Professional Documents
Culture Documents
مقدمـــة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ،ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،إنه من يهده الله فل مضل له ،ومن
يضلل فل هادى له ،وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ،وأشهد أن
.محمدا ً عبده ورسوله
َ َ َ ّ َ َ َ
ن} مو َ سل ِ ُ م ْ م ُ ن إِل وانْت ُ ْ ّ َ موت ُ ّ ول ت َ ُ ه َ قات ِ ِ ق تُ َ ح َّ ه َ قوا الل َ منُوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ { .يَاأي ُّ َ
س ات َّ ُ َ
َّ
ها } ج َ و َ ها َز ْ من ْ َ
ق ِ خل َ َ و َ ة َ حدَ ٍ وا ِ س َ ٍ ن نَ ْ
ف م ْ
َ
م ِ قك ُ ْ خل َ َ م الذى َ قوا َربَّك ُ ْ ها النَا ُ يَاأي ُّ َ
ه
ن الل َ م إ ِ َّ حا َ واْلَْر َ ه َ ن بِ ِ ساءَلُو َ ه الذى ت َ َ قوا الل ّ َ وات َّ ُساءً َ ون ِ َ جاًل كَثِيًرا َ ر َ ما ِ ه َ من ْ ُ ث ِ وب َ َّ َ
قيبًا م َر ِ ْ علَيْك ُ ن َ { .كَا َ
َ َ
فْر } غ ِ وي َ ْم َ مالَك ُ ْ ع َ م أَ ْ ح لَك ُ ْ صل ِ ْ ديدًا ي ُ ْ س ِ ول ً َ ق ْقولُوا َ و ُ ه ََ قوا الل ّ َ منُوا ات َّ ُ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ
َ
يَاأي ُّ َ
ما عظِي ً وًزا َ ف ْ فاَز َ قدْ َ ف َ ه َ سول َ ُ وَر ُ ه َ ع الل ّ َ ن يُطِ ْ م ْ و َ م َ م ذُنُوبَك ُ ْ { .لَك ُ ْ
د
ب الله ،وخيَر الهدى هدى محم ٍ ث كتا ُ وشَر rأما بعد فان أصدقَ الحدي ِ
المور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة فى النار
.
د
ٍ محم هدى الهدى ر
َ وخي ، الله ب ُ كتا ث ِ الحدي َ ق أصد فان بعد أما r ، رَ وش
المور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة فى النار
.
بين يديك أخى فى الله كتاب قد حوى بين دفتيه كلمات موجزات فى بيان
السبيل الذى شرعه الله تعالى لحفظ النساب وعمارة الكون (الزواج) ذلك
السبيل الذى شرعه تعالى لعباده لشباع الغريزة الجنسية ولحفظ النساب ،
فالحمد لله تعالى أن جعل من شرعه تعالى الزواج ليكون سبيل ً لعمارة
.الكون ،بل ولقضاء شهوته وله فى كل هذا الجر
فالزواج سكن ،حرث السلم ،إحصان للجوارح ،طريق العفة ،متاع
كما أخبر فى كتابه العزيز ( :ومن آيات ِ َ
ق uللحياة ،آية من آيات الله خل َ َ ن َ هأ ْ َ ِ ْ َ ِ
ة إ ِ َّ فسك ُ َ َ
ن فى ذَل ِ َ
ك م ح ر
ّ َ ّ َ َ ْ َ ًو ً ة َ د و َ
م م ُ ك ن ي
َ ْ َ ب لَ ع
ها َ َ َ
ج و سكُنُوا إِلَي ْ َ جا ل ِّت َ ْ وا ً ز َ مأ ْ ن أن ُ ِ ْ م ْ لَكُم ِّ
َ ّ
ن) (الروم 20 : فكُرو َ ّ وم ٍ يَت َ َ ق ْ ت لِ َ َ) .ليَا ٍ
فهى كلمة أهمس بها فى أذن كل شاب وفتاة يتطلع إلى بناء السرة
منهجا ً وسبيلً rالسلمية السعيدة ،التى تتخذ من كتاب ربها وسنة رسولها
،وإلى كل عروسين تبدأ بهما مركب الحياة فى السير نحو الخرة ،فهو
.إلى الشباب بحديث الشباب
وأول خبث القوم خبث المناكح وأول خبث الماء خبث ترابه
ولقد قسمت الكتاب إلى قسمين :حاولت فى القسم الول من الكتاب
أن أبين لكل شاب قد تأهب للزواج ما هو الطريق والسبيل الذى يجب عليه
خطبتها زوج أن يسلكه عند اختياره لزوجة المستقبل ،ولكل فتاة قد تقدم ل ِ
المستقبل ،ما هى المعايير التى وضعها السلم فى اختيار الزوجة
والزوج ،فهذه أهم خطوات الرجل والفتاة فى حياتهما ،وهى المركب إلى
ل إلى سيعتليها الرجل والمرأة فى بحر الحياة المتلطم المواج ،فلينظر ك ٌ
.صاحب المجداف الخر
خطبة والزواج ،وما يستتبع هذا ِ لل السلم وضعها التى ثم ما هى الخطوات
ً َ
غلِيظا) قا َ ميثَا ً منكُم ِّ ن ِ خذْ َ وأ َ العقد والميثاق الغليظ كما سماه تعالى َ ( :
(النساء )21 :هذا الميثاق الذى سيربط الطرفين برباط الود والحب إلى يوم
القيامة ،ثم تحدثت عن ليلة الزفاف وما على الرجل والمرأة فيها من آداب
.
يستعرض الكتاب تلك الرحلة الشباب المباركة التى يقطعها الشاب
u ،المسلم بحثا ً عن الزوجة المثالية التى تشاركه عمره فى طاعة الله
فيستعرض الكتاب مراحل تلك الرحلة بداية من بيان المواصفات والسس
التى وضعها السلم لختيار الزوجة الصالحة ،ثم ما هى المواصفات التى
r .على الزوج التحلى بها من كتاب الله تعالى وسنة رسوله
ن ويعرض للخاطب من مسائل تتعلق ثم يستعرض الكتاب بعض ما يع ّ
ق والكفاءة ،وغير ذلك من المسائل نحو مها ،والصدا ِ
خطبة وأحكا ِ :بال ِ
.ـ الرؤية الشرعية وأحكامها
.ـ ماذا يحل للخاطب من خطيبته
.ـ ماذا يحل للخاطب بعد عقد النكاح
.ـ هل للخاطب أن ينفق على مخطوبته وهى لم تزل فى بيت أبيها
حل الذهب المحلق للنساء .ـ ِ
ـ أحكام الزفاف :مكان العقد ،الولى ،أركان العقد وشروطه ،الدعاء
.للعروسين ،الوليمة ،إلى غير ذلك
.ـ بحث فى أحكام الخلع
.ـ بحث فى أحكام الزواج العرفى
.ـ وصايا للبيت السعيد
.ـ حق الزوجة
.ـ حق الزوج
.ـ سلوكيات للزوجين
:ثم يتعرض الكتاب لحكام الجماع ومسائله ،ومنها
.ـ أحكام الجماع وكيفية بدء ليلة الزفاف
.ـ تحريم جماع الدبر والحيض
.ـ علج سرعة القذف
.ـ العشاب والدوية التى تزيد فى الباه
.ـ فوائد الجنس ومضاره
.ـ حكم العزل
.ـ علج الربط ليلة الزفاف
فالله أسال عن يكون عملى صوابا ً وخالصا ً لوجهه الكريم ،وإن كان ما
م خطأ فمنى والشيطان ،والله سطرته صوابا ً فمن الله وحده ،وإن كان ث ّ
.ورسوله برئ منه
مجدى بن منصور بن سيد الشورى
َ
ه" ( )1أتقدم بكلمة شكر" r :واتباعا ً لقوله
شكُُر الل ّ َ شكُُر النَّا َ
س َل ي َ ْ ن َل ي َ ْ
م ْ
َ
للستاذ :محمود مهدى الستانبولى ،لسبقه بالتأليف فى هذا الموضوع
الطيب بكتابه القيم "تحفة العروس" والذى جمع صنوفا ً من العلم ل يجحدها
.إل كل مكابر ،والذى يعد مرجعا ً هاما ً لكل شاب وفتاة يُقدم على الزواج
ولقد زدت فى كتابى هذا بعض المسائل التى لم يتعرض لها أو زيادة
تفصيلها وبيانها لها حفظه الله تعالى ،كمسألة الخلع ،والزواج العرفى ،
حل الذهب المحلق ،وقضية الربط ليلة الزفاف ،وفوائد وحكم العزل ،و ِ
.الجنس ومضاره ،والختان ،وغير هذا مما سيمر بك إن شاء الله تعالى
إل أن الكتاب يُعد مرجعا ً هاما ً لكل من جاء بعده وصنف كتابا ً على نفس
الوتيرة ـ وإن لم يسند المر لهله ـ فجزاه الله عنا كل خير وجمعنا الله
.آمين r ،وإياه تحت لواء نبينا محمد
*********
ـ الترغيب فى الزواج
َ قال تعالى َ ( :
م إِن مائِك ُ ْ وإ ِ َ م َ عبَاِدك ُ ْ ن ِ م ْ ن ِ حي َ صال ِ ِ وال َّ
ْ َ َّ
منك ُم مى ِ حوا ا َْليَا َ وأنك ِ ُ َ
م) (النور )32 :وقال علِي ٌ ع َ س ٌ وا ِ َ ه
ُ والل َ ه
ِ ِ ل ض ْ َ
ف من ِ ه
ُ ّ الل م ُ ه ِ ن غ ْ ُ ي قَراء ف َ يَكُونُوا ُ
ِ
ها) ن إِلَي ْ َ سك ُ َ ها لِي َ ْ ج َ و َ ها َز ْ من ْ َ ل ِ ع َ ج َ و َ ة َ حدَ ٍ وا ِ س َ ف ٍَ من ن َّ ْ قكُم ِّ خل َ َ و الذى َ ه َ تعالى ُ ( :
نم ْ م ِ ُ
قك ْ خل َ َ م الذى َ ُ
قوا َرب ّك َْ س ات ّ ُ َ ها النَا ُ ُ
(العراف )189 :وقال تعالى } :يَاأي ّ َ
َّ َ ً وب َ َّ
هَ الل قوا ُ ت وا
ِ ً َ ِ َ ً َ ّ ء سا ن و را ي ثَ ك ل جا ث ِ ْ ُ َ ِ َ ر ما ه ن م
ْ َ َ َّ
ها ج َ ها َزو َ من ْ َ ق ِ خل َ َ و َ ة َ حدَ ٍ وا ِ س َ ف ٍ نَ ْ
قيبًا{ (النساء ، )1 :وقال م َر ِ ُ َ َ َ ْ ُ
عليْك ْ ن َ ه كا َ ن الل َ م إِ ّ حا َ والْر َ ه َ ن بِ ِ ساءَلو َ الذى ت َ َ
لع َ ج و ها ي َ ل إ وا ن ُ ك س تّ ل جا وا ز َ أ م ُ ك س ف ُ ن َ أ ن م م ُ ك َ ل ق َ خل ن َ
ِ ْ َ َ َ َ ِ ْ ْ َ ً ِ َ ْ ُ ِّ ْ َ َ أ
تعالى ْ ِ ِ َ ْ ِ َ : ه ت ا ي آ ن م و (
َ ّ َ َ
ن) (الروم ، )21 :وقال فكُرو َ ّ وم ٍ يَت َ َ ق ْ ت لِ َ ك ليَا ٍ ن فى ذَل ِ َ ة إِ ّ م ً ح َ وَر ْ ودَّةً َ م َ بَيْنَكُم َّ
َ َ َ
ن جكُم بَنِي َ وا ِ ن أْز َ م ْ ل لَكُم ِّ ع َ ج َ و َ جا َ وا ً م أْز َ سك ُ ْ ف ِ ن أن ُ م ْ ل لَكُم ِ ع َ ج َ ه َ والل ّ ُ تعالى َ ( :
ّ َّ
ت) (النحل 72 : ن الطي ِّبَا ِ م َ قكُم ِّ وَرَز َ فدَةً َ ح َ و َ َ ).
حث على الزواج ويّرغب فيه ،رول rوكان وهو من كان القرآن خلقه ي ُ
علَى وِد َ س ة واْل َ َ م َ
ق ْ عل َ ع
َ م ت ْ خل َ َ د " : قال يزيد البخارى عن عبد الرحمن بن
ْ َ َ َ َ َ ُ
َ َ ّ َّ
الن ّب ِ ِ ّ
ي ع م َ ه كن ّا َ ُ عبْدُالل ِ ه فقال َ َ َ َ دالل ِ عب ْ ِ سول َ r ُ ل لَنَا َر ُ قا َ ف َ شيْئًا َ ، جدُ َ شبَابًا َل ن َ ِ َ
َّ ْ غ ُّ هأ َ َ َ ج َ فليَتََز َّ ْ ع البَاءَةَ َ ْ َ َ شَر ال ّ ع َ
ه
ر r :الل ِ ص ِ ض لِلب َ َ فإِن ّ ُ و ْ ستَطا َ نا ْ م ِ ب َ شبَا ِ م ْ يَا َ
فإن َه ل َه وجاء " (1
وم ِ ِ ّ ُ ُ ِ َ ٌ َ َ َ َ َ َ ْ َ
ص ْ ه بِال ّ علي ْ ِ عف َ ستَط ِ ْ م يَ ْ نل ْ م ْ و َ ج َ ن لِلفْر ِ ص ُ ح َ وأ ْ َ .
)
الباءة :بالهمز وتاء تأنيث ممدود وفيها لغة أخرى بغير همز ول rـ قوله
مد وقد يهمز ويمد بل هاء ويقال لها أيضا الباهة كالول لكن بهاء بدل
الهمزة وقيل بالمد :القدرة على مؤن النكاح ،وبالقصر الوطء ،قال
الخطابى :المراد بالباءة النكاح وأصله الموضع الذى يتبوؤه ويأوى إليه ،
وقال المازرى :اشتق العقد على المرأة من أصل الباءة لن من شأن من
يتزوج المرأة أن يبوءها منزل ً ،وقال النووى :اختلف العلماء فى المراد
بالباءة هنا على قولين يرجعان إلى معنى واحد أصحهما أن المراد معناها
اللغوى وهو الجماع ،فتقديره :من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه
وهى مؤن النكاح فليتزوج ،ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه فعليه
بالصوم ليدفع شهوته ويقطع شر منيه كما يقطع الوجاء ،وعلى هذا القول
وقع الخطاب مع الشباب الذين هم مظنة شهوة النساء ول ينفكون عنها
.غالباً
والقول الثانى :أن المراد هنا بالباءة مؤن النكاح سميت باسم ما
يلزمها،وتقديره :من استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوج ومن لم يستطع
.فليصم لدفع شهوته والذى حمل القائلين بهذا على ما قالوه
ومِ " قالوا :والعاجز عن الجماع ل" r :ـ قوله ص ْ ه بِال َّ علَي ْ ِ ف َ ع َ ستَطِ ْ م يَ ْ ن لَ ْ م ْ و َ َ
يحتاج إلى الصوم لدفع الشهوة فوجب تأويل الباءة على المؤن ،وانفصل
.القائلون بالول عن ذلك بالتقدير المذكور ،اهـ
والتعليل المذكور للبازرى ،وأجاب عنه عياض بأنه ل يبعد أن تختلف
ع الْبَاءَةَ" أى بلغ الجماع" r :الستطاعتان فيكون المراد بقوله ستَطَا َ نا ْ م ِ َ
ع" أى من لم يقدر على" r :وقدر عليه فليتزوج ويكون قوله ط
َ َ ْ ْ َ ْ َ ِ ْ ت س ي م َ ل ن م و
.التزويج
ج :زاد ( )1فى "كتاب الصيام" من طريق أبى حمزة عن r :ـ قوله و ْ فلْيَتََز َّ َ
ج ن لِل َ ْ َ ْ غ ُّ هأ َ َ َ " .العمش هنا " َ
فْر ِ ص ُ ح َ وأ ْ صر َ
ض" ِ :أى أشد غضا ً " ِ ،وأ َ
ض لِلب َ َ فإن ّ ُ
ن" أى أشد إحصانا ً له ومنعا ً من َ ْ َ ُ ص ح غ ُّ ـ وقوله " :أ َ َ
.الوقوع فى الفاحشة
جاءٌ أى حصن و َ ه ِ ه لَ ُ فإِن َّ ُ .ـ قوله َ " :
جاءٌ" أن التشريك فى العبادة ل و َ َ َ واستنبط القرافى من قوله َ " :
ه ِ هل ُ فإِن ّ ُ
يقدح فيها بخلف الرياء لنه أمر بالصوم الذى هو قربه وهو بهذا القصد
صحيح مثاب عليه ومع ذلك فأرشد إليه لتحصيل غض البصر وكف الفرج عن
) .الوقوع فى المحرم ،اهـ (1
َ َ
ها rوفى الصحيحين عنه عن النبى سب ِ َ ح َ ول ِ َ ها َ مال ِ َ ع لِ َ مْرأةُ ِلْرب َ ٍ ح ال ْ َ قال " :تُنْك َ ُ
ك " (2 ت يَدَا َ رب َ ْ ن تَ ِ ْ
فاظ َ ها َ
دّي ِ ت ال ِ فْر بِذَا ِ دين ِ َ ول ِ ِ ها َ مال ِ َ ج َ و َ َ .
)
َ َ َ َ
س
ي" t :وعن َأن ٍ ب النَّب ِ ِ ّ حا ِ ص َ نأ ْ م ْ فًرا ِ ن نَ َ ي rأ َّ
َ ج النَّب ِ ِ ّ وا َ سألُوا أْز َ هَ r مل ِ ِ ع َ ن َ ع ْ َ
م، ح َ ل الل ْ ّ ُ
م :ل آك ُ َ ه ْ ض ُ ع ُ ل بَ ْ قا َ و َ ساءَ َ َ ، ج الن ِّ َ و ُ م :ل أتََز َّ َ ه ْ ض ُ ع ُ ل بَ ْ قا َ ف َ رَ ، س ِّ في ال ِّ ِ
ما بَا ُ
ل : َ
ل قا َ َ
ف ه ي َ عل َ ى ن
َ َ َْ ث َ وأ ه ّ الل د م ح فَ ، ش را ف ى َ عل َ م ا ن َ أ ل : م ه ض ع ب ل َ قا َ و
َ ْ ِ َ ِ َ ٍ ِ َ َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ
ن
م ْف َ ساءَ َ ج الن ِّ َ و ُ وأَتََز َّ ُ َ ر ِ ط ْ
ف ى وأَنَام وأ َصوم وأ ُ
َ ُ ُ َ ُ َ ّ ِ صل َ
قالُوا كَذَا وكَذَا ،لَكنِّى أ ُ
ِ َ َ أ َ ٍ
وام ْ
ق َ
منِّى" ( ، )3وفى سنن ابن ماجة من حديث ابن عباس س ِ فلَي ْ َ سنَّتِى َ ن ُ ع ْ ب َ غ َ َر ِ
ح" " r :يرفعه قال َ مث ْ َ َ ْ َ
ل النِّكا ِ ن ِ حاب ّي ْ ِ مت َ َ م نََر لِل ُ .ل ْ
4 ( )
الدُّنْيَا" r :وفى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر قال :قال رسول
صالحة" (5
مْرأَةُ ال َّ ِ َ ُ ع الدُّنْيَا ال ْ َ متَا ِ خيُْر َ و َ ع َ متَا ٌ َ ).
رض أمته على نكاح البكار الحسان وذوات الدين ففى سنن rوكان يح ّ ِ
وَل rالنسائى عن أبى هريرة ر م قال " :الَّتِي ت َسُره إذَا نَظَر وتُطيعه إذَا أ َ
َ َ َ ُ ِ ُ ِ َ َ ُ ّ ُ ِ
فسها ومالها بما يك ْره (6
في ن َ ْ ِ َ َ َ ِ َ ِ َ َ َ ُ" ه ِ ف ُ خال ِ ُ ) .ت ُ َ
َ َ َ َ َ َ َ ْ
ضى" r :وقال وأْر َ ما َ حا ً ق أْر َ وأنْت َ ُ ها َ وا ً ف َ بأ ْ عذَ ُ نأ ْ ه َّ فإِن ّ ُ ر َ م بِالبْكَا ِ علَيْك ُ ْ َ
ر" ،ولما تزوج جابر ْ َ َ ْ َ َ َ ً
سي ِ عب ُك rبِالي َ ِ ها بِكًرا ت ُل ِ جت َ َ و ْ ثيبا قال له " :أل تََز ّ
)1 (
يحث على نكاح الولود ويكره المرأة التى ل تلد كما فى سنن أبى rوكان
َ َ
ل الل ّ ِ
ه سو ِ ل إِلَى َر ُ ج ٌ جاءَ َر ُ ت rداود عن معقل بن يسار َ " : صب ْ ُ ل إِنِّي أ َ قا َ ف َ َ
َ ّ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ّ َ
ة م أتَاهُ الثانِي َ َ هاهُ ،ث ّ ها ؟ فن َ َ ج َ و ُ ها ل تَلِدُ أفأتََز ّ ب إ ِل أن ّ َ ص ٍ من ْ ِ و َ ب َ س ٍ ح َ ت َ مَرأةً ذَا َ ا ْ
م ُ ك ب ر ث اَ ك م ي ن فإ َ د و د و ْ ال د و ُ ول ْ ال جوا َ
و ز ت َ
ل قا َ َ
ف ، ه ها ن ف َ ة َ ث ل ا م أَتَاه الث َّ َ ُ ث ، َ
ٌ ِ ْ ِ ُ ّ ِ ِ َ ُ َ َ َ ُ ّ َ َ : َ ُ َ َ ِ ُ ّ ف َ ُ
ه ها َ ن
4( ")3() .
فاءَ َ حوا اْلَك ْ َ
م" ( r : "5ـ وقال ه ْ حوا إِلَي ْ ِ وأنْك ِ ُ َ وانْك ِ ُ م َ فك ُ ْ خيَُّروا لِنُطَ ِ ) .ت َ َ
:وقيل
وأول خبث القوم خبث المناكح وأول خبث الماء خبث ترابه
قدْ ول َ َ
والزواج من سنن المرسلين كما أخبر تعالى فى كتابه العزيز َ ( :
َ َ
ة ) (الرعد ، )38 :وقال ري َّ ً وذُ ّ ِ جا َ وا ً م أْز َ علْنَا ل َ ُ
ه ْ ج َو َ َ كقبْل ِ َمن َ سل ً ِّ سلْنَا ُر ُ " r :أْر َ
ُ َ
ك وال ْحياء" (1
وا ُ َ َ َ ُ س َوال ِّ ح َ والنِّكَا ُ عطُّر َ ن الت َّ َ سلِي َ مْر َ ن ال ْ ُسن َ ِن ُ م ْ ع ِ) .أْرب َ ٌ
َّ
ه rـ وبشر علَى الل ِ ق َ ح ٌّ ة َ طالب العفاف بعون الله تعالى ،فقال " :ثََلث َ ٌ
َّ َ َ َ
د
ري ُ
ذي ي ُ ِ ح ال ِ والنَّاك ِ ُ ريدُ اْلدَاءَ َ ذي ي ُ ِ ب ال ّ ِ مكَات َ ُ وال ْ ُه َ ل الل ّ ِ سبِي ِ في َ هدُ ِ جا ِ م ال ْ ُ
م َ ه ُ ون ُ ُ ع َْ
فاف " (2
َ ع َ ْ
.ال َ )
uقال " :التمسوا الغنى فى النكاح ،يقول الله tوعن عبد الله بن مسعود
َ َ
م) (: (3 علِي ٌ ع َ س ٌ وا ِ ه َ والل ّ ُ ه َ ضل ِ ِف ْ من َ ه ِ م الل ّ ُ ه ُغن ِ ِ
قَراء ي ُ ْ ف َ ) .إِن يَكُونُوا ُ
فيه "أكمل هدى يحفظ به الصحة وتتم به اللذة وسرور rـ وكان هديه
النفس ويحصل به مقاصده التى وضع لجلها ،فإن الجماع وضع فى الصل
:لثلثة أمور هى مقاصده الصلية
ـ أحدها :حفظ النسل ودوام النوع إلى إن تتكامل العدة التى قدر الله
.بروزها إلى هذا العالم
.ـ الثانى :إخراج الماء الذى يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن
ـ الثالث :قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة وهذه وحدها هى الفائدة
.التى فى الجنة إذ ل تناسل هناك ول احتقان يستفرغه النزال
وفضلء الطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة ،قال
جالينوس :الغالب على جوهر المنى النار والهواء ومزاجه حار رطب لن
كونه من الدم الصافى الذى تغتذى به العضاء الصلية ،وإذا ثبت فضل
المنى فاعلم أنه ل ينبغى إخراجه إل فى طلب النسل أو إخراج المحتقن
منه فإنه إذا دام احتقانه أحدث أمراضا ً رديئة منها الوسواس والجنون
والصرع وغير ذلك وقد يبرىء استعماله من هذه المراض كثيرا ً فإنه إذا
طال احتباسه فسد واستحال إلى كيفية سمية توجب أمراضا ً رديئة كما
.ذكرنا ولذلك تدفعه الطبيعة بالحتلم إذا كثر عندها من غير جماع
وقال بعض السلف :ينبغى للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلثا ً :أن ل يدع
المشى فإن احتاج إليه يوما ً قدر عليه ،وينبغى أن ل يدع الكل فإن أمعاءه
تضيق ،وينبغى أن ل يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها ،وقال
محمد بن زكريا :من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت قوى أعصابه وانسدت
ع من التقشف فبردت مجاريها وتقلص ذكره ،قال :ورأيت جماعة تركوه لنو ٍ
َ
أبدانهم وعسرت حركاتهم ووقعت عليهم كآبة بل سبب وقل ّت شهواتهم
.وهضمهم .اهـ
ومن منافعه غض البصر وكف النفس والقدرة على العفة عن الحرام
وتحصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه فى دنياه وأخراه وينفع المرأة لذلك
ل rكانع َ
ج ِ
و ُ والطِّي ُ
ب َ ن الدُّنْيَا الن ِّ َ
ساءُ َ م َ ب إِل َ َّ
ي ِ حب ِّ َ
يتعاهده ويحبه ويقول ُ " :
ص َ ِ
لة" (1 في ال َّ ُ ).
قَّرةُ َ
عيْنِي ِ
ـ التحذير من الزنا
والزواج حصن واقى بين العبد وبين الوقوع فى الزنا ،وهو من أعظم
الكبائر ،وقد حذر تعالى من الزنا ومفسدته ،فإنه "لما كانت مفسدة الزنا
من أعظم المفاسد وهى منافية لمصلحة نظام العالم فى حفظ النساب
وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقى ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء
بين الناس من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته وأخته وأمه ،وفى ذلك
خراب العالم كانت تلى مفسدة القتل فى الكبر ولهذا قرنها الله سبحانه
فى سننه كما تقدم ،قال المام أحمد :ول أعلم rبها فى كتابه ورسوله
بعد قتل النفس شيئا ً أعظم من الزناء ،وقد أكد سبحانه حرمته بقوله :
َ َ ن الن َّ ْ َ َ
ه إ ِ ّل م الل ّ ُ حَّر َ س التى َ ف َ قتُلُو َوَل ي َ ْ خَر َها آ َ ه إِل َ ً ع الل ّ ِ م َ ن َ عو َن َل يَدْ ُ ذي َ وال ّ ِ ( َ
َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ
ما) (الفرقان )68 :الية ،فقرن ق أثا ً عل ذَل ِك يَل َ من ي َف َ و َ ن َ ول يَْزنُو َ ق َ ح ِّ بِال َ
الزناء بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود فى النار فى العذاب
ب ذلك بالتوبة واليمان والعمل المضاعف المهين ما لم يرفع العبد وج َ
.الصالح
سبِيل ) (السراء ً ساء َ و َ ة َ ش ً ح َ َ
ن فا ِ ه كا َ َ َ
زنَى إِن ّ ُ ْ ْ َ
ول ت َقَربُوا ال ّ ِ وقد قال تعالى َ ( :
)32 :فأخبر عن فحشه فى نفسه وهو القبيح الذى قد تناهى قبحه حتى
استقر فحشه فى العقول حتى عند كثير من الحيوانات كما ذكر البخارى
فى صحيحه عن عمرو بن ميمون الودى قال " :رأيت فى الجاهلية قردا ً زنا
بقردة فأجتمع القرود عليهما فرجموها حتى ماتا" ( ، )1ثم أخبر عن غايته
بأنه ساء سبيل ً فأنه سبيل هلكة وبوار وافتقار فى الدنيا وسبيل عذاب فى
الخرة وخزى ونكال ولما كان نكاح أزواج الباء من أقبحه خصه بمزيد ذم
فقال أنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيل وعلق سبحانه فلح العبد على
ن
منُو َ ؤ ِ م ْح ال ْ ُ قدْ أ َ ْ
فل َ َ حفظ فرجه منه فل سبيل له إلى الفلح بدونه فقال َ ( :
ولَئ ِ َ ُ َ
ك فأ ْ ك َ وَراء ذَل ِ َ غى َ ن ابْت َ َ م ِ ف َن) إلى قوله َ ( : عو َ ش ُ خا ِ م َ ه ْ صَلت ِ ِم فى َ ه ْ ن ُ ذي َ ال ّ ِ
ن) (المؤمنون )7-1 :وهذا يتضمن ثلثة أمور من لم يحفظ فرجه عادُو َ م ال ْ َ ه ُ ُ
يكن من المفلحين وأنه من الملومين ومن العادين ففاته الفلح واستحق
اسم العدوان ووقع فى اللوم فمقاساة ألم الشهوة ومعاناتها أيشر من
بعض ذلك ونظير هذا أنه ذم النسان وأنه خلق هلوعا ً ل يصبر على شر ول
خير بل إذا مسه الخير منع وبخل وإذا مسه الشر جزع إل من استثناه بعد
فروجهم حافظُون ()5 َ
َ م لِ ُ ُ ِ ِ ْ َ ِ ه ْ ن ُ ذي َ وال ّ ِ ذلك من الناجين من خلقه فذكر منهم َ ( :
َ َ َ
وَراء َ غى َ ت ب
َ ِ ْ َا ن م َ
ف غير ملُومين ()6
ِ َ ْ ُ َ َ فإِن َّ ُ ْ
م ه م َ ه ْ مان ُ ُت أي ْ َ ملَك َ ْ ما َ و َ مأ ْ ه ْ ج ِ وا ِ علَى أْز َ إ ِ ّل َ
ك َ ُ
ن) (المؤمنون )7-5 :وأمر الله تعالى نبيه أن يأمر عادُو َ م ال ْ َ ه ُ ك ُ ولَئ ِ َ فأ ْ ذَل ِ َ
المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم وأن يعلمهم أنه مشاهد لعمالهم
مطلع عليها يعلم خائنة العين وما تخفى الصدور ولما كان مبدأ ذلك من
قبل البصر جعل المر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن الحوادث مبدأها
من النظر كما أن معظم النار مبدأها من مستصغر الشرر ثم تكون نظرة ثم
تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ،ولهذا قيل :من حفظ هذه الربعة أحرز
دينه :اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات ،فينبغى للعبد أن يكون
بواب نفسه على هذه البواب الربعة ويلزم الرباط على ثغورها فمنها
) .يدخل عليه العدو فيجوس خلل الديار ويتبر ما علوا تتبيرا ً (1
فالزواج هو الدرع والوجاء بين العبد وبين الوقوع فى الزنا والعياذ بالله
تعالى ،والزواج أحد السبل التى تعين على شرع الله تعالى كما قال تعالى
ها) ن إِلَي ْ َ سك ُ َ ها لِي َ ْ ج َ و َ ها َز ْ من ْ َ ل ِ ع َ ج َ و َ ة َ حدَ ٍوا ِ س َ ف ٍ من ن َّ ْ قكُم ِّ خل َ َ
و الذى َ ه َ ُ (:
جا َ ُ ن أن ُ َ ُ َ َ َ
وا ً م أْز َ سك ْ ف ِ م ْ ق لكم ِّ خل َ ن َ هأ ْ ن آيَات ِ ِ م ْ و ِ (العراف ، )189 :وقال َ ( :
َ ّ َ َ
ن) ّ
وم ٍ يَت َفكُرو َ َ َ
ت ل ِق ْ ن فى ذل ِك ليَا ٍ َ َ ة إِ ّ م ً ح َ وَر ْ ودّةً َ َ م َ َ ل بَيْنَكُم ّ ع َ ج َ و َ ها َ سكُنُوا إِلَي ْ َ ل ِّت َ ْ
() .الروم 21 :
:ـ محبة الزوجة تعين على طاعة الله تعالى
فأما محبة الزوجة وما ملكت يمين الرجل فإنها معينة على ما شرع الله
سبحانه له من النكاح وملك اليمين من إعفاف الرجل نفسه وأهله فل تطمح
نفسه إلى سواها من الحرام ويعفها فل تطمح نفسها إلى غيره وكلما
كانت المحبة بين الزوجين أتم وأقوى كان هذا المقصود أتم وأكمل قال
ها) ن إِلَي ْ َ سك ُ َ ها لِي َ ْ ج َ و َ ها َز ْ من ْ َ ل ِ ع َ ج َ و َ ة َ حدَ ٍ وا ِ س َ ف ٍ من ن َّ ْ قكُم ِّ خل َ َ و الذى َ ه َتعالى ُ ( :
جا َ ُ ُ َ ُ َ َ َ
م أْزوا ً سك ْ ن أنف ِ م ْ ق لكم ِّ خل َ ن َ هأ ْ ن آيَات ِ ِ م ْ و ِ (العراف ، )189 :وقال َ ( :
قوم ي َت َ َ
ن) (فك ُّرو َ ت ل ِّ َ ْ ٍ َ َ ك َليَا ٍ ن فى ذَل ِ َ ة إ ِ َّ م ً َ َ َ ح ْ ر و ة
ً َ ّ د ول بَيْنَكُم ّ َ
م َ ع َ ج َ و َ ها َ سكُنُوا إِلَي ْ َ لِّت َ ْ
أنه سئل من أحب الناس إليك فقال r : ":الروم )21 :وفى الصحيح عنه
عائشة" ( ، )1ولهذا كان مسروق ـ رحمه الله ـ يقول :إذا حدث عنها :حدثتنى
.المبرأة من فوق سبع سموات rالصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله
قَّرةُ rوصح عنه ل ُ ع َ ج ِ و ُ ب َ والطِّي ُ ساءُ َ ن الدُّنْيَا الن ِّ َ م َ ي ِ ب إِل َ َّ حب ِّ َ أنه قال ُ " :
لة " ( 2
ص ِ َ َ في ال ّ عيْنِي ِ َ ).
فل عيب على الرجل فى محبته لهله وعشقه لها ،إل إذا شغله ذلك عن
محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله ،وزاحم حبه وحب رسوله فإن
كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهى مذمومة ،
وإن أعانت على محبة الله ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهى محمودة ،
يحب الشراب البارد الحلو ويحب الحلواء والعسل rولذلك كان رسول الله
ويحب الخيل ،وكان أحب الثياب إليه القميص ،وكان يحب الدباء فهذه
المحبة ل تزاحم محبة الله بل قد تجمع الهم والقلب على التفرغ لمحبة الله
، .فهذه محبة طبيعية تتبع نية صاحبها وقصده بفعل ما يحبه
فإن نوى به القوة على أمر الله تعالى وطاعته كانت قربة ،وإن فعل
ذلك بحكم الطبع والميل المجرد لم يثب ولم يعاقب ،وإن فاته درجة من
) .فعله متقربا ً به إلى الله (3
م) (البقرة ، )221 : جبَتْك ُ ْ ع َ و أَ ْ ول َ ْ ة َ رك َ ٍ ِ ش م ْ من ُّ خيٌْر ِّ ة َ من َ ٌ ؤ ِ م ْ ة ُّ م ٌ ول َ
قال تعالى َ ( :
َ
منك ُ َّ ن أَن يبدل َه أ َ َ ُ َ َ ّ َ ُ
ت ما ٍ سل ِ َم ْ ن ُ خيًْرا ِّ جا َ وا ً َ ز
ْ ُ ِ ْ ُ ّ ك ق ل ط ن ِ إ ه
ُ ّ ب ر َ سى َ عَ ( وقال تعالى :
وأَبْكَاًرا) (التحريم ، )5 :وقال ا ب ي َ
قانِتَا ٍ َ ِ َ ٍ َ ِ َ ٍ َ ِ َ ٍ ِّ َ ٍ َ
ت ث ت حا ئ سا ت ا د عاب ت ا ب ئ ا ت ت ت َ منَا ٍ ؤ ِ م ْ ُّ
ن
قانِتِي َ وال َ ْ ت َ منَا ِ ؤ ِم ْ وال ُ ْ ن َ منِي َ ؤ ِ م ْ ْ
وال ُ ت َ ما ِ سل ِ َ م ْ وال ُ ْ ن َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ُ ْ َ تعالى ( :إ ِ ّ
ن عي
ِ ِ َ ش خاَ ْ وال ت
ّ ِ َ ِ َ را صاب َ وال ّ ِ ِ َ َن ري صاب َ وال ِ َ ت قا َ د
ّ ِ صا َ وال ّ ِ ِ َ َ ن قي د صا َ وال ت َ قانِتَا ِ وال ْ َ َ
نفظِي َ حا ِ ْ
وال َ ت ِ ما
َ ِ ئ صاَ ّ وال ن َ مي ِ ِ ئ صا َ ّ وال ت ِ قا َ د
ّ ِ ص َ ت م
ُ ْ وال ن
َ قي ِ د
ّ ِ ص َ ت مُ ْ وال ت ِ عا
َ شِ خا َ ْ وال
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ة
فَر ً غ ِم ْ هم َّ ه لَ ُ عدَّ الل ّ ُ ت أَ َ والذَّاكَِرا ِ ه كَثِيًرا َ ن الل ّ َ ري َ والذّاك ِ ِ
َ
ت َ فظَا ِ حا ِ وال ْ َ م َ ه ْ ج ُفُرو َ ُ
ما) (الحزاب 35 : َ ).
عظِي ً جًرا َ وأ ْ َ
َ َ
ع rعن النبى tـ روى البخارى عن أبى هريرة مْرأةُ ِلْرب َ ٍ ح ال ْ َ قال " :تُنْك َ ُ
ك " (2 ت يَدَا َ رب َ ْ ن تَ ِ دّي ِ ت ال ِ فْر بِذَا ِ فاظْ َ ها َ دين ِ َ ول ِ ِ ها َ مال ِ َ ج َ و َ ها َ سب ِ َ ح َ ول ِ َ ها َ مال ِ َ ) .ل ِ َ
َ َ
ع :أى لجل أربع مْرأةُ ِلْرب َ ٍ ح ال ْ َ .ـ قوله :تُنْك َ ُ
ها :الحسب فى الصل الشرف بالباء وبالقارب سب ِ َ ح َ ول ِ َ ها َ مال ِ َ ـ قوله :ل ِ َ
مأخوذ من الحساب لنهم كانوا إذا تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثر أبائهم
.وقومهم وحسبوها ،وقيل المراد بالحسب هنا الفعال الحسنة
ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يُستحب له أن يتزوج نسيبه إل أن تعارض
نسيبه غير ديّنة وغير نسيبة دينة فتقدم ذات الدين وهكذا فى كل الصفات ،
وأما قول بعض الشافعية " :يستحب أن ل تكون المرأة ذات قرابة قريبة"
فإن كان مستندا ً إلى الخبر فل أصل له أو إلى التجربة وهو أن الغالب أن
) .الولد بين القريبين يكون أحمق فهو متجه (1
ها :يؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة إل أن تعارض الجميلة مال ِ َ ج َ و َ ـ قوله َ :
الغير دينة والغير جميلة الدينة نعم لو تساوتا فى الدين فالجميلة أولى
.ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق
ن ،فى حديث جابر " :فعليك بذات الدين" دّي ِ ت ال ِ فْر بِذَا ِ فاظْ َ ـ قوله َ :
والمعنى أن اللئق بذى الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره فى كل
بتحصيل صاحبة الدين الذى rشئ ل سيما فيما تطول صحبته فأمره النبى
.هو غاية البغية
ت يَدَاك :أى لصقتا بالتراب ،وهى كناية عن الفقر وهو خبر َ رب َ ْ ـ قوله :ت َ ِ
بمعنى الدعاء لكن ل يراد به حقيقته وبهذا جزم صاحب العمدة زاد غيره أن
فى حق مسلم ل يستجاب لشرطه ذلك على ربه r ،صدور ذلك من النبى
وحكى بن العربى أن معناه استغنت ورد بان المعروف اترب إذا استغنى
وترب إذا افتقر ووجه بأن الغنى الناشئ عن المال تراب لن جميع ما فى
الدنيا تراب ول يخفى بعده وقيل معناه ضعف عقلك وقيل افتقرت من
العلم وقيل فيه تقدير شرط أى وقع لك ذلك إن لم تفعل ورجحه بن العربى
) .وقيل معنى افتقرت خابت (2
فأول الشروط وأهمها التى يجب أن تتوفر فى الزوجة :الدين ،كما قال
م ) (البقرة )221 :ولقوله جبَتْك ُ ْ ع َ و أَ ْ ول َ ْ ة َ رك َ ٍ ش ِ م ْ من ُّ خيٌْر ِّ ة َ من َ ٌ ؤ ِ م ْ ة ُّ م ٌ ول َ
تعالى َ ( :
َ
َ َ َ َ
ت ( (النور ، )26 :وقوله تعالى ن لِلطّيِّبَا ِ والطّيِّبُو َ ن َ ت لِلطّيِّبِي َ والطّيِّبَا ُ تعالى َ ( :
ه) (النساء ، )35 :فإنها إن كانت على ّ
فظ الل ُ َ ح ِ ما َ ب بِ َ غي ْ ِ ْ
ت لِل َ ّ فظا ٌ َ حا ِ ت َ قانِتَا ٌ َ (:
ت منها الخير ،وأول مظاهر تدين المرأة "الصلة" ،وهى الصلة َ رجو دين
ت منها أن بين العبد وربه ،فإن كانت على صلة طيبة بينها وبين ربها رجو َ
تكون على صلة طيبة بينك وبينها ـ ولله المثل العلى ـ فمن فرطت فى
أمر ربها وحقه ل عيب عليها إن فرطت فى أمر وحق زوجها !! ،ومن رضى
أن تكون زوجته مفرطة فى أمر ربها وفرضه فل يلومن إل نفسه إن هى
.فرطت فى حقه ولم تحافظ على بيته
ـ وإذا كانت الزوجة ذات دين فهى على خلق ،وهذا بديهى ،فالدين
السلمى وهو دين الوسطية من يعتنقه يكون بين الفراط والتفريط ،فل
هى مفرطة فى تدينها ول هى مفرطة فى دينها ،وتراها وقد تخلقت بخلق
القرآن الكريم ،من حجاب ومعاملت وحديث وغير هذا مما فرضه القرآن
.الكريم على المرأة
غب النبى َ فى الجمال rوإذا انضم إلى الدين الجمال فبها ونعمت ،وقد ر ّ
َ
ل" ( ، )1وقوله ما َ ج َ ب ال ْ َ ح ُّ ل يُ ِ مي ٌ ج ِ ه َ ن الل ّ َ وقد سئل " :أى النساء rفقال " :إ ِ َّ
َ
وَل ت ُ َ َ
ها س َ
ف ِفي ن َ ْ ه ِ ف ُ خال ِ ُ مَر َ ه إِذَا أ َ ع ُوتُطِي ُ سُّرهُ إِذَا نَظََر َ خير ؟ قال " :ال ّتِي ت َ ُ
ه" ( ، )2والمرأة المتدينة الجميلة نور على نور ،وإن كانت ذات ما يَكَْر ُ ها ب ِ َ مال ِ َ و َ َ
.مال وحسب فقد جمعت من صفات الخير الكثير
" r :ـ ومن الصفات المطلوبة فى الزوجة أن تكون ودودا ً ولودا ً ،كما قال
د ال ْ َ ولُو َ جوا ال ْ َ
فإني مكَاثر بك ُم" (3
ُ ِ ٌ ِ ْ د َ ِ ِّ ودُو َ و ُ ) .تََز َّ
ل" r :ـ ومنها أيضا ً :أن تكون ذات عطف وحنان لقوله ن اْلِب ِ َ ء َركِب ْ َ سا ٍ خيُْر ن ِ َ َ
فل وأ َرعاه علَى زوج في ذَات يده" (1 ) .أ َ
ِ َ ِ ِ َ ْ ٍ ِ علَى طِ ْ ٍ َ ْ َ ُ َ حنَاهُ َ ْ
ها" t :لجابر rـ أن تكون بكرا ً :لقوله عب ُ َوتَُل ِ ك َ عب ُ َ ها بِكًْرا تَُل ِ جت َ َ و ْ أََل تََز َّ
ك وتضاحك ُها" (2
حك ُ َ َ ُ َ ِ َ ضا ِ وت ُ َ َ .
)
ح عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ وعن أبيها أنها قالت ـ وص َّ
ـ وهى تشير إلى زواجه منها ،وهى البكر التى لم يتزوج rيوما ً لرسول الله
ها rرسول الله من ْ َ ل ِ قدْ أُك ِ َ جَرةٌ َ ش َ ه َ في ِ و ِ واِديًا َ ت َ و نََزل ْ َ ت لَ ْ
َ َ
غيرها بكرا ً ـ " :أَرأي ْ َ
َ َ
ذي ل َ ْ
م في ال ّ ِ ل ِ قا َ
َّ
ك َ عيَر َ ع بَ ِ ت تُْرت ِ ُ ها كُن ْ َ في أي ِّ َ ها ِ من ْ َ ل ِ ؤك َ ْ م يُ ْ جًرا ل َ ْ ش َ ت َ جدْ َ و َ و َ َ
ه سو َ َ َ ج بِكًرا َ ْ م يَتََز َّ َ
ل الل ِ ن َر ُ عنِي أ ّ ها ت َ ْ من ْ َ ع ِ ها" rيُْرت َ ْ 3 (
غيَْر َ و ْ ) .ل ْ
.ـ فان كانت هناك قرينة تدعو إلى نكاح الثيب فبها ونعمت
ـ ومن طريف ما روى فى الفرق بين الثيب والبكر أن جارية عرضت على
الخليفة المتوكل فقال لها :أبكر أنت أم أيش ؟ قال :أيش يا أمير المؤمنين
!.
ـ واشترى أحدهم جارية فسألها :ما أحسبك إل بكرا ً ! فقالت له :لقد
! .كثرت الفتوح فى زمان الواثق
ـ وقال أحدهم لجارية :أبكر أنت ؟ قالت :نعوذ بالله من الكساد (تعنى
) ! .الثيوبة
ـ وعرضت على أحدهم جاريتان بكر وثيب فمال إلى البكر ،فقالت الثيب
:أما رغبت فيها وما بينى وبينها إل يوم ـ تعنى أنها ليلة بين البكر وكونها
َ
ن) (الحج : عدُّو َ ما ت َ ُ م َّ ة ِّ سن َ ٍ ف َ ك كَأل ْ ِ عندَ َرب ِّ َ ما ِ و ً ن يَ ْ وإ ِ َّ تكون ثيب ـ فقال لها َ ( :
47) .
ـ أن تكون ممن تربى على مائدة القرآن والسنة ،ل ممن تربى على
مائدة الشرق والغرب ،التى تجرى وتلهث خلف كل ما هو جديد فى عالم
الموضة والزياء والمناكير ،ودنيا "الكاسيت" والمطربين وتأخذ سنتها
وقدوتها من المطربين والمطربات والراقصين والراقصات والممثلين
والممثلت ،فالحذر أخى من القتران بفتاة لم تختمر بخمار ربها ،وقدمت
عليه خمار أهل الفن والدعارة والمجون فعَّراها ولم يسترها ،وجعلها سلعة
معروضة لكل ذى عينين لينظرها ،وشفتين ليحدثها ويمازحها ويهاتفها ،
ويدين فى الطريق والمواصلت يتحسسها ،فاظفر بذات الدين تربت يداك (
1) .
الرقيقة u ،ـ التى تحسن الستماع إلى زوجها وتعينه على طاعة الله
الطيبة الحانية الزاهدة الستيرة الراضية الرزينة الطاهرة العفيفة خفية
من ليست بالحنانة ( )1أو المنانة ( )2أو النانة الصوت الودودة الحليمة الرفيقة َ
( )3أو النقارة أو البراقة أو الخداعة أو الكذابة أو الحداقة ( )4أو الشداقة ( )5أو
اللعوب أو المتفاكهة أو المتواكلة أو الكسولة أو المتهتكة أو العاهرة أو
العصبية أو الخيالية أو العنيدة أو الساذجة ،ول متمرضة ،ول متشدقة ،ول
.تفرط فى زينتها ،ول مهملة لنفسها وجمالها
ـ هذا ول حرج فى عرض الرجل ابنته أو أخته على من يرى فيه الصلح ،
فقد عرض شعيب إبنته على موسى عليهما السلم كما أخبر تعالى عنه
ن) (القصص )27 :الية حدَى ابْنَت َ َّ ح َ ُ َ ُ قا َ .قوله َ ( :
هاتَي ْ ِ ي َ ك إِ ْ ن أنك ِ َ ريدُ أ ْ ل إِنِّي أ ِ
ابنته حفصة للزواج بعدما مات زوجها ،كما tـ وقد عرض الفاروق عمر
ت tروى البخارى وغيره عن عمر بن الخطاب وقد تأيمت ابنته قي ُ فل َ ِ يقول َ " :
ح ْ حت ُ َ َ َ ْ ف ُ ة َ ح ْ َ ن َ َ ع ّ
ت ة بِن ْ َ ص َ ف َ ك َ ت أنْك ْ شئ ْ َ ن ِ ت إِ ْ قل ُ ص َ ف َ ه َ علي ْ ِ ت َ ض ُ عَر ْ ف َ فا َ ن َ ن بْ َ ما َ عث ْ َ ُ
ج َ
و ز قد بدا لِي أ َن َل أ ََ
ت َ : ل َ قاَ ف َ ، ي ل ا ي َ ل ت ْ ث ب َ فل َ ، ري م َ أ في ر ُ ظ ن َ سأ لَ قا َ ، ر م ع
َ ّ َ ْ ْ َ َ َ ِ ُ َ ِ َ ْ ِ َ ْ ُ ِ ُ َ َ
ت ْ َ َ ت :إن شئ ْت أ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ
ة بِن ْ َ ص َ َ ف ح
َ ك ُ ت ح
ْ ك ْ ن َ ِ ْ ِ ُ قل ف ر
ٍ ك َ ب ا َ ب أ تُ قي ِ فل : رَ ُ م ع
ُ ل قا ، َا ذ ه َ مي و ِ يَ ْ
على َ منِّي َ َ َ ُ َ ً َ َ َ َ َ ْ َ َ
ِ ) 7 (
جدَ و َ هأ ْ علي ْ ِ ت َ ي شيْئا ،فكن ْ ُ )6 (
ع إِل ّ ج ْ م يَْر ِ ر فل ْ ت أبُو بَك م َ ص َ مَر ،ف َ ع َ ُ
َ قين ِ ٍي أ َ فأ َ
ل الل ّ ِ
ه سو ُ ها َر ُ خطَب َ َ م َ ي ث ُ َّ ِ ل ا َ يَ ل ت ُ ْ ث ب َ فل َ ، ن
َ ما َ ْ ث ع
ُ r و ُ ب َ ِ َ فل َ ، ه ا َ ّ ي إ ها َ ُ ت ح
ْ َ ك ْ ن َ
ْ ُ َ َ َ َ َ ْ
َ
َ َ
ِ
َ َ َ ْ َ َ َ ِ َ ُ َّ
تع إِلي ْك ،قل ُ ج ْ م أْر ِ ة فل ْ ص َ حف َ ي َ عل ّ ت َ ض َ عَر ْ ن َ حي َ ي ِ عل ّ ت َ جدْ َ و َ علك َ ر فقال :ل َ بَك ٍ
ت َ ضت إَّل أ َ َ َ ي أ َن أ َ َ َ َ َ َ
م ُ َ ْ ِ ل ع
َ ْ د ق ي ّ ِ ن َ ْ ر ع
َ ما َ في ِ ك ْ ي ل إ ع
َ ج
ْ ِ ر ْ ِ ن ع
ْ َ ن مِ ُ ْ َْ ي م ل ه ّ ن فإ : ل قا ، :نَ َ ْ
م ع
ّ َ َ ِ َ َّ ِ
ُ َ َ
ه سول الل ِ َ ن َر ُ هrأ ّ ل الل ِ سو ِ س ّر َر ُ َ ي ِ ش َ ن ِلف ِ ْ م أك ُْ ها فل ْ َ ها rقدْ ذكَر َ َ َ َ َ
و تََرك َ ول َ ْ َ
قبلْتها" (1 َ َ
ِ َ ُ ل ) .
ثم صحابته الكرام رضوان الله rـ ولم يزل هذا المر منذ رسول الله
عليهم أجمعين من بعده ،حتى سلّمه الصحابة إلى التابعين وتابعى
التابعين ،فقد ذكرت كتب السير عن عبد الله بن وداعة قال :كنت أجالس
ت: سعيد بن المسيب فتفقدنى أياما ً ( ، )2فلما أتيته قال :أين كنت ؟ قل ُ
توفيت زوجتى فاشتغلت بها ،قال :هل أخبرتنا فشهدناها ؟ قال :ثم أردت
أن أقوم ،فقال :هل استحدثت امرأة ؟ فقلت :يرحمك الله تعالى ،ومن
يزوجنى وما أملك إل درهمين أو ثلثا ً ،فقال :أنا ( ، )3فقلت :وتفعل ؟ !
وزوجنى على درهمين ـ أو rقال :نعم ،فحمد الله تعالى وصلى على النبى
قال :ثلثة ـ قال :فقمت وما أدرى ما أصنع من الفرح ،فعدت إلى منزلى
وجعلت أفكر ممن آخذ ،ممن أستدين ،فصليت المغرب وانصرفت إلى
ت صائما ،فقدمت عشائى لفطر ،وكان خبزا ً وزيتاً منزلى ،فأسرجت ،وكن ُ
،وإذا بالباب يقرع ،فقلت :من هذا ؟ ،قال :سعيد ،قال :ففكرت فى كل
إنسان اسمه سعيد ،إل سعيد بن المسيب ،وذلك أنه لم يمر أربعين سنة إل
بين داره والمسجد ،فخرجت إليه ،فإذا به سعيد بن المسيب ،فظننت أنه
بدا له ـ أى رجع عن رأيه ـ فقلت :يا أبا محمد :لو أرسلت إلى ! لتيتك ،
فقال :ل ،أنت أحق أن تؤتى ،فقلت :ماذا تأمر ؟ فقال ،إنك رجل ً عزباً
ت ،فكرهت أن تبيت الليلة وحدك ،وهذه امرأتك ،وإذا هى قائمة فتزوج َ
.خلفه فى طوله ،فدفعها فى الباب ورده
قال :ثم دخلت بها ،فإذا هى من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله
.وأعرفهم بحق الزوج r ،تعالى وأعلمهم لسنة رسول الله
ـ ول حرج أيضا ً فى عرض المرأة نفسها على من ترى فيه الزوج الصالح
لها ،إذا أمنت الفتنة ،وكان الرجل صالحا ً ورعا ً ،كما كان من أم المؤمنين
r .خديجة ـ رضى الله عنها ـ وعرضها نفسها على النبى
ـ وهنا ننبه إلى التأنى فى اختيار زوجة المستقبل ،فلتستحب العجلة
دون انتقاء زوجة المستقبل ،فما هى المعايير والسس الموضوعة عند
.اختيار زوج وزوجة المستقبل
:ـ أسس اختيار الزوج
ـ أما السس التى يجب على كل فتاة أن تضعها نصب عينيها عند قبول
من يتقدم لخطبتها ،فأول هذه الشروط والسس والمعايير :الدين ،فإن
.صاحب الدين إذا احب المرأة أكرمها ،وإذا كرهها لم يظلمها
م) (البقرة ، )221 : جبَك ُ ْ ع َ و أَ ْ ول َ ْ ك َ ر ٍ ش م ْ من ُّ خيٌْر ِّ ن َ م ٌ ؤ ِ م ْ عبْدٌ ُ ول َ َ ـ قال تعالى َ ( :
َّ ِ َّ َّ ّ َّ
ت ) (النور ، )26 :وقال ن لِلطي ِّبَا ِ والطي ِّبُو َ ن َ ت لِلطي ِّبِي َ والطي ِّبَا ُ rوقوله تعالى َ ( :
ُ َّ ُ
في" : ة ن ت
َ ْ ِ ْ َ ٌ ِ ف ن ُ ك ت وا عل ْ
ف
َ ِّ ُ ُ ِ َ َ ت ل إ ه جو و ز َ
ف ه
ُ َ
ق خل ُ و
م ْ َ ْ َ ْ َ ِ َ ُ َ
ه ن دي ن و ض ر ت ن م َ ب إِلَيْك ُ ْ خط َ َ إِذَا َ
َ ْ
و َ َ ٌ َ ِ
فساد عريض"(1
ض َ .الْر ِ
)
ٌ
)لبنى بياضة " :أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه ،وكان حجاماً " ( r 2وقال النبى
.
َّ َ ٌ َ
ه
ِ الل ل سو
َ ُ ِ ر ى عل َ ل ج
َ ّ َ ُ ر ر م " : قال سهل عن أبيه عن حازم أبى ابن وعن r
ن َ ش َ ن َ َ َ َ ر ٌّ ُ هذَا ؟ َ ُ ما ت َ ُ قا َ ف َ َ
عأ ْ ف َ وإ ِ ْ ح َ ن يُنْك َ بأ ْ خط َ ن َ ي إِ ْ ح ِ قالوا َ : في َ ن ِ قولو َ لَ :
ء
ن فقَرا ِ َ ُ ٌ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ّ َ
م ْ جل ِ م ّر َر ُ ت،ف َ سك َ م َ ع ،قال :ث ّ م َ ست َ َ ن يُ ْ ن قال أ ْ وإ ِ ْ ع َ ي ُشف َ
َ
ن َل يُنْك َ َ
ح بأ ْ خطَ َ ن َ ي إِ ْ ر ٌّ ِ ح
َ : وا ُ قال َ ؟ َا ذ ه َ في ِ ن َ و ُ قول ُ َ ت ما َ : َ
ل قا َ ف َ ن
َ مي ِ ِ ل س
م ْ ال ْ ُ
َّ َ َ َ
ه
ل الل ِ سو ُ ل َ :ر ُ قا َ ف َ عَ ، م َ ست َ َ ن َل ي ُ ْ لأ ْ قا َ ن َ وإ ِ ْ ع َ ف َ ش ّ ن َل ي ُ َ عأ ْ ف َ ش َ ن َ وإ ِ ْ خيٌْر َ r هذَا َ َ
ل هذَا" (1
مث ْ َ َ ض ِ ر ء اْل َ ِ ْ
ل م
ِ ن مِ ) .
ْ ِ ْ
فالدين أختاه هو "الترمومتر" الذى تستطيعين به الحكم على الرجال ،
وليس ما يملك من مال أو شهادات ،ولكن إن انضم إلى الدين المال أو
المؤهل فبها ونعمت ،ول يُقدم أبدا ً على صاحب الدين صاحب أحدث صيحة
فى قص الشعر ! أو أحدث صيحة فى عالم الملبس ! ومن يحفظ الغانى
ول rول يعى صدره آية من كتاب الله تعالى ،أو حديثا ً من أحاديث النبى
المتخنثين الذين عج بهم الطريق فل تستطيع أن تفرق بين الفتى والفتاة
من الملبس أو الشعر ! ول صاحب الكلم المعسول " ،الدبور" الذى يتنقل
بين الزهار ليرتشف الرائحة من هذه وتلك ،ول من يقف على باب
مدرستك ينتظر خروجك لتتنزها معا ً خلسة عن الهل ،ول من ذاق طعم
"القبلة" منك قبل أن تحلى له ،ول من يضع "السطوانة" فى حديثك معه
تليفونيا ُ ،الحذر الحذر أختاه من تلك الذئاب الضارية ،واعلمى أنه لن
يستقيم بيت نال فيه الشاب ما أراده من فتاته قبل البناء بها ،فهو بين
شقى رحى :الشك فيها أن تكون مع غيره كما كانت له قبل البناء ،وبين
إذللها بتسليمها نفسها له قبل أن تحل له ،فكونى على حذر أختاه ،وعليك
.بصاحب الدين الذى يريد أن يأخذ بيدك إلى ربك وإلى جنته
فإن كان من حملة كتاب الله تعالى فيُقدم على غيره ،وان كان من أهل
الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة فبها ونعمت ،فالدين هو الساس الذى
.عليه تُبنى الحياة الزوجية السعيدة
ً شر ال َّ
ن" r :ـ أن يكون مستطيعا لتحمل نفقات الزواج لقوله م ِ ب َ شبَا ِ ع َ َ م ْ يَا َ
ع ط ت س ي م َ ل ن م و ج ر ف َ ْ ل ل ن ص ح َ وأ ر ص ب ْ ل ل ضُ َ
غ َ أ ه َ ن فإ َ ج َ
و ز ت ي ْ فل َ ة ء ا ب ْ ال ع ا َ ط ت س
ْ ِ َ ْ ِ َ َ ْ ْ َ ْ ِ َ َ ِ َ ْ َ ُ ِ ّ ِ ُ ّ ّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ا ْ
فإن َه ل َه وجاء" (1 َ َ
وم ِ َ ِ ّ ُ ُ ِ َ ٌ ص ْ ه بِال ّ علي ْ ِ ف َ َ ).
وكم من شاب "أحب فتاة" ،والتقت الفكار بعد العيون ،وتناغمت
النفاس تعزف أجمل ألحان الحب الذى لم يشهد العالم مثله ،وكم التقت
الحلم ،فيرى الشاب الحلم ،فيقصه على فتاته ،فتكمله هى ! كم فكَّر
ن" وكانت هى ! كم من قصص فى مكالمتها هاتفيا ً فيجد الهاتف قد "ر َّ
"الحب" قد نمت وترعرعت فى خيال كثير من الفتيات ،ثم إذا جاء الحديث
عن الزواج كان سرابا ً وذهبت الحلم أدراج الرياح ،وتحطمت على صخرة
الواقع ،وأخذت معها ما أخذت من قصص المذلة وذهاب العفة والدب
.والحياء ،ثم لم تعد
ه " فهذا rأما قوله َ ما َ َ ٌ ُ ة َ َ
لفاطمة بنت قيس " :أ َّ
)2(
لل ُ علوك ل َ ص ْ
ف ُ وي َ ُ
عا ِ
م َما ُ
إذا تقدم للفتاة اثنين من أهل الدين والورع ،فيُقدم صاحب المال على
.الخر ،ول يُرفض صاحب الدين لقلة ماله
فى شأن أبى جهم r :ـ ويستحب فيه أيضا ً :أن يكون رفيقا ً بالنساء لقوله
ه " ( )3قالوا :أى كثير الضرب للنساء فَل ي َ َ
هم ٍ َ " .أ َ َ َ
ق ِ
عات ِ ِن َع ْصاهُ َ ع َ ع َ ض ُ ج ْ
ما أبُو َ
ّ
ـ ويستحب فيه أن يكون جميل المنظر حسن الهيئة :حتى تُسر الفتاة عند
.رؤيته فل تنفر منه
ـ أن يكون شابا ً :فيُقدم على الشيخ العجوز ليحصل التناسب العقلى
والعاطفى ،ول حرج فى زواج الشيخ الكبير ممن تصغره ،فرب شيخ عجوز
.أفضل من مائة شاب
ـ أن يكون كفؤا ً للفتاة :من حيث العمر ،والمستوى التعليمى ـ والدين
.أول ً ـ والعقلى ،والمادى ،والبدنى ،ونحو هذا
ـ الكفاءة فى النكاح
زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة موله وزوج rوزوج النبى
فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية من أسامة ابنه ،وتزوج بلل بن رباح
َ َ
ت لِلطّيِّبِي َ
ن والطّيِّبَا ُ بأخت عبدالرحمن بن عوف ،وقد قال الله تعالى َ ( :
َ َ ْ َ
ُ
ب لكم ما طا َ حوا َ فانك ِ ُ ت ) (النور ، )26 :وقد قال تعالى َ ( : ن لِلطيِّبَا ِ والطّيِّبُو َ َ
ساء) (النساء 3 : َ ّ ِ ن ال نَ ِّ . م )
اعتبار الدين فى الكفاءة أصل وكمال فل تزوج rفالذى يقتضيه حكمه ً ً
مسلمة بكافر ول عفيفة بفاجر ولم يعتبر القرآن والسنة فى الكفاءة أمراً
وراء ذلك فإنه حرم على المسلمة نكاح الزانى الخبيث ولم يعتبر نسبا ً ول
صناعة ول غنى ول حرية فجوز للعبد الفقير نكاح الحرة النسيبة الغنية إذا
كان عفيفا ً مسلما ً ،وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات ،ولغير
.الهاشميين نكاح الهاشميات وللفقراء نكاح الموسرات
وقد تنازع الفقهاء فى أوصاف الكفاءة فقال مالك فى ظاهر مذهبه إنها
.الدين وفى رواية عنه إنها ثلثة الدين والحرية والسلمة من العيوب
وقال أبو حنيفة :هى النسب والدين ،وقال أحمد فى رواية عنه :هى
الدين والنسب خاصة وفى رواية أخرى هى خمسة الدين والنسب والحرية
والصناعة والمال ،وإذا اعتبر فيها النسب فعنه فيه روايتان إحداهما :أن
العرب بعضهم لبعض أكفاء ،الثانية :أن قريشا ً ل يكافئهم إل قرشى وبنو
هاشم ل يكافئهم إل هاشمى ،وقال أصحاب الشافعى يعتبر فيها الدين
.والنسب والحرية والصناعة والسلمة من العيوب المنفرة
ولهم فى اليسار ثلثة أوجه اعتباره فيها وإلغاؤه واعتباره فى أهل
المدن دون أهل البوادى فالعجمى ليس عندهم كفئا ً للعربى ول غير
القرشى للقرشية ول غير الهاشمى للهاشمية ول غير المنتسبة إلى العلماء
والصلحاء المشهورين كفئا ً لمن ليس منتسبا ً إليهما ،ول العبد كفئا ً للحرة
ول العتيق كفئا ً لحرة الصل ول من مس الرق أحد آبائه كفئا ً لمن لم يمسها
رق ول أحدا ً من آبائها ،وفى تأثير رق المهات وجهان ،ول من به عيب
مثبت للفسخ كفئا ً للسليمة منه فإن لم يثبت الفسخ وكان منفرا ً كالعمى
والقطع وتشويه الخلقة فوجهان ،واختار الرويانى أن صاحبه ليس بكفء
ول الحجام والحائك والحارس كفئا ً لبنت التاجر والخياط ونحوهما ول
المحترف لبنت العالم ول الفاسق كفئا ً للعفيفة ول المبتدع للسنية ولكن
.الكفاءة عند الجمهور هى حق للمرأة والولياء
ثم اختلفوا فقال أصحاب الشافعى :هى لمن له ولية فى الحال ،وقال
أحمد فى رواية :حق لجميع الولياء قريبهم وبعيدهم فمن لم يرض منهم
فله الفسخ ،وقال أحمد فى رواية ثالثة :إنها حق الله فل يصح رضاهم
بإسقاطه ،ولكن على هذه الرواية ل تعتبر الحرية ول اليسار ول الصناعة
ول النسب إنما يعتبر الدين فقط فإنه لم يقل أحمد ول أحد من العلماء إن
نكاح الفقير للموسرة باطل وإن رضيت ول يقول هو ول أحد إن نكاح
الهاشمية لغير الهاشمى والقرشية لغير القرشى باطل وإنما نبهنا على هذا
لن كثيرا من أصحابنا يحكون الخلف فى الكفاءة هل هى حق لله أو للدمى
ويطلقون مع قولهم إن الكفاءة هى الخصال المذكورة وفى هذا من
) .التساهل وعدم التحقيق ما فيه" (1
ـ فإذا أراد الرجل أن يخطب فتاة فله أن يرسل أمه أو بعض أهله ـ كأخته
مثل ً ـ ليريا من الفتاة ما يدعوه إلى خطبتها ،من خلق حسن وبيت طيب
.وحسن معاملة
لخير فى حسن الفتاة وعلمها إن كان فى غير الصلح رضاؤها
فجمــالها وقـف عليها إنمـا للناس منـها دينــها ووفــاؤهــا
ت فكــن حـاذقــاًَ تزوجـ وإن منبته واسـأل عــن الغصن وعـن
واسأل عـن الصهــر وأحوالــه مـن جيــرة الحــى وذى قربتـــه
ـ صلة الستخارة
فإذا وجد الرجل الفتاة التى يرى فيها أنها تصلح لتكون شريكة حياته ،
وتقدم للفتاة الرجل يخطبها ،استخار الله تعالى فى هذا المر العظيم ،
.فيصلى كل منهما صلة الستخارة
يعلمنا الستخارة فى المور كلها كالسورة rكان النبى" t :يقول جابر
َ ه َ َ
ن r :من القرآن ،وصفتها :يقول م ْ ن ِ عتَي َْ ِع َرك ْ َ فلْيَْرك َ ْ ر َ م ِ م بِاْل ْ حدُك ُ ْ مأ َ إِذَا َ ّ
َ ْ َ ّ
َّ
قدَْرت ِكَ
َ
ك بِ ُ دُر َ
َ
ْ
ست َق ِ وأ ْ مك َ َ عل ِ َ
خيُرك ب ِ ِ
َ
ست َ ِ م إِنِّي أ ْ َ ه ّ ل الل ُ ُ
م لِي َق ِ َ ُ
ةث ّ ض ِ ري َ ر َال ْف ِ
َ َ
غ َي ْ ِ
م
عل ُ ت َ وأن ْ َ م َ َ
عل ُ ول أ ْ َ م َ َ
عل ُ وت َ ْ دُر َ ق ِ ول أ َْ دُر َ ق ِ ك تَ ْ َ
فإِن ّ َ عظِيم ِ َ ْ
ك ال َ ضل ِ َ ف ْ ن َ م ْ ك ِ سأل َ ُ وأ ْ َ
َ ْ َ َ َ َّ
في ِدينِي خيٌْر لِي ِ مَر -ويسمى المر َ - هذَا ال ْ ن َ مأ ّ عل ُ ت تَ ْ ن كن ْ َ ُ م إِ ْ َ ه ّ ب الل ُ غيُو ِ ال ْ ُ
سْرهُ لِي ث ُ َّ
م فا ْ ه َ َ قا َ و َ َ قب َ
وي َ ِّ قدُْرهُ لِي َ جل ِ ِوآ ِ ري َ م ِ لأ ْ ج ِ عا ِ ل َ ري أ ْ م ِ ةأ ْ عا ِ َ ِ و َ شي َ عا ِ م َ و َ َ
شي عا ِ م َ و َ في ِدينِي َ شٌّر لِي ِ مَر َ َ
هذَا اْل ْ ن َ م أ َ َّ عل َ ُ ت تَ ْ ن كُن ْ َ وإ ِ ْ هَ ، في ِ ك لِي ِ ر ْ بَا ِ
ه ر ْ ر ْ ه َ َ قا َ و َ َ َ
عن ْ ُ فنِي َ ص ِ وا ْ عنِّي َ ه َ ف ُ ص ِ فا ْ جل ِ ِ وآ ِ ري َ م ِ لأ ْ ج ِ عا ِ في َ ل ِ ري أ ْ م ِ ةأ ْ قب َ ِ عا ِ و َ َ
ل ويسمي حاجته" (1
َ َ قا َ ي ِ ن ض ر م أَ َ ُ ث ن ا َ ك ثُ ي ح ر ي خَ ْ ال ي ِ ل ر د ْ
ق وا ) .
َ َ ُ َ ُ َ ِّ َ ّ ْ ِ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ
ـ ويصلى العبد صلة الستخارة فى أى وقت شاء ،ركعتين ،ثم بعد
التسليم يدعو بهذا الدعاء ،وله أن يكررها ول حرج فى هذا ( ، )2فصلة
الستخارة دعاء ،ول حرج فى تكرار الدعاء ،ول يلزم بعد الستخارة أن يرى
العبد رؤيا ،بل سيرى إما التيسير أو عدمه ،أو الراحة النفسية للمر
.والقدام عليه أو عدمه
وتصلى الفتاة صلة الستخارة ،فهى تستخير رب العالمين فى شأن من
تقدم لِخطبتها ،إذا رأت فيه ما يدعوها إلى قبوله ،ل أن تصلى الفتاة صلة
الستخارة عندما يتقدم إليها السكير مثل ً أو تارك الصلة المفرط فى أمر
دينه ،فإنها ترفض من البداية أن تربط حياتها بمن يستهين بحقوق ربه
.عليه ،فكيف له أن يحافظ على حقوقها أو يعطيها إياها
ـ هذا ول يجوز لمن عرف تقدم شاب إلى فتاة ليخطبها أن يتقدم
حتَّى rلِخطبتها هو أيضا ً :فقد نهى ه َ خي ِ ة أَ ِ خطْب َ ِ علَى ِ ل َ ج ُ ب الَّر ُ خط ُ َ أن "ي َ ْ
قبل َه أ َو يأْذَن ل َه ال ْخاطب" (1 ْ َ
َ ِ ُ َ ُ ب َ ْ ُ ْ َ خاط ِ ُ ) .يَتُْرك ال َ
خطبة من توفى عنها زوجها حتى تنتهى عدتها ،ولكن يجوز ـ كما ل يجوز ِ
ضتُم عَّر ْ ما َ في َ م ِ ُ
عليْك ْ َ ح َ جنَا َ ول ُ َ للخاطب التعريض بالخطبة لها ،قال تعالى َ ( :
ُ ُ َ َ ّ م فى أَن ُ خطْبة الن ِّساء أ َ َ
ن ه َّ ن
ُ َ ُ رو ك ْ ذ ت س
ُ ّ ْ َ َ م ك ن أ ه الل معل ِ َم َ سك ُ ْ ف ِ و أكْنَنت ُ ْ ْ َ َ ِ ن ِ م ْ ه ِ بِ ِ
ح َ ع ْ ْ َ عُرو ً ول َّ ً ْ
قولوا َ ُ سًّرا إِل أن ت َ َُ َ ّ ه َّ َ ّ َ
قدَةَ النِّكا ِ موا ُ ز ُع ِ ول ت َ ْ فا َ م ْ ق ْ ن ِ عدُو ُ
غ الْكتَاب أ َ
وا ِ ولـكِن ل ت ُ َ َ
ه) (البقرة )235 :أو للمطلقة المبتوتة ـ وهى التى َ
َ ُ جل ُ ِ ى يَبْل ُ َ حت َّ َ َ
قال لفاطمة بنت قيس rطُلقت ثلث مرات ـ لحديث المام مسلم أن النبى
مى ع َل أَ ْ ج ٌ ه َر ُ فإِن َّ ُ مكْتُوم ٍ َ مِ َ
ُ
نأ ّ عنْدَ اب ْ ِ دي ِ عت َ ِّ وكانت قد طُلقت ثلث مرات " :ا ْ
فآذنيني" (2
ت َ ِ ِ ِ حلَل ْ ِ فإِذَا َ ك َ ن ثِيَاب َ ِ عي َ ض ِ ) .ت َ َ
خطبة البائن يقول المام النووى رحمه الله تعالى :وفيه جواز التعريض ب ِ
.وهو الصحيح عندنا
خطبة :كأن يقول الرجل للمرأة وهى فى عدتها من وفاة ـ والتعريض بال ِ
زوجها :إنك على لكريمة ،وإنى فيك لراغب ،وان الله لسائق إليك خيراً
ورزقا ً ،أو يقول :إنى أريد التزوج ولوددت أنه يُسر لى امرأة صالحة ،ونحو
.هذا
فإذا تقدم لخطبتها فله أن يرى منها الوجه والكفين :روى المغيرة بن
ت َ :ل َ ، َ
ل" r :شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول الله قا َ قل ْ ُ ها ؟ ُ ت إِلَي ْ َ أنَظَْر َ
َ فإن َّ َ
ؤدم بينك ُما"(1
ن يُ ْ َ َ َ ْ َ َ جدَُر أ ْ هأ ْ ها َ ِ ُ فانْظُْر إِلَي ْ َ َ ،) .
ستَطَا َ َ َ
ع rأن رسول الله tوعن جابر نا ْ فإ ِ ِ مْرأةَ َ م ال ْ َ حدُك ُ ُ بأ َ خط َ َ قال " :إِذَا َ
ت نُ ك َ
ف ة ي ر جا ت بَ خط َ
ف َ
ل قاَ ، ْ
ل ع ْ
ف يْ فل َ ها ح اَ ك ن ى َ ل إ ه عو د ي ما ى ن يَنْظَُر إِل َ َ
ُ ْ ً ْ ُ َ ِ َ َ : َ َ َ ِ ِ َ َ ْ َ ُ ِ ُ أ ْ
ُ َ
وجتها" (3
فتََز َّ ْ ُ َ ها َ ج َو ِ وتََز ُّ ها َ ح َ عانِي إِلَى نِكَا ِ ما دَ َ ها َ من ْ َ ت ِ حتَّى َرأي ْ ُ ها َ خبَّأ ( )2ل َ َ ) .أت َ َ
ـ وعن سهل بن سعد الساعدى ـ رضى الله عنها ـ أن امرأة جاءت إلى
َ
ها rرسول الله فنَظََر إِلَي ْ َ ل َ قا َ سي َ ف ِ ك نَ ْ ب لَ َ ه ُ ت أَ َ جئ ْ ُ ِ ل الل ّ ِ
ه سو َ فقالت " :يَا َر ُ
َّ ُ َّ ُ م طَأْطَأ َ َ ُ َ َ َ َ ه " (َ r 4 ْ
ه
ِ الل ل سو
َ ُ ر r ه
ِ الل ل سو َ ُ ر ث ه
َ َ َ ّ َ ُ ّ ب و ص و ها في ِ ر َ ظ ّ ن ال ف َ ّ َ
د ع ص س ُ َ) .رأ َ
َ فأ َ ْ َ َ
َّ
ي tوعن أبى هريرة عنْدَ النَّب ِ ِ ّ ت ِ ج rقال " :كُن ْ ُ
َ
و َ ه تََز َّ خبََرهُ أن َّ ُ ل َ ج ٌفأتَاهُ َر ُ
َ
َ
ه
ل الل ِ سو ُ ه َر ُ ل لَ ُ قا َ ف َ
ر َ صا ِ ن اْلن ْ َ م َ مَرأةً ِ بrا ْ ه ْ فاذْ َ ل َ قا َ ل َل َ قا َ ها َ ت إِلَي ْ َ أنَظَْر َ
شيئًا" (5
ر َ ْ صا ِ
َ
ن اْلن ْ َ عي ُ ِ في أ َ ْ ن ِ فإ ِ َّها َ فانْظُْر إِلَي ْ َ َ ).
ـ وقد ذهب جمهور أهل العلم سلفا ً وخلفا ً إلى جواز نظر الرجل إلى من
خطبتها ،إل أنه وقع الخلف بينهم فيما يُنظر إلى المرأة ،فذهب يريد ِ
الجمهور إلى جواز النظر رؤية الوجه والكفين ،وعن المام أحمد ثلث
روايات :النظر إلى الوجه والكفين ،النظر إلى ما يظهر منها غالبا كالرقبة
.والساقين ،النظر إليها كلها ،وذهب ابن حزم إلى النظر إلى جميع بدنها
ـ فإذا تمت الموافقة بين الهل ،فله أن يصلى صلة الستخارة مرة
.أخرى إن شاء ،ويترك الفتاة لتستخير ربها فيمن تقدم لخطبتها
ـ موافقة البكر والثيب على الزواج :وتستأذن البكر على من تقدم
َ
خطبتها :وإذنها صماتها ،أما الثيب فإنها تستأمر ،لقوله
َ
م" r :ل ِ ح اْلي ِّ ُ َل تُنْك َ ُ
ْ ْ
ها ف إِذْن ُ َوكَي ْ َ ه َ ل الل ّ ِسو َ قالُوا يَا َر ُ ن َستَأذَ َ حتَّى ت ُ ْ ح الْبِكُْر َوَل تُنْك َ ُ مَر َ ستَأ َ حتَّى ت ُ ْ َ
ْ ْ ْ ْ ُ ل أََ َ
وإِذْن ُ َ
ها َ هاَ س
ِ ف َ ن في ِ ن
ُ َ ذ أَ ت س
ْ ُ ت ر
ِ ُ ك ب ال " : مسلم صحيح وفى ، ) 1 ( " تَ ك س
ْ َ ت نْ قا
ل نعم" (2
َ َ ْ َ قاَ ها ت
ُ َ ُ َما ص ) .
وثبت عنه فى الصحيحين" :أن خنساء بنت حذام زوجها أبوها وهى كارهة
) .فرد نكاحها" ( r 3وكانت ثيبا ً فأتت رسول الله
ً
فذكرت له rوفى السنن من حديث ابن عباس " :أن جارية بكرا أتت النبى
r" (4) .أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها النبى
وهذه غير خنساء فهما قضيتان قضى فى إحداهما بتخيير الثيب وقضى
.فى الخرى بتخيير البكر
وموجب هذا الحكم أنه ل تجبر البكر البالغ على النكاح ول تزوج إل برضاها
وهذا قول جمهور السلف ومذهب أبى حنيفة وأحمد فى إحدى الروايات عنه
وهو القول الذى ندين الله به ول نعتقد سواه وهو الموافق لحكم رسول
.وأمره ونهيه وقواعد شريعته ومصالح أمته rالله
أما موافقته لحكمه فإنه حكم بتخيير البكر الكارهة وليس رواية هذا
الحديث مرسلة بعلة فيه فإنه قد روى مسندا ً ومرسل ً ( )1فإن قلنا قول
الفقهاء إن التصال زيادة ومن وصله مقدم على من أرسله فظاهر وهذا
تصرفهم فى غالب الحاديث ،فما بال هذا خرج عن حكم أمثاله وإن حكمنا
بالرسال كقول كثير من المحدثين فهذا مرسل قوى قد عضدته الثار
.الصحيحة الصريحة والقياس وقواعد الشرع كما سنذكره فيتعين القول به
وأما موافقة هذا القول لمره فإنه قال " :والبكر تستأذن" وهذا أمر مؤكد
لنه ورد بصيغة الخبر الدال على تحقق المخبر به وثبوته ولزومه والصل
.أن تكون للوجوب ما لم يقم إجماع على خلفه rفى أوامره
ْ
ن" فأمر ونهى ستَأذَ َ حتَّى ت ُ ْ ح الْبِكُْر َ وَل تُنْك َ ُوأما موافقته لنهيه فلقوله َ " :
.وحكم بالتخيير وهذا إثبات للحكم بأبلغ الطرق
وأما موافقته لقواعد شرعه :فإن البكر البالغة العاقلة الرشيدة ل
يتصرف أبوها فى أقل شئ من مالها إل برضاها ول يجبرها على إخراج
اليسير منه بدون رضاها فكيف يجوز أن يرقها ويخرج بضعها منها بغير
رضاها إلى من يريده هو وهى من أكره الناس فيه وهو من أبغض شئ إليها
ومع هذا فينكحها إياه قهراً " بغير رضاها إلى من يريده ويجعلها أسيرة عنده
َ
م" ( )1أى" r :كما قال النبى عنْدَك ُ ْ ن ِ وا ٌ ع َ
ن َ ه َّما ُفإِن َّ َخيًْرا َء َسا ِ صوا بِالن ِّ َ و ُ ست َ ْ وا ْ أَل َ
أسرى ومعلوم أن إخراج مالها كله بغير رضاها أسهل عليها من تزويجها
بمن ل تختاره بغير رضاها ولقد أبطل من قال إنها إذا عينت كفئا تحبه
.وعين أبوها كفئا ً فالعبرة بتعيينه ولو كان بغيضا ً إليها قبيح الخلقة
وأما موافقته لمصالح المة :فل يخفى مصلحة البنت فى تزويجها بمن
تختاره وترضاه وحصول مقاصد النكاح لها به وحصول ضد ذلك بمن تبغضه
وتنفر عنه فلو لم تأت السنة الصريحة بهذا القول لكان القياس الصحيح
.وقواعد الشريعة ل تقتضى غيره وبالله التوفيق
بالفرق بين البكر والثيب وقال َ"" :ل rفإن قيل فقد حكم رسول الله
ْ ْ َ
ن" ( )2وقال " :اليم أحق ستَأذَ َ حت َّى ت ُ ْ ح الْبِكُْر َ وَل تُنْك َ ُ مَر َ ستَأ َ حتَّى ت ُ ْ م َ ح اْلي ِّ ُ تُنْك َ ُ
بنفسها من وليها والبكر يستأذنها أبوها" فجعل اليم أحق بنفسها من ) 3 (
وليها فعلم أن ولى البكر أحق بها من نفسها وإل لم يكن لتخصيص اليم
بذلك معنى ،وأيضا ً فإنه فرق بينهما فى صفة الذن فجعل إذن الثيب
النطق وإذن البكر الصمت وهذا كله يدل على عدم اعتبار رضاها وأنها ل حق
.لها مع أبيها
فالجواب :أنه ليس فى ذلك ما يدل على جواز تزويجها بغير رضاها مع
بلوغها وعقلها ورشدها وأن يزوجها بأبغض الخلق إليها إذا كان كفئاً
والحاديث التى احتججتم بها صريحة فى إبطال هذا القول وليس معكم
أقوى من قوله " :اليم أحق بنفسها من وليها" هذا إنما يدل بطريق
المفهوم ومنازعوكم ينازعونكم فى كونه حجة ولو سلم أنه حجة فل يجوز
تقديمه على المنطوق الصريح ،وهذا أيضا ً إنما يدل إذا قلت إن للمفهوم
عموما ً والصواب أنه ل عموم له إذ دللته ترجع إلى أن التخصيص بالمذكور ل
بد له من فائدة وهى نفى الحكم عما عداه ومعلوم أن انقسام ما عداه إلى
ثابت الحكم ومنتفيه فائدة وأن إثبات حكم آخر للمسكوت عنه فائدة وإن لم
يكن ضد حكم المنطوق وأن تفصيله فائدة كيف وهذا مفهوم مخالف
.للقياس الصريح بل قياس الولى كما تقدم ويخالف النصوص المذكورة
والبكر يستأذنها أبوها" عقيب قوله " :اليم أحق بنفسها" r :وتأمل قوله
من وليها" قطعا ً لتوهم هذا القول وأن البكر تزوج بغير رضاها ول إذنها فل
حق لها فى نفسها البتة فوصل إحدى الجملتين بالخرى دفعا لهذا التوهم
ومن المعلوم أنه ل يلزم من كون الثيب أحق بنفسها من وليها أن ل يكون
.للبكر فى نفسها حق ألبتة
:وقد اختلف الفقهاء فى مناط الجبار على ستة أقوال
.ـ أحدها :أنه يجبر بالبكارة وهو قول الشافعى ومالك وأحمد فى رواية
.ـ الثانى :أنه يجبر بالصغر وهو قول أبى حنيفة وأحمد فى الرواية الثانية
.ـ الثالث :أنه يجبر بهما معا ً وهو الرواية الثالثة عن أحمد
.ـ الرابع :أنه يجبر بأيهما وجد وهو الرواية الرابعة عنه
ـ الخامس :أنه يجبر باليلد فتجبر الثيب البالغ حكاه القاضى إسماعيل عن
الحسن البصرى قال وهو خلف الجماع قال وله وجه حسن من الفقه فيا
.ليت شعرى ما هذا الوجه السود المظلم
ـ السادس :أنه يجبر من يكون فى عياله ول يخفى عليك الراجح من هذه
.المذاهب
بأن إذن البكر الصمات وإذن الثيب الكلم فإن نطقت البكر بالذن rـ وقضى
بالكلم فهو آكد وقال ابن حزم ل يصح أن تزوج إل بالصمات وهذا هو اللئق
.بظاهريته
أن اليتيمة تستأمر فى نفسها و "ل يتم بعد احتلم" rوقضى رسول الله
فدل ذلك على جواز نكاح اليتيمة قبل البلوغ وهذا مذهب عائشة ـ رضى الله
عنها ـ وعليه يدل القرآن والسنة ،وبه قال أحمد وأبو حنيفة وغيرهما ،قال
م فى علَيْك ُ ْ
ما يُتْلَى َ و َ
ن َ ه َّ في ِ م ِ فتِيك ُ ْ ه يُ ْ ل الل ّ ُ ق ِ ساء ُ ك فى الن ِّ َ
َ
فتُون َ َ ست َ ْ وي َ ْ تعالى َ ( :
َ َ ّ
ن أن وتَْر َ
غبُو َ َ
ن
ُ ّ َ ه ل ب
َ ِ ت ُ ك ما
ُ ّ َ نَ ه َ ن و ُ ت ْ
ؤ ُ ت َ ل ي ِ ت ل ال ساءَ ّ ِ ن ال مى َ ا َ ت َ ي فى بالْكِتَا ِ
مى) (النساء ، )127 ْ ْ ُ َ ْ ْ ْ َ
موا لِليَتَا َ وأن ت َقو ُ ن َ ولدَا ِ ن ال ِ م َ ن ِ في َ ع ِ ض َ ست َ ْم ْ وال ُ ن َ ه ّ حو ُ تَنك ِ ُ
قالت عائشة ـ رضى الله عنها ـ :هى اليتيمة تكون فى حجر وليها فيرغب
فى نكاحها ول يسقط لها سنة صداقها فنهوا عن نكاحهن إل أن يقسطوا
صداقهن (1 ) .لهن سنة
ْ
و" r :وفى السنن الربعة عنه ه َ ف ُت َ مت َ ْ ص َ ن َ فإ ِ ْ ها َ س َف ِ في ن َ ْ مُر ِ ستَأ َ ة تُ ْ م ُالْيَتِي َ
ل جواز علَيها" (2 َ
ف َ َ َ َ َ ْ َ ت َ ن أب َ ْ وإ ِ ْ ها َ ) .إِذْن ُ َ
ـ فإذا كان الرضى من المخطوبة ،بدأ الهل فى الحديث عن نفقات
الزواج ومستلزماته ،من إعداد بيت الزوجية وتجهيزه ،والمهر ونحو هذا ،
.وهنا يجب التنبيه على قضية المهر أو الصداق
) :ـ الصداق :خير النكَاح أَيسره (3
ِّ ِ ْ َ ُ ُ َ ْ ُ
ة) (النساء ، )4 :وقال تعالى : حل َ ً ن
َ ُ ِ ِ ّ ِ ْ َ
ن ه ت قا َ د ص ساء َ َ ّ ن ال ْ وا وآت ُ قال تعالى َ ( :
ْ َ ُ َ َ َ ه َّ ( َ
ف) (النساء ، )26 :وقال عُرو ِ م ْ ن بِال َ ه ّ جوَر ُ نأ ُ ه ّ وآتُو ُ ن َ ه ّ هل ِ ِ نأ ْ ن بِإِذْ ِ حو ُ فانك ِ ُ
م ُ ك ي َ عل َ ح ا ن ج َ ول ة ض ري َ
ف ن َ ه ر جو ُ أ َ
ن ه و ت فآ َ ن َ ه ن م ه ب م ت ع ت م ت س ا ما فَ ( : تعالى
ْ ْ ُ َ َ ِ َ ً َ ُ ُ ّ ُ َ ُ ّ ِ ِ ِ ْ ُ ّ ْ َ ْ َ ْ ُ َ
حجنَا َ وَل ُ َ ( : تعالى وقوله ، ) 24 : النساء ( ) ة
ِ ض َ ريِ فَ ْ ال د
ِ ع
ْ َ ب من ِ ه
ِ ِ ب م ُ ت ضي ْ ما تََرا َ في َ ِ
ن) (الممتحنة 10 : ه َّ ر جو ُ أ َ
ن ه مو ت ي ت آ َا ذ إ َ
ن ه حو ك ن ت ن َ أ م ُ َ
َ ْ ُ ُ ُ ّ ُ َ ُ َ ِ ُ ُ ّ ِ ْ ْ َ . ك ي عل )
فى الصداق بما قل وكثر وقضائه بصحة النكاح على ما مع rـ بيان قضائه
:الزوج من القرآن
ه
ج ِ َ صدَا ُ َ
وا ِ ه ِلْز َ ق ُ ن َ ـ ثبت فى صحيح مسلم عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ " :كا َ
َ َ ما الن َّ ُّ َ ة ون َ ًّ ة أُو ِ
ت: ت :ل ،قال ْ َ قل ْ ُ لُ : قا َ ش؟ َ َ ري ِ ت :أتَدْ قال َ ْ شا َ ، َ قي َّ ً شَر َ ع ْ ي َ ثِنْت َ ْ
َّ هم ٍ َ فتِل َ ْ ة َ َ ُ ) َ
ه
ل الل ِ سو ِ صدَاقُ َر ُ هذَا َ ف َ ة ِدْر َ مائ َ ِ س ِ م ُ خ ْ ك َ قي ّ ٍ ف أو ِ ص ُ ه" rن ِ ْ 1 (
ج ِ وا ِ ِ .لْز َ
ما rوفى صحيح البخارى كما تقدم أن النبى خات َ ً و َ ول َ ْ قال لرجل " :انْظُْر َ
سوَرةُ و ُ سوَرةُ كَذَا َ َ عي ُ م ِ ل َ قا َ ن َ قْرآ ِ ْ
ن ال ُ م َ ك ِ ع َ م َ ماذَا َ ل َ قا َ د" ( ، )2وفيه َ ": دي ٍ ح ِ ن َ م ْ ِ
ها ملكتُك َ َ ْ ّ ب فقدْ َ َ َ ه ْ ْ
م قال اذ َ َ َ ع ْ َ
ر قلب ِك قال ن َ َ َ َ ْ َ ه ِ نظ ْ َ ع ْ ن َ َ ه ّ ها فقال ت َقَرؤ ُ ُ ْ َ َ َ عدّدَ َ َ كذَا َ َ
ب أَبُو خط َ َ ل َ ": قا َ ن" ،وفى النسائى :عن ثابت عن أنس َ ْ ِ رآ ق ُ ْ ال نَ م ِ ك َ عَ م ما َ بِ َ
َ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ َ ُ
وأنَا فٌر َ جل كا ِ َ ٌ ولكِن ّك َر َُ ُ
ة يَُردّ َ ح َ مثلك يَا أبَا طل َ َ ْ ما ِ ه َ والل ِ ت َ سليْم ٍ فقال ْ َ َ م ُ َ ةأ ّ ح َ طَل َ
ْ
سأل َ
ك ُ َ َ فذَا َ م َ ك َ ج َ ن أتََز َّ َ َ ُ ح ّ َ َ
ما أ ْ وَُ ري َ هَِ م ْك َ سل ِ ْ ن تُ ْ فإ ِ ْ و َ ل لِي أ ْ ول ي َ ِ ة َ م ٌ سل ِ َ م ْ مَرأةٌ ُ ا ْ
م ْ َ َ ّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ت أكَر َ ة قط كان َ ْ مَرأ ٍ ت بِا ْ ع ُ م ْ س ِ ما َ تف َ ها قال ثاب ِ ٌ هَر َ م ْ ن ذل ِك َ م فكا َ سل َ غيَْرهُ فأ ْ
فولَدت ل َه " (3 ُ
ُ ها َ َ َ ْ ل بِ َ خ َ فدَ َ م َ سَل َ سلَيْم ٍ اْل ِ ْ مِ ُ نأ ّ م ْ هًرا ِ م ْ َ . )
ـ دبلة الخطوبة
حل خاتم الذهب ونحوه على النساء :وقد ذهب العلمة اللبانى ـ رحمه ـ ِ
)الله تعالى ـ إلى تحريم خاتم الذهب ونحوه كالسوار والطوق على النساء ( 2
.
أن uوالعلمة اللبانى ـ رحمه الله تعالى ـ كان أحد المجددين وندعوا الله
يجزينه عنا وعن المة السلمية كل خير لما قدم لهذه المة ،إل أنه رحمه
الله تعالى قد جانبه الصواب فى هذا المسألة مع محاولته التحرى والبحث
حل الذهب المحلق للمرأة والستقصاء ،وقد ذهب العلماء سلفا ً وخلفا ً إلى ِ
دون خلف ،واستقصاء هذه المسألة له موضع آخر ،واكتفى هنا ببعض
حل الذهب دون تفصيل للمرأة .أقوال أهل العلم ممن ذهب إلى ِ
يقول المام النووى فى شرح مسلم " :أجمع المسلمون على إباحة خاتم
الذهب للنساء" ،وقال فى المجموع ( " : )3يجوز للنساء لبس الحرير والتحلى
بالفضة والذهب بالجماع للحاديث الصحيحة" ،وقال أيضا ً " :أجمع
المسلمون على أنه يجوز للنساء لبس أنواع الحلى من الفضة والذهب
عقد والخاتم والسوار والخلخال والدمالج والقلئد جميعا ً كالنوق وال ِ
والمخانق وكل ما يُتخذ فى العنق وغيره ،وكل ما يعتدن لبسه ،ول خلف
).فى شئ من هذا" ( 4
عن خاتم الذهب r :وقال الحافظ فى الفتح ( )1فى ثنايا تفسير نهى النبى
عن خاتم الذهب أو التختم به مختص بالرجال دون النساء " r ،نهى النبى
فقد نُقل الجماع على إباحته للنساء" ،وقال مثله المام المباركفورى فى
) .التحفة ( 2
ويقول المام ابن عبد البر فى التمهيد ( " : )3النهى عن لباس الحرير
وتختم الذهب إنما قصد به إلى الرجال دون النساء وقد أوضحنا هذا المعنى
فيما تقدم من حديث نافع ول نعلم خلفا ً بين علماء المصار فى جواز تختم
الذهب للنساء وفى ذلك ما يدل على أن الخبر المروى من حديث ثوبان ومن
فى نهى النساء عن التختم بالذهب إما أن rحديث أخت حذيفة عن النبى
يكون منسوخا ً بالجماع وبأخبار العدول فى ذلك على ما قدمنا ذكره فى
حديث نافع أو يكون غير ثابت ،فأما حديث ثوبان فإنه يرويه يحيى بن أبى
كثير قال :حدثنا أبو سلم عن أبى أسماء الرحبى عن ثوبان ولم يسمعه
يحيى بن أبى سلم ول يصح ،وأما حديث أخت حذيفة فيرويه منصور عن
فحمد rربعى بن خراش عن امرأته عن أخت حذيفة قالت " :قام رسول الله
الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر النساء أما لكن فى الفضة ما تحلينه أما
إنكن ليس منكن امرأة تحلي ذهابا تظهره إل عذبت به" ،والعلماء على دفع
هذا الخبر لن امرأة ربعى مجهولة ل تعرف بعدالة وقد تأوله بعض من يرى
الزكاة فى الحلى من أجل منع الزكاة منه إن منعت ولو كان ذلك لذكر وهو
.تأويل بعيد
وقد روى محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن
حلية فيها خاتم من ذهب rأبيه عن عائشة أن النجاشى أهدى إلى النبى
بعود أو ببعض أصابعه وإنه لمعرض عنه rفصه حبشى فأخذه رسول الله
َ
ة " ( ، )1وعلى هذَا يَا بُنَي َّ ُ حل ّ ْ
ي بِ َ فدعا ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص ،فقال :ت َ َ
.هذا القياس للنساء خاصة والله الموفق للصواب
ويقول المام الجصاص فى تفسيره ( " : )2الخبار الواردة فى إباحته للنساء ـ
والصحابة أظهر وأشهر من أخبار الحظر ،ودللة rيعنى الذهب ـ عن النبى
ن) ـ
مبِي ٍ
غيُْر ُ صام ِ َ خ َفي ال ْ ِ و ِ ه َ
و ُ حلْي َ ِ
ة َ شأ ُ ِ
في ال ْ ِ الية ـ قوله تعالى ( :أ َومن يُن َ َّ
َ َ
أيضا ً ظاهرة فى إباحته للنساء ،وقد استفاض لبس الحلى للنساء منذ قرن
إلى يومنا هذا من غير نكير من أحد عليهن ،ومثل ذلك ل يُعترض rالنبى
" .عليه بأخبار الحاد
.وقال مثله المام الكيا الهراسى عند تفسيره للية السابقة
ـ وأورد الحكيم الترمذى فى نوادر الصول :عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ
حلية فيها خاتم من ذهب فيه فص rقالت " :أهدى النجاشى إلى رسول الله
بعود أو ببعض أصابعه وإنه لمعرض عنه ثم دعا rحبشى فأخذه رسول الله
) .ابنة ابنته أمامة ابنة أبى العاص فقال :تحلى بهذا يا بنية" ( 3
الحلية زينة لجوارح النسان فإذا لبسها زانه لذلك وإذا زانه rقال :جعل
حله فصار ذلك العضو أحلى فى أعين الناظرين ولذا سمى حلية لنه تحلى
تلك الجوارح فى أعين الناظرين وفى قلوبهم قال الله تعالى وتستخرجون
منه حلية تلبسونها وهى اللؤلؤ فما كان من ذهب فللناث ويحرم على
rالذكور و ما كان من فضة أو جوهر فمطلق للرجال والنساء و قد لبس
) .خاتما ً اتخذه من فضة وفصه منه" ( 1
قلت :وفى الحديث السابق دليل قوى لباحة خاتم الذهب للنساء ،فتأمل
2 () .
ويباح للخاطب بعد الخطبة الكلم مع خطيبته فى شئون الدين ونحو هذا
حتى يستطيع أن يتلمس بعض جوانب "شخصية" زوجة المستقبل ،فيستمع
إلى آرائها ومنهجها فى الحياة والقواعد والمبادئ التى تسير عليها ،
على أن يكون rوتصحيح ما يراه يحتاج تصحيحا ً وفق كتاب الله وسنة رسوله
هذا فى وجود محرم لها ،ويباح له النظر إلى وجهها ـ هذا على اختلف أهل
العلم فى وجوب النقاب ول يجوز له أن يمسك بيدها أو أن يلمس جسدها ،
أو التأمل فى مفاتنها ،فهى لزالت أجنبية عليه ،فليس له منها ما ليس له
.من الجنبية ،كما ليس له الخلوة بها إل فى وجود المحرم
وعليه أن يتحلى بالصبر والتؤدة فى التعرف عليها وبناء الرأى الصائب
فى زوجة المستقبل ،وكلما قلل الخاطب من زيارة الخطيبة كان له أفضل
.
ً
ـ أما الخروج معا والتنزه وغير ذلك مما يفعله ـ كثير ـ من الناس فل يجوز
أن يَخطب الرجل المرأة فيخرج معها ، rولم يكن على عهد رسول الله
للحديث والتنزه والخلوة بها ـ من اجل التعارف والتآلف والتفاهم ووو ـ إلى
غير ذلك مما أصبح سنة معروفة لدى الناس ،وأصبحت السنة هى البدعة
.ل يكون اليوم ديناً rعندهم ،فما لم يكن دينا ً على عهد رسول الله
ـ ويظن البعض أنه إذا تم "عقد النكاح" فله من زوجته كل شئ ،وإنى
لحذر كل فتاة من التمادى فى مثل هذا المر ،فكم من زيجة لم يقدر لها
.الله تعالى أن تكتمل ،وإن تم عقد النكاح
ن نفقة لزوجته حتى قال بعض أهل العلم إنه ليس على الذى عقد ولم يب ِ
تنتقل من بيت أبيها إلى بيته ،إنما النفقة على أبيها وهو لم يزل الراعى ،
ُ ُ
ه" ( ، )1وهى لم تزل فى بيتها "r :لقولهعيَّت ِ ِ
ن َر ِ
ع ْ سئُو ٌ
ل َ م ْ وكُل ّك ُ ْ
م َ ع َ كُل ّك ُ ْ
م َرا ٍ
ن بها بعد ،كما أنها لمأبيها فهو المسئول عن نفقتها ل زوجها الذى لم يب ِ
.تزل فى كنف أبيها فله عليها ما كان قبل العقد
حنة :ومن المور المبتدعة عند الكثير ما يسمى بـ"ليلة الحنة" ـ ليلة ال ِ
وفيها ما فيها من المخالفات الشرعية كالطلع على عورة الفتاة ،
وكشفها أمام الجنبيات ،بدعوى تهيئتها للزوج ،والرقص والغناء ونحو هذا
.
ـ العروس ليلة الزفاف
أما الرجل فيكون فى أجمل صورة ليلة زفافه من حسن المنظر والهيئة
والملبس والنظافة الجسدية ،كحلق العانة ونتف البط ،وليحذر حلق اللحية
َ
ل الل ّ ِ
ه سو ُن َر ُ ل rخشية التشبه بأهل الكفر وقد ":ل َ َ
ع َ جا ِر َ
ن ال ّ ِ م َن ِ هي َ مت َ َ
شب ِّ ِ ال ْ ُ
ء" ،فل يبدأ حياته الزوجة باللعن وهو )2 (
ن الن ِّ َ
سا ِ م َت ِ
ها ِ مت َ َ
شب ِّ َ ْ
وال ُ ء َ سا ِ بِالن ِّ َ
.الطرد من رحمة الله تعالى والعياذ بالله ،والباطنية والظاهرية
ـ أما العروس ـ الزوجة ـ :فتكون فى أبهى صورها من حسن الزينة
والملبس والنظافة الجسدية والباطنية والظاهرية ،ولتكن على حذر من
.أمور عدة منها :الكوافير ،نتف الحواجب ،المناكير ،لباس الشهرة
اعلمى أختى المسلمة إن أعداء السلم يكيدون للمة السلمية بكل طريقة
وسبيل ،ول يتركون سلحا ً إل واستخدموه ،ومن أهم أسلحتهم "الفتاة
المسلمة" فكادوا لها بالزياء تارة ،وبالعمل تارة أخرى ،وبالرياضة أخرى ،
إلى غير ذلك ،من أوجه محاربة الكفار للسلم ،ومن أوجه المحاربة ما
انتشر فى بلد السلم بما يسمى "الكوافير" تذهب إليه النساء لوضع
المساحيق وإزالة شعر الحاجبين بل وإزالة الشعور الداخلية ،وما يستتبع
هذا "الكوافير" من مراكز "التجميل" من شد الوجه وتصغير وتكبير الثديين !!
وإزالة ترهلت الرداف !! إلى غير ذلك مما نسمعه ونقراءه ،وقد نهى
ضلُّواْ وم ٍ َ
قدْ َ واء َ
ق ْ عوا ْ أ َ ْ
ه َ ول َ تَتَّب ِ ُفقال تعالى َ ( : تعالى عن التشبه بأهل الكفر
ْ ُّ َ ُ
ل) ،وفى الترمذى عنه سبِي ِ َ واء ال ّ س َعن َ ضلوا َ و َ ضل ّوا ْ كَثِيًرا َ وأ َ ل َ قب ْ ُ من َ س"ِ r : لَي ْ َ
صاَرى" وفى مسند المام أحمد َ
ول بِالن ّ َ َ هوِد َ ْ
هوا بِالي َ ُ شب َّ ُ رنَا ل ت َ َ َ غي ْ ِ ه بِ َ شب َّ َ ن تَ َ م ْ منَّا َ ِ
م " ،فالذهاب إلى الكوافير ووضع" r :قال ه ْ من ْ ُ و ِ ه َ َ
وم ٍ ف ُ َ
ه ب ِق ْ شب ّ َ َ ن تَ َ م ْ و ََ
المساحيق ونتف شعر الحواجب ،وإزالة الشعور الداخلية حول قبل المرأة ،
فيُطلع عليها دون حاجة ،مع الوقوع فى النهى أن تباشر المرأة عورة
المرأة دون حاجة ،وليس بالطبع هذه ضرورة تدعو لكشف عورة المرأة ،
حشر معهم ـ وكل هذا هو من باب التشبه بأهل الكفر ،ومن تشبه بهم ُ
والعياذ بالله تعالى ـ فل أدرى أيها "الرجل" كيف لك أن تأخذ "زوجتك" إلى
من يدغدغ بأصابعه خصلت شعرها ،ويتأمل فى وجهها ليضع لها المسحوق
المناسب الذى يتناسب وبشرتها ؟! ،وكيف لك أن تتركها "قطعة من اللحم"
تنهشها عيون الخرين وتتأمل فى مفاتنها ،أم تراك ستحجب أعين الناس
! .عن النظر إلى زوجتك ومفاتنها
:ـ نتف الحواجب
ْ ل َعن الل َّه ال ْواشمات( )1
ت( r : ")2وقد ورد النهى عن هذا بقوله ما ِ َ ش
ِ و َ
َ ُ ْ ْت س م وال ِ َ ِ َ ُ َ َ
فل ّجات لل ْحسن( )4ال ْمغيرات خل ْق الل َّه تعالَى( 5 َ ْ ْ
ِ َ َ ُ َ ِّ َ ِ َ َ ِ ْ ُ ِ ِ َ ِ َ ت م
ُ وال َ
)3 ( ت ِ صا َ م
ِ ّ َ ن َ ت م
ُ وال َ
)" .
:ـ المناكير
ً
وهو تدميم الظفار باللوان ،وهو أيضا من باب التشبه بالكافرين ،كما انه
يمنع من صحة الوضوء لعدم وصول الماء إلى إصل الصابع والظفار ،فلن
تستطيع المرأة به أن تصلى خلف زوجها عند دخول بيت الزوجية ،أو تصلى
.قبل هذا المغرب مثل ً أو العشاء ،أو صلة الفجر ،فلتكن على حذر
ـ إطالة الظفار :وهو أيضا ً من باب التشبه بالكافرين ،وقد ورد عن
ة ال ْ ِ َ
د(" r :النبى المعصوم حدَا ُست ِ ْ واِل ْ ن َ ختَا ُ فطَْر ِ ن ال ْ ِ م َ س ِ م ٌ خ ْ و َ سأ ْ م ٌ خ ْ فطَْرةُ َ ال ْ ِ
شارب" ( 7 ص ال َّ ق ُّ و َ ْ
م الظ َ َ ْ وت َ ْ ْ
ر َ فا ِ قلِي ُ ط َ ف الِب ْ ِ ونَت ْ ُ )6 ) .
ِ ِ َ
ـ ول يكون لباس العروس ـ المرأة ـ لباس شهرة ول يكون مشابها ً للباس
أهل الكفر ،بل يجب أن يكون ساترا ً لكل الجسد ،وان يكون صفيقا ً ل
يشف ،وأن ل يصف شيئا ً من مفاتنها ،ول مطيبا ً ،ول يكون لباس زينة ،أو
.شهرة ،ول يشبه لباس أهل الكفر أو لباس الرجال
ـ هذا ول حرج فى استعارة العروس فستان الزفاف للتزين به ليلة
عرسها ،فقد روى البخارى من طريق عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال :
قطْ َ
م
ه َ ة دََرا ِس ِم َخ ْ ن َ ر ثَ َ
م ُ ٍ ع( ِ )1 ها ِدْر ُ علَي ْ َ
و َ ها َ ضي الل ّهم َ
عن ْ َ ة َر ِ ش َ عائ ِ َ علَى َ ت َ خل ْ ُ "دَ َ
في ه س
ْ َ َ َ ُ ِب ْ ل ت ن َ أ فإن َها تزهى( )2
ِّ َ ُ ْ َ َ ها يَ ل إ ر ُ ظ ن ا ي ت ي ر جا ى َ ل إ كَ ر ص ب ع فَ ر ا ت َ قال ف َ َ
ْ ْ ِ ْ َ َ ِ َ ِ ِ ِ ْ ْ َ َ َ
َّ َ ه َّ َ و َ ْ َ مَرأةٌ ت ُ ََ َ َ
ه
ل الل ِ سو ِ د َر ُه ِ ع ْعلى َ ع َن ِدْر ٌ من ْ ُ
ن لِي ِ قدْ كا َ ت َن rالبَي ْ ِ (
قي ّ ُ تا ما كان َ ِ ف َ
ي تستعيره"( 4 َ َ َ َ ْ َّ ْ
ْ َ ْ ِ ّ َ ْ َ ِ ُ ُ ل إ ت سل ر أ ل إ ة ن دي
ِ َ ِ َ ِ ِم ال ب )3 ) .
ومذهب جمهور العلماء أن العقد ينعقد بكل لفظ يدل عليه ول يختص
بلفظ النكاح أو التزويج ،وركنا الزواج :إيجاب وقبول (وهى صيغة العقد) ،
:وشروطه أربعة
َ
ي ول ِ ٍ ّ ح إ ِ ّل ب ِ َ :ـ َل نِكَا َ
.ويُشترط لصحة العقد أمورا ً أربعة :الصداق ،العلن ،الشهود ،الولى
ة) (النساء ، )4 :وقوله1 حل َ ً ن نِ ْ ه َّ قات ِ ِ صدُ َ ساء َ وآتُوا ْ الن َّ َ ـ الصداق :لقوله تعالى َ ( :
غواْ َ َ
ة) (البقرة ، )236 :وقوله تعالى ( :أن تَبْت َ ُ ض ً ري َ ف ِ ن َ ه َّ ضوا ْ ل َ ُ ر ُ ف ِ و تَ ْ تعالى ( :أ ْ
ه َّ
ن جوَر ُ ُ ه َّ ن َ ه َّ ن َ ن َ والِكُم ُّ َ
نأ ُ فآتُو ُ من ْ ُ ه ِ عتُم ب ِ ِ مت َ ْ ست َ ْ ما ا ْ ف َ حي َ ف ِ سا ِ م َ غيَْر ُ صنِي َ ح ِ م ْ م َ بِأ ْ
ما
علِي ً ن َ ه كَا َ ن الل ّ َ ة إ ِ َّ ض ِ ري َ ف ِ د ال ْ َ ع ِمن ب َ ْ ه ِ ضيْتُم ب ِ ِ ما تََرا َ في َ م ِ علَيْك ُ ْ ح َ جنَا َ ول َ ُ ة َ ض ً ري َ ف ِ َ
ما) (النساء 4 2 : حكِي ً َ ).
حله من حرامه أانه نكاح ل سفاح ،قال2 علِنُوا" r :ـ العلن :لبيان ِ أَ ْ
ح" ( )1وقوله أشيدوا النكاح ،أشيدوا النكاح ،هذا النكاح ل السفاح"" r :النِّكَا َ
2 () .
ماَ َ
حضور لما روى البخارى " :ل ّ ول حرج فى قيام العروس على خدمة ال ُ
عا النَّب ِ َّ عَرس أَبو أ ُ وَل َ َ
ي ي دَ َ د ُّ ع ِ سا ِ د ال َّ سي ْ ٍ َ ُ ّ َ َ هr قَّرب َ ُ ما َ عا ً م طَ َ ه ْ ع لَ ُ صن َ َ ما َ ف َ ه َ حاب َ َ ُ ص َ وأ ْ َ
فل َ َّ َ َ ُ ُ َ
فَر َ
غ ما َ ل َ ن الل ّي ْ ِ م َ ة ِ جاَر ٍ ح َ ن ِ م ْ ر ِ و ٍ في ت َ ْ ت ِ مَرا ٍ ت تَ َ د بَل ّ ْ سي ْ ٍ مأ َ ه أ ُّ مَرأت ُ ُ م إ ِ ّل َا ْ ه ْ ْ ي َ ل إ
ي ك" ( r 5النَّب ِ ُّ ه بِذَل ِ َ ُ
ف حِ ْ تُ ت ه ْ ت قَ س ف َ ه َ ل ه ْ ت َ ث ما ) ِ .م ِن الطّعام أ َ
ُ ُ َ ُ ُ ِ َ َ َ ِ
.على أل تكون متبرجة سافرة تأمن الفتنة
ـ وبعد العقد والدعاء للعروسين ينصرف العروسان إلى بيت الزوجية ليبدا
.معا ً أولى أيام وليإلى حياتهما الزوجية
:ـ ليلة الزفاف ( : )1الصلة أولً
ـ ويبدأ العروسان ليلة زفافهما بدخول البيت ـ بالرجل اليمنى ـ وإلقاء
ح عن عبد الله بن مسعود rالسلم ،ثم بالصلة ركعتين لله تعالى ،فقد ص ّ
ً
انه قال لمن جاء يسأله قائل ً " :أنى تزوجت جارية شابة ـ بكرا ـ وأنى أخاف
أن تفركنى ( " )2فقاله له عبد الله بن مسعود :إن اللف من الله ،والفرك
من الشيطان ،يريد أن يكّره إليكم ما أحل الله لكم ،فإذا أتتك فأمرها أن
تصلى وراءك ركعتين" وفى رواية أخرى " :وقل :اللهم بارك لى فى أهلى ،
وبارك لهم فى ،اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير ،وفّرق بيننا إذا فرقت
) .إلى خير" (3
ـ وعن أبى سعيد مولى أبى أسيد قال " :تزوجت وأنا مملوك ،فدعوت نفراً
فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة ،قال :وأقيمت الصلة rمن أصحاب النبى
وكذلك ؟ قالوا :نعم ، ،قال :فذهب أبو ذر ليتقدم ،فقالوا :إليك ! قال :أ َ
قال :فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك ،وعلمونى فقالوا :إذا دخل عليك أهلك
فصل ركعتين ،ثم سل الله من خير ما دخل عليك ،وتعوذ به من شره ،ثم
) .شأنك وشأنك أهلك" (4
وبعد أن أتم العروس الدعاء إذا به يلتفت تجاه عروسه فيطبع على
جبهتها قبلة حانية رقيقة وقد وضع يديه على كتفيها أو رقبتها ،كتوطئة
.وتهيئة نفسية للعروس
ثم يترك العروس عروسه لتدخل حجرتها لتلتقط أنفاسها بعد هذه القبلة
التى طبعت على جبهتها للمرة الولى من رجل لم تألفه بعد ،ثم لتتزين
وتتهيأ نفسيا ً لما وراء هذه القبلة من أحداث ستجرى ألقتها أمها أو
.صديقاتها فى رأسها
وهنا ننبه إلى كيفية بدء الرجل الليلة الولى من ليالى حياته الزوجية ،
وبيان أهمية هذه الليلة عند كل فتاة تخطو خطوتها الولى مع شريك العمر
.
قصة من الواقع :وأسوق إليك هذه القصة لرجل تزوج حديثا ً وكان ككثير
من الشباب يتخيل ويرتب فى رأسه ما سيفعله فى ليلة الزفاف "ليلة
:العمر" يقول
ما إن دخلت بيتى وأغلقت الباب بعد سلمى على من أوصلونى إلى البيت
حتى نظرت إلى زوجتي فوجدتها قد تأهبت للصلة ركعتين إتباعا ً للسنة
وكأفضل بداية للحياة الزوجية ولهذه الليلة "ليلة العمر" وبعد أن انتهيت من
الصلة وزوجتى خلفى حتى نظرت إليها بحب ووٍد ،ثم طبعت قبلة رقيقة
على جبهتها وحمدت الله تعالى أن جمعنى بها وعليها على كتاب الله وعلى
فحمدت هى الخرى هذا لله تعالى ،ثم تركتها تدخل حجرتها r ،سنة رسوله
لتتزين ولتلتقط أنفاسها ،ثم جلست إلى الريكة وأنا أتفكر كيف أبدأ ليلتى
وهى أهم ليلة فى حياتى الزوجية وحياتها وكنت قد قرأت عن بعض الحالت
النفسية التى أصابت بعض الفتيات من جراء الجهل بكيفية بدء الحياة
الزوجية ليلة الزفاف ،فمنهم من تقول :لقد دخل على زوجى حجرتى
كالثور الهائج فأصابنى بالهلع مما رأيت ،رأيت رجل ً عاريا ً تماما ً و "كرشه" ـ
هكذا ـ أمامه ينظر إلى كفريسة وقعت بين يديه وقد أكله الجوع ،وعينان
تبرقان كالبرق ينفذان إلى قلبى ،فلم أدر إل وجسدى كله قد أصابته
الرعشة والتشنج ،ولم أفق من غيبوبتى إل وأمى بجوارى ،وفى الصباح
) .كان الطلق ! (1
وأخرى تروى قصتها فتقول :لقد رأيت عينيه تغتصبنى قبل أن تمتد يده
إلى جسدى ،فتمالكت نفسى وأخذت نفسا ً عميقا ً تهيئة له ،ولما "سقط" ـ
ى بجسده وتحسست يديه جسدى لم أتمالك نفسى من دفعه عنى ، كذا ـ عل َّ
.ولم يكن هناك شئ حتى ثلث ليال
ً
وهذا رجل تتدلل عليه زوجته فيظنه كرها ! فيربِطها ـ بعد أسبوع من
العناء ـ فى "السرير" حتى يثبت رجولته ،وآخر لم يستطع التغلب على
) !!! .حصون القلعة فيأتى بمن يساعده بالطريقة "البلدى" (2
يقول :دارت فى رأسى هذه الفكار وغيرها وأنا أبدأ أول ليلة من ليالى
الحياة الزوجية ،وأنا أعلم أن لهذه الليلة الثر كل الثر فى الحياة الزوجية
.مستقبلً
يقول :وبينما أنا مع أفكارى وخواطرى إذا بخشخشة تخرج من حجرة
الزوجة ـ وكأنها تقول :هيئت لك ! ـ فطرحت أفكارى جانبا ً ونهضت ناحية
.الغرفة فطرقت الباب طرقا ً خفيفا ً مازحا ً :العشاء جاهز
فخرجت فتاة أحلمى فى ثوبها الرقيق الشفاف فأخذتنى "الرهبة" واحمر
وجهى خجل ً مما أرى ـ فهذه هى المرة الولى التى أرى فيها امرأة بهذه
الثياب ـ فتمالكت نفسى ثم مددت يدى إلى يدها برفق لخذها لنجلس معاً
لتناول العشاء ،وما إن جلست بجانبى حتى شعرت بأن الخوف والرهبة
والفكار التى كانت تمل رأسى قد ذهبت وتبخرت ،وشعرت كأنى أجلس
فى حمام بارد فبرد جسدى كله ،نعم ،ولم يدر برأسى إل أن :هذه زوجتك
وليست فريستك ،فلما العجلة ؟ هى لك ومعك وبين يديك الن وبعد ساعة
د ودائما ً إن شاء الله تعالى ،فلِما العجلة ؟
! .بل غدا ً وبعد غ ٍ
أن rومددت يدى التقط بعض الطعام أضعه فى فيها إتباعا ً لحديث النبى
.للرجل أجرا ً حين يضع اللقمة فى فم امرأته
ً
يقول :وناولتها الطعام مصحوبة بنظرة حانية تقول :مهل حبيبتى ل
تخافى ،ثم خطر برأسى خاطر رأيته أحسن ما يُذهب رهبتها وخوفها ،
فقمت إلى مكتبى فأحضرت بعض الوراق و "والكراسات" التى كنت أدون
فيها بعض خواطرى حال صباى ،وأخذت أعرض عليها بعض أفكارى لتتلمح
بعض شخصيتى ولذهب رهبتها وخوفها ،وأخذت أقرأ وهى تسمع ،وتارة
تقرأ هى وأسمع أنا ،مع تعليقى على بعض الكلمات والضحك من بعض
الكلمات والفكار والخواطر ،وكنت أتلمس الفرصة للمس يديها أو شعرها
.
ً
ولم ندر إل وقد انقضت ساعة كاملة شعرنا فيها ـ معا ـ بالحاجة إلى
القبلة واللمسة فأمسكت بيديها وقبلتهما ثم شفتيها ،وكانت قبلة طويلة
حارة أخذتنا إلى عالم آخر فلم نشعر إل وقد انتقلنا من الحجرة الخارجية
.وإذا بنا على فراش الزوجية
.يقول :فكانت هذه أول ليلة من ليالى حياتنا الزوجية
وبعد خمس سنوات من الزواج جلسنا معا ً نتذكر أول ليلة ،فكان من
قولها :إن البنات فى ليلة الزفاف تمتلئ رؤوسهن بالحكايات والقصص
التى تجعل أكثرهن يهبن هذا اليوم ،وأنا كنت كغيرى البنات ،كنت احسب
ت كل خوفى ورهبتى بما كان من لهذه الليلة ألف حساب ،ولكنك أذهب َ
ت تسطرها قبل زواجنا ،وعدم العجلة فجزاك قراءة تلك الوراق التى كن َ
.الله عنى كل خير
أقول :إنما سقت إليك هذه القصة لما نسمع ونرى من الجهل بكيفية بدء
ليلة الزفاف الولى فى حياة الزوجين ،وما يترتب على هذه الليلة من
.سعادة أو شقاوة لى من الزوجين أو كلهما
:ـ ما يقول الرجل حين يجامع أهله
م إِذَا أَتَى rروى البخارى عن ابن عباس يبلغ به النبى حدَك ُ َ ْ
قال " :ل َو أ َ َ َ
نأ َ ْ ّ
َ
ي
َ ض
ِ قُ َ
ف اَ نَ ت ْ
ق ز
َ ر
َ ما
َ ن
َ اَ ط ْ ي جن ِّب ال َّ
ش ِ َ و
َ ن
َ اَ ط ْ ي جنِّبْنَا ال َّ
ش َ مَ ّ ه
ُ ّ الل ه
ِ ّ الل ِ سم ْ ل بِاقا َه َ أَ ْ
هل َ ُ
ره " (1
ض ُّ ُ
م يَ ُ ولَدٌ ل َ ْما َه َ) .بَيْن َ ُ
قال القاضى :قيل المراد بأنه ل يضره أنه ل يصرعه شيطان ،وقيل :ل
يطعن فيه الشيطان عند ولدته بخلف غيره ،قال :ولم يحمله أحد على
) .العموم فى جميع الضرر والوسوسة والغواء ،هذا كلم القاضى (1
إذ بنى بزينب ،فأشبع المسلمين rقال " :أولم رسول الله rـ وعن أنس
خبزا ً ولحما ً ،ثم خرج إلى أمهات المؤمنين فلسم عليهن ،ودعا لهن ،
) .وسلم عليهن ودعون له ،فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه" (4
بامرأة فأرسلنى فدعوت رجال ً على rقال " :بنى رسول الله tـ وعنه
) .الطعام"(5
rقال " :تزوج النبى tـ والسنة فيها أن تكون ثلثة أيام :لحديث أنس أيضاً
) .صفية ،وجعل عتقها صداقها ،وجعل الوليمة ثلثة أيام" (6
َ
منًا rـ وأن يدعو إليها الصالحين لقوله ؤ ِ م ْ ب إ ِ ّل ُ ح ْ صا ِ فى الحديث العام ََ " :ل ت ُ َ
ي" (7 ق ٌّ ك إ ِ ّل ت َ ِ م َ عا َ ل طَ َ وَل يَأْك ُ ْ َ .
)
) َ
سعة لقوله ة" ( r : "8ـ أن يولم بشاة أو أكثر إن كان فى المر َ شا ٍ و بِ َ ول َ ْ م َ ول ِ ْ أ ْ
.
:ـ جواز الوليمة بالتمر واللبن والسمن
قال t :وإن لم يكن فى المر سعة أولم بالطعام دون اللحم لقول أنس
ي م النَّب ِ ُّ قا َ ت " rأ َ َ و ُ ع ْ فدَ َ ي َ حي َ ٍ ّ ت ُ ة بِن ْ ِ في َّ َ ص ِ ه بِ َ علَي ْ ِ ة ثََلثًا يُبْنَى َ دين َ ِ م ِ وال ْ َ خيْبََر َ ن َ بَي ْ َ
فأل ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ
قى َ ) 1 ( ع ِ ا ط ْ ن ل ا ب
ْ ٍ ِ َ ِ ر م أ حم ل ل و ْ ٍ َ ز ب خ ُ ن َ ِ ْ م ها في ِ ن
َ ا َ ك ما َ ف َ ه
َ َ ِ ِ ت م ي ِ ل و ى ل م ْ ِ َ ِ
إ ن مي ِ ل س ال ْ ُ
حدَى ن إِ ْ مو َ ْ قا َ ف َ ه َ َ ن َ َ َ ْ َ
سل ِ ُ م ْ ل ال ُ مت َ ُ ولِي َ ت َ فكان َ ْ م ِ س ْ وال ّ َ
) 2 ( ط
ق ِ وال ِ مر َ ن الت ّ ْ م َ ها ِ في َ ِ
ت ها م َ فهي من أ ُ َ ها ب ج ح ن إ وا ُ قال َ ف َ ه ن مي ي ت َ ك َ مل ما َ م و ؤمن ِ ِين أ َ ْ م ْ ال ت َ ُ
ِ َ ِ ْ ّ َ ِ ِ ْ َ َ َ َ ْ َ ِ ُ ُ َ ْ ِ ّ َ ُ ِ أ ّ َ ِ ها م
خل ْ َ َ
ه
ف ُ ها َ وط ّى ل َ َ ل َ ح َ ما اْرت َ َ فل َ َّ ه َ مين ُ ُ ت يَ ِ ملَك َ ْ ما َ م َّ ي ِ ه َ ف ِ ها َ جب ْ َ ح ُ م يَ ْ ن لَ ْ وإ ِ ْ ن َ منِي َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
ن النَاس " (3
ِ ّ وبَي ْ َ ها َ ب بَيْن َ َ جا َ ح َ مدَّ ال ْ ِ و َ َ .
)
قال فى قصة tـ مشاركة أهل الخير والسعة فى الوليمة :لحديث أنس
ه أ ُ ُّ َّ
م rزواج النبى ها ل َ ُ هَزت ْ َ ج َّ ق َ ِ ري ِ ن بِالط حتَّى إِذَا كَا َ بأم المؤمنين صفية َ " :
َ َ َ ّ َ َ َ
ح الن ّب ِ ُّ
ي صب َ َ فأ ْ ل َ ن اللي ْ ِ م َ ه ِ ها ل ُ هدَت ْ َ فأ ْ سليْم ٍ َ يءٌ ُ r ش ْ عنْدَهُ َ ن ِ ن كَا َ م ْ ل َ قا َ ف َ سا َ عُرو ً َ
لج ُ رَ ال لَ ع ج
ِ ِ َ َ َ و ط ق َ ل ْ ا ب ء جي ي ل ُ ج ر َ ال ل َ ع ج َ
ف َ
ل قا َ عا َ ط ن ط َ س ب و َ
ل قا َ َ َ ِ ْ ِ ِ
ه ب ئ ج ي ْ فل
ّ ُ ُ ِ َ ِ ّ ُ َ َ ِ ً َ َ َ
ة
م َ ولِي َ ت َ فكان َ ْ َ سا َ حي ْ ً سوا َ حا ُ ف َ ن َ َ ج ُ ل الَّر ُ ع َ َ
م ِ س ْ جيءُ بِال ّ ل يَ ِ ج َ
ْ ِ َ َّ
جيءُ بِالت ّمر و َ يَ ِ
هِ الل لَ ُ ِ سو ر "r (4) .
فتضمن هذا الحكم وجوب الوفاء بالشروط التى شرطت فى العقد إذا لم
.تتضمن تغييرا ً لحكم الله ورسوله
وقد اتفق على وجوب الوفاء بتعجيل المهر أو تأجيله والضمين والرهن به
ونحو ذلك وعلى عدم الوفاء باشتراط ترك الوطء والنفاق والخلو عن المهر
.ونحو ذلك
واختلف فى شرط القامة فى بلد الزوجة وشرط دار الزوجة ،وأنه ل
يتسرى عليها ول يتزوج عليها فأوجب أحمد وغيره الوفاء به ومتى لم يف به
.فلها الفسخ عند أحمد
واختلف فى اشتراط البكارة والنسب والجمال والسلمة من العيوب التى
ل يفسخ بها النكاح وهل يؤثر عدمها فى فسخه على ثلثة أقوال ثالثها
بطلن اشتراط المرأة rالفسخ عند عدم النسب خاصة ،وتضمن حكمه
.طلق أختها وأنه ل يجب الوفاء به
ـ فإن قيل فما الفرق بين هذا وبين اشتراطها أن ل يتزوج عليها حتى
صححتم هذا وأبطلتم شرط طلق الضرة ؟
ـ الجواب :قيل :الفرق بينهما أن فى اشتراط طلق الزوجة من الضرار
بها وكسر قلبها وخراب بيتها وشماتة أعدائها ما ليس فى اشتراط عدم
نكاحها ونكاح غيرها ،وقد فرق النص بينهما فقياس أحدهما على الخر
) .فاسد" (1
ـ فإن قيل فما حكم السلم فيمن تزوج بامرأة فوجدها حبلى ؟
ـ قال المام أحمد وجمهور الفقهاء وأهل المدينة ببطلن هذا النكاح ،ويجب
المهر المسمى أو مثله أو أقل منه على اختلف بينهم ،ويجب عليها الحد
.وهو أحدى الروايتين عن المام أحمد رحمه الله تعالى
ـ إذن فما هى المحرمات من النساء ؟
ـ الجواب " :حَّرم المهات وهن كل من بينك وبينه إيلد من جهة المومة أو
.البوة كأمهاته وأمهات آبائه وأجداده من جهة الرجال والنساء وإن علون
وحَّرم البنات وهن كل من انتسب إليه بإيلد كبنات صلبه وبنات بناته
.وأبنائهن وإن سفلن
.وحَّرم الخوات من كل جهة
.وحَّرم العمات وهن أخوات آبائه وإن علون من كل جهة
وأما عمة العم فإن كان العم لب فهى عمة أبيه وإن كان لم فعمته
أجنبية منه فل تدخل فى العمات ،وأما عمة الم فهى داخلة فى عماته كما
.دخلت عمة أبيه فى عماته
وحَّرم الخالت وهن أخوات أمهاته وأمهات آبائه وإن علون ،وأما خالة
العمة فإن كانت العمة لب فخالتها أجنبية وإن كانت لم فخالتها حرام لنها
خالة ،وأما عمة الخالة فإن كانت الخالة لم فعمتها أجنبية وإن كانت لب
.فعمتها حرام لنها عمة الم
وحَّرم بنات الخ وبنات الخت فيعم الخ والخت من كل جهة وبناتهما
.وإن نزلت درجتهن
وحَّرم الم من الرضاعة فيدخل فيه أمهاتها من قبل الباء والمهات وإن
علون وإذا صارت المرضعة أمه صار صاحب اللبن وهو الزوج أو السيد إن
كانت جارية أباه وآباؤه أجداده فنبه بالمرضعة صاحبة اللبن التى هى مودع
فيها للب على كونه أبا بطريق الولى لن اللبن له وبوطئه ثاب ولهذا حكم
بتحريم لبن الفحل ( )1فثبت بالنص وإيمائه انتشار حرمة rرسول الله
الرضاع إلى أم المرتضع وأبيه من الرضاعة وأنه قد صار ابنا ً لهما وصار
أبوين له فلزم من ذلك أن يكون إخوتهما وأخواتهما خالت له وعمات
ة)
ع ِ ن الَّر َ
ضا َ واتُكُم ِّ
م َ وأ َ َ
خ َ وأبناؤهما وبناتهما إخوة له وأخوات فنبه بقوله َ ( :
(النساء )22 :على انتشار حرمة الرضاع إلى إخوتهما وأخواتهما كما انتشرت
منهما إلى أولدهما فكما صاروا إخوة وأخوات للمرتضع فأخوالهما
وخالتهما أخوال وخالت له وأعمام وعمات له ،الول بطريق النص ،والخر
.بتنبيهه ،كما أن النتشار إلى الم بطريق النص وإلى الب بطريق تنبيهه
وهذه طريقة عجيبة مطردة فى القرآن ل يقع عليها إل كل غائص على
أنه يحرم من الرضاع ما rمعانيه ووجوه دللته ،ومن هنا قضى رسول الله
يحرم من النسب ولكن الدللة دللتان خفية وجلية فجمعهما للمة ليتم
البيان ويزول اللتباس ويقع على الدللة الجلية الظاهرة من قصر فهمه
.عن الخفية
وحَّرم أمهات النساء فدخل فى ذلك أم المرأة وإن علت من نسب أو
.رضاع دخل بالمرأة أو لم يدخل بها لصدق السم على هؤلء كلهن
وحَّرم الربائب اللتى فى حجور الزواج وهن بنات نسائهم المدخول بهن
فتناول بذلك بناتهن وبنات بناتهن وبنات أبنائهن فإنهن داخلت فى اسم
.الربائب وقيد التحريم بقيدين أحدهما كونهن فى حجور الزواج
والثانى :الدخول بأمهاتهن فإذا لم يوجد الدخول لم يثبت التحريم وسواء
.حصلت الفرقة بموت أو طلق هذا مقتضى النص
وذهب زيد بن ثابت ومن وافقه وأحمد فى رواية عنه إلى أن موت الم
فى تحريم الربيبة كالدخول بها لنه يكمل الصداق ويوجب العدة والتوارث
فصار كالدخول والجمهور أبوا ذلك وقالوا الميتة غير مدخول بها فل تحرم
.ابنتها والله تعالى قيد التحريم بالدخول وصرح بنفيه عند عدم الدخول
وأما كونها فى حجره فلما كان الغالب ذلك ذكره ل تقييدا ً للتحريم به بل
َ
ق) (السراء )31 :ولما كان مل ٍة إِ ْ خ ْ
شي َ َ م َ قتُلُوا ْ أ ْ
ولدَك ُ ْ ول َ ت َ ْ
هو بمنزلة قوله َ ( :
من شأن بنت المرأة أن تكون عند أمها فهى فى حجر الزوج وقوعا ً وجوازاً
.فكأنه قال اللتى من شأنهن أن يكن فى حجوركم
ففى ذكر هذا فائدة شريفة وهى جواز جعلها فى حجره وأنه ل يجب عليه
أبعادها عنه وتجنب مؤاكلتها والسفر والخلوة بها فأفاد هذا الوصف عدم
.المتناع من ذلك
ولما خفى هذا على بعض أهل الظاهر شرط فى تحريم الربيبة أن تكون
فى حجر الزوج وقيد تحريمها بالدخول بأمها وأطلق تحريم أم المرأة ولم
يقيده بالدخول فقال جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم إن الم تحرم
بمجرد العقد على البنت دخل بها أو لم يدخل ول تحرم البنت إل بالدخول
خلْتُم) بالم وقالوا أبهموا ما أبهم الله وذهبت طائفة إلى أن قوله ( :اللَّتِي دَ َ
(النساء )23 :وصف لنسائكم الولى والثانية وأنه ل تحرم الم إل بالدخول
بالبنت وهذا يرده نظم الكلم وحيلولة المعطوف بين الصفة والموصوف
ت: وامتناع جعل الصفة للمضاف إليه دون المضاف إل عند البيان ،فإذا قل َ
ت بغلم زيد العاقل ،فهو صفة للغلم ل لزيد إل عند زوال اللبس، مرر ُ
كقولك مررت بغلم هند الكاتبة ،ويرده أيضا ً جعله صفة واحدة لموصوفين
مختلفى الحكم والتعلق والعامل وهذا ل يعرف فى اللغة التى نزل بها
.القرآن
وأيضا ً فإن الموصوف الذى يلى الصفة أولى بها لجواره والجار أحق
.بصفته ما لم تدع ضرورة إلى نقلها عنه أو تخطيها إياه إلى البعد
ـ فإن قيل فمن أين أدخلتم ربيبته التى هى بنت جاريته التى دخل بها
وليست من نسائه ؟
مؤك ْ ُ سآ ُقلنا السرية قد تدخل فى جملة نسائه كما دخلت فى قوله ( :ن ِ َ
ح َّ ُ فأْتُوا ْ حرثَك ُ َ َ
ل ِ أ ( : قوله م) (البقرة )223 :ودخلت فى شئْت ُ ْ م أنَّى ِ ْ َ ْ م َ ث ل ّك ُ ْ حْر ٌ َ
ولَ َ ( : قوله فى ودخلت )187 : البقرة ( ) مْ ُ ك ِ ئ سآَ ِ ن ى َ لِ إ ث ُ َ
ف رَ ِ ّال ام َ ي ص
ِ ّ ال ة
َ َ ل ْ ي َ ل م ْ ُ ك لَ
ساء) (النساء 22 ن الن ِّ َ م َ ؤكُم ِّ ح آبَا ُ ما نَك َ َ حوا ْ َ ) .تَنك ِ ُ
ُ
سآئِك ُ ْ
م) ت نِ َ ها ُ وأ َّ
م َ ـ فإن قيل :فيلزمكم على هذا إدخالها فى قوله َ ( :
( .النساء )23 :فتحرم عليه أم جاريته
.قلنا :نعم وكذلك نقول إذا وطئ أمته حرمت عليه أمها وابنتها
ـ فإن قيل :فأنتم قد قررتم أنه ل يشترط الدخول بالبنت فى تحريم أمها
فكيف تشترطونه ها هنا ؟
قلنا :لتصير من نسائه فإن الزوجة صارت من نسائه بمجرد العقد وأما
المملوكة فل تصير من نسائه حتى يطأها فإذا وطئها صارت من نسائه
.فحرمت عليه أمها وابنتها
ـ فإن قيل :فكيف أدخلتم السرية فى نسائه فى آية التحريم ولم
تدخلوها فى نسائه فى آية الظهار واليلء ؟
قيل :السياق والواقع يأبى ذلك فإن الظهار كان عندهم طلقا ً وإنما
محله الزواج ل الماء فنقله الله سبحانه من الطلق إلى التحريم الذى
تزيله الكفارة ونقل حكمه وأبقى محله وأما اليلء فصريح فى أن محله
ة أَ ْ َ َ
نفإ ِ ْ ر َ ه ٍ ش ُ ع ِص أْرب َ َ م تََرب ُّ ُ ه ْ
سآئ ِ ِ
من ن ِّ َن ِ ؤلُو َ ن يُ ْ ذي َ الزوجات لقوله تعالى ( :ل ِّل ّ ِ
م) علِي ٌ ع َ مي ٌ س ِ ه َ ن الل ّ َ موا ْ الطَّلَقَ َ
فإ ِ َّ عَز ُ ن َ وإ ِ ْ مَ ، حي ٌ فوٌر َّر ِ غ ُه َ ن الل ّ َ فإ ِ َّؤوا َ فآ ُ َ
() .البقرة 226 :ـ 227
ـ وحَّرم سبحانه حلئل البناء وهن موطوآت البناء بنكاح أو ملك يمين
فإنها حليلة بمعنى محللة ويدخل فى ذلك ابن صلبه وابن ابنه وابن ابنته
.ويخرج بذلك ابن التبنى وهذا التقييد قصد به إخراجه
وأما حليلة ابنه من الرضاع فإن الئمة الربعة ومن قال بقولهم يدخلونها
َ قوله ( :وحلَئ ِ ُ َ
ن
ْ م
ِ ن
ذي َ م) (النساء )23 :ول يخرجونها بقوله ( :ال ّ ِ ل أبْنَائِك ُ ُ َ َ فى
َ
م) (النساء )23 :ويحتجون بقول النبى صلَبِك ُ ْ حرموا من الرضاع ما" r :أ ْ
تحرمون من النسب" قالوا :وهذه الحليلة تحرم إذا كانت لبن النسب فتحرم
إذا كانت لبن الرضاع ،قالوا :والتقييد لخراج ابن التبنى ل غير وحرموا من
الرضاع بالصهر نظير ما يحرم بالنسب ونازعهم فى ذلك آخرون وقالوا ل
تحرم حليلة ابنه من الرضاعة لنه ليس من صلبه والتقييد كما يخرج حليلة
.ابن التبنى يخرج حليلة ابن الرضاع سواء ول فرق بينهما
ب" ( )1فهو من" r :قالوا :وأما قوله س ِن الن َّ َ م َ م ِ حُر ُ ما ي َ ْع َ ضا ِن الَّر َ
م َم ِ حُر ُيَ ْ
أكبر أدلتنا وعمدتنا فى المسألة فإن تحريم حلئل الباء والبناء إنما هو
قد قصر تحريم الرضاع على نظيره من النسب rبالصهر ل بالنسب والنبى
.ل على شقيقه من الصهر فيجب القتصار بالتحريم على مورد النص
قالوا :والتحريم بالرضاع فرع على تحريم النسب ل على تحريم
المصاهرة فتحريم المصاهرة أصل قائم بذاته والله سبحانه لم ينص فى
كتابه على تحريم الرضاع إل من جهة النسب ولم ينبه على التحريم به من
أمر أن يحرم به ما rجهة الصهر ألبتة ل بنص ول إيماء ول إشارة والنبى
يحرم من النسب وفى ذلك إرشاد وإشارة إلى أنه ل يحرم به ما يحرم
بالصهر ولول أنه أراد القتصار على ذلك لقال حرموا من الرضاع ما يحرم
.من النسب والصهر
قالوا :وأيضا ً فالرضاع مشبه بالنسب ولهذا أخذ منه بعض أحكامه وهو
الحرمة والمحرمية فقط دون التوارث والنفاق وسائر أحكام النسب فهو
نسب ضعيف فأخذ بحسب ضعفه بعض أحكام النسب ولم يقو على سائر
أحكام النسب وهو ألصق به من المصاهرة فكيف يقوى على أخذ أحكام
المصاهرة مع قصوره عن أحكام مشبهه وشقيقه
وأما المصاهرة والرضاع فإنه ل نسب بينهما ول شبهة نسب ول بعضية
ول اتصال قالوا :ولو كان تحريم الصهرية ثابتا ً لبينة الله ورسوله بياناً
شافيا ً يقيم الحجة ويقطع العذر فمن الله البيان وعلى رسوله البلغ وعلينا
التسليم والنقياد فهذا منتهى النظر فى هذه المسألة فمن ظفر فيها
بحجة فليرشد إليها وليدل عليها فإنا لها منقادون وبها معتصمون والله
.الموفق للصواب
فصــل
وحَّرم سبحانه وتعالى نكاح من نكحهن الباء وهذا يتناول منكوحاتهم
بملك اليمين أو عقد نكاح ويتناول آباء الباء وآباء المهات وإن علون
سل َ َ َ
ف" من مضمون جملة النهى وهو التحريم قدْ َ ما َ والستثناء بقوله " :إِل ّ َ
المستلزم للتأثيم والعقوبة فاستثنى منه ما سلف قبل إقامة الحجة
.بالرسول والكتاب
فصــل
وحَّرم سبحانه الجمع بين الختين وهذا يتناول الجمع بينهما فى عقد
النكاح وملك اليمين كسائر محرمات الية وهذا قول جمهور الصحابة ومن
بعدهم وهو الصواب وتوقفت طائفة فى تحريمه بملك اليمين لمعارضة هذا
َ َ
علَىن إ ِ ّل َ
فظُو َحا ِ
م َه ْ
ج ِ م لِ ُ
فُرو ِ ه ْ
ن ُ ذي َ وال ّ ِ العموم بعموم قوله سبحانه َ ( :
ُ َ َ َ
ن) (المؤمنون 5 :ـ )6ولهذا َ مي
ِ و مل
ُ َر ْ ي َ
غ م َ ِ ُ ْ
م ه ّ ن فإ ه ْمان ُ ُت أي ْ َ ملَك َ ْما َو َمأ ْه ْج ِ
وا ِأْز َ
.أحلتهما آية وحرمتهما آية tقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان
وقال المام أحمد فى رواية عنه :ل أقول هو حرام ولكن ننهى عنه ،
فمن أصحابه من جعل القول بإباحته رواية عنه والصحيح أنه لم يبحه ولكن
تأدب مع الصحابة أن يطلق لفظ الحرام على أمر توقف فيه عثمان بل قال
.ننهى عنه
:والذين جزموا بتحريمه رجحوا آية التحريم من وجوه
ـ أحدها :أن سائر ما ذكر فيها من المحرمات عام فى النكاح وملك اليمين
فما بال هذا وحده حتى يخرج منها ،فإن كانت آية الباحة مقتضية لحل
الجمع بالملك فلتكن مقتضية لحل أم موطوءته بالملك ولموطوءة أبيه وابنه
.بالملك إذ ل فرق بينهما ألبتة ول يعلم بهذا قائل
ـ الثانى :أن آية الباحة بملك اليمين مخصوصة قطعا ً بصور عديدة ل يختلف
فيها اثنان كأمه وابنته وأخته وعمته وخالته من الرضاعة بل كأخته وعمته
وخالته من النسب عند من ل يرى عتقهن بالملك كمالك والشافعى ولم يكن
م) (النساء )3 :معارضا ً لعموم تحريمهن َ َ
مانُك ُ ْ ملَك َ ْ
ت أي ْ َ ما َ
و َ عموم قوله ( :أ ْ
.بالعقد والملك فهذا حكم الختين سواء
ـ الثالث :أن حل الملك ليس فيه أكثر من بيان جهة الحل وسببه ول تعرض
فيه لشروط الحل ول لموانعه وآية التحريم فيها بيان موانع الحل من
النسب والرضاع والصهر وغيره فل تعارض بينهما ألبتة وإل كان كل موضع
ذكر فيه شرط الحل وموانعه معارضا ً لمقتضى الحل وهذا باطل قطعا ً بل
.هو بيان لما سكت عنه دليل الحل من الشروط والموانع
ـ الرابع :أنه لو جاز الجمع بين الختين المملوكتين فى الوطء جاز الجمع
بين الم وابنتها المملوكتين فإن نص التحريم شامل للصورتين شمول ً واحداً
.وإن إباحة المملوكات إن عمت الختين عمت الم وابنتها
قال " :من كان يؤمن بالله واليوم والخر فل يجمع rـ الخامس :أن النبى
ماءه فى رحم أختين" ( )1ول ريب أن جمع الماء كما يكون بعقد النكاح يكون
.بملك اليمين واليمان يمنع منه
فصــل
بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها rوقضى رسول الله
وهذا التحريم مأخوذ من تحريم الجمع بين الختين لكن بطريق خفى وما
.مثل ما حرمه الله ولكن هو مستنبط من دللة الكتاب rحرمه رسول الله
وكان الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ أحرص شئ على استنباط أحاديث
من القرآن ومن ألزم نفسه ذلك وقرع بابه ووجه قلبه إليه rرسول الله
واعتنى به بفطرة سليمة وقلب ذكى رأى السنة كلها تفصيل ً للقرآن وتبييناً
لدللته وبيانا ً لمراد الله منه وهذا أعلى مراتب العلم فمن ظفر به فليحمد
.الله ومن فاته فل يلومن إل نفسه وهمته وعجزه
واستفيد من تحريم الجمع بين الختين وبين المرأة وعمتها وبينها وبين
خالتها أن كل امرأتين بينهما قرابة لو كان أحدهما ذكرا ً حرم على الخر
فإنه يحرم الجمع بينهما ول يستثنى من هذا صورة واحدة فإن لم يكن
بينهما قرابة لم يحرم الجمع بينهما وهل يكره على قولين وهذا كالجمع بين
.امرأة رجل وابنته من غيرها
واستفيد من عموم تحريمه سبحانه المحرمات المذكورة أن كل امرأة
حرم نكاحها حرم وطؤها بملك اليمين إل إماء أهل الكتاب فإن نكاحهن
حرام عند الكثرين ووطؤهن بملك اليمين جائز وسوى أبو حنيفة بينهما
.فأباح نكاحهن كما يباح وطؤهن بالملك
والجمهور احتجوا عليه بأن الله سبحانه وتعالى إنما أباح نكاح الماء
َ َ
حول ً أن يَنك ِ َ م طَ ْ منك ُ ْع ِ ستَطِ ْ م يَ ْ من ل ّ ْ و َ بوصف اليمان فقال تعالى َ ( :
ّ ْ َ َ
ه
والل ُ ت َ منَا ِ ْ
مؤ ِ م ال ُ ُ َ
من فتَيَاتِك ُ ُ
مانُكم ِّ ت أي ْ َ َ
ملك ْ ما َ من ِّ ف ِت َمنَا ِ
ؤ ِم ْت ال ْ ُصنَا ِح َ م ْ ال ْ ُ
َ
حت ّى ت َ ركَا ِ ش ِ م ْ ْ ْ
حوا ال ُ ول َ تَنك ِ ُ
م) (النساء ، )25 :وقال تعالى َ ( : مانِك ُ ْ
م بِإِي َعل َُ أَ ْ
ن) (البقرة )221 :خص ذلك بحرائر أهل الكتاب بقى الماء على قضية م َّ ؤ ِ يُ ْ
وغيره من الصحابة إدخال الكتابيات فى هذه الية tالتحريم وقد فهم عمر
.فقال :ل أعلم شركا ً أعظم من أن تقول إن المسيح إلهها
وأيضا ً فالصل فى البضاع الحرمة وإنما أبيح نكاح الماء المؤمنات فمن
.عداهن على أصل التحريم وليس تحريمهن مستفادا من المفهوم
واستفيد من سياق الية ومدلولها أن كل امرأة حرمت حرمت ابنتها إل
العمة والخالة وحليلة البن وحليلة الب وأم الزوجة وأن كل القارب حرام
إل الربعة المذكورات فى سورة الحزاب وهن بنات العمام والعمات وبنات
.الخوال والخالت
فصــل
ومما حرمه النص نكاح المزوجات وهن المحصنات واستثنى من ذلك ملك
اليمين فأشكل هذا الستثناء على كثير من الناس فإن المة المزوجة يحرم
.وطؤها على مالكها فأين محل الستثناء
ً
فقالت طائفة هو منقطع أى لكن ما ملكت أيمانكم ورد هذا لفظا ومعنى
أما اللفظ فإن النقطاع إنما يقع حيث يقع التفريغ وبابه غير اليجاب من
النفى والنهى والستفهام فليس الموضع موضع انقطاع ،وأما المعنى فإن
المنقطع ل بد فيه من رابط بينه وبين المستثنى منه بحيث يخرج ما توهم
دخوله فيه بوجه ما ،فإنك إذا قلت ما بالدار من أحد دل على انتفاء من بها
بدوابهم وأمتعتهم فإذا قلت إل حمارا ً أو إل الثافى ونحو ذلك أزلت توهم
دخول المستثنى فى حكم المستثنى منه وأبين من هذا قوله تعالى َ( :ل
َ
ما) (مريم 62 : سَل ً وا إ ِ ّل َ غ ً ها ل َ ْ في َ ن ِ عو َ م ُ س َ) .ي َ ْ
فاستثناء السلم أزال توهم نفى السماع العام فإن عدم سماع اللغو
يجوز أن يكون لعدم سماع كلم ما وأن يكون مع سماع غيره وليس فى
.تحريم نكاح المزوجة ما يوهم تحريم وطء الماء بملك اليمين حتى يخرجه
وقالت طائفة :بل الستثناء على بابه ومتى ملك الرجل المة المزوجة
كان ملكه طلقا ً لها وحل له وطؤها وهى مسألة بيع المة هل يكون طلقاً
يراه طلقا ً ويحتج له بالية tلها أم ل ؟ فيه مذهبان للصحابة فابن عباس
وغيره يأبى ذلك ويقول كما يجامع الملك السابق للنكاح اللحق اتفاقا ً ول
يتنافيان كذلك الملك اللحق ل ينافى النكاح السابق قالوا وقد خير رسول
بريرة لما بيعت ،ولو انفسخ نكاحها لم يخيرها ،قالوا :وهذا حجة rالله
.فإنه هو راوى الحديث والخذ برواية الصحابى ل برأيه tعلى ابن عباس
وقالت طائفة ثالثة :إن كان المشترة امرأة لم ينفسخ النكاح لنها لم
تملك الستمتاع ببضع الزوجة وإن كان رجل ً انفسخ لنه يملك الستمتاع به
وملك اليمين أقوى من ملك النكاح وهذا الملك يبطل النكاح دون العكس
.قالوا وعلى هذا فل إشكال فى حديث بريرة
وأجاب الولون عن هذا بأن المرأة وإن لم تملك الستمتاع ببضع أمتها
فهى تملك المعاوضة عليه وتزويجها وأخذ مهرها وذلك كملك الرجل وإن لم
.تستمتع بالبضع
وقالت فرقة أخرى الية خاصة بالمسبيات فإن المسبية إذا سبيت حل
وطؤها لسابيها بعد الستبراء وإن كانت مزوجة وهذا قول الشافعى وأحد
الوجهين لصحاب أحمد وهو الصحيح ،كما روى مسلم فى صحيحه عن أبى
َ قوا rأ َ َّ َ
ه" t :سعيد الخدرى ل الل ّ ِ سو َ ن َر ُ فل َ ُ س َ وطَا َ شا إِلَى أ ْ جي ْ ً ث َ ع َ ن بَ َ حنَي ْ ٍ ُ
ب حا ص َ أ ن م سا ا ن َ
ن َ أَ ك فَ ا ي ا ب س م ه َ ل وا ب صا َ وأ م ه ي َ عل روا ه َ فظ َ م ه و ُ ل ت قا َ فَ ً
وا د ع
ْ َ ّ َ ً ِ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ ِ ْ َ َ ُ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ّ
ِ َ فأ َ ن من أ َجل أ َ
هل الل ّ ِ ِ سوُ رَ r لَ ز
َ ْ ن َ ن َ ي ِ ك ر شْ م
ُ ْ ال ن
َ م
ِ َ
ن ّ ه ج
َ ِ ِ وا ز
ْ ِ ْ ْ ِ َ ّ ه ِ ن اَ ي ش ْ غِ ن ْ مِ جوا ُ حَّر تَ َ
ي ء إَّل ِما ملَك َت أَيمانُك ُم ) أ َ ِ سا ن ال ن م ت ا ن ص ح م ْ وال ( كَ ل
ِ
َ ذ في َ
ل ّ ج و َ
ز ع ه
َّ
الل
ْ ْ ْ ْ َ َ َ ِ ِّ َ َ ُ ْ َ َ ُ ِ َ ِ ِ ُ َ ّ َ َ
ه َّ
ن عدَّت ُ ُ
ت ِ ض ْ ق َ ل إِذَا ان ْ َ حَل ٌ م َ ن لَك ُ ْ ه َّ ف ُ َ ".
فتضمن هذا الحكم إباحة وطء المسبية وإن كان لها زوج من الكفار وهذا
يدل على إنفساخ نكاحه وزوال عصمة بضع امرأته وهذا هو الصواب لنه قد
استولى على محل حقه وعلى رقبة زوجته وصار سابيها أحق بها منه فكيف
.يحرم بضعها عليه فهذا القول ل يعارضه نص ول قياس
والذين قالوا من أصحاب أحمد وغيرهم :إن وطأها إنما يباح إذا سبيت
وحدها قالوا لن الزوج يكون بقاؤه مجهول ً والمجهول كالمعدوم فيجوز
وطؤها بعد الستبراء فإذا كان الزوج معها لم يجز وطؤها مع بقائه فأورد
عليهم ما لو سبيت وحدها وتيقنا ً بقاء زوجها فى دار الحرب فإنهم يجوزون
وطأها فأجابوا بما ل يجدى شيئا ً وقالوا :الصل إلحاق الفرد بالعم الغلب
فيقال لهم العم الغلب بقاء أزواج المسبيات إذا سبين منفردات وموتهم
كلهم نادر جدا ً ثم يقال إذا صارت رقبة زوجها وأملكه ملكا ً للسابى وزالت
العصمة عن سائر أملكه وعن رقبته فما الموجب لثبوت العصمة فى فرج
.امرأته خاصة وقد صارت هى وهو وأملكهما للسابى
ودل هذا القضاء النبوى على جواز وطء الماء الوثنيات بملك اليمين فإن
فى وطئهن rسبايا أوطاس لم يكن كتابيات ولم يشترط رسول الله
إسلمهن ولم يجعل المانع منه إل الستبراء فقط وتأخير البيان عن وقت
الحاجة ممتنع مع أنهم حديثو عهد بالسلم حتى خفى عليهم حكم هذه
المسألة وحصول السلم من جميع السبايا وكانوا عدة آلف بحيث لم
يتخلف منهم عن السلم جارية واحدة مما يعلم أنه فى غاية البعد فإنهن لم
يكرهن على السلم ولم يكن لهن من البصيرة والرغبة والمحبة فى
السلم ما يقتضى مبادرتهن إليه جميعا فمقتضى السنة وعمل الصحابة فى
وبعده جواز وطء المملوكات على أى دين كن وهذا مذهب rعهد رسول الله
) .طاووس وغيره وقواه صاحب المغنى فيه ورجح أدلته وبالله التوفيق" (1
م قا َ ة َ َ ك ُ ج َ ُ َ ل أَتَْر َ قا َ وفى سنن أبى داود عنه َ " :
ع ْل نَ َ فلن َ َ و َ ن أَز ِّ ضى أ ْ ج ٍ ل لَِر ُ
َ َ َ ُ َ ة أَتَْر َ َ
لخ َ فدَ َ ه َ ب ح
َ ِ َ ُ صا ما ه
َ ّ َ َ َ ُ َ د ح أ ج َ
و ز َ
ف مْ َ َ ْ ع ن ت قال َ ا ً ن ل ُ
ف ك و َ ِج ن أَز ِّ نأ ْ ضي ْ َ مْرأ ِ ل لِل ْ َ قا َ و َ َ
ة
حدَيْبِي َ َ ْ
هدَ ال ُ شَ ن
ْ َ
م ّ م
ِ نَ اَ ك و
َ ا ً ئْ ي شَ ها َ ِ ط ع
ْ ُ ي مْ َ ول َ قا ً اَ د صَ ها َ َ ل ضِ ْ ر ْ
ف َ ي م
ْ َ ول َ ُ
ل جُ رَ ّ ال ها َ بِ
ِ
سو َ
ل ِ ّ َ ُر َ
ن إ ل َ قا َ ُ ة َ
فا و
َ ْ ال ه ت ر
ّ َ َ َ ْ ُ ض ح ما َ َ فل َ ر ب ي خ
َ ب
ُ َ ْ ِ َ َ ُ َ ْ ٌ ِ ْ َ َ م ه س ه َ ل ة ي ب ي د ح ْ ال َ د ه ش َ ن م
َ َ ْ ن اَ ك و َ
َ شيئًا وإنِّي أ ُ قا ول َم أ ُ ة ِ ول َم أ َ
م rالل ّ ِ
ه هدُك ُ ْ ِ شْ َ ِ ْ َ ها َ ِ ط ع ْ ْ َ ً اَ د ص
َ ها َ َ ل ض
ِ ْ ر ْ
ف ْ َ َ َ ن َ
ل فُ ي ِ ن ج
َ َ
و َ ّز
ر" (3
ب ي خ ب مي ه س ها ق ا د ص ن م ها ت يَ عط َ أ ي نَ أ ).
ِ َ ْ َ َ َ ْ ِ ْ ْ ُ َ ِ ْ َ َ ِ َ ِّ
وقد تضمنت هذه الحكام جواز النكاح من غير تسمية صداق وجواز
الدخول قبل التسمية واستقرار مهر المثل بالموت وإن لم يدخل بها
ووجوب عدة الوفاة بالموت وإن لم يدخل بها الزوج وبهذا أخذ ابن مسعود
.وفقهاء العراق وعلماء الحديث منهم أحمد والشافعى فى أحد قوليه
وقال على بن أبى طالب وزيد بن ثابت ـ رضى الله عنهما ـ ل صداق لها
.وبه أخذ أهل المدينة ومالك والشافعى فى قوله الخر
وتضمنت جواز تولى الرجل طرفى العقد كوكيل من الطرفين أو ولى
فيهما أو ولى وكله الزوج أو زوج وكله الولى ويكفى أن يقول زوجت فلناً
فلنة مقتصرا ً على ذلك أو تزوجت فلنة إذا كان هو الزوج وهذا ظاهر
مذهب أحمد وعنه رواية ثانية :ل يجوز ذلك إل للولى المجبر كما زوج أمته
أو ابنته المجبرة بعبده المجبر ووجه هذه الرواية أنه ل يعتبر رضى واحد من
.الطرفين
وفى مذهبه قول ثالث " :أنه يجوز ذلك إل للزوج خاصة فإنه ل يصح منه
) .تولى الطرفين لتضاد أحكام الطرفين فيه" (1
فى نكاح الشغار والمحلل والمتعة ونكاح المحرم ونكاح rـ فماذا عن حكمه
الزانية ؟
ـ الجواب :أما الشغار فأصله فى اللغة هو :الرفع ،كأن الرجل يقول :ل
ترفع رجل ابنتى حتى ارفع رجل ابنتك ،ويقال :شغرت المرأة إذا رفعت
رجلها عند الجماع ،وقد صح النهى عنه من حديث ابن عمر وأبى هريرة ،
سَلمِ " ( ، )2وفى في اْل ِ ْ غاَر ِ ش َوفى صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعا ً َ" :ل ِ
ن يَ ُ َ
ج ُ
ل ل الَّر ُ قو َ غاُر أ ْ ش َ وال ّ ِ حديث ابن عمر ، :وفى حديث أبى هريرة َ :
()3
َ ختي (1 ُ ُ خت َ َ ُ َ ج َ ُ جنِي ابْنَت َ َ
جك أ ْ ِ و ُ وأَز ِّ ك َ جنِي أ ْ و ْ و َز ِّ ك ابْنَتِي أ ْ و ُوأَز ِّ ك َ و ْ ل َز ِّ ج ِ ) .لِلَّر ُ
ً
وقد اختُلف فى علة النهى فقيل :لن كل واحد من العقدين شرطا فى
الخر ،وقيل :لن هذا تشيك فى البضع ،وقيل :لنه اصبح كل واحدة بضع
.الخرى فل انتفاع للمرأة بمهرها
ـ وأما نكاح المحلل ( : )2وهو أن تُطلق المرأة ثلثا ً فتحُرم بذلك على زوجها
ه) (البقرة غيَْر ُ جا َ و ً ح َز ْ ى تَنك ِ َ حت َّ َ عدُ َ من ب َ ْ ه ِ ل لَ ُ
ح ُّ فل َ ت َ ِ ها َ ق َ فإِن طَل َّ َ لقوله تعالى َ ( :
)230 :فيؤتى برجل آخر فيتزوج تلك المرأة ليحلها لزوجها الول لتعود
عن هذا النكاح ،ففى المسند والترمذى من rإليه ،وقد ثبت نهى النبى
َ حل َّ َ
ه tحديث ابن مسعود ل الل ّ ِ سو ُ ن َر ُ ع َ ه" ( ، )3قال rقال " :ل َ َ ل لَ ُ م َ وال ْ ُ ل َ حل ِّ َ م َ ال ْ ُ
tالترمذى هذا حديث حسن صحيح ،وفى المسند من حديث أبى هريرة
(4
ه"ل لَ ُ حل َّ َ م َ وال ْ ُ ل َ حل ِّ َم َ ه ال ْ ُ
َ
ن الل ّ ُ ع َ ) .مرفوعا ً " :ل َ َ
وحكم هذا النكاح الفسخ ،ول تحل به المرأة لزوجها الول ،ويثبت لها
.المهر إن وطئها ،ثم يفرق بينهما
ـ وأما نكاح المتعة :وهو أن يتزوج الرجل المرأة إلى أجل مسمى ،يوماً
أو يومين ،شهرا ً أو شهرين ،مقابل بعض المال ونحوه ،فإذا انقضى الجل
.تفرقا من غير طلق ول ميراث ،والله أعلم
أنه نهى عنه عام الفتح ،فروى البخارى ومسلم عن rوقد ثبت عن النبى
ن rأن رسول الله" t :على م َ ة َز َ هلِي َّ ِ ر اْل َ ْ م ِ ح ُ حوم ِ ال ْ ُ ن لُ ُ ع ْ و َ ة َ ع ِ مت ْ َ ن ال ْ ُ ع ِ هى َ نَ َ
خيْبََر َ ".
.ـ وحكم هذا النكاح الفسخ ،ويثبت فيه المهر للزوجة إن دخل بها
رم بحجة أو عمرة ،فثبت عنه فى صحيح رم :وهو نكاح المح ِ ح ِ م ْ ـ وأما نكاح ال ُ
ح" r :قال :قال رسول الله tمسلم من رواية عثمان بن عفان َل يَنْك ِ ُ
ب" ،أى ل يُعقد له عقد نكاح ،ول يَعقد لغيره ، )1 (
خط ُ ُ ول ي َ ْ َ ح َ َ
ول يُنْك ُ َ م َ ر ُ ح ِ م ْ ال ْ ُ
فسخ ،وجدد عقدا ً جديدا ً بعد انقضاء الحج أو العمرة .فإن وقع ُ
ـ وأما نكاح الزانية :فقد صرح الله سبحانه وتعالى بتحريمه فى سورة النور
ك ،وأيضا ً فإنه سبحانه قال : ن أو مشر ٍ وأخبر أن من نكحها فهو إما زا ٍ
ت) (النور )26 :والخبيثات الزوانى وهذا خبِيثَا ِ ن لِل ْ َ خبِيثُو َ وال ْ َ ن َ خبِيثِي َ ت لِل ْ َ خبِيثَا ُ (ال ْ َ
.يقتضى أن من تزوج بهن فهو خبيث مثلهن
وهو من أقبح القبائح أن يتزوج الرجل بزانية ،وفيه ظلم لولده من بعده
الذى سيُعير بأمه ،وهو من سوء اختيار الب وعدم الحسان إلى ولده ،
.والرجل :ل يأمن فيه أيضا ً على فراشه إن هو تزوج بزانية
ـ فهل هناك أنكحة فاسدة أخرى ؟
ـ الجواب :نعم :كنكاح المعتدة :وهو أن يتزوج الرجل المرأة المعتدة من
غ الْكِتَا ُ
ب ى يَبْل ُ َ حت َّ َ ح َ قدَةَ النِّكَا ِ ع ْ موا ْ ُ ز ُ ع ِ ول َ ت َ ْ طلق أو وفاة ،لقوله تعالى َ ( :
َ
ه) (البقرة 235 : جل َ ُ ) .أ َ
ـ ونكاح المجوسية أو البوذية أو الشيوعية الكافرة عامة ،لقوله تعالى :
ن) (البقرة 221: م َّ ؤ ِ حتَّى ي ُ ْ ت َ ركَا ِ ش ِ م ْ حوا ْ ال ْ ُ ول َ تَنك ِ ُ َ () .
وذكر أيضا ً عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع أن ابن عمر جاءته
) .مولة لمرأته اختلعت من كل شئ لها وكل ثوب لها حتى نفسها (3
ورفعت إلى عمر بن الخطاب امرأة نشزت عن زوجها فقال اخلعها ولو
) .من قرطها ذكره حماد بن سلمة عن أيوب عن كثير بن أبى كثير عنه (4
والذين قالوا بتحريمها احتجوا بحديث أبى الزبير أن ثابت بن قيس بن
أتردين عليه حديقته ،قالت :نعم" r :شماس لما أراد خلع امرأته قال النبى
أما الزيادة فل" ( ، )1قال الدارقطنى سمعه أبو الزبير rوزيادة فقال النبى
.من غير واحد وإسناده صحيح
وذكر عبدالرزاق عن معمر عن ليث عن الحكم بن عتيبة عن على بن أبى
) .ل يأخذ منها فوق ما أعطاها (t 2طالب
).وقال طاووس :ل يحل أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها (3
) .وقال عطاء :إن أخذ زيادة على صداقها فالزيادة مردودة إليها (4
.جريج عنهما
ـ "وفى تسميته سبحانه الخلع فدية دليل على أن فيه معنى المعاوضة
ولهذا اعتبر فيه رضى الزوجين فإذا تقايل الخلع ورد عليها ما أخذ منها
وارتجعها فى العدة فهل لهما ذلك منعه الئمة الربعة وغيرهم وقالوا قد
بانت منه بنفس الخلع وذكر عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن سعيد بن
المسيب أنه قال فى المختلعة إن شاء أن يراجعها فليرد عليها ما أخذ منها
فى العدة وليشهد على رجعتها قال معمر وكان الزهرى يقول مثل ذلك قال
) .قتادة (2
فإن قيل :كيف تقولون إنه ل مخالف لمن ذكرتم من الصحابة وقد روى
حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن جمهان أن أم بكرة
السلمية كانت تحت عبد الله بن أسيد واختلعت منه فندما ،فارتفعا إلى
عثمان بن عفان فأجاز ذلك وقال :هى واحدة إل أن تكون سمت شيئا ً فهو
) .على ما سمت (2
وذكر ابن أبى شيبة :حدثنا على بن هاشم ،عن ابن أبى ليلى ،عن طلحة
بن مصرف ،عن إبراهيم النخعى ،عن علقمة عن ابن مسعود قال :ل تكون
تطليقة بائنة إل فى فدية أو إيلء ( ، )3وروى عن على بن أبى طالب ،فهؤلء
.ثلثة من أجلء الصحابة رضى الله عنهم
فطعن فيه المام أحمد tقيل :ل يصح هذا عن واحد منهم ،أما أثر عثمان
والبيهقى وغيرهما ،قال شيخنا :وكيف يصح عن عثمان وهو ل يرى فيه
عدة وإنما يرى الستبراء فيه بحيضة ،فلو كان عنده طلقا لوجب فيه العدة
،وجمهان الراوى لهذه القصة عن عثمان ل نعرفه بأكثر من أنه مولى
.السلميين
وأما أثر على بن أبى طالب فقال أبو محمد بن حزم :رويناه من طريق ل
وأمثلها أثر ابن مسعود على سوء حفظ ابن أبى ليلى ،ثم t ،يصح عن على
غايته إن كان محفوظا ً أن يدل على أن الطلقة فى الخلع تقع بائنة ل أن
الخلع يكون طلقا ً بائنا ً ،وبين المرين فرق ظاهر ،والذى يدل على أنه
ليس بطلق أن الله سبحانه وتعالى رتب على الطلق بعد الدخول الذى لم
:يستوف عدده ثلثة أحكام كلها منتفية عن الخلع
.ـ أحدها :أن الزوج أحق بالرجعية فيه
ـ الثانى :أنه محسوب من الثلث فل تحل بعد استيفاء العدد إل بعد زوج
.وإصابة
ـ الثالث :أن العدة فيه ثلثة قروء وقد ثبت بالنص والجماع أنه ل رجعة فى
الخلع ،وثبت بالسنة وأقوال الصحابة أن العدة فيه حيضة واحدة ،وثبت
بالنص جوازه بعد طلقتين ووقوع ثالثة بعده وهذا ظاهر جدا ً فى كونه ليس
َ َ
حري ٌ س َِو تَ ْ فأ ْ عُرو ٍ م ْك بِ َسا ٌ م َ فإ ِ ْن َ مَّرتَا ِبطلق فإنه سبحانه قال ( :الطّلَقُ َ
ما قي َ فا أَل ّ ي ُ ِ خا َ شيْئًا إِل َّ أَن ي َ َ ن َ ه َّ مو ُ مآ آتَيْت ُ ُ خذُوا ْ ِ
م َّ م أَن تَأ ْ ُ ل لَك ُ ْ
ح ُّول َ ي َ ِ ن َ سا ٍ ح َ بِإ ِ ْ
ه) ما ا ْ َ َ ه َ ّ َ ّ َ خ ْ ه َ ّ
ت بِ ِ فتَدَ ْ في َ ما ِ ه َ
علي ْ ِح َ جنَا َفل ُ حدُودَ الل ِ ما ُ قي َ م أل ي ُ ِ فت ُ ْ ن ِ فإ ِ ْ حدُودَ الل ِ ُ
(البقرة )229 :وهذا وإن لم يختص بالمطلقة تطليقتين فإنه يتناولها
وغيرهما ول يجوز أن يعود الضمير إلى من لم يذكر ويخلى منه المذكور بل
ل لَ ُ
ه ح ُّ فل َ ت َ ِ ها َ ق َ فإِن طَل َّ َ إما أن يختص بالسابق أو يتناوله وغيره ثم قال َ ( :
ً
عدُ) وهذا يتناول من طلقت بعد فدية وطلقتين قطعا لنها هى من ب َ ْ ِ
المذكورة فل بد من دخولها تحت اللفظ ،وهكذا فهم ترجمان القرآن الذى
أن يعلمه الله تأويل القرآن وهى دعوة مستجابة بل rدعا له رسول الله
.شك
وإذا كانت أحكام الفدية غير أحكام الطلق دل على أنها من غير جنسه
فهذا مقتضى النص والقياس وأقوال الصحابة ثم من نظر إلى حقائق
العقود ومقاصدها دون ألفاظها يعد الخلع فسخا بأى لفظ كان حتى بلفظ
الطلق وهذا أحد الوجهين لصحاب أحمد وهو اختيار شيخنا ،قال :وهذا
ظاهر كلم أحمد وكلم ابن عباس وأصحابه ،قال ابن جريج أخبرنى عمرو
بن دينار أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول :ما أجازه المال فليس
بطلق ( ، )1قال عبدالله بن أحمد :رأيت أبى كان يذهب إلى قول ابن
عباس ،وقال عمرو عن طاووس عن ابن عباس " :الخلع تفريق وليس
بطلق" ( ، )2وقال ابن جريج عن ابن طاووس كان أبى ل يرى الفداء طلقا
) .ويخيره (3
ومن اعتبر اللفاظ ووقف معها واعتبرها فى أحكام العقود جعله بلفظ
الطلق طلقا ً وقواعد الفقه وأصوله تشهد أن المرعى فى العقود حقائقها
.ومعانيها ل صورها وألفاظها وبالله التوفيق
أمر ثابت بن قيس أن يطلق امرأته فى rومما يدل على هذا أن النبى
الخلع تطليقة ومع هذا أمرها أن تعتد بحيضة وهذا صريح فى أنه فسخ ولو
.وقع بلفظ الطلق
وأيضا ً فإنه سبحانه علق عليه أحكام الفدية بكونه فدية ومعلوم أن الفدية
ل تختص بلفظ ولم يعين الله سبحانه لها لفظا ً معينا ً وطلق الفداء طلق
مقيد ول يدخل تحت أحكام الطلق المطلق كما ل يدخل تحتها فى ثبوت
) .الرجعة والعتداد بثلثة قروء بالسنة الثابتة وبالله التوفيق (4
.قال ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ :البغية هى التى تزوج نفسها
وقال المام مالك ـ صاحب المذهب المالكى ـ وقد سئل عن المرأة تزوج
رق بينهما ،دخل بها أو لم يدخل (3 )نفسها أو تزوجها امرأة أخرى ؟ قال :يُف َّ
.
سئل عن ُ وقد ـ الحنبلى المذهب صحاب ـ حنبل بن احمد المام ويقول
امرأة أرادت التزويج فجعلت أمرها إلى الرجل الذى يريد أن يتزوجها
وشاهدين ؟
) .قال :هذا ولى وخاطب ! ل يكون هذا ،والنكاح فاسد (4
ويقول المام الشافعى رحمه الله تعالى فى سفره العظيم "الم" :فإن
) .امرأة نكحت بغير إذن وليها فل نكاح لها (5
2) .
) .وقد أفاض المام ابن حزم فى الرد فى كتابه "المحلى" (3
ة" r :ـ كما اعتمد أيضا ً المام أبو حنيفة ما ُروى أن النبى م َ َ سل َ م َ ب أ ُ َّ خطَ َ َ
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ّ َ َ َ َ
س
َ ْ ي ل هِ ُ ّ ن إ ل قا ف اً د ه
ِ شا ي ِ ن ع
ْ َ ت ي ِ ئ ا َ يِ ل و
ْ ْ أ ن م
ِ ٌ د حَ أ س
َ ْ ي ل ه
ِ ُ ّ ن إ ه
ِ الل ل سو َ ُ ر ا َ ي ت ْ قال ف
يَ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ج الن ّب ِ ّ و ِ مُر َز ِّ ع َت يَا ُ
ب يَكَرهُ ذل ِك فقال ْ ول غائ ِ ٌ هدٌ َ ك شا ِ ولِيَائ ِ ِ نأ ْ م ْ حدٌ ِ rأ َ
يها النَّب ِ ُّ ّ َ ج َ وَ ز
َ َ ت َ
ف r".
وهذا حديث ضعيف ،أخرجه المام أحمد ( )295\6والنسائى ( )3202بسند
.ضعيف ،فيه ابن عمر ابن أبى سلمة :مجهول
ً
م uكما تُعقب أيضا بأن الله ه ْ س ِ ن أَن ُ
ف ِ م ْ ن ِ منِي َ ؤ ِم ْ ولَى بِال ْ ُ يأ ْ
قال ( :النَّب ُ َ
ِ ّ
م) (الحزاب )6 :كما أنه لم يكن أحد من أهلها حاضرا ً كما م َ ُ ْ
ه ُ ت ها ه أ ُ َّ ج ُ وا ُ وأْز َ
َ
َ
.أخبرت هى ،ويكفى ضعف الحديث كما تقدم فل يُحتج به
وهذا حال المام رحمه الله تعالى :يعتمد حديثا ً ضعيفا ً ( )1ثم يبنى عليه
أصول ً وفروعا ً ،كما يقول المام الشافعى رحمه الله تعالى :أبو حنيفة
.يضع أول المسألة خطأ ،ثم يقيس الكتاب كله
قال ابن أبى حاتم :لن الصل كان خطأ ً فصارت الفروع ماضية على
) .الصل (2
وهذا متعقب بأنه موقوف ،والمرفوع مقدم على الموقوف ( ، )4وهو أيضاً
ليس صريحا ً فى أنها ـ رضى الله عنها ـ أنها هى التى تولت التزويج ،فلعلها
وكلت آخر ،كما روى الطحاوى أيضا ً " :أنها انكحت رجل ً من بنى أخيها جارية
من بنى أخيها فضربت بينهما بستر ثم تكلمت حتى إذا لم يبق ال النكاح
أمرت رجل ً فأنكح ،ثم قالت :ليس إلى النساء النكاح" ( ، )1والثار فى هذا
.كثيرة جداً
ـ وعليه فالزواج العرفى المفتقد لشرط الولى هو نكاح فاسد ل يصح كما
.تقدم كلم أهل العلم ،وقد خالفهم المام أبو حنيفة ( )2وتقدم الرد عليه
ـ فما الذى يلجئ البعض إلى الزواج العرفى دون الشرعى أو الرسمى إذا
توفرت له أسباب الزواج الشرعى ؟
ـ الجواب :السباب كثيرة جدا ً ،فمنها وأهمها :المغالة فى المهور وتكاليف
الزواج ،ومؤن الزواج كالشقة والثاث وغير هذا ،وقد يكون خوف الزوج
من معرفة الزوجة الولى ـ إذ يُشترط إخبار الزوجة الولى وإعلمها عند
إقدام الزوج على الزواج مرة ثانية (قانونا ً وليس شرعا ً !) ،وإل فالقانون
يعطى الزوجة حق طلب الطلق إذا تزوج زوجها بغيرها ! مما يؤدى بدوره
إلى هدم البيت الول وتشتت الولد ،وقد يكون خوف بعض النساء من
(قطع) فقد المعاش ،إذا كانت المرأة قد تزوجت من قبل ولها معاش عن
الزوج المتوفى ،أو معاش عن الب أو الم ،أو خوف معرفة الناس بزواج
الدكتور مثل ً من الممرضة ،أو أستاذ الجامعة من طالبة ،أو المدير من
السكرتيرة ،أو غير هذا من الفوارق الجتماعية والدبية التى يخشى عليها ،
أو تهربا ً من الخدمة العسكرية بقيد ولد واحد ،أو فارق العمر بين الرجل
والمرأة ،أو زواج المسلم بالذمية ـ وخشية معرفة أهلها والغضب من
ارتباطها بمن هو على غير ديانتها ،أو خوف نزع الولد من أحضان الم
بالحضانة إذا علم ـ الزوج السابق ـ بزواجها ،أو التخفف من أعباء الزواج
.الشرعى ومؤنه كما تقدم إلى غير ذلك الكثير
ـ وتبقى كلمة :فليس كل زواج سرى صحيحا ً ،وليس كل زواج عرفى
.صحيحاً
ـ فماذا عن تعدد الزوجات ؟
نم َ ِّ م ُ ك َ ل ب
َ ا َ ط ما
َ ْ حوا
ِ ُ ك فان َ مى َ َ َا ت ي ْ ال فى ْ وا ُ سط ِ ْ
ق م أَل ُ
ت َ ّ فت ُ ْ خ ْ ن ِ وإ ِ ْ ـ قال تعالى َ ( :
ُ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ َ ْ َ َ وث ُ
م
ْ ك ُ ن ما
َ ْ ي أ ت ْ ك مل ما
ْ َ َ و أ ً ةَ د ح ِ وا َ ف وا دل ِ ع
ْ َ ت ل أ م ْ ُ ت ف خ
ِ ن
ْ ِ فإ ع
َ ا َ ب ر و
َ ُ ثَ ل مثْنَى َ ساء َ الن ِّ َ
ْ ُ َ َ َ ُ
عولوا ) (النساء ، )3 :وقال ّ
ع الدّنْيَا" r :ذل ِك أدْنَى أل ت َ ُ َ َ متَا ِ خيُْر َ و َع َ متَا ٌالدُّنْيَا َ
ة" ،وكان عهد السلف الصالح التزوج بأكثر من واحدة ، ) 1 (
ح ُ صال ِ َمْرأَةُ ال َّ ال ْ َ
وكان بعضهم إذا ماتت زوجته لم يبت ليلة دون زوجة جديدة ،فتعدد
وعليه سار السلف الصالح ،ولكن r ،الزوجات مستحب وهو من هدى النبى
فى زمن التلفاز تقوم الدنيا ول تقعد إذا فكر الزوج ـ مجرد تفكير ـ فى
"التعدد" جلست الزوجة "تعدد" فى البيت وبدأ التوعد له إن هو تزوج ،
وأخذت "تعدد" وتحتال له الحيل ،وتدور المسلسلت من أولها إلى آخرها
فى بيان الحيل النسائية التى تحول دون وقوع تلك "المصيبة" والتى ستهدم
البيت السعيد وتفّرق شتات السرة ،وكان لهذا التأثير السلبى على فكر
.ومعتقد كثير من نساء المسلمين
يجرى هذا فى زمن تدفع فيه بعض الدول ـ الغير مسلمة ـ المال لكن من
ينجب مولودا ً جديدا ً !! بينما نحن لزلنا نستورد منهم وسائل منع الحمل
خشية النفجار السكانى ،وتنهال على رؤوس الناس الدعوة إلى الكتفاء
بزوجة واحدة ،وولد واحد أو اثنين على الكثر ،ومن يتعدى هذا فالويل له
) .كل الويل من وسائل العلم (1
ـ فماذا عن العيلة والفقر من جراء تعدد الزوجات والولد ؟ وقوله تعالى :
عولُواْ ) (النساء 3 : َ َ () .ذَل ِ َ َ
ك أدْنَى أل ّ ت َ ُ
قال الشافعى :أن ل تكثر عيالكم ،فدل على أن قلة العيال أولى ،قيل - ":
قد قال الشافعى رحمه الله ذلك وخالفه جمهور المفسرين من السلف
والخلف وقالوا معنى الية ذلك أدنى أن ل تجوروا ول تميلوا فانه يقال عال
الرجل يعول عول ً إذا مال وجار ومنه عول الفرائض لن سهامها إذا زادت
م فت ُ ْخ ْ ن ِ وإ ِ ْ
دخلها النقص ،ويقال :عال يعيل عيلة إذا احتاج قال تعالى َ ( :
شاء) (التوبة ، )28 :وقال الشاعر ه إِن َ ضل ِ ِ ف ْ من َ ه ِ م الل ّ ُ غنِيك ُ ُ
ف يُ ْو َ س ْ
ف َة َ عيْل َ ً
َ :
وما يدرى الفقير متى غناه * وما يدرى الغنى متى يعيل
.أى متى يحتاج ويفتقر
وأما كثرة العيال فليس من هذا ول من هذا ولكنه من أفعل يقال أعال
الرجل يعيل إذا كثر عياله مثل ألبن وأتمر إذا صار ذا لبن وتمر هذا قول أهل
.اللغة
قال الواحدى فى بسيطه ومعنى تعولوا تميلوا وتجوروا عن جميع أهل
التفسير واللغة وروي ذلك مرفوعا ً ،روت عائشة ـ رضى الله عنها ـ عن
عولُواْ ) قال " :أن ل تجوروا" ( )1وروى أن ل rالنبى َ َ فى قوله ( :ذَل ِ َ َ
ك أدْنَى أل ّ ت َ ُ
تميلوا ،قال :وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة والربيع والسدى وأبى
.مالك وعكرمة والفراء والزجاج وابن قتيبة وابن النبارى
قلت :ويدل على تعين هذا المعنى من الية وان كان ما ذكره الشافعى
رحمه الله لغة حكاه الفراء عن الكسائى أنه قال :ومن الصحابة من يقول
عال يعول إذا كثر عياله قال الكسائى :وهو لغة فصيحة سمعتها من العرب
:لكن يتعين الول لوجوه
ـ أحدها :أنه المعروف فى اللغة الذى ل يكاد يعرف سواه ول يعرف عال
.يعول إذا كثر عياله إل فى حكاية الكسائى وسائر أهل اللغة على خلفه
ولو كان من الغرائب فإنه يصلح للترجيح rـ الثانى :أن هذا مروى عن النبى
.
ـ الثالث :أنه مروى عن عائشة وابن عباس ولم يعلم لهما مخالف من
المفسرين وقد قال الحاكم أبو عبد الله :تفسير الصحابى عندنا فى حكم
.المرفوع
rـ الرابع :أن الدلة التى ذكرناها على استحباب تزوج الولود وأخبار النبى
.أنه يكاثر بأمته المم يوم القيامة يرد هذا التفسير
ـ الخامس :أن سياق الية إنما هو فى نقلهم مما يخافون الظلم والجور
مى سطُوا ْ فى الْيَتَا َ ق ِ م أَل َّ ت ُ ْ فت ُ ْ خ ْ ن ِوإ ِ ْ فيه إلى غيره فإنه قال فى أولها َ ( :
ع) (النساء )3 :فدلهم وُربَا َ ث َ َ
وثُل َ مثْنَى َ ساء َ ن الن ِّ َ م َ ب لَكُم ِّ ما طَا َ حوا ْ َ َ
فانك ِ ُ
سبحانه على ما يتخلصون به من ظلم اليتامى وهو نكاح ما طاب لهم من
النساء البوالغ وأباح لهم منه ثم دلهم على ما يتخلصون به من الجور
حدةً أ َ دلُوا ْ َ فت ُ َ َ
ما و
ْ َ وا ِ َ ف َ م أل ّ ت َ ْ
ع ِ خ ْ ْ ن ِ فإ ِ ْ والظلم فى عدم التسوية بينهن فقال َ ( :
عولُواْ ) (النساء )3 :ثم أخبر سبحانه أن الواحدة َ َ ملَك َت أَيمانُك ُم ذَل ِ َ َ
ك أدْنَى أل ّ ت َ ُ ْ ْ ْ َ َ
.وملك اليمين أدنى إلى عدم الميل والجور وهذا صريح فى المقصود
دلُوا ْ َ فت ُ َ َ
حدَةً) فى الربع وا ِ ف َ م أل ّ ت َ ْ
ع ِ خ ْ ْ ن ِ فإ ِ ْـ السادس :أنه ل يلتئم قوله َ ( :
فانكحوا واحدة أو تسروا ما شئتم بملك اليمين فان ذلك أقرب إلى أن ل
.تكثر عيالكم بل هذا أجنبى من الول فتأمله
ـ السابع :أنه من الممتنع أن يقال لهم إن خفتم أن أل تعدلوا بين الربع
.فلكم أن تتسروا بمائة سرية وأكثر فانه أدنى أن ل تكثر عيالكم
عولُواْ ) تعليل لكل واحد من الحكمين َ َ ـ الثامن :أن قوله ( :ذَل ِ َ َ
ك أدْنَى أل ّ ت َ ُ
المتقدمين وهما نقلهم من نكاح اليتامى إلى نكاح النساء البوالغ ومن نكاح
.الربع إلى نكاح الواحدة أو ملك اليمين ول يليق تعليل ذلك بعلة العيال
دلُواْ ) ولم يقل :وإن خفتم أن َ َ
ع ِ م أل ّ ت َ ْ فت ُ ْ خ ْ ن ِ ـ التاسع :أنه سبحانه قال َ ( :
فإ ِ ْ
.تفتقروا أو تحتاجوا ولو كان المراد قلة العيال لكان النسب أن يقول ذلك
ـ العاشر :أنه سبحانه إذا ذكر حكما ً منهيا ً عنه وعلل النهى بعلة أو أباح شيئاً
وعلل عدمه بعلة فل بد أن تكون العلة مصادفة لضد الحكم المعلل وقد علل
سبحانه إباحة نكاح غير اليتامى والقتصار على الواحدة أو ما ملك اليمين
بأنه أقرب إلى عدم الجور ومعلوم أن كثرة العيال ل تضاد عدم الحكم
) .المعلل فل يحسن التعليل به" (1
فقال " :هذه ابنتى أبت أن تّزوج ،فقال r :ـ وجاء رجل ً بابنته إلى النبى
ك ،أتدرين ما حق الزوج على زوجته ؟ لو كان بأنفه قرحة تسيل أطيعى أبا ِ
) .قيحا ً وصديدا ً لحسته ما أدت حقه" (6
المرأة إذا صلت خمسها ،وصامت شهرها ،وأحصنت فرجها r : "،ـ وقال
) .وأطاعت زوجها ،فلتدخل من أى أبواب الجنة شاءت" (7
مبينا ً حق الزوج على زوجته ،وحق الزوجة على زوجها " :أََل rوقال
شيْئًا ن َ ه َّ من ْ ُ ن ِ ملِكُو َ س تَ ْ م لَي ْ َ عنْدَك ُ ْ ن(ِ )2 وا ٌ ع َ ن َ ه َّ ما ُ فإِن َّ َ خيًْرا َ ء َ سا ِ صوا بِالن ِّ َ
َ و ُ ست َ ْ وا ْ َ
ع ج ضا َ م ْ ال في ِ َ
ن ه
ُ رو ج هْ فا َ ن ْ عل فَ ن فإ َ ة َ ن ي ب م ة ش َ ح
ِ فا َ ب ن ي ِ ت ْ أ ي ن َ أ ل ّ إ ك َ ِ ل َ ذ ر ي َ
غ
ِ ِ َ ّ ُ ُ َ َ ْ ِ ٍ ّ ِ َ ُ ٍ ِ َ َ ْ ِ َ ْ
ن لَك ُ ْ سبِيًل أََل إ ِ َّ َ
م ن َ ه َّ علَي ْ ِ غوا َ فَل تَب ْ ُ م َ عنَك ُ ْ ن أط َ ْ فإ ِ ْ ح َ ٍ رِ مب َ ّ غيَْر ُ ضْربًا َ ن َ ه َّ ربُو ُ ِ ض وا ْ َ
نفَل يُوطِئ ْ َ م َ سائِك ُ ْ علَى ن ِ َ م َ قك ُ ْ
ح ُّ ما َ فأ َ َّ قا َ ح ًّ م َ علَيْك ُ ْ م َ سائِك ُ ْ ولِن ِ َ َ قا ح ًّ َ م ْ ُ ك ِ ئ سا َ ِ ن ى َ عل َ
ح ُّ َ وَل يَأْذَ َّ
علَيْك ُ ْ
م ن َ ه َّ ق ُ و َ ن أَل َ هو َ ن تَكَْر ُ م ْ م لِ َ في بُيُوتِك ُ ْ ن ِ َ
شك ُم من تك ْرهون ()3
فُر َ ْ َ ْ َ َ ُ َ ُ
َ
(4 ن" ه َّ م ِ عا ِ وطَ َ ن َ ه َّ وت ِ ِ س َ في ك ِ ْ ن ِ ه َّ سنُوا إِلَي ْ ِ ح ِ ن تُ ْ ) .أ ْ
فتهيئ له u ،ـ إن أول حقوق الزوج على زوجته أن تعينه على طاعة ربه
.الجو المناسب للطاعة ،ول ترهقه بطلباتها عامة ووقت عبادته خاصة
.ـ أل يطأ فراش زوجها من يكره بخيانة ونحوها
ن" r :ـ أل تأذن فى بيته لمن يكره لقوله هو َ ن تَكَْر ُ م ْ م لِ َ في بُيُوتِك ُ ْ ن ِ وَل يَأْذَ َّ " َ
.
وعند مسلم فى رواية أبى هريرة " :وهو شاهد إل بإذنه" وهذا القيد خرج
مخرج الغالب ،وإل فغيبة الزوج ل تقتضى الباحة للمرأة بل يتأكد حينئذ
عليها المنع لثبوت الحاديث الواردة فى النهى عن الدخول على المغيبات
.أى من غاب عنها زوجها
وقال النووى فى هذا الحديث إشارة إلى أنه ل يفتات على الزوج بالذن
فى بيته إل بإذنه وهو محمول على ما ل تعلم رضا الزوج به أما لو علمت
رضا الزوج بذلك فل حرج عليها كمن جرت عادته بإدخال الضيفان موضعاً
معدا ً لهم سواء كان حاضرا ً أم غائبا ً فل يفتقر إدخالهم إلى إذن خاص لذلك
.وحاصله أنه ل بد من اعتبار إذنه تفصيل ً أو إجمالً
ـ قوله " :إل بإذنه" أى الصريح وهل يقوم ما يقترن به علمة رضاه مقام
.التصريح بالرضا فيه نظر
ـ وعليه فل تُدخل من يبغض أو ل يرضى دخوله البيت :سواء أكان الب أو
.الخ أو أى من أقاربها إذا لم يرضى زوجها بهذا
ـ تنبيه :ولتكن إجابة الزوجة على من يطرق بابها من خلف الباب ،ول
تفتحه إل لمن تعرف أنه ل حرج فى رؤيتها أو دخول بيتها ومملكتها ،ل أن
.تفتح لكل زاعق وناعق ممن يطرق بابها
:ـ ومن حقوق الزوج أيضاً
مث ْ ُ
ل ن ِ ه َّ ول ُ َ ـ خدمة َالمرأة زوجها :وهو واجب على الزوجة لقوله تعالى َ ( :
ة) (البقرة ، )228 :وقال ج ٌ ن دََر َ
َ
ه َّ علَي ْ ِ ل َ جا ِ ر َ ولِل ّ ِ ف َ
َ
عُرو ِ م ْ ن بِال ْ َ ه َّ علَي ْ ِ ذي َ وقد rال ّ ِ
ت م َ ع ْ ها إِذَا ط َِ م َ ع َ ن تُط ِْ ل :أ ْ قا َ ه؟ َ علي ْ ِ َ دنَا َ ح ِ ةأ َ ج ِ و َق َز ْ ح ُّ ما َ سأله أحدهم َ :
َّ َ َ ْ َ ْ َ
جْر إ ِل ه ُ ول ت َ ْ ح َ َ
ول ت ُقب ِّ ْ ه َ ج َ و ْ ب ال َ ر ِ ض ِ ول ت َ ْ تَ ، سب ْ َ و اكت َ َ تأ ِ سي ْ َ ها إِذَا اكْت َ َ و َ س َ وتَك ْ ُ َ
) .في الْبيت" (1
َ ْ ِ ِ
فبّين تعالى أن للرجال على النساء كما للنساء على الرجال حق ،فكما
أن على الزوج العمل والكد وإطعام الزوجة والولد وهو فرض عليه لزم ،
على الزوجة حقوق ،منها خدمة الرجل فى بيته وهو واجب كما تقدم ،
وليس هو على الستحباب كما يقول البعض ،كما أن خدمة المرأة أهل
.الزوج هو على الستحباب وليس على الوجوب كخدمتها زوجها
rويقول المام ابن القيم " :قال ابن حبيب فى "الواضحة" :حكم النبى
وبين زوجته فاطمة ـ رضى الله عنها ـ حين اشتكيا tبين على بن أبى طالب
إليه الخدمة فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة خدمة البيت وحكم على
على بالخدمة الظاهرة ،ثم قال ابن حبيب :والخدمة الباطنة العجين والطبخ
.والفرش وكنس البيت واستقاء الماء وعمل البيت كله
في ما تَلقى ِ َ ْ ت َ شك ْ َ وفى الصحيحين أن فاطمة ـ رضى الله عنها ـ أنها َ " :
َ َ تَ َ
يت الن ّب ِ َّ فأت َ ِ حى َ ن الَّر َ م َ ها ِ د َ ة r ،يَ ِ ش َ عائ ِ َ ك لِ َ ت ذَل ِ َ فذَكََر ْ جدْهُ َ م تَ ِ فل َ ْ ما َ خاِد ً ه َ سأل ُ ُ ْ
َ َ َ فل َ َّ
ك مكَان َ ِ ل َ قا َ ف َ م َ قو ُ تأ ُ هب ْ ُ فذَ َ عنَا َ ج َ ِ ضا م َ َ خذْنَا قدْ أ َ و َ َ جاءَنَا ف َ ل َ قا َ ه َ ُ خبََرت ْ جاءَ أ ْ ما َ َ
ُ َ َ َ
ماعلَى َ ما َ ل :أَل أدُل ّك ُ َ قا َ ف َ ري َ ، صدْ ِ علَى َ ه َ مي ْ ِ قدَ َ ت بَْردَ َ جدْ ُ و َ حت ّى َ س بَيْنَنَا َ جل َ َ ف َ َ
َ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ
ما فكبَِّرا عك َ ج َ ضا ِ م َ ما َ خذْت ُ َ وأ َ ما أ ْ شك َ فَرا ِ ما إِلى ِ ويْت ُ َ خاِدم ٍ إِذَا أ َ ن َ م ْ ما ِ خيٌْر لك َ و َ ه َ ُ
ن ْ م ِ ما َ ُ ك َ ل ر ٌ ْ ي خ
َ َا ذ هَ ف َ ن
َ ي ِ ث ل َ َ ث و
َ ا ً ث ل َ َ ث اَ د م
َ حْ وا َ َ ن ي ِ ث َ
ل َ ث وَ ا ً ث َ
ل َ ث حا َ ّ ب س
َ َ َ ِ و ن ي ِ ث ل َ َ ث و
َ ا ً ث لَ ثَ
) .خادم " (1
َ ِ ٍ
فاختلف الفقهاء فى ذلك فأوجب طائفة من السلف والخلف خدمتها له
.فى مصالح البيت وقال أبو ثور عليها أن تخدم زوجها فى كل شئ
ومنعت طائفة وجوب خدمته عليها فى شئ وممن ذهب إلى ذلك مالك
والشافعى وأبو حنيفة وأهل الظاهر قالوا لن عقد النكاح إنما اقتضى
الستمتاع ل الستخدام وبذل المنافع قالوا والحاديث المذكورة إنما تدل
.على التطوع ومكارم الخلق فأين الوجوب منها
واحتج من أوجب الخدمة بأن هذا هو المعروف عند من خاطبهم الله
سبحانه بكلمه وأما ترفيه المرأة وخدمة الزوج وكنسه وطحنه وعجنه
ه َّ
ن ول َ ُ
وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمن المنكر والله تعالى يقول َ ( :
ن
وا ُ َ
مو ق َّل َ جا ُر َف) (البقرة ، )228 :وقال تعالى ( :ال ّ ِ عُرو ِ م ْ ن بِال ْ َ ه َّ علَي ْ ِ ل الذى َ مث ْ ُ ِ
ساء) (النساء )34 :وإذا لم تخدمه المرأة بل يكون هو الخادم لها علَى الن ِّ َ َ
.فهى القوامة عليه
وأيضا فإن المهر فى مقابلة البضع وكل من الزوجين يقضى وطره من
صاحبه فإنما أوجب الله سبحانه نفقتها وكسوتها ومسكنها فى مقابلة
.استمتاعه بها وخدمتها وما جرت به عادة الزواج
وأيضا ً فإن العقود المطلقة إنما تنزل على العرف والعرف خدمة المرأة
وقيامها بمصالح البيت الداخلة وقولهم إن خدمة فاطمة وأسماء كانت تبرعاً
وإحسانا ً يرده أن فاطمة كانت تشتكى ما تلقى من الخدمة فلم يقل لعلى ل
ل يحأبى فى الحكم أحدا ً ولما رأى أسماء rخدمة عليها وإنما هى عليك وهو
والعلف على رأسها والزبير معه لم يقل له ل خدمة عليها وأن هذا ظلم لها
بل أقره على استخدامها وأقر سائر أصحابه على استخدام أزواجهم مع
.علمه بأن منهن الكارهة والراضية هذا أمر ل ريب فيه
ول يصح التفريق بين شريفة ودنيئة وفقيرة وغنية فهذه أشرف نساء
تشكو إليه الخدمة فلم يشكها وقد rالعالمين كانت تخدم زوجها وجاءته
َ
صوا rسمى النبى و ُ ست َ ْوا ْ فى الحديث الصحيح المرأة عانية فقال " :أَل َ
م" والعانى السير ومرتبة السير خدمة عنْدَك ُ ْ ن ِ وا ٌ ع َ ن َ ه َّ ما ُ فإِن َّ َ خيًْرا َ ء َ سا ِ بِالن ِّ َ
من هو تحت يده ول ريب أن النكاح نوع من الرق كما قال بعض السلف
النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته ول يخفى على المنصف
) .الراجح من المذهبين والقوى من الدليلين (1
وأل تخرج من بيتها إل بإذنه" (" r :ـ أل تخرج من بيت زوجها إل بإذنه :لقوله
َ
م" ( )3والعانى" )2 r :وقوله عنْدَك ُ ْ ن ِ وا ٌ ع َ ن َ ه َّ ما ُ فإِن َّ َ خيًْرا َ ء َ سا ِ صوا بِالن ِّ َ و ُ ست َ ْ وا ْ أَل َ
هو السير ،ول يخرج السير من تحت يد سيده إل بإذنه ،وسواء أكان
.مدخول بها أم لزالت تعيش فى بيت أهلها ولم يُدخل بها بعد
:ـ أل تضع المرأة ثيابها فى غير بيتها
ع" r :ولتحذر المرأة من وضع ثيابها فى غير بيتها لقوله َ
ض ُ ة تَ َ مَرأ ٍ نا ْ م ِ ما ِ َ
ل هتك َت الستر بينها وبين ربها" (4 َ ّ َ
ِّ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ِّ َ َ َ ِ ها إ ِ ج َو ِ ت َز ْ ر بَي ْ ِ في غي ْ ِ ها ِ ) .ثِيَاب َ َ
:ـ أل تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه
م" r :روى البخارى عن أبى هريرة عن النبى ل لِل ْمرأ َ َ ح ُّ َل ي َ ِ
صو َ ُ ن تَةأ ْ َ ْ ِ
ف َ
ن نَ َ ف َ َ
ما أن ْ َ َ ّ ْ َ َ ّ ها َ
نع ْ ة َ ق ٍ م ْ ت ِق ْ و َ ه َ ه إ ِل بِإِذْن ِ ِ في بَيْت ِ ِ ن ِ ول تَأذَ َ ه َ هدٌ إ ِل بِإِذْن ِ ِ شا ِ ج َ و ُ وَز ْ َ
شط ْره" (5 َ ه َ َ َ َ َ َ َ ).
ُ ُ ه ي ُؤدّى إِلي ْ ِ ه فإِن ّ ُ ر ِم ِ رأ ْ غي ْ ِ
ـ قال الحافظ :قوله :إل بأذنه :يعنى فى غير صيام أيام رمضان وكذا فى
غير رمضان من الواجب إذا تضيق الوقت ،قال النووى فى شرح المهذب
وقال بعض أصحابنا يكره والصحيح الول قال فلو صامت بغير إذنه صح
وأثمت لختلف الجهة وأمر قبوله إلى الله قاله العمرانى ،قال النووى
ومقتضى المذهب عدم الثواب ويؤكد التحريم ثبوت الخبر بلفظ النهى
ووروده بلفظ الخبر ل يمنع ذلك بل هو أبلغ لنه يدل على تأكد المر فيه
.فيكون تأكده بحمله على التحريم
قال النووى فى "شرح مسلم" :وسبب هذا التحريم أن للزوج حق
الستمتاع بها فى كل وقت وحقه واجب على الفور فل يفوته بالتطوع ول
واجب على الترأخى وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه ،وإذا أراد الستمتاع
بها جاز ويفسد صومها لن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم بالفساد ،
ول شك أن الولى له خلف ذلك أن لم يثبت دليل كراهته ،نعم لو كان
مسافرا ً فمفهوم الحديث فى تقييده بالشاهد يقتضى جواز التطوع لها إذا
كان زوجها مسافرا ً فلو صامت وقدم فى أثناء الصيام فله إفساد صومها
ذلك من غير كراهة وفى معنى الغيبة أن يكون مريضا ً بحيث ل يستطيع
.الجماع
وحمل المهلب النهى المذكور على التنزيه فقال :هو من حسن
المعاشرة ولها أن تفعل من غير الفرائض بغير إذنه ما ل يضره ول يمنعه
من واجباته وليس له أن يبطل شيئا من طاعة الله إذا دخلت فيه بغير إذنه ،
.انتهى
وهو خلف الظاهر وفى الحديث أن حق الزوج آكد على المرأة من
التطوع بالخير لن حقه واجب والقيام بالواجب مقدم على القيام بالتطوع"
1() .
ـ أل تؤذى زوجها لفظا ً أو عمل ً ،فل تسفه له رأيا ً ،ول تنتقص له عمل ً ،
ل تؤذى امرأة زوجها فى الدنيا إل قالت زوجته من " r :قال رسول الله
الحور العين :ل تؤذيه ،قاتلك الله ،فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك
) .إلينا"(1
حق ربها عليها ،فإن هى عرفت حق الله تعالى عرفت حق زوجها عليها ،
وأول الحقوق بالوفاء لربها "الصلة" ،وهذا يعنى بدوره أنه لبد أن يكون
الزوج مصليا ً ،وأن يأمر أهله بالصلة ،وهو مع أمره لهم بالصلة دعوة إلى
الصبر عليهن والصطبار ،فل يدعو بغلظة أو شدة ،بل يحبب إليها الصلة ،
َ
ويُعل ّمها ويُعلمها أنه كما يحبها يريد أن يحبها الله تعالى ـ ولله المثل العلى
ـ وأنه كما يريدها زوجة له فى الدنيا يريدها زوجة له فى جنة الله تعالى فى
! .الخرة ،فل يحبها دنيا ويهملها ويجحفها حقها آخرة
َّ صلَّى ث ُ َّ َ َّ
ت" r :يقول صل ْ َ ه َ
ف ُ مَرأَت َ ْ ظا ق َم أَي ْ َ َ ل َ
ف ِ ن الل ّي ْم َ م ِ جًل َ
قا َ ه َر ُ ُ م الل ح َ
َر ِ
ت ث ُ َّ َّ َ َّ َ حم الل َّه امرأ َ ْ فإن أ َ
م َ ْ صلف ل
ْ ِ ي الل ن م
َ ْ ِ َ ت م قا ً ة ُ ْ َ ِ ر
َ َ َ و َ ء ما
َ ال ها ه
َ ْ ِ َ ج و في ِ ح
َ ضَ َ ن َ ِ ْ َ ْ
ت ب
فإن أَبى نضحت في وجهه ال ْماء" (2 َ ّ ) .أَي ْ َ
َ َ َ ْ ِ ِ َ َ َ ْ ِ صلى َ ِ ْ َ ف َ ها َ ج َ
و َت َز ْ قظ َ ْ
سلـوكيـــات
ـ فماذا عن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها فى بيت الزوجية
لتكون الحياة التى يظللها الحب والود والسكن والرحمة كما قال تعالى :
فسك ُ َ َ (ومن آيات ِ َ
َ
ودّةً
م َل بَيْنَكُم َّ
ع َ
ج َ
و َ سكُنُوا إِلَي ْ َ
ها َ جا ل ِّت َ ْوا ً
م أْز َ َ ن أن ُ ِ ْ ق لَكُم ِّ
م ْ خل َ َ
ن َ
هأ ْ َ ِ ْ َ ِ
ن) (الروم 21 : فك ُّرو َ وم ٍ يَت َ َ
ْ َ
ق ّ ِ ل ت
ٍ ا َ ي َ
ل َ
ك ِ لَ ذ فى َ
ن ّ ة ِ
إ م ً
ح َ
وَر ْ
َ ).
ـ الجواب :من المقرر أن "مركب" الحياة الزوجية تحتاج إلى مجدافى
الرجل والمرأة معا ً لتصل إلى بر المان والحب والوئام ،وهذا يستلزم من
الرجل والمرأة المشاركة الدائمة فى التعاون معا ً ،وأل يطلب طرف أن
يأخذ دائما ً دون أن يعطى ،بل عليه أن يبادر هو بالعطاء ول ينتظر الخذ ،
بل يفعل ما يطيق وما يسعه فى سبيل إسعاد الطرف الخر والتخفيف عنه
عناء الطريق الطويل ،وعلى الرجل أن يكون أكثر احتمال ً بحكم تكوينه
الجسدى وقوامته فيأخذ مجدافى المركب ليسير بها إلى شاطئ الحب
والسرة السعيدة ،ول تتركه المرأة يجاهد ويكد وهى تشاهد هذا دون أن
تبادله البتسامة وتعطيه اللمسة الحانية والكلمة الطيبة التى تجعله ل يشعر
ب من وعثاء الطريق ،فهى تجلس أمامه على طرف "المركب" بألم ٍ أو تع ٍ
كأميرة أو ملكة متوجة يأخذها أميرها ومليكها إلى جزيرة بعيدة عن أعين
الذئاب فى الطريق وفى وسائل العلم المرئية والمسموعة والمقروءة ،
لعيشا معا ً عمرها الجميل ،فلبد أن يراها الرجل فى أبهى صورها من
.ملبس وملمس وكلمة طيبة رقيقة حانية
ولنعلم أن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها كثيرة جدا ً ومنها :
.حسن العشرة
:فأول هذه السلوكيات التى على الزوجين التحلى بها :حسن العشرة
ـ فعلى العروس ـ الرجل والمرأة ـ أن يحسن كل منهما معاشرة الخر،
الزوج بحسن العشرة rوقد حث تعالى فى كتابه الكريم وعلى لسان رسوله
ف) (النساء ، )19 :وقال عُرو ِ م ْ ن بِال ْ َ ه َّ شُرو ُ عا ِ و َ م" r :فقال تعالى َ ( : خيُْرك ُ ْ َ
هلِي" ( ، )1وقال َ ل م ُ ك ر ي خ ا ن َ وأ ه ل ه َ ل م ُ ك ر ي خ r : ا" ن ما ي إ ن ي ن م ْ
ؤ م ْ ال ل ُ م ْ َ
ْ ُ ْ ِ ْ َ ْ ُ ْ ِ ْ ِ ِ َ َ َ ُ ِ ِ َ ِ َ ً أ َ ك
خل ُ ً خل ُ ً َ
قا" (2
م ُ ه ْ سائ ِ ِ م لِن ِ َ خيَاُرك ُ ْ م ِ خيَاُرك ُ ْ و ِ قا َ م ُ ه ْ سن ُ ُ ح َ ) .أ ْ
َ
س" r :ـ وقال م لَي ْ َ عنْدَك ُ ْ ن ِ وا ٌ ع َ ن َ ه َّ ما ُ فإ ِ َن َّ َ خيًْرا َ ء َ سا ِ صوا بِالن ِّ َ و ُ ست َ ْ وا ْ أَل َ
ْ َ
عل ْ َ
ن ف َ ن َ فإ ِ ْ ة َ مبَي ِّن َ ٍ ة ُ ش ٍ ح َ فا ِ ن بِ َ ن يَأتِي َ ك إ ِ ّل أ ْ غيَْر ذَل ِ َ شيْئًا َ ن َ ه َّ من ْ ُ ن ِ ملِكُو َ تَ ْ
غوا فَل تَب ْ ُ م َ ُ ك ن ع َ ط َ أ ن فإ َ ح ر ب م ر ي َ
غ ا ب ر ض ن َ ه و ب ر ض وا ع ج ضا م ْ ال في َ ْ ُ ُ ُ ّ ِ
ن َ ه رو ج ه فا
ْ َ ْ ِ ْ ْ َ ُ َ ِّ ٍ َ َ ِ ِ َ ْ ِ ُ ُ ّ َ ْ ً
ُ َ ً َ ً َ َ َ َ
م ُ
قك ْ ح ّ ما َ فأ َّ قا َ ح ّ م َ ُ
عليْك ْ م َ سائِك ْ ُ ولِن ِ َ قا َ ح ّ م َ ُ
سائِك ْ على ن ِ َ م َ ُ
ن لك ْ سبِيًل أل إ ِ ّ َ ن َ ه َّ علَي ْ ِ َ
ن م ل م ُ ك ت و ي ب في نَ َ ذ ْ أ ي ل َ و شك ُم من تك ْرهون ()3 َ ر ُ
ف ن ْ ئ ط و ي ل َ َ
ف م ُ ك ئ سا ن ى َ عل َ
ُ ُ ِ ْ ِ َ ْ ّ ِ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ ُ ِ َ ُ ِ َ ِ ْ
ن" (4 ه َّ م عا َ وط َ
ن ه ِ ت و س ك في ِ َ
ن ه ي َ ل إ وا ُ ن س ح ُ ت ن علَيك ُم أ َ َ نَ ه ق ح ُّ و لَ هون أ َ ُ ر ْ ك َ ت ) .
ِ ِ َ َ ّ َ ِ ْ ِ ّ ِ ِ ْ ِ ْ ْ ْ ْ ّ ُ َ َ َ َ
كل شئ ليس فيه ذكر الله فهو (لغو) وسهو لعب ،إل أربع" r :ـ وقال
(خصال) :ملعبة الرجل امرأته ،وتأديب الرجل فرسه ،ومشيه بين الغرضين
، )5() .وتعليم الرجل السباحة" (6
ـ ومن صور حسن المعاشرة أسوق إليك أيها الزوج الحبيب هذا الحديث
الطيب الكثير الفوائد وآداب حسن المعاشرة لمن تدبره وتأمله ،وفيه بعض
ما تبغضه النساء فى الرجال ،وبعض ما تحبه النساء فى الرجال فتأمله
زن نفسك مع أى فريق أنت ،والحديث رواه البخارى ومسلم ( )1عن أم و ِ
َ
مَرأةً ا ة
َ ر شْ ع
َ ى د ح إ س َ جل : قالت ()2 ـ عنها الله رضى ـ عائشة المؤمنين
ْ َ َ ْ َ ِ َ
خبا َ َ َ
شيْئًا ن َ ه َّ ج ِ وا ِ ر أْز َ ِ نأ ْ َ م ْ ن ِ م َ ن َل يَكْت ُ ْ نأ ْ قدْ َ عا َ وت َ َ ن َ هدْ َ عا َ فت َ َ َ .
وَل ْ ُ
قى َ فيُْرت َ َ ل َ ه ٍ س ْ ل َل َ جب َ ٍ س َ علَى َرأ ِ ث َ غ ٍّ ل َ م ٍ ج َ م َ ح ُ جي ل َ ْ و ِ ت اْلولَى َ :ز ْ قال َ ِ ـ َ
ن فيُنْت َق ُ
ل َ َ مي ٍ س ِ َ .
ـ تصف زوجها بأنه كلحم الجمل ،وهو من أنواع اللحم غير المحببة إلى
ل ! وهذا الناس ،وهو مع كونه لحما مزهود فيه ،فهو على رأس جبل عا ٍ
الجبل ل سهل فيرتقى إلى اللحم المزهود ،ول هو باللحم السمين فأتحمل
.مشقة صعود وتسلق الجبل
ن أَذْكُْرهُ أَذْكُْر ن َل أذََرهُ إ ِ ْ
َ
فأ ْ
خا ُ َ ه إِنِّي أ َ َ َ َ ُ ر ب خ
َ ثجي َل أَب ُ ُّ و ِ ة َ :ز ْ ت الثَّانِي َ ُ قال َ ِ ـ َ
جَرهُ وب ُ َ جَرهُ َ ع َ ُ .
ـ تقول :زوجى ل أنشر خبره ،إنى أخاف إن أنا تحدتث عنه أل أفيكم
ت أحدثكم عنه فيكفى أن اذكر بيان معايب زوجى ومساوءه ،ولكن … إن كن ُ
عجره ،والعجر :العقد التى تكون فى البطن واللسان ،والبجر :العيوب ،
.فتحدثت عن عيوبه الظاهرة والباطنة
قال الخطابى :أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة ،قال :ولعله كان
.مستور الظاهر رديء الباطن
ُ َّ َ ُ َ َّ َ
ق
عل ْ تأ َ سك ْ ُ نأ ْ وإ ِ ْ ق َ ق أ طل ْ ن أنْطِ ْ ق إِ ْ شن َّ ُ ع َ جي ال ْ َ و ِ ة َ:ز ْ ت الثَّالِث َ ُ قال َ ِ .ـ َ
ـ تصفه بأنه طويل مذموم الطول ،أرادت أنه ليس عنده أكثر من طوله بغير
نفع ،وقد قال ابن حبيب :هو المقدم على ما يريد ،الشرس فى أموره ،
.وقيل :السيئ الخلق
تقول :أنها إن ذكرت عيوبه فيبلغه طلقها ،وإن سكتت عنده فإنها عنده
معلقة ل زوج ول أيم ،فأشارت إلى سوء خلقه وعدم احتماله لكلمها إن
شكت له حالها ،وأنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئا ً من ذلك بادر إلى
طلقها ،وأنها إن سكتت صابرة على تلك الحال كانت عنده كالمعلقة التى
.ل ذات زوج ول أيم
ة م
َ َ َ سآ ل َ وَ َ ة َ
ف خا َ م
َ ل َ و
ّ َ ٌ
ر قُ ل َ و
َ ّ ٌَ
ر ح ل َ ة م
ْ ِ ِ َ َ َها ت ل ي َ ل َ ك جي ة َ :ز ْ ِ
و ع ُ ت الَّراب ِ َ قال َ ِ .ـ َ
ـ تصف زوجها بأنه لين الجانب ،خفيف الوطأة على الصاحب ،ويحتمل
أن يكون ذلك من بقية صفة الليل ،ثم وصفته بالجود ووصفته بحسن
العشرة واعتدال الحال وسلمة الباطن ،فكأنها قالت :ل أذى عنده ول
ة منه فل أخاف من شره ،ول ملل عنده فيسأم من مكروه ،وأنا آمن ٌ
.عشرته ،فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم المعتدل
د
ع ّ َ ِ َ
ه ع ما َ ل َ سأ َ ُ وَل ي َ ْ سدَ َ جأ ِ
خر َ
ن َ َ َ وإ ِ ْ هدَ َ ف ِ ل َ خ َ ن دَ َ جي إ ِ ْ و ِ ة َ :ز ْ س ُ م َ خا ِ ت ال ْ َ قال َ ِ .ـ َ
ـ تصفه بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له ،وشبهته فى لينه ) 1(
وغفلته بالفهد ،لنه يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم ،أو تصفه أنه
إذا دخل البيت وثب على وثوب الفهد ( ، )2وإن خرج كان فى القدام مثل
السد ،وأنه يصير بين الناس مثل السد ،أو تصفه بالنشاط فى الغزو ،
وقولها :ول يسأل عما عهد :تمدحه بأنه شديد الكرم كثير التغاضى ل يتفقد
) .ما ذهب من ماله (1
قال أهل اللغة :الطروق بالضم المجئ بالليل من سفر أو من غيره على
.غفلة ويقال لكل آت بالليل طارق ول يقال بالنهار إل مجازاً
وقال بعض أهل اللغة :أصل الطروق الدفع والضر وبذلك سميت الطريق
لن المارة تدقها بأرجلها وسمى التى بالليل طارقا ً لنه يحتاج غالبا ً إلى
دق الباب وقيل أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه فلما كان الليل
.يسكن فيه سمى التى فيه طارقاً
م ال ْ َ إذَا أَطَا َ َ
ة" t :فى رواية أخرى صحيحة عن جابر rـ وقول غيْب َ َ حدُك ُ ُ لأ َ ِ
ه لَيًْل" وفيه التقييد فيه بطول الغيبة ،أى يشير إلى أن علة هل َ ُ فَل يَطُْرقْ أ َ ْ َ
النهى إنما توجد حينئذ فالحكم يدور مع علته وجودا ً وعدما ً ،بخلف من
يخرج نهارا ً إلى عمله ثم يعود ليل ً ،وإنما المراد من طالت غيبته فل يطرق
أهله ليل ً بدون تنبيه خشية أن تقع عينه على ما يكره من عدم النظافة
ونحوها مما قد يسبب له النفرة ،والشرع الحكيم إنما يحرض على الستر ،
َ َ
م ه ْعثََرات ِ ِ َ سم َ و يَلْت َ ِ مأ ْ ه ْ ون َ ُ خ ِّ ن يُ َ " .وقد وقع فى بعض الروايات " :أ ْ
ـ فعلى الزوج عند عودته من العمل مثل ً أل يهم على أهله ليل ً فيفتح
عليها الباب "بالمفتاح" دون الستئذان والتوطئة بدق "الجرس" مثل لئل يرى
منها ما يكون سببا ً فى نفرته منها ،أو يطلع على عورة منها ل تريد منه أن
.يراها
وفى حديث السراء والمعراج هذا الدب اللطيف فى الستئذان ويظهر
باب السماء الولى طلبا ً للصعود والدخول ،ثم تكرر uجليا ً فى دق جبريل
هذا المر فى كل سماء ،وسؤال الملئكة الطارق فيرد باسمه ثم سؤالهم
عمن معه وهكذا… وفى هذا من الحكم والدب ما على المسلم من تأمله
)وتدبره (1
.ـ ومن السلوكيات التى على الرجل التحلى بها أيضا ً :مراعاة غيرة النساء
ن النَّب ِ ُّ
ي ت rروى أنس قال " :كَا َ َ ها ِ م َ حدَى أ ُ َّ ت إِ ْ سل َ ْ فأْر َ
عنْد بعض ن ِسائ ِه َ َ
َ ِ ِ َ َ ْ ِ
َ
ت التِي الن ّب ِ ُّ
ي ّ ضَرب َ ِ ف َ م َ عا ٌ ها ط َ َ َ في ِ ة
ٍ ف َ ح ْ ص َ ِ َ ب ن ي ِ ن م
ِ ْ
ؤ مُ ْ ال r دم ِ خا َ ْ ال َ د َ ي ها في بَيْت ِ َ ِ
ِ
يع النَّب ِ ُّ َ َ َم ج َ
ف تْ ق َ َ فل َ ْ ن فا َ فة()2
ُ َ ح ّ ْ ص َ ال ت ِ َ قط َ سَ ف َ r عَ ْ َ ُ م ج ي لَ ع
َ ّ َ َج م َ ُ ث فة()3
ِ َ ح َّ ْ َ
ص ال ق
َ َ فل ِ
م
خاِد َ س ال ْ َ حب َ َ م َ م ث ُ َّ مك ُ ْ ت أ ُ ُّ غاَر ْ ل َ قو ُ وي َ ُ ة َ ف ِ ح َ ص ْ في ال َّ ِ ن
َ ذي كَا ِ م ال ّ َ عا َ ها الطّ في َ ِ
َّ ُ
َ
ة إِلى ح َ حي َ ص ِ َ ة ال ّ حف َ َ ص َْ َ ع ال ّ َ
ها فدَف َ َ في بَيْت ِ َ و ِ ه َ د التِي ُ عن ْ ِ ن ِ ْ مة ِ حف ٍ َ ص ْ َ ِ يب َ حتَّى أت ِ َ
ك ال ْمك ْسورة في بيت ال ّتي ك َسرت " (5 فت ُها َ َ
َ َ ْ ِ َ ْ ِ ُ َ َ ِ َ س َ م َ وأ ْ ح َ َ َ ص ْ ت(َ )4 سَر ْ ) .ال ّتِي ك ُ ِ
ـ ففى هذا الحديث التنبيه إلى عدم مؤاخذة الغيراء لنها فى تلك الحالة
.يكون عقلها محجوبا ً بشدة الغضب الذى أثارته الغيرة
وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء لكن إذا أفرطت فى ذلك بقدر زائد عليه
تلم وضابط ذلك ما ورد فى الحديث الخر عن جابر بن عتيك النصارى رفعه
َ َ
ب الل ّه ح ُّ ما ي ُ ِ ة َ غيَْر ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ ه " : uإ ِ َّ ض الل ّ ُ غ ُ ما يَب ْ ُ ها َ من ْ َ و ِ بَ u ح ُّ ما ي ُ ِ ء َ خيََل ِ ن ال ْ ُ م َ و ِ
ُ َّ َّ َّ ُ َّ ْ َ َ ةَ u ْ َ
َ
ه
ه َ uالل ُ ض الل ُ غ ُ ما يَب ْ ُ ها َ من ْ َ و ِ هَ r ب الل ُ ح ّ غيَْرةُ التِي ي ُ ِ ما ال َ ّ فأ ريب َ ِ َ ِّ ال في ِ ُ ة ر َ ْ ي غ َ فال
ج َّ َّ وأ َ َّ
ذي ل ال ّ ِ ختِيَا ُ واِل ْ َ ة، ريب َ ٍ ِ ر
ِ غي ْ في َ غيَْرةُ ِ فال ْ َ ل َ و َ َ عَّزه َ ُ ض الل ُ غغيَْرةُ ال ّتِي يَب ْ ُ ما ال ْ َ َ
َّ َ
ه
ب الل ُ ح ُّ ذي uي ُ ِ ل ال ّ ِ ختِيَا ُ واِل ْ ة َ ق ِ صدَ َ عنْدَ ال َّ و ِ َ ل ِ قتَا عنْدَ ال ْ ِ ه ِ س ِ ف ِ ل بِن َ ْ ِ ل الَّر ُ
ج ختِيَا ُ ا ْ
َ
هض الل ّ ُ غ ُ ل" ( u 1يَب ْ ُ في الْبَاط ِ ِ خيََلءُ ِ ) .ال ْ ُ
ـ وهنا ننبه "الرجال" الذين تهاونوا فى أجساد نسائهم فأصبحت مرتعاً
لعين الذئاب فى كل مكان ،فى الطريق ،فى العمل ،فى وسائل
عرض" بيوت المسلمين ـ إل من رحم العلم ،حتى دخل العرى والتهاون "بال ِ
الله ـ حتى يرى "الرجل" زوجته تجلس أمام "شقتها" مع جارتها وقد ارتدت
ما يكشف كتفيها وبعض صدرها ،وساقيها ،أو تجالس أصدقاء الزوج ـ فى
الزيارات ! ـ وقد تعرى صدرها أو ظهرها بعد أن تعرت هى من أوامر ربها ،
حتى صارت "الدياثة" هى العرف السائد فى بيوت وشوارع المسلمين ،حتى
أصبحت صاحبة النقاب هى "العفريت" الذى تهدد به بعض المهات أبنائها
دراسة" أو العمل وهى ترتدى الصغار! وغدا "الرجل" يرى ابنته تخرج إلى "ال ِ
"الجينز أو الستريتش" وقد بدت عورتها ومفاتن جسدها لكل لذى عينين،
تخرج الفتاة بهذا الزى ويراها الب وهو يحتسى كوب "الشاى" ول يتحرك
ل فى فيه ساكنا ً ! بل وصل المر ببعض الباء بضرب ابنته إذا شعر الب بتحو ٍ
حياة ابنته من التبرج إلى اللتزام بشرع ربها وستر عورتها ! وقد نسى الب
ُ ُ
ه" الحديث ،وغاب عن الب "r :قول النبى عيَّت ِ ِ ن َر ِ ع ْ ل َ سئُو ٌ م ْ م َ وكُل ّك ُ ْ ع َ م َرا ٍ كُل ّك ُ ْ
فى دنيا الناس أنه سيقف يوما ً بين يدى رب السموات والرض ليسأله عن
تلك الذنوب التى تحملها هو وابنته بخروجها متبرجة ـ وهو يجلس يحتسى
شاى الصباح ! ـ فكل نظرة على المتبرجة بذنب تتحمله هى ومن تركها
ل يدخل الجنة" r :تخرج بهذا التبرج والسفور ـ وغاب عن الب والزوج قوله
! .ديوث" ( )1وهو الذى يقر السوء فى أهله
لهذا وجب على الزوج التنبيه واستنفار الغيرة فيه على أهل بيته ،روى
ه
ضَربْت ُ ُ مَرأَتِي ل َ َعا ْ م َجًل َ ت َر ُ و َرأي ْ ُ
َ
البخارى عن سعد بن عبادة أنه قال " :ل َ ْ
َ
ل الن ّب ِ ُّ
ي قا َ ف َ
ح َف ٍ ص َ م ْ غيَْر ُ ف َ سي ْ ِ َ ه rبِال ّ من ْ ُ غيَُر ِ د َلَنَا أ َ ْ ع ٍ س ْة َ غيَْر ِ ن َ م ْ ن ِ جبُو َ ع َ أت َ ْ
َ
َ َ
َ
غير مني" (2
ه أ ْ َ ُ ِ ِّ والل ّ ُ َ .
)
ل ذَل ِك rوعن عبد الله عن النبى َ َ ّ دأ ْ َ َ
ج ِ نأ ْ م ْ ه ِ ن الل ِ م َ غيَُر ِ ح ٍ نأ َ م ْ ما ِ قال َ " :
ب إلَيه ال ْمدح من الل َّه" (3 َ حش وما أ َحد أ َ َ ْ
ِ َ ْ ُ ِ َ َ ٌ َ ّ ِ ْ ِ ح َ ِ َ َ َ وا ف ال م حَّر َ َ ).
َّ ح َّ ُ
قال " :يَا أ َّ
ه rو عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن رسول الله والل ِ د
م ٍ م َ ة ُ م َ
َ َّ َ َ ُ َ َ َ َ َّ ْ َ َ
و
ِ ْل ه والل د م ح م
ّ َ ُ َ ّ ٍ َة م أ ا ي ه ت م أ ي ن ز ت و
ِ ْ َ ْ ِ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ِ َ َ ُ ُ َ أ ه د ب ع ي ن ز ي ن أ ه الل ن
َ ُ ِ َ م ر ي غ أ د ح ٍ نأ َ م ْ ما ِ َ
ل ولبكَيتم كَثيرا" (4
ِ ُ ً ي ِ ل َ
ق م ُ تْ ك حِ ض
َ َ ل م َ عل ْ َ أ ما ن مو َ عل َ ت ) .
ً ْ ْ َ َ ْ ُ َ َ ُ ْ
يقول r :وعن عروة بن الزبير عن أمه أسماء أنها سمعت رسول الله
َ يءٌ أ َ ْ
ن الل ّ ِ
ه م َ غيََر ِ ش ْ س َ " u " (5) .لَي ْ َ
فى مراتب uيقع كثير من الزواج فى خطأ عظيم ٍ وهو تعد حدود الله
تأديب النساء ،فيبدأ أحدهم أول ما يبدأ بالضرب ،وقد أرشد تعالى عباده
المؤمنين إلى كيفية تأديب المرأة التى تخاف نشوزها ،فبدأ تعالى بموعظة
إن هى عصت زوجها ،وأنه جنة المرأة أو uالزوجة وتخويفها عذاب الله
نارها ،وأنه لو كان لحد أن يسجد لحد لسجدت المرأة لزوجها من فرط
طاعته عليها ،واصحب هذه الموعظة ببيان مدى حبك لها ،وليكن أمامك
َ َ
ن) (المؤمنون ، )96 :وقوله س ُ ح َ يأ ْ ه َ ع بِال ّتِي ِ ف ْ ر" r :قوله تعالى ( :ادْ َ س ِ َل تَك ْ ِ
ريَر" ،والمراد بالقوارير :جمع قارورة وهى الزجاجة ،والمراد : ) 2 (
وا ِ ق َ ال ْ َ
بالقوارير :أى الزجاج :لرقتهن وضعفهن ولطفهن rالنساء ،وإنما شبههم
.
فإن هى لم تتعظ وتثب إلى رشدها انتقل الزوج إلى المرحلة الثانية فى
التأديب وهى "الهجر فى الفراش" فيهجر الرجل زوجته فى فراشها
.ويوليها قفاه ،أو يهجر حديثها إظهارا ً لغضبه
فإن عادت إلى حظيرة الطاعة فبها ونعمت ،وإل انتقل إلى المرتبة
ن) ،وقوله ه َّ ربُو ُ ض ِ وا ْ فى حديث عمرو rالثالثة وهى الضرب لقوله تعالى َ ( :
فذكر حديثا ً طويل ً وفيه r :بن الحوص أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله
ضْربًا َ ْ َ ُ َ ّ ِ ٍ
غير مبرح" ()1
ن َ ه َّ ربُو ُ ض ِ وا ْ ع َ ج ِ ضا ِ م َ في ال ْ َ ن ِ ه َّ جُرو ُ ه ُ فا ْ ن َ عل ْ َ ف َ ن َ فإ ِ ْ " َ
ضْربًا ن َ َ ه ّ ربُو ُ ض ِ فا ْ ن َ عل َ ْ ف َ ن َ فإ ِ ْ الحديث ،وفى حديث جابر الطويل عند مسلم " َ
ح" ( )2أى غير مؤلم ( ، )3وروى البخارى عن عبد الله بن زمعة عن ر ٍ مب َ ّ ِ غيَْر ُ َ
وم " " r :النبى ْ د ث ُ َّ ْ ْ َ ُ َ َ
ر الي َ ْ ِ خ ِ في آ ِ ها ِ ع َ م ُ جا ِ م يُ َ عب ْ ِ جلدَ ال َ ه َ مَرأت َ ُ ما ْ حدُك ُ جلِدُ أ َ .ل يَ ْ
4 ( )
ـ فضرب النساء ل يباح مطلقا ً بل فيه ما يكره كراهة تنزيه أو تحريم ،
مة أو ضرب التعذيب ،وليحذر فهو ضرب تأديب وليس ضرب العبد أو ال َ
.الوجه
وقد جاء النهى عن ضرب النساء مطلقا فعند أحمد وأبى داود والنسائى ً
وصححه بن حبان والحاكم من حديث إياس بن عبد الله بن أبى ذباب َ" :ل
َ َ
يمُر إِلَى النَّب ِ ِ ّ ع َ جاءَ ُ ف َ ه َ ماءَ الل ّ ِ ن إِ َ رب ُ َّ ض ِ ساءُ rت َ ْ
ْ
قدْ ذَئَِر الن ِّ َ
َ
ه َ ل الل ّ ِ سو َ ل :يَا َر ُ قا َ ف َ َ
د َ
م ح
َ ِ ِ ُ َ ّ ٍ م ل آ ب ف ا َ فط َ ، نُ ِ ْ َ ب ر ض ف َ َ
ن ه
ُ ْ ِ َ ْ ِ ِ ّ رب ض ب ر م فأ َ ن َ ْ َ ِ ِ ّ ه ج وا ز أ ى َ عل َ r ر
ِ ٍ ي ث َ ك ء
ٍ سا ِ ُ ِ َ ن ف ئ ا َ ط
َ ن امرأَةً ك ُ ُّ َ َ َّ َ َ َ َ فل َ َ َ
شتَكِي ة تَ ْ مَرأ ٍ لا ْ َ ْ َ عو ُ ْ ب س
َ د ٍ م ّ ح
َ م
ُ ل ِ ِ آ ب ةَ ل ْ ي الل ف َ ا ط ْ د ق ل َ
ل قا حَ صب َ ما أ ْ َ ّ
م" ( )5وله شاهد من حديث ابن عباس فى ُ ك ر ا ي خ َ
ك ئ َ ول ُ أ ن و د ج ت ل َ ف َ ها
ِ َ َ ْ ِ َ ِ ُ َ و َ َ
ج َز ْ
صحيح ابن حبان وآخر مرسل من حديث أم كلثوم بنت أبى بكر عند البيهقى
.
ـ وقوله " :ذئر" بفتح المعجمة وكسر الهمزة بعدها راء أى نشز بنون
ومعجمة وزاى ،وقيل معناه غضب واستب ،قال الشافعى :يحتمل أن
يكون النهى على الختيار والذن فيه على الباحة ويحتمل أن يكون قبل
.نزول الية بضربهن ،ثم إذن بعد نزولها فيه
ـ وفى قوله " :أن يضرب خياركم :دللة على أن ضربهن مباح فى الجملة
ومحل ذلك أن يضربها تأديبا ً إذا رأى منها ما يكره فيما يجب عليها فيه
طاعته فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل ومهما أمكن الوصول إلى
الغرض باليهام ل يعدل إلى الفعل لما فى وقوع ذلك من النفرة المضادة
لحسن المعاشرة المطلوبة فى الزوجية إل إذا كان فى أمر يتعلق بمعصية
rالله وقد أخرج النسائي فى الباب حديث عائشة " :ما ضرب رسول الله
أو rامرأة له ول خادما ً قط ول ضرب بيده شيئا ً قط إل فى سبيل الله
) .تنتهك حرمات الله فينتقم لله" (1
ـ ومن السلوكيات أيضا ً :أن يتأدب الرجل بأدب خلع الحذاء عند ولوجه بيته
.فى المكان المخصص له
ـ أن يتأدب بأدب وضع ملبسه عند خلعها فى مكانها المخصص لها ،كى ل
.يرهق زوجه بكثرة العمال فى البيت
ـ كما على الزوج أيضا ً أن يعرف حقوق وواجبات أهل عروسه ،فيكون
…فى استقبالهما بالبتسامة والترحيب ومجالستهم
:ـ ومن السلوكيات أيضا ً التى على الزوج أن يتحلى بها فى بيته
ـ الحذر مما يقع فيه كثير من الزواج حيث ترى بعضهم وقد ظن أنه
بزواجه فهو صاحب البيت ومالكه وكأنه يعيش فيه وحده ،فل تراه زوجه إل
وهو رث الثياب ـ ما دام داخل البيت !!! ـ ول تشم منه إل أقذر ريح ! سواء
) .كان جالسا ً أم قائما ً ! (1
ـ ترخيم اسم الزوجة :عن أبى سلمة إن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت :
يوما ً :يا عائش هذا جبريل يقرئك السلم ،فقلت وعليه " rقال رسول الله
r " (2) .السلم ورحمة الله وبركاته ،ترى ما ل أرى ،تريد رسول الله
ـ ومن السلوكيات أيضا ً :أن يذّكر الرجل زوجه بأنها أجمل هدية قدمتها له
فلنة حين عرضتها عليه ،وأنها أجمل من دخل حياته ،وأنه سعيد بهذا
.الزواج ونحو هذا
ـ أن يطعمها :بأن يضع اللقمة فى فيها ـ وله فيها أجر ـ أثناء الكل ،وأن
حنْظَل َ ُ
ة ولَك ِ ْ
ن يَا َ يكثر من المزاح والبتسام خفيف الظل ،أثناء الطعام َ " ،
()3
ـ فماذا عن الزوجة التى ل تحمد زوجها ،مما يؤدى إلى وقوع كثير من
المشاكل بين الزوجين ؟
ما نََز َ
ل َ َ
الحديث الشريف " :عن عائشة قالت ":ل ّ ـ الجواب :أسوق للزوج هذا
َّ
يجاءَنِي النَّب ِ ُّء(َ )4ما ِس َ ن ال َّ م َري ِ ِ ْ ذ ع
ُ r ه
َ الل ُ د م
َ ح
ْ ت نَقل ْ ُف ُك َ خبََرنِي بِذَل ِ َفأ َ ْ َل َ u
ك ،وليعلم الزوج أنه ل توجد امرأة كاملة الخصال والوصاف ،فإنما )5 ( مدُ َ ح َنَ ْ
خلقت المرأة من ضلع أعوج ،وإن أعوج الضلع أعله ،فإن أنت ذهبت تُقيمه ُ
كسرته وكسر المرأة طلقها ،وإذا أردت أخى الحبيب "فاطمة" فكن أنت
ها" "r :علياً " ،وقد قال من ْ َي ِض َقا َر ِ خل ُ ً ها ُ من ْ َ َ رهَ ِ ن كَ ِ ة إِ ْمن َ ً
ؤ ِم ْن ُ م ٌ م ْ
ؤ ِ ك ُ فَر ْ َل ي َ ْ
ُ َّ ْ ْ
م) (البقرة : خيٌْر لك ْ و َ ه َ
و ُشيْئًا َ هوا َ سى أن تَكَر ُ ع َ و َخَر " ،وقال تعالى َ ( : آ َ
) 1 (
216) .
فكم من خلق طيب كريم فى زوجتك ،إن ذهبت تحصيه وجدته يفوق ما
تنقمه منها ،وكفاك أنك تجد المصرف الحلل لشهوتك ،وكفاك وضع
رأسها على كتفيك وصدرك ،وكفاك أن تجد منها اللمسة الحانية الرقيقة ،
وكفاك أنها من تقوم على شئون بيتك وشئونك ،وكفاك … ،وكفاك ،
….وكفاك
:قال بعضهم
مــن ذا الــذى مـا ســاء قـط ومــن لــه الحسنـــى فقــط
:وقال آخر
َ
من ذا الذى ترضى سجاياه كل ّها كفى بالمرء نبل ً أن تعد معايبه
:وقال آخر
أرى كل إنسان يرى عيب غيره ويعمى عن العيب الذى هو فيه
فيرى الزوج "القذلة" فى عين زوجته ،ويغفل عن "الخشبة" فى عينه
!!! .
ل ينظر الله إلي امرأة ل تشكر لزوجها وهى ل " r :وللزوجة أقول :قال
) .تستغنى عنه"(2
ـ فماذا عن الزواج فى بيت الهل سواء كان بيت أهل الزوج أو الزوجة ؟
ـ وصية أوصى بها كل زوج يبدأ حياته الزوجية أل يبدأها فى بيت أهله أو
أهلها ،وليكن له ولزوجه بيتهما الخاص بهما ،وان كان قليل الثاث
والمساحة ،إل أنه سيجنبه الكثير من المشاكل التى تنشأ من زواجه فى
بيت أهله أو أهلها ،فإن كان أهل بيت أهل العروس مفتقدين للوعى
الدينى واللتزام بحلل الله وحرامه فإن الزوج سيعانى أشد المعانة ،خاصة
إذا كان أهل العروس شديدى المعاملة فلن يستطيع الزوج حينئذ أن تكون
له الكلمة العليا على زوجه ونحو هذا مما هو معروف ومشهور ،وأن كان
أهله مثل ذلك فكذلك ،وان كان أحدهم يلتزم بشرع الله وحلله وحرامه
فسيعانى الزوج أيضا ً فى دخوله وخروجه بل وحتى جلوسه مع أهله ،
وسيجد الحرج الشديد من هذا ،وإذا كان أهله مثل ذلك فكذلك ،خاصة إذا
كان له اخوة يدخلون ويخرجون مما هو معروف ومشهور ،ولذلك فإنى
أنصح كل زوج أن يكون له بيته المستقل وإن كان قليل الثاث والمساحة ،
.إل أنه أفضل له بكثير من زواجه فى بيت أهله أو أهلها
ـ هل يجوز كذب الرجل على زوجته ؟
ـ الجواب :نعم يجوز ،للرجل أن يكذب على زوجه فى إصلح ما بينهما
ودوام العشرة بينهما ،كأن يقول لها :أنت اجمل من رأت عينى ـ على قلة
جمالها مثل ً ـ أنت كذا وكذا ،أو الوعد بتلبية طلبها لكذا وكذا إن يسر الله
.تعالى له جاء به ،يريد دوام الحب والمعاشرة بينهما
رخص فى شئ rـ روى مسلم عن أم كلثوم قالت :ما سمعت رسول الله
من الكذب إل فى ثلث " :الرجل يقول القول يريد به الصلح ،والرجل
" .يقول القول فى الحرب ،والرجل يحدث امرأته ،والمرأة تحدث زوجها
ـ إذن هل يجوز كذب المرأة على زوجها ؟
ـ الجواب :فى إظهار الود لزوجها كما سبق عند الرجل ،فتقول له أنت
أجمل من رأت عينى ـ على قلة وسامته مثل ً ـ فل تعصى الله تعالى فتخون
زوجها ـ عياذا ً بالله تعالى ـ ثم تكذب عليه ! فالمرأة التى تكذب على زوجها
من الكذب rعلى فى كل صغيرة وكبيرة ل يأمن الرجل جانبها ،لتحذير النبى
دي ه ِ ن الْبَِّر ي َ ْوإ ِ َّر َدي إِلَى الْب ِ ّ ِ ه ِ صدْقَ ي َ ْ ن ال ِّ كما روى البخارى ومسلم ،قال ":إ ِ َّ
َ
دي إِلى ه ِب يَ ْ ذ َ َ ْ
ن الك ِ َ وإ ِ ّ
قا َ دّي ًص ِن ِ حتَّى يَكو َ
ُ صدُقُ َ ل لَي َ ْ ج َ ن الَّر ُ وإ ِ َّ
ة َ جن َّ ِإِلَى ال ْ َ
َّ
ه
عنْدَ الل ِ ب ِحتَّى يُكْت َ َ ب َ ذ ُل لَيَك ْ ِ ج َ ن الَّر ُ وإ ِ َّ ر َ دي إِلَى النَّا ِ ه ِ جوَر ي َ ْ ف ُن ال ْ ُ وإ ِ َّ ر َ جو ِ ال ْ ُ
ف ُ
كَذَّابًا " فالمرأة التى تتخذ الكذب وسيلة للخروج وعمل ما يحلو لها فإنها
للحديث تصبح فاجرة ،ول يرضى الرجل أن يعاشر فاجرة عياذا ً بالله تعالى ،
.وكم هدم الكذب بيوتات كثيرة
ـ ما هى مواصفات فتى الحلم ؟
ـ الجواب :يختلف وصف فتى الحلم بإختلف الفتاة ،فمنهن من ترى أن
فتى أحلمها صاحب الشهادة العليا ،ومنهن من تراه صاحب المال دون
النظر إلى "المؤهل" الدراسى ،ومنهن من ترى فتى أحلمها اللبق خفيف
الظل ،ومنهن من تراه الوسيم دون النظر إلى المال أو المؤهل الدراسى ،
.إلى غير ذلك ،فكل فتاة لها مواصفات تختلف عن مثيلتها من الفتيات
ـ وكيف أعرف أن هذا الفتى هو فتى الحلم الذى يسعدنى أن أنا ارتب ُ
ط
به ؟
ك معرفة فتى الحلم ،أمن خلل ِ ل ى ّ فأن ، هذا إلى كِ ل سبيل ل : الجواب ـ
كالهاتف ؟! أم من خلل الجامعة ؟! أم من خلل الجيرة ؟! وهل أباح ل ِ ) 1 (
الشرع مثل هذا التعارف ،فل سبيل إلى معرفة فتى الحلم إل أن يتقدم
خطبتك ،فالمرأة "جوهرة" مكنونة ،و "درة" غالية ل يطلع عليها إل من إلى ِ
يعرف قدرها وعزها وشرفها ،والمقياس كما تقدم هو مدى تمسك هذا
.الخاطب بدينه وبما أمره به الشرع الحنيف
ـ فكم من فتى غَّر الفتيات ملبسه وحسن حديثه ومعسول كلمه ،فى
ر لها ،ثم هو عند الزواج كسراب فى الهاتف أو مدرج الجامعة أو لكونه جا ٍ
.صحراء ل وجود له
ـ هل هناك ما يسمى بالزوجة النكدية ؟
ـ الجواب :نعم ،والزوجة النكدية هى نكدية بنكد زوجها عليها ! وإل فما من
زوجة ترضى بتعاسة بيت الزوجية ،وترفض أن ترفرف أجنحة السعادة
.والحب على عشها
ـ والزوج النكدى ؟
ـ الجواب :كذلك ل يوجد زوج يأبى أن تكون حياته الزوجية سعيدة هادئة
! .هانئة ،إنما يتحول إلى الزوج النكدى "بنكد" زوجته عليه
ت ـ فى الهامش ـ إلى بيان ـ عند تعريفك ألفاظ النكاح والتزويج تعرض ً
الفرق بين لفظتى النكاح والزواج ،وربطا ً بهذا البيان اللطيف فأنا عندما
أقرأ فى كتاب الله تعالى فأجده تارة يصف الزوجة بأنها "زوجة" وتارة بأنها
" .امرأة" فهل هناك فرق بينهما ؟
:ـ الفرق بين الزوجة والمرأة
ل تجد فرقا يُذكر بين لفظ "الزوج" و "المرأة" فى كتب الفقه ،بينما تجد
القرآن العظيم قد فَّرق بينهما ،فاستعمل لفظ "الزوج" فى حق أهل
.اليمان ولفظ "المرأة" فى حق أهل الشرك والكفران
وأما الزواج فجمع زوج وقد يقال زوجة والول أفصح وبها جاء القرآن "
(
جن َّ َ َ
ة) (البقرة ، )35 :وقال تعالى ك ال ْ َ ج َ و ُوَز ْ ت َ ن أن َ سك ُ ْ
ما ْ ، )1قال تعالى ( :يَا آدَ ُ
َ ).
ه) (النبياء u (90 :فى حق زكريا ج ُو َ ه َز ْحنَا ل َ ُ صل َ ْ وأ ْ َ
ومن الثانى قول ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى ـ عائشة رضى الله
) .عنها ـ " :إنها زوجة نبيكم فى الدنيا والخرة" (2
:وقال الفرزدق
وإن الذى يبغى ليفسد زوجتى * كساع إلى أسد الشرى يستبيلها
وقد يجمع على زوجات وهذا إنما هو جمع زوجة وإل فجمع زوج أزواج ،
هم َ
ن) (يس ، )56 : ؤو َ مت َّك ِ ُ ك ُ علَى اْلََرائ ِ ِ ل َ في ظَِل ٍ م ِ ه ْ ج ُ وا ُ وأْز َ قال تعالى َ ْ ُ ( :
ن) (الزخرف 70 : ُ َ َ َ ْ ُ
حبَُرو َ م تُ ْ جك ْ وا ُ وأْز َ م َ ة أنت ُ ْ جن ّ َ خلوا ال َ ) .وقال تعالى ( :ادْ ُ
وقد وقع فى القرآن الخبار عن أهل اليمان بلفظ الزوج مفردا ً وجمعا
.كما تقدم
م) ه ت ها َ
م ُ أ ه ج وا ز َ وأ م ه س ُ
ف ن َ أ ن م ن ي ن م ْ
ؤ م ْ ال ب ى َ ول َ أ ُ
ي بَ ن ال( : وقال تعالى
ِ ِ ْ َ ْ َ ُ ُ ّ َ ُ ُ ْ ِ ُ ِ ِ َ ِ ْ ّ ِ ّ ْ
جك ) (الحزاب 59 : َ َ ّ ي ُ َ
ها الن ّب ِ ُّ ُ َ
وا ِ قل ِلْز َ () .الحزاب ، )6 :وقال تعالى ( :يَا أي ّ َ
:ـ والخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة
َ َ
ب) حط َ ِ ة ال ْ َ مال َ َ ح َّ ه َ مَرأت ُ ُ وا ْ إلى قوله َ َ ( : َ
ب) وت َ َّ ب َ ه ٍ ت يَدَا أبِي ل َ َ قال تعالى ( :تَب َّ ْ
َ َ
ة
مَرأ َوا ِ ْ
ح َ مَرأةَ نُو ٍ فُروا ا ِ ْ ن كَ َ ذي َ مثًَل ل ِّل ّ ِ ه َ ب الل ّ ُ ضَر َ (المسد )4- 1 :وقال تعالى َ ( :
ط) (التحريم )10 :فلما كانتا مشركتين أوقع عليهما اسم المرأة وقال فى لُو ٍ
َ َ ً ّ َّ َّ
ن ) (التحريم )11 :لما كان و َ ع ْ فْر َ مَرأةَ ِ منُوا ا ِ ْ نآ َ ذي َ مثل لِل ِ ه َ ب الل ُ ضَر َ و َفرعون َ ( :
.هو المشرك وهى مؤمنة لم يسمها زوجا ً له
جن َّ َ َ
ة) (البقرة )35 :وقال ك ال ْ َ ج َ و ُ وَز ْ ت َ ن أن َ سك ُ ْ ما ْ وقال فى حق آدم ( :يَا آدَ ُ
ك) (الحزاب ، )50 :وقال فى حق المؤمنين : ج َ للنبى ( :إنَّا أ َحلَلْنَا ل َ َ َ
وا َ ك أْز َ ْ ِ
َ َ
هَرةٌ) (البقرة 25 : َ مط ّ ُ ج ّ وا ٌ ها أْز َ في َ م ِ ه ْ ول َ ُ
َ () .
فقالت طائفة منهم السهيلى وغيره إنما لم يقل فى حق هؤلء الزواج
لنهن لسن بأزواج لرجالهم فى الخرة ولن التزويج حلية شرعية وهو من
.أمر الدين فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة نوح وامرأة لوط
َ
مَرأتِي تا ْ وكَان َ ِ ثم أورد السهيلى على نفسه قول زكريا عليه السلم َ ( :
قبل َت امرأ َ قرا) (مريم )5 :وقوله تعالى عن إبراهيم َ َ ( :
ة) صَّر ٍ َ في ِ فأ ْ َ ِ ْ َ ُ
ه ُ ت عا ِ ً َ
() .الذاريات 29 :
وأجاب بأن ذكر المرأة أليق فى هذه المواضع لنه فى سياق ذكر الحمل
والولدة فذكر المرأة أولى به لن الصفة التى هى النوثة هى المقتضية
.للحمل والوضع ل من حيث كانت زوجاً
قلت :ولو قيل إن السر فى ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ الزواج أن هذا
اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة والقتران كما هو المفهوم من لفظه
فإن الزوجين هما الشيئان المتشابهان المتشاكلن أو المتساويان ومنه
شروا ال َّذين ظَل َموا َ
م) (الصافات 22 : ه ْ ج ُ وا َ وأْز َ َ ُ ِ َ ح ُ ُ ) .قوله تعالى ( :ا ْ
أزواجهم أشباههم ونظراؤهم ،وقاله المام أحمد tقال عمر بن الخطاب
ت) (التكوير )7:أى قرن بين كل ج ْ و َ س ُز ِّ فو ُ وإِذَا الن ُّ ُ أيضا ً ،ومنه قوله تعالى َ ( :
فى هذه الية t :شكل وشكله فى النعيم والعذاب ،قال عمر بن الخطاب
الصالح مع الصالح فى الجنة والفاجر مع الفاجر فى النار ،وقاله الحسن
.وقتادة والكثرون
وقيل زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين وأنفس الكافرين بالشياطين
.وهو راجع إلى القول الول
ن ي نْ ث ا ن ضأ َْ ال ن م فسرها ثم 143 النعام ج) قال تعالى ( :ث َمانِي َ َ
ْ ِ َ ِ ّ ِّ َ ( : وا ٍ ة أْز َ َ َ
ن) (النعام 143 :ـ )144فجعل الزوجين هما الفردان من نوع ز اثْنَي ْ ِ ع ِ م ْ ن ال ْ َ م َ و ِ َ
.واحد ،ومنه قولهم :زوجا خف وزوجا حمام ،ونحوه
ول ريب أن الله سبحانه وتعالى قطع المشابهة والمشاكلة بين الكافر
ب والمؤمن ،قال تعالى َ( :ل يست َوي أ َصحاب النَّار وأ َصحاب ال ْجن َّ َ
حا ُ ص َ ةأ ْ َ ِ ِ َ ْ َ ُ ْ َ ُ َ ْ ِ
ة) (الحشر ، )20:وقال تعالى فى حق مؤمنى أهل الكتاب وكافرهم : جن َّ ِ
ال ْ َ
َ
ب) الية (آل عمران )113:وقطع المقارنة ل الْكِتَا ِ ه ِ نأ ْ م ْ واء ِّ س َ سوا ْ َ (لَي ْ ُ
سبحانه بينهما فى أحكام الدنيا فل يتوارثان ول يتناكحان ول يتولى أحدهما
صاحبه فكما انقطعت الوصلة بينهما فى المعنى انقطعت فى السم
.فأضاف فيها المرأة بلفظ النوثة المجرد دون لفظ المشاكلة والمشابهة
وتأمل هذا المعنى تجده أشد مطابقة للفاظ القرآن ومعانيه ولهذا وقع
على المسلمة امرأة الكافر وعلى الكافرة امرأة المؤمن لفظ المرأة دون
.الزوجة تحقيقا لهذا المعنى والله أعلم
وهذا أولى من قول من قال إنما سمى صاحبة أبى لهب امرأته ولم يقل
لها زوجته لن أنكحة الكفار ل يثبت لها حكم الصحة بخلف أنكحة أهل
السلم فإن هذا باطل بإطلقه اسم المرأة على امرأة نوح وامرأة لوط مع
.صحة ذلك النكاح
وتأمل فى هذا المعنى فى آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث بلفظ
ف ما ت َر َ َ
م) جك ُ ْ وا ُ ك أْز َ َ ص ُ َ م نِ ْ ولَك ُ ْ الزوجة دون المرأة كما فى قوله تعالى َ ( :
(النساء )12 :إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية المقتضية للتشاكل
والتناسب والمؤمن والكافر ل تشاكل بينهما ول تناسب فل يقع بينهما
.التوارث
) .وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين (1
نخلص مما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" إذا كانت مسلمة
.متزوجة بكافر ،أو كافرة متزوجة بمسلم ،أو يكون مشركين
وزاد بعضهم ( )2على ما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" إذا شابت
الحياة الزوجية ما يعكر صفوها ،بأن تكون "المرأة" عاقرا ً ،أو يحدث بين
.الزوجين حلف وصل إلى الطلق أم ل
ن) (الطلق )1 :وهى ه َّ قو ُ فطل ِ ُ ّ َ ساء َ م الن ِّ َ قت ُ ُ ومن الول قوله تعالى ( :إِذَا طَل َّ ْ
.جمع امرأة ،وجمع زوج أزواج كما تقدم بيانه
مَرأَتِي( u :فمن الول قول زكريا تا ْ وكَان َ ِ وَرائِي َ من َ ي ِ وال ِ َ م َ ت ال ْ َ ف ُ خ ْ وإِنِّي ِ َ
قًرا) (مريم )5 :رغم كونهما مسلمين ،إل أن الحياة الزوجية ل تسير فى عا ِ َ
مسارها الطبيعى لكونها عاقرا ً ،فأوقع القرآن عليها لفظ "المرأة" ،ومثله
قٌر) (آل عمران ) 40 :قول زكريا عا ِ مَرأَتِي َ وا ْ ي الْكِبَُر َ غن ِ َ قدْ بَل َ َ و َ فى موضع َ ( : u
آخر ،ثم تأمل الوصف القرآنى بعد أن رزقه الله تعالى الولد قال تعالى :
َ (.
ه) (النبياء )90:ولم يقل :امرأته ،فتأمل ج ُ و َ ه َز ْ حنَا ل َ ُ صل َ ْ وأ ْ َ
ومن الثانى :وهو أن تشوب الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها من
و َ ها ن ُ ُ خا َ مَرأَةٌ َ
شوًزا أ ْ عل ِ َ من ب َ ْ ت ِ ف ْ نا ْ وإ ِ ِ خلف وشقاق كما فى قوله تعالى َ ( :
ضا) (النساء )128 :فهذه خمسة وجوه فى إيقاع اسم "المرأة" فى كتاب عَرا ً إِ ْ
.الله تعالى
ح َّ َ ها النَّب ِ ُّ َ
ل ما أ َ م َ ر ُ ح ِّ م تُ َ ي لِ َ تفعل فى قوله تعالى ( :يَا أي ُّ َ ضات أ َ
ـ فإن قيل :فماذا
َ
ك) (التحريم )1 :؟ فقد أطلق تعالى لفظ ج َ وا
َ ِ ز
ْ َ َ مْر غي َ ك تَبْت َ ِ ه لَ َ الل ّ ُ
ك " rالزوج" على "المرأة" مع وجود الخلف والشقاق ؟ وقوله س ْ َ
م ِ لزيد ( :أ ْ
ك ) (الحزاب )37 :مع وجود الخلف ،وقول عزيز مصر كما أخبر ج َ و َ ك َز ْ علَي ْ َ َ
َ ْ َ َ َّ
ه (يوسف )21 :؟ مَرأت ِ ِ صَر ل ِ ْ م ْ من ِّ ذي اشتََراهُ ِ وقال ال ِ تعالى عنه َ ( :
الجواب :الول :إن الخلف القائم ليس خلفا ً دائما ً ،إنما كان خلفا ً وقتياً
.لم يستمر كثيرا ً كما جاء فى كتب السير والتاريخ
ـ أما الثانى :فهو من باب التفاؤل بأل تستمر الخلفات وأن تسير الحياة
.الزوجية فى مجراها الطبيعى
ـ والثالث :إن امرأة العزيز كانت عاقرا ً كما أخبر عنها القرآن قولها :
ولَدًا) (يوسف 21 : و نَت َّ ِ َ سى أَن يَن َ
خذَهُ َ عنَا أ ْ ف َ ع َ َ () .
وةٌ ْ َ س ِ ن ل َ قا َ وَ ( : تعالى قال : البينات اليات هذه تتأمل أن لك تقدم ما وبعد
ها فى حبًّا إِنَّا لَنََرا َ ها فَ غ
َ َ
ش د َ
ق ه س فْ َ ّ ن عن َ هاَ ا َ ت َ
ف د و را ُ ت ز زي ع ْ ال ُ ة فى ال ْمدين َة امرأ َ
َ ُ ْ ِ ِ َ ِ ِ َ ِ ُ َ ِ ِ ْ َ
َ
ص
ح َ ص َ ح ْ ن َ ز ال َ زي ِ ع ِ مَرأةُ ال ْ َ تَ ا ْ قال َ ِ ن) (يوسف ، )30 :وقوله تعالى َ ( : مبِي ٍ ل ُّ ضل َ ٍ َ
ن لِي ّ ْ ي ع
َ تُ َ
ر ّ قُ ن
َ وْ ع
َ ر
ْ ف
ِ ت ُ رأ َ مْ ا ت ِ َ قال َ و
َ ( : تعالى وقوله ، ) 52 : يوسف ( ) ُ
ق ّ ح
َ ال ْ
ٍ َ َ َ
ه َ
مَرأت َك إِن ّ ُ َ حدٌ إِل ا ْ ّ مأ َ ُ منك فت ِ ول يَلت َ ِ ْ َ القصص ، )9 :وقوله تعالى َ ( : ولك ) ( َ َ
وقوله تعالى ْ( :إل َّ ا ْمرأ َ مصيبها ما أ َ َ
ن
م َ ها ل َ ِ قدَّْرنَا إِن َّ َ ه َ َ
ْ َ َ ُ ت ِ ، )81 : هود ( ) م
ْ هُ َ ب صاَ َ َ ُ ِ ُ
م) (النمل : ه ْ ملِك ُ ُ مَرأةً ت َ ْ تا ْ جد ُّ و َ ن) (الحجر ) 60 :وقوله تعالى ( :إِنِّي َ ري َ غاب ِ ِ ال ْ َ
)23 .ونحو هذا فى كتاب الله تعالى
فإِن قلت :وقد يأتى اسم "المرأة" لبيان الجنس كما فى قوله تعالى َ ( :
َ َ
من و َ َ ِ
د ج و َ تعالى َ ( : َ
ن) (البقرة ، )282 :وقوله مَرأتَا ِ وا ْ ل َ ج ٌ فَر ُ ن َ جلَي ْ ِ م يَكُونَا َر ُ لّ ْ
ة إِن من َ ً ؤ ِ م ْ مَرأةً ُّ وا ْ تعالى َ ( : ن ) (القصص )23 :وقوله ن تَذُودَا ِ مَرأتَي ْ ِ ما ْ ه ُ دُون ِ ِ
مَرأَةٌ) (الحزاب . )50 :هذا ة أو ا ْ
ث كَلَل َ ً َ ل يُوَر ُ ج ٌ ن َر ُ وإِن كَا َ ي َ ِّ ِ ب َ ّ ن لِ ل هاَ س
َ فْ َ ن تْ هب َ
و َ َ
.والله اعلم بمراده
ـ فهل من فرق بين لفظتى البعل والزوج ؟
ـ الجواب :كما إستخدم القرآن الكريم منهجا خاصا فى استعمال لفظتى : ً
البعل والزوج ،ويبدو للوهلة الولى أن ل فرق بينهما ،ولكن القرآن
.المعجز قد فرق بينهما كما سترى بفضل الله تعالى وحده
فالقرآن الكريم استخدم لفظ "البعل" بدل ً من "الزوج" إذا شابت الحياة
الزوجية ما يعكر عليها صفوها من خلف قد يصل بالحياة الزوجية إلى حد
" .النفصال ،أو أن تكون "الزوج" عاقرا ً كما تقدم فسماها "امرأة
فلَ ضا َ عَرا ً و إِ ْ َ ها ن ُ ُ خا َ مَرأَةٌ َ
شوًزا أ ْ عل ِ َمن ب َ ْ ت ِ ف ْ نا ْ وإ ِ ِ قوله تعالى َ ( : َ
ومن ذلك
ما) (النساء )128 :فلما وقع الخلف بين الزوجين ه َ حا بَيْن َ ُ صل ِ َ ما أن ي ُ ْ ه َ علَي ْ ِ ح َ جنَا ْ َ ُ
أوقع تعالى اسم "المرأة" على الزوج ـ كما تقدم ـ وأوقع اسم" البعل" على
.الرجل
َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ
حا) (البقرة صل ً ن أَرادُوا إ ِ ْ ن فى ذَل ِك إ ِ ْ ه ّ ق بَِرِدّ ِ ح ّ نأ َ ه ّ عولت ُ ُ وب ُ ُ وكقوله تعالى َ ( :
228 :).
غن أ َ َ َّ
ن ضلُو ُ
ه َّ ع ُ فل َ ت َْ ن َ ه َّ َ
َ َ ُجل ْ َ لَ ب َ
ف ساء َ ّ ِ ن ال م ُ ُ ت قْ ل ط َا ذ وإ
َ ِ ( : تعالى قوله هذا على ـ يرد
ف) (البقرة )232 :فأوقع ْ ْ َ َ َ
عُرو ِ م ْ هم بِال َ وا بَيْن َ ُ ض ْ ن إِذَا تََرا َ أن ي َ ِ ْ َ ْ َ َ ُ ّ
ه ج وا ز أ ن ح ك ن
.تعالى اسم "الزوج" وليس "البعل" مع وجود الخلف
.ـ والجواب :قالوا :إن هذا فى مقام الطلق الرجعى ،والله أعلم بمراده
ومـن أبـواب الجمـاع
م ْ ُ ك ُ
ؤ سآ
َ ِ ن ( : تعالى الله قول لنا شرحت وهل ؟ الجماع ـ فماذا عن أحكام
َ ْ َ َ ث لَّك ُم َ ْ
م ) (البقرة )223 :؟ على سك ْ ُ ُ
موا لنف ِ دّ ُ وق ِ َ م َ شئْت ُ ْ م أن ّى ِ ُ
حْرثَك ْ فأتُوا ْ َ ْ حْر ٌ َ
أن يكون الشرح وافيا ً يوافق العصر الحديث ومستجداته ،فإنّا دائما ً إذا قرأنا
شرح هذه الية أو شرح حديث عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ل
نفهمه جيدا ً لستعجام بعض ألفاظه علينا ،مع افتقاد الشرح الذى يوافق
.هذا العصر ومستجداته
ـ الجواب :أما عن أحكام الجماع فهى كثيرة جدا ً ،نحاول أن نأتى على
بعضها ،وذلك لهميتها ،وجهل الكثير بها مما يؤدى إلى تعثر الحياة
الزوجية ،بل سوربما يؤدى بها إلى مفارق الطريق ،وكما يُقال " :المشاكل
ل المشاكل ج ّ الزوجية تبدأ من الفراش" أى أن أكثر المشاكل أو أن منشأ ُ
الزوجية هو الفراش ،فمتى كان الفراش سعيدا ً كانت الحياة الزوجية
سعيدة ،وكما يقال " :فتش عن المرأة" أقول " :فتش عن الفراش" عند
حدوث المشاكل الزوجية ،فى عالم ٍ أصبح فيه الكل مشغول بعضوه
التناسلى ،والبحث عن سبل إشباع الغريزة الجنسية ،فى زمن التلفاز
والفيديو والدش والنترنت ،فى زمن انتشار العرى فى كل مكان (فى
الطريق ،فى المواصلت ،فى العمل ،فى وسائل العلم المرئية منها
والمقروءة) فى زمن سيطرة الفلم على عقول الناس وتحول الناس من
وصحابته الكرام وتابعيهم وتابعى rاتخاذ القدوة الصالحة من سيرة النبى
التابعين ،إلى اتخاذ القدوة من أصحاب العهر والفسق والمطربين
.والمطربات والممثلين والممثلت
فى هذا الزمن (زمن الغربة) والتغريب والتحهيل التعليمى ،وقصر التعليم
الدينى على مدارس ومعاهد قليلة بعينها ،حتى أاصبح التعليم العام هو
الهدف والمراد ،وتغييب أمور الفقه والطهارة والحيض والغسل ونحوها ،
والتى تتطرق بدورها إلى الحديث عن مس العورة مثل ً للرجل والمرأة ،
وأحكام هذا ،والحيض والزواج وآدابه وأحكامه فى مراحل التعليم الهام ،
حتى أصبح هذا المر غير مطروق بالمرة لدى أكثر الشباب والفتيات – وهى
سياسة غربية بذرت بذورها وها هى تجنى ثمرتها اليوم -واستتبع هذا
الجهل بها ،ووضعها فى قائمة المحظورات والممنوعات ،والحياء من
الحديث عنها وفيها "والممنوع مرغوب" حتى ذهب الكثير إلى تعلم تلك
المور بطريقة خطأ ،عن طريق المجلت الجنسية ،ثم شرائط الفيديو ،ثم
الدش ! وأخيرا ً النترنت ،كل هذا بحثا ً عن ذلك العالم الخفى الذى يجهله
الكثير من الشباب والفتيات مع حصول الكثير على أعلى الشهادات
والدرجات العلمية ! ،بينما كان هذا المر مدروسا ً مطروقا ً لدى السلف ،
حتى أصبحت المعلومات ـ اليوم ـ لدى الكثير مغلوطة خيالية! بينما لم نرى
هذا فيمن سبق ،بل كان عندهم العلم الشرعى بمثل هذه المور ،ولذا لم
نجد فى سيرتهم "خطف" الفتيات واغتصابهن ،من أجل نشوة لحظات ،
تودى بصاحبها ـ والعياذ بالله تعالى ـ إلى العدام ! فالممنوع دائما ً مرغوب ،
من أجل هذا وغيره نرى العود إلى كتب من سبق فيما يتصل بالمعاشرة
الزوجية ،وفنون الفراش والمداعبة والملعبة و "الشكال" التى قد يراها
البعض فى أفلم الجنس المبثوثة عبر شبكة النترنت أو الفيديو أو الدش ،
متعجبين من ذلك الكم من الشكال وفنون الجنس ،والتى أخذها الغرب
من مخطوطات العرب وكتبهم سرقة وانتحال ً ،وما أكثر ما يفعله الغرب من
فنون الجنس والستمتاع وهو مدون فى كتب من سبق ،فهى دعوة إلى
كل من يوسوس له شيطانه بمشاهدة تلك الفلم الخبيثة (للتعلم) أن يعلم
ى عن مشاهدة تلك الفلم أو التعلم منها ،وسيجد أن فى كتب من سبق غن ً
.فيما يأتى من كلماتهم ما يشفى غليله ،ويحقق مأربه
فأْتُواْ َ
ث ل ّك ُ ْ
م َ حْر ٌ
م َؤك ُ ْ
سآ ُـ فنقول :أول ً لبد وأن نعلم أن قوله تعالى ( :ن ِ َ
حرثَك ُ َ
م ) (البقرة )223 :على إطلقه ،فالزوجة كل الزوجة مباحة م أنَّى ِ
شئْت ُ ْ ْ َ ْ
للزوج ـ والرجل كل الرجل مباح للزوجة ـ له أن يأتيها كيفما شاء وقتما
َ
م ) للكيفية وليس للزمن ،وله أن يستمتع شئْت ُ ْشاء ،ففى قوله تعالى ( :أنَّى ِ
بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاء دون حظر أو قيد ،له أن يستمتع بها ـ وتستمع
به ـ كيفما شاءا ،وتأمل قول المام الشافعى رحمه الله تعالى وهو يتحدث
عن حكم النكاح فى الدبر (" : )1فأما التلذذ بغير إبلغ الفرج بين الليتين
" .وجميع الجسد فل بأس به إن شاء الله تعالى
فهذه الية الكريمة تفتح الباب أمام الزوجين وتضع أمامها كل سبل
الستمتاع ،وهى تغلق الباب أمام الكثير من السئلة التى تلح وتعن لكثير
من الزواج ،هل له أن يفعل كذا أو يستمتع بالطريقة كذا ،إلى غير ذلك
.الكثير والكثير مما يطرحه الزواج
ء غيَْر rوكذا فى قوله َ ي ٍ َ
ل َ ُ
عوا ك ّ
ش ْ صن َ ُ
وقد سئل عن أحكام الحيض " :ا ْ
ح" وفى رواية " :إل الجماع" ( )2يعطى الزوجان حق الستمتاع كل النِّكَا ِ
الستمتاع ،ولم يأتى مخصص ليخصص أو يحرم أو يحظر نوع استمتاع إل
) .اتق الدبر والحيضة" (r : "3فى قوله
فهذا هو التخصيص الوحيد الذى خصص أو قيَّد كيفية الستمتاع أو
" r :اتق الدبر" وأما الزمان ففى قوله" r :زمانه ،أما الكيفية ففى قوله
واتق الحيضة" فإذا اتق الزوج مكان الدبر وزمن الحيضة له أن يصنع ما يشاء
.كيفما شاء وقتما شاء
وإنما قدمت هذه المقدمة حتى ل يخرج علينا أدعياء العلم ومدعى
)4 (
ر صا ْ ن من اْل َ ِ ي ُ ح ْ ال َا ذ ه َ نَ ا َ ك " : قال ـ عنهما الله رضى ـ عباس ابن وعن
َ ِ َ َ ّ
ضًل ف ْ م َ ه ْ ن لَ ُ و َ وكَانُوا يََر ْ ب َ ل كِتَا ٍ ه ُ م أَ ْ ه ْ و ُ هودَ َ ن يَ ُ م ْ ي ِ ّ ِ هذَا ال ْ َ
ح ع َ م َ ن َ ٍ وث َ ل َ ه ُ م أَ ْ ه ْ و ُ َ
ب ا َ ت ك ْ ال ل ه ْ فعل ِهم وكَان من أ َمر أ َ ِ ن م ر ي ِ ث َ ك ب ن و د َ ت ْ
ق ي وا ُ ن ا َ ك َ
ف م ْ عل ِ ْ ال في ِ م ه ي َ عل َ
ِ ِ ِ َ ِ َْ ْ ِ ْ ِ ْ َ ٍ ِ ْ ُ َ ِ َ ْ ْ
علَى حرف وذَل ِ َ َ ِ َ ِ ْ َ
ح ُّ
ي هذَا ال ْ َ ن َ فكَا َ مْرأةُ َ ن ال ْ َ ما تَكُو ُ ستَُر َ كأ ْ َ ْ ٍ َ ساءَ إ ِ ّل َ ن َل يَأتُوا الن ِّ َ أ ْ
ن حو َ شَر ُ ش يَ ْ قَري ْ ٍ ن ُ م ْ ي ِ ح ُّ هذَا ال ْ َ ن َ وكَا َ م َ ه ْ عل ِ ِ ف ْ ن ِ م ْ ك ِ خذُوا بِذَل ِ َ قدْ أ َ َ ر َ صا ِ ن اْلن ْ َ
َ
م َ ِ
مد َ ق ِ ما َ َ َ ت َ ْ َ م ْ َ ويَتَلذّذُو َ َ َ َ ساءَ َ
فل ّ قيَا ٍ ستَل ِ م ْ و ُ ت َ مدْبَِرا ٍ و ُ ت َ قب ِل ٍ ن ُ ه ّ من ْ ُ ن ِ منْكًرا َ حا ُ شْر ً الن ِّ َ
َ ْ ل من ْهم امرأ َ ْ
ها ذَل ِ َ
ك ب
َ َ ْ ُ ِ َ ع َ ن ص ي ب
َ
ه
َ َ ذ فَ ر َ ِ صا ْ ن ل ا نَ م
ِ ً ة ُ ُ ْ َ ِ ٌ جّ َ َ ُ ر ج وَ ز َ َ ت ة
َ َ ن دي ِ م َ ال نَ رو م َ ِ ُج ها ال ْ ُ
جتَنِبْنِي فا ْ وإ ِل َ ّ َ َ
ع ذَل ِك صن َ ْ ْ ف َ
فا حْر ٍ على َ َ ؤتَى َ ما كن ّا ن ُ ْ َ ُ َ َ ت إِن ّ قال ْ َ و َ َ ه علي ْ ِ َ ه َ ُ فأَنْكَرت ْ
َ َ
َّ َ َ َ َ َ شري( )4أ َ َ َ َّ َ فأ َ َ ُ ُ
ه
ِ الل ل سو َ ُ ر ك ِ ل ذ غ َ ل َ ب ف ما ْ ُ َ ه
ُ ر م ِ َ ى ّ ت حَ r هُ الل ل ز َ ْ ن u ( ث ٌ رْ َ ْ ح م ك ؤ سا نِ َ
ْ َ َ َ َ ْ
عنِي بِذَل ِكَ ت يَ ْ قيَا ٍ ستَل ِ م ْ و ُ ت َ مدْبَِرا ٍ و ُ ت َ قب ِل ٍ م ْ ي ُ م)أ ْ شئْت ُ ْ م أن ّى ِ ُ
حْرثَك ْ فأتُوا َ م َ لَك ُ ْ
) .موضع ال ْول َد " (5
َ ِ َ ْ ِ َ
ـ تقدم قولك أن هناك كتب ومخطوطات قد دونت فى السابق تتحدث عن
فنون الجماع وأشكاله ،فل مثَّلت لنا بأمثلة ؟
ـ الجواب :قبل ضرب المثلة يلزم أن ننبه أول ً أن الكتب التى تتحدث عن
الجنس أو فنون الجماع كانت منتشرة مشتهرة لدى من سبق ،وتحدث
العلماء والفقهاء فى مسائل الجنس وفنونه ،والكل كان يمارس الجنس
زواجا ً أو بملك اليمين (الماء) ،وكثرت السئلة حوله ،فدون بعضهم كتباً
تصول وتجول فى هذا الفن ،وتمحو الجهل وتنشر الثقافة الجنسية ،
فكانت تتحدث عن أحوال الرجال والنساء حال الممارسة الجنسية ،أو تصف
لهم الدوية المتعلقة بالقوة الجنسية ،أو تصف أخلق الرجال المحببة لدى
النساء ،أو العكس ،أو تتحدث عن أنواع وطرق الممارسة ،وقد تصدى بعض
العلماء بعدهم لمثل هذه الكتب ،إما للغتها الفاضحة ،أو للفاظها التى قد
.تخدش الحياء ،إل أن الجميع اتفقوا على نبذ الجهل الجنسى لدى الزواج
ـ وكان ممن كتب فى هذا الفن والباب :أحمد بن سليمان الشهير بابن
كمال باشا ( ، )1فصنف كتبا ً أسماه (رجوع الشيخ إلى صباه فى القوة على
الباه) بإشارة من السلطان سليم خان ،وقد دافع عن كتابه بقوله " :ولم
أقصد بتأليفه كثرة الفساد ،ول طلب الثم ،ول إعانة المتمتع الذى يرتكب
المعاصى ويستحل ما حرم الله تعالى ،بل قصدت به إعانة من قصرت
شهوته على بلوغ امنيته فى الحلل ،الذى هو سبب لعمارة الدنيا بكثرة
) .النسل" (2
ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن محمد النفزاوى قاضى تونس ( ، )1وله كتاب
(الروض العاطر فى نزهة الخاطر) والذى أشار الوزير محمد بن عوانة
الزواوى عليه بتصنيفه ،وله رسالة أيضا ً بعنوان (تنوير الوقاع بأسرار
) .الجماع
ـ ونلحظ أن الدافع وراء تأليف الكتابين "السلطان والوزير" مما يلقى
.بظلله إلى مدى اهتمام العامة والخاصة بتلك المسائل
) .ـ منهم أيضا ً :نعمة الله الجزائرى ( ، )2وله رسالة (اليك
ـ ومنهم أيضا ً :أبو الفرج الزرق ،وله رسالة بعنوان (تسهيل المنافع فى
).الطب والحكمة
:ـ أشكال الجماع
ـ وللجماع أشكال كثيرة يجهلها كثير من الزواج ،وقد تشكو بعض النساء
من مرور السنوات ول يتغير شكل الجماع عند الرجل مما يصيب المرأة بنوع
من الملل والرتابة فى العملية الجنسية ،وتُفتقد المتعة عندها ،وقد تقدم
الحديث عن عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى بيان بعض أشكال
الجماع ،ول حرج فى بيان وشرح هذه الشكال بنوع تفصيل وبيان ،فإنه
إذا لم يجد الشاب والزوج المسلم شرح هذا الحديث وتفصيله فى كتاب
إسلمى فأين يجده ؟ وأين يسأل الشاب المسلم المقبل على الزواج الذى
يجهل مثل هذه المور ،الذى يصون نفسه عن "الدش" والمجلت والفلم
ى لهذا الشاب أو الزوج أن يعرف مثل هذا المور ؟ الجنسية ،أن ّ
ـ وهذ طائقة من أقوالهم فى هذا الشأن ،والتى تشرح الشكال
) :المتقدمة فى حديث عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ،فمما قالوا (3
ـ قالوا :فأول ذلك وهو الباب العام الذى تستعمله أكثر الناس ومنهم من
ل يعرف غيره ،وهو الستلقاء ،وهو أن تستلقى المرأة على ظهرها وترفع
رجليها إلى صدرها ويقعد الزوج بين فخذيها مستوفزا ً قاعدا ً على أطراف
أصابعه ول يهمز على بطنها بل يضمها ضما ً شديدا ً ويقبلها ويمص لسانها ()1
ويعض شفتيها ويولجه فيها ويسله ـ يخرجه ـ ويدفعه ،ول يزال فى رهز ()2
:ـ فى القعود
الول :وهو أن تقعد المرأة والزوج متقابلين متواجهين ثم يحل الرجل
سراويل المرأة بيده ويخليه فى خلخالها ثم يلفه ويرميه فوق رأسها على
رقبتها ،فتبقى مثل الكرة ثم تستلقى على ظهرها ،فيبقى فرجها ودبرها
.متصدرين ،ثم يجامعها
ً ً
ـ الثانى :وهو أن يقعد الزوج ويمد رجليه مدا مستويا ،وتأتى المرأة
.مواجهة له فتجلس على أفخاذه ويُدخل إيره فيها
ـ الثالث :أن يتربع الزوج ويقيم إيره وتقعد المرأة عليه ووجها إليه
.وفمها إلى فمه ويرشف ريقها أو يقبل عينيها وأذنيها ويضمها إليه
ـ الرابع :أن يقعد الزوج ويمد رجله الواحدة مستوية والخرى قائمة
وتأتى المرأة فتقعد عليه وهى مستديرة بوجهها وتمد رجليها وهى قائمة
.عنه قاعدة عليه
:ـ فى الضطجاع
الول :أن تضطجع المرأة على جنبها اليسر وتمد رجليها مدا ً مستوياً
وتدير وجهها إلى ورائها ويأتيها الزوج من خلفها ويلف ساقه على فخذها
.ويمسك صدرها بيده ،وتحت بطنها بيده الخرى
ً ً
ـ الثانى :أن تنام المرأة على جنبها اليسر وتمد رجليها مدا مستويا وتدير
وجهها إلى ورائها ،ثم تجعل فخذيه بين فخذيها ويحكه بين شفريها ثم
.يولجه فيها
ـ الثالث :أن تضطجع المرأة وتدير وجهها ويضطجع الزوج خلفها ورجله
.الواحدة مثنية والخرى بين فخذيها
ـ الرابع :أن تضطجع المرأة على الجنب اليمن وتمد رجليها مدا ً جيداً
والزوج كذلك على إحدى فخذيه والخرى بين فخذيها ويبل إيره ويحكه حكاً
.جيدا ً إلى أن يحس بالنزال فيطبقه قوياً
ـ الخامس :أن تنام المرة وتمد رجليها والزوج كذلك على جنبه اليمن
ويخالف بين رجليها ثم يولجه فيها فإذا قارب النزال يخرجه قليل ً ثم يولجه
.فيها
ـ السادس :أن يتكئ الزوج على جنبه اليسر وتتكئ المرأة على جنبها
اليمن وتضع عجزها فى حجر الزوج وتجعل رجلها الشمال من فوق ورجلها
.اليمنى من تحت إبطها اليسر ويولجه إيلجا ً عنيفاً
:ـ فى النبطاح
الول :ترقد المرأة على وجهها وتمد رجليها مستويا ً ويجلس الزوج على
.فخذيها ثم يولجه فيها
ـ الثانى :ترقد المرأة على وجهها ثم تثنى ركبتها الواحدة إلى صدرها
.وترفع عجزها جيدا ً ويأتيها من خلفها
ـ الثالث :تلصق خدها بالفراش ويأتى الزوج فيمسك خصرها ويولجه
.فيها
ـ الرابع :تنبطح على وجهها وينبطح الزوج عليها ويجعل ساقه بين
.ساقيها ويده فى خصرها والخرى فى بطنها وفمه فى فمها
ـ الخامس :تنبطح على وجهها وترفع عجزها ـ وتلصق صدرها بالرض
تارة ،وتارة ترفعه ـ ويأتى الزوج فيجلس من خلفها ويولجه فيها ،ويمسك
رؤوس أكتافها تارة ،وذوائب شعرها بقوة تارة وبرفق أخرى ،وتارة يقبل
فمها ،وتارة يضرب على مؤخرتها فيزيد من إثارتها ،وتارة اعلى موخرتها
.ليعجل بإنزالها
:ـ فى النحناء
الول :تنحنى المرأة على أربع كأنها راكعة ثم يأتى الزوج فيمسك بيده
.اليمنى خاصرتها اليمنى واليسرى باليسرى ويجذبها بخواصرها قليل ً قليلً
ـ الثانى :أن تنحنى المرأة على ركبتيها ويلزمها الزوج من خلف وتلتفت
.إليه وتعطيه لسانها يمصه ( )1ثم تقبض إيره وتولجه
ـ الثالث :تنحنى المرأة على الفراش بصدرها وركبتيها على الرض ثم
.يأتى الزوج من خلفها ويجامعها
ـ الرابع :تنحنى المرأة وتلصق بطنها بفخذيها ويجامعها زوجها ويمسك
.ذوائبها
ـ الخامس :تنحنى المرأة وهى قائمة حتى تمسك المرأة بأصابع قدميها
.ويأتى الزوج من خلفها ويولجه فيها
ـ السادس :تنحنى المرأة على أربع وتفتح ساقيها ويدخل الزوج ساقه
.الواحدة بين فخذيها ويمد الخرى وراءه
ـ السابع :تنحنى المرأة على أربع وتشبك على صدرها وتضم ركبة وتمد
.أخرى ويأتيها الزوج
:ـ فى القيام
الول :أن تقوم المرأة والزوج فيضم كل منهما صاحبه إلى صدره ضماً
شديدا ً ثم تتعلق المرأة به وتمد يدها فتأخذ إيره وتريقه بريقها وتولجه فى
فرجها إيلجا ً حسنا ً بلطافة وهو مع ذلك يمر فى أعكانها ونهودها وتقبله ،
.وترفع إحدى رجليها وتمكنه من نفسها
ـ الثانى :أن تقوم المرأة وظهرها إلى الحائط فيأتيها الزوج فيرفع
إحدى رجليها حتى تبقى أعلى منه ويبين فرجها ويدخله بين أفخاذها ويسند
.فخذها الواحد على الحائط
ـ الثالث :أن تقوم المرأة على قدميها وتستند إلى الحائط دائرة بوجهها
إليه وتبرز عجيزتها حتى يبدو ما بين رجلها ويأتيها الزوج ويمسك بيده
.اليمنى صدرها ويده اليسرى على بطنها
ـ الرابع :أن تقف المرأة والزوج وجها ً لوجه ويقبلها ويمص لسانها ،ثم
يرفع الرجل إحدى رجليها إلى خصره ثم يولجه فيها ،ثم يرفع رجلها
الخرى على خصره الثانى ويديه تمسك بخواصرها ،أو تحت إليتها ،ويديها
.على رقبته
ـ الخامس :أن تجعل وجهها إلى الحائط وتبرز عجيزتها وتستند على
.الحائط بيدها وتفتح ساقيها ويقف الرجل بين ساقيها ويأتيها
ـ السادس :أن تقف المرأة وظهرها إلى الحائط ويقف الرجل ووجهه
إليها ثم يثنى ركبتيه ويلصقهما بالحائط والمرأة بينهما ،ثم تُخرج المرأة
) .رجليها خارج ركبتيه ثم تجلس عليهما فيجامعها وهى على تلك الحالة (1
ـ فإن قيل :لِما كل هذه الطالة وكان يكفيك التلميح دون التصريح كما
فى بعض الكتب الفقه ونحوها ؟
ـ الجواب :تقدم أن البعض إذا قرأ شرح الية أو الحديث استعجمت عليه
بعض ألفاظه ،ول يفهم منها معنى وتفسير "مجبية" أو "مدبرة" أو "مقبلة"
" .أو "من دبرها فى ُ
قبلها
ـ فإن قيل :إنما نخاف عليك أن يقال أن هذا الكلم ل يحق له أن يحتويه
كتاب إسلمى ،وأولى به كتب الجنس ؟
ـ الجواب :أقول :إذن هى دعوة لكل شاب يلتزم بدين الله تعالى قد صان
نفسه عن "الدش" وأفلم الجنس أن يشترى تلك الكتب الجنسية (المصورة
أو المرسومة ،التى عجت بها الرصفة) ليتعلم منها فن المعاشرة الجنسية
عند إقدامه على الزواج ! فهل يقول هذا قائل ؟ ،وهل كانت كتب الفقه
س وقد حوت مثل هذا الكلم وأكثر ،وهل كان المام الشافعى أو ب جن ٍ كت َ
القرطبى أو ابن القيم أو المام مالك والمام العظم وغيرهم ليسودوا
كتبهم بمثل هذا الكلم إل لحاجة الناس إليه ،وما اتهمهم أحد بأن كتبهم
جنسية ! ،إل أنها منثورة فجمعت بعضها في مكان واحد لحاجة الكتاب إليه
.وصلته به
ـ فإن قيل :إننا لم نر مثل هذا فى كتب من تكلم فى أحكام الزواج
والزفاف من المعاصرين ؟
ـ الجواب :ولذلك عزف الشباب عن شراء مثل تلك الكتب التى عجت بها
المكتبات وطفحت بها الرصفة ،وإذا ابتاع أحدهم كتابا ً يتحدث عن أحكام
الزواج لم يجد فيه ما يشفى علته من بحث مستفيض فى هذا المر ،وكم
عانينا من مشكلت منشأها الفراش والجهل بهذا الفن فى الحياة الزوجية ،
وقد تقدم بيان من ألف فى هذا الشأن ممن سبق ،وتقدمت بعض كلماتهم
.
هذا وافتقاد البعض للثقافة الجنسية ،واعتبار أن المسألة الجنسية من
المسائل التى ل يجب الخوض فيها ،واعتبارها من المناطق المسورة
المحرمة عند الكثير ،فل يجب القتراب منها ،واستحياء الزوجين الرجل
والمرأة (خاصة) من الحديث فى هذا المسألة ،والخجل من الفصاح عن
المشكلة الجنسية عندهما أو أحدهما ،ومحاولة التكتم عليها ،فيظهر التوتر
فى العلقة الجنسية بين الزوجين ،وتظهر بعض المشاكل على السطح
دون الخوض فى المسالة الجنسية بينهما ،كل هذا وغيره أدى بدوره إلى
سقوط الزوجين فى شباك الطلق دونما أن يفصح أحدهما عن السبب
.الصلى للمشكلة (فن الجنس) سواء كان للحرج أو لفقد الثقافة الجنسية
ـ الله يعلم إنى استمعت إلى الكثير والكثير من شكاوى الرجال والنساء
الزوجية ،وأكثرها أو جلّها منشأها الفراش والحياة الجنسية بين الزوجين ،
وهو ما حدا بى إلى الحديث بهذه الكيفية ( ، )1وأنا ل أرى حرجا ً فى هذا ،
وقد تقدم حديث عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى بيان شرح الية
، )1( .إل أنى زدت المر بيانا ً وتفصيل ً من كتب من تكلم فى هذا الشأن
ـ "وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا ً لها بعد
الولد للفراش" ( r : ")2الملعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشا ً كما قال
نمو َوا ُ ل َ
ق َّ جا ُ
ر َ
وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة كما قال تعالى ( :ال ّ ِ
ساء) (النساء ، )34 :وكما قيل علَى الن ِّ َ
َ :
ً
إذا رمتها كانت فراشا يقلنى * وعند فراغى خادم يتملق
َ ن لِباس لَّك ُم َ
ن) (البقرة ، )187 :وأكمل س لّ ُ
ه َّ م لِبَا ٌ
وأنت ُ ْ
ْ َ ٌ ه َّ َ
وقد قال تعالى ُ ( :
اللباس وأسبغه على هذه الحال فإن فراش الرجل لباس له وكذلك لحاف
المرأة لباس لها فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه الية وبه يحسن موقع
استعارة اللباس من كل من الزوجين للخر ،وفيه وجه آخر وهو أنها
:تنعطف عليه أحيانا ً فتكون عليه كاللباس قال الشاعر
)إذا ما الضجيع ثنى جيدها * تثنت فكانت عليه لباسا ً (3
والمجيبة المنكبة على وجهها ،والصمام الواحد الفرج ،وهو موضع الحرث
) .والولد (2
.ـ قالوا :التدبير فى الجماع على وجهين :أحدهما :علوى والخر سفلى
.فأما العلوى :فالمعانقة والتقبيل والعض والمص والغمز
وأما السفلى :إدخال الصابع فى الفرج وجس ما حوله ،وكذلك فى
.السرة وتغدغة أعلى الفخذين
وقال الحكيم :ل تجامع امرأتك أول ما تلقيها ،بل ربّضها ساعة ول عبها
.وشمها واحضنها ،فإنك إن فعلت هذا حين اللقاء كان ذما ً ونقصاً
ـ فائدة :قالوا :أما محل التقبيل فالخدان والشفتان والعينان والجبهة
.والعجز والصدر والثديان
وأما موضع الشم :فطرف المنخرين ،وحوالى العينين ،وباطن الذنين ،
.والسرة وباطن الفرج فالخاصرتان
.وأما موضع العض :فالودجان والذنان وباطن الشفة والرنبة والجبهة
وأما موضع الحك بالظفار :فباطن القدمين وباطن الفخذين ،
والساعدين ،وفيما بين السرة والفرج ،ول يفعل ذلك إل بامرأة بطيئة
.النزال
وأما المص :فشفتها وأعلى وجنتها وموضع خالها وحوالى ثدييها ول
) .يفعل ذلك إل وهى مفرجة الرجلين فإن ذلك أسرع لنزالها (1
ـ فإن قيل :إن هذا يشبه فعل الغانيات ( ، )2وهل هناك من النساء من تفعل
هذا ؟
ً
ـ دائما ما نقول :ل حرج أن تكون المرأة غانية لزوجها ،فإذا لم يجد
الزوج المتعة مع أهله فأين يبحث عنها ،عند بائعات الهوى ؟ أم يتخذ لنفسه
عشيقة تروى ظمأه وشبقه ،إن هناك كثير النساء ممن يفتقدن فن الجماع
مما ينفر الزوج ويدفعه إلى البحث عن عشيقة أو بائعة هوى ،هل هناك
حرج فى فعل المرأة كل ما يزيد فى شهوة زوجها واستمتاعه بأهله ،وقد
أفضى بعضهم إلى بعض ،واطلع الرجل منها على مال يطلع منها أبوها أو
! .أخوها
ـ فإن قيل :هناك من تشعر بالحرج من هذا أو تخاف أن يظن بها زوجها
الظنون إن هى فعلت ما جاء ـ مثل ً ـ فى وصية الم السابقة لبنتها ،أو
أظهرت لزوجها هذا التغنج والمتعة أثناء الجماع من تأوه وشخير ونخر وغير
.هذا مما تقدم
م الحرج وقد تقدم أن الرجل يطلع من زوجته على ما ل يطلع ـ أقول :ول َ
عليه الب أو الخ ،وإن ظن الزوج بها الظنون كما يقال فهذا مرجعه إلى
الزوج وسوء طويته ،فالرجل يتزوج الفتاة وهو يعرف أنها ل تدرى شيئا ً عن
أمور الجماع ،فيقوم هو بتعليمها وتدريبها على فن الجماع ـ ليستمتع كل
منهما بالخر ـ وهو ل يبحث عن متعته فقط فيحيف على حقها ،فإن ظن
.بها الظنون كما يقال فلضيق أفقه ونفسه الغير سوية
ـ فماذا عن رقص الزوجة لزوجها ؟
ـ ل حرج فى رقص المرأة لزوجها إذا لم يصاحب هذا الرقص
"الموسيقى" فهى حرام ،ولها أن تستخدم "أشرطة" الكاسيت التى
يطلقون عليها "أشرطة إسلمية ،ففيها الغناء بالدف ،كما قيل لى ،وهو
أفضل من استخدامها لكاسيت يحتوى على الموسيقى المحرمة ،وهو يفى
.بالغرض المطلوب ،فل تتركه إلى حرام
ـ هل حقا ً يأثم الرجل إذا جامع امرأته ونظر إلى المرآة ـ أو هى ـ فى
غرفة النوم مثل ً أثناء الجماع ؟
.ـ الجواب :هذا كلم ل يصح
ـ سألتنى زوجة مرة أن زوجها ـ متزوج غيرها ـ يشتكى من برودها
الجنسى ـ على قوله ـ فجامع إحدى نسائه أمامها حتى يثيرها ! وتتعلم كيف
)تمتع الزوجة الولى زوجها ،فتفعل مثلها ،فهل هذا يجوز؟ (1
ُ
.ـ الجواب :ليجوز
ـ زوج يشتكى برود زوجته أثناء الجماع ،فهل من حرج فى مشاهدة
الزوجين لبعض أشرطة الفيديو "الجنسية" حتى تستجيب الزوجة لزوجها
أثناء الجماع ،أو لتعليمها ؟
ً ً
ـ الجواب :حادثتنى إحدى النساء يوما ـ هاتفيا ـ أن زوجها يشتكى برودها
الجنسى فأشار عليها بإحضار "شريط جنسى" لتشاهده الزوجة !! فسألت :
هل يباح لها هذا ؟
ك ولزوجك أن تشاهدى جارتك ـ مثل ً ـ وهى فى أحضان فقلت لها :هل ل ِ
ت وزوجك ذلك منهما ؟ زوجها أثناء العملية الجنسية ،فتشاهدي أن ِ
.قالت :ل ،ل نستطيع عمل هذا
فقلت لها :إذا كان هذا منكما ،والرجل والمرأة زوجين ،قد أحل الله
تعالى لهما ذلك ،فكيف لكما أن تشاهدا ذلك من رجل وامرأة سفاحا ً وزنا ؟!
ً
! .بل والرجل والمرأة من أهل الكفر
فإذا كان ذلك كذلك فل يجوز من زوجك أن يشير عليك بمثل ذلك المر
الشنيع ،هذا إلى غير الضرار الناتجة عن مشاهدة المرأة لتلك الفلم التى
تُعد أحد أسلحة محاربة السلم والمسلمين ،فالمرأة تشاهد الرجل
"الوسيم" الجميل المفتول العضلت التى يطيل العملية الجنسية مع المرأة
"المحترفة" الدعارة فترة كذا أو كذا ،فتنقم على زوجها ضعفه مثل ً أو عدم
اطالة زمن العملية الجنسية كما شاهدت فى تلك الفلم (ويخفى عليها أن
تلك الفلم كغيرها من الفلم التى تُصور على ـ شوطات ـ وفيها
"المونتاج" قص ولصق تلك المناظر حتى تصبح الفترة الجنسية طويلة زمن
كذا أو كذا) ناهيك عن مشاهدة الرجل أيضا ً لنساء تلك الفلم "الحسناوات"
المحترفات الداعرات "الكافرات" مما قد يدعوه إلى الزهد فى زوجته لقلة
.جمالها مثل ً أو جهلها بما تفعله نساء تلك الفلم
وضرر تلك الفلم أكبر وأشد وأخطر مما يظنه الكثير من الناس ،
خلق "الحياء" فتراه فمشاهدها ـ والعياذ بالله تعالى ـ ينسحب من بين يديه ُ
ينظر إلى كل فتاة أو امرأة يتخيل منها مواضع الفتنة كما شاهد فيشتهيها ،
فإما أن يقع فى المعصية والزنا ،أو يتحول إلى الستمناء وله أضراره
الكثيرة ،أو "يقذف" أثناء مشاهدة تلك الفلم دون أن ينتصب القضيب
النتصاب السليم مما يؤدى بالجسم إلى "العتياد" على القذف فى حالة
د معين ،فل ينتصب القضيب انتصاب من هو فى مثل سنه معينة وعند ح ٍ
ممن لم يشاهد تلك الفلم أو يمارس تلك العادة ،ناهيك عن أضرار تلك
.العادة السيئة ،كما سيأتى الحديث عنها وبيان بعض أضرارها
ـ فماذا عمن يقول أنى أشاهد تلك الفلم للتعلم أو للترفيه ،كما أنها
ى؟ لتؤثر ف ّ
ـ الجواب :نقول له :دعك من التبرير الجوف ول تضحك على نفسك ،ول
تدع الشطيان يضحك منك ،وإليك هذه القاعدة الهامة العظيمة والتى يجب
ن" r :أن تنقش بماء الذهب ويضعها كل إنسان أمام عينه وهى قوله م ْ َ
ه " ،فل تقترب من النار وتقول :لن أحترق َ ْ َ َ َ
)1 (
عن ْ ُ
ل فليَنْأ َ جا ِ ع بِالدّ ّ م َس َِ !.
يجب عليك أخى المسلم البتعاد عن مشاهدة تلك الفلم ول تدع
الشطيان يوسوس لك بمشاهدتها من أجل التعليم أو لبرود الزوجة أو ل ي
.من الواسوس الشيطانية
ت حتى وقعت على ت وغامز ُ َ
ـ ويسأل بعضهم :لقد وقعت فى الزنا – قب ّل ُ
المرأة ،وأريد أن أتطهر ،فما هو الحد ،علما ً بأنى لم أتزوج بعد ؟
ـ الجواب :ل حد على من قبَّل أو غامر أو فاخذ ،إنما الحد على من وقع فى
الزنا وباشر مباشرة كاملة ،روى البخارى :عن ابن عباس ـ رضى الله
ي َ
ك الن ّب ِ َّمال ِ ٍ
ن َ عُز ب ْ ُ
ما ِ غمزت rعنهما ـ قال " :ل َ َ َ
ما أتَى َّ و َ َ ْ َ ْ
قبَل ْت أ َ
ك َ ّ َ عل َّ َ ه :لَ َ
ل لَ ُقا َ َ
ها ـ َل يَكْنِي ـ َ َ َ َ
عنْدَ ذَل ِ َ
ك لَ :
ف ِ قا َ )2 (
ل :أنِكْت َ َ
قا َ ل الل ّ ِ
هَ ، سو َ ل َ :ل يَا َر ُ قا َ تَ ، و نَظَْر َ أ ْ
) .أمر برجمه" (3 َ
َ َ ِ َ ْ ِ ِ
.وحد المحصن هو الرجم ،وغير المحصن :الجلد )1 (
ـ وبعد المعاشرة الجنسية بين الزوجين ،هل يجب تعجيل الغسل أو تأخيره ؟
فتَى ست َ ْ مَر ا ْ ع َ ن ُ ـ الجواب :روى المام مسلم فى صحيحه عن ابن عمر " :أ َ َّ
َ
ل rالن ّب ِ َّ
ي س َ غت َ ِ حتَّى ي َ ْ م َ م لِيَن َ ْ ضأ ْ ث ُ َّ و َّ م لِيَت َ َ ع ْ ل نَ َ قا َ ب َ جن ُ ٌ و ُ ه َ و ُ حدُنَا َ مأ َ
َ
ل يَنَا ُ ه ْ ل َ قا َ ف َ َ
شاء " (3
) .إِذَا َ َ
َ َ أَن َّ
ل الل ّ ِ
ه سو ِ ب لَِر َ ُ خطّا ِ ن ال ْ َ مُر ب ْ ُ ع َ ة rوعن ابن عمر قال " :ذَكََر ُ
َ
جنَاب َ ٌ ه َ صيب ُ ُ ه تُ ِ ُ
) .ت َو َّ ْ
ل الل ّ ِ
ه سو ُ ه َر ُ ل لَ ُ قا َ ف َ ل َ ن الل ّي ْ ِ م َ م " (ِ r 4 م نَ ْ ك ث ُ َّ ل ذَكََر َ س ْ غ ِ وا ْ ضأ َ َ
rوعن عبد الله بن أبى قيس قال " :سألت عائشة عن وتر رسول الله
قب َ َ في ال ْجنَاب َ
من يَنَا َ لأ ْ ل َ ْ س ُ غت َ ِ ن يَ ْ ة أكَا َ َ َ ِ ع ِ صن َ ُ ن يَ ْ ف كَا َ ت كَي ْ َ قل ْ ُ فذكر الحديث ُ ،
َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ َ َ قب َ َ َ
م
َ َ ا ن ف لَ سَ َ ت غ ا ماُ ّ َ ب ر ل ُ ع
َ َ َ ف ي ن ا ك ْ د ق ك ِ ل َ ذ ل ّ ك ت ْ قال ؟ لَ سن َ َ ِ ت غ
ْ ي لأ ْ م َ ْ م يَنَا ُ أ ْ
ل َمر سعة " (1 َ َ ضأ َ َ و َّ
في ا ْ ْ ِ َ َ ً ل ِ ع َ ج َ ذي َ ه ال ّ ِ مدُ لِل ّ ِ ح ْ ت ال ْ َ قل ْ ُ م ُ فنَا َ ما ت َ َ وُرب َّ َ َ .
)
ـ قلت :وفى هذا الحديث بيان أن هذا الحكم يجرى على الرجل والمرأة
.سواء أصبح الرجل صائما ً أو غير صائم فى رمضان أو غيره
ـ ولكن الغتسال أفضل :وللرجل والمرأة أن يغتسل قبل النوم أفضل
في ال ْجنَاب َ
ن tلحديث عبد الله بن قيس ة أكَا َ َ َ ِ ع ِ صن َ ُ ن يَ ْ ف كَا َ ت كَي ْ َ قل ْ ُ أنه قال ُ " :
ع ُ ْ َ َ َ ُ تك ّ ُ َ َ س َ َ م قب ْ َ َ َ َ قب ْ َ ل َ س ُ
ل ن ي َف َ ل ذَل ِك قدْ كا َ ل ؟ قال ْ غت َ ِ ن يَ ْ لأ ْ م يَنَا ُ مأ ْ ن يَنَا َ لأ ْ غت َ ِ يَ ْ
َ ْ َ َ ّ َ ّ ْ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ
ة
ع ً س
ْ ِ َ َ ر م ل ا في ِ ل ع
َ َ ج ذي ِ ال ه
ِ ل ِ ل د
َ ْ ُ م ح ال تُ قل م
َ ا َ ن ف ضأ ّ و
َ َ ت ما َ َ ُ ّ َ ب ر و م ا َ ن ف ل س َ َ ت غ ا ما ُر ّ َ ب
1( ") .
ه" r :وروى أبو داود أن النبى ذ ِ ه ِ عنْدَ َ ل ِ س ُ غت َ ِ ه يَ ْ سائ ِ ِ علَى ن ِ َ وم ٍ َ ت يَ ْ ف ذَا َ طَا َ
َ َ حدًا قا َ َ ً ُ ُ َ َ َ ّ سو َ َ ْ ُ ه قا َ َ
هذَا أْزكى ل َ وا ِ سل َ هغ ْ عل ُ ج َ ه أل ت َ ْ ل الل ِ ه يَا َر ُ تل ُ ل قل ُ ذ ِ ه ِ عنْدَ َ و ِ َ
) .وأَطْيب وأَط ْهر " (2
َ ُ َ ُ َ َ
ـ فما هى كيفية الغتسال ؟
:ـ كيفية الغسل
.يبدأ المغتسل أول ً بغسل الكفين ثلث مرات •
ً
.غسل الفرج من المام والخلف ـ باليد اليسرى ـ جيدا • ) 3 (
•
الوضوء كوضوء الصلة ،مع ملحظة المحافظة على الوضوء من
.نواقضه ،وعدم مس الفرج بأى من اليدين
تخليل شعر الرأس بالصابع ثلث مرات ،وهو أن يبلل الرجل يديه بالماء •
.ثم يخلل شعره بأصابعه ،أى أن يمرر أصابعه خلل شعره
صب ثلث حفنات ـ ملء الكفين ـ ماء على الرأس ،حتى تبتل فروة •
.الرأس جيداً
غسل الجانب اليمن من الجسم ،يبدأ بالشق العلى ثم السفل ،مع •
.ملحظة عدم مس الفرج كما تقدم للحفاظ على الوضوء
.غسل الجانب اليسر من الجسم ،بدأ بالشق العلى ثم السفل •
.غمر الجسم بالماء جيداً •
مع ملحظة العتناء بغسل البط والسرة وخلف الركبة ،بعدها يخرج •
.المغتسل إلى صلته دون الحاجة إلى الوضوء مرة أخرى
ة يَبْدَأُ " r :ـ روى مسلم في صحيحه في كيفية اغتساله جنَاب َ ِ ن ال ْ َ م َ ل ِ س َ غت َ َ إِذَا ا ْ
ه ُ َ ه ث ُ َّ ل َ س ُ ه َ َ ر ُ م يُ ْ ه ث ُ َّ س ُ َ
ضوءَ ُ و ُ
َ َ ُ َ
ضأ م يَت َو ّ ج ُ فْر َ غ ِ في َ ْ مال ِ ِ ش َ على ِ ه َ مين ِ ِ غ بِي َ ِ ف ِ ل يَدَي ْ ِ غ ِ في َ ْ
د
ق ِ ن َ حتَّى إِذَا َرأى أ ْ ر َ ع شفي أ ُصول ال َّ ه ع صاب ل أَ ُ خ د ي َ
ف ء ما ْ ال ُ ذ خ م يأ ْ َ ُ ث ة َ
ل َ
ص
ِ ْ َ ُ ِ ِ َ
َ ِ ُ ِ ْ ُ َ
علَى َرأ ْ
ُ َ َ ّ ِ لِ ّ ل
لس َ َ َ
غ َ
م ُ ث ه
َ ِ َ َ ِ ِ ّ د س ج ر ِ ئ سا ى َ علَ ض
َ فا َ أ م َ ّ ُ ث ت ٍ ا َ ن َ
ف ح
َ ثَ لَ َ ث ه
َ ِ ِ س َ نَ فَ ح
س ْ َ َرأ بَ ت ا ْ
ه يَ
" ِ ْ ْ ِ
جل ر
ول فرق بين الرجل والمرأة فى الغسل من الجنابة ،وروى مسلم عن أم
ة ؟ وفي جنَاب َ ِ ل ال ْ َ س ِ غ ْ ه لِ ُ ض ُ ق ُ فأَن ْ ُ سي َ فَر َرأ ِ
ْ ض ْ شدُّ َ مَرأَةٌ أ َ ُ سلمة قالت " :إِنِّي ا ْ
ك ثََل َ ْ َ َ َ َ
ث ِ س
ِ رأ
َ ى عل َ ي
ْ َ ِ ث ح َ ت ن
ْ أ ك ِ في ِ ْ ك ي
ِ َ َ ما ّ ن إ ل : ل َ قا َ " ة
ِ ج َ
ب ا َ ن وال ْ َ ة َ ض ِ حي ْ َ رواية ":لِل ْ َ
فتط ْهرين" (1 َ ْ َ َ ُ
َ َ َ ُ ِ َ ء ما ال ك ي عل
تِ ْ َ َ ِ ِ ُ ّ ، ن ضي في ت م ث حثَيَا ٍ َ ).
أما اغتسال المرأة من الحيض فقد اختلف أهل العلم فى وجوب نقضها
لشعر رأسها ،والصحيح أنها ل تنقض شعر رأسها لحديث مسلم السابق ،
…" .وفى رواية له " :أفأنقضه للحيض والجنابة
ـ ويسأل بعضهم ( : )2جامعت زوجتى فى ثوب ،ثم بعد الجماع ارتديت ذلك
الثوب مرة أخرى بعد الغسل ،فهل يجوز هذا منى ؟
ـ الجواب :ل حرج فى هذا ،إذا لم يصب الثوب نجاسة من المذى ،وإل
فعليه غسل موضع النجاسة فقط أو نضحه بالماء ،وإن أصاب جسمك
"العرق" فالمسلم ل ينجس ،أما إذا أصابه "المنى" فعليك بغسله مكانه أو
) .فركه بعد أن يجف (3
ـ "وفى هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ،
فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف
الذى أمر الله تعالى به أو طلب ولد صالح أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعاً
م به أو غير ذلك من المقاصد من النظر إلى حرام أو التفكر فيه أو اله ّ
) .الصالحة" (5
نهى عن rـ هل صحيح ما يشاع عند بعض الزواج رجال ً ونساءً أن النبى
الكلم عند الجماع ؟
قوله " :ل تكثروا الكلم عن مجامعة rـ الجواب :ليس بصحيح ُ :روى عنه
) .النساء ،فإن منه يكون الخرس والفأفأة" وهو حديث ضعيف جدا ً (1
ـ ومثله " :إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ،ول يتجردا تجرد العيرين" ،فيه
) 3 (
قوله " :إذا جامع أحدكم فل ينظر إلى الفرج ،فإنه يورث rـ وُروى عنه
العمى" وهذا حديث موضوع ( ، )5وقال بعضهم :لنه يؤدى إلى النسيان ،
.وليس هذا بالدليل "الشرعى" الذى يدل على التحريم
َّ َ
ه
ِ الل ل سو َ َ ُ ر ا ي " : قال ـ والصحيح فى هذا المر ما ورد عن معاوية بن حيدة
َ َ َ َ ْ
تملك َْ ما َ و َ جت ِك أ ْ َ و َ ن َز ْ م ْ ك إ ِ ّل ِ وَرت َ ع ْ ظ َ ف ْ ح َ لا ْ قا َ ما نَذَُر ؟ َ و َ ها َ من ْ َ ما نَأتِي ِ وَراتُنَا َ ع ْ َ
د ح َ أ ها َ َ َ را ي ل َ ن َ أ ت ع َ ط ت س ا ن إ لَ قا َ ؟ ل ج ر َ ال ع م ن و ُ ك ي ل ُ ج ر َ ال َ
ل قا َ َ
ف ، ك َ يَ ِ ُ
ن مي
َ ٌ ْ ْ َ ْ َ َِ ِ ّ ُ ِ ُ َ َ َ ّ ُ
ق أ َن يستحيا منه" (1 َ ّ ُ ْ
ح ُّ ْ ُ ْ َ ْ َ ِ ْ ُ هأ َ فالل ُ ل َ قا َ خالِيًا َ ن َ ل يَكو ُ ج ُ والَّر ُ ت َ قل ُ لُ ، ع ْ ف َ فا ْ َ ).
:ـ وقال بعضهم
واحــذر مـن الجمـاع فى الثياب فهـو مــن الجهـل بـل ارتيـاب
بل كـل مـا عليها ـ صاح ـ فانزع وكــن مـلعبــا ً لهـا ل تفــزع
ـ وهذا يعنى الغتسال معا ً وإباحة النظر إلى فرج المرأة والعكس :فعن
ـ رضى الله عنها ـ قالت " :كنت اغتسل أنا ورسول الله من إناء rعائشة
.واحد من الجنابة" ،والتستر أولى لحديث معاوية السابق )2 (
ل أَنَا
س َُ ِ ت غْ َ أ ـ والمداعبة أثناء الغسل :وعنها أيضا ً ـ رضى الله عنها ـ "كُن ْ ُ
ت
َّ سو ُ قو َ حتَّى أ َ ُ د َ
ه
ل الل ِ وَر ُ ع لِي َ r ، ع لِي دَ ْل دَ ْ فيُبَاِدُرنِي َ ح ٍوا ِ ه َ وبَيْن َ ُ
ء بَيْنِي َ
ن إِنَا ٍ م ْ ِ
قال َت وهما جنبان "(3 َ ) .
ُ ُ َ ِ ْ َ ُ َ
ـ فماذا عن أحكام الوطء فى الدبر ؟
ـ فى أحكام الوطء فى الدبر :ورد النهى عن وطء المرأة فى دبرها فى
غير حديث صحيح ،وتكلم العلماء سلفا ً وخلفا ً فى تحريم الوطء فى الدبر ":
فمنها أنه من الكبائر ومنها أنه يوجب القتل إذا كان من غلم نص عليه أحمد
فى إحدى الروايتين والثانية حده حد الزانى كقول مالك والشافعى فإن كان
من زوجه أو أمة أوجب التعزير وفى الكفارة وجهان :أحدهما عليه كفارة
.من وطىء حائضا ً اختاره ابن عقيل
ـ والثانى :ل كفارة فيه وهو قول أكثر الصحاب ومنها أن للزوجة أن
تفسخ النكاح به وذكره غير واحد من أصحابنا وإن كان من امرأة أجنبية
فاختلف أصحابنا فى حده ،فالذى قاله أبو البركات وأبو محمد وغيرهما حده
حد الزانى ،وقال ابن عقيل فى فصوله فإن كان الوطء فى الدبر فى حق
أجنبية وجب الحد الذى أوجبناه فى اللواط ،وعلى هذا فحده القتل بكل حال
وإن كان فى مملوكه فذهب بعض أصحابنا أنه يعتق عليه وأجراه مجرى
) .المثلة الظاهرة وهو قول بعض السلف" (1
ـ ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى " :وأما الدبر فلم يبح قط على لسان
نبى من النبياء ومن نسب إلى بعض السلف إباحة وطء الزوجة فى دبرها
فقد غلط عليه ،وفى سنن أبى داود عن أبى هريرة قال " :قال رسول الله
ملعون من أتى المرأة فى دبرها" ( ، )2وفى لفظ لحمد وابن ماجة " :ل r :
ينظر الله إلى رجل جامع امرأته فى دبرها" ( ، )3وفى لفظ للترمذى وأحمد :
"من أتى حائضا ً أو امرأة فى دبرها أو كاهنا ً فصدقه فقد كفر بما أنزل على
وفى لفظ للبيهقى " :من أتى شيئا ً من الرجال والنساء فى r" (4) ،محمد
الدبار فقد كفر" ( ، )5وفى مصنف وكيع حدثنى زمعة بن صالح عن ابن
r :قال رسول الله" t :طاووس عن أبيه عن ابن الهاد عن عمر بن الخطاب
إن الله ل يستحيى من الحق ل تأتوا النساء فى أعجازهن" وقال مرة " :فى
ل" r :أدبارهن"( ، )6وفى الترمذى عن على بن طلق قال :قال رسول الله
تأتوا النساء فى أعجازهن فإن الله ل يستحى من الحق" ( ، )1وقال البغوى :
حدثنا هدبة حدثنا همام قال " :سئل قتادة عن الذى يأتى امرأته فى دبرها ؟
قال :تلك rفقال :حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله
اللوطية الصغرى" ( ، )2وفى المسند أيضا ً عن ابن عباس " :قال جاء عمر بن
فقال :يا رسول الله هلكت ،فقال :وما الذى rالخطاب إلى رسول الله
أهلكك ؟ قال :حولت رحلى البارحة ،قال :فلم يرد عليه شيئا ً ،فأوحى الله
فأْتُوا ْ حرثَك ُ َ َ
م) (البقرة )223 : م أنَّى ِ
شئْت ُ ْ ْ َ ْ ث ل ّك ُ ْ
م َ حْر ٌم َ ؤك ُ ْ سآ ُ إلى رسوله ( :ن ِ َ
أقبل أدبر واتق الحيضة والدبر ( ، )3وفى الترمذى عن ابن عباس مرفوعا ً " :ل
ينظر الله إلى رجل أتى رجل ً أو امرأة فى الدبر" ( ، )4وقال عبد الله بن وهب
حدثنا عبد الله بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول
قال " :ملعون من يأتى النساء فى محاشهن يعنى أدبارهن" ( ، )5وذكر rالله
أبو نعيم الصبهانى من حديث خزيمة بن ثابت :يرفعه " :إن الله ل يستحيى
من الحق ل تأتوا النساء فى أعجازهن" ( ، )6وقال الشافعى أخبرنى عمى
محمد بن على بن شافع قال أخبرنى عبد الله بن على بن السائب عن عمرو
عن إتيان rبن أحيحة بن الجلح عن خزيمة ابن ثابت " :أن رجل سأل النبى
النساء فى أدبارهن فقال حلل ،فلما ولى دعاه ،فقال :كيف قلت فى
أى الخربتين أو فى أى الخزرتين أو فى أى الخصفتين أمن دبرها فى
قبلها ،فنعم ،أما من دبرها فى دبرها فل إن الله ل يستحيى من الحق ل
) .تأتوا النساء أدبارهن " (1
ـ قال الربيع :فقيل للشافعى :فما تقول :فقال :عمى ثقة ،وعبد الله
ابن على ثقة وقد أثنى على النصارى خيرا ً يعنى عمرو بن الجلح وخزيمة
.ممن ل يشك فى ثقته فلست أرخص فيه بل أنهى عنه
قلت :ومن هاهنا نشأ الغلط على من نقل عنه الباحة من السلف
والئمة فإنهم أباحوا أن يكون الدبر طريقا ً إلى الوطء فى الفرج فيطأ من
الدبر ل فى الدبر فاشتبه على السامع "من" بـ "فى" ولم يظن بينهما فرقا
.فهذا الذى أباحه السلف والئمة فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه
ن من حي ُ َ فأْتُو ُ
ه) (البقرة )222 :قال مجاهد م الل ّ ُ مَرك ُ ُ ثأ َ ه َّ ِ ْ َ ْ وقد قال تعالى َ ( :
ّ َ ْ
ه) (البقرة : م الل ُمَرك ُ ُ
ثأ َحي ْ ُ
ن َ
م ْ
ن ِ ه َّ
فأتُو ُ :سألت ابن عباس عن قوله تعالى َ ( :
)222فقال :تأتيها من حيث أمرت أن تعتزلها يعنى فى الحيض ،وقال
.على بن أبى طلحة عنه :يقول فى الفرج ول تعده إلى غيره
وقد دلت الية على تحريم الوطء فى دبرها من وجهين أحدهما أنه أباح
إتيانها فى الحرث وهو موضع الولد ل فى الحش الذى هو موضع الذى ،
فأْتُواْ
وموضع الحرث هو المراد من قوله من حيث أمركم الله الية قال َ ( :
حرثَك ُ َ
م) (البقرة )223 :وإتيانها فى قبلها من دبرها مستفاد من م أنَّى ِ
شئْت ُ ْ ْ َ ْ
م) أى من أين شئتم من أمام أو من خلف قال ْ َ َ ً
شئت ُ ْالية أيضا لنه قال ( :أن ّى ِ
.ابن عباس ْ َ ( :
م) يعنى :الفرج حْرثَك ُ ْ فأتُوا ْ َ
وإذا كان الله حرم الوطء فى الفرج لجل الذى العارض فما الظن
بالحش الذى هو محل الذى اللزم مع زيادة المفسدة بالتعرض لنقطاع
.النسل والذريعة القريبة جدا ً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان
ـ وأيضا ً فللمرأة حق على الزوج فى الوطء ووطؤها فى دبرها يفوت
.حقها ول يقضى وطرها ول يحصل مقصودها
ـ وأيضا ً فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له وإنما الذى هئ له
.الفرج فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعاً
ـ وأيضا ً فإن ذلك مضر بالرجل ولهذا ينهى عنه عقلء الطباء من
الفلسفة وغيرهم لن للفرج خاصية فى اجتذاب الماء المحتقن وراحة
الرجل منه والوطء فى الدبر ل يعين على اجتذاب جميع الماء ول يخرج كل
.المحتقن لمخالفته للمر الطبيعى
ـ وأيضا ً يضر من وجه آخر وهو إحواجه إلى حركات متعبة جدا ً لمخالفته
.للطبيعة
.ـ وأيضا ً فإنه محل القذر والنجو فيستقبله الرجل بوجهه ويلبسه
ـ وأيضا ً فإنه يضر بالمرأة جدا ً لنه وارد غريب بعيد عن الطباع منافر لها
.غاية المنافرة
.ـ وأيضا ً فإنه يحدث الهم والغم والنفرة عن الفاعل والمفعول
ـ وأيضا ً فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر ويطمس نور القلب ويكسو الوجه
.وحشة تصير عليه كالسيماء يعرفها من له أدنى فراسة
ـ وأيضا ً فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين الفاعل
.والمفعول ولبد
ـ وأيضا ً فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فسادا ً ل يكاد يرجى بعده
.صلح إل أن يشاء الله بالتوبة النصوح
ـ وأيضا ً فإنه يذهب بالمحاسن منها ويكسوهما ضدها كما يذهب بالمودة
ً وتلعنا .بينهما ويبدلهما بها تباغضا ً
ـ وأيضا ً فإنه من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم فإنه يوجب اللعنة
والمقت من الله وإعراضه عن فاعله وعدم نظره إليه فأى خير يرجوه بعد
هذا وأى شر يأمنه وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته وأعرض
.عنه بوجهه ولم ينظر إليه
ـ وأيضا ً فإنه يذهب بالحياء جملة والحياة هو حياة القلوب فإذا فقدها
.القلب استحسن القبيح واستقبح الحسن وحينئذ فقد استحكم فساده
ـ وأيضا ً فإنه يحيل الطباع عما ركبها الله ويخرج النسان عن طبعه إلى
طبع لم يركب الله عليه شيئا من الحيوان بل هو طبع منكوس وإذا نكس
الطبع انتكس القلب والعمل والهدى فيستطيب حينئذ الخبيث من العمال
.والهيئات ويفسد حاله وعمله وكلمه بغير اختياره
.ـ وأيضا ً فإنه يورث من الوقاحة والجرأة ما ل يورثه سواه
.ـ وأيضا ً فإنه يورث من المهانة والسفال والحقارة مال يورثه غيره
ـ وأيضا ً فإنه يكسو العبد من حلة المقت والبغضاء وازدراء الناس له
واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو مشاهد بالحس ،فصلة الله وسلمه
على من سعادة الدنيا والخرة فى هدية واتباع ما جاء به وهلك الدنيا
) .والخرة فى مخالفته هدية وما جاء به (1
ث( u :ويقول المام الشافعى رحمه الله تعالى :قال الله حْر ٌم َ ؤك ُ ْ سآ ُ نِ َ
َ
ْ فأ ُْ
م) (البقرة )223 :الية .وبين أن موضع الحرث موضع الولد ْ ُ كَ ث ر ح
َ ْ وا ت َ مل ّك ُ ْ
وأن الله تعالى أباح التيان فيه إل فى وقت المحيض ،وأنى شئتم :من أين
شئتم ،قال الشافعى :وإباحة التيان فى موضع الحرث يشبه أن يكون
تحريم إتيان فى غيره فالتيان فى الدبر حتى يبلغ منه مبلغ التيان فى
.القبل محرم بدللة الكتاب ثم السنة
أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعى قال :أخبرنا عمى محمد بن على بن
شافع عن عبدالله بن على بن السائب عن عمرو بن أحيحة أو ابن فلن بن
أحيحة بن فلن النصارى قال :قال :محمد بن على وكان ثقة عن خزيمة
عن إتيان النساء فى أدبارهن فقال rبن ثابت أن سائل ً سأل رسول الله
حلل ،ثم دعاه أو أمر به فدعى ،فقال :كيف قلت فى أى rرسول الله
الخربتين أو فى أى الخرزتين أو فى الخصفتين أمن دبرها فى قبلها فنعم
أم من دبرها فى دبرها فل إن الله ل يستحى من الحق ل تأتوا النساء فى
) .أدبارهن (1
قال الشافعى :فأما التلذذ بغير إبلغ الفرج بين الليتين وجميع الجسد
فل بأس به إن شاء الله تعالى ،قال :وسواء هو من المة أو الحرة فإذا
أصابها فيما هناك لم يحللها لزوج إن طلقها ثلثا ً ولم يحصنها ول ينبغى لها
تركه وإن ذهبت إلى المام نهاه فإن أقر بالعودة له أدبه دون الحد ول غرم
عليه فيه لها لنها زوجة ولو كان فى زنا حد فيه إن فعله حد الزنا وأغرم إن
) .كان غاصبا ً لها مهر مثلها قال ومن فعله وجب عليه الغسل وأفسد حجه (2
ـ ويقول المام ابن كثير رحمه الله تعالى فى تفسيره :عن عبد الرحمن
قال لبن عمر :إنا نشتري الجوارى أفنحمض لهن ؟ فقال :وما التحميض ؟
فذكر له الدبر ،فقال ابن عمر :أف أف ،وهل يفعل ذلك مؤمن أو قال
مسلم فقال مالك أشهد على ربيعة لخبرنى عن أبى الحباب عن ابن عمر
مثل ما قال نافع ،وروى النسائى ( )3عن سعيد بن يسار قال :قلت لبن
عمر إنا نشترى الجوارى أفنحمض لهن ؟ قال :وما التحميض ؟ قلت :نأتيهن
فى أدبارهن ،فقال :أف أف ،أو يعمل هذا مسلم ؟ فقال لى مالك :
فأشهد على ربيعة لحدثنى عن سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر فقال :
.لبأس به
وروى النسائى ( )1أيضا من طريق يزيد بن رومان عن عبيد الله بن عبد
.الله بن عمر أن ابن عمر كان ل يرى بأسا ً أن يأتى الرجل المرأة فى دبرها
وروى معن بن عيسى عن مالك أن ذلك حرام ( )2وقال أبو بكر بن زياد
النيسابورى حدثنى إسماعيل بن حصن حدثنى إسرائيل بن روح سألت مالك
بن أنس ما تقول فى إتيان النساء فى أدبارهن قال ما أنتم إل قوم عرب
هل يكون الحرث إل موضع الزرع ؟ ل تعدوا الفرج قلت :يا أبا عبد الله
ى
.إنهم يقولون إنك تقول ذلك ،قال :يكذبون على يكذبون عل ّ
فهذا هو الثابت عنه وهو قول أبى حنيفة والشافعى وأحمد بن حنبل
وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب وأبى سلمة وعكرمة وطاوس
وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر والحسن وغيرهم
من السلف أنهم أنكروا ذلك أشد النكار ومنهم من يطلق على فعله الكفر
وهو مذهب جمهور العلماء وقد حكى فى هذا شئ عن بعض فقهاء المدينة
حتى حكوه عن المام مالك وفى صحته نظر ،قال الطحاوى :روى أصبغ بن
الفرج عن عبد الرحمن بن القاسم قال ما أدركت أحدا أقتدى به فى دينى
َ
م)ث ل ّك ُ ْ
حْر ٌ ؤك ُ ْ
م َ سآ ُ
يشك أنه حلل يعنى وطء المرأة فى دبرها ثم قرأ ( :ن ِ َ
(البقرة )223 :ثم قال فأى شئ أبين من هذا ،هذه حكاية الطحاوى ،وقد
روى الحاكم والدارقطنى والخطيب البغدادى عن المام مالك من طرق ما
يقتضى إباحة ذلك ولكن فى السانيد ضعف شديد وقد استقصاها شيخنا
.الحافظ أبو عبد الله الذهبى فى جزء جمعه فى ذلك والله أعلم
وقال الطحاوى :حكى لنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سمع
فى تحليله ول تحريمه شئ ،والقياس rالشافعى يقول ما صح عن النبى
أنه حلل ،وقد روى ذلك أبو بكر الخطيب عن أبى سعيد الصيرفى عن أبى
العباس الصم سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعى
يقول فذكره ،قال أبو نصر الصباغ كان الربيع يحلف بالله الذى ل إله إل هو
لقد كذب يعنى ابن عبد الحكم على الشافعى فى ذلك لن الشافعى نص
) .على تحريمه فى ستة كتب من كتبه والله أعلم (1
أنه قال " :من أتى حائضا ً أو امرأة فى rـ وقد صح عن رسول الله
) .دبرها ،أو كاهنا ً فصدقه بما يقول ،فقد كفر بما أنزل على محمد" (3
ن tـ وعن انس م َ ها ِ جو َ خَر ُ مَرأَةٌ أ َ ْ ما ْ ه ُ من ْ ُ ت ِ ض ْ حا َ ت إِذَا َ هودَ كَان َ ْ ن الْي َ ُ قال " :أ َ َّ
ل سو ُ ل َر ُ سئ ِ َ ف ُ ت َ في الْبَي ْ ِ ها ِ عو َ م ُ جا ِ م يُ َ ول َ ْ ها َ ربُو َ شا ِ م يُ َ ول َ ْ ها َ ؤاكِلُو َ م يُ َ ول َ ْ ت َ الْبَي ْ ِ
َّ َ َ َ
ه
و rالل ِ ه ََ ل ُ ق ْ ض ُ حي ِ م ِ ن ال ْ َ ع ِ ك َ سألُون َ َ وي َ ْ عالَى ( َ وت َ َ ه َ حان َ ُ سب ْ َ ه ُ ل الل ّ ُ فأنَْز َ ك َ ن ذَل ِ َ ع ْ َ
ه ّ سو ُ قا َ ف َ ة َ ْ َ ْ ُ َ rأَ
ل الل ِ ل َر ُ ر الي َ ِ ِ خ
ِ آ ى ل إ
ِ ِ ) ض حي ِ م
َ ال في ِ َ ء سا َ ّ ِ ن ال وا زل ِ َ ت عْ فا ًى ذ
ريدُ ت الْي َ ُ قال َ ِ ف َ ح َ غيَْر النِّكَا ء َ ل َ عوا ك ُ َّ في الْبُيُو ِ ه َّ
ما ي ُ ِ هودُ َ
ُ ِ ي ٍ ْ ش
َ َ
صن َ ُ ْ وا َ ت
َ
ن ِ عو ُ م ُ جا ِ َ
َ
عب ّادُ و َ ٍ َ ر ْ ي ضَ حُ ن
ُ ْ ب ُ د ْ ي سَ أ َ ء جا َ فَ ه
ِ في ِ ا َ ن ف َ َ خال َ ل ّ ِ إ ا َ ن ر
ْ ِ م أ نْ مِ ا ً ئ ْ ي ش َ ع
َ َ د َ ي نْ أ ل ُ جُ ر َ ّ ال َا ذ ه َ
َّ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ َّ َ َ َ َ
ه
ل الل ِ سو ِ ر إِلى ر ُ ن ب ِش ٍ وكذَا أفل rاب ْ ُ هودَ ت َقول كذَا َ ن الي َ ُ ه إِ ّ سول الل ِ فقال يَا َر ُ
َ َّ َ ض َ ْ ه َّ ن َ َ َ َ َ
ه
ل الل ِ سو ِ ه َر ُ ج ُ و ْ عَر َ م ّ فت َ َ حي ِ م ِ في ال َ ن ِ ح ُ جدَ rنَنْك ِ ُ ) 1 (
و َ قدْ َ حت ّى ظنَن ّا أ ْ َ
َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ
ه
ل الل ِ سو ِ ن إِلى َر ُ ن لب َ ٍ م ْ ة ِ دي ّ ٌ ه ِ ما َ ه َ ست َقبَلت ْ ُ جا فا ْ خَر َ ما ف َ ه َ علي ْ ِ في َ r ث ِ ع َ فب َ َ
فظَننَا أَن َه ل َم يجد علَيهما" (2 ما َ
َ ّ ّ ُ ْ َ ِ ْ َ ْ ِ َ ه َ ر ِ .آثَا ِ
)
)إذا أرد من الحائض شيئا ً ألقى على فرجها شيئا ثم صنع ما أرد" rوكان
5 (
.
ـ فاه على موضع فى r ،وقالت أيضا ً " :كنت أشرب وأنا حائض فيضع ـ
) .فيضع فاه على موضع فى" ( r 6وأتعرق العرق ثم أناوله النبى
فإذا طهرت من حيضها كما تقدم عند الشافعى رحمه الله تعالى فله أن
يأتيها بعد أن تغتسل أو تتوضأ أو أن تغسل موضع الدم فقط كما تقدم ،
ن من حي ُ َ فأْتُو ُ
ب ح ُّ ه يُ ِ ن الل ّ َ ه إ ِ َّ م الل ّ ُ مَرك ُ ُ ثأ َ ه َّ ِ ْ َ ْ ن َ هْر َ فإِذَا تَطَ َّ لقوله تعالى َ (:
ن) (البقرة 222 : ري َ ه ِ متَط ِّ َ ب ال ُ ْ ُ ح ّ وي ُ ِ ن َ وابِي َ ) .الت َّ َّ
ـ ويقول الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله وقد تقدم فى
من إناء واحد كلنا rالصحيحين حديث عائشة " :كنت أغتسل أنا والنبى
فيباشرنِي َ ) .جنب" ( )1و "كَان يأ ْمرنِي َ َ
ض" (2 حائ ِ ٌ وأنَا َ َ زُر َ ُ َ ِ ُ فأت َّ ِ َ َ ُ ُ
زلُواْ عت َ ِ
فا ْ قال الشافعى قال بعض أهل العلم بالقرآن فى قوله تعالى َ ( :
ض) (البقرة )222:يعنى فى موضع الحيض حي ِ م ِ ساء فى ال ْ َ .الن ِّ َ
وكانت الية محتملة لما قال ومحتملة إعتزال جميع أبدانهن فدلت سنة
.على اعتزال ما تحت الزار منها وإباحة ما فوقه rرسول
وحديث أنس هذا ظاهر فى أن التحريم إنما وقع على موضع الحيض
.خاصة وهو النكاح وأباح كل ما دونه
وأحاديث الزار ل تناقضه لن ذلك أبلغ فى اجتناب الذى وهو أولى وأما
عما يحل للرجل من امرأته وهى rحديث معاذ قال " :سألت رسول الله
حائض فقال ما فوق الزار والتعفف عن ذلك أفضل" ( )3ففيه بقية عن سعد
.الغطش وهما ضعيفان
قال عبدالحق :رواه أبو داود ،ثم قال :ورواه أبو داود من طريق حزام
ما يحل لى من" r :بن حكيم وهو ضعيف عن عمه أنه سأل رسول الله
امرأتى وهى حائض فقال لك ما فوق الزار" ( )1قال ويروى عن عمر بن
)ذكره أبو بكر بن أبى شيبة وليس بقوى (r 2الخطاب عن النبى
ـ فمن لم يملك نفسه ووقع على زوجته فى الحيض أو النفاس ،فما
الكفارة عليه ؟
ـ الجواب :عليه أول أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه من هذا الفعل ،ثم ً
عليه أن يتصدق بدينار أو نصف دينار ،لحديث المام احمد وغيره أن كفارة
.من وقع على أهله فى الحيض التصدق بدينار أو نصف دينار
ـ فهل تطلق منه زوجته ؟
ـ الجواب :ل ،لكن إن علم القاضى منهما ذلك فله أن يطلق ،على قول
.بعض أهل العلم
ـ فكيف تتطهر المرأة من الحيض ؟
ها rـ الجواب :سئل ماءَ َ َ
ن ُ ك ا د ح إ ُ ذ خ
ُ عن غسل المرأة من الحيض فقال :تَأ ْ
َ ّ َ ْ ِ
ه دَلْكًا َ ْ ُ
ديدًا ش ِ فتَدْلُك ُ ُها َ س َ علَى َرأ ِ ب َ ص ُّ م تَ ُ هوَر ث ُ َّ ن الطّ ُ س ُ ح ِ فت ُ ْ هُر َ فتَطَ َّ ها َ سدَْرت َ َ و ِ َ
هُر َ
فتَط َّ ة َ سك َ ً م َّ م ة
ً ص ر ف
ِ ُ ذ خ
ُ ْ أَ ت م َ ُ ث َ ء ما ْ ال ها ي َ عل
َ بُ ص َ ت مَ ُ ث ها س ْ رأ ن ؤوُ ش ُ غ
َ ُ ل ب َ ت ى َ ّ ت ح
ُ َ ْ َ ّ َ َ ْ ّ ُ ّ َ ِ َ َ ْ َ
َ َ
ة: ش ُ عائ ِ َ ت َ قال َ ْف َهَ ، ن الل ّ ِ حا َ سب ْ َ ل ُ قا َ ف َ ها َ هُر ب ِ َ ف تَطَ َّ وكَي ْ َ ماءُ َ س َ تأ ْ قال َ ْ ف َ ها َ بِ َ
َ َر الدَم " (3 َ
ِ ّ َ ث أ ن
َ عي ِ ّ بَ ت َ ت ) .
ـ وهنا نقول :لبد من إهتمام المرأة بنظافتها اهتماما ً عظيما ً ،خاصة بعد
.الحيض ،مع الهتمام بالنظافة العامة ،وأطيب طيب المرأة :الماء
ـ فكيف تعتنى المرأة بنظافتها والمحافظة على أعضائها التناسلية ؟
ـ الجواب :لقد حث السلم على النظافة ،من حسن الملبس والتسوك
والغتسال والوضوء والتطهر ونحو هذا ،ومن المقرر أن النظافة الجنسية
من المور الهامة جدا ً ،وإهمال المرأة فى نظافتها ونظافة أعضائها
التناسلية قد يسبب لها الكثير من المشاكل ،خاصة عند الجماع ،والمرأة
بطبيعتها رقيقة ناعمة حالمة تحب الجمال والزينة ،فهى تدفع ربع عمرها
فى التزين وإنتقاء ملبسها ،فهى ل تشعر بالوقت أمام المرآة أو عند
اختيار لباس جديد لها ،فجمالها أهم عندها من إكتشافات أحمد زويل مثل ً !
ورغم ذلك إل أن هناك بعض الفتيات والنساء قد أهلمن العناية بأعضائهن
التناسلية مما سبب لهن الكثير من المشاكل المرضية كالسيلن ونحوه ،
) .ونفور الزوج وكراهية الجماع إذا كانت متزوجة (1
.ومن المقرر أن العضاء التناسلية عند الرجل أسهل نظافة منها عند المرأة
ص الرجل ثدي زوجته قنزل فى حلقه بعض اللبن ،فهل تحُرم ـ فماذا إذا م َّ
عليه ؟
.ـ الجواب :ل تحُرم عليه
ـ هل لشعر العانة فوائد جنسية ؟
ـ الجواب :نعم ،فلم يخلق الله تعالى شيئا ً عبثا ً ،أو بدون حكمة ،كيف وهو
خلق النسان فى أحسن تقويم ،كيف وهو العليم الحكيم ؟! ونحن وإن لم
حكم فى بعض ما نرى ،فل يعنى هذا أنه مخلوق سدى ، نعرف الفوائد أو ال ِ
فَل م أَ َسك ُ ْ
ف ِ وفى أَن ُ ولو نظر النسان فى نفسه لرأى عجبا ً قال تعالى َ ( :
ن) (الذاريات )21 :ففى خلق الوجه بهذه الكيفية ،وهذه النف صُرو َ تُب ْ ِ
بفتحتين ـ إلى أسفل ـ والذنين بفتحتين ـ على الجانبين ـ والعينين
بغطائهما ـ دون النف أو الذنين ! ـ والشعر على الرأس ،وعلى ظهر الكف
دون باطنه ! والشعر تحت البط وحول الفرج ! والفرج بهذا الشكل العجيب
ومكانه المحفوظ فيه ـ للرجل والمرأة ـ بخلف الحيوانات وغير هذا ،هى
دعوة من الله تعالى للتأمل والتفكر ،وإذا علم النسان الفائدة فى بعض
هذه الشياء وظهرت له أو لم تظهر فعليه أن يعلم أنها لم تخلق سدى بل
حكم عظيمة .لحكمة ،بل ل ِ
فمن فوائد شعر العانة ووظائفه الصحية :إمتصاص العرق ،حيث أن هذه
المناطق غير معرضة للهواء ،فمفرزات العرق فيها أكثر من غيرها ،فيقوم
الشعر حول الفرج بامتصاص هذا العرق ،كما أنه يحول بين احتكاك جلد
.الصفن بالفخذين ،فل يسبب التسلخ فى هذه المناطق الحساسة
كما أن له فائدة جنسية ،حيث أن احتكاك شعر العانة عند الرجل
بالعصاب الجساسة الموجودة فى البظر عند المرأة يُشعرها باللذة والنشوة
.مما يعجل بالنزال عندها
ـ هل لنا فى بيان بعض حكم ختان البنات ـ خاصة ـ بإيجاز ،فنحن نعلم
وجوبه للرجال ،ولكن كثر الحديث عن ختان البنات فى الونة الخيرة ،
فلزم البيان ؟
المر بالختان فى غير حديث صحيح ،ويكفى rـ الجواب :لقد صح عن النبى
ب" r :فى بيان وجوبه على الرجال والنساء قوله ج َ و َ ن َختَا َ ن ال ْ ِ ختَا ُ وَز ال ْ ِ جا َ إِذَا َ
فطَْرةُ ل" ،وفيه الشارة إلى ختان الرجل والمرأة فتأمل ،وقوله " :ال ْ ِ س ُ غ ْ ال ْ ُ
م ْ ْ ْ ْ ْ َ
وت َقلِي ُ ط َف الِب ْ ِ
ونَت ْ ُ
َ )1 (
ست ِ ْ
حدَادُ واِل ْ
ن َختَا ُ
ة ال ِ فطَر ِ ن ال ِ م َ س ِم ٌ خ ْ و َ سأ ْ م ٌ خ ْ َ
ب" ( ، )2وهذا حديث عام فى الرجال والنساء ،والفطرة ر شا ص ال َّ ُ قَ و ر فاَ ْ ظ اْل َ
َ ِ ِ ّ ِ َ
فطَْرةَ الل ّ ِ
ه هى ما فطر الله الناس عليها وهى أصل الخلِقة قال تعالى ِ ( :
ها) (الروم )30 :وتقدم قوله علَي ْ َس َ فطََر النَّا َل" r :التى َ جا ِر َ ق ال ّ ِ قائ ِ ُ ش َ ساءَ َ الن ِّ َ
3( ") .
وفى فقه المام أبى حنيفة :أن الختان للرجال سنة ،وهو من الفطرة ،
وللنساء مكرمة ( ، )4فلو اجتمع أهل مصر (بلد) على ترك الختان قاتلهم
) .المام ،لنه من شعائر السلم وخصائصه (5
) .وفى فقه المام الشافعى :أن الختان واجب على الرجال والنساء (6
وقد استدل الفقهاء على خفض ـ ختانـ النساء بحديث أم عطية ـ رضى
ل تنهكى r : "،الله عنها ـ قال :كانت امرأة تختن بالمدينة ،فقال لها النبى
لما هاجر النساء rفإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه" وفى رواية " :أنه
عرفت بختان الجوارى ،فلما رآها رسول الله rكان فيهن أم حبيبة وقد ُ
قال لها :يا أم حبيبة :هل الذى كان فى يدك هو فى يدك اليوم ؟ فقالت :
r :نعم يا رسول الله ،إل أن يكون حراما ً فتنهانى عنه ،فقال رسول الله
ت منه فقال :يا أم حبيبة ،إذا بل هو حلل ،فادن منى حتى أعلمك ،فدني ُ
) .أنت فعلت فل تنهكى ( ، )1فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج" (2
ـ و عن أبى سعيد الخدرى قال :أصبنا سبيا ً فكنا نعزل فسألنا رسول
فقال :أو إنكم لتفعلون قالها ثلثا ً ما من نسمة كائنة إلى يوم rالله
كائنة ( 3 ) .القيامة إل هى
فقال :إن لى جارية هى خادمنا rأن رجل أتى رسول الله tـ وعن جابر
وسانيتنا ( )4وأنا أطوف عليها ،وأنا اكره أن تحمل ،فقال :اعزل عنها إن
قدر لها ،فلبث الرجل ،ثم أتاه فقال :إن الجارية شئت ،فإنه سيأتيها ما ُ
) .قد حبلت ! فقال :قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها" ( 5
وقد اختلف السلف فى حكم العزل قال ابن عبد البر :ل خلف بين"
العلماء أنه ل يعزل عن الزوجة الحرة إل بإذنها لن الجماع من حقها ولها
المطالبة به وليس الجماع المعروف إل ما ل يلحقه عزل ووافقه فى نقل
هذا الجماع بن هبيرة ،وتُعقب بان المعروف عند الشافعية أن المرأة ل حق
.لها فى الجماع أصلً
وقد استنكر ابن العربى القول بمنع العزل عمن يقول بأن المرأة ل حق
لها فى الوطء ونقل عن مالك أن لها حق المطالبة به إذا قصد بتركه
أضرارها ،وعن الشافعى وأبى حنيفة ل حق لها فيه إل فى وطئه واحدة
يستقر بها المهر قال فإذا كان المر كذلك فكيف يكون لها حق فى العزل
فإن خصوه بالوطئة الولى فيمكن وإل فل يسوغ فيما بعد ذلك إل على
) .مذهب مالك بالشرط المذكور ،اهـ ( 1
ـ هذا ومن الولى ترك العزل لما تقدم ولقوله فى الحديث العام " :
ولُودَ ال ْ َ
جوا ال ْ َ
فإني مكَاثر بك ُم" ( 2
ُ ِ ٌ ِ ْ ودُودَ َ ِ ِّ ) .تََز َّ
و ُ
ـ ما حكم تعاطى أو استعمال وسائل منع الحمل ؟
ـ الجواب :ل حرج فى استعمال المرأة لوسائل منع الحمل إذا كان الحمل
ضارا ً بصحة المرأة ،أو كان للمحافظة على أولدها ورعايتهما الرعاية
الصحية والنفسية والتربوية الصحيحة ،ل خوفا ً من الفقر أو النفجار
.السكانى إلى آخر تلك المصطلحات
ـ فماذا عن وطء المرضعة ؟
فى الحديث الصحيح " :لقد هممت أن أنهى rـ الجواب :ل حرج فيه لقوله
) .عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فل يضر أولدهم" ( 3
ول ريب أن وطء المراضع مما تعم به البلوى ويتعذر على الرجل الصبر
عن امرأته طيلة فترة الرضاع ،ولو كان حراما ً لنُقل إلينا ،ولوصل إلينا
.بيانه عن الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين
ً
ـ هل صحيح ما يشاع أن عضو الذكورة الكبير يمتع ويشبع المرأة جنسيا أكثر
من العضو الصغير ؟
ً ً
ـ ل صحة لهذا القول طبيا أو عمليا ،فمهبل المرأة يشبه (القفاز الطبى)
البلستيك ،فترى هذا القفاز منكمشا ً عند تركه ،ثم إذا أردت أن تدخل فيه
إصبعك تمدد له كلما زاد الصبع إدخال ً ،أو هو ـ مهبل المرأة ـ يشبه الثنايا
المتراكبة بعضها فوق بعض (مثل ثنايا جسم الدودة) كذا مهبل المرأة لها
الخاصية التى بها يستمتع بالعضو الكبير استمتاعه بالعضو الصغير ،فالرجل
ذو العضو الذكرى الصغير إذا أولجه فى فرج المرأة شعرت المرأة أن هذا
العضو قد وصل إلى قعر المهبل وآخره ،وكذا صاحب العضو الذكرى
الكبير ،يزداد المهبل اتساعا ً (كأصبع القفاز) لهذا العضو ،وعليه فل فرق
بين العضو الكبير والصغير فى شعور المرأة بالستمتاع الجنسي سواء كان
العضو كبيرا ً أو صغيرا ً ،هذا والعضو الذكرى عند الرجل يتراوح عادة بين (
16 -12سم) فى حالة النتصاب ،ومحيطه ما بين ( 12 -10سم) وما زاد عن
.ذلك فهو نادر وشاذ
ـ بل إن العضو الذى يزيد عن معدله الطبيعى يؤدي إلى أثار سلبية عند
المرأة ،فقد يؤدى إلى دفع الرحم وحدوث انقلب فيه ،فتشكو آلم الظهر
والحوالب وأسفل البطن ،وقد يسبب تمزق فى جدران المهبل الداخلية
مما يتطلب تدخل ً جراحيا ً ،وقد يسبب شقوقا ً فرجية وأنزفة يعلمها الطباء
.
ـ فهل حقا ً ما تتناقله الفتيات فى مجالسهن أن الرجل صاحب الجسم
الضخم ذو العضلت المفتولة أقوى جنسيا ً من غيره ؟
ـ القوة الجنسية تعتمد على أمور كثيرة منها الفرازات الناتجة عن الغدد
المسؤولة عن العملية الجنسية ،الثقافة الجنسية عند الرجل ،استعداد
المرأة لهذا المر ،الستعداد النفسى والعاطفى لكل منهما ،وغير ذلك
الكثير ،أما الرجل صاحب العضلت المفتولة فقد ل تفرز الغدد عنده
المسؤولة عن العملية الجنسية نفس النسبة التى تفرزها الغدد عند غيره ،
بل أقل من ذلك ،فقوة العضلت أو ضعفها ليست مقياسا ً ،وإنما أقول أن
الرجل الرياضى أفضل من غيره من الناحية الجنسية إذا توفرت له السباب
المتوفرة لغيرة ممن ل يمارسون رياضة ،سواء أكانت تلك الرياضة عنيفة
.أم ل
ً
ـ هل حقا أن الرجل غزير الشعر أقوى جنسيا من غيره ،كما يقولون أن ً
عر حبيب الرحمن" ؟"المش ِ
ـ الجواب :هذا كلم غير صحيح ،وكم من رجل مشعر على غير ملة
" .السلم ،فهل يكون حبيبا ً للرحمن لكون فقط "مشعر
ـ هل للعادة السرية أضرارا ً على العملية الجنسية بعد الزواج ؟
ـ إن ممارسة العادة السرية عند بعض الشباب هى تخيل صور ومشاهد
جنسية يعيشها الشخص بخياله بعيدا ً عن الواقع ،وقد يندفع الشخص ويلهث
وراء تلك التخيلت وينسى واقعه فيؤدى به إلى كثير من المشاكل ،سواء
قبل الزواج فيستغنى بالعادة السرية عن الزواج ،أو بعد الزواج فل
يستطيع الجماع ول يستمتع به استمتاعه بممارسة العادة السرية ،ومنهم
من أراد أن يجامع أهله ذهب إلى "الحمام" لممارسة العادة ! بعد أو قبل
الجماع ! وبعضهم يذهب بعقله أثناء الجماع إلى تخيل نفس الصور التى كان
يتخيلها وقت ممارسة العادة ،مما قد يوقعه فى "الزنا" على قول بعض
أهل العلم ،وقد ثبت علميا ً أن العادة السرية تؤدى إلى أمراض كثيرة قد ل
:يظهر أثرها إل بعد الزواج ،منها
.موت الحيوانات المنوية عند الرجل أو أكثرها •
.أنها تسبب رعشة فى بعض العضاء كالرجلين •
هم • أنها تؤثر فى الغدد المخية فتضعف القوة المدركة فتسبب قلة الف َ
.ونسبة الذكاء
.أنها :تورث ألما فى فقار الظهر ،وهو اللب الذى يخرج ماء الرجل • ً
.أنها تسبب انحناء فى الظهر •
.أنها تؤثر فى العصاب عامة •
ً ً
أنها :تُحل ماء الرجل بعد أن كان ثخينا غليظا ،فيصبح رقيقا خاليا من • ً
.الحيوانات المنوية
ويكفى هذا المر فى القلع عنها (طبيا ) ،كما يسبب الفراط فى العادة ً
السرية عند الرجل إلى سرعة القذف فى بعض الحالت ،وعدم انتصاب
.العضو كما ينبغى عن المعاشرة الجنسية وغير هذا الكثير
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم العادة السرية ويكفى هذا فى
) .القلع عنها (شرعاً
َ َ َ َ
ما
و َ مأ ْ ه ْ ج ِ وا ِ علَى أْز َ ن إ ِ ّل َ فظُو َ حا ِ م َ ه ْ
ج ِفُرو ِ م لِ ُ
ه ْن ُ ذي َ وال ّ ِـ قال تعالى َ ( :
ْ َ ُ ُ َ َ
ن)عادُو َ م ال َ ه ُ ولئ ِك ُ َ فأ ْ َ
وَراء ذَل ِك َ غى َ ن ابْت َ َ م ِف َ ن َ مي َملو ِ َ
م غيُْر َ ه ْ م َ
فإِن ّ ُ ه ْ مان ُ ُت أي ْ َ ملَك َ ْ
َ
(المعارج )31 -29 :أثنى تعالى على من حفظ فرجه فلم يقض وطره إل مع
زوجته أو ما ملكت يمينه (الماء) ،وحكم تعالى أن من ابتغى وراء ذلك فهو
م ولَـئ ِ َ عاد معتد متعد لحدود الله تعالى (ومن يت َعدَ حدود الل ّه َ ُ
ه ُ ك ُ فأ ْ ِ َ َ ّ ُ ُ َ َ َ ٍ ٍ
َ
ٍ
ن) (البقرة 229 : مو َ ) .الظّال ِ ُ
ـ روى عبد الرزاق عن سفيان الثورى عن عبد الله بن عثمان عن مجاهد
سئل ابن عمر عن الستمناء فقال :ذلك نائك نفسه .قال ُ :
وقال شيخ السلم ابن تيمية :أما الستمناء باليد فهو حرام عند جمهور
من فعله ، العلماء وهو أصح القولين فى مذهب المام أحمد وكذلك يعزر َ
وفى القول الخر ـ عن المام أحمد ـ هو مكروه غير محرم وأكثرهم ل
) .يبيحونه خوف العنت ( 1
قال محمد بن عبد الحكم :سمعت حرملة بن عبد العزيز قال :سألت مالكاً
َ
ن)فظُو َ حا ِ م َ ه ْ ج ِ فُرو ِ م لِ ُ ه ْ
ن ُذي َ وال ّ ِعن الرجل يجلد عميرة ( )3فتل هذه الية َ ( :
ن) وهذا لنهم يكنون عن الذكر بعميرة ،وفيه يقول عادُو َ إلى قوله ( :ال ْ َ
:الشاعر
إذا حللت بواد ل أنيس به فاجلد عميرة لداء ول حرج
ويسميه اهل العراق :الستمناء وهو استفعال من المنى ،وأحمد بن
حنبل على ورعه يجوزه ويحتج بأنه إخراج فضلة من البدن فجاز عند الحاجة
.أصله الفصد والحجامة ،وعامة العلماء على تحريمه
وقال بعض العلماء :إنه كالفاعل بنفسه وهى معصية أحدثها الشيطان
وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة وياليتها لم تقل ،ولو قام الدليل على
.جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها
ـ فما هى كيفية العلج لمن ابتلى بهذا المر ؟
ـ نقول له :طرق العلج كثيرة ،وكان هناك من يدمن تلك العادة السيئة ،
وما كان أيسر إقلعه عنها بفضل الله تعالى وتيسيره ،وذلك لمن أخلص
:النية وطلب الرضوان ،ومن هذه الطرق
شر ال َّ
ه" r :الصيام :لقوله 1- فإِن َّ ُج َ و ْفلْيَتََز َّ
ع الْبَاءَةَ َستَطَا َنا ْ م ِب َشبَا ِ ع َ َ م ْ
يَا َ
جاءٌ" ، َ َ وم ِ َ ه بِال َّ َ ع َ َ ْ
ن لِل َ َ ْ غ ُّ أَ َ
)1 (
و َه ِ
هل ُفإِن ّ ُ ص ْ علي ْ ِ ف َ ستَطِ ْ م يَ ْ
نل ْ م ْو َج َفْر ِ ص ُح َوأ ْر َ ض لِلب َ َ
ص ِ
ول تستهن بالصيام ،فإن له تأثيرا ً عجيبا ً فى رفع تلك العادة ل يعلمه إل من
.أخلص الصيام والدعاء والنية
معرفة سوءها من اسمها (العادة السيئة) ! ول تحلف على تركها ول 2-
تنذر ،حتى يدخل عليك الشيطان إذا أنت فعلتها مرة أخرى ،فيوسوس إليك
بأن الحلف لم يأت بثمرة ،أو أن يوسوس إليك أنك تستهين بالحلف أو النذر
،وأنه لطاقى لك على تركها رغم الحلف والنذر ،ثم يدخل إليك بوسوسته
فتترك الصلة أو الصيام أو مصاحبة الصالحين ،وأعلم أن الدنيا ساعة
.فاجعلها طاعة ،وما هى إل لحظة يعقبها فرح أو ترح
تجنب الوحدة ،فمن شعر بالحاجة إلى ممارسة تلك العادة السيئة خرج 3-
إلى المسجد فجلس فيه حتى يهرب منه شيطانه ،وهكذا حتى يضينه ،أو
.إلى صديق يجالسه
دفع تلك الخواطر عن رأسه حتى ل تتحول الخطرات إلى أفكار ،ثم 4-
إرادات ،وذلك يتأتى بانشغال الفكر فى عاقبة تلك العادة من سوء ،وأنها
مجرد لحظات يشعر بعدها العبد بالندم ،ولو أنه تمهل وتماسك قليل ً ما
.أقدم عليها
التقرب إلى الله تعالى بالصلة وقراءة القرآن ،والدعاء برفع ذلك المر 5-
.عنه ،وما أسرع دعوة المكروب المضطر إلى الجابة
غض البصر :وتجنب المثيرات من المنظورة والمسموعة والمقروءة 6- ،
وأعلم أن غض البصر من أهم السباب التى تنأ بصاحبها عن الوقوع في
الرذيلة ،فكلما عل البصر تعلق القلب بالمنظور وطلبه واشتهاه ،وإذا لم
يجد إليه سبيل ً انصرف إلى ما هو دونه ،محاول ً استفراغ الطاقة ،والمرء ل
يحتاج من الطريق إل بضعة خطوات أمام قدميه ،ومن جعل له "ورداً "
يقراءه في يومه وليلته ـ خاصة فى الطريق ـ انشغل به عن النظر ،وكان
قلبه مشغول ً بالخالق ،وأصبح المخلوق له ـ فى الطريق ـ أشباح ل يرى منها
ما يتعلق به القلب ،وانصرف بفلبه إلى مراجعة ما يحفظ من كتاب الله
تعالى ،أو التيان بالورد والذكار ،ولو تفكر العبد قليل ً فيما يجنيه عليه
بصره ،وما يفوته من عتق الرقاب ومحو السيئات وتحصيل الحسنات ورفع
الدرجات بالقرآن والذكار لتنغصت عليه حياته وما تعلق قلبه بغير الله تعالى
.وذكره ومحاولة التقرب إليه تعالى
ممارسة الرياضة ،و محاولة التقدم إلى أعلى مستواياتها ،ومعرفة أن 7-
تلك العادة تذهب بتعبك واجتهادك وتقف حائل ً بينك وبين وصولك إلى ما
.تريد مركز مرموق فى تلك الرياضة
ت وأنت تفعل تلك 8- ِ َ م أنك لو فماذا ، عليه أعلم أن العبد يبعث على ما مات
سن خاتمتنا .الفعلة ؟! اللهم أح ِ
الثقة بالنفس :واعتزاز الشاب بنفسه وطلبه الوصول إلى أفضل 9-
المراتب وأعلها مما يؤهله إلى التعجيل بالزواج واختيار النسب له
.والفضل لبناء أسرة اسلمية
ـ وأعلم أخى أن أفضل من ممارسة تلك العادة هو الزواج والتعجيل به ،
وهو أفضل الطرق لشباع تلك الرغبة الكامنة وقتما تشاء ليل ً أو نهارا ً ،مرة
أو أكثر ،ولك أن تتخيل أنك وقتما تريد ممارسة الجنس والجماع تستطيع
هذا وقتما تشاء ودون حرج ،بل ولك الجر فى هذا ،بينما هناك من يريد
إشباع غريزته فيذهب إلى ممارسة العادة وتخيل الصور المثيرة بينما
يستطيع أن يمارس الجنس دون الحاجة إلى تخيل الصور المثيرة وإثارة
نفسه وأعضائه ،بل وملمسة جسد المرأة ونكاحها ! أو يضطر إلى "خطف"
فتاة من الطريق لرواء لحظات تأتى بعدها الحسرة والندامة ،وكل رجل
ن الله عليه بالزواج ليستغرب مثل تلك الفعال من الشباب الذين يلجئون م َّ
إلى خطف الفتيات من الطريق وانتهاك أعراضهن ـ والعياذ بالله تعالى ـ
لمجرد لحظات قليلة ،بينما الطريق أمامه لشباع رغبته وقتما يريد بالزواج
الذى شرعه الله تعالى متنفسا ً لعباده ،ولك أن تتخيل شابا ً يجلس مع
زوجته وهو يشاهد زميل له متهم بهتك عرض فتاة صغيرة أو كبيرة أو
خطفها ،بينما هو يجلس يداعب ويلعب زوجته ،أو شابا ً يُتهم فى الطريق
أو وسائل المواصلت "بمزاحمة" الفتيات والنساء أو ملمستهن بغية الثارة
! بينما هناك من يعود إلى بيته ليلمس ويداعب ويجامع زوجته ،فالزواج
.الزواج أخى
ووالله لو أنك دعوت الله تعالى بنية خالصة وتضرع أن يكفيك شر فتن
ن عليك بالزوجة الصالحة لتعف نفسك عن الوقوع فيما الطريق ،وأن يم َّ
يغضب الله تعالى لرأيت من نعم الله تعالى الكثير ،فقط عليك بتقوى الله
َ َ َ
ب) الطلق : س ُ ث َل ي َ ْ
حت َ ِ حي ْ ُ ن َ م ْه ِق ُويَْرُز ْ
جا َ ،خَر ً
م ْ عل ل ّ ُ
ه َ ج َ ق الل ّ َ
ه يَ ْ من يَت ّ ِو َ
تعالى ( َ
2) .ـ 3
وتقدم الحديث أن الله تعالى فى عون طالب العفاف ،فقط ليرى الله
ت تأتى تلك تعلى منك هذا ،وستضحك بعد الزواج من نفسك :كيف كن ً
رض نفسك لنظرات التهام وما يتبع هذا .الفعال الصبيانية ،وتع ّ ِ
ـ يقال إن ممارسة العادة السرية للرجل تؤدى إلى زيادة حجم العضو ،فهل
هذا صحيح ؟
ـ الجواب :إن العضو الجنسى عند الرجل ل يمكن زيادة حجمه عما هو عليه ،
! .وهذا تبرير فى غاية البعد عن الحقيقة طبيا ً وعقلياً
ـ فهل من أضرار عند ممارسة الفتاة للعادة السرية ؟
ـ الجواب :نعم ،ففى ممارسة الفتاة أو المرأة للعادة السرية أضرار ما فى
ممارسة الشاب أو الرجل لها ،وقد تنزلق بعض الفتيات فى منزلق العادة
السرية فل تشعر "بالصبع أوغيره" إل وقد شق وفض بكارتها ! أو انشطار
"بعض الدوات الطرية" داخل رحمها مما يؤدى بها إلى إجراء عملية جراحية
لها لستخراجه ،أو التهاب الفرج من احتكاك "بعض الدوات القطنية" ،أو
جرح الفرج أو الدبر من جراء استعمال"بعض الدوات الخشنة" ! أو تسلخ
الجسم من استعمالها لبعض "الزيوت" ،وما تسببه هذه الدوات وغيرها من
أذى للمهبل ،وأمراض كالسيلن ،كما يؤدى مداعبة الفتاة لصدرها عند
.ممارستها للعادة إلى ترهل الثدى
ـ وهنا يجب أن ننبه إلى تلك العادة القبيحة التى استهوت بعض الفتيات
وهى ممارسة "السحاق" تقليدا ً لبعض الفنانات ! أو لما تسمعه أو حفاظاً
على "شرفها وعفتها" ! فتلجأ الفتاة إلى تلك العادة القبيحة التى أخذت فى
النتشار بين علية القوم ،فالحذر الحذر أيتها الفتاة من مقاربة تلك العادة
ه
عن ْ ُفلْيَنْأ َ َ
ل َ جا ِع بِالدَّ َّ
م َس ِن َ م ْ ، " .أو مجالسة من تمارسها فإن " َ
ـ هناك من الزواج من يجامع أكثر من مرة فى كل مرة يأتى فيها أهله ،
فهل هذا يؤثر على قوته الجنسية ؟
ـ الجواب :من المقرر لدى أهل الطب أن الرجل إذا أراد الجماع فإنه ل يأتيه
إل إذا شعر بالحاجة إليه ،وهنا تكون خصية الرجل ممتلئة بالسائل المنوى ،
مما قد يؤدى بالرجل إلى سرعة القذف فى بعض الحيان ،فيستفرغ أكثر
السائل المنوى ،فل يشعر الزوجان بالستمتاع ،مما يحدو بالكثير إلى
معاودة الكرة مرة أخرى وثالثة ،وتكون الخصية قد أفرغت أكثر ما فيها من
السائل المنوى مما يؤدى إلى إطالة فترة الجماع فى المرة الثانية أو الثالثة
ـ وهناك من يزيد على هذا مما قد يؤدى إلى قذف "الدم" بدل ً من السائل
المنوى الذى أفرغته الخصية عن آخره ( ، )1فيصيب الرجل والمرأة بالمرض ،
فليكن الرجل على حذر من معاودة الجماع فى المرة الواحدة أكثر من
مرتين أو ثلث ـ ولكن هناك من يتأخر فى القذف فى المرة الواحدة مما
.يُشعر الرجل والمرأة بالستمتاع بالجماع ،فإن شاء عاود أو ترك
ـ فما هى عدد مرات المعاشرة الزوجية التى ل تؤدى إلى ضعف الرجل
جنسيا ً أو المرأة ؟
ـ تقدم أن السلم هو دين الوسطية ،والوسطية فى مثل هذه المور
مطلوبة ،وعدد مرات المعاشرة الجنسية بين الزواج ل تنحصر بعدد معين ،
فبعض الرجال يجامع مرة أو أكثر فى كل يوم ،والبعض فى كل ثلثة أيام
مرة ،والبعض فى كل أسبوع مرة ،وغير هذا ،ويرجع هذا إلى الحالة
النفسية للرجل وللمرأة معا ً ،واستعداد كل منهما لهذه العملية ،وكذا
تختلف النساء ،فالبعض منهن يشتهين هذا المر مرة كل يوم ،والبعض كل
.ثلثة أيام ،وهكذا ،فالمر يختلف باختلف الناس وأحوالهم
ـ ما هى مواصفات الرجل المحمود عند النساء عند أهل الباه فى كتب من
سبق ؟
ـ قالوا " :إن الرجال والنساء على أصناف شتى ،فمنهم محمود ومنهم
.مذموم
،الشديد ،القوى )2 ( فأما المحمود من الرجال عند النساء فهو كبير المتاع
،الغليظ ( ، )3البطئ الهراقة ( ، )4السريع الفاقة من ألم الشهوة ،وذلك
مستحسن عند النساء من الرجال ،لن النساء إنما يردن من الرجل عند
الجماع أن يكون وافر المتاع ،طويل الستمتاع ،خفيف الصدر ،ثقيل العجز
،بطئ الهراقة للماء ،سريع الفاقة ،ويكون إيره مبلغا ً لقعر الفرج ،يسده
:سدا ً ويمده مدا ً ،فهذا محمود عند النساء ،قال الشاعر
رأيت النساء يشتهين من الفتى خصال ً ل تكون فى الرجال تدو ُ
م
شبــاب ومـال وانفراد وصحـة ووفـر متــاع فـى النكــاح يـدوم
ومـن بـعد ذا عجز ثقيل نزوله وصـدر خفيـف فـوقهــن يعــــوم
ويبطــئ لهــراق لنه كلمـا أطـال أجـاد الفعــل فهـو يــدوم
ليأتـــــى بإكــرام عليــه يحـــوم ومــن بعد إهـراق يفيق معجلً
فهذا الذى يُشفى النساء بنكحه ويكـون قــدره عنـدهــن عظيـــم (
)1
سخون تكاد النار تخرج منه ،ليس فيه رائحة ،قديرة غليظة الفخاذ رطب َ ،
والوراك ،ذات أرداف ثقال ،وأعكان وخصر جيد ،ظريفة اليدين
والرجلين ،عريضة الذراعين ،غليظة الزندين ،بعيدة المنكبين ،إن أقبلت
فتنت ،وإن أدبرت قتلت ،وإن جلست كالقبة المنصوبة ،وإن رقدت كالبند (
)2العالى ،وإن وقفت كالعلم ( ، )3قليلة الضحك والكلم فى غير نفع ،
ثقيلة الرجلين عن الدخول والخروج ولو لبيت الجيران ،قليلة الكلم معهم ،
ل تعمل من النساء صاحبة ول تطمئن لحد ول تركن إل لزوجها ،ول تأكل
من يد أحد إل من يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة ،ول تخون فى شئ
ول تغدر ول تستر على حرام ،إن دعاها زوجها للفراش طاوعته وسبقته
إليه ،تعينه على كل حال من الحوال ،قليلة الشكاية والنكاية ،ل تضحك
ول ينشرح خاطرها إل إذا رأت زوجها ،ول تجود بنفسها إل على زوجها ولو
قتلت صبراً " ( 4
ُ ).
ـ وقيل :ومما يستحسن فى المرأة طول أربعة وهن أطرافها وقامتها
.وشعرها وعنقها
ـ وقصر أربعة يدها ورجلها ولسانها وعينها فل تبذل ما فى بيت زوجها ول
.تخرج من بيتها ول تستطيل بلسانها ول تطمح بعينها
.ـ وبياض أربعة لونها وفرقها وثغرها وبياض عينها
.ـ وسواد أربعة أهدابها وحاجبها وعينها وشعرها
ـ وحمرة أربعة لسانها وخدها وشفتها وإشراب بياضها بحمرة ودقة أربعة
.أنفها وبنانها وخصرها وحاجبها
) .ـ وغلظ أربعة ساقها ومعصمها وعجيزتها وذاك منها ( 1
وقال صالح بن حسان يوما ً لصحابه :هل تعرفون بيتا ً من الغزل فى
:امرأة خفرة ؟ قلنا :نعم ،بيت لحاتم فى زوجته ماوية
يضئ لها البيت الظليل خصاصه إذا هى يوما ً حاولت أن تبسما
:قال ما صنعتم شيئا ً ،قلنا :فبيت العشى
كأن مشيتها مـن بيــت جارتها مـر السحابـة ل ريث ول عجل
قال :جعلها تدخل وتخرج ،قلنا :يا أبا محمد فأى بيت هو ؟ قال :قول
:أبى قيس بن السلت
ويكرمهـا جاراتهـا فيـزرنهــا وتعتـل عـن إتيـانهــن فتعــذر
قلت :وأحسن من هذا كله ما قاله إبراهيم بن محمد الملقب بنفطويه
:رحمه الله
وخبــرها الواشون أن خيالهـا إذا نمـت يغشى مضجعى
ووسادى
فخفرها فـرط الحياء فأرسلت تعيرنـى غضبـى بطـول رقــــادى
ومما يستحسن فى المرأة :رقة أديمها ( )2ونعومة ملمسه ،كما قال
:قيس بن ذريح
تعلق روحى روحها قبل خلقنا ومن بعد ما كنا نطافا وفى المهد
فــزاد كمــا زدنـا فأصبـح ناميـاً فليــس وإن متنا بمنفصم العهـد
ولكنــه بــاق علـى كـل حـادث ومؤنسنا فـى ظلمة القبـر واللحـد
يكاد مسيل الماء يخدش جلدها إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
:قلت :ومن المبالغة فى معنى البيت الخير قول أبى نواس
توهمــه قلبــى فأصبــح خــده وفيــه مكـان الوهم من نظرى أثر
ومــر بقلبــى خـاطــر فجرحته ولـم أر جسما ً قـط يجرحه الفكر
وصافحــه كفــى فـآلــم كفــه ( فمـن غمـز كفـى فى أنامله عقر
)1
ـ قلت :الناس فى وصف جمال المرأة على طرق ومذاهب شتى ،
فالسمينة عند البعض هى جميلة الجميلت ،بينما يرى البعض أن نحيفة
الجسم هى الجمل والفضل ،ومنهم من يقول :البياض شطر الجمال ،
والخر يقول :بل هو السمار ،ولكنهم جميعا ً اتفقوا على أن المكروه من
:النساء
كثيرة الحس ،عالية الصوت ،كثيرة الكلم ،خفيفة الرجل ،كثيرة القيل"
قالة الخبار ،قليلة كتم السرار ،كثيرة الكذب ،صاحبة الحيال والقال ،ن ّ
صاحبة الظلل ،همازة ،غمازة ،نمامة ،صاحبة غيبة وضرق واشتغال ،
كاشفة لسرار زوجها وفعائلها ،إن قالت كذبت ،وإن وعدت خالفت ،وإن
اؤتمنت خانت ،والفاسقة والسارقة ،والعياطة ،والشهدارة ،والبهبارة ،
وقليلة الدبارة ( ، )3وكثيرة الشتغال بالناس وعيوبهم ،وكثيرة البحث
والتفتيش على الخبار الباطلة ،وكثيرة الرقاد ،كثيرة الشماتة بالمسلمين
عاية ،خفيفة ،منتنة الرائحة ،إذا ائتتوبزوجها ،والتى تكون ملسانة د ّ
) .قتلت ،وإذا مشت أراحت" ( 1
وقيل لعرابى :صف لنا شر النساء :فقال :شرهن النحيفة الجسم ،
القليلة اللحم ،المحياض ،الممراض ،لسانها كأنه حربة ،تبكى من غير
سبب ،وتضحك من غير عجب ،عرقوبها حديد ،منتفخة الوريد ،كلمها وعيد
،صوتها شديد ،تدفن الحسنات ،وتفشى السيئات ،تعين الزمان على
زوجها ،ول تعين زوجها على الزمان ،إن دخل خرجت ،وإن خرج دخلت ،
وإن ضحك بكت ،وإن بكى ضحكت ،تبكى وهى ظالمة ،وتشهد وهى
غائبة ،قذ دلى لسانها بالزور ،وسال دمعها بالفجور ،ابتلها الله بالويل
.والثبور وعظائم المور ،هذه هى شر النساء
ـ فما تحب المرأة من أخلق الرجل ؟
ـ الجواب :قالوا " :الذى تحبه المرأة من أخلق الرجال أن يكون سخياً
شجاعا ً صدوقا ً ،حلو المنطق ،بصيرا ً بالجد والهزل ،وفيا ً بالعهد والوعد ،
حليما ً متجمل ً لما يرد عليه من تلونهن ،وأن يكون ظريفا ً فى ملبسه
ومطعمه ومشربه ،وأن يكون كثير الخوان معتنيا ً بقضاء حوائجهن غير
متكره لذلك ،ول ضيق الصدر ،وأن يكون متجنبا ً لمعاشرة الوضاع والسفلة
من ل خير فيه ،بل من يشاكله فى الظرف والزى والخلق .و َ
ومن دواعى المودة منهن أن يكون الرجل نظيف الثغر ويتفقد ذلك
بالسواك ( )2والشياء المطيبة للنكهة ،نظيف اليدين والرجلين ،والظفار
.يقلمها ( ، )3حسن الثياب ،طيب الرائحة
فإذا اجتمع مع هذه الوصاف كثرة المال والكرم فذاك الكامل عندهم ،
) .المحبوب إليهن ( 1
:وقال الخر
لول طراد الصيد لم تك لذة فتطاردى لى بالوصال قليلً
قالوا :وكانت الجاهلية الجهلء في كفرهم ل يرجون ثوابا ً ول يخافون
عقابا ً ،وكانوا يصونون العشق عن الجماع ،كما ذكر أن أعرابيا ً علق امرأة
فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة ،قال :فرأيت ليلة بياض كفها في
ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها ،فقالت :مه ،ل تفسد ما صلح ،فإنه ما
:نكح حب إل فسد ،فأخذ ذلك المأمون فقال
مـــا الحـــب إل نظـــرة ف وعضـــــدوغمـــز كـــ ٍ
أو كتــــب فيهــــا رقــى أجـــل مــن نفـــث العقــد
مــا الحــب إل هـكــــذا إن نكـــح الحــــب فســـد
مـــن كــان هــذا حبــــه فإنــمـــــا يبغــــى الولــد
وهوة آخٌر امرأة فدام الحال بينهما فى اجتماع وحديث ونظر ،ثم إنه
:جامعها ،فقطعت الوصل بينهما فقال
لو لـم أواقـع دام لـى وصلها فليتنــى ل كنــت واقعتــها
:وقيل لخر شكا فراق محبوبة له
فارفق بنفسك إن الرفق محمود أكثــرت من وطئها والوطء مسأمة
قال الصمعى :قلت لعرابية ما تعدون العشق فيكم ؟ قالت :العناق
والضمة والغمزة والمحادثة ،ثم قالت :يا حضرى :فكيف هو عندكم ؟ قلت
:يقعد بين شعبها الربع ثم يجهدها ،قالت :يا ابن أخى ما هذا عاشق هذا
.طالب ولد
وسئل أعرابى عن ذلك فقال :مص الريق ولثم الشفة والخذ من أطايب
الحديث ،فكيف هو فيكم أيها الحضرى ؟ فقال :العفس الشديد والجمع بين
الركبة والوريد ،ورهز يوقظ النائم ويشفى القلب الهائم ،فقال :بالله ما
.يفعل هذا العدو الشديد ،فكيف الحبيب الودود
والمقصود :أن هذه الفرقة رأت أن الجماع يفسد العشق ،فغارت عليه
مما يفسده وإن لم تتركه ديانة ،ويحكى أن رجل ً عشق امرأة فقالت له يوماً
:أنت صحيح الحب غير سقيمه ،وكانوا يسمون الحب على الخنا الحب
السقيم ،فقال :نعم ،فقالت :اذهب بنا إلى المنزل ،فما هو إل أن
:حصلت فى منزله فلم يكن له همة غير جماعها ،فقالت له وهو كذلك
أسرفت فى وطئنا والوطء مقطعة فارفق بنفسك إن الرفق محمود
:فقال لها وهو على حاله
لو لم أطأك لما دامت محبتنا لكن فعلى هــذا فعــل مجهود
فنفرت من تحته وقالت :يا خبيث أراك خلف ما قلت من صحة الحب ،
ف أبداًولم تجعل جماعى إل سببا ً لذهاب حبك ،والله ل ضمنى وإياك سق ٌ
ـ وفصل الخطاب بين الفريقين أن الجماع الحرام يفسد الحب ول بد أن
تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض والقلى كما هو مشاهد
بالعيان ،فكل محبة لغير الله آخرها قلى وبغض فكيف إذا قارنها ما هو من
) .أكبر الكبائر"( 1
إذا ذكَّرك الشيطان المفاتن t : "،ولكل شاب أقول له قول ابن مسعود
فتذكر أنت المناتن" فإذا زيَّن لك الشيطان الرداف تذكر أنت ما بينها ،وهو
مجرى الغائط ،ولو أن تلك الجميلة تسير والغائط يسيل منها ،ورائحة
ضراطها وفسائها ،وإذا ذكَّرك النهود تذكر أنت رائحة العرق بينهما وتحت
) .إبطها ( 2
ـ ما صحة الحديث الذى يقول " :إياكم وخضراء الدمن ،قالوا :وما خضراء
" .الدمن يا رسول الله ؟ قال :المرأة الحسناء فى المنبت السوء
ـ الجواب :هذا حديث ضعيف جدا ً ،أخرجه القضاعى فى مسند الشهاب ( \2
)96 .بسند فيه الواقدى :وهو متروك
ـ وقوله " :تزوجوا ول تطلقوا ،فإن الطلق يهتز له العرش" ؟
ـ الجواب :وهذا أيضا ً حديث موضوع ،أخرجه الخطيب فى تاريخه ( )191 \12
.بسند فيه عمرو بن جميع :كذاب
ضى وأَْر ًَ َما حا َ رُ ْ
ها وأَنْت َق أ َ
َ ً وا َ ْ
ف عذَب أ َ
ُ ْ ن أَ ه َّ فإِن َّ ُ ر َ َ
م بِاْلبْكَا ِ علَيْك ُ ْ ـ وقوله َ " :
ر"؟ .بِالْي َ ِ
سي ِ
.ـ الجواب :هذا حديث صحيح بطرقه ،وقد تقدم فى أول الكتاب
ـ يقول بعضهم أن الزواج فى شوال مكروه ،فهل هذا صحيح ؟
رم مثلً ح
ُ ْ ِم كال ـ الجواب :الزواج طيلة العام مباح ،إل ما ورد النص على منعه
،ولم يرد نص يُحرم الزواج فى شهر شوال بعينه ،بل إن أم المؤمنين
فى شوال ،وبنى rعائشة ـ رضى الله عنها ـ تقول " :تزوجنى رسول الله
كان أحظى عنده منى ،وكانت تحب rبى فى شوال ،فأى نساء رسول الله
) .أن تدخل نساءها فى شوال" (رواه مسلم
ـ وقوله " :شاورهن وخالفوهن ،أى النساء" ؟
.ـ الجواب :ل أصل مرفوعاً
ـ وقوله :لم ير للمتحابين مثل النكاح ؟
.ـ الجواب :هذا حديث صحيح :أخرجه ابن ماجة ( )1847وغيره
ـ وقوله " :أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة" ؟
ـ الجواب :هذا حديث ضعيف :أخرجه الحاكم ( )178 \2وغيره بسند ضعيف ،
.فيه ابن سخبرة :متروك
سُرهُ " ؟ خير النِّكَا َ
ح أي ْ َ ِ ـ وقوله ُ ْ َ " :
.ـ الجواب :هذا حديث صحيح ،أخرجه أبو داود وابن حبان وغيرهما
ـ هل هناك حديث يقول أن الزواج نصف الدين ،كما هو مشهور على ألسنة
العامة ؟
ـ الجواب :نعم ولفظه " :إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ،فليتق
الله فيما بقى" ،وهو حديث صحيح :أخرجه الطبرانى فى الوسط ( )162 \1
)161 \3 () .والخطيب فى الموضح ( )84 \2والحاكم ( 161 \2
َ َ َ
ح َّ
ق ي َ حت ّى ت ُ َ
ؤِدّ َ ها َق َرب ِّ َح َّ مْرأةُ َ ؤِدّي ال ْ َ ه َل ت ُ َ د ِ د بِي َ ِ م ٍ ح َّ م َس ُ ف ُ ذي ن َ ْ وال ّ ِ ـ وقوله " :
زوجها ول َو َسأ َ
ه" ؟ُ عْ َ ن م
ْ َْ ت م َ ل ب
ٍ َ ت َ
ق ى َ علَ يَ ه
ِ و
َ َ َ ها س ْ
ف َ ن ها َ ل
َ ْ ِ َ َ ْ َ َ
.ـ الجواب :هذا حديث صحيح ،تقدم تخريجه
ـ وقوله " :للمرأة ستران :القبر والزوج ،قيل :وأيهما أفضل ؟ قال :
" .القبر
ـ الجواب :هذا حديث موضوع ،أخرجه الطبرانى فى الكبير ( )271 \3بسند
فيه :خالد بن يزيد القسرى :ليس بالقوى فى الحديث ،وهو أيضا ً حديث
.منقطع
ـ ومثله " :للنساء عشر عورات ،فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ،وإذا
ماتت المرأة ستر القبر تسع عورات" ؟
.ـ الجواب :هذا حديث منكر ،أخرجه الديلمى بسند ضعيف ،فيه مجاهيل
ـ وقوله " :ل تزوجوا النساء لحسنهن ،عسى حسنهن أن يُرديهن ،ول
تزوجهن لموالهن ،فعسى أموالهن أن تَطغيهن ،لكن تزوجوهن على
.الدين ،ولمة خرماء سوداء ذات دين أفضل" ؟
ـ الجواب :هذا حديث ضعيف ،أخرجه ابن ماجة ( )1859بسند فيه :عبد
.الرحمن بن زياد الفريقى :ضعيف
ـ وقوله " :ما أكرمهن إل كريم ،ول أهانهن إل لئيم" ؟
ـ الجواب :هذا حديث موضوع ،أخرجه ابن عساكر فى تاريخه ( )1 \282 \4
.بسند فيه :إبراهيم بن محمد السلمى :كذاب
ـ وقوله " :التمسوا الرزق بالنكاح" ؟
ـ الجواب :هذا حديث ضعيف ،أخرجه الديلمى ( )42 \1 \1بسند فيه خالد
.الزنجى :صدوق كثير الوهام
ـ ومن السنة النبوية المطهرة :ما أخرجه المام أحمد فى مسنده عن
ـ ثم ذكر الحديث ـ rيعلى بن مرة قال " :ثلثة أشياء رأيتهن من رسول الله
جنِّة ،فأخذ إلى أن قال :ثم سرنا فمررنا بماء ،فأتته امرأة بابن لها به ِ
منخره فقال :اخرج عدو الله إنى رسول الله ،قال :ثم سرنا ،فلما rالنبى
رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتت امرأة عجوز بجزر ولبن ،فأمرها أن
ترد الجزر ،وأمر أصحابه فشربوا من اللبن ،فسألها عن الصبى فقال :
)والذى بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا ً بعدك" ( 1
:
وقبل أن نبدأ ببيان العراض التى تظهر على المسحور نبين أول ً أن
سحر جاء ذكره فى القرآن فى غير آية ،فقال تعالى حكاية عن أهل ال ِّ
ً َّ َ
حوًرا) (السراء : س ُم ْ َ ل ج
ُ ر ل
ِ َ إ ن
َ عو ُ ِ ب ّ ت َ ت نْ ِ إ ( : الرسول عن قولهم والشرك الكفر
كان أحد العصور التى كان للسحر ، )47 uكما أخبر تعالى أن عصر موسى
.فيها المكان المرموق ،وذلك فى مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى
سحر حقيقة وسبب من السباب التى تؤثر فى المريض ،إل أن هذا فال ِّ
ن ري
ِّ َ ضاَ ب
ْ ِم ه
ُ ما
َ َو ( : السحرة عن تعالى قال كما ، تعالى الله بإذن مقيد التأثير
َ َ َ
ه) (البقرة 102 : ن الل ّ ِ د إ ِ ّل بِإِذْ ِ ح ٍنأ َ م ْ ه ِ ) .ب ِ ِ
سحر ل يضر ول ينفع ـ كغيره من السباب ـ إل بإذن الله تعالى ، فال ِّ
.فليكن هذا منك على بال
سحر والسحرة فى كتاب الله تعالى ،جاءت السنة وكما ورد الحديث عن ال ِّ
ً ً
النبوية الشريفة لتبين أن من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فقد كفر ،وفى ً
.رواية :فقد أشرك
ً ً
وعليه فكل من أتى دجال أو عرافا أو كاهنا أو ساحرا فيخشى عليه أن ً ً
) .يدخل تحت نطاق الحديث السابق ،وليكن هذا أيضا ً منك على بال (1
:
سحر التفريق :وقد بينه القرآن فى قوله تعالى : سحر ِّ : ومن أنواع ال ِّ
َ
ه) (البقرة )102 :فيخيل ج ِو ِ وَز ْ ء َ مْر ِ ن ال ْ َ ه بَي ْ َ
ن بِ ِقو َ ر ُ ما ي ُ َ
ف ِّ ما َ ه َ من ْ ُن ِ مو َ عل ّ ُ
فيَت َ َ ( َ
إلى المسحور ـ رجل ً كان أم امرأة ـ أن وجه زوجته ـ أو مخطوبته ـ كأنه
ثعبان أو قرد أو نحو هذا ،فينفر منها ،كما تكثر الخلفات الزوجية فى
البيت على خلف المعهود ،أو نفرة الرجل أو المرأة من البيت والشعور
بالضيق كلما كانا ـ الرجل أو المرأة ـ فيه ،والشعور بالراحة كلما خرجا منه
.أو ذهبا إلى أى مكان آخر
ـ ويرجع هذا إلى تمثل الجنى على وجه الرجل أو المرأة على هيئة ثعبان
ر قبيح ،مما يؤدى إلى النفور والبتعاد .أو قرد أو أى منظ ٍ
سحر الربط :وهو ما يصيب الرجل عند الجماع ،فل يتم انتصاب العضو ـ ِّ
الذكرى للرجل عند الجماع ،وكلما كان الرجل بعيدا ً عن زوجته يشعر
بالرتياح والحاجة إلى الجماع ،فإذا أراد الجماع وبدأ العضو فى النتصاب ،
أصاب العضو حالة من الضعف و "الرتخاء" مما يصيب الرجل بحالة نفسية
.سيئة
سحر والجان الموكل بالعمل ،الذى يُمسك ويضغط على ومردُّ هذا إلى ال ِّ
المركز العصبى بالمخ والذى يمد الجسد بالشارة التى يتم بها دفع الدم إلى
العضو لتتم عملية النتصاب ،كما يكون أيضا ً فى بعض حالت الشلل
.النصفى أو الكلى ،أو فقد البصار الوقتى
سحر التغوير ،فيأتى الرجل ِّ وهو سدّ "فْرجها" ـ وكذا يأتى الجنى المرأة في ُ
زوجته ليلة البناء "الزفاف" فيجدها كالثيب ،فل يجد غشاء البكارة ،وهو ما
سحر التغوير ،مما يجعل للشيطان منفذا ً إلى نفسه .يسمى ب ِّ
ص ٍ شخ إلى لٍ مي من المريض على يظهر ما وهو : والمحبة الجلب سحر ـ ِّ
بعينه ،قد يكون خطيبا أو زوجا أو غير ذلك ،وكذا للرجل أن يجد نفسه ً ً
يميل إلى "فلنة " بعينها ،حتى تجده يترك عمله ليسافر إليها ـ على بُعد
المسافة ـ أو كثير الشتياق إليها على غير المعهود ،والتودد إليها وطلب
وصالها وإن كان حراما ً ،والتقرب إليها بشتي الطرق والوسائل على غير
.المألوف والمعهود
ـ كيف يعمل الساحر :يقوم الساحر أو الدجال بقراءة بعض الطلسم ـ
وقد يقرأ بعض اليات بطريقة معينة ـ على بعض الماء ليشربه المراد عمل
سحر له ،أو بعض الطعام ليأكله ،أو على قطعة من "أثر" أو بعض ال ِّ
.التراب ،أو بعض البخور ،وغير هذا كثير
ـ ثم يأخذ "الزبون" هذا "العمل" ويضعه فى المكان الذى أعلمه الساحر به
،أو يرشه على باب "بيت" أو "شقة المطلوب" عمل السحر له ،حتى إذا
.شربه أو أكله أو مّر "خطى" يبدأ السحر فى العمل
ويكون هذا عن طريق توكيل الساحر لبعض الجن بالعمل كخدام له ،فإذا
سحر بجوار ذلك ُرش الماء مثل ً على "عتبة" الباب جلس الجن الموكل بال ِّ
سحر أربعة أو ستة أو أضعاف هذا العمل ـ وكثيرا ً ما يكون الجن الموكل بال ِّ
سحر العدد ( ، )1فإذا مَّر المطلوب على العمل انتفض الجن الموكل بال ِّ
" .ليلبس" جسد المسحور ثم تبدأ العراض فى الظهور
ـ ومن العراض التى تظهر على المسحور :أن يرى فى منامه أحلماً
ل ،أو يرى مفزعة ،كأن يرى ثعبانا ً يلدغه ،أو يوشك أن يقع من مكان عا ٍ
خرب ( )2أو ثعابين كثيرة أو قرودا ً ،أو يرى فى منامه أماكن النجاسات وال ِ
.المقابر ونحو هذا
ـ ومن العراض التى يراها المسحور أيضا ـ وهذا وفق السحر ـ كثرة ً
الحتلم ليل ً ،وقد يكون أيضا ً نهارا ً ! وهو ما يسمى بالعشق ،فيأتى الجنى
المرأة مناما ً فيعاشرها معاشرة الزواج ،مما قد يؤدى إلى نفرتها من
زوجها ،وكذا تأتى الجنية الرجل فى منامه حتى أن بعضهم كاد أن يصل به
.المر إلى الجنون من كثرة معاناته من هذا المر ومحاولة التخلص منه
:
يحضر المريض سبع ورقات من ورق شجرة السدر "النبق" غير معطوبة أو
مقطوعة ،ويدقها بين حجرين حتى تصير قطعا ً صغيرة ،ثم يضعها فى إناء
سحر ( )3مع استحضار به ماء ،ثم يُقرأ على الناء آيات الرقية وآيات فك ال ِّ
القارئ أو المعالج عند قراءة اليات نية الشفاء وطرد الجن من جسد
سحر ،وهذا هام جدا ً ( ، )1واليات هى :المريض وإبطال ال ِّ
رحيم ( )1ال ْحمد لل َّه رب ال ْعال َمين ()2 َ
رحيم ()3
ِ ِ َ ّ ال نّ ْ َ ِ م ح ر َ ال َ ِ َ َ ِّ ِ ِ َ ْ ُ ِ ِ َ ن ال ّ م ِ ح َ ه الَّر ْ سم ِ الل ّ ِ ـ (ب ِ ْ
ط ال ْمستقيم ()6 َ َ َ َ َ
ُ ْ َ ِ َ صَرا دنَا ال ِّ ه ِ ن ا ْ )5 (
عي ُ ست َ ِ وإِي ّاك ن َ ْ عبُدُ َ ن إِي ّاك ن َ ْ ) 4 ( دّي وم ال ِ ك يَ ْ مال ِ ِ َ
ن (( ))7الفاتحة يّ ِ ضال َ ّ ال ل َ و م ه ي َ عل َ ب ضو ُ غ
ْ م ْ ال ر ي غ َ م ه ي َ عل َ ت م ع ْ ن ط ِال َّذين ِ أ َ َ را ص ) .
َ ْ ِ َْ َ ِ َ ْ ِ ْ ِ ْ َ ْ َ ِ َ ِ َ
ب غي ْ ِ ْ
ن بِال َ منُو َ ؤ ِ ن يُ ْ ذي َ ّ
ن ال ِ ) 2 (
قي َ مت ّ ِ َ ْ
هدًى لِل ُ ه ُ في ِ ب ِ ب ل َري ْ َ َ ـ (الم ذَل ِك الكِتَا ُ ْ َ ) 1 (
ماءَ الدُّنْيَا س َ ال ا َ ّ ن َ ّ ي ز َ ا َ ّ ن إ شارق ()5 َ م ْ ال ب ُ ْ ِ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ّ ر و ما ه َ ن ي ب ما و ض ر َ ل ْ وا ت ِ وا ما س َ ال ب َر ُّ
ّ َ ِ ِ ِ َ َ ّ َ َ
لَ
م ِ ن إ ِ َلى ال َْ َ عو َ م ُ َ س ّ َ ٍ َ ِ ٍ ل يَ ّ َ شيطَان مارد ()7
ل َ ْ ن ك ِّ ُ م ْ حفظا ِ ً ْ و ِ َ
) 6 ( ب واك ِ ِ ة الك َ َ ْ زين َ ٍ بِ ِ
ف خطِ َ ن َ م ل ّ إ ل جانب ( )8دحورا ول َهم عذَاب واصب ()9
ٌ ِ َ ِ ّ ُ ك ن م
ِ ن َ فو ُ َ ذ ق ْ ي و ى َ عل ْ َ ل ا ْ
َ ْ ِ ٌ َ ُ ُ ً َ ُ ْ ٍ ِ َ ْ َ ُ
ب) (الصافات 10-1 : ب ثَا ِ َ ة َ خط َ ْ ْ
ق ٌ ها ٌ ش َ ه ِ ع ُ فأتْب َ َ ف َ ) .ال َ
وتِل ْ َ َّ ْ علَى جبل ل َرأ َ ُ ْ ْ ـ (ل َو أ َ
ك ِ َ ه الل ةَ ِ ي ش خ
َ نِ ْ م عا ً د
ِ ً ُ َ ِّ ص َ ت م عا ش خا َ ه َ َ ٍ َ ْ ُ َ ت ي َ ن َ رآ ق ال َا ذ ه
َ ا َ ن زل َ ْ ن
ل نضربها للنَا ْس ل َعل َّهم يت َ َ
َ َ ْ
ه إ ِ ّل ُ َ
م عال ِ ُ و َ ه َ ه الذى َل إِل َ ََ و َالل ّ ُ ه َ ن (ُ )21 فك ُّرو َ ِ َ ُ ْ َ َ مثَا ُ َ ْ ِ ُ َ ِ ّ اْل ْ
َ
كمل ِ ُ و َال ْ َ ه َ ه إ ِ ّل ُ ه الذى َل إِل َ َ و الل ّ ُ ه َ ُ ) 22 ( م حي ُ ن الَّر ِ ما ُ ح َ و الَّر ْ ه َ ة ُ هادَ ِ ش َ وال ّ ب َ غي ْ ِ ال ْ َ
ما ع َّ ه َ ن الل ِ ّ حا َ سب ْ َ متَكبُِّر ُ َ جب ّاُر ال ُ ْ َ زيُز ال َ ْ ع ِ ن ال َ ْ م ُ هي ْ ِ م َ ن ال ُ ْ م ُ ؤ ِ م ْ م ال َ ُ ْ سل ُ َ َ س ال ّ قدّو ُ ُ ال ْ ُ
َ
ما ه َ ح لَ ُ سب ِّ ُ سنَى ي ُ َ ح ْ ماءُ ال ْ ُ س َ ه اْل ْ وُر ل َ ُ ص ِّ م َ ئ ال ْ ُ ر ُ ق الْبَا ِ خال ِ ُ ه ال ْ َ و الل ّ ُ ه َ ن (ُ )23 ركُو َ ش ِ يُ ْ
م) (الحشر 24 - 21 : ْ ْ َ ْ َ
حكِي ُ زيُز ال َ ع ِ و ال َ ه َ و ُ ض َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ) .فى ال ّ
َ ) .ـ ( َ
ولَدًا) (الجن 3 : َ ل َ و َ ِ َ ً َ ة ب ح صا َ ذ خ َ ّ ت ا ما َ ّ َ ِّ َ َ َ ا ن ب ر ُ د ج ى َ عال
َ
ه َ َ ت وأن َّ ُ َ
حدٌ) َ ُ ُ َ ُ َ صمد ( )2ل َم يلد ول َم يولَد ()3 َ ّ ّه أ َحد ()1 ق ْ ـ( ُ
وا أ َ ً ف ك ه
ُ ل ن ْ ك َ ي م ْ ول َ ْ ُ ْ َ ْ ِ َ ْ ُ َ ّ ال ه ُ الل ٌ َ ُ الل و َ ه ُ ل
() .الخلص
نم ْ و ِ َ
قب ()3
و َ َ ق إِذَا َ س ٍ غا ِ ر َ ش ِّ ن َ م ْ و ِ َ
شر ما خل َق ()2
ن َ ِّ َ َ َ م ْ ق (ِ )1 فل َ ِ ب ال ْ َ عوذُ بَِر ِّ ل أَ ُ ق ْ ـ( ُ
سدَ) (الفلق َ َ ْ َ َ ّ َ َ
ح َ د إِذَا َ س ٍ حا ِ ر َ ن ش ِّ م ْ و ِ َ
) 4 ( دعق ِ ت فى ال ُ ر الن ّفاثا ِ ) .ش ّ ِ
ْ َ ل أ َعوذُ برب النَاس ( )1ملك النَاس ( )2إل َه النَاس ()3 ق ْ ـ( ُ
س
ِ وا َ ْ َ س و ال ر ِّ ش ن ْ م
ِ ِ ّ ِ ِ ِ ّ ِ ِ َ ِ ّ ّ ِ َ ِ ُ
َة والنَاس) (الناس) (1 ْ ) .ال ْخنَاس ( )4الذى يوسوس فى صدور النَاس ()5
ِ جن ّ ِ َ ّ ن ال ِ م ْ ِ ِ ّ ُ ُ ِ ُ َ ْ ِ ُ ِ َ ّ
:
ن( • َ ولك ِ ّ َ َ ما ك َ َ َ ْ َ َ ما تَتْلو ال ّ ُ َ
ن َ ما ُ سلي ْ َ فَر ُ و َ ن َ ما َ سلي ْ َ ك ُ مل ِ على ُ ن َ شيَاطِي ُ عوا َ وات ّب َ ُ َ
ل ن بِبَاب ِ َ ي َ ك َ مل ْ ال ى َ عل َ ل َ ز ن ُ أ ما و ر ح س ال س ا َ ّ ن ال ن مو ّ عل ي روا ف َ َ ك ن ي ط ا ي ش َ ّ ال
ْ ِ َ ِ ِّ ْ َ َ َ َ ُ َ ِ ُ َ ُ َ ِ َ
فْر فَل تَك ْ ُ ة َ فتْن َ ٌ ن ِ َ َ ُ َ هاروت وماروت وما يعل ِّمان من أ َ
ح ُ ما ن َ ْ ِ َ ّ ن إ ل قو َ ي ى ّ ت ح َ د
ٍ ح َ ْ ِ َ ُ َ َ َ َ ُ َ ُ
َ َ ُ َّ َّ ْ َ َ ِ َّ َ َ
مُ ُ ْ ه ع ف ن َ ي ل و ِ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ّ ُ ْ َ م ه ر ض ي ما ن مو عل ت ي و ه الل ن و َ ُ ْ ِ َ ِّ َ ِ ِ ِ ْ َ ٍ ِ ِ ِ ِ
ذ إ ب ل إ د ح أ ن م ه ب ن ري ضا ب م ه ما َ
ه
وا ب ِ ِ َ ْ ر ش َ ما َ َ س ْ ئ َ ِ ب َ ول ق ٍ ل َ خ َ ن ْ م ِ ة ِ ر َ خ ِ ل ْ ا فى ه ُ َ ل ما َ ُ َ ه را َ ت ش ْ ا ن ْ م َ َ ل موا ُ ِ ل ع َ ْ د ق َ َ ول َ
ن) (البقرة 102 : مو َ عل َ ُ و كَانُوا ي َ ْ م لَ ْ ه ْ س ُ ف َ ) .أَن ُ
• ع( و َ
ق َ ف َ ن (َ )117 فكُو َ ما يَأ ْ ِ ف َ ق ُ فإِذَا هى تَل ْ َ ك َ صا َ ع َ ق َ َ
ن أل ْ ِ
َ
سى أ ْ مو َ حيْنَا إِلَى ُ و َ
َ
وأ ْ َ
قلَبوا صاغرين ()119 َ وان كَ ل ا ن ه وا ب ل غ
ُ َ
ف ل ما كَانوا يعملُون ()118 َ َ ط ب و ُ
ق ح ْ ال
ِ َ ِ َ ُ َ ِ َ ُ ُ ِ َ َ ْ َ ُ َ َ ّ َ َ
سى مو َ ب ُ ن (َ )121ر ِّ مي َ عال َ ِ ب ال ْ َ منَّا بَِر ِّ قالُوا آ َ ن (َ )120 دي َ ج ِ سا ِ حَرةُ َ س َ ي ال َّ ق َ وأُل ْ ِ َ
ن) (العراف 122 - 117 : َ رو ُ هاَ و
َ . )
َ َّ َ ُ َّ َ وا َ ْ
ما أل َ َ فل َ َّ َ
ه ل( • ن الل َ ه إِ ّ سيُبْطِل ُ ه َ ن الل َ حُر إ ِ ّ س ْ ه ال ِّ م بِ ِ جئْت ُ ْ ما ِ سى َ مو َ ل ُ قا َ ق ْ
ْ َ َ َ َ ْ َ ّ ُ ْ ْ م َ
ن)مو َ ر ُ ج ِ م ْ رهَ ال ُ وك ِ ول ْ ه َ مات ِ ِ ق بِكل ِ َ ح ّه ال َ ق الل ُ ح ّ وي ُ َِ
) 81 ( ن
دي َ س ِ مف ِ ل ال ُ ع َ ح َ صل ِ ُ يُ ْ
() .يونس 82 - 81 :
َ
ح( • فل ِ ُ وَل ي ُ ْ ر َ ح ٍ سا ِ عوا كَيْدُ َ صن َ ُ ما َ عوا إِن َّ َ صن َ ُ ما َ ف َ ق ْ ك تَل ْ َ مين ِ َ ما فى ي َ ِ ق َ وأل ْ ِ َ
ث أتَى) (طه 69 : َ حي ْ ُ ) .ال َّ
حُر َ سا ِ
ـ ويمكن للقارئ أن يقرأ أيضا ً اليات التالية وهى التى تتحدث عن العذاب
والنار ،وهى مما ثبت أنها تعذب الجنى جدا ً ،وتعجل بخروجه وهروبه من
:جسد المريض إن شاء الله تعالى ،وهى
:ـ واليــات
النساء ، )173-167( :المائدة ، )34-33( :النفال ، )12( :الحجر ، )18-16( :
السراء ، )111 – 110( :النبياء ، )70( :الحج ، )20-19( :النور ، )35( :
الفرقان ، )23( :الصافات ، )88( :غافر ، )78( :فصلت ، )42( :الدخان -43( :
، )50 .الحقاف ، )34-29( :الزلزلة ،العصر ،البروج ،الطارق ،الكافرون
:
الست :التوبة ، )14( :يونس ، )57( :النحل ، )69( :السراء ، )82( :
) .الشعراء ، )80( :فصلت 44( :
ـ على أن يراعى كما تقدم استحضار نية الشفاء وطرد الجن من جسد
المريض ـ كما تقدم ـ هذا ول يتعجل المريض الشفاء ،فإنما هو الخذ
.بالسباب والله تعالى هو الشافى
ـ ثم يشرب منه المريض ويغتسل به ـ فى أى حجرة من حجرات البيت ـ
قرأ عليه القرآن فى "الحمام" أو يرمى به فيه - ول يغتسل بهذا الماء الذى ُ
وما ينزل من المريض من ماء الغتسال فى "طبق بلستيك أو طشت"
يسقى به شجرة ،أو "يرشه" فى أرجاء البيت طردا ً لى جنى قد يكون
.ساكنا ً للبيت
قرأ عليه آيات الرقية أو آيات الرقية ـ وكيفيته :أن يأخذ من الماء ـ الذى ُ
سحر ـ بكوب صغير ثم يرش كل ركن من أركان البيت ببعضه ، وآيات فك ال ِّ
مار البيت ـ حتى ل وقبل أن يرش يسمي الله تعالى تنبيها ً للجن المسلم ـ ع َّ
يؤذيهم ،وكذا فى كل ركن من أركان البيت ،حتى المطبخ ،إل الحمام لِما
.تقدم من أنه مكان نجس ول يجوز إلقاء هذا الماء فيه
وعند شرب المريض لهذا الماء قد يصاحبه نوع من القئ خاصة إذا كان
"العمل مشروبا ً إذا أكثر المريض من شرب هذا الماء ،وقد يخرج "العمل"
سحر بإذن الله تعالى ،وإذا لم يتقيأ المريض وعند مع القئ فيبطل ال ِّ
اغتسال المريض بهذا الماء سوف يشعر بنوع من "السخونة" أو "الدفء"
.ينبعث من جسده ،وكأنه الماء حاراً
ـ كما تظهر على المسحور ـ عند قراءة اليات السابقة عليه أو شربها ـ
أعراض أخرى منها :احمرار شديد بالعينين ،شعور وكأن حجرا ً ثقيل ً أو نحوه
فى بطنه ،وعند شربه الماء قد يشعر بنار تتأجج فى بطنه أو حلقه أو فى
.جسده كله
ـ يستمر شرب الماء والغتسال به طوال ثلثة أو سبعة أيام ،مرة أو
سحر بإذن الله تعالى ،ول يدخل اليأس نفس مرتين يوميا ً ،حتى يُبطل ال ِّ
المريض وليعلم أن الشفاء مرتبط بإذن الله تعالى بالشفاء ،ل بتقوى
(1 ) .المعالج ـ وإن كانت سببا ً ـ أو بشهرة المعالج ،أو بما يأخذه المعالج
وجد ،و فى حالة وجود من يعالج ـ لذى خبر هذا فقد المعالج أو ُ ـ هذا إذا ُ
العلم وعمل به ـ فإنه يبدأ بقراءة آيات الرقية فى أذن المريض ـ مستحضراً
نية الشفاء وطرد الجن ـ حتى إذا بدأت العراض تظهر على المريض يتعامل
وفق ما يعلم بفضل الله تعالى ،فإذا شعر المريض بنوع "تنميل" فى معها ِ
يديه أو رجليه أو فى أى مكان بجسده ،أو صداع ،أو شعر بنوع ضيق ،أو
كأن هناك من يمسك برأسه ،أو يضغط على صدره أو قلبه ،فهذا يعنى
وجود الجنى فى هذا المكان ،بدأ المعالج فى قراءة اليات التى تتحدث عن
.العذاب والنار ،وقد تقدم ذكر بعضها
ـ وإذا "حضر" الجنى على جسد المريض بدأ المعالج فى التعامل معه
سؤاله عن سبب دخوله ـ عشقا ً أو سحرا ً أو حسدا ً ـ وعن ديانته ،فإن كان
مسلما ً بينا له عدم جواز هذا ،وإن كان كافرا ً عرضنا عليه السلم فإن
استجاب وإل أُنذر كليهما بقراءة اليات عليهما ،ويراعى عدم الطالة فى
الحديث مع الجنى حتى ل يهرب أو يأتى بمن يساعده فى التخلص من هذا
المر ،كما ل يستجاب له فى أى طلب يطلبه كأن يأمر أن يذبح له كذا وكذا ،
أو تلبس المرأة كذا وكذا ـ لزوجها ـ أو تطوف بالولياء ،أو يلبس الرجل
.خاتما ً شكله كذا ،فكل هذا يُعتبر ضربا ً من الشرك
َ
ع
مي ُ س ِ و ال َّ
َّ ه َ و ُ ه َ م الل ّ ُ فيك َ ُ
ه ْ سيَك ْ ِ
ف َ ـ وللمعالج أن يقرأ وقتها قوله تعالى َ ( :
نَ ْ َ
عا إ ِ ّمي ً ج ِ ه َ م الل ُ ُ
ت بِك ْ ُ
ما تَكونُوا يَأ ِ ن َم) (البقرة ، )137 :وقوله تعالى ( :أي ْ َ علِي ُ ال ْ َ
َ
م
ه ْ م إِن َّ ُ ه ْ
فو ُ ق ُ و ِ َ ديٌر) (البقرة ، )148 :وقوله تعالى ( : ق ِل شئ َ علَى ك ُ ِّ ه َ الل ّ َ
مسئُولُون) (الصافات ،)24 :وقوله تعالى ( :أَينما تكُونوا يد ُ
ول َ ْ
و ت َ و ُ م ْ م ال ْ َ رك ّ ْ ُ ْ ِ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ
ة) (النساء 78 : َ َ
مشي ّدَ ٍ ج ُ م فى بُُرو ٍ )كُنت ُ ْ
ـ فإذا شعر المريض بنوع سخونة فى مكان "التنميل" أو الضغط مثل ً ،
فهذا يعنى بداية نهاية العمل وإبطاله ،فيستمر المعالج فى القراءة حتى
تنتهى هذه السخونة أو الدفء ،يعود جسد المريض إلى حالته الطبيعية ،ثم
يعود المعالج فيقرأ اليات مرة أخري حتى إذا ظهرت العراض مرة أخرى
بدأ فى إبطالها بإذن الله تعالى ،حتى إذا سمع المريض آيات الرقية وآيات
سحر ولم يشعر بأي نوع من التعب ،علمنا أن العمل قد بطُل وانتهى فك ال ِّ
.بفضل الله تعالى
ـ هذا ومما يشعر به المريض بعد الشفاء :كأن هناك حمل ً ثقيل ً كان على
كتفه قد أختفى أو ُرفع ،أوكأن "طاقية "من حديد كانت على رأسه فرفعت
.
ع من الصداع ـ قد يتشابه بما بنو الشفاء بعد المريض ً أيضا يشعر وقد ـ
ٍ
كان يشعر به من قبل ـ ومرجع هذا إلى عمل "القرين" الذى تعلم من
)1 (
ر ،ونحو هذا ـ إذا طلب منك الشيخ اسمك واسم أمك ،أو قطعة من أث ٍ
.فاعلم أنه دجال
إذا طلب منك الشيخ كتابة بعض اليات على "بيضة" ! وأكلها أو أن تفعل _
.بها كذا وكذا فاعلم أنه دجال
ـ هذا وكل من يدعى قراءة الفنجان ،والكف ،والطالع ـ والنازل ! ـ
وضرب الرمل ،وفتح المندل ،وقياس الثر ،وفتح الكتاب بوضع "مفتاح"
ليشير على السارق ونحو هذا .فاعلم أنه دجال ،وأن هذا الفعل يؤدى
.بصاحبه إلى الشرك والكفر ،فكن منه على حذر
ـ كل هذا وإن ادعى "الشيخ" أنه ل يأخذ أجرة على هذا العمل ،وإنما هو
"" !!! .شئ لله
ـ وكذا كل من يدعى علم "التنويم المنغاطيسى" و "تحضير الراوح" و
" .الزار" فاعلم أن هذا كله دجل ،فكن منه على حذر
:
ومنها قراءة فاتحة الكتاب ،آية الكرسى ،آخر آيتين من سورة البقرة ،
.الخلص ،المعوذتين
:
.كثرة الستغفار ،والحوقلة ،أى قول :ل حول و قوة إل بالله 1-
ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شئ 2-
) .قدير يقال مائة مرة صباحا ً ومائة مرة مساءا ً (1
أعوذ بكلمات التامات التى ل يجاوزهن بر ول فاجر ،من شر ما خلق وذرأ 4-
وبرأ ،ومن شر ما ينزل من السماء ،ومن شر ما يعرج فيها ،ومن شر ما
ذرأ فى الرض ومن شر ما يخرج منها ،ومن شر فتن الليل والنهار ،ومن
) .شر طوارق الليل والنهار ،إل طارقا ً يطرق بخير يارحمن (4
اللهم أنت ربى ل إله إل أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك 5-
ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك على ،وأبوء
) .بذنبى ،فاغفر لى ،فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت (1
ّ
ى حكمك ،عدلك 6- ض ف َّ اللهم إنى عبدك ،ابن عبدك ،ناصيتى بيدك ،ما ٍ
فى قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،أو أنزلته فى
د من خلقك ،أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ،أن كتابك أو علمته أح ٍ
) .تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلء حزنى وذهاب همى (2
ِ
بسم الله الذى ل يضر مع اسمه شئ فى الرض ول فى السماء ،وهو 7-
) .السميع العليم (ثلث مرات صباحا ً ،وثلث مساءاً ) (3
حسبى الله ل إله إل هو ،عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع 8-
)4(
:
الستعاذة عند دخول الحمام ،ونفض المكان عند الجلوس أو النوم ،
المحافظة على أذكار الصباح والمساء ،كثرة الستغفار والحوقلة واللتجاء
إلى الله تعالى ،والكثار من قراءة القرآن ،والمحافظة على الصلوات فى
الجماعة ،والصيام ،ومصاحبة الخيار ،والبعد عن أصدقاء الشر والسوء ،
والتسمية عند فتح "صنبور" المياه الساخنة "السخان" عند "الحوض" بالمطبخ
سر عند فتحه فى الحمام ( ، )5وكذا عند رمى ،وقبل دخول الحمام أو فى ال ِّ
ب"موسى" الحلقة فى الحوض أو غيره بعد الحلقة ،كما يراعى عدم ص ّ
)6 (
ن}
حو َ ن تَ ْ
سَر ُ حي َ
و ِ
ن َ
حو َ
ري ُ
ن تُ ِ
حي َ ما ٌ
ل ِ ج َ
ها َ
في َ ولَك ُ ْ
م ِ { َ
الفهرس
الصفحة الموضوع
3 مقدمة
--------------------------------------------------------
6 كلمةـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــشكر
-----------------------------------------------------
7 الترغيبــــــــــــ ــــــــــــفىــــــــــــ ــــــــــــالزواج
---------------------------------------------
12 التحذيرـــــــــــــ ـــــــــــــمنـــــــــــــ ـــــــــــــالزنا
-----------------------------------------------
14 محبةــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالزوجة
-------------------------------------------------
16 أزواجــــــــــــــ ــــــــــــــالنبى r
------------------------------------------------
20 سرارىـــــــــــــ ـــــــــــــالنبى r
------------------------------------------------
20 الزواجــــــــــــ ــــــــــــفىــــــــــــ ــــــــــــالجاهلية
--------------------------------------------
21 أسســـــــــــ ـــــــــــاختيارـــــــــــ ـــــــــــالزوجة
--------------------------------------------
21 مواصفاتـــــــــ ـــــــــالزوجةـــــــــ ـــــــــالصالحة
--------------------------------------
28 أسســــــــــــ ــــــــــــاختيارــــــــــــ ــــــــــــالزوج
--------------------------------------------
31 الكفاءةــــــــــــ ــــــــــــفىــــــــــــ ــــــــــــالنكاح
---------------------------------------------
34 صلةـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــالستخارة
-----------------------------------------------
36 إباحةــــ ــــالنظرــــ ــــإلىــــ ــــوجهــــ ــــالمخطوبة
----------------------------------
43 النهىــــ ــــعنــــ ــــالمغالةــــ ــــفىــــ ــــالمهور
------------------------------------
45 دبلةـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالخطوبة
---------------------------------------------------
49 ماـــــ ـــــيباحـــــ ـــــللخاطبـــــ ـــــبعدـــــ ـــــالخطبة
-----------------------------------
50 النفقةــــــــــــ ــــــــــــعلىــــــــــــ ــــــــــــالزوجة
---------------------------------------------
50 العروســـــــــــ ـــــــــــليلةـــــــــــ ـــــــــــالزفاف
--------------------------------------------
51 حكمــــــ ــــــالذهابــــــ ــــــإلىـــــــ ــــــالكوافير
--------------------------------------
52 نتفـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالحواجب
-------------------------------------------------
52 المانيكير
------------------------------------------------------
52 الغناءــــــــــــ ــــــــــــفىــــــــــــ ــــــــــــالعرس
-----------------------------------------------
56 ل ـــــــــــــــــنكاحـــــــــ ـــــــــإل ـــــــــــــــــبولى
----------------------------------------------
56 الفاظـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالتزويج
--------------------------------------------------
58 الفرقـــــــ ـــــــبينـــــــ ـــــــالنكاحـــــــ ـــــــوالزواج
---------------------------------------
60 الدعاءـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــللعروسين
----------------------------------------------
61 ليلةــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالزفاف
----------------------------------------------------
62 وضعـــــــ ـــــــعلىـــــــ ـــــــرأســـــــ ـــــــالزوجة
-----------------------------------------
62 قصةـــــــــــــ ـــــــــــــمنـــــــــــــ ـــــــــــــالواقع
-------------------------------------------------
65 ماـــ ـــيقولـــ ـــالرجلـــ ـــحينـــ ـــيجامعـــ ـــأهله
--------------------------------
66 فضــــــــــــ ــــــــــــغشاءــــــــــــ ــــــــــــالبكارة
----------------------------------------------
67 كيفـــــــ ـــــــيأتىـــــــ ـــــــالرجلـــــــ ـــــــأهله
-----------------------------------------
69 الوليمة
-------------------------------------------------------
القسم الثانى
71 الشروطــــــــــــ ــــــــــــفىــــــــــــ ــــــــــــالنكاح
---------------------------------------------
72 حكمـ ـالسلمـ ـفىـ ـمنـ ـتزوجـ ـبامرأةـ ـفوجدهاـ ـحبلى
------------------
72 المحرماتـــــــــــ ـــــــــــمنـــــــــــ ـــــــــــالنساء
-------------------------------------------
77 فصل
---------------------------------------------------------
78 فصل
---------------------------------------------------------
79 فصل
---------------------------------------------------------
80 فصل
---------------------------------------------------------
83 نكاحـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالتفويض
-------------------------------------------------
84 نكاحــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالشغار
--------------------------------------------------
85 نكاحــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالمحلل
--------------------------------------------------
85 نكاحــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالمتعة
---------------------------------------------------
86 نكاحــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالمحرم
--------------------------------------------------
86 نكاحــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالزانية
---------------------------------------------------
86 أنكحةـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــفاسدة
--------------------------------------------------
87 الخلع
--------------------------------------------------------
96 زواجـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالمسيار
-------------------------------------------------
96 زوجــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــالهبة
-----------------------------------------------------
96 الزواجــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــالعرفى
-------------------------------------------------
99 الدلةـــ ـــعلىـــ ـــفسادـــ ـــالنكاحـــ ـــبدونـــ ـــولى
-------------------------------
101 الردـــــ ـــــعلىـــــ ـــــالمامـــــ ـــــأبىـــــ ـــــحنيفة
--------------------------------------
102 الدليلـــ ـــالذىـــ ـــاعتمدهـــ ـــالمامـــ ـــوالردــ ـــعليه
----------------------------
105 أسبابــــ ــــاللجوءــــ ــــإلىــــ ــــالزواجــــ ــــالعرفى
-------------------------------
106 تعددـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالزوجات
------------------------------------------------
110 صبغــــــــــــ ــــــــــــالمرأةــــــــــــ ــــــــــــلشعرها
--------------------------------------------
110 الحمو تفسيرــــــــــــــــــــــــــ :
------------------------------------------------
111 الخلفـــــــــــ ـــــــــــبينـــــــــــ ـــــــــــالزوجين
-------------------------------------------
112 حقــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــالزوج
----------------------------------------------------
115 منـــــــ ـــــــحقوقـــــــ ـــــــالزوجـــــــ ـــــــأيضاً
------------------------------------------
118 النهىـ ـعنـ ـوضعـ ـالمرأةـ ـثيابهاـ ـفىـ ـغيرـ ـبيتها
------------------------
118 النهىــ ــعنــ ــصيامــ ــالمرأةــ ــوزوجهاــ ــشاهد
----------------------------
119 النهىــ ــعنــ ــإنفاقــ ــالمرأةــ ــإل ــــبإذنــ ــزوجها
---------------------------
120 النهىــــــــــــ ــــــــــــطلبــــــــــــ ــــــــــــالطلق
---------------------------------------------
120 الصبرـــــــ ـــــــعلىـــــــ ـــــــفقرـــــــ ـــــــالزوج
------------------------------------------
121 النهىـــــــ ـــــــعنـــــــ ـــــــهجرـــــــ ـــــــالفرش
------------------------------------------
123 حقـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــالزوجة
----------------------------------------------------
125 النهىــــ ـــعنــــ ـــالهجرـــ ــــإل ـــــــفىـــ ــــالبيت
-----------------------------------
126 مساعدةــ ــالرجلــ ــزوجتهــ ــفىــ ــشئونــ ــالبيت
----------------------------
126 صبرــــــــــــ ــــــــــــالرجلــــــــــــ ــــــــــــوحلمه
---------------------------------------------
127 التحذيرــــــ ــــــعنــــــ ــــــالتلويحــــــ ــــــبالطلق
------------------------------------
127 النهىــــ ــــعنــــ ــــإطالةــــ ــــفترةــــ ــــالغياب
-------------------------------------
128 وصاياــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــالزوجين
------------------------------------------------
130 سلوكيات
-----------------------------------------------------
130 حسنـــــ ـــــالعشرةـــــ ـــــحديثـــــ ـــــأمـــــ ـــــزرع
-------------------------------------
139 منـــــ ـــــصورـــــ ـــــحسنـــــ ـــــالعشرةـــــ ـــــأيضاً
-------------------------------------
139 النهىـــــــ ـــــــعنـــــــ ـــــــالطرقـــــــ ـــــــليلً
-------------------------------------------
140 مراعاةــــــــــــ ــــــــــــغيرةــــــــــــ ــــــــــــالنساء
---------------------------------------------
143 النهىـــــــ ـــــــعنـــــــ ـــــــالضربـــــــ ـــــــالمبرح
---------------------------------------
146 سلوكيات
-----------------------------------------------------
146 ترخيمــــــــــــ ــــــــــــاسمــــــــــــ ــــــــــــالزوجة
---------------------------------------------
148 سلوكياتـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــالزوجة
----------------------------------------------
148 تحريمـــــــ ـــــــإفشاءـــــــ ـــــــسرـــــــ ـــــــالفضاء
---------------------------------------
150 التحذيرــــــ ــــــمنــــــ ــــــكفرانــــــ ــــــالعشير
---------------------------------------
151 إظهارـــــــــــ ـــــــــــالمرأةـــــــــــ ـــــــــــغضبها
-------------------------------------------
152 الزوجةـــــــ ـــــــل ــــــــــــــتحمدـــــــ ـــــــزوجها
----------------------------------------
153 كيفـــــــ ـــــــيستديمـــــــ ـــــــمحبةـــــــ ـــــــزوجته
--------------------------------------
156 النهى ـ ــعن ـ ــطاعة ـ ــالزوج ـ ــفيما ـ ــيخالف ـ ــالشرع
------------------------
157 النساءــــــ ــــــناقصاتــــــ ــــــعقلــــــ ــــــودين
--------------------------------------
159 الزواجـــــــ ـــــــفىـــــــ ـــــــبيتـــــــ ـــــــالهل
------------------------------------------
160 كذبـــــــ ـــــــالرجلـــــــ ـــــــعلىـــــــ ـــــــزوجته
----------------------------------------
160 كذبـــــــ ـــــــالمرأةـــــــ ـــــــعلىـــــــ ـــــــزوجها
----------------------------------------
160 فتىــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالحلم
---------------------------------------------------
162 الفرقـــــــ ـــــــبينـــــــ ـــــــالزوجـــــــ ـــــــوالمرأة
----------------------------------------
167 الفرقـــــــ ـــــــبينـــــــ ـــــــالبعلـــــــ ـــــــوالزوج
-----------------------------------------
168 أبوابـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالجماع
-------------------------------------------------
168 أحكامـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــالجماع
------------------------------------------------
173 فنونـــــــــــ ـــــــــــالجماعـــــــــــ ـــــــــــوأشكالها
-----------------------------------------
181 ُ
شبهـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــوردود
----------------------------------------------------
212 أحكامـــــــ ـــــــالوطءـــــــ ـــــــفىـــــــ ـــــــالدبر
-----------------------------------------
121 أحكامـــــــ ـــــــالوطءـــــــ ـــــــفىـــــــ ـــــــالحيض
---------------------------------------
131 حكمـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــالعزل
----------------------------------------------------
134 أضرارـــــــــــ ـــــــــــالعادةـــــــــــ ـــــــــــالسرية
--------------------------------------------
136 كيفيةــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــالعلج
--------------------------------------------------
264 كيفيةـــــــــــ ـــــــــــعلجـــــــــــ ـــــــــــالمربوط
-------------------------------------------