوية جلميع علومه‪،‬مما‬ ‫ُر ْق َية ٌ‪.‬‬


‫يقت�ضى �أنها كلها مو�ضع الرقية‪.‬‬
‫�أمر عظيم‪ ،‬نيرّ ‪ ،‬تبينِّ لقارئها وتنوره‪.‬‬ ‫نور‪.‬‬

‫َلنْ َت ْق َر�أَ ب َِح ْر ٍف مِ ْنهُا �إِ َّال (حرفا منهما) �أي‪ :‬ما فيه من الدعاء‪� ،‬إال‬
‫�أعطيت مقت�ضاه‪.‬‬ ‫�أُعْ طِ ي َتهُ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .2‬البقـ ـ ـ ـ ـ ــرة‬
‫لكرثة �أ�سماء اهلل تعاىل فيها‪ ،‬وقيل فيها �ألف‬
‫طاردة لل�شياطني‪.‬‬
‫�أمر و�ألف نهي و�ألف حكم و�ألف خرب‪.‬‬
‫ُ�سميتا البقرة و�آل عمران ‪،‬الزهراوين لنورهما‬
‫املنرية‪.‬‬
‫و هدايتهما وعظيم �أجرهما‪.‬‬
‫ثوابها كغمامة �سحابة تظل ر�أ�س الإن�سان‪ ،‬يوم‬
‫غمامة فوق حافظها‪.‬‬
‫القيامة‪.‬‬
‫تب�سط �أجنحتها يف الهواء تدفعان اجلحيم‬ ‫�سربا طيور حتاج عن‬
‫والزبانية‪.‬‬ ‫�صاحبها‪.‬‬
‫الربكة‪ :‬اخلري والنماء‬ ‫�أخْ َذهَا َب َر َك ٌة‪.‬‬
‫احل�سرة‪� :‬شدّة احلزن‪ ،‬والندم على مافات‪.‬‬ ‫و َت ْر َكهَا َح ْ�س َر ٌة‪.‬‬
‫�أي ال ي�ستطيع ال�ساحر �أن يحفظ البقرة‪ ،‬وقيل‬ ‫َ َال َت ْ�س َتطِ ي ُعهَا‬
‫ال ي�ؤثر يف قارئها �سحر ال�سحرة‪.‬‬ ‫ا ْل َب َطلَ ُة َّ‬
‫(ال�س َح َر ُة)‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الأذكار‬

‫‪3‬‬
‫‪� .3‬آية الكر�سي‬
‫�أعظم‪ ،‬ملا جمعت من الإلوهية والوحدانية‬
‫واحلياة والعلم وامللك والقدرة والإرادة‪ ،‬وهذه‬ ‫�أعظم �آية يف القر�آن‪.‬‬
‫ال�سبعة‪� ،‬أ�صول الأ�سماء وال�صفات‪.‬‬
‫يالزمك حافظ من اهلل من عند اهلل ‪� ،‬أو حافظ من ب�أ�س اهلل‪.‬‬
‫ال يقربك ال�شيطان‪ ،‬وال ذكر وال �أنثى من اجلن‪.‬‬ ‫ال يقربك �شيطان‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .4‬خواتيم البقرة‬
‫تكفيه من قيام الليل‪ ،‬وقيل من ال�شيطان‪ ،‬وقيل‬
‫الكافية‪.‬‬
‫من الآفات‪ ،‬ويحتمل من اجلميع‪.‬‬
‫�سبق �شرحه يف الفاحتة‬ ‫نور‪�..‬إِ َّال �أُعْ طِ ي َتهُ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .5‬الكهف‬
‫من حفظ ع�شر �آيات من �أول �سورة الكهف عُ�صم‬ ‫ع�صمة من فتنة‬
‫من الدجال‪ ،‬و�سبب ذلك ما يف �أولها من العجائب‬
‫والآيات‪ ،‬فمن تدبرها مل يُفتنت بالدجال‪.‬‬ ‫الدجال‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الإخال�ص‬
‫قيل �أن ثواب قراءتها يُ�ضاعف بقدر ثواب قراءة‬
‫ثلث القر�آن بغري ت�ضعيف‪.‬‬
‫و قيل �أن القر�آن �أُنزل ثالثاً‪ :‬ثلث �أحكام‪ ،‬وثلث‬
‫وعد ووعيد‪ ،‬وثلث �أ�سماء و�صفات‪.‬‬ ‫َت ْعدِ ُل ُث ُل َث ا ْل ُق ْر�آنِ ‪.‬‬
‫و�سميت بالإخال�ص لأنها �أخل�صت للخرب عن‬
‫الرب تعاىل و�صفاته دون ذكر خلقه و�أحكامه‬
‫وثوابه وعقابه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .7‬املعوذات‬
‫مل يكن �آيات �سورة كلهن تعويذا للقارئ غري‬ ‫لمَ ْ ُي َر ‪ ‬مِ ْث ُل ُهنَّ َق ُّط‪.‬‬
‫هاتني ال�سورتني‪.‬‬
‫َ‬
‫ا�ستعاذ باهلل‪� :‬أي التج�أ �إليه �أو اعت�صم به‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫املٌلك(تبارك)‬ ‫‪.8‬‬
‫كان رجل يقر�ؤها ويعظم قدرها‪ ،‬فلما مات‬
‫�شفعت له حتى دُفع عنه عذابه‪ ،‬ويحتمل �أن‬ ‫َ�ش َف َعتْ ِل َر ُجلٍ َح َّتى‬
‫يكون مبعنى امل�ستقبل �أي ت�شفع ملن يقر�ؤها يف‬ ‫ُغ ِف َر َلهُ‪.‬‬
‫القرب �أو يوم القيامة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الأذكار‬

‫تتكلم كثريا طوال اليوم‪ ،‬فماذا يحب اهلل من كل كالمك؟‪.‬‬


‫كل ما حتبه �أنت‪ ،‬تطلع عليه ال�شم�س كل يوم‪ ،‬فما ظنك ب�شيء �أف�ضل مما تطلع‬
‫‪9‬‬
‫عليه ال�شم�س؟‪:‬‬

‫‪�1‬أحب الكالم هلل تعاىل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ُ�س ْب َحا َن اللهَّ ِ‬


‫‪�2‬أحب للنبي ‪ ‬مما طلعت عليه ال�شم�س‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫َوالحْ َ ْم ُد للِهَّ ِ‬
‫‪3‬بك ِّل واحدة منهنّ �صدقة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫َو َال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ‬
‫‪4‬خري و�أبقى من املال والبنون‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪5‬خري من خادم(طاقة على العمل)‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫َواللهَّ ُ �أَ ْكبرَ ُ‬

‫من مقعدك الذي �أنت جال�س عليه الآن‪ ،‬ت�ستطيع �أن ت�صل مل�ستوى‬
‫حمرري(الرقاب) العبيد واجلواري‪ ،‬وتزيد ر�صيد ح�سناتك‪ ،‬وتخف�ض عدد‬
‫�سيئاتك‪ ،‬وحتيط نف�سك بحماية عالية من ال�شيطان‪ ،‬وتك�سب فوق كل ذلك‬
‫‪10‬‬
‫الأف�ضلية على الب�شر‪:‬‬

‫‪1‬تعدل عتق ع�شر رقاب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫َال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ ‪َ ،‬و ْح َد ُه‬
‫‪ُ 2‬تكتب له ‪ 100‬ح�سنة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ِيك َلهُ‪،‬‬‫َال َ�شر َ‬
‫‪100‬‬
‫‪3‬وتمُ حى عنه ‪� 100‬سيئة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مرة‬
‫َل ُه المْ ُ ْل ُك َو َل ُه الحْ َ ْمدُ‪،‬‬
‫‪4‬حرز من ال�شيطان‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫وَهْ َو َعلَى ُك ِّل َ�ش ْي ٍء‬
‫‪5‬ك�سب الأف�ضلية على النا�س‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫َقدِ ي ٌر‬

‫قد ال نت�صور �أن خطايانا من الكرثة بحيث ت�صبح مثل زبد البحر‪ ،‬تلك الرغوة‬
‫البي�ضاء فوق البحر‪ ،‬لكن تلك اخلطايا رغم كرثتها وتكاثرها مع كل مد وجزر‬
‫‪11‬‬
‫يف حياتنا‪ ،‬ميكن حموها بثالث كلمات فقط‪:‬‬

‫‪1‬حمو اخلطايا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪�2‬أحب الكالم هلل‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪100‬‬
‫‪3‬من ت�سبيح املالئكة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫ُ�س ْب َحا َن اللهَّ ِ َوب َِح ْمدِ ِه‬
‫‪4‬ك�سب ‪ 1000‬ح�سنة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مرة‬
‫‪�5‬أو حمو ‪� 1000‬سيئة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪101‬‬
‫الأذكار‬

‫ك‬‫ت َم َو ِازينُ ُه َف ُأ ْو َلئِ َ‬ ‫مع حر�صنا على �أن نكون من �أ�صحاب املوازين الثقيلة‪َ ‬ف َمن َث ُق َل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ت َم َو ِازينُ ُه َفأ ْو َلئ َ‬ ‫ُه ُم ا مُْل ْفلِ ُحونَ ‪‬امل�ؤمنون‪ ،102:‬وخ�شيتنا من خفة الأوزان‪َ ‬و َم ْن َخ َّف ْ‬
‫ك ا َّلذ َ‬
‫ين‬
‫سوا َأن ُف َس ُه ْم يِف َج َهن ََّم َخالِدُ ونَ ‪‬امل�ؤمنون‪ ،103:‬يبقى ما يحبه اهلل مطلب للعبد العارف‬ ‫رِ‬
‫َخ ُ‬
‫بعِظم وجاللة معية اهلل لعبده‪ ،‬هي كلمتان جتمع ثقل املوازين مع ما يحبه‬
‫‪12‬‬
‫اهلل‪:‬‬
‫ثقيلتان يف امليزان‪،‬‬ ‫للهَّ‬
‫ُ�س ْب َحا َن ا ِ َوب َِح ْمدِ هِ‪،‬‬
‫‪-‬‬
‫حبيبتان للرحمن‬ ‫ُ�س ْب َحا َن اللهَّ ِ ا ْلعَظِ ِ‬
‫يم‬
‫‪13‬‬
‫ذكر اهلل لي�س بالكم فح�سب‪ ،‬بل بالكيفية التي تنزه اهلل وتدين له بالوحدانية‬
‫تعادل وقت ت�سبيح من الفجر‬ ‫‪3‬‬ ‫ُ�س ْب َحا َن اللهَّ ِ َوب َِح ْمدِ ِه َع َد َد َخ ْل ِقهِ‪َ ،‬ور َِ�ضا‬
‫لل�ضحى‬ ‫مرات‬ ‫َن ْف�سِ هِ‪َ ،‬و ِز َن َة َع ْر�شِ هِ‪ ،‬وَمِ دَا َد َك ِل َما ِت ِه‬
‫‪14‬‬
‫من ف�ضل اهلل علينا �أن يهبنا كنز من كنوز جنته‪ ،‬بكلمات معدودة‪:‬‬
‫كنز من كنوز اجلنة‬ ‫‪1‬‬ ‫َال َح ْو َل َو َال ُق َّو َة �إِ َّال بِاللهَّ ِ‬
‫مرة‬
‫�أقل من دقيقة واحدة‪ ،‬وتزيل ما يغ�شى قلبك من غفلة عن ذكر اهلل‪ ،‬وتزيل معها‬
‫هموم جاثمة على �صدرك‪ ،‬وتفتح على نف�سك بابا عظيما من الرزق والربكة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والي�سر وال�سعادة‏‪ْ  :‬اس َتغْف ُروا َر َّبك ُْم إِ َّن ُه كَانَ َغ َّفار ًا ‪ُ v‬ي ْرس ِل َّ‬
‫الس اَمء َع َل ْيكُم ِّمدْ َرار ًا ‪v‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كم َأ هْنَار ًا‪ ‬نوح‪:12-10 :‬‬
‫يعل َّل ْ‬
‫ي َعل َّلك ُْم َجنَّات َو جَ ْ‬ ‫َو ُي ْمد ْدك ُْم بِ َأ ْم َوال َو َبن َ‬
‫‪15‬‬
‫ني َو جَ ْ‬
‫تزيل ما يغ�شى القلب من غفلة‪،‬‬ ‫‪100‬‬ ‫�أَ ْ�س َت ْغ ِف ُر اللهَّ َ‬
‫وجتلب الرزق‬ ‫مرة‬
‫الفرار من احلروب يف الدفاع عن البالد �أو لن�شر الدين‪ ،‬جنب وخيانة ومع�صية‪،‬‬
‫وغريها من ال�صفات امل�شينة لهذا الفعل الذي ال يغتفر عند الب�شر‪ ،‬لكن عند اهلل‬
‫‪16‬‬
‫تعاىل الغفران قائم لهذا الفعل فما بالك مبا دونه من اخلطايا‪:‬‬
‫غفر له‬ ‫�أَ ْ�س َت ْغ ِف ُر اللهَّ َ ا َّلذِ ي َال �إِ َل َه �إِ َّال هُ َو‬
‫‪-‬‬
‫و�إن كان فر من الزحف‬ ‫الحْ َ ُّي ا ْل َق ُّيو ُم َو�أَ ُتوبُ ِ�إ َل ْي ِه‬
‫ت‬‫ماذا تعني �صالة اهلل علينا؟ ‪‬هو ا َّل ِذي يص يِّل ع َليكُم ومالئِ َك ُته لِيخْ ِرجكُم من ال ُّظ ُلم ِ‬
‫اَ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ َ َ ْ ْ ََ‬ ‫ُ َ‬
‫ُّور َوكَانَ بِا مُْلؤْ ِمن ِ َني َر ِحي ًام‪‬لأحزاب‪� ،43:‬صالة اهلل‪ :‬رحمته وثنا�ؤه علينا عند املالئكة‪،‬‬ ‫إِ ىَل الن ِ‬
‫و�صالة املالئكة‪ :‬الدعاء والإ�ستغفار لنا‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ُّور‪:‬‬ ‫‪‬لِيخْ ِرجكُم‪ ‬ليدمي �إخراجه �إياكم ‪‬من ال ُّظ ُلم ِ‬
‫ت إِ ىَل الن ِ‬
‫اَ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ َ‬

‫ي�صلي اهلل عليك ع�شر �صلوات‬ ‫‪ 1‬مرة‬ ‫اللهم �صلي و�سلم على حممد‬

‫‪102‬‬
‫الأذكار‬

‫بخير وهلل الحمد‬


‫مهما بلغت درجة متكن املر�ض من بدنك‪ ،‬فطاملا بقي املر�ض بعيدا‬
‫عن روحك ف�أنت بخري واحلمد هلل‪.‬‬
‫نعم بخري‪ ،‬ال ترفع حاجبيك متعجبا‪ ،‬فاخلري ال نعرف مالحمه‬
‫دائما مهما بلغ بنا العلم واحلكمة‪ ،‬فهو قد يختبئ خلف مر�ض �أو‬
‫علة كما قد يختبئ وراء م�صيبة �أو حزن‪.‬‬
‫طاملا �أنت حتمل هذا الكتاب بيديك وتقر�أه‪ ،‬ف�أنت بخري لأنك تب�صر‬
‫وتقر�أ وتتفكر وتدرك‪.‬‬
‫�أنت بخري‪ ،‬لأنها بوجعك تتال�شى خطاياك‪ ،‬كما قال �أطهر اخللق‬
‫ال َّمى َفإِ هَّنَا‬
‫‪ ‬المر�أة تدعو على احلمى وهي تنتف�ض منها‪ «:‬الَ ت َُس ِّبى حْ ُ‬
‫م�سلم ‪6735‬‬ ‫ال ِد ِيد »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْلك ُري َخ َب َث حْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َخ َطا َيا َبني آ َد َم ك اََم ُي ْذه ُ‬
‫ِ‬
‫ت ُْذه ُ‬
‫�أنت بخري ‪ ،‬طاملا �أنفا�سك تخرج ثم تعود �إليك جمددا‪ ،‬جمددة‬
‫حلظاتك يف احلياة مهما بلغ �أ�ساها وحزنها‪.‬‬
‫�أنت بخري‪ ،‬لأن نبي الأمة تنزل �إليك بهدية �إلهية يف كلمات مقد�سة‬
‫ذات نور رباين يغ�شى ظلمة �سم العقارب والأفاعي فيمحيه يف حلظة‬
‫�إميان حقيقية بكلمات اهلل التي تنفذ بحار ورائها �أبحار وهي باقية‬
‫ال تنفذ‪ ،‬فما احلال ب�سموم اجل�سم و�أمرا�ضه الأقل �ضررا‪.‬‬
‫�أنت بخري‪� ،‬إن ظننت باخلري‪ ،‬فظنك احل�سن ‪-‬كما �سبق وذكرنا‪-‬‬
‫ي�صنع طاقة �إيجابية قوية داخلك‪ ،‬تتجاوب مع ذكرك اهلل ودعاءك‬
‫�إياه عز وجل‪.‬‬
‫قالت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪":‬تفاءلوا باخلري جتدوه"‪ .‬وحني �سئل‬
‫حِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُة َي ْس َم ُع َها َأ َحدُ ك ْ‬
‫ُم »‪ .‬البخاري‬ ‫الر�سول ‪ ‬عن الف�أل‪َ ،‬قا َل عنه‪ « :‬ا ْلكَل َم ُة َّ‬
‫الص َ‬
‫‪ -5755‬م�سلم ‪5931‬‬

‫‪103‬‬
‫الأذكار‬

‫أذكار الشفاء‬

‫الدعاء هلل ب�أ�سماءه احل�سنى‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ذكر اهلل‪(.‬التهليل الت�سبيح التكبري احلمد واحلوقلة‪ ،‬الإ�ستغفار)‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫�سورة الفاحتة‪ .‬وذكر ابن القيم �أنه كان يقر�أها �سبع مرات‪ ،‬وقد‬
‫‪.3‬‬
‫يكون ذلك من باب الإحلاح على اهلل‪.‬‬

‫املعوذات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫�سورة الإخال�ص‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫�آية الكر�سي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫خواتيم البقرة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫ا�س‪� ،‬أَ ْذهِ بِ ا ْل َب� َأ�س‪ْ ،‬ا�ش ِف ِه َو َ�أنْتَ َّ‬


‫ال�شافيِ ‪َ ،‬ال‬ ‫ال َّل ُه َّم َر َّب ال َّن ِ‬
‫‪.8‬‬
‫َ ً ‪18‬‬
‫�شِ َفا َء ِ�إ َّال �شِ َفا�ؤُ َك‪� ،‬شِ َفا ًء َال ُي َغا ِد ُر َ�سقما‪.‬‬

‫ب�س ِم اللهَّ ِ (‪)3‬مرات‬


‫ْ‬
‫‪.9‬‬
‫‪19‬‬
‫�أَعُو ُذ بِاللهَّ ِ َو ُق ْد َر ِت ِه مِ نْ َ�ش ِّر َما �أَجِ ُد َو�أُ َحا ِذ ُر (‪ )7‬مرات‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الأذكار‬

‫‪1‬‬
‫لألذكار مراتب متفاضلة فيما بينها‪:‬‬
‫ ‪�‬أف�ض ُل الذكر القر�آن الكرمي‪:‬‬
‫�أف�ضل ما ُيذكر اهلل تعاىل به هو كالمه‪ ،‬الذي يرفع مكانة امل�سلم يف‬
‫الدنيا والآخرة‪ ،‬و ي�أتي �شفيعا له يوم القيامة‪.‬‬
‫ولبع�ض �سور القر�آن ف�ضائل خا�صة‪ ،‬الذي �ص ّح منها يف الأ�سانيد –�أي‬
‫بدرجة �صحيح‪-‬كما ذكر ابن القيم (الفاحتة‪ ،‬البقرة‪� ،‬آية الكر�سي‪،‬‬
‫خواتيم البقرة‪� ،‬آل عمران‪ ،‬و الع�شر �آيات من �أ ّول �سورة الكهف‪،‬‬
‫الإخال�ص‪ ،‬واملع ّوذتني)‪ ،‬ويلي هذه الأحاديث وهو دونها يف ال�صحة‬
‫‪�-‬أي بدرجة ح�سن‪ -‬حديث (�سورة املُلك‪َ ،‬ت َبا َر َك)‪ ،‬و(الكافرون) ح�سنه‬
‫الرتمذي والألباين‪.‬‬
‫ثم �سائر الأحاديث بعدُ‪ ،‬مو�ضوع ٌة –�أي مكذوبة‪-‬على الر�سول ‪.‬‬

‫ ‪�‬أف�ض ُل الذكر بعد القر�آن الكرمي‪ ،‬كلمات �أربع‬


‫(�س ْب َحا َن اللهَّ ِ َوالحْ َ ْم ُد للِهَّ ِ َو َال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ َواللهَّ ُ �أَ ْكبرَ ُ )‬
‫ُ‬

‫فضل التهليل‬
‫�أف�ضل ه�ؤالء الكلمات الأربع‪ ،‬و�أج ّلهنّ هي كلمة التوحيد‪ ،‬ومنزلة‬
‫التحميد والت�سبيح من التهليل منزلة الفرع من الأ�صل‪ ،‬ومن ف�ضائلها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪�‬أف�ضل احل�سنات‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ُ ‬تكتب يف بطاقة �صغرية ‪ ،‬ترجح كفة ‪� 99‬سجال للذنوب يوم‬ ‫ ‬
‫‪21‬‬
‫القيامة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪‬جناة لقائلها من النار‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪23‬‬
‫‪�‬أف�ضل ُ�شعب الإميان‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪24‬‬
‫‪�‬أف�ض ُل ال ِّذكر‪.‬‬
‫ ‬
‫‪25‬‬
‫‪‬قائلها �أ�سعد النا�س ب�شفاعة النبي ‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪ .1‬فقه الأدعية والأذكار‪ ،‬مل�ؤلفه ال�شيخ عبد الرزاق بن عبد املح�سن البدر‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الأذكار‬

‫فضل الحمد‬
‫ ‪�‬إذا �أن�ش�أ العبد احلمد من ِق َبل نف�سه دون �أن يدفعه لذلك �سبب ك�أكلٍ‬
‫�أو ُ�شربٍ ‪� ،‬أو حدوث نعمة‪ ،‬زاد ثوابه‪.‬‬
‫ ‪‬ورد احلمد يف القر�آن الكرمي يف �أكرث من �أربعني مو�ضعاً‪ ،‬و افتتح‬
‫�سبحانه القر�آن الكرمي باحلمد‪ ،‬و“احلميد” ا�سم من �أ�سماء اهلل‬
‫احل�سنى‪.‬‬
‫�ص للذين يحمدون اهلل يف ال�س ّراء‬ ‫ ‪‬بيتُ احلمد‪ ،‬بيتٌ يف ا َ‬
‫جل ّنة‪ُ ،‬خ َّ‬
‫‪26‬‬
‫وال�ضراء‪.‬‬
‫ ‪�‬أُعطي الر�سول ‪ ‬لوا َء احلمد‪ ،‬لي�أوي �إىل لوائه احلامدون هلل من‬
‫‪27‬‬
‫الأولني والآخرين‪.‬‬
‫ ‪�‬أف�ضل الدعاء‪ ،‬وي�ؤ ّيد هذا املعنى قوله تعاىل ‪‬و ِ‬
‫آخ ُر َدع َْو ُاه ْم َأ ِن احلَ ْمدُ هللِ‬ ‫َ‬
‫‪28‬‬
‫َر ِّب ال َعا مَلِنيَ ‪‬يون�س‪.10:‬‬
‫ ‪‬احلمدهلل متلأ امليزان‪ ،‬وامليزان حجمه �أكرب بكثري من حجم ال�سموات‬
‫‪29‬‬
‫والأر�ض‪.‬‬
‫فضل التسبيح‬
‫(�س ْب َحا َن َك) تعظيم جالل اهلل وتنزيهه عن ال�سوء‪ ،‬و تربئته‬ ‫‪‬يف قولنا ‪ُ :‬‬‫ ‬
‫ال�سبح وهو ال ُبعد‪،‬‬ ‫من الظلم‪ ،‬و�إثبات العظمة له‪� .‬أ�صل هذه الكلمة من َّ‬
‫ومعنى ت�سبيحه تبعيده‪� ،‬أي �إبعا ُد �صفات النق�ص من اهلل‪.‬‬
‫(�س ْب َحا َن) يف خم�سة وع�شرين مو�ضعاً من‬ ‫‪َ ‬ذك َر اهلل تعاىل لفظة ُ‬ ‫ ‬
‫نفي‬
‫إثبات �صفة من �صفات املدح‪� ،‬أو ُ‬ ‫القر�آن‪ ،‬يف �ضمن ك ِّل واحد منها � ُ‬
‫�صفة من �صفات الذم‪.‬‬
‫ب�صيغ‬‫‪‬ورد ذكر الت�سبيح يف القر�آن الكرمي �أكرث من ثمانني مرة‪ِ ،‬‬ ‫ ‬
‫خمتلفة‪ ،‬و ذكر اهلل تعاىل الت�سبيح يف مُفتتح ثمان ُ�س َور من القر�آن‪.‬‬
‫‪‬ورد الت�سبيح يف القر�آن على نحو من ثالثني وجهاً‪� ،‬ست ٍة منها‬ ‫ ‬
‫للمالئكة‪ ،‬وت�سع ٍة لنب ّينا حممد ‪ ،‬و�أربع ٍة لغريه من الأنبياء‪ ،‬وثالث ٍة‬
‫للحيوانات واجلمادات‪ ،‬وثالث ٍة للم�ؤمنني خا�صة‪ ،‬و�ست ٍة جلميع‬
‫ض َو ُه َو ال َع ِزيزُ َاحلكِ ُيم‪‬احل�شر‪ ،1:‬حتى‬ ‫املوجودات‪ ،‬سبح هللِ ما يِف السمو ِ‬
‫ات َو َما يِف األَ ْر ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫‪106‬‬
‫الأذكار‬

‫اجلماد منها ‪َ ‬يا ِج َب َال َأ ِّو يِب َم َع ُه َوال َّطي‪ ‬معنى �أ ِّوبي �أي �س ِّبحي مع داود‬
‫ال ّنهار ك ّله �إىل الليل ‪َ ‬و َسخَّ ْرنَا َم َع َد ُاوو َد جِْ‬
‫ال َب َال ُي َس ِّب ْح َن َوال َّ‬
‫طيَ‪‬الأنبياء‪79:‬‬

‫�إ َّن هذه الكائنات ت�س ِّبح اهلل تعاىل ت�سبيحاً حقيقاً ال نفقهه وال ن�سمعه‬
‫‪َ ‬ل ْو َأن َز ْلنَا َه َذا ا ْل ُق ْرآنَ َع ىَل َج َب ٍل َّل َر َأ ْي َت ُه َخ ِاشع ًا ُّمت ََصدِّ ع ًا ِّم ْن َخ ْش َي ِة اللِ‪‬احل�شر‪،21:‬‬
‫ف�سبحان من جعل احلجارة تخ�شع له وت�سجد وتهبط من خ�شيته ‪َ ‬وإِنَّ‬
‫ِمنْها مََلا يبِ ُط ِمن َ ِ‬
‫خ ْش َية اللِ‪‬البقرة‪74:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ هَ ْ‬

‫فضل التكبير‬
‫الرب تبارك وتعاىل و�إجالله‪ ،‬و ُيراد به �أن يكون‬
‫التكبري هو تعظيم ّ‬
‫(اهلل) عند العبد �أكرب من ك ِّل �شيء‪ ،‬ولهذا كان التكبري من �شعائ ُر‬
‫ال�صالة والأذان والأعياد والأماكن العالية‪.‬‬
‫و امل�سلم يكرب اهلل يف اليوم والليلة يف ال�صلوات اخلم�س املكتوبة مايقرب‬
‫من ‪ 94‬تكبرية‪.‬‬

‫فضل الحوقلة‬
‫�أورد بع�ض �أهل العلم ف�ضل ( َال َح ْو َل َو َال ُق َّو َة �إِ َّال بِاللهَّ ِ) �ضمن الكلمات‬
‫ال�سابقة(�س ْب َحا َن اللهَّ ِ َوالحْ َ ْم ُد للِهَّ ِ َو َال �إِ َل َه �إِ َّال اللهَّ ُ َواللهَّ ُ �أَ ْكبرَ ُ )‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الأربع‬
‫وقيل �أنها كنز من كنوز اجل َّنة لأنها تت�ض ّمن التو ّكل واالفتقار �إىل اهلل‬
‫رب�ؤ من‬ ‫تعاىل‪ ،‬وهي كلمة �إ�سالم وا�ست�سالم‪ ،‬وا�ستعانة وتفوي�ض وت ّ‬
‫احلول والق َّوة �إال باهلل‪ .‬لهذا يخطئ من ي�ستخدمها يف غري مق�صودها‬
‫ويجعلها كلمة ا�سرتجاع عند امل�صائب‪ ،‬فيقولها جزعاً ال �صرباً‪.‬‬
‫مل يرد ح�صر معني لعدد مرات ذكرها‪ ،‬لكن القرطبي �أ�شار برتديدها‬
‫ع�شرين مرة يف اليوم‪ ،‬وقد يكون ق�صده من ذلك عدد مرات ترديدنا‬
‫احلوقلة مع امل�ؤذن يف الآذان والإقامة‪ ،‬فهي خم�سة فرو�ض‪ ،‬ولكل �آذان‬
‫حوقلتني ولكل �إقامة حوقلينت‪ ،‬فيكون العدد ع�شرون يف اليوم الواحد‪،‬‬
‫واهلل �أعلم‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الأذكار‬

‫فضل اإلستغفار‬
‫ ‪‬اال�ستغفار له �ش� ٌأن عظيم ومكان ٌة عالي ٌة‪ ،‬فهو كما بينَّ �شيخ الإ�سالم‬
‫ابن تيمية‪ُ " :‬يخرج العب َد من الفعلِ املكروه �إىل الفِعلِ املحبوبِ ‪،‬‬
‫الناق�ص �إىل العمل التامِّ‪ ،‬ويرف ُع العب َد من املقام الأدنى‬ ‫ِ‬ ‫ومن العمل‬
‫�إىل الأعلى منه والأكمل"‪،‬و ُنقل عن ابن تيمية قوله‪�" :‬إنه ليقف‬
‫علي‪ ،‬ف�أ�ستغفر‬ ‫خاطري يف امل�س�ألة وال�شيء �أو احلالة التي ت�شكل َّ‬
‫اهلل تعاىل �ألف مرة‪� ،‬أو �أكرث �أو �أقل‪ ،‬حتى ين�شرح ال�صدر وينحل‬
‫�إ�شكال ما �أ�شكل"‪.‬‬
‫ ‪‬للم�ستغفرين عند اهلل �أجوراً كرمية‪ ،‬وثما ُر اال�ستغفار يف الدنيا‬
‫الن�صو�ص القر�آنية‬ ‫ُ‬ ‫والآخرة ال يح�صيها �إ َّال اهلل‪ ،‬ولهذا كرثت‬
‫أحاديث النبوي ُة املر�شد ُة �إىل اال�ستغفار‪ ،‬واحلا َّث ُة عليه‪ ،‬واملب ِّين ُة‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫وعظيم �أجرِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لف�ضله‬
‫ ‪�‬أنه �سبيل لنيل مطالبه الدنيوية من الذرية واملال واخل�صب‬
‫والتوفيق‪ ،‬ورد عن احل�سن الب�صري‏ �إن رجال �شكا �إليه اجلدب‪،‬‬
‫و�شكا �إليه �آخر الفقر‪ ،‬ثم �شكا �إليه �آخر جفاف ب�ستانه‪ ،‬و�شكا �إليه‬
‫�آخر عدم الولد‪ ،‬فقال لكل منهم‪":‬ا�ستغفر اهلل" ثم تال عليهم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الآية‏‪ْ  :‬اس َتغْف ُروا َر َّبك ُْم إِ َّن ُه كَانَ َغ َّفار ًا ‪ُ v‬ي ْرس ِل َّ‬
‫الس اَمء َع َل ْيكُم ِّمدْ َرار ًا ‪v‬‬
‫كم َأ هْنَار ًا‪ ‬نوح‪12-10 :‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َويمد ْدكُم بِ َأم َو ٍ‬
‫يعل َّل ْ‬
‫ي َعل َّلك ُْم َجنَّات َو جَ ْ‬
‫ني َو جَ ْ‬
‫ال َو َبن َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُْ‬

‫‪َ ‬و َما كَانَ اللهُّ ُم َع ِّذ هَ ُب ْم َو ُه ْم‬ ‫ ‪‬اال�ستغفار �سبب للنجاة من عذاب اهلل‬
‫ِ‬
‫س َتغْف ُرونَ ‪‬الأنفال‪33:‬‬
‫َي ْ‬

‫ ‪‬من ثماره �أي�ضا‪ ،‬نيل (طوبى)�أ�شهر و�أطيب �شجر يف اجلنة‪ ،‬كما‬


‫ِ‬ ‫قال ‪ُ «:‬طوبى َلمِن وجدَ يِف ص ِحي َفتِ ِه ِ‬
‫است ْغ َف ًارا كَث ً‬
‫ريا »‪ .‬ابن ماجه ‪3950‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫تحُ‬
‫وهذا غي�ض من في�ض‪ ،‬فثمار اال�ستغفار �أكرث من �أن �صى هنا‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ثلث الليل‬

‫الس اَم ِء الدُّ ْن َيا ِحنيَ َي ْب َقى ُث ُل ُث‬ ‫ٍ‬


‫قال ‪َ « :‬ين ِْز ُل َر ُّبنَا َت َب َار َك َو َت َع ىَال ك َُّل َل ْي َلة إِ ىَل َّ‬
‫يب َل ُه ؟ َم ْن َي ْس َأ ُلنِي َف ُأعْطِ َي ُه ؟ َم ْن‬ ‫َج َ‬ ‫ُون َف َأست ِ‬
‫ْ‬ ‫ول‪َ :‬م ْن َيدْ ع يِ‬ ‫ال َّلي ِل ِ‬
‫اآلخ ُر َي ُق ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫س َتغْف ُر يِن َف َأغْف َر َل ُه ؟»‪ .‬البخاري ‪ -1145‬م�سلم‪1808‬‬
‫ِ‬
‫َي ْ‬

‫يبد�أ الليل بغروب ال�شم�س وينتهي بطلوع الفجر‪ ،‬علما �أن الليل والنهار‬
‫يطوالن ويق�صران ح�سب اختالف ف�صول ال�سنة‪.‬‬
‫وهنا ح�ساب منت�صف و ثلث الليل ب�إعتبار �أن‪:‬‬
‫◆�أذان املغرب ال�ساعة ‪ 7‬م�ساء‪.‬‬ ‫◆‬
‫◆و�آذان الفجر ال�ساعة ‪� 4‬صباحا‪.‬‬ ‫◆‬

‫طريقة حساب منتصف الليل‪:‬‬


‫◆جنمع عدد ال�ساعات بني وقت املغرب ووقت الفجر‪ ،‬الناجت ت�سع‬ ‫◆‬
‫�ساعات‪.‬‬
‫◆ نق�سم الناجت على ‪ ،2‬في�صبح �أربع �ساعات ون�صف‪.‬‬ ‫◆ ‬
‫◆�أي �أن منت�صف الليل يبد�أ بعد املغرب ب�أربع �ساعات ون�صف‪،‬‬ ‫◆ ‬
‫�أو قبل الفجر بنف�س املدة‪.‬‬
‫◆وب�إ�ضافة الناجت لوقت �آذان املغرب‪ ،‬يت�ضح الوقت كالتايل‪:‬‬ ‫◆ ‬
‫‪11:30 =7+4:30‬‬
‫يبد�أ منت�صف الليل‪ ،‬ال�ساعة ‪11:30‬م�سا ًء‪.‬‬
‫طريقة حساب ثلث الليل‪:‬‬
‫◆نف�س الطريقة لكن نق�سم على ‪3‬بدال من ‪ ،2‬كالتايل‪3=3/9 :‬‬ ‫◆‬
‫◆الناجت ثالث �ساعات‬ ‫◆‬
‫◆وبطرح الناجت من وقت �آذان الفجر‪ ،‬يت�ضح الوقت كالتايل‪:‬‬ ‫◆‬
‫‪1= 3-4‬‬
‫يبد�أ ثلث الليل‪ ،‬ال�ساعة ‪� 1‬صباحاً‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫تفسير اآلية عنوان الكتاب‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫بؤ ُْا بِك ُْم َر يِّب َل ْوال ُد َعاؤُ ك ُْم ً‪‬‬
‫‪ُ ‬ق ْل َما َي ْع ُ‬

‫تف�سري ابن كثري‪:‬‬


‫ال يبايل وال يكرتث بكم �إذا مل تعبدوه‪ ،‬ف�إنه �إمنا خلق اخللق ليعبدوه‬
‫ويوحدوه وي�سبحوه بكرة و�أ�صي ً‬
‫ال‪.‬‬

‫تف�سري القرطبي‪:‬‬
‫يقال‪ :‬ما عب�أت بفالن �أي ما باليت به‪ ،‬و ما كان له عندي وزن وال قدر‪.‬‬
‫و�أ�صل يعب�أ من العبء وهو الثقل‪� .‬أي لوال ا�ستغاثتكم �إليه يف ال�شدائد‬
‫ونـحو ذلك‪ .‬وقيل �أي ما خلقتكم ويل حاجة �إليكم �إال ت�س�ألوين ف�أغفر‬
‫لكم و�أعطيكم‪.‬‬

‫التف�سري املي�سر‪:‬‬
‫�أخرب اهلل تعاىل �أنه ال يبايل وال يعب�أ بالنا�س‪ ،‬لوال دعا�ؤهم �إياه دعاء‬
‫العبادة ودعاء امل�س�ألة‪.‬‬

‫‪ .1‬الفرقان‪� ،77:‬آخر �آية من �سورة الفرقان‬

‫‪110‬‬
‫الخـاتــــــــمـــة‬

‫�إذا و�صلت لهذه ال�صفحة اخلامتة ومل جتد نف�سك متجدداً يف‬
‫�صلتك مع اخلالق‪ ،‬متقرباً �إليه مب�سافة �أعمق‪ ،‬متحلال من بع�ض‬
‫حموالت همك وحزنك و�ضيقك‪ ،‬ف�إن هناك خلل ما‪.‬‬
‫نعم �أنت الآن بحاجة لهذا النف�س العميق الذي تزفره و�أنت تت�ساءل‬
‫�أين هذا اخللل؟‪.‬‬
‫اخللل عك�س التوازن‪ ،‬والإتزان يحتاج منك �أن تعي وتدرك ثقل‬
‫الأ�شياء وموازينها‪.‬‬
‫بيدك الآن كلمات (�أذكار و�أدعية) ذات ثقل �شديد يحقق لك التوازن‬
‫يف �إنطالقتك للأعلى‪.‬‬
‫�إذن عو�ض �أن تبحث عن اخللل‪� ،‬إبحث عن الإتزان و�أنت ترتك نف�سك‬
‫بني يدي كلمات اهلل ترتقي بها روحك معارج ال�سماء‪.‬‬
‫�أخرياً ولي�س �آخرا‪� ،‬أرجو من اهلل �أن تقع ن�سخة من هذا الكتاب بيد‬
‫ذاك ال�شخ�ص الذي �سمعته يت�أت يف الأدعية �أثناء الطواف‪ ،‬فكلي‬
‫رجاء �أنه بعد قراءة وا�ستيعاب معنى الدعاء و�آدابه‪� ،‬سيطوف ب�صمت‬
‫هام�ساً يف نف�سه لربه بدعاء يعيه وي�سعى �إليه‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫شكر خاص‬

‫ ‪‬لكل من �شجع على خروج الكتاب‪.‬‬


‫ ‪‬لكل من قر�أ و�صحح على الطبعات ال�سابقة‪.‬‬
‫ ‪‬ملن �ساهم ماديا يف طباعة الكتاب‪.‬‬
‫ ‪‬لكل من وزع الكتاب‪ ،‬فقد �شاركنا الأجر ب�إذن اهلل‪ ،‬فالدال على اخلري كفاعله‪.‬‬

‫جزا اهلل اجلميع كل خري‬ ‫ ‬

‫‪112‬‬
‫هوامش األدعية‪:‬‬ ‫فاحتة الدعاء ‪:‬‬
‫‪ .1‬متفق عليه‪� ،‬صحيح البخاري‪ ،‬رقم احلديث ‪�-799‬صحيح م�سلم‪ ،‬رقم احلديث ‪ - 1385‬الرتمذي ‪3711‬‬
‫ابن ماجه ‪ ، 3932‬ح�سنه الرتمذي والألباين‪.‬‬
‫‪ .2‬البخاري ‪-796‬م�سلم ‪1100‬‬
‫‪ .3‬البخاري ‪ -6357‬م�سلم ‪ ،935‬الن�سائي ‪ -1292‬الرتمذي ‪3814‬‬
‫‪ .4‬الأنبياء‪ ،88-87 :‬الرتمذي ‪3845‬‬
‫�أ�سماء اهلل احل�سنى‪:‬‬
‫‪ .1‬الأعراف‪ ،180:‬البخاري ‪-6410‬م�سلم ‪6985‬‬
‫ا�سم اهلل الأعظم‪:‬‬
‫�أبى داود ‪1495-‬الرتمذي ‪3812-‬ابن ماجه ‪-3990‬م�سند �أحمد ‪23667‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫�أبى داود ‪ 987‬م�سند �أحمد ‪19489‬‬ ‫‪ .2‬‬
‫�أبى داود ‪ 1497-‬الرتمذي ‪3889-‬ابن ماجه ‪-3991‬م�سند �أحمد ‪12534‬‬ ‫‪ .3‬‬

‫اال�ستغفار‪:‬‬
‫البخاري ‪6306‬‏‪.‬‏‏‬ ‫‪ .1‬‬
‫احل�شر‪10 :‬‬ ‫‪ .2‬‬
‫نوح‪28 :‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫الأعراف‪23:‬‬ ‫‪ .4‬‬
‫امل�ؤمنون‪118 :‬‬ ‫‪ .5‬‬
‫البخاري ‪6326‬‬ ‫‪ .6‬‬
‫الرتمذي ‪� -3926‬أبو داود‪1519‬‬ ‫‪ .7‬‬
‫البخاري ‪6398‬‬ ‫‪ .8‬‬
‫البخاري ‪-6361‬م�سلم ‪6787‬‬ ‫‪ .9‬‬
‫التهجد والوتر‪:‬‬
‫‪ . 1‬البخاري ‪-1120‬م�سلم‪1844،‬‬
‫‪ .2‬م�سلم ‪1118‬‬
‫‪� .3‬أبو داود‪-1427‬الن�سائي ‪-1756‬الرتمذي‪466‬‬
‫‪ .4‬البخاري ‪-6316‬م�سلم ‪1824‬‬

‫جوامع الدعاء‪:‬‬
‫‪1 .1‬البقرة‪201 :‬‬
‫‪2 .2‬البخاري‪-2966‬م�سلم‪-4640‬الرتمذي ‪3906‬‬
‫‪3 .3‬الرتمذي‪3855‬‬
‫‪4 .4‬م�سلم ‪7078‬‬
‫‪5 .5‬البخاري ‪6363‬‬
‫‪6 .6‬الرتمذي ‪�-3897‬أبو داود‪-1512‬ابن ماجه‪3962‬‬
‫‪7 .7‬ابن ماجه ‪3978‬‬
‫‪8 .8‬البخاري ‪ 6351‬م�سلم ‪6990‬‬
‫‪9 .9‬الن�سائي ‪1313‬‬
‫�صالح النف�س‪:‬‬
‫‪ .1‬التوبة‪129:‬‬
‫‪ .2‬طه‪28، 27، 26، 25 :‬‬
‫‪ .3‬ال�شعراء‪83 :‬‬
‫‪ .4‬الكهف‪ 10:‬‬
‫‪� .5‬آل عمران‪8 :‬‬
‫‪ .6‬طه‪114 :‬‬
‫‪ .7‬الإ�سراء‪80:‬‬
‫‪ .8‬الأعراف‪47 :‬‬
‫‪ .9‬النمل‪19 :‬‬
‫‪ .10‬البخاري ‪6333‬‬
‫‪ .11‬م�سلم ‪7086‬‬
‫‪ .12‬م�سلم ‪7079‬‬
‫‪ .13‬م�سلم‪6921‬‬
‫‪ .14‬الن�سائي ‪1312‬‬

‫�صالح الأهل ‪:‬‬


‫‪ .1‬الفرقان‪74 :‬‬
‫‪ .2‬الأنبياء‪89 :‬‬
‫‪� .3‬آل عمران‪38 :‬‬
‫‪ .4‬ال�صافات‪100 :‬‬

‫‪113‬‬
‫‪� .5‬إبراهيم‪40:‬‬
‫‪� .6‬إبراهيم‪41:‬‬
‫‪ .7‬الإ�سراء‪24:‬‬
‫‪ .8‬الأحقاف‪15 :‬‬
‫‪� .9‬أبو داوود ‪971‬‬
‫دعاء الرزق‪:‬‬
‫‪� .1‬آل عمران‪27-26:‬‬
‫‪ .2‬الق�ص�ص ‪24‬‬
‫‪ .3‬م�سلم ‪7026‬‬
‫‪ .4‬ابن ماجه ‪978‬‬
‫‪� .5‬أبو داود ‪ -1546‬الن�سائي ‪5477‬‬
‫‪ .6‬م�سلم ‪7064‬‬

‫الهم واحلزن ‪:‬‬


‫‪ .1‬البخاري ‪ - 6346‬م�سلم‪7097‬‬
‫‪� .2‬أبو داود ‪-1527‬ابن ماجه‪4015‬‬
‫‪ .3‬البخاري ‪ - 6384‬م�سلم‪7037‬‬
‫‪� .4‬آل عمران‪ ،173:‬البخاري ‪4563‬‬
‫‪ .5‬البقرة‏‪:‬‏ ‪156‬‏‪ ،‬البخاري ‪ 42‬م�سلم ‪2165‬‬
‫‪ .6‬م�سلم ‪2165‬‬
‫‪ .7‬الرتمذي ‪3866‬‬
‫‪ .8‬الأنبياء‪83 :‬‬
‫‪ .9‬يو�سف‪ ،18 :‬البخاري ‪ - 2661‬م�سلم ‪7196‬‬
‫‪ .10‬غافر‪44:‬‬
‫املظلوم واخلائف‪:‬‬
‫‪ .1‬العنكبوت‪30:‬‬
‫‪ .2‬يون�س‪85:‬‬
‫‪ .3‬الق�ص�ص‪21:‬‬
‫‪ .4‬البقرة‪250:‬‬
‫‪� .5‬أبو داود ‪1539‬‬
‫‪ .6‬البخاري ‪-4693‬م�سلم ‪7702‬‬
‫‪ .7‬البخاري ‪- 6393‬م�سلم ‪1572‬‬
‫‪ .8‬البخاري ‪– 6392‬م�سلم‪4641‬‬
‫‪ .9‬البخاري ‪-6397‬م�سلم ‪6611‬‬
‫اال�ستعاذة‪:‬‬
‫هود‪47:‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫م�سلم ‪7120‬‬ ‫‪ .2‬‬
‫البخاري ‪6347‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫امل�ؤمنون‪98-97 :‬‬ ‫‪ .4‬‬
‫م�سلم ‪7070‬‬ ‫‪ .5‬‬
‫البخاري ‪6367-6374‬‬ ‫‪ .6‬‬
‫م�سلم ‪7081‬‬ ‫‪ .7‬‬
‫البخاري ‪6375‬‬ ‫‪ .8‬‬
‫البخاري ‪- 7383‬م�سلم ‪7074‬‬ ‫‪ .9‬‬
‫اال�ستخارة‪:‬‬
‫البخاري ‪7390‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫الدعاء للميت‪:‬‬
‫�أبو داود ‪ 3203‬ابن ماجه ‪1565‬‬ ‫‪.1‬‬
‫م�سلم ‪2276‬‬ ‫‪.2‬‬
‫م�سلم ‪2169‬‬ ‫‪.3‬‬
‫�أبو داود ‪ 3204‬ابن ماجه ‪1566‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫‪� .1‬آل عمران‪193،194 :‬‬
‫‪ .2‬يو�سف‪101:‬‬
‫‪ .3‬البخاري ‪7423‬‬
‫‪ .4‬البقرة‪127 :‬‬
‫‪ .5‬البقرة‪128 :‬‬
‫‪ .6‬ال�صافات‪180،181،18210:‬‬
‫‪ .7‬البخاري ‪ -6357‬م�سلم ‪6450‬‬
‫هوامش األذكار‬
‫ِ‬ ‫‪َ 1.1‬ق َال النَّبِي ‪ ‬ألحد صحابته ‪َ «:‬أالَ ُأ َع ِّلم َك َأ ْع َظم س ٍ‬
‫(ال ْمدُ للِهِّ َر ِّب‬ ‫ورة يِف ا ْل ُق ْرآن ‪ ،‬حْ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يم ا َّل ِذي ُأوتِي ُت ُه » ‪ .‬البخاري ‪5006‬‬ ‫ِ‬
‫آن ا ْل َعظ ُ‬ ‫الس ْب ُع ا مَْل َث يِان َوا ْل ُق ْر ُ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َعا مَلنيَ ) هي َّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬
‫َع ْن َأبِى َسعيد الُدْ ري قال ‪ :‬كنَّا ف َمسري لنَا فنَزَ لنَا ف َجا َء ْت َجار َية فقال ْت ‪ :‬إن َس ِّيدَ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫خْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب َف َه ْل ِمنْك ُْم َر ٍاق ؟ َف َقا َم َم َع َها َر ُج ٌل َما ُكنَّا ن َْأ ُبنُ ُه بِ ُر ْق َي ٍة َف َر َقا ُه‬ ‫يم‪َ ،‬وإِ َّن َن َف َرنَا ُغ َّي ٌ‬
‫ِ‬
‫حْ َ‬
‫ال ِّي َسل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َأ َف َأ َم َر َل ُه بِ َثالَثنيَ َشا ًة َو َس َقانَا َل َبن ًا َف َل اَّم َر َج َع ُق ْلنَا َل ُه َأ ُكن َْت حُتْس ُن ُر ْق َي ًة َأ ْو ُكن َْت ت َْرقى ؟‬ ‫َف رَ َ‬
‫ِ‬ ‫َق َال ‪ :‬الَ َما َر َق ْي ُت إِالَّ بِ ُأ ِّم ا ْل ِكت ِ‬
‫ت ‪َ -‬أ ْو ن َْس َأ َل ‪ -‬النَّبِ َّي ‪‬‬ ‫َاب‪ُ .‬ق ْلنَا ‪ :‬الَ حُتْد ُثوا َش ْيئ ًا َحتَّى ن َْأ يِ َ‬
‫اض ُبوا يِل‬ ‫َان ُيدْ ِر ِيه َأ هَّنَا ُر ْق َي ٌة ا ْق ِس ُموا َو رْ ِ‬ ‫‪«:‬و َما ك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َل اَّم َقد ْمنَا ا مَْلدينَ َة َذك َْرنَا ُه للنَّبِ ِّي ‪َ ‬ف َق َال َ‬
‫بِ َس ْه ٍم »‪ .‬البخاري ‪ 5007‬م�سلم ‪5863‬‬
‫ويف �شرح احلديث‪� ،‬سيد احلي �سليم‪� :‬أي لديغ‪ ،‬واللدغ من العقرب غالبا‪ ،‬و يف رواية قر�أها‬
‫�سبع مرات‪.‬‬
‫اب ِم َن‬ ‫«ه َذا َب ٌ‬ ‫يضا م ْن َف ْوقه َف َر َف َع َر ْأ َس ُه َف َق َال‪َ :‬‬
‫ِِ‬ ‫اعدٌ ِعنْدَ النَّبي ‪ ‬س ِمع ن َِق ً ِ‬
‫َ َ‬
‫بينَم ِج ِب ُيل َق ِ‬
‫َ ْ اَ رْ‬
‫ض‬ ‫الس اَم ِء ُفتِ َح ا ْل َي ْو َم مَل ُي ْفت َْح َق ُّط إِالَّ ا ْل َي ْو َم َفنَزَ َل منْ ُه َم َل ٌك‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ه َذا َم َل ٌك نَزَ َل إِ ىَل األَ ْر ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫َاب‬ ‫ات ُة ا ْل ِكت ِ‬ ‫َبي َق ْب َل َك َف حِ َ‬ ‫ُور ْي ِن ُأوتيت َُه اَم مَل ْ ُيؤْ هَ ُت اَم ن ٌّ‬
‫ِ‬
‫ش بِن َ‬ ‫ْ‬
‫مَل ين ِْز ْل َق ُّط إِالَّ ا ْليوم‪َ .‬فس َّلم و َق َال َأب رِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ف ِمن ُْه اَم إِالَّ ُأعْطِي َت ُه»‪ .‬م�سلم ‪1913‬‬ ‫وْ َخواتِيم سور ِة ا ْلب َقر ِة َلن َت ْقر َأ بِحر ٍ‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َْ‬
‫آن‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ف َت ْقر ُأ يِف الصال َِة »‪َ َ .‬ف َقر َأ ُأم ا ْل ُقر ِ‬ ‫َق َال الرسول ‪ ‬ألُ َب ِّى ْب ِن َك ْع ٍ‬
‫َ َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪َ «:‬ك ْي َ َ‬
‫ور والَ يِف ا ْل ُفر َقانِ‬
‫ْ‬ ‫يل َوالَ يِف الزَّ ُب ِ َ‬ ‫ْج ِ‬ ‫اإلن ِ‬ ‫‪«:‬وا َّل ِذي َن ْف يِس بِ َي ِد ِه َما ُأن ِْز َل ْت يِف الت َّْو َر ِاة َوالَ يِف ِ‬ ‫َ‬
‫يم ا َّل ِذي ُأعْطِي ُت ُه »‪.‬الرتمذي ‪3115‬‬ ‫ِ‬
‫آن ا ْل َعظ ُ‬ ‫ِم ْث ُل َها َوإِ هَّنَا َس ْب ٌع ِم َن ا مَْل َث يِان َوا ْل ُق ْر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الشي َط َ ِ ِ‬
‫ور ُة‬‫ان َينْف ُر م َن ا ْل َب ْيت ا َّلذي ُت ْق َر ُأ فيه ُس َ‬ ‫‪ .2‬قال ‪«:‬الَ جَ ْت َع ُلوا ُب ُيو َتك ُْم َم َقابِ َر إِ َّن َّ ْ‬
‫ا ْل َب َق َر ِة »‪ .‬م�سلم ‪1860‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪«:‬ا ْق َر ُءوا ا ْل ُق ْرآن فإ َّن ُه َيأت َي ْو َم الق َيا َمة َشفي ًعا أل ْص َحابه اق َر ُءوا الزَّ ْه َر َاو ْين ال َبق َر َة‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫يِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َان َأو ك ََأنم َغيايت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آل ِع ْم َر َ‬ ‫َوسور َة ِ‬
‫َان َأ ْو ك ََأ هَّنُ اَم‬ ‫ان َفإِ هَّنُ اَم ت َْأت َيان َي ْو َم ا ْلق َيا َمة ك ََأ هَّنُ اَم غ اََم َمت ْ هَّ ُ اَ َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ور َة ا ْل َب َق َرة َفإِ َّن َأ ْخ َذ َها َب َر َك ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫س‬ ‫وا‬
‫َ ْ ْ َ اَ َ ُ ُ َ‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫اب‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ان‬ ‫َاج‬
‫َّ‬ ‫ت‬ ‫اف‬‫َّ‬ ‫ف ْر َقان م ْن يرْ َ َ‬
‫و‬ ‫ص‬ ‫َ‬
‫ط‬
‫س ٌة َوالَ ت َْستَطِي ُع َها ا ْل َب َط َل ُة »‪ .‬م�سلم ‪1910‬‬ ‫َوت َْرك ََها َح رْ َ‬
‫آت َف َج َع َل‬ ‫َان ٍ‬ ‫ان َف َأت يِ‬ ‫َاة َر َم َض َ‬ ‫ظ زَ ك ِ‬ ‫ول اللهَِّ ‪ ‬بِ ِح ْف ِ‬ ‫‪َ .3‬ع ْن َأبِى ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َال َو َّك َلنِي َر ُس ُ‬
‫يث َف َق َال‪«:‬إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حَ ِ‬
‫الد َ‬ ‫ص حْ َ‬ ‫ي ُثو م َن ال َّط َعا ِم َف َأ َخ ْذ ُت ُه َف ُق ْل ُت ألَ ْر َف َعن ََّك إِ ىَل َر ُسول اللهَِّ ‪َ ‬ف َق َّ‬ ‫ْ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ َو ْي َت إِ ىَل ف َراش َك َفا ْق َر ْأ آ َي َة ا ْلك ُْرس َل ْن َيزَ َال َم َع َك م َن اللهَِّ َحاف ٌظ َوالَ َي ْق َر ُب َك َش ْي َط ٌ‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان » ‪.‬البخاري ‪5010‬‬ ‫اك َش ْي َط ٌ‬ ‫وب َذ َ‬ ‫‪«:‬صدَ َق َك َو ْه َو ك َُذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َحتَّى ت ُْصبِ َح» ‪َ .‬و َق َال‬
‫َاب اللهَِّ َم َع َك‬ ‫ول اللهَِّ ‪َ « : ‬يا َأ َبا ا مُْلن ِْذ ِر َأتَدْ ِرى َأ ُّي آ َي ٍة ِم ْن ِكت ِ‬ ‫ب َق َال َق َال َر ُس ُ‬ ‫َع ْن ُأ َب ِّى ْب ِن َك ْع ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْع َظ ُم»‪َ .‬ق َال‪ُ :‬ق ْل ُت اللهَُّ َو َر ُسو ُل ُه أ ْع َل ُم‪َ .‬ق َال« َيا أ َبا ا مُْلنْذر ِأتَدْ ري أ أ ُّي آ َية م ْن كتَاب اللهَِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َب يِف َصدْ ِري َو َق َال‬ ‫ال ُّي ا ْل َق ُّيو ُم‪َ .‬ق َال َف رَ َ‬ ‫َم َع َك َأ ْع َظ ُم »‪َ .‬ق َال ُق ْل ُت اللهَُّ الَ إِ َل َه إِالَّ ُه َو حْ َ‬
‫‪«:‬واللهَِّ لِ َي ْهنِ َك ا ْل ِع ْل ُم َأ َبا ا مُْلن ِْذ ِر »‪.‬م�سلم ‪1921‬‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورة ا ْل َب َق َرة ف َل ْي َلة َك َفتَا ُه »‪ .‬البخاري‬ ‫‪َ .4‬ق َال النَّبِ ُّي ‪َ «:‬م ْن َق َر َأ بِاآل َي َتينْ م ْن آخر ُس َ‬
‫‪ 5009‬م�سلم ‪1914‬‬

‫‪115‬‬
‫ُصم ِم َن الدّ ّج ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِمن َأو ِل س ِ‬
‫‪َ .5‬ق َال النَّبِي ‪ «:‬من ح ِف َظ ع رَْش آي ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ورة ا ْلك َْهف‪ ،‬ع َ‬
‫ْ ّ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُّ‬
‫م�سلم ‪1919‬‬
‫آن يف َل ْي َل ٍة ؟ »‪َ .‬ف َش َّق َذلِ َك‬ ‫‪َ .6‬ق َال النَّبِي ‪ ‬ألَصحابِه‪َ « :‬أيع ِجزُ َأحدُ كُم َأ ْن ي ْقر َأ ُث ُل َث ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫الص َمدُ ُث ُل ُث ا ْل ُق ْرآن»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َل ْي ِه ْم َو َقا ُلوا َأ ُّينَا ُيط ُيق َذل َك َيا َر ُس َ‬
‫ول اللهَِّ ؟ َف َق َال ‪ «:‬اللهَُّ ا ْل َواحدُ َّ‬
‫البخاري ‪ 5015‬م�سلم ‪1922‬‬
‫ال َث َة َأ ْجزَ ٍاء َف َج َع َل ُق ْل ُه َو اللهَُّ َأ َحدٌ ‪ُ ،‬جزْ ًءا ِم ْن َأ ْجزَ ِاء‬ ‫آن َث َ‬ ‫َق َال النَّبِ ُّي ‪ «:‬إِ َّن اللهََّ َجزَّ َأ ا ْل ُق ْر َ‬
‫آن»‪ .‬م�سلم ‪1923‬‬ ‫ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ات مَل ْ ُي َر م ْث ُل ُه َّن َق ُّط ا مُْل َع ِّو َذ َتينْ »‪ .‬م�سلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫َل آ َي ٌ‬ ‫‪ .7‬قال الرسول ‪ «:‬أنْز َل ‪ -‬أ ْو أنْز َل ْت ‪ -‬ع ىَ َّ‬
‫‪1928‬‬
‫ات‬ ‫َان إِ َذا ْاش َتكَى ي ْقر ُأ ع ىََل َن ْف ِس ِه بِا مُْلعو َذ ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫لل‬
‫هَّ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫اهلل‬ ‫ريض‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫َعن ع ِ‬
‫َائ‬
‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫َو َينْ ُف ُث‪َ ،‬ف َل اَّم ْاشتَدَّ َو َج ُع ُه ُكن ُْت َأ ْق َر ُأ َع َل ْي ِه َو َأ ْم َس ُح بِ َي ِد ِه َر َجا َء َب َركَتِ َها‪ .‬البخاري ‪ ،5016‬م�سلم‬
‫‪5844‬‬
‫اش ِه ك َُّل َل ْي َل ٍة مَج ََع َك َّف ْي ِه ُث َّم َن َف َث‬ ‫َان إِ َذا َأوى إِ ىَل فِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َائ َش َة ريض اهلل عنها‪َ :‬أ َّن النبي ‪ ‬ك َ‬ ‫َعن ع ِ‬
‫ْ‬
‫َّاس )‬‫فِ ِيه اَم َف َق َر َأ فِ ِيه اَم ( ُق ْل ُه َو اللهَُّ َأ َحدٌ ) َو( ُق ْل َأعُو ُذ بِ َر ِّب ا ْل َف َل ِق ) َو( ُق ْل َأعُو ُذ بِ َر ِّب الن ِ‬
‫اع ِم ْن َج َس ِد ِه َي ْبدَ ُأ هِ ِب اَم ع ىََل َر ْأ ِس ِه َو َو ْج ِه ِه َو َما َأ ْق َب َل ِم ْن َج َس ِد ِه َي ْف َع ُل‬ ‫اس َت َط َ‬ ‫ُث َّم َي ْم َس ُح هِ ِب اَم َما ْ‬
‫َث مر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات‪ .‬البخاري ‪5017‬‬ ‫َذل َك َثال َ َ َّ‬
‫ون آ َي ًة َش َف َع ْت لِ َر ُج ٍل َحتَّى غ ُِف َر َل ُه َو ِه َى‬ ‫ال ُث َ‬ ‫آن َث َ‬ ‫‪ .8‬قال الرسول ‪ «:‬إِ َّن سور ًة ِمن ا ْل ُقر ِ‬
‫ُ َ َ ْ‬
‫ور ُة َت َب َار َك ا َّل ِذي بِ َي ِد ِه ا مُْل ْل ُك»‪ .‬الرتمذي ‪ ، 3134‬ح�سنه الألباين‪.‬الرتمذي‪.‬‬ ‫ُس َ‬
‫ْب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ْمدُ للِهَِّ َوالَ إ َل َه إالَّ اللهَُّ َواللهَُّ أك رَ ُ‬ ‫ان اللهَِّ َو حْ َ‬ ‫ال ِم إ ىَل اللهَِّ أ ْر َب ٌع ُس ْب َح َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْل َك َ‬ ‫َ‬
‫‪ .9‬قال ‪ « :‬أ َح ُّ‬
‫ض َك َب َأ هِّيِ َّن َبدَ أ َت » م�سلم ‪5724‬‬ ‫ْ‬ ‫الَ َي رُ ُّ‬
‫ب إِ ىَ َّل مِمَّا‬ ‫ح‬
‫رَ ُ َ ُّ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْب‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫لل‬
‫هَّ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬‫و‬‫َ‬ ‫لل‬
‫هَّ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫للِهَّ‬
‫ِ‬
‫َ َ ْ دُ َ‬ ‫م‬ ‫ال‬‫حْ‬ ‫و‬ ‫لل‬
‫هَّ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ان‬ ‫ح‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫‪«:‬‬ ‫النبي‬ ‫قال‬
‫الش ْم ُس » م�سلم ‪7022‬‬ ‫َط َل َع ْت َع َل ْي ِه َّ‬
‫يح ٍة َصدَ َق ًة َوك ُِّل َتكْبِ َري ٍة َصدَ َق ٌة َوك ُِّل حَت ِْميدَ ٍة َصدَ َق ٌة َوك ُِّل هَ ْت ِلي َل ٍة‬ ‫قال ‪ « :‬إِ َّن بِك ُِّل ت َْسبِ َ‬
‫وف َصدَ َق ٌة َو هَنْ ٌى َع ْن ُمنْك ٍَر َصدَ َق ٌة َو ىِف ُب ْض ِع َأ َح ِدك ُْم َصدَ َق ٌة»‪ .‬م�سلم‬ ‫صدَ َق ٌة و َأمر بِا مَْلعر ِ‬
‫َ ٌْ ُْ‬ ‫َ‬
‫‪2376‬‬
‫ف�سر بع�ض �أهل العلم (الباقيات ال�صاحلات) �أنها اخلم�س كلمات‪� :‬سبحان اهلل واحلمدهلل وال �إله �إال‬
‫ال َي ِاة الدُّ ْن َيا‬ ‫اهلل وال حول وال قوة �إال باهلل‪ ،‬وبع�ضهم ف�سرها بالعمل ال�صالح‪ .‬ا مَْل ُال َوا ْل َبنُونَ ِزينَ ُة حَْ‬
‫ك َث َواب ًا َو َخ رْ ٌي َأ َمالً‪ ‬الكهف‪ ، 46:‬والباقيات �أي التي يبقى‬ ‫ات َخ رْ ٌي ِعندَ َر ِّب َ‬ ‫ال ُ‬ ‫ات الص َحِ‬
‫َوا ْل َباق َي ُ َّ‬
‫ِ‬
‫ري �أمَلٍ ي�ؤمِّله العبد و�أف�ضل ثواب‪.‬‬ ‫ثوابُها‪ ،‬ويدوم جزا�ؤُها‪ ،‬وهذا خ ُ‬
‫ادمٍ‪ ،‬إِ َذا‬ ‫قال النبي ‪ ‬لفاطمة وعيل ريض اهلل عنهام‪َ «:‬أالَ َأد ُّلكُم ع ىََل ما هو َخ َلكُم ِمن َخ ِ‬
‫َ َ يرْ ٌ اَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ اَ‬
‫َبا َثالَث ًا َو َثالَثِنيَ ‪َ ،‬و َس ِّب َحا َثالَث ًا َو َثالَثِنيَ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َأ َو ْيت اَُم إِ ىَل ف َراشك اَُم ‪َ ،‬أ ْو َأ َخ ْذ مُتَا َم َضاج َعك اَُم ‪َ ،‬فك رِّ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫احَدَ ا َثالَث ًا َو َثالَثنيَ ‪َ ،‬ف َه َذا َخيرْ ٌ َلك اَُم م ْن َخاد ٍم »‪ .‬البخاري ‪ ،6318‬م�سلم ‪7090‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو مْ‬
‫ال ْمدُ َو ْه َو‬ ‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا مُْل ْل ُك َو َل ُه َحْ‬ ‫ش َ‬ ‫‪ .10‬قال النبي ‪َ «:‬م ْن َق َال‪ :‬الَ إِ َل َه إِالَّ اللهَُّ‪َ ،‬و ْحدَ ُه الَ رَ ِ‬
‫ب َل ُه ِما َئ ُة َح َسن ٍَة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ع ىََل ك ُِّل يَ ٍ‬
‫اب‪َ ،‬وكُت َ‬ ‫َش ِر َق ٍ‬ ‫َت َل ُه عَدْ َل ع رْ ِ‬ ‫شء َق ِد ٌير‪ .‬يِف َي ْو ٍم ِما َئ َة َم َّر ٍة‪ ،‬كَان ْ‬ ‫ْ‬
‫ان يومه َذلِ َك‪ ،‬حتَّى يم ِسى‪ ،‬و مَل ي ْأتِ‬ ‫الشي َط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو حُ ِم َي ْت َعنْ ُه ِما َئ ُة َس ِّيئَة‪َ ،‬وكَان ْ‬
‫ٍ‬
‫َ ُْ َ َ َْ‬ ‫َْ َُ‬ ‫َت َل ُه ح ْرز ًا م َن َّ ْ‬
‫َأ َحدٌ بِ َأ ْف َض َل مِمَّا َجا َء بِ ِه إِالَّ َر ُج ٌل ع َِم َل َأ ْك َث َر ِمنْ ُه»‪ .‬البخاري ‪ ،6403‬م�سلم ‪7018‬‬

‫‪116‬‬
‫ان اللهَِّ َوبِ َح ْم ِد ِه ‪ .‬يِف َي ْو ٍم ِما َئ َة َم َّر ٍة ُح َّط ْت َخ َطا َيا ُه‪َ ،‬وإِ ْن‬‫‪ .11‬قال النبي ‪َ « :‬م ْن َق َال ‪ُ :‬س ْب َح َ‬
‫َت ِم ْث َل زَ َب ِد ا ْل َب ْح ِر»‪ .‬البخاري ‪ ،6405‬م�سلم ‪7019‬‬ ‫كَان ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان اللهَِّ َوبِ َح ْمده»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬
‫اص َط َفى اللهَُّ َلالَئكَته َأ ْو لع َباده ُس ْب َح َ‬ ‫ُس ِئ َل ‪َ ‬أي ا ْل َك َ‬
‫ال ِم َأ ْف َض ُل‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬ما ْ‬
‫م�سلم ‪7101‬‬
‫ف َح َسن ٍَة » ‪َ .‬ف َس َأ َل ُه َس ِائ ٌل ِم ْن ُج َل َس ِائ ِه‬ ‫ب ك َُّل َي ْو ٍم َأ ْل َ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪َ « :‬أ َي ْع ِجزُ َأ َحدُ ك ُْم َأ ْن َيكْس َ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫َب َل ُه أ ْل ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب َأ َحدُ نَا َأ ْل َ‬ ‫ِ‬
‫ي ُّط َعنْ ُه‬ ‫ف َح َسنَة أ ْو حُ َ‬ ‫يحة َف ُي ْكت ُ‬ ‫ف َح َسنَة َق َال « ُي َس ِّب ُح ما َئ َة ت َْسب َ‬ ‫َيكْس ُ‬
‫ف َخطيئَة » ‪ .‬م�سلم ‪7027‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ْل ُ‬
‫ان ‪َ ،‬ث ِقي َلت ِ‬
‫َان يِف‬ ‫َان إِ ىَل الر مْح َِن ‪َ ،‬خ ِفي َفت ِ‬
‫َان ع ىََل ال ِّلس ِ‬ ‫َان حبِيبت ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ .12‬عن النبي ‪ ‬قال‪ « :‬كَل َمت َ َ‬
‫ان اللهَِّ ا ْل َعظِي ِم »‪ .‬البخاري ‪ ،7563‬م�سلم ‪7021‬‬ ‫ان اللهَِّ َوبِ َح ْم ِد ِه‪ُ ،‬س ْب َح َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا مْليزَ ان ُ‬
‫‪:‬س ْب َح َ‬

‫الص ْب َح َو ِه َي يِف َم ْس ِج ِد َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫‪َ .13‬ع ْن ُج َو ْي ِر َي َة َأ َّن النَّبِ َّي ‪َ ‬خ َر َج م ْن عنْد َها ُبك َْر ًة حنيَ َص ىَّل ُّ‬
‫ال ا َّلتي َفار ْقت ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُك َع َل ْي َها»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُث َّم َر َج َع َب ْعدَ َأ ْن َأ ْض َحى َوه َي َجال َس ٌة َف َق َال‪َ « :‬ما ِز ْلت ع ىََل حْ َ‬
‫َت بِم ُق ْل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َقا َل ْت َنعم‪َ ،‬ق َال‪َ «:‬ل َقدْ ُق ْل ُت بعدَ ِك َأربع ك َِلم ٍ‬
‫ت ُمن ُْذ ا ْل َي ْو ِم‬ ‫َث َم َّرات َل ْو ُو ِزن ْ اَ‬ ‫ت َثال َ‬ ‫ْ َ َ اَ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل َوزَ َنت ُْه َّن ُس ْب َحان اللهَِّ َوب َح ْمده عَدَ َد خلقه َور َضا َنفسه َوز َنة ع َْرشه َومدَ ا َد كَل اَمته»‪ .‬م�سلم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪7088‬‬
‫الن َِّة‪ ،‬الَ َح ْو َل َوالَ ُق َّو َة إِالَّ بِاللهَِّ»‪.‬‬ ‫‪ .14‬قال ‪َ « :‬أالَ َأ ُد ُّل َك ع ىََل ك َِل َم ٍة ِه َي َكنْزٌ ِم ْن ُكن ِ‬
‫ُوز جْ َ‬
‫البخاري ‪ ،6384‬م�سلم ‪7037‬‬

‫ُوب إِ َل ْي ِه يِف ا ْل َي ْو ِم َأ ْك َث َر ِم ْن َس ْب ِعنيَ َم َّر ًة »‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ .15‬قال النبي ‪َ « :‬واللهَِّ إِ يِّن ألَ ْس َتغْف ُر اللهََّ َو َأت ُ‬
‫البخاري ‪6307‬‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪ « :‬إِ َّن ُه َل ُيغَان ع ىََل قلبي َوإ يِّن أل ْس َتغْف ُر اللهََّ ف ال َي ْو ِم ما َئة َم َّرة»‪ .‬م�سلم ‪7033‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يغان‪ :‬يغ�شى‪.‬‬
‫الي ا ْل َقيوم و َأتُوب إِ َلي ِه غُفرِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .16‬قال النبي ‪َ « :‬م ْن َق َال َأ ْس َتغْف ُر اللهََّ ا َّلذي الَ إ َل َه إالَّ ُه َو حْ َ ُّ ُّ ُ َ ُ ْ َ‬
‫َان َفر ِمن الزَّ ح ِ‬
‫ف»‪� .‬أبى داود ‪ ، 1519‬الرتمذي ‪3926‬‬ ‫َل ُه َوإِ ْن ك َ َّ َ ْ‬
‫ول ُث َّم َص ُّلوا ع ىَ ِ‬
‫َل َفإ َّن ُه َم ْن َص ىَّل ع ىَ َّ‬
‫َل‬ ‫َّ‬ ‫‪ .17‬قال النبي ‪« :‬إِ َذا َس ِم ْعت ُُم ا مُْلؤَ ِّذ َن َف ُقو ُلوا ِم ْث َل َما َي ُق ُ‬
‫الَن َِّة الَ َتنْ َب ِغي إِالَّ لِ َع ْب ٍد‬
‫َشا ُث َّم َس ُلوا اللهََّ يِل ا ْل َو ِسي َل َة َفإِ هَّنَا َمن ِْز َل ٌة يِف جْ‬ ‫ِ‬
‫ال ًة َص ىَّل اللهَُّ َع َل ْيه هِ َبا ع رْ ً‬‫َص َ‬
‫الش َفا َع ُة»‪ .‬م�سلم ‪875‬‬ ‫ِ‬
‫ُون َأنَا ُه َو َف َم ْن َس َأ َل يِ َل ا ْل َوسي َل َة َح َّل ْت َل ُه َّ‬ ‫ِم ْن ع َباد اللهَِّ َو َأ ْر ُجو َأ ْن َأك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫عرض َأن ٌَس ْب ِن َمالِ ٍك عىل أحد الصحابة وقد إشتكى من املرض‪ ،‬أن يرقيه برقية‬ ‫‪َ .18‬‬
‫الرسول ‪ ‬هذه‪ .‬البخاري ‪ ،5742‬م�سلم ‪5836‬‬

‫‪117‬‬
‫يدُ ُه يِف َج َس ِد ِه َف َق َال َل ُه ‪َ «:‬ض ْع َيدَ َك ع ىََل ا َّل ِذي‬ ‫‪َ .19‬شكَا صحايب إِ ىَل الرسول ‪َ ‬و َج ًعا جَ ِ‬
‫ش َما َأ ِجدُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ًثا ‪َ .‬و ُق ْل َس ْب َع َم َّرات َأعُو ُذ بِاللهَِّ َو ُقدْ َرته م ْن رَِّ‬ ‫ت ََأ مَّل َ م ْن َج َسد َك َو ُق ْل بِ ْ‬
‫اس ِم اللهَِّ‪َ ،‬ث َ‬
‫اذ ُر»‪ .‬م�سلم ‪5867‬‬ ‫و ُأح ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ .20‬فرس ابن مسعود وابن عباس وغريهم‪(،‬احلسنة) يف هذه اآلية بأهنا‪“ :‬قول‪ :‬ال إله إال‬
‫ال َسن َِة َف َل ُه َخ رْ ٌي ِّمن َْها‪‬النمل‪89:‬‬ ‫اهلل”‪‬من َجاء بِ حَْ‬ ‫َ‬
‫الال َِئ ِق يوم ا ْل ِقيامةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫وس خْ َ‬‫ال م ْن ُأ َّمتي ع ىََل ُر ُء ِ‬ ‫ص َر ُج ً‬ ‫‪ .21‬قال الرسول ‪ «:‬إِ َّن اللهََّ َس ُي َخ ِّل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َأ ُتنْك ُر م ْن َه َذا َش ْيئًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ك ُُّل سج ٍّل م ْث ُل َمدِّ ا ْل َب رَص ُث َّم َي ُق ُ‬‫ِ‬ ‫ْش َع َل ْي ِه تِ ْس َع ًة َوتِ ْس ِعنيَ ِس ِج ًّ‬ ‫َف َين رُ ُ‬
‫ول َبلىَ‬ ‫ول الَ َيا َر ِّب‪َ .‬ف َي ُق ُ‬ ‫ول َأ َف َل َك ع ُْذ ٌر َف َي ُق ُ‬ ‫ول الَ َيا َر ِّب‪َ .‬ف َي ُق ُ‬ ‫ون َف َي ُق ُ‬ ‫الافِ ُظ َ‬‫َأ َظ َل َم َك َك َت َبتِي َحْ‬
‫َخ ُر ُج بِ َطا َق ٌة فِ َيها َأ ْش َهدُ َأ ْن الَ إِ َل َه إِالَّ اللهَُّ‬ ‫إِ َّن َل َك ِعنْدَ نَا َح َسنَ ًة َفإِ َّن ُه الَ ُظ ْل َم َع َل ْي َك ا ْل َي ْو َم َفت ْ‬
‫ول يا رب ما ه ِذ ِه ا ْلبِ َطا َق ُة مع ه ِذهِ‬ ‫َو َأ ْش َهدُ َأ َّن حُم ََّمدً ا َع ْبدُ ُه َو َر ُسو ُل ُه َف َي ُق ُ‬
‫َ َ َ‬ ‫ض َوزْ ن ََك َف َي ُق ُ َ َ ِّ َ َ‬ ‫اح رُ ْ‬ ‫ول ْ‬
‫اشتِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ىِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّت ف ك َّفة َوا ْلب َطا َق ُة ف ك َّفة َف َط َ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬ ‫السجال ُ‬‫ِ‬ ‫َّت َف َق َال إِن ََّك الَ ُت ْظ َل ُم‪َ .‬ق َال َفت َ‬ ‫الس ِجال ِ‬
‫ُوض ُع ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يش ٌء »‪ .‬الرتمذي ‪ 2850‬ابن ماجه ‪4442‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اسم اللهَِّ ْ‬ ‫َّت َوثقلت البطاقة فال َيثقل َم َع ْ‬ ‫السجال ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .22‬قال النبي ‪َ «:‬فإ َّن اللهََّ َقدْ َح َّر َم ع ىََل النَّار َم ْن َق َال ‪ :‬الَ إ َل َه إالَّ اللهَُّ ‪َ .‬ي ْبتَغى ب َذل َك َو ْج َه‬ ‫ِ‬

‫اللهَِّ »‪ .‬البخاري ‪ 425‬م�سلم ‪1528‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .23‬قال ‪ِ «:‬‬
‫اإل اَيم ُن بِ ْض ٌع َو َس ْب ُع َ‬
‫ال َيا ُء ُش ْع َب ٌة م َن اإل اَيمن » ‪ .‬م�سلم ‪161‬‬ ‫ون ُش ْع َب ًة َو حْ َ‬
‫ِ‬
‫ال ْمدُ للِهَّ »‪ .‬الرتمذي ‪ 3711‬ابن‬ ‫الذك ِْر الَ إِ َل َه إِالَّ اللهَُّ َو َأ ْف َض ُل الدُّ عَاء حْ َ‬
‫‪ .24‬قال ‪َ «:‬أ ْف َض ُل ِّ‬
‫ماجه ‪ ، 3932‬ح�سنه الرتمذي والألباين‪.‬‬
‫َّاس بِ َش َفاعَتِى َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َم ْن َق َال ‪ :‬الَ إِ َل َه إِالَّ اللهَُّ ‪َ ،‬خالِص ًا‬
‫‪ .25‬قال النبي ‪َ «:‬أ ْس َعدُ الن ِ‬
‫ِم ْن َق ْلبِ ِه َأ ْو َن ْف ِس ِه» ‪ .‬البخاري ‪99‬‬
‫ون َن َع ْم‪.‬‬ ‫ات َو َلدُ ا ْل َع ْب ِد َق َال اللهَُّ َلمِال َِئكَتِ ِه َق َب ْضت ُْم َو َلدَ َع ْب ِدي‪َ .‬ف َي ُقو ُل َ‬ ‫‪ .26‬قال ‪ « :‬إِ َذا َم َ‬
‫ول ما َذا َق َال َعب ِدي َفي ُقو ُل َ ِ‬ ‫اد ِه‪َ .‬ف َي ُقو ُل َ‬
‫ول َقب ْضتُم َثمر َة ُفؤَ ِ‬
‫ت َج َع‪.‬‬ ‫ون مَحدَ َك َو ْ‬
‫اس رَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ون َن َع ْم‪َ .‬ف َي ُق ُ َ‬ ‫َف َي ُق ُ َ ْ َ َ‬
‫الَ ْمد »‪ .‬الرتمذي ‪ 1037‬ح�سنه الألباين‬ ‫ِ‬ ‫الَنَّة َو َس ُّمو ُه َب ْي َت حْ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللهَُّ ا ْبنُوا لِ َع ْبدي َب ْيتًا ف جْ‬
‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫َف َي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ْمد َوالَ َف ْخ َر َو َما‬ ‫‪ .27‬قال ‪َ « :‬أنَا َس ِّيدُ َو َلد آ َد َم َي ْو َم ا ْلق َيا َمة َوالَ َف ْخ َر َوبِ َيدي ل َوا ُء حْ َ‬
‫ْت لِ َو ِائي »‪.‬الرتمذي ‪3441‬‬ ‫َبي َي ْو َم ِئ ٍذ آ َد ُم َف َم ْن ِس َوا ُه إِالَّ حَت َ‬
‫ِم ْن ن ٍ‬
‫ِ‬
‫ال ْمدُ للِهَِّ »‪ .‬الرتمذي ‪ 3711‬ابن ماجه ‪3932‬‬ ‫«‪..‬و َأ ْف َض ُل الدُّ عَاء حْ َ‬ ‫‪ .28‬قال ‪َ :‬‬
‫المدُ للِهَِّ مَت ِ‬
‫آلن‬ ‫ْ‬ ‫ان اللهَِّ َو حْ َ ْ‬‫ان‪َ .‬و ُس ْب َح َ‬ ‫أل ا مْلِيزَ َ‬
‫ال ْمدُ للِهَِّ مَت ْ ُ‬ ‫‪.29‬قال ‪« :‬ال ُّطهور َش ْطر ِ ِ‬
‫اإل اَيمن َو حْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫أل ‪ -‬ما ب َ السمو ِ‬
‫ات َواألَ ْر ِ‬
‫ض »‪.‬م�سلم ‪655‬‬ ‫‪َ -‬أ ْو مَت ْ ُ َ َ ينْ َّ َ َ‬

‫‪118‬‬
‫مراجع الكتاب‬
‫‪1‬تف�سري ابن كثري‪ ،‬للإمام �إ�سماعيل بن عمر بن كثري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬حممد بن �أحمد بن �أبي بكر القرطبي‪ ،‬تف�سري القر�آن‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬جمموع الفتاوى‪ ،‬تقي الدين �أبو العبا�س �أحمد بن تيمية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬مو�سوعة ابن القيم(جميع امل�ؤلفات)‪ ،‬ابن قيم اجلوزية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪5‬ال�سل�سلة ال�صحيحة وال�ضعيفة‪ ،‬حممد نا�صر الدين الألباين‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪6‬ح�صن امل�سلم‪� ،‬سعيد القحطاين‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪7‬فقه الأدعية والأذكار‪ ،‬عبد الرزاق بن عبد املح�سن البدر‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫كتب الأحاديث‪:‬‬
‫‪�8 .8‬صحيح البخاري‪� ،‬أبو عبد اهلل حممد بن �إ�سماعيل البخاري‪.‬‬
‫‪�9 .9‬صحيح م�سلم‪� ،‬أبو احل�سني م�سلم بن احلجاج الني�سابوري‪.‬‬
‫‪�1010‬سنن �أبو داود‪� ،‬سليمان بن الأ�شعث الأزدي ال�سج�ستاين‪.‬‬
‫‪�1111‬سنن الرتمذي‪� ،‬أبو عي�سى حممد بن عي�سى الرتمذي‪.‬‬
‫‪�1212‬سنن الن�سائي‪� ،‬أبو عبد الرحمن �أحمد بن على اخلرا�ساين‪.‬‬
‫‪�1313‬سنن ابن ماجة‪� ،‬أبو عبد اهلل حممد بن يزيد بن ماجه‪.‬‬

‫كتب �شروح الأحاديث‪:‬‬


‫‪1414‬فتح الباري يف �شرح �صحيح البخاري‪� ،‬أحمد بن حجر الع�سقالين‪.‬‬
‫‪1515‬املنهاج �شرح �صحيح م�سلم بن احلجاج‪� ،‬أبو زكريا يحيى بن �شرف النووي‪.‬‬
‫القرطبي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪1616‬املفهم ملا �أ�شكل من تلخي�ص كتاب م�سلم‪� ،‬أبو الع َّبا�س �أح َم ُد‬
‫‪1717‬حا�شية ال�سندي على الن�سائي‪ ،‬نور الدين بن عبدالهادي ال�سندي‪.‬‬
‫‪�1818‬شرح ال�سيوطي ل�سنن الن�سائي‪ ،‬عبدالرحمن ابن �أبي بكر ال�سيوطي‪.‬‬
‫‪1919‬عون املعبود �شرح �سنن �أبي داود‪ ،‬حممد �شم�س احلق �آبادي �أبو الطيب‪.‬‬
‫‪2020‬حتفة الأحوذي ب�شرح جامع الرتمذي‪ ،‬حممد عبد الرحمن املباركفوري‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفهرس‬
‫رقم ال�صفحة‬

‫‪7‬‬ ‫املقدمة‪............................................................................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫منهج الكتاب‪......................................................................................................‬‬

‫الف�صل الأول‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫�سر الدعاء‪.........................................................................................................‬‬

‫الف�صل الثاين‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫�آداب الدعاء‪.......................................................................................................‬‬

‫الف�صل الثالث‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫الأدعية‪..............................................................................................................‬‬

‫الف�صل الرابع‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫الأذكار‪...............................................................................................................‬‬

‫‪109‬‬ ‫ح�ساب ثلث الليل‪..............................................................................................‬‬

‫‪110‬‬ ‫تف�سري عنوان الكتاب‪........................................................................................‬‬

‫‪111‬‬ ‫اخلامتة‪............................................................................................................‬‬

‫‪113‬‬ ‫هوام�ش الأدعية‪................................................................................................‬‬

‫‪115‬‬ ‫هوام�ش الأذكار‪.................................................................................................‬‬

‫‪119‬‬ ‫مراجع الكتاب ‪...................................................................................................‬‬

‫مت بحمداهلل‬

You might also like