Professional Documents
Culture Documents
html
نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة
نذكر هنا جملة من الروايات الموجودة في كتب أهل السنة ،ونبيّن ما ورد في
تأويلها ،وما قيل في بطلنها وإنكارها ،وعلى أمثال هذه النماذج يقاس ما سواها،
وهي على طوائف:
ت سورة الحزاب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن حذيفة" :قرأ ُ
ت منها سبعين آية ما وجدتها".4
فنسي ُ
وقد حمل ابن الصلح المدّعى زيادته على التفسير ،وحمله السيوطي وابن حزم
مل لهذه الروايات يلحظ وجود اختلف فاحش بينها في على نسخ التلوة ،والمتأ ّ
حة هذه النصوصمقدار ما كانت عليه سورة الحزاب ،المر الذي يشير إلى عدم ص ّ
ما آية الرجم الواردة في الحديث الثاني فستأتي في القسم الرابع منوبطلنها ،أ ّ
هذه الطائفة.
ُروي عن أبي موسى الشعري أنّه قال لقّراء البصرة" :كنّا نقرأ سورة نُشبّهها في
الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ،غير أنّي حفظت منها :لو كان لبن آدم واديان من
ل لبتغى واديا ً ثالثاً ،ول يمل َ جوف ابن آدم إل ّ التراب".5
ما ٍ
ن هذا معروف في حديث وقد حمل ابن الصلح هذا الحديث على السنة ،قال" :إ ّ
بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أنّه من كلم الرسول ،ل يحكيه عن ر ِّ
العالمين في القرآن ويؤيده حديث روي عن العباس بن سهل ،قال :سمعت ابن
ن
الزبير على المنبر يقول" :قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" :لو أ ّ
ابن آدم أُعطي واديان ،" "..وعدّه الزبيدي الحديث الرابع والربعين من الحاديث
المتواترة وقال" :رواه من الصحابة خمسة عشر نفساً" .6ورواه أحمد في
ي7.
(المسند) عن أبي واقد الليثي على أنّه حديث قدس ّ
مة سورة تشبه براءة في الشدّة والطول ،فلو ما إخبار أبي موسى بأنّه كان ث ّأ ّ
كانت لحصل العلم بها ،ولما غفل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فاظه و ُ
قّراؤه. والصحابة وكُتّاب الوحي و ُ
ح ّ
ن سورتي الخلع والحفد كانتا في مصحف ابن عباس وأُبي بن كعب وابن روي أ ّ
ن أبا موسى الشعري كانّ وأ الصلة، في بهما قنت الخطاب بن عمر ن
ّ وأ مسعود،
يقرأهما ..وهما:
.1
"اللّهم إنا نستعينك ونستغفرك ،ونثني عليك ول نكفرك ،ونخلع ونترك من
يفجرك".
.2
"اللّهم إياك نعبد ،ولك نصلي ونسجد ،وإليك نسعى ونحفد ،نرجو رحمتك،
ن عذابك بالكافرين ملحق".8
ونخشى عذابك ،إ ّ
وقد حملهما الزرقاني والباقلني والجزيري وغيرهم على الدعاء ،وقال صاحب
ن أُبي بن كعب أثبته في مصحفه ،لم تقم ن كلم القنوت المروي :أ ّ النتصار" :إ ّ
جة بأنّه قرآن منزل ،بل هو ضرب من الدعاء ،ولو كان قرآنا ً لنقل إلينا وحصل الح ّ
ح ذلك عنه ،وإنّما روي عنه أنّه أثبته في ّ يص "ولم قال: أن إلى حته" ّ بص العلم
مصحفه ،وقد أثبت في مصحفه ما ليس بقرآن من دعاء أو تأويل ..الخ".9
وقد روي هذا الدعاء في (الدر المنثور) والتقان والسنن الكبرى و(المصنّف)
وغيرها من عديد من الروايات عن ابن الضرس والبيهقي ومحمد بن نصر ،ولم
يُصّرحوا بكونه قرآناً .10
ن عمر بن الخطاب ،قال" :إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرجم.. روي بطرق متعدّدة أ ّ
والذي نفسي بيده لول أن يقول الناس :زاد عمر في كتاب الله لكتبتها :الشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة ،نكال ً من الله ،والله عزيز حكيم .فإنّا قد
قرأناها".11
د
ن عمر أتى إلى زي ٍ
وأخرج ابن أشتة في (المصاحف) عن الليث بن سعد ،قال" :إ ّ
بآية الرجم ،فلم يكتبها زيد لنّه كان وحده".12
ما نسخ لفظه وبقي حكمه، وقد حمل ابن حزم آية الرجم في (المحلى) على أنّها م ّ
ل ،لنّها لو كانت منسوخة التلوة لما جاء عمر ليكتبها في المصحف، ل باط ٌوهو حم ٌ
ن خبر الواحد ل يُثبت َ
ما نسخ تلوةً ،وقال" :ل ّوأنكر ابن ظفر في (الينبوع) عدّها م ّ
القرآن".13
ن عمر قال لعبد الرحمن بن عوف" :ألم تجد فيما أُنزل علينا :أن جاهدوا كماُروي أ ّ
ول مّرة ،فأنا ل أجدها؟ قال :أُسقطت فيما أسقط من القرآن".15 جاهدتم ّ
أ
ن الية تُكتَب بشهادة شاهدين من نقول :ألم يرووا في أحاديث جمع القرآن أ ّ
ما أنزل الله في كتابه؟ فما منع عمر وعبد الرحمن بن عوف الصحابة على أنّها م ّ
ع على وضع ٌ قاط ٌ
ل دلي فهذا فيه؟ وإثباتها القرآن من الية ن
من الشهادة على أ ّ
ح ّ
فاظه في ُ و القرآن اب ّ تُ ك عن عاةّ د الم الية هذه سقطت كيف هذه الرواية ،وإل ّ
ّ
طول البلد وعرضها ،ولم تبق إل مع عمر وعبد الرحمن بن عوف؟
ما يقرأ من القرآن" رواه أنس بن نم ّوهذا الحديث بلفظ "فتوفي رسول الله وه ّ
مالك عن عبد الله بن أبي بكر ،وقد ُروي عن غيره بدون هذا اللفظ ،قال أبو جعفر
النحاس" :قال بعض أجلّة أصحاب الحديث :قد روى هذا الحديث رجلن جليلن أثبت
ن هذا فيه ،وهما القاسم بن محمد بن أبي من عبد الله بن أبي بكر ،فلم يذكرا أ ّ
ما ل نعلم أحدا ً رواه كما
ّ م "هذا الطحاوي: وقال بكر ويحيى بن سعيد الَنصاري"،19
م منه".20ذكرنا غير عبد الله بن أبي بكر ،وهو عندنا وه ٌ
حح كونها قرآنا ً يُتلى ول ينفيه ،قال صاحب
و الرواية من هذا اللفظ ل يص ّ ن خل ّ
لك ّ
ن ذلك كان قرآنا ً يتلى لما بقي علمه خاصا ً بعائشة ،بل كانت حأ ّ
ّ ص "لو المنار:
الروايات تكثر فيه ،ويعمل به جماهير الناس ،ويحكم به الخلفاء الراشدون ،وكل
ن ردّ هذه الرواية عن عائشة لَهون من قبولها مع عدم عمل ذلك لم يكن" وقال" :إ ّ
جمهور من السلف والخلف بها".21
السابعة :آية رضاع الكبير عشراً
ُروي عن عائشة أنَّها قالت" :نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً ،ولقد كانت في
ما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتشاغلناصحيفة تحت سريري ،فل ّ
بموته دخل داجن فأكلها".22
وظاهٌر من هذه الرواية أنّه لم يحفظ القرآن ولم يكتبه غير عائشة ،وهو أمٌر في
فاظ والكتبة منهم ،قال السرخسي: ح ّ
غاية البعد والغرابة ،فأين سائر الصحابة وال ُ
ن بهذا ل ينعدم حفظه من القلوب ،ول يتعذّر عليهم ح ؛ لَ ّ
"حديث عائشة ل يكاد يص ّ
ما بالنسبة لية أ . الحديث" لهذا لأصل هّ ن أ فعرفنا خرى، به إثباته في صحيفة أ ُ
ّ 23
ح اعتبارها قرآنا لكونها من أخبار الرجم المذكورة في الحديث فقد تقدم أنّه ل يص ّ
الحاد ،وحكم الرجم من السنن الثابتة عن الرسول الَكرم (صلى الله عليه وآله
وسلم).
ي أبي ،وهو ابن ثمانين سنة ،في عن حميدة بنت أبي يونس ،قالت" :قرأ عل ّ
ي يا أيُّها الذين آمنوا صلوا عليه
ّ النب على ن الله وملئكته يصلّون
مصحف عائشة :إ ّ
وسلّموا تسليما ً وعلى الذين يصلون في الصفوف الولى" .قالت" :قبل أن يغيّر
عثمان المصاحف".25
ن هذا من الحاد التي ل يثبت بها قرآن ،وإل ّ فكيف فات هذا عن سائر وظاهر أ ّ
ح
ّ ص ولو دونهم؟ عائشة به واختصت ماعه، ج
ُ ّ و فاظهّ ح
ُ و منهم الوحي اب ّ تُ ك و الصحابة
ة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ،فاعتقدت عائشة كونها من ٌ رواي فهو
ث روي عن البراء بن عازب أنّه قال" :قال رسول الله (صلى القرآن فكتبتها ،حي ُ
ول" ،26وروي عن ن الله وملئكته يصلون على الصفوف ال َُ ّ الله عليه وآله وسلم) :إ ّ
ن الله وملئكته
عائشة أنّها قالت" :قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :إ ّ
ما يُكْتب في حاشية المصحف، صلُون الصفوف" ،27ولعلّه أيضا ً م ّ يصلّون على الذين ي َ ِ
صة.
ّ الخا مصاحفهم حاشية في ً وشأنا ة
ً أهمي له يرون ما جلونحيث كانوا يس ّ
التاسعة :عدد حروف القرآن
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب ،قال" :القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون
ألف حرف" .28بينما القرآن الذي بين أيدينا ل يبلغ ثلث هذا المقدار ،قال الذهبي:
مد بن عبيد بهذا الخبر الباطل" ،29هذا فضل ً عن الختلف في رواية عدد "تفّرد مح ّ
الحروف ،فقد روي ألف ألف وواحد وعشرون ألفا ً ومئة وخمسون حرفاً ،وقيل:
غير ذلك ،المر الذي يضعف الثقة بصحة صدورها.
ح ذلك فلعلّه من الوحي الذي ليس بقرآن كالحاديث القدسية؛ وقد لحظنا وإذا ص ّ
قة والتحّري في ثبت آيات القرآن أن يحملفي أدلّة نفي التحريف أنّه بلغ من الد ّ
بعض الصحابة السيف لحذف حرف واحد منه ،فكيف يحذف ثلثاه ولم نجد معارضاً
منهم ،ول مطالبا ً بتدوين ما بقي من ثلثيه؟! هذا فضل ً عن وجود كثير من الصحابة
من جمع القرآن كلّه أو بعضه في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ م ّ
كما سيأتي بيانه ـ حفظا ً في الصدور ،أو تدوينا ً في القراطيس ،فكانت القراطيس
شاهدة على ما في الصدور ،والصدور شاهدة على ما في القراطيس ،فكيف يضيع
ثلثاه في حال كهذه؟!
سنّة والحكام التين قسما ً منه هو من الحاديث النبوية ،أو من ال ُ والملحظ أيضا ً أ ّ
ن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)" :الولد للفراش، ظنّوها قرآناً ،كما روي أ ّ
ن أغلبه روي ً
ك أحدٌ في أنّه حديث .و الملحظ أيضا أ ّ وللعاهر الحجر" هو آية ،ول يش ّ
حدت ألفاظه. بألفاظ متعدّدة وتعابير مختلفة ،فلو كان قرآنا ً لتو ّ
السابق
( )1التقان ،82 :3تفسير القرطبي ،113 :14مناهل العرفان ،273 :1الدر المنثور .560 :6
( )2محاضرات الراغب .434 | 4 :2
،113 :14 ( )3التقان ،82 :3مسند أحمد ،132 :5المستدرك ،359 :4السنن الكبرى ،211 :8تفسير القرطبي
الكشاف ،518 :3مناهل العرفان ،111 :2الدر المنثور .559 :6
( )4الدر المنثور .559 :6
( )5صحيح مسلم .1050 | 726 :2
ـ .88
( )6مقدمتان في علوم القرآن85 :
( )7مسند أحمد .219 :5
( )8مناهل العرفان ،257 :1روح المعاني .25 :1
( )9مناهل العرفان .264 :1
( )10السنن الكبرى ،210 :2المصنف لعبد الرزاق .212 :3
( )11المستدرك 359 :4و ،360مسند أحمد 23 :1و 29و 36و 40و ،50طبقات ابن سعد ،334 :3سنن
الدارمي .179 :2
( )12التقان .206 :3
( )13البرهان للزركشي .43 :2
( )14الناسخ والمنسوخ.8 :
( )15التقان ،84 :3كنز العمال 567 :2حديث | .4741
( )16صحيح مسلم ،1452|1075 :2سنن الترمذي ،456 :3المصنف للصنعاني 467 :7و ..470
( )17الفقه على المذاهب الربة .259 :4
( )18مشكل الثار 6 :3ـ ،8الناسخ والمنسوخ 10 :ـ ،11أُصول السرخسي ،78 :2فتح المنان 223 :ـ ،230
التمهيد في علوم القرآن ،282 :2الفقه على المذاهب الربعة 258 :4ـ .260
( )19الناسخ والمنسوخ 10 :ـ .11
( )20مشكل الثار 7 :3ـ .8
( )21تفسير المنار .472 :4
( )22مسند أحمد ،269 :6المحلّى ،235 :11سنن ابن ماجة ،625 :1الجامع لحكام القرآن .113 :14
( )23أُصول السرخسي .79 :2
( )24جامع بيان العلم .105 :2
( )25التقان .82 :3
( )26المصنف لعبد الرزاق .484 :2
( )27المستدرك .214 :1
( )28التقان .242 :1
( )29ميزان العتدال .639 :3
---------------------------------------------------------------------------
نسخ التلوة
سموا النسخ في الكتاب العزيز إلى ثلثة أقسام:
ق ّ
.1
نسخ الحكم دون التلوة ،وهذا هو القسم الذي نطق به محكم التنزيل ،وهو
ن بعض الحكامثإ ّ ل مقبو ٌ
ل ،حي ُ المشهور بين العلماء والمفسرين ،وهو أمر معقو ٌ
ة واحدةً ،بل نزل تدريجيا ً لتألفه النفوس وتستسيغه العقول ،فنسخت لم ينزل دفع ً
ة يعلمها الله تعالى.
ة وتشريعي ٍر تربوي ٍ
ٍ لسرا ألفاظها، وبقيت تلك الحكام
.2
نسخ التلوة دون الحكم ،وقد مثّلوا له بآية الرجم ،فقالوا :إ ّ
ن هذه الية كانت
م نسخت تلوتها وبقي حكمها. من القرآن ث ّ
.3
ن البعض حمل قسما ً من الروايات الدالة على وقد تقدّم في ثنايا البحث السابق أ ّ
النقصان على أنّها آيات نسخت تلوتها وبقيت أحكامها ،أو نسخت تلوةً وحكماً،
وذلك تحاشيا ً من التسليم بها الذي يفضي إلى القول بتحريف القرآن ،وفرارا ً من
ردّها وتكذيبها الذي يؤول إلى الطعن في الكتب الصحاح والمسانيد المعتبرة ،أو
ن القول بالضربين الخيرين من كأ ّالطعن في العيان الذين نُقلت عنهم ،ول ش ّ
النسخ هو عين القول بالتحريف ،وهو باطل لما يلي:
ص ،ول انفكاك بينهما ،ول دليل على نسخ .2النسخ حكم ،والحكم لبدّ أن يكون بالن ّ
النصوص التي حكتها الثار المتقدّمة وسواها ،إذ لم ينقل نسخها ولم يرد في
د منها أنّها منسوخة،ي (صلى الله عليه وآله وسلم) في واح ٍ حديث عن النب ّ
ن ذلك لم يحدثّ أ وبما بالنزول، غّ بل كما بالنسخ المة غّ بلُ ي أن يقتضي والواجب
فالقول به باطل.
.3الخبار التي زعم نسخ تلوتها أخبار آحاد ،ول تقوى دليل ً وبرهانا ً على حصوله ،إذ
صرحوا باتّفاق العلماء أجمع على عدم جواز نسخ الكتاب بخبر الواحد ،1ونسبه
ن خبر الواحد إذا اقتضى عملً القطّان إلى الجمهور ،2وعلّله رحمة الله الهندي "بأ ّ
ن الشافعي وأصحابه ل عليه وجب ردّه" ،3بل إ ّ ولم يوجد في الدلّة القاطعة ما يد ّ
سنّة المتواترة ،وبهذا صّرحوأكثر أهل الظاهر ،قد قطعوا بامتناع نسخ القران بال ُ
سنّة
ُ بال الكتاب نسخ بإمكان أحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه ،بل من قال
ح دعوى نسخ التلوة مع بقاء الحكم أو بدونه ،حتّى المتواترة منع وقوعه ،4لذا ل تص ّ
ً
لو ادّعي التواتر في أخبار النسخ ،فضل عن كونها أخبار آحاد ضعيفة السناد واهية
المتن كما تقدّم.
.4أنكر بعض المعتزلة وعامة علماء المامية وأعلمهم الضربين الخيرين من النسخ
واعتبروهما نفس القول بالتحريف ،وكذا أنكرهما أغلب علماء ومحققي أهل السنة
المتقدمين منهم والمتأخرين ،وحكى القاضي أبو بكر في "النتصار" عن قوم ٍ إنكار
قل عن أبي الضرب الثاني منه ،5وأنكره أيضا ً ابن ظفر في كتاب "الينبوع" ،6ون ُ ِ
ن نسخ التلوة ممنوع شرعاً" 7وفيما يلي بعض أقوال محققي أهل السنة مسلم" :أ ّ
في إبطال القول بنسخ التلوة:
.1
ما الجرأة العجيبة ففي الضربين الثاني وقال الدكتور صبحي الصالح" :أ ّ
ما دونما مع نسخ أحكامها وإ ّ
والثالث اللذين نسخت فيهما بزعمهم آيات معينة ،إ ّ
نسخ أحكامها ،والناظر في صنيعهم هذا سرعان ما يكتشف فيه خطأ ً مركباً،
ة
ة أو كافي ٍب شواهد كثير ٍ
ل ضر ٍفتقسيم المسائل إلى أضرب إنّما يصلح إذا كان لك ّ
شاق النسخ إل شاهدٌ أو اثنان على ة منها ،وما لع ّسر استنباط قاعد ٍعلى القل ليتي ّ
ل من هذين الضربين ،وجميع ما ذكروه منها أخبار آحاد ،ول يجوز القطع على ك ّ
جة فيها"9إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد ل ح ّ
.3
م يبقى منسوخ التلوة باقي الحكم مجّرد وقال الدكتور مصطفى زيد" :ومن ث ّ
ل ول
ة ،ولهذا نرفضه ،ونرى أنّه غير معقو ٍ
ة واحد ٍ فرض لم يتح ّ
قق في واقع ٍ
مقبول".10
.4
ة 'من كتابن الخبار التي جاء فيها ذكر كلم ٍ وقال عبد الرحمن الجزيري" :إ ّ
الله' على أنّها كانت فيه ونسخت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ن كان
م ينظر إ ّفهذه ل يُطلق عليها أنّها قرآن ،ول تُعطى حكم القرآن باتّفاق ،ث ّ
ن الخبار بها يعطي حكم الحديث ،وإن يمكن تأويلها بما يخرجها عن كونها قرآناً ،فإ ّ
ن دللتها
لم يمكن تأويلها فالذي أعتقده أنّها ل تصلح للدللة على حكم شرعي ،ل ّ
ق ،فكيف يمكن الستدللح نفيها باتّفا ٍ
ة على ثبوت صيغتها .وصيغتها يص ّموقوف ٌ
ل الخير في ترك مثل هذه الروايات"11 بها؟! فالخير ك ّ
.5
ما ما يدّعونه من نسخ تلوة بعض اليات مع بقاء حكمها، وقال ابن الخطيب" :أ ّ
فأمر ل يقبله إنسان يحترم نفسه ،ويقدّر ما وهبه الله تعالى من نعمة العقل ،إذ ما
هي الحكمة من نسخ تلوة آية مع بقاء حكمها؟ ما الحكمة من صدور قانون واجب
التنفيذ ورفع ألفاظ هذا القانون مع بقاء العمل بأحكامه؟ ويستدلّون على باطلهم
ة من هذا النوع يدّعون نسخها ،ويعلم الله تعالى أنّها ليست منهذا بإيراد آي ٍ
القرآن ،ولو كانت لما أغفلها الصحابة (رضوان الله عليهم) ولدونّها السلف الصالح
في مصاحفهم".12
ن في المصحف لحناً ،وستقيّمه العرب الولى :روي عن عثمان أنّه قال" :إ ّ
ً ً ّ
بألسنتها .فقيل له :أل تغيره؟ فقال :دعوه ،فإنّه ل يحل حراما ،ول يحّرم حلل".13
حمل ابن أشتة اللحن الوارد في الحديث على الخطأ في اختيار ماهو أولى من
مها ،وهذا الحمل غير مستقيمٍ، الحرف السبعة ،وعلى أشياء خالف لفظُها َر ْ
س َ
والولى منه هو ترك الرواية وتكذيبها وإنكارها ،كما فعل الداني والرازي
والنيسابوري وابن النباري واللوسي والسخاوي والخازن والباقلني وجماعة
ن
جة ،ل ّ ح بها دليل ول تقوم بمثلها ح ّ ن هذه الرواية ل يص ّ ث صّرحوا أ ّ آخرين ،14حي ُ
ل بالتواتر ن المصحف منقو ٌ إسنادها ضعيف ،وفيه اضطراب وانقطاع وتخليط ،ول ّ
ن ما مإ ّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ،فل يمكن ثبوت اللحن فيه ،ث ّ
فتين هو كلم الله بإجماع المسلمين ،ول يجوز أن يكون كلم الله لحناً بين الد ّ
مة من بعدهم إلى أنّه لفظ صحيح مة الصحابة وسائر علماء ال ّ وغلطاً ،وقد ذهب عا ّ
ً ّ
ب ول من غيره ،واستدلوا أيضا على إنكار هذه الرواية ليس فيه أدنى خطأ من كات ٍ
ن عثمان جعل للناس إماماً ،فكيف يرى فيه لحنا ً ويتركه لتقيّمه العرب بقولهم :إ ّ
خر شيئا ً فاسدا ً ليصلحه غيره؟! وإذا كان الذين تولوا جمعه وكتابته بألسنتها ،أو يؤ ّ
لم يقيّموا ذلك -وهم الخيار وأهل اللغة والفصاحة والقدرة على ذلك -فكيف
ن عثمان لم يكتب مصحفا ً واحدا بل
ً مإ ّ يتركون في كتاب الله لحنا ً يصلحه غيرهم؟ ث ّ
ّ
ت المصاحف مختلفة قط ،إل فيما هو من وجوه كتب عدة مصاحف ،فلم تأ ِ
القراءات والتلوة دون الرسم ،وليس ذلك باللحن".15
ون الخطب في هذه الرواية ومثيلتها التية أنّها برواية عكرمة مولى ابنوالذي يه ّ
عبّاس ،وكان من أعلم الضلل ودعاة السوء ،وكان يرى رأي الخوارج ،ويُضرب به
المثل في الكذب والفتراء ،حتى قدح به الكابر وكذّبوه ،أمثال ابن عمر ومجاهد
وعطاء وابن سيرين ومالك بن أنس والشافعي وسعيد بن المسيب ويحيى بن
سعيد ،وحّرم مالك الرواية عنه ،وأعرض عنه مسلم.16
الثالثة :روى عروة بن الزبير عن عائشة :أنّه سألها عن قوله تعالى(( :لكن
ن
م قال(( :والمقيمين)) ،وفي المائدة(( :إ ّ الراسخون في العلم)) (النساء ) 62 :4ث ّ
ن هذان لساحران)) (طه الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون))( ،المائدة )69 :5و((إ ّ
)63 :20فقالت يا بن أُختي ،هذا عمل الكُتّاب ،أخطأوا في الكتاب.20
ما قوله تعالى(( :والمقيمين)) فانّه على العطف يكون (والمقيمون) كما في أ ّ
ي والجمهور بقراءة الحسن ومالك بن دينار ،والذي في المصاحف وقراءة أ ُ
ّ
صب على المدح ،أي وأعني المقيمين" وذكر له ((والمقيمين)) قال سيبويه" :ن ُ ِ
شواهد وأمثلة من كلم العرب.21
ن. ف على مح ّ
ل اسم إ ّ ما قوله تعالى(( :والصابئون)) بالرفع فهو معطو ٌ
وأ ّ
ما لم يتبيّن فيه العراب ،كالمضمر
قال الفراء" :ويجوز ذلك إذا كان السم م ّ
والموصول ،ومنه قول الشاعر:
ب
فإنّي وقياٌر بها لغري َ من ي ُ
ك أمسى بالمدينة رحله
وقد أجاز الكوفيون والبصريون الرفع المتكلّم"23 برفع (قيار) عطفا ً على مح ّ
ل ياء
في الية واستدلّوا بنظائر من كلم العرب.
وقال صاحب المنار" :قد تجرأ بعض أعداء السلم على دعوى وجود الغلط النحوي
ع بين السخف في القرآن ،وعدّ رفع (الصابئين) هنا من هذا الغلط ،وهذا جم ٌ
والجهل ،وإنّما جاءت هذه الجرأة من الظاهر المتبادر من قواعد النحو ،مع جهل أو
ن النحو استنبط من اللغة ،ولم تستنبط اللغة منه".24
تجاهل أ ّ
ن القراءة التي عليها جمهور المسلمينن)) فإ ّ
حرا ِ ن لَ َ
سا ِ هذا ِ
ن َ
ما قوله تعالى(( :إ ّ
وأ ّ
ة ،ورفع
ة من الثقيلة غير عامل ٍ
هي تخفيف إن المكسورة الهمزة ،فتكون مخفف ٌ
(هذان).
قال الرازي" :لما كان نقل هذه القراءة في الشهرة كنقل جميع القرآن ،فلو
حكمنا ببطلنها جاز مثله في جميع القرآن ،وذلك يفضي إلى القدح في التواتر،
وإلى القدح في ك ِّ
ل القرآن ،وإنّه باطل".26
(هو الذي ينشركم) فغيّرها ((هو الذي 22 وكانت في سورة يونس :10
يسيّركم)).27
ة من (مصاحف السجستاني) برواية عباد ابن صهيب وهذه المثلة ،وسواها منقول ٌ
مة الحديث والجرح والتعديل ،ومغموٌز فيه بالكذب
،28وعباد متروك الحديث لدى أئ ّ
والختلق.29
قال السيد الخوئي" :هذه الدعوى تشبه هذيان المحمومين وخرافات المجانين
جاج واحدٌ من ولة بني أُمية ،وهو أقصر باعا ً وأصغر قدرا ً من أن ن الح ّ
والطفال ،فإ ّ
ء ،بل هو أعجز من أن يغيّر شيئا ً من الفروع الِسلمية ،فكيف ينال القرآن بشي ٍ
يغير ما هو أساس الدين وقوام الشريعة؟! ومن أين له القدرة والنفوذ في جميع
ممالك السلم وغيرها مع انتشار القرآن فيها؟ وكيف لم يذكر هذا الخطب العظيم
مؤرخ في تاريخه ،ول ناقد في نقده مع ما فيه من الهمية ،وكثرة الدواعي إلى
نقله؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في وقته؟ وكيف أغضى
المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج وانتهاء سلطته؟ وهب أنّه تمكّن
ة واحدةٌ من أقطار من جمع نسخ المصاحف جميعها ،ولم تشذّ عن قدرته نسخ ٌ
المسلمين المتباعدة ،فهل تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة
القرآن وعددهم في ذلك الوقت ل يحصيه إل الله" ،30وقد بيّنا في أدلّة نفي
ّ
ف منه ،وقد بلغ من دقة ن خلفاء الصدر الول لم يجرأوا على حذف حر ٍ التحريف أ ّ
دم على ذلك ،فكيف وتحّري المسلمين أن يهدّدوا برفع السيف في وجه من يُق ِ
فاظه أن يغيّر اثني عشر موضعاً جاج بعد اشتهار القرآن وتعدّد نسخه وح ّ يتمكّن الح ّ
من كتاب الله على مرأى ومسمع جمهور المسلمين ومصاحفهم؟"
( )1الموافقات للشاطبي .106 :3
( )2مباحث في علوم القرآن.237 :
( )3إظهار الحق .90 :2
( )4الحكام للمدي ،139 :3أُصول السرخسي .67 :2
( )5البرهان في علوم القرآن .47 :2
( )6البرهان في علوم القرآن .43 :2
( )7مناهل العرفان .112 :2
( )8التحقيق في نفي التحريف ،279 :صيانة القرآن من التحريف.30 :
( )9مباحث في علوم القرآن.265 :
( )10فتح المنان.229 :
( )11الفقه على المذاهب الربعة .260 :4
( )12الفرقان.157 :
( )13التقان .321 ،320 :2
( )14تاريخ القرآن الكردي ،65 :التفسير الكبير ،105 :11تفسير النيسابوري 23 :6المطبوع في هامش
تفسير الطبري ،تفسير الخازن .422 :1
( )15روح المعاني .13 :6
،373 ( )16أُنظر وفيات العيان ،319 :1ميزان العتدال ،93 :3المغني في الضعفاء ،84 :2الضعفاء الكبير :3
طبقات ابن سعد ،287 :5تهذيب الكمال .263 :7
( )17التقان ،327 :2لباب التأويل ،324 :3فتح الباري .7 :11
( )18التفسير الكبير .196 :23
( )19البحر المحيط .445 :6
( )20التقان .320 :2
( )21الكتاب 288 :1ـ .291
( )22روح المعاني .13 :6
( )23معاني القرآن ،310 :1مجمع البيان ،346 :3صيانة القرآن من التحريف.183 :
( )24تفسير المنار .478 :6
( )25الكشاف .72 :3
( )26التفسير الكبير .75 :22
( )27الفرقان.50 :
( )28المصاحف.49 :
( )29أُنظر المغني . 3037 | 326 : 2
( )30البيان في تفسير القرآن :
--------------------------------------------------------------------------
.2وروي عن عبد الله بن مسعود أنّه لم يكتب الفاتحة في مصحفه ،وكذلك أُبي بن
ع علىن التحريف بالزيادة في القرآن مجم ٌ كعب .2تقدّم في معنى التحريف أ ّ
ة وحرفاً بطلنه ،لنه يفضي إلى التشكيك في كتاب الله المتواتر يقينا ً كلم ً
ة كلم ً
حرفاً ،ومن ينكر شيئا ً من القرآن فإنّه يخرج عن الدين ،والنقل عن ابن مسعود
ن
ف لما أجمع عليه المسلمون منذ عهد الرسالة وإلى اليوم من أ ّ ح ،ومخال ٌ
غير صحي ٍ
الفاتحة والمعوذتين من القرآن العزيز..
والرأي السائد بين العلماء في هاتين الروايتين هو إنكار نسبتهما إلى ابن مسعود،
وقالوا" :إن النقل عنه باطل ومكذوب عليه "،كما صّرح به الرازي وابن حزم
والنووي والقاضي أبو بكر والباقلني وابن عبد الشكور وابن المرتضى وغيرهم،3
ن الرواية شاذّة ومولّدة 4".واستدلّوا على الوضع في هاتينوقال الباقلني" :إ ّ
الروايتين بما روي من قراءة عاصم عن زّر ابن حبيش عن عبد الله بن مسعود،
وفيها الفاتحة والمعوذتين ،فلو كان ينكر كون هذه السور من القرآن ل َ َ
ما قرأهما
لزر بن حبيش ،وطريق القراءة صحيح عند العلماء .5
ن ابن مسعود أسقط المعوذتين من مصحفه إنكارا ً لكتابتهما ،ل جحداً وقيل إ ّ
وذ بهما لكونها قرآنا ً يُتلى ،أو لنّه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يع ّ
ما تبيّن لهن أنّهما ليستا من القرآن ،فل ّ
الحسن والحسين (عليهما السلم) ،فظ ّ
م التواتر ،وانعقد الجماع على ذلك ،كان في مقدمة من آمن قرآنيتهما بعدُ ،وت َّ
بأنّهما من القرآن فقرأهما لزّر بن حبيش ،وأخذهما عاصم عن زّر .6
( )1مسند أحمد ،129 :5الثار ،33 :1التفسير الكبير ،213 :1مناهل العرفان ،268 :1الفقه على المذاهب
الَربعة ،258 :4مجمع الزوائد .149 :7
خار .249
( )2الجامع لحكام القرآن ،251 :20الفهرست لبن النديم ،29 :المحاضرات ،434 | 4 :2البحر الز ّ
خار ،249 :2
( )3التفسير الكبير ،213 :1فواتح الرحموت بهامش المستصفى ،9 :2التقان ،79 :1البحر الز ّ
المحلّى .13 :1
( )4اعجاز القرآن بهامش التقان .194 :2
( )5أُنظر البرهان للزركشي ،128 :2شرح الشفاء للقاري ،315 :2فواتح الرحموت ،9 :2مناهل العرفان :1
،269المحلى .13 :1
( )6شرح الشفاء ،315 :2مناهل العرفان .269 :1
--------------------------------------------------------------------------
جمع القرآن
مراحل جمع القرآن
ن مراحل الجمع ثلث:
صل من جميع الروايات الواردة في جمع القرآن أ ّ
المتح ّ
فظ في ح ِ
ث ُ الولى :بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حفظا ً وكتاب ً
ة ،حي ُ
الصدور ،وكُت ِب على السطور في قراطيس وألواح من الرقاع والعسب واللخاف
والكتاف وغيرها .أخرج الحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين ،عن زيد بن ثابت،
قال" :كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نؤلّف ـ أي :نكتب ـ القرآن
من الرقاع"1
الثانية :على عهد أبي بكر ،وذلك بانتساخه من العسب والرقاع وصدور الرجال
ف واحد.
وجعله في مصح ٍ
الثالثة :ترتيب السور على عهد عثمان بن ع ّ
فان ،وحمل الناس على قراءة واحدة،
دة مصاحف أرسلها إلى المصار ،وأحرق باقي المصاحف.وكتب منه ع ّ
جمع القرآن وشبهة التحريف
ست فيها ن موضوع جمع القرآن من الموضوعات التي أُثيرت حولها الشبهات ،ودُ َّ إ ّ
ن في القرآن تحريفا ً وتغييراً،
الروايات ،وتذّرع بها القائلون بالتحريف فزعموا أ ّ
ة في العادة ن كيفية جمعه بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مستلزم ٌ وأ ّ
ء منه على ن العادة تقتضي فوات شي ٍ ثإ ّ
لوقوع هذا التحريف والتغيير فيه ،حي ُ
المتصدّي لذلك إذا كان غير معصوم.
ن امتداد زمان جمع القرآن إلى ما بعد حروب اليمامة ،كما نطقت به الروايات، إ ّ
وتضارب الخبار الواصفة لطريقة جمعه ،أثارا الشبهة لدى الكثيرين ،فعن الثوري
ن أُناسا ً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا
أنّه قال" :بلغنا أ ّ
يقرأون القرآن ،أُصيبوا يوم مسيلمة ،فذهبت حروف من القرآن".3
ن حقيقة جمع القرآن في عهد الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) تُعدّ إ ّ
من الحقائق التاريخية الناصعة ،التي ل تحتاج إلى مزيد من البحث والستقصاء
ل القاويل والشبهات، ة لك ّة تاريخيا ً دامغ ً
وإثارة الشبهات ،وتعدّ أيضا ً ضرورةً ثابت ً
س من الخبار والروايات حول هذه المسألة. ولكل ما دُ ّ
( )1المستدرك .611 :2
( )2إعجاز القرآن.41 :
( )3الدر المنثور .179 :5
--------------------------------------------------------------------------
ن امتداد زمان جمع القرآن إلى ما بعد حروب اليمامة ،كما نطقت به الروايات، إ ّ
وتضارب الخبار الواصفة لطريقة جمعه ،أثارا الشبهة لدى الكثيرين ،فعن الثوري
ن أُناسا ً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا
أنّه قال" :بلغنا أ ّ
يقرأون القرآن ،أُصيبوا يوم مسيلمة ،فذهبت حروف من القرآن".2
ن حقيقة جمع القرآن في عهد الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) تُعدّ إ ّ
من الحقائق التاريخية الناصعة ،التي ل تحتاج إلى مزيد من البحث والستقصاء
ل القاويل والشبهات، ة لك ّة تاريخيا ً دامغ ً
وإثارة الشبهات ،وتعدّ أيضا ً ضرورةً ثابت ً
س من الخبار والروايات حول هذه المسألة. ولكل ما دُ ّ
أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول
ن القرآن كان مجموعا ً على عهد رسول الله (صلى الله أجمع علماء المامية على أ ّ
عليه وآله وسلم) وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك دنياه إلى آخرته إل ّ بعد
أن عارض ما في صدره بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة ،وبما في مصاحف
الذين جمعوا القرآن في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) ،وقد اعتُبِر ذلك بحكم
ع كبيٌر من علماء أهل السنة ،وجميع الشواهد ما علم ضرورة ،ويوافقهم عليه جم ٌ
ة على ذلك ،واليك بعضها: والدلة والروايات قائم ٌ
1ـ اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة بحفظ القرآن وتعليمه
ث على حفظه ،قوله (صلى ما روي من الح ّوقراءته وتلوة آياته بمجرد نزولها ،وم ّ
الله عليه وآله وسلم)" :من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه ،أدخله الله الجنّة،
فعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجبت لهم النار" ،3وفي هذا المعنى وش ّ
وحول تعليم القرآن أحاديث ل تحصى كثرة ،فعن عبادة بن الصامت قال" :كان
ل منّا يعلّمه
الرجل إذا هاجره دفعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رج ٍ
جة بتلوة القرآن حتى أمرهم رسول الله القرآن ،وكان لمسجد رسول الله ض ّ
(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخفضوا أصواتهم لئل يتغالطوا".4
فاظ القرآن بشكل ملحوظ لتوفر الدواعي لحفظه ،ولما فيه من ح ّ
وقد ازداد عدد ُ
ث من لدن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والجر والثواب الذي الح ّ
قه الحافظ عند الله تعالى ،والمنزلة الكبيرة والمكانة المرموقة التي يتمتّع يستح ّ
بها بين الناس ،وحسبك ما يقال عن كثرتهم على عهد الرسول (صلى الله عليه
قت ِل منهم سبعون في غزوة بئر معونة خلل حياته وآله وسلم) وبعد عهده أن ُ
ُ
(صلى الله عليه وآله وسلم) ،وقتل أربعمائة ـ وقيل :سبعمائة ـ منهم في حروب
اليمامة عقيب وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) ،وحسبك من كثرتهم أيضا ً أنّه
م ورقة بنت عبد الله ابن الحارث ،وكان رسول الله (صلى كان منهم سيّدة ،وهي أ ُّ
ميها الشهيدة ،وقد أمرها رسول الله (صلى الله الله عليه وآله وسلم) يزورها ويس ّ
م أهل دارها.5 عليه وآله وسلم) أن تؤ ّ
ة كان ما حفظ بعض السور فقد كان مشهورا ً ورائجا ً بين المسلمين ،وك ّ
ل قطع ٍ أ ّ
ل أو يحفظها جماعة كبيرة أقلّهم بالغون حدّ التواتر ،وق ّ
ل أن يخلو من ذلك رج ٌ
ن المسلمة قد تجعل مهرها تعليم أمرأةٌ منهم ،وقد اشتدّ اهتمامهم بالحفظ حتى إ ّ
سورة من القرآن أو أكثر.
2ـ ل يرتاب أحدٌ أنّه كان من حول الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
كُتّاب يكتبون ما يملي عليهم من لسان الوحي ،وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)
د صحيح عن زيد بن ثابت ،قال" :كنّا عند رسولقد رتّبهم لذلك ،روى الحاكم بسن ٍ
الله صلى الله عليه وآله وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع".6
ص المؤرخون على أسماء كُتّاب الوحي ،وأنهاهم البعض إلى اثنين وأربعين وقد ن ّ
رجل ً ،وكان صلى الله عليه وآله وسلم كلّما نزل شيءٌ من القرآن أمر بكتابته
لساعته ،روى البراء :أنّه عند نزول قوله تعالى(( :ل يستوي القاعدون من
ع لي
المؤمنين)) (النساء )95 :4قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" :اد ُ
م قال :اكتب ((ل يستوي.7"))...قل يجيء بالكتف والدواة واللّوح ،ث ّزيداً ،و ُ
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يشرف بنفسه مباشرة على ما يُكْتَب ويراقبه
ت أكتب الوحي ححه بمجرد نزول الوحي ،روي عن زيد بن ثابت قال" :كن ُ ويص ّ
ه برحاءخذَت ْ ُ
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ،وكان إذا نزل عليه الوحي أ َ
ي ،فإذا
شديدة ...فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة ،فأكتب وهو يُملي عل ّ
م أخرج إلى الناس".8 فرغت قال' :اقرأه' ،فأقرؤه ،فإن كان فيه سقط أقامه ،ث ّ
ن رسول الله (صلى الله ما في مفّرقات اليات فقد روي عن ابن عباس ،قال" :إ ّ أ ّ
عليه وآله وسلم) كان إذا نزل عليه الشيء دعا من كان يكتب فيقول' :ضعوا هذه
قة والضبطاليات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا'" 9وذلك منتهى الد ّ
والكمال.
ن جبرئيل كان يعارض رسول الله (صلى الله عليه 3ـ روي في أحاديث صحيحة "أ ّ
وآله وسلم) القرآن في شهر رمضان ،في ك ِّ
ل عام ٍ مّرة ،وأنّه عارضه عام وفاته
مّرتين" 10وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرض ما في صدره على
ما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة ،وكان أصحاب المصاحف منهم يعرضون
ن الذين عرضواالقرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ،فعن الذهبي" :أ ّ
القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعة :عثمان بن عفان ،وعلي بن
أبي طالب ،وعبد الله بن مسعود ،وأُبي ابن كعب ،وزيد بن ثابت ،وأبو موسى
الشعري ،وأبو الدرداء".11
ن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله إلى آخره، 4ـ وفي عديد من الروايات أ ّ
ً
وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد شّرع لهم أحكاما في ذلك ،وكان
ن لصاحب يحثّهم على ختمه ،فقد روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال" :إ ّ
ة" .14وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ل ختم دعوةً مستجاب ٍ القرآن عند ك ِّ
س فذلك عمل ٍ خم في قرأه ومن المقربين، عمل فذلك ع
ٍ سب في القرآن "من قرأ
الصدّيقين" .15وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال" :من شهد فاتحة الكتاب
حين يستفتح كان كمن شهد فتحا ً في سبيل الله ،ومن شهد خاتمته حين يختمه
وله منن القرآن كان مجموعا ً معروفا ً أ ّ كان كمن شهد الغنائم" .16ومعنى ذلك أ ّ
آخره على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ،فعن محمد بن كعب
من يختم القرآن ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القرظي ،قال" :كان م ّ
ن جماعة من ّ "إ الطبرسي: وقال .17 مسعود" بن الله وعبد ي،
ي :عثمان ،وعل ّ ح ّ
ي ُ
الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي ابن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النب ّ
(صلى الله عليه وآله وسلم) عدّة ختمات".18
وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) "أنّه قد أمر عبد الله بن عمرو بن العاص
ل ـ أو ثلث ـ مّرة ،وقد كان يختمه في كل ليلة" بأن يختم القرآن في ك ِّ
ل سبع ليا ٍ
ي (صلى الله عليه وآله وسلم) سعد بن المنذر أن يقرأ القرآن في .19وأمر النب ّ
ثلث ،فكان يقرؤه كذلك حتى تُوفي.20
6ـ جمع القرآن طائفة من الصحابة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) ،هم أربعة على ما في رواية عبد الله بن عمرو ،وأنس بن مالك ،22وقيل:
خمسة كما في رواية محمد بن كعب القرظي ،23وقيل :ستة كما في رواية الشعبي
،24وكذا عدّهم ابن حبيب في (المحبّر) ،25وأنهاهم ابن النديم في (الفهرست) إلى
فاظ القرآن على عهد رسول نح ّ
سبعة ،26وليس المراد من الجمع هنا الحفظ ،ل ّ
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا أكثر من أن تُحصى أسماؤهم في أربعة أو
ماع القرآن
ج ّ
سبعة ،كما تقدّم بيانه في الدليل الول ،وفيما يلي قائمة بأسماء ُ
ة من جميع الروايات
على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي حصيل ٌ
الواردة بهذا الشأن ؛ وهم:
1ـ أُبي بن كعب 2 .ـ أبو أيوب النصاري 3 .ـ تميم الداري 4 .ـ أبو الدرداء 5 .ـ أبو زيد
ثابت بن زيد بن النعمان 6 .ـ زيد بن ثابت 7 .ـ سالم مولى أبي حذيفة 8 .ـ سعيد بن
عبيد بن النعمان ،وفي الفهرست :سعد 9 .ـ عبادة بن الصامت 10 .ـ عبد الله بن
عمرو بن العاص 11 .ـ عبد الله بن مسعود 12 .ـ عبيد بن معاوية بن زيد 13 .ـ عثمان
ي بن أبي طالب 15 .ـ قيس بن السكن 16 .ـ قيس بن أبي صعصعة بن عفان 14 .ـ عل ّ
م ورقة ُ
بن زيد النصاري 17 .ـ مجمع بن جارية 18 .ـ معاذ بن جبل بن أوس 19 .ـ أ ّ
ي عليه بنت عبد الله بن الحارث ،وبعض هؤلء كان لهم مصاحف مشهورة كعل ّ
السلم وعبد الله بن مسعود.
ح
ر من آياته الكريمة ،ول يص ّ 7ـ إطلق لفظ الكتاب على القرآن الكريم في كثي ٍ
إطلق الكتاب عليه وهو في الصدور ،بل لبدّ أن يكون مكتوبا ً مجموعاً ،وكذا ورد
في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)" :إنّي تار ٌ
ك فيكم الثقلين:
ل على أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تركه كتاب الله ،وعترتي" ،27وهو دلي ٌ
مكتوبا ً في السطور على هيئة كتاب.
ن المصاحف كانت موجودة على عهد رسول الله 8ـ تفيد طائفة من الحاديث أ ّ
م وبعضها ناقص ،وكانواّ تا بعضها الصحابة، عند (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقرأونها ويتداولونها ،وقرر لها الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
ة من الحكام ،منها: طائف ً
عن أوس الثقفي ،قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" :قراءة الرجل في
غير المصحف ألف درجة ،وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك ألفي درجة".28
وعن عائشة ،عن رسوللله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال"+ :النظر في
المصحف عبادة"29
وعن ابن مسعود ،عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال" :أديموا النظر
في المصحف".30
وعن أبي سعيد الخدري ،عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" :أعطوا
أعينكم حظّها من العبادة "،قالوا" :وما حظّها من العبادة ،يا رسول الله؟" قال:
"النظر في المصحف ،والتفكّر فيه ،والعتبار عند عجائبه".31
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم)" :من قرأ القرآن نظرا ً ُ
متّع ببصره مادام في
الدنيا".33
ن إطلق لفظ المصحف على الكتاب الكريم لم يكن ل على أ ّل هذه الروايات تد ّ وك ّ
خرا ً إلى زمان الخلفاء ،كما صرحت به بعض الروايات ،بل كان القرآن مجموعاً متأ ّ
نفي مصحف منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .ونزيد على ما تقدّم أ ّ
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لديه مصحف أيضاً ،ففي حديث عثمان
بن أبي العاص حين جاء وفد ثقيف إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
ت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألته مصحفا ً كان عثمان" :فدخل ُ
عنده فأعطانيه" ،34بل وترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مصحفا ً في
بيته خلف فراشه ـ ل حسبما صرحت به بعض الروايات ـ مكتوبا ً في العسب والحرير
ي عليه السلم: والكتاف ،وقد أمر عليّا ً عليه السلم بأخذه وجمعه ،قال المام عل ّ
ن أن ل أرتدي برداء إل ّ إلى الصلة حتّى أجمعه" .35فجمعه عليه السلم، "آليت بيمي ٍ
ً ً
وكان مشتمل على التنزيل والتأويل ،ومرتّبا وفق النزول على ما مضى بيانه.
ن القرآن قد كتب كله على عهد ة قاطعة وبراهين ساطعة على أ ّ وجميع ما تقدّم أدل ّ ٌ
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تدوينا ً في السطور علوة على حفظه في
ول وآخر ،وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يشرف الصدور ،وكان له أ ّ
ء في المكان الذي ينبغي أن يكون فيه ،إذن فكيف يمكن ل شي ٍبنفسه على وضع ك ّ
خر إلى زمان خلفة أبي بكر ،وإنّه احتاج إلى شهادة
ن جمع القرآن قد تأ ّ أن يقال إ ّ
شاهدين يشهدان أنّهما سمعاه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
( )1اعجاز القرآن.41 :
( )2الدر المنثور .179 :5
( )3مجمع البيان .85 :1
( )4مناهل العرفان ،234 :1مسند أحمد ،324 :5تاريخ القرآن للصغير ،80 :مباحث في علوم القرآن،121 :
حياة الصحابة ،260 :3مستدرك الحاكم .356 :3
( )5التقان .250 :1
( )6المستدرك .611 :2
( )7كنز العمال :2حديث .4340
( )8مجمع الزوائد .152 :1
( )9المستدرك ،222 :2الجامع الصحيح للترمذي ،272 :5تاريخ اليعقوبي ،43 :2البرهان للزركشي ،304 :1
مسند أحمد 57 :1و ،69تفسير القرطبي .60 :1
( )10كنز العمال :12حديث ،34214مجمع الزوائد ،23 :9صحيح البخاري .319 :6
( )11البرهان للزركشي .306 :1
( )12المعارف.260 :
( )13الستيعاب .992 :3
( )14كنز العمال 513 :1حديث .2280
( )15كنز العمال 538 :1حديث .2417
( )16كنز العمال 524 :1حديث .2430
( )17الجامع لَحكام القرآن .58 :1
( )18مجمع البيان .84 :1
( )19سنن الدارمي ،471 :2سنن أبي داود ،54 :2الجامع الصحيح للترمذي ،196 :5مسند أحمد .163 :2
( )20مجمع الزوائد .171 :7
( )21الموسوعة القرآنية .352 :1
( )22مناهل العرفان ،236 :1الجامع لَحكام القرآن ،56 :1أُسد الغابة ،216 :4الجامع الصحيح .666 :5
( )23طبقات ابن سعد :2قسم ،113 | 2فتح الباري ،48 :9مناهل العرفان ،237 :1حياة الصحابة .221 :3
( )24طبقات ابن سعد :2قسم ،112 | 2البرهان للزركشي ،305 :1الصابة ،50 :2مجمع الزوائد .312 :9
( )25المحبر.286 :
( )26الفهرست.41 :
( )27صحيح مسلم ،1873 :4سنن الترمذي ،662 :5سنن الدارمي ،431 :2مسند أحمد 367 :4و 371و :5
،182المستدرك .148 :3
( )28مجمع الزوائد ،165 :7البرهان للزركشي .545 :1
( )29البرهان للزركشي .546 :1
( )30مجمع الزوائد .171 :7
( )31كنز العمال :1حديث .2262
( )32كنز العمال :1حديث 2265و 2358و .2359
( )33كنز العمال :1حديث .2407
( )34مجمع الزوائد ،371 :9حياة الصحابة .244 :3
( )35كنز العمال :2حديث .4792
--------------------------------------------------------------------------
ي أبو بكر مقتل أهل اليمامة ،فإذا عمر بن - 1عن زيد بن ثابت ،قال" :أرسل إل ِ ّ
ن القتل استمّر ب ُ
قّراء القرآن، ن عمر أتاني ،فقال :إ ّ الخطاب عنده ،فقال أبو بكر :إ ّ
قّراء في المواطن ،فيذهب كثيٌر من القرآن ،وإنّي وإنّي أخشى أن يستمّر القتل بال ُ
أرى أن تأمر بجمع القرآن ،فقلت لعمر :كيف تفعل شيئا ً لم يفعله رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال عمر :هو والله خير .فلم يزل يراجعني حتّى
شرح الله صدري لذلك ،ورأيت في ذلك الذي رأى عمر .قال زيد :قال أبو بكر :إنّك
ب عاقل ،ل نتّهمك ،وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله شا ّ
ل من الجبال ما كان ٍ جب نقل فوني ّ كل لو فوالله - فاجمعه القرآن عّ ب فتت وسلم)
ما أمرني به من جمع القرآن -قلت :كيف تفعلن شيئا ً لم يفعله يم ّ أثقل عل َّ
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال :هو والله خير .فلم يزل أبو بكر
يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر .فتتبّعت القرآن
أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ،ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي
خزيمة النصاري ،لم أجدها مع غيره ((لقد جاءكم رسول( ))...التوبة )128 :9حتّى
م
م عند عمر حياته ،ث ّ خاتمة براءة ،فكانت الصحف عند أبي بكر حتّى تو ّ
فاه الله ،ث ّ
عند حفصة بنت عمر".1
ض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - 2وعن زيد بن ثابت أيضاً ،قالُ " :
قب ِ َ
ولم يكن القرآن جمع في شيء".2
مى المصحف مصحفا ً حين جمعه ورتّبه أبو بكر -وفي ول من س ّ نأ ّ - 3وُروي "أ ّ
رواية :سالم مولى أبي حذيفة -3وكان مفّرقا ً في الكتاف والرقاع .فقال لصحابه:
موه إنجيلً ،فكرهوه .وقال بعضهم :س ّ
موه التمسوا له اسماً .فقال بعضهم :س ّ
ت للحبشة كتابا ً يدعونه
ُ رأي مسعود: بن الله عبد السفر ،فكرهوه من يهود .فقال
موه به".4 المصحف ،فس ّ
-وعن محمد بن سيرينُ " :
قت ِل عمر ولم يجمع القرآن".5 4
ن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله ،فقيل :كانت مع - 5وعن الحسن" :أ ّ
ول من جمعه فلن ،ف ُ
قت ِل يوم اليمامة ،فقال :إنّا لله ،وأمر بالقرآن فجمع ،فكان أ ّ
في المصحف".6
مة جمع القرآن زمن أبي بكر ،ففي واضطربت الروايات في الذي تصدّى لمه ّ
بعضها أنّه زيد بن ثابت ،وفي أُخرى أنّه أبو بكر نفسه وإنّما طلب من زيد أن ينظر
دي هو زيد وعمر ،وفي أُخرى أنن المتص ّ
فيما جمعه من الكتب ،ويظهر من غيرها أ ّ
نافع بن ظريب هو الذي كتب المصاحف لعمر".10
ن القرآن ل طريقة من أ ّ
- 4هذه الروايات مخالفة لما أجمع عليه المسلمون قاطب ً
ً منحصرا ن إثبات بعض آيات القرآن حين الجمع كان لثباته إل التواتر ،فإنّها تقول إ ّ
د ،ويلزم من هذا أن يثبت القرآن بخبر الواحد ل واح ٍ
بشهادة شاهدين أو بشهادة رج ٍ
ب للقطع أيضاً ،وهي دعوى خطيرةٌ ل ريب في بطلنها ،إذ القطع بتواتر القرآن سب ٌ
بكذب هذه الروايات أجمع وبوجوب طرحها وإنكارها ؛ لنّها تثبت القرآن بغير
التواتر ،وقد ثبت بطلن ذلك بإجماع المسلمين ،فهذه الروايات باطلة مادامت
تخالف ما هو ثابت بالضرورة.
ن جمع زيد بن ثابت للمصحف وإذا سلّمنا بصحة هذه الروايات ،فإننا ل نشك في أ ّ
ن الصحابة من صا ً للخليفة ،لنّه ل يملك مصحفا ً تاماً ،ل لعموم المسلمين ،ل ّ كان خا ّ
ذوي المصاحف قد احتفظوا بمصاحفهم مع أنّها تختلف في ترتيبها عن المصحف
الذي جمعه زيد ،وكان أهل المصار يقرأون بهذه المصاحف ،فلو كان هذا المصحف
مَر بجمعه من اللخاف والعسب ل المسلمين لماذا أمر أبو بكر زيدا ً و ُ
ع َ عاما ً لك ِّ
ً
وصدور الرجال؟ وكان بإمكانه أخذه تاما من عبد الله بن مسعود الذي كان يملي
القرآن عن ظهر قلب في مسجد الكوفة ،والذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه
ُ ُ
وآله وسلم)" :إذا أردتم أن تأخذوا القرآن رطبا ً كما أنزل ،فخذوه من ابن أ ّ
م عبد -
أي من عبد الله بن مسعود " ..11والذي يروي عنه أنّه قال عندما طلب منه تسليم
مصحفه أيام عثمان" :أخذت من في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب مع الغلمان"..12 سبعين سورة ،وإ ّ
ي (عليه السلم) الذي استودعه رسول الله ما ً من المام عل ّ
وبإمكانه أن يأخذه تا ّ
(صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن ،وطلب منه جمعه عقيب وفاته (صلى الله
ة إل وهي عليه وآله وسلم) ،فجمعه وجاء به إليهم ،فلم يقبلوه منه ،13وما من آي ٍ
ط يده وإملء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ،قال أبو عبد عنده بخ ّ
ي (عليه الرحمن السلمي" :ما رأيت ابن أنثى أقرأ لكتاب الله تعالى من عل ّ
السلم)".14
وبإمكانه أن يأخذه من أُبي بن كعب الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله
متي أُبي بن كعب" .15أو يأخذه من ُ ُ
وسلم)" :أقرأهم أبي بن كعب" .أو قال" :أقرأ أ ّ
الربعة الذين أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بأخذ القرآن عنهم،
وهم :عبد الله بن مسعود ،وسالم مولى أبي حذيفة ،وأُبي بن كعب ،ومعاذ بن جبل
مة وترجمان القرآن بل ،16وكانوا أحياءً عند الجمع ،أو يأخذه من ابن عباس حبر ال ّ
ن جامع القرآن في مصحف هو أبو بكر في أيام خلفته ،فل خلف ،ولو سلّمنا أ ّ
ن كيفية الجمع المذكورة بثبوت القرآن بشهادة شاهدين ك في أ ّ ينبغي الش ّ
ن
ّ أ المر غاية المسلمين، بين التواتر إلى ً مستندا كان القرآن جمع ن
ة؛ل ّ مكذوب ٌ
ون في المصحف ما كان محفوظا ً في الصدور على نحو التواتر. ّ د قد الجامع
8 | 314 :6 ( )1صحيح البخاري
( )2التقان .202 :1
( )3التقان .205 :1
( )4مستدرك الحاكم ،656 :3تهذيب تاريخ دمشق ،69 :4محاضرات الدباء مجلد 2ج 4ص ،433فتح الباري
،13 :9تاريخ الخلفاء ،77 :مآثر النافة ،85 :1البرهان للزركشي ،281 :1التمهيد في علوم القرآن ،246 :1
المصاحف.14 - 11 :
( )5طبقات ابن سعد ،211 :3تاريخ الخلفاء.44 :
( )6التقان .204 :1
( )7التقان .206 :1
( )8كنز العمال :2ح .4397
( )9كنز العمال :2ح .4764
( )10أُنظر منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ،52 - 43 :2وأُسد الغابة :ترجمة نافع بن ظريب.
( )11مستدرك الحاكم ،318 :3مجمع الزوائد ،287 :9مسند أحمد .445 :1
( )12الستيعاب .993 :3
( )13الحتجاج ،383 :1البحار .40 :92
( )14الغدير 308 :6عن مفتاح السعادة ،351 :1وطبقات القراء .546 :1
( )15الستيعاب ،49 :1أُسد الغابة ،49 :1الجامع الصحيح ،665 :5الجامع لحكام القرآن ،82 :1مشكل الثار
.350 :1
( )16صحيح البخاري ،294 | 117 :5مجمع الزوائد .311 :9
--------------------------------------------------------------------------
وهناك صور مختلفة وألفاظ شتّى لهذه الرواية ،والملحظ عليها جميعاً:
- 1كيف تفقد آية من سورة الَحزاب ،وقد اعتمد عين الصحف المودعة عند حفصة،
والكاتب في الزمانين هو زيد بن ثابت؟ وقد كانت النسخة المعتمدة أصل ً كاملة إلّ
آخر براءة -كما تقدم -فهل كان الجمع الول فاقدا ً لهذه الية التي من الحزاب
ولسواها؟ أم أنّهم لم يعتمدوا النسخة التي عند حفصة؟ وهل ليس ثمة مصاحف
ك وبرزت فاظ لهذه الية إل ّ رجل واحد؟! من هذه الرواية وسواها تسرب الش ّ وح ّ
ف
ن مستندهم ضعي ٌ الشبهة للذين يحلو لهم القول بتحريف القرآن ،وقد رأيت أ ّ
ن الية تضيع في ت ل يمكن العتماد عليه ،ول أدري هل من قبيل المصادفة أ ّ متهاف ٌ
زمان أبي بكر وتوجد عند خزيمة بن ثابت ،وتضيع غيرها في زمان عثمان وتوجد
عند خزيمة أيضاً ،فهل كان خزيمة معدودا ً في الذين جمعوا القرآن ،أو الذين أمر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأخذ القرآن عنهم؟
ن عثمان قد أرسل عدّة مصاحف إلى الفاق ،وقد جعل ونحن ل نريد التشكيك في أ ّ
فيها عين القرآن المتواتر بين المسلمين إلى اليوم ،ولكنّنا نخالف كيفية الجمع
التي وصفتها الخبار ونكذّبها ؛ لنها تطعن بضرورة التواتر القاطع ،ول يش ّ
ك أحد
ن القرآن كان مجموعا ً ومكتوبا ً على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أ ّ
ن عثمان قد جمع الناسن طويل ،غاية ما في المر أ ّ بزم عثمان عهد قبل ً ومدونا
ٍ
ة ،وهي القراءة المتعارفة بينهم والمتواترة عن النبي (صلى الله ة واحد ٍ
على قراء ٍ
عليه وآله وسلم) ومنعهم من سائر القراءات الخرى التي توافق بعض لغات
العرب ،وأحرق سائر المصاحف التي تخالف القراءة المتواترة ،وكتب إلى المصار
أن يحرقوا ما عندهم منها ،ونهى المسلمين عن الختلف في القراءة.
ن جامع القرآن عثمان ،وليس قال الحارث المحاسبي" :المشهور عند الناس أ ّ
ر وقع بينه وبين
ٍ اختيا على د،
ٍ واح ه
كذلك ،إنّما حمل عثمان الناس على القراءة بوج ٍ
ما خشي الفتنة عند اختلف أهل العراق من شهده من المهاجرين والنصار ،ل ّ
والشام في حروف القراءات".3
ن
ة؛ل ّ ة واحد ٍ
ولم ينتقد أحدٌ من المسلمين عثمان على جمعه المسلمين على قراء ٍ
اختلف القراءة يؤدّي إلى اختلف بين المسلمين ل تحمد عقباه ،وإلى تمزيق
صفوفهم وتفريق وحدتهم وتكفير بعضهم بعضاً ،غاية ما قيل فيه هو إحراقه بقية
حّراق المصاحف ،حيث أصّر البعض على عدم تسليم موهَ :
المصاحف حتى س ّ
مصاحفهم كابن مسعود.
ي (عليه السلم) لما وقد نقل في كتب أهل السنة تأييد أمير المؤمنين المام عل ّ
ة ،حيث أخرج ابن أبي داود في ة واحد ٍفعله عثمان من جمع المسلمين على قراء ٍ
ي رضي الله عنه" :ل تقولوا في ّ عل (المصاحف) عن سويد بن غفلة قال :قال
عثمان إل ّ خيراً ،فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إل ّ عن مل ٍ َ منّا" ؛ قال:
ن قراءتي خيٌر من ن بعضهم يقول :إ ّ "ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أ ّ
مع الناس على ج َ قراءتك ،وهذا يكاد يكون كفراً" .قلنا" :فما ترى؟" قال" :أرى أن ي ُ ْ
مصحف واحد ،فل تكون خرقة ول اختلف" .قلنا" :فنعم ما رأيت"!4
وروي أنّه (عليه السلم) قال" :لو وليّت لعملت بالمصاحف التي عمل بها عثمان"،5
وبعد تأييد أمير المؤمنين (عليه السلم) وخيار الصحابة المعاصرين لهذا العمل ،بدأ
ول تدريجيا ً إلى المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الفاق ،فاحتلّت مكانها التح ّ
مة القلوب ،وبدأت بقيّة المصاحف التي تخالفها في الترتيبّ بأز وأخذت الطبيعي،
أو التي كُت ِب فيها التأويل والتفسير وبعض الحديث والدعاء تنحسر بمرور الَيام ،أو
تصير طعمة للنار ،حتّى أصبحت أثرا ً بعد عين ،وحفظ القرآن العزيز عن أن يتطّرق
ي لبس. إليه أ ّ
الخاتمة
ن جميع المزاعم التي تذّرع بها المتربصون بالسلم لقد تبيّن من ثنايا البحث أ ّ
للقول بتحريف القرآن الكريم والكيد بكتاب الله العزيز الذي ل يأتيه الباطل من
بين يديه ول من خلفه ،والذي تكفلت العناية الربانيّة بحفظه وصيانته ،قد ذهبت
ف ،من خللة اشتدّت به الريح في يوم ٍ عاص ٍ أدراج الرياح ،وما هي إل ّ كرماٍد بقيع ٍ
الدلة الحاسمة التي ذكرناها والتي تؤكّد عدم وقوع التحريف في الكتاب الكريم،
ك والريب ،.فقد ل ما يوجب الش ّوأنّه بقي وسوف يبقى بإذن الله مصونا ً من ك ِّ
وقف علماء الشيعة وعلماء أهل السنة عموما ً من روايات التحريف موقفا ً سلبياً،
ورفضوا القول بمضمونها وفنّدوه بما ل مزيد عليه ،ورأوا في هذه الخبار أنّها
س العقيدة التي لبدّ فيها من الدلة أخبار آحاد ل يمكن العتماد عليها في أمر يم ّ
القاطعة والبراهين الساطعة ،ول تكفي فيها الظنون ول أخبار الحاد .هذا
بالضافة إلى وجوه ضعف أُخرى تعاني منها هذه الخبار ،سواء من حيث دللتها ،أو
جهات من صدرت عنهم. من حيث ظروف صدورها ،أو من حيث مرامي وأهداف وتو ّ
وفيما يلي نبين بعض أقوال علماء المسلمين التي تؤيد إجماع كلمة أهل السلم
على نفي القول بوقوع التحريف في القرآن الكريم ،وهذه القوال وسواها تقطع
ل محاولت العداء المغرضين والحاقدين ومن عداهم من السذّج الطريق أمام ك ّ
والمغ ّ
فلين:
ن - 1الشيخ محمد محمد المدني عميد كلية الشريعة في الجامع الزهر" :أما أ ّ
المامية يعتقدون نقص القرآن ،فمعاذ الله ،وإنّما هي روايات رويت في كتبهم،
كما روي مثلها في كتبنا ،وأهل التحقيق من الفريقين قد زيّفوها ،وبينوا بطلنها،
وليس في الشيعة المامية أو الزيدية من يعتقد ذلك ،كما أنّه ليس في االسنة من
سنّي يعتقده ،ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب (التقان) للسيوطي ال ُ
ن أهل السنة ليرى فيه أمثال هذه الروايات التي نضرب عنها صفحاً ،أفيقال إ ّ
ّ
ب ألفه ة رواها فلن ،أو لكتا ٍ ينكرون قداسة القرآن ،أو يعتقدون نقص القرآن لرواي ٍ
فلن"6؟!
قق عند علماء الفرقة ن المذهب المح ّ - 2المام المحقق رحمة الله الهندي" :إ ّ
ن القرآن الذي أنزله الله على نبيّه هو ما بين الد ّ
فتين، المامية الثني عشرية أ ّ
وهو ما في أيدي الناس ،ليس بأكثر من ذلك ،وأنّه كان مجموعا ً مؤلّفا ً في عهده
ف من الصحابة".7 قله أُلو ٌفظه ون َ َ
ح َ
(صلى الله عليه وآله وسلم) و َ
- 3الدكتور محمد التيجاني السماوي" :لو جبنا بلد المسلمين شرقا ً وغربا ً شمالً
وجنوبا ً وفي كل بقاع الدنيا ،فسوف نجد نفس القرآن بدون زيادة ول نقصان ،وإن
اختلف المسلمون إلى مذاهب وفرق وملل ونحل ،فالقرآن هو الحافز الوحيد الذي
يجمعهم ،ول يختلف فيه من المة اثنان".8
- 5السيد جعفر مرتضى العاملي" :إنّنا ل يجب أن ننسى الجهد الذي بذله أهل
السنة لتنزيه القرآن عن التحريف ،وحاولوا توجيه تلكم الحاديث بمختلف الوجوه
التي اهتدوا إليها".10
وغيرها من الشهادات الضافية التي لو ذكرناها جميعا ً لطال بنا المقام ،وجميعها
ر اتفقت عليه كلمة المسلمين مثلما اتّفقت على تنزيه كتاب تؤكّد أنّه ليس من أم ٍ
ه
ن يَدي ِ
ن بَي ِ
م ْ ه البَاطِ ُ
ل ِ ك والريب قال تعالى(( :ل يأت ِي ِ ل ما يثير الش ّ الله العزيز من ك ِّ
د)) .11
حمي ٍحكِيم ٍ َ
ن َ
ْ م
ِ ٌ
ل زي
ه تَن ِ
ف ِ
خل ِ
ن َ
م ْ
ول ِ
َ
ب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله ر ِّ
صحيح البخاري 9 | 315 :6 () 1
ـ .52 43 :2 أُنظر منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد () 2
التقان .211 :1 () 3
فتح الباري .15 :9 () 4
البرهان للزركشي .302 :1 ()5
ـ .385 382 ص 44 مجلة رسالة الِسلم ـ القاهرة السنة 11العدد () 6
الفصول المهمة 164 :ـ .166 () 7
( )8لَكون مع الصادقين 168ـ .176
( )9التحقيق في نفي التحريف.138 :
( )10حقائق هامة.34 :
( )11فصلت .42 :41
--------------------------------------------------------------------------