Professional Documents
Culture Documents
أيضا و أكثر من دلك من زاوية الثقة فيها من قبل المتعاملين بها و هده الثقة تنبع من قيمتها
المحددة من طرف قوانين الدولة و التي تاخد على عاتقها سك النقود و ضمان قيمتها و لكن
ما من شانه أن يمس بهده الحقيقة يعد عمل خطيرا لما ينطوي عليه من مساس بأحد ابرز
مظاهر سيادتها و لما تؤدي إليه من إخلل بالثقة العامة في النقد فضل على التأثير السلبي
.المباشر على القتصاد الوطني
كما أن التزوير في العملة بمثابة سلح اقتصادي لضرب دولة عدوة و أكثر ما تخشاه الدولة
. .فقد الثقة في النقد
و هدا ما استوجب إقامة تعاون دولي منسق من اجل محاربة جرائم تزوير النقود و قد تجسد
هدا التعاون على الصعيد العالمي بشكل خاص في اتفاقية جوناف سنة 1929المتعلقة
.بمحاربة النقود المزورة
أما المشرع الجزائري فقد انتهج نوع من الصرامة و التشديد إزاء مرتكبي جرائم تزوير
.النقود و كدا الجراءات المتبعة في الدعاوي المتعلقة بجرائم تزوير النقود
فقد خصص المشرع الجزائري في قانون الجراءات الجزائية الكتاب الخامس منه الجزء
الول من المادة 532إلى المادة 537فقد عرف من خللها جريمة تزوير النقود و نين محلها
.و أركانها و العقوبات المقررة لها
1
تمهيد
بشهر جوان 2011نكون قد انهينا ثلث سنوات من دراستنا الجامعية تخصص علم إجرام
لدا ارتأينا إن نختتم الدراسة بتقرير تربص لنيل شهادة لسانس و الذي كان موضوعه
بعنوان إجراءات تحريك الدعوة العمومية في جرائم تزوير النقود
ل شك أنكم تتساءلون حول اختيارنا لهدا الموضوع إن هده الختيار لم يكن عبتا و ل وليد
الصدفة إنما جاء نتيجة الخصوصيات التي يتميز بها القانون الخاص و جرائم الفساد بحكم
تطوره السريع في العقود الخيرة و من جهة أخرى اهتمام الدولة للقضاء على جرائم
الفساد التي باتت تهدد امن الدولة و كيانها
لهدا الغرض خصصنا جزءا من بحتنا هدا لدراسة الجانب التطبيقي الذي ل يقل أهمية عن
الجانب النظري و كدا الطلع عن الكيفية التي بها معالجة مثل هده القضايا داخل مؤسسات
الدولة المكلفة بمحاربة الفساد
و في هدا السياق تقربنا من احد مكاتب المحاماة لجراء فترة تربص لتدعيم الدراسة النظرية
و الستفادة من خبرة هده الجهة في التعامل مع مثل هده القضايا
فمن خلل التربص الذي قمنا به في مكتب المحاماة حاولنا اللمام بموضوع تزوير النقود و
.كدا الجراءات المتبعة في تحريك مثل هده الدعاوى
و عليه قد ارتأينا تقسيم هدا التقرير إلى قسمين يتناول القسم الول منه لمحة شاملة عن مهنة
.المحاماة و جريمة تزوير النقود
إما القسم الثاني فقد خصصناه لمناقشة موضوع إجراءات تحريك الدعوة العمومية في جريمة
.تزوير النقود
2
κ ΑήΘ
3
تعريف المحامي
المحامي هو لقب يطلق على من أجيز له ممارسة مهنة المحاماة بناء على القوانين المعمول بها ,والمحامي
قد يجاز بالترافع في بعض المحاكم دون غيرها مثل المحامي تحت التدريب ل يجوز لععه تقععديم المرافعععات
باسمه وإنما يجب أن تكون باسم المحامي الستاذ ،وقد يجاز المحامي الستاذ بالترافع أمام محععاكم البدايععة
أو الدرجة الولى لكنة غير مخول بالترافع أمام محكمة عليا كمحكمة دستورية وإنمععا يكععون هنععاك شععروط
معينه كمدة الخدمة ،والمحامي المدني ل يجوز له المترافعات أمام المحاكم الشرعية أو العسععكرية إل بعععد
أن يجتاز اختبارات ومتطلبات تختلف من دولععة إلععى دولعة أخععرى.وهنععاك نقابععات أو جمعيععات تنظععم مهنععة
المحامععاة ويعمععل المحععامون تحععت التقيععد بقوانينهععا وأنظمتهععا إضععافة إلععى دورهععا بحمايععة مهنععة المحامععاة
.والمحعععامون ومنحهعععم المتيعععازات ،كعععذلك دورهعععا بتنظيعععم العلقعععة معععا بيعععن المحعععامين ومعععوكليهم
:مهام المحــامي
.المهام الساسية هو توفير الدعم القانوني لمن يطلبه مقابل مبلغ مالي وفق ضوابط يحددها القانون
مهمة المحامي لم تكن موجودة في النظام القضائي في العالم السلمي وما قبلهم حيث كان أطراف
الخلف يجتمعون لدى القاضي ويتولون الدفاع وعرض البينان بأنفسهم ,في القرون الوسطى ظهر
المحامي في المحاكم الوروبية بسبب الفارق بين القضاة والخصوم على المستوى الثقافي وكنوع من
.البرجوازية وكان يمتهن هذه المهنة أشخاص عاديين ول يتمتعون باحترام على عكس ما هو موجود الن
مفهوم المحاماة بالمعنى المتقدم جعل استقللية المحاماة أهم مقومات وجودها وفعاليتها في أداء دورها ،
وإذا كان استقلل مهنة المحاماة جزءًا من استقلل القضاء وكلهما )استقللية القضاء والمحاماة( جزءان
ل يتجزءان لزمان لقامة العدل ،فإن لستقللية المحاماة ،معنى ومفهومًا يختلف عن مفهوم ونطاق
استقلل القضاء ،ومرد ذلك إلى أن المحاماة ليست سلطة كسلطة القضاء أو سلطة كبقية سلطات الدولة
4
) التنفيذية والتشريعية ( ،فالمحاماة منذ نشأتها هي مهنة معاونة القضاء تكمل وتشاطر القضاء مهمة إقامة
العدل ،ومن هنا اعتبر استقلل المحاماة جزءًا من استقلل القضاء ،ومن هنا أيضًا أعتبر أن وجود
النظام القانوني العادل والناجع لقامة العدالة والحماية الفاعلة لحقوق النسان وحرياته يتوقفان على
.استقلل القضاة واستقلل المحامين
ويقصد باستقلل المحاماة بوجه عام قيام المحامين بأداء دورهم متحررين من كل تأثير أو ضغط من أي
.جهة كانت ،وأن تكون كل السبل ميسرة أمام الجمهور للستعانة بالخدمة التي يقدمها المحامون
فالمحامي في أدائه لمهمته وواجبه ل يخضع لغير ضميره الحر المستقل ،واستقللية المحاماة باعتبارها
مستمدة من طبيعة وظيفته الجتماعية كمشارك للقضاء في إقامة العدل تعني حرية ممارسته لمهنته
واستقلليته في آلية الدفاع عن موكله ،ولعل هذا المفهوم لستقللية المحاماة هو الذي دفع للقول بأن
) المحاماة دعامة العدل باعتبار أن العدل أساس الملك ول عدل بغير قضاء ول قضاء بغير محاماة ( .و
ينبغي التأكيد على أن استقلل مهنة المحاماة منوط بالمحامين في التزامهم الخلقي بكل ما يكفل نزاهتهم
ويحافظ على شرف وكرامة المهنة وفي التزامهم بالحفاظ على كفاءتهم المهنية وتطوير قدراتهم المعرفية
.وأدائهم العملي
:معوقات استقللية المحاماة
يمكن القول أن أهم معوقات استقلل المحاماة هو انتهاك حقوق النسان وتغييب الديمقراطية وحكم القانون
فالتربة الخصبة لسيادة القانون وضمان استقلل ركني العدالة القضاء والمحاماة هو حماية حقوق النسان
والديمقراطية ،وسيادتهما سيادة لدعائم العدالة ،ويمكن تحديد أبرز معوقات استقلل المحاماة في الوطن
:-العربي عموما و على سبيل المثال بما يلي
إن نظام العدالة الطبيعي هو الذي يوفر للمتقاضين المثول أمام قاضيهم الطبيعي ،وقاضيهم الطبيعي هو
القاضي النظامي الذي يستقل بعمله عن أي تأثير ول يخضع في قضائه لغير ضميره والقانون ،وهذا هو
القاضي المنتسب للسلطة القضائية المستقلة التي حمى استقللها قواعد الدستور وتشريعات استقلل
القضاء ،وأمام القاضي الطبيعي يمثل المدافع الطبيعي وهو المحامي المسلح بقواعد الجراء التي تقيد
القاضي وتقيد المحامي ،ويتسلح كلهما -القاضي والمحامي عع بالحس المشترك في ضرورة إسناد كل
منهما للخر للحفاظ على استقلليتهما ،ومن هنا كان التجاه نحو إنشاء وتوسيع القضاء الستثنائي بوجه
عام والقضاء العسكري بوجه خاص متعارضًا مع الضمانات المشار إليها لحيدة واستقلل القضاء
واستقلل المحاماة ونجاعة نظام العدالة .فالقضاء الستثنائي يرتبط ويتأثر عع إن لم يكن مباشرة فبشكل
ل لتسهيل إنفاذ سياستها في معالجة الدعاوى
غير مباشر عع بالسلطة التنفيذية التي تجد فيه مدخ ً
والموضوعات التي يختص بها هذا الرتباط يخلق واقعًا من التأثير والضغط يبدد استقلل القاضي الذي
هو ضمانة العدالة الولى ،وممارسة المهنة أمام مثل هذا القضاء تتحول إما إلى أداء شكلي للدور المنوط
بالمحامي أو مساجلت في غير صالح الموكل ،وهو ما يحول المحاماة من رسالة الدفاع عن المتهم إلى
الدفاع عن ذات المحامي أمام تهميش دوره وإهدار كرامته في أحيان كثيرة أو الدفاع عن المتيازات
الذاتية فيما نشأ جراء امتداد تأثير السلطة إلى المحامي العامل أما هذا القضاء ،وفي الحالتين يهدر
.استقلل المحامي في غير صالح نظام العدالة برمته
إن عسكرة القضاء واستثنائية إلى جانب عدم دستوريته واتجاهه عكس تيار إنماء حقوق النسان
والديمقراطية واحد من المعوقات الرئيسة أمام سيادة أحد دعائم مبادئ العدالة ،إنه معيق مخيف و حقيقي
.أمام استقلل مهنة المحاماة
5
:تضييق الحق في الستعانة بمحاٍم -
إن حق المتهم في الستعانة بالمحامي في كل وقت وأمام أية جهة تحقيق أو محاكمة واحد من أهم ضمانات
تعزيز العدالة وكفالة استقلل المحاماة ،وتنزع التشريعات العربية عمومًا إلى تقييد الحق في الستعانة
بمحاٍم ول يجيز ذلك أمام جهات الضبط العدلية ،كما أن هذا الحق مقيد بطلب المتهم ووجود المحامي دون
التزام من النيابة بتعيين محاٍم عن المتهم ،وحضور المحامي أمام النيابة مقيد أيضًا ،فهو محظور بالنسبة
.لسماع الشهود كما أن الكلم أمام المحقق منوط بإذن الخير
إن أخلق مهنة المحاماة هي أخلق ديننا الحنيف .فعنوانها المروءة والكرم وأصلها الصدق وظاهرها
النجدة والقدام ومعناها نصرة المظلوم والضعيف ووسيلتها الصراحة وحديثها الحق .ولبد للعامل بها أن
يكون متسلحًا بالعلم مطلعًا على الكثير من العلوم .متمكنًا من اللغة وأساليبها وألفاظها فطنًا وقورًا ورعًا.
وأن يكون باحثًا عن الحقيقة محققًا للعدالة .وأن يكون متواضعًا متزنًا حكيمًا .وأن ل يكون متكلفًا في تعامله
ل لللفاظ البسيطة مبتعدًا عن الطالة .وأن يكون لبقًا وكيسًا صاحب فراسة وكلمه ،وأن يكون مستعم ً
ل صادقًا رفيقًا بتعامله مع من حوله .وأن يكون مبتعدًا عن تعينه على أداء مهنته .وأن يكون نزيها معتد ً
الشتغال بكل العمال التي ل تليق بكرامة وشر ف المهنة فأخلق المحامي وواجباته ثقيلة الكلفة واسعة
المدة تكاد تجرده من كل ما يصدر عن النفس البشرية بل وعن كل ما يدور في خلدها .إن أخلق المحامي
ل للخصم فقط وإل لما كلف باليمين التي يؤديها بأن ينفذ رسالته ومهنته وواجباته أكبر من أن يكون ممث ً
بالصدق والنزاهة وبهذا تتميز مهنة المحاماة عن باقي المهن الخرى ،فهي ليست مهنة من ل مهنة له،
وهي ليست مهنة عادية ،يتسلم فيها مقابل أتعابه فقط .إنها مهنة أسمى من ذلك بكثير فهي مهنة إنسانية قبل
.كل شيء ولذا ليس كل شخص يمكن أن يكون محاميًا حقيقيًا
6
1محـل الجريمـة
و إلى جانب العملة بالمعنى الضيق للكلمة تتجه الحماية الجنائية لتشمل ،أيضا
السندات أو الذونات أو السهم و قسائم الرباح العائدة منها ،على شرط أن تكون القيم
المذكورة صادرة عن الخزينة العامة و تحمل طابعها أو علمتها ،و لكن الحماية تقتصد هنا
على القيم التي تصدرها الخزينة العامة مما يعني استبعاد الحماية المطلقة في حالة النقود في
مجال هذه القيم .
7
2أركان جريمة تزوير النقود
الركـن المــادي
يتحقق الركن المادي في جريمة النقود المزورة بإتيان فعل يندرج في إحدى
الصور التي حععددتها المادتععان 197و 198مععن قععانون العقوبععات ،علععى أن يكععون محععل هععذه
الفعال أي الشيء المحمي بالتجريم مما ذكر على سععبيل الحصععر فععي النصععين المععذكورين و
أساسا النقود المعدنية أو الورقية المتداولة.
أ -السلوكـات المجرمـة:
حصرت المادتان 198-197من قانون العقوبات صور الركن المادي أو
السلوكات المجرمة في مجموعتين من الفعال تمكن الولى في التزوير بالمعنى الحقيقي
للكلمة في حين تتعلق الثانية أكثر بالستعمال و التداول.
-1رررررر رررررررر:
تنص المادة 197من قانون العقوبات على ثلثة أنواع من السلوكات المجرمة.
(1التقليـد :و يقصد به صنع نقود بسيطة بالنقود المتداولة رسميا أو وضع أوراق مالية
شبيهة بتلك التي تصدرها الخزينة العامة.
فيما يتعلق أول بالعملة المعدنية يتحقق التقليد ببصمة من شأنها أن تضفي على
قطع خارج التعامل مظهر نقود رسمية أو بنزع و جهي عملة ووضعها على عملة أقل قيمة
أو على أسطوانة معدنية.
أما فيما يتعلق بالعملة الورقية و ما في حكمها فيلحظ أن تقليدها قد غدا مع
التطور في وسائل و طرق صناعتها من أصعب المهام أمام المزورين ،و مع ذلك فيلحظ أن
التطور التقني خاصة في مجال الستنساخ بطريق التصوير اللي الملون كثيرا ما يساعد في
التماثل المطلق بين تزوير عن طريق التقليد و تجدر الشارة إلى أن التشابه ل يعني
العملة الصحيحة و العملة المزورة أو بتعبير آخر فإن التقليد ل يشترط فيه التقان لدرجة
تغليط الخبراء و ذوي النتباه الخاص أو غير العادي بل يكفي أن يكون هناك تشابه بين
العملة الصحيحة و العملة المصنوعة بطريق التقليد.
بحيث يمكن أن ينخدع بها بعض الناس ،ولكن ما الحكم في حالة عدم نجاح التقليد
تماما ؟ في هذه الحالة يعاقب الجاني على الشروع في جريمة التزوير العملة لن عدم النجاح
في تحقيق النتيجة ل دخل لرادته فيه فقد عمل كل ما في وسعه لتقان التقليد لكنه خاب في
مسعاه لكن الجريمة إذا نجح التقليد تكون تامة بمجرد تحقيق التفكير و قبل التداول هدفها
النهائي ،و من جهة أخرى قد يوقف الجاني في لحظة استعداده لرتكاب جريمة تقليد النقود
المزورة و بعد أن يكون قد أحضر كل الدوات الضرورية للقيام بتنفيذ فعلته و لكن دون أن
8
يكون قد شرع بعد في التنفيذ فما حكم مثل هذا الوضع؟ لقد انتبه المشرع إلى هذه الحالة
الخاصة و أخضعها لحكم خاص تضمنته المادة 203من قانون العقوبات و التي ستناولها
فيما بعد.
)2التزويـر :تناولنا في الفقرة السابقة التقليد وهو الصورة الرئيسية لتزوير النقود أما
التزوير بالمعنى الضيق كإحدى الصور المنصوص عليها في القانون فنقصد به تغيير
الحقيقة في وثيقة مكتوبة )عملة ورقية ،أو ورقة مالية أو سند( كانت في الصل للستفادة من
النتيجة المراد الوصول إليها كالقيمة المرتفعة للورقة مثل و يلحظ أن هذا الفعل تسهله
طريقة إصدار أوراق بحجم كبير )كما في الوليات المتحدة المريكية( وهو المر تفادته
البلدان الخرى كفرنسا و الجزائر حيث يختلف حجم الورقة باختلف قيمتها.
)3التزييـف :حينما يكون مجال التزوير نقودا معدنية فإنه يتم بطريق عددها أو باستعمال
مستحضر كيماوي مع إضافة معدن أقل قيمة إن لزم المر أما التزييف بالكتفاء بالطلء و
التلوين لغرض التضليل فيما يخص قيمة العملة المعدنية فيعتبر جريمة قائمة بذاتها سنتعرض
لها فيما بعد .
-2الفعـال المساعـدة على تـداول النقـود المـزورة :
تنص المادة 198من قانون العقوبات على تطبيق عقوبات مماثلة لتلك التي تطبق
على المقلدين و المزورين و المزيفين على مرتكبي بعض الفعال المساعدة على تداول
النقود المزورة و التي حصلتها في الصدار و التوزيع و البيع و الدخال.
)1الصـدار :يقصد به طرح النقود أو السندات أو السهم محل التزوير في التداول بأية
وسيلة كانت و يلحظ أنه ل يهم عدد القطع أو الوراق التي تم الترويج لها فواحدة تكفي
لتحقيق سلوك المجرم كما يلحظ أيضا أن من قام بإصداره ل يعتبر شريكا في التزوير و
لكن يستقل بجريمته للنص على هذا الفعل صراحة القانون و هكذا فإن المزور الذي يقوم
بنفسه بعمل الصدار يرتكب جريمتين متميزتين.
)2التوزيـع :يطلق عليه أيضا النقل ،يقصد به نقل النقود المزورة و القيام بعملية توصيلها
إلى حيث يتم تداولها بين الناس.
)3البيـع :و يقصد به تسويق النقود المزورة كما نسوق أية بضاعة أخرى و غالبا ما تباع
بأقل من قيمتها السمية تسهيل لعملية التسويق و لكن تستبدل بعملت صحيحة ،تقدم مقابل
سلع و خدمات.
)4الدخـال:
كما يدل عليه لفظه هو إدخال العملة المزورة من الخارج إلى داخل الجمهورية،
و غالبا ما يكون محله عملة سليمة فيقال تهريب العملت و بالرغم من ذلك فإن قوانين الكثير
من الدول تمنع العمل و تعاقب عليه و منها القانون الجزائري،
لكن في هذه الحالة تطبق قوانين الجمارك و القوانين الخاصة بالصرف أو ما
يسمى أيضا العلقات المالية مع الخارج ،و في حالة مخالفة هذه
9
القوانين لستيراد أو تصدير عملة صحيحة تكون بجريمة الصرف أو جريمة
مخالفة التنظيم النقدي )أنظر المر رقم 96/22المؤرخ في 09يوليو المتعلق بقمع مخالفة
التشريع و التنظيم الخاصين بالصرف و الذي بمقتضاه انفصلت هذه الجريمة على الجرائم
القتصادية المدمجة في قانون العقوبات( يلحظ أن القانون يعاقب على إدخال العملة
المزورة كصورة من صور الركن المادي في جريمة تزوير النقود في حين يعاقب أيضا
على إدخال العملت الصحيحة باعتبارها تشكل جرائم الصرف.
يلحظ أن السلوكات المجرمة المساعدة على تداول النقود المزورة السابق
عرضها تحكمها جميعا قاعدتان خصتها بها المادة 198من قانون العقوبات تتمثل الولى في
أن هذه السلوكات يعاقب مرتكبوها بمجّرد السهام فيها بأية "وسيلة كانت" أما الثانية
فمقتضاها أن هذه السلوكات ل عقاب عليها إل إذا أتاها أصحابها في "أراضي الجمهورية" و
هذا على خلف أفعال التزوير التي يعاقب بها بموجب المادة 197سواء تمت في الداخل أو
في الخارج.
الركـن المعنـوي
يمكن القول أن الركن المعنوي لجريمة تزويععر تتمثععل فععي القصععد بنععوعيه العععام و
الخاص أي العلم بتزوير النقود وإرادة و ضعها في التداول .لكن إثبات القصد بنععوعيه يختلععف
من الجريمة المنصوص عليها في المادة 197أي حيث تمكن السلوكات المجرمة في التقليد أو
الععتزوير أو الععتزييف يثبععت القصععد العععام كالقصععد الخععاص بمجععرد إتيععان الفعععال
المجرمة لن العتزوير للعملعة هعدفه الحتمعي و ضععها فعي التعداول و إل لمعا قعامت الجريمعة
بانتقاء الركن المعنوي فتطلب القصد الخاص الغرض منه هنا إخراج بعععض السععلوكات الععتي
ل يتحقق فيها هذا القصد في مجال العقاب .فمثل إذا كانت أفعال التزوير المجرمة ل يريد بهععا
ل إجراء تجارب أو تحقيق عمل فني أو حث على سبيل المجرد النجاح و هكذا فعلى من أتاها إ ّ
خلف الطابع الوتوماتيكي للقصد العام هنا يمكن للمتابعة إثبععات عععدم تحقععق القصععد الخععاص
لديه ،و بالرغم من آلية تحقق الركن المعنوي فعي جريمععة المعادة 197إل أنعه يبقعى ضعروريا
إثبات تحققه وقت ارتكاب الفعل المادي أو قبل ذلك لن مجيععء القصععد الجنععائي متععأخرا ينفععي
وجود الجريمة على القل في صورتها المنصوص عليها.
أما بالنسبة للجريمة التي تتحقق بالفعال المساعدة على وضع النقود المزورة فععي
التداول أي جريمة المنصوص عليها في المادة 198من قانون العقوبات فععإن المععر يختلععف
تماما على صعيد إثبات الركن المعنوي ،ففي هذه الحالة يتطلب القصد العام القصععد الخععاص
إثباتهما و هذا طبقا لما اشترطه القانون صععراحة مععن ضععرورة أن يتععم السععهام فععي الجريمععة
بقصد و معنى ذلك أن تحقق الركععن المعنععوي يسععتوجب العلععم بععالنقود المععزورة و إرادة و
ضعها في التداول رغم هذا العلم ،و إن كل هذا قد تم وقت تسععليم النقععود المععزورة ،أمععا إذا تععم
العلم بعد تسليم فإن الجريمة التي يمكن أن ترتكب تعد من بين الجرائم المكملة لجريمة تزوير
النقود التي ستناولها فيما بعد ،و ل عقاب على من انتقى لديه العلم إطلقا و هذا بصريح نص
10
المادة 201من قانون العقوبات فمقتضى هذا النص "ل عقوبة على من تسلم نقودا معدنيععة أو
أوراقا نقدية مقلدة أو مزورة أو مزيفة أو ملونة وهو يعتقد أنهععا صععحيحة و طرحهععا للتععداول
وهو يجهل ما يعيبها".
العقـوبــة
نتناول العقوبات الصلية ثم التكميلية و التبعية و تدابير المن ثم بعد ذلك العفععاء
من العقوبة.
العقوبـات الصليـة:
نظرا لخطورة جريمة تزوير على البناء الجتماعي كله ،فمن المنطقي جدا أن
يواجهها المشرع لعقوبات صارمة و هذا في جميع حالت التزوير الساسية،
فسواء تعلق المر بأفعال التزوير المنصوص عليها في المادة 197أو الفعال المساعدة على
وضع النقود المزورة في التداول المنصوص عليها في المادة 198وسواء كان حمل الجريمة
نقودا بالمعنى الدقيق للكلمة أو سندات أو غيرها مما ذكر من الوراق في النصين السابقين
فإن الجريمة هي دائما جناية يعاقب عليها بأشد العقوبات المقررة للجنايات لكن مع الخذ
في العتبار للمبلغ الذي يمثله محلها.
فحسب هذا المبلغ يعاقب مرتكب الجريمة إما بالعدام أو بالسجن المؤبد ،و تطبق
هذه العقوبة الخيرة إذا كانت قيمة محل الجريمة أي النقود أو السهم أو الذونات المتداولة
تقل عن 50.000دج.
-العقوبـات التبعيـة و التكميليـة و تدابيـر المـن:
باعتبار جريمة تزوير النقود من صنف الجنايات فإن مرتكبها يتعرض طبقا
للعقوبات التبعية المتمثلة في الحرمان من الحقوق الوطنية و الحجز القانوني و التي تطبق
قانونا إجباريا و بقوة القانون طبقا للنصوص الصريحة التي تحكمها .بالضافة إلى ذلك يمكن
للقاضي أن ينطق بالعقوبات التكميلية التي ترى ملئمة النطق بها،خاصة تحديد القامة أو
منعها بل إن المنع من القامة المؤقتة يجوز الحكم به طبقا للمادة 199الفقرة الثانية حتى
على الشخص الذي يعفى من العقوبة بسبب عذر معفى نتناوله فيما بعد ،لكن مصادرة
الموال المنصوص عليها كعقوبة تكميلية للمادة 9من قانون العقوبات ينطق بها أحيانا
إجباري كتدبير من تدابير المن العينية المنصوص عليها في المادة ،19و من نماذج هذا
التطبيق النقود المزورة بالذات .كما نستخلص ذلك من صريح عبارة المادة 204من قانون
العقوبات التي تقضي بوجوب الحكم
بالمصادرة و المنصوص عليها في المادة 25في الجرائم المشار إليها في المواد
203,201,197خارج هذه الحالت يجوز للقاضي دائما النطق بمصادرة محل الجريمة
بتكييف العقوبة التكميلية .و فضل عن ذلك و طبقا للمادة 25من قانون العقوبات التي تحدد
المقصود بالمصادرة كتدبير من تدابير المن العينية يؤمر بمصادرة الشياء المضبوطة
كتدبير من تدابير المن إذا كانت صناعتها أو استعمالها أو حملها أو حيازتها أو بيعها يعتبر
جريمة .من المؤكد إذن أن النقود أو الوراق المزورة و كذا الدوات و المواد الضرورية
11
لتحقيق التزوير المضبوطة تصادر إجباريا بتكييف تدبير المن باستثناء الشياء التي يجوز
المر بردها لصالح الغير حسن النية ،كما تنص على ذلك صراحة الفقرة 2من المادة 25
سابقة الذكر.
العفـاء من العقـاب
طبقا للمادة 199من قانون العقوبات يمكن الستفادة من العفاء وبالذات من
العذر المعفى بالشروط المنصوص عليها في المادة 52في حالتين:
الحالـة الولـى :تكون بصددها إذا أخبر أحد مرتكبي الجنايات المبينة في المادتين السابقتين
السلطات أو كشف لها عن شخصية الجناة قبل إتمام هذه الجنايات و قبل أي إجراء من
إجراءات التحقيق فيها ،يلحظ أن المقصود هو فعل التحقيق بمعناه الواسع و ليس المتابعة
كما جاء في النص الفرنسي ) (pour suiteفمرونة مدلول هذا اللفظ أقرب إلى أداء الهدف
المراد تحقيقه كما يلحظ أن الشرط الول المتطلب لتطبيق العفاء في هذه الحالة هو أل
تكون بصدد جريمة تامة و إنما فقط بصدد الشروع فيها لن الهدف المتوخى من العفاء
المرغب فيه هو قبل كل شيء تفادي وقوع الجريمة كما أن الستفادة من العفاء تقتضي في
جهة أخرى أن يتم أخبار السلطات عن الجرائم و الكشف لها عن هوية الجناة قبل بدء أي
إجراء من إجراءات التحقيق و هذا
حتى ل تكون المبادرة ناتجة فقط عن الخوف من كشف الحقيقة إثر التحقيق الذي
شرع فيها.
الحالـة الثانيـة :و نكون بصددها إذا سهل أحد مرتكبي الجريمة للقبض على
الجناة الخرين حتى بعد بدأ التحقيق ،في هذه الحالة و بعد أن وقعت الجريمة فإن العفاء
من العقوبة برره التعاون اليجابي الذي يبديه أحد الجناة في البحث و القبض عن الجناة
الخرين من فاعلين معه وشركاء في الجريمة و يحق هنا التحفظ كلية من المسعى الذي
اتبعه المشرع في هذه الحالة يعرضه ثمنا غاليا في عدم عقاب شخص ساهم في ارتكاب
جناية لمجرد أنه سهل القبض على جناة الخرين .و كان من الفضل أن يختار المشرع
سبيل العفاء الجزئي أو التخفيف من العقوبة كما هو الحال في فرنسا بالنسبة للفاعل أو
الشريك في تزوير النقود الذي يخبر السلطات الدارية أو القضائية وتؤدي مبادرته إلى
وقف النشاطات المجرمة و اكتشاف الجناة الخرين فيستفيد من تخفيف نصف العقوبة
للحرية المقررة )المادة 442-10من قانون العقوبات الفرنسي الجديدة(.
12
الفصل الثاني من التربص
13
صحيفة)عريضة( الدعــوى
14
و يطلق عليها عريضة الدعوى ،و هي ورقة يدعو بها الخصم خصمه للحضور أمام يقصد به الطلب المكتوب الموجه
للقاضي و الذي يعرض من خلله الخصم )المدعى( إدعاءاته و طلباته و دفوعه من أجل طلب الحصول
على حكم في الدعوى سواء بتقععععرير حق أو حماية مركز قانوني أو جبر ضررا ما عن طريق التعويض
بغض النظععععر عن مدى مصداقية إدعاءاته) ،(1و يترتب على إعلنها أن تعتبر الدعوى قائمة و
الخصومة أيضا ،و اسععتخلصا مما سبق فالدعوى تعلن بغير علم القاضي أو تدخله ،و يترتب عن ذلك
.سريان كافة الثار التي تعترتب عن ذلك
الفرع الول -:البيانات الساسية التي تشملها عريضة الدعوى
قبل تعداد البيانات الساسية أو ما أصطلح عليه المشرع بالبيانات العادية أو المعتادة ،تجدر الشارة أول:
إلى أن هذه البيانات ذو طبيعة إجبارية ،بمعنى أن إغفالها يؤدي إلى عدم قبول العريضة شكل ،فبالضافة
إلى البيانات المذكورة في المادة 15ق.إ.م.إ فقد ينص القانون صراحة إلى وجوب ذكر بيانات أخرى ،و
عدم ذكر هذه البيانات قد تسقط العريضة تحت طائلة البطلن ثانيا :نشير إلة أن قواعد تحرير العرائض
المدنية ل تختلف عن تلك التي تحكم العرائض الدارية المادة 816ق.إ.م.إ ،و هذه البيانات التي يجب
:-اتباعها هي
):-الجهة القضائية التى ترفع أمامها الدعوى)بيان الدعوى 1-
و يقصد بذلك تبيان المحكمة المقامة أمامها الدعوى ،و المطلوب حضور الخصوم أمامها على وجه
التحديد ،و هذا المر هو أمر ضروري لنه يتعلق بقواعد الختصاص النوعي أو المحلي للمحكمة ،و ما
).قد يثةر بعد ذلك من مشاكل بسببه)2
:-إسم و لقب المدعى و موطنه و إسم و لقب المدعى عليه و موطنه 2-
و هو أمر بديهي حتى يتم توجيه الدعوى من الشخص الصحيح إلى الشخص الصحيح ،فالدعوى إجراء
قانوني شخصي أي أن المدعى صاحب المصلحة و المتمتع بالهلية يجب أن يرفع الدعوى باسمه ،و إن
كان أوكل تمثيله لغيره ،و الغاية من ذكر الموطن فهو أن تكون التبليغات صحيحة) ،(1و كذلك نفس الشئ
.بالنسبة للمدعى عليه ،فإن لم يكن للمدعى عليه موطن معلوم فلخر موطن له
الشارة إلى تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره الجتماعي و صفة ممثله القانوني أو التفاقي 3-
إن تسمية الشخص المعنوي تقابل إسم و لقب الشخاص الطبيعيين و بالتالي أهمية الشارة إليه حتى توجه
الدعوى التوجيه الصحيح ،و يقصدبطبيعة الشخص المعنوي تحديد مركزه القانوني إن كان شخص
معنوي عام )الدولة ،الولية ،البلدية ،المؤسسات العمومية ( ،أوشخص معنوي خاص كالشركات و
الجمعيات ،أما عن المقر الجتماعي فهو يقابل موطن الشخاص الطبيعية و معرفة الموطن تساعد على
تحديد الختصاص المحلى للجهة القضائية ،اما عن صفة ممثله القانوني أو التفاقي فهي من تحدد أهلية
.نائبه القانوني في تمثيل الشخص المعنوي فالوزير هو الممثل القانوني للدولة حسب وزارته
موضوع الدعوى -:و هي العناصر المكونة للعريضة و التي تشمل وقائع الدعوى و طلبات المدعى و 4-
أسانيده القانونية و الغرض من هذا اليضاح هو أنه يتيح للمدعى عليه أن يكون فكرة وافية عن المطلوب
منه لكي يستعد لعداد دفاعه قبل الجلسة ،و حتى يتسنى للقاضي اللمام بوقائع القضية) ،(2و بعد عرض
الوقائع ل بد من تحديد الطلبات بكل دقة و هو أمر في غاية الهمية لنه ليس للقاضي المدني أن يحكم
بأكثر مما يطلبه منه الخصوم ،فلطلبات الخصوم إذا أهمية قصوى في تحديد مصير النزاع ،و ل بد من
ايداع كل وثيقة مرفقة مع الدعوى أمام أمين الضبط ،حيث يقوم هذا الخير بجردها و التأشير عليها قبل
.ايداعها بملف القضية ،و ذلك مقابل وصل إستلم
و بعد إعداد العريضة يتم توقيعها و تأريخها لتودع بأمانة الضبط من قبل المدعى أو وكيله أو محاميه بعدد
.من النسخ يساوى عدد الطراف المادة 14ق.إ.م.إ
الفرع الثاني -:إجراءات النقص أو الخطأ في بيانات الصحيفة
يترتب على نقص أو خطأ في بيانات الدعوى بطلن وجوبي أو بطلن جوازي ،فيكون الول إذا شاب
عريضة الدعوى نقصا أو خطأ يترتب عليه الجهل بالمحكمة أو بالمدعى أو المدعى عليه أو المدعى به أو
التاريخ ،و تحكم به المحكمة إذا تمسك به في الوقت المناسب ،و يكون الثاني إذا كان النقص في ما عدا
البيانات المذكورة آنفا ،فالبطلن جوازيي و للمحكمة أن تقضي به أو ل تقضي به و لو تحقق سببه ،و
15
الصل في البطلن سواء وجوبيا أو جوازيا أن ل تحكم به المحكمة إل إذا تمسك به الخصم في الوقت
).المناسب و بالطريقة التي رسمها القانون)1
ميعاد الحضور -:و هو النهاية الصغرى للمدة التي يجب أن تمضي من يوم إعلن المدعى عليه ·
بصحيفة الدعوى و اليوم المحدد للجلسة ،فهو ميعاد كامل يجب أن يقتصر قبل اليوم المحدد لنظر الدعوى
و هو يعطي للمدعى عليه لتمكينه من الحضور و من اعداد دفاعه في الدعوى و يحدد المشرع الجراءات
تحديدا قطعيا وفقا لما يراه بيد أن القانون يمدد الميعاد مراعاة لظروف معينة و هو ما أورده المشرع
الجزائري في المادة 16ق.إ.م.إ و التي نصت على أن " :تقيد العريضة جال في سجل خاص تبعل
.لترتيب ورودها مع بيان أسماء و ألقاب الخصوم و رقم القضية و تاريخ أول جلسة
يسجل أمين الضبط رقم القضية و تاريخ أول جلسة على نسخ العريضة الفتتاحية ،يسلمها للمدعى
.بغرض تبليغها رسميا للخصوم
يجب إحترام أجل عشرون 20يوما على القل بين تاريخ تسليم التكليف بالحضور و التاريخ المحدد لول
.جلسة ،ما لم ينص القانون على خلف ذلك
يمدد هذا الجل أمام جميع الجهات القضائية إلى 3ثلثة أشهر إذا كان الشخص المكلف بالحضور مقيما
".في الخارج
.و هذه المادة جاءت معدلة للمادة 26ق.إ.م القديم الذي حدد المدة الولى بع 10أيام ،و الثانية بشهر واحد
التكليف بالحضور و قيد الدعوى
و يقصد بقيد الدعوى تقديم أصل الصحيفة إلى كتابة الضبط بعدد النسخ يساوى عدد الطراف و هذا ما
نصت عليه المادة 16ق.إ.م.إ ،كما أن العريضة ل تقيد إل بعد دفع الرسوم المحددة قانونا كما نصت عليه
المادة 17ق.إ.م.إ ،أما التكليف بالحضور فهو يتضمن بعض البيانات حسب المادة 18ق.إ.م.إ و يبلغ الى
المدعى عليه ،و سنتطرق الى ذلك بالتفصيل
الفرع الول -:التكليف بالحضور
ويبقصد بالتكليف بالحضور تلك الوثيقة التي تبلغ إلى المدعى عليه للحضور للجلسة و يجب أن يتضمن
:-هذا التكليف البيانات التية حسب نص المادة 18ق.إ.م.إ
.إسم و لقب المحضر القضائي و عنوانه المهني و ختمه و توقيعه و ناريخ التبليغ الرسمي و ساعته 1-
.إسم و لقب المدعى و عنوانه و موطنه 2-
.إسم و لقب الشخص المكلف بالحضور و موطنه 3-
.تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره الجتماعي ،و صفة ممثله القانوني و التفاقي 4-
.تاريخ أول جلسة و ساعة إنعقادها 5-
و يسلم التكليف بالحضور للخصوم بواسطة المحضر القضائي الذي يحرر محضرا يتضمن البيانات
:-السابقة الذكر إضافة إلى بيانات أخرى نصت عليها المادة 19ق.إم.إ و هي كما يلي
.يوقع المبلغ له على المحضر و يشار إلى طبيعة الوثيقة المثبتة لهويته مع بيان رقمها و تاريخ صدورها -
تسليم التكليف بالحضور إلى المبلغ له مرفقا بنسخة من العريضة الفتتاحية مؤشر عليها من أمين -
.الضبط
.الشارة في المحضر إلى رفض إستلم التكليف بالحضور أو استحالة تسليمه أو رفض التوقيع عليه-
.وضع بصمة المبلغ له في حالى استحالة التوقيع على المحضر -
تنبيه المدعى عليه بأنه في حالة عدم امتثاله للتكليف بالحضور سيصدر حكم ضده ن بناء على ما قدمه -
).المدعى من عناصر )1
و يحضر الخصوم في التاريخ المحدد في التكليف بالحضور شخصيا بواسطة محاميهم أو وكلئهم المادة
20.ق.إ.م.إ
الطراف التي تقوم بقيد الدعوى
16
المدعى -:إن الصل هو أن المدعى هو الذي يقوم بقيد الدعوى لنه صاحب المصلحة في التعجيل 1-
بالفصل في الخصومة للحصول على حكم سواء بتقريرحقه أو حماية مركزه القانوني أو جبر ضرر ما
.عن طريق التعويض
المدعى عليه -:يجوز أن يقوم المدعى عليه بالقيد في الدعوى إذا لم يقم يذلك المدعى ،و كان للمدعى 2-
عليه مصلحة في التعجيل بالنظر في الدعوى و يتم ذلك بتقديم صورة من الصحيفة المعلنة له ،إل أن هذه
.الحالة نادرا ما توجد ،فالصل العام أن المدعى هو الذي يقوم بقيد الدعوى
ميعاد القيد -:يوجب القانون قيد الدعوى أيا كان نوعها ،و أيا كانت المحكمة المرفوعة إليها في اليوم 3-
.السابق لتاريخ الجلسة المحددة للنظر فيها على الكثر
أثر عدم إجراء القيد في الميعاد
:-يترتب على عدم القيد في الميعاد صورتان
الصورة الولى -:إذا حلت الجلسة المحددة لنظر الدعوى و لم يحصل قيدها إطلقا فإن الدعوى ل 1-
تعرض على المحكمة و ل تنظر فيها لنها لم تتصل بعلم القاضي ،و لكن تبقى هذه الدعوى قائمة منتجة
لثرها بعدم القيد ،لذلك يجوز لكل من المدعى و المدعى عليه أن يحددا لها جلسة أخرى و أن يعلم
خصمه بها ،فإن قيدت الدعوى قبل الجلسة الجديدة عرضت على المحكمة و نظرت فيها ،و إل فإنها ل
.تعرض على المحكمة ،و ل تنظر فيها
الصورة الثانية -:إذا قيدت الدعوى في يوم الجلسة في غير الحالت التي تص عليها القانون فإنها 2-
تعرض على المحكمة ،فإذا حضر المدعى عليه نظرت الدعوى ،و إذا لم يحضر كان على المحكمة أن
تؤجل النظر فيها الى جلسة أخرى /يعلن بها المدعى ،فإذا لم تؤجل الدعوى و فصلت فيها المحكمة و
).قضت على المدعى عليه و هو غائب كان حكمها باطل)1
ففي الحضور يقصد به حضور الخصوم أمام القضاء بأنفسهم أو من يوكلونهم من الوكلء ،فالوكالة في
الخصومة جائزة قانونا ،و يقابل هذا الحق ،حق المحكمة في أن تلمر بحضور الخصوم لستجوابهم
سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب من خصمه ،و في هذه الحالة يتعين على من تقرر البمحكمة
.استجوابه بأن يحضر بنفسه أمام المحكمة في الجلسة لتقوم باستجوابه
الوكالة بالخصومة -:الصل فيه انه حق للمحامين ،و مع ذلك يجوز انابة غير المحامين من القارب 1-
و الصهار للقيام بها إلى غاية الدرجة الثالثة بشرط قبول المحكمة بذلك ،في حين ل يجوز للقضاة و
النائب العام و نوابه و الموظفين بالمحاكم النيابة عن الخصوم أمام القضاء و المرافعة سواء شفاهيا أو
.كتابيا ،و سواء كان ذلك أمام المحاكم التابعين لها أم كان ذلك أمام المحاكم الخرى
و العلة في ذلك الحظر واضحة ،حيث تتفادى الجمع بين الوظيفة القضائية و هي تقضي الحيدة بين
.الخصوم و بين ممارسة المحاماة و هي تقضي رعاية مصلحة الخصم الذي ينوب عنه الوكيل بالخصومة
إذا تعدد الوكلء جاز لحدهم النفراد بالعمل في القضية ما لم يكن ممنوعا بنص في التوكيل ،و هذا *
الجكم خارج عن القواعد العامة في الوكالة التي تقضي بأنه إذا تعدد الوكلء و كانوا معينين في عقد
الوكالة كان عليهم أن يعملوا مجتمعين ما لم يكن مرخصا لحدهم بالنفراد بعقد الوكالة و معنى هذا
الستثناء هو الرغبة في عدم تعطيل الدعوى بسبب عدم حضور الوكلء أو عدم الذن لمن يحضر منهم
.بالنفراد
يجوز للوكيل أن ينيب غيره من المحامين و لو لم يكن مأذونا له في النابة صراحة في سند التوكيل ما *
.لم يكن ممنوعا من النابة بنص صريح و هذا أيضا استثناء من القواعد العامة في الوكالة
17
إذا أعتزل الوكيل بالخصومة أو عزله موكله فل يمنع ذلك من سير الجراءات في مواجهته إل إذا أعلن *
).الخصم تعيين بدله أو عزم الموكل على مباشرة الدعوى بنفسه)1
واجب الحضور -:ينبغي على الخصوم الحضور يأنفسهم أو أن يحضر عنهم من يوكلونه في اليوم 2-
المكعين للنظر في الدعوى و لكن هذا ل يعني أن الخصم إذا لم يحضر أكره على الحضور جبرا عنه ،و
لكن الحضور هو وسيلة لبداء أقوال الخصم و طلباته أمام المحكمة ،و إن غيابه ل يمنع المحكمة من
.النظر في الدعوى و الحكم فيها و لو أدى غياب الخصم إلى حرمانه من ابداء دفاعه في الدعوى
الفرع الثاني -:في الغيــــــــــــاب
غياب المدعى و المدعى عليه :إذا لم يحضر المدعى و المدعى عليه أو حضر المدعى عليه وحده و لم *
يبدى طلباته فأوجب على المحكمة أن تقرر شطب الدعوى من تلقاء نفسها و أن تلزم المدعى
بالمصاريف ،و يقصد بشطب الدعوى إستبعادها من جدول القضايا ،فل تعود للنظر فيها إل بإعلن من
أحد الخصوم إلى الخر بالحضور إلى الجلسة التي تحدد لنظرها ،و تبقى الدعوى المشطوبة قائمة و تشبه
.من هذه الناحية الدعوى الموقوفة
إن الثار التي تترتب على رفع الدعوى كقطع التقادم و سريان الفوائد و غيرها تبقى قائمة بالرغم من -
.الحكم بشطبها
إن الدعوى المشطوبة إذا عادت إلى المحكمة باعلن من أحد الخصوم للخر تعود من النقطة التى توقفت-
.فيها بحكم الشطب ،فما تم من إجراء المرافعة قبل الشطب يبقى قائما و ل يلغى
و شطب الدعوى إذا تغيب المدعى و المدعى عليه تحكم به المحكمة من تلقاء نفسها لعدم وجود أي من-
الخصوم و هو واجب عن المحكمة ،فإذا حكمت في موضوعها أو في أي فرع من فروعها كان حكمها
باطل ،إل أن عمليا فإن شطب الدعوى يؤدي إلى انقضائها بمعنى أن حكم المحكمة بشطب الدعوى حكم
.منتهى لها دون أن يؤثر ذلك في الحق المطالب به
إعتبار الدعوى كأن لم تكن -:إذا استمرت الدعوى مشطوبة 06أشهر و لم يعجلها أي من الخصوم *
أعتبرت كأن لم تكن ،فتزول جميع الجراءات فيها /و الثار التي تترتب على رفعها و اعتبار الدعوى
كأن لم تكن ،في هذه الحالة يحصل بقوة القانون ،بغير حكم من المحكمة لن الغرض أن الدعوى
مستبعدة من الجدول و عن لم تعد للمحكمة ،و لكن هذا الجزاء مقرر لمصاحة المدعى عليه ،فل تحكم به
المحكمة من تلقاء نفسها و ل يجوز للمدعى عليه أن يتمسك به إذا ما عجلت الدعوى بعد مضي 06أشهر
)من شطبها1).
إن أساس القواعد السابقة إفتراض المشرع أن الخصوم إذا لم يحضروا فهم بسبيل الصلح في الدعوى و
.لذلك أوجب على المحكمة أن ل تحكم تمكينا لهم من اتمام الصلح
و تثور الصعوبة في حالة تعدد المدعين ،إذا حضر بعضهم و تغيب البعض الخر ،و كان المدعى عليه
.غائبا ،هل تكم المحكمة بشطب الدعوى بالنسبة لمن تغيب من الخصوم و تسير في نظرها لمن حضر؟
الرأي الراجح أنه ل يجوز الحكم بشطب الخصومة لمن تغيب مع استمرارها بالنسبة لمن حضر و لو كان
موضوع الدعوى يقبل التجزئة لن الحكم بالشطب إذا مضى عليه 06أشهر ترتب عليه إعتبار الدعوى
كأن لم تكن ،و لذلك يكون أمام المحكمة في هذه الحالة أن تؤجل الدعوى إلى جلسة أخرى يعلن يها
المتخلفون ،و في الجلسة الجديدة إذا تغيب المعوون حكمت بشطب الدعوى بالنسبة لهم جميعا ،و إذا
حضر البعض و تغيب البعض حكمت في موضوع الدعوى بحكم حضورى في حق جميع المدعين من
.حضر منهم و من لم يحضر
غياب المدعى عليه -:إذا تغيب المدعى عليه في الجلسة الولى جاز للمدعى أن يطلب الحكم عليه في 3-
.غيبته و يعتبر ذلك الحكم في حالة الغياب هو حكم جاز الطعن فيه بالمعارضة
كذلك للمدعى الحق في طلب تأجيل الدعوى لجلسة أخرى مع اعلن خصمه بإعذاره بأن الحكم الذي
سيصدر يعتبر حضوريا و في هذه الحالة يكون للخصم عدم الحق في الطعن في الحكم الصادر سواء
,حضر المدعى أو لم يحضر
و أوجب القانون في حالة غياب المدعى عليه أن تحقق في بيانات لبصحيفة عن مدى صحتها ،فإذا تبين
يطلنها حكمت ببطلن صحيفة الدعوى من تلقاء نفيها ،و على المدعى أن يقوم بإثبات ما يدعيه فإن
18
عجز عن اثباته حكمت برفض دعواه على الرغم من غياب خصمه ،لن غياب المدعى عليه ل يعتبر
).تسليما منه بطلبات المدعى يعفيه من عبء الثبات)1
الخاتمــــــــــــــة
من خلل ما تطرقنا إليه فإن الدعوى سلطة مخولة للفرد ،له الحق في طلب حماية القضاء أو رد العتداء
أو استرداد حقه ،و هذه الدعوى هي طريق لمباشرة حق فقد تكون مستندة إلى حق مشروع و قد تكون
غير ذلك ،لن مرفق القضاء أبوابه مفتوحة لكل الناس ،لذلك اوجب المشرع وجود هذه الدعوى في
شروط شكلية معينة ،و هي عريضة الدعوى ،و قيدها ،و حضور أو غياب الخصوم فإذا شاب هذه
الشروط عيبا من العيوب أصبحت تحت طائلة البطلن
19