You are on page 1of 28

‫كيف انتقم الله ممن آذوا رسوله‬

‫وتجرئوا عليه عبر التاريخ البشري‬


‫المداومة على النصرة والحفاظ عليها‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه ‪"..‬‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ َ ُ‬‫ص‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫رو‬
‫ُ ُ ُ‬‫ص‬‫ْ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫"إ ِ‬
‫أجمع العلماء على أن الله ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ومنتقم له من أعدائه‪،‬‬
‫ب رسوله صلى الله عليه‬ ‫م من الله أصحا َ‬
‫يقول المام الطبري في تفسيره‪ .. ":‬هذا إعل ٌ‬
‫وسلم أنّه المتوكّل بنصر رسوله على أعداء دينه وإظهاره عليهم دونهم‪ ،‬أعانوه أو لم‬
‫ل ذلك به‪ ،‬وهو من العدد في قلة‪ ،‬والعدوُّ في كثرة‪ ،‬فكيف به‬ ‫يعينوه‪ ،‬وتذكيٌر منه لهم فع َ‬
‫وهو من العدد في كثرة‪ ،‬والعدو في قلة؟‪.‬‬
‫يقول لهم جل ثناؤه‪ :‬إل تنفروا‪ ،‬أيها المؤمنون‪ ،‬مع رسولي إذا استنفركم فتنصروه‪،‬‬
‫فالله ناصره ومعينه على عدوّه ومغنيه عنكم وعن معونتكم ونصرتكم; كما نصره (إذ‬
‫أخرجه الذين كفروا) بالله من قريش من وطنه وداره (ثاني اثنين) ‪."..‬‬
‫ن‬‫ويقول شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في كتابه الماتع "الصارم المسلول"‪ .." :‬إ َّ‬
‫ب الكاذب إذا لم يمكن‬ ‫مظْهٌِر لِدِينِهِ ولِكَذِ ِ‬ ‫سبَّه‪ ،‬و ُ‬
‫م لرسوله ممن طعن عليه و َ‬ ‫الله منتق ٌ‬
‫حدَّثَنَاه أعداد ٌ من المسلمين العُدُول‪ ،‬أهل‬ ‫الناس أن يقيموا عليه الحد‪ ،‬ونظير هذا ما َ‬
‫صرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل‬ ‫ح ْ‬ ‫ت متعددةٍ في َ‬ ‫الفقه والخبرة‪ ،‬ع َّ‬
‫ما جربوه مرا ٍ‬
‫ن‬
‫ص َ‬‫ح ْ‬ ‫صُر ال ِ‬
‫ح ُ‬
‫الشامية‪ ،‬لما حصر المسلمون فيها بني الصفر في زماننا‪ ،‬قالوا‪ :‬كنا نحن ن َ ْ‬
‫أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه‪ ،‬حتى إذا‬
‫سر‪ ،‬ولم يكد يتأخر‬ ‫جلنا فتحه وتي َ َّ‬ ‫ضه تَعَ َّ‬‫ل الله والوقيعةِ في عر ِ‬ ‫ب رسو ِ‬ ‫ه لِ َ‬
‫س ِّ‬ ‫تعرض أهل ُ ُ‬
‫إل يوما ً أو يومين أو نحو ذلك‪،‬ثم يفتح المكان عنوة‪ ،‬ويكون فيهم ملحمة عظيمة‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫شُر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه‪ ،‬مع امتلء القلوب غيظاً‬ ‫حتى إن كنا لَنَتَبَا َ‬
‫عليهم بما قالوا فيه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه ‪"..‬‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ َ ُ‬‫ص‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫رو‬
‫ُ ُ ُ‬‫ص‬‫ْ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫"إ ِ‬
‫وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى‬
‫كذلك‪ ،‬ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده‬
‫المؤمنين" ‪.‬‬
‫ويضيف شيخ السلم في موضع آخر من الكتاب نفسه‪ .. " :‬ومن سنة الله أن من لم‬
‫يمكن المؤمنون أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله؛ فإن الله سبحانه ينتقم منه‬
‫شركِيَن * إِنَّا‬ ‫َ‬
‫م ْ ِ‬
‫ن ال ُ‬
‫ض عَ ِ‬
‫ْر ْ‬
‫مُر وَأع ِ‬
‫ما تُؤ َ‬ ‫لرسوله ويكفيه إياه‪ .. ،‬كما قال سبحانه‪( :‬فَا ْ‬
‫صدَع ْ ب ِ َ‬
‫ستَهزِئِين)‪ ..‬فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله تعالى يقطع دابره‪،‬‬ ‫م ْ‬
‫ك ال ُ‬ ‫كَ َ‬
‫فيْنَا َ‬
‫ويمحق عينه وأثره"‪ ،‬وقال رحمه الله‪ :‬وقد ذكرنا ما جّربه المسلمون من تعجيل النتقام‬
‫من الكفار إذا تعّرضوا لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وبلغنا مثل ذلك في‬
‫وقائع متعددة‪ ،‬وهذا باب واسعٌ ل يُحا ُ‬
‫ط بِهِ" ‪.‬‬
‫لذلك فإننا نؤمن بأنه إن تخاذل المسلمون أو ضعفوا عن نصرة نبيهم صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فإن الله عز وجل منتقم له وناصره‪ ،‬وفي أحداث التاريخ منذ بعثة رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من المواقف والحداث التي تؤكد أن الله تبارك وتعالى تكفل‬
‫بالنتقام لنبيه صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ولعل تتبع هذا المر يحتاج إلى مجلد ضخم‪ ،‬غير‬
‫أننا نكتفي في هذه الرسالة بعرض عدة وقائع أمر الله عزوجل فيها جنوده بالنتصار‬
‫لنبيه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ن "‪:‬‬
‫زئِي َ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ا‬‫‪-‬في مكة‪" ..‬إن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫قال ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير عند قوله تعالي "إِنَّا ك َ َ‬
‫فيْنَا َ‬
‫ن"‪ ..":‬التعبير عنهم بوصف {المستهزئين} إيماء إلى أنه كفاه استهزاءهم‬ ‫ستَهْزِئِي َ‬
‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ل أنواع الذى‪ ،‬فكفايته ما هو أشد ّ من الستهزاء من الذى مفهوم بطريق‬ ‫وهو أق ّ‬
‫حرى‪.‬‬ ‫ال ْ‬
‫ك في تحّققه‪ ،‬والتّعريف في‬ ‫ن لتحقيقه اهتماما ً بشأنه ل للش ّ‬
‫وتأكيد الخبر بإ ّ‬
‫{المستهزئين} للجنس فيفيد العموم‪ ،‬أي كفيناك كل مستهزء‪.‬‬
‫وقال ابن هشام في السيرة النبوية تحت عنوان "كفاية الله أمر المستهزئين" ‪ .." :‬قال‬
‫ابن إسحاق‪ :‬فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله تعالى صابرا‬
‫محتسبا‪ ،‬مؤديا إلى قومه النصيحة على ما يلقى منهم من التكذيب والذى والستهزاء‪،‬‬
‫وكان عظماء المستهزئين كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير خمسة نفر‬
‫من قومهم وكانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم‪.‬‬
‫من بني أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلب‪ :‬السود بن المطلب بن أسد أبو زمعة‪،‬‬
‫وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬قد دعا عليه لما كان يبلغه من‬
‫أذاه واستهزائه به فقال اللهم أعم بصره وأثكله ولده‪.‬‬
‫ومن بني زهرة بن كلب‪ :‬السود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة‪.‬‬
‫ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة‪ :‬الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم‪.‬‬
‫ن "‪:‬‬
‫زئِي َ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ا‬‫‪-‬في مكة‪" ..‬إن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ‪ :‬العاص بن وائل بن هشام‪.‬‬
‫ومن بني خزاعة‪ :‬الحارث بن الطلطلة بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو بن (لؤي‬
‫بن) ملكان ‪ .‬فلما تمادوا في الشر وأكثروا برسول الله صلى الله عليه وسلم الستهزاء‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ستَهْزِئِي َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن إِنَّا ك َ َ‬
‫فيْنَا َ‬ ‫شركِي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ ِ‬ ‫ض عَ ِ‬
‫ْر ْ‬
‫مُر وَأع ِ‬ ‫ما تُؤْ َ‬
‫صدَع ْ ب ِ َ‬‫عليه (فَا ْ‬‫َ‬
‫أنزل الله تعالى‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن) [الحجر ‪.]96-94‬‬ ‫مو َ‬‫ف يَعْل َ ُ‬
‫سوْ َ‬ ‫خَر فَ َ‬ ‫معَ الل ّهِ إِلَهًا آ َ‬ ‫جعَلُو َ‬
‫ن َ‬ ‫ال ّذِي َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني يزيد بن رومان‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬أو غيره من العلماء أن‬
‫جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يطوفون بالبيت فقام وقام رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه فمر به السود بن المطلب‪ ،‬فرمى في وجهه بورقة‬
‫سَقى بطنه فمات‬ ‫ست َ ْ‬
‫مي‪ .‬ومر به السود بن عبد يغوث‪ ،‬فأشار إلى بطنه فا ْ‬‫خضراء فعَ ِ‬
‫حبَنَا ‪.‬ومر به الوليد بن المغيرة‪ ،‬فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله كان أصابه‬ ‫منه َ‬
‫سبله‪ ،‬وذلك أنه مر برجل من خزاعة وهو يَريش نبل له‬ ‫قبل ذلك بسنين وهو يجّر ِ‬
‫فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش في رجله ذلك الخدش وليس بشيء‪ ،‬فانتَقض به‬
‫فقتله‪ .‬ومر به العاص بن وائل‪ ،‬فأشار إلى أخمص رجله وخرج على حمار له يريد‬
‫شبْرِقَةٍ فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته‪.‬‬ ‫الطائف‪ ،‬فربض به على ِ‬
‫ومر به الحارث بن الطلطلة‪ ،‬فأشار إلى رأسه فامتخض قيحا‪ ،‬فقتله"‪.‬‬
‫فهؤلء خمسة من أساطين الكفر بمكة اعتدوا على مقام النبي العدنان صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فما كان من الله إل وأنهى حياتهم بأساليب شتى نكال ً لهم في الدنيا وتمهيدًا‬
‫لعذاب السعير ونار الخلد في الخرة‪.‬‬
‫‪-‬مع فرعون هذه المة (أبي جهل)‪:‬‬
‫روى المام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال‪ :‬قال أبو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن ََرأيت ُ ُ‬ ‫ت وَالْعَُّزى َ لَئ ِ ْ‬ ‫ل وَال ّل ِ‬ ‫م فََقا َ‬ ‫ل نَعَ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫ركُم‪ ،‬قَا َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه بَيْن أَظه‬ ‫ج َه ُ‬ ‫مد ٌ و َ ْ‬ ‫ح َّ‬‫م َ‬ ‫جهل هل يُعَ ِّفُر ُ‬
‫صل ّى‬ ‫َ‬ ‫ن عَلَى َرقَبَتِهِ أَوْ َلُعَِّفَر َّ‬ ‫ك َلَطَأ َ َّ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل فَأتَى َر ُ‬ ‫ب قَا َ‬ ‫ه فِي التَُّرا ِ‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ن وَ ْ‬
‫َ‬
‫ل ذَل ِ َ‬ ‫يَفعَ ُ‬
‫َ‬
‫ه إِل وَهُوَ يَنْك ُ ُ‬
‫ص‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫جئَهُ ْ‬ ‫ما فَ ِ‬ ‫ل فَ َ‬‫م لِيَطَأ َ ع َلَى َرقَبَتِهِ قَا َ‬ ‫صل ِّي َزعَ َ‬ ‫م وَهُوَ ي ُ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن نَارٍ وَهَوْلً‬ ‫م ْ‬ ‫خنْدَقًا ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن بَيْنِي وَبَيْن َ ُ‬ ‫ل إ ِ َّ‬ ‫ك فََقا َ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل لَ‬ ‫قي َ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫قبَيهِ وَيَتَِّقي بِيَدَيْهِ قَا َ‬ ‫ع َلَى عَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ضوًا‬ ‫ة عُ ْ‬ ‫مَلئِك َ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫فت ْ ُ‬ ‫ختَط َ َ‬ ‫منِّي َل ْ‬ ‫م لَوْ دَنَا ِ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫لَ الل ّهِ َ‬ ‫سو‬‫ل َر ُ‬ ‫ة فََقا َ‬ ‫ح ً‬‫جن ِ َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫ل َل ندري في حديث أَبي هُريرة َ أ َ‬ ‫ج َّ‬ ‫ل فَأ َ‬
‫يءٌ بَلَغَ ُ‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ضوًا قَا َ‬ ‫عُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫{كََّل إ ِ َّ‬
‫ت ال ّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذ َا‬ ‫جعَى أَرأي ْ ََ‬ ‫ك الُّر ْ‬ ‫ن إِلَى َرب ِّ َ‬ ‫ستَغْنَى إ ِ َّ‬ ‫ن َرآهُ ا ْ‬ ‫ن لَيَطْغَى أ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ن اْلِن ْ َ‬
‫ل{‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫صلَّى أ َرأَيت إن كَان ع َلَى الْهدى أَو أ َمر بالتَْقوى أ َرأَيت إن كَذ َّب وتول ّى }يعنِي أ َ‬
‫ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ ْ َ ِ ْ‬ ‫ْ َ َ ِ ّ َ‬ ‫ُ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ َ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خاطِئَةٍ فَليَدْع ُ نَادِي َ ُ‬
‫ه‬ ‫صيَةٍ كاذِبَةٍ َ‬ ‫َ‬ ‫صيَةِ نَا ِ‬ ‫سَفعًا بِالن ّا ِ‬ ‫م يَنْتَهِ لن َ ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫ه يََرى كل لئ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن الل َ َ‬ ‫َ‬ ‫م بِأ ّ‬‫م يَعْل ْ‬ ‫أل َ ْ‬
‫ه}‪.‬‬ ‫ة ك َ ّل َل تُطِعْ ُ‬ ‫سنَدْع ُ الَّزبَانِي َ َ‬ ‫َ‬
‫يقول المام النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث‪..( :‬لهذا الحديث أمثلة كثيرة‬
‫في عصمته صلى الله عليه وسلم من أبي جهل وغيره‪ ،‬ممن أراد به ضررا‪ ،‬قال الله‬
‫تعالى‪{ :‬والله يعصمك من الناس}‪ ..‬والله أعلم"‪.‬‬
‫وعندما نتحدث عن نماذج نصرة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬سوف‬
‫نرى كيف أن مصير "أبي جهل" كان القتل على يد شبلين من أشبال السلم اللذين‬
‫ساءهما تطاول "أبي جهل" على مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫سدُ تنتصر لرسول الله (مصير عتبة بن أبي لهب)‪:‬‬
‫‪-‬ال ْ‬
‫كان "عتبة بن أبي لهب" من أشد المتطاولين على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫في مكة‪ ،‬بلغ من جرمه وعدوانه أن أمسك بتلبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وتفل في وجهه الشريف‪ ،‬فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسلط عليه‬
‫الله كلبًا من كلبه‪.‬‬
‫ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره أن ابن عساكر أورد في "تاريخ دمشق" في ترجمة‬
‫"عتبة بن أبي لهب" من طريقه عن هَبَّار بن السود قال‪ :‬كان أبو لهب وابنه عتبة قد‬
‫تجهزا إلى الشام‪ ،‬فتجهزت معهما‪ ،‬فقال ابنه عتبة‪ :‬والله لنطلقن إلى محمد ولوذينه‬
‫في ربه‪ ،‬سبحانه‪ ،‬فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬هو‬
‫يكفر بالذي دنى فتدلى‪ ،‬فكان قاب قوسين أو أدنى‪.‬‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬اللهم ابعث إليه كلبا من كلبك"‪ ،‬ثم انصرف عنه‬
‫فرجع إلى أبيه فقال‪ :‬يا بني‪ ،‬ما قلت له؟ فذكر له ما قال له‪ ،‬قال‪ :‬فما قال لك؟ قال‪:‬‬
‫ن عليك دُعاءه‪.‬‬
‫"اللهم سلط عليه كلبًا من كلبك" قال‪ :‬يا بني‪ ،‬والله ما آم ُ‬
‫معة راهب‪ ،‬فقال الراهب‪ :‬يا‬ ‫ْ‬
‫صوْ َ‬
‫سدَة‪ ،‬ونزلنا إلى َ‬
‫فسرنا حتى نزلنا الشراة‪ ،‬وهي مأ َ‬
‫سد ُ فيها كما تسرح الغنم؟ فقال لنا‬ ‫معشر العرب‪ ،‬ما أنزلكم هذه البلد فإنها تسرح ال ْ‬
‫ة‬
‫أبو لهب‪ :‬إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي‪ ،‬وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعو ً‬
‫‪-‬والله‪-‬ما آمنها عليه‪ ،‬فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة‪ ،‬وافرشوا لبني عليها‪ ،‬ثم‬
‫افرشوا حولها‪.‬‬
‫سدُ تنتصر لرسول الله (مصير عتبة بن أبي لهب)‪:‬‬
‫‪-‬ال ْ‬
‫قبّض‪ ،‬فوثب‪ ،‬فإذا هو فوق‬
‫م وجوهنا‪ ،‬فلما لم يجد ما يريد ت َ َ‬ ‫ففعلنا‪ ،‬فجاء السد فَ َ‬
‫ش ّ‬
‫المتاع‪ ،‬فشم وجهه ثم هزمه هَْزمة فََفضخ رأسه‪ .‬فقال أبو لهب‪ :‬قد عرفت أنه ل ينفلت‬
‫عن دعوة محمد‪.‬‬
‫وروى البيهقي عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه أن عتبة بن أبي لهب قال‪ :‬يا‬
‫محمد هو يكفر برب النجم‪ ،‬إذا هوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪( :‬سلط‬
‫عليه كلبا من كلبك)‪ ،‬وكان أبو لهب يحتمل البز إلى الشام‪ ،‬ويبعث بولده مع غلمانه‬
‫ووكلئه‪ ،‬ويقول‪ :‬إنكم قد عرفتم سني وحقي‪ ،‬وإن محمدا قد دعا على ابني دعوة‪ ،‬والله‬
‫ما آمنها عليه‪ ،‬فتعاهدوه‪ ،‬فكانوا إذا نزلوا المنزل ألزقوه إلى الحائط وغطوا عليه الثياب‬
‫والمتاع حتى نزلوا في مكان من الشام يقال له الزرقاء ليل‪ ،‬فطاف بهم السد‪ ،‬فجعل‬
‫عتبة يقول‪ :‬يا ويل أمي هو والله آكلي كما دعا محمد علي‪ ،‬قتلني محمد وهو بمكة وأنا‬
‫بالشام‪ ،‬ل والله ما أظلت السماء‪ ،‬على ذي لهجة أصدق من محمد‪ ،‬ثم وضعوا العشاء‬
‫فلم يدخل يده فيه ثم جاء النوم‪ ،‬فحاطوا أنفسهم بمتاعهم ووسطوه بينهم‪ ،‬وناموا فجاء‬
‫السد يهمس يستنشق رؤوسهم رجل رجل‪ ،‬حتى انتهى إليه‪ ،‬وقال هبار‪ :‬فجاء السد‬
‫فشم وجوهنا فلما لم يجد ما يريد تقابض ثم وثب‪ ،‬فإذا هو فوق المتاع فشم وجهه ثم‬
‫هزمه هزمة ففضخ رأسه فقال وهو بآخر رمق‪ :‬ألم أقل لكم ان محمدا أصدق الناس ؟‬
‫ومات فبلغ ذلك أبا لهب‪ ،‬فقال‪ :‬ألم أقل لكم أنى أخاف عليه دعوة محمد؟ قد والله‬
‫عرفت ما كان لينفلت من دعوة محمد‪.‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ما أُنْزِ َ‬
‫ل إِلَي ْ َ‬ ‫ل ب َ َل ِّغْ َ‬
‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫قال الحافظ ابن كثير في تفسير قول الله تعالي‪( :‬يَا أيُّهَا الَّر ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ه َل يَهْدِي الَْقوْ َ‬
‫م‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫س إ ِ َّ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ن الن َّ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫سال‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ما بَل‬
‫َ‬ ‫ل فَ‬
‫م تَْفعَ ْ‬
‫ْ‬ ‫ن لَ‬ ‫َرب ِّ َ‬
‫ك وَإ ِ ْ‬
‫م َ َ‬ ‫َ‬
‫س} أي‪ :‬بلغ أنت‬ ‫ن الن ّا ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ن) [المائدة (‪ .." :])67‬وقوله‪{ :‬وَالل ّ ُ‬
‫ه يَعْ ِ‬ ‫الْكَافِرِي َ‬
‫رسالتي‪ ،‬وأنا حافظك وناصرك ومؤيدك على أعدائك ومظفرك بهم‪ ،‬فل تخف ول تحزن‪،‬‬
‫فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك‪.‬‬
‫حَرس كما قال المام أحمد‪:‬‬ ‫وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الية ي ُ ْ‬
‫حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا يحيى‪ ،‬قال سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث‪ :‬أن عائشة‬
‫سهِر ذات ليلة‪ ،‬وهي إلى جنبه‪،‬‬ ‫كانت تحدث‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم َ‬
‫ت‪ :‬ما شأنك يا رسول الله؟ قال‪" :‬ليت رجل صالحا ً من أصحابي يحرسني‬ ‫قالت‪ :‬فقل ُ‬
‫الليلة؟" قالت‪ :‬فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلح فقال‪" :‬من هذا؟" فقال‪ :‬أنا‬
‫سعد بن مالك‪ .‬فقال‪" :‬ما جاء بك؟" قال‪ :‬جئت لحرسك يا رسول الله‪ .‬قالت‪ :‬فسمعت‬
‫غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه‪ .‬أخرجاه في الصحيحين من طريق‬
‫سهِر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات‬ ‫يحيى بن سعيد النصاري‪ ،‬به‪ ،‬وفي لفظ‪َ :‬‬
‫مه المدينة‪ .‬يعني‪ :‬على أثر هجرته إليها بعد دخوله بعائشة‪ ،‬رضي الله عنها‪،‬‬ ‫مْقد َ ِ‬
‫ليلة َ‬
‫وكان ذلك في سنة ثنتين منها‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر‪ ،‬حدثنا مسلم بن‬
‫جَريري‪ ،‬عن عبد الله بن َ‬
‫شِقيق‪،‬‬ ‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا الحارث بن عُبَيد ‪-‬يعني أبا قدامة‪-‬عن ال ُ‬
‫حَرس حتى نزلت‬ ‫عن عائشة [رضي الله عنها] قالت‪ :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم ي ُ ْ‬
‫م َ َ‬ ‫َ‬
‫س} قالت‪ :‬فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه‬ ‫ن الن ّا ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫هذه الية‪{ :‬وَالل ّ ُ‬
‫ه يَعْ ِ‬
‫قبَّة‪ ،‬وقال‪" :‬يأيها الناس‪ ،‬انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل"‪.‬‬ ‫من ال ُ‬
‫جهْضمي‪ ،‬كلهما عن‬
‫ميد وعن نصر بن علي ال َ‬
‫ح َ‬
‫وهكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن عبد بن ُ‬
‫مسلم بن إبراهيم‪ ،‬به‪ .‬ثم قال‪ :‬وهذا حديث غريب‪.‬‬
‫وهكذا رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه‪ ،‬من طرق مسلم بن إبراهيم‪ ،‬به‪ .‬ثم قال‬
‫الحاكم‪ :‬صحيح السناد ولم يخرجاه‪ .‬وكذا رواه سعيد بن منصور‪ ،‬عن الحارث بن عُبَيد‬
‫قيق‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬به ‪.‬‬ ‫جَريري‪ ،‬عن عبد الله بن َ‬
‫ش ِ‬ ‫أبي قدامة اليادي عن ال ُ‬
‫جَريري‪ ،‬عن ابن شقيق قال‪ :‬كان النبي‬ ‫ثم قال الترمذي‪ :‬وقد روى بعضهم هذا عن ال ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يحرس‪ .‬ولم يذكر عائشة‪ ،"..‬وأورد الحافظ ابن كثير – رحمه الله‬
‫– روايات الحديث من تفسير المام الطبري – رحمه الله – ثم قال‪ .. ":‬ومن عصمة‬
‫الله عز وجل لرسوله حْفظُه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها و ُ‬
‫معَانديها ومترفيها‪،‬‬
‫مع شدة العداوة والبَغْضة ونصب المحاربة له ليل ونهاًرا‪ ،‬بما يخلقه الله تعالى من‬
‫السباب العظيمة بَقدَره وحكمته العظيمة‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر‪ ،‬حدثنا مسلم بن‬
‫جَريري‪ ،‬عن عبد الله بن َ‬
‫شِقيق‪،‬‬ ‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا الحارث بن عُبَيد ‪-‬يعني أبا قدامة‪-‬عن ال ُ‬
‫حَرس حتى نزلت‬ ‫عن عائشة [رضي الله عنها] قالت‪ :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم ي ُ ْ‬
‫م َ َ‬ ‫َ‬
‫س} قالت‪ :‬فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه‬ ‫ن الن ّا ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫هذه الية‪{ :‬وَالل ّ ُ‬
‫ه يَعْ ِ‬
‫قبَّة‪ ،‬وقال‪" :‬يأيها الناس‪ ،‬انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل"‪.‬‬ ‫من ال ُ‬
‫جهْضمي‪ ،‬كلهما عن‬
‫ميد وعن نصر بن علي ال َ‬
‫ح َ‬
‫وهكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن عبد بن ُ‬
‫مسلم بن إبراهيم‪ ،‬به‪ .‬ثم قال‪ :‬وهذا حديث غريب‪.‬‬
‫وهكذا رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه‪ ،‬من طرق مسلم بن إبراهيم‪ ،‬به‪ .‬ثم قال‬
‫الحاكم‪ :‬صحيح السناد ولم يخرجاه‪ .‬وكذا رواه سعيد بن منصور‪ ،‬عن الحارث بن عُبَيد‬
‫قيق‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬به ‪.‬‬ ‫جَريري‪ ،‬عن عبد الله بن َ‬
‫ش ِ‬ ‫أبي قدامة اليادي عن ال ُ‬
‫جَريري‪ ،‬عن ابن شقيق قال‪ :‬كان النبي‬ ‫ثم قال الترمذي‪ :‬وقد روى بعضهم هذا عن ال ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يحرس‪ .‬ولم يذكر عائشة‪ ،"..‬وأورد الحافظ ابن كثير – رحمه الله‬
‫– روايات الحديث من تفسير المام الطبري – رحمه الله – ثم قال‪ .. ":‬ومن عصمة‬
‫الله عز وجل لرسوله حْفظُه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها و ُ‬
‫معَانديها ومترفيها‪،‬‬
‫مع شدة العداوة والبَغْضة ونصب المحاربة له ليل ونهاًرا‪ ،‬بما يخلقه الله تعالى من‬
‫السباب العظيمة بَقدَره وحكمته العظيمة‪.‬‬
‫سا مطاع ًا كبيًرا في قريش‪،‬‬ ‫فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب‪ ،‬إذ كان رئي ً‬
‫وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ل شرعية‪ ،‬ولو كان‬
‫أسلم لجترأ عليه كفارها وكبارها‪ ،‬ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر‬
‫هابوه واحترموه‪ ،‬فلما مات أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيًرا‪ ،‬ثم قيض الله عز‬
‫وجل له النصار فبايعوه على السلم‪ ،‬وعلى أن يتحول إلى دارهم ‪-‬وهي المدينة‪ ،‬فلما‬
‫موه من الحمر والسود‪ ،‬فكلما هم أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء‬ ‫ح َ‬
‫صار إليها َ‬
‫كاده الله ورد كيده عليه‪ ،‬لما كاده اليهود بالسحر حماه الله منهم‪ ،‬وأنزل عليه سورتي‬
‫المعوذتين دواء لذلك الداء‪ ،‬ولما سم اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر‪ ،‬أعلمه الله به‬
‫وحماه الله منه؛ ولهذا أشباه كثيرة جدًا يطول ذكرها‪ ،‬فمن ذلك ما ذكره المفسرون‬
‫عند هذه الية الكريمة‪ :‬فقال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا الحارث‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬حدثنا‬
‫شر‪ ،‬عن محمد بن كعب الُقَرظِي وغيره قال‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬ ‫معْ َ ٍ‬
‫أبو َ‬
‫وسلم إذا نزل منزل اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها‪ .‬فأتاه أعرابي فاخترط‬
‫عدَت يد العرابي وسقط‬ ‫سيفه ثم قال‪ :‬من يمنعك مني؟ فقال‪" :‬الله عز وجل"‪ ،‬فَُر ِ‬
‫َّ‬
‫ه‬
‫السيف منه‪ ،‬قال‪ :‬وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه‪ ،‬فأنزل الله عز وجل‪{ :‬وَالل ُ‬
‫س}‪.‬‬ ‫م َ َ‬ ‫م َ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ص ُ‬
‫يَعْ ِ‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد‬
‫َ‬
‫حبَاب‪ ،‬حدثنا موسى بن عبيدة‪ ،‬حدثني زيد بن أسلم‪،‬‬ ‫الَقط ّان‪ ،‬حدثنا زيد بن ال ُ‬
‫عن جابر بن عبد الله النصاري قال‪ :‬لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بني أنمار‪ ،‬نزل ذات الّرِقاع بأعلى نخل‪ ،‬فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى‬
‫رجليه‪ ،‬فقال غَوَْرث بن الحارث من بني النجار‪ :‬لقتلن محمدًا‪ .‬فقال له‬
‫أصحابه‪ :‬كيف تقتله؟ قال‪ :‬أقول له‪ :‬أعطني سيفك‪ .‬فإذا أعطانيه قتلته به‪،‬‬
‫مه‪ .‬فأعطاه إياه‪ ،‬فَُرعدت يده‬ ‫قال‪ :‬فأتاه فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬أعطني سيفك أشي ُ‬
‫حتى سقط السيف من يده‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬حال‬
‫ما أُنز َ‬
‫ل‬ ‫ل بَل ِّغْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫الله بينك وبين ما تريد" فأنزل الله‪ ،‬عز وجل‪ { :‬يَا أيُّهَا الَّر ُ‬
‫ن الن َّ‬ ‫َّ‬ ‫سال َ‬ ‫َّ‬
‫س}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ل فَ َ‬
‫ما بَل‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م تَْفعَ ْ‬ ‫ن َرب ِّ َ‬
‫ك َوإ ِ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫إِلَي ْ َ‬
‫وهذا حديث غريب من هذا الوجه وقصة "غَوَْرث بن الحارث" مشهورة في‬
‫الصحيح " ‪.‬‬
‫‪-‬التيس ينتقم للنبي الكرم (مصير عبد الله بن قمئة)‪:‬‬

‫وهذا مجرم آخر تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يقتله‪،‬‬
‫فكان جزاؤه أن لقي حتفه بقرني تيس ألقاه من فوق الجبل‪ ،‬روى أصحاب‬
‫ماة َ يوم أحد قد اشتغلوا بالغنيمة‪،‬‬ ‫السير والمغازي‪ :‬لما رأى خالد بن الوليد الُّر َ‬
‫شرِكِين‪ ،‬ثم حمل على أصحاب‬ ‫م ْ‬ ‫خيْله من ال ُ‬
‫ة‪ ،‬صاح في َ‬ ‫ورأى ظهوَرهم خالي ً‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم من خلفهم‪ ،‬فهزموهم‪ ،‬وقتلوهم‪ ،‬ورمى عبد الله‬
‫ش َّ‬
‫ج‬ ‫جر‪ ،‬فكسر أنفه ورباعيته‪ ،‬و ُ‬ ‫ح َ‬ ‫بن قمئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ب َ‬
‫ل النبي‬ ‫في وجهه‪ ،‬فأثقله‪ ،‬وتفرق عنه أصحابُه‪ ،‬وأقبل عبد الله بن قمئة يريد قَت ْ َ‬
‫ب مصعب بن عمير وهو صاحب راية النبي صلى الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم فذ َ َّ‬
‫مئة‪ ،‬وهو يرى أنه قتل النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫عليه وسلم عنه‪ ،‬فقتله اب ُ‬
‫ت محمداً‪ ،‬وصاح صارخ ‪ :‬أل إن محمدا ً قد قُتِل‪.‬‬ ‫فرجع‪ ،‬وقال‪ :‬إني قتل ُ‬
‫روي الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن أبي أمامة أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم رماه عبد الله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر‬
‫رباعيته وقال‪ :‬خذها وأنا ابن قمئة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وهو يمسح الدم عن وجهه‪ " :‬ما لك أقمأك الله ؟"‪ ،‬فسلط الله عليه تيس جبل‬
‫فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة ‪.‬‬
‫‪-‬صاعقة السماء تحرق المتآمرين‪:‬‬

‫وهذا مجرم آخر من مجرمي المنافقين لم يكتفي بتحريضه على قتل سبعين‬
‫من قراء الصحابة في بئر المعونة‪ ،‬بل سعى إلى اغتيال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فحفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم وانتقم من أعدائه‪.‬‬
‫س‪ ،‬أ َ َّ‬
‫ن‬ ‫ن عَبَّا ٍ‬ ‫ن ابُ ْ ِ‬ ‫َروى الطبراني في المعجم الكبير والمعجم الوسط بسنده عَ ِ‬
‫ك‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ل بن َ َ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫مَر بن الط ّ َ‬ ‫ب‪ ،‬وَع َا ِ‬ ‫فرِ بن كِل ٍ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫خالِد ِ بن َ‬ ‫ي بن َ‬ ‫جزِ ِ ّ‬ ‫س بن ُ‬ ‫أْربَد َ بن قَي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُِ‬ ‫ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فَانْتَهَيَا إِلَى َر ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ة ع َلَى َر ُ‬ ‫مدِين َ َ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫قَدِ َ‬
‫ل‪ :‬يَا‬ ‫في ْ ِ‬ ‫مُر بن الط ّ َ‬ ‫ل عَا ِ‬ ‫ن يَدَيْهِ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫َ‬ ‫سا بَي ْ‬ ‫جل َ َ‬ ‫س‪ ،‬فَ َ‬ ‫جال ِ ٌ‬ ‫و َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم وَهُ َ‬
‫م‪:‬ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل لِي إ َ‬
‫ما‬ ‫ك َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت؟ قَا َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫سل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫مدُ‪،‬‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫َ‬ ‫مُر بن الط ّ َ‬ ‫م‪ ،‬قَا َ‬ ‫ما ع َلَيْه‬ ‫ن‪ ،‬وَع َلَي ْ َ‬ ‫لِل ْ‬
‫مَر إ ِ ْ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ل‪ :‬أت َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫في ْ‬ ‫ل ع َا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫مي‬‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ك لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬وَل‬ ‫س ذَل ِ َ‬ ‫م‪:‬لَي ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ك؟ قَا َ‬ ‫ن بَعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ي‬‫ل لِ َ‬ ‫جع َ ْ‬ ‫جدٍ‪ ،‬ا ْ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫عنَّةِ َ‬ ‫ن فِي أ َ ِ‬ ‫ل‪ :‬أنَا ال َ‬
‫خيل‪ ،‬قَا َ َ‬
‫ِ‬ ‫ة ال ْ َ ْ‬ ‫عن َّ ُ‬ ‫ك أَ ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ك‪ ،‬وَلَك ِ‬ ‫م َ‬ ‫قو ِ‬ ‫لِ َ ْ‬
‫م‪:‬ل‪ ،‬فَل َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عنْدِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قََفا ِ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫صل ّى الل ّ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ‬
‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مدََر‪ ،‬قَا َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك ال ْ‬ ‫وبََر‪ ،‬وَل َ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ‬
‫ملَنَّهَا عَلَي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خيْل‬ ‫ك َ‬ ‫ما َوالل ّهِ ل َ ْ‬ ‫مٌر‪ َ :‬أ َ‬ ‫ل ع َا ِ‬ ‫م‪ ،‬قَا َ‬ ‫سل ّ ََ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫صل ّى الل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ل الل‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫ه‪ ،‬فَل َ َّ‬
‫د‬
‫ج أْرب َ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫منَعُ َ‬ ‫م‪:‬ي َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫جال‪ ،‬فََقا َ‬ ‫وَرِ َ‬
‫ف‪،‬‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ه بِال َّ‬ ‫ث‪ ،‬فَا ْ ِ‬
‫ضرب ْ ُ‬ ‫حدِي ِ‬ ‫مدًا بِال ْ َ‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل ع َن ْ َ‬ ‫شغ َ ُ‬ ‫مٌر‪ :‬يَا أَْربَدُ‪ ،‬أَنَا أ َ ْ‬ ‫ل ع َا ِ‬ ‫مٌر‪ ،‬قَا َ‬ ‫وَع َا ِ‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫حْر َ‬ ‫ضوا بِالدِّيَةِ‪َ ،‬ويَكَْرهُوا ال ْ َ‬ ‫ن يَْر َ ْ‬ ‫م يَزِيدُوا ع َلَى أ ْ‬ ‫مدًا ل َ ْ‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ُ‬ ‫س إِذ َا قَتَل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن النَّا‬ ‫فَإ ِ َّ‬
‫ن إِلَيْهِ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ل‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ل أَْربَدُ‪ :‬أَفْعَ ُ‬ ‫ة‪ ،‬قَا َ‬
‫َ ِ ِ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫را‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫م الدِّي َ َ‬ ‫سنُعْطِيهِ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫‪-‬صاعقة السماء تحرق المتآمرين‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫معِي أُكَل ِّ‬
‫ه عَلَي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫َ ُ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫سول الل‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫مع َ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ك‪ ،‬فََقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫مدُ‪ ،‬قُ‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫مٌر‪ :‬يَا ُ‬ ‫ل ع َا ِ‬ ‫فََقا َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ه‪،‬‬
‫ُ ُ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫سل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫سو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ ُ َ‬‫ه‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫ِ ِ َ َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ار‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫خل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‪،‬‬ ‫سل َ‬ ‫وَ َ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ت عَلَى قَائِم ِ ال َّ‬ ‫ضعَ يَدَه ُ ع َلَى قَائِم ِ ال َّ‬ ‫ف‪ ،‬فَل َ َّ‬ ‫ل أْربَد ُ ال َّ‬ ‫َ‬ ‫س َّ‬
‫سي ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫س‬‫ف يَب ِ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َّ‬
‫ه‬
‫سول الل ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَالْتََف َ‬ ‫ضْر ِ‬ ‫مر بِال َّ‬ ‫طَأ أْربَد ُ ع َلَى ع َا ِ ٍ‬ ‫ف‪ ،‬فَأب ْ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل ال َّ‬
‫َ‬
‫ع َ‬ ‫ستَط ِ ْ‬
‫َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فَل َ‬
‫ما‪ ،‬فَل َ َّ‬ ‫َ َ‬
‫مٌر‬ ‫ج عَا ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف عَنْهُ َ‬ ‫صَر َ‬ ‫ع‪ ،‬فَ َان ْ َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م‪َ ،‬فََرأى َأْربَد َ َوَ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حَّرةِ‬ ‫حَّرةِ َ‬ ‫حتَّى إِذ َا كَانَا بِال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عنْد ِ َر ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَأْربَد ُ ِ‬
‫ُ‬
‫صا يَا عَدُوَّ ِ‬
‫ي‬ ‫خ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ضيْرٍ‪ ،‬فََقال‪ :‬ا ْ‬ ‫ح َ‬ ‫سيْد ُ بن ُ‬ ‫معَاذ ٍ َوأ َ‬ ‫سعْد ُ بن ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ج إِلَيْهِ َ‬ ‫خَر َ‬
‫َّ‬
‫َواقِمٍ‪ ،‬نََزل فَ َ‬
‫َّ‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ن هَذ َا يَا سعدُ؟ قَا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضي ٍْ‬ ‫ح َ‬ ‫سيْد ُ بن ُ‬ ‫ل‪ :‬هَذ َا أ َ‬ ‫ٌ َ ْ‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َا‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫الل‬
‫َ‬ ‫ج َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫عَق ً‬ ‫صا ِ‬ ‫ل عََلَى أْربَد َ َ َ‬ ‫ه عََّز َو َ‬ ‫ل َ الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫حتَّى إِذا كَانَا بِالَّرقْم ِ أْر َ‬ ‫جا َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل‪ :‬ف َ َ‬ ‫ب‪ ،‬قَا َ‬ ‫الْكَات ِ ُ‬
‫خرج ع َامر إذ َا كَان بال ْحر‪ ،‬ث ُ َ َ‬
‫ه‪ ،‬فَأدَْرك َ ُ‬
‫ه‬ ‫خذ َت ْ ُ‬ ‫ة فَأ َ‬ ‫ح ً‬ ‫ه قَْر َ‬ ‫ه ع َلَي ْ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ َ ِّ‬ ‫ِ ٌَ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ َ َ‬ ‫قتَلَت ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫حلِْقهِ‪َ ،‬وي َ ُ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫حت َ ُ‬ ‫س قُْر َ‬ ‫م ُّ‬ ‫ل يَ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫سلُو ٍ‬ ‫ن بني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫مَرأ ٍ‬ ‫تا ْ‬ ‫ل ِفي بَي ْ ِ‬ ‫اللَّي ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه‪،‬‬‫س ُ‬ ‫ب فََر َ‬ ‫م َرك ِ َ‬ ‫ت فِي بَيْتِهَا‪ ،‬ث ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫مو‬ ‫ُ‬ ‫ن يَ‬ ‫بأ ْ‬ ‫سلُولِيَّةٍ‪ ،‬يَْرغ َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ل فِي بَي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫غُدَّة ٌ كَغُدَّةِ ال ْ َ‬
‫ج‬
‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ج َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَأ َ‬
‫ل‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ما‬ ‫ِ َ‬ ‫يه‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ع‬ ‫ج‬
‫َ ِ‬ ‫را‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫َ َ‬ ‫ما‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫حت‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ر‬ ‫ض‬‫َ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫‪]8‬‬ ‫آية‬ ‫الرعد‬ ‫"[‬ ‫م‬ ‫حا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫ل أُ‬ ‫ك ُ ُّ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ذ َكََر‬ ‫مدًا‪ ،‬ث ُ َّ‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫حَفظُو َ‬ ‫مرِ الل ّهِ ي َ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫قبَا ُ‬ ‫معَ ِّ‬ ‫ل‪ :‬ال ْ َ ُ‬ ‫ل"[الرعد آية ‪ ،]11‬قَا َ‬ ‫َ َوا ٍِ‬
‫خوْفًا وَطَمعًا"[الرعد آية ‪]12‬‬ ‫م الْبَْرقَ َ‬ ‫ريك ُ ُ‬ ‫و ال ّذِي ي ُ ِ‬ ‫ل‪" :‬ه ُ َ‬ ‫ه بِهِ‪ ،‬قَا َ‬ ‫ما قَبْل َ ُ‬ ‫أْربَد َ وَ َ‬
‫ل"[الرعد آية ‪. ]13‬‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫شدِيد ُ ال ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫إِلَى قَوْلِهِ‪" :‬وَهُ َ‬
‫‪-‬الرض تنتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫أخرج المامان البخاري ومسلم في صحيحيهما بألفاظ متقاربة‬


‫صَرانِيًّا (عند مسلم‪ :‬كَا َ‬
‫ن‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫عن أنس رضي الله عنه قال‪ :‬كَا َ‬
‫ْ‬ ‫جار) فَأ َسل َم وقَرأ َ‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‪،‬‬‫ْ َ َ‬ ‫را‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫آ‬ ‫و‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ْ ََ َ َ‬ ‫ن بَن ِ َي الن َّ َ َّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫منَّا َر ُ‬ ‫ِ‬
‫صَرانِيًّا‪[ ،‬وعند مسلم ‪:‬‬ ‫م‪ ،‬فَعَاد َ ن َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب لِلنَّب ِ‬ ‫يَكْت ُ ُ‬
‫ن‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫]‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫فَانطَلَق هاربا ً حت َى ل َحق بأ َ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َِ ِ‬ ‫َ َ ِ َ ّ َ ِ َ َِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه " [ وعند مسلم ‪ :‬قَالُوا ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ت لَ‬ ‫ُ‬ ‫ما كَتَب ْ‬ ‫َ‬ ‫مد ٌ إ ِ ّل‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ما يَدْرِي‬ ‫َ‬ ‫ل ‪":‬‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َّ‬ ‫مد‪ ،‬فَأُعجبوا به]‪ ،‬فَأ َ‬
‫ه فَدَفَنُوهُ [وعند‬ ‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ه‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ْ ِ ُ ِ ِ‬ ‫ح َّ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ب لِ ُ‬ ‫ن يَكْت ُ ُ‬ ‫هَذ َا قَد ْ كَا َ‬
‫قه فيهم ]‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ث أَ‬
‫ح وَقَد ْ لََفظَت ُْ‬
‫ه‬ ‫ْ َ َ‬ ‫صب‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫الل‬ ‫م‬‫َ َ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ما لَب ِ َ ْ‬
‫ن‬ ‫مسلم‪ :‬فَ َ‬
‫قالُوا ‪ " :‬هَذ َا فِعْ ُ‬
‫ل‬ ‫جهِهَا] فَ َ‬ ‫ى وَ ْ‬ ‫ه عَل َ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬ ‫مسلم‬ ‫وعند‬ ‫[‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫اْل َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مد وأ َ‬
‫فُروا‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ْ ُ‬ ‫قو‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫حب‬
‫ْ َ ِ‬‫ِ‬ ‫صا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫شوا‬ ‫ُ‬ ‫ب‬
‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ح َّ ٍ َ ْ َ ِ‬
‫ب‬ ‫حا‬ ‫ص‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫قالُوا‪" :‬هَذ َا فِعْ ُ‬ ‫ه اْلَْر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مدٍ‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ح وَقَد ْ لََفظَت ْ ُ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫قوا فَأ‬ ‫م ُ‬ ‫ه فَأع ْ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫فُروا ل َُ‬
‫ه‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫ه‬ ‫قو‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ما هرب منهم فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫حب‬ ‫صا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫شوا‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫حاب‬ ‫ص‬ ‫وأ َ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ ِ َ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ر‬ ‫ح وقَد ْ لََفظَت ْه اْل َ‬ ‫صب‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ست‬ ‫ا‬ ‫ما‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫قوا‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫وأ َ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫س فَأل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ َ‬ ‫َ‬
‫منْبُوذا]‬ ‫قوْه ُ [وعند مسلم‪ :‬فَتََركُوهُ َ‬ ‫ن الن ّا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه لَي ْ َ‬ ‫موا أن َّ ُ‬ ‫فَعَل ِ ُ‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬الرض تنتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫فهذا الرض الجامدة تننقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫هذا المتطاول المجرم‪ ،‬وتتركه عبرة وعظة لمن يعتبر أو يتعظ‪،‬‬
‫يقول شيخ السلم ابن تيمية في "الصارم المسلول" معلقا ً على‬
‫ن الذي افترى على النبي صلى الله عليه‬ ‫القصة‪" :‬فهذا الملعو ُ‬
‫وسلم أنه ما كان يدري إل ما كتب له ؛ قصمه الله وفضحه بأن‬
‫ج عن العادة‪،‬‬‫أخرجه من القبر بعد أن دفن مراراً‪ ،‬وهذا أمٌر خار ٌ‬
‫ه‪ ،‬وأنه كان كاذباً‪ ،‬إذ كان‬‫ل أحد ٍ على أن هذا عقوبة لما قال ُ‬ ‫لك ّ‬ ‫يد ُ‬
‫م من مجرد‬ ‫م أعظ ُ‬‫جر َ‬
‫عامة الموتى ل يصيبهم مثل هذا‪ ،‬وأن هذا ال ُ‬
‫ة المرتدين يموتون ول يصيبهم مثل هذا‪ ،‬وأن‬ ‫الرتداد‪ ،‬إذ كان عام ُ‬
‫ه‪،‬‬
‫ه عليه وسلم ممن طعن عليه وسب ُ‬ ‫م لرسولهِ صلى الل ُ‬ ‫ه منتق ٌ‬ ‫الل َ‬
‫ومظهٌر لدينه‪ ،‬ولكذب الكاذب إذا لم يمكن للناس أن يقيموا عليه‬
‫الحد" ‪.‬‬
‫‪-‬مزق خطاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمزق ملكه‪:‬‬

‫وها هو كسرى عظيم الفرس في عهد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يتجرأ ويمزق خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه الذي‬
‫يدعوه إلى السلم‪ ،‬فيكون الجزاء من جنس العمل ول تمض إل‬
‫أيام ويمزق الله ملكه وكأنه بتمزيقه لخطاب رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم كان يمزق ملكه هو‪ ،‬بل ومزق ملك الفرس الذي‬
‫أنهى المسلمون دولتهم في سلسلة من الفتوحات المجيدة‪.‬‬
‫س رضى الله‬ ‫ن عَبَّا ٍ‬ ‫صحيحه بسنده َ عن اب ْ َ‬ ‫َّ‬
‫روى المام البخاري في‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫عنه أ َ‬
‫سَرى‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ ِ‬‫ه‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫َ َ َ‬‫سل‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫سو‬ ‫َ ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫ه إِل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ َ ُ‬‫م‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ّ ْ ِّ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َا‬ ‫ذ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫معَ عَبْد ِ الل‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫سَرى فَل َ َّ‬
‫مَّزقَ ُ‬
‫ه‬ ‫ما قََرأه ُ َ‬ ‫ن إِلَى ك ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫حَري ْ‬ ‫م الْب َ ْ‬ ‫ه عَظِي ُ‬ ‫ن فَدَفَعَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫حَري ْ‬ ‫الْب َ ْ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫فَحسبت أ َ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫سول الل ِ َ‬
‫ه‬ ‫م َر ُ‬ ‫ل فَدَعَا عَلَيْهِ ْ‬ ‫ب قَا َ‬ ‫سي َّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اب‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ن ي ُمَّزقُوا ك ُ َّ‬ ‫َ‬
‫عَلَيه وسل ّم أ َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ُ َ ٍ‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬
‫‪-‬مزق خطاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمزق ملكه‪:‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"‪ .. " :‬وفي حديث عبد الله بن حذافة "‬
‫فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬اللهم مزق ملكه " وكتب‬
‫– أي كسرى ‪ -‬إلى باذان عامله على اليمن‪ :‬ابعث من عندك رجلين إلى هذا‬
‫الرجل الذي بالحجاز‪ ،‬فكتب باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬أبلغا‬
‫صاحبكما أن ربي قتل ربه في هذه الليلة‪ ،‬قال‪ :‬وكان ذلك ليلة الثلثاء لعشر‬
‫مضين من جمادى الولى سنة سبع‪ ،‬وإن الله سلط عليه ابنه شيرويه فقتله‪.‬‬
‫وروى البيهقي من طريق ابن عون عن عمير بن اسحاق رضي الله عنه قال‪:‬‬
‫كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى كسرى وقيصر‪ ،‬فأما قيصر فوضعه‬
‫وأما كسرى فمزقه‪ ،‬فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‪( :‬أما‬
‫هؤلء فيمزقون‪ ،‬وأما هؤلء فستكون لهم بقية)‪.‬‬
‫وكان مقتل كسرى كبير الفرس على يد أقرب الناس إليه "شيرويه" ابنه الكبير‬
‫فيقتله‪ ،‬ثم ما يلبث أن يُقتل هو‪ ،‬ثم يُقتل من قتله‪ ،‬وحتى تمزق ملك كسرى‬
‫حتى أخذه المسلمون وفتحوا بلده كلها في عهد الراشدين‪.‬‬
‫‪-‬والكلب تثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫ومن الوقائع العجيبة في انتقام الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫ما ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"؛‬
‫حيث ذكر الحافظ ابن حجر "‪ ..‬أن بعض أمراء المغل تنصر فحضر عنده‬
‫جماعة من كبار النصارى والمغل فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وهناك كلب صيد مربوط فلما أكثر من ذلك وثب عليه الكلب‬
‫فخمشه فخلصوه منه‪.‬‬
‫وقال بعض من حضر‪ :‬هذا بكلمك في محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫فقال كل بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن‬
‫أضربه‪ ،‬ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على‬
‫زردمته فقلعها فمات من حينه فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغل"‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬وقائع متفرقة‪:‬‬
‫ومن الوقائع التي تندرج تحت انتقام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ما ذكره القاضي‬
‫عياض في كتابه الرائع "الشفا " من قصة عجيبة لساخرٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم؛‬
‫ل إبراهيم الفزاري‪ ،‬وكان شاعراً‬ ‫سحنُون أفتوا بقت ِ‬‫ب ُ‬ ‫ن وأصحا َ‬‫وذلك أن فقهاءَ القيروا ِ‬
‫متفننا ً في كثير من العلومِ‪ ،‬وكان يستهزىء باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد صلى الله عليه‬
‫سا‪ ،‬ثم‬ ‫منك ً‬‫صلب ُ‬ ‫نو ُ‬ ‫ُ‬
‫ُوسلم‪ُ ،‬فأمر القاضي يحيى بن عمَر بقتله وصلبه‪ ،‬فطعن بالسكي ِ‬
‫ض المؤرخين أنه لما ُرفعت خشبته‪ ،‬وزالت عنها اليدي‬ ‫بالنار‪ ،‬وحكى بع ُ‬
‫ِ‬ ‫أنزل وأحرق‬
‫ب فولغ في دمهِ‬ ‫س‪ ،‬وجاءَ كل ٌ‬
‫ة للجميِع‪ ،‬وكبر النا ُ‬ ‫استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آي ً‬
‫ث سنة‬ ‫ضا ما ذكره الحافظ ابن كثير في كتاب "البدايةِ والنهايةِ" عند أحدا ِ‬ ‫‪-‬ومن ذلك أي ً‬
‫ن محمد‬ ‫نب ُ‬ ‫(‪ 761‬هـ ) ما نصه‪":‬وفي يوم الجمعة السادس عشر منه قُتل عثما ُ‬
‫ن تواطؤهم‬ ‫ة ل يمك ُ‬ ‫ن دبادب الدقاق بالحديدِ على ما شهد عليه به جماع ٌ‬ ‫المعروف باب ِ‬
‫الحاكم‬
‫ِ‬ ‫ه عليه وسلم‪ ،‬فُرفع إلى‬ ‫ل صلى الل ُ‬ ‫ب‪ ،‬أنه كان يكثُر من شتم ِ الرسو ِ‬ ‫على الكذ ِ‬
‫ه وأبعده ُ ول‬ ‫ه الل ُ‬‫ل قبح ُ‬ ‫ن‪ ،‬ثم استقر أمره ُ على أن قت َ‬ ‫المالكي وادعى عليه فأظهر التجاب َ‬
‫ه‪ .‬وفي يوم الثنين السادس والعشرين منه قتل محمد المدعو زبالة الذي بهتار‬ ‫رحم ُ‬
‫لبن معبد على ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ودعواه أشياء كفرية‪،‬‬
‫وذكر عنه أنه كان يكثر الصلة والصيام‪ ،‬ومع هذا يصدر منه أحوال بشعة في حق أبي‬
‫بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين‪ ،‬وفي حق النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فضربت عنقه‬
‫أيضا ً في هذا اليوم في سوق الخيل ولله الحمد والمنة" ‪.‬‬
‫‪- -‬الخطيب المفوه يصبح حارس أحذية‪:‬‬

‫من القصص ذات العبر في عاقية المستهزئين والمتطاولين على رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه "كلمة‬
‫الحق" عن والده محمد شاكر‪ ،‬وكيل الزهر في مصر سابقاً‪ ،‬أن خطيبا ً مفوهًا‬
‫حا كان يتوافد إليه الناس لسماع خطبه‪ ،‬حضر إليه ذات يوم في خطبته‬ ‫فصي ً‬
‫أحد أمراء مصر‪ ،‬فأراد هذا الخطيب مدح هذا المير والثناء عليه‪ ،‬وكان هذا‬
‫المير قد أكرم طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية‪ ،‬فلما‬
‫حضر طه حسين والمير في الخطبة‪ ،‬قام هذا الخطيب المفوه يمدح ذلك‬
‫المير قائل له‪ :‬جاءه العمى فمــا عبس بوجه وما تولى‪.‬‬
‫وهو يقصد من شعره هذا إساءة النبي عليه الصلة والسلم‪ ،‬لن الله قال عن‬
‫قصته عليه الصلة والسلم مع ابن أم مكتوم " عبس وتولى أن جاءه العمى "‬
‫فلما صلى الخطيب بالناس قام الشيخ محمد شاكر والد الشيخ أحمد شاكر‬
‫رحمهما الله‪ ،‬وقال للناس ‪ :‬أعيدوا صلتكم فإن إمامكم قد كفر‪ ،‬لنه تكلم‬
‫بكلمة الكفر‪.‬‬
‫‪- -‬الخطيب المفوه يصبح حارس أحذية‪:‬‬

‫يعلق الشيخ أحمد شاكر قائلً‪ :‬ولم يدع الله لهذا المجرم جرمه‬
‫م بالله لقد‬ ‫في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الخرى‪ ،‬فأقس ُ‬
‫رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين‪ ،‬وبعد أن كان عاليا ً منتفخاً‪،‬‬
‫من لذ بهم من العظماء والكبراء رأيته مهينا ً ذليلً‪ ،‬خادماً‬
‫مستعًزا ب َ‬
‫على باب مسجد من مساجد القاهرة‪ ،‬يتلقى نعال المصلين‬
‫يحفظها في ذلة وصغار‪ ،‬حتى لقد خجلت أن يراني‪ ،‬وأنا أعرفه‬
‫وهو يعرفني‪ ،‬ل شفقة عليه؛ فما كان موضعا ً للشفقة‪ ،‬ول شماتة‬
‫فيه؛ فالرجل النبيل يسمو على الشماتة‪،‬‬
‫‪-‬انتقص النبي تزل ً‬
‫فا لنصراني فأهلك الله أهله‬
‫وأولده‪:‬‬
‫ومن قصص المعاصرين كذلك ذات العبر الدالة على الخاتمة‬
‫السيئة التي تنتظر كل من تطاول وتجرأ على مقام النبي الكرم‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ما ذكره الشيخ محمد صالح المنجد من أن‬
‫أحدهم ذهب لنيل شهادة الدكتوراه خارج بلده‪ ،‬فلما أتم دراسته‬
‫وكانت تتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬طلب منه‬
‫أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وتعريض له‪ ،‬فتردد الرجل بين القبول‬
‫والرفض‪ ،‬واختار في نهاية المر دنياه على آخرته‪ ،‬وأجابه إلى ما‬
‫أراد طمعا ً في تلك الشهادة‪ ،‬فما أن عاد إلى بلده حتى فوجئ‬
‫بهلك جميع أولده وأهله في حادث مروع‪ ،‬ولعذاب الخرة أشد‬
‫وأنكى ‪ .‬‬
‫ر)‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫خذَ َ‬ ‫َ‬ ‫خذْنَا ُ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ( -‬‬
‫د ٍ‬
‫مقت َ ِ‬‫ز ُ‬
‫زي ٍ‬
‫ع ِ‬ ‫مأ ْ‬‫ه ْ‬ ‫فأ َ‬
‫الزمان‪ :‬الحد الول من أغسطس ‪1993‬م‪-‬الساعة الثانية ظهًرا‪.‬‬
‫المكان‪" :‬ركن الخطباء" في حديقة "هايد بارك " الشهيرة بوسط العاصمة البريطانية‬
‫"لندن"‪.‬‬
‫الحدث‪ :‬اعتاد بعض المسلمين النكليز المؤهلين لدعوة بنى جلدتهم إلى السلم أن‬
‫يتواجدوا بصفة أسبوعية في "ركن الخطباء" بالحديقة المذكورة‪ ،‬ليتناوبوا على الخطابة‬
‫داعين إلى توحيد الله عز وجل‪ ،‬وموضحين حقائق السلم‪ ،‬ومفندين شبهات أعدائه‪،‬‬
‫وفى اليوم المذكور وقف الخ أبو سفيان داعيًا إلى الله عز وجل‪ ،‬فانبرى له رجل‬
‫بريطاني نصراني فأخذ يقاطعه ويشوش عليه‪ ،‬ثم تدني إلى ما هو أشنع من ذلك‪،‬‬
‫فطوعت له نفسه أن يلعن ويسب الله عز وجل‪ ،‬والرسول صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫والسلم‪ ،‬فلم يمهله الله طرفة عين‪ ،‬وإذا بالخبيث يخر في الحال على وجهه صريعًا‬
‫لليدين وللفم بعد أن بال على نفسه‪ ،‬وأخذت الرغوة الكريهة المقززة تنبعث من فمه‪،‬‬
‫وفشلت كل محاولت إسعافه إذ كان قد نفق في الحال‪ ،‬وأفضى إلى جبار السماوات‬
‫والرض جل وعل‪،‬وكان أحد رجال الشرطة البريطانية المخصصين لحفظ المن والنظام‬
‫يراقب الموقف برمته مع الحاضرين عن كثب‪ ،‬فلما نفضوا أيديهم منه‪،‬وآيسوا من‬
‫حياته‪ ،‬أقبل الشرطي نحو أخينا "أبى سفيان"قائل له ‪":‬هذا ربك قد انتقم منه في الحال‬
‫؟"‪،‬فأجابه "أبو سفيان"‪" :‬نعم هو الله الذي فعل ذلك‪ ،‬فادعوا الروح القدس كي تعيده‬
‫إلى الحياة إن استطعتم"‪.‬‬
‫اللهم اجعل عملنا لوجهكـ خالصاً‬
‫واجعله شافعا لنا يوم ل ينفعنا‬
‫إل‬
‫صالح أعمـــالنا وخالصها‬
‫اللهم أجمعنا مع نبيكـ وارزقنا شفاعته‬
‫يا حي يا قيوم‬
‫اللهم نصرك الذي وعدت‬
‫إنك ل تخلف الميعـــاد‬
‫خــــيرالدين‬
‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

You might also like