You are on page 1of 118

‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬

‫____________________________‬

‫‪‬مقدمـــة ‪:‬‬
‫تع تبر المه مة ال ساسية للدولة‪ ،‬هي تحق يق الم صلحة العا مة‪ ،‬و هي وظي فة اجتماع ية‬
‫كسبرى ل يتسم بلوغهسا إل فسي نطاق دولة الحسق والقانون والمؤسسسات‪ ،‬فإذا كان دور الدولة‬
‫قديمسا يتمثسل فسي ضمان السستقرار والمسن داخسل المجتمسع‪ ،‬فإنهسا اليوم وعلى عكسس دلك‪،‬‬
‫وتقديرا لجسامة المهام الملقاة على عاتقها‪ ،‬تحتاج إلى مجموعة من الوسائل تستعين بها للقيام‬
‫بهذه الم سؤولية‪ ،‬على أح سن و جه‪ ،‬فهذه الو سائل قد تكون ذات طا بع مؤ سساتي‪ ،‬و قد تكون‬
‫ذات طا بع إن ساني يتكون من مجمو عة من الشخاص‪ ،‬و قد تكون ذات طا بع قانو ني تمكن ها‬
‫من القيام ببعض التصرفات والعمال‪ ،‬قد تكون قرارات إدارية أو عقود إدارية‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى فالقانون ع هد لل سلطة الدار ية امتيازات ها مة تتم ثل أ ساسا في إ صدار‬


‫القرارات الدارية تنظيمية كانت أم فردية ترمي إلى تحقيق أهداف القانون في المجتمع وهي‬
‫العدالة والمصالح العامة للجماعة‪ .‬وأيضا المصالح الخاصة للفراد حسب الحوال‪.‬‬

‫فهذه المتيازات تخول للدارة درجسة أعلى مسن الفرد وغيسر متسساوية له بحيسث تنفسذ‬
‫قراراتهسا طواعيسة أو إكراهسا كحقهسا فسي نزع الملكيسة مسن أجسل المنفعسة العامسة والسستيلء‬
‫المؤقت على العقارات وحقها في اللتجاء القهري والمباشر دون السعي إلى المحاكم وانتظار‬
‫صدور حكم بالضافة إلى تنفيذ القوانين والمحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫والقرارات الدار ية هي العمال القانون ية ال تي تتد خل الدارة بوا سطتها‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تنظيم الحياة داخل المجتمع‪ ،‬تحدوها في ذلك غاية أسمى تتمثل في تحقيق المصلحة العامة‪،‬‬
‫وتتم يز هذه القرارات بكون ها و سيلة ت ستعملها انطل قا من إرادت ها المنفردة‪ ،‬ح يث تقوم ب سن‬
‫أعمال بم حض إرادت ها وتتر تب علي ها حقوق وواجبات ول يتطلب دخول ها ح يز التنف يذ تو فر‬
‫رضسى الفراد أو الجماعات المعنيسة بهسا‪ ،‬وذلك نظرا لكونهسا تقوم على أسساس مسا يخوله‬
‫التشريع للدارة من صلحيات غير مألوفة في القانون العادي‪.‬‬

‫بيد أن أوجه تحقيق هذا النشاط ل ينحصر فقط في تلك المتيازات التي تعطي للدارة‬
‫الحرية في التقدير بمحض اختيارها‪ ،‬فالمصلحة العامة قد تقتضي تدخلها من عدمه وفي حالة‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪1‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تدخل ها و فق أي الو سائل تقوم بذلك وتم تد كذلك لتش مل ما يفر ضه المشرع على الدارة من‬
‫قيود ترد على حريتهسا فسي تحديسد أسساليب ممارسسة نشاطهسا فتحرم بعسض السساليب عليهسا‬
‫وتشترط بصدد موضوع ما اتخاذ إجراءات معينة ل تستطيع أن تحيد عليها وهي قيود يقصد‬
‫المشرع منهسا الحسد مسن حريسة الدارة وسسلطاتها وبيسن حقوق وحريات الفراد‪ ،‬علوة على‬
‫حماية الفراد من تحكم الدارة واستبدادها وتحيزها‪.‬‬

‫وبالتالي فالقرارات الدارية خاضعة للسلطة التقديرية والختصاص المقيد اللتان يجب‬
‫التوفيق بينهما لتحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫ويجمع الفقه في هذا الخصوص أنه ل يوجد قرار إداري تنفرد الدارة بتحد يد وتقدير‬
‫مج مل عناصسره‪ ،‬بل هناك بعسض الجوانسب التقدير ية المختلفسة باختلف موضوع القرارات‬
‫الداريسة الخاضعسة لتقديسر ورقابسة القضاء‪ ،‬لنسه يخشسى أن تتجاوز الدارة دائرة حدودهسا‬
‫فتتجاوز في ا ستخدام امتيازات ها لغ ير صالح الفراد‪ ،‬و من ه نا بدت الضرورة على مراق بة‬
‫نشاط الدارة حتسى ل تنصسرف عسن حدود سسلطتها واختصساصاتها وذلك تأسسيسا على مبدأ‬
‫المشروعية الذي أصبح من المبادئ الساسية لقامة دولة الحق والقانون‪ ،‬ويعتبر هذا المبدأ‬
‫ضربا من ضروب التفكير النظري المجرد ما لم تتوفر الضمانات الكفيلة لحمايته ومن أهمها‬
‫رقابة القضاء على القرارات الصادرة عن الدارة‪.‬‬

‫فالفرد عليه أن ل يلتزم الصمت عن كل قرار إداري مضر بمركزه القانوني لن ذلك‬
‫يكرس انعدام المشروعية ويشجع رجل الدارة الذي يعتبر المستفيد الوحيد من هذه الوضعية‬
‫في الستمرار في تعنته وشططه ولهذا فمن مصلحة الفرد المتضرر أن يكون واعيا بحقوقه‬
‫وأن ير فع دعوى اللغاء ب سبب تجاوز ال سلطة عند ما ي صاب بضرر من شأ نه إعدام القرار‬
‫الغير المشروع‪.‬‬

‫ومسن واجسب القاضسي أيضسا أن يحرص كسل الحرص أن تسستهدف الدارة مسن وراء‬
‫القرار المت خذ تحق يق الم صلحة العامة بل قد يتح مل م سؤولياته في إقامة عدالة مواز ية ب ين‬
‫امتيازات الدارة من جهة وحقوق الفراد وحرياتهم من جهة أخرى‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪2‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫هذا ولقسد سسبق أن أعلن المغفور له الحسسن الثانسي فسي بدايسة التسسعينات عسن إحداث‬
‫المحا كم الدار ية والمجلس ال ستشاري لحقوق الن سان و هم معلمت ين من معالم دولة ال حق‬
‫والقانون‪ .‬ولقد دلت التجربة أن كل من هاتين المؤسستين تنطوي على مجموعة من الجوانب‬
‫اليجابية التي فتحت بوادر العهد الجديد بالمغرب‪.‬‬

‫ولقسد رافسق هذا الوضسع‪ ،‬صسدور عدة اجتهادات قضائيسة وفقهيسة أكسسبت القرارات‬
‫الدار ية ال تي تع تبر امتداد للقانون الداري‪ ،‬مضمو نا وا سعا‪ ،‬ازداد تطورا بف عل م ستجدات‬
‫الحداث القانونية واجتهاد المحاكم الدارية وكذا ديوان المظالم‪.‬‬

‫من خلل هذه الطللة الب سيطة نل مس إشكال ية القرارات الدار ية ال تي تع تبر ملت قى‬
‫طرق ب ين عدة مواد قانون ية‪ ،‬وامتداد ل ما ي صطلح عل يه بالقانون العام الداري‪ ،‬أي مجموع‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية التي تنظم الدارة‪.‬‬

‫وإشكاليسة القرارات الداريسة هاتسه‪ ،‬تشمسل التعريسف بالقرار الداري ومجال السسلطة‬
‫التقديرية في إصداره وأساس الرقابة على القرار الداري والذي يتمثل في مبدأ المشروعية ‪:‬‬
‫دعوى اللغاء بسبب تجاوز السلطة‪.‬‬
‫انطلقا من هذه الفكار التمهيدية‪ ،‬ارتأينا تقسيم مضمون هذا البحث إلى فصلين ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬ماهية القرار الداري‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أسس تنظيم الرقابة على القرار الداري‪.‬‬

‫أمنيتنسا أن يحقسق هذا العمسل‪ ،‬الهداف التسي نسسعى إليهسا والتسي تتجلى فسي تبسسيط مضمون‬
‫القرارات الدارية والسهام في بناء الصرح القانوني ببلدنا وتنوير السبيل أمام طالب العلم‪،‬‬
‫ونسأل ال العون والتوفيق‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪3‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫يعتبر القرار الداري من أهم الوسائل القانونية التي تستخدم الدارة لممارسة نشاطها‬
‫وتحقيسق أهدافهسا‪ ،‬لذا فهسو يحتسل مكانسا بارزا فسي المؤلفات العامسة باعتباره أحسد موضوعات‬
‫القانون الداري الهامة ومجالت خصبا للعديد من البحاث والدراسات الخاصة المتعمقة في‬
‫فقسه القانون العام‪ ،‬فالقرار الداري أهسم مظهسر مسن مظاهسر السسلطة التسي تتمتسع بهسا الدارة‬
‫وت ستمدها من القانون العام وير جع ذلك لكون الدارة تم ثل ال صالح العام‪ ،‬وتهدف بال ساس‬
‫تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فهو يتميز بكونه وسيلة تستعملها انطلقا من إرادتها المنفردة حيث‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪4‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تقوم بسسن أعمال بمحضسر إرادتهسا وتترتسب عليهسا حقوق وواجبات ول يتطلب دخولهسا حيسز‬
‫التنف يذ تو فر ر ضا الفراد أو الجماعات المعن ية ب ها وذلك نظرا لكون ها تقوم على أ ساس ما‬
‫يخوله التشريع للدارة من صلحيات غير مألوفة في القانون العادي‪.‬‬

‫إن هذه العمال تهدف إلى تحق يق أغراض متعددة من ها ما يهدف إلى إلغاءه و من تم‬
‫تسميتها بالقرارات النفرادية أو القرارات التنفيذية‪.‬‬

‫وتجدر الشارة إلى أن العمال النفراد ية‪ ،‬تتم تع بنظام خاص يجعل ها تخ ضع لب عض‬
‫القواعسد التسي يؤدي عدم احترامهسا إلى جعلهسا تفتقسر للمشروعيسة‪ .‬فمسا هسي إذن القرارات‬
‫الدارية؟ وكيف يتم إنشاؤها ؟ ثم كيف يتم تنفيذها ؟ وأخيرا ما هي طرق انتهائها ؟‬

‫هذه التسساؤلت وغيرهسا سسنجيب عنهسا مسن خلل ثلث مباحسث‪ ،‬حيسث سسنتناول فسي‬
‫المبحث الول مفهوم القرار الداري ومعايير تمييزه وتوضيح أركانه‪ ،‬أما في المبحث الثاني‬
‫ف سنركز ف يه على أنواع القرار الداري وأخيرا المب حث الثالث الذي سنخصصه للحد يث عن‬
‫القرار الداري نفاذه –تنفيذه ونهايته‪.‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬مفهوم‬


‫القرار الداري‬
‫إن الهدف من تحد يد القرار الداري هو معر فة طبي عة النشاط الذي تمار سه الدارة‬
‫باعتباره عمل تلعسب فيسه هذه الخيرة دورا رئيسسيا‪ ،‬فالدارة ل تقتصسر مهمتهسا على القيام‬
‫بنوع معيسن مسن العمال‪ ،‬ذلك أن نشاطهسا يتنوع حسسب الهداف والمجالت‪ ،‬وكذلك حسسب‬
‫سس بالضرورة على‬
‫سي النشاط الداري ينعكس‬
‫سة بهذا النشاط‪ ،‬وهذا التنوع فس‬
‫الطراف المعنيس‬
‫القرارات التي تتخذها الدارة‪ ،‬وذلك من حيث طبيعتها وكذا نظامها القانوني‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪5‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وانطل قا من هذا التنوع‪ ،‬يم كن القول بأ نه إذا كا نت القرارات الدار ية تتم يز بكون ها‬
‫قرارات نافذة‪ ،‬نظرا لمسا تتمتسع بسه مسن صسفة النفراديسة التسي يضفسى عليهسا طابسع السسلطة‬
‫العمومية التي تتوفر عليها الدارة‪ ،‬فإن هذه الصفة قد تغيب بخصوص بعض العمال التي‬
‫تقدم عليها هذه الخيرة‪ ،‬ومن ثم أمكن القول بأن العمال التي تقوم بها الدارة منها ما يتوفر‬
‫على الطابع النفرادي‪ ،‬ومنها ما ينعقد لهذا الطابع‪.‬‬

‫وبناءا على هذا الوضع‪ ،‬يتضح أن تحديد القرار الداري‪ ،‬يقتضي البحث في طبيعته‬
‫وذلك من خلل التعر يف الذي أع طي له‪ ،‬و من خلل تمييزه عن العمال الدار ية الخرى‬
‫وتوضيح أركانه ثم بيان أنواعه‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬القرار الداري –‬


‫تعريفه –معايير تمييزه‬
‫‪‬الفرع الول ‪ :‬تعريـــــــــــف القرار‬
‫الداري‬
‫لم يضسع المشرع الداري تعريفسا معينسا للقرار الداري‪ ،‬ولهذا كان المجال رحبسا‬
‫لجتهادات الفقه والقضاء الداريين في محاولة لوضع تعريف جامع للقرار الداري‪.1‬‬
‫وقد استقر كل من الفقه والقضاء الداريين على تعريف القرار الداري أيا كان نوعه‬
‫على أ نه ع مل قانو ني نهائي صادر بالدارة المنفردة والملز مة لج هة الدارة العامة الوطن ية‪،‬‬
‫بما لها من سلطة بمقتضى القوانين والنظمة‪ ،‬وفي الشكل الذي يتطلبه القانون‪ ،‬بقصد إنشاء‬
‫أو تعد يل أو إلغاء حق أو التزام قانو ني مع ين م تى كان ذلك ممك نا أو جائزا قانو نا وابتغاء‬
‫المصلحة العامة‪.2‬‬
‫ويستفاد من هذا التعريف أن القرار الداري يتميز بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬أن القرار الداري هــــــــو‬


‫عمل قانوني‬

‫‪ -1‬الدكتور نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الردن‪ ،‬ص ‪.237 :‬‬
‫‪ -2‬الدكتور محمسد مرغينسي خيري‪ ،‬الوجيسز فسي القانون الداري المغربسي‪ ،‬الجزء الثانسي‪ ،‬دار المغرب للتأليسف‬
‫والترجمة والنشر‪ ،‬ص ‪.244 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪6‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وهذا الركسن يعنسي أن القرار الداري يقوم على تعسبير الدارة عسن إرادتهسا بقصسد‬
‫ترتيب أثر قانوني وهذا الثر القانوني قد يكون ‪ :‬حالة قانونية جديدة أو تعديل مركز قانوني‬
‫قديم أو إلغاؤه‪.‬‬

‫وبهذا يختلف الع مل القانو ني ال صادر من جا نب الدارة عن الع مل المادي في م حل‬


‫العمل المادي يكون دائما واقعة مادية أو إجراء مثبتا لها دون أن يقصد به تحقيق آثار قانونية‬
‫معينة‪...‬‬

‫فالعمسل المادي الصسادر عسن الدارة يكون فسي الغالب (واقعسة ماديسة ) دون أن يتجسه‬
‫ق صدها إلى إحداث أ ثر قانو ني –أي إنشاء حقوق والتزامات جديدة‪ -‬وبالتالي تع تبر م ثل هذه‬
‫العمال قرارات إدارية‪....‬‬

‫و من أمثلة العمال الماد ية ال صادرة من جا نب الدارة وال تي تع تبر أعمال قانون ية‪،‬‬
‫المر الصادر من الدارة يضم التحقيقات إلى ملف خدمة المدعي‪ ،‬وتسوية أوضاع الموظفين‬
‫وفقا لنظام معادلة الشهادات الدراسية لن عمل الدارة هنا كاشفا وليس منشئا لمركز قانوني‪،‬‬
‫وتسسليم الترخيسص الصسادر بممارسسة نشاط معيسن لصساحبه بعسد صسدور قرار بمنحسه‪ ،‬وقيسد‬
‫المحررات بسسجلت مصسلحة الشهسر العقاري وفقسا لتاريسخ وسساعة تقديمهسا‪ ،‬والتأشيسر على‬
‫أوراق تعيين أحد الموظفين لن مثل هذا التأشير ل ينشئ أثرا قانونيا‪.‬‬

‫ك ما أن الع مل المادي قد ي كو تنف يذ الع مل قانو ني ‪ :‬كأن ي صدر أمرا إداري بالق بض‬
‫على ش خص مع ين عبرت ف يه الدارة عن ق صدها وغرض ها ونفذ ته باعتبار ها ذات وظي فة‪،‬‬
‫حيسث يعتسبر مثسل هذا المسر تصسرف أو عمسل قانونسي‪ ...‬أمسا عمليسة إلقاء القبسض على هذا‬
‫الش خص تع تبر من الفعال الماد ية و هي لي ست إل نتي جة لل مر الداري بالق بض‪ ،‬ولي ست‬
‫قانونيا‪.‬‬

‫كما أن العمل المادي الصادر عن الدارة نتيجة خطأ أو إهمال دون أن تقصد ترتيب‬
‫أي أ ثر قانو ني عل يه‪ ،‬ل يع تبر قرارا إدار يا‪ ،‬كالحوادث ال تي ت قع للقطارات أو ال سيارات‪ ،‬أو‬
‫هدم المباني التي قد ينتج عنها أضرار تصيب بعض الفراد في أنفسهم أو أموالهم‪.1...‬‬
‫‪ -1‬الدكتور نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.231 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪7‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬ثانيـــــا ‪ :‬القرار الداري عمـــــل‬


‫قانوني من جانب واحد‬
‫فالقرار الداري أيا كان نوعه هو عمل قانوني يصدر بإرادة الدارة المنفردة‪ ...‬وهذا‬
‫العن صر هو أ ساس التفر قة ب ين القرار الداري والع قد الداري‪ ،‬ذلك أن الع مل القانو ني في‬
‫الع قد ل يظ هر أثره إل إذا تل قت إرادة الدارة وإرادة الفرد أو الج هة المتعاقدة مع ها‪ ...‬في‬
‫ح ين أن الع مل القانوني في القرار الداري يظ هر أثره دون تدخل من جا نب الفراد وبإرادة‬
‫الدارة وحدها رضي الفراد أو لم يرضوا‪...‬‬

‫ويشترط لتحقيق هذا العنصر من عناصر القرار الداري أن يكون تعبير الدارة عن‬
‫إرادتها الذاتية وليس تنفيذا لرادة إدارة أو سلطة أخرى‪.1‬‬

‫‪‬ثالثـا ‪ :‬صـدور القرار الداري مـن‬


‫سلطة عامة‬
‫استقر اجتهاد الفقه والقضاء الداريين على أن القرار ل يعتبر قرارا إداريا ما لم يكن‬
‫صادرا عن سلطة إدار ية عا مة‪ ،‬سواء كا نت هذه ال سلطة مركز ية أم ل مركز ية‪ ،‬وب غض‬
‫النظر عن طبيعة النشاط الذي تتوله‪ 2‬وعليه ل يعتبر العمل أو التصرف الصادر من سلطة‬
‫عامة أخرى غير إدارية كالسلطة التشريعية أو القضائية قرارا إداريا‪ ...‬كما ل يعتبر العمل‬
‫أو التصرف الصادر عن هيئة أهلية كالهيئات الخاصة ذات النفع العام (كالمؤسسات الصحفية‬
‫–والمدارس والمسستشفيات الخاصسة) أو أشخاص القانون الخاص (كالفنادق الخاصسة ومكاتسب‬
‫السفريات الداخلية والخارجية ولجان الشراف على اليانصيب الخيري)‪.‬‬

‫ول تعتبر العمال أو التصرفات الصادرة عن أشخاص القانون العام (التي تحل محل‬
‫أشخاص القانون الخاص) وتصسدر تلك العمال نيابسة عنهسا قرارات إداريسة لعدم توافسر هذا‬
‫الشرط فيها‪.‬‬

‫‪ -1‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري –دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة الرابعة مع آخر المستجدات ‪ 1998‬مطبعة النجاح‬
‫البيضاء‪ ،‬ص ‪.385 :‬‬
‫‪ -2‬سواء تعلق ال مر بالنشاط الداري أو غيره من النش طة القت صادية والجتماع ية المهن ية‪ ،‬ذلك أن هذه المرا فق‬
‫تتمتع بقدر من امتيازات السلطة العامة والتي تخولها الحق في إصدار قرارات إدارية بشأن أمور معينة‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪8‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫كما تعتبر قرارات إدارية وفقا لهذا الشرط القرارات الصادرة من جهات إدارية عامة‬
‫خارج حدود سلطتها العامة‪ ،‬وبمقتضى صفة أخرى غير صفتها العامة‪...‬‬

‫ويقتضسي هذا الشرط أن تكون السسلطة الداريسة العامسة التسي يصسدر عنهسا العمسل أو‬
‫التصرف سلطة إدارية وطنية تطبق قوانين البلد وتستمد سلطتها منها بحيث يكون التصرف‬
‫معبرا عن الرادة الذاتية لهذه الجهة لوصفها سلطة عامة وطنية‪.‬‬

‫‪‬رابعـــا ‪ :‬صـــدور القرار الداري‬


‫بإرادة الدارة الملزمة بمالها من‬
‫سلطة‬
‫بمقتضى القوانين والنظمة‬
‫يعني صدور القرار الداري ابتداء تعبير الدارة عن إرادتها المنفردة والملزمة سواء‬
‫ات خذ هذا الت عبير أو الف صاح عن الرادة موق فا إيجاب يا‪ ،‬فيكون التمرار في هذه الحال قرارا‬
‫صريحا‪ ،‬أو اتخذ التعبير موقفا سلبيا‪ ،‬فيكون القرار في هذا الحالة قرارا سلبيا أو ضمنيا وأيا‬
‫كا نت صيغة الت عبير عن إرادة الدارة إيجا با أو سلبا فإن القرارات ال صريحة أو الضمن ية‬
‫يمكن الطعن بعدم مشروعيتها على حد سواء ويشترط أن تكون السلطة الملزمة التي عبرت‬
‫الدارة عنها بإرادتها المنفردة مستندة إلى القوانين والنظمة التي منحتها السلطة‪.‬‬

‫‪‬خامســـــــــــا ‪ :‬أن يكون القرار‬


‫الداري نهائيا‬
‫تعتسبر "نهائيسة القرار" مسن الخصسائص المميزة للقرار الداري‪ ،‬فالعمسل أو التصسرف‬
‫الذي ي صدر من الدارة م ستوفيا الشروط ال سابقة‪ ،‬يتع ين أن يكون متخذا صفة تنفيذ ية دون‬
‫حاجة إلى تصديق سلطة أعلى‪.‬‬

‫وقسد كان هذا الشرط (نهائيسة القرار الداري) محسل خلف فسي الفقسه الداري‪ ،‬إذ‬
‫اعترض البعض على استخدامها واقتراح استعمال كلمة "تنفيذي" بدل منها‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪9‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وأ يا كان الخلف حول ا ستعمال هذا ال صطلح فإن هناك حدا أد نى من التفاق على‬
‫معنى نهائية القرار الداري يتمثل في صدور القرار من جهة خولها القانون أو النظام سلطة‬
‫البث في أمر ما بغير حاجة إلى تصديق سلطة أعلى‪.‬‬

‫ول تع تبر قرارات إدار ية وف قا لشرط نهائ ية القرار‪-‬العمال التحضير ية أو التمهيد ية‬
‫التسي تسسبق صسدور القرار أو العمال اللحقسة لصسدوره والتسي ل تحدث بذاتهسا أثرا قانونيسا‬
‫كالتوصسيات‪ ،‬والقتراحات‪ ،‬والسستيضاحات‪ ،‬والراء التسي تبديهسا الجهات السستشارية‬
‫والتحقيقات‪ ،‬والمنشورات والتعليمات التسي يصسدرها الوزراء على أثسر صسدور القرارات‬
‫يشرحون ب ها للموظف ين الحكام الجديدة ال تي تضمن ها‪ ،‬وكيف ية تنفيذ ها‪ ،‬شري طة أل تتض من‬
‫قواعد جديدة‪.1‬‬

‫وهكذا يت ضح بناء على ما سبق بأن القرار الداري هو انعكاس لخت صاص أ ساسي‬
‫تنفرد به السلطات العمومية هذا الختصاص الذي يمكن الدارة بواسطته أن تعمل على خلق‬
‫أوضاع قانونيسة جديدة أو تعديسل الوضاع القانونيسة القائمسة أو إلغائهسا ومعنسى ذلك أن المسر‬
‫يتعلق بإنتاج آثار قانونية تتمثل في منع الحقوق أو رفض اللتزامات‪.‬‬

‫إن هذه الخصسائص التسي تتوفسر علي ها العمال النفراد ية هسي ال تي تشكسل القرارات‬
‫الدارية‪ ،‬إذ هي التي تعتبر المعايير الساسية التي بمقتضاها يمكن تمييز هذه القرارات عن‬
‫العمال الدارية الخرى‪.2‬‬

‫‪‬الفرع الثانـي ‪ :‬معاييـر تمييـز القرار‬


‫الداري‬
‫‪‬أول ‪ :‬مــــن حيــــث غيره مــــن‬
‫العمال‬
‫يقتضسي تحديسد ماهيسة القرار الداري –بالضافسة إلى تعريفسه‪ -‬تمييزه عسن العمال‬
‫القانونية المختلفة التي تخضع لنظمة قانونية خاصة بها‪ ،‬إذ أن مثل هذه العمال ل تخضع‬
‫لرقابسة القضاء الداري لصسدورها مسن غيسر السسلطة الداريسة ويترتسب على تمييسز القرار‬

‫‪ -1‬أحمد السنيهجي‪ ،‬الوجيز في القانون المغربي والمقارن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1998 ،‬مكناس‪ ،‬ص ‪.224 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬محمد كرامي‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2000‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.206 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪10‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الداري عسن مثسل هذه العمال القانونيسة‪ ،‬فضل عسن خضوعهسا أو عدم خضوعهسا لرقابسة‬
‫القضاء الداري تحديسد الختصساص للجهسة التسي تصسدر عنهسا هذه العمال وبالتالي تحديسد‬
‫مسؤوليتها عنها‪.‬‬

‫وسسنعرض فسي هذا الفرع للتميسز بيسن القرار الداري وغيره مسن العمال الداريسة‬
‫إضا فة إلى القرار الداري من ج هة و كل من الع مل التشري عي‪ ،‬والع مل القضائي‪ ،‬وأعمال‬
‫السيدة من جهة أخرى‪ ،‬وذلك وفقا للمعيار ين الشكلي والموضوعي اللذ ين تفاوت ال خذ بهما‬
‫في الفقه والقضاء المقارن‪.‬‬

‫‪-1‬القرار الداري والعمل التشريعي ‪:‬‬


‫تردد الفقسه والقضاء الدارييسن بيسن معياريسن للتمييسز بيسن القرار الداري والعمسل‬
‫التشريعي هما المعيار الشكلي والموضوعي‪.‬‬

‫المعيار الشكلي ‪ :‬يقوم هذا المعيار على النظسر إلى الجهسة التسي صسدر‬
‫عنها العمل أو التصرف بصرف النظر عن موضوع العمل ومضمونه‪،‬‬
‫فالعمال التشريعيسة بحسسب المعيار الشكلي هسي العمال الصسادرة مسن‬
‫البرلمان‪ ،‬بينمسا تعتسبر العمال الصسادرة عسن السسلطة التنفيذيسة قرارات‬
‫إدارية‪.‬‬

‫وبالرغم من بساطة هذا المعيار وسهولة تطبيقه في الواقع العملي‪ ،‬إل أن هذا المعيار‬
‫تعرض لب عض المأ خذ ال تي تمثلت في أ نه يعت مد أ ساسا على مبدأ الف صل ب ين ال سلطات الذي‬
‫يقضي بتحديد وظيفة لكل من السلطات الثلث التشريعية‪-‬التنفيذية في حين أن الواقع العملي‬
‫وطبيعسة العمسل الداري المرنسة والمتطورة تقتضسي فسي أحيان كثيرة التداخسل بيسن وظائف‬
‫واختصاصات كل من السلطتين‪ ،‬وخاصة في الحالت التي تصدر فيها تشريعات عن السلطة‬
‫التنفيذ ية‪ .‬ك ما أن أعمال ال سلطة التشريع ية ل تقت صر ف قط على إ صدار القوان ين باعتبار ها‬
‫قوا عد عا مة مجردة وإن ما يو جد إلى جا نب القوان ين ما ي سمى بالعمال البرلمان ية‪ ،‬كالعمال‬
‫المتعلقسة بالتنظيسم الداخلي للبرلمان كالقرارات الخاصسة بتعييسن موظفسي البرلمان وترقيتهسم‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪11‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وعلواتهسم‪ ،‬والقرارات المتصسلة برقابسة البرلمان للسسلطة التنفيذيسة سسواء كانست ذات صسبغة‬
‫إدارية أو كانت ذات صبغة مالية أو ذات صبغة وصائية‪.1‬‬

‫المعيار الموضوعي ‪ :‬ويقوم هذا المعيار على النظر إلى مضمون العمل‬
‫أو التصسرف نفسسه‪ ،‬فإذا كان العمسل أو التصسرف منطويسا على قواعسد‬
‫مكتوبة عامة ومجردة‪ ،‬اعتبر عمل تشريعيا بصرف النظر عن مصدر‬
‫هذا العمل والشكل أو الصورة التي تجسد فيها والجراءات التي اتبعت‬
‫في إ صداره‪ ،‬وهذا ينط بق على جم يع القوا عد القانون ية العا مة المجردة‬
‫والموضوعيسة‪ ،‬سسواء تلك التسي يصسدرها البرلمان ؟ والنظمسة على‬
‫اختلف أنواعها التي تصدر عن السلطة التنفيذية وأن اختلف بين هذين‬
‫النوعيسن مسن التشريعات هسو فسي القيمسة القانونيسة أو مسستوى اللتزام‬
‫ومصدر كل منهما وإجراءات إصدارها‪.‬‬

‫إل أن هذا المعيار يصسعب تطسبيقه فسي الواقسع العلمسي للتمييسز بيسن العمسل التشريعسي‬
‫والقرار الداري‪ ،‬وذلك لصعوبة التمييز بين النظمة والقوانين‪ ،‬وفقا لمضمونهما‪ ،‬إذ أن كل‬
‫منه ما يتض من قوا عد عا مة مكتو بة عا مة ومجردة وملز مة‪ ،‬ر غم اختلفه ما في م صدر كل‬
‫منهما‪ ،‬وهذا يعني العودة إلى المعيار الشكلي الذي يقوم أساسا على النظر إلى جهة الصدار‬
‫وإجراءاته للتمييز بين العمل التشريعي والقرار الداري‪.‬‬

‫‪-2‬القرار الداري والحكم القضائي ‪:‬‬


‫اختلف الف قه الداري‪ ،‬ك ما تردد القضاء الداري في و ضع معيار للتمي يز ب ين القرار‬
‫الداري والحكم القضائي وظهر في هذا المجال معيارين ‪ :‬معيار شكلي‪ ،‬ومعيار موضوعي‪.‬‬

‫وف قا للمعيار الشكلي ‪ :‬يكون الع مل أو الت صرف إدار يا إذا صدر عن‬
‫ج هة إدار ية‪ ،‬بين ما يكون الع مل قضائ يا م تى كان صادرا عن ال سلطة‬
‫القضائيسة‪ ،‬بصسرف النظسر عسن مضمون هذا العمسل ومحتواه‪ ،‬فالمعيار‬

‫‪ -1‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.244 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪12‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الشكلي يقوم على أن حكسم القضائي هسو الذي يصسدر مسن جهسة منحهسا‬
‫القانون ولية القضاء‪.‬‬

‫وف قا للمعيار الموضو عي ‪ :‬يكون الع مل أو الت صرف إدار يا أو قضائ يا‬
‫بحسب محتوى العمل وفحواه وليس بحسب الجهة التي يصدر عنها هذا‬
‫العمسل‪ ،‬فالمعيار الموضوعسي يقوم على أن الحكسم القضائي هسو الذي‬
‫يصدر في خصومه لبيان حكم القانون فيها‪.1‬‬

‫‪-5‬القرار الداري وأعمال السيادة ‪:‬‬


‫يق صد بأعمال ال سيادة العمال ال تي تت صل بال سياسة العل يا للدولة‪ ،‬والجراءات ال تي‬
‫تتخذ ها الحكومسة ب ما لهسا من سلطة عل يا للمحافظسة على سيادة الدولة وكيان ها فسي الدا خل‬
‫والخارج وعل يه فإن أعمال الحكو مة العاد ية ال تي ل يس ل ها من الهم ية الخطيرة – ما يرفع ها‬
‫إلى مرتبة العمال المتعلقة بالسياسة العليا للدولة فل تعد من أعمال السيادة‪.‬‬

‫‪‬ثانيا ‪ :‬من حيث العمال الدارية‬


‫الخرى‬
‫من المعلوم أن العمال النفرادية الصادرة عن السلطات الدارية ل تتوفر كلها على‬
‫ن فس القوة الحقوق ية‪ ،‬و من ثم ضرورة التمي يز ب ين نوع ين من العمال الدار ية‪ ،‬ف من ج هة‪،‬‬
‫هناك العمال النفرادية التي تأخذ صفة القرار الداري لنها تترجم إرادة السلطات الدارية‬
‫في التأث ير على الوضاع القانونية القائمة‪ ،‬سواء بالنسبة للفراد أو بالنسبة للجماعات‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى‪ ،‬هناك العمال النفرادية التي تشكل مجرد إجراءات داخلية‪ ،‬وهي العمال التي‬
‫وإن كا نت ت صدر عن الدارة بش كل انفرادي‪ ،‬إل أن ها تش كل نشاطات ل تر مي من ورائ ها‬
‫ترت يب حقوق أو فرض التزامات‪ ،‬م ما يجعل ها تختلف عن القرارات الدار ية ب ما في الكل مة‬
‫من معنى‪ ،‬حيث أنها تظل مفتقرة لبعض الخصائص الساسية التي تميز هذه الخيرة‪ ،‬فهذه‬
‫العمال ل ترتب أوضاعا قانونية جديدة أي أنها حسب تعبير الفقه الداري ل تلحق أضرارا‬
‫نتيجة المس بالحقوق أو فرض التزامات‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬رضوان بوجمعسة‪ ،‬المقتضسى فسي القانون الداري المغربسي‪ ،‬الطبعسة الولى‪ ،‬مطبعسة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،1999 ،‬ص ‪.182 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪13‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ويم كن أن نطرح هذه العمال عبر مجموعت ين رئي سيتين‪ ،‬المجمو عة الولى‪ ،‬وتتعلق‬
‫بمجموع الجراءات الداخل ية ال تي وإن كا نت تن عت بالقرارات الدار ية إل أن ها ت ظل مفتقدة‬
‫ل هم الخ صائص ال تي يقتضيها هذا الن عت أما المجمو عة الثان ية ف هي ت هم العمال النفراد ية‬
‫التي تعتبر مجرد إجراءات تنفيذية‪.‬‬

‫‪-1‬الجراءات الداخليـــة التـــي لهـــا صـــفة القرارات‬


‫الدارية ‪:‬‬
‫هناك بعض الجراءات الداخلية التي يكفها كل من الجتهاد الفقهي والجتهاد القضائي‬
‫بكونها قرارات إدار ية‪ ،‬لكنها ل تتم تع بن فس الوضع ية القانون ية ال تي تتم تع بها هذه الخيرة‪،‬‬
‫ويرجسع ذلك أسساس إلى كونهسا أعمال انفراديسة ذات طابسع مزدوج فهسي مسن جهسة‪ ،‬قرارات‬
‫إداريسة لنهسا تهدف إلى التأثيسر على الوضاع القانونيسة للفراد أو الجماعات‪ ،‬لكسن الجتهاد‬
‫القضائي يعتبر أن هذا التأثير هو غير ذي أهمية‪ ،‬ومن ثم فهو ل يستوجب خضوع هذا النوع‬
‫من القرارات للطعن‪ ،‬و من أمثلة على ذلك‪ ،‬يمكن الشارة إلى القرارات ال تي تتخذ ها إدارات‬
‫المؤسسسات التعليميسة فسي حسق التلميسذ والراميسة إلى تحقيسق نوع مسن النضباط داخسل هذه‬
‫المؤسسسات‪ ،‬وذلك كفرض زي معيسن على التلميسذ أو منسع زي معيسن عليهسم‪ .‬ومسن جهسة‬
‫أخرى‪ ،‬فإن القرارات الدارية ذات الطابع الداخلي‪ ،‬لها قاسم مشترك مع الجراءات الداخلية‬
‫الخرى‪ ،‬إذ هسي التسي تهدف إلى خلق نوع مسن التنظيسم الداخلي للدارات المعنيسة‪ ،‬وبهذا‬
‫المعنى فهي تعمل على ضبط التفاعلت الداخلية لهذه الدارات حيث أنها تعكس على تعبير‬
‫الفقيه موريس هوريو "نوعا من الحياة الداخلية للدارة" على أساس أن الغاية منها هي تحقيق‬
‫النظام الداخلي للدارات المعنية والموقف الذي تبناه الجتهاد القضائي من خلل مجموعة من‬
‫القرارات‪.1‬‬

‫‪-2‬الجراءات الداخلية ذات الصبغة التنفيذية ‪:‬‬


‫إن مسا نقصسده بالجراءات الداخليسة ذات الصسبغة التنفيذيسة‪ ،‬هسي مجموع العمال‬
‫النفراديسة التسي تقوم بهسا الدارة ليسس بهدف إحداث آثار قانونيسة بسل يهدف تفعيسل القرارات‬
‫الدارية التي من شأنها إنشاء هذه الثار بشكل مباشر‪ ،‬وقد تتنوع هذه العمال حيث إن منها‬
‫‪ -1‬د‪ .‬سليمان مح مد الطماوي‪ ،‬النظر ية العا مة للقرارات الدار ية درا سة مقار نة‪ ،‬الطب عة الثال ثة‪ ،‬دار الف قه القاهرة‪،‬‬
‫مصر ‪ ،1966‬ص ‪.78-77 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪14‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ما يظهر في شكل إجراء تمهيدي لعداد القرارات الدارية‪ ،‬وذلك مثل الرسائل التي توجهها‬
‫الدارة بخصوص مقررات تكون في طور التحضير وفيها ما يظهر في شكل إجراء لحق‪،‬‬
‫يمثسل مجرد تأكيسد على المقررات السسابقة أو مجرد تأكيسد بأحكام النصسوص التشريعيسة أو‬
‫التنظيميسة‪ ،‬وذلك مثسل المنشورات والتعليمات‪ ،‬ويدخسل فسي عداد الصسنف الول العمال‬
‫التحضيرية‪ ،‬أما الصنف الثاني فيهم المنشورات أو التعليمات‪.‬‬

‫‪‬العمال التحضيرية ‪:‬‬


‫قبسل إقدامهسا على اتخاذ قرار مسا فسي موضوع معيسن‪ ،‬مثسل الترخيسص أو المنسع‪ ،‬فإن‬
‫الدارة تلجسأ إلى القيام بمجموعسة مسن العمال ذات الصسبغة التحضيريسة‪ ،‬وذلك كأن تقوم‬
‫بمراسلت للمعنيين بالمر تخبرهم بها بما سوف تقدم عليه‪ ،‬أو تلجأ إلى طلب استشارات من‬
‫بعسض الجهات الداريسة الخرى‪ .‬فمسا نلحظسه مسن هذه العمال هسو أنهسا مجرد أعمال‬
‫تحضير ية ل يس من شأن ها أن تؤ ثر على الوضاع القانون ية القائ مة‪ ،‬و من ثم فإن ما تحتوي‬
‫عليسه مسن اقتراحات أو اسستعدادات ل يمكسن أن يكون موضوعسا للطعسن بسسبب الشطسط فسي‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬لنه ل يؤثر في الوضاع القانونية للمعنيين بالمر وذلك بأن يلحق أضرار‬
‫بمصالحهم‪.‬‬

‫إن هذا الموقف هو الذي تبناه الجتهاد القضائي من خلل مجموعة من القرارات التي‬
‫أصدرها في هذا الشأن ومن أهم هذه القرارات‪ ،‬نشير إلى القرار الذي اتخذته الغرفة الدارية‬
‫بالمجلس العلى*‪.‬‬

‫‪‬العمال اللحقة ‪:‬‬


‫وهي العمال الدارية التي ل تشكل في حد ذاتها قرارات إدارية‪ ،‬بل مجرد إجراءات‬
‫داخل ية تتخذ ها الدارة لتنف يذ نشاط ها‪ ،‬أي أن ها مجموع العمال التاب عة لنشاط أ صلي تقوم به‬
‫الدارة‪ ،‬وبهذا المعنى فهي ليست قرارات إدارية بما في الكلمة من معنى‪ ،‬لنها ل ترمي إلى‬
‫التأث ير ب صفة مباشرة على الوضاع القانون ية القائ مة‪ ،‬وذلك بالع مل على تغيير ها أو إلغائ ها‪،‬‬

‫*‪ -‬قرار ‪ ،1967-6-19‬الشر كة الكهربائ ية المغرب ية ضد وز ير الشغال العموم ية ووز ير المال ية قرارات المجلس‬
‫العلى‪ ،‬الغرفة الدارية ‪ ،1970-1966‬ص ‪.99 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪15‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ومن ثم فهي ل تخضع للمعنى بسبب الشطط في استعمال السلطة وهو ما أكده الحكم الصادر‬
‫عن المحكمة الدارية بمراكش في هذا الشأن*‪.‬‬

‫‪‬المنشورات والتعليمات ‪:‬‬


‫إن المنشورات أو التعليمات هسي مجموع التدابيسر الداريسة ذات الطابسع الداخلي التسي‬
‫تعمل السلطات الدارية بمقتضاه على ممارسة بعض نشاطاتها‪ ،‬ويتعلق المر بالنشاطات التي‬
‫ترت بط ب سير الدارة م ما يج عل طبيعت ها تختلف ح سب الهداف ال تي اتخذت من أجل ها‪ ،‬ف قد‬
‫يكون الهدف من ممار سة هذه النشاطات هو تنظ يم المرا فق العا مة للدارة ك ما قد يكون هو‬
‫تف سير الن صوص التشريع ية أو التنظيم ية ال تي ل يكون ل ها أي أ ثر بالن سبة للمواطن ين‪ ،‬ح يث‬
‫إنها ل تهم إل إدارة وموظفيها في إطار ما يسمى بالسلطة الرئاسية‪.‬‬

‫وانطلقا من هذا التحديد يمكن القول بأن المنشورات أو التعليمات هي إحدى الوسائل‬
‫القانون ية الم ستعملة في ممار سة النشاط الداري‪ ،‬ل كن هذه الممار سة ترت بط أ ساسا ب ما هو‬
‫داخلي‪ ،‬حيسث إن المنشورات أو التعليمات سستكون تلك التصسالت التسي بواسسطتها يعمسل‬
‫المسؤول الداري‪ ،‬وعلى الخصوص الوزير‪ ،‬على إخبار مرؤوسيه ببعض المسائل الدارية‬
‫على الم ستوى الداخلي‪ ،‬سواء تعلق ال مر بتنف يذ المرا فق العموم ية أو بتف سير التشريعات أو‬
‫اللوائح المتعلقة بها‪.‬‬

‫وبهذا المعنى فإن المنشورات أو التعليمات قد تتضمن مجموعة من المعطيات التي قد‬
‫تأخسذ شكسل أوامسر أو توجيهات أو شروحات أو وجهات نظسر يوجههسا الوزراء أو رؤسساء‬
‫المصالح إلى مرؤو سيهم‪ ،‬مما يجعلها ل تهم إل ما يجري داخل الم صالح الدار ية‪ ،‬ول تهم‬
‫العلقات القائمة بين هذه الخيرة والمواطنين‪.‬‬

‫انطل قا م ما سبق يم كن القول بأن المنشورات أو التعليمات هي أعمال انفراد ية نظرا‬


‫لكونها تصدر عن الدارة بمفردها‪ ،‬لكنها ل تعتبر قرارات إدارية بما في الكلمة من معنى‪،‬‬
‫فالمنشور والتعل يم يهدفان إلى تحق يق مجمو عة من الهداف ل عل قة ل ها بالوضاع القانون ية‬

‫*‪ -‬المحك مة الداريسة بمرا كش‪ ،‬مول العرض ضسد وزيسر الترب ية الوطنيسة ح كم عدد ‪ 44‬بتاريسخ ‪،1975-07-16‬‬
‫المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد ‪ 16‬يوليوز شتنبر ‪ ،1996‬ص ‪.112 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪16‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫القائمة‪ ،‬فهما ل يمنعان حقوقا ول يفرضان واجبات‪ ،‬بل كل ما في المر أنهما يشكلن وسيلة‬
‫يع مل الم سؤول الداري بوا سطتها على توج يه أوا مر أو تو صيات أو شروحات ذات طا بع‬
‫داخلي إلى المصالح الخارجية التابعة له‪ ،‬مما ينتج عنه أن المنشور أو التعليم يعكسان أساسا‬
‫تلك العل قة القائ مة ب ين ال سلطة العل يا والم صالح التاب عة ل ها‪ ،‬في إطار ما ي سمى بال سلطة‬
‫الرئاسية‪.1‬‬

‫المطلب الثانـــــــــي ‪ :‬أركان القرار‬


‫الداري‬
‫لقيام القرار الداري وصسحته مسن اللزم على القسل توفسر خمسسة أركان أو عناصسر‬
‫متصلة بالسبب الختصاص‪ ،‬الشكل‪ ،‬المحل‪ ،‬الغاية‪ ،‬حيث يعتبر عنصر الختصاص والشكل‬
‫مسن الركان الخارجيسة‪ ،‬أي المتصسلة بالجانسب الخارجسي للقرار‪ ،‬فيمسا يعسد كسل مسن السسبب‬
‫والمحل والغاية من الركان الداخلية المرتبطة بجوهر القرار الداري‪.2‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬الركان الخارجيــــــة‬


‫لضمان شرعية القرار الداري‬
‫يعتسبر الشكسل والختصساص الذي يتسم وفقسه التعسبير عسن إرادة الدارة مسن العناصسر‬
‫الساسية المتعلقة بأركان القرار الخارجية‪ ،‬وفيهما يتم ترجمة مشروعية القرار الخارجية‪.‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬الختصاص ‪La compétence :‬‬


‫تقوم فكرة الختصساص على أسساس صسدور القرار الداري مسن الشخسص المختسص‬
‫قانونيا بإصداره ل من أي شخص آخر‪ ،‬وذلك طبقا لمبدأ التخصص‪ .3‬وعلى ذلك فإن القانون‬
‫يعترض باختصاصات معينة لبعض الشخاص في بعض الماكن ولفترة محددة وهذا التحديد‬
‫في صالح الدارة والعمل الداري‪ ،‬وهو أيضا لخير الفراد‪ ،‬فتخصص رجل الدارة في عمل‬
‫معين يزيد من كفاءته فيما يخصص له ويحدد المسؤولية داخل الدارة كما يساعد على توجيه‬

‫‪ -1‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.250-249-248 :‬‬


‫‪ -2‬مليكة الصروخ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.387 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬مح مد مرغ ني خيري‪ ،‬الوج يز في القانون الداري المغر بي‪ ،‬الجزء الثا ني‪ ،‬دار المغرب للتأل يف والترج مة‬
‫والنشر‪ ،‬ص ‪.256 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪17‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪1‬‬
‫المواطن ين إل يه لداء أعمال هم ويجنب هم التع سفات الناشئة من تر كز ال سلطات في أيدي القلة‬
‫ويمكن تحديد فكرة الختصاص بالعناصر التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬عنصر شخصي يتعلق بتحديد أعضاء الدارة‪ ،‬الذين يختصون بإصدار القرارات‬
‫الدارية المختلفة‪.‬‬
‫‪-2‬عنصر زماني يتعلق بزمان إصدار القرارات الدارية وزمان سرياتها‪.‬‬

‫‪-5‬عنصر مكاني يتعلق بالنطاق القليمي الذي تنطبق فيه القرارات الدارية‪.‬‬
‫‪-1‬العنصر الشخصي في تحديد الختصاص ‪:‬‬
‫القاعدة أن ي تم تحد يد الخت صاص بقانون أو بناءا على قانون‪ ،‬وعلى الع ضو الداري‬
‫المنوط بسه إصسدار القرار الداري أن يلتزم حدود الختصساص المرسسوم‪ ،‬والغالب أن ينسص‬
‫القانون صسراحة على عضسو الدارة الذي يملك ممارسسة الختصساص‪ ،‬ولكنسه أحيانسا ينظسم‬
‫بعسض الخت صاصات ويع هد ب ها إلى إدارة معي نة‪ ،‬فيكون مم ثل هذه الدارة أو رئي سها هو‬
‫المخ تص بإ صدار القرارات ال تي تد خل في تلك الخت صاصات‪ .2‬وإذا كان من الوا جب على‬
‫كل سلطة إدارية أن تمارس الختصاص للمسند إليها فإن هذا المبدأ ينبغي مع ذلك أن يترك‬
‫المجال أمام الضروريات العمل ية ال تي ت سمح لب عض ال سلطات بالتخلي عن جزء من المهام‬
‫الموكول إليها أمر الضطلع بها وذلك عن طريق التفويض مع العلم أن التفويض باعتباره‬
‫ا ستثناء من مبدأ الممار سة الشخ صية للخت صاص ي جب أن يكون مقررا أو كيف ما كان ال حل‬
‫بيسن عام يعادل على القسل مسستوى النسص الصسادر بإسسناد الختصساص‪ ،‬والتفويسض نوعان‬
‫تفويض الختصاص وتفويض المضاء‪.3‬‬

‫ويتجلى تفو يض الختصساص فسي أن تع هد السسلطة المفوضسة إلى سسلطة مفوض لهسا‬
‫بضوء من اختصاصاتها‪ .‬ولقد أشار الدستور المغربي إلى هذا النوع من التفويض الذي يؤدي‬
‫بطبي عة الحال إلى تعد يل قوا عد الخت صاص ب ين جهات الدارة‪ .‬فالف صل ‪ 80‬من الد ستور‬
‫الحالي ينسص على ‪ :‬الملك هسو القائد العلى للقوات المسسلحة الملكيسة وله حسق التعييسن فسي‬
‫‪ -1‬رضوان بوجم عة‪ ،‬المقت ضى في القانون الداري المغر بي‪ ،‬الطب عة الولى‪ ،‬مطب عة النجاح الدار البيضاء ‪،1999‬‬
‫ص ‪.182 :‬‬
‫‪ -2‬محمد حلمي‪ ،‬موجز مبادئ القانون الداري‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العربي ‪.1978‬‬
‫‪ -3‬الحاج الشكرة‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬دار القلم للطباعة والتوزيع‪ ،‬ص ‪:‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪18‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الوظيفة المدنية والعسكرية‪ ،‬كما له أن يفوض لغيره ممارسة هذا الحق‪ ،‬كما منح الفصل ‪64‬‬
‫من نفس الدستور للوزير الول الحق في تفويض بعض سلطاته إلى الوزراء‪.‬‬

‫وهكذا يرت بط التفو يض بالوظي فة ب صرف الن ظر عن صاحبها ويع مل به ح تى في‬


‫حالت الحلول محسل الموظسف المعيسن‪ ،‬وبهذا يكتسسي تفويسض الختصساص صسيغة مسستمرة‬
‫ويب قى معمول به ما لم ي قع سحبه مع العلم أن المفوض ل يجوز له خلل مجموع هذه المدة‬
‫ممارسة الختصاصات المفوضة‪ ،‬أما العمال التي يقوم بها المفوض له في دائرة التفويض‬
‫فتبقى مرتب طة به وتح تل في تدرج العمال مكا نة تطا بق مكانة المفوض له‪ ،‬وتجدر الشارة‬
‫أن تفو يض الخت صاص أو ال سلطة ي جب أن يكون جزئ يا ذلك أ نه إذا كان كل يا ف هو ل يع تبر‬
‫تفويضا بل تنازل من جانب هذه السلطة‪ ،‬بالضافة إلى هذا يجب أن يستمد تفويض السلطة‬
‫من نص قانوني صريح‪ .‬كما أن قرار التفويض ينبغي أن ينشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫أ ما تفو يض المضاء أو التوق يع هو ل يغ ير توز يع الخت صاصات‪ ،‬ويقت صر دوره‬


‫على مجرد توقيسع المفوض إليسه أو إمضاءه على بعسض القرارات الداخليسة فسي اختصساص‬
‫الصيل‪ ،‬ولحسابه وتحت رقابته‪ ،‬فهو مجرد عمل ماديا حيث يوقع المفوض إليه على وثيقة‬
‫يسسبق أن أعدهسا الصسيل وهذا التفويسض مقرر ومنظسم بنسص عام فيمسا يخسص السسلطات‬
‫الوزاريسة –الظهيسر الشريسف الصسادر بتاريسخ ‪ 10‬أبريسل ‪ 11957‬المغيسر بالظهيسر الشريسف‬
‫الصادر في ‪ 25‬غشت ‪.21958‬‬

‫ويتميز تفويض التوقيع بالخصائص التالية ‪:‬‬


‫يجب أن ينطلق من قاعدة قانونية‪.‬‬

‫ل يسمح للسلطة المفوض لها بالتوقيع على القرارات المسندة إليها بحكم‬
‫التفويض‪.‬‬
‫وبما أن هذا التفويض مستمد من شخص فإن العمل به ينتهي تلقائيا متى‬
‫تغير شخص المفوض أو المفوض له‪.‬‬

‫‪ -1‬منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬لسنة ‪ ،1957‬تحت عدد ‪ ،2322‬ص‪.994 :‬‬


‫‪ -2‬منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬لسنة ‪ ،1958‬تحت عدد ‪ ،2393‬ص‪.2078 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪19‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وأخيرا يعتسبر تفويسض المضاء محدودا فسي مداه حيسث أنسه يجوز للسسلطة أن تفوض‬
‫إمضاءها بالنسبة لجميع القرارات المتعلقة بالمصالح الراجعة لختصاصها باستثناء المراسيم‬
‫والقرارات التنظيمية‪.‬‬

‫وتجدر الشارة أن الختصساص يعتسبر مسن الشروط الجوهريسة لصسحة القرارات وإذا‬
‫تخالف هذا الشرط يعتبر القرار باطل‪.‬‬

‫وفسي جميسع الحوال فإن عيسب عدم الختصساص يعتسبر مسن العيوب المتعلقسة بالنظام‬
‫العام ل كل ما يتر تب على هذا التعلق من نتائج‪ ،‬وبخا صة من ح يث جواز الد فع به في أ ية‬
‫مرحلة كانت عليه الدعوى‪ ،‬أو من حيث جواز إتارته تلقائيا من طرف المحكمة‪.1‬‬

‫‪-2‬العنصر الزمني في تحديد الختصاص ‪:‬‬


‫مبدئ يا ل يم كن لل سلطة الدار ية أن تت خذ قرار الخلل المدة ال تي تزاول في ها عمل ها‬
‫الشيسء الذي يمنسع معسه على سسبيل المثال اتخاذ قرارات سسابقة لوانهسا أو قرارات ذات أثسر‬
‫رج عي أو خلل انتهاء مدة مهامهسا‪ ،‬لك نه في ب عض المجالت يع تبر انقضاء المدة القانون ية‬
‫غير مؤدي لزوال الختصاص بصفة نهائية‪ .‬وهذا ما يمكن حدوثه أثناء استقالة الحكومة أو‬
‫إقالت ها بح يث ت ظل هذه الخيرة تزاول صلحيتها ومهام ها العاد ية والم ستعجلة ريث ما تتألف‬
‫حكومة جديدة تستند إليها مأمورية تسيير شؤون الدولة‪.2‬‬

‫فلقد أباح الدستور المغربي بأنه في استطاعة البرلمان أن يأذن للحكومة قانون تفويض‬
‫ممارسة بعض الصلحيات في مدة تغيبه‪ ،‬فإذا انتهت المدة ورجع البرلمان لستئناف مهامه‬
‫فقدت الحكومة صلحيتها المفوضة لها وأصبحت كل مخالفة لذلك تشكل عمل غير شرعي‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد مرغلي خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬رضوان بوجمعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.180 :‬‬
‫‪ -3‬ي نص الف صل ‪ 45‬من الد ستور المرا جع ‪ 13‬سبتمبر ‪ 1996‬على "وللقانون أن يأذن للحكو مة أن تت خذ في ظرف‬
‫من الزمن محدود الغاية معينة بمقتضاها مراسيم تدابير تختص القانون عادة باتخاذها ويجري العمل بهذه المراسيم‬
‫بمجرد نشرهسا‪ ،‬غيسر أنسه يجسب عرضهسا على البرلمان بقصسد المصسادقة عنسد انتهاء الجسل الذي حدده قانون الذن‬
‫بإصدارها‪ ،‬ويبطل قانون الذن إذا ما وقع حل مجلس البرلمان أو أحدهما‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪20‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫كمسا يمكسن أن تحدد قاعدة الصسلحية الزمنيسة بالنسسبة للعلقات المتواجدة بيسن سسلطة‬
‫الوصاية والمجالس فإذا انتهت هذه المدة فإن كل اعتراض من طرفه يعد باطل‪.4‬‬

‫‪ -5‬العنصر المكاني في تحديد الختصاص ‪:‬‬


‫يعتسبر مفهوم هذا الختصساص واضحسا للغايسة حيسث أن السسلطات الداريسة تمارس‬
‫اختصساصاتها فسي إطار جهوي أو ترابسي معيسن‪ ،‬وهكذا نجسد أن السسلطات الحكوميسة تتمتسع‬
‫باختصساص على الصسعيد الوطنسي بينمسا نجسد أخرى كالعمال ورؤسساء المصسالح الخارجيسة‬
‫تمارس اختصاصها في دائرة محدودة‪.‬‬

‫ويترتسب عسن تجاوز السسلطة الداريسة‪ ،‬الرقعسة الترابيسة المحددة لهسا بحكسم القانون‬
‫لممارسة اختصاصاتها بطلن قراراتها‪.2‬‬

‫و في هذا الطار ق ضى المجلس العلى بإلغاء عدة قرارات لكون ها صادرة عن ج هة‬
‫غ ير مخت صة مكان يا و من ذلك مثل ‪ :‬قرار مح مد بن ع بد ال سلم الحاج ال صديق ضد نائب‬
‫الوزير الول ح يث ق ضى بإلغاء قرار كا مل إقل يم تازة لنه ل يوجد أي نص يخول له اتخاذ‬
‫قرار الداء لمحصل بلدي‪.3‬‬

‫وتبعسا لذلك يمكسن تعريسف الختصساص بأنسه "السسلطة أو الصسلحية التسي يتمتسع بهسا‬
‫مصسدر القرار فسي إصسدار قراره فسي الحدود الموضوعيسة والمكانيسة والزمانيسة التسي بينهسا‬
‫القانون"‪.‬‬
‫ومخالفسة قاعدة الختصساص فسي إصسدار القرار الداري تشكسل عيبسا مسستقل وقائمسا‬
‫بذاته‪ .‬يحق بمقتضاه للسلطة القضائية المختصة إثارته والبث فيه من تلقاء نفسها ولو لم يثره‬
‫الخصوم لن عيب الختصاص هو العيب الوحيد المتصل بالنظام العام‪.4‬‬

‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 72‬من قانونه ‪ 78-00‬المتعلق بالميثاق الجماعي في ظرف ‪ 15‬يوما الموالية لختتام الدورة نسخة‬
‫من جم يع القرارات غ ير المقررات المشار إلي ها في المادة ‪ 69‬أعله إلى ال سلطة الدار ية المحل ية المخت صة و صل‬
‫بذلك‪ .‬تكون المقررات قابلة لتنفيذ ما عدا إذا كان هناك تعرض معلل من الوالي أو العا مل يبلغ خلل ‪ 3‬أيام الموالي‬
‫لتاريخ الوصل في حالتي البطلن أو قابلية البطلن المقررتين في المادتين ‪ 74‬و ‪ 75‬بعده‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬الحاج الشكرة‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.92 :‬‬
‫‪ -3‬القرار عدد ‪ 41‬بتاريسخ ‪ 1961-15-18‬منشور بمجموعسة قرارات المجلس العلى لسسنة ‪ 1961-1960‬الغرفسة‬
‫الدارية‪ ،‬ص ‪.66 :‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬ة مليكة الصروخ‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.388 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪21‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬ثانيا ‪ :‬الشكل ‪La Forme‬‬


‫إذا كان القرار الداري هو تعبير عن إرادة الدارة الملزمة بقصد إحداث أثر قانوني‬
‫معيسن‪ .‬فإن ذلك يجسب أن يتسم بالشكسل الذي يتطلبسه القانون‪ .‬وتحدد الشكليات بالنصسوص‬
‫التشريعية والتنظيمية ويساهم القضاء بدوره في وضعها مستلزما المبادئ العامة للقانون‪.1‬‬

‫وتتم تع الدارة ب سلطة تقدير ية في اختيار الش كل المنا سب لقرارات ها الدار ية فتكون‬
‫مكتو بة أو شفو ية‪ .‬ماعدا في الحالت ال تي ي نص في ها القانون على ضرورة إ صدار ب عض‬
‫أنواع القرارات بش كل مع ين‪ .‬كوجوب تعل يل القرارات مثل ‪ :‬قرارات توق يف أو حل مجالس‬
‫الجماعات المحل ية أو ا ستشارة هيئة معي نة ق بل اتخاذ القرار‪ .2‬ك ما هو الشأن بالن سبة لب عض‬
‫العقوبات الدارية في حق الموظفين والتي ل يمكن اتخاذها من طرف الدولة إل بعد استشارة‬
‫اللجنسة التأديسبية‪ .3‬وفسي مثسل هذه الحوال فإن إغفال الشكسل الذي يتطلبسه القانون يؤدي إلى‬
‫وصم القرار يعيب الشكل وإمكان الطعن فيه وإبطاله بدعوى الشطط في استعمال السلطة وقد‬
‫طب قت الغر فة الدارة هذا المبدأ بمنا سبة ف صلها في مجمو عة من القضا يا ال تي ت هم تأد يب‬
‫الموظفيسن العمومييسن‪ ،‬وقسد قرر القانون بنصسوص صسريحة حمايسة الفراد افتراض صسدور‬
‫قرار من الدارة بالر فض إذ طلب من ها المواطنون شيئا وامتن عت عن الرد مدة معي نة (‪60‬‬
‫يوم كقاعدة)‪ 4‬وعلى الع كس ف قد يع تبر القانون سكوت الدارة بمثا بة قبول ومواف قة ل ما و جه‬
‫إليها ومن هذا القبيل حالت المصادقة على بعض القرارات الجماعية‪.5‬‬

‫‪‬الفرع الثانـــي ‪ :‬الركان الداخليـــة‬


‫لضمان شرعية القرار الداري‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد ال الدريسي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.246-245 :‬‬


‫‪ -2‬الفصل ‪ 63‬من قانون الوظيفة العمومية بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪.1958‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 77-66‬من قانون الوظيفة العمومية الذي سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر الفصل ‪ ،360‬من قانون المسطرة المدنية المغربي الفقرة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -5‬انظر المادة ‪ 73‬من قانون ‪ 78-00‬المتعلق بالميثاق الجماعي الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،5058‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.3480 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪22‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تتمثسل الركان الداخليسة للقرار الداري فسي السسبب والمحسل والغايسة‪ ،‬وهسي عناصسر‬
‫تظ هر في ها ال سلطة التقدير ية على خلف الركان الخارج ية ال تي تكون في الغالب مقيدة ول‬
‫مجال للتقدير فيها‪.‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬السبب ‪Le Motif‬‬


‫يعرف الدكتور سليمان محمد الطماوي السبب بأنه ‪" :‬حالة واقعية أو قانونية بعيدة عن‬
‫رجل الدارة ومستقلة عن إدارته‪ ،‬تتم فتوحي له بأنه يستطيع أن يتدخل وأن يتخذ قرارا ما"‪.1‬‬

‫هذه الحالة الواقعيسة هسي التسي تجسبر الدارة عسن اتخاذ قرارهسا والسسبب يأخسذ أحسد‬
‫المظهرين التاليين ‪:‬‬

‫إمسا أن يكون عمل ماديسا‪ ،‬مثل فيضان أو زلزال مهدد للنظام العام ممسا‬
‫يسستوجب تدخسل الدارة متخذة الجراءات الضروريسة لمنسع انتشار‬
‫المراض المعد ية في حالة الكوارث الطبيع ية وطب قا لل سلطة التقدير ية‬
‫الواسسعة الدارة‪ ،‬فإنهسا حرة في اعتمادهسا الطريقسة ال تي ترا ها منا سبة‬
‫وملئمة لمواجهة العمل المادي‪.‬‬

‫‪‬وإمسا أن يكون عمل قانونيسا مثسل تأديسب موظسف عمومسي تأسسيسا على‬
‫سلطة الدارة التقدير ية الوا سعة في تحد يد ما إذا كان الف صل ال صادر‬
‫عن المو ظف اختلل بالقوا عد الوظيف ية من عد مه بال ستناد مثل على‬
‫سبراير ‪ 1958‬الخاص بالوظيفس‬
‫سة‬ ‫سر ‪ 24‬فس‬
‫سة لظهيس‬
‫المقتضيات القانونيس‬
‫العمومية‪.2‬‬

‫واشتراط السسبب لكسل عمسل إداري قاعدة منطقيسة‪ .‬وتمثسل قيدا مهمسا على الدارة‬
‫وضما نة مه مة لحما ية الفراد من تع سفات الدارة‪ ،‬ذلك أ نه إذا عملت الدارة على إ صدار‬
‫قرار إداري غيره مؤسس على سبب قانوني أو مادي‪ .‬كان تصرفها خاطئا في تطبيق القانون‬

‫‪ -1‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للقرارات الدارية دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الفقه القاهرة‪ ،‬مصر‬
‫‪.1966‬‬
‫‪ -2‬محمد يحيى‪ ،‬المغرب الداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2004 ،‬مطبعة ووراقة إسبارطيل طنجة‪ ،‬ص ‪.366 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪23‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫على الوقائع بعيب السبب وهو عمل غير مشروع يمكن الطعن فيه بدعوى اللغاء‪ .1‬وهذا ما‬
‫أكد ته المحك مة الدار ية بفاس وال تي أكدت من خلله على أن ال سبب الذي تعت مد عل يه في‬
‫تعليلها لقرارها يجب أن يكون سببا صحيحا ومعقول‪.‬‬

‫إن وقائع هذا الحكسم تتلخسص فسي كون التلميذة جليلة المرابسط قسد تقدمست بدعوى أمام‬
‫المحك مة بفاس تلت مس في ها إلغاء القرار الداري القا ضي يم نع إعادة ت سجيلها بثانو ية مح مد‬
‫القري بالبهايل بفاس‪ ،‬حيث ارتكز موقف الدارة المعنية على أن اتخاذها للقرار المطعون فيه‬
‫قد كانت وراءه أسباب أملتها اعتبارات الخلق العامة السائدة داخل المؤسسات التي يتواجد‬
‫فيهسسا خاصسسة‪ ،‬الطفال المراهقون‪ ...‬علوة على اعتراض زوج التلميذة للحيلولة دون هذا‬
‫الت سجيل‪ ،‬و قد كان موقف المحكمة من هذه ال سباب موق فا مغايرا‪ ،‬ح يث صرحت بأن زوج‬
‫التلميذة ل يس من شأ نه أن يسقط حقها في النتفاع من خدمات مرفق التعليم الثانوي‪ ،‬ك ما أن‬
‫تواجد ها بهذا المر فق ل ينطوي على أي تأث ير سلبي في الخلق العا مة ال تي تضر عت ب ها‬
‫الدارة‪ .‬مما يجعل ر فض إعادة تسجيل الطاعنة فيه مساس بمبدأ المساواة في التعليم وغير‬
‫مرتكز على سبب حقيقي صحيح ويتسم بالشطط في استعمال السلطة بمقتضى إلغاءه‪.2‬‬

‫‪‬ثانيا ‪ :‬المحل ‪L’Objet‬‬


‫م حل القرار الداري هو موضوع القرار و هو ال ثر القانو ني الذي يتر تب عل يه حال‬
‫ومباشرة ويكون ذلك بالتغيير في المركز القانوني‪ ،‬سواء بالنشاء أو بالتعديل أو اللغاء‪.3‬‬

‫‪‬بالنشاء ‪ :‬كصسدور قرار إداري يقضسي بتعييسن موظسف فسي وظيفسة معينسة‪،‬‬
‫فم حل ذلك القرار هو و ضع ذلك المو ظف في الج هة ال تي ثم تعيي نه في ها أو‬
‫تخويله ممارسة مجموعة معينة من الختصاص يحددها القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬الحاج الشكرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94 :‬‬


‫‪ -2‬المحكمة الدارية بفاس‪ ،‬المرابط جليلة ضد وزير التربية الوطنية‪ ،‬حكم عدد ‪ 96 ،265‬بتاريخ ‪1996-07-17‬‬
‫المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد ‪ 22‬يناير – مارس ‪ ،1998‬ص ‪.119 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد أنوار حمادة‪ ،‬القرارات الدارية ورقابة القضاء‪ ،‬دار الفكر الجامعي السكندرية ‪ ،2003‬ص ‪.62 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪24‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬بالتعديل ‪ :‬كصدور قرار إداري يقضي بترقية موظف في وظيفة معينة‪ ،‬فمحل‬
‫ذلك القرار هسو نقسل ذلك الموظسف مسن وظيفسة معينسة على درجسة معينسة إلى‬
‫وظيفة أخرى على درجة أقل‪.‬‬

‫‪‬باللغاء ‪ :‬ك صدور قرار يق ضي بف صل مو ظف من وظي فة معي نة‪ ،‬فم حل ذلك‬


‫القرار هو إلغاء العلقة القانونية القائمة بين ذلك الموظف وبين جهة الدارة‪،‬‬
‫وك صدور قرار إداري يق ضي بإغلق أ حد المحلت التجار ية المقل قة للرا حة‬
‫العا مة‪ ،‬فم حل ذلك القرار هو تو قف نشاط ذلك الم حل سواء ب صفة دائ مة أو‬
‫مؤقتة حسب ما ينص عليه القرار‪.1‬‬

‫وهكذا فم حل القرار هو جوهره بل أن الركان الخرى ت عد ف قط أركا نا م ساعدة أو‬


‫معاونة لكي يخرج المحل إلى حيز الوجود في صورته القانونية السليمة‪.2‬‬

‫ويشترط في المحل أن يكون متعينا أي يكون المحل قابل للتعيين مادام قد تضمن كافة‬
‫العناصسر اللزمسة لتحديده كمسا يشترط أن يكون المحسل ممكنسا حيسث ينبغسي أن يكون تحقيسق‬
‫المحل في مقدور الدارة‪ ،‬كما يشترط أن يكون الثر القانوني للقرار الداري جائزا وقانونيا‬
‫بحيسث أن يحترم التدرج العام للقواعسد القانونيسة مسن حيسث سسموها الواحدة تلو الخرى فإذا‬
‫صدر قرار إداري ل يرا عي تلك القوا عد اع تبر باطل أي أن الم حل ل يقابله شرط‪ 3‬على أن‬
‫غ ير مخال فة القانون في القرار الداري ل يتر تب عل يه في غالب الحيان انعدام القرار بل‬
‫عدم مشروعيته كما لو اشترط القانون شروط معينة في العامل لم تكن متوفرة في من صدر‬
‫القرار بتعينسه ‪ :‬ففسي هذه الحالة يكون القرار معيبسا فسي محله ولكنسه ل يكون منعدمسا‪،‬‬
‫فمشروعيسة المحسل شرط مسن شروط صسحة القرار أمسا وجود المحسل فهسو ركسن مسن أركان‬
‫القرار‪.4‬‬

‫د‪.‬ة مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.391 :‬‬ ‫‪-1‬‬


‫د‪ .‬محمد مرغني خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.250 :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.373 :‬‬ ‫‪-3‬‬
‫د‪ .‬الحاج شكرة‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.96 :‬‬ ‫‪-4‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪25‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬ثالثا ‪ :‬الغاية ‪Le But‬‬


‫ويقصد بالغاية الهدف النهائي الذي يستهدف مصدر القرار الداري تحقيقه من إصدار‬
‫القرار‪ .1‬وعليه وعلى سبيل المثال تكون غاية القرار الداري التي تتخذها السلطات المشرفة‬
‫على المرا فق العا مة إشباع الحاجيات‪ ،‬وتقد يم خدمات تحقي قا للم صلحة العا مة‪ ،‬فإذا ا ستهدفت‬
‫تحقيسق ذاتسي‪ ،‬أو مصسلحة خاصسة يصسبح عملهسا اعتداءا ماديسا قابل لللغاء أمام القضاء‬
‫الداري‪.‬‬

‫ومفهوم المصسلحة العامسة لمسا كان غيسر محدد فإن المشرع يتدخسل ليحدد للعامليسن‬
‫بالمرافسق العامسة الغايسة التسي عليهسم تحقيقهسا بذاتهسا‪ ،‬فالبحسث عسن غيرهسا يؤدي إلى بطلن‬
‫قراراتهسم بموجسب إسساءة اسستعمال السسلطة بمقتضسى مسا يسسمى بمبدأ تخصسيص الهداف‬
‫والغايات‪ ،‬والصسل أن تتم تع العمال الدار ية بحجسة المشروع ية وال صحة إذ يفترض فيهسا‬
‫جميعها السعي وراء تحقيق المصلحة العا مة فكل عمل إداري يهدف إلى تحقيق غاية معينة‬
‫والقرار الداري ما هو إل وسيلة لتحقيق هذه الغاية التي تكون دائما مصلحة عامة أو منفعة‬
‫عامة‪.2‬‬

‫وخلصسة القول فإن توافسر القرار الداري على كسل الركان السسابق ذكرهسا تضفسى‬
‫عليهسا صسبغة الشرعيسة وتجعله قابل للنفاذ ومحصسنا مسن كسل أشكال الطعسن الداري أو‬
‫القضائي‪.3‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع القرار‬


‫الداري‬
‫ل تع تبر القرارات ال تي ت صدر عن مختلف الجهزة الدار ية من نوع وا حد بل أن ها‬
‫رغم اشتراكها في ماهيتها وعناصرها تختلف فيما بينها سواء مضمونها أو في شكلها‪ .‬المر‬
‫الذي أدى بالفقه إلى تصنيفها إلى فئات متعددة‪ ،‬وليست لهذه التصنيفات أهمية نظرية بل لها‬

‫‪ -1‬د‪.‬ة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.392 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.274-273 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬ح سين سيمو‪ ،‬ال سلطة التقدير ية للدارة ورقا بة القضاء‪ ،‬المجلة المغرب ية للدارة المحل ية والتنم ية العدد ‪،13‬‬
‫سنة ‪.1995‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪26‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫أيضا أهميتها من الناحية العلمية‪ ،‬وذلك لختلف آثار القرارات وفق التصنيفات التي تنتمي‬
‫إليها أو التقسيمات التي تدخل فيها‪.‬‬

‫ويقوم هذا التق سيم انطل قا من محتوى القرار الداري وموضو عه وإلى طبي عة الثار‬
‫القانون ية ال تي تحدث ها القرارات‪ ،‬فالتق سيم ين فذ إلى جو هر القرارات ول يتو قف ع ند شكل ها‬
‫وواجبات ها الخارج ية‪ ،‬ويم كن تق سيم القرارات الدار ية إلى أنواع مختل فة‪ .‬ا ستنادا إلى مدا ها‬
‫وإنشائها ثم إلى أثر ها بالن سبة للفراد وكذلك من ح يث خضوع ها لرقا بة القضاء وأخيرا من‬
‫حيث تكوينها‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬القرارات الداريــــة‬


‫من حيث مداها أو عموميتها‬
‫ويمكن تقسيمها إلى فئتين ‪ :‬قرارات فردية‪ ،‬وقرارات تنظيمية أو لئحية‪.‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬القرارات الفردية‬


‫هسي تلك القرارات التسي تخاطسب أفراد معنييسن بدواتهسم أي تتعلق بأفراد معروفييسن‬
‫بأسسسمائهم وأشخاصسسهم ولو تعدد هؤلء الشخاص‪ ،‬فمثال على ذلك القرار الذي يصسسدر‬
‫بخصسوص تعييسن أو ترقيسة عدد كسبير مسن الموظفيسن يعينهسم القرار بأسسمائهم والقرار الذي‬
‫ي صدر من أ جل م نح درجات أو علوات لعدد كبير من الموظف ين يحدد هم كذلك بأ سمائهم‪.1‬‬
‫فكل قرار من هذه المثلة يعتبر قرار إداريا فرديا أيا كانت سلطة إصداره فهو قد يصدر من‬
‫الوزير الول كقراره بتعيين متصرف ممتاز أو مدير الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء‬
‫والكهرباء أو كان صسادرا عسن الوزيسر كالقرار الصسادر عسن المسن العام للحكومسة يرفسض‬
‫لش خص طبيب ف تح عيادة حرة أو كان صادرا عن سلطة أد نى كالعا مل أو القائد أو رئ يس‬
‫المجلس الجما عي و قد ي صدر القرار الفردي عن لج نة‪ ،‬و قد ي هم القرار عدة أشخاص في آن‬
‫واحد‪.2‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬فؤاد مه نا‪ ،‬مبادئ وأحكام القانون الداري في جمهور ية م صر العرب ية‪ ،‬مؤ سسة شباب الجام عة ال سكندرية‬
‫مصر ‪ ،1973‬ص ‪.711 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬ع بد الرحمان البكريوي‪ ،‬الوج يز في القانون الداري المغر بي‪ ،‬الكتاب الثا ني‪ ،‬الطب عة الولى‪ ،1990 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.137‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪27‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬الفرع الثانـي ‪ :‬القرارات التنظيميـة‬


‫أو اللئحية‬
‫وهي تتضمن قواعد عامة ومجردة وتصدرها السلطات الدارية المختصة لكي نطبق‬
‫على عدد غير معين وغير محدد من الشخاص‪ ،‬ول يمكن معرفة من سيطبق عليهم القرار‬
‫بصورة مسبقة ذلك أن العمل أو التصرف التنظيمي صدر لكي يطبق على كل ما يوجد في‬
‫مركسز قانونسي معيسن اتجاه الدارة العامسة سسواء حاليسا أو مسستقبل وغالبسا مسا يطلق عليهسا‬
‫المراسيم التنظيمية‪.1‬‬

‫والقرارات التنظيميسة إذا كانست تتميسز ببعسض خصسائص التشريسع فإنهسا تصسدر عسن‬
‫الدارة وتتخذ مظاهر خارجية مختلفة‪ .‬فقد تصدر في شكل لئحة أو في شكل قرار وزاري‪.‬‬
‫والقرارات التنظيمية واللوائح مختلفة عن القانون من حيث المصدر والهمية ورقابة القضاء‬
‫فالقانون يصسدر عسن البرلمان‪ ،‬أمسا القرارات التنظيميسة فإن الجهاز التنفيذي باعتباره سسلطة‬
‫إدارية هو الذي يصدرها‪ ،‬ويترتب عما سبق أن القانون في مرتبة أعلى وأسمى من اللئحة‪،‬‬
‫القانون من ح يث الرقا بة القضائ ية مختلف عن اللوائح على اعتبار ها أعمال إدار ية لرقا بة‬
‫القضاء الداري‪.2‬‬

‫وحسسب أغلب الفقهاء توجسد أربعسة أنواع مسن اللوائح الداريسة ونوجسز فسي مسا يلي‬
‫الحديث عن كل منها ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬اللوائح التنفيذيية ‪ :‬وهسي التسي تصسدرها الدارة تنفيذا للقوانيسن‪ ،‬فالمشرع لمسا‬
‫كان يكتفسي يوضسع الطار العام لممارسسة الحقوق والحريات السساسية فقسد ترك التفاصسيل‬
‫وظروف إدخال حيز تنفيذ هذه القوانين للسلطة التنفيذية عن طريق اللوائح‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اللوائح المستقلة ‪ :‬وهي التي تنفرد السلطة التنفيذية –الدارة بإصدارها دون‬
‫الستناد إلى قانون سابق ودون مشاركة السلطة التشريعية‪ ،‬وغالبا ما يتم وضعها بخصوص‬

‫‪ -1‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.393 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.375 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪28‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تنظ يم المرا فق العموم ية أو بشأن المحاف ظة على النظام العام بعنا صره الثل ثة‪ ،‬ال من العام‪،‬‬
‫السكينة العامة‪ ،‬المصلحة العامة وتسمى بلوائح الضبط الداري‪.1‬‬

‫ثال ثا ‪ :‬لوائح الضرورة ‪ :‬هي اللوائح ال تي ت صدر لمواج هة ظروف ا ستئنافية مفاجئة‬
‫تقتضسسي معالجسسة سسسريعة للحفاظ على كيان الدولة وسسسلمتها‪ .‬مثال حالة الحرب أو‬
‫الضطرابات‪ .2‬وقد يتم اللجوء إليها أيضا في حالة تعذر البرلمان للقيام بمهامه‪.3‬‬

‫سدر أثناء انعقاد البرلمان أو خارج إطار انعقاد‬


‫ية ‪ :‬وتصس‬
‫يا ‪ :‬اللوائح التفويضيي‬
‫رابعي‬
‫الدورات البرلما ني‪ ،‬واللوائح التفويض ية عبارة عن مرا سيم قوان ين ت صدرها ال سلطة التنفيذ ية‬
‫في م سائل تشريع ية محددة أ صل من اخت صاص المشرع إل أن الدارة تمار سها نيا بة عن‬
‫البرلمان بمقتضى تفويض منه‪ ،‬والتفويض من اللزم أن يكون بقانون‪.4‬‬

‫خامسا ‪ :‬لوائح الضبط ‪ :‬وهي التي تصدرها الحكومة من أجل المحافظة على النظام‬
‫العام‪ ،‬بناء على ما لها من سلطة تنظيمية عامة‪.5‬‬

‫المطلب الثانــي ‪ :‬القرارات الداريــة‬


‫من حيث إنشائها‬
‫وتنقسم إلى القرارات الكاشفة والقرارات المنشأة‪.‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬القرارات الكاشفة‬


‫هي التي ل تأتي بجديد مفترض على تقرير إثبات حالة موجودة من قبل عمل بإدخال‬
‫ح يز التنف يذ آثار ها القانون ية مثل القرار الداري ال صادر بف صل مو ظف ح كم عل يه بعقو بة‬
‫مخلة للشرف في جناية‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬ماجد راغب الحاو‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬الطبعة ‪ ،1994‬دار المطبوعات الجامعية السكندرية‪ ،‬ص ‪.531 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬محمد أنور حمادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.375 :‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.376-375 :‬‬
‫‪ -5‬أستاذ أحمد سينهجي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.231 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪29‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬الفرع الثاني ‪ :‬القرارات المنشأة‬


‫وهي التي تترتب عليها آثار قانونية جديدة‪ ،‬مثل تعيين موظف جديد أو فصله‪ ،‬وأهمية‬
‫التمي يز ب ين القرارات الكاش فة والمنشأة م صدره‪ ،‬أن الولى تتر تب علي ها الثار والنتائج من‬
‫التاريخ الذي ولدت فيه‪ ،‬أما الثانية فآثارها تبدأ في السريان من تاريخ صدورها‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬القرارات الداريـــة‬


‫مــن حيــث مدى خضوعهــا للرقابــة‬
‫القضائية‬
‫تنق سم قرارات ال سلطة التنفيذ ية من ح يث خضوع ها للرقا بة القضائ ية إلى نوع ين من‬
‫القرارات‪.‬‬

‫قرارات الدارة وقرارات أعمال السيادة‪.‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬أعمال الدارة‬


‫مسن المقرر وإعمال بمبدأ المشروعيسة أن جميسع القرارات الداريسة النهائيسة على‬
‫التف صيل ال سابق بيا نه تخ ضع لرقا بة القضاء الداري سواء كا نت قرارات فرد ية أو لئح ية‬
‫سواء بوا سطة إلغاء القضاء اللغاء أو القضاء الكا مل (قضاء التعو يض)‪ 2‬وذلك حفا ظا على‬
‫حقوق وحريات الفراد وتحقيقا للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪‬الفرع الثاني ‪ :‬أعمال السيادة‬


‫تنفذها الحكومة باعتبارها جهة سياسية ل إدارية‪ .‬كالعمال المتصلة بعلقة الحكومة‬
‫بالبرلمان أو علقة الحكومة بالدول الجنبية‪ ،‬هذه العمال نظرا لهميتها ولطبيعتها السياسية‬
‫والدستورية فيه غير خاضعة لرقابة القضاء الداري‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.377 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.398 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪30‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المطلب الرابــع ‪ :‬القرارات الداريــة‬


‫من حيث تكوينها‬
‫تنقسم إلى قرارات إدارية بسيطة وقرارات إدارية مركبة‪.‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬القرارات البسيطة‬


‫يكون ل ها كيان ها الم ستقل كالقرار ال صادر من رئ يس الدارة يق ضي بت طبيق عقو بة‬
‫تأديبية على الموظف المخل بالتزاماته الوظيفية‪.‬‬

‫‪‬الفرع الثاني ‪ :‬القرارات المركبة‬


‫وتدخل في تكوين عملية قانونية تتم على مراحل مثل مسألة نزع الملكية التي تتطلب‬
‫إجراءات معينة‪ .‬وفائدة هذا التقسيم أنه يسمح لقضاء اللغاء بفصل القرار الداري الذي يسهم‬
‫في تكو ين العمل ية القانون ية المرك بة‪ .‬والط عن ف يه م ستقبل بق صد إلغائه فإذا ما ق ضى بإلغائه‬
‫العكس ذلك على العملية المركبة التي ساهم فيها القرار الباطل‪.1‬‬

‫المطلب الخامــس ‪ :‬القرارات الداريــة مــن‬


‫حيث آثارها بالنسبة للفراد‬
‫القرارات الداريسة ملزمسة للفراد وهسم ملزمون باحترامهسا والخضوع لمقتضياتهسا‬
‫اختياريسا أو إجباريسا‪ .‬وهناك مجموعسة مسن القرارات يقتصسر أثرهسا القانونسي على الدارة‬
‫سمى بالجراءات الداخليسسة‪.‬‬
‫سا تأثيرا على الفراد‪ .‬وتسس‬
‫سا دون أن يكون لهس‬
‫والعامليسسن بهس‬
‫كالتوجيهات والتعليمات والدوريات الصادرة عن الرؤساء الداريين لمرؤوسهم ضمانا لحسن‬
‫سسير المرافسق العموميسة مبدئيسا هذه الجراءات لمسا كانست ل تترتسب عليهسا أيسة آثار قانونيسة‬
‫بالنسبة للفراد والعاملين بالدارة‪.‬‬

‫فل يمكن أن تكون موضوع الطعن أمام القضاء لنعدام شرط المصلحة بالنسبة للغير‬
‫في مواجهة الدارة‪.2‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.399-398 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.378-377 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪31‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وهكذا يتبين لنا مما سبق أن تعريف القرار الداري يتوقف على توفر ثلثة عناصر‬
‫أ ساسية بدون ها تنت في فكرة القرار الداري‪ .‬فإ صدار القرارات الدار ية هو امتياز تتم تع به‬
‫الدارة وحدهسا سسواء كانست مركزيسة أو ل مركزيسة‪ .‬ومعسبرا عسن إرادتهسا المنفردة ومحدثسا‬
‫لثارها القانونية والتي تتمثل في منح الحقوق وفرض اللتزامات فهذه الخصائص التي تتوفر‬
‫عليهسا العمال النفراديسة هسي التسي بمقتضاهسا يمكسن أن نميسز هذه القرارات عسن العمال‬
‫الدارية الخرى‪ .‬كما يجب لقيام القرار الداري وصحته من اللزم توفر على القل خمسة‬
‫أركان أ ساسية هي الخت صاص‪ ،‬الش كل‪ ،‬ال سبب‪ ،‬الم حل‪ ،‬الغا ية وال تي تض في عل يه صبغة‬
‫الشرع ية وتجعله قابل للنفاذ ومح صنا من كل أشكال الطعن الداري والقضائي‪ ،‬ك ما ت صنف‬
‫القرارات الدارية إلى تصنيفات متعددة تبعا لتكوينها وأثرها‪ .‬أو خضوعها للرقابة‪ ،‬غير أن‬
‫أهم تصنيف يظل هو ذلك الذي يقسمها حسب مداها إلى قرارات تنظيمية وقرارات فردية‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬القرار الداري‪،‬‬


‫نفاذه‪ ،‬تنفيذه‪ ،‬نهايته‬
‫عندمسا يصسبح القرار الداري جاهزا فإن الدارة تعمسل على تنفيذه لكسي ينتسج آثاره‬
‫القانونيسة‪ ،‬وإذا تسم تنفيذه واسستنفد مضمونسه وإذا حددت مدة معينسة لتطسبيق القرار فإن بعسد‬
‫انقضاء هذه المدة تقوم الدارة بإنهائه بطريقتين‪ ،‬إما بسحبه أو إلغاءه‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬نفاذ القرار الداري‬


‫تعسد القرارات الداريسة الصسادرة عسن السسلطة الداريسة المختصسة نافذة مسن لحظسة‬
‫صدورها كقاعدة عا مة‪ .‬وتقت ضي العدالة أل ت سري في حق الفراد الذ ين تو جه إلي هم ال من‬
‫تار يخ علم هم ب ها عن طر يق إحدى و سائل العلم المقررة قانو نا وتتولى الدارة ال سهر على‬
‫تنفيذ تلك القرارات إما عن طريق التنفيذ المباشر أو بواسطة القضاء‪.‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬نفاذ القرار الداري‬


‫وسريانه في حق الفراد‬
‫مسن حيسث المبدأ فإن القرارات الداريسة تعتسبر نافذة مسن صسدورها سسواء عسن طيسب‬
‫خا طر أو عن طر يق القوة إن اقت ضى الحال‪ .‬ول كن ل ما كان شأن القرارات الدار ية التأث ير‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪32‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫على حقوق الفراد في ب عض الحالت‪ .1‬ف من المنط قي اشتراط عدم نفاذ ها في حق هم إل إذا‬
‫علموا بها عن طريق إحدى وسائل العلم المقررة قانونا فما هي هذه الوسائل ؟‬

‫‪‬أول ‪ :‬النشر‬
‫النشسر معناه إعلم الجمهور بالقرار وبالتالي فهسو ل ينشسئ القرار وإنمسا يقتصسر أثره‬
‫على إمكان الحتجاج به على الكا فة‪ ،‬فهذه الو سيلة تت بع عادة في حالة المرا سيم والقرارات‬
‫التنظيميسة حيسث يتعذر اللجوء إلى وسسيلة العلن لن المراسسيم والقرارات التنظيميسة تطبسق‬
‫على عدد غيسر محدد وغيسر معروف مسسبقا مسن الشخاصس‪ 2‬ويهدف النشسر إلى إطلع‬
‫الشخاص على التدابير التي تهمهم‪ ،‬وهذا ما يفرضه المنطق والعدل لنه ل يمكن في الواقع‬
‫أن يمارس النسان حقا أو يفي بواجب إل إذا كان على إطلع به‪.3‬‬

‫وي تم الن شر في المغرب كقاعدة عا مة في الجريدة الر سمية وي جب أن يتض من ن شر‬


‫المراسيم والقرارات التنظيمية أيضا اسم الجهة التي أصدرتها وبيانا تفصيليا دقيقا وواضحا‬
‫لمحتوياتها وجميع المعلومات الهامة التي تتضمنها وإل كان النشر باطل ول يتم العمل به‪.4‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬رضوان بوجمعة‪ ،‬المقتضب في القانون الداري المغربي‪ ،‬م‪.‬س‪.198 .‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬ة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.401 :‬‬
‫‪ -3‬إدريس البصري‪ ،‬جان كرانيون‪ ،‬ميشال روسي‪ ،‬أحمد بلحاج‪ ،‬القانون الداري المغربي‪ ،‬الطبعة الولى المطبعة‬
‫الملكية‪ ،‬الرباط ‪ ،1988‬ص ‪.289 :‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬ة‪ .‬مليكة الصروخ القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.402 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪33‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وبهذا فالن شر يش كل إجراءا إدار يا أ ساسيا يتطلب احترا مه من طرف الدارة لضمان‬
‫شرعي ته وضمان تنفيذه‪ .‬وهذا ما أكدت عل يه ب عض التشريعات المغربية‪ 1‬ك ما يع تبر الجتهاد‬
‫القضائي النشر من الشروط الضرورية التي يحتج بالقرار من الغير‪.‬‬

‫‪‬ثانيا ‪ :‬العلن‬
‫العلن هسو الطريقسة الواجبسة التباع فسي القرارات الفرديسة‪ ،‬ويعتسبر إجراءا إداريسا‬
‫أ ساسيا تلتزم به الدارة لضمان شرع ية قرارات ها وبالتالي لضمان تنف يذ مقتضيات ها وإعطائ ها‬
‫آثارا قانونية‪.2‬‬

‫وي تم إعلن القرار لذوي الشأن بأ نه و سيلة من و سائل العلن المعترف ب ها قانو نا‪.‬‬
‫مثل تسليم نسخة من القرار إلى صاحب الشأن شخصيا مع الحصول على توقيعه باستلم أو‬
‫إرسال القرار إليه بخطاب موصى عليه بعلم الوصول‪ .3‬ويجب أن يكون إعلن القرار شامل‬
‫لكسل محتويات القرار الداري مادام أنسه ل يجوز الحتجاج بهذا الخيسر إل فسي حدود مسا تم‬
‫تبليغه أو إعلنه‪.4‬‬

‫وتتمتع الدارة بالسلطة التقديرية في اختيار وسيلة العلن التي تراها مناسبة‪ ،‬ولكن‬
‫إذا اشترط القانون صسراحة أن يتسم العلن بوسسيلة معينسة بالذات بالنسسبة لنوع معيسن مسن‬
‫القرارات الدار ية‪ ،‬فإن الدارة ملز مة باحترام ما نص عل يه القانون‪ ،5‬و من ذلك على سبيل‬

‫‪ -1‬نجد مثل الفصل ‪ 45‬من الدستور المراجع في ‪ 13‬شتنبر ‪ 1996‬الذي ينص "وللقانون يأذن للحكومة أن تتخذ في‬
‫ظرف من الزمن محدود ولغاية معينة وبمقت ضى مراسيم‪ ،‬تداب ير يخ تص القانون عادة باتخذا ها ويجري العمل بهذه‬
‫المراسيم بمجرد نشرها‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 76‬من القانون ‪ 78-00‬المتعلق بالميثاق الجماعي على ما يلي ‪" :‬يجب تعليق القرارات‬
‫التسي الرئيسس‪ ،‬باسستثناء القرارات الواجسب تبليغهسا إلى المعنييسن بالمسر بمقسر الجماعسة أو نشرهسا فسي‬
‫ال صحف أو تبليغ ها إلى المعني ين بال مر ب كل و سيلة ملئ مة أخرى يحت فظ بالوثائق ال تي تث بت التبل يغ‬
‫والنشر بمحفوظات الجماعة"‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 25‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1-58-008‬بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬بمثابة النظام الساسي‬
‫العام للوظيفسة العموميسة على مسا يلي ‪" :‬يجسب أن تنشسر تسسميات الموظفيسن وترقياتهسم فسي الجريدة‬
‫الرسمية"‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬رضوان بوجمعة‪ ،‬المقتضب في القانون الداري المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198 :‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬ة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.400 :‬‬
‫‪ -4‬ذ‪ .‬أحمد السنيهي‪ ،‬الوجيز في القانون الداري المغربي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.233 :‬‬
‫‪ -5‬د‪.‬ة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.401 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪34‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المثال ل الح صر أن قرارات تعي ين وترق ية الموظف ين ي جب أن تبلغ إلى أ صحابها وأن تن شر‬
‫في الجريدة الرسمية‪.1‬‬

‫وعلى كل حال فإ نه من ح يث المبدأ فإن سريان نفاذ القرارات الدار ية التنظيم ية أو‬
‫الفردية ل يسري في حق المخاطبين بها إل ابتداء من تاريخ إخبارهم بواسطة جميع الوسائل‬
‫القانونية التي تراها الدارة المناسبة لذلك وهذا ما يحملنا على القول بأنه ل سريان للقرارات‬
‫الدارية بالنسبة للماضي عمل بمبدأ عدم الرجعية‪.2‬‬

‫‪‬ثالثا ‪ :‬العلم اليقيني‬


‫وهي الوسيلة الثالثة لعلم الفراد بصدور القرار الداري ويقصد بها أن يثبت بطريقة‬
‫ما وبشكسل يقي ني ل بشكسل ضم ني أن الفرد صاحب الشأن قد علم ب صدور القرار الداري‬
‫وبمحتوياته كأن يتقدم صاحب الشأن إلى الدارة المعنية بتظلم كتابي‪.‬‬
‫و قد نص القانون على طرق خا صة للن شر أو العلن ي جب إتباع ها‪ .‬وذلك كتعل يق‬
‫القرار في لوحات خاصة في الدوائر الحكومية أو في بعض الماكن العامة‪.3‬‬

‫وكيف ما كان الحال‪ ،‬فإن عبئ الثبات سواء بالنسبة للنشر أو التبليغ أو العلم اليقيني‬
‫ي قع على عا تق الدارة بل إن القضاء يتشدد في تق بل الدلة ال تي تقدم ها هذه الخيرة لثبات‬
‫تبليغها‪.4‬‬

‫‪‬الفرع الثانـــــي ‪ :‬ســـــريان القرار‬


‫الداري من حيث الزمان‬
‫الصل أن القرار الداري يسري في حق الجهة التي أصدرته من تاريخ إصداره وفي‬
‫حق الفراد المخاطبين به من تاريخ شهره بالنشر في الجريدة الرسمية أو من تاريخ إعلن‬
‫صاحب الشأن بمضمونه‪.‬‬

‫الفصل ‪ 25‬من الظهير شريف رقم ‪ 1-58-008‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪.1958‬‬ ‫‪-1‬‬
‫د‪ .‬الحاج الشكرة‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100 :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫د‪.‬ة‪ .‬مليحة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402-401 :‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ذ‪ .‬احمد السنيهي‪ ،‬الوجيز في القانون الداري المغربي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.234 :‬‬ ‫‪-4‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪35‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وبالرغم من القواعد السابقة المسلم بها التي تحكم فورية نفاذ القرارات الدارية فإن‬
‫هناك ا ستثناءين هام ين على هذه القوا عد ‪ :‬أحده ما يق ضي ي سريان القراران الدار ية بالن سبة‬
‫للم ستقبل دون الما ضي (بمع نى عدم رجع ية القرارات الدار ية)‪ ،‬وثانيه ما ‪ :‬يق ضي بإرجاء‬
‫نفاذ القرارات الدارية إلى فترة لحقة على صدوره (بمعنى نفاذه في المستقبل)‪.1‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬مبدأ عدم رجعيـة القرارات‬


‫الدارية‬
‫يع تبر هذا المبدأ من المبادئ العا مة ال تي ا ستقر الف قه والقضاء الداري ين على ال خذ‬
‫بها‪ ...‬ويعني هذا المبدأ عدم جواز تطبيق القرار الداري على الوقائع القانونية التي تمت قبل‬
‫التاريسخ المحدد لبدء سسريانه‪ ،‬وإنمسا ينحصسر سسريان أثسر القرار على مسا يحدث مسن وقائع‬
‫وأعمال بعد تاريخ السريان‪.2‬‬

‫و قد أ كد الف قه والقضاء الداري ين على مبررات ال خذ بهذا المبدأ وال تي تتم ثل في ‪:‬‬
‫عدم تجاوز حدود الختصساص الزمنسي‪ ،‬بمعنسى منسع مصسدر القرار مسن العتداء على‬
‫اختصساص سسلفه‪ ،‬وذلك إذا لم يكسن مصسدر القرار مختصسا خلل الفترة السسابقة التسي امتدت‬
‫إلي ها آثاره‪ ...‬والرغ بة في احترام الحقوق المكت سبة وضمان ا ستقرار المعاملت والوضاع‬
‫القانونيسة‪ ،‬كأن يصسدر قرار بمعاقبسة موظسف بالحرمان مسن العلوة بأثسر رجعسي فيؤدي إلى‬
‫حرمانسه مسن علوة كان قسد اسستحقها فعل قبسل توقيسع الجزاء‪ ،‬والحيلولة دون تطسبيق القرار‬
‫خلل فترة قد يكون سبب القرار قائما خللها‪ ،‬وإنما ظهر بعد صدوره‪.‬‬

‫وبالرغم من المبررات السابقة التي تؤكد على الحكمة من إقرار هذا المبدأ إل أن الفقه‬
‫الداري أجاز الستثناءات على هذا المبدأ تتمثل في ‪:‬‬

‫وجود نص قانو ني صريح يب يح رجع ية أنواع معي نة من القرارات الدار ية ع ند‬


‫الضرورة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.294-293 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬سليمان الطماري‪ ،‬النظرية العامة للقرارات الدارية‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.579 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪36‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وجود حكم قضائي بإلغاء القرار المعيب‪ ،‬فيصبح لزاما على الدارة القيام بتصحيح‬
‫ما قد تر تب على ذلك القرار المع يب من الوضاع الخاطئة في الما ضي‪ ،‬وذلك‬
‫بإصدار قرارات صحيحة بأثر رجعي لتصحيح الوضاع السالفة‪.‬‬
‫حالة سسحب قرار إداري فردي منشسأ لوضعيسة قانونيسة بأثسر رجعسي له شرطيسن‬
‫أ ساسيين‪ ،‬أن ي قع ال سحب خلل أ جل ر فع الدعوى اللغائ ية أو أثناء التقا ضي ع ند‬
‫رفسع الدعوى فسي الجسل القانونسي وأن تكون القرارات المسسحوبة مشوبسة بعدم‬
‫مشروعيتها مما يستوجب بطلنها‪.‬‬

‫حالة القرارات الدار ية ال تي تتض من بالضرورة أ ثر رجع يا‪ ،‬م ثل القرارات ال تي‬
‫تصسدر مسن هيئة إداريسة خولهسا القانون سسلطة إصسدار قرارات تسسري خلل فترة‬
‫معينة‪.1‬‬

‫‪‬ثانيــا ‪ :‬مبدأ أرجاء آثار القرارات‬


‫الدارية إلى تاريخ لحقا‬
‫وهذا المبدأ يعنسي جواز أرجاء ترتيسب القرار الداري لثاره ونفاذه فسي مواجهسة‬
‫المعني ين به وذلك بإضاف ته إلى تار يخ لح قا على صدوره من خلل تعل يق نفاذه على ش طر‬
‫وا قف إذا كان ذلك يح قق الم صلحة العا مة‪ ،‬و في ذلك خروج على ال صل العام المقرر للنفاذ‬
‫الفوري في القرارات الدارية‪.‬‬

‫إل أ نه ي جب التمي يز – في ت طبيق هذا ال ستثناء‪ -‬ب ين القرارات التنظيم ية والقرارات‬


‫الفردية‪.‬‬

‫‪-1‬القرارات التنظيمية ‪:‬‬


‫بالنسسبة لهذا النوع مسن القرارات يجوز إرجاء آثارهسا إلى تاريسخ مسستقبل لكون هذه‬
‫القرارات ل تنشسئ حقوقسا مكتسسبة لحسد ولكنهسا تنشسئ حقوقسا تنظيميسة عامسة وبالتالي يكون‬

‫‪ -1‬د‪ .‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪37‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫للسلطة القائمة وقت التاريخ المقرر لعمال أثرها أن تعدلها أو تكيفها وأن ذلك ل يتضمن أي‬
‫اعتداء على سلطة الخلق لن هذا الخلق يستطيع في كل وقف أن يعدل اللئحة‪.1‬‬

‫‪-2‬القرارات الفردية ‪:‬‬


‫بالن سبة للقرارات الفرد ية فإن تأخ ير هذه القرارات إلى تار يخ ل حق تحدده الدارة قد‬
‫يكون فيه اعتداء على السلطة صاحبة الختصاص في ذلك التاريخ والتي ل تكون هي نفس‬
‫السلطة المصدرة للقرار‪.‬‬

‫لذلك فإن الجتهاد القضائي وخاصسسة اجتهاد مجلس الدولة الفرنسسسي لم يقسسر بهذا‬
‫الرجاع في كثير من أحكامه إل إذا أثبت من ظروف الحال أن أرجاء تنفيذ القرار إلى تاريخ‬
‫لحسق كانست تقتضيسه ضرورات المرفسق ومسستلزمات سسيره‪ .‬ومسن هذا القبيسل رفضسه إلغاء‬
‫قرارات التعي ين ال تي صدرت ق بل ن شر المر سوم الذي أن شأ الوظائف وب عد صدوره وت سليمه‬
‫بصحة تعيين مهندس مع إرجاء آثار القرار حتى أدائه الخدمة العسكرية‪.2‬‬

‫المطلب الثانـــــي ‪ :‬تنفيـــــذ القرار‬


‫الداري‬
‫عندما يتم اتخاذ القرار الداري ويصبح نهائيا‪ ،‬فإن مسألة تنفيذه تهم في نفس الوقت‬
‫الدارة والفراد المعنيين به إذن فما هو مفهوم التنفيذ ؟‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬مفهوم تنفيــذ القرار‬


‫الداري‬
‫إن الوقوف على معنسى تنفيسذ القرار الداري‪ ،‬باعتباره عمل انفراديسا صسادرا عسن‬
‫الدارة يقت ضي رب طه بالغا ية ال تي تتوخا ها ال سلطات الدار ية من هذا الع مل‪ ،‬فطبي عة هذه‬
‫الغاية هي التي تمكن من تحديد مدى الهمية التي ينبغي إعطاؤها المسألة التنفيذ‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫بوضوح من أن القرارات التي تتخذها السلطات الدارية قد يكون موضوعها إما منع حقوق‬
‫لصالح الفراد وإما فرض التزامات عليهم‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد أنور حمادة‪ ،‬القرارات الدارية ورقابة القضاء‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.57 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬رضوان بوجمعى‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.74 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪38‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ففسي حالة العتراف بالحقوق فإن مسسألة التنفيسذ ل تطرح أي إشكال مادام أن المسر‬
‫يتعلق بالستفادة التي يكون فيها المستفيد في موقع اختيار له أن ينفذ القرار الذي يمنحه الحق‬
‫أو ل ينفذه‪ ،‬بمعنسى أن التنفيسذ يرجسع لحسسن إرادتسه‪ ،‬أمسا فسي الحالة التسي يهدف فيهسا القرار‬
‫الداري إلى فرض التزامات على الفراد‪ ،‬فإن التنفيسذ يكون إلزاميسا بالنسسبة للمعنييسن بهذه‬
‫اللتزامات‪.1‬‬

‫‪‬الفرع الثانــــي ‪ :‬أســــاليب تنفيــــذ‬


‫القرار الداري‬
‫يكون القرار الداري قوة تنفيذية فهو يلزم المواطنين ويضع له امتيازات‪ ،‬ويمكن في‬
‫بعض الحالت أن تنفذ الدارة قراراتها بواسطة القوة‪.‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬التنفيـــــــــــــذ الختياري‬


‫للقرارات الدارية‬
‫يتعلق المر بتلك القرارات التي تخول لصاحبها امتيازات وحقوق فإذا كان الهدف من‬
‫القرار الداري أن يعطي للمواطن حقا‪ ،‬أو يمنحه رخصة لفتح متجر أو استيراد بضائع من‬
‫الخارج أو بناء مشروع فهذا القرار ل يمكن في مضمونه أي إلزام بالتنفيذ بل يترك للمستفيد‬
‫منه حق الختيار حسب إمكانياته وظروفه وإرادته‪ ،‬فإما أن يبادر بتنفيذه وفق المادة القانونية‬
‫المنصوص عليها‪ ،‬وإما أن يطلب تجديده وإما أن يتنازل عنه‪.2‬‬

‫‪‬ثانيـا ‪ :‬التنفيـذ الجـبري المباشـر‬


‫للقرار الداري بواسطة الدارة‬
‫تع تبر هذه الو سيلة من أ هم المتيازات ال تي تتم تع ب ها ال سلطة الدار ية في مزاولت ها‬
‫لنشاطها‪ ،‬إذ تستطيع الدارة أن تقوم بتنفيذ قراراتها بشكل مبا شر على الفراد بدون أن تلجأ‬
‫إلى القضاء للح صول م نه على إذن بالتنف يذ‪ ،‬فالدارة ت ستطيع أن ت ستخدم القوة الجبر ية ع ند‬
‫القتضاء لمواج هة عناد الفراد في تنف يذ القرارات‪ ،‬إذ أن هذا المتياز له جا نبين ‪ :‬أحده ما ‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمسد كرامسي‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬التنظيسم الداري‪ ،‬النشاط الداري‪ ،‬مطبعسة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1421‬هس‪2000/‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬محمد أنور حمادة‪ ،‬القرارات الدارية ورقابة القضاء‪ ،‬ص ‪.57 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪39‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫يتمثل في امتياز إصدار قرار من جانبها يرتب أثره قبل الفراد دون مشاركة منهم‪ ،‬وثانيهما‬
‫‪ :‬يتمثل في امتياز تنفيذ القرار جبرا عند القتضاء ودون إذن من القضاء‪.‬‬

‫إل أن حق الدارة في تنف يذ قرارت ها مباشرة وبالقوة إذ لزم ال مر يخ ضع لمجمو عة‬


‫من الضوابط والقيود التي تضمن عدم تجاوز هذا الستثناء الخطير لحدوده والمساس وبالتالي‬
‫بحقوق الفراد وحرياتهم‪ ،‬وتتمثل هذه الضوابط فيما يلي ‪:‬‬

‫‪‬أن يرفسض مسن صسدر بحقهسم القرار المتثال له طواعيسة بعسد أن تطلب منهسم‬
‫الجهسة المختصسة مصسدرة القرار تنفيذه‪ ،‬ذلك أن الحرص على السستجابة‬
‫السسريعة والفعالة لضروريات عدم تعطيسل سسير العمسل الداري واسستقرار‬
‫الوضاع والمرا كز الناشئة عن ها‪ ،‬كل ها مبررات تقت ضي –ع ند عدم ان صياع‬
‫الفراد طواع ية واختيارا لقرارات ها‪ -‬تنف يذ قرارات ها تنفيذا مباشرا أو جبرا إذا‬
‫لزم المر‪.‬‬
‫أن تسستخدم الدارة فسي تنفيسذ قراراتهسا جسبرا إل القدر اللزم لضمان تنفيسذ‬
‫القرار‪ ،‬وذلك دون المسساس بحقوق وحريات الفراد الذي سسينفذ القرار فسي‬
‫مواجهتهسم وبعسد انعدام الوسسائل البديلة المتاحسة أمام الدارة لوضسع قراراتهسا‬
‫موضع التنفيذ‪ ،‬وخاصة في الظروف الستثنائية الطارئة وحالت الضرورة‪.‬‬

‫وتنبسع أهميسة هذا الشرط أو الضابسط الخاص بالتنفيسذ الجسبري للقرار الثار الخطيرة‬
‫التسي تترتسب على اسستخدامها مثسل هذه الوسسيلة والمتمثلة فسي ‪ :‬العتداء على حقوق الفراد‬
‫وحرياتهسم‪ ،‬كقرار نزع الملكيسة الذي يمسس حسق الملكيسة‪ ،‬وقرار تفتيسش المنازل الذي يمسس‬
‫حرمسة الم ساكن‪ ،‬وقرار م نع موا طن مسن ال سفر الذي يمسس حري ته الشخ صية‪ ،‬أو أن يترك‬
‫القرار آثارا يتعذر تداركها بعد التنفيذ كقرار هدم منزل آيل للسقوط‪.‬‬

‫أن يوجسد نسص قانونسي صسريح يخول الدارة حسق اللجوء الجسبري المباشسر ذلك لن‬
‫التنف يذ ال جبري المبا شر هو في ال صل و سيلة ا ستثنائية ي تم اللجوء إلي ها في حالت محددة‪،‬‬
‫المر الذي يقتضي استناد الدارة في استخدام هذه الوسيلة إلى نص قانوني يجيز استخدامها‪.1‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.297-296 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪40‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ونظرا لما قد يطرحه التنفيذ القهري المباشر للقرارات الدارية من مشاكل فإن الدارة‬
‫قد تلجأ إليه في حالة استثنائية وهي كالتالي ‪:‬‬

‫‪‬إذا أجاز المشرع هذا التنفيسذ‪ ،‬مثل نجسد المادة ‪ 52‬مسن قانون ‪ 78-00‬المتعلق‬
‫بالتنظ يم الجما عي وال تي ت نص على ‪" :‬يم كن أن يتولى رئ يس المجلس تلقائ يا‬
‫وعلى نفقة المعنيين بالمر العمل طبقا للشروط المحددة بالمرسوم الجاري به‬
‫الع مل على تنف يذ جم يع التداب ير الرام ية إلى ضمان سلمة المرور وال سكينة‬
‫والمحافظة على الصحة العمومية كما تنص المادة ‪ 53‬من نفس الميثاق على ‪:‬‬
‫"يجوز للرئيس أن يطلب عند القتضاء من السلطة الدارية المحلية المختصة‬
‫العمسل على اسستخدام القوة العموميسة طبقسا للتشريسع المعمول بسه قصسد ضمان‬
‫احترام قراراته ومقرراته"‪.‬‬
‫في حالة الستعجال مثل في حالة حريق منزل ل يمكن انتظار إذن من النيابة‬
‫العامة لجل الدخول للمنزل وإنقاذ الشخاص المحاصرين بالنار‪.‬‬

‫‪‬فسي الحالت التسي ل يمكسن معهسا احترام الجال والجراءات العاديسة مثل‬
‫كالف صل ‪ 69‬من الظه ير الشر يف ر قم ‪ 1-92-31‬ال صادر ‪ 17‬يون يو ‪1992‬‬
‫بتنفيسذ القانون رقسم ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير‪ ،1‬يبلغ المسر بالهدم إلى المخالف‬
‫ويحدد ف يه ال جل المضروب له لنجاز أشغال الهدم‪ ،‬ول يجوز أن يتعدى هذا‬
‫الجسل ثلثيسن يومسا‪ .‬وإذا لم ينجسز الهدم فسي الجسل المضروب لذلك تولت‬
‫السلطة المحلية القيام بذلك على نفقة المخالف‪.‬‬

‫‪ ‬في حالة مقاومة ومعارضة صارخة من طرف الشخاص الذين يعاكسون عن‬
‫إرادة و سابق إ سرار تنفيذ القرار الداري تعتزم الدارة تنفيذه وكذا عدم وجود‬
‫أية طريقة قانونية كالجزاءات الجنائية أو الدارية (الغرامة) من ذلك مثل ما‬
‫تنسص عليسه الفقرة ‪ 11‬مسن الفصسل ‪ 609‬مسن القانون الجنائي المغربسي "مسن‬

‫‪ -1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4159‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪ ،1992‬ص ‪.887 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪41‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫خالف مر سوما أو قرارا صدر من ال سلطة الدار ية ب صورة قانون ية‪ ،‬إذا كان‬
‫هذا المرسوم القرار لم ينص على عقوبة خاصة لمن يخالف أحكامه"‪.1‬‬

‫‪‬ثالثــا ‪ :‬تنفيــذ القرارات الداريــة‬


‫عن طريق القضاء‬
‫يفترض أن تل جأ الدارة أ صل إلى القضاء المخ تص للح صول على حقوق ها في تنف يذ‬
‫القرار الداري ويتسم تنفيسذ القرار الداري بواسسطة القضاء عسن طريسق توقيسع الجزاءات‬
‫الجنائية والمدنية والتأديبية ‪:‬‬

‫‪-1‬الجزاءات الجنائية ‪ :‬قد تلجأ الدارة للقضاء الجنائي لتنفيذ قراراتها وحمل الفراد‬
‫قسسرا على تنفيذهسا مسن خلل توقيسع عقوبات لحمسل الفراد على تنفيسذ القرارات‬
‫الدارية بل إن وسيلة الدعوى الجنائية من الساليب ال تي يعتبرها الفقه والقضاء‬
‫ال سلوب الم ثل الوا جب إتبا عه في الحالت ال تي يمت نع في ها الفراد عن تنف يذ‬
‫القرارات طواعية حملهم جبرا على التنفيذ‪.2‬‬

‫‪-2‬الجزاءات المدنيية ‪ :‬تسستطيع الدارة أن تلجسأ إلى القضاء المدنسي للزام الفراد‬
‫باحترام قراراتهسا وتنفيذهسا جسبرا ويرى بعسض الفقهاء أن أتباع الدارة لطريسق‬
‫القضاء العادي وإن كان قليسل الحدوث عمل وعدم اسستخدامها لمتيازات السسلطة‬
‫العامة التي تتمتع بها‪ ،‬فيه ضمانة أكبر لحترام حقوق وحريات الفراد‪.3‬‬

‫‪-5‬الجزاءات التأديبية ‪ :‬تستخدم الدارة أحيانا الجزاءات التأديبية التي تملك توقيعها‬
‫قانونا في مواجهة من يرفض النصياع لقراراتها أو أوامرها‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ‪:‬‬
‫العقوبات التأديب ية ال تي تو قع على الموظف ين المخالف ين لوامر ها والعقوبات ال تي‬
‫توقسع على المنتفعيسن بخدمات المرافسق العموميسة مسن مخالفات إزاء القرارات‬
‫المنظمسة لهذا النتفاع‪ ،‬والجزاءات الجنائيسة والماليسة الواردة فسي أنظمسة الضبسط‬
‫الداري هسي خسبرات سسالبة للحريسة كالغرامات والمصسادرة والحبسس وإغلق‬
‫‪ -1‬د‪ .‬الحاج الشكرة‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬سليمان الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.260 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.299-298 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪42‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المحلت المقلقسة للراحسة أو المضرة بالصسحة العامسة الخطرة‪ ،‬فضل عسن سسحب‬
‫التراخيص الخاصة بمزاولة المهن الحرة والتجارية‪.1‬‬

‫‪‬الفرع الثالث ‪ :‬إيقاف تنفيـــــــــــذ‬


‫القرارات الدارية‬
‫ح تى يتم كن القضاء الداري من الح كم بو قف تنف يذ المقررات الدار ية يتع ين توا فر‬
‫شروط شكلية وموضوعية ل غنى عنها للستجابة لطلبات الوقف وهي كالتالي ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬الشروط الشكليــــــــــــــــة‬


‫والموضوعيــــــة ليقاف تنفيــــــذ‬
‫القرارات الدارية‬
‫‪)1‬الشروط الشكليـة ليقاف تنفيـذ القرارات‬
‫الدارية ‪:‬‬
‫هناك في الحقي قة شرط أ ساسي وا حد و هو اقتران طلب و قف التنف يذ بدعوى اللغاء‬
‫بالضافة إلى قيدين آخرين يتعين مراعاتهما من حيث الشكل وهما ‪:‬‬

‫أن يكون القرار المطلوب إيقافسه إيجابيسا وله قوة‬


‫تنفيذية‪.‬‬
‫أن يكون ل زال لم ينفذ بعد‪.‬‬

‫‪-1‬أن يكون طلب إيقاف التنفيييذ بدعوى إلغاء القرار الداري لعدم المشروعييية ‪:‬‬
‫ومع نى هذا الشرط أن يطلب را فع دعوى اللغاء و قف التنف يذ لن نفاذ القرار قد‬
‫يؤدي إلى نتائج يتعذر تداركهسا وضرر كسبير يصسعب رده مسن طرف الطاعسن‪،‬‬
‫والحك مة من هذا الشرط واض حة لن طلب و قف التنف يذ ل يعدو أن يكون طع نا‬
‫فسي القرار المطلوب إلغاؤه‪ .‬وقسد يكون طلب وقسف التنفيسذ مقدمسا فسي نفسس مقال‬
‫دعوى اللغاء‪ ،‬و قد يكون مقد ما بناءا على طلب م ستقل عن دعوة اللغاء‪ ،‬فطلب‬
‫وقف التنف يذ فر عي يتبع الطلب الصلي باللغاء وجودا وعدما‪ .‬ول يهم ب عد ذلك‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد يحيا‪ ،‬المغرب الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.385-384 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪43‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫أن يكون قسد قدم فسي نفسس صسحيفة دعوى إلغاء القرار الداري أو بطلب مسستقل‬
‫عن الطعن باللغاء‪.‬‬

‫‪-2‬يجيب أن يكون القرار تنفيذييا ‪ :‬ومعنسى ذلك أن يكون له قوة تنفيذيسة (‪Force‬‬
‫‪ )exécutive‬ول يكون كذلك إل إذا كان إيجابيسا كالقرار بترقيسة موظسف دون‬
‫مو ظف آ خر تتوا فر ف يه ن فس موا صفات المو ظف المو قف‪ ،‬أو قرار بعزله‪ ،‬أو‬
‫قرار بإزالة أشجار الغابة إلى غير ذلك‪ ،‬وقد ثار نقاش حاد في الفقه والقضاء في‬
‫مختلف النظ مة القضائ ية وخا صة في فرن سا أو م صر في ما إذا كا نت القرارات‬
‫الدار ية ال سلبية المطعون في ها باللغاء قابلة من باب التبع ية لل مر بإيقاف قرار‬
‫سسلبي‪ ،‬لن المسر بإيقاف قرار سسلبي ينطوي فسي حسد ذاتسه على عنصسر إيجابسي‬
‫ويصسبح القاضسي فسي موقسع مسن يصسدر قرارات للدارة وهذا فيسه خرق لمبدأ‬
‫دستوري أساسي هو الفصل بين السلطتين القضائية والتنفيذية‪ ،‬فالقاضي الداري‬
‫ل يملك حق إصدار أمر للدارة‪ ،‬فمثل قرار إيقاف تنفيذ حالة عدم منح الرخصة‬
‫ي ساوي بالتبع ية قرار القا ضي بإعطاء الترخ يص وهذا يتعارض مع المبدأ القائل‬
‫بعدم جواز إعطاء أوامسر للدارة مسن طرف القاضسي الداري‪ . 1‬فهسو مسن خلل‬
‫فحص شرعية المقررات من ظا هر الوراق وبناء على نظرة أولية ير جع ما إذا‬
‫كان القرار المطعون ف يه سيتم إلغاؤه لع يب ف يه ل كن دون بحث مف صل أو متعمق‬
‫لعيوب القرار الداري‪ ،‬وهذه العيوب يصعب الكشف عنها في القرار السلبي لن‬
‫هذا النوع مسن القرارات ل ينطوي على مقتضيات تنفيذيسة ويتعذر المسر بإيقاف‬
‫تنفيذها‪ ،‬وكهذا إذا كانت القاعدة العامة في هذا الشأن هي أن القرار الداري الذي‬
‫يمكن الطعن فيه باللغاء هو الذي يجوز طلب الحكم فيه بوقف تنفيذه فهل معنى‬
‫ذلك أنسه يجوز إيقاف تنفيسذ القرار السسلبي‪ ،‬إذا أجبنسا باليجاب فمعنسى ذلك أن‬
‫القضاء الداري له الحق في إلزام جهة الدارة بإتيان أمر ليس للقضاء أن يلزمها‬
‫بأن تأتيه لسيما عندما يصدر حكم فيما بعد يرفض طلب اللغاء‪.2‬‬

‫‪ -1‬المقال المأخوذ من مجلة القضاء الداري حصيلة وآفاق‪ ،‬سنة ‪ ،1993‬ص ‪ ،100 :‬الصادرة عن المجلة المغربية‬
‫للعلوم الدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬عزيز يودالي‪ ،‬قاضي بالمحكمة الدارية بمكناس‪ ،‬عن المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج ‪-14‬‬
‫‪ ،15‬يناير يونيو ‪،.1996‬ص ‪.60 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪44‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ل قد اتجاه الف قه في البدا ية نقل عن مذا هب الفقهاء الفرن سيين ومجلس الدولة الفرن سي‬
‫أن مجرد القرارات ال سلبية في حد ذات ها ل تق بل اللغاء أو إيقاف تنف يذ‪ ،‬والقرار ال سلبي في‬
‫هذه الحالة وهو الذي ل يتضمن مقتضيات تنفيذية إيجابية‪.‬‬

‫وهكذا فإن مجرد اسستئناف الدارة عسن اتخاذ قرار معيسن ل يعتسبر قرارا سسلبيا قابل‬
‫للط عن باللغاء‪ ،‬وطلب اليقاف ذلك هو ال صل والمبدأ وال ستئناف من القاعدة العا مة لعدم‬
‫جواز قابل ية القرارات الدار ية ال سلبية لو قف التنف يذ‪ ،‬هو حالة واحدة إذا كان القرار ال سلبي‬
‫الرافض من طرف الدارة في مواجهة الفرد قد أدى إلى إحداث تعديل في المركز القانوني‬
‫أو الواقعي للفرد صاحب الشأن‪ ،‬كقرار يرفض طلب الستقالة الذي يتعارض مع مبدأ قانوني‬
‫وهو حرية العمل وعدم إجبار الموظف على الستمرار في وظيفة ل يرغب فيها‪ ،‬وأن القرار‬
‫المذكور فيه ضرر محقق للطاعن وبمعنى آخر فإنه من أجل تحقيق العدالة وحماية الفراد إذ‬
‫كان القانون يفرض على الدارة اتخاذ موقسف معيسن والقيام بشيسء إزاء الفراد‪ ،‬فإن سسكوت‬
‫الدارة عسن اتخاذ ذلك الموقسف أو العمسل بذلك الجراء يكون خلل فترة معينسة بمثابسة قرار‬
‫إداري سلبي قابل للطعن باللغاء ومن باب التبعية قابل لطلب الوقف‪ .‬أما سكوت الدارة عن‬
‫اتخاذ قرار ل يو جب القانون علي ها اتخاذه –وإن ما يترك ذلك لم حض تقدير ها‪ ،‬فإ نه ل يش كل‬
‫قرارا سلبيا من ها يم كن الط عن ف يه وم حل طلب اليقاف‪ ،‬تلك هي القاعدة المتب عة حال يا في‬
‫النظمة القضائية المقارنة وخاصة في فرنسا ومصر‪ 1‬بخلف القضاء الداري اللماني مثل‬
‫الذي له سسلطة واسسعة بحيسث يمكنسه أن يأمسر الدارة باتخاذ عدة تدابيسر ل يفرضهسا القانون‬
‫فحسسب بسل حتسى الواقسع‪ ،‬أمسا النظام القضائي المغربسي فبالرغسم مسن كونسه يتأثسر بالنظاميسن‬
‫الفرنسسي والمصسري‪ ،‬إل أنسه اتخاذ موقفسا محددا مسن هذه المسسألة‪ ،‬وسسنبين فيهسا بعسد مجال‬
‫اخت صاص القضاء الداري في ما ي خص طلبات و قف التنف يذ بالمغرب‪ ،‬ويل حظ أن الجتهاد‬
‫القضائي المغربي‪ ،‬قد يتأثر في هذا المجال بالنظام القضائي الفرنسي وهو التجاه المشار إليه‬
‫أعله كون القرارات السلبية ل يجوز إيقاف تنفيذها إل إذا كان لها تأثير في المراكز القانونية‬
‫والواقعية للطراف‪.2‬‬

‫‪ -1‬يجب بالضافة إلى ذلك أن يكون القرار السلبي مؤثرا في المركز الواقعي والقانوني للطاعن‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.61-60 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪45‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪ -5‬ي جب أن يكون القرار لم ين فذ ب عد ‪ :‬والوا قع أن هذا ل يع تبر شر طا حقيق يا في‬


‫تقد يم طلب و قف التنف يذ وإن ما ي عد قيدا يم نع من الح كم بو قف التنف يذ‪ ،‬لن ال مر‬
‫بوقسف التنفيسذ فسي حسد ذاتسه يعتسبر إجراءا وقتيسا يقتضسي الحمايسة العاجلة لمركسز‬
‫الطا عن ق بل إ صدار الح كم باللغاء وق بل تمام تنف يذ القرار‪ ،‬أ ما إذا كان القرار قد‬
‫وقع تنفيذه من قبل الدارة فل مبرر للمطالبة بإيقاف القرار لعدم وجود جدوى من‬
‫ذلك اليقاف كان يكون ميعاد المتحان قسد فات ودعوى الطعسن باللغاء فسي قرار‬
‫م نع الطالب من اجتياز المتحان ل زالت رائ جة أو كأن يكون المنزل الثري قد‬
‫تم تحطيمه بالهدم‪ ،‬ودعوى الطعن باللغاء في قرار لزالت رائجة‪.1‬‬

‫وتجدر الشارة إلى أن الشروط الواجسب توافرهسا فسي القرار الداري القابسل للطعسن‬
‫باللغاء هسي نفسس الشروط المتطلبسة فسي القرار ذاتسه المطلوب إيقاف تنفيذه وهسي أن يكون‬
‫القرار صادرا عن سلطة إدارية وذو قوة تنفيذية أي له تأثير على مراكز الفراد‪ ،‬وأن يكون‬
‫نهائيسا‪( ،‬فمثل ل يجوز وقسف تنفيسذ العمال التحضيريسة لصسدار القرار الداري فل يجوز‬
‫حتى الطعن فيها باللغاء فبالحرى إيقاف تنفيذها)‪.2‬‬

‫‪)2‬الشروط الموضوعيـــــة ليقاف تنفيـــــذ‬


‫المقررات الدارية ‪:‬‬
‫هناك شرطان موضوعيان لمكان الحكسم بوقسف التنفيسذ وهمسا ضروريان إذا تخلف‬
‫أحدهما فإن المحكمة ترفض طلب وقف تنفيذ القرار وهما ‪ :‬من ناحية أولى شرط الستعجال‬
‫ومن جانب ثاني شرط الجدية أو المشروعية‪.‬‬

‫‪-1‬شرط الستعجال ‪:‬‬


‫لم يعسط القانون المغربسي لهذا الشرط أي تعريسف قانونسي‪ ،‬لكسن يمكننسا القول بأن هذا‬
‫الشرط يتحقق عندما يكون تنفيذ القرار يرتب نتائج يتعذر تداركها فيما لو حكم بإلغاء القرار‬
‫بعد تنفيذه وعلى المحك مة أن تتحقق من وجود هذا الشرط حسب الحالت المعروضة أمامها‬
‫ك ما ولو صدر قرار بم نع طالب من اجتياز مباراة أو بهدم منزل أثري أو بم نع مر يض من‬

‫‪.391‬‬
‫‪ -1‬محمد يحيا‪ ،‬المغرب الداري‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬ة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.406-405 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪46‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ال سفر إلى الخارج للعلج‪ ،‬ف في م ثل هذه الحالت يكون ر كن ال ستعجال قائ ما وبذلك فكل ما‬
‫ظهرت للمحك مة أمور يخ شى علي ها من فوات الو قت أو نتائج يتعذر تدارك ها‪ ،‬كان عن صر‬
‫ال ستعجال موجودا ليقاف التنف يذ يع تبر ب حق ك ما قال ال ستاذ هور يو "مراق بة أول ية وعاجلة‬
‫لمشروعيسة القرار" موجودا‪ ،‬ولكسي يمكننسا الوقوف على هذا الشرط بتدقيسق يتعيسن القول بأن‬
‫عن صر الستعجال يقوم على ثلثة معايير أ ساسية يجب على المحك مة مراعاتها ع ند فحص‬
‫عنصر الستعجال بمناسبة دراسة الملف المعروض عليها وهي كالتالي ‪:‬‬

‫‪.1‬أل تتأذى المصلحة العامة من وقف التنفيذ ابتداءا شديدا‪.‬‬


‫‪.2‬أن يتضرر طالب وقسف التنفيسذ ضررا كسبيرا فسي عمله وحياتسه‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪.3‬أن ل يكون بإمكانه دفع النتائج الضارة التي تترتب على استمرار‬
‫تنفيذ القرار بالوسائل القانونية المقررة‪.1‬‬

‫وه نا غال با ما تحاول المحك مة الحفاظ على هذا التوازن الدق يق ب ين الم صلحة العا مة‬
‫وم صالح الفراد‪ ،‬فيكون عن صر ال ستعجال قائ ما عند ما تتوا فر ضرورة معي نة تبرر و قف‬
‫تنف يذ القرار لتفادي نتائج يتعذر تدارك ها في ما ب عد ودون التطاول على الم صلحة العا مة بش كل‬
‫صارخ عند المر بوقف التنفيذ وفي حالة تعادل المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة تلجأ‬
‫المحكمة إلى تغليب كفة المصلحة العامة على الخاصة‪.‬‬

‫وقد ثار تساؤل في القضية حول ما إذا كانت القرارات الدارية المعدومة قابلة لوقف‬
‫التنفيذ بناءا على حالة الستعجال وخاصة في مصر وفرنسا ؟ وفي الحقيقة أن هذه القرارات‬
‫ل تعتبر قرارات إدار ية وإن ما مجرد أعمال مادية‪ ،‬فالقرارات الدارية تكون لها قوة ملزمة‪،‬‬
‫أما المعدومة فهي مجرد أعمال مادية أو عقبات في وجه الفراد فقد ذهب القضاء في مصر‬
‫إلى جواز الحكم بإيقاف تنفيذها‪ ،‬لمجرد أنها منعدمة ودون التقيد حتى بأجل الطعن‪ ،2‬لن هذا‬
‫العمسل كمسا قالت المحكمسة العليسا فسي مصسر ل يعدو أن يكون مجرد عقبسة ماديسة فسي سسبيل‬

‫‪ -1‬عبد الله حداد‪ ،‬القضاء الداري المغربي على ضوء القانون المحدث للمحاكم الدارية‪،‬ص ‪.225 :‬‬
‫‪ -2‬مقال إبراهيم زعيم‪ ،‬مسطرة وقف التنفيذ ومسطرة الستعجال في المادة الدارية‪ ،‬أي ترابط بينهما‪ ،‬منشور بالمجلة المغربية للدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 12‬يوليوز‪ -‬شتنبر ‪ ،1995‬ص‪ 57 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪47‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫استعمال ذوي الشأن لمراكزهم القانونية المشروعة مما يبرر بذاته مطالبتهم بإزالة تلك العقبة‬
‫بصفة مستعجلة‪( .‬ح كم بتار يخ ‪ 1956-01-14‬منشور بمجمو عة المبادئ ال سنة الولى‪ ،‬ص‬
‫‪ ،)383 :‬وهكذا عندما يتوافر شرطا الستعجال والجدية‪ ،‬فإن المحكمة يتعين عليها أن تحكم‬
‫بإيقاف تنفيذ القرار‪ ،‬أقول هنا المحكمة كهيئة مشكلة من أعضاء‪.1‬‬

‫ويثور الت ساؤل عند ما تتوا فر الضرورة الم ستعجلة الق صوى بالمغرب ويتقدم الطا عن‬
‫يطلب ا ستصدار ال مر بإيقاف التنف يذ إلى ال سيد رئ يس المحك مة الدار ية عند ما يكون النزاع‬
‫منصسبا فسي الموضوع حول طلب إبطال محضسر حجسز تنفيذي إداري مسن طرف قابسض‬
‫الضري بة وتقدم الطا عن باللغاء يطلب بطلن مح ضر الح جز وإيقاف عمل ية الب يع أو تأجيله‬
‫وفي نفس الوقت يطلب من رئيس المحكمة إيقاف عملية الحجز التنفيذي خاصة ما إذا كان قد‬
‫أدى الكفالة المنصسوص عليهسا بالفصسل ‪ 15‬ومسا يعده مسن ظهيسر ‪ 1935‬المتعلق بالضرائب‪،‬‬
‫ففسي هذه الحالة يحسب لرئيسس المحكمسة أن يفصسل فسي الطلب المذكور بمفرده نظرا لحالة‬
‫الستعجال القصوى دون هيئة الحكم‪.2‬‬

‫‪-2‬شرط الجدية أو المشروعية ‪:‬‬


‫ويقصسد بهذا الشرط أن يكون طلب التنفيسذ مبنيسا على أسسباب جديسة وواقعيسة حسسب‬
‫الظا هر من المور‪ ،‬بمع نى أن القا ضي الداري من خلل بح ثه في الجد ية فإ نه يتكون لد يه‬
‫نظرة أوليسة فسي مشروعيسة الطلب الموضوعسي مسن خلل الفحسص الظاهري لوثائق الملف‪،‬‬
‫بح يث يكون طلب اللغاء ذا ته قائ ما على أ سباب جد ية تح مل على ترج يح ك فة إلغاء القرار‬
‫الداري لع يب ف يه من عيوب القرار الداري دون أن يقوم القا ضي بب حث دق يق ومع مق في‬
‫موضوع الطلب ودون الدخول في التفا صيل‪ ،‬وهناك العد يد من القرارات الدار ية ال تي تف قد‬
‫جديت ها وتكون مخال فة للقوان ين أو المبادئ ال سائدة في الميدان الداري‪ ،‬م ثل القرار الداري‬

‫‪ -1‬إن القضاء الداري المغربي سواء قبل إنشاء المحاكم الدارية ‪ 90/41‬أو بعد إنشائها يعتبر نفسه غير مختص للنظر في قضايا العتداء‬
‫المادي للدارة كالعتداء على الملكيسسة الخاصسسة دون سسسلوك الوسسسائل القانونيسسة المخولة للدارة وهسسي مسسسطرة نزع الملكيسسة أو السسستيلء‬
‫المؤقست‪ ،‬فالعمال الماديسة غيسر الشرعيسة أو أعمال التعدي التسي تقوم بهسا الدارة تجعسل هذه الخيرة كأنهسا شأن الفراد والخواص الذيسن‬
‫يخالفون القانون ويمكسسن الحكسسم عليهسسا بإخلء العقار المترامسسي عليسسه أو بصسسفة عامسسة وضسسع حسسد لهذا العتداء أو التعدي ول تكون تلك إل‬
‫بواسطة المحاكم العادية المدنية الحامية الطبيعية لحقوق الفراد‪ ،‬أما المحاكم الدارية فإن أغلب الحكام الصسادرة عنها‪ ،‬إن لم نقل في‬
‫مجموعهسا تصسرح بعدم اختصساصها للنظسر فسي مثسل هذه العمال‪ ،‬ول يمكسن اعتبار العمال قرارات إداريسة‪ ،‬وهسو التجاه المتبسع فسي النظام‬
‫القضائي الفرنسسية‪ .‬أمسا فسي مصسر‪ ،‬فإن النظام القضائي قسد ذهسب شوطسا بعيدا فسي هذا اليطار‪ ،‬واعتسبر نفسسه مختصسا بالنظسر فسي قضايسا‬
‫العتداء المادي للدارة إذا كانت هاته العمال المادية غير الشرعية قد صدرت عن الدارة في شكل قرارات إدارية وبالتالي فالقضاء المصري يحكم تبعا لذلك بإيقاف‬
‫تنفيذها وبإلغائها إذا توافرت الشروط اللزمة لذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬مسساعد عبسد القادر‪ ،‬أسستاذ بكليسة الحقوق‪ ،‬طنجسة نظام وقسف تنفيسذ القرارات الداريسة فسي الجتهاد القضائي‬
‫الداري المغربي‪ ،‬ص ‪.54 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪48‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بو قف صدور جريدة ب صفة تع سفية ودون ما أ سباب قانون ية أو أمن ية وجي هة أو قرار إداري‬
‫بم نع صدور جريدة مواز ية ت حت ا سم جد يد من طرف حزب سياسي مع ين ب عد صيرورة‬
‫قرار إيقاف الجريدة الولى نهائيسا وناقدا‪ ،‬إذا فسي هذه الحالة الخيرة يعتسبر اليقاف أو المنسع‬
‫لصسدور الجريدة هسو منسع لرأي الحزب وشسل نشاطسه السسياسي الذي يعسبر عنسه بواسسطة‬
‫جريدته‪.1‬‬

‫ويجب دائما عدم الخوض في جوهر النزاع وأصل الحق موضوع الطعن في القرار‬
‫الصادر بشأنه‪ ،‬على اعتبار أن وقف التنفيذ هو حكم مؤقت يستلزم عدم الخوض في الجوهر‪،‬‬
‫ل يق يد المحك مة ع ند نظر ها ل صل طلب إلغاء القرار‪ .‬ف قد تح كم بر فض الط عن باللغاء في‬
‫الطلب الموضوعسي أو قبوله حسسب الحوال بعسد قيام المحكمسة ببحسث مفصسل ومعمسق فسي‬
‫المشروعية‪.‬‬

‫وهكذا فبالرغم من أن وقف التنفيذ هو من قبيل المور المستعجلة التي ل علقة لها‬
‫بموضوع الدعوى وإننسا طلب متفرع عسن طلب اللغاء‪ ،‬فيجسب أن يكون طلب اللغاء مبنيسا‬
‫على أسباب جدية يترك لقاضي الموضوع تقديرها‪.2‬‬

‫مجال وقف التنفيذ ‪ :‬من المسلم به أن المحكمة ل تفحص طلب وقف التنفيذ‬
‫إل بعد أن تكون قد تحققت أول في اختصاصها بنظر الطلب الصلي‪ ،‬وهو‬
‫إلغاء القرار الداري المطعون فيسه بعدم المشروعيسة وكذلك شروط قبول‬
‫الدعوى وأهمها ميعاد رفعها وإل صرحت المحكمة بعدم قبول الطلبين معا‪.‬‬
‫مدة إمكانية وقف التنفيذ القرارات الدارية المرتبطة بعقود إدارية ‪ :‬هناك‬
‫م سألة ذات أهم ية ق صوى ول بد من الشارة إلي ها‪ ،‬هل يم كن الط عن في‬
‫القرارات الداريسة المرتبطسة بالعقود الداريسة باللغاء والوقسف ؟ فالعقسد‬
‫الداري كما نعلم له مميزات خاصة تجعله يرقى على باقي العقود العادية‪،‬‬
‫بح يث تظهر ف يه امتيازات السلطة العا مة كأن تقوم الدارة بالتنفيذ المبا شر‬
‫للعقسد وتنزل عقوبات على المتعاقسد معهسا مثسل مصسادرة التأميسن‪ ،‬فرض‬

‫‪ -1‬رضوان بوجمعة‪ ،‬المقتضى في القانون الدارية المغربي‪ ،‬ص ‪.183-182 :‬‬


‫‪ -2‬محمد مرغلي خيري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.90 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪49‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫غرا مة التأخ ير‪ ،‬إنهاء المشروع ب صفة منفردة‪ ،‬إلى أخره‪ ،‬إن الف قه قد م يز‬
‫في القرارات المطعون فيها بالنسبة لهذه العقود بين القرارات المنفصلة عن‬
‫العقسد والتسي تكون سسابقة عنسه أو فسي المرحلة التمهيديسة للعقسد وتسسمى‬
‫القرارات المنفصسلة ‪ Actes détachables‬كالقرار بطرح العمسل فسي‬
‫المناقصة والقرار الصادر باستبعاد أحد المتناقضين أو إلغاء المناقصة إلخ‪،‬‬
‫هذا مسن جهسة ومسن جهسة أخرى‪ ،‬هناك القرارات المتعلقسة بتنفيسذ مقتضيات‬
‫العقد وبنوده تسمى ‪ Les actes attachables‬كالقرار بمصادرة التأمين أو‬
‫فسخ العقد‪.‬‬

‫والقاعدة العامسسة أن القرارات الداريسسة الصسسادرة بمناسسسبة تنفيسسذ بنود العقسسد‬


‫‪ Attachables‬كالقرار ب سحب الع مل م من تعا قد مع ها‪ ،‬والقرار بم صادرة التأم ين أو إلغاء‬
‫العقد ذاته ل يقبل فيها دعوى اللغاء وتبعا لذلك ل تقبل فيها طلبات وقف التنفيذ‪ ،‬ويتعين على‬
‫المتعا قد مع الدارة أن ي سلك طر يق دعوى القضاء الكا مل والمطال بة بالتعو يض إن كان قد‬
‫حصل له ضرر محقق ومباشر‪ .‬وكذلك الشأن بالنسبة للغير الذي يعتبر أجنبيا عن العقد فهو‬
‫ال خر ل يكون مح قا سوى في المطال بة بالتعو يض‪ ،‬بخلف القرارات الدار ية ال سابقة على‬
‫انعقاد العقسد أو المنفصسلة (‪ )Détachables‬والتسي قسد تسسهم فسي إبرامسه كقرارات إجراء‬
‫مناقصة أو المزايدات‪ ،‬إلخ‪ .‬فهي قرارات نهائية مستقلة عن العقد وتكون قابلة للطعن باللغاء‬
‫ومن باب التبعية قابلة لطلب وقف التنفيذ‪ .‬وهذا التجاه اقتباسا من الجتهاد الفرنسي قد اخذت‬
‫به المحك مة العل يا بم صر في مجمو عة مبادئ قانون ية في الح كم عدد ‪ 15‬المنشور في كتاب‬
‫مجموعسة المبادئ ‪ ،1965-1980‬الجزء الول ص ‪ 1181 :‬والصسلة فسي ذلك أن القرارات‬
‫الدار ية ال صادرة في ميدان تنف يذ الع قد والمرتب طة به هي تخ ضع غال با للشروط التعاقد ية‬
‫وتخضع في مراقبتها لقاضي العقد وليس لقاضي اللغاء‪ ،‬والفصل في هذا التمييز يرجع فيه‬
‫إلى كناش التحملت غالبا‪ ،‬وإن كان مجلس الدولة الفرنسي قد عدل من هذا الموقف نسبيا أو‬
‫‪ -1‬و قد جاء في حيثيات الح كم المذكور‪ ،‬اخت صاص ج هة القضاء الداري بالف صل في المنازعات المتعل قة بالعقود‬
‫الداريسة هسو اختصساص شامسل مطلق لصسل تلك المنازعات ومسا يتفرع عنهسا وللمحكمسة أن تفصسل فسي الطلب‬
‫الم ستعجل المتفرع عن الع قد الدار ية‪ .‬وح يث إن مدار المنازع في الدعوى الماثلة ره ين في جوهره بمدى حقوق‬
‫طرفيهسا عنسد نهايسة مدة عقسد اللتزام‪ .‬ومثسل هذه المنازعات جميعسا ل تتجاوز حقيقسة العقسد الداري ول تخرج عسن‬
‫دائرتسه ومسن ثسم تدخسل فسي وليسة القضاء الكامسل دون وليسة اللغاء ول يرد عليسه وقسف التنفيسذ المتعلق بالقرارات‬
‫الدارية‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪50‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫أدخل في دعوى اللغاء وقبل طلب اليقاف فيما يتعلق بالقرارات المرتبطة بالعقد وحكم تبعا‬
‫سة وتوافرت حالة‬
‫سا المشروعيس‬
‫ست فيهس‬
‫سن القرارات إذا انتقس‬
‫لذلك بإلغاء وإيقاف هذا النوع مس‬
‫الستعجال‪.1‬‬

‫أما المقررات المنفصلة أصل عن العقد‪ ،‬فل جدال أنها قابلة لللغاء ومن الباب التبعية‬
‫ليقاف تنفيذها‪ ،‬إل أن هذا التمييز يبقى نظريا ومنفذا ول يستقيم في جميع الحوال فالمحاكم‬
‫مثل في مصر قد حكمت بإلغاء بعض المقررات المتصلة بالعقد استنادا إلى عنصري الجدية‬
‫والستعجال وعندما تحقق أضرارا خطيرة للمتعاقد مع الدارية وفي جميع الحوال التي تقبل‬
‫فيها القرارات التي ل علقة لها من بعيد أو من قريب بالعقد للطعن باللغاء لتجاوز السلطة‪،‬‬
‫يتع ين أل تكون هذه القرارات مرتب طة بالنظام العام كالقرارات البولي سية فم ثل هذه القرارات‬
‫ل تقبل إيقاف تنفيذ‪ ،‬راجع مستنتجات مفوض الحكومة رميو ‪ Romieu‬في هذا الصدد‪ ،‬وأن‬
‫ل يمنع القانون صراحة إيقاف تنفيذها كتدبير استثنائي يخرج عن القاعدة المألوفة قانونا وهي‬
‫نفاذ القرارات الدارية بمجرد صدورها من الجيهات الدارية الرسمية‪.2‬‬

‫ثانيـــا ‪ :‬تطـــبيقات إيقاف تنفيـــذ‬


‫القرارات الداريــــة فــــي بعــــض‬
‫النظمة‬
‫القضائيـــة المقارنـــة (مصـــر‪ ،‬فرنســـا‪،‬‬
‫المغرب)‬

‫إذا كان الصسل هسو أن القرارات بمجرد صسدورها وتبليغهسا إلى ذوي الشأن بصسفة‬
‫قانونيسة‪ ،‬سستكون قابلة للتنفيسذ وتلجسأ الدارة إلى تنفيذهسا بصسفة مباشرة وتنتسج هذه القرارات‬
‫آثارها منذ صدورها‪ ،‬فإن الطعن فيها باللغاء لعدم المشروعية ل يوقف تنفيذها‪ ،‬فإنه استثناء‬
‫من هذه القاعدة ثم الخذ بنظام وقف التنفيذ في أحكام القضاء الداري في فرنسا ومصر ومن‬
‫هذا النظام بتطورات هامة منذ نشأته إلى الن‪.‬‬

‫أ‪-‬وقف تنفيذ القرارات الدارية في النظام القضائي بمصر ‪:‬‬

‫‪ -1‬كالقرار بنقل الشيء التعاقدي لفائدة ملتزم جديد مع الدارة بدل من الملتزم الصلي وبدون أي مبرر‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد ال حداد‪ ،‬القضاء الداري المغربي على ضوء القانون المحدث للمحاكم الدارية‪ ،‬ص ‪.227 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪51‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫سنحاول في هذه الفقرة أن نبرز بعض خصوصيات طلبات وقف التنفيذ بمصر حيث‬
‫قطسع القضاء الداري أشواطسا طويلة مسن النمسو والتقدم وأصسبح يعرف اسستقلل مسن حيسث‬
‫التنظيسم الهيكلي ونوعسا مسا مسن حيسث وظيفتسه وذلك منسذ إنشاء مجلس الدولة المصسري سسنة‬
‫‪ ،1946‬وقسد جاء فسي الفصسل ‪ 49‬مسن قانون ‪" 1972‬يجوز للمحكمسة أن تأمسر بإيقاف تنفيسذ‬
‫القرار إذا طلب ذلك في صحيفة الدعوى ورأت المحك مة أن نتائج التنف يذ قد يتعذر تدارك ها"‪.‬‬
‫فبالضا فة إلى الشروط الشكل ية والموضوع ية لل ستجابة لطلب و قف التنف يذ وال تي اعتمد ها‬
‫أي ضا القضاء الم صري فإن القضاء الداري الم صري يخ تص بال بث في طلب و قف التنف يذ‪،‬‬
‫إذا كان هذا الطلب المسستعجل مرتبطسا بدعوى اللغاء وإذا توافرت الشروط السسالفة الذكسر‪،‬‬
‫وينص الفصل ‪ 40‬من قانون مجلس الدولة الحالي بأن المحاكم الدارية بمصر تختص بالبث‬
‫في طلب و قف تنف يذ القرار الداري المضمون ف يه باللغاء‪ ،‬وكذا في طلب ا ستمرار صرف‬
‫مرتب الموظف المفصول عن عمله بعد تظلمه من قرار فصله عن الخدمة وقبل أن يتم رفع‬
‫دعوى إلغاء هذا القرار‪.1‬‬

‫لذلك فللمحاكم التأديبية بمصر أن تأمر بإيقاف القرار الداري القاضي بمنع الموظف‬
‫من مرتبه كل أو جزءا إلى حين افصل في الطلب الموضوعي المتعلق بالقرار التأديبي وذلك‬
‫للختصاص الدقيق والتمييز المناطق بهذه المحاكم ولن الدعوى التأديبية تمر من عدة قنوات‬
‫وهي الجهة الدارية التي يعمل بها الموظف التي تسجل المخالفات المهنية ثم النيابة الدارية‬
‫التي تجمع الحجج والوثائق ضد الموظف وتقوم بمتابعته وكذا هيئة مفوضي الدولة التي تعد‬
‫تقارير للمحاكمة وأخيرا المحكمة التي تفصل في مشروعية القرار الداري من عدمه ولها أن‬
‫تأمر بإيقاف تنفيذ القرارات التأديبي قبل صدور حكم نهائي بشأنه‪ ،‬ونلحظ أن هذه الحالة هي‬
‫الحالة الوحيدة التسي ل يشترط فيهسا فسي البدايسة تقديسم دعوى فسي الموضوع‪ ،‬فالمحكمسة تقرر‬
‫إيقاف القرار القاضسي بحرمان الموظسف مسن مرتبسه إلى حيسن الفصسل فسي موضوع القرار‬
‫التأد يبي بكو نه شر عي أم ل‪ ،‬وغا ية المشرع واق عة في هذا المجال و هي غا ية نبيلة تقت ضي‬
‫حماية ومنع الضائقة المالية التي قد تلحق به إلى حين ثبوت صحة القرار التأديبي المتخذ في‬
‫حقه شرط أن يكون المرتب هو مورد عيشه الوحيد‪ ،‬وبالضافة إلى الشرطين الموضوعيين‬
‫لقيام اختصاص القضاء الداري للبث في طلب وقف التنفيذ واللذان سبق توضيحهما من قبل‬
‫‪ -1‬المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،15-14‬يناير –يونيو ‪ ،1996‬ص ‪.63-62 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪52‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وه ما عن صرا ال ستعجال وجد ية الطلب هناك شرط شكلي يعتمده القضاء في م صر و هو أن‬
‫يرد طلب و قف التنف يذ فيغ ير الدعاوى التأديب ية المذكورة في صحيفة دعوى اللغاء‪ ،‬ومع نى‬
‫ذلك أن يطلب الطاعسن صسراحة وقسف التنفيسذ فسي نفسس المقال الذي يطلب فيسه إلغاء القرار‬
‫الداري وإذا ل يعدو أن يكون طلب وقف التنفيذ‪ ،‬كما قالت المحكمة الدارية العليا طعنا في‬
‫القرار المطلوب إلغاؤه الذي قد تقوم الدارة بتنفيذه مباشرة ر غم وقوع الط عن ويكون الج مع‬
‫ب ين طلب الو قف واللغاء في دعوى واحدة قد يح قق في الو قت ذا ته اتخاذ بدء ميعاد الط عن‬
‫في القرار إلغاءا ووقفا ويمنع التفاوت في حساب هذا الميعاد بداية ونهاية ولن المادة السالفة‬
‫الذكسر تنسص على أنسه "‪...‬ويجوز للمحكمسة أن تأمسر بوقسف تنفيذه إذا طلب ذلك فسي صسحيفة‬
‫الدعوى ورأت المحكمة أن نتائج التنفيذ قد يتعذر تداركها‪.1"...‬‬

‫ون حن ل نت فق مع ما ذه بت إل يه المحك مة الدار ية العل يا بم صر من وجوب اشتراط‬


‫ورود طلب اليقاف مع الطلب ال صلي في صحيفة دعوى واحدة‪ ،‬ل نه قد يظ هر للطا عن‬
‫ويغن له أل يقدم طلب إيقاف التنفيذ إل بعد تقديم الدعوى الصلية بالطعن باللغاء استنادا إلى‬
‫ما قسد يطرأ مسن م ستجدات ب عد تقد يم الط عن باللغاء‪ ،‬وهذه الم ستجدات قسد تحدث أضرارا‬
‫يصسعب تفاديهسا مثسل ذلك أن يصسدر قرار بمنسع تصسدير منتوج فلحسي إلى الخارج فل يجسد‬
‫الطاعسن زبناء فسي السسوق المحلي رغسم أنسه سسبق له أن تقدم بدعوى الطعسن بإلغاء القرار‬
‫المذكور لعدم مشروعيته وخوفا من ضياع المنتوج الذي قد يكون قابل للتلف بطبيعته فيرغب‬
‫في تقديم طلب إيقاف التنفيذ ضد القرار في نفس دعوى اللغاء أو في القرار لم يسحب من‬
‫طرف جهة إدارية مصدرته ولم يلغ من طرف القضاء‪.‬‬

‫ك ما أن المادة ‪ 49‬المتحدث عن ها لم ت ستلزم اقتران طلب وقسف التنف يذ مع الطلب‬


‫ال صلي في مقال وا حد للدعوى‪ ،‬وإن ما أشارت إلى هذا القتران على سبيل الجواز‪ ،‬بح يث‬
‫استعملت كلمة "يجوز"‪.‬‬

‫وتجدر الشارة إلى أن المشرع المغربي في قانون ‪ 90/41‬لم يشر إلى هذه الحالة ولم‬
‫يستلزم ورود دعوى واحدة تجمع بين طلب الوقت والطعن باللغاء في آن واحد‪ ،‬وقد أحسن‬

‫‪ -1‬إيقاف تنفيذ القرارات الدارية‪ ،‬دراسات ‪ +‬د‪ .‬عزيز بودالي‪ ،‬قاضي بالمحكمة الدارية بمكناس‪ ،‬ص ‪.65-64 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪53‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫صسنعا عنسد ابتعسد عسن هذا التعقيسد المسسطري‪ ،‬واشترط فقسط على غرار التشريسع الفرنسسي‪،‬‬
‫ضرورة تقديسم دعوى اللغاء قبسل تقديسم طلب وقسف التنفيسذ خلفسا لمسا ذهسب إليسه القضاء‬
‫المصسري حكسم المحكمسة الداريسة العليسا عدد ‪ 1612‬وتاريسخ ‪ 1983‬المنشور بمجلة قضاء‬
‫المحكمة الدارية العليا‪ ،‬عدد ‪.127‬‬

‫ويلحسظ أن التشريسع المصسري قسد خرج مسن نطاق طلب وقسف التنفيسذ حالة المتعلقسة‬
‫بالوضع ية الدار ية للموظف ين ال تي يكون في ها التظلم وجوب يا‪ ،‬ل يق بل في ها طلب و قف التنف يذ‬
‫والعلة في ذلك تكمن في افتراض عدم قيام الستعجال المبرر لوقف تنفيذ القرار وهي حسبما‬
‫ورد فسي المذكرة اليضاحيسة للقانون ‪ 165‬لسسنة ‪ 1955‬قرينسة قانونيسة قاطعسة ل تقبسل إثبات‬
‫الع كس ؟ على أ نه يجوز للمحك مة بناء على طلب المتظلم أن تح كم مؤق تا با ستمرار صرف‬
‫مرتبه كله أو بعضه إذا كان القرار صادرا بالفصل ويسرد عنه ما قبضه‪ ،‬وتجدر الشارة في‬
‫هذا الصسدد إلى أن هذه الحالة غيسر موجودة بالتشريسع المغربسي بدعوى أن قانون ‪90/41‬‬
‫اعتسبر أن اللجوء إلى التظلم السستعطافي أو الرئاسسي هسو أمسر جوازي بالنسسبة للمقررات‬
‫ال صادرة عن ال سلطات الدار ية ح سبما ي ستفاد من المادة ‪ 23‬من قانون ‪ 90/41‬الفقرة ال تي‬
‫تنص على أنه يجوز للمعنيين بالمر أن يقدموا تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه‪،‬‬
‫وفي مصر يتعين القيام بالتظلم حتى يمكن للمحكمة أن تأمر بصرف مرتب الموظف على أن‬
‫الح كم با ستمرار صرف مر تب المو ظف المتظلم المف صول جزءا أو كل ي ستند على عن صر‬
‫الستعجال من جهة وعنصر الجدية الذي يعني أن يكون الطلب مستندا على سبب صحيح من‬
‫القانون‪ ،‬إن قرارات التكليف مثل في الوظيفة العمومية تتميز بنظام قانوني مستقل ول تعتبر‬
‫من القرارات التي تقبل طلب إلغائها قبل التظلم منها إداريا ومن الجائر طلب وقف لتنفيذها‪.‬‬

‫وفي مصر‪ ،‬يجوز للمحكمة الموضوع أمامها الطعن في الحكام الصادرة عن القضاء‬
‫الداري أن تأ مر بو قف تنفيذ ها وأن الشكال في صعوبة تنف يذ الح كم ل يو قف تنفيذه‪ ،‬وأن‬
‫مجرد امتناع الدارة عن التنفيذ ل يعتبر عقبة في التنفيذ وإنما يعد قرارا سلبيا بالمتناع عن‬
‫تنف يذ الح كم‪ .‬وهذا القرار ال سلبي قد يكون مجال للط عن باللغاء و فق التنف يذ وفي ما يلي نورد‬

‫‪ -1‬المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.68-67 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪54‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بعسض الجتهادات المهمسة التسي صسدرت عسن المحكمسة الداريسة العليسا بمصسر والمرتبطسة‬
‫بالموضوع والتي نعتقد أن لها فائدة كبيرة في الميدان العلمي‪.1‬‬

‫‪‬الط عن ر قم ‪ 620‬ل سنة ‪11‬ق جل سة ‪-19‬‬


‫‪: 1966-11‬‬
‫طلب وقسف التنفيسذ ركناه قيام السستعجال والجديسة‪ ،‬فقيام السستعجال بأن كان يترتسب‬
‫على تنف يذ القرار نتائج يتعذر تدارك ها والثا ني أي الجد ية يف صل بمبدأ المشروع ية بأن يكون‬
‫ادعاء الطالب في هذا الشأن قائ ما بح سب الظا هر على أ سباب جد ية‪ ،‬ول شك في أن تنف يذ‬
‫القرار المتضمن رفض الترخيص للمدعي في التجار في السلحة وما نطوي عليه من تقييد‬
‫لحري ته في الع مل‪ ،‬فنتيج ته عن إدارة محلت ال سلحة والدخائر ال تي يمكن ها ا ستنادا إلى أ نه‬
‫م صاب بمرض عقلي من شأ نه أن تتر تب عل يه أضرار ج سيمة يتعذر تدارك ها تتم ثل ل يس‬
‫فحسب في حرمانه من مباشرة نشاطه التجاري بل فيما يترتب على هذا الحرمان المستند إلى‬
‫وصمه بأنه مصاب بمرض عقلي من عدم الثقة فيه والقضاء على سمعته والئتمان وتأسيسا‬
‫على ذلك فإن حكسم المطعون فيسه إذا أقضسى بوقسف تنفيذا لقرار المذكور بعسد أن اسستظهر‬
‫الركنين اللذين يقوم عليهما هذا الطلب يكون قد أصاب الحق فيما انتهى إليه في هذا الشأن‪.2‬‬

‫ب‪ -‬وقف التنفيذ في النظام القضائي الفرنسي ‪:‬‬


‫إن رقابة القاضي الداري في دعوى اللغاء أو دعوى تجاوز السلطة كما يطلق فيها‬
‫في فرنسا ‪ Excés de pouvoir‬لزالت رقابة لحقة كما الحال في المغرب لذلك فقد تردد‬
‫القضاء الفرن سي في ال ستجابة لطلبات و قف التنف يذ ضد المقررات الدار ية‪ ،‬بح يث إ نه كان‬
‫ولزال يتشدد فسي رقابسة الشروط الشطليسة والموضوعيسة المسبرة ضسد المقررات الداريسة‬
‫وخا صة شرط ال ستعجال‪ 3‬ح يث لم يع تبر عن صر ال ستعجال إل في الحالة ال تي يخ شى من‬
‫ضياعها أو نتيجة يصعب تداركها فعل‪ ،‬وهكذا لم يمنح مجلس الدولة الفرنسي أحكاما يوقف‬

‫‪ -1‬إيقاف تنفيذ القرارات الدارية‪ ،‬دراسات‪ ،‬د‪.‬عزيز بودالي قاضي بالمحكمة الدارية بمكناس‪ ،‬ص ‪-66-65 :‬‬
‫‪.67‬‬
‫‪ -2‬المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 15-4‬يناير –يونيو ‪ ،1996‬ص ‪.69 :‬‬
‫‪ -3‬إن الدول الخرى كألمان يا التحاد ية والنم سا والدول الشتراك ية تع تبر إيقاف التنف يذ مقبول بمجرد التقدم بدعوى‬
‫الطعن من أجل إلغاء القرار الداري إذا لم ينص على خلف ذلك بنص صريح‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪55‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫التنفيذ خلل ‪ 20‬سنة وإلى غاية ‪ 1949‬إل في حالة معدودة تنحصر في وقف تنفيذ ترخيص‬
‫بالبناء في مكان أثري‪ ،‬قرار بحل جمعية وقرار رفض قيد الطبيب في مستشفى معين إذا كان‬
‫من شأن ذلك أن يسبب أضرارا ل يمكن تلفيها‪ ،‬وكأن رئيس الدولة في البداية هو المختص‬
‫للبسث فسي طلب إيقاف التنفيسذ ثسم انتقسل الختصساص بعسد ذلك إلى مجلس الدولة وأصسبحت‬
‫المحا كم الدار ية في ما ب عد هي المخت صة وذلك في سنة ‪ 1950‬و قد أنشأت المحا كم الدار ية‬
‫الفرنسسية فسي السسنة الثامنسة للثورة الفرنسسية وهسي ذات السسنة التسي أنشسأ فيهسا مجلس الدولة‬
‫وكا نت ت سمى مجالس المحافظات لن كل محاف ظة كان ل ها مجلس يرأ سه المحا فظ‪ ،‬ويتولى‬
‫السكريتير العام للمحافظة وظيفة موظف الحكومة أمامه‪ ،‬ومعه عدد من المستشارين‪ ،‬ولكنهم‬
‫لم يتمتعوا بضمانات تكفل استقللهم عن الدارة‪ ،‬ولذلك لم يكن لمجالس القاليم أي اختصاص‬
‫بو قف تنف يذ القرارات الدار ية في النطاق المخ صص ل ها وإنما كان لمجلس الدولة ال حق في‬
‫ذلك فقط‪ ،‬وأنه منذ صدور المرسوم المذكور أصبحت المحاكم الدارية وليس لها الحق في‬
‫نطاق اخت صاصها و في حدود معي نة أن تأ مر بإيقاف تنف يذ القرارات الدار ية ول يس ل ها أن‬
‫تأمر بإيقاف تنفيذ القرارات المرتبطة بالنظام العام وإل من العام والسكينة العامة ثم بعد ذلك‬
‫سمع مر سوم ‪ 1980‬للمحا كم بو قف تنف يذ القرارات المت صلة بالنظام العام طال ما أن ها تتعلق‬
‫بدخول وإقا مة أجا نب على الرا ضي الفرن سية إلى أن صدر قانون ال صلح القضائي ل سنة‬
‫‪ 1987‬والذي أنشأت بمقتضاه محاكم إدارية استئنافية والتي تعتبر مرجعا استئنافيا فيما يتعلق‬
‫بطلبات إيقاف تنف يذ القرارات الدار ية الفرد ية‪ ،‬أ ما القرارات اللئح ية والتنظيم ية بق يت من‬
‫اختصساص مجلس الدولة مسع انتظار صسدور مراسسيم تحدد نوعيات هذه القرارات‪ .‬كمسا أن‬
‫القضاء الفرنسسي تردد فسي البدايسة فسي السستجابة لطلبات وقسف تنفيسذ القرارات السسلبية‬
‫وعارضهسا معارضسة شديدة على اعتبار أن القاضسي الداري يراعسي دومسا عدم التدخسل فسي‬
‫وظائف الدارة لنسه ل يملك أن يصسدر إليهسا أيسة أوامسر للقيام بعمسل أو المتناع عسن عمسل‬
‫ل سيما وأن قرار و قف التنف يذ في حد ذا ته ينطوي على مقتضيات إيجاب ية وب قي ال مر على‬
‫هاته الحالة بفرنسا إلى غاية سنة ‪ 1949‬حيث صدر حكم بوقف تنفيذ قرار صادر عن مجلس‬
‫الطباء يرفض تقييد جراح بسجلتها لنه تعاقد مع عيادة طبية خيرية وتعانية بالمدينة بأجر‬
‫أقسل ممسا تقدر النقابسة إذا رأى المجلس "مجلس الدولة" أن هذا القرار سسيحدث اضطرابسا ل‬
‫يمكن التغلب عليه في عمل هذه العيادة الطبية‪ ،‬وهذا اجتهاد فريد من مجلس الدولة الفرنسي‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪56‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بحيسث لم يتأثسر بسه القضاء الفرنسسي وبقسي المسر على تلك الحالة إلى سنة ‪ 1970‬فسي حكسم‬
‫‪ Amoros‬أموروسس‪ 1‬والذي جاء فيسه بأن وقسف التنفيسذ ل يمكسن الحكسم بسه إل فسي مواجهسة‬
‫قرارات تنفيذ ية وبالتبع ية فإ نه ل يؤ مر بو قف قرار إداري بالر فض إل في حالة ت سببه في‬
‫إحداث تعدي فسي المركسز القانونسي أو الواقعسي لصسحاب الشأن وذلك لنسه بدون ذلك يعتسبر‬
‫التنف يذ أمرا موج ها إلى الدارة‪ .‬وين تج عن ذلك إذا كان للمعني ين بال مر مجرد م صلحة ف قط‬
‫وليست حقوق أو مراكز ثابتة ل تقبل طلبات وقف التنفيذ للقرارات السلبية لتلك المصلحة –‬
‫وهو التجاه المعمول به حاليا في مصر وكذا ببلدنا‪.‬‬

‫ج‪ -‬وقف التنفيذ في النظام القضائي المغربي ‪:‬‬


‫إن المبدأ العام السسائد بالمغرب‪ ،‬شأنسه شأن باقسي الدول وخاصسة فرنسسا ومصسر‪ ،‬إن‬
‫الطعسن فسي المقررات الداريسة للتجاوز فسي اسستعمال السسلطة ل يوقسف تنفيسذ هذه المقررات‬
‫فالفصل ‪ 336‬من ق‪.‬م‪.‬م ينص بأنه ل يوقف طلب النقض أمام المجلس العلى التنفيذ إل في‬
‫الحالت التاليسة للمجلس العلى وبناء على طلب صسريح مسن رافسع الدعوى أن يأمسر بإيقاف‬
‫تنفيسذ المقررات الصسادرة فسي القضايسا الداريسة والتسي وقسع الطعسن فيهسا باللغاء‪ ،‬والمسبرر‬
‫السساسي لهذا المبدأ سسبق توضيحسه مسن قبسل لكون القرارات الداريسة كمسا قلنسا مبنيسة على‬
‫ال صحة وال سلمة ويفترض في ها تحق يق الم صلحة العا مة إلى أن يث بت الع كس‪ ،‬و قد ن صت‬
‫المادة ‪ 24‬مسن قانون ‪ 41/ 90‬المحدث للمحاكسم الداريسة بأنسه ل يمكسن للمحكمسة أن تأمسر‬
‫بدعوى ا ستثنائية بو قف تنف يذ قرار إداري ر فع إلي ها طلب يهدف إلى إلغائه إذا الت مس من ها‬
‫طالب اللغاء ذلك صراحة‪ .‬و من خلل نص هذه المادة يت ضح أن المحا كم الدار ية ل يم كن‬
‫لها أن تستجيب لطلب وقف التنفيذ إل بصفة استثنائية وهذا اليقاف ل يكون إل مؤقتا وعلوة‬
‫على ذلك هناك عادة ثل ثة شروط ح تى يم كن أن يق بل توق يف تنف يذ القرارات الدار ية و هي‬
‫الشروط المعتمدة في فرنسا‪.‬‬

‫ي جب أن يتقدم به را فع الدعوى ب صفة صريحة أثناء تقد يم الط عن باللغاء أو مباشرة‬


‫بعد تقديم الطعن باللغاء وهذا هو الشرط التشكلي الضروري ويتعين في هذا الصدد مراعاة‬
‫الشروط الشكليسة الخرى المتعلقسة برفسع الدعوى مسن الناحيسة التقليديسة كمراعاة مسسألة‬

‫‪ -1‬المسطور المنشور في كتاب لوبادير‪ ،‬ميثاق القانون الداري‪ ،‬ص ‪.609 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪57‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الخت صاص والشروط الوا جب توافر ها في را فع الدعوى "ال صفحة –الم صلحة –والهل ية"‬
‫وقابل ية القرار للطعن وق فا وإلغاءا أن يكون وطن يا ونهائ يا وله قوة تنفيذ ية ومؤ ثر في مرا كز‬
‫الفراد الواقعية والقانونية‪ ،‬وإذا كانت المادة ‪ 22‬من نفس القانون تنص على أن طلب اللغاء‬
‫ب سبب تجاوز ال سلطة يع فى من أداء الر سم القضائي ف هل يع ني ذلك أ نه من باب التبع ية أن‬
‫طلب وقف التنفيذ الذي هو متفرع عن الطلب الصلي باللغاء معفى من أداء الرسم القضائي‬
‫؟ لم يحدد المشرع موق فه من هذه الم سألة و في نظر نا ومادام الطلب يخدم في ش كل م ستقل‪،‬‬
‫فيتعين أداء الرسوم القضائية عليه‪.‬‬

‫كذلك أن المادة ‪ 23‬مسن نفسس القانون تنسص على أن طلبات اللغاء الموجهسة ضسد‬
‫المقررات الصسادرة عسن السسلطات الداريسة‪ ،‬وأن المشرع أشار إلى أن قرارات السسلطات‬
‫الدارية بالمغرب‪ ،‬هي التي تقبل الطعن باللغاء ويفهم من ذلك أنها هي التي تقبل تبعا لذلك‬
‫طلب وقف التنفيذ‪ ،‬ويثور التساؤل حول المقررات التي تصدر عن بعض الهيئات التي يكون‬
‫لهسا دور اسستشاري‪ ،‬كالمجلس العلى للماء والمجلس المسستشارين لحقوق النسسان‪ .‬الجابسة‬
‫على هذا ال سؤال تختلف باختلف المعيار المحدد لطبي عة المنازلة الدار ية ول شك أن أعمال‬
‫وقرارات الهيئات م ستثناة من رقا بة القضاء الداري المغر بي وق فا وإلغاءا إذا طبق نا المعيار‬
‫العضوي‪ ،‬فسي حيسن إذا أخذنسا بالمعيار الموضوعسي فإن تلك القرارات الداريسة فسي الدعوة‬
‫الزجرية المرفوعة لديه عندما يمثل المتهمون أمامه ل يحكم بإلغائه ومن باب الولى ل يحق‬
‫له أن يأ مر بإيقاف تنفيذه ل نه غ ير مؤ هل لذلك‪ ،‬والمشرع في قانون ‪ 41/ 90‬لم يمن حه هذه‬
‫الصلحية وإن كان له الحق في أن يمتنع عن تطبيق القرار الداري الغير الشرعي وذلك كله‬
‫تطبيقسا لقاعدة الجنائي يوقسف المدنسي ونظرا لن الدعوى العموميسة تمسس أسساسا الحريات‬
‫الفرد ية والحقوق الشخ صية للن سان ويتع ين ال بث في ها في أ سرع و قت مم كن وق بل ف حص‬
‫شرعية القرار الداري من طرف الجهة المختصة وذلك حماية لتلك الحريات والحقوق‪.‬‬

‫والقانون المغربسي على غرار القانون الفرنسسي يجعسل طلب وقسف التنفيسذ ذا طابسع‬
‫سن‬
‫سة إلى الشرطيس‬
‫سا‪ ،‬فالضافس‬
‫سه إذا توافرت الشروط المذكورة آنفس‬
‫سأ إليس‬
‫ستثنائي ول يلجس‬
‫اسس‬
‫الموضوعيين وهما الستعجال والمشروعية يجب توافر الشرط الشكلي وهو أن يكون القرار‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪58‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المطلوب إيقاف تنفيذه لم ين فذ ب عد من ج هة‪ ،‬وأن يكون القرار المطلوب إيقا فه له قوة تنفيذ ية‬
‫حتى وإن كان قرار سلبيا بمعنى أن من شأنه أن يؤثر في المراكز القانونية والواقعية للفراد‪.‬‬

‫وللشارة فالمشرع المغر بي لم يعالج م سألة إيقاف تنف يذ القرارات المعدو مة‪ ،‬ك ما أن‬
‫القضاء المغر بي في الغر فة الدار ية بالمجلس العلى لم ي سبق ل ها أن حك مت بإيقاف ع مل‬
‫مادي صادر عن الدارة ومخالف للقانون والذي ل يكون قرارا إداريا في حد ذاته لن القرار‬
‫الداري له قو ته اللزام ية وشروط صحته القانون ية وإن ما هو مجرد ع مل مادي أو ك ما يقال‬
‫مجرد عقبسة تنطوي فسي حسد ذاتهسا على حالة ال ستعجال يتعيسن إزالتهسا والحكسم بإيقافهسا لن‬
‫نظر ية العتداء المادي لزالت محل نقاش هل هي من اختصاص القضاء المد ني العادي أو‬
‫القضاء الداري ؟‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬نهايــــــــــة القرار‬


‫الداري‬
‫ينتهي العمل بالقرار الداري وينتهي بالتالي تأثيره في المراكز القانونية التي صدرت‬
‫يهدف التأثير فيها بإحدى الطريقتين ‪ :‬إما بسحب القرار الداري وإما بإلغائه‪.‬‬

‫ويقصد بسحب القرار الداري تجريده من قوته القانونية بالنسبة للماضي والمستقبل‪،‬‬
‫فتزول كسل آثاره ويعتسبر كأن لم يكسن‪ .‬وفكرة السسحب هذه مقصسورة أسساسا على القرارات‬
‫الدارية المعيبة ويقصد بإلغاء القرار الداري تجريده من قوته القانونية بالنسبة للمستقبل فقط‬
‫مع بقاء ما خلف من آثار في الما ضي وفكرة اللغاء بالن سبة إلى الم ستقبل هي فكرة عا مة‬
‫تتأثر بالنسبة إلى القرارات الدارية جميعا‪.‬‬

‫وقد يتناول اللغاء أو السحب القرار الداري بأكمله كما قد يكون جزئيا يصيب بعضا‬
‫مسن هذا القرار فسي الحالت التسي يقبسل فيهسا القرار التجزئة‪ ،‬وذلك كسسحب أو إلغاء قرار‬
‫التعيين بالنسبة لبعض من يشملهم القرار من الموظفين‪.‬‬

‫‪ -1‬المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج‪ 15-14 ،‬يناير ‪ -‬يونيو ‪ ،1996‬ص ‪.76-72 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪59‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وفي ما يلي سنتناول نهاية القرارات الدارية السليمة والمعيبة‪.1‬‬

‫‪‬الفرع الول ‪ :‬نهايــة القرار الداري‬


‫عن طريق اللغاء‬
‫كمسا سسبقت الشارة أن اللغاء هسو جعسل لمفعول القرار الداري مسستقبل ابتداء مسن‬
‫تاريخ اللغاء والحتفاظ بما أنتجه من آثار قبل اللغاء‪.2‬‬

‫وفي هذا المجال يجب أن نميز بين القرارات التنظيمية والقرارات الفردية‪.‬‬

‫أول ‪ :‬القرارات التنظيمية‬

‫باعتبار أ نه ل تن تج عن ها اللمرا كز قانون ية عا مة مجردة وموضوع ية كان في ح كم‬


‫الممكسن تعديلهسا أو إلغائهسا فسي أي وقست‪ .‬فالمخاطسبين بهسا ليسس له أي احتجاج فسي مواجهسة‬
‫الدارة بأي حق مكتسب‪ ،‬اللهم إذا تم تطبيق اللوائح عليه بصفة فردية وشخصية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القرارات الفردية‬

‫المسستقر عليسه فقهسا وقضاء ولعتبارات اسستقرار المعاملت هسو عدم جواز إلغاء‬
‫القرارات الفرديسة حيسث يترتسب على اللغاء مسساس بالحقوق التسي اكتسسبها الفراد مسن هذه‬
‫القرارات بيسد أنسه إذا كان القرارات الفرديسة ل ترتسب حقوقسا مكتسسبة فإنسه يمكسن تعديلهسا أو‬
‫إلغائها بالنسبة للمستقبل‪.3‬‬

‫إل أن هذه القاعدة ليسسست مطلقسسة إذ يجوز للدارة إلغاء هذه القرارات إذا وجدت‬
‫المبررات القانونية أي في الحالت وبالجراءات التي يحددها القانون فيجوز إلغاء الترخيص‬
‫الممنوح ل حد الفراد إذا زال شرط من الشروط الترخ يص أو اقت ضت الم صلحة العا مة ذلك‬

‫‪ -1‬رضوان بوجمعة‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ك ‪.209‬‬


‫‪ -2‬محمد يحيا‪ ،‬المغرب الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.385 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للقرارات الدارية‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.72 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪60‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫طبقا لما يقتضي به القانون ويجوز فصل الموظف سواء بالطريق التأديبي أو بغير الطريق‬
‫التأديبي‪ ،‬وهو يعتبر إلغاء لقرار تعيينه ويجوز في الحالت التي يسمح بها القانون‪.‬‬

‫ول يعتسبر الجتهاد القضائي مسن القرارات المرتبسة للحقوق ترخيصسات الضبسط‬
‫الداري‪ ،‬والقرارات ذات الصبغة الوقتية تشمل الطريق العام‪ ،‬والقرارات التي علقت آثارها‬
‫على شرط‪ ،‬وكذلك القرارات الولئيسة والتسي تخول الفرد مجرد رخصسة أو تسسامح كمنسح‬
‫الجازة المرضية لحد الموظفين في غير الحالت التي يوجب القانون فيها ذلك‪.‬‬

‫فهذه القرارات ت ستطيع الدارة إنهاء ها في أي و قت وبالتالي ف هي ل تر تب أي حق‬


‫مكتسب‪.1‬‬

‫‪‬الفرع الثانــــي ‪ :‬نهايــــة القرارات‬


‫الدارية عن طريق السحب‬
‫إذا كان إلغاء القرار الداري يع ني و قف نفاذ آثار القرار بالن سبة للم ستقبل ف قط‪ ،‬فإن‬
‫سحب القرار الداري يع ني و قف نفاذ آثار القرار بالن سبة للما ضي والم ستقبل وهذا يتر تب‬
‫عليه زوال كل آثار القرار بآثار رجعي كذلك‪.2‬‬
‫وسلطة الدارة في سحب القرارات الدارية تختلف إذا كان القرار سليما ومعيبا‪.‬‬

‫أول ‪ :‬القرارات الدارية السليمة‬


‫القاعدة هسي عدم جواز سسحب القرارات الداريسة الفرديسة السسليمة التسي ولدت حقوقسا‬
‫مكتسبة للفراد احتراما لمبدأ عدم رجعية القوانين الدارية‪.‬‬

‫وي ستثنى من ذلك جواز سحب القرارات الدار ية ال سليمة في حالة ف صل الموظف ين‬
‫مراعاة ل اعتبارات إنسانية‪.‬‬

‫‪ -1‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.406 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.305 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪61‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫أما القرارات التنظيمية فإنها ل تنشئ حقا إل إذا طبقت على الفراد ولذلك فإذا لم تكن‬
‫قد طب قت ب عد فالو سيلة القانون ية لنهائ ها هو اللغاء ول يس ال سحب لكون ها لم تن تج آثار في‬
‫الماضي‪ .‬ولكن يتعلق المر بعدم تطبيقها مستقبل فإذا كانت قد طبقت فعل فإنها وإن كانت ل‬
‫تكسب أحدا مباشرة حقوقا مكتسبة لكونها عامة ومجردة إل أن القرارات الفردية التي تصدر‬
‫بالتطسبيق لمسا تكسسب الفراد حقوقسا ويترتسب على سسحب اللئحسة اعتبار القرارات الفرديسة‬
‫ال صادرة تطبي قا ل ها فسي الماضسي كأن لم ت كن وهذا يعنسي الم ساس بالحقوق المكتسسبة التسي‬
‫رتبتهسا القرارات الفرديسة وبالتالي يتمنسع على الدارة سسحبها لمخالفسة ذلك لمبدأ عدم رجعيسة‬
‫القرارات الدارية وعدم المساس بالحقوق المكتسبة‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القرارات الدارية المعيبة‬
‫‪2‬‬
‫الصل أنه يجوز للدارة أن تسحب قرارها المعيب (غير مشروع) حتى تسقط بأثر‬
‫رجعي ويترتب على هذا السحب للقرار المعيب سواء كان تنظيما أم فرديا زواله بأثر رجعي‬
‫يم تد إلى تار يخ صدوره‪ .‬ويختلف الو ضع في سحب القرارات الدار ية ب ين القرارات ال تي‬
‫يترتسب عليهسا حقوقسا مكتسسبة لطرافهسا‪ ،‬والقرارات التسي ل يترتسب عليهسا حقوقسا مكتسسبة‬
‫لطرافها‪.‬‬

‫فالقرارات المعيبة التي يترتب عليها حقوقا مكتسبة لطرافها يجوز سحبها سواء خلل‬
‫المدة المحددة للسحب أم بعد انقضائها‪.‬‬

‫أ ما القرارات المعي بة ال تي يتر تب علي ها حقو قا مكت سبة ل صحابها فل يجوز سحبها‬
‫الخلل المدة القانون ية المحددة لجراء ال سحب أي خلل الفترة ال تي يجوز في ها الط عن في‬
‫القرار وهي في الصل ستون يوما من تاريخ صدور القرار الداري المخالف للقانون‪.‬‬

‫ويترتسب على ذلك أن سسحب القرار الداري المعيسب "المنشسئ لحقوق مكتسسبة" بعسد‬
‫انتهاء المدة المحددة للسحب من شأنه أبطال القرار الساحب ذاته‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد أنوار حمادة –القرارات الدارية ورقابة القضاء م‪.‬س‪ .‬ص ‪.73-72 :‬‬
‫‪ -2‬الحكسم عدد ‪ 239‬فسي ‪ 96-09-25‬أيست الحسسن رشيدة مسن السسيد النائب القليمسي لوزارة التربيسة الوطنيسة عسن‬
‫المجلة المغرب ية للدارة المحل ية والتنم ية –عدد ‪ 20‬و ‪ 21‬سنة ‪( 1997‬ل يم كن للدارة أن ت سحب قرارات ها إل إذا‬
‫كانت غير شرعية)‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬نواف كنعان‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308-307 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪62‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وهناك حالت استثنائية يجوز فيها سحب القرارات الدارية دون التقيد بالمدة وهي ‪:‬‬

‫حالة انعدام القرار ‪ :‬وتتو فر هذه الحالة عند ما تبلغ در جة ج سامة الع يب في القرار‬
‫المعدم حدا يفقده صفته كقرار إداري‪ ،‬فيجوز سحبه في أي وقت‪.‬‬

‫حالة قيام القرار على غ شت أو تدل يس ‪ :‬إن ال غش أو التدل يس ك ما هو معلوم من‬


‫عيوب الر ضا فإذا ث بت قيام القرار الداري على ذلك الغش أو التدليس من صاحب‬
‫الم صلحة فإ نه يجوز سحب القرار دون التق يد بمدة جواز الط عن لن ال غش كقاعدة‬
‫يف سد كل ش يء‪ ،‬ك ما أن أح سن ن ية الم ستفيد من القرار هي ال تي تبرر عدم جواز‬
‫المساس به بعد فوات مواعيد الطعن‪ ،‬أما إذا انتفى حسن النية لذا المستفيد من القرار‬
‫فإنه يكون جدير بالحماية‪.1‬‬

‫حالة القرار الذي لم يعلن أو ينشر ‪ :‬إن القرارات الدارية ل تصبح سارية المفعول‬
‫تجاه الفراد المسن تاريسخ شهرهسا بالعلن أو النشسر حسسب طبيعسة تلك القرارات‬
‫سواء أكا نت فردية أم تنظيم ية فإذا لم يتم الش هر عن تلك القرارات بأية طريقة من‬
‫طرف العلن فإن مدة السحب ل تبدأ في مواجهة الدارة إذ تستطيع سحبها في أية‬
‫لح ظة و في مواج هة الفراد الذ ين ي ستطيعون الط عن في ها قضائ يا دون التق يد بميعاد‬
‫غير أن الوضع ل ينطبق العلى القرارات الدارية الصريحة فقط بدون غيرها‪ .‬أما‬
‫بالنسبة للقرارات الدارية الضمنية التي تنشأ حسب القانون من سكوت الدارة خلل‬
‫هذه معينسة فإنهسا تصسبح نهائيسة بانتماء هذه المدة ول يجوز للدارة سسحبها إبان مدة‬
‫جواز الطعن‪.‬‬

‫حالة تأخر عدم مشروعية القرار الفردي المتخذ أساسا لغيرة ‪ :‬وتتحقق هذه الحالة‬
‫ع ند صدور القرار المتر تب عل يه قد فات‪ ،‬ول تظ هر عدم مشروع ية القرار الذي‬
‫صسدور مؤخرا إل بعسد فوات ميعاد الطعسن فيسه‪ .‬فسي هذه الحالة يجوز سسحب هذا‬
‫القرار ك ما يجوز الط عن ف يه قضائ يا ي صرف الن ظر عن فوات هذه الط عن‪ .‬ومثال‬
‫ذلك أن يصسدر قرار بنقسل الموظسف مسن مكان إلى آخسر بحجسة المصسلحة العامسة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬الحاج الشكرة‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪.101 .‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪63‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وبتعي ين آ خر في مكان ولم يكت شف سر ن قل المو ظف الول الذي يك من في تعي ين‬


‫الثاني على أساس رابطة النسب إل بعد انتهاء مواعيد الطعن‪ .‬فإن إبطال قرار نقل‬
‫الموظف مثل يسمح بسحب القرار الصادر بتعيين خلفه رغم انتهاء مواعيد الطعن‬
‫في هذا القرار‪.1‬‬

‫وال صل أن ي تم سحب القرار (المع يب) من نفس الج هة ال تي قا مت بإ صداره وبن فس‬
‫الداة الم ستخدمة في ال صدار‪ .‬و سواء كان اخت صاص هذه بال سحب مقررا ب نص قانو ني أو‬
‫بموجسب قاعدة توازي الختصساص‪ ،‬فالسسلطة الرئاسسية مثل تملك سسحب القرارات الداريسة‬
‫ال صادرة عن مرؤو سها لن ها تملك سلطة التعق يب على قرارات هؤلء المرؤو سين ب سحبها‬
‫لعدم مشروعيتها‪.‬‬

‫ويترتب عن سحب القرار الداري أن يعتبر كأن لم يكن من تاريخ صدوره وهو نفس‬
‫آثار اللغاء القضائي وبناء على أن السحب بأثر رجعي إزالة للقرار وكل ما يترتب عليه من‬
‫آثار وإعادة الحال إلى مسا كان عليسه قبسل صسدور القرار المسسحوب وزوال آثار السسحب قسد‬
‫يكون جزئيا أو كليا إن كان القرار المراد سحبه قابل للتجزئة‪.2‬‬

‫وخلصة القول فإن سحب القرارات الدارية المعيبة تعتبر أ سلوبا قانون يا وضرور يا‬
‫بالن سبة ل سير نشاط المر فق العالم وو سيلة لضمان مبدأ الشري عة‪ ،‬ك ما أن قيام الدارة ب سحب‬
‫قراراتها اللشرعية يعبر عن نضجها في مراقبة عملها مراقبة ذاتية بحيث تحكم نفسها بنفسها‬
‫قبل أن تتبخر العدالة في شؤونها‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق ي تبين ل نا أن القرارات الدار ية طال ما ا ستكملت مقومات ها الذات ية‪،‬‬
‫وبمجرد صدورها عن ال سلطة الدار ية ال تي تملك ها أ صبحت نافذة وت عد سارية في جا نب‬
‫الدارة من هذا التاريخ بيد أنها ل تسري في حق الفراد الذين توجه إليها إل إذا عملوا بها‬
‫بإحدى وسائل العلم المقررة قانونا‪ .‬والقرارات الداري تسري على الماضي كقاعدة عامة ول‬
‫يجوز تأجيسل آثار القرار الداري إل فسي حالت معينسة‪ .‬كمسا يمكسن للدارة أن تقوم بتنفيسذ‬

‫‪ -1‬د‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الداري‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪408-407 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬محمد أنور حمادة‪ ،‬القرارات الدارية ورقابة القضاء‪ /،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪.79-78-77 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪64‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫قراراتها الدارية بطريقتين عن طريق التنفيذ المباشر دون حاجة لللتجاء إلى القضاء وهذا‬
‫يرجسع إلى أن الدارة تتمتسع بقرينسة سسلمة القرارات والدعوى المدينسة الذي تعتسبر ضمانسة‬
‫لحترام حقوق وحريات الفراد‪ .‬فبعدمسا يسستنفد القرار الداري كسل مضمونسه وتحدد المدة‬
‫المعينسة لتطسبيقه فبعسد انقضاء هذه المدة ينتهسي القرار‪ .‬وتقوم الدارة بنفسسها يسسحبه وإلغاء‬
‫وتختلف عملية السحب عن عملية اللغاء بحسب طبيعة القرار الداري‪ .‬فالقرارات التنظيمية‬
‫التي ل تنشئ حقوقا مكتسبة ول تخلق اللمركز قانونية يجوز إلغاءها‪ .‬في حين أن القرارات‬
‫الفرديسة ل يجوز إلغاءهسا لنسه يترتسب على إلغاء مسساس بالحقوق المكتسسبة للفراد‪ .‬أمسا إذا‬
‫كانت ل ترتب حقوقا مكتسبة فلنه يمكن تعديلها أو إلغاءها أما عملية السحب فإنها تختلف إذا‬
‫كان القرار سسليما أو معيبسا‪ ،‬فالمقررات الداريسة‪ ،‬السسليمة ل يجوز سسحبها إذا ولدت حقوقسا‬
‫مكتسبة للفراد‪ .‬أما بشأن القرارات الدارية المعيبة يجوز سحبها حتى ولو تعلقت بها حقوق‬
‫مكتسبة للفراد‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪65‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ل قد خول المشرع الدارة سلطات وامتيازات تمكن ها من أداء مهام ها ووظائف ها‪ ،‬فأدى‬
‫ذلك إلى سمو المر كز القانو ني للدارة في مواج هة الفراد‪ .‬بح يث تملك الو سائل والمكانات‬
‫ال تي تحمل ها على تنف يذ قرارات ها طواع ية أو إكرا ها‪ .‬ت حت ذري عة تحق يق الم صلحة العا مة‪.‬‬
‫وبذلك يع تبر القرار الداري غ ير مشروع إذا ما ا ستهدف هد فا آ خر غ ير الم صلحة العا مة‪،‬‬
‫وهو ما يعرف لدى القضاء الداري بالنحراف في استعمال السلطة‪.‬‬

‫لذلك يخ شى أن تتجاوز الدارة حدود ها وتتش طط في ا ستعمال امتيازات ها لغ ير صالح‬


‫الفراد‪ ،‬وتر فض اللتزام بالقيود ال تي فرض ها المشرع علي ها‪ .‬فين كب نشاط ها الذي يراد به‬
‫الفراد إلى نشاط تع سفي يهدر حقوق هم وحريات هم‪ ،‬فر جل الدارة قد ينحرف عن الم صلحة‬
‫العا مة‪ ،‬والتزام ال صمت من ذوي الم صلحة عن هذا الخرق غ ير الخل قي يمده بن فس جد يد‬
‫يشجعه على التمادي في غيه واعوجاجه‪.‬‬

‫و من ثم كان لزا ما على الموا طن و من أ جل م صلحته أن ل يلتزم ال صمت عن أي‬


‫قرار إداري غ ير مشروع والذي أحدث له ضررا و مس مركزه القانو ني‪ ،‬وبالمقا بل ل يس له‬
‫سوى وسيلة التظلم ملتمسا الدارة –بصفته صاحب المصلحة داخل الجال القانونية‪ -‬التراجع‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪66‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫عن قراراتها‪ ،‬التوجه إلى القضاء طالبا إنصافه عن طريق إلغاء القرار المعيب أو التوجه إلى‬
‫ديوان المظالم الذي عهسد له بمراقبسة تصسرفات الدارة وحسث المحاكسم على تنفيسذ القرارات‬
‫الحائزة على قوة الشيء المقضى به‪.‬‬

‫وللوقوف على أنواع الرقا بة ال تي تخ ضع ل ها القرارات الدار ية وكذا أ سسها‪ ،‬ارتأي نا‬
‫أن نقسم هذا الفصل إلى ثلث مباحث ‪:‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬مبدأ مشروعية القرارات الدارية‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬دعوى اللغاء بسبب تجاوز السلطة‬
‫المبحــث الثالث ‪ :‬ديوان المظالم –لبنــة جديدة فــي‬
‫دولة الحق والقانون والمؤسسات‪-‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬مبدأ‬


‫مشروعية القرارات الدارية‬
‫يعد مبدأ المشروعية مدخل ضروريا لدراسة الرقا بة على أعمال الدارة‪ ،‬تلك الرقابة‬
‫ال تي ت ستهدف مشروع ية أعمال الدارة والتح قق من عدم مخالفت ها للقانون‪ .‬وأ ساس الرقا بة‬
‫على أعمال الدارة هو إخضاع هذه العمال كما هو الشأن بالنسبة لتصرفات الفراد وجميع‬
‫الهيئات الحكومية للقانون‪ ،‬وهو ما يعبر عنه بمبدأ المشروعية أو مبدأ سيادة القانون‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬مفهوم مبدأ‬


‫الشرعية‬
‫يقصد بهذا المبدأ أن تكون جميع تصرفات الدارة في حدود القانون‪ ،‬ويؤخذ القانون –‬
‫في المجال‪ -‬بمدلوله العام أي جم يع القوا عد الملز مة في الدولة سواء أكا نت مكتو بة أو غ ير‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪67‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫مكتوبة‪ ،‬وأيا كان مصدرها مع مراعاة التدرج في قوتها وأيا كان نوع تصرف الدارة ‪ 1‬سواء‬
‫كان عمل ماديا أو قرارا إداريا‪.‬‬

‫ويكاد الفقسه يجمسع أن مبدأ المشروعيسة يعنسي "سسيادة حكسم القانون" وهسو فسي الحقيقسة‬
‫تعريف مناسب تماما لمبدأ المشروعية‪.1‬‬

‫المطلب الثانـي ‪ :‬طرق الرقابـة على‬


‫مشروعية قرارات الدارة‬
‫تتفرع طرق رقابسة المشروعيسة –فسي المجال الداري‪ -‬إلى نوعيسن ‪ :‬رقابسة إداريسة‬
‫ورقابة قضائية‪.‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬الرقابة الدارية‬


‫تتميز الرقا بة الدار ية بأنها رقا بة ذات ية تقوم بها الدار ية على أعمالها بغ ية ت صحيح‬
‫الخطاء التي وقعت فيها ومراجعتها إما بتعديلها أو إلغائها أو سحبها‪ ،‬وتتم هذه الرقابة من‬
‫طرف الدارة إ ما من تلقاء نف سها أو بناء على تظلمات من يعني هم ال مر سواء قد مت إلى‬
‫مصدر القرار أو رئيس هذا الخير أو إلى لجنة خاصة‪.2‬‬
‫وتنقسم هذه الرقابة إلى أنواع مختلفة ‪:‬‬

‫‪)1‬التظلم الستعطافي ‪:‬‬

‫ويتسم بتقديسم طلب صساحب المصسلحة إلى مصسدر القرار يبصسره فيسه بالخطسأ الذي‬
‫ارتك به‪ ،‬فيطلب م نه تب عا لذلك إعادة الن ظر في قراره وذلك إ ما ب سحبه أو إلغائه أو تعديله أو‬
‫استبداله بغيره‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد سليمان الطماوي‪" ،‬القضاء الداري‪ ،‬الكتاب الول‪" ،‬قضاء اللغاء"‪ ،‬طبعة ‪ ،1986‬ملتزم الطبع والنشر‪،‬‬
‫دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة ص ‪.21 :‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬محمد سليمان الطماوي‪" ،‬النظرية العامة للقرارات الدارية" الطبعة الرابعة ‪ 1976‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‬
‫ص ‪.14 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬محمد الوازني‪" ،‬القضاء الداري قضاء اللغاء التعويض" مطبعة دار الجسور‪ ،‬طبعة ‪.2000‬‬
‫‪ -3‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪" ،‬القانون الداري" دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة ‪ ،2001‬مطبعة النجاح الجديدة‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪68‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪)2‬التظلم الرئاسي ‪:‬‬

‫ويتم بتظلم صاحب المصلحة إلى رئيس مصدر القرار من القرار الذي أصدره في‬
‫حقسه والذي يتسسم بعدم المشروعيسة‪ ،‬فيتولى رئيسس مصسدر القرار بعسد ذلك البحسث فسي هذا‬
‫التظلم‪ ،‬فإذا تبين صحة ما يطلبه المتضرر فإنه يقضي بسحب القرار أو إلغائه أو تعديله مما‬
‫يجعله مطاب قا للقانون‪ ،‬و قد يتولى الرئ يس العلى هذه الم سألة من تلقاء نف سه دون تظلم من‬
‫صاحب المصلحة بمقتضى ما يملكه من سلطة رئاسية على مصدر القرار‪.1‬‬

‫‪)3‬التظلم أمام لجنة إدارية خاصة ‪:‬‬

‫يكون هذا التظلم أمام لجنسة إداريسة وهذه اللجنسة نجدهسا فسي مختلف النظمسة ذات‬
‫المناهج الدارية المتقدمة وهي ما يطلق عليها في التشريع المغربي اللجنة الدارية المتساوية‬
‫العضاء‪ ،‬إذ تتشكل من ممثلين عن الموظف وممثلين عن الدارة‪ ،‬يحق للموظف المتضرر‬
‫من القرار الداري غير السليم أن يتظلم منه أمام هذه اللجنة‪ .‬فإذا تبينت صحة تظلم الموظف‬
‫فإنهسا تصسدر رأيسا معلل فسي الموضوع وتوجهسه إلى الرئيسس مصسدر القرار‪ ،‬إل أن رأيهسا‬
‫استشاري غير ملزم‪.2‬‬

‫‪)4‬التظلم الوصائي ‪:‬‬

‫يكون أمام الج هة ال تي تملك الو صاية على ج هة معي نة‪ ،‬فإذا ح صل أن قا مت هيئات‬
‫عموميسة تتم تع بال ستقلل الداري والمالي في ت سيير شؤون ها بعمسل أو امتن عت عن القيام‬
‫بعمل‪ ،‬خالفت بذلك الهدف الذي قامت من أجل تحقيقه أو خالفت به النصوص التشريعية أو‬
‫التنظيم ية المتعل قة بالنشاط الذي تقوم به فإ نه ي حق للمتضرر ين من ذلك‪ ،‬التظلم أمام ال سلطة‬
‫التي تملك الوصاية على تلك الهيئة‪.‬‬

‫واللجوء إلى التظلم الداري فسي التشريسع المغربسي سسواء أكان تظلمسا اسستعطافيا أو‬
‫رئا سيا ق بل سلوك طر يق التظلم القضائي‪ ،‬و هو م سألة اختيار ية غ ير ملز مة‪ -‬الف صل ‪،360‬‬
‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.500 :‬‬
‫‪ -2‬للتوسع أنظر الدكتور عبد القادر باينة‪" ،‬الهيئات الستشارية بالمغرب" مطبعة دار النشر المغربية ‪/‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،1991‬ص ‪:‬‬
‫‪.127‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪69‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الفقرة ‪ 2‬مسن قانون المسسطرة المدنية‪ ،1‬بحيسث يجوز للمعنسي بالمسر أن يلجسأ إلى الطعسن‬
‫القضائي مباشرة دون أن يسسلك طريسق التظلم الداري‪ ،‬أمسا إذا اختار طريسق التظلم الداري‬
‫قبل التظلم القضائي وجب عليه احترام المسطرة الواجبة التباع‪.‬‬

‫وقد عمل المشروع المغربي خيرا في جعل التظلم الداري –سواء الستعطافي منه‬
‫أو الرئا سي‪ -‬اختيار يا (باستثناء ب عض الحالت ال تي تق ضي فيها ب عض الن صوص التنظيم ية‬
‫باللتزام بمسطرة خصوصية للطعن الداري)‪ ،‬على خلف ما يجري عليه الوضع قبل تعديل‬
‫قانون المسطرة المدنية بظهير ‪ ،1974‬لن وجود الرقابة القضائية كأساس إلى جانب الرقابة‬
‫الدار ية قد ل ت في بالغرض المر جو من ضمان مبدأ المشروع ية وذلك لرغبت ها أو لم صلحة‬
‫معي نة في التحرر من قيود تلك المشروع ية‪ ،‬أو لر فض ج هة معي نة العتراف بالخ طأ ل سبب‬
‫ما‪ .‬وقد تجاريها الجهة العلى منها في ذلك‪ .‬ولنفرض أننا استبعدنا هذه المواقف فإن المنطق‬
‫نف سه ير فض ترك النزاع ب ين الدارة والفراد ب يد الدارة لتف صل ف يه بنف سها‪ .‬فهذا ال مر ل‬
‫يبث بل يوحي بالثقة في نفوس الفراد‪ ،‬لن من مقتضيات العدالة أل يكون الحكم خصما في‬
‫النزاع لذلك فإن الرقابة القضائية لها أهميتها في هذا المجال‪.2‬‬

‫‪‬ثانيا ‪ :‬الرقابة القضائية‬


‫تخضسع العمال الداريسة فسي هذه الحالة لمراقبسة القضاء الذي يتولى رعايسة حقوق‬
‫الفراد ضد تعسف الدارة وذلك عن طريق إلغاء قراراتها أو التعويض عنها أوهما معا إذا‬
‫كانست تلك القرارات غيسر مشروعيسة ومسست حقسا مسن حقوق الفراد أو نالت بحريسة مسن‬
‫حريات هم‪ .‬وتختلف هذه الرقا بة من دولة لخرى ح سب تاريخ ها وتقاليد ها وظروف ها ال سياسية‬
‫والقتصادية والجتماعية‪ ،‬حيث اعتنقت بعض الدول نظام القضاء الموحد وأخضعت أقضية‬
‫الدارة إلى اختصساص المحاكسم العاديسة‪ ،‬بينمسا سسلكت دول أخرى وعلى رأسسها فرنسسا نظام‬
‫القضاء المزوج وأسسندت المنازعات الداريسة لختصساص المحاكسم الداريسة‪ ،‬إل أن الرقابسة‬
‫القضائ ية تختلف عن الرقا بة الدار ية في ن قط كثيرة وإن كا نت ت سير مع ها جن با إلى ج نب‬
‫وأهم نقط الختلف ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ظه ير شر يف بمثا بة قانون ر قم ‪ 1-174-447‬بتار يخ ‪ 11‬رمان ‪ 28( 1394‬شت نبر ‪ )1974‬الخاص بالم صادقة على ن صوص قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،2330‬مكرر ‪ 30‬شتنبر ‪.1974‬‬
‫‪ -2‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.501 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪70‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الرقابسة الفضائيسة مسن اختصساص القضاء وهسي تخضسع للمبادئ المقررة فسي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬وأهمها أن القضاء ل يملك حق النظر في قضايا‪ ،‬إل بعد رفعها من صاحب‬
‫الم صلحة‪ .‬إذ ل يملك أن ين ظر في ها من تلقاء نف سه ك ما هو الشأن بالن سبة للرقا بة‬
‫الدارية التي يحق لها أن تمارس رقابتها من تلقاء نفسها أو بناء على تظلم المعني‬
‫بالمر‪.‬‬
‫الرقا بة القضائ ية تقت صر على جا نب المشروع ية في الع مل الداري ول تم تد تلك‬
‫الرقابسة إلى جانسب الملئمسة‪ ،‬أمسا الرقابسة الداريسة فإنهسا تشمسل الجانسبين‪ ،‬جانسب‬
‫المشروعية وجانب الملئمة‪.‬‬
‫الرقابسة القضائيسة فسي إطار مبدأ المشروعيسة ل تملك إل الحكسم بسسلمة التصسرف‬
‫المشكسو منسه أو بعدم سسلمته والتعويسض عنسه‪ ،‬ول تملك حسق إنزال سسلطاتها فسي‬
‫المسألة المعروضة عليها‪ ،‬بخلف الوضع في الرقابة الدارية إذ لها الحق في تعديل‬
‫التصرف المعيب أو الغير الملئم واستبداله بغيره‪.‬‬
‫إذا ما رف عت دعوى على الدارة أمام القضاء فإن القضاء يكون ملز ما بالن ظر في ها‬
‫وإل ارت كب جري مة إنكار العدالة بخلف الو ضع بالن سبة للدارة ف هي غ ير ملز مة‬
‫بالرد على التظلمات التي رفعها إليها الفراد‪ ،‬ما لم يقر المشرع غير ذلك‪.‬‬
‫الرقا بة القضائ ية ملز مة بإتباع الجراءات القانون ية بالن ظر في الدعوى إل إذا كان‬
‫الح كم باطل لع يب الش كل والجراءات‪ ،‬أ ما الرقا بة الدار ية فإجراءات ها ب سيطة‪ ،‬إذ‬
‫المتظلم معفى من الرسوم ومن وجوب توكيل محام عنه‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫تنتهي الرقابة القضائية بالنظر في القضية إذا أصبح الحكم بشأنها حائزا على حجية‬
‫الش يء المق ضي ف يه‪ ،‬إذ ل يجوز المع ني بال مر إثارة النزاع من جد يد مرة أخرى‪.‬‬
‫أمسا فسي الرقابسة الداريسة فيجوز للمعنسي بالمسر أن يثيسر المسسألة مسن جديسد ويحسق‬
‫للدارة أن تعيد النظر فيه ويمكن رفع دعوى بشأنها أمام القضاء‪.1‬‬

‫‪ -1‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.503 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪71‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬موازنـــــــــــة مبدأ‬


‫المشروعية‬
‫ممسا لشسك فيسه أن خضوع الدارة لمبدأ المشروعيسة فسي جميسع الحالت والظروف‬
‫يعتبر المثل العلى لحماية حقوق وحريات الفراد ويشكل صرحا متينا لدولة الحق والقانون‪.‬‬

‫غ ير أن تقي يد الدارة بذلك المبدأ بكيف ية صارمة ومطلقة‪ ،‬من شأ نه أن يو صم عمل‬


‫الدارة بطابع اللية والروتين ويسلب معها روح البتكار والخلق والبداع ولذلك كان طبيعيا‬
‫أن يتم تطبيق مبدأ المشروعية بشيء من المرونة‪ ،‬خاصة وأن مقتضيات التطور الحديث قد‬
‫استلزمت تدخلها في كثير من مجالت الحياة التي كانت من قبل محظورة عليها والتي تلتمس‬
‫فيها الدارة منفذا للخروج على ذلك القيد وعذرا يبيح لها موازنة المصلحة العامة مع مصلحة‬
‫الفراد‪.‬‬

‫ونتيجسة لهذه المقتضيات ابتدع الفقسه والقضاء بسل والمشرع أيضسا بعسض النظريات‬
‫التي تسمح للدارة بالخروج على مبدأ المشروعية في حالت محددة تعتبر بعضا منها عوامل‬
‫مواز نة لهذا المبدأ نظر ية الظروف ال ستثنائية ونظر ية ال سلطة التقدير ية بين ما تع تبر إحدا ها‬
‫استثناءا حقيقيا له نظرية أعمال السيادة‪.1‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬نظريـــــــــــــــة الظروف‬


‫الستثنائية‬
‫إذا كانست الوضاع العاديسة للدولة تقتضسي التزام الدارة بالقانون وفقسا لمفهوم مبدأ‬
‫المشروعية‪ ،‬إل أنه قد يصعب تطبيقه في أوقات الزمات أو الضطرابات التي ل تخلو من‬
‫حياة أي دولة‪ ،‬إذ قد يتر تب على ال صرار على ت طبيقه ا ستفحال الز مة ب ما قد يؤدي إلى‬
‫انهيار الدولة ذاتها أو على القل تعريض سلمتها لمخاطر شديدة تعصف بوجودها وبكل ما‬
‫حافظ عليه مبدأ المشروعية ذاته‪.‬‬

‫ولذلك تقررت للدارة في الحالة الستثنائية سلطة واسعة لتتخذ من التدابير السريعة‬
‫الحاسمة ما تواجه به الموقف الخطير الذي يهدد المن والطمأنينة بقدر ما تطلق حريتها في‬
‫‪ -1‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪72‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تقرير ما يجب اتخاذه من إجراءات وتدابير لصون المن والنظام ول يتطلب من الدارة في‬
‫مثل هذه الظروف الخطيرة ما يتطلب منها‪ .‬في الظروف العادية من الحيطة والدقة والحذر‪،‬‬
‫ح تى ل يفلت الزمام من يد ها (ح كم المحك مة الدار ية العل يا بم صر في القض ية ر قم ‪1517‬‬
‫المجموعة القضائية –السنة الثانية‪ -‬ص ‪.1)886 :‬‬

‫ونظرا لخطورة السلطات الستثنائية التي تتمتع بها الدارة في الظروف الستثنائية‬
‫فإن الدارة قسد تتوارى وراء الظرف السستثنائي للسساءة إلى حريات الفراد وحقوقهسم بمسا‬
‫يتجاوز القدر اللزم‪ ،‬و من أجله تفادي ذلك ع مل القضاء الفرن سي وعلى رأ سه مجلس الدولة‬
‫على مواز نة ال سلطات ال ستثنائية للدارة بضمانات مقابلة للفراد عسن طريسق ت طبيق المبدأ‬
‫المشهور ‪" :‬الضرورة تقدر بقدرها" فل سلطات استثنائية إل للضرورة وبالقدر اللزم فقط‪.2‬‬

‫‪‬ثانيا ‪ :‬نظرية السلطة التقديرية‬


‫تمثل السلطة التقديرية للدارة الجانب المقابل للسلطة المقيدة‪ ،‬فإذا كان المشرع يحدد‬
‫فسي حالت معينسة مجالت تدخسل الدارة ووسسائل هذا التدخسل ووقتسه ويحدد الشروط‬
‫والجراءات الخا صة بهذا التد خل‪ ،‬فإن المشرع قد يع مل أي ضا في حالت أخرى إلى تمت يع‬
‫الدارة بقدر من الحر ية في الت صرف ت ستعمله ح سب الظروف والملب سات‪ ،‬وبعبارة أخرى‬
‫فإن الدارة فسي حالة السسلطة التقديريسة هسي التسي تقرر وحدهسا مسا إذا كان الجراء المزمسع‬
‫اتخاذه ملئمسا أو غيسر ملئم‪ .‬وفسي هذا المعنسى يقول أحسد الفقهاء أنسه ‪" :‬إذا تمتعست الدارة‬
‫بسلطة تقديرية فإن معنى ذلك أن القانون قد منحها الحرية في مباشرة نشاطها دون أن يضع‬
‫شروطا وقيود تكبل من حرية تقدير ملئمة أعمالها"‪.3‬‬

‫‪‬ثالثا ‪ :‬نظرية أعمال السيادة‬

‫‪ -1‬د‪ .‬سعد عصفور‪ ،‬محسن خليل‪" ،‬القضاء الداري" طبعة ‪ ،1990‬الناشر المنشآت المعارف بالسكندرية‪.‬‬
‫‪ -2‬التوسسع فسي هذا الموضوع انظسر مؤلف‪ ،‬أحمسد مدحست "نظريسة الظروف السستثنائية" سسيادة القانون –حالة‬
‫الضرورة‪ -‬القوانين الستثنائية طبعة ‪ 1978‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محسن خليل‪ ،‬سعد عصفور‪" ،‬القضاء الداري"‪ ،‬طبعة ‪ ،1990‬ص ‪.94 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪73‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تع تبر أعمال ال سيادة من أخ طر امتيازات الدارة على الطلق‪ ،‬لن القرار لع مل‬
‫من أعمال الدارة بأ نه من أعمال ال سيادة أو الحكو مة‪ ،‬يقت ضي إخرا جه من رقا بة القضاء‬
‫ويفضي عليه حصانة مطلقة تبعده عن دعوى اللغاء ودعوى التعويض‪.‬‬

‫و في مجال تح صين هذه العمال من الرقا بة أن كر الب عض وجود ها مناد ين في ذلك‬


‫بأن النظام الديمقراطسي يحتسم ضرورة خضوع جميسع أعمال السسلطة التنفيذيسة لرقابسة القضاء‬
‫وإمكان الطعن فيها عن طريق دعوى اللغاء ودعوى التعويض‪ ،‬والقيام بإلغاءها والتعويض‬
‫عنها لعدم مشروعيتها‪ ،‬واكتفى البعض بالتلطيف من حدة النظرية منادين في ذلك بحل وسط‬
‫بإمكان التعويض عن أعمال السيادة دون إمكان الطعن فيها باللغاء‪.1‬‬

‫إل أنسه بالرغسم مسن ذلك فإن نظريسة أعمال السسيادة لهسا الوجود الفعلي‪ ،‬وهسي تجسد‬
‫مبرراتها في اعتبارات عملية‪ ،‬أساسها الضرورات السياسية والعملية اللز مة لتحقيق الدفاع‬
‫عن الدولة و سلمة الش عب‪ ،‬ويق ضي الحرص على سلمة الدولة والش عب عدم إلزام ال سلطة‬
‫التنفيذية بالفصاح عن أساليبها وأسرارها‪.2‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬دعوى اللغاء‬


‫بسبب تجاوز السلطة‬
‫تع تبر دعوى اللغاء من أ هم الدعاوي الدار ية وأكثر ها قي مة من الناح ية النظر ية‬
‫والعمليسة‪ ،‬إذ مسن جهسة تمثسل ضمانسة لحمايسة حقوق الفراد وحرياتهسم وتعمسل على توجيسه‬
‫القائمين على الدارة العامة لللتزام حدود القانون وعدم الخروج عليه من جهة أخرى‪.‬‬

‫وعليه سنتناول في هذا المبحث ‪ :‬تعريف دعوى اللغاء‪ ،‬شروط قبولها‪ ،‬أسباب عدم‬
‫المشروعية‪ ،‬وأخيرا إجراءت رفعها وكيفية تنفيذ الحكام‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬ماهية دعوى اللغاء‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محسن خليل‪ ،‬سعد عصفور‪" ،‬القضاء الداري"‪ ،‬طبعة ‪ ،1990‬ص ‪.113 :‬‬
‫‪ -2‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.505 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪74‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫دعوى اللغاء هسي الدعوى التسي يتقدم بهسا صساحبها إلى القاضسي طالبسا إلغاء قرار‬
‫إداري غيسر مشروع بحجسة عدم مشروعيتسه‪ ،‬ويتضسح مسن هذا التعريسف أن دعوى اللغاء‪،‬‬
‫طعن قضائي ضد قرار إداري لعيب في أحد أركانه‪ ،‬وذلك بهدف إلغائه وإزالة أثاره‪ ،‬ويتعين‬
‫على صاحب الشأن أن يستند في دعواه إلى أسباب قانونية تسوغ دعواه‪ ،‬وذلك بخلف التظلم‬
‫الداري الذي يشترط ف يه ال ستناد إلى هذه ال سباب‪ .‬وتع تبر دعوى اللغاء الو سيلة ال ساسية‬
‫لتحقيسق طمأنينسة الفراد بعلقتهسم بالدارة‪ .‬إذ تتأكسد بهسا سسيادة القانون وعلو سسلطانه على‬
‫أعمالها بترتيب هذه الدعوى بطلن قرارات الدارة جراء مخالفتهما القانون‪.3‬‬

‫وإذا كانت دعوى اللغاء تعرف في فرنسا بدعوى تجاوز السلطة‪ ،‬فإنه في المغرب‬
‫وقبله صدور قانون المحاكم الدارية كانت هذه الدعوى تعرف بدعوى اللغاء بسبب الشطط‬
‫في استعمال السلطة‪ ،‬أما بعد صدور هذا القانون فإن المشرع استعاض عن الشطط بمصطلح‬
‫التجاوز فأصبحت دعوى اللغاء تعرف بمقتضى المادة ‪ 8‬من القانون المذكور بدعوى اللغاء‬
‫بسبب تجاوز السلطة‪.‬‬

‫ولئن كانت دعوى اللغاء وقبل إحداث المحاكم الدارية‪ ،‬تدخل ضمن الختصاصات‬
‫المحددة للمجلس العلى بمقتضسى ظهيسر ‪ 27‬شتنسبر ‪ 1957‬والتسي كان ينظسر فيهسا ابتدائيسا‬
‫وانتهائ يا‪ ،‬فإن هذه الدعوى قد أ صبحت من اختصاص المحاكم الدار ية بدر جة أولى ويم كن‬
‫استئناف أحكامها أمام الغرفة الدارية بالمجلس العلى مع مراعاة الستثناء الوارد في المادة‬
‫‪ 9‬من قانون المحا كم الدار ية ‪ 41-90‬والذي ي ظل بمقتضا ها المجلس العلى مخ تص بال بث‬
‫ابتدائيسا وانتهائيسا فسي طلبات اللغاء بسسبب تجاوز السسلطة المتعلقسة بالمقررات التنظيميسة‬
‫والفرديسة الصسادر عسن الوزيسر الول وكذلك قرارات السسلطات الداريسة التسي يتعدى نطاق‬
‫تنفيذها دائرة الختصاص المحلي لمحكمة إدارية‪.1‬‬

‫‪ -3‬د‪ .‬فهد بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر‪" ،‬رقابة القضاء على قرارات الدارة" ولية اللغاء أمام ديوان المظالم‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة ‪ 1992‬دار النهضة العربية القاهرة‪.‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪75‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وتتميز دعوى اللغاء بجملة من الخصائص‪ ،‬تجعل منها دعوى مستقلة ومتميزة عن‬
‫غيرهسا مسن الدعاوي القضائيسة الخرى‪ ،‬ولقسد حاول الفقهاء رد هذه الخصسائص إلى المور‬
‫التالية ‪:‬‬

‫دعوى اللغاء دعوى القانون العام بمعنى أنها توجه إلى أي قرار إداري دون حاجة‬
‫إلى نص صريح في القانون بذلك‪.‬‬
‫دعوى اللغاء دعوى المشروعيسة بحيسث يتجسه أغلب الفقسه إلى اعتبارهسا دعوى‬
‫المشروعية وعليه فإن رقابة القاضي تقتصر على فحص المشروعية ول تبعدها إلى‬
‫مراقبة الملئمة‪.‬‬
‫دعوى اللغاء مسن الدعاوي العينيسة (الموضوعيسة) لنهسا ل ترمسي إلى حمايسة حسق‬
‫شخ صي‪ ،‬بل تر مي إلى الدفاع عن سيادة القانون وذلك بإلغاء كل قرار صادر عن‬
‫الدارة يخالف القانون‪.‬‬

‫المطلب الثانـــــــــي ‪ :‬شروط قبول‬


‫دعوى اللغاء‬
‫استقر الفقه والقضاء الداريان الفرنسية والمغربي على أنه يجب لقبول دعوى اللغاء‬
‫شكل توا فر شروط تتعلق بطبيعة العمل مو ضع الط عن‪ ،‬صفة الط عن‪ ،‬ميعاد الط عن‪ ،‬وأخيرا‬
‫شروط الدعوى الموازية‪ ،‬وفيما يلي سنلقي الضوء على هذه الشروط‪.‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬الشروط المتعلقـة بطبيعـة‬


‫القرار المطعون فيه ‪:‬‬
‫يشترط في العمل الداري موضع الطعن باللغاء أن يكون القرار إداريا نهائيا صادرا‬
‫عن سلطة وطنية‪ ،‬ومؤثرا في المركز القانوني للطاعن‪ .‬ويترتب على ذلك عدم جواز الطعن‬
‫باللغاء في العمال التي ل تتوفر فيها هذه الشروط‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪76‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪)1‬أن يكون القرار الداري نهائيا ‪:‬‬


‫بمعنسى أن يكون قابل للتنفيسذ بغيسر حاجسة إلى تصسديق أو أي إجراء لحسق أي أن‬
‫يكون تام الركان‪.‬‬

‫وتبعسا لذلك ل يجوز الطعسن باللغاء في العمال التحضيريسة للقرار الذي لم يكتمسل‬
‫بعسد ومسن هذا القبيسل مسا ذهسب إليسه المحكمسة الداريسة بالرباط فسي حكمهسا بتاريسخ‬
‫‪ ،115/06/1995‬من أن قرار المجلس التأديبي ل يعتبر مقرا ذا صبغة تنفيذية بل ل يعدو أن‬
‫يكون مجرد رأي اسستشاري يدخسل ضمسن العمال التحضيريسة للقرار الداري الذي يمكسن‬
‫اتخاذه من طرف السلطة الدارية التي لها حق التسمية والتأديب وتبعا لذلك قضت المحكمة‬
‫بعدم قبول الط عن‪ .‬وأي ضا ل يجوز الط عن في الجراءات اللح قة للقرار كإجراءات التنف يذ‬
‫لن ها ل تض يف جديدا‪ .‬وهذا ما أكد ته محك مة الرباط الدار ية في حكم ها ال صادر بتار يخ‬
‫‪ 9/2/1995‬بقولهسا أن القرارات التسي يتخذهسا وزيسر العدل تنفسي أعمال المجلس العلى‬
‫للقضاء‪ ،‬بعسد مصسادفة الجناب الشريسف عليهسا‪ ،‬تعسد إجراءات تنفيذيسة محضسة‪ ،‬ول تعتسبر‬
‫قرارات إدارة وبالتالي فإن المحكمة الدارية غير مختصة في النظر فيها‪.2‬‬

‫‪)2‬أن يكون القرار الداري مؤثرا فــي مركــز‬


‫الطاعن ‪:‬‬
‫فل كي تق بل دعوى اللغاء ضد القرار الداري‪ ،‬ينب غي أن يكون هذا القرار قد أ ثر في‬
‫المر كز القانو ني للطا عن‪ ،‬أي ينب غي أن يكون قد أل حق ضررا بم صالح الطا عن الماد ية أو‬
‫الدبية‪ ،‬وتطبيقا لذلك قررت الغرفة الدارية بالمجلس العلى أنه يكون مشوبا بعيب الشطط‬
‫فسي اسستعمال السسلطة ويحلق ضررا بصساحب المصسلحة‪ ،‬فالقرار الصسادر عسن الكاتسب العام‬
‫للحكومسة بواسسطة رسسالة عامسل يأمسر جراحسا للسسنان أن يغلق تطبيقسا لنظام المهنسة إحدى‬
‫عياداته قبل تاريخ معين‪.3‬‬

‫‪ -1‬تحت عدد ‪ 185‬في الملف ‪26/95‬غ‪.‬‬


‫‪ -2‬تحت عدد ‪ 39‬في الملف رقم ‪94 /85‬غ‪.‬‬
‫‪ -3‬المجلس العلى ‪ 2‬مارس ‪ 1959‬مجموعة أحكام المجلس العلى‪ ،‬الغرفة الدارية‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.40 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪77‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫واستنادا على ما سبق فإن القرارات الدارية التي ل تولد أثار قانونية ل يمكن الطعن‬
‫فيها باللغاء‪ ،‬وتستبعد بالتالي من نطاق دعوى اللغاء‪.‬‬

‫‪)3‬أن يكون القرار صـادرا عـن سـلطة إداريـة‬


‫وطنية ‪:‬‬
‫إن القرارات ال تي تق بل الط عن باللغاء هي القرارات ال صادرة عن سلطات إدار ية وطن ية‬
‫ول يس من سلطة أو هيئة أجنب ية‪ ،‬ويع تبر القرار الداري صادرا عن سلطة إدار ية وطن ية إذا كان‬
‫مثل متخذا باسسم وسسيادة المملكسة المغربيسة‪ .‬فتصسدق بذلك صسفة القرارات الداريسة حتسى على تلك‬
‫المتخذة مسن طرف ممثلي السسلطات المغربيسة ولو كانوا خارج تراب المملكسة فسي السسفارات‬
‫والقنصليات المغربية‪.1‬‬

‫‪‬ثانيــا ‪ :‬الشروط الخاصــة برافــع‬


‫الدعوى‬
‫نص المشرع في الفصل الول من قانون المسطرة المدنية لسنة ‪ 1974‬صراحة على‬
‫أ نه "ل ي صح التقا ضي إل م من له ال صفة والهل ية والم صلحة للثبات حقو قه" بل إ نه ج عل‬
‫توفرهسا مسن النظام العام‪ ،‬إذ أضاف قائل "يثيسر القاضسي تلقائيسا انعدام الصسفة أو الهليسة أو‬
‫المصلحة‪ "...‬فالهلية هنا ل تختلف عن مثيرتها في الدعاوي الخرى‪.2‬‬

‫أ ما شرط ال صفة ف قد ق ضى بإدما جه في شرط الم صلحة‪ 3‬في دعوى اللغاء إذ يتو فر‬
‫في صاحب الم صلحة الذي ي جب توفره في را فع دعوى اللغاء‪ .‬ل نه من المبادئ القانون ية‬
‫المسسلمة قاعدة تقوم حيسث "ل مصسلحة فل دعوى" بمعنسى أنسه ل يقبسل طلب اللغاء إل مسن‬
‫المتضرر من القرار الداري المطعون فيه أو الذي ألحق به ضررا حقيقيا‪.‬‬

‫‪ -1‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.546 :‬‬


‫‪ -2‬وهي تتحدد بسن ‪ 20‬سنة ميلدية في كل شخص طبيعي ذاتي ما لم يحجر عليه لجنون أو سفله‪.‬‬
‫‪ -3‬وشرط المصلحة لم ينص عليه المشرع المغربي في قانون تنظيم المجلس العلى ول في القانون المنظم للمحاكم‬
‫الدارية‪ ،‬ول في قانون المسطرة المدنية القديم الذي جاء في فصله (‪ )455‬أنه "ل يجوز الترافع أمام القضاء إل لمن‬
‫ل هم ال صفة والهل ية لمباشرة حقوق هم" ويل حظ ه نا أن كل مة "الم صلحة" لم تذ كر في هذا الف صل ف قد ذ هب ب عض‬
‫القوانين إلى "التأكيد بأن كلمة الصفة التي وردت في هذا الفصل ما هي إل وصف المصلحة‪ ،‬أي أن المقصود من‬
‫المصلحة الشخصية التي يمكن أن يعبر عنها أيضا بالفائدة "مجلة المحاماة العدد ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،1978‬ص ‪.9 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪78‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫والم صلحة المطلوب توفر ها في هذا المجال هي أن يكون الطا عن في حالة قانون ية‬
‫خا صة إزاء القرار المطعون ف يه‪ ،‬وال تي من شأن ها أن تج عل القرار بالن سبة له مؤثرا مباشرا‬
‫ومعنسى ذلك أن تكون المصسلحة محتملة كمسا يشترط فسي تلك المصسلحة اسستمرارها لتاريسخ‬
‫صسدور الحكسم وإل قضسى القضاء بعدم قبول الدعوى‪ 1‬وقسد أدى القضاء الداري على أن‬
‫سكوت المجلس البلدي عن الجواب على طلب رخصة التجزئة العقارية ل يعتبر رفضا وإنما‬
‫يعتسبر قبول ضمنيسا طبقسا لمقتضيات الفصسل الثامسن مسن ظهيسر ‪ 7/6/1996‬بشأن التجزئات‬
‫العقارية والمجموعة الحضرية لدى فليست للطاعنين أية مصلحة في إقامة الدعوة الرامية إلى‬
‫إلغاء القرار الضمني القاضي بالمرافقة على إقامة التجزئة‪.2‬‬

‫‪‬ثالثــــــا ‪ :‬الشروط المتعلقــــــة‬


‫بالمواعد والطعون‬
‫‪)1‬آجال رفع دعوى اللغاء وبدء سريانها ‪:‬‬
‫حدد المشرع المغر بي ميعاد ر فع دعوى اللغاء‪ ،‬في أ جل مع ين‪ ،‬و هو ستون يو ما‪.‬‬
‫بحيث نصت المادة ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية على أنه "‪...‬يجب أن تقدم طلبات إلغاء‬
‫مقررات السلطات الدارية للشطط في استعمال السلطة داخل أجل ستين يوما من يوم نشر أو‬
‫تبليغ المقرر المطعون فيه"‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 23‬من قانون المحاكم الدارية على أنه "يجب أن تقدم طلبات إلغاء‬
‫القرارات الصادرة عن السلطات الدارية بسبب تجاوز السلطة داخل أجل ستين يوما يبتدئ‬
‫من نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني بالمر"‪.‬‬

‫وهكذا يبتدأ ميعاد الستون يوما‪ ،‬من تاريخ نشر أو تبليغ القرار الداري في حالة عدم‬
‫التظلم الداري‪ .‬أ ما إذا تم تقد يم هذا الط عن‪ .‬فإن ال ستين يو ما‪ ،‬يبتدئ من يوم صدور القرار‬
‫الداري الصريح أو الضمني المتعلق بالجواب على الطعن الداري‪.3‬‬

‫‪ -1‬أنظر حكم المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ ‪ 13/04/1995‬تحت عدد ‪ 100‬في ملف رقم ‪ .20/90‬ت‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ ‪ 8/6/1995‬تحت عدد ‪ 172‬في الملف رقم ‪ .94 /147‬غ‬
‫‪ -3‬الفقرة الولى والثانية من المادة ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪79‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫والحك مة من تحد يد هذا الميعاد الق صير ن سبيا هي ما تقتض يه الم صلحة العا مة من‬
‫استقرار الوضاع الدارية من جهة وتأمين الحقوق المكتسبة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪)2‬وقف سريان ميعاد الطعن باللغاء ‪:‬‬


‫يو قف سريان ميعاد الط عن باللغاء ع ند حدوث طارئ مع ين‪ ،‬ويوا صل سريان ذلك‬
‫الميعاد بزوال الظرف الطارئ‪ ،‬وذلك من نفس النقطة التي تو قف عند ها وصف أهم أسباب‬
‫وقست سسريان أجسل دعوى اللغاء‪ ،‬القوة القاهرة كحدوث فيضانات أو زلزل أو الصسابة‬
‫بمرض شديد‪.‬‬

‫‪)3‬انقطاع سريان الميعاد ‪:‬‬


‫ينق طع سريان ميعاد الط عن باللغاء ب كل إجراء إداري أو قضائي يل جأ إل يه المتضرر‬
‫ويترتب عليه إنهاء المدة السابقة وفتح ميعاد جديد يبدأ من تاريخ انتهاء بسبب القطع‪ ،‬ويشمل‬
‫أ سباب الق طع حالت مختل فة من ها ما نص علي ها القانون صراحة‪ ،‬ومن ها ما ير جع اجتهاد‬
‫القضاء‪ ،1‬ويمكن أن نذكر على سبيل المثال السباب التالية ‪:‬‬

‫‪‬تقديسم طلب المسساعدة القضائيسة مسن شأنسه أن يقطسع سسريان ميعاد رفسع‬
‫دعوى اللغاء‪ 2‬ح تى ي صدر القرار في طلب الم ساعدة سواء بالقبول أو‬
‫الرفض‪.‬‬

‫‪‬التظلم الداري كذلك من شأنه أن يقطع سريان ميعاد رفع الدعوى سواء‬
‫كان رئاسيا أو استعطافيا‪.3‬‬

‫‪‬ر فع الدعوى إلى ج هة قضائ ية غ ير مخت صة ينق طع به أ جل طلب إلغاء‬


‫القرار الداري بسبب تجاوز السلطة‪.4‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113 :‬‬


‫‪" -2‬قرار الغرفة الدارية بالمجلس العلى‪ ،‬عدد ‪ 469‬بتاريخ ‪ 24/11/1978‬في الملف الداري عدد ‪ 60654‬قضية‬
‫إدريس السلوي ضد وزير السكنى والتعمير المجموعة ‪.39‬‬
‫‪ -3‬أنظر المبحث الول من هذا الفصل‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 25‬من قانون المحاكم الدارية ‪.90/41‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪80‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تأخسر اكتشاف المصسلحة لتعذر إدراك هدف الدارة فسي هذه الحالة ل‬
‫يحاسب المتضرر على فوات ميعاد الطعن في ذلك القرار المعيب‪.‬‬

‫‪‬رابعـــــــا ‪ :‬شرط انعدام الدعوى‬


‫الموازية‬
‫ي نص الف صل ‪ 360‬في فقر ته الخيرة من قانون الم سطرة المدن ية على أ نه ل يق بل‬
‫طلب اللغاء الموجه ضد المقررات الدارية إذا كان في استطاعة من يعينهم المر المطالبة‬
‫بحقوقهم لدى المحاكم العادية‪.‬‬

‫ك ما ن صت على ن فس المقتضيات الفقرة الخيرة من المادة ‪ 23‬من القانون المحدث‬


‫للمحاكم الدارية لسنة ‪.1993‬‬

‫بمعنسى أنسه إذا كان أمام المدعسي طريسق قضائي آخسر يمكنسه مسن الوصسول إلى نفسس‬
‫النتائج التي ترتبها دعوى اللغاء‪ ،‬فإنه ينبغي عليه أن يسلك ذلك الطريق القضائي‪ ،‬وإل كان‬
‫مصسير طعنسه الرفسض وهذا مسا أكدتسه الغرفسة الداريسة بالمجلس العلى فسي قرارهسا عدد‬
‫‪ .126/11/1989‬بقول ها "وح يث أ نه بإمكان الطا عن المطال بة بحقو قه أمام المحا كم البتدائ ية‬
‫وهي ذات قضاء شامل للمر الذي يجعل دعوى اللغاء غير مقبولة لوجود دعوى موازية"‪.2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أســـــــــــباب عدم‬


‫المشروعية أو أوجه اللغاء‬
‫بعد أن يقوم القاضي للممارسة رقابته على شروط قبول دعوى اللغاء في المنازعات‬
‫المطرو حة أما مه وي ستبعد بذلك كل د فع بعدم القبول فإ نه ي مد رقاب ته ب عد ذلك على موضوع‬
‫النزاع و هو المتعلق بمدى مشروعي ته القرار المطعون ف يه والقا ضي ي ستند في هذه المراق بة‬
‫على ما يدعيه الطاعن من أوجه عدم المشروعية التي قد تلحق القرار الداري‪ ،‬ومن ثم فإن‬

‫‪ -1‬ي الملف الداري عدد ‪ ،7364/86‬انظسسر كذلك قرار الغرفسسة الداريسسة بالمجلس العلى عدد ‪ 231‬بتاريسسخ‬
‫‪ 29/12/1986‬وحكمها عدد ‪ 210‬بتاريخ ‪.27/11/1986‬‬
‫‪ -2‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.557-556 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪81‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ال ساس الذي تقوم عل يه مرحلة الف صل في موضوع الدعوى هو درا سة أو جه الط عن و هي‬
‫العيوب التي تصيب القرار الداري وتؤدي إلى إلغائه‪.‬‬

‫ويكون القرار غ ير مشروع إذا كان مشو با بع يب من العيوب أو ب سبب من ال سباب‬


‫ال تي تأدي إلى بطل نه‪ ،‬وعيوب القرار الداري عدد ية ومتنو عة‪ ،‬وللقضاء الداري الفرن سي‬
‫دور كبير في تحد يد معالم ها‪ ،‬ويع تبر ع يب الخت صاص من أولى العيوب ال تي ظهرت في‬
‫اجتهادات القضاء الداري الفرنسسي‪ ،‬حيسث أن مجلس الدولة ل يقبسل الطعسن بسسبب تجاوز‬
‫السلطة إل بالنسبة للقرارات التي تصدر من جهة غير مختصة بإصدارها‪ ،‬ثم ظهر بعد ذلك‬
‫عيسب الشكسل والجراءات‪ ،‬فأخسذ مجلس الدولة يلغسي القرارات الداريسة التسي تكون تجاهلت‬
‫الدارة في إصدارها الشكل الذي يقرره القانون أو الجراءات التي يرسمها‪ ،‬ثم ظهر بعد ذلك‬
‫عيب النحراف في استعمال السلطة (الغاية)‪ ،‬ثم أخذ بعد ذلك بعيب مخالفة القانون (المحل)‬
‫وحديثا أخذ مجلس الدولة يعيب السبب كسبب من أسباب إلغاء القرارات الدارية‪.‬‬

‫وقد حل المشرع المغربي‪ ،‬قبل صدور قانون المحاكم الدارية‪ ،‬حدو المشرع الفرنسي‬
‫إذ أن قانون المجلس العلى لم يحدد أسسباب اللغاء‪ ،‬وترك للقاضسي سسلطة تحديسد معنسى‬
‫الشطط وحالته‪ ،‬وقد تولت الغرفة الدارية بالمجلس العلى هذه المهمة مستهدية في ذلك ما‬
‫جرى عليه القضاء الداري الفرنسي‪.‬‬

‫إل أنه مع صدور قانون المحاكم الدارية فإن المشرع قد تولى بنفسه تحديد الحالت‬
‫التي تعتبر تجاوزا للسلطة والتي تؤدي إلى إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات الدارية‪،‬‬
‫ح يث ن صت المادة ‪ 20‬من القانون المذكور على أن كل قرار إداري صدر عن ج هة غ ير‬
‫مخت صة أو لع يب في شكله أو النحراف في ال سلطة أو للنعدام التعل يل أو لمخال فة القانون‬
‫يشكسل تجاوزا فسي اسستعمال السسلطة ويحسق للمتضرر الطعسن فيسه أمام الجهسة القضائيسة‬
‫المختصة‪.1‬‬

‫وما يجدر ذكره‪ ،‬أن عيوب القرار الداري التي تجعله قابل لللغاء تتداخل مع بعضها‬
‫البعض في كثير من الحيان‪ ،‬ولكن طبيعة الدراسة العلمية تتطلب أن نفصل بينها لكي نبحث‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪82‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫في كل واحد منها على حدة‪ ،‬كما أنه من ناحية أخرى‪ ،‬يكفي أن يصاب القرار الداري بأحد‬
‫هذه العيوب لكي يطعن فيه باللغاء وحتى يقضي بإلغائه‬

‫وتقوم الجهات القضائيسة المختصسة بمراقبسة مشروعيسة القرار الداري فسي مختلف‬
‫عناصره‪ ،‬غير أن رقابته في اختصاص الدارة المقيد تكون أوسع إطارا من رقابته في حالة‬
‫السسلطة التقديريسة‪ ،‬إذ فسي حالة الختصساص المقيسد يبحسث القاضسي فسي توفسر كافسة الوقائع‬
‫والشروط ال تي ا ستلزمها القانون ك سبب ل صدور القرار على ن حو مع ين‪ ،‬فإذا و جد أن القرار‬
‫لم يصدر كما فرضه القانون حكم ببطلنه لعيب في محله أو لمخالفته القانون بالمعنى الضيق‬
‫أما في حالة السلطة التقديرية التي ل يحدد فيها القانون محل القرار فإن هذا المحل ل يكون‬
‫باطل إل إذا كان في حد ذاته مخالفا للقانون ويقتصر دور القاضي الداري على مراقبة سبب‬
‫القرار من حيث ثبوت مبررات اتخاذه وصحة تكييفها من الناحية القانونية‪ ،‬وذلك لتحقق من‬
‫مشروعية محل القرار‪.‬‬

‫والصسل أن الدارة هسي التسي تقدر مدى فائدة أو ملئمسة مسا تتخذه مسن قرارات فسي‬
‫نطاق ما هو مشروع‪ ،‬غ ير أن القضاء الداري في رقاب ته على م حل القرار الداري تجاوز‬
‫ذلك إلى مراق بة ا ستخدام الدارة ل سلطتها التقدير ية في ما ي سمى برقا بة الملئ مة ول كن على‬
‫أساس أن تكون تلك الملئمة على شروط المشروعية كما سنبين ذلك من خلل التي بيانه‪.‬‬

‫لكن ما هو الجانب المقيد والجانب التقديري من تلك السلطات حتى يتبين حدود رقابة‬
‫القضاء على الجانبين ؟‬

‫إذا استعرضنا هذه العناصر سنجد عنصر الختصاص وعنصر الشكل وعنصر الغاية‬
‫ل م حل لل سلطة التقدير ية في ها‪ ،‬لن الدارة تكون ملز مة باحترام قوا عد الخت صاص وبإتباع‬
‫القواعد الشكلية وتحقيق الغاية التي حددها المشرع بحيث يكون عملها معدوما إذا ما خرجت‬
‫عن القوا عد السابقة‪ 1‬فل مجال لتقد ير في هذه العنا صر‪ .‬أما العن صران الخران وهما ع يب‬
‫السسبب وعيسب المحسل فإنهمسا يضمان فسي جانسب منهمسا اختصساصا مقيدا وفسي جانسب آخسر‬
‫اخت صاص تقدري نا‪ .‬وب ما أن الجا نب المق يد يخ ضع لرقا بة القضاء بناء على مبدأ المشروع ية‬
‫‪ -1‬إل أن هذه القاعدة تحتوي على ا ستثناء يخ ضع لتسبريرات معينسة كمسا هو الشأن في نظريسة المو ظف الفعلي أو‬
‫الواقعي على سبيل المثال‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪83‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وأن الجانب التقديري ل يخضع لمراقبة القضاء –كما سنرى ذلك‪ -‬فالمطلوب هو بيان الكيفية‬
‫ال تي اعتمد ها القضاء في التمي يز ب ين الجا نبين وق صر رقاب ته على جا نب المشروع ية دون‬
‫جانب الملئمة في القرارات الدارية‪.1‬‬

‫إن تحليسل هذه المور يتطلب تقسسيم الموضوع إلى نقطتيسن ‪ :‬النقطسة الولى سسنتناول‬
‫فيها حدود رقابة القضاء على المجال المقيد في القرارات الدارية أما النقطة الثانية فسنتطرق‬
‫فيها إلى رقابة القضاء على مجالين التقديري والمقيد في القرارات الدارية‪.‬‬

‫‪‬أول ‪ :‬رقابة القضاء على المجال‬


‫المقيد في القرارات الدارية‬
‫إن عناصر القرار الداري التي تحتوي فقط على الجانب لسلطات الدارة هي عنصر‬
‫الخت صاص‪ ،‬عن صر الش كل وعن صر الغا ية ‪ :‬بح يث إذا اعترى تلك العنا صر أي ع يب من‬
‫العيوب فإن القرار يصبح مشوبا بعيب عدم المشروعية وبالتالي يكون قابل لللغاء‪.‬‬

‫‪)1‬رقابة القضاء على عيب الختصاص في القرار‬


‫الداري ‪:‬‬
‫‪-1‬تعريف عيب عدم الختصاص وأهميته ‪:‬‬
‫يق صد بع يب الخت صاص خرق القوا عد ال تي تحدد الج هة المخت صة بالقيام بت صرفات‬
‫معي نة‪ ،‬بمع نى أ نه إذا قام المشرع بتحد يد اخت صاص ما أو كل به إلى فرد مع ين أو إلى هيئة‬
‫بذاتهسا دون مشاركسة‪ ،‬أو أوكسل بسه إلى عدة موظفيسن أو هيئات ليمارسسه كسل على حدة‪ ،‬أو‬
‫اشترط لممار سة اخت صاص ما مشار كة عدة أفراد أو هيئات وتعاون ها م عا‪ ،‬بح يث ل يكون‬
‫الع مل الداري صحيحا إل بموافقت هم جمي عا وإذ صدر الع مل أو التصرف الداري من جهة‬
‫مخالفة للجهة التي حددها المشرع للقيام بذلك العمل فإن تصرفها يعتبر صادرا ممن ل يملك‬
‫هذا الحق لنها غير مختصة به ويكون قابل لللغاء لتوفر عيب الختصاص‪.2‬‬

‫‪ -1‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.559 :‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.560 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪84‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وتظهسر أهميسة عدم الختصساص فسي كونسه أول عيسب اعتمده القضاء لقبول دعوى اللغاء‪،‬‬
‫ولعسل مسن ضروب التكرار والقول بأنسه العيسب الذي انبثسق منسه بقيسة العيوب‪ ،‬وبأن دعوى‬
‫اللغاء في بدايتها حملت اسم دعوى عدم الختصاص وتجاوز حد السلطة‪.1‬‬

‫وع يب الخت صاص ل يزال الع يب الوح يد الذي يتعلق بالنظام العام‪ ،‬بح يث ي ستطيع‬
‫القاضسي أن يتصسدى له مسن تلقاء نفسسه حتسى ولو لم يثره طالب اللغاء‪ ،‬كمسا أن الدارة ل‬
‫تستطيع أن تتفق مع الفراد على مخالفة قواعد الختصاص‪ ،‬لن هذه القواعد مقررة للصالح‬
‫العام ول يس لم صلحة الدارة‪ ،‬ك ما أن الع يب الذي يل حق القرارات الدار ية بعدم الخت صاص‬
‫يجعلها قرارات باطلة ل يمكن تصحيحها بإجراء لحق من حق السلطة المختصة‪.2‬‬

‫‪-2‬صور عيب الختصاص ‪:‬‬


‫لعيسب الختصساص صسورتان بينهمسا الفقسه والقضاء الداريان‪ ،‬فالصسورة الولى هي‬
‫ال تي يكون في ها ع يب الخت صاص ج سيما‪ ،‬وي سمى اغت صاب ال سلطة‪ ،‬أ ما ال صورة الثان ية‬
‫فيكون فيها عيب الختصاص بسيطا‪.‬‬

‫‪‬ع يب الخت صاص الج سيم ‪ :‬ويتح قق عند ما ي صدر القرار من فرد عادي ل يس له‬
‫الصسفة القانونيسة أو مسن موظسف ل صسلة له بإصسدار القرارات الداريسة‪ ،‬أو مسن‬
‫سلطة إدارية في موضع من الختصاص إحدى السلطتين التشريعية أو القضائية‬
‫ويترتسب على ذلك أن القرار ل يعتسبر باطل فحسسب‪ ،‬بسل معدومسا وفاقدا لصسفته‬
‫الداريسة‪ ،‬فل يتحصسن بفوات الوان – ميعاد الطعسن – وتدخسل إجراءات تنفيذه‬
‫ض من أعمال التعدي‪ ،‬وهذا ما جاء في قرار المجلس العلى ر قم ‪ 84/60‬بتار يخ‬
‫‪ 21‬ماي ‪ 31960‬إذا اعتبر قرار رجل السلطة المحلية (قائد) بإغلق محل التنازع‬
‫حول اسستغلله بيسن الشركاء فيسه قرارا يتجاهسل مبدأ الفصسل بيسن اختصساص‬
‫السلطتين القضائية والدارية ويشكل اعتداء على اختصاص السلطة القضائية‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬فهد بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر‪ ،‬مرجع سابق ص‪.190 :‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬محمد الوزاني مرجع سابق ص ‪.120 :‬‬
‫‪ - 3‬في ملف إداري عدد ‪( 2790‬منشورات المجلس العلى في ذاكراه الربعين لسنة ‪ ،1970‬المادة الدارية) ص‪:‬‬
‫‪.31‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪85‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬عيب الختصاص البسيط ‪ :‬ويكون عندما يتعلق المر بمخالفة قواعد الختصاص‬
‫فسي نطاق الوظيفسة الداريسة‪ ،‬وهذا العيسب أقسل خطورة وأكثسر حدوثسا مسن العيسب‬
‫السابق ذكره وينقسم إلى أنواع مختلفة‪ ،‬فهناك عدم الختصاص الموضوعي وعدم‬
‫الختصاص الزمني ثم عدم الختصاص المكاني‪.‬‬
‫‪)2‬رقابــة القضاء على عيــب الشكــل فــي القرار‬
‫الداري ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ماهية عيب الشكل ‪:‬‬
‫الصل في القرارات الدارية‪ ،‬أن رجل الدارة المختصة غير مق يد بشكل مع ين في‬
‫إصدارها‪ ،‬وعلى ذلك فقد يرد القرار كتابة كما يرد شفاهة‪ ،‬غير أن المشرع قد يفرض على‬
‫الدارة إفراغ إرادتها في شكل معين ووفق إجراءات معينة‪ ،‬فإذا خالفت الدارة هذا الشكل أو‬
‫تلك الجراءات يكون قرار ها غ ير مشروع ومعي با بع يب الش كل‪ .‬وعلى هذا ال ساس يم كن‬
‫تعريف عيب الشكل بأنه عدم احترام القواعد الجرائية أو الشكلية المحددة لصدار القرارات‬
‫الدارية المنصوص عليها في القوانين المختلفة‪.1‬‬

‫وقواعسد الشكسل والجراءات فسي إصسدار القرارات الداريسة على جانسب كسبير مسن‬
‫الهم ية‪ ،‬ف هي مقررة لحما ية الم صلحة العا مة وم صلحة الفراد على ال سواء‪ ،‬وذلك بتجن يب‬
‫الدارة المواطسن الزلل والتسسرع‪ ،‬ومنحهسا فرصسة معقولة للتروي ودراسسة وجهات النظسر‬
‫المختلفة‪ ،‬فليست قواعد الشكل والجراءات أمور ثانوية واختيارية إن شاءت أهملتها‪ ،‬ولكنها‬
‫ضمانات أصسلية للفراد ضسد تعسسف الدارة فهسي تمثسل ضمانات حقيقيسة توازن سسلطات‬
‫الدارة‪.2‬‬

‫ب‪ -‬حالت عيب الشكل ‪:‬‬


‫يق صد بهذه الحالت العيوب الجوهر ية ال تي ت صيب المظ هر الخار جي للقرار وتؤدي‬
‫إلى بطلنه‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.733 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق ص‪.126 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪86‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الحالة الولى ‪ :‬الكتابة‬


‫الصل أن يأخذ القرار الداري شكل كتابيا‪ ،‬إل أنها ل تعتبر شكلية جوهرية يترتب‬
‫البطلن على الخلل بهسا‪ .‬وقسد اعترف القضاء والفقسه بوجود القرار الشفوي بشرط إثباتسه‬
‫وبشرط أن يكون المشرع اشترط أن يكون القرار مكتوبا صراحة أو ضمنا‪.‬‬

‫وفي هذا التجاه استقر قرار المجلس العلى‪ ،‬على قبول الطعن باللغاء في القرارات‬
‫الشفو ية‪ ،‬ف قد ألغت الغرفة الدار ية في قض ية لح سن بن ع بد المالك ال سوسي القرار الشفوي‬
‫الذي صسدر عسن قائد مدينسة الخميسسات القاضسي بإغلق مقهسى لعيسب عدم الختصساص‬
‫والنحراف في استعمال السلطة‪.1‬‬

‫‪‬الحالة الثانية ‪ :‬التوقيع على القرار وذكر تاريخ إصداره‬


‫‪:‬‬
‫بح يث ي جب أن يذ يل القرار بتوق يع م صدره أو م صدرية إن تعددوا‪ ،‬وغياب التوق يع‬
‫ينفي وجود القرار‪ ،‬وكذلك إغفال ذكر تاريخ إصداره ل يعد في حد ذاته عيب شكل جوهري‬
‫يترتب عليه البطلن‪ ،‬بل يعد من الخطاء المادية أو بتعبير آخر قد يعد عيب شكل ثانوي‪،‬‬
‫ول يؤ ثر أي ضا على صحة القرار كون التار يخ الموضوع عل يه ل حق للتوق يع‪ ،‬وهذا بطبي عة‬
‫الحال ل يقلل من أهم ية التار يخ ل نه في حالة الط عن في مشروع ية القرار تلك المشروع ية‬
‫وف قا للنظام القانو ني ال سائد و قت اتخاذ القرار علوة على أن القانون قد يفرض اتخاذ القرار‬
‫في فترة زمنية معينة‪ ،‬كما قد يدعي صاحب الشأن بأن يبين التوقيع وكتابة التاريخ جد ظرف‬
‫قانوني أو واقعي يستدعي تغيير القرار‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬الخطأ في الحالة أو إغفالها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المجلس العلى ‪ 21‬ماي ‪ 1960‬لح سن ع بد المالك ال سوسي‪ ،‬مجمو عة قرارات المجلس العلى الغر فة الدار ية‬
‫‪ 70 /1966‬ص‪.147 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪87‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بح يث إذا تم إغفال ال نص التشريعي الذي يستند عل يه القرار أو الخ طأ ف يه يع تبر من‬
‫الخطاء المادية أو بتعبير آخر من عيوب الشكل الثانوية التي ل تؤثر على مشروعية القرار‪،‬‬
‫يستثني من هذه الحالة كون النص التشريعي هو السبب الذي أوحى بالقرار‪.1‬‬

‫الحالة الرابعة ‪ :‬تسبيب القرار الداري ‪:‬‬


‫يقصسد بسه الفصساح عسن السسباب القانونيسة والواقعيسة التسي يجسد فيهسا القرار أسساسه‬
‫القانو ني وعل ته ال سببية‪ ،‬والت سبيب و فق هذا التعر يف يتعلق بر كن الش كل و هو أ حد عنا صر‬
‫الجا نب الشكلي للقرار وهذا ما يميزه عن ال سبب الذي يم ثل في حد ذا ته رك نا م ستقل من‬
‫أركان القرار الداري‪.‬‬

‫وال صل أن الدارة غ ير ملز مة بت سبيب قرارات ها أي تضمين ها ال سباب ال تي قا مت‬


‫عليها‪ ،‬غير أن القانون قد يشترط ذلك في بعض القرارات وفي هذه الحالة يجب على الدارة‬
‫ذكر سبب القرار‪ ،‬وإذا أغفلت هذا الجراء كان قرارها معيبا من ح يث الشكل‪ ،‬مثل ما جاء‬
‫في الفقرة الخيرة من الف صل ‪ 66‬من قانون الوظي فة العموم ية ل سنة ‪ « 1958‬وي قع النذار‬
‫والتوبيخ لمقرر تصدره السلطة التي لها حق التأديب‪.»...‬‬

‫‪)3‬رقابــة القضاء على عيــب الغايــة فــي القرار‬


‫الداري – عيــــب النحراف فــــي اســــتعمال‬
‫السلطة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ماهية عيب النحراف بالسلطة ‪:‬‬
‫يعرف عيسب النحراف بالسسلطة الذي يطلق عليسه أيضسا عيسب تحويسل السسلطة‪ ،‬بأن‬
‫تصسدر الجهسة الداريسة قرارا إداريسا داخل فسي اختصساصها إل أنهسا تصسدره لتحقيسق هدف‬
‫مخالف للهدف الذي ر سمه القانون و هو دائ ما الم صلحة العامة‪ 2‬و هو ع يب موضو عي يتعلق‬
‫بالبوا عث والهداف غ ير المشرو عة‪ ،‬ي صبح على عا تق القضاء مه مة اكتشاف ها‪ ،‬و هي مه مة‬
‫صعبة ودقيقة‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬فهد بن محمد بن عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق ص‪.212 :‬‬


‫‪ - 2‬الدكتور عبسد القادر مسساعد ‪ :‬محاضرات فسي القضاء الداري ألقيست على طلبسة السسنة الثالثسة قانون عام‪ ،‬كليسة‬
‫الحقوق بطنجة سنة ‪.2001-2000‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪88‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫والقاعدة هنا أن الدارة ليست حرة في اختيار الغاية من تصرفاتها بل عليها أن تلتزم‬
‫بالغرض الذي حدده المشرع لكسل اختصساص يضعسه بيسن يدي الدارة فإذا خالفست الغايسة‬
‫المحددة حتى ولو كانت حسنة النية أصبحت قراراتها مشوبة بعدم المشروعية لتسامها بعيب‬
‫التجاوز في استعمال السلطة‪.1‬‬
‫ب‪ -‬حالت النحراف في استعمال السلطة ‪:‬‬
‫يظهر عيب النحراف في السلطة في صورتين وذلك تبعا لهداف السلطة ذاتها‪ ،‬فإذا‬
‫كان الهدف من ت صرف ال سلطة عا ما غ ير محدد بهدف قانو ني مع ين‪ ،‬فإن ع يب النحراف‬
‫بالسلطة يتحقق كلما استهدف رجل الدارة من إصدار لقراره هدفا مخالفا للهدف العام المتمثل‬
‫بالمصلحة العامة‪.‬‬
‫أ ما إذا كان الهدف خا صا فإن ع يب النحراف بال سلطة يظ هر عند ما تكون ن ية ر جل‬
‫الدارة قد اتجهت نحو تحقيق أهداف غير الهدف المحدد قانونا‪ ،‬حتى ولو كانت تلك الهداف‬
‫تدخل ضمن إطار المصلحة العامة‪.‬‬
‫إل أن الفقسه والقضاء يضيفان إلى الصسورتين السسابقتين ذكرهمسا صسورة ثالثسة يطلق‬
‫عليهسا النحراف في الجراءات‪ ،‬وعل يه يم كن رد النحراف بالسسلطة إلى ثلث صور هي‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫الحالة الولى ‪ :‬حالة النحراف بالســلطة لغايــة تجانــب‬
‫المصلحة العامة ‪:‬‬
‫تعتبر هذه الحالة من أسوأ صور النحراف بالسلطة‪ ،‬لنها تتضمن تنكر رجل الدارة‬
‫لللتزام المفروض عليسه بتحقيسق المصسلحة العامسة فسي كسل تصسرفاته‪ ،‬وذلك بتوجيسه إرادتسه‬
‫المعتمدة نحو تحق يق أغراض بعيدة عن ال صالح العام‪ .2‬وهذه الغراض متنو عة نكتفي بذكر‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫اتخاذ القرار بغرض تحقيق مصلحة شخصية لمصدر القرار أو لغيره‪ ،‬بحيث‬
‫ل يجوز لعضاء السلطة الدارية استخدام سلطاتهم القانونية لتحقيق أغراض‬
‫شخصسية لهسم أو لغيرهسم‪ ،‬وعلى ذلك يمنسع عليهسم إصسدار قرارات يكون‬

‫‪ -‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.568 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق ص‪.136 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪89‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الغرض منهسا تحقيسق منافسع ذاتيسة لهسم أو لغيرهسم مسن معارفهسم أو لقاربهسم‬
‫ومتى تم ذلك يكون القرار مشوبا بعيب النحراف‪.‬‬
‫اتخاذ القرار بدافع حزبي أو سياسي كإصدار الدارة قرار لغراض فئوية ل‬
‫تمت بصلة إلى المصلحة العامة‪ ،‬وعليه يعتبر الصادر نتيجة لبواعث سياسية‬
‫أو حزبيسة قرارا غيسر مشروع لمخالفتسه الغرض العام الذي يحكسم جميسع‬
‫القرارات الدارية‪.‬‬
‫اتخاذ القرار لغراض أجنب ية عن م صلحة المر فق العام‪ ،‬كأن ي ستعمل ر جل‬
‫الدارة سلطته بقصد النتقام والتنكيل أو التشفي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانيـــة ‪ :‬النحراف بالســـلطة لغراض تخالف‬
‫تخصص الهداف ‪:‬‬
‫كأن يلتجسأ المشرع فسي بعسض الحيان إلى ربسط قرار إداري‪ ،‬بمصسلحة عامسة معينسة‬
‫و هو ما يطلق عل يه بقاعدة تخ صيص الهداف‪ ،‬إل أن الدارة قد تلجسأ إلى تحق يق م صلحة‬
‫عا مة أخرى غ ير ال تي خ صصها أو حدد ها المشرع فنكون بذلك أمام انحراف عن الم صلحة‬
‫العامة المحددة من قبل المشرع‪.1‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة ‪ :‬النحراف بالمسطرة أو الجراءات ‪:‬‬


‫ويتسم ذلك عندمسا تقوم الدارة بإصسدار قرار إداري لتحقيسق غايسة معينسة غيسر الغايسة‬
‫المعلن عنهسا‪ ،‬لن الغايسة الحقيقيسة تتطلب إتباع إجراءات معقدة وطويلة لذلك اضطرت أن‬
‫تعلن عسن غايسة أخرى ل تتطلب إل إجراءات بسسيطة‪ ،‬كأن يصسدر قرار تأديسبي مسن الدارة‬
‫يق ضي بمعاق بة المع ني بال مر على جري مة الزيادة غ ير مشرو عة في ال سعار في ح ين أ نه‬
‫ارت كب جري مة الغش في ال سلع الغذائ ية‪ ،‬ول عل ال سبب هو تج نب الجراءات المعقدة شيئا ما‬
‫والمقررة في جرائم الغش‪.2‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬عبد القادر مساعد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬الح كم الداري عدد ‪ 8‬ال صادر في ‪ 30‬ينا ير ‪ ،1970‬قض ية مح مد فرج‪ ،‬مجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪14‬‬
‫ص‪.101 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪90‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬ثانيــا ‪ :‬مدى رقابــة القضاء‬


‫على المجاليــــن ‪ :‬التقديري‬
‫والمقيــــد فــــي القرارات‬
‫الدارية‬
‫إن عن صري القرار الداري اللذان يظ هر فيه ما جا نب من ال سلطة التقدير ية وجا نب‬
‫آخر من السلطة المقيدة للدارة هما السبب والمحل‪.‬‬

‫‪-1‬مدى رقابة القضاء على عيب السبب في القرار الداري ‪:‬‬


‫يقصسد بركسن السسبب – كمسا رأينسا – توفسر الحالة القانونيسة أو الواقعيسة التسي تخول‬
‫السلطة الدارية المختصة إمكانية التدخل لصدار قرار إداري بشأنه‪ ،‬وبالمفهوم العكسي فإن‬
‫انعدام السباب معناه عدم توفر الحالت القانونية أو الواقعية‪ ،‬فل يكون لتلك السلطة الحق في‬
‫إمكانية التدخل لصدار قرارها الداري‪ ،‬فإن تدخلت بالرغم من انتقاء تلك الحالت القانونية‬
‫أو الواقعيسة‪ ،‬وأصسدرت قرارهسا الداري فإن هذا القرار يعتسبر غيسر مشروع لتسسامه بعيسب‬
‫ال سبب وبالتالي يكون قابل لللغاء‪ .1‬و قد يثار ب سبب عن صر ال سبب نزاع أمام القضاء يت خذ‬
‫إحدى الصور الثلثة التية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التحقق من صحة الوقائع التي تدخلت الدارة على أساسها‬


‫‪:‬‬
‫يفحص قاضي اللغاء الوقائع التي تكون سببا للقرار الداري ليرى مدى صحتها من‬
‫الناحية المادية فإذا اختلفت الواقعة أو الوقائع التي استند عليها القرار عند اتخاذه أصبح ذلك‬
‫القرار مشوبا بعيب السبب وجديرا باللغاء‪.2‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة على تكييف الوقائع قانونا ‪:‬‬


‫ومفادهسا قيام القاضسي الداري بعسد تأكده مسن وجود الواقعسة – أو الوقائع – المتخذة‬
‫سسببا للقرار بفحسص صسحة الوصسف القانونسي المعطسى لتلك الوقائع‪ 3‬والمقصسود بالتكييسف‬

‫‪ -‬دة‪ .‬مليكة الصروخ مرجع سابق‪ ،‬ص‪.570 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬فهد بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر مرجع سابق ص‪.228 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.230 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪91‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪4‬‬
‫القانوني‪ ،‬حسب تعريف أحد الفقهاء هو« إدراج حالة واقعية معينة داخل إطار فكرة قانونية‬
‫» أي إجراء مقابلة بين الحالة الواقعية ونصوص القانون‪.‬‬
‫ويت ضح م ما سبق أن عمل ية التكي يف القانو ني ما هي إل عمل ية قانون ية صرفة ف هي‬
‫تهدف إلى استخلص العناصر والصفات القانونية الساسية المشتركة التي تتضمنها كل من‬
‫القاعدة والواقعة لمطابقتها مع بعضها بقصد إعطاء الوصف القانوني السليم للواقعة المادية‪.1‬‬

‫والقضاء يمارس رقابتسه على هذا التكييسف القانونسي الذي تجريسه الدارة على الوقائع‬
‫فإنما أن يؤدي إلى تأييد القرار كما يمكنه رفض طلب اللغاء‪.‬‬

‫ج‪ -‬الرقابة على أهمية وخطورة السبب ‪:‬‬


‫إذا كان القا ضي في دعوى اللغاء يقوم بمراق بة الوجود المادي ومدى صحة التكي يف‬
‫القانوني‪ ،‬فإننا نتساءل عن مدى إمكانية تجاوز القاضي لهذ ين النطاقين ويتعداهما إلى بحث‬
‫أهمية وخطورة السبب ؟‬

‫إن الجواب على هذا التساؤل يؤدي إلى طرح تساؤل آخر يرتبط به ويلزمه وهو إذا‬
‫كان القاضي في دعوى اللغاء‪ ،‬قاضي مشروعية أم قاضي ملئمة ؟‬

‫لقسد ذهسب القضاء الداري فسي بدايسة نشأتسه مدعمسا برأي الفقسه‪ ،‬إل أن القاضسي فسي‬
‫دعوى اللغاء‪ ،‬هو قا ضي مشروع ية فح سب‪ ،‬ول يس قا ضي ملئ مة‪ ،‬و من تم و جب عل يه‬
‫المتناع عن مراجعة الدارة في تقديرها لهمية وخطورة السبب‪.‬‬

‫فبالنسبة لموقف الغرفة الدارية‪ ،‬فإن اجتهادها قد انتهى إلى تعيين حدود رقابتها في وقت‬
‫مبكر‪ ،‬فإذا كان القاضي يراقب أسباب القرار من ناحية الوجود المادي ويراقب صحة تكييفها‬
‫القانوني‪ ،‬فإن دور القاضي يجب أن يقف عند هذا الحد‪ ،‬فل يتعداها إلى مراقبة أهمية خطورة‬
‫السبب‪ ،‬فرقابته تقتصر على فحص مشروعية القرار الداري ول تمتد إلى ملءمتها‪.2‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد حسنين عبد العالي مرجع سابق ص‪.53 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق ص‪.145 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.148 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪92‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪-2‬مدى رقابـــة القضاء على عيـــب المحـــل فـــي القرار‬


‫الداري ‪:‬‬
‫يطلق ع يب مخال فة القانون على معني ين ‪ :‬مع نى عام لو أ خذ به على إطل قه لش مل‬
‫جم يع أوجه اللغاء‪ ،‬ومع نى ض يق ينطبق على مخالفة القوا عد القانون ية وهذا المع نى الخ ير‬
‫هو المق صود في هذا الطار‪ ،‬وي عد هذا الع يب من أ هم أو جه اللغاء ل نه يتعلق بم حل أو‬
‫موضع القرار الداري‪ ،‬فالرقابة هنا تكون رقابة موضوعية‪.1‬‬

‫ويتخذ عيب مخالفة القانون صورا مختلفة‪ ،‬فهو قد يأتي في صورة الخطأ المباشر في‬
‫ت طبيق القانون‪ ،‬كأن تقوم ال سلطة التأديب ية بت طبيق عقو بة غ ير من صوص علي ها في لئ حة‬
‫العقوبات‪ ،‬كما يعد من قبيل عيب مخالفة القانون قيام الدارة بتطبيق عقوبتين تأديبيتين على‬
‫جري مة تأديب ية واحدة خل فا للمبدأ العام الذي يق ضي بعدم معاق بة الش خص عن الف عل الوا حد‬
‫مرتين‪ .‬وقد يتخذ هذا العيب صورة الخطأ في تفسير القاعدة القانونية أو تأويلها أو تطبيقها‪.‬‬
‫كمسا يعتسبر مسن صسور عيسب مخالفسة القانون عدم احترام المبادئ العامسة للقانون‪ ،‬كمبدأ حسق‬
‫الدفاع ومبدأ قوة الشيء المقضى به ومبدأ الحرية‪ ...2‬إلخ‪.‬‬

‫المطلب الرابـع ‪ :‬الجراءات المسـطرية‬


‫فـــــــي دعوى اللغاء وأثرهـــــــا على‬
‫القرارات الدارية‬
‫تخضع دعوى اللغاء لمجموعة من الجراءات المسطرية سواء فيما يتعلق بكيفية رفعها إلى‬
‫الجهة المختصة‪ ،‬أو بإجراءات وسير الدعوى أو بشكليات إصدار الحكم‪ ،‬ثم إن تقديم دعوى اللغاء‬
‫للشطسط فسي اسستعمال السسلطة ل يرتسب وفسق تنفيسذ القرار المطعون فيسه إل إذا قضسى بذلك القضاء‬
‫الداري بناء على طلب المعنسي بالمسر وإذا اقتضست الضرورة ذلك‪ ،‬كمسا أن القضاء الداري عنسد‬
‫نظره فسي الدعوى ل يملك إل الحكسم بإلغاء القرار الداري كليسة‪ ،‬بسل قسد يكتفسي باللغاء الجزئي‬
‫للمقرر المطعون فيه‪ ،‬ويكون على الدارة أن تنفذ الحكم بحسن نية‪.‬‬

‫‪ -‬دة‪ .‬مليكة الصروخ مرجع سابق ص‪.575 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد الوزاني مرجع سابق ص‪.135 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪93‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬أول ‪ :‬الجراءات المسـطرية فـي‬


‫دعوى اللغاء‬
‫‪-1‬إجراءات رفع دعوى اللغاء ‪:‬‬
‫هناك مجموعة من الجراءات مخصصة لرفع دعوى اللغاء بسبب تجاوز حد السلطة‬
‫يتع ين على ذوي الم صلحة احترام ها والع مل ب ها ومخالفت ها ت سبب في إبطال الدعوى‪ ،‬لن ها‬
‫تكتسي طابع النظام العام‪.1‬‬

‫ولقسد حدد الفصسل الثانسي مسن الباب الول قانون ‪ 90/41‬الجراءات المتبعسة أمام‬
‫المحاكسم الداريسة‪ ،‬وهكذا ترفسع الدعوى إلى المحكمسة الداريسة بمقال مكتوب يوقعسه محام‬
‫مسجل في جدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬ويجب أن يتضمن مقال الدعوى فضل‬
‫عسن البيانات العامسة المتعلقسة بأسسماء الخصسوم وصسفاتهم ومحسل إقامتهسم‪ ،‬موضوع الطلب‪،‬‬
‫والو سائل والحيثيات الم ستند إليها‪ .2‬وإذا كان المدعي عليه أكثر من وا حد و جب المد عى أن‬
‫يرافق مقال الدعوى بعدد من نسخ المستندات يتناسب مع عدد المدعى عليهم‪.‬‬

‫ك ما ي جب أن يرا فق المقال بن سخة من القرار إذا ما كان القرار ايجاب يا أ ما إذا كان‬
‫القرار سسلبيا‪ ،‬افترض فسي صسدوره لوقوف الدارة موقفسا سسلبيا خلل مدة معينسة‪ ،‬وفسي هذه‬
‫الحالة يكفي تقديم ما يثبت إرسال التظلم الذي بدأت به المدة‪.‬‬

‫ويم كن للطا عن أن يحت فظ في المقال بال حق في تقد يم مذكرة تف صيلية شرط أن يقدم ها‬
‫خلل ثلثين يوما الموالية لتاريخ رفع الدعوى‪ ،‬وإذا لم يقدمها خلل هذا الجل اعتبر متخليا‬
‫عنها‪ ،‬ويقدم مقال الدعوى إلى كتابة الضبط بالمحكمة الدارية المختصة‪ ،‬ويسلم كاتب الضبط‬
‫هذه المحكمة وصل بإيداع مقال يتكون من نسخة منه يوضع عليها خاتم كاتب الضبط وتاريخ‬
‫اليداع مع بيان الوثائق المرفقة‪.3‬‬

‫‪-2‬إجراءات تحضير وسير الدعوى ‪:‬‬


‫‪ - 1‬د‪ .‬مولي إدريسس الكتانسي الحلبسي "مسسطرة التقاضسي الداريسة" الجزء الول سسلسلة مواضيسع السساعة ‪12‬‬
‫منشورات المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ‪ 1997‬دار النشر المغربية الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬محمد الوزاني مرجع سابق ص‪.150 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪94‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بمجرد تقييسد دعوى اللغاء لدى كتابسة الضبسط‪ ،‬يعيسن الرئيسس على صسعيد الفرقسة‬
‫الدارية‪ ،‬مستشارا مقررا يكلف بإجراء المسطرة‪ ،‬وعلى صعيد المحكمة الدارية قاض مقرر‬
‫يعهسد له بتحضيسر الدعوى عسن طريسق القيام بالتحقيسق فيهسا وتأميسن إيداع الوثائق للخصسوم‬
‫وتحديسد مهلة لهسم لتقديسم دفوعاتهم‪ .1‬ويبلغ القاضسي المقرر المقال والمذكرة التفصسيلية إن‬
‫وجدت إلى المعنسي بالمسر بواسسطة كتابسة الضبسط الذيسن عليهسم أن يجيبوا خلل ‪ 30‬يومسا‬
‫المواليسة لتاريسخ التبليسغ‪ .‬وإذا انقطعست الجال المحددة للمذكرات الجوابيسة‪ ،‬ورأي القاضسي‬
‫المقرر أن القض ية جاهزة‪ ،‬أ صدر أمره بتخل يه عن الملف وحدد تاري خا للجل سة ال تي سوف‬
‫تدرج فيهسا القضيسة ويبلغ هذا المسر للطراف طبقسا للفصسول ‪ 355-38-37‬مسن قانون‬
‫المسطرة المدنية‪.‬‬
‫وبعد أن تصبح القضية جائزة للحكم‪ ،‬يتولى الفصل فيها هيئة قضائية تتكون من ثلثة‬
‫قضاة يساعدهم كاتب الضبط‪ ،‬وذلك في جلسة علنية‪ ،‬ما لم يتبين للمحكمة عقد جلسة سرية‬
‫محافظة على النظام والداب العامة أو على حرمة السرة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على‬
‫طلب أحد أطراف الدعوى‪ .‬وتنعقد الجلسة برئاسة رئيس المحكمة أو قاضي يتم تعينه من لدن‬
‫الجمعية العمومية السنوية لقضاة المحاكم الدارية‪ ،‬ويجب أن يحضر المفوض الملكي جميع‬
‫الجلسات ويعرض آراءه الكتابية والشفهية بكامل الستقللية‪ ،‬ويقدم خلل ثلثين يوما تحليله‬
‫سق للطراف الطلع على ذلك‪ ،‬دون أن يشارك المفوض‬
‫سة‪ ،‬ويحس‬
‫ستنتاجاته الموضوعيس‬
‫واسس‬
‫الملكي في إصدار الحكم‪.‬‬

‫وبعد استنفاذ جميع الجراءات وتلقي وجهات النظر والدفوعات تصبح القضية جاهزة‬
‫لصدار الحكم فيها‪.2‬‬

‫‪-3‬إجراءات إصدار الحكم ‪:‬‬


‫عادة تكون جلسات الغرفة الدارية بالمجلس العلى والمحاكم الدارية علنية‪ ،‬عدا إذا‬
‫ظهر هناك استثناء‪ ،‬فيمكن أن يقرر عقدها سرية‪ ،‬وتصدر الحكام باسم جللة الملك‪ .‬ويجب‬
‫أن يتضمن الحكم أو القرار لزاما البيانات التية ‪:‬‬

‫‪ -‬د‪.‬مولي إدريس الكتاني الحلبي "منشورات المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية" مرجع سابق ص‪.35 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد الوزاني مرجع سابق ص‪.152 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪95‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫السماء العائلية والشخصية للطراف وصفاتهم ومهنهم وموطنهم‬


‫الحقيقي‪.‬‬
‫المذكرات المدلي بها وكذا الوسائل المثارة ومستنتجات الطراف‪.‬‬

‫أسسماء القضاة الذيسن أصسدروا القرار مسع التنصسيص على اسسم‬


‫المستشار المقرر‪.‬‬
‫اسم ممثلي النيابة العامة‪.‬‬
‫‪‬تلوة التقرير والستماع إلى النيابة العامة – المفوض الملكي –‬

‫أسماء المدافعين الذين آزروا الطراف‪.‬‬


‫ويوقع على أصل القرار كل من الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط وهذا الحكم بعد‬
‫تسسليمه أو تبليغسه للطراف المعنيسة‪ ،‬يشار فيسه إلى آجال السستئناف الذي ل يتعدى ثلثون‬
‫يوما‪ ،‬وبانقضاء هذا الجل يصبح للحكم قوة الشيء المقضي به وينفذ‪.1‬‬

‫‪‬ثانيــا ‪ :‬أثــر دعوى اللغاء على القرار‬


‫الداري‬
‫‪ -1‬ل يترتـــب على تقديـــم دعوى اللغاء وقـــف تنفيـــذ‬
‫القرار الداري ‪:‬‬
‫ل يترتسب على تقديسم دعوى اللغاء وقسف تنفيسذ القرار الداري الصسادر مسن الجهسة‬
‫الدارية المختصة‪ ،‬ولكن يجوز للقضاء الداري بناء على طلب صريح من واقع الدعوى أن‬
‫يأمر بذلك الوقف بصفة استثنائية إذا كانت الضرورة تتطلب ذلك‪ ،‬وإل قضى برفض الطلب‬
‫كما هو الشأن في قضية إدريس العلوي التي قضى فيها المجلس العلى بما يلي ‪ ... :‬حيث‬
‫أن الطالب المذكور أعله يلتمسس مسن المجلس العلى الحكسم بإيقاف تنفيسذ القرار القاضسي‬
‫بالتشطيب عليه من سلك موظفي المالية مع حرمانه من حقوق المعاش‪.‬‬

‫وحيسث سسبق له أن طلب إلغاء القرار المذكور فسي الملف عدد ‪ 886118‬وحيسث أن‬
‫المجلس العلى بعسد اضطلعسه على الوثائق المدرجسة فسي الملف وعلى ظروف النازلة‪،‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬إدريس الكتاني الحلبي مرجع سابق ص‪.42-41 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪96‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وملبسستها ارتأى عدم السستجابة للطلب المرفوع إليسه لذلك قضسى المجلس العلى برفسض‬
‫الطلب‪ ،‬وعلى صاحبه بنفقات الدعوى‪ .‬وال ستجابة لطلب إيقاف التنف يذ أ صبحت تد خل في‬
‫الختصساص التقديري للمحكمسة الداريسة وتخضسع لظروف القضيسة وملبسستها‪ ،‬المسر الذي‬
‫يخولهسا صسلحية فحسص دعوى اللغاء أيضسا لتقسف على مدى جديتهسا وتقرر مسا إذا كانست‬
‫تستجيب للطلب المذكور أم ل‪.1‬‬

‫‪ -2‬ل يملك القضاء الداري إل الحكم بإلغاء القرار الداري ‪:‬‬


‫إن القضاء الداري أ نن الن ظر في دعوى اللغاء لتجاوز ا ستعمال ال سلطة ل يملك إل‬
‫الح كم بإلغاء القرار الداري‪ ،‬ول يس له أن يو جه أوا مر إلى الدارة بع مل ش يء أو بالمتناع‬
‫عسن فعسل شيسء و ل يوجسد أي مقتضسى قانونسي يسسند الختصساص للقضاء الداري لعطاء‬
‫الفتوى للدارة‪ .2‬أو يقوم بإجراء م سطرة التنف يذ ال جبري على الدارة‪ .‬ول كن في حالة امتناع‬
‫الدارة عن تنفيذ الحكم القضائي فإن المجلس العلى يعتبر المتناع قرارا إداريا سلبيا مشوبا‬
‫بعيسب الشطسط فسي اسستعمال السسلطة يجوز الطعسن فيسه باللغاء‪ ،‬فضل عسن إمكان الحكسم‬
‫بالتعويض‪.3‬‬

‫‪ - 3‬أل يحكم بأكثر مما يطلب منه ‪:‬‬


‫الواقسع أن القضاء الداري ملزم بالنظسر فيمسا هسو مطلوب فسي مقال دعوى اللغاء‪،‬‬
‫والستجابة إلى إلغاء القرار الداري إذا تبين له توفر عيب من العيوب التي تبيح اللغاء‪.‬‬

‫‪ -4‬أن القضاء الداري غيــــر ملزم بإلغاء القرار الداري‬


‫كلية بل قد يكتفي باللغاء الجزئي منه ‪:‬‬
‫أن القرار الداري إذا كان سسليما فسي جزء منسه‪ ،‬وغيسر سسليم فسي الجزء الخسر‪ ،‬فإن‬
‫القضاء الداري يكتفسي باللغاء الجزئي للمقرر المطعون فيسه‪ ،‬مثال ذلك أن تنتهسي الجازة‬
‫المرض ية للمو ظف ولم ي عد لمباشرة عمله بدون إذن مشروع فتر تب على ذلك ف صل الدارة‬
‫له وق طع مرت به م تى عن المدة المرض ية‪ ،‬وه نا سيكون المقرر غ ير المشروع بالن سبة لجزء‬
‫‪ - 1‬أنظر حكم المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ ‪ 21/02/1995‬تحت عدد ‪ 58‬ملف رقم ‪ 223/94‬إ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن ظر ح كم المحك مة الدار ية لكاد ير ر قم ‪ 99/95‬بتار يخ ‪ 07/12/1995‬ملف ر قم ‪ 43/95‬لقض ية الجما عة‬
‫الحضرية لمدينة ورزازات ضد شكير عبد الفتاح ومن معه‪.‬‬
‫‪ - 3‬أنظر حكم المحكمة الدارية بالرباط رقم ‪ 192‬بتاريخ ‪ 20/06/1995‬في الملف الداري عدد ‪ 109/94‬غ‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪97‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫منه‪ ،‬وهو الخاص بقطع المرتب عن المدة المرضية‪ ،‬فالدارة في هذه الحالة تلتزم بسداد هذا‬
‫المبلغ ول يسسري القطسع إل مسن يوم امتناعسه عسن العودة لمباشرة عمله بعسد انتهاء الجازة‬
‫المرضية‪.‬‬

‫‪ -5‬يجب على الدارة أن تنفذ الحكم بحسن نية في حالة‬


‫إلغاء القرار الداري كليا أو جزئيا ‪:‬‬
‫إن خضوع الدارة لتنفيسذ الحكام قوامسه التنفيسذ السسليم‪ ،‬وذلك بأل يشوبسه أي تحايسل‬
‫ي سعى إلى تنفيذه ظاهر يا لتر جع ب عد ذلك لت طبيق ما تر غب في تحقي قه بطرق احتيال ية كأن‬
‫يصدر حكم إداري باللغاء قرار العزل وعودة الموظف إلى عمله‪ ،‬فتقوم الدارة بإرجاعه ثم‬
‫ف صله ب عد مدة م ستندة في ذلك إلى علة إلغاء الوظي فة ال تي كان يشغل ها و في كون الدارة لم‬
‫تعد محتاجة إليه‪.1‬‬
‫المطلب الخامـس ‪ :‬تنفيـذ الحكام القضائيـة‬
‫على قوة الشيــء المقضــى بــه فــي مجال‬
‫دعوى اللغاء‬
‫سن أجهزة الدولة‬
‫سفها جهاز مس‬
‫سع الدارة بوصس‬
‫سق والقانون‪ ،‬تخضس‬
‫لكتمال دولة الحس‬
‫للمشروعية‪ ،‬والخضوع للمشروعية يعني عدم تجاهل السلطة الدارية للقانون بمفهومه الواسع‬
‫و من ذلك القوا عد القضائ ية الدار ية‪ ،‬و قد يح صل أن يمت نع ر جل الدارة عن تنف يذ القرار‬
‫القاضي النهائي‪ ،‬الحائز على قوة الشيء المقضى به‪ ،‬متدرعا بأسباب كثيرة تهربا من تطبيق‬
‫العدالة‪ .‬وهذه السباب قد تكون نتيجة لغياب مسطرة إكراهية فعلية أو لعتبارات شخصية أو‬
‫لعتبارات المصلحة العامة‪.‬‬

‫أول ‪ :‬غياب مســـــطرة إكراهيـــــة‬


‫لتنفيذ الحكام القضائية‬
‫ففسي نطاق دعوى تجاوز السسلطة‪ ،‬يع تبر غياب التنف يذ ال جبري أو الكراه على تنف يذ‬
‫مقرر‪ ،‬أ حد المتيازات ال كبرى ال تي تتو فر علي ها ال سلطة العموم ية‪ ،‬وذلك أن أطراف النزاع‬
‫لي سوا في وضع ية م ساوية‪ ،‬فعند ما يرفض القا ضي الدعوى سيكون من ال سهل دخولها ح يز‬

‫‪ -‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.583 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪98‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫النفاذ‪ ،‬لن الع مل الداري المطعون ف يه قد يكون شرع يا‪ ،‬أ ما في حالة اللغاء‪ ،‬فالطا عن ل‬
‫يمك نه أن يعتمد سوى على الدارة أو الن ية الح سنة للدارة ل نه ل يس في ا ستطاعته ا ستدعاء‬
‫القوة العمومية من أجل إبعاد الثار القانونية المترتبة عن العمل الداري الغير المشروع‪.1‬‬

‫فالقا ضي الداري ل يملك ول يتو فر على الو سائل الكراه ية من أ جل إجبار الدولة‬
‫على تنفيذ مقرراتها القضائية كالجيش والشرطة‪.‬‬

‫وعل يه فإن عن صر اللزام في تنف يذ أحكام القضاء في المغرب‪ ،‬ك ما قال ال ستاذ ع بد‬
‫ال حداد «‪ ...‬ل يمكن بالنسبة للشخاص العمومية في الستعانة بالقوة العمومية بل يجد أول‬
‫في ال مر الذي يوج هه جلل ته الذي يع تبر سلطة عل يا موجودة فوق الجم يع‪ ،‬فالوز ير الذي‬
‫يرفض المتثال لحكم القضاء يكون قد عصى أمرا مولويا ويجب مؤاخذته عليه ول يمكن أن‬
‫يعفى من الجزاءات مهما كانت الحصانة التي يتمتع بها »‪.‬‬

‫ثانيــا دوافــع عدم تنفيــذ المقررات‬


‫القضائية‬
‫‪-1‬العتبارات الشخصــــية لعدم تنفيــــذ المقرر‬
‫القضائي النهائي‬
‫ففيما يخص العتبارات الشخصية‪ ،‬فإن تراجع رجل الدارة عن قراره قد يوهمه بأنه‬
‫ضع يف‪ ،‬ول يس في م ستوى ت سيير المرفق الداري بل من شأنه أن يبين للموا طن الصورة‬
‫السسلبية لهذا التسسيير الداري‪ .‬إل أن هذه النظرة ل علقسة لهسا بالنصساف والعدل‪ ،‬بسل أن‬
‫ض عف ر جل الدارة ل يف سر إل بالحتفاظ على قرار غ ير مشروع م ما ي سبب فو ضى في‬
‫النظام العام وجريمة يرتكبها رجل الدارة في حق المجتمع‪.‬‬

‫فر جل الدارة قد يمت نع عن تنفيذ القرار القضائي م ستندا على المفهوم‬


‫المطلق لمبدأ ف صل ال سلطات الذي يحول دون إجبار الدارة أو أعوا نه‬

‫‪ -‬د‪ .‬مولي إدريس الكتاني الحلبي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.47 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪99‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المسسؤولين على النصسياع للسسلطة القضائيسة‪ ،‬وهذه الحجسة ل ترتكسز‬


‫على أي سند قانوني صحيح لن فصل السلط يكرس عدم اعتداء سلطة‬
‫على سلطة أخرى وليس التعاون بينهم لتحقيق الصالح العام‪.1‬‬
‫وتمل صا من تنف يذ قرار قضائي نهائي‪ ،‬يعاد إ صدار قرار المل غي‪،‬‬
‫أي أن تع مد الدارة في حالة إلغاء القرار لع يب في الش كل‪ ،‬وعدم‬
‫الختصساص‪ ،‬إلى إصسدار قرار آخسر مماثسل للسسابق وخال مسن‬
‫العيوب المنسوبة للقرار الول‪.‬‬
‫المتناع عسن تنفيسذ الحكسم القضائي دون مسبرر‪ ،‬وهسي حالة تجسد‬
‫مجالهسا الخصسب فسي مجال التعويسض النهائي عسن نزع الملكيسة‬
‫خصوصا بالنسبة لوزارة الشغال العمومية‪.‬‬
‫ر فع ت سلم العذار ون سخة الح كم و هي صورة غ ير مبررة تؤ كد‬
‫ب صيغة علن ية على رغ بة الدارة المعلو مة المكان في عدم تنف يذ‬
‫الحكم الصادر ضدها‪.2‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن المتناع عسن تنفيسذ الحكسم القضائي ينطوي على مخالفسة قانونيسة لمبدأ‬
‫أساسي‪ ،‬وأصل من الصول القانونية تمليه الطمأنينة العامة‪ ،‬وتقتضي به ضرورة الحقوق‪،‬‬
‫واستقرار الروابط الجتماعية‪ ،‬استقرار ثابتا‪ ،‬وهو مبدأ قوة الشيء المقضى به‪.3‬‬
‫‪-2‬العتبار اللزم لقيام حالة امتناع الدارة عـــن‬
‫تنفيذ الحكم الداري‬
‫إن امتناع الدارة عن تنف يذ الحكام القضائ ية يش كل ا ستثناء على قاعدة تنف يذ الحكام‬
‫القضائية وتم حصرها في حالة واحدة إذا كان من شأن تنفيذ الحكم إثارة اضطرابات جسيمة‬
‫تهدد المن العام بشكل خطير أو النظام العام‪.4‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬مولي إدريس الحلبي الكتاني مرجع سابق ص‪.50 :‬‬


‫‪ - 2‬د‪ .‬ع بد القادر م ساعد "القضاء الداري المغر بي ضما نة للحقوق والحريات" أطرو حة لن يل الدكتوراه في القانون‬
‫العام جامعة محمد الخامس كلية الحقوق أكدال الرباط سنة ‪.1999-1998‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬مولي إدريس الحلبي الكتاني‪ ،‬مرجع سابق ص‪.51 :‬‬
‫‪ - 4‬د‪ .‬عبد القادر مساعد "القضاء الداري المغربي ضمانة للحقوق والحريات" مرجع سابق ص‪.481 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪100‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وبذلك تشكسل قضيسة تنفيسذ الحكسم الداري ضسد الدارة محور آليات تحريسك الدعوى‬
‫الدارية ونتاجا لعمل قضائي إداري ومرآة لتمتع الفراد بمختلف الحقوق اللزمة لبلوغ دولة‬
‫القانون إذ به تقاس الضمانة المسندة للقضاء الداري المغربي‪.1‬‬

‫إل أن إشكالية تنفيذ الحكام القضائية بالمغرب لزالت تعاني من العديد من المعوقات‬
‫التي تحول دون أداء الدور المنوط بها‪.‬‬

‫هذا وتعتسبر دعوى اللغاء حسق مسن حقوق الفراد مسن خللهسا يمكنسه أن يحافسظ على‬
‫حقوقسه وحرياتسه‪ ،‬وحتسى تكون هذه الدعوى صسحيحة فإنهسا يجسب أن تسستند إلى شروط‬
‫ومواصفات منها مثل أن يكون القرار الداري نهائيا وأن يكون قد صدر بصفة نهائية وليس‬
‫في طور التحض ير كذلك ي جب أن يكون قد صدر هيئة وطن ية ولي ست أجنب ية‪ ...‬ك ما ي جب‬
‫احترام الشروط المتعلقة بالمواعيد والطعن كآجال رفع الدعوى وسريانها ولكن رقابة القضاء‬
‫تنت هي ع ند حد رقاب ته على شروط قبول دعوى اللغاء في المنازعات المطرو حة أما مه بل‬
‫تمتسد إلى موضوع النزاع والتسي تتمثسل فسي العيوب التسي تصسيب القرار وتؤدي إلى إلغائه‬
‫وكذلك إتباع إجراءات م سطرية ي جب إتباع ها في دعوى اللغاء من ها ما يتعلق مثل بكيف ية‬
‫رفعها إلى الجهة المختصة أو مثل شكليات إصدار الحكم‪.‬‬

‫وبالتالي فإن دعوى اللغاء على القرار الداري أ ثر يتم ثل في عدم و قف تنف يذ القرار‬
‫سس‬
‫سه وليس‬
‫سم باللغاء الجزئي للمقرر المطعون فيس‬
‫الداري وكذلك أن للقضاء الداري الحكس‬
‫اللغاء الكلي‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬ديوان المظالم –‬


‫لبنة جديدة في دولة الحق والقانون‬
‫والمؤسسات‪-‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع ص‪.491 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪101‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بالضافة إلى الرقابة الذاتية التي تمارسها الدارة على نفسها سواء تلقائيا أو بناء على‬
‫تظلم من المتضررين من قراراتها والرقابة السياسية التي تتخذ شكل الرقابة عن طريق الرأي‬
‫العام أو عن طريق البرلمان‪ ،‬والرقابة القضائية التي تتميز بفعاليتها في التدخل للحفاظ على‬
‫احترام الدارة للقانون‪ ،‬تعمسل الدول المتقدمسة إلى إحداث هيئات متخصسصة تتولى مراقبسة‬
‫أعمال الدارة وتعتبر حل وسطا بين الرقابة الدارية الداخلية والرقابة الخارجية‪.‬‬

‫وت عد الدول ال سكندنافية سباقة إلى إنشاء م ثل هذه المؤ سسات فأحد ثت لول مرة ما‬
‫يعرف بالم بد سمان ع هد له بمراق بة الدارة والمحا كم‪ .‬وتتبع ها في ذلك مجمو عة من الدول‬
‫النجلو ساكسونية‪ ،‬ك ما سارت العد يد من الديمقراطيات الغرب ية على هذا المنوال نذ كر من ها‬
‫على سبيل المثال إسبانيا التي استحدثت ما يسمى بمؤسسة المدافع عن الشعب وفرنسا التي‬
‫أنشأت ما يعرف بالوسيط‪ ،‬إل أن الحضارة السلمية التي قامت على أساس العدل والمساواة‬
‫بين الحاكمين والمحكومين عرفت مؤسسات متشابهة عملت على تلقي شكايات الفراد ضد‬
‫الحاكمين وباقي الموظفين المشرفين على سير أمور المسلمين‪.‬‬

‫وفسي هذا الطار ومسن أجسل تدعيسم الضمانات السساسية لحمايسة حقوق الفراد ضسد‬
‫الحاكميسن وباقسي الموظفيسن المشرفيسن على سسير أمور المسسلمين‪ ،‬وتلفسي احتمالت تعسسف‬
‫الدارة‪ .1‬تم العلن عن إحداث مؤسسة ديوان المظالم في رسالة لجللة الملك محمد السادس‬
‫بمناسبة اليوم العالمي لحقوق النسان بتاريخ ‪ 09‬دجنبر ‪ ،2001‬ألقاها صاحب السمو الملكي‬
‫الميسر مولي رشيسد فسي اجتماع خاص بأكاديميسة المملكسة المغربيسة بحضور فعاليات تمثسل‬
‫مختلف المؤسسات التي لها ارتباط من بعيد أو من قريب بالعلقة بالمواطنين والمواطنات‪.‬‬

‫وت عد هذه المؤ سسة إضا فة جديدة إلى ال صرح المؤ سساتي للمغرب‪ ،‬ك ما أن ها جاءت‬
‫لكي تستجيب لفراغ مؤسساتي بشأن رفع المظالم التي تقع على المواطنين من جراء استمرار‬
‫مظا هر الف ساد في النظام الداري والقضائي وا ستمرار تف شي مظا هر الش طط في ا ستعمال‬
‫السلطة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬أح مد أجعون "ديوان المظالم في حما ية حقوق والحريات بالمغرب" ندوة "الديمقراط ية وحقوق الن سان والتنم ية‬
‫أية علقة" نظمتها كلية الحقوق بطنجة بتاريخ ‪5‬و ‪ 6‬مارس ‪.2002‬‬
‫‪ - 2‬جريدة التجديد – العدد ‪ – 19‬بتاريخ ‪ 19‬دجنبر ‪.2001‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪102‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫وعليسه سسنتناول فسي هذا المبحسث طبيعسة وخصسائص مؤسسسة ديوان المظالم‪ ،‬ثسم‬
‫اختصاصات المؤسسة وآليات اشتغالها‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬طبيعـــة وخصـــائص‬


‫مؤسسة ديوان المظالم‬
‫‪‬أول طبيعة مؤسسة ديوان المظالم‬
‫تعتسبر طبيعسة مؤسسسة ديوان المظالم وفسق الظهيسر الملكسي المحدث لهسا بمثابسة هيئة‬
‫مستقلة ذات طبيعة استشارية شبيهة إلى حد ما ديوان المظالم بالمملكة السعودية الذي قال فيه‬
‫محمد فؤاد المهنا‪ « :1‬بأنه مجرد هيئة استشارية تقوم بفحص الشكاوي والتحقيق فيها من غير‬
‫أن يكون لها حق البث فيها بقرارات أو أحكام نافذة »‪.‬‬
‫وانطلقا مما سبق تتميز مؤسسة ديوان المظالم بما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬أنها مؤسسة استشارية ‪:‬‬


‫وذلك عن محاولة توجيه الدارة وحثها على اللتزام بقواعد القانون لرفع الحيف عن‬
‫المشتكي‪.‬‬
‫غيسر أن مؤسسسة المظالم تختلف عسن الجهزة الخرى مسن حيسث إلزاميسة توصسياتها‬
‫ومقترحاتها‪ ،‬فإذا كانت الدارة العمومية غير مجبرة من حيث المبدأ على الخذ بالمقترحات‬
‫المقد مة من طرف الهيئات ال ستشارية‪ ،‬فإن هذه الدارة تكون ملز مة بمقترحات وتو صيات‬
‫مؤسسة المظالم‪ ،‬ول تستطيع التملص من الرضوخ لها سوى إذا أبدت أسبابا وجيهة وحقيقية‬
‫تعفيها من ذلك‪ ،‬أما فيما عدا ذلك من الحالت فل يتسنى إل أن تنفذ المقترح أو التوصية‪.2‬‬

‫‪-2‬أنها مؤسسة مستقلة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬محمد فؤاد المهنا ‪" :‬مسؤولية الدارة في التشريعات العربية" ص‪.29 :‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬محمد البقالي "تأملت في مشروع إحداث ديوان المظالم" منشورات مجلة طنجيس للقانون والقتصاد العدد ‪2‬‬
‫سنة ‪ 2001‬ص ‪.106 :‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪103‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫والمق صود بمبدأ ال ستقلل ه نا‪ ،‬أن المؤ سسة لي ست تاب عة ل ية وزارة وأن ها ل تتل قى‬
‫الوامسر مسن أيسة سسلطة حكومية‪ 1‬بمعنسى أنهسا مسستقلة عسن الجهزة التنفيذيسة والتشريعيسة‬
‫والقضائيسة وتحست إشراف الفعلي لصساحب الجللة الملك محمسد السسادس‪ .‬بحيسث يقدم إليسه‬
‫تقر ير سنوي‪ ،‬تأكيدا للدور ال ساسي الذي تضطلع به المؤ سسة الملك ية بالمغرب‪ ،‬وحر صها‬
‫على ضمان حقوق وحريات المواطنات والمواطن ين‪ ،‬و في ن فس الو قت تذك ير للدارة بأن ها‬
‫خاضعة لمراقبة جديدة من نوع خاص تشجعها على القيام بالمهام المنوطة بها‪.2‬‬

‫‪‬ثانيــــا خصــــائص مؤســــسة ديوان‬


‫المظالم‬
‫بدا ية ن سجل بأن إحداث ديوان المظالم اخت ير له ز من ومكان متميز ين‪ ،‬الزمان تخل يد‬
‫ذكرى اليوم العالم لحقوق النسان والمكان أكاديمية المملكة المغربية بحضور فعاليات مهمة‬
‫وذلك لضفاء الصفة الموضوعية والعملية والحيادية على هذه المؤسسة الجديدة‪.‬‬

‫ويتميز ديوان المظالم بخصائص عديدة تكتسب مكانة خاصة داخل المنظومة السياسية‬
‫والدارية والقضائية بالمغرب‪ ،‬ومن أهم هذه الخصائص الستقلل‪ ،‬التجرد والستقرار‪.‬‬

‫‪ -1‬خاصية الستقلل ‪:‬‬


‫فتعييسن الملك المشرف الول والعلى لهذه المؤسسسة أعطاهسا أول ضمانسة ضسد أي‬
‫تأثيسر مسن أيسة جهسة كانست ويمنحهسا اسستقلل فعليسا عن السسلطات الثلث وذلك على خلف‬
‫النظمة المعاصرة التي توكل هذه المهمة غالبا للسلطة التشريعية كما هو الشأن في إسبانيا‬
‫وللسلطة التنفيذية كما هو الحال بالنسبة لفرنسا‪ ،‬وارتباط ديوان المظالم بالملك ل ينقص في‬
‫شيء من استقلليته وحياده بل بالعكس يدعم مكانته ويوطد حصانته‪.‬‬

‫‪ -2‬خاصية الستقرار ‪:‬‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع السابق ص‪.107 :‬‬


‫‪ - 2‬د‪ .‬عبسد القادر باينسة "إحداث مؤسسسة ديوان المظالم" جريدة التحاد الشتراكسي العدد ‪ 6697‬بتاريسخ ‪ 11‬دجنسبر‬
‫‪.2001‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪104‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫كمسا أن تحديسد مدة وليسة والي المظالم فسي سست سسنوات قابلة للتجديسد يعسد ضمانسة‬
‫لستقرار هذا المنصب وتفرغه الكامل للختصاصات المسندة إليه بما يكسبه التجربة والخبرة‬
‫عن طريق الممارسة والقدمية‪ ،‬وهذا ل يمنع بالطبع إمكانية عزله وإعفائه من مهامه من قبل‬
‫جللة الملك‪.‬‬

‫‪ -3‬خاصية التجريد ‪:‬‬


‫ففيمسا يتعلق بالموارد الماليسة والبشريسة اللزمسة لتسسيير وتجهيسز ديوان المظالم نسص‬
‫الظهيسر المحدث لهذا الخير‪ 1‬على أن العتمادات المخصسصة له (الديوان) تدخسل ضمسن‬
‫ميزان ية البلط المل كي‪ ،‬و هي أ كبر ضما نة على ا ستقلليته ب ما تك سبه ث قة جم يع الطراف‬
‫والفعاليات‪.2‬‬

‫المطلب الثانـــي ‪ :‬اختصـــاصات وآليات اشتغال‬


‫ديوان المظالم‬
‫مسن قراءة مواد الظهيسر المحدث لديوان المظالم يتسبين لنسا أن هذه المؤسسسة لهسا‬
‫اختصاصات محددة هي على التوالي ‪ :‬تلقي الشكايات‪ ،‬والعدل على إصلح الجهاز الداري‬
‫والحث على تنفيذ الحكام الدارية‪.‬‬

‫‪‬أول تلقي الشكاوي‬


‫كمبدأ عام خول لديوان المظالم اخت صاص تل قي الشكاوي والمظالم والتحق يق في ها من‬
‫أجسل رفسع الحيسف الذي لحسق أصسحابها نتيجسة تصسرفات أعوان الدارة والجماعات المحليسة‬
‫والمؤ سسات العموم ية‪ ،‬والحقي قة لي ست لمؤ سسة ديوان المظالم ال حق في الن ظر في جم يع‬
‫الشكاوي والتظلمات‪ ،‬لذا يتع ين معر فة نوع ية الشكاوي والتظلمات ال تي ل ها حق الن ظر في ها‬
‫والستثناءات الواردة عليها‪.‬‬

‫إن القضايسا التسي سستعرض على هذه المؤسسسة هسي القضايسا التسي يتضرر فيهسا أحسد‬
‫الشخاص ال طبيعيين أو المعنوي ين نتي جة قيام الدارة أو من في ها بت صرفات غ ير قانون ية أو‬

‫‪ -‬المادة ‪ 16‬من الظهير المحدث لديوان المظالم‪ ،‬رقم ‪.1-298.01‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬أحمد أجعون‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪105‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫تع سفية كر فض ت سليم رخ صة البناء أو سحب رخ صة ال سياقة أو ح بس شخص دون مو جب‬


‫قانون‪ ...‬إلخ‪.1‬‬

‫أو أي قرار أو عمسل يتنافسى مسع مبادئ سسيادة القانون والنصساف ويمكسن لرئيسس‬
‫المجلس ال ستشاري لحقوق الن سان أن يح يل على والي المظالم الشكايات الموج هة إل يه ال تي‬
‫تدخل ضمن اختصاصات والي المظالم‪.2‬‬

‫‪-1‬الســتثناءات الواردة على حــق النظــر فــي‬


‫الشكاوي ‪:‬‬
‫بالن ظر إلى هذا يخرج إذن عن مجال تد خل مؤ سسة المظالم القضا يا ال تي تثور بمنا سبة أو‬
‫تطبيق قانوني أو تنظيمي‪ ،‬كما ل يجوز لها النظر في القضايا التالية ‪:‬‬

‫الشكايات المتعلقة بالقضايا التي وكل البث فيها للقضاء‪.‬‬

‫التظلمات الرامية إلى مراجعة حكم قضائي نهائي‪.‬‬

‫الملتمسات المتعلقة بقضايا من اختصاص البرلمان‪.‬‬

‫القضايسا التسي تدخسل فسي اختصساص المجلس السستشاري لحقوق‬


‫النسسسسسسسان ويقوم والي المظالم على الفور بإحالة الشكايات‬
‫والتظلمات المتعلقة بخروقات حقوق النسان إلى المجلس‪.‬‬
‫القضا يا ال تي لم ي قم صاحب التظلم بأي م ساغ ر سمية أو التماس‬
‫للع فو‪ ،‬ولم ت ستنفذ كا فة الطعون أو جبر الضرار المزعو مة‪ ،‬أو‬
‫استرجاع حقوقه المهضومة‪ .‬بيد أنه يمكن لوالي المظالم أو مندوبه‬
‫في الحالت المذكورة أعله‪ ،‬أن يبحث مع الطراف المعنية بطلب‬
‫منها مع الحلول الكفيلة بإيجاد تسوية عاجلة ومنصفة للخلف‪.‬‬

‫وإذا اتضح أن تمادي الجهة المعنية في المتناع عن تنفيذ حكم قضائي نهائي ناجم عن‬
‫أفعال صادرة عن مو ظف أو عون تا بع للج هة ال تي صدر الح كم في حق ها أو عدم قيا مه‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد البقالي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.108 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة الخامسة من الظهير الملكي المحدث لديوان المظالم – سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪106‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫بالواجب‪ ،‬يرفع والي المظالم تقريرا في الموضوع إلى نظر الوزير الول‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط قبول الشكاوي ‪:‬‬

‫تعسد مؤسسسة ديوان المظالم وسسيلة مرنسة ومبسسطة للنظسر فسي شكايات وتظلمات‬
‫المواطنيسن‪ ،‬فتقديسم شكايسة أو تظلم لدى ديوان المظالم ل يتقيسد إل ببعسض الشروط الشكليسة‬
‫البسيطة التي يستلزمها فصل السلط ودون التقيد بالجراءات والمواعيد ودون تحمل العباء‬
‫والمصارف فهي مؤسسة عامة في متناول الجميع‪.‬‬

‫ولقبول التظلمات يجب أن تكون مكتوبة وموقعة من طرف صاحب الملتمس شخصيا‬
‫وأن توضح ما قام به المتظلم من مساغ لسترجاع حقوقه لدى السلطة التي يتظلم منها وفي‬
‫حالة تعذر ذلك يمكسن للمتظلم أن يقدم شكايسة شفويسة مدعومسة بالحجسج والوثائق المسبررة يتسم‬
‫تسجيلها وتدوينها من قبل مندوب والي المظالم‪ .‬وبالتالي تستبعد جميع الشكايات المجهولة أو‬
‫الغير المتضمنة لمطالب محددة‪ .1‬كما اشترط الظهير لقبول التظلمات أن يتحقق ظلم المشتكي‬
‫نتي جة ش طط وتع سف الدارة وأن يب قى التظلم من هذه الت صرفات دون جدوى وعل يه نتناول‬
‫هذه الشروط بالتحليل فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحقق ظلم المشتكي ‪:‬‬


‫يتحقسق هذا الشرط إذا لحسق المشتكسي ضررا حقيقيسا سسواء كان جسسمانيا أو ماديسا أو‬
‫معنو يا ف من أمثلة التظلم الج سماني تعرض المشت كي للتعذ يب والعتقال غ ير القانو ني و من‬
‫أمثلة الظلم المادي‪ ،‬إتلف أموال المشتكي أو الستحواذ عليها بالطرق غير المشروعة‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة التظلم المعنوي‪ ،‬المساس بشرف المشتكي والتشويه بسمعته‪...‬‬

‫ب‪ -‬تعسف الدارة ‪:‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬أحمد أجعون مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪107‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ل يكفي لتحقيق الظلم بالصورة المادية والمعنوية في جانب المشتكي أن يلحقه ضرر‬
‫بل ي جب أن يكون هذا الضرر نتي جة قيام بت صرفات قانون ية أو أعمال ماد ية غ ير قانون ية أو‬
‫تعسفية‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقديم تظلم استعطافي أو إداري في السابق ‪:‬‬


‫لم تشسأ إدارة المشرع المغربسي إل أن تجعسل التظلم الداري مسسألة اختياريسة فسي‬
‫النزاعات المتعل قة بالقرارات الدار ية المعي نة أو غ ير الملئ مة ول كل ذي م صلحة أن يتجاوز‬
‫هذه الم سطرة ويق يم دعواه مباشرة أمام القضاء الداري وعلى ع كس ما سبق هناك إلزام ية‬
‫التظلم الداري قبل رفع الشكوى إلى أنظار والي المظالم‪ ،‬ولعل الحكمة من ذلك هي التخفيف‬
‫من عدد الشكاوي بد فع الدارة صاحبة القرار إلى القتناع بوج هة نظر مقدم التظلم ثم سحبه‬
‫أو تعديله‪.1‬‬

‫ثانيـــــا تقديـــــم اقتراحات بشأن‬


‫تسيير الجهاز الداري‬
‫إن قوة الحتكاك بقضايا الناس الدارية على امتداد اليام والسنين لمن شأنه أن يؤهل‬
‫مؤسسة ديوان المظالم للعب الول في وضع اليد على أوجه الخلل في دواليب العمل الداري‬
‫والعمسل بالتالي على تحسسينها بشكسل يخدم المصسلحة العليسا للبلد‪ .‬والمؤسسسة إذ تقوم بهذه‬
‫الوظيفة تكون مدعومة لتقديم اقتراحات بشأن تعديل النصوص القانونية بنصوص أخرى أكثر‬
‫‪2‬‬
‫عدالة‬

‫‪‬ثال ثا اقتراح الحلول ال تي مـن شأن ها‬


‫التعجيل بتنفيذ الحكام القضائية‬
‫علوة على ما سبق تتم تع مؤ سسة ديوان المظالم ب صلحية أخرى ل ت قل أهم ية عن‬
‫سابقاتها من حيث ترسيخ قيم الشفافية في التعامل الداري والسهام في حسن الجهاز الداري‬
‫ويتعلق المر بصلحية التعجيل بتنفيذ الحكام القضائية‪ ،‬ولبيان ذلك أنه في حالة تعذر تنفيذ‬

‫‪ -‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.516 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد البقالي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.110 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪108‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ح كم قضائي نهائي قا بل للتنف يذ‪ ،‬يجوز للمؤ سسة أن تل جأ إلى الدارة المعن ية‪ ،‬وأن تب حث مع‬
‫المسؤول الداري هناك عن كيفية وسبل تنفيذه‪.1‬‬

‫وفي الختام نلخص القول بأن إحداث ديوان المظالم يعد لبنة أخرى في إطار بناء دولة‬
‫الحسق والقانون والمؤسسسات‪ ،‬لكسن إذا كان ديوان المظالم يتميسز باسستقلل تام عسن باقسي‬
‫ال سلطات‪ ،‬ومر كز قوي ومكا نة قو ية متميزة دا خل النظام المؤ سساتي بالمغرب‪ ،‬فإن سلطاته‬
‫محدودة الفعالية من جهة بفصل السلط الذي يفرض عليه عدم تجاوز اختصاصاته المحصورة‬
‫ومن جهة أخرى بمحدودية وسائل تدخله سواء بالبحث والتقصي أو لتنفيذ مقرراته ووضعها‬
‫موضع التطبيق‪.‬‬

‫و في انتظار أن تبين التجر بة العمل ية عن ن قط القوة وموا طن الخلل والض عف ال تي‬


‫تعتري تطسبيق الظهيسر المحدث لديوان المظالم‪ ،‬يبقسى الرهان الول هسو العمسل على توعيسة‬
‫المواطنيسن بوجود هذه المؤسسسة وبأهميتهسا وتحسسيسهم بضرورة الدفاع عسن حقوقهسم تجاه‬
‫الدارة في ترسيخ مفهوم الدارة في خدمة المواطن قول وفعل‪.2‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬أحمد أجعون‪ ،‬مرجع سابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪109‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪‬خاتمة ‪:‬‬

‫وهكذا يتبين مما سبق أن القرارات الدارية تعتبر من المتيازات الهامة التي عهد بها‬
‫القانون لل سلطة الدار ية وذلك لداء واجبات ها تجاه المواطن ين‪ ،‬والقانون ل ما خول الدارة هذه‬
‫المتيازات كان يهدف إلى تحقيسق غايسة معينسة‪ ،‬وبالتالي فالقرار الداري مسا هسو إل وسسيلة‬
‫لتحق يق هذه الغا ية ال تي تكون دائ ما م صلحة عا مة أو منف عة عا مة‪ ،‬والمخا طبين به ملزمون‬
‫بتنفيذه طواعيسة أو إكراهسا‪ ،‬إل أن عليهسم عدم التزام الصسمت عسن كسل قرار إداري مضسر‬
‫بمركزهسم القانونسي لن ذلك يكرس انعدام المشروعيسة‪ ،‬وبالتالي على الفرد المتضرر مسن‬
‫القرار أن يل جأ إلى القضاء لر فع دعوى اللغاء ب سبب تجاوز ال سلطة‪ ،‬عند ما ي صاب بضرر‬
‫من شأ نه إعدام القرار الغ ير المشروع‪ ،‬فإذا كا نت القرارات غ ير مشرو عة وم ست ح قا من‬
‫حقوق الفراد ونالت بحر ية من حريات هم فإن ها تخ ضع في هذه الحالة لمراق بة القضاء الذي‬
‫يتولى رعاية حقوق الفراد ضد تعسف الدارة وذلك عن طريق إلغائها أو التعويض عنها أو‬
‫ه ما م عا‪ ،‬و من ه نا ي تبين أن خضوع الدارة لمبدأ المشروع ية في جم يع الحالت والظروف‬
‫يعتبر المثل العلى لحماية حقوق وحريات الفراد ويشكل صرحا متينا لدولة الحق والقانون‪.‬‬

‫تم بتوفيق ال‬

‫‪‬لئحة المراجع‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪110‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الكتب ‪:‬‬
‫‪‬الدكتور محمسد يحيسا ‪ :‬المغرب الداري –الطبعسة الثالثسة– مطبعسة ووراقسة‬
‫إسبارطيل طنجة ‪.2002‬‬
‫‪‬الدكتورة ملي كة ال صروخ ‪ :‬القانون الداري –درا سة مقار نة‪ -‬الطب عة الراب عة‬
‫مع آخر المستجدات ‪ ،‬سنة ‪ ،1998‬مطبعة الجديدة الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪‬الدكتورة مليكة الصروخ ‪ :‬القانون الداري –دراسة ومقارنة‪ -‬الطبعة الخامسة‬
‫مسع آخسر المسستجدات‪ ،‬مطبعسة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعسة أكتوبر‬
‫‪.2001‬‬
‫الدكتور مح مد كرا مي ‪ :‬الطب عة الولى ‪ ،2000‬مطب عة النجاح الجديدة الدار‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫الدكتور نواف كنعان ‪ :‬القانون الداري‪ ،‬الجزء الثانسي‪ ،‬الطبعسة الولى سسنة‬
‫‪ ،2003‬مكتبة دار الثقافة عمان‪.‬‬
‫الدكتور الحاج شكرة ‪ :‬القانون الداري‪ ،‬النشاط الداري‪ ،‬الطبعسة الولى سسنة‬
‫‪ 2005‬طبع دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫الدكتور محمسد أنور حمادة ‪ :‬القرارات الداريسة ورقابسة القضاء‪ ،‬دار الفكسر‬
‫الجامعي السكندرية سنة ‪.2003‬‬
‫الدكتور رضوان بوجمعسة ‪ :‬المقتضسب فسي القانون الداري المغربسي‪ ،‬الطبعسة‬
‫الولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء سنة ‪.1999‬‬
‫الدكتور مح مد مرغ ني خيري ‪ :‬الوج يز في القانون الداري المغر بي‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬الرباط سنة ‪.1978‬‬
‫سد بلحاج ‪ :‬القانون‬
‫سي‪ ،‬أحمس‬
‫سري‪ ،‬جان كرانيون‪ ،‬ميشال روسس‬
‫سس البصس‬
‫إدريس‬
‫الداري المغربي‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬المطبعة الملكية الرباط سنة ‪.1988‬‬
‫الدكتور محمسد حلمسي ‪ :‬موجسز مبادئ القانون الداري‪ ،‬الطبعسة الولى ملتزم‬
‫الطبع والنشر دار الفكر العربي سنة ‪.1978‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫‪111‬‬ ‫_________________________________________‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الدكتور محمسد البقالي ‪ :‬تأملت فسي مشروع إحداث ديوان المظالم‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة طنجيس للقانون والقتصاد العدد ‪ 2‬سنة ‪.2001‬‬
‫الدكتور سسليمان محمسد الطماوي ‪ :‬النظريسة العامسة للقرارات الداريسة دراسسة‬
‫مقارنة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الفكر العربي القاهرة مصر سنة ‪.1966‬‬
‫الدكتور محمسد فؤاد المهنسا ‪ :‬مبادئ وأحكام القانون الداري فسي جمهوريسة‬
‫مصر العربية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة السكندرية مصر ‪.1973‬‬
‫الدكتور أحمسد سسينيهجي ‪ :‬الوجيسز فسي القانون الداري المغربسي والمقارن‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ،1998‬مكناس بدون دار النشر‪.‬‬
‫الدكتور ماجد راغب الحلو ‪ :‬القانون الداري طبعة ‪ ،1994‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية السكندرية‪.‬‬
‫الدكتور عبسد الرحمان البكريوي ‪ :‬الوجيسز فسي القانون الداري المغربسي‪،‬‬
‫الكتاب الثاني‪ ،‬الطبعة الولى لسنة ‪ ،1990‬بدون دار النشر ‪.‬‬
‫الدكتور ع بد ال الدري سي ‪ :‬محاضرات في القانون الداري المغر بي‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني الطبعة الولى‪ ،‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة ‪.1995‬‬
‫الدكتور محمسسد سسسليمان الطماوي ‪ :‬القضاء الداري‪ ،‬الكتاب الول‪ ،‬قضاء‬
‫اللغاء طبعة ‪ 1986‬ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العربي القاهرة‪.‬‬
‫الدكتور محمد الوزاني ‪ :‬القضاء الداري‪" ،‬قضاء اللغاء"‪" ،‬قضاء التعويض"‪،‬‬
‫مطبعة دار الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة الولى ‪.2000‬‬
‫الدكتور سعد عصفور‪ ،‬محسن خليل ‪ :‬القضاء الداري طبعة ‪ ،1990‬الناشر‬
‫منشآت المعارف بالسكندرية‪.‬‬
‫الدكتور ف هد بن مح مد بن ع بد العز يز الدغي ثر ‪ :‬رقا بة القضاء على قرارات‬
‫الدارة ول ية القضاء أمام ديوان المظالم‪ ،‬درا سة مقار نة‪ ،‬طبعة ‪ ،1992‬دار‬
‫النهضة العربية القاهرة‪.‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪112‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫ع بد القادر باي نة ‪ :‬الهيئات ال ستشارية بالمغرب‪ ،‬مطب عة دار الن شر المغرب ية‬
‫الدار البيضاء طبعة ‪.1991‬‬
‫أحمسد مدحست ‪ :‬نظريسة الظروف السستثنائية‪ ،‬سسيادة القانون‪ ،‬حالة الضرورة‪،‬‬
‫القوانين الستثنائية‪ ،‬طبعة ‪ ،1978‬القاهرة بدون دار النشر‪.‬‬

‫الطروحات‪:‬‬
‫عبسد القادر مسساعد ‪" :‬القضاء الداري المغربسي ضمانسة للحقوق والحريات"‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1999-1998‬‬

‫الندوات ‪:‬‬
‫‪‬الدكتور أحمسد أجعون ‪ :‬ديوان المظالم فسي حمايسة حقوق الحريات بالمغرب‪،‬‬
‫ندوة‪ ،‬الديمقراط ية وحقوق الن سان والتنم ية‪ ،‬أ ية عل قة‪ ،‬نظمت ها كل ية الحقوق‬
‫بطنجة بتاريخ ‪5‬و ‪ 6‬مارس ‪.2002‬‬

‫المحاضرات ‪:‬‬
‫الدكتور عبد القادر مساعد ‪ :‬محاضرات في القضاء الداري‪ ،‬ألقيت على طلبة‬
‫السنة الثالثة قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة ‪.2001-2000‬‬

‫المقلت ‪:‬‬
‫مقال للسسستاذ عبسسد ال حداد " ظاهرة عدم المتثال الدارة لحكام القضاء"‬
‫المجلة المغربية للقانون والسياسة والقتصاد العدد ‪ 18‬دجنبر ‪.1985‬‬

‫المجلت ‪:‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪113‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫المجلة المغرب ية للدارة المحل ية والتنم ية ‪ :‬ح كم عدد ‪ 239‬في ‪ 25‬شت نبر‬
‫‪ 1996‬المتعلق بأيست الحسسن رشيدة ضسد النائب القليمسي لوزارة التربيسة‬
‫الوطنية العدد ‪ 21-20‬سنة ‪.1997‬‬
‫المجلة المغربيسة للدارة المحليسة والتنميسة ‪ :‬الدكتور حسسن سسيمو‪ ،‬السسلطة‬
‫التقديرية للدارة ورقابة القضاء عليها‪ ،‬عدد ‪ 13‬سنة ‪.1995‬‬
‫المجلة المغربيسة للدارة المحليسة والتنميسة ‪ :‬الدكتور مولي إدريسس الحلبسي‬
‫الكتاني‪ ،‬مسطرة الثقافي الدارية‪ ،‬الجزء الول سلسلة مواضيع الساعة ‪.12‬‬
‫المجلة المغربيسسة للدارة المحليسسة والتنميسسة ‪ :‬حكسسم عدد ‪ 44‬بتاريسسخ‬
‫‪ ،16/07/1975‬المتعلق بمول العرض ضسد وزيسر التربيسة الوطنيسة العدد‬
‫‪ 16‬يوليوز ‪.1996‬‬
‫المجلة المغربيسة للدارة المحليسة والتنميسة ‪ :‬عزيسز يودالي‪ ،‬قاضسي بالمحكمسة‬
‫الدارية بمكناس ‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 15-14‬يناير‪ -‬يونيو ‪.1996‬‬
‫المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ‪ :‬إبراهيم زعيم‪ ،‬مسطرة وقف التنفيذ‬
‫ومسطرة الستعجال في المادة الدارية‪ ،‬أي ترابط بينهما‪ ،‬عدد ‪ 12‬يوليوز‪-‬‬
‫شتنبر ‪.1995‬‬
‫مجلة القضاء الداري‪ ،‬حصسيلة وأفاق‪ ،‬سسنة ‪ ،1993‬الصسادرة عسن المجلة‬
‫المغربية للعلوم الدارية‪.‬‬
‫‪‬مجلة المحماة – عدد ‪ ،13‬أكتوبر ‪.1978‬‬

‫مجلة قضاء المجلس العلى ‪ :‬عدد ‪ ،14‬الح كم الداري‪ ،‬عدد ‪ 8‬ال صادر في‬
‫‪ 30‬يناير ‪.1970‬‬

‫الجرائد ‪:‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪114‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 2393‬لسنة ‪.1958‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 2322‬لسنة ‪.1957‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪.1974‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪.2002‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4159‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪.1992‬‬

‫جريدة التجديد‪ ،‬العدد ‪ 19‬بتاريخ ‪ 19‬دجنبر ‪.2001‬‬

‫جريدة التحاد الشتراكي العدد ‪ 6697‬بتاريخ ‪ 11‬دجنبر ‪.2001‬‬

‫( إحداث مؤسسة ديوان المظالم‪ ،‬الدكتور عبد القادر باينة)‬

‫سة‪ ،‬عدد ‪ 231‬بتاريس‬


‫سخ‬ ‫سة الداريس‬
‫سة قرارات المجلس العلى‪ ،‬الفرقس‬
‫مجموعس‬
‫‪.29/12/1986‬‬
‫مجموعة قرارات المجلس العلى‪ ،‬الفرقة الدارية‪.1966/70 ،‬‬

‫مجموعة قرارات المجلس العلى‪ ،‬الفرقة الدارية‪ ،‬لسنة ‪.1999‬‬

‫حكم المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ ‪ 08/06/1995‬تحت عدد ‪ 172‬في‬


‫الملف رقم ‪ 147/94‬ت‪.‬‬
‫حكم المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ ‪ 13/04/1995‬تحت عدد ‪ 100‬في‬
‫ملف رقم ‪ 20/90‬ت‪.‬‬

‫‪‬الفهــــرس ‪:‬‬
‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪115‬‬
‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة ‪.........................................................................:‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬ماهية القرارات الدارية‪..........................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬مفهوم القرار الداري‪....................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬القرار الداري –تعريفه‪ -‬معايير تمييزه‪................‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬تعريف القرار الداري‪.............................‬‬
‫‪7‬‬ ‫أول ‪ :‬أن القرار الداري هو عمل قانوني‪..................‬‬
‫‪8‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬القرار الداري عمل قانوني من جانب واحد‪.........‬‬
‫‪8‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬محور القرار الداري من سلطة عامة‬
‫راب عا ‪ :‬محور القرار الداري بإرادة الدارة الملز مة بمال ها‬
‫‪9‬‬
‫من سلطة بمقتضى القوانين والنظمة‪.......................‬‬
‫‪9‬‬ ‫خامسا ‪ :‬أن يكون القرار الداري نهائيا‪....................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬معايير تمييز القرار الداري‪........................‬‬
‫‪10‬‬ ‫أول ‪ :‬من حيث غيره من العمال‪.........................‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬من حيث العمال الدارية الخرى‪..................‬‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أركان القرار الداري‪..................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬الركان الخارجية لضمان شرعية القرار الداري‪...‬‬
‫‪17‬‬ ‫أول ‪ :‬الختصاص ‪...................La compétence :‬‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الشكل ‪...............................La Forme :‬‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الركان الداخلية لضمان شرعية القرار الداري‪.....‬‬
‫‪23‬‬ ‫أول ‪ :‬السبب ‪................................Le Motif :‬‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المحل ‪..................................L’Objet :‬‬
‫‪26‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع القرار الداري‪.......................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬القرارات الدارية من حيث مداها أو عموميتها‪..........‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬القرارات الفردية‪...................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬القرارات التنظيمية أو اللئحية‪......................‬‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬القرارات الدارية من حيث إنشائها‪.....................‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬القرارات الكاشفة‪...................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬القرارات المنشأة‪...................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬القرارات الداريسة مسن حيسث مدى خضوعهسا للرقابسة‬
‫‪30‬‬
‫القضائية‪................................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬أعمال الدارة‪......................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أعمال السيادة‪......................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬القرارات الدارية من حيث تكوينها‪....................‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬القرارات البسيطة‪..................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬القرارات المركبة‪...................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬القرارات الدارة من حيث آثارها بالنسبة للخبار‪.....‬‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬القرار الداري‪ ،‬نفاذه‪ ،‬تنفيذه‪ ،‬نهايته‪........................‬‬
‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪116‬‬
‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪32‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬نفاذ القرار الداري‪.....................................‬‬


‫‪32‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬نفاذ القرار الداري وسريانه في حق الفراد‪........‬‬
‫‪33‬‬ ‫أول ‪ :‬النشر‪.............................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬العلن‪...........................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬العلم اليقيني‪.......................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬سريان القرار الداري من حيث الزمان‪.............‬‬
‫‪35‬‬ ‫أول ‪ :‬مبدأ عدم رجعية القرارات الدارية‪................‬‬
‫‪36‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مبدأ آثار القرارات الدارية إلى تاريخ لحقا‪.......‬‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تنفيذ القرار الداري‪....................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬مفهوم تنفيذ القرار الداري‪.........................‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أساليب تنفيذ القرار الداري‪........................‬‬
‫‪38‬‬ ‫أول ‪ :‬التنفيذ الختياري للقرارات الدارية‪................‬‬
‫ثانيسا ‪ :‬التنفيسذ الجسبري المباشسر للقرار الداري بواسسطة‬
‫‪38‬‬
‫الدارة‪...................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تنفيذ القرارات الدارية عن طريق القضاء‪.........‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬إيقاف تنفيذ القرارات الدارية‪......................‬‬
‫أول ‪ :‬الشروط الشكليسسة والموضوعيسسة ليقاف تنفيسسذ‬
‫‪42‬‬
‫القرارات الدارية‪........................................‬‬
‫ثان يا ‪ :‬ت طبيقات إيقاف تنف يذ القرارات الدار ية في ب عض‬
‫‪50‬‬
‫النظمة القضائية المقارنة (مصر‪ ،‬فرنسا‪ ،‬المغرب)‪.......‬‬
‫‪58‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬نهاية القرار الداري‪...................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬نهاية القرار الداري عن طريق اللغاء‪.............‬‬
‫‪59‬‬ ‫أول ‪ :‬القرارات التنظيمية‪................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬القرارات الفردية‪..................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬نهاية القرارات الدارية عن طريق السحب‪..........‬‬
‫‪60‬‬ ‫أول ‪ :‬القرارات الدارية السليمة‪.........................‬‬
‫‪60‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬القرارات الدارية المعيبة‪..........................‬‬
‫‪64‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬أسس تنظيم الرقابة على القرار الداري‪.........................‬‬
‫‪66‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬مبدأ مشروعية القرارات الدارية‪...........................‬‬
‫‪66‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬مفهوم مبدأ الشرعية‪....................................‬‬
‫‪66‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق الرقابة على مشروعية قرارات الدارة‪...........‬‬
‫‪66‬‬ ‫أول ‪ :‬الرقابة الدارية‪....................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الرقابة الفضائية‪...................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬موازنة مبدأ المشروعية‪................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫أول ‪ :‬نظرية الظروف الستثنائية‪........................‬‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬نظرية السلطة التقديرية‪............................‬‬
‫‪72‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬نظرية أعمال السيادة‪..............................‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪117‬‬


‫في الحقوق‬
‫‪____________________________‬دراسة تحليلية حول القرارات الدارية‬
‫____________________________‬

‫‪73‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬دعوى اللغاء بسبب تجاوز السلطة‪.........................‬‬


‫‪73‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬ماهية دعوى اللغاء‪....................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬هبوط قبول دعوى اللغاء‪..............................‬‬
‫‪75‬‬ ‫أول ‪ :‬الشروط المتعلقة بطبيعة القرار المطعون فيه‪.......‬‬
‫‪76‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الشروط الخاصة بواضع الدعوى‪..................‬‬
‫‪77‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الشروط المتعلقة بالمواعد والطعون‪................‬‬
‫‪79‬‬ ‫رابعا ‪ :‬شرط انعدام الدعوى الموازية‪....................‬‬
‫‪79‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬أسباب عدم المشروعية أو الوجه اللغاء‪...............‬‬
‫أول ‪ :‬رقابسة القضاء على المجال المقيسد فسي القرارات‬
‫‪82‬‬
‫الدارية‪..................................................‬‬
‫ثانيسسا ‪ :‬مدى رقابسسة القضاء على المجاليسسن ‪ :‬التقديري‬
‫‪89‬‬
‫والمقيد في القرارات الدارية‪.............................‬‬
‫المطلب الرابسع ‪ :‬الجراءات المسسطرية فسي دعوى اللغاء وأثرهسا على‬
‫‪91‬‬
‫القرارات الدارية‪.......................................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫أول ‪ :‬الجراءات المسطرية في دعوى اللغاء‪............‬‬
‫‪94‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أثر دعوى اللغاء على القرار الداري‪.............‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬تنفيذ الحكام القضائية على قوة الشيء المقضي به في‬
‫‪96‬‬
‫مجال دعوى اللغاء‪....................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫أول ‪ :‬غياب مسطرة إكراهية لتنفيذ الحكام القضائية‪.....‬‬
‫‪97‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬دوافع عدم تنفيذ المقررات القضائية‪................‬‬
‫المبحسسث الثالث ‪ :‬ديوان المظالم –لبنسسة جديدة فسسي دولة الحسسق والقانون‬
‫‪99‬‬
‫والمؤسسات‪................................................................‬‬
‫‪100‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬طبيعة وخصائص مؤسسة ديوان المظالم‪................‬‬
‫‪100‬‬ ‫أول ‪ :‬طبيعة مؤسسة ديوان‪..............................‬‬
‫‪101‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬خصائص مؤسسة ديوان المظالم‪...................‬‬
‫‪102‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اختصاصات وآليات اشتغال ديوان المظالم‪..............‬‬
‫‪102‬‬ ‫أول ‪ :‬تلقي الشكاوي‪.....................................‬‬
‫‪105‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تقديم اقتراحات بشأن تسيير الجهاز الداري‪........‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اقتراح الحلول التي من شأنها التعجيل بتنفيذ الحكام‬
‫‪105‬‬
‫القضائية‪.................................................‬‬
‫‪107‬‬ ‫خاتمة ‪.........................................................................:‬‬
‫‪108‬‬ ‫لئحة المراجع ‪.................................................................:‬‬
‫‪113‬‬ ‫الفهرس‪........................................................................:‬‬

‫_____________________بحث لنيل الجازة‬ ‫_________________________________________ ‪118‬‬


‫في الحقوق‬

You might also like