Professional Documents
Culture Documents
____________________________
مقدمـــة :
تع تبر المه مة ال ساسية للدولة ،هي تحق يق الم صلحة العا مة ،و هي وظي فة اجتماع ية
كسبرى ل يتسم بلوغهسا إل فسي نطاق دولة الحسق والقانون والمؤسسسات ،فإذا كان دور الدولة
قديمسا يتمثسل فسي ضمان السستقرار والمسن داخسل المجتمسع ،فإنهسا اليوم وعلى عكسس دلك،
وتقديرا لجسامة المهام الملقاة على عاتقها ،تحتاج إلى مجموعة من الوسائل تستعين بها للقيام
بهذه الم سؤولية ،على أح سن و جه ،فهذه الو سائل قد تكون ذات طا بع مؤ سساتي ،و قد تكون
ذات طا بع إن ساني يتكون من مجمو عة من الشخاص ،و قد تكون ذات طا بع قانو ني تمكن ها
من القيام ببعض التصرفات والعمال ،قد تكون قرارات إدارية أو عقود إدارية.
فهذه المتيازات تخول للدارة درجسة أعلى مسن الفرد وغيسر متسساوية له بحيسث تنفسذ
قراراتهسا طواعيسة أو إكراهسا كحقهسا فسي نزع الملكيسة مسن أجسل المنفعسة العامسة والسستيلء
المؤقت على العقارات وحقها في اللتجاء القهري والمباشر دون السعي إلى المحاكم وانتظار
صدور حكم بالضافة إلى تنفيذ القوانين والمحافظة على النظام العام.
والقرارات الدار ية هي العمال القانون ية ال تي تتد خل الدارة بوا سطتها ،وذلك بهدف
تنظيم الحياة داخل المجتمع ،تحدوها في ذلك غاية أسمى تتمثل في تحقيق المصلحة العامة،
وتتم يز هذه القرارات بكون ها و سيلة ت ستعملها انطل قا من إرادت ها المنفردة ،ح يث تقوم ب سن
أعمال بم حض إرادت ها وتتر تب علي ها حقوق وواجبات ول يتطلب دخول ها ح يز التنف يذ تو فر
رضسى الفراد أو الجماعات المعنيسة بهسا ،وذلك نظرا لكونهسا تقوم على أسساس مسا يخوله
التشريع للدارة من صلحيات غير مألوفة في القانون العادي.
بيد أن أوجه تحقيق هذا النشاط ل ينحصر فقط في تلك المتيازات التي تعطي للدارة
الحرية في التقدير بمحض اختيارها ،فالمصلحة العامة قد تقتضي تدخلها من عدمه وفي حالة
تدخل ها و فق أي الو سائل تقوم بذلك وتم تد كذلك لتش مل ما يفر ضه المشرع على الدارة من
قيود ترد على حريتهسا فسي تحديسد أسساليب ممارسسة نشاطهسا فتحرم بعسض السساليب عليهسا
وتشترط بصدد موضوع ما اتخاذ إجراءات معينة ل تستطيع أن تحيد عليها وهي قيود يقصد
المشرع منهسا الحسد مسن حريسة الدارة وسسلطاتها وبيسن حقوق وحريات الفراد ،علوة على
حماية الفراد من تحكم الدارة واستبدادها وتحيزها.
وبالتالي فالقرارات الدارية خاضعة للسلطة التقديرية والختصاص المقيد اللتان يجب
التوفيق بينهما لتحقيق الصالح العام.
ويجمع الفقه في هذا الخصوص أنه ل يوجد قرار إداري تنفرد الدارة بتحد يد وتقدير
مج مل عناصسره ،بل هناك بعسض الجوانسب التقدير ية المختلفسة باختلف موضوع القرارات
الداريسة الخاضعسة لتقديسر ورقابسة القضاء ،لنسه يخشسى أن تتجاوز الدارة دائرة حدودهسا
فتتجاوز في ا ستخدام امتيازات ها لغ ير صالح الفراد ،و من ه نا بدت الضرورة على مراق بة
نشاط الدارة حتسى ل تنصسرف عسن حدود سسلطتها واختصساصاتها وذلك تأسسيسا على مبدأ
المشروعية الذي أصبح من المبادئ الساسية لقامة دولة الحق والقانون ،ويعتبر هذا المبدأ
ضربا من ضروب التفكير النظري المجرد ما لم تتوفر الضمانات الكفيلة لحمايته ومن أهمها
رقابة القضاء على القرارات الصادرة عن الدارة.
فالفرد عليه أن ل يلتزم الصمت عن كل قرار إداري مضر بمركزه القانوني لن ذلك
يكرس انعدام المشروعية ويشجع رجل الدارة الذي يعتبر المستفيد الوحيد من هذه الوضعية
في الستمرار في تعنته وشططه ولهذا فمن مصلحة الفرد المتضرر أن يكون واعيا بحقوقه
وأن ير فع دعوى اللغاء ب سبب تجاوز ال سلطة عند ما ي صاب بضرر من شأ نه إعدام القرار
الغير المشروع.
ومسن واجسب القاضسي أيضسا أن يحرص كسل الحرص أن تسستهدف الدارة مسن وراء
القرار المت خذ تحق يق الم صلحة العامة بل قد يتح مل م سؤولياته في إقامة عدالة مواز ية ب ين
امتيازات الدارة من جهة وحقوق الفراد وحرياتهم من جهة أخرى.
هذا ولقسد سسبق أن أعلن المغفور له الحسسن الثانسي فسي بدايسة التسسعينات عسن إحداث
المحا كم الدار ية والمجلس ال ستشاري لحقوق الن سان و هم معلمت ين من معالم دولة ال حق
والقانون .ولقد دلت التجربة أن كل من هاتين المؤسستين تنطوي على مجموعة من الجوانب
اليجابية التي فتحت بوادر العهد الجديد بالمغرب.
ولقسد رافسق هذا الوضسع ،صسدور عدة اجتهادات قضائيسة وفقهيسة أكسسبت القرارات
الدار ية ال تي تع تبر امتداد للقانون الداري ،مضمو نا وا سعا ،ازداد تطورا بف عل م ستجدات
الحداث القانونية واجتهاد المحاكم الدارية وكذا ديوان المظالم.
من خلل هذه الطللة الب سيطة نل مس إشكال ية القرارات الدار ية ال تي تع تبر ملت قى
طرق ب ين عدة مواد قانون ية ،وامتداد ل ما ي صطلح عل يه بالقانون العام الداري ،أي مجموع
النصوص التشريعية والتنظيمية التي تنظم الدارة.
وإشكاليسة القرارات الداريسة هاتسه ،تشمسل التعريسف بالقرار الداري ومجال السسلطة
التقديرية في إصداره وأساس الرقابة على القرار الداري والذي يتمثل في مبدأ المشروعية :
دعوى اللغاء بسبب تجاوز السلطة.
انطلقا من هذه الفكار التمهيدية ،ارتأينا تقسيم مضمون هذا البحث إلى فصلين :
الفصل الول :ماهية القرار الداري.
أمنيتنسا أن يحقسق هذا العمسل ،الهداف التسي نسسعى إليهسا والتسي تتجلى فسي تبسسيط مضمون
القرارات الدارية والسهام في بناء الصرح القانوني ببلدنا وتنوير السبيل أمام طالب العلم،
ونسأل ال العون والتوفيق.
يعتبر القرار الداري من أهم الوسائل القانونية التي تستخدم الدارة لممارسة نشاطها
وتحقيسق أهدافهسا ،لذا فهسو يحتسل مكانسا بارزا فسي المؤلفات العامسة باعتباره أحسد موضوعات
القانون الداري الهامة ومجالت خصبا للعديد من البحاث والدراسات الخاصة المتعمقة في
فقسه القانون العام ،فالقرار الداري أهسم مظهسر مسن مظاهسر السسلطة التسي تتمتسع بهسا الدارة
وت ستمدها من القانون العام وير جع ذلك لكون الدارة تم ثل ال صالح العام ،وتهدف بال ساس
تحقيق المصلحة العامة ،فهو يتميز بكونه وسيلة تستعملها انطلقا من إرادتها المنفردة حيث
تقوم بسسن أعمال بمحضسر إرادتهسا وتترتسب عليهسا حقوق وواجبات ول يتطلب دخولهسا حيسز
التنف يذ تو فر ر ضا الفراد أو الجماعات المعن ية ب ها وذلك نظرا لكون ها تقوم على أ ساس ما
يخوله التشريع للدارة من صلحيات غير مألوفة في القانون العادي.
إن هذه العمال تهدف إلى تحق يق أغراض متعددة من ها ما يهدف إلى إلغاءه و من تم
تسميتها بالقرارات النفرادية أو القرارات التنفيذية.
وتجدر الشارة إلى أن العمال النفراد ية ،تتم تع بنظام خاص يجعل ها تخ ضع لب عض
القواعسد التسي يؤدي عدم احترامهسا إلى جعلهسا تفتقسر للمشروعيسة .فمسا هسي إذن القرارات
الدارية؟ وكيف يتم إنشاؤها ؟ ثم كيف يتم تنفيذها ؟ وأخيرا ما هي طرق انتهائها ؟
هذه التسساؤلت وغيرهسا سسنجيب عنهسا مسن خلل ثلث مباحسث ،حيسث سسنتناول فسي
المبحث الول مفهوم القرار الداري ومعايير تمييزه وتوضيح أركانه ،أما في المبحث الثاني
ف سنركز ف يه على أنواع القرار الداري وأخيرا المب حث الثالث الذي سنخصصه للحد يث عن
القرار الداري نفاذه –تنفيذه ونهايته.
وانطل قا من هذا التنوع ،يم كن القول بأ نه إذا كا نت القرارات الدار ية تتم يز بكون ها
قرارات نافذة ،نظرا لمسا تتمتسع بسه مسن صسفة النفراديسة التسي يضفسى عليهسا طابسع السسلطة
العمومية التي تتوفر عليها الدارة ،فإن هذه الصفة قد تغيب بخصوص بعض العمال التي
تقدم عليها هذه الخيرة ،ومن ثم أمكن القول بأن العمال التي تقوم بها الدارة منها ما يتوفر
على الطابع النفرادي ،ومنها ما ينعقد لهذا الطابع.
وبناءا على هذا الوضع ،يتضح أن تحديد القرار الداري ،يقتضي البحث في طبيعته
وذلك من خلل التعر يف الذي أع طي له ،و من خلل تمييزه عن العمال الدار ية الخرى
وتوضيح أركانه ثم بيان أنواعه.
-1الدكتور نواف كنعان ،القانون الداري ،الكتاب الثاني ،كلية الحقوق ،الردن ،ص .237 :
-2الدكتور محمسد مرغينسي خيري ،الوجيسز فسي القانون الداري المغربسي ،الجزء الثانسي ،دار المغرب للتأليسف
والترجمة والنشر ،ص .244 :
وهذا الركسن يعنسي أن القرار الداري يقوم على تعسبير الدارة عسن إرادتهسا بقصسد
ترتيب أثر قانوني وهذا الثر القانوني قد يكون :حالة قانونية جديدة أو تعديل مركز قانوني
قديم أو إلغاؤه.
فالعمسل المادي الصسادر عسن الدارة يكون فسي الغالب (واقعسة ماديسة ) دون أن يتجسه
ق صدها إلى إحداث أ ثر قانو ني –أي إنشاء حقوق والتزامات جديدة -وبالتالي تع تبر م ثل هذه
العمال قرارات إدارية....
و من أمثلة العمال الماد ية ال صادرة من جا نب الدارة وال تي تع تبر أعمال قانون ية،
المر الصادر من الدارة يضم التحقيقات إلى ملف خدمة المدعي ،وتسوية أوضاع الموظفين
وفقا لنظام معادلة الشهادات الدراسية لن عمل الدارة هنا كاشفا وليس منشئا لمركز قانوني،
وتسسليم الترخيسص الصسادر بممارسسة نشاط معيسن لصساحبه بعسد صسدور قرار بمنحسه ،وقيسد
المحررات بسسجلت مصسلحة الشهسر العقاري وفقسا لتاريسخ وسساعة تقديمهسا ،والتأشيسر على
أوراق تعيين أحد الموظفين لن مثل هذا التأشير ل ينشئ أثرا قانونيا.
ك ما أن الع مل المادي قد ي كو تنف يذ الع مل قانو ني :كأن ي صدر أمرا إداري بالق بض
على ش خص مع ين عبرت ف يه الدارة عن ق صدها وغرض ها ونفذ ته باعتبار ها ذات وظي فة،
حيسث يعتسبر مثسل هذا المسر تصسرف أو عمسل قانونسي ...أمسا عمليسة إلقاء القبسض على هذا
الش خص تع تبر من الفعال الماد ية و هي لي ست إل نتي جة لل مر الداري بالق بض ،ولي ست
قانونيا.
كما أن العمل المادي الصادر عن الدارة نتيجة خطأ أو إهمال دون أن تقصد ترتيب
أي أ ثر قانو ني عل يه ،ل يع تبر قرارا إدار يا ،كالحوادث ال تي ت قع للقطارات أو ال سيارات ،أو
هدم المباني التي قد ينتج عنها أضرار تصيب بعض الفراد في أنفسهم أو أموالهم.1...
-1الدكتور نواف كنعان ،القانون الداري ،مرجع سابق ،ص .231 :
ويشترط لتحقيق هذا العنصر من عناصر القرار الداري أن يكون تعبير الدارة عن
إرادتها الذاتية وليس تنفيذا لرادة إدارة أو سلطة أخرى.1
ول تعتبر العمال أو التصرفات الصادرة عن أشخاص القانون العام (التي تحل محل
أشخاص القانون الخاص) وتصسدر تلك العمال نيابسة عنهسا قرارات إداريسة لعدم توافسر هذا
الشرط فيها.
-1دة .مليكة الصروخ ،القانون الداري –دراسة مقارنة ،الطبعة الرابعة مع آخر المستجدات 1998مطبعة النجاح
البيضاء ،ص .385 :
-2سواء تعلق ال مر بالنشاط الداري أو غيره من النش طة القت صادية والجتماع ية المهن ية ،ذلك أن هذه المرا فق
تتمتع بقدر من امتيازات السلطة العامة والتي تخولها الحق في إصدار قرارات إدارية بشأن أمور معينة.
كما تعتبر قرارات إدارية وفقا لهذا الشرط القرارات الصادرة من جهات إدارية عامة
خارج حدود سلطتها العامة ،وبمقتضى صفة أخرى غير صفتها العامة...
ويقتضسي هذا الشرط أن تكون السسلطة الداريسة العامسة التسي يصسدر عنهسا العمسل أو
التصرف سلطة إدارية وطنية تطبق قوانين البلد وتستمد سلطتها منها بحيث يكون التصرف
معبرا عن الرادة الذاتية لهذه الجهة لوصفها سلطة عامة وطنية.
وقسد كان هذا الشرط (نهائيسة القرار الداري) محسل خلف فسي الفقسه الداري ،إذ
اعترض البعض على استخدامها واقتراح استعمال كلمة "تنفيذي" بدل منها.
وأ يا كان الخلف حول ا ستعمال هذا ال صطلح فإن هناك حدا أد نى من التفاق على
معنى نهائية القرار الداري يتمثل في صدور القرار من جهة خولها القانون أو النظام سلطة
البث في أمر ما بغير حاجة إلى تصديق سلطة أعلى.
ول تع تبر قرارات إدار ية وف قا لشرط نهائ ية القرار-العمال التحضير ية أو التمهيد ية
التسي تسسبق صسدور القرار أو العمال اللحقسة لصسدوره والتسي ل تحدث بذاتهسا أثرا قانونيسا
كالتوصسيات ،والقتراحات ،والسستيضاحات ،والراء التسي تبديهسا الجهات السستشارية
والتحقيقات ،والمنشورات والتعليمات التسي يصسدرها الوزراء على أثسر صسدور القرارات
يشرحون ب ها للموظف ين الحكام الجديدة ال تي تضمن ها ،وكيف ية تنفيذ ها ،شري طة أل تتض من
قواعد جديدة.1
وهكذا يت ضح بناء على ما سبق بأن القرار الداري هو انعكاس لخت صاص أ ساسي
تنفرد به السلطات العمومية هذا الختصاص الذي يمكن الدارة بواسطته أن تعمل على خلق
أوضاع قانونيسة جديدة أو تعديسل الوضاع القانونيسة القائمسة أو إلغائهسا ومعنسى ذلك أن المسر
يتعلق بإنتاج آثار قانونية تتمثل في منع الحقوق أو رفض اللتزامات.
إن هذه الخصسائص التسي تتوفسر علي ها العمال النفراد ية هسي ال تي تشكسل القرارات
الدارية ،إذ هي التي تعتبر المعايير الساسية التي بمقتضاها يمكن تمييز هذه القرارات عن
العمال الدارية الخرى.2
-1أحمد السنيهجي ،الوجيز في القانون المغربي والمقارن ،الطبعة الثانية 1998 ،مكناس ،ص .224 :
-2د .محمد كرامي ،الطبعة الولى ،2000مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،ص .206 :
الداري عسن مثسل هذه العمال القانونيسة ،فضل عسن خضوعهسا أو عدم خضوعهسا لرقابسة
القضاء الداري تحديسد الختصساص للجهسة التسي تصسدر عنهسا هذه العمال وبالتالي تحديسد
مسؤوليتها عنها.
وسسنعرض فسي هذا الفرع للتميسز بيسن القرار الداري وغيره مسن العمال الداريسة
إضا فة إلى القرار الداري من ج هة و كل من الع مل التشري عي ،والع مل القضائي ،وأعمال
السيدة من جهة أخرى ،وذلك وفقا للمعيار ين الشكلي والموضوعي اللذ ين تفاوت ال خذ بهما
في الفقه والقضاء المقارن.
المعيار الشكلي :يقوم هذا المعيار على النظسر إلى الجهسة التسي صسدر
عنها العمل أو التصرف بصرف النظر عن موضوع العمل ومضمونه،
فالعمال التشريعيسة بحسسب المعيار الشكلي هسي العمال الصسادرة مسن
البرلمان ،بينمسا تعتسبر العمال الصسادرة عسن السسلطة التنفيذيسة قرارات
إدارية.
وبالرغم من بساطة هذا المعيار وسهولة تطبيقه في الواقع العملي ،إل أن هذا المعيار
تعرض لب عض المأ خذ ال تي تمثلت في أ نه يعت مد أ ساسا على مبدأ الف صل ب ين ال سلطات الذي
يقضي بتحديد وظيفة لكل من السلطات الثلث التشريعية-التنفيذية في حين أن الواقع العملي
وطبيعسة العمسل الداري المرنسة والمتطورة تقتضسي فسي أحيان كثيرة التداخسل بيسن وظائف
واختصاصات كل من السلطتين ،وخاصة في الحالت التي تصدر فيها تشريعات عن السلطة
التنفيذ ية .ك ما أن أعمال ال سلطة التشريع ية ل تقت صر ف قط على إ صدار القوان ين باعتبار ها
قوا عد عا مة مجردة وإن ما يو جد إلى جا نب القوان ين ما ي سمى بالعمال البرلمان ية ،كالعمال
المتعلقسة بالتنظيسم الداخلي للبرلمان كالقرارات الخاصسة بتعييسن موظفسي البرلمان وترقيتهسم
وعلواتهسم ،والقرارات المتصسلة برقابسة البرلمان للسسلطة التنفيذيسة سسواء كانست ذات صسبغة
إدارية أو كانت ذات صبغة مالية أو ذات صبغة وصائية.1
المعيار الموضوعي :ويقوم هذا المعيار على النظر إلى مضمون العمل
أو التصسرف نفسسه ،فإذا كان العمسل أو التصسرف منطويسا على قواعسد
مكتوبة عامة ومجردة ،اعتبر عمل تشريعيا بصرف النظر عن مصدر
هذا العمل والشكل أو الصورة التي تجسد فيها والجراءات التي اتبعت
في إ صداره ،وهذا ينط بق على جم يع القوا عد القانون ية العا مة المجردة
والموضوعيسة ،سسواء تلك التسي يصسدرها البرلمان ؟ والنظمسة على
اختلف أنواعها التي تصدر عن السلطة التنفيذية وأن اختلف بين هذين
النوعيسن مسن التشريعات هسو فسي القيمسة القانونيسة أو مسستوى اللتزام
ومصدر كل منهما وإجراءات إصدارها.
إل أن هذا المعيار يصسعب تطسبيقه فسي الواقسع العلمسي للتمييسز بيسن العمسل التشريعسي
والقرار الداري ،وذلك لصعوبة التمييز بين النظمة والقوانين ،وفقا لمضمونهما ،إذ أن كل
منه ما يتض من قوا عد عا مة مكتو بة عا مة ومجردة وملز مة ،ر غم اختلفه ما في م صدر كل
منهما ،وهذا يعني العودة إلى المعيار الشكلي الذي يقوم أساسا على النظر إلى جهة الصدار
وإجراءاته للتمييز بين العمل التشريعي والقرار الداري.
وف قا للمعيار الشكلي :يكون الع مل أو الت صرف إدار يا إذا صدر عن
ج هة إدار ية ،بين ما يكون الع مل قضائ يا م تى كان صادرا عن ال سلطة
القضائيسة ،بصسرف النظسر عسن مضمون هذا العمسل ومحتواه ،فالمعيار
الشكلي يقوم على أن حكسم القضائي هسو الذي يصسدر مسن جهسة منحهسا
القانون ولية القضاء.
وف قا للمعيار الموضو عي :يكون الع مل أو الت صرف إدار يا أو قضائ يا
بحسب محتوى العمل وفحواه وليس بحسب الجهة التي يصدر عنها هذا
العمسل ،فالمعيار الموضوعسي يقوم على أن الحكسم القضائي هسو الذي
يصدر في خصومه لبيان حكم القانون فيها.1
-1د .رضوان بوجمعسة ،المقتضسى فسي القانون الداري المغربسي ،الطبعسة الولى ،مطبعسة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،1999 ،ص .182 :
ويم كن أن نطرح هذه العمال عبر مجموعت ين رئي سيتين ،المجمو عة الولى ،وتتعلق
بمجموع الجراءات الداخل ية ال تي وإن كا نت تن عت بالقرارات الدار ية إل أن ها ت ظل مفتقدة
ل هم الخ صائص ال تي يقتضيها هذا الن عت أما المجمو عة الثان ية ف هي ت هم العمال النفراد ية
التي تعتبر مجرد إجراءات تنفيذية.
ما يظهر في شكل إجراء تمهيدي لعداد القرارات الدارية ،وذلك مثل الرسائل التي توجهها
الدارة بخصوص مقررات تكون في طور التحضير وفيها ما يظهر في شكل إجراء لحق،
يمثسل مجرد تأكيسد على المقررات السسابقة أو مجرد تأكيسد بأحكام النصسوص التشريعيسة أو
التنظيميسة ،وذلك مثسل المنشورات والتعليمات ،ويدخسل فسي عداد الصسنف الول العمال
التحضيرية ،أما الصنف الثاني فيهم المنشورات أو التعليمات.
إن هذا الموقف هو الذي تبناه الجتهاد القضائي من خلل مجموعة من القرارات التي
أصدرها في هذا الشأن ومن أهم هذه القرارات ،نشير إلى القرار الذي اتخذته الغرفة الدارية
بالمجلس العلى*.
* -قرار ،1967-6-19الشر كة الكهربائ ية المغرب ية ضد وز ير الشغال العموم ية ووز ير المال ية قرارات المجلس
العلى ،الغرفة الدارية ،1970-1966ص .99 :
ومن ثم فهي ل تخضع للمعنى بسبب الشطط في استعمال السلطة وهو ما أكده الحكم الصادر
عن المحكمة الدارية بمراكش في هذا الشأن*.
وانطلقا من هذا التحديد يمكن القول بأن المنشورات أو التعليمات هي إحدى الوسائل
القانون ية الم ستعملة في ممار سة النشاط الداري ،ل كن هذه الممار سة ترت بط أ ساسا ب ما هو
داخلي ،حيسث إن المنشورات أو التعليمات سستكون تلك التصسالت التسي بواسسطتها يعمسل
المسؤول الداري ،وعلى الخصوص الوزير ،على إخبار مرؤوسيه ببعض المسائل الدارية
على الم ستوى الداخلي ،سواء تعلق ال مر بتنف يذ المرا فق العموم ية أو بتف سير التشريعات أو
اللوائح المتعلقة بها.
وبهذا المعنى فإن المنشورات أو التعليمات قد تتضمن مجموعة من المعطيات التي قد
تأخسذ شكسل أوامسر أو توجيهات أو شروحات أو وجهات نظسر يوجههسا الوزراء أو رؤسساء
المصالح إلى مرؤو سيهم ،مما يجعلها ل تهم إل ما يجري داخل الم صالح الدار ية ،ول تهم
العلقات القائمة بين هذه الخيرة والمواطنين.
* -المحك مة الداريسة بمرا كش ،مول العرض ضسد وزيسر الترب ية الوطنيسة ح كم عدد 44بتاريسخ ،1975-07-16
المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد 16يوليوز شتنبر ،1996ص .112 :
القائمة ،فهما ل يمنعان حقوقا ول يفرضان واجبات ،بل كل ما في المر أنهما يشكلن وسيلة
يع مل الم سؤول الداري بوا سطتها على توج يه أوا مر أو تو صيات أو شروحات ذات طا بع
داخلي إلى المصالح الخارجية التابعة له ،مما ينتج عنه أن المنشور أو التعليم يعكسان أساسا
تلك العل قة القائ مة ب ين ال سلطة العل يا والم صالح التاب عة ل ها ،في إطار ما ي سمى بال سلطة
الرئاسية.1
1
المواطن ين إل يه لداء أعمال هم ويجنب هم التع سفات الناشئة من تر كز ال سلطات في أيدي القلة
ويمكن تحديد فكرة الختصاص بالعناصر التالية :
-1عنصر شخصي يتعلق بتحديد أعضاء الدارة ،الذين يختصون بإصدار القرارات
الدارية المختلفة.
-2عنصر زماني يتعلق بزمان إصدار القرارات الدارية وزمان سرياتها.
-5عنصر مكاني يتعلق بالنطاق القليمي الذي تنطبق فيه القرارات الدارية.
-1العنصر الشخصي في تحديد الختصاص :
القاعدة أن ي تم تحد يد الخت صاص بقانون أو بناءا على قانون ،وعلى الع ضو الداري
المنوط بسه إصسدار القرار الداري أن يلتزم حدود الختصساص المرسسوم ،والغالب أن ينسص
القانون صسراحة على عضسو الدارة الذي يملك ممارسسة الختصساص ،ولكنسه أحيانسا ينظسم
بعسض الخت صاصات ويع هد ب ها إلى إدارة معي نة ،فيكون مم ثل هذه الدارة أو رئي سها هو
المخ تص بإ صدار القرارات ال تي تد خل في تلك الخت صاصات .2وإذا كان من الوا جب على
كل سلطة إدارية أن تمارس الختصاص للمسند إليها فإن هذا المبدأ ينبغي مع ذلك أن يترك
المجال أمام الضروريات العمل ية ال تي ت سمح لب عض ال سلطات بالتخلي عن جزء من المهام
الموكول إليها أمر الضطلع بها وذلك عن طريق التفويض مع العلم أن التفويض باعتباره
ا ستثناء من مبدأ الممار سة الشخ صية للخت صاص ي جب أن يكون مقررا أو كيف ما كان ال حل
بيسن عام يعادل على القسل مسستوى النسص الصسادر بإسسناد الختصساص ،والتفويسض نوعان
تفويض الختصاص وتفويض المضاء.3
ويتجلى تفو يض الختصساص فسي أن تع هد السسلطة المفوضسة إلى سسلطة مفوض لهسا
بضوء من اختصاصاتها .ولقد أشار الدستور المغربي إلى هذا النوع من التفويض الذي يؤدي
بطبي عة الحال إلى تعد يل قوا عد الخت صاص ب ين جهات الدارة .فالف صل 80من الد ستور
الحالي ينسص على :الملك هسو القائد العلى للقوات المسسلحة الملكيسة وله حسق التعييسن فسي
-1رضوان بوجم عة ،المقت ضى في القانون الداري المغر بي ،الطب عة الولى ،مطب عة النجاح الدار البيضاء ،1999
ص .182 :
-2محمد حلمي ،موجز مبادئ القانون الداري ،الطبعة الولى ،ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العربي .1978
-3الحاج الشكرة ،القانون الداري ،الطبعة الولى ،دار القلم للطباعة والتوزيع ،ص :
الوظيفة المدنية والعسكرية ،كما له أن يفوض لغيره ممارسة هذا الحق ،كما منح الفصل 64
من نفس الدستور للوزير الول الحق في تفويض بعض سلطاته إلى الوزراء.
ل يسمح للسلطة المفوض لها بالتوقيع على القرارات المسندة إليها بحكم
التفويض.
وبما أن هذا التفويض مستمد من شخص فإن العمل به ينتهي تلقائيا متى
تغير شخص المفوض أو المفوض له.
وأخيرا يعتسبر تفويسض المضاء محدودا فسي مداه حيسث أنسه يجوز للسسلطة أن تفوض
إمضاءها بالنسبة لجميع القرارات المتعلقة بالمصالح الراجعة لختصاصها باستثناء المراسيم
والقرارات التنظيمية.
وتجدر الشارة أن الختصساص يعتسبر مسن الشروط الجوهريسة لصسحة القرارات وإذا
تخالف هذا الشرط يعتبر القرار باطل.
وفسي جميسع الحوال فإن عيسب عدم الختصساص يعتسبر مسن العيوب المتعلقسة بالنظام
العام ل كل ما يتر تب على هذا التعلق من نتائج ،وبخا صة من ح يث جواز الد فع به في أ ية
مرحلة كانت عليه الدعوى ،أو من حيث جواز إتارته تلقائيا من طرف المحكمة.1
فلقد أباح الدستور المغربي بأنه في استطاعة البرلمان أن يأذن للحكومة قانون تفويض
ممارسة بعض الصلحيات في مدة تغيبه ،فإذا انتهت المدة ورجع البرلمان لستئناف مهامه
فقدت الحكومة صلحيتها المفوضة لها وأصبحت كل مخالفة لذلك تشكل عمل غير شرعي.3
كمسا يمكسن أن تحدد قاعدة الصسلحية الزمنيسة بالنسسبة للعلقات المتواجدة بيسن سسلطة
الوصاية والمجالس فإذا انتهت هذه المدة فإن كل اعتراض من طرفه يعد باطل.4
ويترتسب عسن تجاوز السسلطة الداريسة ،الرقعسة الترابيسة المحددة لهسا بحكسم القانون
لممارسة اختصاصاتها بطلن قراراتها.2
و في هذا الطار ق ضى المجلس العلى بإلغاء عدة قرارات لكون ها صادرة عن ج هة
غ ير مخت صة مكان يا و من ذلك مثل :قرار مح مد بن ع بد ال سلم الحاج ال صديق ضد نائب
الوزير الول ح يث ق ضى بإلغاء قرار كا مل إقل يم تازة لنه ل يوجد أي نص يخول له اتخاذ
قرار الداء لمحصل بلدي.3
وتبعسا لذلك يمكسن تعريسف الختصساص بأنسه "السسلطة أو الصسلحية التسي يتمتسع بهسا
مصسدر القرار فسي إصسدار قراره فسي الحدود الموضوعيسة والمكانيسة والزمانيسة التسي بينهسا
القانون".
ومخالفسة قاعدة الختصساص فسي إصسدار القرار الداري تشكسل عيبسا مسستقل وقائمسا
بذاته .يحق بمقتضاه للسلطة القضائية المختصة إثارته والبث فيه من تلقاء نفسها ولو لم يثره
الخصوم لن عيب الختصاص هو العيب الوحيد المتصل بالنظام العام.4
-4تنص المادة 72من قانونه 78-00المتعلق بالميثاق الجماعي في ظرف 15يوما الموالية لختتام الدورة نسخة
من جم يع القرارات غ ير المقررات المشار إلي ها في المادة 69أعله إلى ال سلطة الدار ية المحل ية المخت صة و صل
بذلك .تكون المقررات قابلة لتنفيذ ما عدا إذا كان هناك تعرض معلل من الوالي أو العا مل يبلغ خلل 3أيام الموالي
لتاريخ الوصل في حالتي البطلن أو قابلية البطلن المقررتين في المادتين 74و 75بعده.
-2د .الحاج الشكرة ،م.س .ص .92 :
-3القرار عدد 41بتاريسخ 1961-15-18منشور بمجموعسة قرارات المجلس العلى لسسنة 1961-1960الغرفسة
الدارية ،ص .66 :
-4د.ة مليكة الصروخ ،م.س .ص .388 :
وتتم تع الدارة ب سلطة تقدير ية في اختيار الش كل المنا سب لقرارات ها الدار ية فتكون
مكتو بة أو شفو ية .ماعدا في الحالت ال تي ي نص في ها القانون على ضرورة إ صدار ب عض
أنواع القرارات بش كل مع ين .كوجوب تعل يل القرارات مثل :قرارات توق يف أو حل مجالس
الجماعات المحل ية أو ا ستشارة هيئة معي نة ق بل اتخاذ القرار .2ك ما هو الشأن بالن سبة لب عض
العقوبات الدارية في حق الموظفين والتي ل يمكن اتخاذها من طرف الدولة إل بعد استشارة
اللجنسة التأديسبية .3وفسي مثسل هذه الحوال فإن إغفال الشكسل الذي يتطلبسه القانون يؤدي إلى
وصم القرار يعيب الشكل وإمكان الطعن فيه وإبطاله بدعوى الشطط في استعمال السلطة وقد
طب قت الغر فة الدارة هذا المبدأ بمنا سبة ف صلها في مجمو عة من القضا يا ال تي ت هم تأد يب
الموظفيسن العمومييسن ،وقسد قرر القانون بنصسوص صسريحة حمايسة الفراد افتراض صسدور
قرار من الدارة بالر فض إذ طلب من ها المواطنون شيئا وامتن عت عن الرد مدة معي نة (60
يوم كقاعدة) 4وعلى الع كس ف قد يع تبر القانون سكوت الدارة بمثا بة قبول ومواف قة ل ما و جه
إليها ومن هذا القبيل حالت المصادقة على بعض القرارات الجماعية.5
تتمثسل الركان الداخليسة للقرار الداري فسي السسبب والمحسل والغايسة ،وهسي عناصسر
تظ هر في ها ال سلطة التقدير ية على خلف الركان الخارج ية ال تي تكون في الغالب مقيدة ول
مجال للتقدير فيها.
هذه الحالة الواقعيسة هسي التسي تجسبر الدارة عسن اتخاذ قرارهسا والسسبب يأخسذ أحسد
المظهرين التاليين :
إمسا أن يكون عمل ماديسا ،مثل فيضان أو زلزال مهدد للنظام العام ممسا
يسستوجب تدخسل الدارة متخذة الجراءات الضروريسة لمنسع انتشار
المراض المعد ية في حالة الكوارث الطبيع ية وطب قا لل سلطة التقدير ية
الواسسعة الدارة ،فإنهسا حرة في اعتمادهسا الطريقسة ال تي ترا ها منا سبة
وملئمة لمواجهة العمل المادي.
وإمسا أن يكون عمل قانونيسا مثسل تأديسب موظسف عمومسي تأسسيسا على
سلطة الدارة التقدير ية الوا سعة في تحد يد ما إذا كان الف صل ال صادر
عن المو ظف اختلل بالقوا عد الوظيف ية من عد مه بال ستناد مثل على
سبراير 1958الخاص بالوظيفس
سة سر 24فس
سة لظهيس
المقتضيات القانونيس
العمومية.2
واشتراط السسبب لكسل عمسل إداري قاعدة منطقيسة .وتمثسل قيدا مهمسا على الدارة
وضما نة مه مة لحما ية الفراد من تع سفات الدارة ،ذلك أ نه إذا عملت الدارة على إ صدار
قرار إداري غيره مؤسس على سبب قانوني أو مادي .كان تصرفها خاطئا في تطبيق القانون
-1سليمان محمد الطماوي ،النظرية العامة للقرارات الدارية دراسة مقارنة ،الطبعة الثالثة ،دار الفقه القاهرة ،مصر
.1966
-2محمد يحيى ،المغرب الداري ،الطبعة الثالثة ،2004 ،مطبعة ووراقة إسبارطيل طنجة ،ص .366 :
على الوقائع بعيب السبب وهو عمل غير مشروع يمكن الطعن فيه بدعوى اللغاء .1وهذا ما
أكد ته المحك مة الدار ية بفاس وال تي أكدت من خلله على أن ال سبب الذي تعت مد عل يه في
تعليلها لقرارها يجب أن يكون سببا صحيحا ومعقول.
إن وقائع هذا الحكسم تتلخسص فسي كون التلميذة جليلة المرابسط قسد تقدمست بدعوى أمام
المحك مة بفاس تلت مس في ها إلغاء القرار الداري القا ضي يم نع إعادة ت سجيلها بثانو ية مح مد
القري بالبهايل بفاس ،حيث ارتكز موقف الدارة المعنية على أن اتخاذها للقرار المطعون فيه
قد كانت وراءه أسباب أملتها اعتبارات الخلق العامة السائدة داخل المؤسسات التي يتواجد
فيهسسا خاصسسة ،الطفال المراهقون ...علوة على اعتراض زوج التلميذة للحيلولة دون هذا
الت سجيل ،و قد كان موقف المحكمة من هذه ال سباب موق فا مغايرا ،ح يث صرحت بأن زوج
التلميذة ل يس من شأ نه أن يسقط حقها في النتفاع من خدمات مرفق التعليم الثانوي ،ك ما أن
تواجد ها بهذا المر فق ل ينطوي على أي تأث ير سلبي في الخلق العا مة ال تي تضر عت ب ها
الدارة .مما يجعل ر فض إعادة تسجيل الطاعنة فيه مساس بمبدأ المساواة في التعليم وغير
مرتكز على سبب حقيقي صحيح ويتسم بالشطط في استعمال السلطة بمقتضى إلغاءه.2
بالنشاء :كصسدور قرار إداري يقضسي بتعييسن موظسف فسي وظيفسة معينسة،
فم حل ذلك القرار هو و ضع ذلك المو ظف في الج هة ال تي ثم تعيي نه في ها أو
تخويله ممارسة مجموعة معينة من الختصاص يحددها القانون.
بالتعديل :كصدور قرار إداري يقضي بترقية موظف في وظيفة معينة ،فمحل
ذلك القرار هسو نقسل ذلك الموظسف مسن وظيفسة معينسة على درجسة معينسة إلى
وظيفة أخرى على درجة أقل.
ويشترط في المحل أن يكون متعينا أي يكون المحل قابل للتعيين مادام قد تضمن كافة
العناصسر اللزمسة لتحديده كمسا يشترط أن يكون المحسل ممكنسا حيسث ينبغسي أن يكون تحقيسق
المحل في مقدور الدارة ،كما يشترط أن يكون الثر القانوني للقرار الداري جائزا وقانونيا
بحيسث أن يحترم التدرج العام للقواعسد القانونيسة مسن حيسث سسموها الواحدة تلو الخرى فإذا
صدر قرار إداري ل يرا عي تلك القوا عد اع تبر باطل أي أن الم حل ل يقابله شرط 3على أن
غ ير مخال فة القانون في القرار الداري ل يتر تب عل يه في غالب الحيان انعدام القرار بل
عدم مشروعيته كما لو اشترط القانون شروط معينة في العامل لم تكن متوفرة في من صدر
القرار بتعينسه :ففسي هذه الحالة يكون القرار معيبسا فسي محله ولكنسه ل يكون منعدمسا،
فمشروعيسة المحسل شرط مسن شروط صسحة القرار أمسا وجود المحسل فهسو ركسن مسن أركان
القرار.4
ومفهوم المصسلحة العامسة لمسا كان غيسر محدد فإن المشرع يتدخسل ليحدد للعامليسن
بالمرافسق العامسة الغايسة التسي عليهسم تحقيقهسا بذاتهسا ،فالبحسث عسن غيرهسا يؤدي إلى بطلن
قراراتهسم بموجسب إسساءة اسستعمال السسلطة بمقتضسى مسا يسسمى بمبدأ تخصسيص الهداف
والغايات ،والصسل أن تتم تع العمال الدار ية بحجسة المشروع ية وال صحة إذ يفترض فيهسا
جميعها السعي وراء تحقيق المصلحة العا مة فكل عمل إداري يهدف إلى تحقيق غاية معينة
والقرار الداري ما هو إل وسيلة لتحقيق هذه الغاية التي تكون دائما مصلحة عامة أو منفعة
عامة.2
وخلصسة القول فإن توافسر القرار الداري على كسل الركان السسابق ذكرهسا تضفسى
عليهسا صسبغة الشرعيسة وتجعله قابل للنفاذ ومحصسنا مسن كسل أشكال الطعسن الداري أو
القضائي.3
أيضا أهميتها من الناحية العلمية ،وذلك لختلف آثار القرارات وفق التصنيفات التي تنتمي
إليها أو التقسيمات التي تدخل فيها.
ويقوم هذا التق سيم انطل قا من محتوى القرار الداري وموضو عه وإلى طبي عة الثار
القانون ية ال تي تحدث ها القرارات ،فالتق سيم ين فذ إلى جو هر القرارات ول يتو قف ع ند شكل ها
وواجبات ها الخارج ية ،ويم كن تق سيم القرارات الدار ية إلى أنواع مختل فة .ا ستنادا إلى مدا ها
وإنشائها ثم إلى أثر ها بالن سبة للفراد وكذلك من ح يث خضوع ها لرقا بة القضاء وأخيرا من
حيث تكوينها.
-1د .فؤاد مه نا ،مبادئ وأحكام القانون الداري في جمهور ية م صر العرب ية ،مؤ سسة شباب الجام عة ال سكندرية
مصر ،1973ص .711 :
-2د .ع بد الرحمان البكريوي ،الوج يز في القانون الداري المغر بي ،الكتاب الثا ني ،الطب عة الولى ،1990 ،ص :
.137
والقرارات التنظيميسة إذا كانست تتميسز ببعسض خصسائص التشريسع فإنهسا تصسدر عسن
الدارة وتتخذ مظاهر خارجية مختلفة .فقد تصدر في شكل لئحة أو في شكل قرار وزاري.
والقرارات التنظيمية واللوائح مختلفة عن القانون من حيث المصدر والهمية ورقابة القضاء
فالقانون يصسدر عسن البرلمان ،أمسا القرارات التنظيميسة فإن الجهاز التنفيذي باعتباره سسلطة
إدارية هو الذي يصدرها ،ويترتب عما سبق أن القانون في مرتبة أعلى وأسمى من اللئحة،
القانون من ح يث الرقا بة القضائ ية مختلف عن اللوائح على اعتبار ها أعمال إدار ية لرقا بة
القضاء الداري.2
وحسسب أغلب الفقهاء توجسد أربعسة أنواع مسن اللوائح الداريسة ونوجسز فسي مسا يلي
الحديث عن كل منها :
أول :اللوائح التنفيذيية :وهسي التسي تصسدرها الدارة تنفيذا للقوانيسن ،فالمشرع لمسا
كان يكتفسي يوضسع الطار العام لممارسسة الحقوق والحريات السساسية فقسد ترك التفاصسيل
وظروف إدخال حيز تنفيذ هذه القوانين للسلطة التنفيذية عن طريق اللوائح.
ثانيا :اللوائح المستقلة :وهي التي تنفرد السلطة التنفيذية –الدارة بإصدارها دون
الستناد إلى قانون سابق ودون مشاركة السلطة التشريعية ،وغالبا ما يتم وضعها بخصوص
تنظ يم المرا فق العموم ية أو بشأن المحاف ظة على النظام العام بعنا صره الثل ثة ،ال من العام،
السكينة العامة ،المصلحة العامة وتسمى بلوائح الضبط الداري.1
ثال ثا :لوائح الضرورة :هي اللوائح ال تي ت صدر لمواج هة ظروف ا ستئنافية مفاجئة
تقتضسسي معالجسسة سسسريعة للحفاظ على كيان الدولة وسسسلمتها .مثال حالة الحرب أو
الضطرابات .2وقد يتم اللجوء إليها أيضا في حالة تعذر البرلمان للقيام بمهامه.3
خامسا :لوائح الضبط :وهي التي تصدرها الحكومة من أجل المحافظة على النظام
العام ،بناء على ما لها من سلطة تنظيمية عامة.5
-1د .ماجد راغب الحاو ،القانون الداري ،الطبعة ،1994دار المطبوعات الجامعية السكندرية ،ص .531 :
-2د .محمد أنور حمادة ،مرجع سابق ،ص .41 :
-3د .محمد يحيا ،م.س .ص .375 :
-4نفس المرجع السابق ،ص .376-375 :
-5أستاذ أحمد سينهجي ،م.س .ص .231 :
فل يمكن أن تكون موضوع الطعن أمام القضاء لنعدام شرط المصلحة بالنسبة للغير
في مواجهة الدارة.2
وهكذا يتبين لنا مما سبق أن تعريف القرار الداري يتوقف على توفر ثلثة عناصر
أ ساسية بدون ها تنت في فكرة القرار الداري .فإ صدار القرارات الدار ية هو امتياز تتم تع به
الدارة وحدهسا سسواء كانست مركزيسة أو ل مركزيسة .ومعسبرا عسن إرادتهسا المنفردة ومحدثسا
لثارها القانونية والتي تتمثل في منح الحقوق وفرض اللتزامات فهذه الخصائص التي تتوفر
عليهسا العمال النفراديسة هسي التسي بمقتضاهسا يمكسن أن نميسز هذه القرارات عسن العمال
الدارية الخرى .كما يجب لقيام القرار الداري وصحته من اللزم توفر على القل خمسة
أركان أ ساسية هي الخت صاص ،الش كل ،ال سبب ،الم حل ،الغا ية وال تي تض في عل يه صبغة
الشرع ية وتجعله قابل للنفاذ ومح صنا من كل أشكال الطعن الداري والقضائي ،ك ما ت صنف
القرارات الدارية إلى تصنيفات متعددة تبعا لتكوينها وأثرها .أو خضوعها للرقابة ،غير أن
أهم تصنيف يظل هو ذلك الذي يقسمها حسب مداها إلى قرارات تنظيمية وقرارات فردية.
على حقوق الفراد في ب عض الحالت .1ف من المنط قي اشتراط عدم نفاذ ها في حق هم إل إذا
علموا بها عن طريق إحدى وسائل العلم المقررة قانونا فما هي هذه الوسائل ؟
أول :النشر
النشسر معناه إعلم الجمهور بالقرار وبالتالي فهسو ل ينشسئ القرار وإنمسا يقتصسر أثره
على إمكان الحتجاج به على الكا فة ،فهذه الو سيلة تت بع عادة في حالة المرا سيم والقرارات
التنظيميسة حيسث يتعذر اللجوء إلى وسسيلة العلن لن المراسسيم والقرارات التنظيميسة تطبسق
على عدد غيسر محدد وغيسر معروف مسسبقا مسن الشخاصس 2ويهدف النشسر إلى إطلع
الشخاص على التدابير التي تهمهم ،وهذا ما يفرضه المنطق والعدل لنه ل يمكن في الواقع
أن يمارس النسان حقا أو يفي بواجب إل إذا كان على إطلع به.3
وبهذا فالن شر يش كل إجراءا إدار يا أ ساسيا يتطلب احترا مه من طرف الدارة لضمان
شرعي ته وضمان تنفيذه .وهذا ما أكدت عل يه ب عض التشريعات المغربية 1ك ما يع تبر الجتهاد
القضائي النشر من الشروط الضرورية التي يحتج بالقرار من الغير.
ثانيا :العلن
العلن هسو الطريقسة الواجبسة التباع فسي القرارات الفرديسة ،ويعتسبر إجراءا إداريسا
أ ساسيا تلتزم به الدارة لضمان شرع ية قرارات ها وبالتالي لضمان تنف يذ مقتضيات ها وإعطائ ها
آثارا قانونية.2
وي تم إعلن القرار لذوي الشأن بأ نه و سيلة من و سائل العلن المعترف ب ها قانو نا.
مثل تسليم نسخة من القرار إلى صاحب الشأن شخصيا مع الحصول على توقيعه باستلم أو
إرسال القرار إليه بخطاب موصى عليه بعلم الوصول .3ويجب أن يكون إعلن القرار شامل
لكسل محتويات القرار الداري مادام أنسه ل يجوز الحتجاج بهذا الخيسر إل فسي حدود مسا تم
تبليغه أو إعلنه.4
وتتمتع الدارة بالسلطة التقديرية في اختيار وسيلة العلن التي تراها مناسبة ،ولكن
إذا اشترط القانون صسراحة أن يتسم العلن بوسسيلة معينسة بالذات بالنسسبة لنوع معيسن مسن
القرارات الدار ية ،فإن الدارة ملز مة باحترام ما نص عل يه القانون ،5و من ذلك على سبيل
-1نجد مثل الفصل 45من الدستور المراجع في 13شتنبر 1996الذي ينص "وللقانون يأذن للحكومة أن تتخذ في
ظرف من الزمن محدود ولغاية معينة وبمقت ضى مراسيم ،تداب ير يخ تص القانون عادة باتخذا ها ويجري العمل بهذه
المراسيم بمجرد نشرها.
وتنص المادة 76من القانون 78-00المتعلق بالميثاق الجماعي على ما يلي " :يجب تعليق القرارات
التسي الرئيسس ،باسستثناء القرارات الواجسب تبليغهسا إلى المعنييسن بالمسر بمقسر الجماعسة أو نشرهسا فسي
ال صحف أو تبليغ ها إلى المعني ين بال مر ب كل و سيلة ملئ مة أخرى يحت فظ بالوثائق ال تي تث بت التبل يغ
والنشر بمحفوظات الجماعة".
تنص المادة 25من الظهير الشريف رقم 1-58-008بتاريخ 24فبراير 1958بمثابة النظام الساسي
العام للوظيفسة العموميسة على مسا يلي " :يجسب أن تنشسر تسسميات الموظفيسن وترقياتهسم فسي الجريدة
الرسمية".
-2د .رضوان بوجمعة ،المقتضب في القانون الداري المغربي ،مرجع سابق ،ص .198 :
-3د.ة .مليكة الصروخ ،القانون الداري مرجع سابق ،ص .400 :
-4ذ .أحمد السنيهي ،الوجيز في القانون الداري المغربي ،م.س .ص .233 :
-5د.ة .مليكة الصروخ ،القانون الداري ،م.س .ص .401 :
المثال ل الح صر أن قرارات تعي ين وترق ية الموظف ين ي جب أن تبلغ إلى أ صحابها وأن تن شر
في الجريدة الرسمية.1
وعلى كل حال فإ نه من ح يث المبدأ فإن سريان نفاذ القرارات الدار ية التنظيم ية أو
الفردية ل يسري في حق المخاطبين بها إل ابتداء من تاريخ إخبارهم بواسطة جميع الوسائل
القانونية التي تراها الدارة المناسبة لذلك وهذا ما يحملنا على القول بأنه ل سريان للقرارات
الدارية بالنسبة للماضي عمل بمبدأ عدم الرجعية.2
وكيف ما كان الحال ،فإن عبئ الثبات سواء بالنسبة للنشر أو التبليغ أو العلم اليقيني
ي قع على عا تق الدارة بل إن القضاء يتشدد في تق بل الدلة ال تي تقدم ها هذه الخيرة لثبات
تبليغها.4
الفصل 25من الظهير شريف رقم 1-58-008الصادر بتاريخ 24فبراير .1958 -1
د .الحاج الشكرة ،القانون الداري ،مرجع سابق ،ص .100 : -2
د.ة .مليحة الصروخ ،مرجع سابق ،ص .402-401 : -3
ذ .احمد السنيهي ،الوجيز في القانون الداري المغربي ،م.س .ص .234 : -4
وبالرغم من القواعد السابقة المسلم بها التي تحكم فورية نفاذ القرارات الدارية فإن
هناك ا ستثناءين هام ين على هذه القوا عد :أحده ما يق ضي ي سريان القراران الدار ية بالن سبة
للم ستقبل دون الما ضي (بمع نى عدم رجع ية القرارات الدار ية) ،وثانيه ما :يق ضي بإرجاء
نفاذ القرارات الدارية إلى فترة لحقة على صدوره (بمعنى نفاذه في المستقبل).1
و قد أ كد الف قه والقضاء الداري ين على مبررات ال خذ بهذا المبدأ وال تي تتم ثل في :
عدم تجاوز حدود الختصساص الزمنسي ،بمعنسى منسع مصسدر القرار مسن العتداء على
اختصساص سسلفه ،وذلك إذا لم يكسن مصسدر القرار مختصسا خلل الفترة السسابقة التسي امتدت
إلي ها آثاره ...والرغ بة في احترام الحقوق المكت سبة وضمان ا ستقرار المعاملت والوضاع
القانونيسة ،كأن يصسدر قرار بمعاقبسة موظسف بالحرمان مسن العلوة بأثسر رجعسي فيؤدي إلى
حرمانسه مسن علوة كان قسد اسستحقها فعل قبسل توقيسع الجزاء ،والحيلولة دون تطسبيق القرار
خلل فترة قد يكون سبب القرار قائما خللها ،وإنما ظهر بعد صدوره.
وبالرغم من المبررات السابقة التي تؤكد على الحكمة من إقرار هذا المبدأ إل أن الفقه
الداري أجاز الستثناءات على هذا المبدأ تتمثل في :
وجود حكم قضائي بإلغاء القرار المعيب ،فيصبح لزاما على الدارة القيام بتصحيح
ما قد تر تب على ذلك القرار المع يب من الوضاع الخاطئة في الما ضي ،وذلك
بإصدار قرارات صحيحة بأثر رجعي لتصحيح الوضاع السالفة.
حالة سسحب قرار إداري فردي منشسأ لوضعيسة قانونيسة بأثسر رجعسي له شرطيسن
أ ساسيين ،أن ي قع ال سحب خلل أ جل ر فع الدعوى اللغائ ية أو أثناء التقا ضي ع ند
رفسع الدعوى فسي الجسل القانونسي وأن تكون القرارات المسسحوبة مشوبسة بعدم
مشروعيتها مما يستوجب بطلنها.
حالة القرارات الدار ية ال تي تتض من بالضرورة أ ثر رجع يا ،م ثل القرارات ال تي
تصسدر مسن هيئة إداريسة خولهسا القانون سسلطة إصسدار قرارات تسسري خلل فترة
معينة.1
-1د .نواف كنعان ،القانون الداري ،مرجع سابق ،ص .402 :
للسلطة القائمة وقت التاريخ المقرر لعمال أثرها أن تعدلها أو تكيفها وأن ذلك ل يتضمن أي
اعتداء على سلطة الخلق لن هذا الخلق يستطيع في كل وقف أن يعدل اللئحة.1
لذلك فإن الجتهاد القضائي وخاصسسة اجتهاد مجلس الدولة الفرنسسسي لم يقسسر بهذا
الرجاع في كثير من أحكامه إل إذا أثبت من ظروف الحال أن أرجاء تنفيذ القرار إلى تاريخ
لحسق كانست تقتضيسه ضرورات المرفسق ومسستلزمات سسيره .ومسن هذا القبيسل رفضسه إلغاء
قرارات التعي ين ال تي صدرت ق بل ن شر المر سوم الذي أن شأ الوظائف وب عد صدوره وت سليمه
بصحة تعيين مهندس مع إرجاء آثار القرار حتى أدائه الخدمة العسكرية.2
-1د .محمد أنور حمادة ،القرارات الدارية ورقابة القضاء ،م.س .ص .57 :
-2د .رضوان بوجمعى ،م.س .ص .74 :
ففسي حالة العتراف بالحقوق فإن مسسألة التنفيسذ ل تطرح أي إشكال مادام أن المسر
يتعلق بالستفادة التي يكون فيها المستفيد في موقع اختيار له أن ينفذ القرار الذي يمنحه الحق
أو ل ينفذه ،بمعنسى أن التنفيسذ يرجسع لحسسن إرادتسه ،أمسا فسي الحالة التسي يهدف فيهسا القرار
الداري إلى فرض التزامات على الفراد ،فإن التنفيسذ يكون إلزاميسا بالنسسبة للمعنييسن بهذه
اللتزامات.1
-1د .محمسد كرامسي ،القانون الداري ،التنظيسم الداري ،النشاط الداري ،مطبعسة النجاح الجديدة الدار البيضاء،
الطبعة الولى 1421هس2000/م.
-2د .محمد أنور حمادة ،القرارات الدارية ورقابة القضاء ،ص .57 :
يتمثل في امتياز إصدار قرار من جانبها يرتب أثره قبل الفراد دون مشاركة منهم ،وثانيهما
:يتمثل في امتياز تنفيذ القرار جبرا عند القتضاء ودون إذن من القضاء.
أن يرفسض مسن صسدر بحقهسم القرار المتثال له طواعيسة بعسد أن تطلب منهسم
الجهسة المختصسة مصسدرة القرار تنفيذه ،ذلك أن الحرص على السستجابة
السسريعة والفعالة لضروريات عدم تعطيسل سسير العمسل الداري واسستقرار
الوضاع والمرا كز الناشئة عن ها ،كل ها مبررات تقت ضي –ع ند عدم ان صياع
الفراد طواع ية واختيارا لقرارات ها -تنف يذ قرارات ها تنفيذا مباشرا أو جبرا إذا
لزم المر.
أن تسستخدم الدارة فسي تنفيسذ قراراتهسا جسبرا إل القدر اللزم لضمان تنفيسذ
القرار ،وذلك دون المسساس بحقوق وحريات الفراد الذي سسينفذ القرار فسي
مواجهتهسم وبعسد انعدام الوسسائل البديلة المتاحسة أمام الدارة لوضسع قراراتهسا
موضع التنفيذ ،وخاصة في الظروف الستثنائية الطارئة وحالت الضرورة.
وتنبسع أهميسة هذا الشرط أو الضابسط الخاص بالتنفيسذ الجسبري للقرار الثار الخطيرة
التسي تترتسب على اسستخدامها مثسل هذه الوسسيلة والمتمثلة فسي :العتداء على حقوق الفراد
وحرياتهسم ،كقرار نزع الملكيسة الذي يمسس حسق الملكيسة ،وقرار تفتيسش المنازل الذي يمسس
حرمسة الم ساكن ،وقرار م نع موا طن مسن ال سفر الذي يمسس حري ته الشخ صية ،أو أن يترك
القرار آثارا يتعذر تداركها بعد التنفيذ كقرار هدم منزل آيل للسقوط.
أن يوجسد نسص قانونسي صسريح يخول الدارة حسق اللجوء الجسبري المباشسر ذلك لن
التنف يذ ال جبري المبا شر هو في ال صل و سيلة ا ستثنائية ي تم اللجوء إلي ها في حالت محددة،
المر الذي يقتضي استناد الدارة في استخدام هذه الوسيلة إلى نص قانوني يجيز استخدامها.1
-1د .نواف كنعان ،القانون الداري ،الكتاب الثاني ،م.س .ص .297-296 :
ونظرا لما قد يطرحه التنفيذ القهري المباشر للقرارات الدارية من مشاكل فإن الدارة
قد تلجأ إليه في حالة استثنائية وهي كالتالي :
إذا أجاز المشرع هذا التنفيسذ ،مثل نجسد المادة 52مسن قانون 78-00المتعلق
بالتنظ يم الجما عي وال تي ت نص على " :يم كن أن يتولى رئ يس المجلس تلقائ يا
وعلى نفقة المعنيين بالمر العمل طبقا للشروط المحددة بالمرسوم الجاري به
الع مل على تنف يذ جم يع التداب ير الرام ية إلى ضمان سلمة المرور وال سكينة
والمحافظة على الصحة العمومية كما تنص المادة 53من نفس الميثاق على :
"يجوز للرئيس أن يطلب عند القتضاء من السلطة الدارية المحلية المختصة
العمسل على اسستخدام القوة العموميسة طبقسا للتشريسع المعمول بسه قصسد ضمان
احترام قراراته ومقرراته".
في حالة الستعجال مثل في حالة حريق منزل ل يمكن انتظار إذن من النيابة
العامة لجل الدخول للمنزل وإنقاذ الشخاص المحاصرين بالنار.
فسي الحالت التسي ل يمكسن معهسا احترام الجال والجراءات العاديسة مثل
كالف صل 69من الظه ير الشر يف ر قم 1-92-31ال صادر 17يون يو 1992
بتنفيسذ القانون رقسم 12-90المتعلق بالتعمير ،1يبلغ المسر بالهدم إلى المخالف
ويحدد ف يه ال جل المضروب له لنجاز أشغال الهدم ،ول يجوز أن يتعدى هذا
الجسل ثلثيسن يومسا .وإذا لم ينجسز الهدم فسي الجسل المضروب لذلك تولت
السلطة المحلية القيام بذلك على نفقة المخالف.
في حالة مقاومة ومعارضة صارخة من طرف الشخاص الذين يعاكسون عن
إرادة و سابق إ سرار تنفيذ القرار الداري تعتزم الدارة تنفيذه وكذا عدم وجود
أية طريقة قانونية كالجزاءات الجنائية أو الدارية (الغرامة) من ذلك مثل ما
تنسص عليسه الفقرة 11مسن الفصسل 609مسن القانون الجنائي المغربسي "مسن
خالف مر سوما أو قرارا صدر من ال سلطة الدار ية ب صورة قانون ية ،إذا كان
هذا المرسوم القرار لم ينص على عقوبة خاصة لمن يخالف أحكامه".1
-1الجزاءات الجنائية :قد تلجأ الدارة للقضاء الجنائي لتنفيذ قراراتها وحمل الفراد
قسسرا على تنفيذهسا مسن خلل توقيسع عقوبات لحمسل الفراد على تنفيسذ القرارات
الدارية بل إن وسيلة الدعوى الجنائية من الساليب ال تي يعتبرها الفقه والقضاء
ال سلوب الم ثل الوا جب إتبا عه في الحالت ال تي يمت نع في ها الفراد عن تنف يذ
القرارات طواعية حملهم جبرا على التنفيذ.2
-2الجزاءات المدنيية :تسستطيع الدارة أن تلجسأ إلى القضاء المدنسي للزام الفراد
باحترام قراراتهسا وتنفيذهسا جسبرا ويرى بعسض الفقهاء أن أتباع الدارة لطريسق
القضاء العادي وإن كان قليسل الحدوث عمل وعدم اسستخدامها لمتيازات السسلطة
العامة التي تتمتع بها ،فيه ضمانة أكبر لحترام حقوق وحريات الفراد.3
-5الجزاءات التأديبية :تستخدم الدارة أحيانا الجزاءات التأديبية التي تملك توقيعها
قانونا في مواجهة من يرفض النصياع لقراراتها أو أوامرها ،ومن أمثلة ذلك :
العقوبات التأديب ية ال تي تو قع على الموظف ين المخالف ين لوامر ها والعقوبات ال تي
توقسع على المنتفعيسن بخدمات المرافسق العموميسة مسن مخالفات إزاء القرارات
المنظمسة لهذا النتفاع ،والجزاءات الجنائيسة والماليسة الواردة فسي أنظمسة الضبسط
الداري هسي خسبرات سسالبة للحريسة كالغرامات والمصسادرة والحبسس وإغلق
-1د .الحاج الشكرة ،القانون الداري ،مرجع سابق ،ص .103 :
-2د .سليمان الطماوي ،الوجيز في القانون الداري ،م.س .ص .260 :
-3د .نواف كنعان ،القانون الداري ،م.س .ص .299-298 :
المحلت المقلقسة للراحسة أو المضرة بالصسحة العامسة الخطرة ،فضل عسن سسحب
التراخيص الخاصة بمزاولة المهن الحرة والتجارية.1
-1أن يكون طلب إيقاف التنفيييذ بدعوى إلغاء القرار الداري لعدم المشروعييية :
ومع نى هذا الشرط أن يطلب را فع دعوى اللغاء و قف التنف يذ لن نفاذ القرار قد
يؤدي إلى نتائج يتعذر تداركهسا وضرر كسبير يصسعب رده مسن طرف الطاعسن،
والحك مة من هذا الشرط واض حة لن طلب و قف التنف يذ ل يعدو أن يكون طع نا
فسي القرار المطلوب إلغاؤه .وقسد يكون طلب وقسف التنفيسذ مقدمسا فسي نفسس مقال
دعوى اللغاء ،و قد يكون مقد ما بناءا على طلب م ستقل عن دعوة اللغاء ،فطلب
وقف التنف يذ فر عي يتبع الطلب الصلي باللغاء وجودا وعدما .ول يهم ب عد ذلك
أن يكون قسد قدم فسي نفسس صسحيفة دعوى إلغاء القرار الداري أو بطلب مسستقل
عن الطعن باللغاء.
-2يجيب أن يكون القرار تنفيذييا :ومعنسى ذلك أن يكون له قوة تنفيذيسة (Force
)exécutiveول يكون كذلك إل إذا كان إيجابيسا كالقرار بترقيسة موظسف دون
مو ظف آ خر تتوا فر ف يه ن فس موا صفات المو ظف المو قف ،أو قرار بعزله ،أو
قرار بإزالة أشجار الغابة إلى غير ذلك ،وقد ثار نقاش حاد في الفقه والقضاء في
مختلف النظ مة القضائ ية وخا صة في فرن سا أو م صر في ما إذا كا نت القرارات
الدار ية ال سلبية المطعون في ها باللغاء قابلة من باب التبع ية لل مر بإيقاف قرار
سسلبي ،لن المسر بإيقاف قرار سسلبي ينطوي فسي حسد ذاتسه على عنصسر إيجابسي
ويصسبح القاضسي فسي موقسع مسن يصسدر قرارات للدارة وهذا فيسه خرق لمبدأ
دستوري أساسي هو الفصل بين السلطتين القضائية والتنفيذية ،فالقاضي الداري
ل يملك حق إصدار أمر للدارة ،فمثل قرار إيقاف تنفيذ حالة عدم منح الرخصة
ي ساوي بالتبع ية قرار القا ضي بإعطاء الترخ يص وهذا يتعارض مع المبدأ القائل
بعدم جواز إعطاء أوامسر للدارة مسن طرف القاضسي الداري . 1فهسو مسن خلل
فحص شرعية المقررات من ظا هر الوراق وبناء على نظرة أولية ير جع ما إذا
كان القرار المطعون ف يه سيتم إلغاؤه لع يب ف يه ل كن دون بحث مف صل أو متعمق
لعيوب القرار الداري ،وهذه العيوب يصعب الكشف عنها في القرار السلبي لن
هذا النوع مسن القرارات ل ينطوي على مقتضيات تنفيذيسة ويتعذر المسر بإيقاف
تنفيذها ،وكهذا إذا كانت القاعدة العامة في هذا الشأن هي أن القرار الداري الذي
يمكن الطعن فيه باللغاء هو الذي يجوز طلب الحكم فيه بوقف تنفيذه فهل معنى
ذلك أنسه يجوز إيقاف تنفيسذ القرار السسلبي ،إذا أجبنسا باليجاب فمعنسى ذلك أن
القضاء الداري له الحق في إلزام جهة الدارة بإتيان أمر ليس للقضاء أن يلزمها
بأن تأتيه لسيما عندما يصدر حكم فيما بعد يرفض طلب اللغاء.2
-1المقال المأخوذ من مجلة القضاء الداري حصيلة وآفاق ،سنة ،1993ص ،100 :الصادرة عن المجلة المغربية
للعلوم الدارية.
-2عزيز يودالي ،قاضي بالمحكمة الدارية بمكناس ،عن المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج -14
،15يناير يونيو ،.1996ص .60 :
ل قد اتجاه الف قه في البدا ية نقل عن مذا هب الفقهاء الفرن سيين ومجلس الدولة الفرن سي
أن مجرد القرارات ال سلبية في حد ذات ها ل تق بل اللغاء أو إيقاف تنف يذ ،والقرار ال سلبي في
هذه الحالة وهو الذي ل يتضمن مقتضيات تنفيذية إيجابية.
وهكذا فإن مجرد اسستئناف الدارة عسن اتخاذ قرار معيسن ل يعتسبر قرارا سسلبيا قابل
للط عن باللغاء ،وطلب اليقاف ذلك هو ال صل والمبدأ وال ستئناف من القاعدة العا مة لعدم
جواز قابل ية القرارات الدار ية ال سلبية لو قف التنف يذ ،هو حالة واحدة إذا كان القرار ال سلبي
الرافض من طرف الدارة في مواجهة الفرد قد أدى إلى إحداث تعديل في المركز القانوني
أو الواقعي للفرد صاحب الشأن ،كقرار يرفض طلب الستقالة الذي يتعارض مع مبدأ قانوني
وهو حرية العمل وعدم إجبار الموظف على الستمرار في وظيفة ل يرغب فيها ،وأن القرار
المذكور فيه ضرر محقق للطاعن وبمعنى آخر فإنه من أجل تحقيق العدالة وحماية الفراد إذ
كان القانون يفرض على الدارة اتخاذ موقسف معيسن والقيام بشيسء إزاء الفراد ،فإن سسكوت
الدارة عسن اتخاذ ذلك الموقسف أو العمسل بذلك الجراء يكون خلل فترة معينسة بمثابسة قرار
إداري سلبي قابل للطعن باللغاء ومن باب التبعية قابل لطلب الوقف .أما سكوت الدارة عن
اتخاذ قرار ل يو جب القانون علي ها اتخاذه –وإن ما يترك ذلك لم حض تقدير ها ،فإ نه ل يش كل
قرارا سلبيا من ها يم كن الط عن ف يه وم حل طلب اليقاف ،تلك هي القاعدة المتب عة حال يا في
النظمة القضائية المقارنة وخاصة في فرنسا ومصر 1بخلف القضاء الداري اللماني مثل
الذي له سسلطة واسسعة بحيسث يمكنسه أن يأمسر الدارة باتخاذ عدة تدابيسر ل يفرضهسا القانون
فحسسب بسل حتسى الواقسع ،أمسا النظام القضائي المغربسي فبالرغسم مسن كونسه يتأثسر بالنظاميسن
الفرنسسي والمصسري ،إل أنسه اتخاذ موقفسا محددا مسن هذه المسسألة ،وسسنبين فيهسا بعسد مجال
اخت صاص القضاء الداري في ما ي خص طلبات و قف التنف يذ بالمغرب ،ويل حظ أن الجتهاد
القضائي المغربي ،قد يتأثر في هذا المجال بالنظام القضائي الفرنسي وهو التجاه المشار إليه
أعله كون القرارات السلبية ل يجوز إيقاف تنفيذها إل إذا كان لها تأثير في المراكز القانونية
والواقعية للطراف.2
-1يجب بالضافة إلى ذلك أن يكون القرار السلبي مؤثرا في المركز الواقعي والقانوني للطاعن.
-2المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،م.س .ص .61-60 :
وتجدر الشارة إلى أن الشروط الواجسب توافرهسا فسي القرار الداري القابسل للطعسن
باللغاء هسي نفسس الشروط المتطلبسة فسي القرار ذاتسه المطلوب إيقاف تنفيذه وهسي أن يكون
القرار صادرا عن سلطة إدارية وذو قوة تنفيذية أي له تأثير على مراكز الفراد ،وأن يكون
نهائيسا( ،فمثل ل يجوز وقسف تنفيسذ العمال التحضيريسة لصسدار القرار الداري فل يجوز
حتى الطعن فيها باللغاء فبالحرى إيقاف تنفيذها).2
.391
-1محمد يحيا ،المغرب الداري ،ص :
-2د.ة .مليكة الصروخ ،القانون الداري ،م.س .ص .406-405 :
ال سفر إلى الخارج للعلج ،ف في م ثل هذه الحالت يكون ر كن ال ستعجال قائ ما وبذلك فكل ما
ظهرت للمحك مة أمور يخ شى علي ها من فوات الو قت أو نتائج يتعذر تدارك ها ،كان عن صر
ال ستعجال موجودا ليقاف التنف يذ يع تبر ب حق ك ما قال ال ستاذ هور يو "مراق بة أول ية وعاجلة
لمشروعيسة القرار" موجودا ،ولكسي يمكننسا الوقوف على هذا الشرط بتدقيسق يتعيسن القول بأن
عن صر الستعجال يقوم على ثلثة معايير أ ساسية يجب على المحك مة مراعاتها ع ند فحص
عنصر الستعجال بمناسبة دراسة الملف المعروض عليها وهي كالتالي :
.3أن ل يكون بإمكانه دفع النتائج الضارة التي تترتب على استمرار
تنفيذ القرار بالوسائل القانونية المقررة.1
وه نا غال با ما تحاول المحك مة الحفاظ على هذا التوازن الدق يق ب ين الم صلحة العا مة
وم صالح الفراد ،فيكون عن صر ال ستعجال قائ ما عند ما تتوا فر ضرورة معي نة تبرر و قف
تنف يذ القرار لتفادي نتائج يتعذر تدارك ها في ما ب عد ودون التطاول على الم صلحة العا مة بش كل
صارخ عند المر بوقف التنفيذ وفي حالة تعادل المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة تلجأ
المحكمة إلى تغليب كفة المصلحة العامة على الخاصة.
وقد ثار تساؤل في القضية حول ما إذا كانت القرارات الدارية المعدومة قابلة لوقف
التنفيذ بناءا على حالة الستعجال وخاصة في مصر وفرنسا ؟ وفي الحقيقة أن هذه القرارات
ل تعتبر قرارات إدار ية وإن ما مجرد أعمال مادية ،فالقرارات الدارية تكون لها قوة ملزمة،
أما المعدومة فهي مجرد أعمال مادية أو عقبات في وجه الفراد فقد ذهب القضاء في مصر
إلى جواز الحكم بإيقاف تنفيذها ،لمجرد أنها منعدمة ودون التقيد حتى بأجل الطعن ،2لن هذا
العمسل كمسا قالت المحكمسة العليسا فسي مصسر ل يعدو أن يكون مجرد عقبسة ماديسة فسي سسبيل
-1عبد الله حداد ،القضاء الداري المغربي على ضوء القانون المحدث للمحاكم الدارية،ص .225 :
-2مقال إبراهيم زعيم ،مسطرة وقف التنفيذ ومسطرة الستعجال في المادة الدارية ،أي ترابط بينهما ،منشور بالمجلة المغربية للدارة
المحلية والتنمية ،عدد 12يوليوز -شتنبر ،1995ص 57 :وما بعدها.
استعمال ذوي الشأن لمراكزهم القانونية المشروعة مما يبرر بذاته مطالبتهم بإزالة تلك العقبة
بصفة مستعجلة( .ح كم بتار يخ 1956-01-14منشور بمجمو عة المبادئ ال سنة الولى ،ص
،)383 :وهكذا عندما يتوافر شرطا الستعجال والجدية ،فإن المحكمة يتعين عليها أن تحكم
بإيقاف تنفيذ القرار ،أقول هنا المحكمة كهيئة مشكلة من أعضاء.1
ويثور الت ساؤل عند ما تتوا فر الضرورة الم ستعجلة الق صوى بالمغرب ويتقدم الطا عن
يطلب ا ستصدار ال مر بإيقاف التنف يذ إلى ال سيد رئ يس المحك مة الدار ية عند ما يكون النزاع
منصسبا فسي الموضوع حول طلب إبطال محضسر حجسز تنفيذي إداري مسن طرف قابسض
الضري بة وتقدم الطا عن باللغاء يطلب بطلن مح ضر الح جز وإيقاف عمل ية الب يع أو تأجيله
وفي نفس الوقت يطلب من رئيس المحكمة إيقاف عملية الحجز التنفيذي خاصة ما إذا كان قد
أدى الكفالة المنصسوص عليهسا بالفصسل 15ومسا يعده مسن ظهيسر 1935المتعلق بالضرائب،
ففسي هذه الحالة يحسب لرئيسس المحكمسة أن يفصسل فسي الطلب المذكور بمفرده نظرا لحالة
الستعجال القصوى دون هيئة الحكم.2
-1إن القضاء الداري المغربي سواء قبل إنشاء المحاكم الدارية 90/41أو بعد إنشائها يعتبر نفسه غير مختص للنظر في قضايا العتداء
المادي للدارة كالعتداء على الملكيسسة الخاصسسة دون سسسلوك الوسسسائل القانونيسسة المخولة للدارة وهسسي مسسسطرة نزع الملكيسسة أو السسستيلء
المؤقست ،فالعمال الماديسة غيسر الشرعيسة أو أعمال التعدي التسي تقوم بهسا الدارة تجعسل هذه الخيرة كأنهسا شأن الفراد والخواص الذيسن
يخالفون القانون ويمكسسن الحكسسم عليهسسا بإخلء العقار المترامسسي عليسسه أو بصسسفة عامسسة وضسسع حسسد لهذا العتداء أو التعدي ول تكون تلك إل
بواسطة المحاكم العادية المدنية الحامية الطبيعية لحقوق الفراد ،أما المحاكم الدارية فإن أغلب الحكام الصسادرة عنها ،إن لم نقل في
مجموعهسا تصسرح بعدم اختصساصها للنظسر فسي مثسل هذه العمال ،ول يمكسن اعتبار العمال قرارات إداريسة ،وهسو التجاه المتبسع فسي النظام
القضائي الفرنسسية .أمسا فسي مصسر ،فإن النظام القضائي قسد ذهسب شوطسا بعيدا فسي هذا اليطار ،واعتسبر نفسسه مختصسا بالنظسر فسي قضايسا
العتداء المادي للدارة إذا كانت هاته العمال المادية غير الشرعية قد صدرت عن الدارة في شكل قرارات إدارية وبالتالي فالقضاء المصري يحكم تبعا لذلك بإيقاف
تنفيذها وبإلغائها إذا توافرت الشروط اللزمة لذلك.
-2د .مسساعد عبسد القادر ،أسستاذ بكليسة الحقوق ،طنجسة نظام وقسف تنفيسذ القرارات الداريسة فسي الجتهاد القضائي
الداري المغربي ،ص .54 :
بو قف صدور جريدة ب صفة تع سفية ودون ما أ سباب قانون ية أو أمن ية وجي هة أو قرار إداري
بم نع صدور جريدة مواز ية ت حت ا سم جد يد من طرف حزب سياسي مع ين ب عد صيرورة
قرار إيقاف الجريدة الولى نهائيسا وناقدا ،إذا فسي هذه الحالة الخيرة يعتسبر اليقاف أو المنسع
لصسدور الجريدة هسو منسع لرأي الحزب وشسل نشاطسه السسياسي الذي يعسبر عنسه بواسسطة
جريدته.1
ويجب دائما عدم الخوض في جوهر النزاع وأصل الحق موضوع الطعن في القرار
الصادر بشأنه ،على اعتبار أن وقف التنفيذ هو حكم مؤقت يستلزم عدم الخوض في الجوهر،
ل يق يد المحك مة ع ند نظر ها ل صل طلب إلغاء القرار .ف قد تح كم بر فض الط عن باللغاء في
الطلب الموضوعسي أو قبوله حسسب الحوال بعسد قيام المحكمسة ببحسث مفصسل ومعمسق فسي
المشروعية.
وهكذا فبالرغم من أن وقف التنفيذ هو من قبيل المور المستعجلة التي ل علقة لها
بموضوع الدعوى وإننسا طلب متفرع عسن طلب اللغاء ،فيجسب أن يكون طلب اللغاء مبنيسا
على أسباب جدية يترك لقاضي الموضوع تقديرها.2
مجال وقف التنفيذ :من المسلم به أن المحكمة ل تفحص طلب وقف التنفيذ
إل بعد أن تكون قد تحققت أول في اختصاصها بنظر الطلب الصلي ،وهو
إلغاء القرار الداري المطعون فيسه بعدم المشروعيسة وكذلك شروط قبول
الدعوى وأهمها ميعاد رفعها وإل صرحت المحكمة بعدم قبول الطلبين معا.
مدة إمكانية وقف التنفيذ القرارات الدارية المرتبطة بعقود إدارية :هناك
م سألة ذات أهم ية ق صوى ول بد من الشارة إلي ها ،هل يم كن الط عن في
القرارات الداريسة المرتبطسة بالعقود الداريسة باللغاء والوقسف ؟ فالعقسد
الداري كما نعلم له مميزات خاصة تجعله يرقى على باقي العقود العادية،
بح يث تظهر ف يه امتيازات السلطة العا مة كأن تقوم الدارة بالتنفيذ المبا شر
للعقسد وتنزل عقوبات على المتعاقسد معهسا مثسل مصسادرة التأميسن ،فرض
غرا مة التأخ ير ،إنهاء المشروع ب صفة منفردة ،إلى أخره ،إن الف قه قد م يز
في القرارات المطعون فيها بالنسبة لهذه العقود بين القرارات المنفصلة عن
العقسد والتسي تكون سسابقة عنسه أو فسي المرحلة التمهيديسة للعقسد وتسسمى
القرارات المنفصسلة Actes détachablesكالقرار بطرح العمسل فسي
المناقصة والقرار الصادر باستبعاد أحد المتناقضين أو إلغاء المناقصة إلخ،
هذا مسن جهسة ومسن جهسة أخرى ،هناك القرارات المتعلقسة بتنفيسذ مقتضيات
العقد وبنوده تسمى Les actes attachablesكالقرار بمصادرة التأمين أو
فسخ العقد.
أدخل في دعوى اللغاء وقبل طلب اليقاف فيما يتعلق بالقرارات المرتبطة بالعقد وحكم تبعا
سة وتوافرت حالة
سا المشروعيس
ست فيهس
سن القرارات إذا انتقس
لذلك بإلغاء وإيقاف هذا النوع مس
الستعجال.1
أما المقررات المنفصلة أصل عن العقد ،فل جدال أنها قابلة لللغاء ومن الباب التبعية
ليقاف تنفيذها ،إل أن هذا التمييز يبقى نظريا ومنفذا ول يستقيم في جميع الحوال فالمحاكم
مثل في مصر قد حكمت بإلغاء بعض المقررات المتصلة بالعقد استنادا إلى عنصري الجدية
والستعجال وعندما تحقق أضرارا خطيرة للمتعاقد مع الدارية وفي جميع الحوال التي تقبل
فيها القرارات التي ل علقة لها من بعيد أو من قريب بالعقد للطعن باللغاء لتجاوز السلطة،
يتع ين أل تكون هذه القرارات مرتب طة بالنظام العام كالقرارات البولي سية فم ثل هذه القرارات
ل تقبل إيقاف تنفيذ ،راجع مستنتجات مفوض الحكومة رميو Romieuفي هذا الصدد ،وأن
ل يمنع القانون صراحة إيقاف تنفيذها كتدبير استثنائي يخرج عن القاعدة المألوفة قانونا وهي
نفاذ القرارات الدارية بمجرد صدورها من الجيهات الدارية الرسمية.2
إذا كان الصسل هسو أن القرارات بمجرد صسدورها وتبليغهسا إلى ذوي الشأن بصسفة
قانونيسة ،سستكون قابلة للتنفيسذ وتلجسأ الدارة إلى تنفيذهسا بصسفة مباشرة وتنتسج هذه القرارات
آثارها منذ صدورها ،فإن الطعن فيها باللغاء لعدم المشروعية ل يوقف تنفيذها ،فإنه استثناء
من هذه القاعدة ثم الخذ بنظام وقف التنفيذ في أحكام القضاء الداري في فرنسا ومصر ومن
هذا النظام بتطورات هامة منذ نشأته إلى الن.
-1كالقرار بنقل الشيء التعاقدي لفائدة ملتزم جديد مع الدارة بدل من الملتزم الصلي وبدون أي مبرر.
-2عبد ال حداد ،القضاء الداري المغربي على ضوء القانون المحدث للمحاكم الدارية ،ص .227 :
سنحاول في هذه الفقرة أن نبرز بعض خصوصيات طلبات وقف التنفيذ بمصر حيث
قطسع القضاء الداري أشواطسا طويلة مسن النمسو والتقدم وأصسبح يعرف اسستقلل مسن حيسث
التنظيسم الهيكلي ونوعسا مسا مسن حيسث وظيفتسه وذلك منسذ إنشاء مجلس الدولة المصسري سسنة
،1946وقسد جاء فسي الفصسل 49مسن قانون " 1972يجوز للمحكمسة أن تأمسر بإيقاف تنفيسذ
القرار إذا طلب ذلك في صحيفة الدعوى ورأت المحك مة أن نتائج التنف يذ قد يتعذر تدارك ها".
فبالضا فة إلى الشروط الشكل ية والموضوع ية لل ستجابة لطلب و قف التنف يذ وال تي اعتمد ها
أي ضا القضاء الم صري فإن القضاء الداري الم صري يخ تص بال بث في طلب و قف التنف يذ،
إذا كان هذا الطلب المسستعجل مرتبطسا بدعوى اللغاء وإذا توافرت الشروط السسالفة الذكسر،
وينص الفصل 40من قانون مجلس الدولة الحالي بأن المحاكم الدارية بمصر تختص بالبث
في طلب و قف تنف يذ القرار الداري المضمون ف يه باللغاء ،وكذا في طلب ا ستمرار صرف
مرتب الموظف المفصول عن عمله بعد تظلمه من قرار فصله عن الخدمة وقبل أن يتم رفع
دعوى إلغاء هذا القرار.1
لذلك فللمحاكم التأديبية بمصر أن تأمر بإيقاف القرار الداري القاضي بمنع الموظف
من مرتبه كل أو جزءا إلى حين افصل في الطلب الموضوعي المتعلق بالقرار التأديبي وذلك
للختصاص الدقيق والتمييز المناطق بهذه المحاكم ولن الدعوى التأديبية تمر من عدة قنوات
وهي الجهة الدارية التي يعمل بها الموظف التي تسجل المخالفات المهنية ثم النيابة الدارية
التي تجمع الحجج والوثائق ضد الموظف وتقوم بمتابعته وكذا هيئة مفوضي الدولة التي تعد
تقارير للمحاكمة وأخيرا المحكمة التي تفصل في مشروعية القرار الداري من عدمه ولها أن
تأمر بإيقاف تنفيذ القرارات التأديبي قبل صدور حكم نهائي بشأنه ،ونلحظ أن هذه الحالة هي
الحالة الوحيدة التسي ل يشترط فيهسا فسي البدايسة تقديسم دعوى فسي الموضوع ،فالمحكمسة تقرر
إيقاف القرار القاضسي بحرمان الموظسف مسن مرتبسه إلى حيسن الفصسل فسي موضوع القرار
التأد يبي بكو نه شر عي أم ل ،وغا ية المشرع واق عة في هذا المجال و هي غا ية نبيلة تقت ضي
حماية ومنع الضائقة المالية التي قد تلحق به إلى حين ثبوت صحة القرار التأديبي المتخذ في
حقه شرط أن يكون المرتب هو مورد عيشه الوحيد ،وبالضافة إلى الشرطين الموضوعيين
لقيام اختصاص القضاء الداري للبث في طلب وقف التنفيذ واللذان سبق توضيحهما من قبل
-1المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج ،15-14يناير –يونيو ،1996ص .63-62 :
وه ما عن صرا ال ستعجال وجد ية الطلب هناك شرط شكلي يعتمده القضاء في م صر و هو أن
يرد طلب و قف التنف يذ فيغ ير الدعاوى التأديب ية المذكورة في صحيفة دعوى اللغاء ،ومع نى
ذلك أن يطلب الطاعسن صسراحة وقسف التنفيسذ فسي نفسس المقال الذي يطلب فيسه إلغاء القرار
الداري وإذا ل يعدو أن يكون طلب وقف التنفيذ ،كما قالت المحكمة الدارية العليا طعنا في
القرار المطلوب إلغاؤه الذي قد تقوم الدارة بتنفيذه مباشرة ر غم وقوع الط عن ويكون الج مع
ب ين طلب الو قف واللغاء في دعوى واحدة قد يح قق في الو قت ذا ته اتخاذ بدء ميعاد الط عن
في القرار إلغاءا ووقفا ويمنع التفاوت في حساب هذا الميعاد بداية ونهاية ولن المادة السالفة
الذكسر تنسص على أنسه "...ويجوز للمحكمسة أن تأمسر بوقسف تنفيذه إذا طلب ذلك فسي صسحيفة
الدعوى ورأت المحكمة أن نتائج التنفيذ قد يتعذر تداركها.1"...
وتجدر الشارة إلى أن المشرع المغربي في قانون 90/41لم يشر إلى هذه الحالة ولم
يستلزم ورود دعوى واحدة تجمع بين طلب الوقت والطعن باللغاء في آن واحد ،وقد أحسن
-1إيقاف تنفيذ القرارات الدارية ،دراسات +د .عزيز بودالي ،قاضي بالمحكمة الدارية بمكناس ،ص .65-64 :
صسنعا عنسد ابتعسد عسن هذا التعقيسد المسسطري ،واشترط فقسط على غرار التشريسع الفرنسسي،
ضرورة تقديسم دعوى اللغاء قبسل تقديسم طلب وقسف التنفيسذ خلفسا لمسا ذهسب إليسه القضاء
المصسري حكسم المحكمسة الداريسة العليسا عدد 1612وتاريسخ 1983المنشور بمجلة قضاء
المحكمة الدارية العليا ،عدد .127
ويلحسظ أن التشريسع المصسري قسد خرج مسن نطاق طلب وقسف التنفيسذ حالة المتعلقسة
بالوضع ية الدار ية للموظف ين ال تي يكون في ها التظلم وجوب يا ،ل يق بل في ها طلب و قف التنف يذ
والعلة في ذلك تكمن في افتراض عدم قيام الستعجال المبرر لوقف تنفيذ القرار وهي حسبما
ورد فسي المذكرة اليضاحيسة للقانون 165لسسنة 1955قرينسة قانونيسة قاطعسة ل تقبسل إثبات
الع كس ؟ على أ نه يجوز للمحك مة بناء على طلب المتظلم أن تح كم مؤق تا با ستمرار صرف
مرتبه كله أو بعضه إذا كان القرار صادرا بالفصل ويسرد عنه ما قبضه ،وتجدر الشارة في
هذا الصسدد إلى أن هذه الحالة غيسر موجودة بالتشريسع المغربسي بدعوى أن قانون 90/41
اعتسبر أن اللجوء إلى التظلم السستعطافي أو الرئاسسي هسو أمسر جوازي بالنسسبة للمقررات
ال صادرة عن ال سلطات الدار ية ح سبما ي ستفاد من المادة 23من قانون 90/41الفقرة ال تي
تنص على أنه يجوز للمعنيين بالمر أن يقدموا تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه،
وفي مصر يتعين القيام بالتظلم حتى يمكن للمحكمة أن تأمر بصرف مرتب الموظف على أن
الح كم با ستمرار صرف مر تب المو ظف المتظلم المف صول جزءا أو كل ي ستند على عن صر
الستعجال من جهة وعنصر الجدية الذي يعني أن يكون الطلب مستندا على سبب صحيح من
القانون ،إن قرارات التكليف مثل في الوظيفة العمومية تتميز بنظام قانوني مستقل ول تعتبر
من القرارات التي تقبل طلب إلغائها قبل التظلم منها إداريا ومن الجائر طلب وقف لتنفيذها.
وفي مصر ،يجوز للمحكمة الموضوع أمامها الطعن في الحكام الصادرة عن القضاء
الداري أن تأ مر بو قف تنفيذ ها وأن الشكال في صعوبة تنف يذ الح كم ل يو قف تنفيذه ،وأن
مجرد امتناع الدارة عن التنفيذ ل يعتبر عقبة في التنفيذ وإنما يعد قرارا سلبيا بالمتناع عن
تنف يذ الح كم .وهذا القرار ال سلبي قد يكون مجال للط عن باللغاء و فق التنف يذ وفي ما يلي نورد
بعسض الجتهادات المهمسة التسي صسدرت عسن المحكمسة الداريسة العليسا بمصسر والمرتبطسة
بالموضوع والتي نعتقد أن لها فائدة كبيرة في الميدان العلمي.1
-1إيقاف تنفيذ القرارات الدارية ،دراسات ،د.عزيز بودالي قاضي بالمحكمة الدارية بمكناس ،ص -66-65 :
.67
-2المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج 15-4يناير –يونيو ،1996ص .69 :
-3إن الدول الخرى كألمان يا التحاد ية والنم سا والدول الشتراك ية تع تبر إيقاف التنف يذ مقبول بمجرد التقدم بدعوى
الطعن من أجل إلغاء القرار الداري إذا لم ينص على خلف ذلك بنص صريح.
التنفيذ خلل 20سنة وإلى غاية 1949إل في حالة معدودة تنحصر في وقف تنفيذ ترخيص
بالبناء في مكان أثري ،قرار بحل جمعية وقرار رفض قيد الطبيب في مستشفى معين إذا كان
من شأن ذلك أن يسبب أضرارا ل يمكن تلفيها ،وكأن رئيس الدولة في البداية هو المختص
للبسث فسي طلب إيقاف التنفيسذ ثسم انتقسل الختصساص بعسد ذلك إلى مجلس الدولة وأصسبحت
المحا كم الدار ية في ما ب عد هي المخت صة وذلك في سنة 1950و قد أنشأت المحا كم الدار ية
الفرنسسية فسي السسنة الثامنسة للثورة الفرنسسية وهسي ذات السسنة التسي أنشسأ فيهسا مجلس الدولة
وكا نت ت سمى مجالس المحافظات لن كل محاف ظة كان ل ها مجلس يرأ سه المحا فظ ،ويتولى
السكريتير العام للمحافظة وظيفة موظف الحكومة أمامه ،ومعه عدد من المستشارين ،ولكنهم
لم يتمتعوا بضمانات تكفل استقللهم عن الدارة ،ولذلك لم يكن لمجالس القاليم أي اختصاص
بو قف تنف يذ القرارات الدار ية في النطاق المخ صص ل ها وإنما كان لمجلس الدولة ال حق في
ذلك فقط ،وأنه منذ صدور المرسوم المذكور أصبحت المحاكم الدارية وليس لها الحق في
نطاق اخت صاصها و في حدود معي نة أن تأ مر بإيقاف تنف يذ القرارات الدار ية ول يس ل ها أن
تأمر بإيقاف تنفيذ القرارات المرتبطة بالنظام العام وإل من العام والسكينة العامة ثم بعد ذلك
سمع مر سوم 1980للمحا كم بو قف تنف يذ القرارات المت صلة بالنظام العام طال ما أن ها تتعلق
بدخول وإقا مة أجا نب على الرا ضي الفرن سية إلى أن صدر قانون ال صلح القضائي ل سنة
1987والذي أنشأت بمقتضاه محاكم إدارية استئنافية والتي تعتبر مرجعا استئنافيا فيما يتعلق
بطلبات إيقاف تنف يذ القرارات الدار ية الفرد ية ،أ ما القرارات اللئح ية والتنظيم ية بق يت من
اختصساص مجلس الدولة مسع انتظار صسدور مراسسيم تحدد نوعيات هذه القرارات .كمسا أن
القضاء الفرنسسي تردد فسي البدايسة فسي السستجابة لطلبات وقسف تنفيسذ القرارات السسلبية
وعارضهسا معارضسة شديدة على اعتبار أن القاضسي الداري يراعسي دومسا عدم التدخسل فسي
وظائف الدارة لنسه ل يملك أن يصسدر إليهسا أيسة أوامسر للقيام بعمسل أو المتناع عسن عمسل
ل سيما وأن قرار و قف التنف يذ في حد ذا ته ينطوي على مقتضيات إيجاب ية وب قي ال مر على
هاته الحالة بفرنسا إلى غاية سنة 1949حيث صدر حكم بوقف تنفيذ قرار صادر عن مجلس
الطباء يرفض تقييد جراح بسجلتها لنه تعاقد مع عيادة طبية خيرية وتعانية بالمدينة بأجر
أقسل ممسا تقدر النقابسة إذا رأى المجلس "مجلس الدولة" أن هذا القرار سسيحدث اضطرابسا ل
يمكن التغلب عليه في عمل هذه العيادة الطبية ،وهذا اجتهاد فريد من مجلس الدولة الفرنسي
بحيسث لم يتأثسر بسه القضاء الفرنسسي وبقسي المسر على تلك الحالة إلى سنة 1970فسي حكسم
Amorosأموروسس 1والذي جاء فيسه بأن وقسف التنفيسذ ل يمكسن الحكسم بسه إل فسي مواجهسة
قرارات تنفيذ ية وبالتبع ية فإ نه ل يؤ مر بو قف قرار إداري بالر فض إل في حالة ت سببه في
إحداث تعدي فسي المركسز القانونسي أو الواقعسي لصسحاب الشأن وذلك لنسه بدون ذلك يعتسبر
التنف يذ أمرا موج ها إلى الدارة .وين تج عن ذلك إذا كان للمعني ين بال مر مجرد م صلحة ف قط
وليست حقوق أو مراكز ثابتة ل تقبل طلبات وقف التنفيذ للقرارات السلبية لتلك المصلحة –
وهو التجاه المعمول به حاليا في مصر وكذا ببلدنا.
-1المسطور المنشور في كتاب لوبادير ،ميثاق القانون الداري ،ص .609 :
الخت صاص والشروط الوا جب توافر ها في را فع الدعوى "ال صفحة –الم صلحة –والهل ية"
وقابل ية القرار للطعن وق فا وإلغاءا أن يكون وطن يا ونهائ يا وله قوة تنفيذ ية ومؤ ثر في مرا كز
الفراد الواقعية والقانونية ،وإذا كانت المادة 22من نفس القانون تنص على أن طلب اللغاء
ب سبب تجاوز ال سلطة يع فى من أداء الر سم القضائي ف هل يع ني ذلك أ نه من باب التبع ية أن
طلب وقف التنفيذ الذي هو متفرع عن الطلب الصلي باللغاء معفى من أداء الرسم القضائي
؟ لم يحدد المشرع موق فه من هذه الم سألة و في نظر نا ومادام الطلب يخدم في ش كل م ستقل،
فيتعين أداء الرسوم القضائية عليه.
كذلك أن المادة 23مسن نفسس القانون تنسص على أن طلبات اللغاء الموجهسة ضسد
المقررات الصسادرة عسن السسلطات الداريسة ،وأن المشرع أشار إلى أن قرارات السسلطات
الدارية بالمغرب ،هي التي تقبل الطعن باللغاء ويفهم من ذلك أنها هي التي تقبل تبعا لذلك
طلب وقف التنفيذ ،ويثور التساؤل حول المقررات التي تصدر عن بعض الهيئات التي يكون
لهسا دور اسستشاري ،كالمجلس العلى للماء والمجلس المسستشارين لحقوق النسسان .الجابسة
على هذا ال سؤال تختلف باختلف المعيار المحدد لطبي عة المنازلة الدار ية ول شك أن أعمال
وقرارات الهيئات م ستثناة من رقا بة القضاء الداري المغر بي وق فا وإلغاءا إذا طبق نا المعيار
العضوي ،فسي حيسن إذا أخذنسا بالمعيار الموضوعسي فإن تلك القرارات الداريسة فسي الدعوة
الزجرية المرفوعة لديه عندما يمثل المتهمون أمامه ل يحكم بإلغائه ومن باب الولى ل يحق
له أن يأ مر بإيقاف تنفيذه ل نه غ ير مؤ هل لذلك ،والمشرع في قانون 41/ 90لم يمن حه هذه
الصلحية وإن كان له الحق في أن يمتنع عن تطبيق القرار الداري الغير الشرعي وذلك كله
تطبيقسا لقاعدة الجنائي يوقسف المدنسي ونظرا لن الدعوى العموميسة تمسس أسساسا الحريات
الفرد ية والحقوق الشخ صية للن سان ويتع ين ال بث في ها في أ سرع و قت مم كن وق بل ف حص
شرعية القرار الداري من طرف الجهة المختصة وذلك حماية لتلك الحريات والحقوق.
والقانون المغربسي على غرار القانون الفرنسسي يجعسل طلب وقسف التنفيسذ ذا طابسع
سن
سة إلى الشرطيس
سا ،فالضافس
سه إذا توافرت الشروط المذكورة آنفس
سأ إليس
ستثنائي ول يلجس
اسس
الموضوعيين وهما الستعجال والمشروعية يجب توافر الشرط الشكلي وهو أن يكون القرار
المطلوب إيقاف تنفيذه لم ين فذ ب عد من ج هة ،وأن يكون القرار المطلوب إيقا فه له قوة تنفيذ ية
حتى وإن كان قرار سلبيا بمعنى أن من شأنه أن يؤثر في المراكز القانونية والواقعية للفراد.
وللشارة فالمشرع المغر بي لم يعالج م سألة إيقاف تنف يذ القرارات المعدو مة ،ك ما أن
القضاء المغر بي في الغر فة الدار ية بالمجلس العلى لم ي سبق ل ها أن حك مت بإيقاف ع مل
مادي صادر عن الدارة ومخالف للقانون والذي ل يكون قرارا إداريا في حد ذاته لن القرار
الداري له قو ته اللزام ية وشروط صحته القانون ية وإن ما هو مجرد ع مل مادي أو ك ما يقال
مجرد عقبسة تنطوي فسي حسد ذاتهسا على حالة ال ستعجال يتعيسن إزالتهسا والحكسم بإيقافهسا لن
نظر ية العتداء المادي لزالت محل نقاش هل هي من اختصاص القضاء المد ني العادي أو
القضاء الداري ؟.1
ويقصد بسحب القرار الداري تجريده من قوته القانونية بالنسبة للماضي والمستقبل،
فتزول كسل آثاره ويعتسبر كأن لم يكسن .وفكرة السسحب هذه مقصسورة أسساسا على القرارات
الدارية المعيبة ويقصد بإلغاء القرار الداري تجريده من قوته القانونية بالنسبة للمستقبل فقط
مع بقاء ما خلف من آثار في الما ضي وفكرة اللغاء بالن سبة إلى الم ستقبل هي فكرة عا مة
تتأثر بالنسبة إلى القرارات الدارية جميعا.
وقد يتناول اللغاء أو السحب القرار الداري بأكمله كما قد يكون جزئيا يصيب بعضا
مسن هذا القرار فسي الحالت التسي يقبسل فيهسا القرار التجزئة ،وذلك كسسحب أو إلغاء قرار
التعيين بالنسبة لبعض من يشملهم القرار من الموظفين.
-1المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج 15-14 ،يناير -يونيو ،1996ص .76-72 :
وفي هذا المجال يجب أن نميز بين القرارات التنظيمية والقرارات الفردية.
المسستقر عليسه فقهسا وقضاء ولعتبارات اسستقرار المعاملت هسو عدم جواز إلغاء
القرارات الفرديسة حيسث يترتسب على اللغاء مسساس بالحقوق التسي اكتسسبها الفراد مسن هذه
القرارات بيسد أنسه إذا كان القرارات الفرديسة ل ترتسب حقوقسا مكتسسبة فإنسه يمكسن تعديلهسا أو
إلغائها بالنسبة للمستقبل.3
إل أن هذه القاعدة ليسسست مطلقسسة إذ يجوز للدارة إلغاء هذه القرارات إذا وجدت
المبررات القانونية أي في الحالت وبالجراءات التي يحددها القانون فيجوز إلغاء الترخيص
الممنوح ل حد الفراد إذا زال شرط من الشروط الترخ يص أو اقت ضت الم صلحة العا مة ذلك
طبقا لما يقتضي به القانون ويجوز فصل الموظف سواء بالطريق التأديبي أو بغير الطريق
التأديبي ،وهو يعتبر إلغاء لقرار تعيينه ويجوز في الحالت التي يسمح بها القانون.
ول يعتسبر الجتهاد القضائي مسن القرارات المرتبسة للحقوق ترخيصسات الضبسط
الداري ،والقرارات ذات الصبغة الوقتية تشمل الطريق العام ،والقرارات التي علقت آثارها
على شرط ،وكذلك القرارات الولئيسة والتسي تخول الفرد مجرد رخصسة أو تسسامح كمنسح
الجازة المرضية لحد الموظفين في غير الحالت التي يوجب القانون فيها ذلك.
وي ستثنى من ذلك جواز سحب القرارات الدار ية ال سليمة في حالة ف صل الموظف ين
مراعاة ل اعتبارات إنسانية.
أما القرارات التنظيمية فإنها ل تنشئ حقا إل إذا طبقت على الفراد ولذلك فإذا لم تكن
قد طب قت ب عد فالو سيلة القانون ية لنهائ ها هو اللغاء ول يس ال سحب لكون ها لم تن تج آثار في
الماضي .ولكن يتعلق المر بعدم تطبيقها مستقبل فإذا كانت قد طبقت فعل فإنها وإن كانت ل
تكسب أحدا مباشرة حقوقا مكتسبة لكونها عامة ومجردة إل أن القرارات الفردية التي تصدر
بالتطسبيق لمسا تكسسب الفراد حقوقسا ويترتسب على سسحب اللئحسة اعتبار القرارات الفرديسة
ال صادرة تطبي قا ل ها فسي الماضسي كأن لم ت كن وهذا يعنسي الم ساس بالحقوق المكتسسبة التسي
رتبتهسا القرارات الفرديسة وبالتالي يتمنسع على الدارة سسحبها لمخالفسة ذلك لمبدأ عدم رجعيسة
القرارات الدارية وعدم المساس بالحقوق المكتسبة.1
ثانيا :القرارات الدارية المعيبة
2
الصل أنه يجوز للدارة أن تسحب قرارها المعيب (غير مشروع) حتى تسقط بأثر
رجعي ويترتب على هذا السحب للقرار المعيب سواء كان تنظيما أم فرديا زواله بأثر رجعي
يم تد إلى تار يخ صدوره .ويختلف الو ضع في سحب القرارات الدار ية ب ين القرارات ال تي
يترتسب عليهسا حقوقسا مكتسسبة لطرافهسا ،والقرارات التسي ل يترتسب عليهسا حقوقسا مكتسسبة
لطرافها.
فالقرارات المعيبة التي يترتب عليها حقوقا مكتسبة لطرافها يجوز سحبها سواء خلل
المدة المحددة للسحب أم بعد انقضائها.
أ ما القرارات المعي بة ال تي يتر تب علي ها حقو قا مكت سبة ل صحابها فل يجوز سحبها
الخلل المدة القانون ية المحددة لجراء ال سحب أي خلل الفترة ال تي يجوز في ها الط عن في
القرار وهي في الصل ستون يوما من تاريخ صدور القرار الداري المخالف للقانون.
ويترتسب على ذلك أن سسحب القرار الداري المعيسب "المنشسئ لحقوق مكتسسبة" بعسد
انتهاء المدة المحددة للسحب من شأنه أبطال القرار الساحب ذاته.3
-1محمد أنوار حمادة –القرارات الدارية ورقابة القضاء م.س .ص .73-72 :
-2الحكسم عدد 239فسي 96-09-25أيست الحسسن رشيدة مسن السسيد النائب القليمسي لوزارة التربيسة الوطنيسة عسن
المجلة المغرب ية للدارة المحل ية والتنم ية –عدد 20و 21سنة ( 1997ل يم كن للدارة أن ت سحب قرارات ها إل إذا
كانت غير شرعية).
-3د .نواف كنعان ،القانون الداري ،مرجع سابق ،ص .308-307 :
وهناك حالت استثنائية يجوز فيها سحب القرارات الدارية دون التقيد بالمدة وهي :
حالة انعدام القرار :وتتو فر هذه الحالة عند ما تبلغ در جة ج سامة الع يب في القرار
المعدم حدا يفقده صفته كقرار إداري ،فيجوز سحبه في أي وقت.
حالة القرار الذي لم يعلن أو ينشر :إن القرارات الدارية ل تصبح سارية المفعول
تجاه الفراد المسن تاريسخ شهرهسا بالعلن أو النشسر حسسب طبيعسة تلك القرارات
سواء أكا نت فردية أم تنظيم ية فإذا لم يتم الش هر عن تلك القرارات بأية طريقة من
طرف العلن فإن مدة السحب ل تبدأ في مواجهة الدارة إذ تستطيع سحبها في أية
لح ظة و في مواج هة الفراد الذ ين ي ستطيعون الط عن في ها قضائ يا دون التق يد بميعاد
غير أن الوضع ل ينطبق العلى القرارات الدارية الصريحة فقط بدون غيرها .أما
بالنسبة للقرارات الدارية الضمنية التي تنشأ حسب القانون من سكوت الدارة خلل
هذه معينسة فإنهسا تصسبح نهائيسة بانتماء هذه المدة ول يجوز للدارة سسحبها إبان مدة
جواز الطعن.
حالة تأخر عدم مشروعية القرار الفردي المتخذ أساسا لغيرة :وتتحقق هذه الحالة
ع ند صدور القرار المتر تب عل يه قد فات ،ول تظ هر عدم مشروع ية القرار الذي
صسدور مؤخرا إل بعسد فوات ميعاد الطعسن فيسه .فسي هذه الحالة يجوز سسحب هذا
القرار ك ما يجوز الط عن ف يه قضائ يا ي صرف الن ظر عن فوات هذه الط عن .ومثال
ذلك أن يصسدر قرار بنقسل الموظسف مسن مكان إلى آخسر بحجسة المصسلحة العامسة.
وال صل أن ي تم سحب القرار (المع يب) من نفس الج هة ال تي قا مت بإ صداره وبن فس
الداة الم ستخدمة في ال صدار .و سواء كان اخت صاص هذه بال سحب مقررا ب نص قانو ني أو
بموجسب قاعدة توازي الختصساص ،فالسسلطة الرئاسسية مثل تملك سسحب القرارات الداريسة
ال صادرة عن مرؤو سها لن ها تملك سلطة التعق يب على قرارات هؤلء المرؤو سين ب سحبها
لعدم مشروعيتها.
ويترتب عن سحب القرار الداري أن يعتبر كأن لم يكن من تاريخ صدوره وهو نفس
آثار اللغاء القضائي وبناء على أن السحب بأثر رجعي إزالة للقرار وكل ما يترتب عليه من
آثار وإعادة الحال إلى مسا كان عليسه قبسل صسدور القرار المسسحوب وزوال آثار السسحب قسد
يكون جزئيا أو كليا إن كان القرار المراد سحبه قابل للتجزئة.2
وخلصة القول فإن سحب القرارات الدارية المعيبة تعتبر أ سلوبا قانون يا وضرور يا
بالن سبة ل سير نشاط المر فق العالم وو سيلة لضمان مبدأ الشري عة ،ك ما أن قيام الدارة ب سحب
قراراتها اللشرعية يعبر عن نضجها في مراقبة عملها مراقبة ذاتية بحيث تحكم نفسها بنفسها
قبل أن تتبخر العدالة في شؤونها.
وبناء على ما سبق ي تبين ل نا أن القرارات الدار ية طال ما ا ستكملت مقومات ها الذات ية،
وبمجرد صدورها عن ال سلطة الدار ية ال تي تملك ها أ صبحت نافذة وت عد سارية في جا نب
الدارة من هذا التاريخ بيد أنها ل تسري في حق الفراد الذين توجه إليها إل إذا عملوا بها
بإحدى وسائل العلم المقررة قانونا .والقرارات الداري تسري على الماضي كقاعدة عامة ول
يجوز تأجيسل آثار القرار الداري إل فسي حالت معينسة .كمسا يمكسن للدارة أن تقوم بتنفيسذ
قراراتها الدارية بطريقتين عن طريق التنفيذ المباشر دون حاجة لللتجاء إلى القضاء وهذا
يرجسع إلى أن الدارة تتمتسع بقرينسة سسلمة القرارات والدعوى المدينسة الذي تعتسبر ضمانسة
لحترام حقوق وحريات الفراد .فبعدمسا يسستنفد القرار الداري كسل مضمونسه وتحدد المدة
المعينسة لتطسبيقه فبعسد انقضاء هذه المدة ينتهسي القرار .وتقوم الدارة بنفسسها يسسحبه وإلغاء
وتختلف عملية السحب عن عملية اللغاء بحسب طبيعة القرار الداري .فالقرارات التنظيمية
التي ل تنشئ حقوقا مكتسبة ول تخلق اللمركز قانونية يجوز إلغاءها .في حين أن القرارات
الفرديسة ل يجوز إلغاءهسا لنسه يترتسب على إلغاء مسساس بالحقوق المكتسسبة للفراد .أمسا إذا
كانت ل ترتب حقوقا مكتسبة فلنه يمكن تعديلها أو إلغاءها أما عملية السحب فإنها تختلف إذا
كان القرار سسليما أو معيبسا ،فالمقررات الداريسة ،السسليمة ل يجوز سسحبها إذا ولدت حقوقسا
مكتسبة للفراد .أما بشأن القرارات الدارية المعيبة يجوز سحبها حتى ولو تعلقت بها حقوق
مكتسبة للفراد.
ل قد خول المشرع الدارة سلطات وامتيازات تمكن ها من أداء مهام ها ووظائف ها ،فأدى
ذلك إلى سمو المر كز القانو ني للدارة في مواج هة الفراد .بح يث تملك الو سائل والمكانات
ال تي تحمل ها على تنف يذ قرارات ها طواع ية أو إكرا ها .ت حت ذري عة تحق يق الم صلحة العا مة.
وبذلك يع تبر القرار الداري غ ير مشروع إذا ما ا ستهدف هد فا آ خر غ ير الم صلحة العا مة،
وهو ما يعرف لدى القضاء الداري بالنحراف في استعمال السلطة.
عن قراراتها ،التوجه إلى القضاء طالبا إنصافه عن طريق إلغاء القرار المعيب أو التوجه إلى
ديوان المظالم الذي عهسد له بمراقبسة تصسرفات الدارة وحسث المحاكسم على تنفيسذ القرارات
الحائزة على قوة الشيء المقضى به.
وللوقوف على أنواع الرقا بة ال تي تخ ضع ل ها القرارات الدار ية وكذا أ سسها ،ارتأي نا
أن نقسم هذا الفصل إلى ثلث مباحث :
مكتوبة ،وأيا كان مصدرها مع مراعاة التدرج في قوتها وأيا كان نوع تصرف الدارة 1سواء
كان عمل ماديا أو قرارا إداريا.
ويكاد الفقسه يجمسع أن مبدأ المشروعيسة يعنسي "سسيادة حكسم القانون" وهسو فسي الحقيقسة
تعريف مناسب تماما لمبدأ المشروعية.1
ويتسم بتقديسم طلب صساحب المصسلحة إلى مصسدر القرار يبصسره فيسه بالخطسأ الذي
ارتك به ،فيطلب م نه تب عا لذلك إعادة الن ظر في قراره وذلك إ ما ب سحبه أو إلغائه أو تعديله أو
استبداله بغيره.3
-1د .محمد سليمان الطماوي" ،القضاء الداري ،الكتاب الول" ،قضاء اللغاء" ،طبعة ،1986ملتزم الطبع والنشر،
دار الفكر العربي ،القاهرة ص .21 :
-1د .محمد سليمان الطماوي" ،النظرية العامة للقرارات الدارية" الطبعة الرابعة 1976دار الفكر العربي ،القاهرة
ص .14 :
-2د .محمد الوازني" ،القضاء الداري قضاء اللغاء التعويض" مطبعة دار الجسور ،طبعة .2000
-3دة .مليكة الصروخ" ،القانون الداري" دراسة مقارنة ،طبعة ،2001مطبعة النجاح الجديدة.
ويتم بتظلم صاحب المصلحة إلى رئيس مصدر القرار من القرار الذي أصدره في
حقسه والذي يتسسم بعدم المشروعيسة ،فيتولى رئيسس مصسدر القرار بعسد ذلك البحسث فسي هذا
التظلم ،فإذا تبين صحة ما يطلبه المتضرر فإنه يقضي بسحب القرار أو إلغائه أو تعديله مما
يجعله مطاب قا للقانون ،و قد يتولى الرئ يس العلى هذه الم سألة من تلقاء نف سه دون تظلم من
صاحب المصلحة بمقتضى ما يملكه من سلطة رئاسية على مصدر القرار.1
يكون هذا التظلم أمام لجنسة إداريسة وهذه اللجنسة نجدهسا فسي مختلف النظمسة ذات
المناهج الدارية المتقدمة وهي ما يطلق عليها في التشريع المغربي اللجنة الدارية المتساوية
العضاء ،إذ تتشكل من ممثلين عن الموظف وممثلين عن الدارة ،يحق للموظف المتضرر
من القرار الداري غير السليم أن يتظلم منه أمام هذه اللجنة .فإذا تبينت صحة تظلم الموظف
فإنهسا تصسدر رأيسا معلل فسي الموضوع وتوجهسه إلى الرئيسس مصسدر القرار ،إل أن رأيهسا
استشاري غير ملزم.2
يكون أمام الج هة ال تي تملك الو صاية على ج هة معي نة ،فإذا ح صل أن قا مت هيئات
عموميسة تتم تع بال ستقلل الداري والمالي في ت سيير شؤون ها بعمسل أو امتن عت عن القيام
بعمل ،خالفت بذلك الهدف الذي قامت من أجل تحقيقه أو خالفت به النصوص التشريعية أو
التنظيم ية المتعل قة بالنشاط الذي تقوم به فإ نه ي حق للمتضرر ين من ذلك ،التظلم أمام ال سلطة
التي تملك الوصاية على تلك الهيئة.
واللجوء إلى التظلم الداري فسي التشريسع المغربسي سسواء أكان تظلمسا اسستعطافيا أو
رئا سيا ق بل سلوك طر يق التظلم القضائي ،و هو م سألة اختيار ية غ ير ملز مة -الف صل ،360
-1نفس المرجع ،ص .500 :
-2للتوسع أنظر الدكتور عبد القادر باينة" ،الهيئات الستشارية بالمغرب" مطبعة دار النشر المغربية /الدار البيضاء ،طبعة ،1991ص :
.127
الفقرة 2مسن قانون المسسطرة المدنية ،1بحيسث يجوز للمعنسي بالمسر أن يلجسأ إلى الطعسن
القضائي مباشرة دون أن يسسلك طريسق التظلم الداري ،أمسا إذا اختار طريسق التظلم الداري
قبل التظلم القضائي وجب عليه احترام المسطرة الواجبة التباع.
وقد عمل المشروع المغربي خيرا في جعل التظلم الداري –سواء الستعطافي منه
أو الرئا سي -اختيار يا (باستثناء ب عض الحالت ال تي تق ضي فيها ب عض الن صوص التنظيم ية
باللتزام بمسطرة خصوصية للطعن الداري) ،على خلف ما يجري عليه الوضع قبل تعديل
قانون المسطرة المدنية بظهير ،1974لن وجود الرقابة القضائية كأساس إلى جانب الرقابة
الدار ية قد ل ت في بالغرض المر جو من ضمان مبدأ المشروع ية وذلك لرغبت ها أو لم صلحة
معي نة في التحرر من قيود تلك المشروع ية ،أو لر فض ج هة معي نة العتراف بالخ طأ ل سبب
ما .وقد تجاريها الجهة العلى منها في ذلك .ولنفرض أننا استبعدنا هذه المواقف فإن المنطق
نف سه ير فض ترك النزاع ب ين الدارة والفراد ب يد الدارة لتف صل ف يه بنف سها .فهذا ال مر ل
يبث بل يوحي بالثقة في نفوس الفراد ،لن من مقتضيات العدالة أل يكون الحكم خصما في
النزاع لذلك فإن الرقابة القضائية لها أهميتها في هذا المجال.2
-1ظه ير شر يف بمثا بة قانون ر قم 1-174-447بتار يخ 11رمان 28( 1394شت نبر )1974الخاص بالم صادقة على ن صوص قانون
المسطرة المدنية ،الجريدة الرسمية ،عدد ،2330مكرر 30شتنبر .1974
-2دة .مليكة الصروخ ،مرجع سابق ،ص .501 :
الرقابسة الفضائيسة مسن اختصساص القضاء وهسي تخضسع للمبادئ المقررة فسي هذا
الصدد ،وأهمها أن القضاء ل يملك حق النظر في قضايا ،إل بعد رفعها من صاحب
الم صلحة .إذ ل يملك أن ين ظر في ها من تلقاء نف سه ك ما هو الشأن بالن سبة للرقا بة
الدارية التي يحق لها أن تمارس رقابتها من تلقاء نفسها أو بناء على تظلم المعني
بالمر.
الرقا بة القضائ ية تقت صر على جا نب المشروع ية في الع مل الداري ول تم تد تلك
الرقابسة إلى جانسب الملئمسة ،أمسا الرقابسة الداريسة فإنهسا تشمسل الجانسبين ،جانسب
المشروعية وجانب الملئمة.
الرقابسة القضائيسة فسي إطار مبدأ المشروعيسة ل تملك إل الحكسم بسسلمة التصسرف
المشكسو منسه أو بعدم سسلمته والتعويسض عنسه ،ول تملك حسق إنزال سسلطاتها فسي
المسألة المعروضة عليها ،بخلف الوضع في الرقابة الدارية إذ لها الحق في تعديل
التصرف المعيب أو الغير الملئم واستبداله بغيره.
إذا ما رف عت دعوى على الدارة أمام القضاء فإن القضاء يكون ملز ما بالن ظر في ها
وإل ارت كب جري مة إنكار العدالة بخلف الو ضع بالن سبة للدارة ف هي غ ير ملز مة
بالرد على التظلمات التي رفعها إليها الفراد ،ما لم يقر المشرع غير ذلك.
الرقا بة القضائ ية ملز مة بإتباع الجراءات القانون ية بالن ظر في الدعوى إل إذا كان
الح كم باطل لع يب الش كل والجراءات ،أ ما الرقا بة الدار ية فإجراءات ها ب سيطة ،إذ
المتظلم معفى من الرسوم ومن وجوب توكيل محام عنه ...إلخ.
تنتهي الرقابة القضائية بالنظر في القضية إذا أصبح الحكم بشأنها حائزا على حجية
الش يء المق ضي ف يه ،إذ ل يجوز المع ني بال مر إثارة النزاع من جد يد مرة أخرى.
أمسا فسي الرقابسة الداريسة فيجوز للمعنسي بالمسر أن يثيسر المسسألة مسن جديسد ويحسق
للدارة أن تعيد النظر فيه ويمكن رفع دعوى بشأنها أمام القضاء.1
ونتيجسة لهذه المقتضيات ابتدع الفقسه والقضاء بسل والمشرع أيضسا بعسض النظريات
التي تسمح للدارة بالخروج على مبدأ المشروعية في حالت محددة تعتبر بعضا منها عوامل
مواز نة لهذا المبدأ نظر ية الظروف ال ستثنائية ونظر ية ال سلطة التقدير ية بين ما تع تبر إحدا ها
استثناءا حقيقيا له نظرية أعمال السيادة.1
ولذلك تقررت للدارة في الحالة الستثنائية سلطة واسعة لتتخذ من التدابير السريعة
الحاسمة ما تواجه به الموقف الخطير الذي يهدد المن والطمأنينة بقدر ما تطلق حريتها في
-1د .محمد الوزاني ،مرجع سابق ،ص .11 :
تقرير ما يجب اتخاذه من إجراءات وتدابير لصون المن والنظام ول يتطلب من الدارة في
مثل هذه الظروف الخطيرة ما يتطلب منها .في الظروف العادية من الحيطة والدقة والحذر،
ح تى ل يفلت الزمام من يد ها (ح كم المحك مة الدار ية العل يا بم صر في القض ية ر قم 1517
المجموعة القضائية –السنة الثانية -ص .1)886 :
ونظرا لخطورة السلطات الستثنائية التي تتمتع بها الدارة في الظروف الستثنائية
فإن الدارة قسد تتوارى وراء الظرف السستثنائي للسساءة إلى حريات الفراد وحقوقهسم بمسا
يتجاوز القدر اللزم ،و من أجله تفادي ذلك ع مل القضاء الفرن سي وعلى رأ سه مجلس الدولة
على مواز نة ال سلطات ال ستثنائية للدارة بضمانات مقابلة للفراد عسن طريسق ت طبيق المبدأ
المشهور " :الضرورة تقدر بقدرها" فل سلطات استثنائية إل للضرورة وبالقدر اللزم فقط.2
-1د .سعد عصفور ،محسن خليل" ،القضاء الداري" طبعة ،1990الناشر المنشآت المعارف بالسكندرية.
-2التوسسع فسي هذا الموضوع انظسر مؤلف ،أحمسد مدحست "نظريسة الظروف السستثنائية" سسيادة القانون –حالة
الضرورة -القوانين الستثنائية طبعة 1978القاهرة.
-3د .محسن خليل ،سعد عصفور" ،القضاء الداري" ،طبعة ،1990ص .94 :
تع تبر أعمال ال سيادة من أخ طر امتيازات الدارة على الطلق ،لن القرار لع مل
من أعمال الدارة بأ نه من أعمال ال سيادة أو الحكو مة ،يقت ضي إخرا جه من رقا بة القضاء
ويفضي عليه حصانة مطلقة تبعده عن دعوى اللغاء ودعوى التعويض.
إل أنسه بالرغسم مسن ذلك فإن نظريسة أعمال السسيادة لهسا الوجود الفعلي ،وهسي تجسد
مبرراتها في اعتبارات عملية ،أساسها الضرورات السياسية والعملية اللز مة لتحقيق الدفاع
عن الدولة و سلمة الش عب ،ويق ضي الحرص على سلمة الدولة والش عب عدم إلزام ال سلطة
التنفيذية بالفصاح عن أساليبها وأسرارها.2
وعليه سنتناول في هذا المبحث :تعريف دعوى اللغاء ،شروط قبولها ،أسباب عدم
المشروعية ،وأخيرا إجراءت رفعها وكيفية تنفيذ الحكام.
-1د .محسن خليل ،سعد عصفور" ،القضاء الداري" ،طبعة ،1990ص .113 :
-2دة .مليكة الصروخ ،مرجع سابق ،ص .505 :
دعوى اللغاء هسي الدعوى التسي يتقدم بهسا صساحبها إلى القاضسي طالبسا إلغاء قرار
إداري غيسر مشروع بحجسة عدم مشروعيتسه ،ويتضسح مسن هذا التعريسف أن دعوى اللغاء،
طعن قضائي ضد قرار إداري لعيب في أحد أركانه ،وذلك بهدف إلغائه وإزالة أثاره ،ويتعين
على صاحب الشأن أن يستند في دعواه إلى أسباب قانونية تسوغ دعواه ،وذلك بخلف التظلم
الداري الذي يشترط ف يه ال ستناد إلى هذه ال سباب .وتع تبر دعوى اللغاء الو سيلة ال ساسية
لتحقيسق طمأنينسة الفراد بعلقتهسم بالدارة .إذ تتأكسد بهسا سسيادة القانون وعلو سسلطانه على
أعمالها بترتيب هذه الدعوى بطلن قرارات الدارة جراء مخالفتهما القانون.3
وإذا كانت دعوى اللغاء تعرف في فرنسا بدعوى تجاوز السلطة ،فإنه في المغرب
وقبله صدور قانون المحاكم الدارية كانت هذه الدعوى تعرف بدعوى اللغاء بسبب الشطط
في استعمال السلطة ،أما بعد صدور هذا القانون فإن المشرع استعاض عن الشطط بمصطلح
التجاوز فأصبحت دعوى اللغاء تعرف بمقتضى المادة 8من القانون المذكور بدعوى اللغاء
بسبب تجاوز السلطة.
ولئن كانت دعوى اللغاء وقبل إحداث المحاكم الدارية ،تدخل ضمن الختصاصات
المحددة للمجلس العلى بمقتضسى ظهيسر 27شتنسبر 1957والتسي كان ينظسر فيهسا ابتدائيسا
وانتهائ يا ،فإن هذه الدعوى قد أ صبحت من اختصاص المحاكم الدار ية بدر جة أولى ويم كن
استئناف أحكامها أمام الغرفة الدارية بالمجلس العلى مع مراعاة الستثناء الوارد في المادة
9من قانون المحا كم الدار ية 41-90والذي ي ظل بمقتضا ها المجلس العلى مخ تص بال بث
ابتدائيسا وانتهائيسا فسي طلبات اللغاء بسسبب تجاوز السسلطة المتعلقسة بالمقررات التنظيميسة
والفرديسة الصسادر عسن الوزيسر الول وكذلك قرارات السسلطات الداريسة التسي يتعدى نطاق
تنفيذها دائرة الختصاص المحلي لمحكمة إدارية.1
-3د .فهد بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر" ،رقابة القضاء على قرارات الدارة" ولية اللغاء أمام ديوان المظالم،
دراسة مقارنة ،طبعة 1992دار النهضة العربية القاهرة.
-1د .محمد الوزاني ،مرجع سابق ،ص .89 :
وتتميز دعوى اللغاء بجملة من الخصائص ،تجعل منها دعوى مستقلة ومتميزة عن
غيرهسا مسن الدعاوي القضائيسة الخرى ،ولقسد حاول الفقهاء رد هذه الخصسائص إلى المور
التالية :
دعوى اللغاء دعوى القانون العام بمعنى أنها توجه إلى أي قرار إداري دون حاجة
إلى نص صريح في القانون بذلك.
دعوى اللغاء دعوى المشروعيسة بحيسث يتجسه أغلب الفقسه إلى اعتبارهسا دعوى
المشروعية وعليه فإن رقابة القاضي تقتصر على فحص المشروعية ول تبعدها إلى
مراقبة الملئمة.
دعوى اللغاء مسن الدعاوي العينيسة (الموضوعيسة) لنهسا ل ترمسي إلى حمايسة حسق
شخ صي ،بل تر مي إلى الدفاع عن سيادة القانون وذلك بإلغاء كل قرار صادر عن
الدارة يخالف القانون.
وتبعسا لذلك ل يجوز الطعسن باللغاء في العمال التحضيريسة للقرار الذي لم يكتمسل
بعسد ومسن هذا القبيسل مسا ذهسب إليسه المحكمسة الداريسة بالرباط فسي حكمهسا بتاريسخ
،115/06/1995من أن قرار المجلس التأديبي ل يعتبر مقرا ذا صبغة تنفيذية بل ل يعدو أن
يكون مجرد رأي اسستشاري يدخسل ضمسن العمال التحضيريسة للقرار الداري الذي يمكسن
اتخاذه من طرف السلطة الدارية التي لها حق التسمية والتأديب وتبعا لذلك قضت المحكمة
بعدم قبول الط عن .وأي ضا ل يجوز الط عن في الجراءات اللح قة للقرار كإجراءات التنف يذ
لن ها ل تض يف جديدا .وهذا ما أكد ته محك مة الرباط الدار ية في حكم ها ال صادر بتار يخ
9/2/1995بقولهسا أن القرارات التسي يتخذهسا وزيسر العدل تنفسي أعمال المجلس العلى
للقضاء ،بعسد مصسادفة الجناب الشريسف عليهسا ،تعسد إجراءات تنفيذيسة محضسة ،ول تعتسبر
قرارات إدارة وبالتالي فإن المحكمة الدارية غير مختصة في النظر فيها.2
واستنادا على ما سبق فإن القرارات الدارية التي ل تولد أثار قانونية ل يمكن الطعن
فيها باللغاء ،وتستبعد بالتالي من نطاق دعوى اللغاء.
أ ما شرط ال صفة ف قد ق ضى بإدما جه في شرط الم صلحة 3في دعوى اللغاء إذ يتو فر
في صاحب الم صلحة الذي ي جب توفره في را فع دعوى اللغاء .ل نه من المبادئ القانون ية
المسسلمة قاعدة تقوم حيسث "ل مصسلحة فل دعوى" بمعنسى أنسه ل يقبسل طلب اللغاء إل مسن
المتضرر من القرار الداري المطعون فيه أو الذي ألحق به ضررا حقيقيا.
والم صلحة المطلوب توفر ها في هذا المجال هي أن يكون الطا عن في حالة قانون ية
خا صة إزاء القرار المطعون ف يه ،وال تي من شأن ها أن تج عل القرار بالن سبة له مؤثرا مباشرا
ومعنسى ذلك أن تكون المصسلحة محتملة كمسا يشترط فسي تلك المصسلحة اسستمرارها لتاريسخ
صسدور الحكسم وإل قضسى القضاء بعدم قبول الدعوى 1وقسد أدى القضاء الداري على أن
سكوت المجلس البلدي عن الجواب على طلب رخصة التجزئة العقارية ل يعتبر رفضا وإنما
يعتسبر قبول ضمنيسا طبقسا لمقتضيات الفصسل الثامسن مسن ظهيسر 7/6/1996بشأن التجزئات
العقارية والمجموعة الحضرية لدى فليست للطاعنين أية مصلحة في إقامة الدعوة الرامية إلى
إلغاء القرار الضمني القاضي بالمرافقة على إقامة التجزئة.2
كما تنص المادة 23من قانون المحاكم الدارية على أنه "يجب أن تقدم طلبات إلغاء
القرارات الصادرة عن السلطات الدارية بسبب تجاوز السلطة داخل أجل ستين يوما يبتدئ
من نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني بالمر".
وهكذا يبتدأ ميعاد الستون يوما ،من تاريخ نشر أو تبليغ القرار الداري في حالة عدم
التظلم الداري .أ ما إذا تم تقد يم هذا الط عن .فإن ال ستين يو ما ،يبتدئ من يوم صدور القرار
الداري الصريح أو الضمني المتعلق بالجواب على الطعن الداري.3
-1أنظر حكم المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ 13/04/1995تحت عدد 100في ملف رقم .20/90ت.
-2أنظر المحكمة الدارية بالرباط بتاريخ 8/6/1995تحت عدد 172في الملف رقم .94 /147غ
-3الفقرة الولى والثانية من المادة 360من قانون المسطرة المدنية.
والحك مة من تحد يد هذا الميعاد الق صير ن سبيا هي ما تقتض يه الم صلحة العا مة من
استقرار الوضاع الدارية من جهة وتأمين الحقوق المكتسبة من جهة أخرى.
تقديسم طلب المسساعدة القضائيسة مسن شأنسه أن يقطسع سسريان ميعاد رفسع
دعوى اللغاء 2ح تى ي صدر القرار في طلب الم ساعدة سواء بالقبول أو
الرفض.
التظلم الداري كذلك من شأنه أن يقطع سريان ميعاد رفع الدعوى سواء
كان رئاسيا أو استعطافيا.3
تأخسر اكتشاف المصسلحة لتعذر إدراك هدف الدارة فسي هذه الحالة ل
يحاسب المتضرر على فوات ميعاد الطعن في ذلك القرار المعيب.
بمعنسى أنسه إذا كان أمام المدعسي طريسق قضائي آخسر يمكنسه مسن الوصسول إلى نفسس
النتائج التي ترتبها دعوى اللغاء ،فإنه ينبغي عليه أن يسلك ذلك الطريق القضائي ،وإل كان
مصسير طعنسه الرفسض وهذا مسا أكدتسه الغرفسة الداريسة بالمجلس العلى فسي قرارهسا عدد
.126/11/1989بقول ها "وح يث أ نه بإمكان الطا عن المطال بة بحقو قه أمام المحا كم البتدائ ية
وهي ذات قضاء شامل للمر الذي يجعل دعوى اللغاء غير مقبولة لوجود دعوى موازية".2
-1ي الملف الداري عدد ،7364/86انظسسر كذلك قرار الغرفسسة الداريسسة بالمجلس العلى عدد 231بتاريسسخ
29/12/1986وحكمها عدد 210بتاريخ .27/11/1986
-2دة .مليكة الصروخ ،مرجع سابق ،ص .557-556 :
ال ساس الذي تقوم عل يه مرحلة الف صل في موضوع الدعوى هو درا سة أو جه الط عن و هي
العيوب التي تصيب القرار الداري وتؤدي إلى إلغائه.
وقد حل المشرع المغربي ،قبل صدور قانون المحاكم الدارية ،حدو المشرع الفرنسي
إذ أن قانون المجلس العلى لم يحدد أسسباب اللغاء ،وترك للقاضسي سسلطة تحديسد معنسى
الشطط وحالته ،وقد تولت الغرفة الدارية بالمجلس العلى هذه المهمة مستهدية في ذلك ما
جرى عليه القضاء الداري الفرنسي.
إل أنه مع صدور قانون المحاكم الدارية فإن المشرع قد تولى بنفسه تحديد الحالت
التي تعتبر تجاوزا للسلطة والتي تؤدي إلى إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات الدارية،
ح يث ن صت المادة 20من القانون المذكور على أن كل قرار إداري صدر عن ج هة غ ير
مخت صة أو لع يب في شكله أو النحراف في ال سلطة أو للنعدام التعل يل أو لمخال فة القانون
يشكسل تجاوزا فسي اسستعمال السسلطة ويحسق للمتضرر الطعسن فيسه أمام الجهسة القضائيسة
المختصة.1
وما يجدر ذكره ،أن عيوب القرار الداري التي تجعله قابل لللغاء تتداخل مع بعضها
البعض في كثير من الحيان ،ولكن طبيعة الدراسة العلمية تتطلب أن نفصل بينها لكي نبحث
في كل واحد منها على حدة ،كما أنه من ناحية أخرى ،يكفي أن يصاب القرار الداري بأحد
هذه العيوب لكي يطعن فيه باللغاء وحتى يقضي بإلغائه
وتقوم الجهات القضائيسة المختصسة بمراقبسة مشروعيسة القرار الداري فسي مختلف
عناصره ،غير أن رقابته في اختصاص الدارة المقيد تكون أوسع إطارا من رقابته في حالة
السسلطة التقديريسة ،إذ فسي حالة الختصساص المقيسد يبحسث القاضسي فسي توفسر كافسة الوقائع
والشروط ال تي ا ستلزمها القانون ك سبب ل صدور القرار على ن حو مع ين ،فإذا و جد أن القرار
لم يصدر كما فرضه القانون حكم ببطلنه لعيب في محله أو لمخالفته القانون بالمعنى الضيق
أما في حالة السلطة التقديرية التي ل يحدد فيها القانون محل القرار فإن هذا المحل ل يكون
باطل إل إذا كان في حد ذاته مخالفا للقانون ويقتصر دور القاضي الداري على مراقبة سبب
القرار من حيث ثبوت مبررات اتخاذه وصحة تكييفها من الناحية القانونية ،وذلك لتحقق من
مشروعية محل القرار.
والصسل أن الدارة هسي التسي تقدر مدى فائدة أو ملئمسة مسا تتخذه مسن قرارات فسي
نطاق ما هو مشروع ،غ ير أن القضاء الداري في رقاب ته على م حل القرار الداري تجاوز
ذلك إلى مراق بة ا ستخدام الدارة ل سلطتها التقدير ية في ما ي سمى برقا بة الملئ مة ول كن على
أساس أن تكون تلك الملئمة على شروط المشروعية كما سنبين ذلك من خلل التي بيانه.
لكن ما هو الجانب المقيد والجانب التقديري من تلك السلطات حتى يتبين حدود رقابة
القضاء على الجانبين ؟
إذا استعرضنا هذه العناصر سنجد عنصر الختصاص وعنصر الشكل وعنصر الغاية
ل م حل لل سلطة التقدير ية في ها ،لن الدارة تكون ملز مة باحترام قوا عد الخت صاص وبإتباع
القواعد الشكلية وتحقيق الغاية التي حددها المشرع بحيث يكون عملها معدوما إذا ما خرجت
عن القوا عد السابقة 1فل مجال لتقد ير في هذه العنا صر .أما العن صران الخران وهما ع يب
السسبب وعيسب المحسل فإنهمسا يضمان فسي جانسب منهمسا اختصساصا مقيدا وفسي جانسب آخسر
اخت صاص تقدري نا .وب ما أن الجا نب المق يد يخ ضع لرقا بة القضاء بناء على مبدأ المشروع ية
-1إل أن هذه القاعدة تحتوي على ا ستثناء يخ ضع لتسبريرات معينسة كمسا هو الشأن في نظريسة المو ظف الفعلي أو
الواقعي على سبيل المثال.
وأن الجانب التقديري ل يخضع لمراقبة القضاء –كما سنرى ذلك -فالمطلوب هو بيان الكيفية
ال تي اعتمد ها القضاء في التمي يز ب ين الجا نبين وق صر رقاب ته على جا نب المشروع ية دون
جانب الملئمة في القرارات الدارية.1
إن تحليسل هذه المور يتطلب تقسسيم الموضوع إلى نقطتيسن :النقطسة الولى سسنتناول
فيها حدود رقابة القضاء على المجال المقيد في القرارات الدارية أما النقطة الثانية فسنتطرق
فيها إلى رقابة القضاء على مجالين التقديري والمقيد في القرارات الدارية.
وتظهسر أهميسة عدم الختصساص فسي كونسه أول عيسب اعتمده القضاء لقبول دعوى اللغاء،
ولعسل مسن ضروب التكرار والقول بأنسه العيسب الذي انبثسق منسه بقيسة العيوب ،وبأن دعوى
اللغاء في بدايتها حملت اسم دعوى عدم الختصاص وتجاوز حد السلطة.1
وع يب الخت صاص ل يزال الع يب الوح يد الذي يتعلق بالنظام العام ،بح يث ي ستطيع
القاضسي أن يتصسدى له مسن تلقاء نفسسه حتسى ولو لم يثره طالب اللغاء ،كمسا أن الدارة ل
تستطيع أن تتفق مع الفراد على مخالفة قواعد الختصاص ،لن هذه القواعد مقررة للصالح
العام ول يس لم صلحة الدارة ،ك ما أن الع يب الذي يل حق القرارات الدار ية بعدم الخت صاص
يجعلها قرارات باطلة ل يمكن تصحيحها بإجراء لحق من حق السلطة المختصة.2
ع يب الخت صاص الج سيم :ويتح قق عند ما ي صدر القرار من فرد عادي ل يس له
الصسفة القانونيسة أو مسن موظسف ل صسلة له بإصسدار القرارات الداريسة ،أو مسن
سلطة إدارية في موضع من الختصاص إحدى السلطتين التشريعية أو القضائية
ويترتسب على ذلك أن القرار ل يعتسبر باطل فحسسب ،بسل معدومسا وفاقدا لصسفته
الداريسة ،فل يتحصسن بفوات الوان – ميعاد الطعسن – وتدخسل إجراءات تنفيذه
ض من أعمال التعدي ،وهذا ما جاء في قرار المجلس العلى ر قم 84/60بتار يخ
21ماي 31960إذا اعتبر قرار رجل السلطة المحلية (قائد) بإغلق محل التنازع
حول اسستغلله بيسن الشركاء فيسه قرارا يتجاهسل مبدأ الفصسل بيسن اختصساص
السلطتين القضائية والدارية ويشكل اعتداء على اختصاص السلطة القضائية.
-1د .فهد بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر ،مرجع سابق ص.190 :
- 2د .محمد الوزاني مرجع سابق ص .120 :
- 3في ملف إداري عدد ( 2790منشورات المجلس العلى في ذاكراه الربعين لسنة ،1970المادة الدارية) ص:
.31
عيب الختصاص البسيط :ويكون عندما يتعلق المر بمخالفة قواعد الختصاص
فسي نطاق الوظيفسة الداريسة ،وهذا العيسب أقسل خطورة وأكثسر حدوثسا مسن العيسب
السابق ذكره وينقسم إلى أنواع مختلفة ،فهناك عدم الختصاص الموضوعي وعدم
الختصاص الزمني ثم عدم الختصاص المكاني.
)2رقابــة القضاء على عيــب الشكــل فــي القرار
الداري :
أ -ماهية عيب الشكل :
الصل في القرارات الدارية ،أن رجل الدارة المختصة غير مق يد بشكل مع ين في
إصدارها ،وعلى ذلك فقد يرد القرار كتابة كما يرد شفاهة ،غير أن المشرع قد يفرض على
الدارة إفراغ إرادتها في شكل معين ووفق إجراءات معينة ،فإذا خالفت الدارة هذا الشكل أو
تلك الجراءات يكون قرار ها غ ير مشروع ومعي با بع يب الش كل .وعلى هذا ال ساس يم كن
تعريف عيب الشكل بأنه عدم احترام القواعد الجرائية أو الشكلية المحددة لصدار القرارات
الدارية المنصوص عليها في القوانين المختلفة.1
وقواعسد الشكسل والجراءات فسي إصسدار القرارات الداريسة على جانسب كسبير مسن
الهم ية ،ف هي مقررة لحما ية الم صلحة العا مة وم صلحة الفراد على ال سواء ،وذلك بتجن يب
الدارة المواطسن الزلل والتسسرع ،ومنحهسا فرصسة معقولة للتروي ودراسسة وجهات النظسر
المختلفة ،فليست قواعد الشكل والجراءات أمور ثانوية واختيارية إن شاءت أهملتها ،ولكنها
ضمانات أصسلية للفراد ضسد تعسسف الدارة فهسي تمثسل ضمانات حقيقيسة توازن سسلطات
الدارة.2
وفي هذا التجاه استقر قرار المجلس العلى ،على قبول الطعن باللغاء في القرارات
الشفو ية ،ف قد ألغت الغرفة الدار ية في قض ية لح سن بن ع بد المالك ال سوسي القرار الشفوي
الذي صسدر عسن قائد مدينسة الخميسسات القاضسي بإغلق مقهسى لعيسب عدم الختصساص
والنحراف في استعمال السلطة.1
- 1المجلس العلى 21ماي 1960لح سن ع بد المالك ال سوسي ،مجمو عة قرارات المجلس العلى الغر فة الدار ية
70 /1966ص.147 :
بح يث إذا تم إغفال ال نص التشريعي الذي يستند عل يه القرار أو الخ طأ ف يه يع تبر من
الخطاء المادية أو بتعبير آخر من عيوب الشكل الثانوية التي ل تؤثر على مشروعية القرار،
يستثني من هذه الحالة كون النص التشريعي هو السبب الذي أوحى بالقرار.1
والقاعدة هنا أن الدارة ليست حرة في اختيار الغاية من تصرفاتها بل عليها أن تلتزم
بالغرض الذي حدده المشرع لكسل اختصساص يضعسه بيسن يدي الدارة فإذا خالفست الغايسة
المحددة حتى ولو كانت حسنة النية أصبحت قراراتها مشوبة بعدم المشروعية لتسامها بعيب
التجاوز في استعمال السلطة.1
ب -حالت النحراف في استعمال السلطة :
يظهر عيب النحراف في السلطة في صورتين وذلك تبعا لهداف السلطة ذاتها ،فإذا
كان الهدف من ت صرف ال سلطة عا ما غ ير محدد بهدف قانو ني مع ين ،فإن ع يب النحراف
بالسلطة يتحقق كلما استهدف رجل الدارة من إصدار لقراره هدفا مخالفا للهدف العام المتمثل
بالمصلحة العامة.
أ ما إذا كان الهدف خا صا فإن ع يب النحراف بال سلطة يظ هر عند ما تكون ن ية ر جل
الدارة قد اتجهت نحو تحقيق أهداف غير الهدف المحدد قانونا ،حتى ولو كانت تلك الهداف
تدخل ضمن إطار المصلحة العامة.
إل أن الفقسه والقضاء يضيفان إلى الصسورتين السسابقتين ذكرهمسا صسورة ثالثسة يطلق
عليهسا النحراف في الجراءات ،وعل يه يم كن رد النحراف بالسسلطة إلى ثلث صور هي
كالتالي :
الحالة الولى :حالة النحراف بالســلطة لغايــة تجانــب
المصلحة العامة :
تعتبر هذه الحالة من أسوأ صور النحراف بالسلطة ،لنها تتضمن تنكر رجل الدارة
لللتزام المفروض عليسه بتحقيسق المصسلحة العامسة فسي كسل تصسرفاته ،وذلك بتوجيسه إرادتسه
المعتمدة نحو تحق يق أغراض بعيدة عن ال صالح العام .2وهذه الغراض متنو عة نكتفي بذكر
أهمها :
اتخاذ القرار بغرض تحقيق مصلحة شخصية لمصدر القرار أو لغيره ،بحيث
ل يجوز لعضاء السلطة الدارية استخدام سلطاتهم القانونية لتحقيق أغراض
شخصسية لهسم أو لغيرهسم ،وعلى ذلك يمنسع عليهسم إصسدار قرارات يكون
الغرض منهسا تحقيسق منافسع ذاتيسة لهسم أو لغيرهسم مسن معارفهسم أو لقاربهسم
ومتى تم ذلك يكون القرار مشوبا بعيب النحراف.
اتخاذ القرار بدافع حزبي أو سياسي كإصدار الدارة قرار لغراض فئوية ل
تمت بصلة إلى المصلحة العامة ،وعليه يعتبر الصادر نتيجة لبواعث سياسية
أو حزبيسة قرارا غيسر مشروع لمخالفتسه الغرض العام الذي يحكسم جميسع
القرارات الدارية.
اتخاذ القرار لغراض أجنب ية عن م صلحة المر فق العام ،كأن ي ستعمل ر جل
الدارة سلطته بقصد النتقام والتنكيل أو التشفي ...إلخ.
الحالة الثانيـــة :النحراف بالســـلطة لغراض تخالف
تخصص الهداف :
كأن يلتجسأ المشرع فسي بعسض الحيان إلى ربسط قرار إداري ،بمصسلحة عامسة معينسة
و هو ما يطلق عل يه بقاعدة تخ صيص الهداف ،إل أن الدارة قد تلجسأ إلى تحق يق م صلحة
عا مة أخرى غ ير ال تي خ صصها أو حدد ها المشرع فنكون بذلك أمام انحراف عن الم صلحة
العامة المحددة من قبل المشرع.1
-د .فهد بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر مرجع سابق ص.228 : 2
4
القانوني ،حسب تعريف أحد الفقهاء هو« إدراج حالة واقعية معينة داخل إطار فكرة قانونية
» أي إجراء مقابلة بين الحالة الواقعية ونصوص القانون.
ويت ضح م ما سبق أن عمل ية التكي يف القانو ني ما هي إل عمل ية قانون ية صرفة ف هي
تهدف إلى استخلص العناصر والصفات القانونية الساسية المشتركة التي تتضمنها كل من
القاعدة والواقعة لمطابقتها مع بعضها بقصد إعطاء الوصف القانوني السليم للواقعة المادية.1
والقضاء يمارس رقابتسه على هذا التكييسف القانونسي الذي تجريسه الدارة على الوقائع
فإنما أن يؤدي إلى تأييد القرار كما يمكنه رفض طلب اللغاء.
إن الجواب على هذا التساؤل يؤدي إلى طرح تساؤل آخر يرتبط به ويلزمه وهو إذا
كان القاضي في دعوى اللغاء ،قاضي مشروعية أم قاضي ملئمة ؟
لقسد ذهسب القضاء الداري فسي بدايسة نشأتسه مدعمسا برأي الفقسه ،إل أن القاضسي فسي
دعوى اللغاء ،هو قا ضي مشروع ية فح سب ،ول يس قا ضي ملئ مة ،و من تم و جب عل يه
المتناع عن مراجعة الدارة في تقديرها لهمية وخطورة السبب.
فبالنسبة لموقف الغرفة الدارية ،فإن اجتهادها قد انتهى إلى تعيين حدود رقابتها في وقت
مبكر ،فإذا كان القاضي يراقب أسباب القرار من ناحية الوجود المادي ويراقب صحة تكييفها
القانوني ،فإن دور القاضي يجب أن يقف عند هذا الحد ،فل يتعداها إلى مراقبة أهمية خطورة
السبب ،فرقابته تقتصر على فحص مشروعية القرار الداري ول تمتد إلى ملءمتها.2
-د .محمد حسنين عبد العالي مرجع سابق ص.53 : 4
ويتخذ عيب مخالفة القانون صورا مختلفة ،فهو قد يأتي في صورة الخطأ المباشر في
ت طبيق القانون ،كأن تقوم ال سلطة التأديب ية بت طبيق عقو بة غ ير من صوص علي ها في لئ حة
العقوبات ،كما يعد من قبيل عيب مخالفة القانون قيام الدارة بتطبيق عقوبتين تأديبيتين على
جري مة تأديب ية واحدة خل فا للمبدأ العام الذي يق ضي بعدم معاق بة الش خص عن الف عل الوا حد
مرتين .وقد يتخذ هذا العيب صورة الخطأ في تفسير القاعدة القانونية أو تأويلها أو تطبيقها.
كمسا يعتسبر مسن صسور عيسب مخالفسة القانون عدم احترام المبادئ العامسة للقانون ،كمبدأ حسق
الدفاع ومبدأ قوة الشيء المقضى به ومبدأ الحرية ...2إلخ.
ولقسد حدد الفصسل الثانسي مسن الباب الول قانون 90/41الجراءات المتبعسة أمام
المحاكسم الداريسة ،وهكذا ترفسع الدعوى إلى المحكمسة الداريسة بمقال مكتوب يوقعسه محام
مسجل في جدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب ،ويجب أن يتضمن مقال الدعوى فضل
عسن البيانات العامسة المتعلقسة بأسسماء الخصسوم وصسفاتهم ومحسل إقامتهسم ،موضوع الطلب،
والو سائل والحيثيات الم ستند إليها .2وإذا كان المدعي عليه أكثر من وا حد و جب المد عى أن
يرافق مقال الدعوى بعدد من نسخ المستندات يتناسب مع عدد المدعى عليهم.
ك ما ي جب أن يرا فق المقال بن سخة من القرار إذا ما كان القرار ايجاب يا أ ما إذا كان
القرار سسلبيا ،افترض فسي صسدوره لوقوف الدارة موقفسا سسلبيا خلل مدة معينسة ،وفسي هذه
الحالة يكفي تقديم ما يثبت إرسال التظلم الذي بدأت به المدة.
ويم كن للطا عن أن يحت فظ في المقال بال حق في تقد يم مذكرة تف صيلية شرط أن يقدم ها
خلل ثلثين يوما الموالية لتاريخ رفع الدعوى ،وإذا لم يقدمها خلل هذا الجل اعتبر متخليا
عنها ،ويقدم مقال الدعوى إلى كتابة الضبط بالمحكمة الدارية المختصة ،ويسلم كاتب الضبط
هذه المحكمة وصل بإيداع مقال يتكون من نسخة منه يوضع عليها خاتم كاتب الضبط وتاريخ
اليداع مع بيان الوثائق المرفقة.3
بمجرد تقييسد دعوى اللغاء لدى كتابسة الضبسط ،يعيسن الرئيسس على صسعيد الفرقسة
الدارية ،مستشارا مقررا يكلف بإجراء المسطرة ،وعلى صعيد المحكمة الدارية قاض مقرر
يعهسد له بتحضيسر الدعوى عسن طريسق القيام بالتحقيسق فيهسا وتأميسن إيداع الوثائق للخصسوم
وتحديسد مهلة لهسم لتقديسم دفوعاتهم .1ويبلغ القاضسي المقرر المقال والمذكرة التفصسيلية إن
وجدت إلى المعنسي بالمسر بواسسطة كتابسة الضبسط الذيسن عليهسم أن يجيبوا خلل 30يومسا
المواليسة لتاريسخ التبليسغ .وإذا انقطعست الجال المحددة للمذكرات الجوابيسة ،ورأي القاضسي
المقرر أن القض ية جاهزة ،أ صدر أمره بتخل يه عن الملف وحدد تاري خا للجل سة ال تي سوف
تدرج فيهسا القضيسة ويبلغ هذا المسر للطراف طبقسا للفصسول 355-38-37مسن قانون
المسطرة المدنية.
وبعد أن تصبح القضية جائزة للحكم ،يتولى الفصل فيها هيئة قضائية تتكون من ثلثة
قضاة يساعدهم كاتب الضبط ،وذلك في جلسة علنية ،ما لم يتبين للمحكمة عقد جلسة سرية
محافظة على النظام والداب العامة أو على حرمة السرة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على
طلب أحد أطراف الدعوى .وتنعقد الجلسة برئاسة رئيس المحكمة أو قاضي يتم تعينه من لدن
الجمعية العمومية السنوية لقضاة المحاكم الدارية ،ويجب أن يحضر المفوض الملكي جميع
الجلسات ويعرض آراءه الكتابية والشفهية بكامل الستقللية ،ويقدم خلل ثلثين يوما تحليله
سق للطراف الطلع على ذلك ،دون أن يشارك المفوض
سة ،ويحس
ستنتاجاته الموضوعيس
واسس
الملكي في إصدار الحكم.
وبعد استنفاذ جميع الجراءات وتلقي وجهات النظر والدفوعات تصبح القضية جاهزة
لصدار الحكم فيها.2
-د.مولي إدريس الكتاني الحلبي "منشورات المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية" مرجع سابق ص.35 : 1
وحيسث سسبق له أن طلب إلغاء القرار المذكور فسي الملف عدد 886118وحيسث أن
المجلس العلى بعسد اضطلعسه على الوثائق المدرجسة فسي الملف وعلى ظروف النازلة،
وملبسستها ارتأى عدم السستجابة للطلب المرفوع إليسه لذلك قضسى المجلس العلى برفسض
الطلب ،وعلى صاحبه بنفقات الدعوى .وال ستجابة لطلب إيقاف التنف يذ أ صبحت تد خل في
الختصساص التقديري للمحكمسة الداريسة وتخضسع لظروف القضيسة وملبسستها ،المسر الذي
يخولهسا صسلحية فحسص دعوى اللغاء أيضسا لتقسف على مدى جديتهسا وتقرر مسا إذا كانست
تستجيب للطلب المذكور أم ل.1
منه ،وهو الخاص بقطع المرتب عن المدة المرضية ،فالدارة في هذه الحالة تلتزم بسداد هذا
المبلغ ول يسسري القطسع إل مسن يوم امتناعسه عسن العودة لمباشرة عمله بعسد انتهاء الجازة
المرضية.
النفاذ ،لن الع مل الداري المطعون ف يه قد يكون شرع يا ،أ ما في حالة اللغاء ،فالطا عن ل
يمك نه أن يعتمد سوى على الدارة أو الن ية الح سنة للدارة ل نه ل يس في ا ستطاعته ا ستدعاء
القوة العمومية من أجل إبعاد الثار القانونية المترتبة عن العمل الداري الغير المشروع.1
فالقا ضي الداري ل يملك ول يتو فر على الو سائل الكراه ية من أ جل إجبار الدولة
على تنفيذ مقرراتها القضائية كالجيش والشرطة.
وعل يه فإن عن صر اللزام في تنف يذ أحكام القضاء في المغرب ،ك ما قال ال ستاذ ع بد
ال حداد « ...ل يمكن بالنسبة للشخاص العمومية في الستعانة بالقوة العمومية بل يجد أول
في ال مر الذي يوج هه جلل ته الذي يع تبر سلطة عل يا موجودة فوق الجم يع ،فالوز ير الذي
يرفض المتثال لحكم القضاء يكون قد عصى أمرا مولويا ويجب مؤاخذته عليه ول يمكن أن
يعفى من الجزاءات مهما كانت الحصانة التي يتمتع بها ».
-د .مولي إدريس الكتاني الحلبي ،مرجع سابق ص.47 : 1
وبذلك تشكسل قضيسة تنفيسذ الحكسم الداري ضسد الدارة محور آليات تحريسك الدعوى
الدارية ونتاجا لعمل قضائي إداري ومرآة لتمتع الفراد بمختلف الحقوق اللزمة لبلوغ دولة
القانون إذ به تقاس الضمانة المسندة للقضاء الداري المغربي.1
إل أن إشكالية تنفيذ الحكام القضائية بالمغرب لزالت تعاني من العديد من المعوقات
التي تحول دون أداء الدور المنوط بها.
هذا وتعتسبر دعوى اللغاء حسق مسن حقوق الفراد مسن خللهسا يمكنسه أن يحافسظ على
حقوقسه وحرياتسه ،وحتسى تكون هذه الدعوى صسحيحة فإنهسا يجسب أن تسستند إلى شروط
ومواصفات منها مثل أن يكون القرار الداري نهائيا وأن يكون قد صدر بصفة نهائية وليس
في طور التحض ير كذلك ي جب أن يكون قد صدر هيئة وطن ية ولي ست أجنب ية ...ك ما ي جب
احترام الشروط المتعلقة بالمواعيد والطعن كآجال رفع الدعوى وسريانها ولكن رقابة القضاء
تنت هي ع ند حد رقاب ته على شروط قبول دعوى اللغاء في المنازعات المطرو حة أما مه بل
تمتسد إلى موضوع النزاع والتسي تتمثسل فسي العيوب التسي تصسيب القرار وتؤدي إلى إلغائه
وكذلك إتباع إجراءات م سطرية ي جب إتباع ها في دعوى اللغاء من ها ما يتعلق مثل بكيف ية
رفعها إلى الجهة المختصة أو مثل شكليات إصدار الحكم.
وبالتالي فإن دعوى اللغاء على القرار الداري أ ثر يتم ثل في عدم و قف تنف يذ القرار
سس
سه وليس
سم باللغاء الجزئي للمقرر المطعون فيس
الداري وكذلك أن للقضاء الداري الحكس
اللغاء الكلي.
بالضافة إلى الرقابة الذاتية التي تمارسها الدارة على نفسها سواء تلقائيا أو بناء على
تظلم من المتضررين من قراراتها والرقابة السياسية التي تتخذ شكل الرقابة عن طريق الرأي
العام أو عن طريق البرلمان ،والرقابة القضائية التي تتميز بفعاليتها في التدخل للحفاظ على
احترام الدارة للقانون ،تعمسل الدول المتقدمسة إلى إحداث هيئات متخصسصة تتولى مراقبسة
أعمال الدارة وتعتبر حل وسطا بين الرقابة الدارية الداخلية والرقابة الخارجية.
وت عد الدول ال سكندنافية سباقة إلى إنشاء م ثل هذه المؤ سسات فأحد ثت لول مرة ما
يعرف بالم بد سمان ع هد له بمراق بة الدارة والمحا كم .وتتبع ها في ذلك مجمو عة من الدول
النجلو ساكسونية ،ك ما سارت العد يد من الديمقراطيات الغرب ية على هذا المنوال نذ كر من ها
على سبيل المثال إسبانيا التي استحدثت ما يسمى بمؤسسة المدافع عن الشعب وفرنسا التي
أنشأت ما يعرف بالوسيط ،إل أن الحضارة السلمية التي قامت على أساس العدل والمساواة
بين الحاكمين والمحكومين عرفت مؤسسات متشابهة عملت على تلقي شكايات الفراد ضد
الحاكمين وباقي الموظفين المشرفين على سير أمور المسلمين.
وفسي هذا الطار ومسن أجسل تدعيسم الضمانات السساسية لحمايسة حقوق الفراد ضسد
الحاكميسن وباقسي الموظفيسن المشرفيسن على سسير أمور المسسلمين ،وتلفسي احتمالت تعسسف
الدارة .1تم العلن عن إحداث مؤسسة ديوان المظالم في رسالة لجللة الملك محمد السادس
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق النسان بتاريخ 09دجنبر ،2001ألقاها صاحب السمو الملكي
الميسر مولي رشيسد فسي اجتماع خاص بأكاديميسة المملكسة المغربيسة بحضور فعاليات تمثسل
مختلف المؤسسات التي لها ارتباط من بعيد أو من قريب بالعلقة بالمواطنين والمواطنات.
وت عد هذه المؤ سسة إضا فة جديدة إلى ال صرح المؤ سساتي للمغرب ،ك ما أن ها جاءت
لكي تستجيب لفراغ مؤسساتي بشأن رفع المظالم التي تقع على المواطنين من جراء استمرار
مظا هر الف ساد في النظام الداري والقضائي وا ستمرار تف شي مظا هر الش طط في ا ستعمال
السلطة.2
- 1أح مد أجعون "ديوان المظالم في حما ية حقوق والحريات بالمغرب" ندوة "الديمقراط ية وحقوق الن سان والتنم ية
أية علقة" نظمتها كلية الحقوق بطنجة بتاريخ 5و 6مارس .2002
- 2جريدة التجديد – العدد – 19بتاريخ 19دجنبر .2001
وعليسه سسنتناول فسي هذا المبحسث طبيعسة وخصسائص مؤسسسة ديوان المظالم ،ثسم
اختصاصات المؤسسة وآليات اشتغالها.
- 1محمد فؤاد المهنا " :مسؤولية الدارة في التشريعات العربية" ص.29 :
- 2د .محمد البقالي "تأملت في مشروع إحداث ديوان المظالم" منشورات مجلة طنجيس للقانون والقتصاد العدد 2
سنة 2001ص .106 :
والمق صود بمبدأ ال ستقلل ه نا ،أن المؤ سسة لي ست تاب عة ل ية وزارة وأن ها ل تتل قى
الوامسر مسن أيسة سسلطة حكومية 1بمعنسى أنهسا مسستقلة عسن الجهزة التنفيذيسة والتشريعيسة
والقضائيسة وتحست إشراف الفعلي لصساحب الجللة الملك محمسد السسادس .بحيسث يقدم إليسه
تقر ير سنوي ،تأكيدا للدور ال ساسي الذي تضطلع به المؤ سسة الملك ية بالمغرب ،وحر صها
على ضمان حقوق وحريات المواطنات والمواطن ين ،و في ن فس الو قت تذك ير للدارة بأن ها
خاضعة لمراقبة جديدة من نوع خاص تشجعها على القيام بالمهام المنوطة بها.2
ويتميز ديوان المظالم بخصائص عديدة تكتسب مكانة خاصة داخل المنظومة السياسية
والدارية والقضائية بالمغرب ،ومن أهم هذه الخصائص الستقلل ،التجرد والستقرار.
كمسا أن تحديسد مدة وليسة والي المظالم فسي سست سسنوات قابلة للتجديسد يعسد ضمانسة
لستقرار هذا المنصب وتفرغه الكامل للختصاصات المسندة إليه بما يكسبه التجربة والخبرة
عن طريق الممارسة والقدمية ،وهذا ل يمنع بالطبع إمكانية عزله وإعفائه من مهامه من قبل
جللة الملك.
إن القضايسا التسي سستعرض على هذه المؤسسسة هسي القضايسا التسي يتضرر فيهسا أحسد
الشخاص ال طبيعيين أو المعنوي ين نتي جة قيام الدارة أو من في ها بت صرفات غ ير قانون ية أو
أو أي قرار أو عمسل يتنافسى مسع مبادئ سسيادة القانون والنصساف ويمكسن لرئيسس
المجلس ال ستشاري لحقوق الن سان أن يح يل على والي المظالم الشكايات الموج هة إل يه ال تي
تدخل ضمن اختصاصات والي المظالم.2
وإذا اتضح أن تمادي الجهة المعنية في المتناع عن تنفيذ حكم قضائي نهائي ناجم عن
أفعال صادرة عن مو ظف أو عون تا بع للج هة ال تي صدر الح كم في حق ها أو عدم قيا مه
-د .محمد البقالي ،مرجع سابق ص.108 : 1
-المادة الخامسة من الظهير الملكي المحدث لديوان المظالم – سبق ذكره. 2
بالواجب ،يرفع والي المظالم تقريرا في الموضوع إلى نظر الوزير الول.
تعسد مؤسسسة ديوان المظالم وسسيلة مرنسة ومبسسطة للنظسر فسي شكايات وتظلمات
المواطنيسن ،فتقديسم شكايسة أو تظلم لدى ديوان المظالم ل يتقيسد إل ببعسض الشروط الشكليسة
البسيطة التي يستلزمها فصل السلط ودون التقيد بالجراءات والمواعيد ودون تحمل العباء
والمصارف فهي مؤسسة عامة في متناول الجميع.
ولقبول التظلمات يجب أن تكون مكتوبة وموقعة من طرف صاحب الملتمس شخصيا
وأن توضح ما قام به المتظلم من مساغ لسترجاع حقوقه لدى السلطة التي يتظلم منها وفي
حالة تعذر ذلك يمكسن للمتظلم أن يقدم شكايسة شفويسة مدعومسة بالحجسج والوثائق المسبررة يتسم
تسجيلها وتدوينها من قبل مندوب والي المظالم .وبالتالي تستبعد جميع الشكايات المجهولة أو
الغير المتضمنة لمطالب محددة .1كما اشترط الظهير لقبول التظلمات أن يتحقق ظلم المشتكي
نتي جة ش طط وتع سف الدارة وأن يب قى التظلم من هذه الت صرفات دون جدوى وعل يه نتناول
هذه الشروط بالتحليل فيما يلي :
ل يكفي لتحقيق الظلم بالصورة المادية والمعنوية في جانب المشتكي أن يلحقه ضرر
بل ي جب أن يكون هذا الضرر نتي جة قيام بت صرفات قانون ية أو أعمال ماد ية غ ير قانون ية أو
تعسفية.
ح كم قضائي نهائي قا بل للتنف يذ ،يجوز للمؤ سسة أن تل جأ إلى الدارة المعن ية ،وأن تب حث مع
المسؤول الداري هناك عن كيفية وسبل تنفيذه.1
وفي الختام نلخص القول بأن إحداث ديوان المظالم يعد لبنة أخرى في إطار بناء دولة
الحسق والقانون والمؤسسسات ،لكسن إذا كان ديوان المظالم يتميسز باسستقلل تام عسن باقسي
ال سلطات ،ومر كز قوي ومكا نة قو ية متميزة دا خل النظام المؤ سساتي بالمغرب ،فإن سلطاته
محدودة الفعالية من جهة بفصل السلط الذي يفرض عليه عدم تجاوز اختصاصاته المحصورة
ومن جهة أخرى بمحدودية وسائل تدخله سواء بالبحث والتقصي أو لتنفيذ مقرراته ووضعها
موضع التطبيق.
خاتمة :
وهكذا يتبين مما سبق أن القرارات الدارية تعتبر من المتيازات الهامة التي عهد بها
القانون لل سلطة الدار ية وذلك لداء واجبات ها تجاه المواطن ين ،والقانون ل ما خول الدارة هذه
المتيازات كان يهدف إلى تحقيسق غايسة معينسة ،وبالتالي فالقرار الداري مسا هسو إل وسسيلة
لتحق يق هذه الغا ية ال تي تكون دائ ما م صلحة عا مة أو منف عة عا مة ،والمخا طبين به ملزمون
بتنفيذه طواعيسة أو إكراهسا ،إل أن عليهسم عدم التزام الصسمت عسن كسل قرار إداري مضسر
بمركزهسم القانونسي لن ذلك يكرس انعدام المشروعيسة ،وبالتالي على الفرد المتضرر مسن
القرار أن يل جأ إلى القضاء لر فع دعوى اللغاء ب سبب تجاوز ال سلطة ،عند ما ي صاب بضرر
من شأ نه إعدام القرار الغ ير المشروع ،فإذا كا نت القرارات غ ير مشرو عة وم ست ح قا من
حقوق الفراد ونالت بحر ية من حريات هم فإن ها تخ ضع في هذه الحالة لمراق بة القضاء الذي
يتولى رعاية حقوق الفراد ضد تعسف الدارة وذلك عن طريق إلغائها أو التعويض عنها أو
ه ما م عا ،و من ه نا ي تبين أن خضوع الدارة لمبدأ المشروع ية في جم يع الحالت والظروف
يعتبر المثل العلى لحماية حقوق وحريات الفراد ويشكل صرحا متينا لدولة الحق والقانون.
لئحة المراجع
الكتب :
الدكتور محمسد يحيسا :المغرب الداري –الطبعسة الثالثسة– مطبعسة ووراقسة
إسبارطيل طنجة .2002
الدكتورة ملي كة ال صروخ :القانون الداري –درا سة مقار نة -الطب عة الراب عة
مع آخر المستجدات ،سنة ،1998مطبعة الجديدة الدار البيضاء.
الدكتورة مليكة الصروخ :القانون الداري –دراسة ومقارنة -الطبعة الخامسة
مسع آخسر المسستجدات ،مطبعسة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعسة أكتوبر
.2001
الدكتور مح مد كرا مي :الطب عة الولى ،2000مطب عة النجاح الجديدة الدار
البيضاء.
الدكتور نواف كنعان :القانون الداري ،الجزء الثانسي ،الطبعسة الولى سسنة
،2003مكتبة دار الثقافة عمان.
الدكتور الحاج شكرة :القانون الداري ،النشاط الداري ،الطبعسة الولى سسنة
2005طبع دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط.
الدكتور محمسد أنور حمادة :القرارات الداريسة ورقابسة القضاء ،دار الفكسر
الجامعي السكندرية سنة .2003
الدكتور رضوان بوجمعسة :المقتضسب فسي القانون الداري المغربسي ،الطبعسة
الولى ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء سنة .1999
الدكتور مح مد مرغ ني خيري :الوج يز في القانون الداري المغر بي ،الجزء
الثاني ،دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر ،الرباط سنة .1978
سد بلحاج :القانون
سي ،أحمس
سري ،جان كرانيون ،ميشال روسس
سس البصس
إدريس
الداري المغربي ،الطبعة الولى ،المطبعة الملكية الرباط سنة .1988
الدكتور محمسد حلمسي :موجسز مبادئ القانون الداري ،الطبعسة الولى ملتزم
الطبع والنشر دار الفكر العربي سنة .1978
الدكتور محمسد البقالي :تأملت فسي مشروع إحداث ديوان المظالم ،منشورات
مجلة طنجيس للقانون والقتصاد العدد 2سنة .2001
الدكتور سسليمان محمسد الطماوي :النظريسة العامسة للقرارات الداريسة دراسسة
مقارنة ،الطبعة الثالثة ،دار الفكر العربي القاهرة مصر سنة .1966
الدكتور محمسد فؤاد المهنسا :مبادئ وأحكام القانون الداري فسي جمهوريسة
مصر العربية ،مؤسسة شباب الجامعة السكندرية مصر .1973
الدكتور أحمسد سسينيهجي :الوجيسز فسي القانون الداري المغربسي والمقارن،
الطبعة الثانية ،1998مكناس بدون دار النشر.
الدكتور ماجد راغب الحلو :القانون الداري طبعة ،1994دار المطبوعات
الجامعية السكندرية.
الدكتور عبسد الرحمان البكريوي :الوجيسز فسي القانون الداري المغربسي،
الكتاب الثاني ،الطبعة الولى لسنة ،1990بدون دار النشر .
الدكتور ع بد ال الدري سي :محاضرات في القانون الداري المغر بي ،الجزء
الثاني الطبعة الولى ،دار النشر الجسور ،وجدة .1995
الدكتور محمسسد سسسليمان الطماوي :القضاء الداري ،الكتاب الول ،قضاء
اللغاء طبعة 1986ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العربي القاهرة.
الدكتور محمد الوزاني :القضاء الداري" ،قضاء اللغاء"" ،قضاء التعويض"،
مطبعة دار الجسور وجدة ،الطبعة الولى .2000
الدكتور سعد عصفور ،محسن خليل :القضاء الداري طبعة ،1990الناشر
منشآت المعارف بالسكندرية.
الدكتور ف هد بن مح مد بن ع بد العز يز الدغي ثر :رقا بة القضاء على قرارات
الدارة ول ية القضاء أمام ديوان المظالم ،درا سة مقار نة ،طبعة ،1992دار
النهضة العربية القاهرة.
ع بد القادر باي نة :الهيئات ال ستشارية بالمغرب ،مطب عة دار الن شر المغرب ية
الدار البيضاء طبعة .1991
أحمسد مدحست :نظريسة الظروف السستثنائية ،سسيادة القانون ،حالة الضرورة،
القوانين الستثنائية ،طبعة ،1978القاهرة بدون دار النشر.
الطروحات:
عبسد القادر مسساعد " :القضاء الداري المغربسي ضمانسة للحقوق والحريات"
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق،
أكدال الرباط ،السنة الجامعية .1999-1998
الندوات :
الدكتور أحمسد أجعون :ديوان المظالم فسي حمايسة حقوق الحريات بالمغرب،
ندوة ،الديمقراط ية وحقوق الن سان والتنم ية ،أ ية عل قة ،نظمت ها كل ية الحقوق
بطنجة بتاريخ 5و 6مارس .2002
المحاضرات :
الدكتور عبد القادر مساعد :محاضرات في القضاء الداري ،ألقيت على طلبة
السنة الثالثة قانون عام ،كلية الحقوق بطنجة .2001-2000
المقلت :
مقال للسسستاذ عبسسد ال حداد " ظاهرة عدم المتثال الدارة لحكام القضاء"
المجلة المغربية للقانون والسياسة والقتصاد العدد 18دجنبر .1985
المجلت :
المجلة المغرب ية للدارة المحل ية والتنم ية :ح كم عدد 239في 25شت نبر
1996المتعلق بأيست الحسسن رشيدة ضسد النائب القليمسي لوزارة التربيسة
الوطنية العدد 21-20سنة .1997
المجلة المغربيسة للدارة المحليسة والتنميسة :الدكتور حسسن سسيمو ،السسلطة
التقديرية للدارة ورقابة القضاء عليها ،عدد 13سنة .1995
المجلة المغربيسة للدارة المحليسة والتنميسة :الدكتور مولي إدريسس الحلبسي
الكتاني ،مسطرة الثقافي الدارية ،الجزء الول سلسلة مواضيع الساعة .12
المجلة المغربيسسة للدارة المحليسسة والتنميسسة :حكسسم عدد 44بتاريسسخ
،16/07/1975المتعلق بمول العرض ضسد وزيسر التربيسة الوطنيسة العدد
16يوليوز .1996
المجلة المغربيسة للدارة المحليسة والتنميسة :عزيسز يودالي ،قاضسي بالمحكمسة
الدارية بمكناس ،عدد مزدوج 15-14يناير -يونيو .1996
المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية :إبراهيم زعيم ،مسطرة وقف التنفيذ
ومسطرة الستعجال في المادة الدارية ،أي ترابط بينهما ،عدد 12يوليوز-
شتنبر .1995
مجلة القضاء الداري ،حصسيلة وأفاق ،سسنة ،1993الصسادرة عسن المجلة
المغربية للعلوم الدارية.
مجلة المحماة – عدد ،13أكتوبر .1978
مجلة قضاء المجلس العلى :عدد ،14الح كم الداري ،عدد 8ال صادر في
30يناير .1970
الجرائد :
الفهــــرس :
_____________________بحث لنيل الجازة _________________________________________ 115
في الحقوق
____________________________دراسة تحليلية حول القرارات الدارية
____________________________
الصفحة المحتويات
1 مقدمة .........................................................................:
4 الفصل الول :ماهية القرارات الدارية..........................................
6 المبحث الول :مفهوم القرار الداري....................................
6 المطلب الول :القرار الداري –تعريفه -معايير تمييزه................
6 الفرع الول :تعريف القرار الداري.............................
7 أول :أن القرار الداري هو عمل قانوني..................
8 ثانيا :القرار الداري عمل قانوني من جانب واحد.........
8 ثالثا :محور القرار الداري من سلطة عامة
راب عا :محور القرار الداري بإرادة الدارة الملز مة بمال ها
9
من سلطة بمقتضى القوانين والنظمة.......................
9 خامسا :أن يكون القرار الداري نهائيا....................
10 الفرع الثاني :معايير تمييز القرار الداري........................
10 أول :من حيث غيره من العمال.........................
13 ثانيا :من حيث العمال الدارية الخرى..................
17 المطلب الثاني :أركان القرار الداري..................................
17 الفرع الول :الركان الخارجية لضمان شرعية القرار الداري...
17 أول :الختصاص ...................La compétence :
22 ثانيا :الشكل ...............................La Forme :
23 الفرع الثاني :الركان الداخلية لضمان شرعية القرار الداري.....
23 أول :السبب ................................Le Motif :
24 ثانيا :المحل ..................................L’Objet :
26 المبحث الثاني :أنواع القرار الداري.......................................
27 المطلب الول :القرارات الدارية من حيث مداها أو عموميتها..........
27 الفرع الول :القرارات الفردية...................................
28 الفرع الثاني :القرارات التنظيمية أو اللئحية......................
29 المطلب الثاني :القرارات الدارية من حيث إنشائها.....................
29 الفرع الول :القرارات الكاشفة...................................
30 الفرع الثاني :القرارات المنشأة...................................
المطلب الثالث :القرارات الداريسة مسن حيسث مدى خضوعهسا للرقابسة
30
القضائية................................................................
30 الفرع الول :أعمال الدارة......................................
30 الفرع الثاني :أعمال السيادة......................................
30 المطلب الرابع :القرارات الدارية من حيث تكوينها....................
31 الفرع الول :القرارات البسيطة..................................
31 الفرع الثاني :القرارات المركبة...................................
31 المطلب الخامس :القرارات الدارة من حيث آثارها بالنسبة للخبار.....
32 المبحث الثالث :القرار الداري ،نفاذه ،تنفيذه ،نهايته........................
_____________________بحث لنيل الجازة _________________________________________ 116
في الحقوق
____________________________دراسة تحليلية حول القرارات الدارية
____________________________