You are on page 1of 19

‫النقود كوسيلة تعامل بين الناس أهمية بالغة الخطورة ليس فقط من زاوية اقتصادية ولكن‬

‫أيضا و أكثر من دلك من زاوية الثقة فيها من قبل المتعاملين بها و هده الثقة تنبع من قيمتها‬
‫المحددة من طرف قوانين الدولة و التي تاخد على عاتقها سك النقود و ضمان قيمتها و لكن‬
‫ما من شانه أن يمس بهده الحقيقة يعد عمل خطيرا لما ينطوي عليه من مساس بأحد ابرز‬
‫مظاهر سيادتها و لما تؤدي إليه من إخلل بالثقة العامة في النقد فضل على التأثير السلبي‬
‫‪.‬المباشر على القتصاد الوطني‬
‫كما أن التزوير في العملة بمثابة سلح اقتصادي لضرب دولة عدوة و أكثر ما تخشاه الدولة‬
‫‪. .‬فقد الثقة في النقد‬
‫و هدا ما استوجب إقامة تعاون دولي منسق من اجل محاربة جرائم تزوير النقود و قد تجسد‬
‫هدا التعاون على الصعيد العالمي بشكل خاص في اتفاقية جوناف سنة ‪ 1929‬المتعلقة‬
‫‪.‬بمحاربة النقود المزورة‬
‫أما المشرع الجزائري فقد انتهج نوع من الصرامة و التشديد إزاء مرتكبي جرائم تزوير‬
‫‪.‬النقود و كدا الجراءات المتبعة في الدعاوي المتعلقة بجرائم تزوير النقود‬
‫فقد خصص المشرع الجزائري في قانون الجراءات الجزائية الكتاب الخامس منه الجزء‬
‫الول من المادة ‪ 532‬إلى المادة ‪ 537‬فقد عرف من خللها جريمة تزوير النقود و نين محلها‬
‫‪ .‬و أركانها و العقوبات المقررة لها‬

‫‪1‬‬
‫تمهيد‬

‫بشهر جوان ‪ 2011‬نكون قد انهينا ثلث سنوات من دراستنا الجامعية تخصص علم إجرام‬
‫لدا ارتأينا إن نختتم الدراسة بتقرير تربص لنيل شهادة لسانس و الذي كان موضوعه‬
‫بعنوان إجراءات تحريك الدعوة العمومية في جرائم تزوير النقود‬
‫ل شك أنكم تتساءلون حول اختيارنا لهدا الموضوع إن هده الختيار لم يكن عبتا و ل وليد‬
‫الصدفة إنما جاء نتيجة الخصوصيات التي يتميز بها القانون الخاص و جرائم الفساد بحكم‬
‫تطوره السريع في العقود الخيرة و من جهة أخرى اهتمام الدولة للقضاء على جرائم‬
‫الفساد التي باتت تهدد امن الدولة و كيانها‬
‫لهدا الغرض خصصنا جزءا من بحتنا هدا لدراسة الجانب التطبيقي الذي ل يقل أهمية عن‬
‫الجانب النظري و كدا الطلع عن الكيفية التي بها معالجة مثل هده القضايا داخل مؤسسات‬
‫الدولة المكلفة بمحاربة الفساد‬
‫و في هدا السياق تقربنا من احد مكاتب المحاماة لجراء فترة تربص لتدعيم الدراسة النظرية‬
‫و الستفادة من خبرة هده الجهة في التعامل مع مثل هده القضايا‬
‫فمن خلل التربص الذي قمنا به في مكتب المحاماة حاولنا اللمام بموضوع تزوير النقود و‬
‫‪.‬كدا الجراءات المتبعة في تحريك مثل هده الدعاوى‬
‫و عليه قد ارتأينا تقسيم هدا التقرير إلى قسمين يتناول القسم الول منه لمحة شاملة عن مهنة‬
‫‪.‬المحاماة و جريمة تزوير النقود‬
‫إما القسم الثاني فقد خصصناه لمناقشة موضوع إجراءات تحريك الدعوة العمومية في جريمة‬
‫‪.‬تزوير النقود‬

‫‪2‬‬
κ ΑήΘ
3
‫تعريف المحامي‬

‫المحامي هو لقب يطلق على من أجيز له ممارسة مهنة المحاماة بناء على القوانين المعمول بها‪ ,‬والمحامي‬
‫قد يجاز بالترافع في بعض المحاكم دون غيرها مثل المحامي تحت التدريب ل يجوز لععه تقععديم المرافعععات‬
‫باسمه وإنما يجب أن تكون باسم المحامي الستاذ ‪ ،‬وقد يجاز المحامي الستاذ بالترافع أمام محععاكم البدايععة‬
‫أو الدرجة الولى لكنة غير مخول بالترافع أمام محكمة عليا كمحكمة دستورية وإنمععا يكععون هنععاك شععروط‬
‫معينه كمدة الخدمة ‪ ،‬والمحامي المدني ل يجوز له المترافعات أمام المحاكم الشرعية أو العسععكرية إل بعععد‬
‫أن يجتاز اختبارات ومتطلبات تختلف من دولععة إلععى دولعة أخععرى‪.‬وهنععاك نقابععات أو جمعيععات تنظععم مهنععة‬
‫المحامععاة ويعمععل المحععامون تحععت التقيععد بقوانينهععا وأنظمتهععا إضععافة إلععى دورهععا بحمايععة مهنععة المحامععاة‬
‫‪.‬والمحعععامون ومنحهعععم المتيعععازات ‪،‬كعععذلك دورهعععا بتنظيعععم العلقعععة معععا بيعععن المحعععامين ومعععوكليهم‬

‫‪:‬مهام المحــامي‬

‫‪ .‬المهام الساسية هو توفير الدعم القانوني لمن يطلبه مقابل مبلغ مالي وفق ضوابط يحددها القانون‬

‫مهمة المحامي لم تكن موجودة في النظام القضائي في العالم السلمي وما قبلهم حيث كان أطراف‬
‫الخلف يجتمعون لدى القاضي ويتولون الدفاع وعرض البينان بأنفسهم‪ ,‬في القرون الوسطى ظهر‬
‫المحامي في المحاكم الوروبية بسبب الفارق بين القضاة والخصوم على المستوى الثقافي وكنوع من‬
‫‪.‬البرجوازية وكان يمتهن هذه المهنة أشخاص عاديين ول يتمتعون باحترام على عكس ما هو موجود الن‬

‫أما مهام المحامي في العصور الحالية فهي‬


‫الترافع أمام المحاكم‪-‬‬
‫التحكيم والتصالح بين المتقاضين‪-‬‬

‫النابة عن تمثيل الشخاص‪-‬‬


‫إعداد العقود بكافة أنواعها‪-‬‬
‫مساعدة القضاء في بيان الحقيقية‪-‬‬
‫تسهيل إجراءات التقاضي بين الفراد ‪-‬‬

‫‪ :‬مفهوم استقللية المحامـــاة‬

‫مفهوم المحاماة بالمعنى المتقدم جعل استقللية المحاماة أهم مقومات وجودها وفعاليتها في أداء دورها ‪،‬‬
‫وإذا كان استقلل مهنة المحاماة جزءًا من استقلل القضاء وكلهما )استقللية القضاء والمحاماة( جزءان‬
‫ل يتجزءان لزمان لقامة العدل‪ ،‬فإن لستقللية المحاماة‪ ،‬معنى ومفهومًا يختلف عن مفهوم ونطاق‬
‫استقلل القضاء ‪ ،‬ومرد ذلك إلى أن المحاماة ليست سلطة كسلطة القضاء أو سلطة كبقية سلطات الدولة‬

‫‪4‬‬
‫) التنفيذية والتشريعية ( ‪ ،‬فالمحاماة منذ نشأتها هي مهنة معاونة القضاء تكمل وتشاطر القضاء مهمة إقامة‬
‫العدل ‪ ،‬ومن هنا اعتبر استقلل المحاماة جزءًا من استقلل القضاء ‪ ،‬ومن هنا أيضًا أعتبر أن وجود‬
‫النظام القانوني العادل والناجع لقامة العدالة والحماية الفاعلة لحقوق النسان وحرياته يتوقفان على‬
‫‪ .‬استقلل القضاة واستقلل المحامين‬

‫ويقصد باستقلل المحاماة بوجه عام قيام المحامين بأداء دورهم متحررين من كل تأثير أو ضغط من أي‬
‫‪ .‬جهة كانت ‪ ،‬وأن تكون كل السبل ميسرة أمام الجمهور للستعانة بالخدمة التي يقدمها المحامون‬

‫فالمحامي في أدائه لمهمته وواجبه ل يخضع لغير ضميره الحر المستقل ‪ ،‬واستقللية المحاماة باعتبارها‬
‫مستمدة من طبيعة وظيفته الجتماعية كمشارك للقضاء في إقامة العدل تعني حرية ممارسته لمهنته‬
‫واستقلليته في آلية الدفاع عن موكله ‪ ،‬ولعل هذا المفهوم لستقللية المحاماة هو الذي دفع للقول بأن‬
‫) المحاماة دعامة العدل باعتبار أن العدل أساس الملك ول عدل بغير قضاء ول قضاء بغير محاماة ( ‪ .‬و‬
‫ينبغي التأكيد على أن استقلل مهنة المحاماة منوط بالمحامين في التزامهم الخلقي بكل ما يكفل نزاهتهم‬
‫ويحافظ على شرف وكرامة المهنة وفي التزامهم بالحفاظ على كفاءتهم المهنية وتطوير قدراتهم المعرفية‬
‫‪ .‬وأدائهم العملي‬
‫‪ :‬معوقات استقللية المحاماة‬

‫يمكن القول أن أهم معوقات استقلل المحاماة هو انتهاك حقوق النسان وتغييب الديمقراطية وحكم القانون‬
‫فالتربة الخصبة لسيادة القانون وضمان استقلل ركني العدالة القضاء والمحاماة هو حماية حقوق النسان‬
‫والديمقراطية ‪ ،‬وسيادتهما سيادة لدعائم العدالة ‪ ،‬ويمكن تحديد أبرز معوقات استقلل المحاماة في الوطن‬
‫‪ :-‬العربي عموما و على سبيل المثال بما يلي‬

‫‪ :‬إنشاء وتعميم المحاكم الخاصة وعسكرة القضاء ‪-‬‬

‫إن نظام العدالة الطبيعي هو الذي يوفر للمتقاضين المثول أمام قاضيهم الطبيعي ‪ ،‬وقاضيهم الطبيعي هو‬
‫القاضي النظامي الذي يستقل بعمله عن أي تأثير ول يخضع في قضائه لغير ضميره والقانون ‪ ،‬وهذا هو‬
‫القاضي المنتسب للسلطة القضائية المستقلة التي حمى استقللها قواعد الدستور وتشريعات استقلل‬
‫القضاء ‪ ،‬وأمام القاضي الطبيعي يمثل المدافع الطبيعي وهو المحامي المسلح بقواعد الجراء التي تقيد‬
‫القاضي وتقيد المحامي ‪ ،‬ويتسلح كلهما ‪ -‬القاضي والمحامي عع بالحس المشترك في ضرورة إسناد كل‬
‫منهما للخر للحفاظ على استقلليتهما ‪ ،‬ومن هنا كان التجاه نحو إنشاء وتوسيع القضاء الستثنائي بوجه‬
‫عام والقضاء العسكري بوجه خاص متعارضًا مع الضمانات المشار إليها لحيدة واستقلل القضاء‬
‫واستقلل المحاماة ونجاعة نظام العدالة ‪ .‬فالقضاء الستثنائي يرتبط ويتأثر عع إن لم يكن مباشرة فبشكل‬
‫ل لتسهيل إنفاذ سياستها في معالجة الدعاوى‬
‫غير مباشر عع بالسلطة التنفيذية التي تجد فيه مدخ ً‬
‫والموضوعات التي يختص بها هذا الرتباط يخلق واقعًا من التأثير والضغط يبدد استقلل القاضي الذي‬
‫هو ضمانة العدالة الولى ‪ ،‬وممارسة المهنة أمام مثل هذا القضاء تتحول إما إلى أداء شكلي للدور المنوط‬
‫بالمحامي أو مساجلت في غير صالح الموكل ‪ ،‬وهو ما يحول المحاماة من رسالة الدفاع عن المتهم إلى‬
‫الدفاع عن ذات المحامي أمام تهميش دوره وإهدار كرامته في أحيان كثيرة أو الدفاع عن المتيازات‬
‫الذاتية فيما نشأ جراء امتداد تأثير السلطة إلى المحامي العامل أما هذا القضاء ‪ ،‬وفي الحالتين يهدر‬
‫‪ .‬استقلل المحامي في غير صالح نظام العدالة برمته‬

‫إن عسكرة القضاء واستثنائية إلى جانب عدم دستوريته واتجاهه عكس تيار إنماء حقوق النسان‬
‫والديمقراطية واحد من المعوقات الرئيسة أمام سيادة أحد دعائم مبادئ العدالة‪ ،‬إنه معيق مخيف و حقيقي‬
‫‪ .‬أمام استقلل مهنة المحاماة‬

‫‪5‬‬
‫‪ :‬تضييق الحق في الستعانة بمحاٍم ‪-‬‬

‫إن حق المتهم في الستعانة بالمحامي في كل وقت وأمام أية جهة تحقيق أو محاكمة واحد من أهم ضمانات‬
‫تعزيز العدالة وكفالة استقلل المحاماة ‪ ،‬وتنزع التشريعات العربية عمومًا إلى تقييد الحق في الستعانة‬
‫بمحاٍم ول يجيز ذلك أمام جهات الضبط العدلية ‪ ،‬كما أن هذا الحق مقيد بطلب المتهم ووجود المحامي دون‬
‫التزام من النيابة بتعيين محاٍم عن المتهم ‪ ،‬وحضور المحامي أمام النيابة مقيد أيضًا ‪ ،‬فهو محظور بالنسبة‬
‫‪.‬لسماع الشهود كما أن الكلم أمام المحقق منوط بإذن الخير‬

‫‪:‬أخلق مهنة المحامـــاة‬

‫إن أخلق مهنة المحاماة هي أخلق ديننا الحنيف‪ .‬فعنوانها المروءة والكرم وأصلها الصدق وظاهرها‬
‫النجدة والقدام ومعناها نصرة المظلوم والضعيف ووسيلتها الصراحة وحديثها الحق‪ .‬ولبد للعامل بها أن‬
‫يكون متسلحًا بالعلم مطلعًا على الكثير من العلوم‪ .‬متمكنًا من اللغة وأساليبها وألفاظها فطنًا وقورًا ورعًا‪.‬‬
‫وأن يكون باحثًا عن الحقيقة محققًا للعدالة‪ .‬وأن يكون متواضعًا متزنًا حكيمًا‪ .‬وأن ل يكون متكلفًا في تعامله‬
‫ل لللفاظ البسيطة مبتعدًا عن الطالة‪ .‬وأن يكون لبقًا وكيسًا صاحب فراسة‬ ‫وكلمه‪ ،‬وأن يكون مستعم ً‬
‫ل صادقًا رفيقًا بتعامله مع من حوله‪ .‬وأن يكون مبتعدًا عن‬ ‫تعينه على أداء مهنته‪ .‬وأن يكون نزيها معتد ً‬
‫الشتغال بكل العمال التي ل تليق بكرامة وشر ف المهنة فأخلق المحامي وواجباته ثقيلة الكلفة واسعة‬
‫المدة تكاد تجرده من كل ما يصدر عن النفس البشرية بل وعن كل ما يدور في خلدها‪ .‬إن أخلق المحامي‬
‫ل للخصم فقط وإل لما كلف باليمين التي يؤديها بأن ينفذ رسالته ومهنته‬ ‫وواجباته أكبر من أن يكون ممث ً‬
‫بالصدق والنزاهة وبهذا تتميز مهنة المحاماة عن باقي المهن الخرى‪ ،‬فهي ليست مهنة من ل مهنة له‪،‬‬
‫وهي ليست مهنة عادية‪ ،‬يتسلم فيها مقابل أتعابه فقط‪ .‬إنها مهنة أسمى من ذلك بكثير فهي مهنة إنسانية قبل‬
‫‪.‬كل شيء ولذا ليس كل شخص يمكن أن يكون محاميًا حقيقيًا‬

‫‪:‬أسلوب المحامي ودوره في تحقيق العدالة‬


‫لبد من ذكر بعض السمات التي يجب أن يتحلى بها المحامي إزاء ذلك‪ .‬إذ ل بد أن يتمتع المحامي وهو‬
‫يدافع عن الحق‪ ،‬ويصارع من أجل العدالة‪ ،‬برزانة اللفظ الجميل الرقيق والدب الساحر والروح الخفيفة‪.‬‬
‫وضبط النفس والسيطرة على أعصابه‪ ،‬ومحاولة جذب السامعين واكتساب العداء إلى جانبه‪ ،‬إن صح أن‬
‫النيابة من أعدائه وأن جزءًا كبيرًا من نجاح المحامي يعود إلى حسن علقة المحامي بالقضاة ووكلء‬
‫النيابة‪ ..‬علقة العمل ل علقة التودد إليهم والتقرب منهم الزلفى إليهم فإن هؤلء القضاة بشر والنسان‬
‫دائمًا يعجب بالدب المصون بالكرامة‪ .‬ويحتقر والوقاحة والصفافة كما يحتقر بالمساواة التامة الدب‬
‫المصنوع المبتذل بالملق والتزلف والهوان‪ .‬إلى غير ذلك من الصفات الحميدة المطلوبة في المحامي أثناء‬
‫‪.‬أدائه لعمله وتعامله مع الناس‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬محـل الجريمـة‬

‫كي يتحقق الركن المادي لجريمة النقود المزورة يشترط في السلوكيات‬


‫المجّرمة أن تنصب على محل محدد بوضوح في نص المادة ‪ 197‬من قانون العقوبات‪ ،‬و‬
‫يتعلق المر أساسا بالنقود المعدنية أو الوراق النقدية و يشترط أن تكون ذات سعر قانوني‬
‫في أعراض الجمهورية أو في الخارج‪ ،‬و معنى هذا الشرط أن تكون النقود معمول بها فعل‬
‫و إلزاميا بما يخرج من محل الجريمة النقود التي خرجت من التعامل و التي ل تضمن لها‬
‫الدولة سعرا رسميا‪.‬‬
‫و مما يلحظ هنا أن المشرع يخول الحماية الجنائية ليس فقط للعملة الوطنية‬
‫بل أيضا للعملت التي تصدرها المؤسسات الجنبية‪ ،‬فالحماية ضد التزوير تنصب على أية‬
‫عملة ذات سعر قانوني أينما وجدت‪ ،‬و هذا التوسع في الحماية فرضه خاصة كون التزوير‬
‫النقدي هو غالب من فعل منظمات أو شبكات دولية ل ينفع في مواجهتها قمع مرتبط بجنسية‬
‫العملة‪.‬‬

‫و إلى جانب العملة بالمعنى الضيق للكلمة تتجه الحماية الجنائية لتشمل‪ ،‬أيضا‬
‫السندات أو الذونات أو السهم و قسائم الرباح العائدة منها‪ ،‬على شرط أن تكون القيم‬
‫المذكورة صادرة عن الخزينة العامة و تحمل طابعها أو علمتها‪ ،‬و لكن الحماية تقتصد هنا‬
‫على القيم التي تصدرها الخزينة العامة مما يعني استبعاد الحماية المطلقة في حالة النقود في‬
‫مجال هذه القيم ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 2‬أركان جريمة تزوير النقود‬

‫الركـن المــادي‬
‫يتحقق الركن المادي في جريمة النقود المزورة بإتيان فعل يندرج في إحدى‬
‫الصور التي حععددتها المادتععان ‪197‬و ‪ 198‬مععن قععانون العقوبععات‪ ،‬علععى أن يكععون محععل هععذه‬
‫الفعال أي الشيء المحمي بالتجريم مما ذكر على سععبيل الحصععر فععي النصععين المععذكورين و‬
‫أساسا النقود المعدنية أو الورقية المتداولة‪.‬‬
‫أ‪ -‬السلوكـات المجرمـة‪:‬‬
‫حصرت المادتان ‪ 198-197‬من قانون العقوبات صور الركن المادي أو‬
‫السلوكات المجرمة في مجموعتين من الفعال تمكن الولى في التزوير بالمعنى الحقيقي‬
‫للكلمة في حين تتعلق الثانية أكثر بالستعمال و التداول‪.‬‬
‫‪ -1‬رررررر رررررررر‪:‬‬
‫تنص المادة ‪197‬من قانون العقوبات على ثلثة أنواع من السلوكات المجرمة‪.‬‬
‫‪ (1‬التقليـد‪ :‬و يقصد به صنع نقود بسيطة بالنقود المتداولة رسميا أو وضع أوراق مالية‬
‫شبيهة بتلك التي تصدرها الخزينة العامة‪.‬‬
‫فيما يتعلق أول بالعملة المعدنية يتحقق التقليد ببصمة من شأنها أن تضفي على‬
‫قطع خارج التعامل مظهر نقود رسمية أو بنزع و جهي عملة ووضعها على عملة أقل قيمة‬
‫أو على أسطوانة معدنية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالعملة الورقية و ما في حكمها فيلحظ أن تقليدها قد غدا مع‬
‫التطور في وسائل و طرق صناعتها من أصعب المهام أمام المزورين‪ ،‬و مع ذلك فيلحظ أن‬
‫التطور التقني خاصة في مجال الستنساخ بطريق التصوير اللي الملون كثيرا ما يساعد في‬
‫التماثل المطلق بين‬ ‫تزوير عن طريق التقليد و تجدر الشارة إلى أن التشابه ل يعني‬
‫العملة الصحيحة و العملة المزورة أو بتعبير آخر فإن التقليد ل يشترط فيه التقان لدرجة‬
‫تغليط الخبراء و ذوي النتباه الخاص أو غير العادي بل يكفي أن يكون هناك تشابه بين‬
‫العملة الصحيحة و العملة المصنوعة بطريق التقليد‪.‬‬
‫بحيث يمكن أن ينخدع بها بعض الناس‪ ،‬ولكن ما الحكم في حالة عدم نجاح التقليد‬
‫تماما ؟ في هذه الحالة يعاقب الجاني على الشروع في جريمة التزوير العملة لن عدم النجاح‬
‫في تحقيق النتيجة ل دخل لرادته فيه فقد عمل كل ما في وسعه لتقان التقليد لكنه خاب في‬
‫مسعاه لكن الجريمة إذا نجح التقليد تكون تامة بمجرد تحقيق التفكير و قبل التداول هدفها‬
‫النهائي‪ ،‬و من جهة أخرى قد يوقف الجاني في لحظة استعداده لرتكاب جريمة تقليد النقود‬
‫المزورة و بعد أن يكون قد أحضر كل الدوات الضرورية للقيام بتنفيذ فعلته و لكن دون أن‬

‫‪8‬‬
‫يكون قد شرع بعد في التنفيذ فما حكم مثل هذا الوضع؟ لقد انتبه المشرع إلى هذه الحالة‬
‫الخاصة و أخضعها لحكم خاص تضمنته المادة ‪ 203‬من قانون العقوبات و التي ستناولها‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫‪ )2‬التزويـر‪ :‬تناولنا في الفقرة السابقة التقليد وهو الصورة الرئيسية لتزوير النقود أما‬
‫التزوير بالمعنى الضيق كإحدى الصور المنصوص عليها في القانون فنقصد به تغيير‬
‫الحقيقة في وثيقة مكتوبة )عملة ورقية‪ ،‬أو ورقة مالية أو سند( كانت في الصل للستفادة من‬
‫النتيجة المراد الوصول إليها كالقيمة المرتفعة للورقة مثل و يلحظ أن هذا الفعل تسهله‬
‫طريقة إصدار أوراق بحجم كبير )كما في الوليات المتحدة المريكية( وهو المر تفادته‬
‫البلدان الخرى كفرنسا و الجزائر حيث يختلف حجم الورقة باختلف قيمتها‪.‬‬
‫‪ )3‬التزييـف‪ :‬حينما يكون مجال التزوير نقودا معدنية فإنه يتم بطريق عددها أو باستعمال‬
‫مستحضر كيماوي مع إضافة معدن أقل قيمة إن لزم المر أما التزييف بالكتفاء بالطلء و‬
‫التلوين لغرض التضليل فيما يخص قيمة العملة المعدنية فيعتبر جريمة قائمة بذاتها سنتعرض‬
‫لها فيما بعد ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفعـال المساعـدة على تـداول النقـود المـزورة ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 198‬من قانون العقوبات على تطبيق عقوبات مماثلة لتلك التي تطبق‬
‫على المقلدين و المزورين و المزيفين على مرتكبي بعض الفعال المساعدة على تداول‬
‫النقود المزورة و التي حصلتها في الصدار و التوزيع و البيع و الدخال‪.‬‬
‫)‪1‬الصـدار ‪ :‬يقصد به طرح النقود أو السندات أو السهم محل التزوير في التداول بأية‬
‫وسيلة كانت و يلحظ أنه ل يهم عدد القطع أو الوراق التي تم الترويج لها فواحدة تكفي‬
‫لتحقيق سلوك المجرم كما يلحظ أيضا أن من قام بإصداره ل يعتبر شريكا في التزوير و‬
‫لكن يستقل بجريمته للنص على هذا الفعل صراحة القانون و هكذا فإن المزور الذي يقوم‬
‫بنفسه بعمل الصدار يرتكب جريمتين متميزتين‪.‬‬
‫)‪2‬التوزيـع‪ :‬يطلق عليه أيضا النقل‪ ،‬يقصد به نقل النقود المزورة و القيام بعملية توصيلها‬
‫إلى حيث يتم تداولها بين الناس‪.‬‬
‫)‪3‬البيـع‪ :‬و يقصد به تسويق النقود المزورة كما نسوق أية بضاعة أخرى و غالبا ما تباع‬
‫بأقل من قيمتها السمية تسهيل لعملية التسويق و لكن تستبدل بعملت صحيحة‪ ،‬تقدم مقابل‬
‫سلع و خدمات‪.‬‬
‫)‪4‬الدخـال‪:‬‬
‫كما يدل عليه لفظه هو إدخال العملة المزورة من الخارج إلى داخل الجمهورية‪،‬‬
‫و غالبا ما يكون محله عملة سليمة فيقال تهريب العملت و بالرغم من ذلك فإن قوانين الكثير‬
‫من الدول تمنع العمل و تعاقب عليه و منها القانون الجزائري‪،‬‬
‫لكن في هذه الحالة تطبق قوانين الجمارك و القوانين الخاصة بالصرف أو ما‬
‫يسمى أيضا العلقات المالية مع الخارج‪ ،‬و في حالة مخالفة هذه‬

‫‪9‬‬
‫القوانين لستيراد أو تصدير عملة صحيحة تكون بجريمة الصرف أو جريمة‬
‫مخالفة التنظيم النقدي )أنظر المر رقم ‪ 96/22‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو المتعلق بقمع مخالفة‬
‫التشريع و التنظيم الخاصين بالصرف و الذي بمقتضاه انفصلت هذه الجريمة على الجرائم‬
‫القتصادية المدمجة في قانون العقوبات( يلحظ أن القانون يعاقب على إدخال العملة‬
‫المزورة كصورة من صور الركن المادي في جريمة تزوير النقود في حين يعاقب أيضا‬
‫على إدخال العملت الصحيحة باعتبارها تشكل جرائم الصرف‪.‬‬
‫يلحظ أن السلوكات المجرمة المساعدة على تداول النقود المزورة السابق‬
‫عرضها تحكمها جميعا قاعدتان خصتها بها المادة ‪ 198‬من قانون العقوبات تتمثل الولى في‬
‫أن هذه السلوكات يعاقب مرتكبوها بمجّرد السهام فيها بأية "وسيلة كانت" أما الثانية‬
‫فمقتضاها أن هذه السلوكات ل عقاب عليها إل إذا أتاها أصحابها في "أراضي الجمهورية" و‬
‫هذا على خلف أفعال التزوير التي يعاقب بها بموجب المادة ‪ 197‬سواء تمت في الداخل أو‬
‫في الخارج‪.‬‬

‫الركـن المعنـوي‬

‫يمكن القول أن الركن المعنوي لجريمة تزويععر تتمثععل فععي القصععد بنععوعيه العععام و‬
‫الخاص أي العلم بتزوير النقود وإرادة و ضعها في التداول‪ .‬لكن إثبات القصد بنععوعيه يختلععف‬
‫من الجريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 197‬أي حيث تمكن السلوكات المجرمة في التقليد أو‬
‫الععتزوير أو الععتزييف يثبععت القصععد العععام كالقصععد الخععاص بمجععرد إتيععان الفعععال‬
‫المجرمة لن العتزوير للعملعة هعدفه الحتمعي و ضععها فعي التعداول و إل لمعا قعامت الجريمعة‬
‫بانتقاء الركن المعنوي فتطلب القصد الخاص الغرض منه هنا إخراج بعععض السععلوكات الععتي‬
‫ل يتحقق فيها هذا القصد في مجال العقاب‪ .‬فمثل إذا كانت أفعال التزوير المجرمة ل يريد بهععا‬
‫ل إجراء تجارب أو تحقيق عمل فني أو حث على سبيل المجرد النجاح و هكذا فعلى‬ ‫من أتاها إ ّ‬
‫خلف الطابع الوتوماتيكي للقصد العام هنا يمكن للمتابعة إثبععات عععدم تحقععق القصععد الخععاص‬
‫لديه‪ ،‬و بالرغم من آلية تحقق الركن المعنوي فعي جريمععة المعادة ‪ 197‬إل أنعه يبقعى ضعروريا‬
‫إثبات تحققه وقت ارتكاب الفعل المادي أو قبل ذلك لن مجيععء القصععد الجنععائي متععأخرا ينفععي‬
‫وجود الجريمة على القل في صورتها المنصوص عليها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجريمة التي تتحقق بالفعال المساعدة على وضع النقود المزورة فععي‬
‫التداول أي جريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 198‬من قانون العقوبات فععإن المععر يختلععف‬
‫تماما على صعيد إثبات الركن المعنوي‪ ،‬ففي هذه الحالة يتطلب القصد العام القصععد الخععاص‬
‫إثباتهما و هذا طبقا لما اشترطه القانون صععراحة مععن ضععرورة أن يتععم السععهام فععي الجريمععة‬
‫بقصد و معنى ذلك أن تحقق الركععن المعنععوي يسععتوجب العلععم بععالنقود المععزورة و إرادة و‬
‫ضعها في التداول رغم هذا العلم‪ ،‬و إن كل هذا قد تم وقت تسععليم النقععود المععزورة‪ ،‬أمععا إذا تععم‬
‫العلم بعد تسليم فإن الجريمة التي يمكن أن ترتكب تعد من بين الجرائم المكملة لجريمة تزوير‬
‫النقود التي ستناولها فيما بعد‪ ،‬و ل عقاب على من انتقى لديه العلم إطلقا و هذا بصريح نص‬

‫‪10‬‬
‫المادة ‪ 201‬من قانون العقوبات فمقتضى هذا النص "ل عقوبة على من تسلم نقودا معدنيععة أو‬
‫أوراقا نقدية مقلدة أو مزورة أو مزيفة أو ملونة وهو يعتقد أنهععا صععحيحة و طرحهععا للتععداول‬
‫وهو يجهل ما يعيبها"‪.‬‬
‫العقـوبــة‬
‫نتناول العقوبات الصلية ثم التكميلية و التبعية و تدابير المن ثم بعد ذلك العفععاء‬
‫من العقوبة‪.‬‬
‫العقوبـات الصليـة‪:‬‬
‫نظرا لخطورة جريمة تزوير على البناء الجتماعي كله‪ ،‬فمن المنطقي جدا أن‬
‫يواجهها المشرع لعقوبات صارمة و هذا في جميع حالت التزوير الساسية‪،‬‬
‫فسواء تعلق المر بأفعال التزوير المنصوص عليها في المادة ‪ 197‬أو الفعال المساعدة على‬
‫وضع النقود المزورة في التداول المنصوص عليها في المادة ‪ 198‬وسواء كان حمل الجريمة‬
‫نقودا بالمعنى الدقيق للكلمة أو سندات أو غيرها مما ذكر من الوراق في النصين السابقين‬
‫فإن الجريمة هي دائما جناية يعاقب عليها بأشد العقوبات المقررة للجنايات لكن مع الخذ‬
‫في العتبار للمبلغ الذي يمثله محلها‪.‬‬
‫فحسب هذا المبلغ يعاقب مرتكب الجريمة إما بالعدام أو بالسجن المؤبد‪ ،‬و تطبق‬
‫هذه العقوبة الخيرة إذا كانت قيمة محل الجريمة أي النقود أو السهم أو الذونات المتداولة‬
‫تقل عن ‪50.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبـات التبعيـة و التكميليـة و تدابيـر المـن‪:‬‬
‫باعتبار جريمة تزوير النقود من صنف الجنايات فإن مرتكبها يتعرض طبقا‬
‫للعقوبات التبعية المتمثلة في الحرمان من الحقوق الوطنية و الحجز القانوني و التي تطبق‬
‫قانونا إجباريا و بقوة القانون طبقا للنصوص الصريحة التي تحكمها‪ .‬بالضافة إلى ذلك يمكن‬
‫للقاضي أن ينطق بالعقوبات التكميلية التي ترى ملئمة النطق بها‪،‬خاصة تحديد القامة أو‬
‫منعها بل إن المنع من القامة المؤقتة يجوز الحكم به طبقا للمادة ‪ 199‬الفقرة الثانية حتى‬
‫على الشخص الذي يعفى من العقوبة بسبب عذر معفى نتناوله فيما بعد‪ ،‬لكن مصادرة‬
‫الموال المنصوص عليها كعقوبة تكميلية للمادة ‪ 9‬من قانون العقوبات ينطق بها أحيانا‬
‫إجباري كتدبير من تدابير المن العينية المنصوص عليها في المادة ‪ ،19‬و من نماذج هذا‬
‫التطبيق النقود المزورة بالذات‪ .‬كما نستخلص ذلك من صريح عبارة المادة ‪ 204‬من قانون‬
‫العقوبات التي تقضي بوجوب الحكم‬
‫بالمصادرة و المنصوص عليها في المادة ‪ 25‬في الجرائم المشار إليها في المواد‬
‫‪ 203,201,197‬خارج هذه الحالت يجوز للقاضي دائما النطق بمصادرة محل الجريمة‬
‫بتكييف العقوبة التكميلية‪ .‬و فضل عن ذلك و طبقا للمادة ‪ 25‬من قانون العقوبات التي تحدد‬
‫المقصود بالمصادرة كتدبير من تدابير المن العينية يؤمر بمصادرة الشياء المضبوطة‬
‫كتدبير من تدابير المن إذا كانت صناعتها أو استعمالها أو حملها أو حيازتها أو بيعها يعتبر‬
‫جريمة‪ .‬من المؤكد إذن أن النقود أو الوراق المزورة و كذا الدوات و المواد الضرورية‬

‫‪11‬‬
‫لتحقيق التزوير المضبوطة تصادر إجباريا بتكييف تدبير المن باستثناء الشياء التي يجوز‬
‫المر بردها لصالح الغير حسن النية‪ ،‬كما تنص على ذلك صراحة الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪25‬‬
‫سابقة الذكر‪.‬‬
‫العفـاء من العقـاب‬

‫طبقا للمادة ‪ 199‬من قانون العقوبات يمكن الستفادة من العفاء وبالذات من‬
‫العذر المعفى بالشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬في حالتين‪:‬‬
‫الحالـة الولـى‪ :‬تكون بصددها إذا أخبر أحد مرتكبي الجنايات المبينة في المادتين السابقتين‬
‫السلطات أو كشف لها عن شخصية الجناة قبل إتمام هذه الجنايات و قبل أي إجراء من‬
‫إجراءات التحقيق فيها‪ ،‬يلحظ أن المقصود هو فعل التحقيق بمعناه الواسع و ليس المتابعة‬
‫كما جاء في النص الفرنسي )‪ (pour suite‬فمرونة مدلول هذا اللفظ أقرب إلى أداء الهدف‬
‫المراد تحقيقه كما يلحظ أن الشرط الول المتطلب لتطبيق العفاء في هذه الحالة هو أل‬
‫تكون بصدد جريمة تامة و إنما فقط بصدد الشروع فيها لن الهدف المتوخى من العفاء‬
‫المرغب فيه هو قبل كل شيء تفادي وقوع الجريمة كما أن الستفادة من العفاء تقتضي في‬
‫جهة أخرى أن يتم أخبار السلطات عن الجرائم و الكشف لها عن هوية الجناة قبل بدء أي‬
‫إجراء من إجراءات التحقيق و هذا‬
‫حتى ل تكون المبادرة ناتجة فقط عن الخوف من كشف الحقيقة إثر التحقيق الذي‬
‫شرع فيها‪.‬‬
‫الحالـة الثانيـة ‪ :‬و نكون بصددها إذا سهل أحد مرتكبي الجريمة للقبض على‬
‫الجناة الخرين حتى بعد بدأ التحقيق‪ ،‬في هذه الحالة و بعد أن وقعت الجريمة فإن العفاء‬
‫من العقوبة برره التعاون اليجابي الذي يبديه أحد الجناة في البحث و القبض عن الجناة‬
‫الخرين من فاعلين معه وشركاء في الجريمة و يحق هنا التحفظ كلية من المسعى الذي‬
‫اتبعه المشرع في هذه الحالة يعرضه ثمنا غاليا في عدم عقاب شخص ساهم في ارتكاب‬
‫جناية لمجرد أنه سهل القبض على جناة الخرين‪ .‬و كان من الفضل أن يختار المشرع‬
‫سبيل العفاء الجزئي أو التخفيف من العقوبة كما هو الحال في فرنسا بالنسبة للفاعل أو‬
‫الشريك في تزوير النقود الذي يخبر السلطات الدارية أو القضائية وتؤدي مبادرته إلى‬
‫وقف النشاطات المجرمة و اكتشاف الجناة الخرين فيستفيد من تخفيف نصف العقوبة‬
‫للحرية المقررة )المادة ‪ 442-10‬من قانون العقوبات الفرنسي الجديدة(‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثاني من التربص‬

‫‪13‬‬
‫صحيفة)عريضة( الدعــوى‬

‫‪14‬‬
‫و يطلق عليها عريضة الدعوى ‪ ،‬و هي ورقة يدعو بها الخصم خصمه للحضور أمام يقصد به الطلب المكتوب الموجه‬
‫للقاضي و الذي يعرض من خلله الخصم )المدعى( إدعاءاته و طلباته و دفوعه من أجل طلب الحصول‬
‫على حكم في الدعوى سواء بتقععععرير حق أو حماية مركز قانوني أو جبر ضررا ما عن طريق التعويض‬
‫بغض النظععععر عن مدى مصداقية إدعاءاته)‪ ،(1‬و يترتب على إعلنها أن تعتبر الدعوى قائمة و‬
‫الخصومة أيضا ‪ ،‬و اسععتخلصا مما سبق فالدعوى تعلن بغير علم القاضي أو تدخله ‪ ،‬و يترتب عن ذلك‬
‫‪.‬سريان كافة الثار التي تعترتب عن ذلك‬
‫الفرع الول‪ -:‬البيانات الساسية التي تشملها عريضة الدعوى‬
‫قبل تعداد البيانات الساسية أو ما أصطلح عليه المشرع بالبيانات العادية أو المعتادة ‪ ،‬تجدر الشارة أول‪:‬‬
‫إلى أن هذه البيانات ذو طبيعة إجبارية ‪ ،‬بمعنى أن إغفالها يؤدي إلى عدم قبول العريضة شكل‪ ،‬فبالضافة‬
‫إلى البيانات المذكورة في المادة ‪ 15‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ فقد ينص القانون صراحة إلى وجوب ذكر بيانات أخرى ‪ ،‬و‬
‫عدم ذكر هذه البيانات قد تسقط العريضة تحت طائلة البطلن ثانيا‪ :‬نشير إلة أن قواعد تحرير العرائض‬
‫المدنية ل تختلف عن تلك التي تحكم العرائض الدارية المادة ‪ 816‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬و هذه البيانات التي يجب‬
‫‪:-‬اتباعها هي‬
‫‪):-‬الجهة القضائية التى ترفع أمامها الدعوى)بيان الدعوى ‪1-‬‬
‫و يقصد بذلك تبيان المحكمة المقامة أمامها الدعوى ‪ ،‬و المطلوب حضور الخصوم أمامها على وجه‬
‫التحديد‪ ،‬و هذا المر هو أمر ضروري لنه يتعلق بقواعد الختصاص النوعي أو المحلي للمحكمة ‪ ،‬و ما‬
‫‪).‬قد يثةر بعد ذلك من مشاكل بسببه)‪2‬‬
‫‪:-‬إسم و لقب المدعى و موطنه و إسم و لقب المدعى عليه و موطنه ‪2-‬‬
‫و هو أمر بديهي حتى يتم توجيه الدعوى من الشخص الصحيح إلى الشخص الصحيح ‪ ،‬فالدعوى إجراء‬
‫قانوني شخصي أي أن المدعى صاحب المصلحة و المتمتع بالهلية يجب أن يرفع الدعوى باسمه ‪ ،‬و إن‬
‫كان أوكل تمثيله لغيره ‪ ،‬و الغاية من ذكر الموطن فهو أن تكون التبليغات صحيحة)‪ ،(1‬و كذلك نفس الشئ‬
‫‪ .‬بالنسبة للمدعى عليه ‪ ،‬فإن لم يكن للمدعى عليه موطن معلوم فلخر موطن له‬
‫الشارة إلى تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره الجتماعي و صفة ممثله القانوني أو التفاقي ‪3-‬‬
‫إن تسمية الشخص المعنوي تقابل إسم و لقب الشخاص الطبيعيين و بالتالي أهمية الشارة إليه حتى توجه‬
‫الدعوى التوجيه الصحيح ‪ ،‬و يقصدبطبيعة الشخص المعنوي تحديد مركزه القانوني إن كان شخص‬
‫معنوي عام )الدولة ‪ ،‬الولية ‪ ،‬البلدية‪ ،‬المؤسسات العمومية (‪ ،‬أوشخص معنوي خاص كالشركات و‬
‫الجمعيات ‪ ،‬أما عن المقر الجتماعي فهو يقابل موطن الشخاص الطبيعية و معرفة الموطن تساعد على‬
‫تحديد الختصاص المحلى للجهة القضائية ‪ ،‬اما عن صفة ممثله القانوني أو التفاقي فهي من تحدد أهلية‬
‫‪.‬نائبه القانوني في تمثيل الشخص المعنوي فالوزير هو الممثل القانوني للدولة حسب وزارته‬
‫موضوع الدعوى ‪ -:‬و هي العناصر المكونة للعريضة و التي تشمل وقائع الدعوى و طلبات المدعى و ‪4-‬‬
‫أسانيده القانونية و الغرض من هذا اليضاح هو أنه يتيح للمدعى عليه أن يكون فكرة وافية عن المطلوب‬
‫منه لكي يستعد لعداد دفاعه قبل الجلسة ‪ ،‬و حتى يتسنى للقاضي اللمام بوقائع القضية)‪ ،(2‬و بعد عرض‬
‫الوقائع ل بد من تحديد الطلبات بكل دقة و هو أمر في غاية الهمية لنه ليس للقاضي المدني أن يحكم‬
‫بأكثر مما يطلبه منه الخصوم‪ ،‬فلطلبات الخصوم إذا أهمية قصوى في تحديد مصير النزاع‪ ،‬و ل بد من‬
‫ايداع كل وثيقة مرفقة مع الدعوى أمام أمين الضبط ‪ ،‬حيث يقوم هذا الخير بجردها و التأشير عليها قبل‬
‫‪.‬ايداعها بملف القضية ‪ ،‬و ذلك مقابل وصل إستلم‬
‫و بعد إعداد العريضة يتم توقيعها و تأريخها لتودع بأمانة الضبط من قبل المدعى أو وكيله أو محاميه بعدد‬
‫‪.‬من النسخ يساوى عدد الطراف المادة ‪ 14‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫الفرع الثاني ‪ -:‬إجراءات النقص أو الخطأ في بيانات الصحيفة‬
‫يترتب على نقص أو خطأ في بيانات الدعوى بطلن وجوبي أو بطلن جوازي ‪ ،‬فيكون الول إذا شاب‬
‫عريضة الدعوى نقصا أو خطأ يترتب عليه الجهل بالمحكمة أو بالمدعى أو المدعى عليه أو المدعى به أو‬
‫التاريخ ‪ ،‬و تحكم به المحكمة إذا تمسك به في الوقت المناسب‪ ،‬و يكون الثاني إذا كان النقص في ما عدا‬
‫البيانات المذكورة آنفا ‪ ،‬فالبطلن جوازيي و للمحكمة أن تقضي به أو ل تقضي به و لو تحقق سببه ‪ ،‬و‬

‫‪15‬‬
‫الصل في البطلن سواء وجوبيا أو جوازيا أن ل تحكم به المحكمة إل إذا تمسك به الخصم في الوقت‬
‫‪).‬المناسب و بالطريقة التي رسمها القانون)‪1‬‬
‫ميعاد الحضور ‪ -:‬و هو النهاية الصغرى للمدة التي يجب أن تمضي من يوم إعلن المدعى عليه ·‬
‫بصحيفة الدعوى و اليوم المحدد للجلسة ‪ ،‬فهو ميعاد كامل يجب أن يقتصر قبل اليوم المحدد لنظر الدعوى‬
‫و هو يعطي للمدعى عليه لتمكينه من الحضور و من اعداد دفاعه في الدعوى و يحدد المشرع الجراءات‬
‫تحديدا قطعيا وفقا لما يراه بيد أن القانون يمدد الميعاد مراعاة لظروف معينة و هو ما أورده المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 16‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و التي نصت على أن ‪ " :‬تقيد العريضة جال في سجل خاص تبعل‬
‫‪.‬لترتيب ورودها مع بيان أسماء و ألقاب الخصوم و رقم القضية و تاريخ أول جلسة‬
‫يسجل أمين الضبط رقم القضية و تاريخ أول جلسة على نسخ العريضة الفتتاحية ‪ ،‬يسلمها للمدعى‬
‫‪ .‬بغرض تبليغها رسميا للخصوم‬
‫يجب إحترام أجل عشرون ‪ 20‬يوما على القل بين تاريخ تسليم التكليف بالحضور و التاريخ المحدد لول‬
‫‪ .‬جلسة ‪ ،‬ما لم ينص القانون على خلف ذلك‬
‫يمدد هذا الجل أمام جميع الجهات القضائية إلى ‪ 3‬ثلثة أشهر إذا كان الشخص المكلف بالحضور مقيما‬
‫‪".‬في الخارج‬
‫‪.‬و هذه المادة جاءت معدلة للمادة ‪ 26‬ق‪.‬إ‪.‬م القديم الذي حدد المدة الولى بع ‪ 10‬أيام ‪ ،‬و الثانية بشهر واحد‬
‫التكليف بالحضور و قيد الدعوى‬
‫و يقصد بقيد الدعوى تقديم أصل الصحيفة إلى كتابة الضبط بعدد النسخ يساوى عدد الطراف و هذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 16‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬كما أن العريضة ل تقيد إل بعد دفع الرسوم المحددة قانونا كما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 17‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬أما التكليف بالحضور فهو يتضمن بعض البيانات حسب المادة ‪18‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و يبلغ الى‬
‫المدعى عليه ‪ ،‬و سنتطرق الى ذلك بالتفصيل‬
‫الفرع الول‪ -:‬التكليف بالحضور‬
‫ويبقصد بالتكليف بالحضور تلك الوثيقة التي تبلغ إلى المدعى عليه للحضور للجلسة و يجب أن يتضمن‬
‫‪ :-‬هذا التكليف البيانات التية حسب نص المادة ‪ 18‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫‪.‬إسم و لقب المحضر القضائي و عنوانه المهني و ختمه و توقيعه و ناريخ التبليغ الرسمي و ساعته ‪1-‬‬
‫‪ .‬إسم و لقب المدعى و عنوانه و موطنه ‪2-‬‬
‫‪ .‬إسم و لقب الشخص المكلف بالحضور و موطنه ‪3-‬‬
‫‪ .‬تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره الجتماعي ‪ ،‬و صفة ممثله القانوني و التفاقي ‪4-‬‬
‫‪.‬تاريخ أول جلسة و ساعة إنعقادها ‪5-‬‬
‫و يسلم التكليف بالحضور للخصوم بواسطة المحضر القضائي الذي يحرر محضرا يتضمن البيانات‬
‫‪:-‬السابقة الذكر إضافة إلى بيانات أخرى نصت عليها المادة ‪ 19‬ق‪.‬إم‪.‬إ و هي كما يلي‬
‫‪ .‬يوقع المبلغ له على المحضر و يشار إلى طبيعة الوثيقة المثبتة لهويته مع بيان رقمها و تاريخ صدورها ‪-‬‬
‫تسليم التكليف بالحضور إلى المبلغ له مرفقا بنسخة من العريضة الفتتاحية مؤشر عليها من أمين ‪-‬‬
‫‪.‬الضبط‬
‫‪.‬الشارة في المحضر إلى رفض إستلم التكليف بالحضور أو استحالة تسليمه أو رفض التوقيع عليه‪-‬‬
‫‪.‬وضع بصمة المبلغ له في حالى استحالة التوقيع على المحضر ‪-‬‬
‫تنبيه المدعى عليه بأنه في حالة عدم امتثاله للتكليف بالحضور سيصدر حكم ضده ن بناء على ما قدمه ‪-‬‬
‫‪).‬المدعى من عناصر )‪1‬‬
‫و يحضر الخصوم في التاريخ المحدد في التكليف بالحضور شخصيا بواسطة محاميهم أو وكلئهم المادة‬
‫‪20.‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫الطراف التي تقوم بقيد الدعوى‬

‫‪16‬‬
‫المدعى‪ -:‬إن الصل هو أن المدعى هو الذي يقوم بقيد الدعوى لنه صاحب المصلحة في التعجيل ‪1-‬‬
‫بالفصل في الخصومة للحصول على حكم سواء بتقريرحقه أو حماية مركزه القانوني أو جبر ضرر ما‬
‫‪.‬عن طريق التعويض‬
‫المدعى عليه‪ -:‬يجوز أن يقوم المدعى عليه بالقيد في الدعوى إذا لم يقم يذلك المدعى ‪ ،‬و كان للمدعى ‪2-‬‬
‫عليه مصلحة في التعجيل بالنظر في الدعوى و يتم ذلك بتقديم صورة من الصحيفة المعلنة له ‪ ،‬إل أن هذه‬
‫‪.‬الحالة نادرا ما توجد ‪ ،‬فالصل العام أن المدعى هو الذي يقوم بقيد الدعوى‬
‫ميعاد القيد‪ -:‬يوجب القانون قيد الدعوى أيا كان نوعها ‪ ،‬و أيا كانت المحكمة المرفوعة إليها في اليوم ‪3-‬‬
‫‪.‬السابق لتاريخ الجلسة المحددة للنظر فيها على الكثر‬
‫أثر عدم إجراء القيد في الميعاد‬
‫‪ :-‬يترتب على عدم القيد في الميعاد صورتان‬
‫الصورة الولى‪ -:‬إذا حلت الجلسة المحددة لنظر الدعوى و لم يحصل قيدها إطلقا فإن الدعوى ل ‪1-‬‬
‫تعرض على المحكمة و ل تنظر فيها لنها لم تتصل بعلم القاضي ‪ ،‬و لكن تبقى هذه الدعوى قائمة منتجة‬
‫لثرها بعدم القيد ‪ ،‬لذلك يجوز لكل من المدعى و المدعى عليه أن يحددا لها جلسة أخرى و أن يعلم‬
‫خصمه بها‪ ،‬فإن قيدت الدعوى قبل الجلسة الجديدة عرضت على المحكمة و نظرت فيها ‪ ،‬و إل فإنها ل‬
‫‪.‬تعرض على المحكمة‪ ،‬و ل تنظر فيها‬
‫الصورة الثانية‪ -:‬إذا قيدت الدعوى في يوم الجلسة في غير الحالت التي تص عليها القانون فإنها ‪2-‬‬
‫تعرض على المحكمة ‪ ،‬فإذا حضر المدعى عليه نظرت الدعوى ‪ ،‬و إذا لم يحضر كان على المحكمة أن‬
‫تؤجل النظر فيها الى جلسة أخرى ‪ /‬يعلن بها المدعى ‪ ،‬فإذا لم تؤجل الدعوى و فصلت فيها المحكمة و‬
‫‪).‬قضت على المدعى عليه و هو غائب كان حكمها باطل)‪1‬‬

‫المطلب الثالث‪ -:‬في الحضــــــور و الغيـــاب‬


‫الفرع الول‪ -:‬في الحضـــور‬

‫ففي الحضور يقصد به حضور الخصوم أمام القضاء بأنفسهم أو من يوكلونهم من الوكلء ‪ ،‬فالوكالة في‬
‫الخصومة جائزة قانونا ‪ ،‬و يقابل هذا الحق ‪ ،‬حق المحكمة في أن تلمر بحضور الخصوم لستجوابهم‬
‫سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب من خصمه ‪ ،‬و في هذه الحالة يتعين على من تقرر البمحكمة‬
‫‪.‬استجوابه بأن يحضر بنفسه أمام المحكمة في الجلسة لتقوم باستجوابه‬
‫الوكالة بالخصومة‪ -:‬الصل فيه انه حق للمحامين ‪ ،‬و مع ذلك يجوز انابة غير المحامين من القارب ‪1-‬‬
‫و الصهار للقيام بها إلى غاية الدرجة الثالثة بشرط قبول المحكمة بذلك ‪ ،‬في حين ل يجوز للقضاة و‬
‫النائب العام و نوابه و الموظفين بالمحاكم النيابة عن الخصوم أمام القضاء و المرافعة سواء شفاهيا أو‬
‫‪.‬كتابيا ‪ ،‬و سواء كان ذلك أمام المحاكم التابعين لها أم كان ذلك أمام المحاكم الخرى‬
‫و العلة في ذلك الحظر واضحة ‪ ،‬حيث تتفادى الجمع بين الوظيفة القضائية و هي تقضي الحيدة بين‬
‫‪ .‬الخصوم و بين ممارسة المحاماة و هي تقضي رعاية مصلحة الخصم الذي ينوب عنه الوكيل بالخصومة‬
‫إذا تعدد الوكلء جاز لحدهم النفراد بالعمل في القضية ما لم يكن ممنوعا بنص في التوكيل ‪ ،‬و هذا *‬
‫الجكم خارج عن القواعد العامة في الوكالة التي تقضي بأنه إذا تعدد الوكلء و كانوا معينين في عقد‬
‫الوكالة كان عليهم أن يعملوا مجتمعين ما لم يكن مرخصا لحدهم بالنفراد بعقد الوكالة و معنى هذا‬
‫الستثناء هو الرغبة في عدم تعطيل الدعوى بسبب عدم حضور الوكلء أو عدم الذن لمن يحضر منهم‬
‫‪.‬بالنفراد‬
‫يجوز للوكيل أن ينيب غيره من المحامين و لو لم يكن مأذونا له في النابة صراحة في سند التوكيل ما *‬
‫‪ .‬لم يكن ممنوعا من النابة بنص صريح و هذا أيضا استثناء من القواعد العامة في الوكالة‬

‫‪17‬‬
‫إذا أعتزل الوكيل بالخصومة أو عزله موكله فل يمنع ذلك من سير الجراءات في مواجهته إل إذا أعلن *‬
‫‪).‬الخصم تعيين بدله أو عزم الموكل على مباشرة الدعوى بنفسه)‪1‬‬
‫واجب الحضور‪ -:‬ينبغي على الخصوم الحضور يأنفسهم أو أن يحضر عنهم من يوكلونه في اليوم ‪2-‬‬
‫المكعين للنظر في الدعوى و لكن هذا ل يعني أن الخصم إذا لم يحضر أكره على الحضور جبرا عنه ‪ ،‬و‬
‫لكن الحضور هو وسيلة لبداء أقوال الخصم و طلباته أمام المحكمة ‪ ،‬و إن غيابه ل يمنع المحكمة من‬
‫‪ .‬النظر في الدعوى و الحكم فيها و لو أدى غياب الخصم إلى حرمانه من ابداء دفاعه في الدعوى‬
‫الفرع الثاني ‪ -:‬في الغيــــــــــــاب‬
‫غياب المدعى و المدعى عليه‪ :‬إذا لم يحضر المدعى و المدعى عليه أو حضر المدعى عليه وحده و لم *‬
‫يبدى طلباته فأوجب على المحكمة أن تقرر شطب الدعوى من تلقاء نفسها و أن تلزم المدعى‬
‫بالمصاريف ‪ ،‬و يقصد بشطب الدعوى إستبعادها من جدول القضايا ‪ ،‬فل تعود للنظر فيها إل بإعلن من‬
‫أحد الخصوم إلى الخر بالحضور إلى الجلسة التي تحدد لنظرها ‪ ،‬و تبقى الدعوى المشطوبة قائمة و تشبه‬
‫‪ .‬من هذه الناحية الدعوى الموقوفة‬
‫إن الثار التي تترتب على رفع الدعوى كقطع التقادم و سريان الفوائد و غيرها تبقى قائمة بالرغم من ‪-‬‬
‫‪.‬الحكم بشطبها‬
‫إن الدعوى المشطوبة إذا عادت إلى المحكمة باعلن من أحد الخصوم للخر تعود من النقطة التى توقفت‪-‬‬
‫‪.‬فيها بحكم الشطب ‪ ،‬فما تم من إجراء المرافعة قبل الشطب يبقى قائما و ل يلغى‬
‫و شطب الدعوى إذا تغيب المدعى و المدعى عليه تحكم به المحكمة من تلقاء نفسها لعدم وجود أي من‪-‬‬
‫الخصوم و هو واجب عن المحكمة ‪ ،‬فإذا حكمت في موضوعها أو في أي فرع من فروعها كان حكمها‬
‫باطل ‪ ،‬إل أن عمليا فإن شطب الدعوى يؤدي إلى انقضائها بمعنى أن حكم المحكمة بشطب الدعوى حكم‬
‫‪.‬منتهى لها دون أن يؤثر ذلك في الحق المطالب به‬
‫إعتبار الدعوى كأن لم تكن‪ -:‬إذا استمرت الدعوى مشطوبة ‪ 06‬أشهر و لم يعجلها أي من الخصوم *‬
‫أعتبرت كأن لم تكن ‪ ،‬فتزول جميع الجراءات فيها ‪ /‬و الثار التي تترتب على رفعها و اعتبار الدعوى‬
‫كأن لم تكن ‪ ،‬في هذه الحالة يحصل بقوة القانون ‪ ،‬بغير حكم من المحكمة لن الغرض أن الدعوى‬
‫مستبعدة من الجدول و عن لم تعد للمحكمة ‪ ،‬و لكن هذا الجزاء مقرر لمصاحة المدعى عليه ‪ ،‬فل تحكم به‬
‫المحكمة من تلقاء نفسها و ل يجوز للمدعى عليه أن يتمسك به إذا ما عجلت الدعوى بعد مضي ‪ 06‬أشهر‬
‫)من شطبها‪1).‬‬
‫إن أساس القواعد السابقة إفتراض المشرع أن الخصوم إذا لم يحضروا فهم بسبيل الصلح في الدعوى و‬
‫‪ .‬لذلك أوجب على المحكمة أن ل تحكم تمكينا لهم من اتمام الصلح‬
‫و تثور الصعوبة في حالة تعدد المدعين ‪ ،‬إذا حضر بعضهم و تغيب البعض الخر ‪ ،‬و كان المدعى عليه‬
‫‪.‬غائبا ‪ ،‬هل تكم المحكمة بشطب الدعوى بالنسبة لمن تغيب من الخصوم و تسير في نظرها لمن حضر؟‬
‫الرأي الراجح أنه ل يجوز الحكم بشطب الخصومة لمن تغيب مع استمرارها بالنسبة لمن حضر و لو كان‬
‫موضوع الدعوى يقبل التجزئة لن الحكم بالشطب إذا مضى عليه ‪ 06‬أشهر ترتب عليه إعتبار الدعوى‬
‫كأن لم تكن ‪ ،‬و لذلك يكون أمام المحكمة في هذه الحالة أن تؤجل الدعوى إلى جلسة أخرى يعلن يها‬
‫المتخلفون ‪ ،‬و في الجلسة الجديدة إذا تغيب المعوون حكمت بشطب الدعوى بالنسبة لهم جميعا ‪ ،‬و إذا‬
‫حضر البعض و تغيب البعض حكمت في موضوع الدعوى بحكم حضورى في حق جميع المدعين من‬
‫‪ .‬حضر منهم و من لم يحضر‬
‫غياب المدعى عليه ‪ -:‬إذا تغيب المدعى عليه في الجلسة الولى جاز للمدعى أن يطلب الحكم عليه في ‪3-‬‬
‫‪.‬غيبته و يعتبر ذلك الحكم في حالة الغياب هو حكم جاز الطعن فيه بالمعارضة‬
‫كذلك للمدعى الحق في طلب تأجيل الدعوى لجلسة أخرى مع اعلن خصمه بإعذاره بأن الحكم الذي‬
‫سيصدر يعتبر حضوريا و في هذه الحالة يكون للخصم عدم الحق في الطعن في الحكم الصادر سواء‬
‫‪,‬حضر المدعى أو لم يحضر‬
‫و أوجب القانون في حالة غياب المدعى عليه أن تحقق في بيانات لبصحيفة عن مدى صحتها ‪ ،‬فإذا تبين‬
‫يطلنها حكمت ببطلن صحيفة الدعوى من تلقاء نفيها ‪ ،‬و على المدعى أن يقوم بإثبات ما يدعيه فإن‬

‫‪18‬‬
‫عجز عن اثباته حكمت برفض دعواه على الرغم من غياب خصمه ‪ ،‬لن غياب المدعى عليه ل يعتبر‬
‫‪).‬تسليما منه بطلبات المدعى يعفيه من عبء الثبات)‪1‬‬

‫الخاتمــــــــــــــة‬

‫من خلل ما تطرقنا إليه فإن الدعوى سلطة مخولة للفرد ‪ ،‬له الحق في طلب حماية القضاء أو رد العتداء‬
‫أو استرداد حقه ‪ ،‬و هذه الدعوى هي طريق لمباشرة حق فقد تكون مستندة إلى حق مشروع و قد تكون‬
‫غير ذلك ‪ ،‬لن مرفق القضاء أبوابه مفتوحة لكل الناس ‪ ،‬لذلك اوجب المشرع وجود هذه الدعوى في‬
‫شروط شكلية معينة ‪ ،‬و هي عريضة الدعوى ‪ ،‬و قيدها ‪ ،‬و حضور أو غياب الخصوم فإذا شاب هذه‬
‫الشروط عيبا من العيوب أصبحت تحت طائلة البطلن‬

‫‪19‬‬

You might also like