Professional Documents
Culture Documents
بأحكام الولود
ابن قيم الوزية
بسم ال الرحن الرحيم وبه نستعي
المد ل العلي العظيم الليم الكري الغفور الرحيم
المد ل رب العالي الرحن الرحيم مالك يوم الدين أظهر خلق النسان من سللة
من طي ث جعله نطفة ف قرار مكي ث خلق النطفة علقة سوداء للناظرين ث خلق
العلقة مضغة وهي قطعة لم بقدر أكلة الاضغي ث خلق الضغة عظاما متلفة القادير
والشكال والنافع أساسا يقوم عليه هذا البناء البي ث كسا العظام لما هو لا
كالثوب للبسي ث أنشأه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الالقي
فسبحان من شلت قدرته كل مقدور وجرت مشيئته ف خلقه بتصاريف المور
وتفرد بلك السموات والرض يلق ما يشاء يهب لن يشاء إناثا ويهب لن يشاء
الذكور الشورى 49وتبارك العلي العظيم الليم الكري السميع البصي العليم هو
الذي يصوركم ف الرحام كيف يشاء ل اله إل هو العزيز الكيم آل عمران 3
فصل
وهذا كتاب قصدنا فيه ذكر أحكام الولود التعلقة به بعد ولدته ما دام صغيا من
عقيقته وأحكامها وحلق رأسه وتسميته وختانه وبوله وثقب أذنه وأحكام تربيته
وأطواره من حي كونه نطفة إل مستقره ف النة أو النار فجاء كتابا نافعا ف معناه
مشتمل من الفوائد على ما ل يكاد يوجد بسواه من نكت بديعة من التفسي
وأحاديث تدعو الاجة إل معرفتها وعللها والمع بي متلفها ومسائل فقهية ل
يكاد الطالب يظفر با وفوائد حكمية تشتد الاجة إل العلم با فهو كتاب متع
لقارئه معجب للناظر فيه يصلح للمعاش والعاد ويتاج إل مضمونه كل من وهب
له شيء من الولد ومن ال أستمد السداد وأسأله التوفيق لسبل الرشاد انه كري
جواد وسيته
تفة الودود بأحكام الولود
وال سبحانه السؤول أن يعله خالصا لوجهه الكري انه حسبنا ونعم الوكيل وجعلته
سبعة عشر بابا
-1الباب الول ف استحباب طلب الولد
-2الباب الثان ف كراهة تسخط ما وهب ال له من البنات
-3الباب الثالث ف استحباب بشارة من ولد له ولد
-4الباب الرابع ف استحباب الذان والقامة ف أذنه
-5الباب الامس ف استحباب تنيكه
-6الباب السادس ف العقيقة وأحكامها وذكر الختلف ف وجوبا وحجة
التابعي
-7الباب السابع ف حلق رأسه والتصدق بزنة شعره
-8الباب الثامن ف ذكر تسميته ووقتها ووجوبا
-9الباب التاسع ف ختان الولود وأحكامه
-10الباب العاشر ف ثقب أذن الذكر والنثى وحكمه
-11الباب الادي عشر ف حكم بول الغلم والارية قبل أكلهما الطعام
-12الباب الثان عشر ف حكم ريق الرضيع ولعابه وهل هو طاهر أو نس لنه
ل يغسل فمه مع كثرة قيئه
-13الباب الثالث عشر ف جواز حل الطفال ف الصلة وان ل يعلم حال
ثيابم
-14الباب الرابع عشر ف استحباب تقبيل الطفال والهل
-15الباب الامس عشر ف وجوب تأديب الولد وتعليمهم والعدل بينهم
-16الباب السادس عشر ف ذكر فصول نافعة ف تربية الطفال
-17الباب السابع عشر ف أطوار الطفل من حي كونه نطفة إل وقت دخوله
النة أو النار
الباب الول
ف استحباب طلب الولد
قال ال تعال فالن باشروهن وابتغوا ما كتب ال لكم البقرة 187فروى شعبة
عن الكم عن ماهد قال هو الولد وقاله الكم وعكرمة والسن البصري والسدي
والضحاك
وأرفع ما فيه ما رواه ممد بن سعد عن أبيه حدثن عمي حدثن أب عن أبيه عن ابن
عباس قال هو الولد وقال ابن زيد هو الماع وقال قتادة ابتغوا الرخصة الت كتب
ال لكم وعن ابن عباس رواية أخرى قال ليلة القدر
والتحقيق أن يقال لا خفف ال عن المة بإباحة الماع ليلة الصوم إل طلوع الفجر
وكان الجامع يغلب عليه حكم الشهوة وقضاء الوطر حت ل يكاد يطر بقلبه غي
ذلك أرشدهم سبحانه إل أن يطلبوا رضاه ف مثل هذه اللذة ول يباشروها بكم
مرد الشهوة بل يبتغوا با ما كتب ال لم من الجر
والولد الذي يرج من أصلبم يعبد ال ل يشرك به شيئا ويبتغوا ما أباح ال لم من
الرخصة بكم مبته لقبول رخصه فإن ال يب أن يؤخذ برخصه كما يكره أن
تؤتى معصيته وما كتب لم ليلة القدر وأمروا أن يبتغوها لكن يبقى أن يقال فما
تعلق ذلك بإباحة مباشرة أزواجهم فيقال فيه إرشاد إل أن ل يشغلهم ما أبيح لم
من الباشرة عن طلب هذه الليلة الت هي خي من ألف شهر فكأنه سبحانه يقول
اقضوا وطركم من نساءكم ليلة الصيام ول يشغلكم ذلك عن ابتغاء ما كتب ال
لكم من هذه الليلة الت فضلكم ال با وال أعلم
وعن انس قال كان رسول ال يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نيا شديدا ويقول
تزوجوا الودود الولود فإن مكاثر بكم النبياء يوم القيامة رواه المام أحد وأبو حات
ف صحيحة
وعن معقل بن يسار قال جاء رجل إل النب فقال إن أصبت امرأة ذات حسن
وجال وإنا ل تلد أفأتزوجها قال ل ث أتاه الثانية فنهاه ث أتاه الثالثة فقال تزوجوا
الولود فإن مكاثر بكم رواه أبو داود والنسائي
وعن عبد ال بن عمرو أن رسول ال قال أنكحوا أمهات الولد فإن أباهي بكم
يوم القيامة رواه المام أحد
وعن عائشة قالت قال رسول ال النكاح من سنت ومن ل يعمل بسنت فليس من
وتزوجوا فإن مكاثر بكم المم يوم القيامة
وقد روى حاد بن سلمة عن عاصم عن أب صال عن أب هريرة عن النب قال إن
العبد لترفع له الدرجة فيقول أي رب أن ل هذا فيقول باستغفار ولدك لك من
بعدك
فصل
وما يرغب ف الولد ما رواه مسلم ف صحيحه عن أب حسان قال توف ابنان ل
فقلت لب هريرة سعت من رسول ال حديثا تدثناه تطيب به أنفسنا عن موتانا
قال نعم صغارهم دعاميص النة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بناحية ثوبه
أو يده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فل يتناهى حت يدخله ال وأباه النة
وقال أحد حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رجل كان يأت
النب ومعه ابن له فقال له النب أتبه فقال يا رسول ال أحبك ال كما أحبه ففقده
النب فقال ما فعل ابن فلن قالوا يا رسول ال مات فقال النب لبيه أما تب أن ل
تأت بابا من أبواب النة إل وجدته ينتظرك عليه فقال رجل أله خاصة يا رسول ال
أو لكلنا قال بل لكلكم
قال أحد وحدثنا عبد ال حدثنا عبد ربه بن بارق النفي حدثنا أبو زميل النفي
قال سعت ابن عباس يقول سعت رسول ال يقول من كان له فرطان من أمت دخل
النة فقالت عائشة رصي ال عنها بأب أنت وأمي فمن كان له فرط فقال ومن كان
له فرط يا موفقة قالت فمن ل يكن له فرط ف أمتك قال فأنا فرط أمت ل يصابوا
بثلي
وف الصحيحي عن أب سعيد الدري أن رسول ال قال للنساء ما منكن امرأة
يوت لا ثلثة من الولد إل كانوا لا حجابا من النار فقالت امرأة واثنان فقال واثنان
وف صحيح مسلم من حديث أب هريرة نوه ورواه عن النب ابن مسعود وأبو بزرة
السلمي وف الصحيحي عن أب هريرة عن النب ما من مسلم يوت له ثلثة من
الولد ل يبلغوا النث فتمسه النار إل تلة القسم
وف صحيح البخاري من حديث أنس قال قال رسول ال ما من الناس مسلم يوت
له ثلثة من الولد ل يبلغوا النث إل أدخله ال النة بفضل رحته إياهم وف صحيح
مسلم عن أب هريرة قال أتت امرأة بصب لا فقالت يا نب ال أدع ال له فلقد دفنت
ثلثة فقال دفنت ثلثة قالت نعم قال لقد احتظرت بظار شديد من النار فالولد انه
إن عاش بعد أبويه نفعهما وان مات قبلهما نفعهما
وقد روى مسلم ف صحيحه من حديث أب هريرة أن رسول ال قال إذا مات
النسان انقطع عمله إل من ثلث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صال يدعو
له فان قيل ما تقولون ف قوله عز وجل وان خفتم أل تقسطوا ف اليتامى فانكحوا ما
طاب لكم من النساء مثن وثلث ورباع فان خفتم أل تعدلوا فواحدة أو ما ملكت
أيانكم ذلك أدن أل تعولوا النساء 3
قال الشافعي إن ل تكثر عيالكم فدل على أن قلة العيال أول قيل قد قال الشافعي
رحه ال ذلك وخالفه جهور الفسرين من السلف واللف وقالوا معن الية ذلك
أدن أن ل توروا ول تيلوا فانه يقال عال الرجل يعول عول إذا مال وجار ومنه
عول الفرائض لن سهامها إذا زادت دخلها النقص ويقال عال يعيل عيلة إذا احتاج
قال تعال وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم ال من فضله إن شاء ال التوبة 28وقال
الشاعر
وما يدري الفقي مت غناه ...وما يدري الغن مت يعيل
أي مت يتاج ويفتقر
وأما كثرة العيال فليس من هذا ول من هذا ولكنه من أفعل يقال أعال الرجل يعيل
إذا كثر عياله مثل ألب وأتر إذا صار ذا لب وتر هذا قول أهل اللغة
قال الواحدي ف بسيطه ومعن تعولوا تيلوا وتوروا عن جيع أهل التفسي واللغة
وروي ذلك مرفوعا روت عائشة رضي ال عنها عن النب ف قوله ذلك أن ل تعولوا
قال أن ل توروا وروي أن ل تيلوا قال وهذا قول ابن عباس والسن وقتادة
والربيع والسدي وأب مالك وعكرمة والفراء والزجاج وابن قتيبة وابن النبا ري
قلت ويدل على تعي هذا العن من الية وان كان ما ذكره الشافعي رحه ال لغة
حكاها الفراء عن الكسائي أنه قال ومن الصحابة
من يقول عال يعول إذا كثر عياله قال الكسائي وهو لغة فصيحة سعتها من العرب
لكن يتعي الول لوجوه
أحدها أنه العروف ف اللغة الذي ل يكاد يعرف سواه ول يعرف عال يعول إذا كثر
عياله إل ف حكاية الكسائي وسائر أهل اللغة على خلفه
الثان أن هذا مروي عن النب ولو كان من الغرائب فانه يصلح للترجيح
الثالث أنه مروي عن عائشة وابن عباس ول يعلم لما مالف من الفسرين وقد قال
الاكم أبو عبد ال تفسي الصحاب عندنا ف حكم الرفوع
الرابع أن الدلة الت ذكرناها على استحباب تزوج الولود وأخبار النب أنه يكاثر
بأمته المم يوم القيامة يرد هذا التفسي
الامس أن سياق الية إنا هو ف نقلهم ما يافون الظلم والور فيه إل غيه فإنه
قال ف أولا وان خفتم أل تقسطوا ف اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثن
وثلث ورباع النساء 4فدلم سبحانه على ما يتخلصون به من ظلم اليتامى وهو
نكاح ما طاب لم من النساء البوالغ وأباح لم منه ث دلم على ما يتخلصون به من
الور والظلم ف عدم التسوية بينهن فقال فان خفتم أل تعدلوا فواحدة أو ما ملكت
أيانكم النساء 4ث أخب سبحانه أن الواحدة وملك اليمي أدن إل عدم اليل
والور وهذا صريح ف القصود
السادس أنه ل يلتئم قوله فان خفتم أل تعدلوا ف الربع فانكحوا واحدة أو تسروا
ما شئتم بلك اليمي فان ذلك أقرب إل أن ل تكثر عيالكم بل هذا أجنب من الول
فتأمله
السابع أنه من المتنع أن يقال لم إن خفتم أن أل تعدلوا بي الربع فلكم أن
تتسروا بائة سرية وأكثر فانه أدن أن ل تكثر عيالكم
الثامن أن قوله ذلك أدن أل تعولوا تعليل لكل واحد من الكمي التقدمي وها
نقلهم من نكاح اليتامى إل نكاح النساء البوالغ ومن نكاح الربع إل نكاح
الواحدة أو ملك اليمي ول يليق تعليل ذلك بعلة العيال
التاسع أنه سبحانه قال فان خفتم أل تعدلوا ول يقل وان خفتم أنا تفتقروا أو
تتاجوا ولو كان الراد قلة العيال لكان النسب أن يقول ذلك
العاشر أنه سبحانه إذا ذكر حكما منهيا عنه وعلل النهي بعلة أو أباح شيئا وعلل
عدمه بعلة فل بد أن تكون العلة مصادفة لضد الكم العلل وقد علل سبحانه إباحة
نكاح غي اليتامى والقتصار على الواحدة أو ما ملك اليمي بأنه أقرب إل عدم
الور ومعلوم أن كثرة العيال ل تضاد عدم الكم العلل فل يسن التعليل به
الباب الثان
ف كراهة تسخط البنات
قال ال تعال ل ملك السماوات والرض يلق ما يشاء يهب لن يشاء إناثا ويهب
لن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويعل من يشاء عقيما انه عليم قدير
الشورى 50 49
فقسم سبحانه حال الزوجي إل أربعة أقسام اشتمل عليها الوجود وأخب أن ما
قدره بينهما من الولد فقد وهبهما إياه وكفى بالعبد تعرضا لقته أن يتسخط ما وهبه
وبدأ سبحانه بذكر الناث فقيل جبا لن لجل استثقال الوالدين لكانن وقيل وهو
أحسن إنا قدمهن لن سياق الكلم أنه فاعل ما يشاء ل ما يشاء البوان فان
البوين ل يريدان إل الذكور غالبا وهو سبحانه قد أخب أنه يلق ما يشاء فبدأ بذكر
الصنف الذي يشاء ول يريده البوان
وعندي وجه آخر وهو أنه سبحانه قدم ما كانت تؤخره الاهلية من أمر البنات
حت كانوا يئدوهن أي هذا النوع الؤخر عندكم مقدم عندي ف الذكر وتأمل كيف
نكر سبحانه الناث وعرف الذكور فجب نقص النوثة بالتقدي وجب نقص التأخي
بالتعريف فإن التعريف تنويه كأنه قال ويهب لن يشاء الفرسان العلم الذكورين
الذين ل يفون عليكم ث لا ذكر الصنفي معا قدم الذكور إعطاء لكل من النسي
حقه من التقدي والتأخي وال أعلم با أراد من ذلك
والقصود أن التسخط بالناث من أخلق الاهلية الذين ذمهم ال تعال ف قوله وإذا
بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر
به أيسكه على هون أم يدسه ف التراب أل ساء ما يكمون النحل 59 58وقال
وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن مثل ظل وجهه مسودا وهو كظيم الزخرف
17ومن هاهنا عب بعض العبين لرجل قال له رأيت كأن وجهي أسود فقال ألك
امرأة حامل قال نعم قال تلد لك أنثى
وف صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك قال قال رسول ال من عال جاريتي
حت تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم إصبعيه
وروى عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبي عن عائشة قالت
جاءت امرأة ومعها ابنتان لا تسألن فلم تد عندي شيئا غي ترة واحدة فأعطيتها
إياها فأخذتا فشقتها بي ابنتيها ول تأكل منها شيئا ث قامت فخرجت هي وابنتاها
فدخل رسول ال على تفيئة ذلك فحدثته حديثها فقال رسول ال من ابتلي من هذه
البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار رواه ابن البارك عن معمر عن
الزهري عن عبد ال بن أب بكر بن حزم عن عروة وهو ف الصحيح والديث ف
مسند أحد
وفيه أيضا من حديث أيوب بن بشي النصاري عن أب سعيد الدري رضي ال عنه
قال قال رسول ال ل يكون لحد ثلث بنات أو ثلث أخوات أو بنتان أو أختان
فيتقي ال فيهن ويسن إليهن إل دخل النة ورواه الميدي عن سفيان عن سهيل
بن أب صال عن أيوب بن بشي عن سعيد العشى عن أب سعيد عن النب من كان
له ثلث بنات أو أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن وصب عليهن واتقى
ال فيهن دخل النة
وقال ممد بن عبد ال النصاري عن ابن جريج حدثن أبو الزبي عن عمر بن نبهان
عن أب هريرة أن رسول ال قال من كان له ثلث بنات فصب على لوائهن وعلى
ضرائهن دخل النة وف رواية فقال رجل يا رسول ال واثنتي قال واثنتي قال يا
رسول ال وواحدة قال وواحدة
وقال البيهقي حدثنا أحد بن السن حدثنا الصم حدثنا السن بن مكرم حدثنا
عثمان بن عمر أنبأ النهاس عن شداد أب عمار عن عوف بن مالك أن رسول ال
قال من كان له ثلث بنات ينفق عليهن حت بي أو يت كن له حجابا من النار
وقال علي بن الدين حدثنا يزيد بن زريع حدثنا النهاس بن قهم حدثنا شداد أبو
عمار عن عوف بن مالك الشجعي قال قال رسول ال ما من عبد يكون له ثلث
بنات فينفق عليهن حت يب أو يت إل كن له حجابا من النار فقالت امرأة يا رسول
ال وابنتان قال وابنتان قال وقال أبو عمار عن عوف بن مالك قال قال رسول ال
أنا وامرأة سفعاء الدين كهاتي ف النة
وروى فطر بن خليفة عن شرحبيل بن سعد عن ابن عباس قال قال رسول ال ما من
مسلم يكون له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبهما وصحبتاه إل أدخلتاه النة
وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن النكدر أن النب قال من كان له ثلث بنات أو
أخوات فكفهن وآواهن وزوجهن دخل النة قالوا وابنتان قال وابنتان حت ظننا أنم
لو قالوا أو واحدة قال أو واحدة هذا مرسل
وقال عبد ال بن البارك عن حرملة بن عمران قال سعت أبا عشانة قال سعت عقبة
بن عامر الهن يقول سعت رسول ال يقول من كانت له ثلث بنات فصب عليهن
فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار رواه المام أحد ف
مسنده
وقد قال تعال ف حق النساء فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويعل ال فيه
خيا كثيا النساء 19وهكذا البنات أيضا قد يكون للعبد فيهن خي ف الدنيا
والخرة ويكفي ف قبح كراهتهن أن يكره ما رضيه ال وأعطاه عبده وقال صال بن
أحد كان أب إذا ولد له ابنة يقول النبياء كانوا آباء بنات ويقول قد جاء ف البنات
ما قد علمت وقال يعقوب بن بتان ولد ل سبع بنات فكنت كلما ولد ل ابنة
دخلت على أحد بن حنبل فيقول ل يا أبا يوسف النبياء آباء بنات فكان يذهب
قوله هي
الباب الثالث
ف استحباب بشارة من ولد له ولد وتنئته
قال ال تعال ف قصة إبراهيم عليه السلم ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا
سلما قال سلم فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم ل تصل إليه نكرهم
أوجس منهم خيفة قالوا ل تف إنا أرسلنا إل قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت
فبشر ناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب إل قوله فلما ذهب عن إبراهيم
الروع جاءته البشرى يادلنا ف قوم لوط هود 74 69
وقال تعال ف سورة الصافات فبشرناه بغلم حليم الصافات 101وقال ف
الذاريات وبشروه بغلم عليم الذاريات 28وقال ف سورة الجر ونبئهم عن
ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال إنا منكم وجلون قالوا ل توجل إنا
نبشرك بغلم عليم قال أبشرتون على أن مسن الكب فبم تبشرون قالوا بشرناك
بالق فل تكن من القانطي قال ومن يقنط من رحة ربه إل الضالون الجر - 57
52وقال تعال يا زكريا إنا نبشرك بغلم اسه يي ل نعل له من قبل سيا مري 7
وقال فنادته اللئكة وهو قائم يصلي ف الحراب أن ال يبشرك بيحي مصدقا آل
عمران 39ولا كانت البشارة تسر العبد وتفرحه استحب للمسلم أن يبادر إل
مسرة أخيه وإعلمه با يفرحه0
ولا ولد النب بشرت به ثويبة عمه أبا لب وكان مولها وقالت قد ولد الليلة لعبد
ال ابن فأعتقها أبو لب سرورا به فلم يضيع ال ذلك له وسقاه بعد موته ف النقرة
الت ف أصل إبامه فان فاتته البشارة استحب له تنئته والفرق بينهما إن البشارة
إعلم له با يسره والتهنئة دعاء له بالي فيه بعد أن علم به
ولذا لا أنزل ال توبة كعب بن مالك وصاحبيه ذهب إليه البشي فبشره فلما دخل
السجد جاء الناس فهنؤوه وكانت الاهلية يقولون ف تنئتهم بالنكاح بالرفاء والبني
والرفاء اللتحام والتفاق أي تزوجت زواجا يصل به التفاق واللتحام بينكما
والبنون فيهنؤون بالبني سلفا وتعجيل ول ينبغي للرجل أن يهنء بالبن ول يهنء
بالبنت بل يهنء بما أو يترك التهنئه ليتخلص من سنة الاهلية فان كثيا منهم كانوا
يهنئون بالبن وبوفاة البنت دون ولدتا وقال أبو بكر بن النذر ف الوسط روينا
عن السن البصري أن رجل جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلم فقال له يهنك
الفارس فقال له السن ما يدريك فارس هو أو حار قال فكيف نقول قال قل بورك
لك ف الوهوب وشكرت الواهب وبلغ رشده ورزقت بره وال اعلم
الباب الرابع
ف استحباب التأذين ف أذنه اليمن والقامة ف أذنه اليسرى
وف هذا الباب أحاديث أحدها ما رواه أبو عبد ال الاكم حدثنا أبو جعفر ممد
بن دحيم حدثنا أحد بن حازم بن أب غرزة حدثنا عبيد ال بن موسى أنا سفيان بن
سعيد الثوري عن عاصم بن عبيد ال أخبن عبيد ال بن أب رافع عن أب رافع قال
رأيت رسول ال أذن ف أذن السن بن علي حي ولدته فاطمة رواه أبو داود
والترمذي وقال حديث صحيح
الثان ما رواه البيهقي ف الشعب من حديث السن بن علي عن النب قال من ولد له
مولود فأذن ف أذنه اليمن وأقام ف أذنه اليسرى رفعت عنه أم الصبيان
والثالث ما رواه أيضا من حديث أب سعيد عن ابن عباس أن النب أذن ف أذن
السن بن علي يوم ولد وأقام ف أذنه اليسرى قال وف إسنادها ضعف
وسر التأذين وال أعلم أن يكون أول ما يقرع سع النسان كلماته التضمنة لكبياء
الرب وعظمته والشهادة الت أول ما يدخل با ف السلم فكان ذلك كالتلقي له
شعار السلم عند دخوله إل الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها وغي
مستنكر وصول أثر التأذين إل قلبه وتأثيه به وان ل يشعر مع ما ف ذلك من فائدة
أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الذان وهو كان يرصده حت يولد فيقارنه
للمحنة الت قدرها ال و شاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه
به
وفيه معن آخر وهو أن تكون دعوته إل ال وإل دينه السلم وإل عبادته سابقة
على دعوة الشيطان كما كانت فطرة ال الت فطر عليها سابقة على تغيي الشيطان
لا ونقله عنها ولغي ذلك من الكم
الباب الامس
ف استحباب تنيكه
وف الصحيحي من حديث أب بردة عن أب موسى قال ولد ل غلم فأتيت به إل
النب فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة زاد البخاري ودعا له بالبكة ودفعه أل وكان
اكب ولد أب موسى
وف الصحيحي من حديث انس بن مالك قال كان ابن لب طلحة يشتكي فخرج
أبو طلحة فقبض الصب فلما رجع أبو طلحة قال ما فعل الصب قالت أم سليم هو
أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ث أصاب منها فلما فرغ قالت واروا
الصب فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول ال فأخبه فقال أعرستم الليلة قال نعم قال
اللهم بارك لما فولدت غلما فقال ل أبو طلحة احله حت تأت به النب وبعثت به
بتمرات فأخذه النب فقال أمعه شيء قالوا نعم ترات فأخذها النب فمضغها ث أخذها
من فيه فجعلها ف ف الصب ث حنكه وساه عبد ال
وروى أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أساء أنا حلت بعبد ال ابن الزبي بكة
قال فخرجت وأنا متم فأتيت الدينة فنلت بقباء فولدته بقباء ث أتيت رسول ال
فوضعته ف حجره فدعا بتمرة فمضغها ث تفل ف فيه فكان أول شيء دخل جوفه
ريق رسول ال قالت ث حنكه بالتمرة ث دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد ف
السلم للمهاجرين بالدينة قالت ففرحوا به فرحا شديدا وذلك انم قيل لم إن
اليهود قد سحرتكم فل يولد لكم
وقال اللل أخبن ممد بن علي قال سعت أم ولد أحد بن حنبل تقول لا أخذ ب
الطلق كان مولي نائما فقلت له يا مولي هو ذا أموت فقال يفرج ال فما هو إل
أن قال يفرج ال حت ولدت سعيدا فلما ولدته قال هاتوا ذلك التمر لتمر كان
عندنا من تر مكة فقلت لم علي إمضغي هذا التمر وحنكيه ففعلت وال أعلم
الباب السادس
ف العقيقة وأحكامها وفيه اثنان وعشرون فصل
وقال أبو الزناد العقيقة من أمر السلمي الذين كانوا يكرهون تركه قال وروينا عن
السن البصري أنه قال العقيقة عن الغلم واجبة يوم سابعه وقال أبو عمر وأما
اختلف العلماء ف وجوبا فذهب أهل الظاهر إل أن العقيقة واجبة فرضا منهم
داود وغيه قالوا إن رسول ال أمر وعمل با قال الغلم مرتن بعقيقته ومع الغلم
عقيقته وقال عن الارية شاة وعن الغلم شاتان ونو هذا من الحاديث وكان
بريدة السلمي يوجبها ويشبهها بالصلة وكان السن البصري يذهب إل أنا
واجبة عن الغلم يوم سابعه فإن ل يعق عنه عق عن نفسه وقال الليث بن سعد يعق
عن الولود أيام سابعه ف أيها شاؤوا فإن ل يتهيأ لم العقيقة ف سابعه فل بأس أن
يعق عنه بعد ذلك وليس بواجب أن يعق عنه بعد سبعة أيام فكان الليث بن سعد
يذهب إل أنا واجبة ف السبعة اليام وكان مالك يقول هي سنة واجبة يب العمل
با وهو قول الشافعي وأحد بن حنبل وإسحاق وأب ثور والطبي هذا كلم أب
عمر
قلت والسنة والواجبة هند أصحاب مالك ما تأكد استحبابه وكره تركه فيسمونه
واجبا وجوب السنن ولذا قالوا غسل المعة سنة واجبة والضحية سنة واجبة
والعقيقة سنة واجبة وقد حكى أصحاب أحد عنه ف وجوبا روايتي وليس عنه نص
صريح ف الوجوب ونن نذكر نصوصه قال اللل ف الامع ذكر استحباب العقيقة
وأنا غي غي واجبة أخبنا سليمان بن الشعث قال سعت أبا عبد ال سئل عن
العقيقة ما هي قال الذبيحة وأنكر قول الذي يقول هي حلق الرأس
أخبن ممد بن السي أن الفضل حدثهم قال سألت أبا عبد ال عن العقيقة واجبة
هي قال ل ولكن من أحب أن ينسك فلينسك قال وسألت أبا عبد ال عن العقيقة
أتوجبها قال ل ث ذكر عن أحد بن القاسم أن أبا عبد ال قيل له ف العقيقة واجبة
هي قال أما واجبة فل أدري ول أقول واجبة ث قال أشد شيء فيه أن الرجل مرتن
بعقيقته
وقال الثرم قلت لب عبد ال العقيقة واجبة قال ل وأشد شيء روي فيها حديث
الغلم مرتن بعقيقته هو أشدها
وقال حنبل قال أبو عبد ال ل أحب لن أمكنه وقدر أن ل يعق عن ولده ول يدعه
لن النب قال الغلم مرتن بعقيقته فهو أشد ما روي ف العقيقة
وقال الارث سألت أبا عبد ال عن العقيقة واجبة هي عن الغن والفقي إذا ولد له
أن يعق عنه قال أبو عبد ال قال السن عن سرة عن النب كل غلم رهينة بعقيقته
حت يذبح عنه يوم سابعه ويلق رأسه هذه سنة رسول ال وآن لحب أن تي هذه
السنة أرجو أن يلف ال عليه
وقال إسحاق بن إبراهيم سألت أبا عبد ال عن حديث النب ما معناه الغلم مرتن
بعقيقته قال نعم سنة النب أن يعق عن الغلم شاتي وعن الارية شاة فإذا ل يعق عنه
فهو متبس بعقيقته حت يعق عنه
وقال جعفر بن ممد قيل لب عبد ال ف العقيقة فان ل تكن عنده قال ليس عليه
شيء وقال الارث قيل لب عبد ال ف العقيقة فان ل يكن عنده يعن ما يعق قال
إن استقرض رجوت أن يلف ال عليه أحيا سنة
وقال صال قلت لب يولد للرجل وليس عنده ما يعق أحب إليك أن يستقرض ويعق
عنه أم يؤخر ذلك حت يوسر فقال أشد ما سعت ف العقيقة حديث السن عن سرة
عن النب كل غلم رهينة بعقيقته وإن لرجو إن استقرض أن يعجل ال له اللف
لنه أحيا سنة من سنن رسول ال واتبع ما جاء به فهذه نصوصه كما ترى ولكن
أصحابه فرعوا على القول بالوجوب ثلثة فروع أحدها هل هي واجبة على الصب
ف ماله أو على أبيه الثان هل تب الشاة على الذكر أو الشاتان الثالث إذا ل يعق
عنه أبوه هل تسقط أو يب أن يعق عن نفسه إذا بلغ
فأما الفرع الول فحكموا فيه وجهي
أحدها يب على الب وهو النصوص عن أحد قال إساعيل بن سعيد الشالنجي
سألت أحد عن الرجل يبه والده أنه ل يعق عنه هل يعق عن نفسه قال ذلك على
الب
والثان ف مال الصب وحجة من أوجبها على الب أنه هو الأمور با كما تقدم
واحتج من أوجبها على الصب بقوله الغلم مرتن بعقيقته وهذا الديث يتج به
الطائفتان فان أوله الخبار عن ارتان الغلم بالعقيقة وآخره المر بأن يراق عنه الدم
قال الوجبون ويدل على الوجوب قوله عن الغلم شاتان وعن الارية شاة وهذا
يدل على الوجوب لن العن يزىء عن الارية شاة وعن الغلم شاتان
وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا عفان حدثنا حاد بن سلمة حدثنا عبد ال ابن
عثمان بن خثيم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحن عن عائشة رضي
ال عنها قالت أمرنا رسول ال أن نعق عن الغلم شاتي وعن الارية شاة
قال أبو بكر حدثنا يعقوب بن حيد بن كاسب حدثنا عبد ال بن وهب قال حدثن
عمرو بن الارث عن أيوب بن موسى أنه حدثه أن يزيد بن عبد الزن حدثه أن
النب قال يعق عن الغلم ول يس رأسه بدم قالوا وهذا خب بعن المر
قال أبو بكر وحدثنا ابن فضيل عن يي بن سعيد عن ممد بن ابراهيم قال كان
يؤمر بالعقيقة ولو بعصفور
فصل
قال القائلون بالستحباب لو كانت واجبة لكان وجوبا معلوما من الدين
لن ذلك ما تدعو الاجة إليه وتعم به البلوى فكان رسول ال يبي وجوبا للمة
بيانا عاما كافيا تقوم به الجة وينقطع معه العذر قالوا وقد علقها بحبة فاعلها فقال
من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل قالوا وفعله لا ل يدل على الوجوب
وإنا يدل على الستحباب
قالوا وقد روى أبو داود من حديث عمرو بن شعيب أن النب سئل عن العقيقة فقال
ل يب ال العقوق كأنه كره السم وقال من ولد له ولد وأحب أن ينسك عنه
فليفعل عن الغلم شاتان وعن الارية شاة وهذا مرسل وقد رواه مرة عن عمرو عن
أبيه قال أراه عن جده وروى مالك عن زيد بن أسلم عن رجل من بن ضمرة عن
أبيه أن رسول ال سئل عن العقيقة فقال ل أحب العقوق وكأنه إنا كره السم
وقال من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل
قال البيهقي وإذا انضم إل الول قويا قلت وحديث عمرو بن شعيب قد جوده عبد
الرزاق فقال أخبنا داود بن قيس قال سعت عمرو بن شعيب يدث عن أبيه عن
جده قال سئل النب عن العقيقة فذكر الديث
وهذه قاعدة الشريعة فإن ال سبحانه فاضل بي الذكر والنثى وجعل النثى على
النصف من الذكر ف الواريث والديات والشهادات والعتق و العقيقة كما رواه
الترمذي وصححه من حديث أب أمامة عن النب قال أيا امرىء مسلم أعتق مسلما
كان فكاكه من النار يزىء كل عضو منه عضوا منه وأيا امرىء مسلم أعتق
امرأتي مسلمتي كانتا فكاكه من النار يزىء كل عضو منهما عضوا منه وف مسند
المام أحد من حديث مرة بن كعب السلمي عن النب أيا رجل أعتق رجل مسلما
كان فكاكه من النار يزىء بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه وأيا امرأة
مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار يزىء بكل عضو من أعضائها
عضوا من أعضائها رواه أبو داود ف السنن فجرت الفاضلة ف العقيقة هذا الجرى
لو ل يكن فيها سنة كيف والسنن الثابتة صرية بالتفضيل
الفصل الامس عشر أنه ل يصح الشتراك فيها ول يزىء الرأس إل عن رأس هذا
ما تالف فيه العقيقة الدي والضحية
قال اللل ف جامعه باب حكم الزور عن سبعة اخبن عبد اللك ابن عبد الميد
أنه قال لب عبد ال تعق جزورا فقال أليس قد عق بزور قلت يعق بزور عن سبعة
قال ل أسع ف ذلك بشيء ورأيته ل ينشط بزور عن سبعة ف العقوق
قلت لا كانت هذه الذبيحة جارية مرى فداء الولود كان الشروع فيه دما كامل
لتكون نفس فداء نفس وأيضا فلو صح فيها الشتراك لا حصل القصود من إراقة
الدم عن الولد فإن إراقة الدم تقع عن واحد ويصل لباقي الولد إخراج اللحم فقط
والقصود نفس الراقة عن الولد وهذا العن بعينه هو الذي لظة من منع الشتراك
ف الدي والضحية ولكن سنة رسول ال أحق وأول أن تتبع وهو الذي شرع
الشتراك ف الدايا وشرع ف العقيقة عن الغلم دمي مستقلي ل يقوم مقامهما
جزور ول بقرة وال أعلم
الفصل السادس عشر هل تشرع العقيقة بغي الغنم كالبل والبقر أم ل
وقد اختلف الفقهاء هل يقوم غي الغنم مقامها ف العقيقة قال ابن النذر
واختلفوا ف العقيقة بغي الغنم فروينا عن أنس بن مالك أنه كان يعق عن ولده
الزور وعن أب بكرة أنه نر عن ابنه عبد الرحن جزورا فأطعم أهل البصرة ث ساق
عن السن قال كان أنس بن مالك يعق عن ولده الزور ث ذكر من حديث يي بن
يي أنبانا هشيم عن عيينة بن عبد الرحن عن أبيه أن أبا بكرة ولد له ابنه عبد
الرحن وكان أول مولود ولد ف البصرة فنحر عنه جازورا فأطعم أهل البصرة وأنكر
بعضهم ذلك وقال أمر رسول ال بشاتي عن الغلم وعن الارية بشاة ول يوز أن
يعق بغي ذلك
روينا عن يوسف بن ماهك أنه دخل مع ابن أب مليكة على حفصة بنت عبد الرحن
بن أب بكر وولدت للمنذر بن الزبي غلما فقلت هل عقيت جزورا فقالت معاذ ال
كانت عمت تقول عن الغلم شاتان وعن الارية شاة وقال مالك الضأن ف العقيقة
أحب إل من البقر والغنم أحب إل من البل والبقر والبل ف الدي أحب إل من
الغنم والبل ف الدي أحب إل من البقر
قال ابن النذر ولعل حجة من رأى أن العقيقة تزىء بالبل والبقر قول النب مع
الغلم عقيقته فأهريقوا عنه دما ول يذكر دما دون دم فما ذبح عن الولود على
ظاهر هذا الب يزيء قال ويوز أن يقول قائل إن هذا ممل وقول النب عن الغلم
شاتان وعن الارية شاة مفسر والفسر أول من الجمل
الفصل السابع عشر ف بيان مصرفها
قال اللل ف جامعه ف باب ذكر ما يتصدق به من العقيقة ويهدى أخبنا عبد ال
بن أحد أن أباه قال العقيقة تؤكل ويهدى منها أخبنا عصمة بن عصام حدثنا حنبل
قال سعت أبا عبد ال يسأل عن العقيقة كيف يصنع با قال كيف شئت قال وكان
ابن سيين يقول اصنع ما شئت قيل له يأكلها أهلها قال نعم ول تؤكل كلها ولكن
يأكل ويطعم وكذلك قال ف رواية الثرم وقال ف رواية أب الارث وصال ابنه
يأكل ويطعم جيانه وقال له ابنه عبد ال كم يقسم من العقيقة قال ما أحب وقال
اليمون سألت أبا عبد ال أيؤكل من العقيقة قال نعم يؤكل منها قلت كم قال ل
أدري أما الضاحي فحديث ابن مسعود وابن عمر ث قال ل ولكن العقيقة يؤكل
منها قلت يشبهها ف أكل الضحية قال نعم يؤكل منها وقال اليمون قال أبو عبد
ال يهدي ثلث الضحية إل اليان قلت الفقراء من اليان قال بلى فقراء اليان
قال تشبه العقيقه به قال نعم من شبه به فليس ببعيد
قال اللل وأخبن ممد بن علي حدثنا الثرم أن عبد ال قيل له ف العقيقة يدخر
منها مثل الضاحي قال ل أدري أخبن منصور أن جعفرا حدثهم قال سعت أبا
عبد ال يسأل عن العقيقة قيل يبعث منها إل القابلة بشيء أراه قال نعم وأخبن
عبد اللك أنه سع أبا عبد ال يقول ويهدى إل القابلة منها يكى أنه أهدى إل
القابلة حي عق عن السي يعن النب
قال اللل أخبنا ممد بن أحد قال حدثن أب حدثنا حفص بن غياث حدثنا
جعفر بن ممد عن أبيه أن النب أمرهم أن يبعثوا إل القابلة برجل من العقيقة ورواه
البيهقي من حديث حسي بن زيد عن جعفر بن ممد عن أبيه عن جده عن علي أن
رسول ال أمر فاطمة فقال زن شعر السي وتصدقي بوزنه فضة وأعطي القابلة
رجل العقيقة رواه الميدي عن حسي بن زيد عن جعفر بن ممد عن أبيه أن عليا
أعطى القابلة رجل العقيقة
واختلف هل يدعى إليها الناس كما يفعل بالوليمة أو يهدي ول يدعو الناس إليها
فقال أبو عمر بن عبد الب قول مالك إنه يكسر عظامها ويطعم منها اليان ول
يدعى الرجال كما يفعل بالوليمة ول أعرف غيه كره ذلك وال أعلم
الفصل الثامن عشر ف حكم اجتماع العقيقة والضحية
قال اللل باب ما روي أن الضحية تزىء عن العقيقة
أخبنا عبد اللك اليمون أنه قال لب عبد ال يوز أن يضحى عن الصب مكان
العقيقة قال ل أدري ث قال غي واحد يقول به قلت من التابعي قال نعم وأخبن
عبد اللك ف موضع آخر قال ذكر أبو عبد ال أن بعضهم قال فإن ضحى أجزأ عن
العقيقة وأخبنا عصمة ابن عصام حدثنا حنبل أن أبا عبد ال قال أرجو أن تزىء
الضحية عن العقيقة إن شاء ال تعال لن ل يعق
وأخبن عصمة بن عصام ف موضع آخر قال حدثنا حنبل أن أبا عبد ال قال فإن
ضحى عنه أجزأت عنه الضحية من العقوق قال ورأيت أبا عبد ال اشترى أضحية
ذبها عنه وعن أهله وكان ابنه عبد ال ضغيا فذبها أراه أراد بذلك العقيقة
والضحية وقسم اللحم وأكل منها
أخبنا عبد ال بن أحد قال سألت أب عن العقيقة يوم الضحى تزىء أن تكون
أضحية وعقيقة قال إما أضحية وإما عقيقة على ما سى وهذا يقتضي ثلث روايات
عن أب عبد ال إحداها إجزاؤها عنهما والثانية وقوعها عن أحدها والثالثة التوقف
ووجه عدم وقوعها عنهما أنما ذبان بسببي متلفي فل يقوم الذبح الواحد عنهما
كدم التعة ودم الفدية ووجه الجزاء حصول القصود منها بذبح واحد فإن الضحية
عن الولود مشروعة كالعقيقة عنه فإذا ضحى ونوى أن تكون عقيقة وأضحية وقع
ذلك عنهما كما لو صلى ركعتي ينوي بما تية السجد وسنة الكتوبة أو صلى
بعد الطواف فرضا أو سنة مكتوبة وقع عنه وعن ركعت الطواف وكذلك لو ذبح
التمتع والقارن شاة يوم النحر أجزأه عن دم التعة وعن الضحية وال أعلم
الفصل التاسع عشر ف حكم من ل يعق عنه أبواه هل يعق عن نفسه إذا بلغ
قال اللل باب ما يستحب لن ل يعق عنه صغيا أن يعق عن نفسه كبيا ث ذكر
من مسائل إساعيل بن سعيد الشالنجي قال سألت أحد عن الرجل يبه والده أنه
ل يعق عنه هل يعق عن نفسه قال ذلك على الب ومن مسائل اليمون قال قلت
لب عبد ال إن ل يعق عنه صغيا يعق عنه كبيا فذكر شيئا يروى عن الكبي ضعفه
ورأيته يستحسن إن ل يعق عنه صغيا أن يعق عنه كبيا وقال أن فعله إنسان ل
أكرهه قال وأخبن عبد اللك ف موضع آخر أنه قال لب عبد ال فيعق عنه كبيا
قال ل أسع ف الكبي شيئا قلت أبوه كان معسرا ث أيسر فأراد أن ل يدع ابنه حت
يعق عنه قال ل أدري ول أسع ف الكبي شيئا ث قال ومن فعله فحسن ومن الناس
من يوجبه
قال اللل أخبن أبو الثن العنبي أن أبا داود حدثهم قال سعت أحد يدث
بديث اليثم بن جيل عن عبد ال بن الثن عن ثانة عن أنس أن النب عق عن نفسه
قال أحد عبد ال بن الحرر عن قتادة عن أنس أن النب عق عن نفسه منكر وضعف
عبد ال بن مرر قال اللل أنبأنا ممد بن عوف المصي حدثنا اليثم بن جيل
حدثنا عبد ال بن الثن عن رجل من آل أنس أن النب عق عن نفسه بعد ما جاءته
النبوة ف مصنف عبد الرزاق أنبأنا عبد ال بن مرر عن قتادة عن أنس أن النب عق
عن نفسه بعد النبوة قال عبد الرزاق إنا تركوا ابن مرر لذا الديث
قال اللل وأخبن عبد اللك بن عبد الميد أن أبا عبد ال قال إن ابن عمر باع
جلد بقرة وتصدق بثمنه قال وهكذا ل يباع لن البعي والبقرة ليس ينتفع به أحد
يتخذه ف البيت يلس عليه ول يصلح هاهنا لشيء إنا يباع ويتصدق بثمنه وجلد
الشاة يتخذ لضروب وقال الثرم سعت أبا عبد ال وذكر قول ابن عمر أنه كان
يقول ف جلد البقرة يباع ويتصدق به وكأنه يذهب إل أن ثنه كثي وقال أبو
الارث سئل أبو عبد ال عن جلد البقرة إذا ضحى با فقال ابن عمر ويروى عنه
يبيعه ويتصدق به وقال اسحاق بن منصور قلت لب عبد ال جلود الضاحي ما
يصنع با قال ينتفع با ويتصدق بثمنها قلت تباع ويتصدق بثمنها قال نعم حديث
ابن عمر
وقال الروزي مذهب أب عبد ال أن ل تباع جلود الضاحي وأن يتصدق با
واحتج بديث النب أنه أمر أن يتصدق بلودها وأجلتها وقال ف روية ؟ حنبل ل
بأس أن يتخذ من جلود الضحية وطاء يقعد عليه ول يباع إل أن يتصدق به فقال
ل ينتفع بلود الضاحي قيل له يأخذه لنفسه ينتفع به قال ما كان واجبا أو كان
عليه نذرا وما أشبه هذا فإنه يبيعه ويتصدق بثمنه وما كان تطوعا فإنه ينتفع به ف
منله إن شاء قال وقال ف رواية جعفر بن ممد يتصدق بلد الضحية ويتخذ منه
ف البت إهابا ول يبيعه وف رواية أب الارث يتصدق به ويتخذ منه إهابا أو مصلى
ف البيت وف رواية ابن منصور يتصدق بلودها وينتفع با ول يبيعها وف رواية
اليمون ل يباع ويتصدق به قالوا له فيبيعه ويتصدق بثمنه قال ل -يتصدق به كما
هو
وقال أحد بن القاسم إن أبا عبد ال قال ف جلد الضحية يستحب أن يكون ثنها
ف النخل أو الشيء ما يستعمل ف البيت ول يعطى الزار قال أبو طالب سألت أبا
عبد ال عن جلود الضاحي قال الشعب وإبراهيم يقولن ل يبتاع به غربال أو
منخل قال يقولون يبتاع باللد غربال أو منخل ول يبيعه ويشتري به قلت يعاوض
به قال نعم قلت يعجبك هذا قال إنا يعله ل و ل يبيعه لن النب أمر عليا أن
يتصدق باللل واللود قلت فيعطي الذي يذبح قال ل قلت أبيعه وأتصدق به قال
ل كان ابن عمر يدفعه إليهم فيبيعونه لنفسهم قلت أبيعه بثلثة دراهم وأعطيه ثلثة
مساكي قال اجعهم وادفعه إليهم قال وكان مسروق وعلقمة يتخذونه مصلى أو
شيئا ف البيت هذا أرخص ما يكون فيه أن يتخذه ف بيته
وقال حرب قلت لحد رجل أخذ جلد أضحية فقومه وتصدق بثمنه وحبس اللد
قال ل بأس أن يبيع جلد الضحية
وقال اللل باب استحبابه لبيع جلد البقرة ويتصدق بثمنه أخبن منصور بن الوليد
أن جعفر بن ممد حدثهم أن أبا عبد ال قيل له جلد البقرة قال قد روي عن ابن
عمر أنه قال يبيعه ويتصدق به وهو مالف للد الشاة يتخذ منه مصلى وهذا ل
ينتفع به ف البيت قال إن جلد البقرة يبلغ كذا وقال أبو الارث إن أبا عبد ال سئل
عن جلد البقرة إذا ضحى با قال ابن عمر يروى عنه أنه قال يبيعه ويتصدق به وقال
مهنا سألت أحد عن الرجل يشتري البقرة يضحي با يبيع جلدها بعشرين درها
وأكثر من عشرين فيشتري بثمن اللد أضحية يضحي با ما ترى ف ذلك فقال
يروى فيه عن ابن عمر مثل هذا وقال إسحاق بن منصور قلت لب عبد ال جلود
الضاحي ما يصنع با قال ينتفع با ويتصدق با وتباع ويتصدق بثمنها قلت تباع
ويتصدق بثمنها قال نعم
حديث ابن عمر فهذه نصوصه ف جلود العقيقة والضحية وف الواجب والستحب
كما ترى وال أعلم
الفصل الادي والعشرون فيما يقال عند ذبها
قال ابن النذر ذكر تسمية من يعق عنه
حدثنا عبد ال بن ممد حدثنا أب حدثنا هشام عن ابن جريج عن يي بن سعيد عن
عمرة عن عائشة قالت قال النب اذبوا على اسه فقولوا بسم ال اللهم لك وإليك
هذه عقيقة فلن قال ابن النذر وهذا حسن وإن نوى العقيقة ول يتكلم به أجزأه إن
شاء ال
وقال اللل باب ما يقال عند ذبح العقيقة
حدثنا أحد بن ممد بن مطر وزكريا بن يي أن أبا طالب حدثهم أنه سأل أبا عبد
ال إذا أراد الرجل أن يعق كيف يقول قال يقول بسم ال ويذبح على النية كما
يضحي بنيته يقول هذه عقيقة فلن بن فلن وظاهر هذا أنه اعتب النية واللفظ جيعا
كما يلي ويرم عن غيه بالنية واللفظ فيقول لبيك اللهم عن فلن أو إحرامي عن
فلن ويؤخذ من هذا أنه إذا أهدى له ثواب عمل أن ينويه عنه ويقول اللهم هذا عن
فلن أو اجعل ثوابه لفلن وقد قال بعضهم ينبغي أن يعلقه بالشرط فيقول اللهم إن
كنت قبلت من هذا العمل فاجعل ثوابه لفلن لنه ل يدري اقبل منه أم ل وهذا ل
حاجة إليه والديث يرده فإن النب ل يقل لن سعه يلب عن شبمة قل اللهم إن
كنت قبلت إحرامي فاجعله عن شبمة ول قال لحد من سأله أن يج عن قريبه
ذلك ول ف حديث واحد ألبتة وهدية أول ما اتبع ول يفظ عن أحد من السلف
ألبتة أنه علق الهداء والضحية والعقيقة عن الغي بالشرط بل النقول عنهم اللهم هذا
عن فلن بن فلن وهذا كاف فإن ال سبحانه إنا يوصل إليه ما قبله من العمل
شرطه الهدي أو ل يشرطه وال أعلم
الفصل الثان والعشرون ف حكم اختصاصها بالسابيع
ها هنا أربعة أمور تتعلق بالسابع عقيقته وحلق رأسه وتسميته وختانه فالولن
مستحبان ف اليوم السابع اتفاقا وأما تسميته وختانه فيه فمختلف فيهما كما
سنذكره إن شاء ال تعال وقد تقدمت الثار بذبح العقيقة يوم السابع وحكمة هذا
وال اعلم أن الطفل حي يولد يكون أمره مترددا بي السلمة والعطب ول يدري
هل هو من أهل الياة أم ل إل أن تأت عليه مدة يستدل با يشاهد من أحواله فيها
على سلمة بنيته وصحة خلقته وأنه قابل للحياة وجعل مقدار تلك الدة أيام
السبوع فإنه دور يومي كما أن السنة دور شهري
هذا هو الزمان الذي قدره ال يوم خلق السماوات والرض وهو سبحانه خص أيام
تليق العال بستة أيام وكن كل يوم منها اسا يصه به وخص كل يوم منها بصنف
من الليقة أو جده فيها وجعل يوم إكمال اللق واجتماعه وهو يوم اجتماع الليقة
ممعا وعيدا للمؤمني يتمعون فيه لعبادته وذكره والثناء عليه وتميده وتجيده
والتفرغ من أشغال الدنيا لشكره والقبال على خدمته وذكر ما كان ف ذلك اليوم
من البدإ وما يكون فيه من العاد وهو اليوم الذي استوى فيه الرب تبارك وتعال
على عرشه واليوم الذي خلق ال فيه أبانا آدم واليوم الذي أسكنه فيه النة واليوم
الذي أخرجه فيه منها واليوم الذي ينقضي فيه أجل الدنيا وتقوم الساعة وفيه ييء
ال سبحانه وتعال وياسب خلقه ويدخل أهل النة منازلم وأهل النار منازلم
والقصود أن هذه اليام أول مراتب العمر فإذا استكملها الولود انتقل إل الرتبة
الثانية وهي الشهور فإذا استكملها انتقل إل الثالثة وهي السني فما نقص عن هذه
اليام فغي مستوف للخليقة وما زاد عليها فهو مكرر يعاد عند ذكره اسم ما تقدم
من عدده فكانت الستة غاية لتمام اللق وجع ف آخر اليوم السادس منها فجعلت
تسمية الولود وإماطة الذى عنه وفديته وفك رهانه ف اليوم السابع كما جعل ال
سبحانه اليوم السابع من السبوع عيدا لم يتمعون فيه مظهرين شكره وذكره
فرحي با آتاهم ال من فضله من تفضيله لم على سائر اللئق الخلوقة ف اليام
قبله
فإن ال سبحانه أجرى حكمته بتغي حال العبد ف كل سبعة أيام وانتقاله من حال
إل حال فكان السبعة طورا من أطواره وطبقا من أطباقه ولذا تد الريض تتغي
أحواله ف اليوم السابع ول بد إما إل قوة وإما إل انطاط ولا اقتضت حكمته
سبحانه ذلك شرع لعباده كل سبعة أيام يوما يرغبون فيه إليه يتضرعون إليه
ويدعونه فيكون ذلك من أعظم السباب ف صلحهم وف معاشهم ومعادهم ودفع
كثي من الشرور عنهم فسبحان من برت حكمته العقول ف شرعه وخلقه وال
أعلم
الباب السابع
ف حلق رأسه والتصدق بوزن شعره
قال أبو عمر بن عبد الب أما حلق رأس الصب عند العقيقة فإن العلماء كانوا
يستحبون ذلك وقد ثبت عن النب أنه قال ف حديث العقيقة ويلق رأسه ويسمى
وقال اللل ف الامع ذكر رأس الصب والصدقة بوزن شعره أخبن ممد بن علي
حدثنا صال أن أباه قال يستحب أن يلق يوم سابعه وروى السن عن سرة عن
النب يلق رأسه وروى سلمان بن عامر عن النب أميطوا عنه الذى قال وسئل
السن عن قوله أميطوا عنه الذى قال يلق رأسه وقال حنبل سعت أبا عبد ال
يقول يلق رأس الصب
وقال الفضل بن زياد قلت لب عبد ال يلق رأس الصب قال نعم قلت فيدمى قال
ل هذا من فعل الاهلية وقال صال بن أحد قال أب إن فاطمة رضي ال عنها
حلقت رأس السن والسي وتصدقت بوزن شعرها ورقا وقال حنبل سعت أبا
عبد ال قال ل بأس أن يتصدق بوزن شعر الصب وقد روى مالك ف موطئه عن
جعفر بن ممد عن أبيه قال وزنت فاطمة شعر حسن وحسي وزينب وأم كلثوم
فتصدقت بزنة ذلك فضة
وف الوطأ أيضا عن ربيعة بن أب عبد الرحن عن ممد بن علي بن حسي أنه قال
وزنت فاطمة بنت رسول ال شعر حسن وحسي فتصدقت بزنته فضة وقال يي بن
بكي حدثنا ابن ليعة عن عمارة ابن عزية عن ربيعة بن أب عبد الرحن عن أنس بن
مالك أن رسول ال أمر برأس السن والسي يوم سابعهما فحلقا وتصدق بوزنه
فضة
وقال عبد الرزاق أخبنا ابن جريج قال سعت ممد بن علي يقول كانت فاطمة ابنة
رسول ال ل يولد لا ولد إل أمرت بلق رأسه وتصدقت بوزن شعره ورقا
قال أبو عمر قال عطاء يبدأ باللق قبل الذبح قلت وكأنه وال أعلم قصد بذلك
تييزه عن مناسك الاج وأن ل يشبه به فإن السنة ف حقه أن يقدم النحر على اللق
ول أحفظ عن غي عطاء ف ذلك شيئا وقد ذكر ابن اسحاق عن عبد ال بن أب
بكر عن ممد بن علي ابن السي عن علي قال عق رسول ال عن السن شاة
وقال يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة فوزناه فكان وزنه درها أو
بعض درهم
وقد ذكر البيهقي من حديث ابن عقيل عن ابن أب السي عن أب رافع أن حسنا
حي ولدته أمه أرادت أن تعق عنه بكبش عظيم فأتت النب فقال ل تعقي عنه بشيء
ولكن احلقي شعر رأسه ث تصدقي بوزنه من الورق ف سبيل ال أو على ابن السبيل
وولدت السي من العام القبل فصنعت مثل ذلك قال البيهقي إن صح فكأنه أراد
أن يتول العقيقة عنها بنفسه كما روينا
فصل
ويتعلق باللق مسألة القزع وهي حلق بعض رأس الصب وترك بعضه وقال أخرجاه
ف الصحيحي من حديث عبيد ال بن عمر عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر
قال نى رسول ال عن القزع والقزع أن يلق بعض رأس الصب ويدع بعضه قال
شيخنا وهذا من كمال مبة ال ورسوله للعدل فإنه أمر به حت ف شأن النسان مع
نفسه فنهاه أن يلق بعض رأسه ويترك بعضه لنه ظلم للرأس حيث ترك بعضه
كاسيا وبعضه عاريا ونظي هذا أنه نى عن اللوس بي الشمس والظل فإنه ظلم
لبعض بدنه ونظيه نى أن يشي الرجل ف نعل واحدة بل إما أن ينعلهما أو يفيهما
والقزع أربعة أنواع
أحدها أن يلق من رأسه مواضع من ها هنا وها هنا مأخوذ من تقزع السحاب وهو
تقطعه
الثان أن يلق وسطه ويترك جوانبه كما يفعله شامسة النصارى
الثالث أن يلق جوانبه ويترك وسطه كما يفعله كثي من الوباش والسفل
الرابع أن يلق مقدمه ويترك مؤخره وهذا كله من القزع وال أعلم
الباب الثامن
ف ذكر تسميته وأحكامها ووقتها وفيه عشرة فصول
-1الفصل الول ف وقت التسمية
-2الفصل الثان فيما يستحب من الساء وما يرم منها وما يكره
-3الفصل الثالث ف استحباب تغي السم إل غيه لصلحة
-4الفصل الرابع ف جواز تكنية الولود بأب فلن
-5الفصل الامس ف أن التسمية حق للب دون الم
-6الفصل السادس ف الفرق بي السم والكنية واللقب
-7الفصل السابع ف حكم التسمية باسم نبينا والتكن بكنيته إفرادا وجعا وذكر
الحاديث ف ذلك
-8الفصل الثامن ف جواز التسمية بأكثر من اسم واحد
-9الفصل التاسع ف بيان ارتباط معن السم بالسمى والناسبة الت بينهما
-10الفصل العاشر ف بيان أن اللق يدعون يوم القيامة بآبائهم ل بأمهاتم
الادي والعشرون أن النب أوصى بالقبط خيا وقال إن لم ذمة ورحا فإن سريت
الليلي الكريي إبراهيم وممد صلوات ال عليهما وسلمه كانتا منهم وها هاجر
ومارية فأما هاجر فهي أم إساعيل أب العرب فهذا الرحم وأما الذمة فما حصل من
تسري النب بارية و إيلدها إبراهيم وذلك ذمام يب على السلمي رعايته ما ل
تضيعه القبط وال اعلم
وقد روى البخاري ف صحيحه عن السدي قال سالت انس بن مالك كم كان بلغ
إبراهيم ابن النب قال كان قد مل مهده ولو بقي لكان نبيا ولكن ل يكن ليبقى لن
نبيكم آخر النبياء
وقد روى عيسى بن يونس عن ابن أب خالد قال قلت لبن أب أوف أرأيت إبراهيم
ابن النب قال مات وهو صغي ولو قدر أن يكون بعد ممد نب لعاش ولكنه ل نب
بعد ممد
قال ابن عبد الب ول أدري ما هذا وقد ولد نوح عليه السلم من ليس بنب وكما
يلد غي النب نبيا فكذلك يوز أن يلد النب غي نب ولو ل يلد النب إل نبيا لكان كل
أحد نبيا لنه من ولد نوح وآدم نب مكلم ما أعلم ف ولده لصلبه نبيا غي شيث
وال أعلم
وهذا فصل معترض يتعلق بوقت تسمية الولود ذكرناه استطرادا فلنرجع إل مقصود
الباب فنقول إن التسمية لا كانت حقيقتها تعريف الشيء السمى لنه إذا وجد وهو
مهول السم ل يكن له ما يقع تعريفه به فجاز تعريفه يوم وجوده وجاز تأخي
التعريف إل ثلثة أيام وجاز إل يوم العقيقة عنه ويوز قبل ذلك وبعده والمر فيه
واسع
فصل
وأما الكروه منها والحرم فقال أبو ممد بن حزم اتفقوا على تري كل اسم معبد
لغي ال كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد
الطلب انتهى فل تل التسمية ب عبد علي ول عبد السي ول عبد الكعبة وقد
روى ابن أب شيبة حديث يزيد بن القدام بن شريح عن القدام بن شريح عن أبيه
عن جده هانء بن يزيد قال وفد على النب قوم فسمعهم يسمون عبد الجر فقال له
ما اسك فقال عبد الجر فقال له رسول إنا أنت عبد ال فإن قيل كيف يتفقون
على تري السم العبد لغي ال وقد صح عنه أنه قال تعس عبد الدينار تعس عبد
الدرهم تعس عبد الميصة تعس عبد القطيفة وصح أنه قال
أنا النب ل كذب ...أنا ابن عبد الطلب
ودخل عليه رجل وهو جالس بي أصحابه فقال أيكم ابن عبد الطلب فقالوا هذا
وأشاروا إليه فالواب أما قوله تعس عبد النار فلم يرد به السم وإنا أراد به الوصف
والدعاء على من يعبد قلبه الدينار والدرهم فرضي بعبوديتها عن عبودية ربه تعال
وذكر الثان واللبس وها جال الباطن والظاهر
أما قوله أنا ابن عبد الطلب فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنا هو باب
الخبار بالسم الذي عرف به السمى دون غيه والخبار بثل ذلك على وجه
تعريف السمى ل يرم ول وجه لتخصيص أب ممد بن حزم ذلك بعبد الطلب
خاصة فقد كان الصحابة يسمون بن عبد شس وبن عبد الدار بأسائهم ول ينكر
عليهم النب فباب الخبار أوسع من باب النشاء فيجوز ما ل يوز ف النشاء
فصل
ومن الحرم التسمية بلك اللوك وسلطان السلطي وشاهنشاه فقد ثبت ف
الصحيحي من حديث أب هريرة عن النب قال إن أخنع اسم عند ال رجل تسمى
ملك الملك وف رواية أخن بدل أخنع وف رواية لسلم أغيظ رجل عند ال يوم
القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الملك ل ملك إل ال ومعن أخنع وأخن
أوضع وقال بعض العلماء وف معن ذلك كراهية التسمية بقاضي القضاء وحاكم
الكام فان حاكم الكام ف القيقة هو ال وقد كان جاعة من أهل الدين والفضل
يتورعون عن إطلق لفظ قاضي القضاة وحاكم الكام قياسا على ما يبغضه ال
ورسوله من التسمية بلك الملك وهذا مض القياس
وكذلك ترم التسمية بسيد الناس وسيد الكل كما يرم سيد ولد آدم فان هذا ليس
لحد إل لرسول ال وحده فهو سيد ولد آدم فل يل لحد أن يطلق على غيه
ذلك
فصل
ومن الساء الكروهة ما رواه مسلم ف صحيحه عن سرة بن جندب قال قال
رسول ال ل تسمي غلمك يسارا ول رباحا ول ناحا ول أفلح فانك تقول أث هو
فل يكون فيقول ل إنا هن أربع ل تزيدن علي وهذه الملة الخية ليست من
كلم رسول ال وإنا هي من كلم الراوي
وف سنن أب داود من حديث جابر بن عبد ال قال أراد النب أن ينهى أن يسمى ب
يعلى وبركة وأفلح ويسار ونافع وبنحو ذلك ث رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا
ث قبض ول ينه عن ذلك ث أراد عمر أن ينهى عن ذلك ث تركه وقال أبو بكر بن
أب شيبة حدثنا ممد بن عبيد عن العمش عن أب سفيان عن جابر قال قال رسول
ال إن عشت إن شاء ال أنى أمت أن يسموا نافعا وأفلح وبركة قال العمش ل
أدري أذكر نافعا أم ل
وف سنن ابن ماجة من حديث أب الزبي عن جابر عن عمر بن الطاب رضي ال
عنه قال قال رسول ال إن عشت إن شاء ال لني أمت أن يسموا رباحا ونيحا
وأفلح ويسارا قلت وف معن هذا مبارك ومفلح وخي وسرور ونعمة وما أشبه ذلك
فإن العن الذي كره له النب التسمية بتلك الربع موجود فيها فانه يقال أعندك خي
أعندك سرور أعندك نعمة فيقول ل فتشمئز القلوب من ذلك وتتطي به وتدخل ف
باب النطق الكروه
وف الديث أنه كره أن يقال خرج من عند برة مع أن فيه معن آخر يقتضي النهي
وهو تزكية النفس بأنه مبارك ومفلح وقد ل يكون كذلك كما روى أبو داود ف
سننه أن رسول ال نى أن يسمى برة وقال ل تزكوا أنفسكم ال أعلم بأهل الب
منكم وف سنن ابن ماجة عن أب هريرة أن زينب كان اسها برة فقيل تزكي نفسها
فسماها النب زينب
فصل
ومنها التسمية بأساء الشياطي كخنب والولان والعور والجدع قال الشعب عن
مسروق لقيت عمر بن الطاب فقال من أنت قلت مسروق بن الجدع فقال عمر
رضي ال عنه سعت رسول ال يقول الجدع شيطان
وف سنن ابن ماجة وزيادات عبد ال ف مسند أبيه من حديث أب بن ابن كعب عن
النب قال إن للوضوء شيطانا يقال له الولان فاتقوا وسواس الاء وشكي إليه عثمان
بن أب العاص من وسواسه ف الصلة فقال ذلك شيطان يقال له خنب وذكر أبو
بكر بن أب شيبة حدثنا حيد بن عبد الرحن عن هشام عن أبيه أن رجل كان اسه
الباب فسماه رسول ال عبد ال وقال الباب شيطان
فصل
ومنها أساء الفراعنة والبابرة كفرعون وقارون وهامان والوليد قال عبد الرزاق ف
الامع أخبنا معمر عن الزهري قال أراد رجل أن يسمي ابنا له الوليد فنهاه رسول
ال وقال انه سيكون رجل يقال له الوليد يعمل ف أمت بعمل فرعون ف قومه
فصل
ومنها كأساء اللئكة كجبائيل وميكائيل وإسرافيل فإنه يكره تسمية الدميي با
قال أشهب سئل مالك عن التسمي ببيل فكره ذلك ول يعجبه وقال القاضي
عياض قد استظهر بعض العلماء التسمي بأساء اللئكة وهو قول الارث بن
مسكي قال وكره مالك التسمي ببيل وياسي وأباح ذلك غيه قال عبد الرزاق
ف الامع عن معمر قال قلت لماد بن أب سليمان كيف تقول ف رجل تسمى
ببيل وميكائيل فقال ل بأس به قال البخاري ف تاريه قال أحد بن الارث حدثنا
أبو قتادة الشامي ليس بالران مات سنة أربع وستي ومائة حدثنا عبد ال بن جراد
قال صحبن رجل من مزينة فأتى النب وأنا معه فقال يا رسول ال ولد ل مولود فما
خي الساء قال إن خي الساء لكم الارث وهام ونعم السم عبد ال وعبد
الرحن وتسموا بأساء النبياء ول تسموا بأساء اللئكة قال وباسك قال وباسي ول
تكنوا بكنيت وقال البيهقي قال البخاري ف غي هذه الرواية ف إسناده نظر
فصل
ومنها الساء الت لا معان تكرهها النفوس ول تلئمها كحرب ومرة وكلب وحية
وأشبهاهها وقد تقدم الثر الذي ذكره مالك ف موطئه أن رسول ال قال للقحة من
يلب هذه فقام رجل فقال أنا فقال ما اسك قال الرجل مرة فقال له اجلس ث قال
من يلب هذه فقام رجل آخر فقال له ما اسك قال حرب فقال له اجلس ث قال
من يلب هذه فقام رجل فقال أنا قال ما اسك قال يعيش فقال له رسول ال احلب
فكره مباشرة السمى بالسم الكروه للب الشاة
وقد كان النب يشتد عليه السم القبيح ويكرهه جدا من الشخاص والماكن
والقبائل والبال حت انه مر ف مسيله بي جبلي فسأل عن اسهما فقيل له فاضح
ومز فعدل عنهما ول ير بينهما وكان شديد العتناء بذلك ومن تأمل السنة وجد
معان ف الساء مرتبطة با حت كأن معانيها مأخوذة منها وكأن الساء مشتقة من
معانيها فتأمل قوله أسلم سالها ال وغفار غفر ال لا وعصية عصت ال
وقوله لا جاء سهيل بن عمرو يوم الصلح سهل أمركم وقوله لبيدة لا سأله عن اسه
فقال بريدة قال يا أبا بكر برد أمرنا ث قال من أنت قال من أسلم فقال لب بكر
سلمنا ث قال من قال من سهم قال خرج سهمك ذكره أبو عمر ف استذكاره حت
انه كان يعتب ذلك ف التأويل فقال رأيت كأنا ف دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من
رطب ابن طالب فأولت العاقبة لنا ف الدنيا والرفعة وأن ديننا قد طاب وإذا أردت
أن تعرف تأثي الساء ف مسمياتا فتأمل حديث سعيد بن السيب عن أبيه عن جده
قال أتيت إل النب فقال ما اسك قلت حزن فقال أنت سهل قال ل أغي اسا سانيه
أب قال ابن السيب فما زالت تلك الزونة فينا بعد رواه البخاري ف صحيحه
والزونة الغلظة ومنه أرض حزنة وأرض سهلة وتأمل ما رواه مالك ف الوطأ عن
يي بن سعيد أن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال لرجل ما اسك قال جرة قال
ابن من قال ابن شهاب قال من قال من الرقة قال أين مسكنك قال برة النار قال
بأيتها قال بذات لظى قال عمر أدرك أهلك فقد احترقوا فكان كما قال عمر هذه
رواية مالك
ورواه الشعب فقال جاء رجل من جهينة إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال ما
اسك قال شهاب قال ابن من قال ابن ضرام قال من قال من الرقة منلك قال قال
أين برة النار قال ويك أدرك منلك وأهلك فقد أحرقتهم قال فأتاهم فألفاهم قد
احترق عامتهم
وقد استشكل هذا من ل يفهمه وليس بمد ال مشكل فإن مسبب السباب جعل
هذه الناسبات مقتضيات لذا الثر وجعل اجتماعها على هذا الوجه الاص موجبا
له وأخر اقتضاءها لثرها إل أن تكلم به من ضرب الق على لسانه ومن كان اللك
ينطق على لسانه فحينئذ كمل اجتماعها وتت فرتب عليها الثر ومن كان له ف
هذا الباب فقه نفس انتفع به غاية النتفاع فإن البلء موكل بالنطق قال أبو عمر
وقد قال النب البلء موكل بالقول
ومن البلء الاصل بالقول قول الشيخ البائس الذي عاده النب فرأى عليه حى فقال
ل بأس طهور إن شاء ال فقال بل حى تفور على شيخ كبي تزيره القبور فقال
رسول ال فنعم إذا وقد رأينا من هذا عبا فينا وف غينا والذي رأيناه كقطرة ف بر
وقد قال الؤمل الشاعر
شف الؤمل يوم النقلة النظر ...ليت الؤمل ل يلق له البصر
فلم يلبث أن عمي وف جامع ابن وهب أن رسول ال أت بغلم فقال ما سيتم هذا
قالوا السائب فقال ل تسموه السائب ولكن عبد ال قال فغلبوا على اسه فلم يت
حت ذهب عقله فحفظ النطق وتيز الساء من توفيق ال للعبد وقد أمر النب من
تن أن يسن أمنيته وقال إن أحدكم ل يدري ما يكتب له من أمنيته أي ما يقدر له
منها وتكون أمنيته سبب حصول ما تنهاه أو بعضه وقد بلغك أو رأيت أخبار كثي
من التمني أصابتهم أمانيهم أو بعضها وكان أبو بكر الصديق رضي ال عنه يتمثل
بذا البيت
احذر لسانك أن يقول فتبتلى ...إن البلء موكل بالنطق
ولا نزل السي وأصحابه بكربلء سأل عن أسها فقيل كربلء فقال كرب وبلء
ولا وقفت حليمة السعدية على عبد الطلب تسأله رضاع رسول ال قال لا من أنت
قال امرأة من بن سعد قال فما اسك قالت حليمة فقال بخ بخ سعد وحلم هاتان
خلتان فيهما غناء الدهر
وذكر سليمان بن أرقم عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال بعث ملك الروم
إل النب رسول وقال انظر أين تراه جالسا ومن إل جنبه وانظر إل ما بي كتفيه قال
فلما قدم رأى رسول ال جالسا على نشز واضعا قدميه ف الاء عن يينه أبو بكر
فلما رآه النب قال تول فانظر ما أمرت به فنظر إل الات ث رجع إل صاحبه
فأخبه الب فقال ليعلمون أمره وليملكن ما تت قدمي فينال بالنشز العلو وبالاء
الياة
وقال عوانة بن الكم لا دعا ابن الزبي إل نفسه قام عبد ال بن مطيع ليبايع فقبض
عبد ال بن الزبي يده وقال لعبيد ال علي بن أب طالب قم فبايع فقال عبيد ال قم يا
مصعب فبايع فقام فبايع فقال الناس أب أن يبايع ابن مطيع وبايع مصعبا ليجدن ف
أمره صعوبة وقال سلمة ابن مارب نزل الجاج دير قرة ونزل عبد الرحن بن
الشعث دير الماجم فقال الجاج استقر المر ف يدي وتمجم به أمره وال
لقتلنه وهذا باب طويل عظيم النفع نبهنا عليه أدن تنبيه والقصود ذكر الساء
الكروهة والحبوبة
فصل
وما ينع تسمية النسان به أساء الرب تبارك وتعال فل يوز التسمية بالحد
والصمد ول بالالق ول بالرازق وكذلك سائر الساء الختصة بالرب تبارك وتعال
ول توز تسمية اللوك بالقاهر والظاهر كما ل يوز تسميتهم بالبار والتكب
والول والخر والباطن وعلم الغيوب
وقد قال أبو داود ف سننه حدثنا الربيع بن نافع عن يزيد بن القدام ابن شريح عن
أبيه عن جده شريح عن أبيه هانء أنه لا وفد إل رسول ال إل الدينة مع قومه
سعهم يكنونه بأب الكم فدعاه فقال إن ال هو الكم وإليه الكم فلم تكن أبا
الكم فقال إن قومي إذا اختلفوا ف شيء أتون فحكمت بينهم فرضي كل الفريقي
فقال رسول ال ما أحسن هذا فما لك من الولد قال ل شريح ومسلمة وعبد ال
قال فمن أكبهم قلت شريح قال فأنت أبو شريح وقد تقدم ذكر الديث الصحيح
أغيظ رجل على ال رجل تسمى بلك الملك
وقال أبو داود حدثنا مسدد حدثنا بشر بن الفضل حدثنا أبو سلمة سعيد بن يزيد
عن أب نضرة عن مطرف بن عبد ال بن الشخي قال قال أب انطلقت ف وفد بن
عامر إل رسول ال فقلنا أنت سيدنا فقال السيد ال قلنا وأفضلنا فضل وأعظمنا
طول فقال قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ول يستجرينكم الشيطان ول يناف هذا
قوله أنا سيد ولد آدم فإن هذا إخبار منه عما أعطاه ال من سيادة النوع النسان
وفضله وشرفه عليهم وأما وصف الرب تعال بأنه السيد فذلك وصف لربه على
الطلق فإن سيد اللق هو مالك أمرهم الذي إليه يرجعون وبأمره يعلمون وعن
قوله يصدرون فإذا كانت اللئكة والنس والن خلقا له سبحانه وتعال وملكا له
ليس لم غن عنه طرفة عي وكل رغباتم إليه وكل حوائجهم اليه كان هو سبحانه
وتعال السيد على القيقة قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف تفسي قول ال
الصمد قال السيد الذي كمل سؤدده والقصود أنه ل يوز لحد أن يتسمى بأساء
ال الختصة به
وأما الساء الت تطلق عليه وعلى غيه كالسميع والبصي والرؤوف والرحيم فيجوز
أن يب بعانيها عن الخلوق ول يوز أن يتسمى با على الطلق بيث يطلق عليه
كما يطلق على الرب تعال
فصل
وما ينع منه التسمية بأساء القرآن وسوره مثل طه ويس وحم وقد نص مالك على
كراهة التسمية ب يس ذكره السهلي وأما يذكره العوام أن يس وطه من أساء النب
فغي صحيح ليس ذلك ف حديث صحيح ول حسن ول مرسل ول أثر عن صاحب
وإنا هذه الروف مثل ال وحم والر ونوها
فصل
واختلف ف كراهة التسمي بأساء النبياء على قولي أحدها أنه ل يكره وهذا قول
الكثرين وهو الصواب والثان يكره قال أبو بكر بن أب شيبة ف باب ما يكره من
الساء حدثنا الفضل بن دكي
عن أب جلدة عن أب العالية تفعلون شرا من ذلك تسمون أولدكم أساء النبياء ث
تلعنونم وأصرح من ذلك ما حكاه أبو القاسم السهيلي ف الروض فقال وكان من
مذهب عمر بن الطاب كراهة التسمي بأساء النبياء قلت وصاحب هذا القول
قصد صيانة أسائهم عن البتذال وما يعرض لا من سوء الطاب عند الغضب وغيه
وقد قال سعيد بن السيب أحب الساء إل ال أساء النبياء وف تاريخ ابن أب
خيثمة أن طلحة كان له عشرة من الولد كل منهم اسم نب وكان للزبي عشرة
كلهم تسمى باسم شهيد فقال له طلحة أنا أسيهم بأساء النبياء وأنت تسمي بأساء
الشهداء فقال له الزبي فإن أطمع أن يكون بن شهداء ول تطمع أن يكون بنوك
أنبياء
وقد ثبت ف صحيح مسلم عن أب موسى قال ولد ل غلم فأتيت به النب فسماه
إبراهيم وحنكه بتمرة
وقال البخاري ف صحيحه باب من تسمى بأساء النبياء حدثنا ابن أين حدثنا ابن
بشر حدثنا اساعيل قال قلت لبن أب أوف رأيت إبراهيم ابن النب مات صغيا ولو
قضي أن يكون بعد ممد نب عاش ابنه ولكن ل نب بعده ث ذكر حديث الباء لا
مات إبراهيم قال النب إن له مرضعا ف النة وف صحيح مسلم باب التسمي بأساء
النبياء والصالي ث ذكر حديث الغية بن شعبة قال لا قدمت نران سألون فقالوا
إنكم تقرؤون يا أختا هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على
رسول ال سألته عن ذلك فقال إنم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالي قبلهم
الفصل الثالث ف تغيي السم باسم آخر لصلحة تقتضيه
عن ابن عمر أن النب غي اسم عاصية وقال أنت جيلة وف صحيح البخاري عن أب
هريرة أن زينب كان اسها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول ال زينب وف
سنن أب داود من حديث سعيد بن السيب عن أبيه عن جده أن النب قال ما اسك
قال حزن قال أنت سهل قال ل السهل يوطأ ويتهن قال سعيد فظننت أنه سيصيبنا
بعده حزونة
وف الصحيحي أن رسول ال أت بالنذر بن أب أسيد حي ولد فوضعه على فخذه
فأقاموه فقال أين الصب فقال أبو أسيد أقلبناه يا رسول ال قال ما اسه قال فلن قال
ولكن اسه النذر وروى أبو داود ف سننه عن أسامة بن أخدري أن رجل كان يقال
له أصرم كان ف النفر الذين أتوا رسول ال فقال رسول ال ما اسك قال أصرم قال
بل أنت زرعة
قال أبو داود وغي رسول ال اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والكم وغراب
وشهاب وحباب فسماه هاشا وسى حربا سلما وسى الضطجع النبعث وأرضا
يقال لا عفرة خضرة وشعب الضللة ساه شعب الدى وبنو الزينة ساهم بن
الرشدة
وسي بن مغوية بن رشدة قال أبو داود تركت أسانيدها للختصار وف سنن
البيهقي من حديث الليث بن سعيد عن يزيد بن أب حبيب عن عبد ال بن الارث
بن جزء الزبيدي قال توف صاحب ل غريبا فكنا على قبه أنا وعبد ال بن عمر
وعبد ال بن عمرو بن العاص وكان اسي العاص واسم ابن عمر العاص واسم ابن
عمرو العاص فقال لنا رسول ال انزلوا فاقبوه وأنتم عبيد ال قال فنلنا فقبنا أخانا
وصعدنا من القب وقد أبدلت أساؤنا -وإسناده جيد إل الليث ول أدري ما هذا
فإنه ل يعرف تسمية عبد ال بن عمر ول ابن عمرو بالعاص
وقد قال ابن أب شيبة ف مصنفه حدثنا ممد بن بشر حدثنا زكريا عن الشعب قال
ل يدرك السلم من عصاة قريش غي مطيع وكان اسه العاصي فسماه رسول ال
مطيعا وقال أبو بكر بن النذر حدثنا ممد بن إساعيل حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل
عن أب إسحاق عن هانء بن هانء عن علي رضي ال عنه قال لا ولد السن سيته
حربا قال فجاء النب فقال أرون ابن ما سيتموه قلنا حربا قال بل هو حسن فلما
ولد السي سيته حربا فجاء النب فقال أرون ابن ما سيتموه قلنا حربا قال بل هو
حسي قال فلما ولد الثالث سيته حربا فجاء النب فقال أرون ابن ما سيتموه قلنا
حربا قال بل هو مسن ث قال إن سيتهم بأساء ولد هارون شب وشبي ومشب
وف مصنف ابن أب شيبة حدثنا ممد بن فضيل عن العلء بن السيب عن خيثمة
قال كان اسم أب ف الاهلية عزيزا فسماه رسول ال عبد الرحن وقال البخاري ف
كتاب الدب حدثنا إبراهيم بن النذر حدثنا زيد بن الباب قال حدثن ابن عبد
الرحن بن سعيد الخزومي وكان اسه الصرم فسماه رسول ال سعيدا حدثنا ممد
بن سنان حدثنا عبد ال بن الارث بن أبزى قال حدثتن رائطة بنت مسلم عن أبيها
قال شهدت مع رسول ال حنينا فقال ل ما اسك قلت غراب قال ل بل أنت مسلم
فصل
وكما أن تغيي السم يكون لقبحه وكراهته فقد يكون لصلحة أخرى مع حسنه
كما غي اسم برة بزينب كراهة التزكيه وأن يقال خرج من عند برة أو يقال كنت
عند برة فيقول ل كما ذكر ف الديث
فصل
وغي النب اسم الدينة وكان يثرب فسماها طابة كما ف الصحيحي عن أب حيد
قال أقبلنا مع رسول ال من تبوك حت أشرفنا على الدينة فقال هذه طابة
وف صحيح مسلم عن جابر بن سرة قال سعت رسول ال يقول إن ال سى الدينة
طابة ويكره تسميتها يثرب كراهة شديدة وإنا حكى ال تسميتها يثرب عن النافقي
فقال وإذ يقول النافقون والذين ف قلوبم مرض ما وعدنا ال ورسوله أل غرورا وإذ
قالت طائفة منهم يا أهل يثرب ل مقام لكم فارجعوا الحزاب 13 - 12
وف سنن النسائي من حديث مالك عن يي بن سعيد أنه قال سعت أبا الباب
سعيد بن يسار يقول سعت أبا هريرة يقول سعت رسول ال يقول أمرت بقرية
تأكل القرى يقولون يثرب وهي الدينة تنفي الناس كما ينفي الكي خبث الديد
الفصل السابع ف حكم التسمية باسم نبينا والتكن بكنيته إفرادا وجعا
ثبت ف الصحيحي من حديث ممد بن سيين عن أب هريرة قال
قال أبو القاسم تسموا باسي ول تكنوا بكنيت وقال البخاري ف صحيحه باب قول
النب تسموا باسي ول تكنوا بكنيت قاله أنس عن النب حدثنا مسدد حدثنا خالد عن
حصي عن جابر قال ولد لرجل منا غلم فسماه القاسم فقالوا ل تكنه حت تسأل
النب فقال تسموا باسي ول تكنوا بكنيت
حدثنا عبد ال بن ممد حدثنا سفيان سعت بن النكدر سعت جابر بن عبد ال
يقول ولد لرجل منا غلم فسماه القاسم فقلنا ل نكنيك بأب القاسم ول ننعمك عينا
فأتى النب فذكر له ذلك فقال اسم ابنك عبد الرحن
وف صحيح مسلم من حديث إسحاق بن راهويه أخبنا جرير عن منصور عن سال
بن أب العد عن جابر قال ولد لرجل منا غلم فسماه ممدا فقال له قومه ل ندعك
تسمي باسم رسول ال فانطلق بابنه حامله على ظهره فقال يا رسول ال ولد ل
غلم فسميته ممدا فقال ل قومي ل ندعك تسمي باسم رسول ال فقال رسول ال
تسموا باسي ول تكنوا بكنيت فإنا أنا قاسم أقسم بينكم
وف صحيحه من حديث أب كريب عن مروان الفزاري عن حيد عن أنس قال
نادى رجل رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول ال فقال يا رسول ال إن
ل أعنك إنا دعوت فلنا فقال رسول ال تسموا باسي ول تكنوا بكنيت فاختلف
أهل العلم ف هذا الباب بعد أجاعهم على جواز التسمي به فعن أحد روايتان
إحداها يكره المع بي اسه وكنيته فإن أفرد أحدها ل يكره والثانية يكره التكن
بكنيته سواء جعها إل السم أو أفرادها
قال البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ سعت أبا العباس ممد بن يعقوب يقول
سعت الربيع بن سليمان يقول سعت الشافعي يقول
ل يل لحد أن يتكن بأب القاسم كان اسه ممدا أو غيه وروي معن قوله هذا
عن طاوس قال السهيلي وكان ابن سيين يكره أن يكن أحدا أبا القاسم كان اسه
ممدا أو ل يكن
وقالت طائفة هذا النهي على الكراهة ل على التحري قال وكيع عن ابن عون قلت
لحمد أكان يكره أن يكن الرجل بأب القاسم وإن ل يكن اسه ممدا قال نعم وقال
ابن عون عن ابن سيين كانوا يكرهون أن يكن الرجل أبا القاسم وأن ل يكن اسه
ممدا قال نعم وسفيان حل النهي على الكراهة جعا بينه وبي أحاديث الذن ف
ذلك
وقالت طائفة أخرى بل ذلك مباح وأحاديث النهي منسوخة واحتجوا با رواه أبو
داود ف سننه حدثنا النفيلي حدثنا ممد بن عمران الجب عن جدته صفية بنت
شيبة عن عائشة رضي ال عنها قالت جاءت امرأة إل النب فقالت يا رسول ال إن
قد ولدت غلما فسميته ممدا وكنيته أبا القاسم فذكر ل أنك تكره ذلك فقال ما
الذي أحل اسي وحرم كنيت أو ما الذي حرم كنيت وأحل اسي
وقال ابن أب شيبة حدثنا ممد بن السن حدثنا أبو عوانة عن مغية عن إبراهيم قال
كان ممد بن الشعث ابن أخت عائشة وكان يكن أبا القاسم وقال ابن أب خيثمة
حدثنا الزبي بن بكار حدثنا عبد العزيز بن عبد ال الودي قال حدثن أسامة بن
حفص مول لل هشام ابن زهرة عن راشد بن حفص قال أدركت أربعة من أبناء
أصحاب رسول ال كل منهم يسمى ممدا ويكن أبا القاسم ممد بن طلحة ابن
عبيد ال وممد بن أب بكر وممد بن علي بن أب طالب وممد ابن سعد بن أب
وقاص
قال وحدثنا أب حدثنا جرير عن مغية عن إبراهيم قال كان ممد ابن علي يكن أبا
القاسم وكان ممد بن الشعث يكن با ويدخل على عائشة فل تنكر ذلك قال
السهيلي وسئل مالك عمن اسه ممد ويكن بأب القاسم فلم ير به بأسا فقيل له
أكنيت ابنك أبا القاسم واسه ممد فقال ما كنيته با ولكن أهله يكنونه با ول أسع
ف ذلك نيا ول أرى بذلك بأسا
وقالت طائفة أخرى ل يوز المع بي الكنية والسم ويوز إفراد كل واحد منهما
واحتجت هذه الفرقة با رواه أبو داود ف سننه حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن أب الزبي عن جابر أن النب قال من تسمى باسي
فل يتكن بكنيت ومن تكن بكنيت فل يتسمى باسي
وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكري الزري عن عبد
الرحن بن أب عمرة عن عمه قال قال رسول ال ل تمعوا بي اسي وكنيت
وقال ابن أب خيثمة وقيل إن ممد بن طلحة لا ولد أتى طلحة النب فقال اسه ممد
أكنيه أبا القاسم فقال ل تمعهما له هو أبو سليمان
وقالت طائفة أخرى النهي عن ذلك مصوص بياته لجل السبب الذي ورد النهي
لجله وهو دعاء غيه بذلك فيظن أنه يدعوه واحتجت هذه الفرقة با رواه أبو داود
ف سننه حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أب شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن فطر عن منذر
عن ممد بن النفية قال قال علي رضي ال عنه يا رسول ال إن ولد ل بعدك ولد
أسيه باسك وأكنيه بكنيتك قال نعم
وقال حيد بن زنوية ف كتاب الدب سألت ابن أب أويس ما كان مالك يقول ف
رجل يمع بي كنية النب واسه فأشار إل شيخ جالس معنا فقال هذا ممد بن
مالك ساه ممدا وكناه أبا القاسم وكان يقول إنا نى عن ذلك ف حياة النب
كراهية أن يدعى أحد باسه وكنيته فيلتفت النب فأما اليوم فل بأس بذلك
قال حيد بن زنوية إنا كره أن يدعى أحد بكنيته ف حياته ول يكره أن يدعى
باسه لنه ل يكاد أحد يدعوه باسه فلما قبض ذهب ذلك أل ترى أنه أذن لعلي إن
ولد له ولد بعده أن يمع له السم والكنية وإن نفرا من أبناء وجوه الصحابة جعوا
بينهما منهم ممد بن أب بكر
وممد بن جعفر بن أب طالب وممد بن سعد بن أب وقاص وممد بن حاطب
وممد بن النذر
وقال ابن أب خيثمة ف تاريه حدثنا ابن الصبهان حدثنا علي ابن هاشم عن فطر
عن منذر عن ابن النفية قال قال رسول ال إنه سيولد لك بعدي ولد فسمه باسي
وكنه بكنيت فكانت رخصة من رسول ال لعلي
وللكراهة ثلثة مآخذ أحدها إعطاء معن السم لغي من يصلح له وقد أشار النب إل
هذه العلة بقوله إنا أنا قاسم أقسم بينكم فهو يقسم بينهم ما أمر ربه تعال بقسمته
ل يكن يقسم كقسمة اللوك الذين يعطون من شاؤوا ويرمون من شاؤوا والثان
خشية اللتباس وقت الخاطبة والدعوة وقد أشار إل هذه العلة ف حديث أنس
التقدم حيث قال الداعي ل أعنك فقال تسموا باسي ول تكنوا بكنيت والثالث أن
ف الشتراك الواقع ف السم والكنية معا زوال مصلحة الختصاص والتمييز بالسم
والكنية كما نى أن ينقش أحد على خاته كنقشه فعلى الأخذ الول ينع الرجل من
ف حياته وبعد موته وعلى الأخذ الثان يتص النع بال حياته وعلى الأخذ الثالث
يتص النع بالمع بي الكنية والسم دون إفراد أحدها والحاديث ف هذا الباب
تدور على هذه العان الثلثة وال أعلم
الفصل الثان ف ذكر ختان إبراهيم الليل والنبياء بعده صلى ال عليهم أجيعن
ف الصحيحي من حديث أب هريرة قال قال رسول ال اختت إبراهيم وهو ابن
ثاني سنة بالقدوم
قال البخاري القدوم مففة وهو اسم موضع وقال الروزي سئل أبو عبد ال هل
خت إبراهيم عليه السلم نفسه بقدوم قال بطرف القدوم وقال أبو داود وعبد ال
بن أحد وحرب إنم سألوا أحد عن قوله اختت بالقدوم قال هو موضع وقال غيه
هو اسم لللة واحتج بقول الشاعر
فقلت أعيون القدوم لعلن ...أخط به قبا لبيض ماجد
وقالت طائفة من رواه مففا فهو اسم الوضع ومن رواه مثقل فهو اسم اللة وقد
رويت قصة ختان الليل بألفاظ يوهم بعضها التعارض ول تعارض فيها بمد ال
ونن نذكرها
ففي صحيح البخاري من حديث أب الزناد عن العرج عن أب هريرة رضي ال عنه
عن النب قال اختت إبراهيم وهو ابن ثاني سنة بالقدوم وف لفظ اختت إبراهيم بعد
ثاني سنة بالقدوم مففة وف حديث يي بن سعيد عن ابن عجلن عن أبيه عن أب
هريرة مثله وقال يي والقدوم الفأس
وقال النضر بن شيل قطعه بالقدوم فقيل له يقولون قدوم قرية بالشام فلم يعرفه
وثبت على قوله قال الوهري القدوم الذي ينحت به مفف قال ابن السكيت ول
تقل قدوم بالتشديد قال والقدوم أيضا اسم موضع مفف والصحيح أن القدوم ف
الديث اللة لا رواه البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ وأبو سعيد بن أب عمرو قال
حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب حدثنا ممد بن عبد ال حدثنا أبو عبد الرحن
القري حدثنا موسى بن علي قال سعت أب يقول إن إبراهيم الليل أمر أن يت
وهو ابن ثاني سنة فعجل فاختت بقدوم فاشتد عليه الوجع فدعا ربه فأوحى ال إليه
إنك عجلت قبل أن نأمرك باللة قال يا رب كرهت أن أؤخر أمرك قال وخت
إساعيل وهو ابن ثلث عشرة سنة وخت إسحاق وهو ابن سبعة أيام
وقال حنبل حدثنا عاصم حدثنا أبو أويس قال حدثن أبو الزناد عن العرج عن أب
هريرة عن النب قال إبراهيم أول من اختت وهو ابن مائة وعشرين سنة اختت
بالقدوم ث عاش بعد ذلك ثاني سنة ولكن هذا حديث معلول رواه يي بن سعيد
عن سعيد بن السيب عن أب هريرة قوله ومع هذا فهو من رواية أب أويس عبد ال
ابن عبد ال الدن وقد روى له مسلم ف صحيحه متجا به وروى له أهل السنن
الربعة وقال أبو داود وهو صال الديث واختلفت الرواية فيه عن ابن معي فروى
عنه الدوري ف حديثه ضعف وروى عنه توثيقه ولكن الغية بن عبد الرحن
وشعيب بن أب حزة وغيها رووا عن أب الزناد خلف ما رواه أبو أويس وهو ما
رواه أصحاب الصحيح أنه اختت وهو ابن ثاني سنة وهذا أول بالصواب وهو يدل
على ضعف الرفوع والوقوف
وقد أجاب بعضهم بأن قال الروايتان صحيحتان ووجه المع بي الديثي يعرف
من مدة حياة الليل فإنه عاش مائت سنة منها ثانون غي متون ومنها عشرون ومائة
سنة متونا فقوله اختت لثماني سنة مضت من عمره والديث الثان اختت لائة
وعشرين سنة بقيت من عمره ف هذا المع نظر ل يفى فإنه قال أول من اختت
إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة ول يقل اختت لائة وعشرين سنة وقد ذكرنا
رواية يي بن سعيد عن سعيد بن السيب عن أب هريرة موقوفا عليه أنه اختت وهو
ابن مائة وعشرين سنة والرواية الصحيحة الرفوعة عن أب هريرة تالف هذا على أن
الوليد بن مسلم قد قال أخبن الوزاعي عن يي ابن سعيد عن سعيد بن السيب
عن أب هريرة يرفعه قال اختت إبراهيم وهو ابن عشرين ومائة سنة ث عاش بعد ذلك
ثاني سنة وهذا حديث معلول فقد رواه جعفر بن عون وعكرمة بن إبراهيم عن
يي بن سعيد عن أب هريرة قوله والرفوع الصحيح أول منه والوليد بن مسلم
معروف بالتدليس
قال هيثم بن خارجة قلت للوليد بن مسلم قد أفسدت حديث
الوزاعي قال كيف قلت تروي عن الوزاعي عن نافع وعن الوزاعي عن الزهري
وعن الوزاعي عن يي بن سعيد وغيك يدخل بي الوزاعي وبي نافع عبد ال بن
عامر السلمي وبينه وبي الزهري إبراهيم بن ميسرة وقرة وغيها فما يملك على
هذا قال أنبل الوزاعي أن يروي عن مثل هؤلء قلت فإذا روى الوزاعي عن هؤلء
وهؤلء ضعاف أصحاب أحاديث مناكي فأسقطتهم أنت وصيتا من رواية
الوزاعي عن الثقات ضعفت الوزاعي فلم يلتفت إل قول وقال أبو مسهر كان
الوليد بن مسلم يدث بأحاديث الوزاعي عن الكذابي ث يدلسها عنهم وقال
الدارقطن الوليد بن مسلم يروي عن الوزاعي أحاديث هي عند الوزاعي عن
شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الوزاعي مثل نافع وعطاء والزهري فيسقط
أساء الضعفاء ويعلها عن الوزاعي عن عطاء
وقال المام أحد ف رواية ابنه عبد ال كان الوليد رفاعا وف رواية الروزي هو كثي
الطأ وقد روى هذا الديث من غي هذا الطريق من نسخة نبيط بن شريط عن
النب أول من أضاف الضيف إبراهيم وأول من لبس السراويل إبراهيم وأول من
اختت إبراهيم بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة وهذه النسخة ضعفها أئمة
الديث
وبالملة فهذا الديث ضعيف معلول ل يعارض ما ثبت ف الصحيح ول يصح
تأويله با ذكره هذا القائل لوجوه أحدها أن لفظه ل يصلح له فإنه قال اختت وهو
ابن عشرين ومائه سنة الثان أنه قال ث عاش بعد ذلك ثاني سنة الثالث أن الذي
يتمله على تفسي واستكراه قوله اختت لائة وعشرين سنة ويكون الراد بقيت من
عمره ل مضت والعروف ف مثل هذا الستعمال إنا هو إذا كان الباقي أقل من
الاضي فإن الشهور من استعمال العرب ف خلت وبقيت أنه من أول الشهر إل
نصفه يقال خلت وخلون ومن نصفه إل آخره بقيت وبقي فقوله لائة وعشرين
بقيت من عمره مثل أن يقال لثنتي وعشرين ليلة بقيت من الشهر وهذا ل يسوغ
وبال التوفيق
والتان كان من الصال الت ابتلى ال سبحانه با إبراهيم خليله فأتهن وأكملهن
فجعله إماما للناس وقد روى أنه أول من اختت كما تقدم والذي ف الصحيح اختت
إبراهيم وهو ابن ثاني سنة واستمر التان بعده ف الرسل وأتباعهم حت ف السيح
فأنه اختت والنصارى تقر بذلك ول تحده كما تقر بأنه حرم لم النير وحرم
كسب السبت وصلى إل الصخرة ول يصم خسي يوما وهو الصيام الذي يسمونه
الصوم الكبي
وف جامع الترمذي ومسند المام أحد من حديث أب أيوب قال قال رسول ال
أربع من سنن الرسلي الياء والتعطر والسواك والنكاح قال الترمذي هذا حديث
حسن غريب واختلف ف ضبطه فقال بعضهم الياء بالياء والد وقال بعضهم الناء
بالنون
وسعت شيخنا أبا الجاج الافظ الزي يقول وكلها غلط وإنا هو التان فوقعت
النون ف الامش فذهبت فاختلف ف اللفظة قال وكذلك رواه الحاملي عن الشيخ
الذي روى عنه الترمذي بعينه فقال التان قال وهذا أول من الياء والناء فإن
الياء خلق والناء ليس من السنن ول ذكره النب ف خصال الفطرة ول ندب أليه
بلف التان
فصل
ول ينع الحرام من التان نص عليه المام أحد وقد سئل عن الحرم يتت فقال
نعم فلم يعله من باب إزالة الشعر وتقليم الظفر ل ف الياة ول بعد الوت
الفصل الثالث عشر ف ختان النب
وقد اختلف فيه على أقوال أحدها أنه ولد متونا والثان أن جبيل ختنه حي شق
صدره الثالث أن جده عبد الطلب ختنه على عادة العرب ف ختان أولدهم ونن
نذكر قائلي هذه القوال وحججهم فأما من قال ولد متونا فاحتجوا بأحاديث
أحدها ما رواه أبو عمر بن عبد الب فقال وقد روي أن النب ولد متونا من حديث
عبد ال بن عباس عن أبيه العباس بن عبد الطلب قال ولد رسول ال متونا مسرورا
يعن مقطوع السرة فأعجب ذلك جده عبد الطلب وقال ليكونن لبن هذا شأن
عظيم ث قال ابن عبد الب ليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم قال وقد روي
موقوفا على ابن عمر ول يثبت أيضا قلت حديث ابن عمر رويناه من طريق أب نعيم
حدثنا أبو السن أحد ابن ممد بن خالد الطيب حدثنا ممد بن ممد بن سليمان
حدثنا عبد الرحن ابن أيوب المصي حدثنا موسى بن أب موسى القدسي حدثنا
خالد بن سلمة عن نافع عن ابن عمر قال ولد النب مسرورا متونا ولكن ممد بن
سليمان هذا هو الباغندي وقد ضعفوه وقال الدارقطن كان كثي التدليس يدث با
ل يسمع وربا سرق الديث
ومنها ما رواه الطيب بإسناده من حديث سفيان بن ممد الصيصي حدثنا هشيم
عن يونس بن عبيد عن السن عن أنس بن مالك قال قال رسول ال من كرامت
على ال أن ولدت متونا ول ير سوءت أحد قال الطيب ل يروه فيما يقال غي
يونس عن هشيم وتفرد به سفيان بن ممد الصيصي وهو منكر الديث
قال الطيب أخبن الزهري قال سئل الدارقطن عن سفيان ابن ممد الصيصي
وأخبن أبو الطيب الطبي قال قال لنا الدارقطن شيخ لهل الصيصة يقال له
سفيان بن ممد الفزاري كان ضعيفا سيء الال وقال صال بن ممد الافظ سفيان
بن ممد الصيصي ل شيء وقد رواه أبو القاسم بن عساكر من طريق السن بن
عرفة حدثنا هشيم عن يونس عن السن عن أنس قال قال رسول ال من كرامت
على رب عز وجل أن ولدت متونا ل ير أحد سوءت وف إسناده إل السن بن
عرفة عدة ماهيل
قال أبو القاسم بن عساكر وقد سرقه ابن الارود وهو كذاب فرواه عن السن بن
عرفة وما احتج به أرباب هذا القول ما ذكره ممد ابن علي الترمذي ف معجزات
النب فقال ومنها أن صفية بنت عبد الطلب قالت أردت أن أعرف أذكر هو أم أنثى
فرأيته متونا وهذا الديث ل يثبت وليس له إسناد يعرف به وقد قال أبو القاسم
عمر بن أب السن بن هبة ال بن أب جرادة ف كتاب صنفه ف ختان الرسول يرد
به على ممد بن طلحة ف تصنيف صنفه وقرر فيه أن رسول ال ولد متونا وهذا
ممد بن علي الترمذي الكيم ل يكن من أهل الديث ول علم له بطرقه وصناعته
وإنا كان فيه الكلم على إشارات الصوفية والطرائق ودعوى الكشف على المور
الغامضة والقائق حت خرج ف الكلم على ذلك عن قاعدة الفقهاء واستحق الطعن
عليه بذلك والزراء وطعن عليه أئمة الفقهاء والصوفية وأخرجوه بذلك عن السية
الرضية وقالوا إنه أدخل ف علم الشريعة ما فارق به الماعة فاستوجب بذلك القدح
والشناعة ومل كتبه بالحاديث الوضوعة وحشاها بالخبار الت ليست بروية ول
مسموعة وعلل فيها خفي المور الشرعية الت ل يعقل معناها بعلل ما أضعفها وما
أوهاها
وما ذكره ف كتاب له وسه بالحتياط أن يسجد عقب كل صلة يصليها سجدت
السهو وإن ل يكن سها فيها وهذا ما ل يوز فعله بالجاع وفاعله منسوب إل
الغلو والبتداع وما حكاه عن صفية بقولا فرأيته متونا يناقض الحاديث الخر
وهو قوله ل ير سوءت أحد فكل حديث ف هذا الباب يناقض الخر ول يثبت
واحد منها ولو ولد متونا فليس من خصائصه فإن كثيا من الناس يولد غي متاج
إل التان
قال وذكر أبو الغنائم النسابة الزيدي أن أباه القاضي أبا ممد السن ابن ممد بن
السن الزيدي ولد غي متاج إل التان قال ولذا لقب بالطهر قال وقال فيما قرأته
بطه خلق أبو ممد السن مطهرا ل يت وتوف كما خلق وقد ذكر الفقهاء ف
كتبهم أن من ولد كذلك ل يت واستحسن بعضهم أن ير الوسى على موضع
التان ختان القمر يشيون ف ذلك إل أن النمو ف خلقة النسان يصل ف زيادة
القمر ويصل النقصان ف اللقة عند نقصانه كما يوجد ف ذلك الزر والد
فينسبون النقصان الذي حصل ف القلفة إل نقصان القمر
قال وقد ورد ف حديث رواه سيف بن ممد ابن أخت سفيان الثوري عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة عن النب قال ابن صياد ولد مسرورا متونا وسيف مطعون
ف حديثه وقيل إن قيصر ملك الروم الذي ورد عليه امرؤ القيس ولد كذلك ودخل
عليه امرؤ القيس المام فرآه كذلك فقال يهجوه
إن حلفت يينا غي كاذبة ...لنت أغلف إل ما جن القمر
يعيه أنه ل يتت وجعل ولدته كذلك نقصا وقيل إن هذا البيت أحد السباب
الباعثة لقيصر على أن سم امرء القيس فمات
وأنشد ابن العراب فيمن ولد بل قلفة
فداك نكس ل يبض حجره ...مرق العرض حديد مصره
ف ليل كانون شديد خصره ...عض بأطراف الزبان قمره
يقول هو أقلف ليس بختون إل ما قلص منه القمر وشبه قلفته بالزبان وهي قرنا
العقرب وكانت العرب ل تعتد بصورة التان من غي ختان وترى الفضيلة ف التان
نفسه وتفخر به
قال وقد بعث ال نبينا من صميم العرب وخصه بصفات الكمال من اللق والنسب
فكيف يوز أن يكون ما ذكره من كونه متونا ما ييز به النب ويصص وقيل إن
التان من الكلمات الت ابتلى ال با خليله فأتهن وأكملهن وأشد الناس بلء
النبياء ث المثل فالمثل وقد عد النب التان من الفطرة ومن العلوم أن البتلء به
مع الصب ما يضاعف ثواب البتلى به وأجره والليق بال النب أن ل يسلب هذه
الفضيلة وأن يكرمه ال با كما أكرم خليله فإن خصائصه أعظم من خصائص غيه
من النبيي وأعلى
وخت اللك إياه كما رويناه أجدر من أن يكون من خصائصه وأول هذا كله كلم
ابن العدي ويريد بت اللك ما رواه من طريق الطيب عن أب بكرة أن جبيل خت
النب حي طهر قلبه وهو مع كونه موقوفا على أب بكرة ل يصح إسناده فإن
الطيب قال فيه أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن عثمان بن ممد البجلي أنبأنا جعفر
بن ممد بن نصي حدثنا ممد بن عبد ال بن سليمان حدثنا عبد الرحن بن عيينة
البصري حدثنا علي بن ممد الدائن حدثنا مسلمة بن مارب بن سليم بن زياد عن
أبيه عن أب بكرة وليس هذا السناد ما يتج به
وحديث شق اللك قلبه قد روي من وجوه متعددة مرفوعا إل النب وليس ف شيء
منها أن جبيل ختنه إل ف هذا الديث فهو شاذ غريب قال ابن العدي وقد جاء ف
بعض الروايات أن جده عبد الطلب ختنه ف اليوم السابع قال وهو على ما فيه أشبه
بالصواب وأقرب إل الواقع
ث ساق من طريق ابن عبد الب حدثنا أبو عمرو أحد بن ممد بن أحد قراءة من
عليه أن ممد بن عيسى حدثه قال حدثنا يي بن أيوب بن زياد العلف حدثنا
ممد بن أب السري العسقلن حدثنا الوليد بن مسلم عن شعيب بن أب حزة عن
عطاء الراسان عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الطلب خت النب يوم سابعه
وجعل له مأدبة وساه ممدا قال يي بن أيوب ما وجدنا هذا الديث عند أحد إل
عند ابن أب السري وهو ممد بن التوكل بن أب السري وال أعلم
الفصل الرابع عشر ف الكمة الت لجلها يعاد بنو آدم غرل
لا وعد ال سبحانه وهو صادق الوعد الذي ل يلف وعده أنه يعيد اللق كما
بدأهم أول مرة كان من صدق وعده أن يعيده على الالة الت بدأه عليها من تام
أعضائه وكمالا قال ال تعال يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا
أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلي النبياء 104وقال تعال كما بدأكم
تعودون العراف 29وأيضا فإن التان إنا شرع ف الدنيا لتكميل الطهارة والتنه
من البول وأهل النة ل يبولون ول يتغوطون فليس هناك ناسة تصيب الغرلة
فيحتاج إل التحرز منها والقلفة ل تنع لذة الماع ول تعوقه هذا إن قدر
استمرارهم على تلك الالة الت بعثوا عليها وإل فل يلزم من كونم يبعثون كذلك
أن يستمروا على تلك الالة الت بعثوا عليها فإنم يبعثون حفاة عراة بما ث يكسون
ويد خلقهم ويزاد فيه بعد ذلك يزاد ف خلق أهل النة والنار وإل فوقت قيامهم من
القبور يكونون على صورتم الت كانوا عليها ف الدنيا وعلى صفاتم وهيئاتم
وأحوالم فيبعث كل عبد على ما مات عليه ث ينشئهم ال سبحانه كما يشاء وهل
تبقى تلك الغرلة الت كملت خلقهم ف القبور أو تزول يكن هذا وهذا ول يعلم إل
بب يب الصي إليه وال سبحانه وتعال أعلم
الباب الادي عشر ف حكم بول الغلم والارية قبل أن يأكل الطعام
ثبت ف الصحيحي والسنن والسانيد عن أم قيس بنت مصن أنا أتت بابن لا صغي
ل يأكل الطعام إل رسول ال فبال على ثوبه فدعا باء فنضحه عليه ول يغسله
وعن علي بن أب طالب رضي ال عنه أن النب قال بول الغلم الرضيع ينضح وبول
الارية يغسل قال قتادة هذا ما ل يطعما فإذا طعما غسل جيعا رواه المام أحد
والترمذي وقال حديث حسن وصححه الاكم وقال هو على شرط الشيخي
وعن عائشة رضي ال عنها قالت أ ت رسول ال بصب ينكه فبال عليه فأتبعه الاء
رواه البخاري ومسلم وزاد مسلم ول يغسله
وعن أم كرز الزاعية قالت أت النب بغلم فبال عليه فأمر به فنضح وأت بارية
فبالت عليه فأمر به فغسل رواه المام أحد وف سنن ابن ماجة من حديث عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده عن أم كرز أن النب قال بول الغلم ينضح وبول الارية
يغسل
وعن أم الفضل لبابة بنت الارث قالت بال السي بن علي ف حجر النب فقلت يا
رسول ال أعطن ثوبك والبس ثوبا غيه حت أغسله فقال إنا ينضح من بول الذكر
وبغسل من بول النثى رواه المام أحد وأبو داود وقال الاكم هو صحيح
وف صحيح الاكم من حديث عبد الرحن بن مهدي حدثنا يي بن الوليد حدثن
مل بن خليفة حدثن أبو السمح قال كنت خادم النب فجيء بالسن والسي فبال
على صدره فأرادوا أن يغسلوه فقال رشوه رشا فإنه يغسل بول الارية ويرش بول
الغلم قال الاكم هو صحيح ورواه أهل السنن وذهب إل القول بذه الحاديث
جهور أهل العلم من أهل الديث والفقه حت ذهب داود إل طهارة بول الغلم قال
لن النص إنا ورد بنضحه ورشه دون غسله والنضح والرش ل يزيله
وقال فقهاء العراق ل يزئ فيه إل الغسل فيهما جيعا هذا قول النخعي والثوري
وأب حنيفة وأصحابه لعموم الحاديث الواردة بغسل البول وقياسا على سائر
النجاسات وقياسا لبول الغلم على بول الارية والسنة قد فرقت بي البولي صريا
فل يوز التسوية بي ما صرحت به السنة بالفرق بينهما وقالت طائفة منهم
الوزاعي ومالك ف رواية الوليد بن مسلم عنه ينضح بول الغلم والارية دفعا
للمشقة لعموم البتلء بالتربية والمل لما وهذا القول يقابل من قال يغسلن
والتفريق هو الصواب الذي دلت عليه السنة الصحيحة الصرية
قال أبو البكات ابن تيمية والتفريق بي البولي إجاع الصحابة رواه أبو داود عن
علي بن أب طالب ورواه سعيد بن منصور عن أم سلمة وقال إسحاق بن راهويه
مضت السنة من رسول ال بأن يرش بول الصب الذي ل يطعم الطعام ويغسل بول
الارية طعمت أو ل تطعم قال وعلى ذلك كان أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم
قال ول يسمع عن النب ول عمن بعده إل زمان التابعي أن أحدا سوى الغلم
والارية انتهى كلمه والقياس ف مقابلة السنة مردود
وقد فرق بي الغلم والارية ف العن بعدة فروق أحدها أن بول الغلم يتطاير
وينشر هاهنا وهاهنا فيشق غسله وبول الارية يقع ف موضع واحد فل يشق غسله
الثان أن بول الارية أنت من بول الغلم لن حرارة الذكر أقوى وهي تؤثر ف
إنضاج البول وتفيف رائحته الثالث أن حل الغلم أكثر من حل الارية لتعلق
القلوب به كما تدل عليه الشاهدة فإن صحت هذه الفروق وإل فالعول على تفريق
السنة
قال الصحاب وغيهم النضح أن يغرقه بالاء وإن ل يزل عنه وليس هذا بشرط بل
النضح الرش كما صرح به ف اللفظ الخر بيث يكاثر البول بالاء ول يبطل حكم
النضح بتعليق الغسل والشراب والتحنيك ونوه لئل تتعطل الرخصة فإنه ل يلو من
ذلك مولود غالبا ولن النب كان من عادته تنيك الطفال بالتمر عند ولدتم وإنا
يزول حكم النضح إذا أكل الطعام وأراده واشتهاه تغذيا به وال أعلم
الباب الثالث عشر ف جواز حل الطفال ف الصلة وإن ل يعلم حال ثيابم
ثبت ف الصحيحي عن أب قتادة أن رسول ال كان يصلي وهو حامل أمامة بنت
زينب بنت رسول ال وهي لب العاص بن الربيع فإذا قام حلها وإذا سجد وضعها
ولسلم حلها على عنقه
ولب داود بينما نن ننتظر رسول ال ف الظهر أو العصر وقد دعاه بلل إل الصلة
إذ خرج إلينا وأمامة بنت أب العاص بنت زينب على عنقه فقام رسول ال ف مصله
وقمنا خلفه وهي ف مكانا الذي هي فيه فكبنا حت إذا أراد رسول ال أن يركع
أخذها فوضعها ث ركع وسجد حت إذا فرغ من سجوده ث قام أخذها فردها ف
مكانا فما زال رسول ال يصنع با ذلك ف كل ركعة حت فرغ من صلته وهذا
صريح أنه كان ف الفريضة وفيه رد على أهل الوسواس وفيه أن العمل التفرق ف
الصلة ل يبطلها إذا كان للحاجة وفيه الرحة بالطفال وفيه تعليم التواضع ومكارم
الخلق وفيه أن مس الصغي ل ينقض الوضوء
فصل
ومن حقوق الولد العدل بينهم ف العطاء والنع
ففي السنن ومسند أحد وصحيح ابن حبان من حديث النعمان بن بشي قال قال
رسول ال اعدلوا بي أبنائكم اعدلوا بي أبنائكم
وف صحيح مسلم أن امرأة بشي قالت له انل ابن غلما وأشهد ل رسول ال فأتى
رسول ال فقال إن ابنة فلن سألتن أن أنل ابنها غلمي قال له إخوة قال نعم قال
أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته قال ل قال فليس يصلح هذا وإن ل أشهد إل على
حق ورواه المام أحد وقال فيه ل تشهدن على جور إن لبنيك عليك من الق أن
تعدل بينهم وف الصحيحي عن النعمان بن بشي أن أباه أتى به النب فقال إن نلت
ابن هذا غلما كان ل فقال رسول أكل ولدك نلت مثل هذا فقال ل فقال أرجعه
وف رواية لسلم فقال افعلت هذا بولدك كلهم قال ل قال اتقوا ال واعدلوا ف
أولدكم فرجع أب ف تلك الصدقة
وف الصحيح أشهد على هذا غيي وهذا أمر تديد ل إباحة فإن تلك العطية كانت
جورا بنص الديث ورسول ال ل يأذن لحد أن يشهد على صحة الور ومن ذا
الذي كان يشهد على تلك العطية وقد أب رسول ال أن يشهد عليها وأخب أنا ل
تصلح وأنا جور وأنا خلف العدل
ومن العجب أن يمل قوله اعدلوا بي أولدكم على غي الوجوب وهو أمر مطلق
مؤكد ثلث مرات وقد أخب المر به أن خلفه جور وأنه ل يصلح وأنه ليس بق
وما بعد الق إل الباطل هذا والعدل واحب ف كل حال فلو كان المر به مطلقا
لوجب حله على الوجوب فكيف وقد اقترن به عشرة أشياء تؤكد وجوبه فتأملها
ف ألفاظ القصة
وقد ذكر البيهقي من حديث أب أحد بن عدي حدثنا القاسم بن مهدي حدثنا
يعقوب بن كاسب حدثنا عبد ال بن معاذ عن معمر عن الزهري عن أنس أن رجل
كان جالسا مع النب فجاء بن له فقبله وأجلسه ف حجره ث جاءت بنية فأخذها
فأجلسها إل جنبه فقال النب فما عدلت بينهما وكان السلف يستحبون أن يعدلوا
بي الولد ف القبلة
وقال بعض أهل العلم إن ال سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل
الولد عن والده فانه كما أن للب على أبنه حقا فللبن على أبيه حق فكما قال
تعال ووصينا النسان بوالديه حسنا العنكبوت 8قال تعال قوا أنفسكم وأهليكم
نارا وقودها الناس والجارة التحري 6
قال علي بن أب طالب علموهم وأدبوهم وقال تعال واعبدوا ال و ل تشركوا به
شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القرب النساء 36
وقال النب اعدلوا بي أولدكم فوصية ال للباء بأولدهم سابقة على وصية الولد
بآبائهم قال ال تعال و ل تقتلوا أولدكم خشية إملق السراء 31فمن أهل
تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الساءة وأكثر الولد إنا جاء
فسادهم من قبل الباء وإهالم لم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم
صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ول ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على
العقوق فقال يا أبت إنك عققتن صغيا فعققتك كبيا وأضعتن وليدا فأضعتك
شيخا
الباب السادس عشر ف فصول نافعة ف تربية الطفال تمد عواقبها عند الكب
فصل
ينبغي أن يكون رضاع الولود من غي أمه بعد وضعه يومي أو ثلثة وهو الجود لا
ف لبنها ذلك الوقت من الغلظ والخلط بلف لب من قد استقلت على الرضاع
وكل العرب تعتن بذلك حت تسترضع أولدها عند نساء البوادي كما استرضع
النب ف بن سعد
فصل
وينبغي أن ينع حلهم والطواف بم حت يأت عليهم ثلثة أشهر فصاعدا لقرب
عهدهم ببطون المهات وضعف أبدانم
فصل
وينبغي أن يقتصر بم على اللب وحده إل نبات أسنانم لضعف معدتم وقوتم
الاضمة عن الطعام فإذا نبتت أسنانه قويت معدته وتغذى بالطعام
فإن ال سبحانه أخر إنباتا إل وقت حاجته إل الطعام لكمته ولطفه ورحة منه
بالم وحلمة ثديها فل يعضه الولد بأسنانه
فصل
وينبغي تدريهم ف الغذاء فأول ما يطعمونم الغذاء اللي فيطعمونم البز النقوع ف
الاء الار واللب والليب ث بعد ذلك الطبيخ والمراق الالية من اللحم ث بعد ذلك
ما لطف جدا من اللحم بعد إحكام مضغه أو رضه رضا ناعما
فصل
فإذا قربوا من وقت التكلم وأريد تسهيل الكلم عليهم فليدلك ألسنتهم بالعسل
واللح الندران لا فيهما من اللء للرطوبات الثقيلة الانعة من الكلم فإذا كان
وقت نطقهم فليلقنوا ل إله إل ال ممد رسول ال وليكن أول ما يقرع مسامعهم
معرفة ال سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلمهم
وهو معهم أينما كانوا وكان بنو إسرائيل كثيا ما يسمون أولدهم ب عمانويل
ومعن هذه الكلمة إلنا معنا
ولذا كان أحب الساء إل ال عبد ال وعبد الرحن بيث إذا وعى الطفل وعقل
علم أنه عبد ال وأن ال هو سيده وموله
فصل
فإذا حضر وقت نبات السنان فينبغي أن يدلك لثاهم كل يوم بالزبد والسمن ويرخ
خرز العنق تريا كثيا ويذر عليهم كل الذر وقت نباتا إل حي تكاملها وقوتا
من الشياء الصلبة وينعون منها كل النع لا ف التمكن منها من تعريض السنان
لفسادها وتعويها وخللها
فصل
ول ينبغي أن يشق على البوين بكاء الطفل وصراخه ول سيما لشربه اللب إذا جاع
فإنه ينتفع بذلك البكاء انتفاعا عظيما فإنه يروض أعضاءه ويوسع أمعاءه ويفسح
صدره ويسخن دماغه ويمي مزاجه ويثي حرارته الغريزية ويرك الطبيعة لدفع ما
فيها من الفضول ويدفع فضلت الدماغ من الخاط وغيه
فصل
وينبغي أن ل يهمل أمر قماطه ورباطه ولو شق عليه إل أن يصلب بدنه وتقوى
أعضاؤه ويلس على الرض فحينئذ يرن ويدرب على الركة والقيام قليل قليل إل
أن يصي له ملكة وقوة يفعل ذلك بنفسه
فصل
وينبغي أن يوقى الطفل كل أمر يفزعه من الصوات الشديدة الشنيعة والناظر
الفظيعة والركات الزعجة فإن ذلك ربا أدى إل فساد قوته العاقلة لضعفها فل
ينتفع با بعد كبه فإذا عرض له عارض من ذلك فينبغي البادرة إل تلفيه بضده
وإيناسه با ينسيه إياه وأن يلقم ثديه ف الال ويسارع إل رضاعه ليزول عنه ذلك
الزعج له ول يرتسم ف قوته الافظة فيعسر زواله ويستعمل تهيده بالركة اللطيفة
إل أن ينام فينسى ذلك ول يهمل هذا المر فإن ف إهاله إسكان الفزع والروع ف
قلبه فينشأ على ذلك ويعسر زواله ويتعذر
فصل
ويتغي حال الولود عند نبات أسنانه ويهيج به التقيء والميات وسوء الخلق ول
سيما إذا كان نباتا ف وقت الشتاء والبد أو ف وقت الصيف وشدة الر وأحد
أوقات نباتا الربيع والريف ووقت نباتا لسبعة أشهر وقد تنبت ف الامس وقد
تتأخر إل العاشر فينبغي التلطف ف تدبيه وقت نباتا وأن يكرر عليه دخول المام
وأن يغذى غذاء يسيا فل يل بطنه من الطعام وقد يعرض له انطلق البطن فيعصب
با يكفيه مثل عصابة صوف عليها كمون ناعم وكرفس وأنيسون وتدلك لثته با
تقدم ذكره ومع هذا فانطلق بطنه ف ذلك الوقت خي له من اعتقاله فإن كان بطنه
معتقل عند نبات أسنانه فينبغي أن يبادر إل تليي طبيعته فل شيء أضر على الطفل
عند نبات أسنانه من اعتقال طبيعته ول شيء أنفع له من سهولتها باعتدال
وأحد ما تلي به عسل مطبوخ يتخذ منه فتائل ويمل با أو حبق مسحوق معجون
بعسل يتخذ منه فتائل كذلك وينبغي للمرضع ف ذلك الوقت تلطيف طعامها
وشرابا وتتنب الغذية الضرة
فصل ف وقت الفطام
قال ال تعال والوالدات يرضعن أولدهن حولي كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة
وعلى الولود له رزقهن وكسوتن بالعروف ل تكلف نفس إل وسعها ل تضار
والدة بولدها ول مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصال عن تراض
منهما وتشاور فل جناح عليهما وإن أردت أن تسترضعوا أولدكم فل جناح عليكم
إذا سلمتم ما آتيتم بالعروف البقرة 233
فدلت الية على عدة أحكام
أحدها أن تام الرضاع حولي وذلك حق للولد إذا احتاج إليه ول يستغن عنه
وأكدها بكاملي لئل يمل اللفظ على حول وأكثر وثانيها أن البوين إذا أرادا
فطامه قبل ذلك بتراضيهما وتشاورها مع عدم مضرة الطفل فلهما ذلك
وثالثها أن الب إذا أراد أن يسترضع لولده مرضعة أخرى غي أمه فله ذلك وإن
كرهت الم إل أن يكون مضارا با أو بولدها فل ياب إل ذلك ويوز أن تستمر
الم على رضاعه بعد الولي إل نصف الثالث أو أكثر
وأحد أوقات العظام إذا كان الوقت معتدل ف الر والبد وقد تكامل نبات أسنانه
وأضراسه وقويت على تقطيع الغذاء وطحنه ففطامه عند ذلك الوقت أجود له
ووقت العتدال الريفي أنفع ف الطعام من وقت العتدال الربيعي لنه ف الريف
يستقبل الشتاء والواء يبد فيه والرارة الغريزية تنشأ فيه وتنمو والضم يزداد قوة
وكذلك الشهوة
فصل
وينبغي للمرضع إذا أرادت فطامه أن تفطمه على التدريج ول تفاجئه بالفطام وهلة
واحدة بل تعوده إياه وترنه عليه لضرة النتقال عن اللف والعادة مرة واحدة كما
قال بقراط ف فصوله استعمال الكبي بغتة ما يل البدن أو يستفرغه أو يسخنه أو
يبده أو يركه بنوع آخر من الركة أي نوع كان فهو خطر وكلما كان كثيا
فهو معاد للطبيعة وكلما كان قليل فهو مأمون
فصل
ومن سوء التدبي للطفال أن يكنوا من المتلء من الطعام وكثرة الكل والشرب
ومن أنفع التدبي لم أن يعطوا دون شبعهم ليجود هضمهم وتعتدل أخلطهم وتقل
الفضول ف أبدانم وتصح أجسادهم وتقل أمراضهم لقلة الفضلت ف الواد الغذائية
قال بعض الطباء وأنا أمدح قوما ذكرهم حيث ل يطعمون الصبيان إل دون شبعهم
ولذلك ترتفع قاماتم وتعتدل أجسامهم ويقل فيهم ما يعرض لغيهم من الكزاز
ووجع القلب وغي ذلك قال فإن أحببت أن يكون الصب حسن السد مستقيم
القامة غي منحدب فقه كثية الشبع فإن الصب إذا امتل وشبع فإنه يكثر النوم من
ساعته ويسترخي ويعرض له نفخة ف بطنه ورياح غليظة
فصل
وقال جالينوس ولست أمنع هؤلء الصبيان من شرب الاء البارد أصل لكن أطلق
لم شربة تعقب الطعام ف أكثر المر وف الوقات الارة ف زمن الصيف إذا تاقت
أنفسهم إليه قلت وهذا لقوة وجود الار الغريزي فيهم ول يضرهم شرب الاء البارد
ف هذه الوقات ول سيما عقيب الطعام فإنه يتعي تكينهم منه بقدر لضعفهم عن
احتمال العطش باستيلء الرارة
فصل
وما ينبغي أن يذر أن يمل الطفل على الشي قبل وقته لا يعرض ف أرجلهم بسبب
ذلك من النفتال والعوجاج بسبب ضعفها وقبولا لذلك واحذر كل الذر أن
تبس عنه ما يتاج إليه ف قيء أو نوم أو طعام أو شراب أو عطاس أو بول أو
إخراج دم فإن لبس ذلك عواقب رديئه ف حق الطفل والكبي
فصل ف وطء الرضع وهو الغيل
عن جذامة بنت وهب السدية قالت حضرت رسول ال ف أناس وهو يقول لقد
همت أن أنى عن الغيلة فنظرت ف الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولدهم فل يضر
أولدهم ذلك شيئا ث سألوه عن العزل فقال ذلك الوأد الفي 000وهي وإذا
الوؤدة سئلت التكوير 6رواه مسلم ف الصحيح
وروى ف صحيحه أيضا عن أسامة بن زيد أن رجل جاء إل رسول ال فقال إن
أعزل عن امرأت فقال له رسول ال ل تفعل ذلك فقال الرجل أشفق على ولدها أو
على أولدها فقال رسول ال لو كان ذلك ضارا ضر فارس والروم
وعن أساء بنت يزيد قالت سعت رسول ال يقول ل تقتلوا أولدكم سرا فو الذي
نفسي بيده ليدرك الفارس فيدعثره قالت قلت ما يعن قالت الغيلة يأت الرجل امرأته
وهي ترضع رواه المام أحد أبو داود وقد أشكل المع بي هذه الحاديث على
غي واحد من أهل العلم فقالت طائفة قوله لقد همت أن أنى عن الغيل أي أحرمه
وأمنع منه فلتناف بي هذا وبي قوله ف الديث الخر ول تقتلوا أولدكم سرا فإن
هذا النهي كالشورة عليهم والرشاد لم إل ترك ما يضعف الولد ويقتله قالوا
والدليل عليه أن الرأة الرضع إذا باشرها الرجل حرك منها دم الطمث وأهاجه
للخروج فل يبقى اللب حينئذ على اعتداله وطيب رائحته وربا حبلت الوطوءة
فكان ذلك من شر المور وأضرها على الرضيع الغتذي بلبنها وذلك أن جيد الدم
حينئذ ينصرف ف تغذية الني الذي ف الرحم فينفذ ف غذائه فإن الني لا كان ما
يناله ويتذبه ما ل يتاج إليه ملئما له لنه متصل بأمه أتصال الغرس بالرض وهو
غي مفارق لا ليل ول نارا وكذلك ينقص دم الامل ويصي رديئا فيصي اللب
الجتمع ف ثديها يسيا رديئا فمت حلت الرضع فمن تام تدبي الطفل أن ينع منها
فإنه مت شرب من ذلك اللب الرديء قتله أو أثر ف ضعفه تأثيا يده ف كبه
فيدعثره عن فرسه فهذا وجه الشورة عليهم والرشاد إل تركه ول يرمه عليهم فإن
هذا ل يقع دائما لكل مولود وإن عرض لبعض الطفال فأكثر الناس يامعون
نساءهم وهن يرضعن ولو كان هذا الضرر لزما لكل مولود لشترك فيه أكثر الناس
وهاتان المتان الكبيتان فارس والروم تفعله ول يعم ضرره أولدهم وعلى كل حال
فالحوط إذا حبلت الرضع أن ينع منها الطفل ويلتمس مرضعا غيها وال أعلم
فصل
وما يتاج إليه الطفل غاية الحتياج العتناء بأمر خلقه فإنه ينشأ على ما عوده الرب
ف صغره من حرد وغضب ولاج وعجلة وخفة مع هواه وطيش وحدة وجشع
فيصعب عليه ف كبه تلف ذلك وتصي هذه الخلق صفات وهيئات راسخة له
فلو ترز منها غاية التحرز فضحته ول بد يوما ما ولذا تد أكثر الناس منحرفة
أخلقهم وذلك من قبل التربية الت نشأ عليها وكذلك يب أن يتجنب الصب إذا
عقل مالس اللهو والباطل والغناء وساع الفحش والبدع ومنطق السوء فإنه إذا علق
بسمعه عسر عليه مفارقته ف الكب وعز على وليه استنقاذه منه فتغيي العوائد من
أصعب المور يتاج صاحبه إل استجداد طبيعة ثانية والروج عن حكم الطبيعة
عسر جدا
وينبغي لوليه أن ينبه الخذ من غيه غاية التجنب فإنه مت اعتاد الخذ صار له
طبيعة ونشأ بأن يأخذ ل بأن يعطي ويعوده البذل والعطاء وإذا أراد الول أن يعطي
شيئا أعطاه إياه على يده ليذوق حلوة العطاء وينبه الكذب واليانة أعظم ما
ينبه السم الناقع فإنه مت سهل له سبيل الكذب واليانة أفسد عليه سعادة الدنيا
والخرة وحرمه كل خي
وينبه الكسل والبطالة والدعة والراحة بل يأخذه بأضدادها ول يريه إل با يم
نفسه وبدنه للشغل فإن الكسل والبطالة عواقب سوء ومغبة ندم وللجد والتعب
عواقب حيدة إما ف الدنيا وإما ف العقب وإما فيهما فأروح الناس أتعب الناس
وأتعب الناس أروح الناس فالسيادة ف الدنيا والسعادة ف العقب ل يوصل إليها إل
على جسر من التعب قال يي بن أب كثي ل ينال العلم براحة السم
ويعوده النتباه آخر الليل فإنه وقت قسم الغنائم وتفريق الوائز فمستقل ومستكثر
ومروم فمت اعتاد ذلك صغيا سهل عليه كبيا
فصل
وينبه فضول الطعام والكلم والنام ومالطة النام فإن السارة ف هذه الفضلت
وهي تفوت على العبد خي دنياه وآخرته وينبه مضار الشهوات التعلقة بالبطن
والفرج غاية التجنب فإن تكينه من أسبابا والفسح له فيها يفسده فسادا يعز عليه
بعده صلحه وكم من أشقى ولده وفلذة كبده ف الدنيا والخرة بإهاله وترك تأديبه
وإعانته له على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحه وقد ظلمه وحرمه
ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه ف الدنيا والخرة وإذا اعتبت الفساد ف
الولد رأيت عامته من قبل الباء
فصل
والذر كل الذر من تكينه من تناول ما يزيل عقله من مسكر وغيه أو عشرة من
يشى فساده أو كلمه له أو الخذ ف يده فإن ذلك اللك كله ومت سهل عليه
ذلك فقد استسهل الدياثة ول يدخل النة ديوث فما أفسد البناء مثل تغفل الباء
وإهالم واستسهالم شرر النار بي الثياب فأكثر الباء يعتمدون مع أولدهم أعظم
ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم ل يشعرون فكم من والد حرم والده
خي الدنيا والخرة وعرضه للك الدنيا والخرة وكل هذا عواقب تفريط الباء ف
حقوق ال وإضاعتهم لا وإعراضهم عما أوجب ال عليهم من العلم النافع والعمل
الصال حرمهم النتفاع بأولدهم وحرم الولد خيهم ونفعهم لم هو من عقوبة
الباء
فصل
وينبه لبس الرير فإنه مفسد له ومنث لطبيعته كما ينثه اللواط وشرب المر
والسرقة والكذب وقد قال النب يرم الرير والذهب على ذكور أمت وأحل لناثهم
والصب وإن ل يكن مكلفا فوليه مكلف ل يل له تكينه من الحرم فإنه يعتاده
ويعسر فطامه عنه وهذا أصح قول العلماء واحتج من ل يره حراما عليه بأنه غي
مكلف فلم يرم لبسه للحرير كالدابة وهذا من أفسد القياس فإن الصب وإن ل يكن
مكلفا فإنه مستعد للتكليف ولذا ل يكن من الصلة بغي وضوء ول من الصلة
عريانا ونسا ول من شرب المر والقمار واللواط
فصل
وما ينبغي أن يعتمد حال الصب وما هو مستعد له من العمال ومهيأ له منها فيعلم
أنه ملوق له فل يمله على غيه ما كان مأذونا فيه شرعا فإنه إن حله على غي ما
هو مستعد له ل يفلح فيه وفاته ما هو مهيأ له فإذا رآه حسن الفهم صحيح الدراك
جيد الفظ واعيا فهذه من علمات قبوله وتيئه للعلم لينقشه ف لوح قلبه ما دام
خاليا فإنه يتمكن فيه ويستقر ويزكو معه وإن رآه بلف ذلك من كل وجه وهو
مستعد للفروسية وأسبابا من الركوب والرمي واللعب بالرمح وأنه ل نفاذ له ف
العلم ول يلق له مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها فإنه أنفع له وللمسلمي
وإن رآه بلف ذلك وأنه ل يلق لذلك ورأى عينه مفتوحة إل صنعة من الصنائع
مستعدا لا قابل لا وهي صناعة مباحة نافعة للناس فليمكنه منها هذا كله بعد تعليمه
له ما يتاج إليه ف دينه فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة ال على العبد فإن
له على عباد الجة البالغة كما له عليهم النعمة السابغة وال أعلم
الباب السابع عشر
ف أطوار ابن آدم من وقت كونه نطفة إل استقراره ف النة أو النار
قال ال تعال ولقد خلقنا النسان من سللة من طي ث جعلناه نطفة ف قرار مكي
ث خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا الضغة عظاما فكسونا العظام لما
ث أنشأناه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الالقي ث إنكم بعد ذلك ليتون ث إنكم يوم
القيامة تبعثون الؤمنون 16 - 12
فاستوعب سبحانه ذكر أحوال ابن آدم قبل كونه نطفة بل ترابا وماء إل حي بعثه
يوم القيامة فأول مراتب خلقه أنه سللة من طي ث بعد ذلك سللة من ماء مهي
وهي النطفة الت استلت من جيع البدن فتمكث كذلك أربعي يوما ث يقلب ال
سبحانه تلك النطفة علقة وهي قطعة سوداء من دم فتمكث كذلك أربعي يوما
أخرى ث يصيها سبحانه مضغة وهي قطعة لم أربعي يوما وف هذا الطور تقدر
أعضاؤه وصورته وشكله وهيئته
واختلف ف أول ما يتشكل ويلق من أعضائه
قال قائلون هو القلب وقال آخرون إنه الدماغ وقال آخرون هو الكبد وقال آخرون
فقار الظهر فاحتج أرباب القول الول بأن القلب هو العضو والساس الذي هو
معدن الرارة الغريزية الذي هو مركب الياة فوجب أن يكون هو القدم ف اللق
قالوا وقد أخب الشرحون أنم وجدوا ف النطفة عند كمال انعقادها نقطة سوداء
واحتج من قال إنه الدماغ بأن الدماغ من اليوان هو العضو الرئيسي من النسان
وهو ممع الواس وأن المر الختص باليوان هو الس والركة الرادية وأصل
ذلك من الدماغ ومنه ينبعث وإذا كان الاص باليوان هو الس والركة الرادية
وكانا عن هذا العضو كان هو القدم ف الياد والتكوين
واحتج من قال إنه الكبد بأنه العضو الذي منه النمو والغتذاء الذي به قوام اليوان
قالوا فالنظام الطبيعي يقتضي أن يكون أول متكون الكبد ث القلب ث الدماغ لن
أول فصل اليوان هو النمو وليس به ف هذا الوقت حاجة إل حس ول إل حركة
إرادية لنه يعد بنلة النبات فل حاجة به حينئذ إل غي النمو ولذا إنا تصي له قوة
الس والرادة عند تعلق النفس به وذلك ف الطور الرابع من أطوار تليقه فكان أول
العضاء خلقا فيه هو آلة النمو وذلك الكبد والذي شاهده أرباب التشريح حت إنم
متفوقون عليه أنه أول ما يتبي ف خلق جثة اليوان ثلث نقط متقاربة بعضها من
بعض يتوهم أنا رسم الكبد والقلب والدماغ ث يزداد بعضها من بعض بعدا على
امتداد أيام المل فهذا القدر هو الذي عند الشرحي فأما أن هذه النقط أقدم وأسبق
فليس عندهم عليه دليل إل الخلق والول والقياس وال أعلم
فصل
ث تقدر مفاصل أعضائه وعظامه وعروقه وعصبه ويشق له السمع والبصر والفم
ويفتق حلقه بعد أن كان رتقا فيكب فيه اللسان ويطط شكله وصورته وتكسى
عظامه لما ويربط بعضها إل بعض أحكم ربط وأقواه وهو السر الذي قال فيه
نن خلقناهم وشددنا أسرهم النسان 28 :ومنه السار الذي يربط به ومنه
السي
قال المام أحد حدثنا روح بن عبادة حدثنا أبو هلل حدثنا ثابت عن صفوان بن
مرز قال كان نب ال داود عليه السلم إذا ذكر عذاب ال تلعت أوصاله ما
يسكها إل السر فإذا ذكر رحة ال رجعت
فصل
قال بقراط ف القالة الثالثة من كتاب الجنة أنا أحدثك رأيت الن ينشأ كانت
لمرأة من الهل جارية نفيسة ول تكن تب أن تبل لئل ينقص ثنها فسمعت
الارية النساء يقلن إن الرأة إذا أرادت أن تمل ل يرج منها من الرجل بل يبقى
متبسا ففهمت ذلك وجعلت ترصده من نفسها فأحست ف بعض الوقات أنه ل
يرج منها فبلغن الب فأمرتا أن تطفر إل خلفها فطفرت سبع طفرات فسقط منها
الن بوجبة شبيها بالبيضة غي مطبوخة قد قشر عنها القشر الارج وبقيت رطوبتها
ف جوف الغشاء قال وأنا أقول أيضا إنه يري من الم فضول الرحم ليتغذى با
الني وقال إن الذي تظهر هي العصاب الدقاق البيض وهي الت رأيت ف وسط
السرة وليست ف موضع آخر غي السرة لن الروح إنا يشق طريقا للنفس هناك ث
قال وأقول شيئا آخر ظاهرا يعرفه كل من يرغب ف العلم وأوضحه بقياسات وأقول
إن الن هو ف الجاب وإنه يغتذي من الدم الذي يتمع من الرأة وينل إل الرحم
وقال إن الن يتذب الواء فيتنفس فيه ف هذه الجب ف السباب الت ذكرنا ويربو
من الدم الذي ينحدر من الرأة وقال إن الطمث ل ينحدر ما دامت الرأة حامل إن
كان طفلها صحيحا وذلك منذ أول شهر من حبلها إل الشهر التاسع ولكن جيع ما
ينل من الدم من البدن كله يتمع حول الني على الجاب العلى مع اجتذاب
النفس والسرة طريق وصوله إل الني فيدخل الغذاء إليه فيغذيه ويزيد ف تربيته
وقال إذا أقام الن حينا خلقت له حجب أخر فتمتد داخل من الجاب الول
وتكون متلفة النواع كثية وأما كونا فمثل الجاب الول وقال إن الجب منها
ما يلق أول ومنها ما يلق من بعد الشهر الثان ومنها ما يلق ف الشهر الثالث
وكلها ل تظهر منافعها أول ما يلق ولكن بعضها يتد على الن فتظهر منافعها أول
وبعضها ل يظهر إل أخيا فلذلك يلق بعضها ف الشهر الول وبعضها ف الشهر
الثان وبعضها ف الثالث وهي السرة كأنا مربوط بعضها ببعض ف وسط الجب
تكون السرة الت يتنفس منها ويترب
وإذا نزل الدم واغتذى الني منه حالت الجب بينه وبي الني ولذا يقول تعال
يلقكم ف بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ف ظلمات ثلث الزمر 6فإن كل
حجاب من هذه الجب له ظلمة تصه فذكر سبحانه أطوار خلقه ونقله فيها من
حال إل حال وذكر ظلمات الجب الت على الني فقال أكثر الفسرين هي ظلمة
البطن وظلمة الرحم وظلمة الشيمة فإن كل واحد من هذه حجاب على الني
وقال آخرون هي ظلمة أصلب الباء وظلمة بطون المهات وظلمة الشيمة
وأضعف من هذا القول قول من قال ظلمة الليل وظلمة البطن وظلمة الرحم فإن
الليل والنهار بالنسبة إل الني سواء وقال بقراط إن الرأة إذا حبلت ل تأل من
اجتماع الدم الذي ينل ويتمع حول رحها ول تس بضعف كما تس إذا اندر
الطمث لنا ل يثور دمها ف كل شهر لكنه ينل إل الرحم ف كل يوم قليل قليل
نزول ساكنا من غي وجع فإذا أتى إل الرحم اغتذى منه الني ونا ث قال وعلى
غي بعيد من ذلك إذا خلق للجني لم وجسد تكون الجب وإذا كب كبت
الجب أيضا وصار لا تويف خارج من الني فإذا نزل الدم من الم جذبه الني
واغتذى به فيزيد ف لمه والرديء من الدم الذي ل يصلح للغذاء ينل إل ماري
الجب وكذلك تسمى الجب الت إذا صار لا تويف يقبل الدم الشيمة
وقال إذا ت الني وكملت صورته واجتذب الدم لغذائه بالقدار اتسعت الجب
وظهرت الشيمة الت تكون من اللت الت ذكرنا فإن اتسع داخلها اتسع خارجها
لنه أول بذلك لن له موضعا يتد إليه قلت ومن ها هنا ل تض الامل بل ما تراه
من الدم يكون دم فساد ليس دم اليض العتاد هذه إحدى الروايتي عن عائشة
رضي ال عنها وهو الشهور من مذهب أحد الذي ل يعرف أصحابه سواه وهو
مذهب أب حنيفة وذهب الشافعي ف رواية عن عائشة والمام أحد ف رواية عنه
اختارها شيخنا إل أن ما تراه من الدم ف وقت عادتا يكون حيضا وحجة هذا
القول ظاهرة وهي عموم الدلة الدالة على ترك الرأة الصوم والصلة إذا رأت الدم
العتاد ف وقت اليض ول يستثن ال ورسوله حالة دون حالة وأما كون الدم
ينصرف إل غذاء الولد فمن العلوم أن ذلك ل ينع أن يبقى منه بقية يرج ف وقت
اليض تفضل عن غذاء الولد فل تناف بي غذاء الولد وبي حيض الم
وأصحاب القول الخر يتجون بقوله ل توطأ حامل حت تضع و ل حائل حت
تستبأ بيضة فجعل اليضة دليل على عدم المل فلو حاضت الامل ل تكن
اليضة علما على براءة حلها والخرون يبيبون عن هذا بأن اليضة علم ظاهر فإذا
ظهر با المل تبينا أنه ل يكن دليل ولذا يكم بانقضاء العدة باليض ظاهرا ث
تبي الرأة حامل والنب قسم النساء إل قسمي امرأة معلومة المل وامرأة مظنون
أنا حامل فجعل استباء الول بوضع المل والثانية باليضة وهذا هو الذي دل
عليه الديث ل يدل على أن ما تراه الامل من الدم ف وقت عادتا تصوم معه
وتصلي
فصل
قال بقراط إن العظام تصلب من الرارة لن الرارة تصلب العظام وتربط بعضها
ببعض مثل الشجرة الت ترتبط بعضها ببعض وقال إن العصب جعل داخل وخارجا
وجعل الرأس بي العاتقي والعضدان والساعدان ف الانبي وفرج ما بي الرجلي
أيضا وجعل ف كل مفصل من الفاصل عصب بوثقه ويشده قلت وهو السر الذي
شد به النسان قال وجعل الفم ينفتح من تلقاء نفسه وركب النف والذنان من
اللحم وثقبت الذنان ث العينان بعد ذلك وملئتا رطوبة صافية
وكان النب يقول ف سجوده سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سعه وبصره
والواو وإن ل تقتض ترتيبا فتقدي السمع ف اللفظ يناسب تقدمه ف الوجود ث تتسع
المعاء بعد ذلك ويصي لا تويف وترتبط الفاصل ويرتفع النفس إل الفم والنف
ويدخل الستنشاق ف الفم والنف وينفتح البطن والمعاء ويرج النفس إل الفم
بدل السرة فإذا ت ما ذكرنا حضر وقت خروج الني ونزلت فضول من معدته
وأمعائه إل الثانة ويكون لا طريق من العدة والمعاء إل الثانة ومنها إل مرى
البول وإنا تنفتح هذه كلها ويتسع تويفها بالستنشاق وبه ينفصل بعضها عن بعض
على قدر أشكالا وقال اذا اتسع البطن وتبي تويف المعاء صار فيها طريق ال
الثانة والحليل اضطرارا
قال والن اذا تركب يتمع كل شيء منه ال صاحبه العظام ال العظام والعصب ال
العصب وكذلك جيع العضاء ث يركب الني ث قال إنا قد رأينا كثيا من النساء
قد فسدت الجنة فيهن ث خرجت بعد ثلثي يوما ث قال أل ترى أنه اذا سقط
الني بعد ثلثي يوما رأيت مفاصله مركبة وقال يدرك هذا بالنظر ال السقط لنه
اذا سقط ليس يسقط من حيلنا بل من قبل نفسه ث قال اذا تركب الني وأتلفت
مفاصله وكبت أعضاؤه وصلبت عظامه وتركت جذبت من البدن دما دسا
ويتبس ذلك ويتحرك ف رؤوس العظام مثل ترك رؤوس الشجر قال وكذلك
الني ويتقلب
فصل
وقال ف القالة الثانية من كتابه هذا ث يتركب الني ويتم الذكر ال اثني وثلثي
يوما والنثى إل اثني وأربعي يوما وربا زاد على هذه اليام قليل وربا نقص قليل
وقال إن الني يتم ويتصور إن كان ذكرا ف اثني وثلثي يوما وان كان أنثى ففي
اثني وأربعي يوما وقال إنا نرى ذلك من نقاء الرأة لنا إن ولدت أنثى فإنا تنفى
ف اثني وأربعي يوما وهو أكثر ما تتبس الرأة ال أن تنقى ف اثني وأربعي يوما
عند ولدة النثى وربا كان ف الفرد وتنقى ف خسة وثلثي يوما فإذا ولدت ذكرا
فإنا تنقى ف اثني ووثلثي يوما اذا احتبست كثيا وربا بقيت ف الفرد ف خسة
وعشرين يوما
وقال إن دم الطمث يرج من حيث يرج الني وكما أن الذكر يتصور ف اثني
وثلثي يوما كذلك يكون نقاء أمه من بعد ولده ف اثني وثلثي يوما وتنقى الرأة
اذا ولدت أنثى ف اثني وأربعي يوما بعدد اليام الت تركيبها فيها ث قال انا يري
الدم من النفساء بعد ولدها أياما كثية لنا اذا حلت ل يتج الني أول ما يلق
ال غذاء كثي حت يتم فإذا ت له اثنان وأربعون يوما اغتذى كما ينبغي وما اجتمع
ف اليام الربعي من الدم الذي ينل ال الني بقي إل ولد الرأة فإذا ولدت نزل
أربعي يوما
قلت ف هذا الفصل حديثان صحيحان عن رسول ال نذكرها ونذكر تصديق
أحدها للخر ث نتعقب كلم بقراط ونبي ما فيه بول ال وقوته وتوفيقه وتعليمه
وإرشاده
ففي الصحيحي من حديث ابن مسعود قال حدثنا رسول ال وهو الصادق
الصدوق إن أحدكم يمع خلقه ف بطن أمه أربعي يوما ث يكون ف ذلك علقة مثل
ذلك ث يكون ف ذلك مضغة مثل ذلك ث يرسل ال اللك فينفخ فيه الروح ويؤمر
بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فو الذي ل إله غيه إن
أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه
الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حت ما
يكون بينها وبينه إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النة فيدخلها
وف طريق أخرى أن خلق ابن آدم يمع ف بطن أمه أربعي وف أخرى أربعي ليلة
وقال البخاري أربعي يوما وأربعي ليلة وف بعض طرقه ث يبعث ال ملكا بأربع
كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد ث ينفخ فيه الروح ...الديث
وف صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد يبلغ به النب قال يدخل اللك على
النطفة بعد ما تستقر ف الرحم بأربعي أو خس وأربعي ليلة فيقول يا رب أشقي أو
سعيد فيكتبان فيقول إي رب أذكر أم أنثى فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله
ورزقه ث تطوى الصحف فل يزداد فيها ول ينقص
وقال المام أحد حدثن سفيان عن عمرو عن أب الطفيل عن حذيفة ابن أسيد
الغفاري قال سعت رسول ال يقول يدخل اللك على النطفة بعد ما تستقر ف
الرحم بأربعي ليلة فيقول يا رب أشقي أم سعيد فيقول ال عز وجل فيكتبان
فيقولن أذكر أم أنثى فيقول ال عز وجل فيكتبان فيكتب عمله وأثره ومصيبته
ورزقه ث تطوى الصحيفة فل يزداد على ما فيها ول ينقص
وف صحيح مسلم عن عامر بن واثلة أنه سع عبد ال بن مسعود يقول الشقي من
شقي ف بطن أمه والسعيد من وعظ بغيه فأتى رجل من أصحاب رسول ال يقال
له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال وكيف يشقى
رجل بغي عمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فإن سعت رسول ال يقول إذا مر
بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث ال إليها ملكا فصورها وخلق سعها وبصرها
وجلدها ولمها وعظامها ث قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب
اللك ث يقول يا رب أجله فيقضي ربك ما شاء فيكتب اللك ث يقول يا رب رزقه
فيقضي ربك ما شاء ويكتب اللك ث يرج اللك بالصحيفة ف يده فل يزيد على ما
أمر ول ينقص
وف لفظ آخر سعت رسول ال بأذن هاتي يقول إن النطفة تقع ف الرحم أربعي
ليلة ث يتسور عليها اللك قال زهي حسبته قال الذي يلقها فيقول يا رب أذكر أم
أنثى فيجعله ال ذكرا أو أنثى فيقول يا رب أسوي أم غي سوي فيجعله ال سويا أو
غي سوي ث يقول يا رب ما رزقه وما أجله وما خلقه ث يعله ال شقيا أو سعيدا
وف لفظ آخر أن ملكا موكل بالرحم إذا أراد ال عز وجل أن يلق شيئا بإذن ال
لبضع وأربعي ليلة ث ذكر الديث فاتفق حديث ابن مسعود وحديث حذيفة بن
أسيد على حدوث شأن وحال النطفة بعد الربعي وحديث حذيفة مفسر صريح
بأن ذلك يكتب بعد الربعي قبل نفخ الروح كما تقدم ف رواية البخاري
وأما حديث ابن مسعود فأحد ألفاظه موافق لديث حذيفة وإن كان ذلك التقدير
والكتابة بعد الربعي قبل نفخ الروح فيه كما تقدم من رواية البخاري ولفظه ث
يبعث ال إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ث
ينفخ فيه الروح فهذا صريح أن الكتابة وسؤال اللك قبل نفخ الروح فيه وهو موافق
لديث حذيفة ف ذلك
وأما لفظه الخر فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات فليس بصريح إذ الكلمات
الأمور با بعد نفخ الروح فإن هذه الملة معطوفة بالواو ويوز أن تكون معطوفة
على الملة الت تليها ويوز أن تكون معطوفة على جلة الكلم التقدم أي يمع
خلقه ف هذه الطوار ويؤمر اللك بكتب رزقه وأجله وعمله ووسط بي المل قوله
ث ينفخ فيه الروح بيانا لتأخر نفخ الروح عن طور النطفة والعلقة والضغة وتأمل
كيف أتى ب ث ف فصل نفخ الروح وبالواو ف قوله ويؤمر بأربع كلمات فاتفقت
سائر الحاديث بمد ال
وبقي أن يقال فحديث حذيفة يدل على أن ابتداء التخليق عقيب الربعي الول
وحديث ابن مسعود يدل على أنه عقيب الربعي الثالثة فيكيف يمع بينهما قيل أما
حديث حذيفة فصريح ف كون ذلك بعد الربعي و أما حديث ابن مسعود فليس
فيه تعرض لوقت التصوير والتخليق وإنا فيه بيان أطوار النطفة وتنقلها بعد كل
أربعي وأنه بعد الربعي الثالثة ينفخ فيه الروح وهذا ل يتعرض له حديث حذيفة بل
اختص به حدثنا بن مسعود فاشترك الديثان ف حدوث أمر بعد الربعي الول
واختص حديث حذيفة بأن ابتداء تصويرها وخلقها بعد الربعي الول واختص
حديث ابن مسعود بأن نفخ الروح فيه بعد الربعي الثالثة واشترك الديثان ف
استئذان اللك ربه سبحانه ف تقدير شأن الولود ف خلل ذلك فتصادقت كلمات
رسول ال وصدق بعضها بعضا
وحديث ابن مسعود فيه أمران أمر النطفة وتنقلها وأمر كتابة اللك ما يقدر ال فيها
والنب أخب بالمرين ف الديث قال المام أحد حدثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد قال
سعت أبا عتبة بن عبد ال يدث قال قال عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال
رسول ال إن النطفة تكون ف الرحم أربعي يوما على حالا ل تتغي فإذا مضت له
أربعون صارت علقة ث مضغة كذلك ث عظاما كذلك فإذا أراد أن يسوي خلقه
بعث ال اليه اللك فيقول اللك الذي يليه أي رب أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد
أقصي أم طويل أناقص أم زائد قوته وأجله أصحيح أم سقيم قال فيكتب ذلك كله
فهذا الديث فيه الشفاء وإن الادث بعد الربعي الثالثة تسوية اللق عند نفخ
الروح فيه
ول ريب أنه عند نفخ الروح فيه وتعلقها به يدث له ف خلقه أمور زائدة على
التخليق الذي كان بعد الربعي الول فالول كان مبدأ التخليق وهذا تسويته
وكمال ما قدر له كما أنه سبحانه خلق الرض قبل السماء ث خلق السماء ث سوى
الرض بعد ذلك ومهدها وبسطها وأكمل خلقها فذلك فعله ف السكن وهذا فعله
ف الساكن على أن التخليق والتصوير ينشأ ف النطفة بعد الربعي على التدريج شيئا
فشيئا كما ينشأ النبات فهذا مشاهد ف اليوان والنبات كما إذا تأملت حال الفروج
ف البيضة فإنا يقع الشكال من عدم فهم كلم ال تعال ورسوله فالشكال ف
أفهامنا ل ف بيان العصوم وال الستعان وقد أغناك هذا بمد ال عن تكلف
الشارحي فتأمله ووازن بينه وبي هذا المع وبال التوفيق
فصل
وقد قال بقراط ف كتاب الغذاء تصوير الني يكون ف خسة وثلثي يوما وحركته
ف سبعي صباحا وكماله ف مائة وعشرة أيام ويتصور أجنة أخر ف خسي صباحا
ويتحركون التحرك الول ف مائة صباح ويكملون ف ثلثائة ويتصور أجنة أخر ف
أربعي صباحا ويتحركون ف ثاني صباحا ويولدون ف مائتي وأربعي صباحا
ويتصور أجنة أخر ف خسة وأربعي صباحا ويتحركون ف تسعي صباحا ويولدون
ف مائتي وسبعي صباحا قال فأما الولدة فتكون ف الشهر السابع والثامن والتاسع
والعاشر
قلت الركة حركتان حركة طبيعية غي أرادية فهذه تكون قبل تعلق الروح به وأما
الركة الرادية فل تكون إل بعد نفخ الروح ولذا فرق بقراط بي التحرك الول
والثان
قلت الذي دل عليه الوحي الصادق عن خلق البشر أن اللق ينتقل ف كل أربعي
يوما إل طور آخر فيكون أول نطفة أربعي يوما ث علقة كذلك ث مضغة كذلك ث
ينفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين يوما فهذا كأنك تشاهده عيانا وما خالفه فليس
مع الخب به عيان وغاية ما معه قياس فاسد وتشريح ل ييط علما ببدإ ما شاهده
منه أو تقليد لواحد غي معصوم وكل ما جاء به مشى خلفه فيه فيعتقد فيه العتقد أن
هذا أمر متفق عليه بي الطبائعيي وأصله كله واحد أخطأ فيه ث قلده من بعده
والقوم ل يشاهدوا ما أخبوا به من ذلك
وغاية ما معهم أنم شرحوا الاكي أحياء وأمواتا فوجدوا الني ف الرحم على
الصفة الت أخبوا با ولكن لعلم لم با وراء ذلك من مبدإ المل وتغي أحوال
النطفة فإن ضيق مقلدهم الفرض وقال نفرض أنم اعتبوا بكرا من حيث وطئت ث
جعلوا يعدون أيامها إل أن بلغت ما ذكروه ث شرحوها فوجدوا المر على الصفة
الت أخبوا با فهذا غاية الكذب والبهت فإن القوم ل يدعوا ذلك وكيف يكنهم
دعواهم وهم يبون أن بعد ذلك بكذا وكذا يوما يصي شأن المل كذا وكذا
وإنا مع القوم كليات وأقيسة وينبغي أن يكون كذا وكذا والنظام الطبيعي يقتضي
كذا وكذا
وكثي منهم يأخذ ذلك من حركات القمر وزيادته ونقصانه ومن حركات الشمس
ومن التثليث والتربيع والتسديس والقابلة ورد عليهم آخرون منهم وأبطلوا ذلك
عليهم من وجوه وأحال به على الخلق والول والنسب وأحال به آخرون على
أيام البحارين وتغي الطبيعة فيها ورد بعض هؤلء على بعض وأبطل قوله با تركناه
مافة التطويل
وأصح ما بأيديهم التشريح والستقراء التام الذي ل يرم ونن ل ننكر ذلك ولكن
ليس فيه ما يالف الوحي عن خلف الجنة أبدا وما يدل على أن القوم ل يبوا
ف ذلك عن مشاهدة قولم إن الني الذي يولد ف الشهر السابع يصي ديديا ف
تسعة أيام ودمويا ف ثانية أيام أخر ولميا ف تسعة أيام أخر ويقبل الصورة ف أثن
عشر يوما أخر فإذا اجتمعت هذه اليام صارت خسة وثلثي يوما فجعلوه مضغة
ف الربعي الول وهذا كذب ظاهر قطعا وإنا يصي لميا بعد الثماني ومثل هذا
ل يدرك إل بوحي أو مشاهدة وكلها مفقود عندهم وإنا بأيديهم قياس اعتبوا به
أحوال الجنة من شهور ولدها فحكموا على كل جني ولد ف شهر من شهور
الولدة على أنه ينبغي أن يكون ديديا أي نطفة كذا وكذا ودمويا أي علقة كذا
وكذا يوما ولميا أي مضغة كذا وكذا يوما ث أضعفوا ذلك العدد وجعلوه وقت
ترك الني وكذبوا ف ذلك على اللق العليم ف خلقه كما كذبوا عليه ف صفاته
وأسائه فإن القوم ل يكن لم نصيب من العلم الذي جاءت به الرسل بل كانوا كما
قال اله تعال فلما جاءتم رسلهم بالبينات فرحوا با عندهم من العلم النساء 83
وما غاية مل يناله النكر العرض عما جاءت به الرسل وغاية ما نالوا به علما بأمور
طبيعية فيها الق والباطل وأمور رياضية كثية التعب قليلة الدوى وأمور اليئة
باطلها أضعاف أضعاف حقها فأين العلم التلقى من الوحي النازل إل الظن الأخوذ
عن الرأي الزائل وأين العلم الأخوذ عن رسول ال عن جبيل عن ال عز وجل إل
الظن الأخوذ عن رأي رجل ل يستنر قلبه بنور الوحي طرفة عي وإنا معه حدسه
وتمينه ونسبه ما يدركه العقلء قاطبة بعقولم إل ما جاءت به الرسل كنسبة سراج
ضعيف إل ضوء الشمس و ل تدو ولو عمرت عمر نوح مسألة واحدة أصل اتفق
فيها العقلء كلهم على خلف ما جاءت به الرسل ف أمر من المور البتة فالنبياء
ل تأت با يالف صريح العقل البتة وإنا جاءت با ل يدركه العقل فما جاءت به
الرسل مع العقل ثلثة أقسام ل رابع لا البتة قسم شهد به العقل والفطرة وقسم
يشهد بملته ول يهتدى لتفصيله وقسم ليس ف العقل قوة إدراكه وأما القسم الرابع
وهو ما ييله العقل الصريح ويشهد ببطلنه فالرسل بريئون منه وإن ظن كثي من
الهال الدعي للعلم والعرفة أن بعض ما جاءت به الرسل يكون من هذا القسم
فهذا إما لهله با جاءت به وإما لهله بكم العقل أو لما
فصل
ف مقدار زمان المل واختلف الجنة ف ذلك
قال ال تعال ووحينا النسان بوالديه إحسانا حلته أمه كرها ووضعته كرها وحله
وفصاله ثلثون شهرا الحقاف 15فأخب تعال أن مدة المل والفطام ثلثون
شهرا وأخب ف آية البقرة أن مدة تام الرضاع حولي كاملي فعلم أن الباقي يصلح
مدة للحمل وهو ستة أشهر فاتفق الفقهاء كلهم على أن الرأة ل تلد لدون ستة
أشهر إل أن يكون سقطا وهذا أمر تلقاه الفقهاء عن الصحابة رضي ال عنهم
فذكر البيهقي وغيه عن أب حرب بن أب السود الديلي أن عمر أت بامرأة قد
ولدت لستة أشهر فهم عمر برجها فبلغ ذلك عليا رضي ال عنه فقال ليس عليها
رجم فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه فسأله فقال والوالدات يرضعن أولدهن حولي
كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة البقرة 233وقال وحله وفصاله ثلثون شهرا
الحقاف 15فستة أشهر حله وحولن تام الرضاعة ل حد عليهما فخلى عنها
وف موطأ مالك أنه بلغه أن عثمان بن عفان رضي ال عنه أت بامرأة قد ولدت ف
ستة أشهر فأمر با أن ترجم فقال علي ليس ذلك عليها قال ال تعال وحله وفصاله
ثلثون شهرا وقال وفصاله ف عامي فأمر با عثمان أن ترد فوجدها قد رجت
وذكر داود بن أب هند عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول إذا ولدت الرأة
لتسعة أشهر كفاها من الرضاع أحد وعشرون شهرا وإذا وضعت لسبعة أشهر
كفاها من الرضاع ثلثة وعشرون شهرا وإذا وضعت لستة أشهر كفاها من الرضاع
أربعة وعشرون شهرا كما قال تعال وحله وفصاله ثلثون شهرا انتهى كلمه
وقال ال تعال ال يعلم ما تمل كل أنثى وما تغيض الرحام وما تزداد الرعد 8
قال ابن عباس وما تغيض الرحام ما تنقص عن تسعة أشهر وما تزداد وما تزيد
عليها ووافقه على هذا أصحابه كمجاهد وسعيد ابن جبي وقال ماهد أيضا إذا
حاضت الرأة على ولدها كان ذلك نقصانا من الولد وما تزداد قال إذا زادت على
تسعة أشهر كان ذلك تاما لا نقص من ولدها وقال أيضا الغيض ما رأت الامل من
الدم ف حلها وهو نقصان من الولد والزيادة ما زاد على التسمة أشهر وهو تام
النقصان
وقال السن ما تغيض الرحام ما كان من سقط وما تزداد الرأة تلد لعشرة أشهر
وقال عكرمة تغيض الرحام اليض بعد المل فكل يوم رأت فيه الدم حامل ازداد
به ف اليام طاهرا فما حاضت يوما إل ازدادت ف المل يوما
وقال قتادة الغيض السقط وما تزداد فوق التسعة أشهر
وقال سعيد بن جبي إذا رأت الرأة الدم على المل فهو الغيض للولد فهو نقصان ف
غذاء الولد وزيادة ف المل تغيض وتزداد فعلن متعديان مفعولما مذوف وهو
العائد على ما الوصولة والغيض النقصان ومنه وغيض الاء هود 44وضده الزياده
والتحقيق ف معن الية أنه يعلم مدة المل وما يعرض فيها من الزيادة والنقصان
فهو العال بذلك دونكم كما هو العال با تمل كل أنثى هل هو ذكر أو أنثى
وهذا أحد أنواع الغيب الت ل يعلمها إل ال كما ف الصحيح عنه مفاتيح الغيب
خس ل يعلمهن إل ال ل يعلم مت تيء الساعة إل ال ول يعلم ما ف غد إل ال
ول يعلم مت ييء الغيث إل ال ول يعلم ما ف الرحام إل ال ول تدري نفس بأي
أرض توت إل ال
فهو سبحانه النفرد بعلم ما ف الرحم وعلم وقت إقامته فيه وما يزيد من بدنه وما
ينقص وما عدا هذا القول فهو من توابعه ولوازمه كالسقط والتام ورؤية الدم
وانقطاعه والقصود ذكر مدة إقامة المل ف البطن وما يتصل با من زيادة ونقصان
فصل
وأما أقصاها فقال ابن النذر اختلف أهل العلم ف ذلك فقالت طائفة أقصى مدته
سنتان وروي هذا القول عن عائشة وروي عن الضحاك
وهرم بن حيان أن كل واحد منهما أقام ف بطن أمه سنتي وهذا قول سفيان الثوري
وفيه قول ثان وهو أن مدة المل قد تكون ثلث سني روينا عن الليث بن سعد أنه
قال حلت مولة لعمر بن عبد ال ثلث سني وفيه قول ثالث أن أقصى مدته أربع
سني هكذا قال الشافعي رحه ال
قلت وعن المام أحد رحه ال روايتان أنه أربع سني والثانية سنتان قال واختلف
فيه عن مالك فالشهور عنه عند أصحابه مثل ما قال الشافعي وحكى ابن الاجشون
عنه ذلك ث رجع لا بلغه قصة الرأة الت وضعت لمس سني وفيه قول آخر أن مدة
المل قد تكون خس سني حكي عن عباد بن العوام أنه قال ولدت امرأة معنا ف
الدار لمس سني قال فولدته وشعره يضرب إل ها هنا وأشار إل العنق قال ومر به
طي فقال هش وقد حكي عن ابن عجلن أن امرأته كانت تمل خس سني
وفيه قول خامس قال الزهري أن الرأة تمل ست سني وسبع سني فيكون ولدها
مشوشا ف بطنها قال وقد أتى سعيد بن مالك بامرأة حلت سبع سني
وقالت فرقة ل يوز ف هذا الباب التحديد والتوقيت بالرأي لنا وجدنا لدن المل
أصل ف تأويل الكتاب وهو الشهر الستة فنحن نقول بذا ونتبعه ول ند لخره
وقتا وهذا قول أب عبيد ودفع بذا حديث عائشة وقال الرأة الت روته عنها مهولة
وأجع كل من يفظ عنه من أهل العلم أن الرأة إذا جاءت بولد لقل من ستة أشهر
من يوم تزوجها الرجل أن الولد غي ل حق به فان جاءت به لستة أشهر من يوم
نكحها فالولد له وهذا وأمثاله يدل على أن الطبيعة الت هي منتهى سي الطبائعيي لا
رب قاهر قادر يتصرف فيها بشيئته وينوع فيها خلقه كما يشاء ليدل من له عقل
على وجوده ووحدانيته وصفات كماله ونعوت جلله وإل فمن أين ف الطبيعة
الجردة هذا الختلف العظيم والتباين الشديد ومن أين ف الطبيعة خلق هذا النوع
النسان على أربعة أضرب
أحدها ل من ذكر ول من أنثى كآدم الثان من ذكر بل أنثى كحواء صلوات ال
عليها الثالث من أنثى بل ذكر كالسيح الرابع من ذكر وأنثى كسائر النوع ومن أين
ف الطبيعة والقوة هذا التركيب والتقدير والتشكيل وهذه العضاء والرباطات
والقوى والنافذ والعجائب الت ركبت ف هذه النطفة الهينة لو ل بدائع صنع ال ما
وجدت تلك العجائب ف مستقذر الاء يا أيها النسان ما غرك بربك الكري الذي
خلقك فسواك فعدلك ف أي صورة ما شاء ركبك النفطار 8 - 6إن ال ل
يفى عليه شيء ف الرض ول ف السماء هو الذي يصوركم ف الرحام كيف
يشاء ل إله إل هو العزيز الكيم آل عمران 5و 6لقد دل سبحانه على نفسه
أوضح دللة با أشهده كل عبد على نفسه من حاله وحدوثه وإتقان صنعه وعجائب
خلقه وآيات قدرته وشواهد حكمته فيه
ولقد دعا سبحانه النسان إل النظر ف مبدإ خلقه وتامه فقال تعال فلينظر النسان
مم خلق خلق من ماء دافق يرج من بي الصلب والترائب الطارق 7 - 6وقال يا
أيها الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ث من نطفة ث من
علقة ث من مضغة ملقة وغي ملقة لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل أجل
مسمى ث نرجكم طفل ث لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوف ومنكم من يرد إل
أرذل العمر لكيل يعلم من بعد علم شيئا الج 5
وقال تعال وف الرض آيات للموقني وف أنفسكم أفل تبصرون الذاريات - 20
21وهذا ف القرآن كثي لن تدبره وعقله وهو شاهد منك عليك فمن أين للطبيعة
والقوة الحصورة هذا اللق والتقان والبداع وتفصيل تلك العظام وشد بعضها
ببعض على اختلف أشكالا ومقاديرها ومنافعها وصفاتا ومن جعل ف النطفة تلك
العروق واللحم والعصب ومن فتح لا تلك البواب والنافذ ومن شق سعها وبصرها
ومن ركب فيها لسانا تنطق به وعيني تبصر بما وأذني تسمع بما وشفتي ومن
أودع فيها الصدر وما حواه من النافع واللت الت لو شاهدتا لرأيت العجائب
ومن جعل هناك حوضا وخزانة يتمع فيها الطعام والشراب وساق إليه ماري
وطرقا ينفذ فيها فيسقي جيع أجزاء البدن كل جزء يشرب من مراه الذي يتص به
ل يتعداه قد علم كل أناس مشربم البقرة 60ومن أخذ منها تلك القوى الت با
تت مصالها ومنافعها ومن أودع فيها العلوم الدقيقة والصنائع العجيبة وعلمها ما
ل تكن تعلم وألمها فجورها وتقواها ونقلها ف أطوار التخليق طورا بعد طور
وطبقا بعد طبق إل أن صارت شخصا حيا ناطقا سيعا بصيا عالا متكلما آمرا ناهيا
مسلطا على طي السماء وحيتان الاء ووحوش الفلوات عالا با ل يعلمه غيه من
الخلوقات قتل النسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ث السبيل
يسره ث أماته فأقبه ث إذا شاء أنشره عبس 15 - 22
فصل
وقد زعم طائفة من تكلم ف خلق النسان أنه إنا يعطى السمع والبصر بعد ولدته
وخروجه من بطن أمه واحتج بقوله تعال وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل
تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم تشكرون النحل 77
واحتج أنه ف بطن الم ل يرى شيئا ول يسمع صوتا فلم يكن لعطائه السمع
والبصر هناك فائدة
وليس ما قاله صحيحا ول حجة له ف الية لن الواو ل ترتيب فيها بل الية حجة
عليه فإن فؤاده ملوق وهو ف بطن أمه وقد تقدم حديث حذيفة بن أسيد والصحيح
إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث ال إليها ملكا فصورها وخلق سعها وبصرها
وجلدها ولمها وهذا وإن كان الراد به العي والذن فالقوة السامعة والباصرة
مودوعة فيها وأما الدراك بالفعل فهو موقوف على زوال الجاب الانع منه فلما
زال بالروج من البطن عمل القتضى عمله وال أعلم
فصل
ف ذكر أحوال الني بعد تريكه وانقلبه عند تام نصف السنة يعرض للجني ف
هذا الوقت أن يهتك غشاؤه والجب الت عليه وأن ينتقل عن مكانه نو فم الرحم
فإن كان الني قويا وكانت أغشيته الت تغشيه وسرته أضعف ت الولد وإن كان
الني ضعيفا وأغشيته وسرته أقوى فإما أن يهتكها بعض التك ول يولد فيبقى
مريضا أربعي يوما إل تام آخر الشهر الثامن فإن ولد ف هذه الربعي يوما مات
ول يكن تربيته ول بقاؤه وإن هو هتك أغشيته كل التك حت يكن تلف ذلك ول
يولد مات فإن ل يسقط وال قتل الامل به وإن تتك أغشيته هتكا يكن تلفيه بقي
ول يت ومكث ف موضعه الذي ترك نوه وانقلب إليه عند فم الفرج وإنا يعرض
لم الرض ف هذه الربعي يوما إذا ل يولدوا بعد تركهم لنم ينقلبون عن مكانم
الذي نشؤوا فيه وتتغي مواضعهم وانلع السرة بانتقاله ولن أمهاتم يعرض لن أن
يرضن عند ذلك لتمدد الغشية وانلع السرة التصلة بالرحم منهن ولن الني إذا
انل رباطه ثقل على أمه
فصل
ف سبب الشبه للبوين أو أحدها وسبب الذكار واليناث وهل لما علمة وقت
المل أم ل
تقدم ذكر قوله تعال هو الذي يصوركم ف الرحام كيف يشاء آل عمران 6
وثبت ف الصحيحي عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن أم سليم سألت النب عن
الرأة ترى ف منامها ما يرى الرجل فقال إذا رأت الرأة ذلك فلتغتسل فقال أم سليم
واستحيت من ذلك وهل يكون هذا فقال النب نعم فمن أين يكون الشبه ماء الرجل
غليظ أبيض وماء الرأة رقيق أصفر فمن أيهما عل أو سبق يكون منه الشبه
وف صحيح مسلم عن عائشة أن الرأة قالت لرسول ال هل تغتسل الرأة إذا حلت
فأبصرت الاء فقال نعم فقالت لا عائشة تربت يداك فقال رسول ال دعيها وهل
يكون الشبه إل من قبل ذلك إذا عل ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا عل
ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه
وف صحيح مسلم عن ثوبان قال كنت قائما عند رسول ال فجاء حب من أحبار
اليهود فقال السلم عليك يا ممد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال ل تدفعن
فقلت أل تقول يا رسول ال فقال اليهودي إنا ندعوه باسه الذي ساه به أهله فقال
رسول ال اسي ممد الذي سان به أهلي فقال اليهودي جئت أسألك فقال رسول
ال أينفعك شب إن حدثتك فقال أسع بأذن فنكت رسول ال بعود معه فقال سل
فقال اليهودي أين يكون الناس حي تبدل الرض غي الرض والسماوات فقال
رسول ال هم ف الظلمة دون السر فقال فمن أول الناس إجازة يوم القيامة قال
فقراء الهاجرين قال اليهودي فما تفتهم حي يدخلون النة قال زيادة كبد النون
قال فما غذاؤهم على إثرها قال ينحر لم ثور النة الذي كان يأكل من أطرافها قال
فما شرابم عليه قال عينا فيها تسمى سلسبيل قال صدقت قال أردت أن أسألك
عن شيء ل يعلمه أحد من أهل الرض إل نب أو رجل أو رجلن قال ينفعك إن
حدثتك قال أسع بأذن قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء الرأة
أصفر فإذا اجتمعا فعل من الرجل من الرأة أذكر بإذن ال وإذا عل من الرأة من
الرجل آنثا بإذن ال تعال فقال اليهودي لقد صدقت وإنك لنب ث انصرف فذهب
فقال رسول ال لقد سألن عن الذي سألن عنه ومال علم بشيء منه حت أتان ال
عز وجل به
وف مسند المام أحد من حديث القاسم بن عبد الرحن عن أبيه عن عبد ال هو
ابن مسعود قال مر يهودي برسول ال وهو يدث أصحابه فقال رجل من قريش يا
يهودي إن هذا يزعم أنه نب فقال لسألنه عن شيء ل يعلمه إل نب فجاء حت
جلس ث قال يا ممد مم يلق النسان قال يا يهودي من كل يلق من نطفة الرجل
ومن نطفة الرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة الرأة
نطفة الرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم فقام اليهودي فقال هكذا كان يقول من
قبلك
فتضمنت هذه الحاديث أمورا أحدها أن الني يلق من ماء الرجل وماء الرأة
خلفا لن يزعم من الطبائعيي أنه إنا يلق من ماء الرجل وحده وقد قال تعال
فلينظر النسان مم خلق ; خلق من ماء من ماء دافق ; يرج من بي الصلب
والترائب الطارق 5 - 7قال الزجاج قال أهل اللغة التربية موضع القلدة من
الصدر والمع ترائب وقال أبو عبيدة الترائب معلق اللي من الصدر وهو قول جيع
أهل اللغة وقال عطاء عن ابن عباس يريد صلب الرجل وترائب الرأة وهو موضع
قلدتا وهذا قول الكلب ومقاتل وسفيان وجهور أهل التفسي وهو الطابق لذه
الحاديث وبذلك أجرى ال العادة ف أياد ما يوجده من بي أصلي كاليوان
والنبات وغيها من الخلوقات فاليوان ينعقد من ماء الذكر وماء النثى كما ينعقد
النبات من الاء والتراب والواء ولذا قال ال تعال بديع السموات والرض أن
يكون له ولد ول تكن له صاحبة النعام 1 : 1فإن الولد ل يتكون إل من بي
الذكر وصاحبته و ل ينتقض هذا بآدم وحواء أبوينا ول بالسيح فإن ال سبحانه
مزج تراب آدم بالاء حت صار طينا ث أرسل عليه الواء والشمس حت صار
كالفخار ث نفخ فيه الروح وكانت حواء مستلة منه وجزءا من أجزائه والسيح خلق
من ماء مري ونفخة اللك وكانت النفخة له كالب لغيه
فصل
المر الثان إن سبق أحد الائي سبب لشبه السابق ماؤه وعلو أحدها سبب لجانسة
الولد للعال ماؤه فها هنا أمران سبق وعلو وقد يتفقان وقد يفترقان فإن سبق ماء
الرجل ماء الرأة وعله كان الولد ذكرا والشبه للرجل وإن سبق ماء الرأة وعل ماء
الرجل كانت أنثى والشبه للم وإن سبق أحدها وعل الخر كان الشبه للسابق
ماؤه والذكار واليناث لن عل ماؤه ويشكل على هذا أمران أحدها أن الذكار
واليناث ليس له سبب طبيعي وإنا هو مستند إل مشيئة الالق سبحانه ولذا قال ف
الديث الصحيح فيقول اللك يا رب أذكر أم أنثى فما الرزق فما الجل شقي أم
سعيد فيقضي ال ما يشاء ويكتب اللك فكون الولد ذكر أو أنثى مستند إل تقدير
اللق العليم كالشقاوة والسعادة والرزق والجل وأما حديث ثوبان فانفرد به
مسلم وحده والذي ف صحيح البخاري إنا هو الشبه وسببه علو ماء أحدها أو
سبقه ولذا قال فمن أيهما علأو سبق يكون الشبه له
المر الثان أن القافة مبناها على شبه الواطئ ل على شبه الم ولذا قال النب ف ولد
اللعنة انظروها فإن جاءت به على نعت كذا وكذا فهو لشريك بن السمحاء يعن
الذي رميت به وإن جاءت به على نعت كذا وكذا فهو للل بن أمية فاعتب شبه
الواطئ ول يعتب شبه الم وياب عن هذين الشكالي
أما الول فإن ال سبحانه قدر ما قدره من أمر النطفة من حي وضعها ف الرحم إل
آخر أحوالا بأسباب قدرها حت الشقاوة والسعادة والرزق والجل والصيبة كل
ذلك بأسباب قدرها ول ينكر أن يكون للذكار واليناث أسباب كما للشبه
أسباب لكون السبب غي موجب لسببه بل إذا شاء ال جعل فيه اقتضاءه وإذا شاء
سلبه اقتضاءه وإذا شاء رتب عليه ضد ما هو سبب له وهو سبحانه يفعل هذا تارة
وهذا تارة وهذا تارة فالوجب مشيئة ال وحده فالسبب متصرف فيه ل متصرف
مكوم عليه ل حاكم مدبر ول مدبر فل تضاد بي قيام سبب الذكار واليناث
وسؤال اللك ربه تعال أي المرين يدثه ف الني ولذا أخب سبحانه أن الذكار
واليناث وجعهما هبة مضه منه سبحانه راجع إل مشيئه وعلمه وقدرته
فإن قيل فقول اللك يا رب أذكر أم أنثى مثل قوله ما الرزق وما الجل وهذا ل
يستند إل سبب من الواطئ وإن كان يصل بأسباب غي ذلك قيل نعم ل يستند
الذكار واليناث إل سبب موجب من الوطء وغاية ما هناك أن ينعقد جزء من
أجزاء السبب تام السبب من أمور خارجة عن الزوجي ويكفي ف ذلك أنه إن ل
يأذن ال باقتضاء السبب لسببه ل يترتب عليه فاستناد الذكار واليناث إل مشيئته
سبحانه ل يناف حصول السبب وكونما بسبب ل يناف استنادها إل الشيئة ول
يوجب الكتفاء بالسبب وحده
وأما تفرد مسلم بديث ثوبان فهو كذلك والديث صحيح ل مطعن فيه ولكن ف
القلب من ذكر اليناث والذكار فيه شيء هل حفظت هذه اللفظة أو هي غي
مفوظة والذكور إنا هو الشبه كما ذكر ف سائر الحاديث التفق على صحتها
فهذا موضع نظر كما ترى وال أعلم
فصل
وأما المر الثالث وهو اعتبار القائف لشبه الب دون الم فذلك لن كون الولد من
الم أمر مقق ل يعرض فيه اشتباه سواء أشبهها أو ل يشبهها وإنا يتاج إل القافة
ف دعوى الباء ولذا يلحق بأبوين عند أصحاب رسول ال وأكثر فقهاء الديث
ول يلحق بأمي فإذا ادعاه أبوان أري القافة فألق بن كان الشبه له إذا ل يكن ث
فراش فإن كان هناك فراش ل يلتفت إل مالفة الشبه له فالشبه دليل عند عدم
معارضة ما هو أقوى منه من الفراش والبينة نعم لو ادعاه امرأتان أري القافة فألق
بن كان أشبه با منهما فعملنا بالشبه ف الوضعي
ونص المام أحد على اعتبار القافة ف حق الرأتي فسئل عن يهودية ومسلمة ولدتا
فادعت اليهودية ولد السلمة فقيل له يكون ف هذه القافة قال ما أحسنه وهذا أصح
الوجهي للشافعية وقالوا ف الوجه الخر ل تعتب القافة ها هنا لمكان معرفة الم
يقينا بلف الب والصحيح اعتبار القافة ف حق الرأتي لنه اعتبار لشبه الم والولد
يأخذ الشبه من الم تارة ومن الب تارة بدليل ما ذكرنا من حديث عائشة وأم
سلمة وعبد ال بن سلم وأنس بن مالك وثوبان رضي ال عنهم وإمكان معرفة الم
يقينا ل ينع اعتبار القافة عند عدم اليقي كما نتعبها بالشبه إل الرجلي عند عدم
الفراش
وقد روى سليمان بن حرب عن حاد عن هشام بن حسان عن ممد ابن سيين قال
حج بنا الوليد ونن سبعة ولد سيين فمر بنا إل الدينة فلما دخلنا على زيد بن
ثابت رضي ال عنه قيل له هؤلء بنو سيين قال فقال زيد هذان لم وهذان لم
وهذان لم فما أخطأ
وقد قال بقراط ف كتاب الجنة وإذا كان من الرجل أكثر من من الرأة أشبه الطفل
أباه وإذا كان من الرأة أكثر من من الرجل أشبه الطفل أمه وقال الن ينل من
أعضاء البدن كلها ويري من الصحيحة صحيحا ومن السقيمة سقيما وقال إن
الصلع يلدون صلعا والشهل يلدون شهل والول حول وقال أما اللحم فإنه يربو
ويزداد مع اللحم ويلق فيه مفاصل ويكون كل شيء من الني شبيها با يرج منه
وقال قد يتولد مرارا كثية من العميان ومن به شامة أو أثر ومن به علمات أخر من
به علمة مثلها وكثيا ما يولد أبناء يشبهون أجدادهم أو يشبهون آباءهم وقال
الذكور ف الكثر يشبهون آباءهم والناث يشبهن أمهاتن
فصل
وقد يكون قبح الولود وحسنه من أسباب أخر
منها أن أفكار الوالدين وخاصة الوالدة إذا جالت عند الباضعة وبعدها إل وقت
خلق الني ف الشخاص الت تشاهدها وتعاينها وتتذكرها وتشتاقها لنا تبها و
تودها فإذا دامت الفكرة فيه والشتياق إليه أشبه الني وتصور بصورته فإن الطبيعة
نقالة واستعدادها وقبولا أمر يعرفه كل أحد
وحدثن رئيس الطباء بالقاهرة قال أجلست ابن أخي يكحل الناس فما مكث إل
يسيا حت جاء وبه رمد فلما برأ منه عاد فعاوده الرمد فعلمت أنه من فتح عينيه ف
أعي الرمد والطبيعة نقالة
وقد ذكر الطباء أن إدمان الامل على أكل السفرجل والتفاح ما يسن وجه
الولود ويصفي لونه وكرهوا للحامل رؤية الصور الشنيعة واللوان الكمدة والبيوت
الوحشة الضيقة وأن ذلك كله يؤثر ف الني
فصل
وقال بقراط ف كتاب الجنة إذا حصل من الرجل داخل الرحم عند الماع ول
يسل إل خارج ولكنه مكث ف فم الرحم وانضم فمه علقت الرأة وإذا انضم فم
الرحم اختلط النيان ف جوفه وت البل فإذا توافق إنزال الرجل وإنزال الرأة ف وقت
واحد واختلط الاءان وثبتا ف الرحم واشتمل عليهما وانضم علقت الرأة وتدبي
ذلك يكون ف ثلثة أوقات قبل الباضعة ومعها وبعدها بإعداد الرحم لقبول النطفة
ومعها بإيصال النطفة إل مستقرها ف الرحم واتفاق النزالي وبعدها بثبات النطفة
ف الرحم وإمساكه عليها وحفظها من الروج والفساد قلت السبب الذكور غي
موجب وإنا الوجب مشيئة ال وحده كما بينا وال أعلم
فصل
وإذا تكون الني وصوره الالق البارىء الصور خلق ورأسه إل فوق ورجله إل
أسفل فعندما يأذن ال بروجه ينقلب ويصي رأسه إل أسفل فيتقدم رأسه سائر بدنه
هذا باتفاق من الطباء والشرحي وهذا من تام العناية اللية بالني وأمه لن رأسه
إذا خرج أول كان خروج سائر بدنه أسهل من غي أن يتاج شيء منها إل أن ينثن
فإن الني لو خرجت رجله أول ل يؤمن أن ينشب ف الرحم عند يديه وإن
خرجت رجله الواحدة ل يؤمن أن يعلق وينشب ف الرحم عند إدراكه وإن خرجت
اليدان ل يؤمن أن ينشب عند رأسه إما أنه يلتوي إل خلف وإما لن السرة تلتوي
إل عنقه أو كتفه لن الني إذا اندر فصار إل موضع فيه السرة متدة التوت هناك
على عنقه وكتفه فيعرض من ذلك إما أن ياذب السرة فتأل الم غاية الل ث إن
الني إما أن يوت وإما أن يصعب خروجه ويرج وهو عليل متورم فاقتضت
حكمة أحكم الاكمي أن ينقلب ف البطن فيخرج رأسه أول ث يتبع الرأس باقي
البدن
فصل
ف السبب الذي لجله ل يعيش الولد إذا ولد لثمانية أشهر ويعيش إذا ولد لسبعة
أشهر وتسعة وعشرة
إذا أت الني سبعة أشهر عرض له حركة قوية يتحركها بالطبع للنقلب والروج
فإن كان الني قويا من الطفال الذين لم بالطبع قوة شديدة ف تركيبهم وجبلتهم
حت يقدر بركته على أن يهتك ما ييط به من الغشية الحيطة به التصلة بالرحم
حت ينفذ ويرج منها خرج ف الشهر السابع وهو قوي صحيح سليم ل تؤله
الركة ول يرضه النقلب وإن كان ضعيقا عن ذلك فهو إما أن يعطب بسب ما
يناله من الضرر والل بالركة للنقلب فيخرج ميتا وإما أن يبقى ف البطن فيمرض
ويلبث ف مرضه نوا من أربعي يوما حت يبأ وينتعش ويقوى فإذا ولد ف حدود
الشهر الثامن ولد وهو مريض ل يتخلص من أله فيعطب ول يسلم ول يترب وإن
لبث ف الرحم حت يوز هذه الربعي يوما إل الشهر التاسع وقوي وصح وانتعش
وبعد عهده بالرض كان حريا أن يسلم وأولهم بأن يسلم أطولم بعد النقلب لبثا
ف الرحم وهم الولودون ف الشهر العاشر وأما من ولد بي العاشر والتاسع فحالم
ف ذلك بسب القرب والبعد
وقال غيه العلة ف أنه ل يكن أن يعيش الولود لثمانية أشهر أنه يتوال عليه ضربان
من الضرر أحدها انقلبه ف الشهر السابع ف جوف الرحم للولدة والثان تغي
الال عليه بي مكانه ف الرحم وبي مكانه ف الواء وإن كان قد يعرض ذلك التغيي
لميع الجنة لكن الولود لسبعة أشهر ينجو من الرحم قبل أن يناله الضرر الذي من
داخل بعقب النقلب والمراض الت تعرض ف جوف الرحم فالولود لسبعة أشهر
وعشرة أشهر يلبث ف الرحم حت يبأ وينجو من تلك المراض فليس يتوال عليه
الضرران معا والولود لثمانية أشهر يتوال عليه الضرران معا وكذلك ل يكن أن
يعيش وجيع الجنة ف الشهر الثامن يعرض لم الرض
ويدلك على ذلك أنك تد جيع الوامل والبال ف الشهر الثامن أسوأ حال وأثقل
منهن ف مدة الشهور الت قبل هذا الشهر وبعده وأحوال المهات متصلة بأحوال
الجنة
فصل
وبكاء الطفل ساعة ولدته يدل على صحته وقوته وشدته وإذا وضع الطفل يده أو
إبامه أو إصبعه على عضو من أعضائه فهو دليل على أل ذلك العضو وكل اليوان
بالطبع يشي إل ما يؤله من بدنه إما بيده أو بفمه أو برأسه أو بذنبه فلما كان الطفل
عادما للنطق أشار بأصبعه أو يده إل موضع أله كاليوان البهيم
فصل
ف أن الطفال وهم حل ف الرحم أقوى منهم بعد ولدهم وأصب وأشد احتمال لا
يعرض لم وكذلك تكون العناية بم بعد ولدهم آكد والذر عليهم أشد فإن
أغصان الشجرة وفروعها ما دامت لصقة بالشجرة ومتصلة با ل تكاد الرياح
العواصف تزعزعها ول تقتلعها فإذا فصلت عنها وغرست ف مواضع أخر نالتها
الفة ووصلت إليها بأدن ريح تب حت تقتلعها
وكذلك الني ما دام ف الرحم فهو يقوى ويصب على ما يعرض له ويناله من سوء
التدبي والذى على ما ل يصب على اليسي منه بعد ولدته وانفصاله عن الرحم
وكذلك الثمرة على الشجرة أقوى منها وأثبت بعد قطعها منها ولا كان مفارقة كل
معتاد ومألوف بالنتقال عنه شديدا على من رامه ول سيما إذا كان النتقال دفعة
واحدة فالني عند مفارقته للرحم ينتقل عما قد ألفه واعتاده ف جيع أحواله دفعة
واحدة وشدة ذلك النتقال عليه أكثر من شدة النتقال بالتدريج
ولذلك قال بقراط قد يعلم بأهون سعي وأيسره أن التدبي الرديء من الطعم
والشرب إذا كان يري مع رداءته على أمر واحد يشبه بعضه بعضا دائما فهو أوثق
وأحرز وأبعد عن الطر ف التماس الصحة للبدان من أن ينقل الرجل تدبيه دفعة
واحدة إل غذاء أفضل منه فالني ينتقل عما ألفه واعتاده ف غذائه وتنفسه ومداخله
وما يكتنفه وهلة واحدة
وهذه أول شدة يلقاها ف الدنيا ث تتوافر عليها الشدائد حت يكون آخرها الشدة
العظمى الت ل شدة فوقها أو الراحة العظمى الت ل تعب دونا ولذلك ل يبكي عند
ورود هذه الشدة عليه مع ما يلقاه من وكز الشيطان وطعنه ف خاصرته
فصل
والني ف الرحم كان يغتذي با يلئمه وكان يتذب بالطبع القدار الذي يلئمه
من دم أمه وبعد خروجه يتذب من اللب ما يلئمه أيضا لكنه يتذب بشهوته
وإرادته فيزيد على مقدار ما يتاج إليه مع كون اللب يكون رديئا ومعلول كما
يكون صحيحا وكذلك يعرض له القيء والغثيان ويتذب أخلط بدنه وتعرض له
اللم والوجاع والفات الت ل تعرض له ف البطن وقد كان عليه من الغشية
والجب ما ينع وصول الذى اليه فلما ولد هيء له أغشية وحجب أخر ل يكن
يألفها ويعتادها وربا صحى للحر والبد والواء وكان يتذبه من سرته وهو ألطف
شيء معتدل صحيح قد يصح قلب الم وعروقها الضوارب فهو شبيه با يتذبه من
هو داخل المام من الواء اللطيف العتدل ث يرج منه وهلة واحدة عريانا إل الواء
العاصف الؤذي
وبالملة فقد انتقل عن مألوفه وما اعتاده وهلة واحدة إل ما هو أشد عليه منه
وأصعب وهذا من تام حكمة اللق العليم ليمرن عبده على مفارقة عوائده
ومألوفاته إل ما هو أفضل منها وأنفع وأوفق له وقد أشار تعال إل هذا بقوله لتر
كب طبقا عن طبق النشقاق 19أي حال بعد حال فأول أطباقة كونه نطفة ث
علقة ث مضغة ث جنينا ث مولودا ث رضيعا ث فطميا ث صحيحا أو مريضا غنيا أو
فقيا معاف أو مبتلى إل جيع أحوال النسان الختلفة عليه إل أن يوت ث يبعث ث
يوقف بي يدي ال تعال ث يصي إل النة أو النار فالعن لتركب حال بعد حال
ومنل بعد منل وأمرا بعد أمر قال سعيد بن جبي وابن زيد لتكونن ف الخرة بعد
الول ولتصين أغنياء بعد الفقر وفقراء بعد الغن
وقال عطاء شدة بعد شدة والطبق والطبقة الال ولذا يقال كان فلن على طبقات
شت قال عمرو بن العاص لقد كنت على طبقات ثلث أي أحوال ثلث
قال ابن العراب الطبق الال على اختلفها وقد ذكرنا بعض أطباق الني ف البطن
من حي كونه نطفة إل وقت ولده ث نذكر أطباقه بعد ولدته إل آخرها فنقول
الني ف الرحم بنلة الثمرة على الشجرة ف اتصالا بحلها اتصال قويا فإذا بلغت
الغاية ل يبق إل انفصالا لثقلها وكمالا وانقطاع العروق المسكة لا فكذا الني
تنهك عنه تلك الغشية وتنفصل العروق الت تسكه بي الشيمة والرحم وتصي تلك
الرطوبات الزلفة فتعينه بإزلقها وثقله وانتهاك الجب وانفصال العروق على
الروج فينفتح الرحم انفتاحا عظيما جدا ول بد من انفصال بعض الفاصل العظيمة
ث تلتئم ف أسرع زمان وقد اعترف بذلك حذاق الطباق والشرحي وقالوا ل يتم
ذلك إل بعناية إلية وتدبي يعجز عقول الناس عن إدراك كيفيته فتبارك ال أحسن
الالقي فإذا انفصل الني بكى ساعة انفصاله لسبب طبيعي وهو مفارقة إلفه
ومكانه الذي كان فيه وسبب منفصل عنه وهو طعن الشيطان ف خاصرته فإذا
انفصل وت انفصاله مد يده إل فيه فإذا ت له أربعون يوما تد له أمر آخر على نو
ما كان يتجدد له وهو ف الرحم فيضحك عند الربعي وذلك أول ما يعقل نفسه
فإذا ت له شهران رأى النامات ث ينشأ معه التمييز والعقل على التدريج شيئا فشيئا
إل سن التمييز وليس له سن معي بل من الناس ما ييز لمس كما قال ممود بن
الربيع عقلت من النب مة مها ف وجهي من دلو ف بئرهم وأنا ابن خس سني
ولذلك جعلت المس سني حدا لدة ساع الصب وبعضهم ييز لقل منها ويذكر
أمورا جرت له وهو دون المس سني وقد ذكرنا عن إياس بن معاوية أنه قال اذكر
يوم ولدتن أمي فإن خرجت من ظلمة إل ضوء ث صرت إل ظلمة فسئلت أمه عن
ذلك فقالت صدق لا انفصل من ل يكن عندي ما ألفه به فوضعت عليه قصعة
وهذا من أعجب الشياء وأندرها فإذا صار له سبع سني دخل ف سن التمييز وأمر
بالصلة
كما ف السند والسنن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال
رسول ال مروا أبناءكم بالصلة لسبع سني وأضربوهم عليها لعشر سني وفرقوا
بينهم ف الضاجع
وقد خي النب ابنة فطيما بي أبويها كما روى أبو داود ف سننه من حديث عبد
الميد بن جعفر بن عبد ال بن رافع بن سنان النصاري قال أخبن أب عن جدي
رافع بن سنان أنه أسلم فأبت امرأته أن تسلم فأتت النب فقالت ابنت وهي فطيم أو
شبهه وقال نافع ابنت فقال رسول ال اقعد ناحية وقال لا اقعدي ناحية فأقعد الصبية
بينهما ث قال ادعواها فمالت إل أمها فقال النب اللهم اهدها فمالت إل أبيها
فأخذها و ل أحسن من هذا الكم ول أقرب إل النظر والعدل
وعند النسائي ف رواية عن عبد الميد بن جعفر النصاري عن أبيه أن جده أسلم
وأبت امرأته أن تسلم فجاء بابن له صغي ول يبلغ فأجلس النب الب هاهنا والم ها
هنا ث خيه وقال اللهم اهده فذهب إل أبيه وف السند من حديث أب هريرة أن
رسول ال خي غلما بي أبيه وأمه
وأما تقيد وقت التخيي بسبع فليس ف الحاديث الرفوعة اعتباره وإنا ذكر فيه أثر
عن علي وأب هريرة قال عمارة الرمي خين علي بي أمي وعمي وكنت ابن سبع
سني أو ثان سني وهذا ل يدل على أن من دون ذلك ل يي بل اتفق أن ذلك
الغلم الخي كان سنه ذلك
وف السنن من حديث أب هريرة جاءت امرأة إل النب فقالت يا رسول ال إن
زوجي يريد أن يذهب بابن وقد سقان من بئر أب عنبة وقد نفعن فقال له النب هذا
أبوك وهذه أمك فخذ بيدأيهما شئت فأخذ بيد أمه فانطلقت به ول يسأل عن سنه
وظاهر أمره أن غاية ما وصل إليه أنه سقاها من البئر فليس ف أحاديث التخيي
مرفوعها وموقوفها تقييد بالسبع والذي دلت عليه أنه مت ميز بي أبيه وأمه خي
بينهما وال أعلم
وكذلك صحة إسلمه ل تتوقف على السبع بل مت عقل السلم ووصفه صح
إسلمه واشترط الرقي أن يكون ابن عشر سني وقد نص أحد على ذلك ف
الوصية فإنه قال ف رواية ابنيه صال وعبد ال وعمه أب طالب وإسحاق بن ابراهيم
وأب داود وابن منصور على اشتراط العشر سني لصحة وصيته وقال له أبو طالب
فإن كان دون العشرة قال ل واحتج ف رواية إسحاق بن ابراهيم بأنه يضرب على
الصلة لعشر وأما إسلمه فقال ف الغن أكثر الصححي لسلمه ل يشترطوا العشر
ول يدوا له حدا وحكاه ابن النذر عن أحد لن القصود حصل ل حاجة ال زيادة
عليه
وروي عن أحد إذا كان ابن سبع سني فإسلمه إسلم لن النب قال مروهم
بالصلة لسبع فدل على أن ذلك حد لمرهم وصحة عباداتم فيكون حدا لصحة
إسلمهم
وقال ابن أب شيبة إذا أسلم وهو ابن خس سني جعل إسلمه إسلما لن عليا أسلم
وهو ابن خس سني وقال أبو أيوب أجيز إسلم ابن ثلث سني من أصاب الق
من صغيأو كبي أجزناه وهذا ليكاد يعقل السلم ول يدري ما يقول ول يثبت
لقوله حكم فإن وجد ذلك منه ودلت أقواله وأفعاله على معرفة السلم وعقاله إياه
صح منه كغيه انتهى كلمه فقد صرح الشيخ بصحة إسلم ابن ثلث سني إذا
عقل السلم
وقد قال اليمون قلت لب عبد ال الغلم يسلم وهو ابن عشر سني ول يبلغ النث
قال أقبل إسلمه قلت بأي شيء تتج فيه قال أنا أضربه على الصلة ابن عشر
وأفرق بينهم ف الضاجع وقال الفضل بن زيادة سألت أحد عن الصب النصران
يسلم كيف تصنع به قال إذا بلغ عشرا أجبته على السلم لن النب قال علموا
أولدكم الصلة لسبع واضربوهم عليها لعشر فهذه رواية وعنه رواية أخرى يصح
إسلم ابن سبع سني
قال أبو الارث قيل لب عبد ال إن غلما صغيا أقر بالسلم وشهد أن ل إله إل
ال وأن ممدا رسول ال وصلى وهو صغي ل يدرك ث رجع عن السلم يوز
إسلمه وهو صغي قال نعم إذا أتى له سبع سني ث أسلم أجب على السلم لن
النب قال علموهم الصلة لسبع فكان حكم الصلة قد وجب إذ أمر أن يعلموهم
الصلة لسبع وقال صال قال أب إذا بلغ اليهودي والنصران سبع سني ث أسلم أجب
على السلم لنه إذا بلغ سبعا أمر بالصلة قلت وإن كان ابن ست قال ل
فصل
فإذا صار ابن عشر ازداد قوة وعقل واحتمال للعبادات فيضرب على ترك الصلة
كما أمر به النب وهذا ضرب تأديب وترين وعند بلوغ العشر يتجدد له حال أخرى
يقوى فيها تييزه ومعرفته ولذلك ذهب كثي من الفقهاء إل وجوب اليان عليه ف
هذا الال وأنه يعاقب على تركه وهذا اختيار أب الطاب وغيه وهو قول قوي
جدا وإن رفع عنه قلم التكليف بالفروع فإنه قد أعطي آلة معرفة الصانع والقرار
بتوحيده وصدق رسله وتكن من نظر مثله واستدلله كما هو متمكن من فهم
العلوم والصنائع ومصال دنياه فل عذر له ف الكفر بال ورسوله مع أن أدلة اليان
بال ورسوله أظهر من كل علم وصناعة يتعلمها
وقد قال تعال وأوحي إل هذا القرآن لنذركم به ومن بلغ النعام 19أي ومن
بلغه القرآن فكل من بلغه القرآن وتكن من فهمه فهو منذر به والحاديث الت
رويت ف امتحان الطفال والعتوهي والالك ف الفترة إنا تدل على امتحان من ل
يعقل السلم فهؤلء يدلون بجتهم أنم ل تبلغهم الدعوة ول يعقلوا السلم ومن
فهم دقائق الصناعات والعلوم ل يكنه أن يدل على ال بذه الجة وعدم ترتيب
الحكام عليهم ف الدنيا قبل البلوغ ل يدل على عدم ترتيبها عليهم ف الخرة وهذا
القول هو الحكي عن أب حنيفة وأصحابه وهو ف غاية القوة
فصل
ث بعد العشر إل سن البلوغ يسمى مراهقا ومناهزا للحتلم فإذا بلغ خس عشرة
سنة عرض له حال آخر يصل معه الحتلم ونبات الشعر الشن حول القبل وغلظ
الصوت وانفراق أرنبة أنفه والذي اعتبه الشارع من ذلك أمران الحتلم والنبات
أما الحتلم فقال ال تعال يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيانكم
والذين ل يبلغوا اللم منكم ثلث مرات ث قال وإذا بلغ الطفال منكم اللم
فليستأذنوا كما استأذان الذين من قبلهم النور 59
وقال النب رفع القلم عن ثلث عن الصب حت يتلم وعن الجنون حت يفيق وعن
النائم حت يستيقظ وقال لعاذ خذ من كل حال دينارا رواها أحد وأبو داود
وليس لوقت الحتلم سن معتاد بل من الصبيان من يتلم لثنت عشرة سنة ومنهم
من يأت عليه خس عشرة وست عشرة سنة وأكثر من ذلك ول يتلم واختلف
الفقهاء ف السن الذي يبلغ به مثل هذا فقال الوزاعي وأحد والشافعي وأبو يوسف
وممد مت كمل خس عشرة سنة حكم ببلوغه ولصحاب مالك ثلثة أقوال
أحدها سبع عشرة والثان ثان عشرة والثالث خس عشرة وهو الحكي عن مالك
وعن أب حنيفة روايتان إحداها سبع عشرة والخرى ثان عشرة والارية عند سبع
عشرة
وقال داود وأصحابه ل حد له بالسن إنا هو الحتلم وهذا قول قوي وليس عن
رسول ال ف السن حد البتة وغاية ما احتج به من قيده بمس عشرة سنة بديث
ابن عمر حيث عرض على النب ف القتال وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يزه ث
عرض عليه وهو ابن خس عشرة فأجازه وهذا الديث وإن كان متفقا على صحته
فل دليل فيه على أنه أجازه لبلوغه بل لعله استصغره أول ول يره مطيقا للقتال فلما
كان له خس عشرة سنة رآه مطيقا للقتال فأجازه ولذا ل يسأله هل احتملت أو ل
تتلم وال سبحانه إنا علق الحكام بالحتلم وكذلك رسول ال ول يأت عنه ف
السن حديث واحد سوى ما حكاه ابن عمر من إجازته ورده ولذا اضطربت أقوال
الفقهاء ف السن الذي يكم ببلوغ الصب له وقد نص المام أحد أن الصب ل
يكون مرما للمرأة حت يتلم فاشترط الحتلم
فصل
وأما النبات فهو نبات الشعر الشن حول قبل الصب والبنت ول اعتبار بالزغب
الضعيف وهذا مذهب أحد ومالك وأحد قول الشافعي وقال ف الخر هو علم ف
حق الكفار دون السلمي لن أولد السلمي يكن معرفة بلوغهم بالبينة وقبول قول
البالغ منهم بلف الكافر
وقال أبو حنيفة ل اعتبار به بال كما ل يعتب غلظ الصوت وانفراق النف واحتج
من جعله بلوغا با ف الصحيحي أن النب لا حكم سعد بن معاذ ف بن قريظة
فحكم بأن تقتل مقاتلهتم وتسب ذراريهم وأمر بأن يكشف عن مؤتزرهم فمن أنبت
فهو من القاتلة ومن ل ينبت ألق بالذرية قال عطية فشكوا ف فأمر النب أن ينظروا
ال هل أنبت بعد فنظروا ف فلم يدون أنبت فالقون بالذرية واستمر على هذا
عمل الصحابة رضي ال عنهم بعد النب فكتب عمر ال عامله أن ل تأخذ الزية ال
من جرت عليه الوسى وذكر البيهقي من حديث ابن علية عن اساعيل بن أمية عن
ممد بن يي بن حبان أن عمر رفع اليه غلم ابتهر جارية ف شعره فقال انظروا اليه
فلم يوجد أنبت فدرأ عنه الد
قال أبو عبيد والبتهار أن يقذفها بنفسه ويقول فعلت با كاذبا وذكر عن عثمان بن
عفان رضي ال عنه أنه أت بغلم قد سرق فقال انظروا ال مؤتزره فنظروا فلم يدوه
أنبت الشعر فلم يقطعه وذكر عن ابن عمر اذا أصاب الغلم الد فارتيب فيه هل
احتلم أم ل فانظر ال عانته وف هذا بيان أن النبات علم على البلوغ وعلى أنه علم
ف حق أولد السلمي والكفار وعلى أنه يوز النظر ال عورة الجنب للحاجة من
معرفة البلوغ وغيه
وأما ما ذكره بعض التأخرين أنه يكشف ويستدبره الناظر ويستقبلن جيعا الرآة
وينظر اليها الناظر فيى النبات فشيء قاله من تلقاء نفسه ل يفعله رسول ال ول
أحد من الصحابة ول اعتبه أحد من الئمة قبله
فصل
فإذا تيقن بلوغه جرى عليه قلم التكليف وثبت له جيع أحكام الرجل ث يأخذ ف
بلوغ الشد قال الزجاج الشد من نو سبع عشرة سنة ال نو الربعي وقال ابن
عباس ف رواية عطاء عنه الشد اللم وهو اختيار يي بن يعمر والسدي وروى
ماهد عنه ستا وثلثي سنة وروى عنه أيضا ثلثي وقال الضحاك عشرين سنة وقال
مقاتل ثان عشرة وقد أحكم الزهري تكيم اللفظة فقال بلوغ الشد يكون من
وقت بلوغ النسان مبلغ الرجال ال أربعي سنة قال فبلوغ الشد مصور الول
مصور النهاية غي مصور ما بي ذلك فبلوغ الشد مرتبة بي البلوغ وبي الربعي
ومعن اللفظة من الشدة وهي القوة واللدة والشديد الرجل القوي فالشد القوي
قال الفراء واحدها شدة ف القياس ول أسع لا بواحد
وقال أبو اليثم واحدها شدة كنعمة وأنعم وقال بعض أهل اللغة واحدها شدة بضم
الشي وقال آخرون منهم هو اسم مفرد كالنك وليس بمع حكاها ابن النباري
فصل
ث بعد الربعي يأخذ ف النقصان وضعف القوى على التدريج كما أخذ ف زيادتا
على التدريج قال ال تعال ال الذي خلقكم من ضعف ث جعل من بعد ضعف قوة
ث جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة الروم 54فقوته بي ضعفي وحياته بي موتي
فهو أول نطفة ث علقة ث مضغة ث جنينا ما دام ف البطن فإذا خرج فهو وليد فما ل
يستتم سبعة أيام فهو صديغ بالغي العجمة لنه ل يشتد صدغه ث ما دام يرضع فهو
رضيع فإذا قطع عنه اللب فهو فطيم فإذا دب ودرج فهو دارج قال الراجز
يا ليتن قد زرت غي خارج ...أم صب قد حبا ودارج فإذا بلغ طوله خسة أشبار
فهو خاسي فإذا سقطت أسنانه فهو مثغور وقد ثفر فإذا نبتت بعد سقوطها فهو
مثغر بوزن مدكر بالتاء والثاء معا فإذا بلغ السبع وما قاربا فهو ميز فإذا بلغ العشر
فهو مترعرع وناشئ فإذا قارب اللم فهو يافع ومراهق ومناهز للحلم فإذا بلغ فهو
بالغ فإذا اجتمعت قوته فهو حزور واسه ف جيع ذلك غلم ما ل يضر شاربه فإذا
اخضر شاربه وأخذ عذاره ف الطلوع فهو باقل وقد بقل وجهه بالتخفيف ث هو ما
بي ذلك وبي تكامل ليته فت وشارخ بصول شرخ الشباب له
قال الوهري الفت الشاب والفتاة الشابة ويطلق الفت على الملوك وإن كان شيخا
كبيا ومنه الديث ل يقل أحدكم عبدي وأمت وليقل فتاي وفتات ويقال الفت على
السخي الكري فإذا اجتمعت ليته فهو شاب إل الربعي ث يأخذ ف الكهولة إل
الستي ث يأخذ ف الشيخوخة فإذا أخذ شعره ف البياض قيل شاب فإذا ازداد قيل
وخطه الشيب فإذا زاد قيل شط فإذا غلب شيبه فهو أغثم فإذا اشتعل رأسه وليته
شيبا فهو متقعوس فإذا انط قواه فهو هرم فإذا تغيت أحواله وظهر نقصه فقد رد
إل أرذل العمر فالوت أقرب إليه من اليد إل الفم
فصل
فإذا بلغ الجل الذي قدر له واستوفاه جاءته رسل ربه عز وجل ينقلونه من دار
الفناء إل دار البقاء فجلسوا منه مد البصر ث دنا منه اللك الوكل بقبض الرواح
فاستدعى بالروح فإن كانت روحا طيبة قال اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت ف
السد الطيب اخرجي حيدة وأبشري بروح وريان ورب غي غضبان فتخرج من
بدنه كما ترج القطرة من ف السقاء فإذا أخذها ل يدعها الرسل ف يديه طرفة عي
فيحنطونا ويكفنونا بنوط وكفن من النة ث يصلون عليها ويوجد لا كأطيب
نفحة مسك وجدت على وجه الرض ث يصعد با للعرض الول على أسرع
الاسبي فينتهي با إل ساء الدنيا فيستأذن لا فيفتح لا أبواب السماء ويصلي عليها
ملئكتها ويشيعها مقربوها إل السماء الثانية فيفعل با كذلك ث الثالثة ث الرابعة إل
أن ينتهي با إل السماء الت فيها ال عز وجل فتحيي ربا تبارك وتعال بتحية
الربوبية اللهم أنت السلم ومنك السلم تباركت يا ذا اللل والكرام فإن شاء ال
أذن لا بالسجود ث يرج لا التوقيع بالنة فيقول الرب جل جلله اكتبوا كتاب
عبدي ف عليي ث أعيدوه إل الرض فإن منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها
أخرجهم تارة أخرى ث ترجع روحه إل الرض فتشهد غسله وتكفينه وحله
وتهيزه ويقول قدمون قدمون فإذا وضع ف لده وتول عنه أصحابه دخلت الروح
معه حت إنه ليسمع قرع نعالم على الرض فأتاه حينئذ فتانا القب فيجلسانه
ويسألنه من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول رب ال ودين السلم ونبيي ممد
فيصدقانه ويبشرانه بأن هذا الذي عاش عليه ومات عليه وعليه يبعث
ث يفسح له ف قبه مد بصره ويفرش له خضر ويقيض له شاب حسن الوجه طيب
الرائحة فيقول أبشر بالذي يسرك فيقول من أنت فوجهك الوجه ييء بالي فيقول
أنا عملك الصال ث يفتح له طاقة إل النار يقال أنظر ما صرف ال عنك ث يفتح له
طاقة إل النة ويقال انظر ما أعد ال لك فياها جيعا
وأما النفس الفاجرة فبالضد من ذلك كله إذا أذنت بالرحيل نزل عليها ملئكة سود
الوجوه معهم حنوط من نار وكفن من نار فجلسوا منه مد البصر ث دنا اللك
الوكل بقبض النفوس فاستدعى با وقال اخرجي أيتها النفس البيثة كانت ف
السد البيث أبشر بميم وغساق وآخر من شكله أزواج فيتطاير ف بدنه فيجتذبا
من أعماق البدن فتنقطع معها العروق والعصب كما ينتزع الشوك من الصوف
البلول فإذا أخذها ل يدعها ف يده طرفة عي ويوجد لا كأنت رائحة جيفة على
وجه الرض فتحنط بذلك النوط وتلف ف ذلك الكفن ويلعنها كل ملك بي
السماء والرض ث يصعد با إل السماء فيستفتح لا فل يفتح لا أبواب السماء ث
ييء النداء من رب العالي اكتبوا كتابه ف سجي وأعيدوه إل الرض فتطرح
روحه طرحا فتشهد بتجيهزه وتكفينه وحله وتقول وهي على السرير يا ويلها إل
أين تذهبون با فإذا وضع ف اللحد أعيدت إليه وجاءه اللكان فسأله عن ربه ودينه
ونبيه فيتلجلج ويقول ل أدري فيقولن له دريت ول تليت ث يضربانه ضربة يصيح
صيحة يسمعه كل شيء إل الثقلي ث يضيق عليه قبه حت تتلف فيه أضلعه ث
يفرش له نار ويفتح له طاقة إل النة فيقال انظر إل ما صرف ال عنك ث يفتح له
طاقة ال النار فيقال انظر ال مقعدك من النار فياها جيعا ث يقيض له أعمى أصم
أبكم فيقول من أنت فوجهك الوجه ييء بالشر فيقول أنا عملك السيء
ث ينعم الؤمن ف البزخ على حسب أعماله ويعذب الفاجر فيه على حسب أعماله
ويتص كل عضو بعذاب يليق بناية ذلك العضو فتقرض شفاه الغتابي الذين
يزقون لوم الناس ويقعون ف أعراضهم بقاريض من نار وتسجر بطون أكلة أموال
اليتامى بالنار ويلقم أكلة الربا بالجارة ويسبحون ف أنار الدم كما سبحوا ف
الكسب البيث وترض رؤوس النائمي عن الصلة الكتوبة بالجر العظيم ويشق
شدق الكذاب الكذبة العظيمة بكلليب الديد قفاه ومنخره ال قفاه وعينه ال قفاه
كما شقت كذبته النواحي وتعلق النساء الزوان بثديهن وتبس الزناة والزوان ف
التنور الحمى عليه فيعذب مل العصية منهم وهو السافل
وتسلط الموم والغموم والحزان واللم النفسانيه على النفوس البطالة الت كانت
مشغونة باللهو واللعب والبطالة فتصنع اللم ف نفوسهم كما يصنع الوام والديدان
ف لومهم حت يأذن ال سبحانه بانقضاء أجل العال وطي الدنيا فتمطر الرض
مطرا غليظا أبيض كمن الرجال أربعي صباحا فينبتون من قبورهم كما تنبت
الشجرة والعشب فإذا تكاملت الجنة وأقربت الم وكان وقت الولدة أمر ال
سبحانه إسرافيل فنفخ ف الصور نفخة البعث وهي الثالثة وقبلها نفخة الوت وقبلها
نفخة الفزع فتشققت الرض عنهم فإذا هم قيام ينظرون يقول الؤمن المد ل
الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور
ويقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحن وصدق الرسلون يس
53فيساقون ال الحشر حفاة عراة غرل بما مع كل نفس سائق يسوقها وشهيد
يشهد عليها وهم بي مسرور ومثبور وضاحك وباك وباك وجوه يومئذ مسفرة
ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبة ترهقها قترة حت إذا تكاملت عدتم
وصاروا جيعا على وجه الرض تشققت السماء وانتثرت الكواكب ونزلت ملئكة
السماء فأحاطت بم ث نزلت ملئكة السماء الثانية فأحاطت بلئكة السماء الدنيا
ث كل ساء كذلك فبينما هم كذلك إذ جاء رب العالي سبحانه لفصل القضاء
فأشرقت الرض بنوره وتيز الجرمون من الؤمني ونصب اليزان وأحضر الديوان
واستدعي بالشهود وشهدت يومئذ اليدي واللسن والرجل واللود ول تزال
الصومة بي يدي ال سبحانه حت يتصم الروح والسد فيقول السد إنا كنت
ميتا ل اعقل ول أسع ول أبصر وأنت كنت السميعة البصرة العاقلة وكنت
تصرفينن حيث أردت فتقول فتقول الروح وأنت الذي فعلت وباشرت العصية
وبطشت
فيسل ال سبحانه اليهما ملكا يكم بينهما فيقول مثلكما مثل بصي مقعد وأعمى
صحيح دخل بستانا فقال القعد أنا أرى الثمار ول أستطيع أن أقوم اليها وقال
العمى أنا أستطيع القيام ولكن ل أرى شيئا فقال له القعد احلن حت أصل ال
ذلك ففعل فعلى من تكون العقوبة فيقولن عليهما فيقول فكذلك أنتما
فيحكم ال سبحانه بي عباده بكمة الذي يمده عليه جيع أهل السماوات
والرض وكل بر وفاجر ومؤمن وكافر وتوف كل نفس ما عملت فمن يعمل مثقال
ذرة خيا يره :ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ث ينادي مناد لتتبع كل أمة ما كانت
تعبد
فيذهب أهل الوثان مع أوثانم وأهل الصليب مع صليبهم وكل مشرك مع إله
الذي كان يعبد ل يستطيع التخلف عنه فيتساقطون ف النار
ويبقى الوحدون فيقال لم أل تنطلقون حيث انطلق الناس فيقولون فارقنا الناس
أحوج ما كنا اليهم وإن لنا ربا ننتظره فيقال وهل بينكم وبينه علمة تعرفونه با
فيقولون نعم إنه ل مثل له فيتجلى لم سبحانه ف غي الصورة الت يعرفونه فبقول أنا
ربكم فيقولون نعوذ بال منك هذا مكاننا حت يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه
فيتجلى لم ف صورته الت رأوه فيها أول مرة ضاحكا فيقول أنا ربكم فيقولون نعم
أنت ربنا ويرون له سجدا إل من كان ل يصلي ف الدنيا أو يصلي رياء فإنه يال
بينه وبي السجود
ث ينطلق سبحانه ويتبعونه ويضرب السر ويساق اللق اليه وهو دحض مزلة مظلم
ل يكن عبوره إل بنور فإذا انتهوا اليه قسمت بينهم النوار على حسب نور إيانم
وإخلصهم وأعمالم ف الدنيا فنور كالشمس ونور كالنجم ونور كالسراج ف قوته
وضعفه
وترسل المانة والرحم على جنبت الصراط فل يوزه خائن ول قاطع رحم ويتلف
مرورهم عليه بسب اختلف استقامتهم على الصراط الستقيم ف الدنيا فمار
كالبق وكالريح وكالطي وكأجاويد اليل وساع وماش وزاحف وحاب حبوا
وينصب على جنبتيه كلليب ل يعلم قدر عظمها إل ال عز وجل تعوق من علقت
به عن العبور على حسب ما كانت تعوقه الدنيا عن طاعة ال ومرضاته وعبوديته
فناج مسلم ومدوش مسلم ومقطع بتلك الكلليب ومكدوس ف النار وقد طفىء
نور النافقي على السر أحوج ما كانوا اليه كما طفىء ف الدنيا من قلوبم وأعطوا
دون الكفار نورا ف الظاهر كما كان إسلمهم ف الظاهر دون الباطن فيقولون
للمؤمني قفوا لنا نقتبس من نوركم وما نوز به فيقول الؤمنون واللئكة ارجعوا
وراء كم فالتمسوا نورا
قيل العن ارجعوا إل الدنيا فخذوا من اليان نورا توزون به كما فعل الؤمنون
وقيل ارجعوا وراءكم حيث قسمت النوار فالتمسوا هناك نورا توزن به
ث ضرب بينهم وبي أهل اليان بسور له باب باطنه الذي يلي الؤمني فيه الرحة
وظاهرة الذي يليهم من قبله العذاب ينادونم أل نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم
أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم المان حت جاء أمر ال وغركم بال الغرور
فاليوم ل يؤخذ منكم فدية ول من الذين كفروا مأواكم النار وهي مولكم وبئس
الصي الديد 13 - 15
فإذا جاوز الؤمنون الصراط ول يوزه إل مؤمن أمنوا من دخول النار فيحبسون
هناك على قنطرة بي النة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظال كانت بينهم ف
دار الدنيا حت إذا هذبوا أذن لم ف دخول النة
فإذا استقر أهل النة ف النة وأهل النار ف النار أن بالوت ف صورة كبش أملح
فيوقف بي النة والنار ث يقال يا أهل النة فيطلعون وجلي ث يقال يا أهل النار
فيطلعون مستبشرين فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم وكلهم قد عرفه فيقال هذا
الوت فيذبح بي النة والنار ث يقال يا أهل النة خلود ول موت ويا أهل النار
خلود ول موت
فهذا آخر أحوال هذه النطفة الت هي مبدأ النسان وما بي هذا البدإ وهذه الغاية
أحوال وأطباق قدر العزيز العليم تنقل النسان فيها وركوبة لا طبقا بعد طبق حت
يصل إل غايته من السعادة والشقاوة
قتل النسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ث السبيل يسره ث
أماته فأقبه ث إذا شاء أنشره كل لا يقض ما أمره عبس 17 - 23
فنسأل ال العظيم أن يعلنا من الذين سبقت لم منه السن ول يعلنا من الذين
غلبت عليهم الشقاوة فخسروا ف الدنيا والخرة إنه سيع الدعاء وهو حسبنا ونعم
الوكيل آمي آمي آمي والمد ل رب العالي وصلواته على خي خلقه ممد خات
النبي وعلى آله وصحبه وسلم أجعي ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم