Professional Documents
Culture Documents
وهذا مجرم آخر تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يقتله،
فكان جزاؤه أن لقي حتفه بقرني تيس ألقاه من فوق الجبل ،روى أصحاب
ماة َ يوم أحد قد اشتغلوا بالغنيمة، السير والمغازي :لما رأى خالد بن الوليد الُّر َ
شرِكِين ،ثم حمل على أصحاب م ْ خيْله من ال ُ
ة ،صاح في َ ورأى ظهوَرهم خالي ً
النبي صلى الله عليه وسلم من خلفهم ،فهزموهم ،وقتلوهم ،ورمى عبد الله
ش َّ
ج جر ،فكسر أنفه ورباعيته ،و ُ ح َ بن قمئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ب َ
ل النبي في وجهه ،فأثقله ،وتفرق عنه أصحابُه ،وأقبل عبد الله بن قمئة يريد قَت ْ َ
ب مصعب بن عمير وهو صاحب راية النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فذ َ َّ
مئة ،وهو يرى أنه قتل النبي صلى الله عليه وسلم ن قَ ِ عليه وسلم عنه ،فقتله اب ُ
ت محمداً ،وصاح صارخ :أل إن محمدا ً قد قُتِل. فرجع ،وقال :إني قتل ُ
روي الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن أبي أمامة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم رماه عبد الله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر
رباعيته وقال :خذها وأنا ابن قمئة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يمسح الدم عن وجهه " :ما لك أقمأك الله ؟" ،فسلط الله عليه تيس جبل
فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة .
-صاعقة السماء تحرق المتآمرين:
وهذا مجرم آخر من مجرمي المنافقين لم يكتفي بتحريضه على قتل سبعين
من قراء الصحابة في بئر المعونة ،بل سعى إلى اغتيال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ،فحفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم وانتقم من أعدائه.
س ،أ َ َّ
ن ن عَبَّا ٍ ن ابُ ْ ِ َروى الطبراني في المعجم الكبير والمعجم الوسط بسنده عَ ِ
ك مال ِ ٍ ل بن َ َ في ْ ِ مَر بن الط ّ َ ب ،وَع َا ِ فرِ بن كِل ٍ جع ْ َ خالِد ِ بن َ ي بن َ جزِ ِ ّ س بن ُ أْربَد َ بن قَي ْ ِ
َ
ل الل ّهِ سو ُِ ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم ،فَانْتَهَيَا إِلَى َر ُ سو ِ ة ع َلَى َر ُ مدِين َ َ ما ال ْ َ قَدِ َ
ل :يَا في ْ ِ مُر بن الط ّ َ ل عَا ِ ن يَدَيْهِ ،فََقا َ َ سا بَي ْ جل َ َ س ،فَ َ جال ِ ٌ و َ صلى الله عليه وسلم وَهُ َ
م:ل َ َ َ َ َ َ ل لِي إ َ
ما ك َ سل ّ َ ه عَلَيْهِ وَ َ صل ّى الل ّ ُ ه َ ل الل ّ ِ
ُ
سو ُ ل َر ُ ت؟ قَا َ ُ م
ْ سل َ نأ ْ ِ ْ جعَ ُ ما ت َ ْ َ مدُ، ح َّ م َ ُ
ن َ جع َ ُ َ مُر بن الط ّ َ م ،قَا َ ما ع َلَيْه ن ،وَع َلَي ْ َ لِل ْ
مَر إ ِ ْ ي ال ْ ل لِ َ ل :أت َ ْ ِ في ْ ل ع َا ِ ْ ِ َ ك َ ميسل ِ ِم ْ ُ
ك لَ َ َ َ َ ُ َ َ
ك ،وَل س ذَل ِ َ م:لَي ْ َ سل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ صل ّى الل ّ ُ ل الل ّهِ َ سو ل َر ُ ك؟ قَا َ ن بَعْد ِ َ م ْ ت ِ م ُ سل َ ْ أ ْ
يل لِ َ جع َ ْ جدٍ ،ا ْ ل نَ ْ خي ْ ِ عنَّةِ َ ن فِي أ َ ِ ل :أنَا ال َ
خيل ،قَا َ َ
ِ ة ال ْ َ ْ عن َّ ُ ك أَ ِ ن لَ َ ْ ك ،وَلَك ِ م َ قو ِ لِ َ ْ
م:ل ،فَل َ َّ َ َ َ َ
عنْدِ ن ِ م ْ ما قََفا ِ سل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ
َ ُ صل ّى الل ّ َ ل الل ّهِ
َ
سو ُ ل َر ُ مدََر ،قَا َ
َّ َ َ ك ال ْ وبََر ،وَل َ َ
َّ َ ال ْ
ملَنَّهَا عَلَي ْ َ َ َ
خيْل ك َ ما َوالل ّهِ ل َ ْ مٌر َ :أ َ ل ع َا ِ م ،قَا َ سل ّ ََ ه ع َلَيْهِ وَ َ
َ َ ُ صل ّى الل َ ِ ه ل الل سو ِ َر ُ
َ ه ،فَل َ َّ
د
ج أْرب َ ُ خَر َ ما َ ك الل ّ ُ منَعُ َ م:ي َ ْ سل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ صل ّى الل ّ ُ ه َ ل الل ّ ِ سو ُ ل َر ُ جال ،فََقا َ وَرِ َ
ف، سي ْ ِ ه بِال َّ ث ،فَا ْ ِ
ضرب ْ ُ حدِي ِ مدًا بِال ْ َ ح َّ م َ ك ُ ل ع َن ْ َ شغ َ ُ مٌر :يَا أَْربَدُ ،أَنَا أ َ ْ ل ع َا ِ مٌر ،قَا َ وَع َا ِ
َ
ب، حْر َ ضوا بِالدِّيَةَِ ،ويَكَْرهُوا ال ْ َ ن يَْر َ ْ م يَزِيدُوا ع َلَى أ ْ مدًا ل َ ْ ح َّ م َ ت ُ س إِذ َا قَتَل ْ َ َ ن النَّا فَإ ِ َّ
ن إِلَيْهِ، ْ ل ،فَأ َ ل أَْربَدُ :أَفْعَ ُ ة ،قَا َ
َ ِ ِْ ي َ ع ج را ل َ ب ق م الدِّي َ َ سنُعْطِيهِ ُ فَ َ
-صاعقة السماء تحرق المتآمرين:
َّ َّ ُ َّ معِي أُكَل ِّ
ه عَلَي ْ ِ
ه َ ُ الل ى صل َ ِ ه سول الل ه َر ُ ُ مع َ َ مك ،فََقا َ م َ ْ َ مْ مدُ ،قُ ح َّ م َ مٌر :يَا ُ ل ع َا ِ فََقا َ
ّ َ ّ َ َ ّ َ ّ َ ّ ُ َ ْ َ َ َ َّ
ه،
ُ ُ م ِ ل ك ُ ي م
َ سل َ َ و ه
ِ ْ ي َل ع ه
ُ الل ى صل َ ِ ه الل ل سو ُ ر َ ُ َه َ ع م ف
َ ق و
ِ ِ َ َ و ، ار َ د ج ال ى لِ إ اَ ي خل َ ف م، سل َ وَ َ
ف، ت عَلَى قَائِم ِ ال َّ ضعَ يَدَه ُ ع َلَى قَائِم ِ ال َّ ف ،فَل َ َّ ل أْربَد ُ ال َّ َ س َّ
سي ْ ِ ْ سف يَب ِ َ سي ْ ِ ما وَ َ سي ْ َ وَ َ
ُ َّ َ َ َ س َّ
ه
سول الل ِ ت َر ُ ب ،فَالْتََف َ ضْر ِ مر بِال َّ طَأ أْربَد ُ ع َلَى ع َا ِ ٍ ف ،فَأب ْ سي ْ ِ ل ال َّ
َ
ع َ ستَط ِ ْ
َ
م يَ ْ ْ َ
فَل َ
ما ،فَل َ َّ َ َ
مٌر ج عَا ِ خَر َ ما َ ف عَنْهُ َ صَر َ ع ،فَ َان ْ َ صن َ ُ ما ي َ ْ مَ ،فََرأى َأْربَد َ َوَ َ سل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ صل ّى الل ّ ُ َ
َ
حَّرةِ حَّرةِ َ حتَّى إِذ َا كَانَا بِال ْ َ م َ سل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ صل ّى الل ّ ُ ل الل ّهِ َ سو ِ عنْد ِ َر ُ ن ِ م ْ وَأْربَد ُ ِ
ُ
صا يَا عَدُوَّ ِ
ي خ َ ش َ ضيْرٍ ،فََقال :ا ْ ح َ سيْد ُ بن ُ معَاذ ٍ َوأ َ سعْد ُ بن ُ ما َ ج إِلَيْهِ َ خَر َ
َّ
َواقِمٍ ،نََزل فَ َ
َّ
ر ُ ن هَذ َا يَا سعدُ؟ قَا َ َ َ ُ َ
ضي ٍْ ح َ سيْد ُ بن ُ ل :هَذ َا أ َ ٌ َ ْ م : ر م
ِ َا ع ل ا ق ه، ُ الل ما َ ك َ ن َ ع ل ، ه
ِ الل
َ ج َّ َ َ
ةعَق ً صا ِ ل عََلَى أْربَد َ َ َ ه عََّز َو َ ل َ الل ّ ُ س َ حتَّى إِذا كَانَا بِالَّرقْم ِ أْر َ جا َ خَر َ ل :ف َ َ ب ،قَا َ الْكَات ِ ُ
خرج ع َامر إذ َا كَان بال ْحر ،ث ُ َ َ
ه ،فَأدَْرك َ ُ
ه خذ َت ْ ُ ة فَأ َ ح ً ه قَْر َ ه ع َلَي ْ ِ ل الل ّ ُ س َ م أْر َ ّ َ ِ َ ِّ ِ ٌَ ِ ه ،وَ َ َ َ قتَلَت ْ ُ فَ َ
ل: قو ُ حلِْقهَِ ،وي َ ُ ه ِفي َ حت َ ُ س قُْر َ م ُّ ل يَ َ جع َ َ ل ،فَ َ سلُو ٍ ن بني َ م ْ ة ِ مَرأ ٍ تا ْ ل ِفي بَي ْ ِ اللَّي ْ ُ
َ
ه،س ُ ب فََر َ م َرك ِ َ ت فِي بَيْتِهَا ،ث ُ َّ َ مو ُ ن يَ بأ ْ سلُولِيَّةٍ ،يَْرغ َ ُ ت َ ل فِي بَي ْ ِ ِ م
َ غُدَّة ٌ كَغُدَّةِ ال ْ َ
ج
م ُ َ َّ ج َّ َ َ َ َ َّ َ َ فَأ َ
ل ح ِ ما ت َ ْ ُ َ م لْ ع َ ي ه
ُ الل " : ما ِ َ يه ِ ف ل َ و
َ ز ّ َ ع ه
ُ الل ل زَ ْ ن أ ف ا، ً ع ج
َ ِ را ه
ِ ْ ي َل ع ت َ َ ما ى ّ حت َ ه
َ ُ ر ضَ ح ْ
ن م ه ِ ون د ن م م ه َ ل ما و " : ه ِ ل و َ ق ى َ ل إ ]8 آية الرعد "[ م حا ر َ ال ض ي ِ غ ت ما و ى َ ث ن ل أُ ك ُ ُّ
ْ ِ ِ ُ ْ ِ ْ ُ َ َ ِ َ ْ َ ِ ُ َ ْ ُ َ َ َ ْ
م ذ َكََر مدًا ،ث ُ َّ ح َّ م َ ن ُ حَفظُو َ مرِ الل ّهِ ي َ ْ نأ ْ م ْ ت ِ قبَا ُ معَ ِّ ل :ال ْ َ ُ ل"[الرعد آية ،]11قَا َ َ َوا ٍِ
خوْفًا وَطَمعًا"[الرعد آية ]12 م الْبَْرقَ َ ريك ُ ُ و ال ّذِي ي ُ ِ ل" :ه ُ َ ه بِهِ ،قَا َ ما قَبْل َ ُ أْربَد َ وَ َ
ل"[الرعد آية . ]13 حا ِ م َ شدِيد ُ ال ْ ِ و َ إِلَى قَوْلِهِ" :وَهُ َ
-الرض تنتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
فهذا الرض الجامدة تننقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من
هذا المتطاول المجرم ،وتتركه عبرة وعظة لمن يعتبر أو يتعظ،
يقول شيخ السلم ابن تيمية في "الصارم المسلول" معلقا ً على
ن الذي افترى على النبي صلى الله عليه القصة" :فهذا الملعو ُ
وسلم أنه ما كان يدري إل ما كتب له ؛ قصمه الله وفضحه بأن
ج عن العادة،أخرجه من القبر بعد أن دفن مراراً ،وهذا أمٌر خار ٌ
ه ،وأنه كان كاذباً ،إذ كانل أحد ٍ على أن هذا عقوبة لما قال ُ لك ّ يد ُ
م من مجرد م أعظ ُجر َ
عامة الموتى ل يصيبهم مثل هذا ،وأن هذا ال ُ
ة المرتدين يموتون ول يصيبهم مثل هذا ،وأن الرتداد ،إذ كان عام ُ
ه،
ه عليه وسلم ممن طعن عليه وسب ُ م لرسولهِ صلى الل ُ ه منتق ٌ الل َ
ومظهٌر لدينه ،ولكذب الكاذب إذا لم يمكن للناس أن يقيموا عليه
الحد" .
-مزق خطاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمزق ملكه:
وها هو كسرى عظيم الفرس في عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتجرأ ويمزق خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه الذي
يدعوه إلى السلم ،فيكون الجزاء من جنس العمل ول تمض إل
أيام ويمزق الله ملكه وكأنه بتمزيقه لخطاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يمزق ملكه هو ،بل ومزق ملك الفرس الذي
أنهى المسلمون دولتهم في سلسلة من الفتوحات المجيدة.
س رضى الله ن عَبَّا ٍ صحيحه بسنده َ عن اب ْ َ َّ
روى المام البخاري في
َّ َ َّ عنه أ َ
سَرى ْ ِ ك ى َ ل إ ِ
ِ ِ ِه اب َ تِ ك ب ث َ َ ع َ ب م ّ
َ َ َسل و ِ ه ْ يَ لَ ع ه ُ الل ى صل َ ِ ه الل ل سو َ ُ ر َ
ن ّ
ه إِل َ َ َ َ َ َ َ َّ
يم
ِ ِ ظ َ ع ى ُ َ ع فْ د َ ي ن
ْ أ ه ر
َ َ ُم أ ف ي
ّ ْ ِّ م
ِ ه س ال ة
َ ف َا ذ ح
ُ نِ ْ ب ِ ه معَ عَبْد ِ الل َ
َ سَرى فَل َ َّ
مَّزقَ ُ
ه ما قََرأه ُ َ ن إِلَى ك ِ ْ ِ حَري ْ م الْب َ ْ ه عَظِي ُ ن فَدَفَعَ ُ ِ حَري ْ الْب َ ْ
َّ َّ ُ َّ فَحسبت أ َ
ه
ُ الل ى صل سول الل ِ َ
ه م َر ُ ل فَدَعَا عَلَيْهِ ْ ب قَا َ سي َّ ِ م َ ن ال ْ ُ َ ْ اب ن َ ّ َ ِ ْ ُ
َ ن ي ُمَّزقُوا ك ُ َّ َ
عَلَيه وسل ّم أ َ
ق. ُ َ ٍ ز ّ م م ل َ ْ ْ ِ َ َ َ
-مزق خطاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمزق ملكه:
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" .. " :وفي حديث عبد الله بن حذافة "
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :اللهم مزق ملكه " وكتب
– أي كسرى -إلى باذان عامله على اليمن :ابعث من عندك رجلين إلى هذا
الرجل الذي بالحجاز ،فكتب باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :أبلغا
صاحبكما أن ربي قتل ربه في هذه الليلة ،قال :وكان ذلك ليلة الثلثاء لعشر
مضين من جمادى الولى سنة سبع ،وإن الله سلط عليه ابنه شيرويه فقتله.
وروى البيهقي من طريق ابن عون عن عمير بن اسحاق رضي الله عنه قال:
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى كسرى وقيصر ،فأما قيصر فوضعه
وأما كسرى فمزقه ،فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( :أما
هؤلء فيمزقون ،وأما هؤلء فستكون لهم بقية).
وكان مقتل كسرى كبير الفرس على يد أقرب الناس إليه "شيرويه" ابنه الكبير
فيقتله ،ثم ما يلبث أن يُقتل هو ،ثم يُقتل من قتله ،وحتى تمزق ملك كسرى
حتى أخذه المسلمون وفتحوا بلده كلها في عهد الراشدين.
-والكلب تثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
ومن الوقائع العجيبة في انتقام الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
ما ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"؛
حيث ذكر الحافظ ابن حجر " ..أن بعض أمراء المغل تنصر فحضر عنده
جماعة من كبار النصارى والمغل فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله
عليه وسلم وهناك كلب صيد مربوط فلما أكثر من ذلك وثب عليه الكلب
فخمشه فخلصوه منه.
وقال بعض من حضر :هذا بكلمك في محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال كل بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن
أضربه ،ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على
زردمته فقلعها فمات من حينه فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغل"
.
-وقائع متفرقة:
ومن الوقائع التي تندرج تحت انتقام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ،ما ذكره القاضي
عياض في كتابه الرائع "الشفا " من قصة عجيبة لساخرٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم؛
ل إبراهيم الفزاري ،وكان شاعراً سحنُون أفتوا بقت ِب ُ ن وأصحا َوذلك أن فقهاءَ القيروا ِ
متفننا ً في كثير من العلومِ ،وكان يستهزىء باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد صلى الله عليه
سا ،ثم منك ًصلب ُ نو ُ ُ
ُوسلمُ ،فأمر القاضي يحيى بن عمَر بقتله وصلبه ،فطعن بالسكي ِ
ض المؤرخين أنه لما ُرفعت خشبته ،وزالت عنها اليدي بالنار ،وحكى بع ُ
ِ أنزل وأحرق
ب فولغ في دمهِ س ،وجاءَ كل ٌ
ة للجميِع ،وكبر النا ُ استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آي ً
ث سنة ضا ما ذكره الحافظ ابن كثير في كتاب "البدايةِ والنهايةِ" عند أحدا ِ -ومن ذلك أي ً
ن محمد نب ُ ( 761هـ ) ما نصه":وفي يوم الجمعة السادس عشر منه قُتل عثما ُ
ن تواطؤهم ة ل يمك ُ ن دبادب الدقاق بالحديدِ على ما شهد عليه به جماع ٌ المعروف باب ِ
الحاكم
ِ ه عليه وسلم ،فُرفع إلى ل صلى الل ُ ب ،أنه كان يكثُر من شتم ِ الرسو ِ على الكذ ِ
ه وأبعده ُ ول ه الل ُل قبح ُ ن ،ثم استقر أمره ُ على أن قت َ المالكي وادعى عليه فأظهر التجاب َ
ه .وفي يوم الثنين السادس والعشرين منه قتل محمد المدعو زبالة الذي بهتار رحم ُ
لبن معبد على ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم ،ودعواه أشياء كفرية،
وذكر عنه أنه كان يكثر الصلة والصيام ،ومع هذا يصدر منه أحوال بشعة في حق أبي
بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين ،وفي حق النبي صلى الله عليه وسلم ،فضربت عنقه
أيضا ً في هذا اليوم في سوق الخيل ولله الحمد والمنة" .
- -الخطيب المفوه يصبح حارس أحذية:
من القصص ذات العبر في عاقية المستهزئين والمتطاولين على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه "كلمة
الحق" عن والده محمد شاكر ،وكيل الزهر في مصر سابقاً ،أن خطيبا ً مفوهًا
حا كان يتوافد إليه الناس لسماع خطبه ،حضر إليه ذات يوم في خطبته فصي ً
أحد أمراء مصر ،فأراد هذا الخطيب مدح هذا المير والثناء عليه ،وكان هذا
المير قد أكرم طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية ،فلما
حضر طه حسين والمير في الخطبة ،قام هذا الخطيب المفوه يمدح ذلك
المير قائل له :جاءه العمى فمــا عبس بوجه وما تولى.
وهو يقصد من شعره هذا إساءة النبي عليه الصلة والسلم ،لن الله قال عن
قصته عليه الصلة والسلم مع ابن أم مكتوم " عبس وتولى أن جاءه العمى "
فلما صلى الخطيب بالناس قام الشيخ محمد شاكر والد الشيخ أحمد شاكر
رحمهما الله ،وقال للناس :أعيدوا صلتكم فإن إمامكم قد كفر ،لنه تكلم
بكلمة الكفر.
- -الخطيب المفوه يصبح حارس أحذية:
يعلق الشيخ أحمد شاكر قائلً :ولم يدع الله لهذا المجرم جرمه
م بالله لقد في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الخرى ،فأقس ُ
رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين ،وبعد أن كان عاليا ً منتفخاً،
من لذ بهم من العظماء والكبراء رأيته مهينا ً ذليلً ،خادماً
مستعًزا ب َ
على باب مسجد من مساجد القاهرة ،يتلقى نعال المصلين
يحفظها في ذلة وصغار ،حتى لقد خجلت أن يراني ،وأنا أعرفه
وهو يعرفني ،ل شفقة عليه؛ فما كان موضعا ً للشفقة ،ول شماتة
فيه؛ فالرجل النبيل يسمو على الشماتة،
-انتقص النبي تزل ً
فا لنصراني فأهلك الله أهله
وأولده:
ومن قصص المعاصرين كذلك ذات العبر الدالة على الخاتمة
السيئة التي تنتظر كل من تطاول وتجرأ على مقام النبي الكرم
صلى الله عليه وسلم ،ما ذكره الشيخ محمد صالح المنجد من أن
أحدهم ذهب لنيل شهادة الدكتوراه خارج بلده ،فلما أتم دراسته
وكانت تتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ،طلب منه
أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي
صلى الله عليه وسلم وتعريض له ،فتردد الرجل بين القبول
والرفض ،واختار في نهاية المر دنياه على آخرته ،وأجابه إلى ما
أراد طمعا ً في تلك الشهادة ،فما أن عاد إلى بلده حتى فوجئ
بهلك جميع أولده وأهله في حادث مروع ،ولعذاب الخرة أشد
وأنكى .
ر): ْ خذَ َ َ خذْنَا ُ َ َ ( -
د ٍ
مقت َ ِز ُ
زي ٍ
ع ِ مأ ْه ْ فأ َ
الزمان :الحد الول من أغسطس 1993م-الساعة الثانية ظهًرا.
المكان" :ركن الخطباء" في حديقة "هايد بارك " الشهيرة بوسط العاصمة البريطانية
"لندن".
الحدث :اعتاد بعض المسلمين النكليز المؤهلين لدعوة بنى جلدتهم إلى السلم أن
يتواجدوا بصفة أسبوعية في "ركن الخطباء" بالحديقة المذكورة ،ليتناوبوا على الخطابة
داعين إلى توحيد الله عز وجل ،وموضحين حقائق السلم ،ومفندين شبهات أعدائه،
وفى اليوم المذكور وقف الخ أبو سفيان داعيًا إلى الله عز وجل ،فانبرى له رجل
بريطاني نصراني فأخذ يقاطعه ويشوش عليه ،ثم تدني إلى ما هو أشنع من ذلك،
فطوعت له نفسه أن يلعن ويسب الله عز وجل ،والرسول صلى الله عليه وسلم،
والسلم ،فلم يمهله الله طرفة عين ،وإذا بالخبيث يخر في الحال على وجهه صريعًا
لليدين وللفم بعد أن بال على نفسه ،وأخذت الرغوة الكريهة المقززة تنبعث من فمه،
وفشلت كل محاولت إسعافه إذ كان قد نفق في الحال ،وأفضى إلى جبار السماوات
والرض جل وعل،وكان أحد رجال الشرطة البريطانية المخصصين لحفظ المن والنظام
يراقب الموقف برمته مع الحاضرين عن كثب ،فلما نفضوا أيديهم منه،وآيسوا من
حياته ،أقبل الشرطي نحو أخينا "أبى سفيان"قائل له ":هذا ربك قد انتقم منه في الحال
؟"،فأجابه "أبو سفيان"" :نعم هو الله الذي فعل ذلك ،فادعوا الروح القدس كي تعيده
إلى الحياة إن استطعتم".
اللهم اجعل عملنا لوجهكـ خالصاً
واجعله شافعا لنا يوم ل ينفعنا
إل
صالح أعمـــالنا وخالصها
اللهم أجمعنا مع نبيكـ وارزقنا شفاعته
يا حي يا قيوم
اللهم نصرك الذي وعدت
إنك ل تخلف الميعـــاد
خــــيرالدين
nilkheireddine@yahoo.fr