You are on page 1of 990

‫الموسوعة الميسرة‬

‫في الديان والمذاهب‬


‫والحزاب‬
‫المعاصرة‬
‫الندوة العالية للشباب السلمي‬

‫( مع شيئ من التهذيب والتصرف الفيد )‬

‫موقع الكاشف‬
‫‪www.alkashf.net‬‬

‫موقع صيد الفوائد‬


‫‪www.saaid.net‬‬
‫عقيدة أهل السنة والماعة‬

‫التعريف‪:‬‬
‫أهل السنة والماعة هم الفرقة الناجية والطائفة النصورة الذين أخب النب صلى ال عنهم بأنم‬
‫يسيون على طريقته وأصحابه الكرام دون انراف ؛ فهم أهل السلم التبعون للكتاب‬
‫والسنة ‪ ،‬الجانبون لطرق أهل الضلل ‪ .‬كما قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن بن إسرائيل‬
‫افترقوا على إحدى وسبعي فرقة ‪ ،‬وتفترق أمت على ثلث وسبعي فرقة ‪ ،‬كلها ف النار إل‬
‫واحدة " فقيل له ‪ :‬ما الواحدة ؟ قال ‪ " :‬ما أنا عليه اليوم وأصحاب " ‪ .‬حديث حسن أخرجه‬
‫الترمذي وغيه ‪.‬‬
‫وقد سوا " أهل السنة " لستمساكهم واتباعهم لسنة النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وسوا‬
‫بالماعة ؛ لقوله صلى ال عليه وسلم ف إحدى روايات الديث السابق ‪ " :‬هم الماعة " ‪.‬‬
‫ولنم جاعة السلم الذي اجتمعوا على الق ول يتفرقوا ف الدين‪ ،‬وتابعوا منهج أئمة الق‬
‫ول يرجوا عليه ف أي أمر من أمور العقيدة ‪ .‬وهم أهل الثر أو أهل الديث أو الطائفة‬
‫النصورة أو الفرقة الناجية‪.‬‬

‫أصول عقيدة أهل السنة والماعة‪:‬‬

‫● هي أصول السلم الذي هو عقيدة بل فِرَق ول طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل‬
‫السنة الماعة ف مال التلقي والستدلل تتمثل ف الت‪:‬‬
‫ـ مصدر العقيدة هو كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وإجاع (*) السلف‬
‫الصال‪.‬‬
‫ـ كل ما ورد ف القرآن الكري هو شرع للمسلمي وكل ما صَحّ من سنة رسول (*) ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا (*)‪.‬‬
‫ـ الرجع ف فهم الكتاب والسنة هو النصوص الت تبينها‪ ،‬وفهم السلف الصال ومن سار‬
‫على منهجهم‪.‬‬

‫ـ أصول الدين كلها قد بينها النب صلى ال عليه وسلم فليس لحد تت أي ستار‪ ،‬أن‬
‫يدث شيئًا ف الدين (*) زاعمًا أنه منه‪.‬‬

‫ـ التسليم ل ولرسوله صلى ال عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فل يعارض شيء من الكتاب أو‬
‫السنة الصحيحة بقياس ول ذوق ول كشفٍ (*) مزعوم ول قول شيخ موهوم ول إمام ول‬
‫غي ذلك‪.‬‬
‫ـ العقل (*) الصريح موافق للنقل الصحيح ول تعارض قطعيّا بينهما وعند توهم التعارض‬
‫يقدم النقل على العقل‪.‬‬
‫ـ يب اللتزام باللفاظ الشرعية ف العقيدة وتنب اللفاظ البدعية‪.‬‬
‫ـ العصمة ثابتة لرسول (*) ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والمة ف مموعها معصومة من‬
‫الجتماع على ضللة‪ ،‬أما آحادها فل عصمة لحد منهم‪ ،‬والرجع عند اللف يكون‬
‫للكتاب والسنة مع العتذار للمخطئ من متهدي المة‪.‬‬
‫ـ الرؤيا الصالة حق وهي جزء من النبوة (*) والفراسة الصادقة حق وهي كرامات (*)‬
‫ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غي أنا ليست مصدرًا للعقيدة ول للتشريع‪.‬‬
‫ـ الراء ف الدين (*) مذموم والجادلة بالسن مشروعة‪ ،‬ول يوز الوض فيما صح النهي‬
‫عن الوض فيه‪.‬‬
‫ـ يب اللتزام بنهج (*) الوحي ف الرد‪ ،‬ول ترد البدعة (*) ببدعة ول يقابل الغلو (*)‬
‫بالتفريط ول العكس‪.‬‬
‫ـ كل مدثة ف الدين بدعة وكل بدعة ضللة و كل ضللة ف النار‪.‬‬
‫● التوحيد العلمي العتقادي‪:‬‬
‫ـ الصل ف أساء ال وصفاته‪ :‬إثبات ما أثبته ال تعال لنفسه أو أثبته له رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من غي تثيل (*)؛ ول تكييف (*)؛ ونفي ما نفاه ال تعال عن نفسه أو نفاه عنه‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم من غي تريف (*) ول تعطيل (*)‪ ،‬كما قال تعال‪( :‬ليس كمِثْلِه‬
‫شي ٌء وهو السميع البصي) مع اليان بعان ألفاظ النصوص‪ ،‬وما دلّت عليه‪.‬‬
‫ـ اليان باللئكة الكرام إجالً‪ ،‬وأما تفصيلً‪ ،‬فبما صحّ به الدّليل من أسائهم وصفاتم‪،‬‬
‫وأعمالم بسب علم الكلف‪.‬‬

‫ـ اليان بالكتب النلة جيعها‪ ،‬وأن القرآن الكري أفضلها‪ ،‬وناسخها‪ ،‬وأن ما قبله طرأ عليه‬
‫التحريف‪ ،‬وأنه لذلك يب إتباعه دون ما سبقه‪.‬‬

‫ـ اليان بأنبياء ال‪ ،‬ورسله ـ صلوات ال وسلمه عليهم ـ وأنم أفضل من سواهم من‬
‫البشر‪ ،‬ومن زعم غي ذلك فقد كفر (*)‪.‬‬

‫ـ اليان بانقطاع الوحي (*) بعد ممد صلى ال عليه وسلم وأنه خات النبياء والرسلي‪،‬‬
‫ومن اعتقد خلف ذلك كَفَر‪.‬‬

‫ـ اليان باليوم الخر‪ ،‬وكل ما صح فيه من الخبار‪ ،‬وبا يتقدمه من العلمات والشراط‪.‬‬

‫ـ اليان بالقدر‪ ،‬خيه وشره من ال تعال‪ ،‬وذلك‪ :‬باليان بأن ال تعال علم ما يكون قبل‬
‫أن يكون وكتب ذلك ف اللوح الحفوظ‪ ،‬وأن ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن‪ ،‬فل يكون‬
‫إل ما يشاء‪ ،‬وال تعال على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء‪ ،‬فعال لا يريد‪.‬‬

‫ـ اليان با ص ّح الدليل عليه من الغيبيات‪ ،‬كالعرش والكرسي‪ ،‬والنة والنار‪ ،‬ونعيم القب‬
‫وعذابه‪ ،‬والصراط واليزان‪ ،‬وغيها دون تأويل (*) شيء من ذلك‪.‬‬

‫ـ اليان بشفاعة النب (*) صلى ال عليه وسلم وشفاعة النبياء واللئكة‪ ،‬والصالي‪،‬‬
‫وغيهم يوم القيامة‪ .‬كما جاء تفصيله ف الدلة الصحيحة‪.‬‬
‫ـ رؤية الؤمني لربم يوم القيامة ف النة وف الحشر حقّ‪ ،‬ومن أنكرها أو أوّلا فهو زائغ‬
‫ضال‪ ،‬وهي لن تقع لحد ف الدنيا‪.‬‬

‫ـ كرامات (*) الولياء (*) والصالي حقّ‪ ،‬وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة‪ ،‬بل قد‬
‫يكون استدراجًا‪ .‬وقد يكون من تأثي الشياطي والبطلي‪ ،‬والعيار ف ذلك موافقة الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬أو عدمها‪.‬‬
‫ـ الؤمنون كلّهم أولياء الرحن‪ ،‬وكل مؤمن فيه من الولية بقدر إيانه‪.‬‬

‫● التوحيد الرادي الطلب (توحيد اللوهية)‪.‬‬


‫ـ ال تعال واحد أحد‪ ،‬ل شريك له ف ربوبيته‪ ،‬وألوهيته‪ ،‬وأسائه‪ ،‬وصفاته وهو رب‬
‫العالي‪ ،‬الستحق وحده لميع أنواع العبادة‪.‬‬

‫ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء‪ ،‬والستغاثة‪ ،‬والستعانة‪ ،‬والنذر‪ ،‬والذبح‪،‬‬


‫والتوكل‪ ،‬والوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والبّ‪ ،‬ونوها لغي ال تعال شرك أكب‪ ،‬أيّا كان القصود‬
‫بذلك‪ ،‬ملكًا مُقرّبًا‪ ،‬أو نبيّا مرسلً‪ ،‬أو عبدًا صالًا‪ ،‬أو غيهم‪.‬‬

‫ـ من أصول العبادة أن ال تعال يُعبد بالبّ والوف والرجاء جيعًا‪ ،‬وعبادته ببعضها دون‬
‫بعض ضلل‪.‬‬

‫ـ التسليم والرضا والطاعة الطلقة ل ولرسوله صلى ال عليه وسلم واليان بال تعال حَ َكمًا‬
‫من اليان به ربّا وإلًا‪ ،‬فل شريك له ف حكمه وأمره ‪.‬‬

‫وتشريع ما ل يأذن به ال‪ ،‬والتحاكم إل الطاغوت (*)‪ ،‬واتباع غي شريعة ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر(*)‪ ،‬و من زعم أن أحدًا يسعه الروج عنها فقد كفر‪.‬‬

‫ـ الكم بغي ما أنزل ال كفر أكب‪ ،‬وقد يكون كفرًا دون كفر‪.‬‬
‫فالول كتجويز الكم بغي شرع ال ‪ ،‬أو تفضيله على حكم ال ‪ ،‬أو مساواته به ‪ ،‬أو إحلل‬
‫( القواني الوضعية ) بدل عنه ‪.‬‬

‫والثان العدول عن شرع ال‪ ،‬ف واقعة معينة لوى مع اللتزام بشرع ال‪.‬‬

‫ـ تقسيم الدين إل حقيقة يتميز با الاصة وشريعة تلزم العامة دون الاصة‪ ،‬وفصل السياسة‬
‫أو غيها عن الدين (*) باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة (*) من حقيقة أو سياسة أو غيها‪،‬‬
‫فهو إما كفر (*)‪ ،‬وإما ضلل‪ ،‬بسب درجته‪.‬‬

‫ـ ل يعلم الغيب إل ال وحده‪ ،‬واعتقاد أنّ أحدًا غي ال يعلم الغيب كُفر‪ ،‬مع اليان بأن ال‬
‫يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب‪.‬‬

‫ـ اعتقاد صدق النجمي (*) والكهان (*) كفر‪ ،‬وإتيانم والذهاب إليهم كبية (*)‪.‬‬

‫ـ الوسيلة الأمور با ف القرآن هي ما يُقرّب إل ال تعال من الطاعات الشروعة‪.‬‬

‫ـ والتوسل ثلثة أنواع‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ مشروع‪ :‬وهو التوسل إل ال تعال‪ ،‬بأسائه وصفاته‪ ،‬أو بعمل صال من التوسل‪ ،‬أو‬
‫بدعاء الي الصال‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بدعي‪ :‬وهو التوسل إل ال تعال با ل يرد ف الشرع‪ ،‬كالتوسل بذوات النبياء‪،‬‬
‫والصالي‪ ،‬أو جاههم‪ ،‬أو حقهم‪ ،‬أو حرمتهم‪ ،‬ونو ذلك‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ شركي‪ :‬وهو اتاذ الموات وسائط ف العبادة‪ ،‬ودعاؤهم وطلب الوائج منهم‬
‫والستعانة بم ونو ذلك‪.‬‬

‫ـ البكة من ال تعال‪َ ،‬يخْتَصّ بعض خلقه با يشاء منها‪ ،‬فل تثبت ف شيء إل بدليل‪ .‬وهي‬
‫تعن كثرة الي وزيادته‪ ،‬أو ثبوته لزومه‪.‬‬

‫والتبك من المور التوقيفية‪ ،‬فل يوز التبك إل با ورد به الدليل‪.‬‬


‫ـ أفعال الناس عند القبور وزيارتا ثلثة أنواع‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مشروع‪ :‬وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الخرة‪ ،‬وللسلم على أهلها‪ ،‬والدعاء لم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بدعي يُناف كمال التوحيد‪ ،‬وهو وسيلة من وسائل الشرك‪ ،‬وهو قصد عبادة ال تعال‬
‫والتقرب إليه عند القبور‪ ،‬أو قصد التبك با‪ ،‬أو إهداء الثواب عندها‪ ،‬والبناء عليها‪،‬‬
‫وتصيصها وإسراجها‪ ،‬واتاذها مساجد‪ ،‬وشدّ الرّحال إليها‪ ،‬ونو ذلك ما ثبت النهي عنه‪،‬‬
‫أو ما ل أصل له ف الشرع‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ شركيّ يناف التوحيد‪ ،‬وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القب‪ ،‬كدعائه من‬
‫دون ال‪ ،‬والستعانة والستغاثة به‪ ،‬والطواف‪ ،‬والذبح‪ ،‬والنذر له‪ ،‬ونو ذلك‪.‬‬
‫ـ الوسائل لا حكم القاصد‪ ،‬وكل ذريعة إل الشرك ف عبادة ال أو البتداع ف الدين يب‬
‫سدّها‪ ،‬فإن كل مدثة ف الدين بدعة (*)‪ .‬وكل بدعة ضللة‪.‬‬

‫● اليان‪:‬‬
‫ـ اليان قول‪ ،‬وعمل‪ ،‬يزيد‪ ،‬وينقص‪ ،‬فهو‪ :‬قول القلب واللسان‪ ،‬وعمل القلب واللسان‬
‫والوارح‪ .‬فقول القلب‪ :‬اعتقاده وتصديقه‪ ،‬وقول اللسان‪ :‬إقراره‪ .‬وعمل القلب‪ :‬تسليمه‬
‫وإخلصه‪ ،‬وإذعانه‪ ،‬وحبه وإرادته للعمال الصالة‪.‬‬
‫وعمل الوارح‪ :‬فعل الأمورات‪ ،‬وترك النهيات‪.‬‬
‫ـ مرتكب الكبية (*) ل يرج من اليان‪ ،‬فهو ف الدنيا مؤمن ناقص اليان‪ ،‬وف الخرة‬
‫تت مشيئة ال إن شاء غفر له وإن شاء عذبه‪ ،‬والوحدون كلهم مصيهم إل النة وإن‬
‫عذّب منهم بالنار من عذب‪ ،‬ول يلد أحد منهم فيها قط‪.‬‬

‫ـ ل يوز القطع لعيّن من أهل القبلة بالنة أو النار إل من ثبت النص ف حقه‪.‬‬

‫ـ الكفر(*) من اللفاظ الشرعية وهو قسمان‪ :‬أكب مرج من اللة‪ ،‬وأصغر غي مرج من اللة‬
‫ويسمى أحيانًا بالكفر العملي‪.‬‬
‫ـ التكفي(*) من الحكام الشرعية الت مردها إل الكتاب والسنة‪ ،‬فل يوز تكفي مسلم‬
‫بقول أو فعل ما ل يدل دليل شرعي على ذلك‪ ،‬ول يلزم من إطلق حكم الكفر على قول أو‬
‫فعل ثبوت موجبه ف حق العيّن إل إذا تققت الشروط وانتفت الوانع‪ .‬والتكفي من أخطر‬
‫الحكام فيجب التثبت والذر من تكفي السلم ‪ ،‬ومراجعة العلماء الثقات ف ذلك ‪.‬‬

‫● القرآن والكلم‪:‬‬
‫القرآن كلم ال (حروفه ومعانيه) مُنل غي ملوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود‪ ،‬وهو معجز دال على‬
‫صدق من جاء به صلى ال عليه وسلم‪ .‬ومفوظ إل يوم القيامة‪.‬‬

‫● القدر‪:‬‬
‫من أركان اليان‪ ،‬اليان بالقدر(*) خيه وشره‪ ،‬من ال تعال‪ ،‬ويشمل‪:‬‬

‫ـ اليان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم‪ ،‬الكتابة‪ ،‬الشيئة‪ ،‬اللق)‪ ،‬وأنه تعال ل رادّ‬
‫لقضائه‪ ،‬ول مُعقّب لكمه‪.‬‬

‫ـ هداية العباد وإضللم بيد ال‪ ،‬فمنهم من هداه ال فضلً‪ .‬ومنهم من حقت عليه الضللة‬
‫عدلً‪.‬‬

‫ـ العباد وأفعالم من ملوقات ال تعال‪ ،‬الذي ل خالق سواه‪ ،‬فال خالقٌ لفعال العباد‪ ،‬وهم‬
‫فاعلون لا على القيقة‪.‬‬

‫ـ إثبات الكمة ف أفعال ال تعال‪ ،‬وإثبات السباب بشيئة ال تعال‪.‬‬

‫● الماعة والمامة‪:‬‬
‫ـ الماعة هم أصحاب النب (*) صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والتابعون لم بإحسان‪ ،‬التمسكون‬
‫بآثارهم إل يوم القيامة‪ ،‬وهم الفرقة الناجية‪.‬‬

‫ـ وكل من التزم بنهجهم (*) فهو من الماعة‪ ،‬وإن أخطأ ف بعض الزئيات‪.‬‬
‫ـ ل يوز التفرّق ف الدين (*)‪ ،‬ول الفتنة بي السلمي‪ ،‬ويب ردّ ما اختلف فيه السلمون‬
‫إل كتاب ال‪ ،‬وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وما كان عليه السلف الصال‪.‬‬

‫ـ من خرج عن الماعة وجب نصحه‪ ،‬ودعوته‪ ،‬ومادلته بالت هي أحسن‪ ،‬وإقامة الجة‬
‫عليه‪ ،‬فإن تاب وإل عوقب با يستحق شرعًا‪.‬‬

‫لمَل الثابتة بالكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬والجاع (*)‪ ،‬ول يوز امتحان‬


‫ـ إنا يب حل الناس على ا ُ‬
‫عامة السلمي بالمور الدقيقة‪ ،‬والعان العميقة‪.‬‬

‫ـ الصل ف جيع السلمي سلمة القصد العتقد‪ ،‬حت يظهر خلف ذلك‪ ،‬والصل حل‬
‫كلمهم على الحمل السن‪ ،‬ومن ظهر عناده وسوء قصده فل يوز تكلّف التأويلت له‪.‬‬

‫ـ المامة الكبى تثبت بإجاع المة‪ ،‬أو بيعة ذوي الل والعقد منهم‪ ،‬ومن تغلّب حت‬
‫اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالعروف‪ ،‬ومناصحته‪ ،‬وحرم الروج عليه إل إذا ظهر‬
‫منه كفر(*) بواح فيه من ال برهان‪.‬وكانت عند الارجي القدرة على ذلك ‪.‬‬

‫ـ الصلة والج والهاد(*) واجبة مع أئمة السلمي وإن جاروا‪.‬‬

‫ـ يرم القتال بي السلمي على الدنيا‪ ،‬أو المية الاهلية (*)؛ وهو من أكب الكبائر(*)‪،‬‬
‫وإنا يوز قتال أهل البدعة (*) والبغي‪ ،‬وأشباههم‪ ،‬إذا ل يكن دفعهم بأقل من ذلك‪ ،‬وقد‬
‫يب بسب الصلحة والال‪.‬‬

‫ـ الصحابة الكرام كلهم عدول‪ ،‬وهم أفضل هذه المة‪ ،‬والشهادة لم باليان والفضل أصل‬
‫قطعي معلوم من الدين بالضرورة‪ ،‬ومبّتهم دين وإيان‪ ،‬وبغضهم كفر ونفاق‪ ،‬مع الكفّ عما‬
‫شجر بينهم‪ ،‬وترك الوض فيما يقدح ف قدرهم‪.‬‬

‫وأفضلهم أبو بكر‪ ،‬ث عمر‪ ،‬ث عثمان‪ ،‬ث علي‪ ،‬وهم اللفاء الراشدون‪ .‬وتثبت خلفة كل‬
‫منهم حسب ترتبيهم‪.‬‬
‫ـ من الدين مبة آل بيت رسول (*) ال صلى ال عليه وسلم وتولّيهم‪ ،‬وتعظيم قدر أزواجه‬
‫ـ أمهات الؤمني‪ ،‬ومعرفة فضلهن‪ ،‬ومبة أئمة السلف‪ ،‬وعلماء السنة والتابعي لم بإحسان‬
‫ومانبة أهل البدع والهواء‪.‬‬
‫ـ الهاد (*) ف سبيل ال ذورة سنامِ السلم‪ ،‬وهو ماضٍ إل قيام الساعة‪.‬‬
‫ـ المر بالعروف والنهي عن النكر من أعظم شعائر السلم‪ .‬وأسباب حفظ جاعته‪ ،‬وها‬
‫يبان بسب الطاقة‪ ،‬والصلحة معتبة ف ذلك‪.‬‬

‫أهم خصائص وسات منهج أهل السنة والماعة‬


‫● أهل السنة والماعة (*) هم الفرقة الناجية‪ ،‬والطائفة النصورة وكما أن لم منهجًا (*)‬
‫اعتقاديّا فإن لم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يتاجه كل مسلم‬
‫لن منهجهم هو السلم الشامل الذي شرعه النب (*) صلى ال عليه وسلم‪ .‬وهم على‬
‫تفاوت فيما بينهم‪ ،‬لم خصائص وسات تيزهم عن غيهم منها‪:‬‬
‫ـ الهتمام بكتاب ال‪ :‬حفظًا وتلوة‪ ،‬وتفسيًا‪ ،‬والهتمام بالديث‪ :‬معرفة وفهمًا وتييزًا‬
‫لصحيحه من سقيمه‪( ،‬لنما مصدرا التلقي)‪ ،‬مع إتباع العلم بالعمل‪.‬‬
‫ـ الدخول ف الدّين (*) كله‪ ،‬واليان بالكتاب كله‪ ،‬فيؤمنون بنصوص الوعد‪ ،‬ونصوص‬
‫الوعيد‪ ،‬وبنصوص الثبات‪ ،‬ونصوص التنيه ويمعون بي اليان بقدر ال‪ ،‬وإثبات إرادة‬
‫العبد‪ ،‬ومشيئته‪ ،‬وفعله‪ ،‬كما يمعون بي العلم والعبادة‪ ،‬وبي ال ُقوّة والرحة‪ ،‬وبي العمل مع‬
‫الخذ بالسباب وبي الزهد‪.‬‬
‫ـ التباع‪ ،‬وترك البتداع‪ ،‬والجتماع ونبذ الفرقة والختلف ف الدين‪.‬‬
‫ـ القتداء والهتداء بأئمة الدى العدول‪ ،‬القتدى بم ف العلم والعمل والدعوة من الصحابة‬
‫ومن سار على نجهم‪ ،‬ومانبة من خالف سبيلهم‪.‬‬
‫ـ التوسط‪َ :‬فهُمْ ف العتقاد وسط بي فرق الغلو(*) وفرق التفريط‪ ،‬وهم ف العمال‬
‫والسلوك وسط بي الُفرطي والفرِطي‪.‬‬
‫ـ الرص على جع كلمة السلمي على ال ّق وتوحيد صفوفهم على التوحيد والتباع‪،‬‬
‫وإبعاد كل أسباب الناع واللف بينهم‪.‬‬
‫ـ ومن هنا ل يتميزون عن المة ف أصول الدين باسم سوى السنة والماعة‪ ،‬ول يوالون (*)‬
‫ول يعادون‪ ،‬على رابطة سوى السلم والسنة‪.‬‬
‫ـ يقومون بالدعوة إل ال الشاملة لكل شيء ف العقائد والعبادات وف السلوك والخلق‬
‫(*) وف كل أمور الياة وبيان ما يتاجه كل مسلم كما أنم يذرون من النظرة التجزيئية‬
‫للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والمور الفرعية ويعلمون أن‬
‫وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا‪ .‬والمر بالعروف‪،‬‬
‫والنهي عن النكر با يوجبه الشرع‪ ،‬والهاد (*) وإحياء السنة‪ ،‬والعمل لتجديد الدين (*)‪،‬‬
‫وإقامة شرع ال وحكمه ف كل صغية وكبية ويذرون من التحاكم إل الطاغوت (*) أو‬
‫إل غي ما أنزل ال‪.‬‬
‫ـ النصاف والعدل‪ :‬فهم يراعون حق ال ـ تعال ـ ل حقّ النفس أو الطائفة‪ ،‬ولذا ل‬
‫يغلون ف مُوالٍ‪ ،‬ول يورون على معاد‪ ،‬ول يغمطون ذا فضل فضله أيّا كان‪ ،‬ومع ذلك فهم‬
‫ل يقدسون الئمة والرجال على أنم معصومون وقاعدتم ف ذلك‪ :‬كلٌ يؤخذ من قوله ويرد‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأنه ل عصمة إل للوحي (*) وإجاع (*) السلف‪.‬‬
‫ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الجتهادات ف بعض السائل الت نقل عن السلف الصال الناع‬
‫فيها دون أن يُضلل الخالف ف هذه السائل فهم عالون بآداب اللف الت أرشدهم إليها‬
‫ربم جلّ وعل ونبيهم صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ـ يعتنون بالصال والفاسد ويراعونا‪ ،‬ويعلمون أن الشريعة (*) جاءت بتحصيل الصال‬
‫وتعطيل الفاسد وتقليلها‪ ،‬حيث درء الفاسد مقدم على جلب الصال‪.‬‬

‫ـ أن لم موقفًا من الفت عامة‪ :‬ففي البتلء يقومون با أوجب ال تعال تاه هذا البتلء‪.‬‬
‫ـ وف فتنة الكفر ياربون الكفر(*) ووسائله الوصلة إليه بالجة والبيان والسيف والسنان‬
‫بسب الاجة والستطاعة‪.‬‬

‫ـ وف الفتنة يرون أن السلمة ل يعدلا شيء والقعود أسلم إل إذا تبي لم الق وظهر‬
‫بالدلة الشرعية فإنم ينصرونه ويعينونه با استطاعوا‪.‬‬
‫ـ يرون أن أصحاب البدع (*) متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل با يستحق ومن‬
‫هنا انقسمت البدع إل‪ :‬بدع ل خلف ف عدم تكفي أصحابا مثل الرجئة (*) والشيعة (*)‬
‫الفضلة‪ ،‬وبدع هناك خلف ف تكفي أو عدم تكفي أصحابا مثل الوارج (*) والروافض‬
‫(*)‪ ،‬وبدع ل خلف ف تكفي أصحابا بإطلق مثل الهمية (*) الحضة‪.‬‬
‫ـ يفرقون بي الكم الطلق على أصحاب البدع عامة بالعصية أو الفسق أو الكفر(*) وبي‬
‫الكم على العي حت يبي له مانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الجة وإزالة الشبهة‪.‬‬
‫ـ ول يوزون تكفي أو تفسيق أو حت تأثيم علماء السلمي لجتهاد (*) خاطئ أو تأويل‬
‫بعيد خاصة ف السائل الختلف فيها‪.‬‬
‫ـ يفرقون ف العاملة بي الستتر ببدعته والظهر لا والداعي إليها‪.‬‬
‫ـ يفرقون بي البتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبي من عُلم كفره‬
‫بالضطرار من دين السلم كالشركي وأهل الكتاب وهذا ف الكم الظاهر على العموم مع‬
‫علمهم أن كثيًا من أهل البدع منافقون وزنادقة (*) ف الباطن‪.‬‬

‫ـ يقومون بالواجب تاه أهل البدع ببيان حالم‪ ،‬والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف‬
‫السلمي با وقمع البدع (*) با يوجبه الشرع من ضوابط‪.‬‬
‫ـ يصلون المع والماعات والعياد خلف المام مستور الال ما ل يظهر منه بدعة (*) أو‬
‫فجور فل يردون بدعة ببدعة‪.‬‬
‫ـ ل ُيجٍوزون الصلة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانا خلف غيه‪ ،‬وإن وقعت‬
‫صحت‪ ،‬وُيؤَثّمون فاعلها إل إذا قُصد دفع مفسدة أعظم‪ ،‬فإن ل يوجد إل مثله‪ ،‬أو شرّ منه‬
‫جازت خلفه‪ ،‬ول يوز تركها‪ ،‬ومن حُ ِكمَ بكفره فل تصح الصلة خلفه‪.‬‬
‫ـ فِرقُ أهل القبلة الارجة عن السنة متوعدون باللك والنار‪ ،‬وحكمهم حكم عامة أهل‬
‫الوعيد‪ ،‬إل من كان منهم كافرًا ف الباطن‪.‬‬
‫ـ والفرق الارجة عن السلم كُفّار ف الملة‪ ،‬وحكمهم حكم الرتدين‪.‬‬
‫● ولهل السنة والماعة (*) أيضًا منهج (*) شامل ف تزكية النفوس وتذيبها‪ ،‬وإصلح‬
‫القلوب وتطهيها‪ ،‬لن القلب عليه مدار إصلح السد كله وذلك بأمور منها‪:‬‬
‫ـ إخلص التوحيد ل تعال والبعد عن الشرك والبدعة ما ينقص اليان أو ينقصه من أصله‪.‬‬
‫ـ التعرف على ال جل وعل بفهم أسائه السن وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها‬
‫والعمل بقتضياتا؛ لنا تورث النفس الب والضوع والتعظيم والشية والنابة والجلل ل‬
‫تعال ‪.‬‬
‫ـ طاعة ال ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلوة القرآن الكري‬
‫والصلة على النب صلى ال عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الج والعمرة وغي ذلك‬
‫ما شرع ال تعال‪.‬‬
‫ـ اجتناب الحرمات والشبهات مع البعد عن الكروهات‪.‬‬
‫ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تري الطيبات والبعد عن ساع العازف والغناء وغي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ـ يسيون إل ال تعال بي الوف والرجاء ويعبدونه تعال بالب والوف والرجاء‪.‬‬
‫● ومن أهم ساتم‪ :‬التوافق ف الفهام‪ ،‬والتشابه ف الواقف‪ ،‬رغم تباعد القطار والعصار‪،‬‬
‫وهذا من ثرات وحدة الصدر والتلقي‪.‬‬
‫ـ الحسان والرّحة وحسن الُلق مع الناس كاف ًة فهم يأتون بالكتاب والسنة بفهم السلف‬
‫الصال ف علقاتم مع بعضهم أو مع غيهم‪.‬‬

‫ـ النصيحة ل ولكتابه ولرسوله‪ ،‬ولئمة السلمي وعامتهم‪.‬‬


‫ف الذى عنهم‪.‬‬‫ـ الهتمام بأمور السلمي ونصرتم‪ ،‬وأداء حقوقهم‪ ،‬وك ّ‬
‫ـ موالة الؤمن ليانه بقدر ما عنده من إيان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب‪.‬‬
‫● ل يعد من اجتهد ف بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ول مفرطًا ما دام ل يالف‬
‫شيئًا من أصول أهل السنة والماعة (*)‪.‬‬
‫● كل من يعتقد بأصول أهل السنة والماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع‬
‫ف بعض الخطاء الت يُبدّع من خالف فيها‪.‬‬

‫‪---------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ اليان ـ لب عبيد القاسم بن سلّم‪.‬‬
‫ـ اليان ـ لبن منده‪.‬‬
‫ـ البانة ـ لبن بطة‪.‬‬
‫ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة ـ أبو القاسم هبة ال بن السن بن منصور‬
‫الطبي الللكائي‪.‬‬
‫ـ عقيدة أصحاب الديث ـ المام أبو عثمان الصابون‪.‬‬
‫ـ البانة ـ لب السن الشعري‪.‬‬
‫ـ التوحيد وصفات الرب ـ لبن خزية‪.‬‬
‫ـ شرح العقيدة الطحاوية ـ لبن أب العز النفي‪.‬‬
‫ـ منهاج السنة النبوية ف الرد على الشيعة والقدرية ـ ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ درء تعارض العقل والنقل ـ ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ طريق الجرتي ـ ابن قيم الوزية‪.‬‬
‫ـ مموع الفتاوى ـ لبن تيمية‪.‬‬
‫ـ كتاب التوحيد الذي هو حق ال على العبيد ـ ممد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫ـ معارج القبول شرح سلم الوصول ـ حافظ أحد الكمي‪.‬‬
‫ـ ممل أصول أهل السنة والماعة ف العقيدة ـ د‪ .‬ناصر بن عبد الكري العقل‪.‬‬
‫ـ منهج الستدلل عند أهل السنة والماعة ـ عثمان علي حسن‪.‬‬
‫ـ أهل السنة والماعة معال النطلقة الكبى ـ ممد عبد الادي الصري‪.‬‬
‫ـ نواقض اليان القولية والعملية ـ د‪ .‬عبد العزيز العبد اللطيف‪.‬‬
‫ـ منهج أهل السنة ف تقوي الرجال ـ أحد الصويان‪.‬‬
‫ـ مفهوم أهل السنة عند أهل السنة ـ د‪ .‬ناصر بن عبد الكري العقل‪.‬‬
‫ـ الصول العلمية للدعوة السلفية ـ عبد الرحن عبد الالق‪.‬‬
‫ـ الزهاد الوائل ـ د‪ .‬مصطفى حلمي‪.‬‬
‫ـ معال السلوك ف تزكية النفوس عند أهل السنة والماعة ـ د‪ .‬عبد العزيز العبد اللطيف‪.‬‬
‫ـ قواعد النهج السلفي ـ د‪ .‬مصطفى حلمي‪.‬‬
‫ـ السلفية بي الفلسفة السلمية والفلسفة الغربية ـ د‪ .‬مصطفى حلمي‪.‬‬
‫الفرق العقائدية ف السلم ‪:‬‬

‫‪-1‬الشيعة المامية الثنا عشرية‬


‫‪-2‬الباضية‬
‫‪-3‬العتزلة‬
‫‪-4‬الزيدية‬
‫‪-5‬الشاعرة‬
‫‪-6‬الاتريدية‬
‫الشيعة المامية الثنا عشرية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الشيعة (*) المامية الثنا عشرية هم تلك الفرقة من السلمي الذين زعموا أن عليًا هو الحق‬
‫ف وراثة اللفة (*) دون الشيخي وعثمان رضي ال عنهم أجعي وقد أطلق عليهم المامية‬
‫لنم جعلوا من المامة القضية الساسية الت تشغلهم و ُسمّوا بالثن عشرية لنم قالوا باثن‬
‫عشر إمامًا دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم‪ .‬كما أنم القسم القابل لهل‬
‫السنة والماعة ف فكرهم وآرائهم التميزة‪ ،‬وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العال السلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· الثنا عشر إمامًا الذين يتخذهم المامية أئمة لم يتسلسلون على النحو التال‪:‬‬
‫ـ علي بن أب طالب رضي ال عنه الذي يلقبونه بالرتضى ـ رابع اللفاء الراشدين‪ ،‬وصهر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقد مات غيلةً حينما أقدم الارجي عبد الرحن بن ملجم‬
‫على قتله ف مسجد الكوفة ف ‪ 17‬رمضان سنة ‪ 40‬هـ‪.‬‬
‫ـ السن بن علي رضي ال عنهما‪ ،‬ويلقبونه بالجبت (‪ 3‬ـ ‪50‬هـ)‪.‬‬
‫ـ السي بن علي رضي ال عنهما ويلقبونه بالشهيد (‪ 4‬ـ ‪61‬هـ)‪.‬‬
‫سجّاد‪.‬‬‫ـ علي زين العابدين بن السي (‪ 38‬ـ ‪ 95‬هـ) ويلقبونه بال ّ‬
‫ـ ممد الباقر بن علي زين العابدين (‪ 57‬ـ ‪114‬هـ) ويلقبونه بالباقر‪.‬‬
‫ـ جعفر الصادق بن ممد الباقر (‪ 83‬ـ ‪148‬هـ) ويلقبونه بالصادق‪.‬‬
‫ـ موسى الكاظم بن جعفر الصادق (‪ 128‬ـ ‪183‬هـ) ويلقبونه بالكاظم‪.‬‬
‫ـ علي الرضا بن موسى الكاظم (‪ 148‬ـ ‪203‬هـ) ويلقبونه بالرضى‪.‬‬
‫ـ ممد الواد بن علي الرضا (‪ 195‬ـ ‪220‬هـ) ويلقبونه بالتقي‪.‬‬
‫ـ علي الادي بن ممد الواد (‪ 212‬ـ ‪254‬هـ) ويلقبونه بالنقي‪.‬‬
‫ـ السن العسكري بن علي عبد الادي (‪ 232‬ـ ‪260‬هـ) ويلقبونه بالزكي‪.‬‬
‫ـ ممد الهدي بن السن العسكري (‪256‬هـ ـ ‪ )...‬ويلقبونه بالجة القائم النتظر‪.‬‬
‫يزعمون بأن المام الثان عشر قد دخل سردابًا ف دار أبيه ِبسُرّ َمنْ رأى ول يعد‪ ،‬وقد اختلفوا‬
‫ف سِنّه وقت اختفائه فقيل أربع سنوات وقيل ثان سنوات‪ ،‬غي أن معظم الباحثي يذهبون‬
‫إل أنه غي موجود أصلً وأنه من اختراعات الشيعة (*) ويطلقون عليه لقب (العدوم أو‬
‫الوهوم)‪.‬‬
‫· من شخصياتم البارزة تارييّا عبد ال بن سبأ‪ ،‬وهو يهودي من اليمن‪ .‬أظهر السلم ونقل‬
‫ما وجده ف الفكر اليهودي إل التشيع كالقول بالرجعة (*)‪ ،‬وعدم الوت‪ ،‬وملك الرض‪،‬‬
‫والقدرة على أشياء ل يقدر عليها أحد من اللق‪ ،‬والعلم با ل يعلمه أحد‪ ،‬وإثبات البداء (*)‬
‫والنسيان على ال عزّ وجلّ ـ تعال ال عما يقولون علوًا كبيًا‪ .‬وقد كان يقول ف يهوديته‬
‫بأن يوشع بن نون وصي موسى عليه السلم‪ ،‬فقال ف السلم بأن عليّا وصي ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬تنقل من الدينة إل مصر والكوفة والفسطاط والبصرة‪ ،‬وقال لعلي‪" :‬أنت أنت"‬
‫أي أنت ال ما دفع عليّا إل أن يهم بقتله لكن عبد ال بن عباس نصحه بأن ل يفعل‪ ،‬فنفاه‬
‫إل الدائن‪.‬‬
‫· منصور أحد بن أب طالب الطبسي التوف سنة ‪588‬هـ صاحب كتاب الحتجاج طبع‬
‫ف إيران سنة ‪1302‬هـ‪.‬‬
‫· الكُلَين صاحب كتاب الكاف الطبوع ف إيران سنة ‪1278‬هـ وهو عندهم بنلة صحيح‬
‫البخاري عند أهل السنة (*) ويزعمون بأن فيه ‪ 16199‬حديثًا‪.‬‬
‫· الاج ميزا حسي بن ممد تقي النوري الطبسي التوف سنة ‪1320‬هـ والدفون ف‬
‫الشهد الرتضوي بالنجف‪ ،‬وهو صاحب كتاب فصل الطاب ف إثبات تريف كتاب رَبّ‬
‫الرباب ؛ يزعم فيه بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه‪ .‬ومن ذلك ادعاؤهم ف سورة‬
‫النشراح نقص عبارة (وجعلنا عليّا صهرك)‪ ،‬معاذ ال أن يكون ادعاؤهم هذا صحيحًا‪ .‬وقد‬
‫طبع هذا الكتاب ف إيران سنة ‪1289‬هـ‪.‬‬
‫· آية ال الامقان صاحب كتاب تنقيح القال ف أحوال الرجال وهو لديهم إمام الرح‬
‫والتعديل‪ ،‬وفيه يطلق على أب بكر وعمر لقب البت والطاغوت‪ ،‬انظر ‪ 1/207‬ـ طبع‬
‫‪ 1352‬بالطبعة الرتضوية بالنجف‪.‬‬
‫· أبو جعفر الطوسي صاحب كتاب تذيب الحكام‪ ،‬وممد بن مرتضى الدعو مل مسن‬
‫الكاشي صاحب كتاب الواف وممد بن السن الر العاملي صاحب كتاب وسائل الشيعة إل‬
‫أحاديث الشريعة وممد باقر بن الشيخ ممد تقي العروف بالجلسي صاحب كتاب بار‬
‫النوار ف أحاديث النب والئمة الطهار وفتح ال الكاشان صاحب كتاب منهج الصادقي‬
‫وابن أب الديد صاحب شرح نج البلغة‪.‬‬
‫· آية ال المين‪ :‬من رجالت الشيعة (*) العاصرين‪ ،‬قاد ثورة شيعية ف إيران تسلمت زمام‬
‫الكم‪ ،‬وله كتاب كشف السرار وكتاب الكومة السلمية‪ .‬وقد قال بفكرة ولية الفقيه‪.‬‬
‫وبالرغم من أنه رفع شعارات إسلمية عامة ف بداية الثورة (*)‪ ،‬إل أنه ما لبث أن كشف عن‬
‫نزعة شيعية متعصبة ضيقة ورغبة ف تصدير ثورته إل بقية العال السلمي فقد اتذ إجراءات‬
‫أدى بعضها مع أسباب أخرى إل قيام حرب استمرت ثان سنوات مع العراق‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· المامة‪ :‬وتكون بالنص‪ ،‬إذ يب أن ينص المام السابق على المام اللحق بالعي ل‬
‫بالوصف‪ ،‬وأن المامة من المور الامة الت ل يوز أن يفارق النب صلى ال عليه وسلم المة‬
‫ويتركها هلً يرى كل واحد منهم رأيّا‪ .‬بل يب أن يعي شخصًا هو الرجوع إليه والعوّل‬
‫عليه‪.‬‬
‫ـ يستدلون على ذلك بأن النب (*) صلى ال عليه وسلم قد نص على إمامة علي من بعده‬
‫نصًّا ظاهرًا يوم غدير خم‪ ،‬وهي حادثة ل يثبتها مدثو أهل السنة (*) ول مؤرخوهم‪.‬‬
‫ـ ويزعمون أن عليّا قد نص على ولديه السن والسي‪ ..‬وهكذا‪ ..‬فكل إمام يعي المام‬
‫الذي يليه بوصية منه‪ .‬ويسمونم الوصياء‪.‬‬
‫· العصمة‪ :‬كل الئمة معصومون عن الطأ والنسيان‪ ،‬وعن اقتراف الكبائر والصغائر‪.‬‬
‫· العلم اللدن‪ :‬كل إمام من الئمة أُودع العلم من لدن الرسول (*) صلى ال عليه وسلم‪ ،‬با‬
‫يكمل الشريعة‪ ،‬وهو يلك علمًا لدنيّا ول يوجد بينه وبي النب من فرق سوى أنه ل يوحى‬
‫إليه‪ ،‬وقد استودعهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه‬
‫زمانم‪.‬‬

‫· خوارق العادات‪ :‬يوز أن تري هذه الوارق على يد المام‪ ،‬ويسمون ذلك معجزة (*)‪،‬‬
‫وإذا ل يكن هناك نص على إمام من المام السابق عليه وجب أن يكون إثبات المامة ف هذه‬
‫الالة بالارقة‪.‬‬

‫· الغيبة‪ :‬يرون أن الزمان ل يلو من حجة ل عقلً وشرعًا‪ ،‬ويترتب على ذلك أن المام الثان‬
‫عشر قد غاب ف سردابه‪ ،‬كما زعموا‪ ،‬وأن له غيبة صغرى وغيبة كبى‪ ،‬وهذا من‬
‫أساطيهم‪.‬‬

‫· الرجعة (*)‪ :‬يعتقدون أن السن العسكري سيعود ف آخر الزمان عندما يأذن ال له‬
‫بالروج‪ ،‬وكان بعضهم يقف بعد صلة الغرب بباب السرداب وقد قدموا مركبًا‪ ،‬فيهتفون‬
‫باسه‪ ،‬ويدعونه للخروج‪ ،‬حت تشتبك النجوم‪ ،‬ث ينصرفون ويرجئون المر إل الليلة التالية‪.‬‬
‫ويقولون بأنه حي عودته سيمل الرض عدلً كما ملئت جورًا وظلمًا‪ ،‬وسيقتص من خصوم‬
‫الشيعة (*) على مدار التاريخ‪ ،‬ولقد قالت المامية قاطبة بالرجعة‪ ،‬وقالت بعض فرقهم‬
‫الخرى برجعة بعض الموات‪.‬‬
‫· التقية (*)‪ :‬وهم يعدونا أصلً من أصول الدين‪ ،‬ومن تركها كان بنلة من ترك الصلة‪،‬‬
‫وهي واجبة ل يوز رفعها حت يرج القائم‪ ،‬فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين ال‬
‫تعال وعن دين المامية‪ ،‬كما يستدلون على ذلك بقوله تعال‪( :‬إل أن تتقوا منهم تقاة)‬
‫وينسبون إل أب جعفر المام الامس قوله‪" :‬التقية دين ودين آبائي ول إيان لن ل تقية له"‬
‫وهم يتوسعون ف مفهوم التقية إل حد كبي‪.‬‬

‫· التعة‪ :‬يرون بأن متعة النساء خي العادات وأفضل القربات مستدلي على ذلك بقوله تعال‪:‬‬
‫(فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) وقد حرم السلم هذا الزواج الذي تشترط‬
‫فيه مدة مدودة ‪ ،‬فيما يشترط معظم أهل السنة وجوب استحضار نية التأبيد‪ ،‬ولزواج التعة‬
‫آثار سلبية كثية على الجتمع تبر تريه‪.‬‬

‫· يعتقدون بوجود مصحف لديهم اسه مصحف فاطمة ‪ : )(1‬ويروي الكُلين ف كتابه الكاف‬
‫ف صفحة ‪ 57‬طبعة ‪1278‬هـ عن أب بصي أي "جعفر الصادق"‪" :‬وإن عندنا لصحف‬
‫فاطمة عليها السلم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما مصحف فاطمة؟ قال‪ :‬مصحف فيه مثل قرآنكم هذا‬
‫ثلث مرات‪ ،‬وال ما فيه حرف واحد من قرآنكم"‪.‬‬

‫· الباءة‪ :‬يتبؤون من اللفاء الثلثة أب بكر وعمر وعثمان وينعتونم بأقبح الصفات لنم ـ‬
‫كما يزعمون ـ اغتصبوا اللفة دون علي الذي هو أحق منهم با‪ ،‬كما يبدؤون بلعن أب‬
‫بكر وعمر بدل التسمية ف كل أمر ذي بال‪ ،‬وهم ينالون كذلك من كثي من الصحابة‬
‫باللعن‪ ،‬ول يتورعون عن النيل من أم الؤمني عائشة رضي ال عنها‪.‬‬

‫‪ )1‬ينكر بعض الشيعة العاصرون مصحف فاطمة والباءة من اللفاء وبعض المور الخرى الت وردت ف هذا‬ ‫(‬

‫التعريف‪ .‬لكن هذه موجودة ف كتبهم ول يتبأ منها علماؤهم على رؤوس الشهاد وبي الشيعة أنفسهم‪ ،‬ما يوحي‬
‫أن هذا النكار هو من باب التقية الت يطبقونا مع الفرق السلمية الخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علنية‬
‫ومالفتها سرًا‪.‬‬
‫· الغالة‪ :‬بعضهم غال ف شخصية علي رضي ال عنه والغالون من الشيعة (*) رفعوه إل‬
‫مرتبة اللوهية كالسبئية (*)‪ ،‬وبعضهم قالوا بأن جبيل قد أخطأ ف الرسالة فنل على ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بدلً من أن ينل على علي لن عليّا يشبه النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كما يشبه الغرابُ الغرابَ ولذلك سوا بالغرابية‪.‬‬
‫· عيد غدير خم‪ :‬وهو عيد لم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الجة ويفضلونه على‬
‫عيدي الضحى والفطر ويسمونه بالعيد الكب‪ ،‬وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة‪ ،‬وهو‬
‫اليوم الذي يدّعون فيه بأن النب قد أوصى فيه باللفة (*) لعلي من بعده‪.‬‬
‫· يعظمون عيد النيوز وهو من أعياد الفرس‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬غسل يوم النيوز سُنة‪.‬‬
‫· لم عيد يقيمونه ف اليوم التاسع من ربيع الول‪ ،‬وهو عيد أبيهم (بابا شجاع الدين) وهو‬
‫لقب لَقّبوا به (أبا لؤلؤة الجوسي) الذي أقدم على قتل عمر بن الطاب رضي ال عنه‪.‬‬
‫· يقيمون حفلت العزاء والنياحة والزع وتصوير الصور وضرب الصدور وكثي من الفعال‬
‫الحرمة الت تصدر عنهم ف العشر الول من شهر مرم معتقدين بأن ذلك قربة إل ال تعال‬
‫وأن ذلك يكفر سيئاتم وذنوبم‪ ،‬ومن يزورهم ف الشاهد القدسة ف كربلء والنجف وقم‪..‬‬
‫فسيَى من ذلك العجب العجاب‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· انعكست ف التشيع معتقدات الفرس الذين يدينون لم باللك والوراثة وقد ساهم الفرس فيه‬
‫لينتقموا من السلم ـ الذي كسر شوكتهم ـ باسم السلم ذاته‪.‬‬
‫· اختلط الفكر الشيعي بالفكر الوافد من العقائد السيوية كالبوذية والانوية (*) والبهية (*)‪،‬‬
‫وقالوا بالتناسخ (*) وباللول (*)‪.‬‬
‫· استمد التشيع أفكاره من اليهودية الت تمل بصمات وثنية (*) آشورية وبابلية‪.‬‬
‫· أقوالم ف علي بن أب طالب وف الئمة من آل البيت تلتقي مع أقوال النصارى ف عيسى‬
‫عليه السلم ولقد شابوهم ف كثرة العياد وكثرة الصور واختلق خوارق العادات وإسنادها‬
‫إل الئمة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫تنتشر فرقة الثنا عشرية من المامية الشيعية الن ف إيران وتتركز فيها‪ ،‬ومنهم عدد كبي ف‬
‫العراق‪ ،‬ويتد وجودهم إل الباكستان كما أن لم طائفة ف لبنان‪ .‬أما ف سوريا فهناك طائفة‬
‫قليلة منهم لكنهم على صلة وثيقة بالنّصيْرية الذين هم من غلة الشيعة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التشيع الول بدأ كحزب (*) يرى أحقية علي بن أب طالب ف اللفة‪ ،‬ث تطوّر حت‬
‫أصبح فرقة عقائدية وسياسية انضوى تت لوائها كل من أراد الكيد للسلم والدولة السلمة‪،‬‬
‫حت أن التتبع للتاريخ السلمي ل يكاد يرى ثورة (*) أو انفصالً عن الدولة الم أو مشكلة‬
‫عقائدية إل وكان الشيعة بفرقها التعددة وراءها أو لم ضلعٌ فيها‪ .‬ولذا اصطبغ التاريخ‬
‫السلمي بكثي من الثورات والتمزق ‪ ،‬ونظرًا لوجود عناصر مندسّةً بي السلمي يهمها‬
‫استمرار هذا اللف فإن الشكلة ل تنته‪ ،‬بل استمر اللف وكاد التشيع أن يكون دينًا (*)‬
‫متلفًا عن السلم تامًا‪ ،‬وقد استغلت الدوائر الغربية والستشرقون هذا اللف لتصوير‬
‫السلمي شيعًا وأحزابًا متناحرة‪ .‬بل يقارنونه بالسيحية (*) الت بلغت فرقها الئات‪.‬‬

‫‪---------------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬أصول مذهب الشيعة المامية ؛ للدكتور ناصر القفاري ‪.‬‬
‫ـ الذاهب السلمية‪ ،‬ممد أبو زهرة ـ الطبعة النموذجية بالقاهرة‪.‬‬
‫ـ مقالت السلميي‪ ،‬أبو السن الشعري ـ طـ ‪ 1‬ـ ‪1379‬هـ‪1969 /‬م‪.‬‬
‫ـ الشافعي‪ ،‬ممد أبو زهرة ـ دار الفكر العرب ـ مصر‪.‬‬
‫ـ تاريخ المامية وأسلفهم من الشيعة‪ ،‬د‪ .‬عبد ال فياض ـ مطبعة أسعد ـ بغداد ـ‬
‫‪1970‬م‪.‬‬
‫ـ دراسات ف الفِرَق‪ ،‬د‪ .‬صابر طعيمة ـ مكتبة العارف بالرياض ـ ‪1401‬هـ‪1981/‬م‪.‬‬
‫ـ متصر التحفة الثنا عشرية‪ ،‬تقيق مب الدين الطيب ـ القاهرة ـ الطبعة السلفية ـ‬
‫‪1373‬هـ‪.‬‬
‫ـ اللل والنحل‪ ،‬أبو الفتح الشهرستان ـ دار العرفة ـ بيوت ـ ط ‪ 2‬ـ ‪1395‬هـ‪/‬‬
‫‪1975‬م‪.‬‬
‫ـ الشيعة والسنة‪ ،‬إحسان إلي ظهي ـ إدارة ترجان السنة ـ لهور ـ الباكستان ـ ط ‪5‬‬
‫ـ ‪1397‬هـ‪1977 /‬م‪.‬‬
‫ـ الشيعة والتشيع‪ ،‬إحسان إلي ظهي ـ إدارة ترجان السنة ـ لهور ـ طـ ‪ 1‬ـ‬
‫‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫ـ الشيعة وأهل البيت‪ ،‬إحسان إلي ظهي ـ إدارة الترجان السنة ـ ط ‪ 3‬ـ ‪1403‬هـ‪/‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫ـ ال ِفصَل ف اللل والهواء والنحل‪ ،‬ابن حزم ـ جدة ـ طبعة ‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫ـ الطوط العريضة‪ ،‬مب الدين الطيب ـ ط ‪ 5‬ـ القاهرة ـ الطبعة السلفية ـ‬
‫‪1388‬هـ‪.‬‬
‫ـ الصراع بي الشيعة والتشيع‪ ،‬الدكتور موسى الوسوي ‪1408‬هـ‪.‬‬
‫ـ عبد ال بن سبأ وأثره ف إحداث الفتنة ف السلم‪ ،‬د‪ .‬سليمان بن حد العودة ـ ط ‪ 2‬ـ‬
‫الرياض ـ دار طيبة‪.‬‬
‫ـ التقريب بي السنة والشيعة‪ .‬د‪ .‬ناصر بن عبد ال القفاري ط ‪ 4‬ـ الرياض ـ دار طيبة‬
‫‪1416‬هـ‪.‬‬
‫الباضية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫الباضية إحدى فرق الوارج(*)‪ ،‬وتنسب إل مؤسسها عبد ال بن إباض التميمي‪ ،‬ويدعي‬
‫أصحابا أنم ليسوا خوارج وينفون عن أنفسهم هذه النسبة‪ ،‬والقيقة أنم ليسوا من غلة‬
‫الوارج كالزارقة مثلً‪ ،‬لكنهم يتفقون مع الوارج ف مسائل عديدة منها‪ :‬أن عبد ال بن‬
‫إباض يعتب نفسه امتدادا للمحكمة الول من الوارج‪ ،‬كما يتفقون مع الوارج ف تعطيل‬
‫الصفات والقول بلق القرآن وتويز الروج على أئمة الور‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· مؤسسها الول عبد ال بن إباض من بن مرة بن عبيد بن تيم‪ ،‬ويرجع نسبه إل إباض وهي‬
‫قرية العارض باليمامة‪ ،‬وعبد ال عاصر معاوية وتوف ف أواخر أيام عبد اللك بن مروان‪.‬‬

‫·يذكر الباضية أن أبرز شخصياتم جابر بن زيد (‪22‬ـ ‪93‬ه‍ ) الذي يعد من أوائل‬
‫الشتغلي بتدوين الديث آخذا العلم عن عبد ال بن عباس وعائشة و أنس بن مالك وعبد‬
‫ال بن عمر وغيهم من كبار الصحابة‪ .‬مع أن جابرا قد تبأ منهم‪( .‬انظر تذيب التهذيب‬
‫‪.)2/38‬‬

‫· أبو عبيدة مسلمة بن أب كرية‪ :‬من أشهر تلميذ جابر بن زيد‪ ،‬وقد أصبح مرجع الباضية‬
‫بعده مشتهرا بلقب القفاف توف ف ولية أب جعفر النصور ‪158‬هـ‍‪.‬‬

‫· الربيع بن حبيب الفراهيدي الذي عاش ف منتصف القرن الثان للهجرة وينسبون له مسندا‬
‫خاصا به مسند الربيع بن حبيب وهو مطبوع ومتداول‪.‬‬
‫· من أئمتهم ف الشمال الفريقي أيام الدولة العباسية‪ :‬المام الارث بن تليد‪ ،‬ث أبو الطاب‬
‫عبد العلى بن السمح العافري‪ ،‬ث أبو حات يعقوب بن حبيب ث حات اللزوزي‪.‬‬

‫· ومنهم الئمة الذين تعاقبوا على الدولة الرستمية ف تاهرت بالغرب‪ :‬عبد الرحن‪ ،‬عبد‬
‫الوهاب‪ ،‬أفلح‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬أبو اليقظان‪ ،‬أبو حات‪.‬‬

‫· من علمائهم‪:‬‬
‫سلمة بن سعد‪ :‬قام بنشر مذهبهم ف أفريقيا ف أوائل القرن الثان‪.‬‬
‫ـ ابن مقطي الناون‪ :‬تلقى علومه ف البصرة وعاد إل موطنه ف جبل نفوسه بليبيا ليسهم ف‬
‫نشر الذهب (*) الباضي‪.‬‬
‫ـ عبد البار بن قيس الرادي‪ :‬كان قاضيا أيام إمامهم الارث بن تليد‪.‬‬
‫ـ السمح أبو طالب‪ :‬من علمائهم ف النصف الثان من القرن الثان للهجرة‪ ،‬كان وزيرا‬
‫للمام عبد الوهاب بن رستم ث عاملً له على جبل نفوسه ونواحيه بليبيا‪.‬‬

‫ـ أبو ذر أبان بن وسيم‪ :‬من علمائهم ف النصف الول من القرن الثالث للهجرة‪ ،‬وكان‬
‫عاملً للمام أفلح بن عبد الوهاب على حيز طرابلس‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يظهر من خلل كتبهم تعطيل(*) الصفات اللية‪ ،‬وهم يلتقون إل حد بعيد مع العتزلة ف‬
‫تأويل(*) الصفات‪ ،‬ولكنهم يدعون أنم ينطلقون ف ذلك من منطلق عقدي‪ ،‬حيث يذهبون‬
‫إل تأويل الصفة تأويلً مازيا با يفيد العن دون أن يؤدي ذلك إل التشبيه(*)‪ ،‬ولكن كلمة‬
‫الق ف هذا الصدد تبقى دائما مع أهل السنة والماعة(*) التبعي للدليل‪ ،‬من حيث إثبات‬
‫الساء والصفات العليا ل تعال كما أثبتها لنفسه‪ ،‬بل تعطيل ول تكييف(*) ول تريف(*)‬
‫ول تثيل(*)‪.‬‬

‫· ينكرون رؤية الؤمني ل تعال ف الخرة ؛ رغم ثبوتا ف القرآن ‪ ( :‬وجوه يومئذ ناضرة إل‬
‫ربا ناظرة ) ‪.‬‬

‫ل مازيا كاليزان والصراط‪.‬‬


‫· يؤولون بعض مسائل الخرة تأوي ً‬

‫· أفعال النسان خلق من ال واكتساب من النسان‪ ،‬وهم بذلك يقفون موقفا وسطا بي‬
‫القدريّة(*) والبية(*)‪.‬‬

‫· صفات ال ليست زائدة على ذات ال ولكنها هي عي ذاته‪.‬‬

‫· القرآن لديهم ملوق‪ ،‬وقد وافقوا الوارج(*) ف ذلك‪ ،‬يقول الشعري "والوارج جيعا‬
‫يقولون بلق القرآن"‪ ،‬مقالت السلميي ‪ 1/203‬طـ ‪ 2‬ـ ‪1389‬هـ‪1969/‬م‪.‬‬

‫· مرتكب الكبية(*) ـ عندهم ـ كافر كفر نعمة أو كفر نفاق‪.‬‬

‫· الناس ف نظرهم ثلثة أصناف‪:‬‬


‫ـ مؤمنون أوفياء بإيانم‪.‬‬
‫ـ مشركون واضحون ف شركهم‪.‬‬
‫ـ قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالسلم لكنهم ل يلتزموا به سلوكا وعبادة‪ ،‬فهم ليسوا‬
‫مشركي لنم يقرون بالتوحيد‪ ،‬وهم كذلك ليسوا بؤمني؛ لنم ل يلتزمون با يقتضيه‬
‫اليان‪ ،‬فهم إذن مع السلمي ف أحكام الدنيا لقرارهم بالتوحيد وهم مع الشركي ف أحكام‬
‫الخرة لعدم وفائهم بإيانم ولخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك‪.‬‬
‫· للدار وحكمها عند مدثي الباضية صور متعددة‪ ،‬ولكن مدثيهم يتفقون مع القدامى ف أن‬
‫دار مالفيهم من أهل السلم هي دار توحيد إل معسكر السلطان فإنه دار بغي‪.‬‬

‫· يعتقدون بأن مالفيهم من أهل القبلة كفار غي مشركي‪ ،‬ومناكحتهم جائزة وموارثتهم‬
‫حلل‪ ،‬وغنيمة أموالم من السلح واليل وكل ما فيه من قوة الرب حلل وما سواه حرام‪.‬‬

‫· مرتكب الكبية كافر(*) ول يكن ف حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل النة إذا ل‬
‫يتب منها‪ ،‬فإن ال ل يغفر الكبائر(*) لرتكبيها إل إذا تابوا منها قبل الوت‪.‬‬

‫ـ الذي يرتكب كبية من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمي بأن هذا كفر نعمة أو‬
‫كفر نفاق ل كفر ملة‪ ،‬بينما يطلق عليه أهل السنة والماعة (*) كلمة العصيان أو الفسوق‪،‬‬
‫ومن مات على ذلك ـ ف نظر أهل السنة ـ فهو ف مشيئة ال‪ ،‬إن شاء غفر له بكرمه وإن‬
‫شاء عذبه بعدله حت يطهر من عصيانه ث ينتقل إل النة‪ ،‬أما الباضية فيقولون بأن العاصي‬
‫ملد ف النار‪ .‬وهي بذلك تتفق مع بقية الوارج والعتزلة ف تليد العصاة ف جهنم‪.‬‬

‫· ينكرون الشفاعة لعصاة الوحدين؛ لن العصاة ـ عندهم ـ ملدون ف النار فل شفاعة لم‬
‫حت يرجوا من النار‪.‬‬

‫· ينفون شرط القرشية ف المام إذ أن كل مسلم صال لا‪ ،‬إذا ما توفرت فيه الشروط‪،‬‬
‫والمام الذي ينحرف ينبغي خلعه وتولية غيه‪.‬‬

‫· يتهجم بعضهم على أمي الؤمني عثمان بن عفان وعلى معاوية بن أب سفيان وعمرو بن‬
‫العاص رضي ال عنهم‪.‬‬
‫ـ المامة بالوصية باطلة ف مذهبهم‪ ،‬ول يكون اختيار المام إل عن طريق البيعة(*)‪ ،‬كما‬
‫يوز تعدد الئمة ف أكثر من مكان‪.‬‬

‫ـ ل يوجبون الروج على المام الائر ول ينعونه‪ ،‬وإنا ييزونه‪ ،‬فإذا كانت الظروف مواتية‬
‫والضار فيه قليلة فإن هذا الواز ييل إل الوجوب‪ ،‬وإذا كانت الظروف غي مواتية والضار‬
‫التوقعة كثية والنتائج غي مؤكدة فإن هذا الواز ييل إل النع‪ .‬ومع كل هذا فإن الروج ل‬
‫ينع ف أي حال‪ ،‬والشراء(*) (أي الكتمان) مرغوب فيه على جيع الحوال ما دام الاكم‬
‫ظالا‪.‬‬

‫‪ -‬ل يوز لديهم أن يدعو شخص لخر بي النة وما يتعلق با إل إذا كان مسلما موفيا‬
‫بدينه مستحقا الولية بسبب طاعته‪ ،‬أما الدعاء بي الدنيا وبا يول النسان من أهل الدنيا إل‬
‫أهل الخرة فهو جائز لكل أحد من السلمي تقاة وعصاة‪.‬‬

‫· لديهم نظام اسه (حلقة العزابة) وهي هيئة مدودة العدد تثل خية أهل البلد علما وصلحا‬
‫وتقوم بالشراف الكامل على شؤون الجتمع الباضي الدينية والتعليمية والجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬كما تثل ملس الشورى ف زمن الظهور الدفاع‪ ،‬أما ف زمن الشراء والكتمان‬
‫فإنا تقوم بعمل المام وتثله ف مهامه‪.‬‬

‫ـ لديهم منظمة اسها (ايروان) تثل الجلس الستشاري الساعد للعزابة وهي القوة الثانية ف‬
‫البلد بعدها‪.‬‬

‫ـ يشكلون من بينهم لانا تقوم على جع الزكاة وتوزيعها على الفقراء‪ ،‬كما تنع منعا باتا‬
‫طلب الزكاة أو الستجداء وما إل ذلك من صور انتظار العطاء‪.‬‬

‫ـ انشق عن الباضية عدد من الفرق الت اندثرت وهي‪:‬‬


‫ـ الفصية‪ :‬أصحاب حفص بن أب القدام‪.‬‬
‫ـ الارثية‪ :‬أصحاب الارث الباضي‪.‬‬
‫ـ اليزيدية‪ :‬أصحاب يزيد بن أنيسة‪ .‬الذي زعم أن ال سيبعث رسولً من العجم‪ ،‬وينـزل‬
‫عليه كتابا من السماء‪ ،‬ومن ث ترك شريعة ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وقد تبأ سائر الباضية من أفكارهم وكفروهم لشططهم وابتعادهم عن الط الباضي‬
‫الصلي‪ ،‬الذي ما يزال إل يومنا هذا‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· الباضيون يعتمدون ف السنة على ما يسمونه ( مسند الربيع بن حبيب ) ‪ -‬وهو مسند غي‬
‫ثابت كما بي ذلك العلماء الحققون ‪. -‬‬

‫· ولقد تأثروا بذهب أهل الظاهر‪ ،‬إذا أنم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفا حرفيّا‬
‫ويفسرونا تفسيا ظاهريا‪.‬‬

‫· وتأثروا كذلك بالعتزلة ف قولم بلق القرآن‪.‬‬

‫·يعتب كتاب النيل وشفاء العليل ـ الذي شرحه الشيخ ممد بن يوسف إطْفَيّش التوف سنة‬
‫‪1332‬ه‍ ـ من أشهر مراجعهم‪ .‬جع فيه فقه الذهب الباضي وعقائده‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬
‫· كانت لم صولة وجولة ف جنوب الزيرة العربية حت وصلوا إل مكة الكرمة والدينة‬
‫النورة‪ ،‬أما ف الشمال الفريقي فقد انتشر مذهبهم بي الببر وكانت لم دولة عرفت باسم‬
‫الدولة الرستمية وعاصمتها تاهرت‪.‬‬
‫· حكموا الشمال الفريقي حكما متصلً مستقلً زهاء مائة وثلثي سنة حت أزالم الرافضة‬
‫(العبيديون)‪.‬‬
‫· قامت للباضية دولة مستقلة ف عُمان وتعاقب على الكم فيها إل العصر الديث أئمة‬
‫إباضيون‪.‬‬
‫ل لم ينشرون منه الذهب الباضي‪،‬‬
‫· من حواضرهم التاريية جبل نفوسة بليبيا‪ ،‬إذ كان معق ً‬
‫ومنه يديرون شؤون الفرقة الباضية‪.‬‬
‫· ما يزال لم وجود إل وقتنا الاضر ف كل من عُمان بنسبة مرتفعة وليبيا وتونس والزائر‬
‫وف واحات الصحراء الغربية وف زنبار الت ضُمت إل تانانيقا تت اسم تنـزانيا‪.‬‬

‫ويتضح ما تقدم‪:‬‬
‫الباضية إحدى فرق الوارج (*)‪ ،‬وتنسب إل مؤسسها عبد ال بن إباض التميمي‪ ،‬ويدعي‬
‫أصحابا أنم ليسوا خوارج وينفون عنهم هذه النسبة‪ ،‬والقيقة أنم ليسوا من غلة الوارج‬
‫كالزارقة مثلً‪ ،‬لكنهم يتفقون مع الوارج ف مسائل عديدة منها‪ :‬أن عبد ال بن إباض يعتب‬
‫نفسه امتدادا للمحكمة الول من الوارج‪ ،‬كما يتفقون مع الوارج ف تعطيل (*) الصفات‬
‫والقول بلق القرآن‪ ،‬وتويز الروج على أئمة الور‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الباضية ف موكب التاريخ‪ ،‬علي يي معمر (إباضي معاصر) ـ مكتبة وهبة ط ‪ 1‬ـ‬
‫القاهرة ‪1384‬هـ‪1964/‬م‪.‬‬
‫ـ الذاهب السلمية‪ ،‬ممد أبو زهرة ـ الطبعة النموذجية‪.‬‬
‫ـ الفرق السلمية‪( ،‬ذيل كتاب شرح الواقف ـ للكرمان) تقيق سليمة عبد الرسول ـ‬
‫مطبعة الرشاد ـ بغداد ‪1973‬م‪.‬‬
‫ـ إسلم بل مذاهب‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الشكعة ـ الدار الصرية للطباعة والنشر ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ اللل والنحل‪ ،‬للشهرستان ـ الطبعة الثانية ـ دار العرفة ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ الباضية بي الفرق السلمية‪ ،‬علي يي معمر (إباضي) ـ مكتبة وهبة ط ‪ 1‬ـ‬
‫‪1396‬هـ‪1976 /‬م ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ الفرق بي الفرق‪ ،‬عبد القادر البغدادي‪.‬‬
‫ـ مقالت السلميي‪ ،‬أبو السن الشعري‪.‬‬
‫ـ الفصل ف اللل والهواء والنحل‪ ،‬أبو ممد بن حزم‪.‬‬
‫ـ الذاهب والفرق والديان العاصرة‪ ،‬عبد القادر شيبة المد‪.‬‬
‫ـ الفرق السلمية ف الشمال الفريقي‪ ،‬الفردبل ـ ترجة عبد الرحن بدوي‪.‬‬
‫ـ تاريخ فلسفة السلم‪ ،‬د‪ .‬يي هويدي‪.‬‬
‫ـ دراسات ف الفرق والذاهب القدية العاصرة‪ ،‬عبد ال المي‪.‬‬
‫ـ دراسات إسلمية ف الصول الباضية‪ ،‬بكي بن سعيد أعوشت‪.‬‬
‫ـ الباضية‪ :‬دراسة مركزة ف أصولم وتاريهم‪ ،‬علي يي معمر‪.‬‬
‫ـ جذور الفتنة ف الفرق السلمية‪ ،‬اللواء حسن صادق‪ ،‬مكتبة مدبول‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ الباضية‪ ،‬صابر طعيمة‪.‬‬
‫ـ الباضية‪ ،‬عبد العزيز العبد اللطيف‪.‬‬
‫ـ دراسات عن الفرق ف تاريخ السلمي‪ ،‬د‪ .‬أحد ممد أحد جلي ـ مركز اللك فيصل‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ـ الوارج ف العصر الموي لنايف عواد معروف‪.‬‬
‫ـ الوارج ف العصر الموي لسليمان السويكت‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬جامعة المام ممد بن‬
‫سعود‪1399 ،‬هــ غي مطبوعة‪.‬‬
‫ـ الوارج دراسة ونقد لذهبهم لناصر بن عبد ال السعدي‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬جامعة المام‬
‫ممد بن سعود‪ ،‬العقيدة‪1404 ،‬هـ ‪ ،‬غي مطبوعة‪.‬‬
‫ـ الوارج تاريهم وآراؤهم‪ ،‬لغالب العواجي‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬جامعة أم القرى‪،‬‬
‫‪1399‬هـ غي مطبوعة‪.‬‬
‫ـ الوارج ف بلد الغرب حت منتصف القرن الرابع الجري لحمود إساعيل‪.‬‬
‫ـ الباضية عقيدة وفكرا لعبد الرحن الصلح‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬جامعة المام ممد بن‬
‫سعود‪1402 ،‬هـ‪.‬‬
‫ـ الوارج أول الفرق ف تاريخ السلم ـ د‪ .‬ناصر بن عبد الكري العقل ـ دار الوطن ـ‬
‫الرياض‪.‬‬
‫ـ وللرد على أبرز انرافاتم ‪ :‬راجع كتاب الدكتور علي فقيهي ‪ ( :‬الرد القوي البالغ على‬
‫كتاب الليلي السمى بالق الدامغ ) ‪.‬‬
‫العتزلة‬
‫التعريف‪:‬‬
‫العتزلة فرقة إسلمية نشأت ف أواخر العصر الموي وازدهرت ف العصر العباسي‪ ،‬وقد‬
‫اعتمدت على العقل الجرد ف فهم العقيدة السلمية لتأثرها ببعض الفلسفات الستوردة ما‬
‫أدى إل انرافها عن عقيدة أهل السنة والماعة‪ .‬وقد أطلق عليها أساء متلفة منها‪ :‬العتزلة‬
‫والقدرية (*) والعدلية وأهل العدل والتوحيد والقتصدة والوعيدية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· اختلفت رؤية العلماء ف ظهور العتزال‪ ،‬واتهت هذه الرؤية وجهتي‪:‬‬

‫ـ الوجهة الول‪ :‬أن العتزال حصل نتيجة النقاش ف مسائل عقدية دينية كالكم على‬
‫مرتكب الكبية (*)‪ ،‬والديث ف القدر‪ ،‬بعن هل يقدر العبد على فعله أو ل يقدر‪ ،‬ومن‬
‫رأي أصحاب هذا التاه أن اسم العتزلة أطلق عليهم لعدة أسباب‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنم اعتزلوا السلمي بقولم بالنلة بي النلتي‬


‫‪ 2‬ـ أنم عرفوا بالعتزلة بعد أن اعتزل واصل بن عطاء حلقة السن البصري وشكل حقلة‬
‫خاصة به لقوله بالنلة بي النلتي فقال السن‪" :‬اعتزلنا واصل"‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أو أنم قالوا بوجوب اعتزال مرتكب الكبية ومقاطعته ‪.‬‬

‫ـ والوجهة الثانية‪ :‬أن العتزال نشأ بسبب سياسي حيث أن العتزلة من شيعة علي رضي ال‬
‫عنه اعتزلوا السن عندما تنازل لعاوية‪ ،‬أو أنم وقفوا موقف الياد بي شيعة علي ومعاوية‬
‫فاعتزلوا الفريقي‪.‬‬
‫· أما القاضي عبد البار المذان ـ مؤرخ العتزلة ـ فيزعم أن العتزال ليس مذهبا جديدا‬
‫أو فرقة طارئة أو طائفة أو أمرا مستحدثا‪ ،‬وإنا هو استمرار لا كان عليه الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم وصحابته‪ ،‬وقد لقهم هذا السم بسبب اعتزالم الشر لقوله تعال‪( :‬وأعتزلكم وما‬
‫تدعون) ولقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من اعتزل الشر سقط ف الي)‪.‬‬

‫· والواقع أن نشأة العتزال كان ثرة تطور تاريي لبادئ فكرية وعقدية وليدة النظر العقلي‬
‫الجرد ف النصوص الدينية وقد نتج ذلك عن التأثر بالفلسفة اليونانية والندية والعقائد اليهودية‬
‫والنصرانية لا سنرى ف فقرة (الذور الفكرية والعقائدية) ‪.‬‬

‫· قبل بروز العتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء‪ ،‬كان هناك جدل (*) دين فكري‬
‫بدأ بقولت جدلية كانت هي السس الول للفكر العتزل وهذه القولت نوجزها مع‬
‫أصحابا با يلي‪:‬‬
‫ـ مقولة أن النسان حر متار بشكل مطلق‪ ،‬وهو الذي يلق أفعاله بنفسه قالا‪ :‬معبد الهن‪،‬‬
‫الذي خرج على عبد اللك بن مروان مع عبد الرحن بن الشعث ‪ ..‬وقد قتله الجاج عام‬
‫‪80‬هـ بعد فشل الركة ‪.‬‬

‫ـ وكذلك قالا غيلن الدمشقي ف عهد عمر بن عبد العزيز وقتله هشام بن عبد اللك ‪.‬‬

‫ـ ومقولة خلق القرآن ونفي الصفات‪ ،‬قالا الهم بن صفوان‪ ،‬وقد قتله سلم بن أحوز ف‬
‫مرو عام ‪128‬هـ ‪.‬‬

‫ـ ومن قال بنفي الصفات أيضا‪ :‬العد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد ال القسري وال‬
‫الكوفة ‪.‬‬
‫· ث برزت العتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء الغزال (‪80‬هـ ـ ‪131‬هـ) الذي‬
‫كان تلميذا للحسن البصري‪ ،‬ث اعتزل حلقة السن بعد قوله بأن مرتكب الكبية (*) ف‬
‫منلة بي النلتي (أي ليس مؤمنا ول كافرا) وأنه ملد ف النار إذا ل يتب قبل الوت‪ ،‬وقد‬
‫عاش ف أيام عبد اللك بن مروان وهشام بن عبد اللك‪ ،‬والفرقة العتزلية الت تنسب إليه‬
‫تسمى‪ :‬الواصيلة‪.‬‬
‫· ولعتماد العتزلة على العقل ف فهم العقائد وتقصيهم لسائل جزئية فقد انقسموا إل طوائف‬
‫مع اتفاقهم على البادئ الرئيسة المسة ـ الت سنذكرها لحقا ـ وكل طائفة من هذه‬
‫الطوائف جاءت ببدع جديدة تيزها عن الطائفة الخرى ‪ ..‬وست نفسها باسم صاحبها‬
‫الذي أخذت عنه ‪.‬‬
‫· وف العهد العباسي برز العتزلة ف عهد الأمون حيث اعتنق العتزال عن طريق بشر الريسي‬
‫وثامة بن أشرس وأحد بن أب دؤاد وهو أحد رؤوس بدعة العتزال ف عصره ورأس فتنة‬
‫خلق القرآن‪ ،‬وكان قاضيا للقضاة ف عهد العتصم‪.‬‬
‫ـ ف فتنة خلق القرآن امتحن المام أحد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لوامر الأمون‬
‫والقرار بذه البدعة‪ ،‬فسجن وعذب وضرب بالسياط ف عهد العتصم بعد وفاة الأمون وبقي‬
‫ف السجن لدة عامي ونصف ث أعيد إل منله وبقي فيه طيلة خلفة العتصم ث ابنه الواثق ‪.‬‬
‫ـ لا تول التوكل اللفة عام ‪232‬هـ انتصر لهل السنة (*) وأكرم المام أحد وأنى‬
‫عهد سيطرة العتزلة على الكم وماولة فرض عقائدهم بالقوة خلل أربعة عشر عاما ‪.‬‬
‫· ف عهد دولة بن بويه عام ‪ 334‬هـ ف بلد فارس ـ وكانت دولة شيعية ـ توطدت‬
‫العلقة بي الشيعة (*) والعتزلة وارتفع شأن العتزال أكثر ف ظل هذه الدولة فعي القاضي‬
‫عبد البار رأس العتزلة ف عصره قاضيا لقضاء الري عام ‪360‬هـ بأمر من الصاحب بن‬
‫عباد وزير مؤيد الدولة البويهي ‪ ،‬وهو من الروافض (*) العتزلة‪ ،‬يقول فيه الذهب‪ " :‬وكان‬
‫شيعيّا معتزليّا مبتدعا " ويقول القريزي‪ " :‬إن مذهب العتزال فشا تت ظل الدولة البويهية‬
‫ف العراق وخراسان وما وراء النهر " ‪ .‬ومن برز ف هذا العهد‪ :‬الشريف الرتضى الذي قال‬
‫عنه الذهب‪ " :‬وكان من الذكياء والولياء التبحرين ف الكلم والعتزال والدب والشعر‬
‫لكنه إمامي جلد "‪.‬‬
‫· بعد ذلك كاد أن ينتهي العتزال كفكر مستقل إل ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعة‬
‫وغيهم ‪.‬‬
‫· عاد فكر العتزال من جديد ف الوقت الاضر‪ ،‬على يد بعض الكتاب والفكرين‪ ،‬الذين‬
‫يثلون الدرسة العقلنية الديدة وهذا ما سنبسطه عند الديث عن فكر العتزال الديث ‪.‬‬
‫· ومن أبرز مفكري العتزلة منذ تأسيسها على يد واصل بن عطاء وحت اندثارها وتللها ف‬
‫الذاهب الخرى كالشيعة والشعرية والاتريدية ما يلي‪:‬‬

‫ـ أبو الذيل حدان بن الذيل العلف (‪ 135‬ـ ‪ 226‬هـ) مول عبد القيس وشيخ العتزلة‬
‫والناظر عنها‪ .‬أخذ العتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء‪ ،‬طالع كثيا من‬
‫كتب الفلسفة وخلط كلمهم بكلم العتزلة‪ ،‬فقد تأثر بأرسطو وأنبادقليس من فلسفة‬
‫اليونان‪ ،‬وقال بأن " ال عال بعلم وعلمه ذاته‪ ،‬وقادر بقدرة وقدرته ذاته … " انظر الفرق‬
‫بي الفرق للبغدادي ص ‪ . 76‬وتسمى طائفة الذيلية ‪.‬‬
‫ـ إبراهيم بن يسار بن هانئ النظام (توف سنة ‪231‬هـ) وكان ف الصل على دين الباهة‬
‫(*) وقد تأثر أيضا بالفلسفة اليونانية مثل بقية العتزلة ‪ ..‬وقال‪:‬بأن التولدات من أفعال ال‬
‫تعال‪ ،‬وتسمى طائفته النظامية ‪.‬‬
‫ـ بشر بن العتمر (توف سنة ‪ 226‬هـ) وهو من علماء العتزلة‪ ،‬وهو الذي أحدث القول‬
‫بالتولد وأفرط فيه فقال‪ :‬إن كل التولدات من فعل النسان فهو يصح أن يفعل اللوان‬
‫والطعوم والرؤية والروائح وتسمى طائفته البشرية‪.‬‬
‫ـ معمر بن عباد السلمي (توف سنة ‪ 220‬هـ) وهو من أعظم القدرية (*) فرية ف تدقيق‬
‫القول بنفي الصفات ونفي القدر (*) خيه وشره من ال وتسمى طائفته‪ :‬العمرية ‪.‬‬

‫ـ عيسى بن صبيح الكن بأب موسى اللقب بالردار (توف سنة ‪226‬هـ) وكان يقال له‪:‬‬
‫راهب العتزلة‪ ،‬وقد عرف عنه التوسع ف التكفي (*) حت كفر المة بأسرها با فيها العتزلة‪،‬‬
‫وتسمى طائفته الردارية ‪.‬‬

‫ـ ثامة بن أشرس النميي (توف سنة ‪213‬هـ)‪ ،‬كان جامعا بي قلة الدين وخلعة النفس‪،‬‬
‫مع اعتقاده بأن الفاسق يلد ف النار إذا مات على فسقه من غي توبة ‪ .‬وهو ف حال حياته ف‬
‫منلة بي النلتي ‪ .‬وكان زعيم القدرية ف زمان الأمون والعتصم والواثق وقيل إنه الذي‬
‫أغرى الأمون ودعاه إل العتزال‪ ،‬وتسمى طائفته الثمامية ‪.‬‬

‫ـ عمرو بن بر‪ :‬أبو عثمان الاحظ (توف سنة ‪256‬هـ) وهو من كبار كتاب العتزلة‪،‬‬
‫ومن الطلعي على كتب الفلسفة‪ ،‬ونظرا لبلغته ف الكتابة الدبية استطاع أن يدس أفكاره‬
‫العتزلية ف كتاباته كما يدس السم ف الدسم مثل‪ ،‬البيان والتبيي‪ ،‬وتسمى فرقته الاحظية ‪.‬‬

‫ـ أبو السي بن أب عمر الياط (توف سنة ‪300‬هـ) من معتزلة بغداد و بدعته الت تفرد‬
‫با قوله بأن العدوم جسم‪ ،‬والشيء العدوم قبل وجوده جسم‪ ،‬وهو تصريح بقدم العال‪ ،‬وهو‬
‫بذا يالف جيع العتزلة وتسمى فرقته الياطية ‪.‬‬

‫ـ القاضي عبد البار بن أحد بن عبد البار المدان (توف سنة ‪414‬هـ) فهو من متأخري‬
‫العتزلة‪ ،‬قاضي قضاة الري وأعمالا‪ ،‬وأعظم شيوخ العتزلة ف عصره‪ ،‬وقد أرخ للمعتزلة وقنن‬
‫مبادئهم وأصولم الفكرية والعقدية‪.‬‬

‫البادئ والفكار‪:‬‬
‫· جاءت العتزلة ف بدايتها بفكرتي مبتدعتي‪:‬‬
‫ـ الول‪ :‬القول بأن النسان متار بشكل مطلق ف كل ما يفعل‪ ،‬فهو يلق أفعاله بنفسه‪،‬‬
‫ولذلك كان التكليف‪ ،‬ومن أبرز من قال ذلك غيلن الدمشقي‪ ،‬الذي أخذ يدعو إل مقولته‬
‫هذه ف عهد عمر بن عبد العزيز ‪ .‬حت عهد هشام بن عبد اللك‪ ،‬فكانت نايته أن قتله هشام‬
‫بسبب ذلك ‪.‬‬

‫ـ الثانية‪ :‬القول بأن مرتكب الكبية (*) ليس مؤمنا ول كافرا ولكنه فاسق فهو بنلة بي‬
‫النلتي‪ ،‬هذه حاله ف الدنيا أما ف الخرة فهو ل يدخل النة لنه ل يعمل بعمل أهل النة‬
‫بل هو خالد ملد ف النار‪ ،‬ول مانع عندهم من تسميته مسلما باعتباره يظهر السلم وينطق‬
‫بالشهادتي ولكنه ل يسمى مؤمنا‪.‬‬

‫· ث حرر العتزلة مذهبهم ف خسة أصول‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ التوحيد ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ العدل ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الوعد والوعيد ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ النلة بي النلتي ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ المر بالعروف والنهي عن النكر ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ التوحيد‪ :‬وخلصته برأيهم‪ ،‬هو أن ال تعال منه عن الشبيه والماثل (ليس كمثله‬
‫شيء) ول ينازعه أحد ف سلطانه ول يري عليه شيء ما يري على الناس‪ .‬وهذا حق‬
‫ولكنهم بنوا عليه نتائج باطلة منها‪ :‬استحالة رؤية ال تعال لقتضاء ذلك نفي الصفات‪ ،‬وأن‬
‫الصفات ليست شيئا غي الذات‪ ،‬وإل تعدد القدماء ف نظرهم‪ ،‬لذلك يعدون من نفاة‬
‫الصفات وبنوا على ذلك أيضاَ أن القرآن ملوق ل سبحانه وتعال لنفيهم عنه سبحانه صفة‬
‫الكلم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ العدل‪ :‬ومعناه برأيهم أن ال ل يلق أفعال العباد‪ ،‬ول يب الفساد‪ ،‬بل إن العباد‬
‫يفعلون ما أمروا به وينتهون عما نوا عنه بالقدرة الت جعلها ال لم وركبها فيهم وأنه ل يأمر‬
‫إل با أراد ول ينه إل عما كره‪ ،‬وأنه ول كل حسنة أمر با‪ ،‬بريء من كل سيئة نى عنها‪ ،‬ل‬
‫يكلفهم ما ل يطيقون ول أراد منهم ما ل يقدرون عليه ‪ .‬وذلك للطهم بي إرادة ال تعال‬
‫الكونية (*) وإرادته الشرعية (*) ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الوعد والوعيد‪ :‬ويعن أن يازي ال الحسن إحسانا ويازي السيء سوءا‪ ،‬ول يغفر‬
‫لرتكب الكبية (*) إل أن يتوب ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ النلة بي النلتي‪ :‬وتعن أن مرتكب الكبية ف منلة بي اليان والكفر فليس بؤمن‬
‫ول كافر ‪ .‬وقد قرر هذا واصل بن عطاء شيخ العتزلة ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ المر بالعروف والنهي عن النكر‪ :‬فقد قرروا وجوب ذلك على الؤمني نشرا لدعوة‬
‫السلم وهداية للضالي وإرشادا للغاوين كل با يستطيع‪ :‬فذو البيان ببيانه‪ ،‬والعال بعلمه‪،‬‬
‫وذو السيف بسيفه وهكذا ‪ .‬ومن حقيقة هذا الصل أنم يقولون بوجوب الروج على‬
‫الاكم إذا خالف وانرف عن الق ‪.‬‬

‫· ومن مبادئ العتزلة العتماد على العقل (*) كليّا ف الستدلل لعقائدهم وكان من آثار‬
‫اعتمادهم على العقل ف معرفة حقائق الشياء وإدراك العقائد‪ ،‬أنم كانوا يكمون بسن‬
‫ل فقالوا كما جاء ف اللل والنحل للشهرستان‪ " :‬العارف كلها معقولة‬‫الشياء وقبحها عق ً‬
‫بالفعل‪ ،‬واجبة بنظر العقل‪ ،‬وشكر النعم واجب قبل ورود السمع أي قبل إرسال الرسل‪،‬‬
‫والسن والقبيح (*) صفتان ذاتيتان للحسن والقبيح " ‪.‬‬
‫ـ ولعتمادهم على العقل أيضا أوّلوا الصفات با يلئم عقولم الكلية‪ ،‬كصفات الستواء‬
‫واليد والعي وكذلك صفات الحبة والرضى والغضب والسخط ومن العلوم أن العتزلة تنفي‬
‫كل الصفات ل أكثرها ‪.‬‬

‫ـ ولعتمادهم على العقل أيضا‪ ،‬طعن كباؤهم ف أكابر الصحابة وشنعوا عليهم ورموهم‬
‫بالكذب‪ ،‬فقد زعم واصل بن عطاء‪ :‬أن إحدى الطائفتي يوم المل فاسقة‪ ،‬إما طائفة علي بن‬
‫أب طالب وعمار بن ياسر والسن والسي وأب أيوب النصاري أو طائفة عائشة والزبي‪،‬‬
‫وردوا شهادة هؤلء الصحابة فقالوا‪ :‬ل تقبل شهادتم ‪.‬‬

‫ـ وسبب اختلف العتزلة فيما بينهم وتعدد طوائفهم هو اعتمادهم على العقل فقط ـ كما‬
‫نوهنا ـ وإعراضهم عن النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة‪ ،‬ورفضهم التباع بدون بث‬
‫واستقصاء وقاعدتم الت يستندون إليها ف ذلك‪:‬‬
‫" كل مكلف مطالب با يؤديه إليه اجتهاده ف أصول الدين "‪ ،‬فيكفي وفق مذهبهم أن يتلف‬
‫التلميذ مع شيخه ف مسألة ليكون هذا التلميذ صاحب فرقة قائمة‪ ،‬وما هذه الفرق الت‬
‫عددناها آنفا إل نتيجة اختلف تلميذ مع شيوخهم‪ ،‬فأبو الذيل العلف له فرقة‪ ،‬خالفه‬
‫تلميذه النظام فكانت له فرقة‪ ،‬فخالفه تلميذه الاحظ فكانت له فرقة‪ ،‬والبائي له فرقة‪،‬‬
‫فخالفه ابنه أبو هاشم عبد السلم فكانت له فرقة أيضاَ وهكذا ‪.‬‬

‫ـ وهكذا ند أن العتزلة قد حولوا الدين إل مموعة من القضايا العقلية والباهي النطقية‪،‬‬


‫وذلك لتأثرهم بالفلسفة (*) اليونانية عامة وبالنطق (*) الصوري الوسطي خاصة ‪.‬‬
‫· وقد فند علماء السلم آراء العتزلة ف عصرهم‪ ،‬فمنهم أبو السن الشعري الذي كان‬
‫منهم‪ ،‬ث خرج من فرقتهم ورد عليهم متبعا أسلوبم ف الدال (*) والوار ‪ ..‬ث جاء المام‬
‫أحد بن حنبل الذي اكتوى بنار فتنتهم التعلقة بلق القرآن ووقف ف وجه هذه الفتنة بزم‬
‫وشجاعة نادرتي ‪.‬‬
‫ـ ومن الردود قوية الجة‪ ،‬بارعة السلوب‪ ،‬رد شيخ السلم ابن تيمية ـ رحه ال ـ‬
‫عليهم ف كتابه القيم‪ :‬درء تعارض العقل والنقل فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة‬
‫ورد عليها ردّا مفحما ‪ ..‬وبي أن صريح العقل ل يكمن أن يكون مالفا لصحيح النقل ‪.‬‬

‫· وقد ذُكر ف هذا الديث أكثر من مرة أن العتزلة اعتمدوا على العقل (*) ف تعاملهم مع‬
‫نصوص الوحي (*)‪ ،‬وقد يتوهم أحد أن السلم ضد العقل ويسعى للحجر عليه ‪ .‬ولكن هذا‬
‫يرده دعوة السلم إل التفكر ف خلق السموات والرض والتركيز على استعمال العقل ف‬
‫اكتشاف الي والشر وغي ذلك ما هو معروف ومشهور ما دعا العقاد إل أن يؤلف كتابا‬
‫بعنوان‪ :‬التفكر فريضة إسلمية‪ ،‬ولذا فإن من انرافات العتزلة هو استعمالم العقل ف غي‬
‫ماله‪ :‬ف أمور غيبية ما تقع خارج الس ول يكن ماكمتها ماكمة عقلية صحيحة‪ ،‬كما‬
‫أنم بنوا عددا من القضايا على مقدمات معينة فكانت النتائج ليست صحيحة على إطلقها‬
‫وهو أمر ل يسلّم به دائما حت لو اتبعت نفس الساليب الت استعملوها ف الستنباط والنظر‬
‫العقلي‪ :‬مثل نفيهم الصفات عن ال اعتمادا على قوله تعال‪( :‬ليس كمثله شيء)‪ .‬وكان‬
‫الصحيح أن ل تنفى عنه الصفات الت أثبتها لنفسه سبحانه وتعال ولكن تفهم الية على أن‬
‫صفاته سبحانه وتعال ل تاثل صفات الخلوقي‪.‬‬

‫وقد حدد العلماء مال استعمال العقل بعدد من الضوابط منها‪:‬‬


‫ـ أن ل يتعارض مع النصوص الصحيحة ‪.‬‬
‫ـ أن ل يكون استعمال العقل ف القضايا الغيبية الت يعتب الوحي هو الصدر الصحيح‬
‫والوحيد لعرفتها‪.‬‬
‫ـ أن يقدم النقل على العقل ف المور الت ل تتضح حكمتها " وهو ما يعرف بالمور‬
‫التوقيفية"‪.‬‬
‫ول شك أن احترام السلم للعقل وتشجيعه للنظر والفكر ل يقدمه على النصوص الشرعية‬
‫الصحيحة ‪ .‬خاصة أن العقول متغية وتتلف وتتأثر بؤثرات كثية تعلها ل تصلح لن تكون‬
‫الكم الطلق ف كل المور ‪ .‬ومن العروف أن مصدر العرفة ف الفكر السلمي يتكون من‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الواس وما يقع ف مالا من المور اللموسة من الوجودات ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ العقل (*) وما يستطيع أن يصل إليه من خلل ما تسعفه به الواس والعلومات الت‬
‫يكن مشاهدتا واختبارها وما يلحق ذلك من عمليات عقلية تعتمد ف جلتها على ثقافة الفرد‬
‫ومتمعه وغي ذلك من الؤثرات ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الوحي (*) من كتاب وسنة حيث هو الصدر الوحيد والصحيح للمور الغيبية‪ ،‬وما ل‬
‫تستطيع أن تدركه الواس‪ ،‬وما أعده ال ف الدار الخرة‪ ،‬وما أرسل من الرسل إل …‬
‫وهكذا يظهر أنه ل بد من تكامل العقل والنقل ف التعامل مع النصوص الشرعية كل فيما‬
‫يصه وبالشروط الت حددها العلماء‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· هناك رواية ترجع الفكر العتزل ف نفي الصفات إل أصول يهودية فلسفية فالعد بن درهم‬
‫أخذ فكره عن أبان بن سعان وأخذها أبان عن طالوت وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن‬
‫العصم اليهودي‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬إن مناقشات الهم بن صفوان مع فرقة السمنية ـ وهي فرقة هندية تؤمن بالتناسخ (*)‬
‫ـ قد أدت إل تشكيكه ف دينه وابتداعه لنفي الصفات ‪.‬‬

‫· إن فكر يوحنا الدمشقي وأقواله تعد موردا من موارد الفكر العتزال‪ ،‬إذ أنه كان يقول‬
‫بالصلح ونفي الصفات الزلية حرية الرادة النسانية ‪.‬‬
‫ـ ونفي القدر عند العتزلة الذي ظهر على يد الهن وغيلن الدمشقي‪ ،‬قيل إنما أخذاه عن‬
‫نصران يدعى أبو يونس سنسويه وقد أخذ عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء فكرة نفي‬
‫القدر عن معبد الهن ‪.‬‬

‫ـ تأثر العتزلة بفلسفة (*) اليونان ف موضوع الذات والصفات‪ ،‬فمن ذلك قول أنبادقليس‬
‫الفيلسوف اليونان‪" :‬إن الباري تعال ل يزل هويته فقط وهو العلم الحض وهو الرادة‬
‫الحضة وهو الود والعزة‪ ،‬والقدرة والعدل والي والق‪ ،‬ل أن هناك قوى مسماة بذه‬
‫الساء بل هي هو‪ ،‬وهو هذه كلها" انظر اللل والنحل ج ‪ /2‬ص ‪.58‬‬

‫وكذلك قول أرسطوطاليس ف بعض كتبه "إن الباري علم كله‪ ،‬قدره كله‪ ،‬حياة كله‪ ،‬بصر‬
‫كله"‪.‬‬

‫فأخذ العلف وهو من شيوخ العتزله هذه الفكار وقال‪ :‬إن ال عال بعلم وعلمه ذاته‪ ،‬قادر‬
‫بقدرة وقدرته ذاته‪ ،‬حي بياة وحياته ذاته‪.‬‬

‫ـ وأخذ النظام من ملحدة الفلسفة قوله بإبطال الزء الذي ل يتجرأ‪ ،‬ث بن عليه قوله‬
‫بالطفرة‪ ،‬أي أن السم يكن أن يكون ف مكان (أ) ث يصبح ف مكان (ج) دون أن ير ف‬
‫(ب) ‪.‬‬
‫وهذا من عجائبه حت قيل‪ :‬إن من عجائب الدنيا‪ " :‬طفرة النظام وكسب الشعري " ‪.‬‬

‫ـ وإن أحد بن خابط والفضل الدثي وها من أصحاب النظام قد طالعا كتب الفلسفة‬
‫ومزجا الفكر الفلسفي مع الفكر النصران مع الفكر الندي وقال با يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إن السيح (*) هو الذي ياسب اللق ف الخرة‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ إن السيح تدرع بالسد السمان وهو الكلمة القدية التجسدة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ القول بالتناسخ (*)‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ حل كل ما ورد ف الب عن رؤية ال تعال على رؤية العقل الول هو أول مبتدع‬
‫وهو العقل الفعال الذي منه تفيض الصور على الوجودات ‪.‬‬

‫· يؤكد العلماء تأثي الفلسفة (*) اليونانية على فكر العتزلة با قام به الاحظ وهو من مصنفي‬
‫العتزلة ومفكريهم فقد طالع كثيا من كتب الفلسفة وتذهب بذهبهم ـ حت إنه خلط‬
‫وروج كثيا من مقالتم بعبارته البليغة ‪.‬‬

‫ـ ومنهم من يرجع فكر العتزلة إل الذور الفكرية والعقدية ف العراق ـ حيث نشأ العتزلة‬
‫ـ الذي يسكنه عدة فرق تنتهي إل طوائف متلفة‪ ،‬فبعضهم ينتهي إل الكلدان وبعضهم إل‬
‫الفرس وبعضهم نصارى وبعضهم يهود وبعضهم موس (*)‪ .‬وقد دخل هؤلء ف السلم‬
‫وبعضهم قد فهمه على ضوء معلوماته القدية وخلفيته الثقافية والدينية‪.‬‬

‫الفكر العتزال الديث‪:‬‬


‫· ياول بعض الكتاب والفكرين ف الوقت الاضر إحياء فكر العتزلة من جديد بعد أن عفى‬
‫عليه الزمن أو كاد ‪ ..‬فألبسوه ثوبا جديدا‪ ،‬وأطلقوا عليه أساء جديدة مثل … العقلنية أو‬
‫التنوير أو التجديد (*) أو التحرر الفكري أو التطور أو العاصرة أو التيار الدين الستني أو‬
‫اليسار السلمي ‪..‬‬
‫ـ وقد قوّى هذه النعة التأثر بالفكر الغرب العقلن الادي‪ ،‬وحاولوا تفسي النصوص‬
‫الشرعية وفق العقل (*) النسان ‪ ..‬فلجأوا إل التأويل (*) كما لأت العتزلة من قبل ث‬
‫أخذوا يتلمسون ف مصادر الفكر السلمي ما يدعم تصورهم‪ ،‬فوجدوا ف العتزلة بغيتهم‬
‫فأنكروا العجزات (*) الادية ‪ ..‬وما تفسي الشيخ ممد عبده لهلك أصحاب الفيل بوباء‬
‫الصبة أو الدري الذي حلته الطي البابيل ‪ ..‬إل من هذا القبيل ‪.‬‬
‫· وأهم مبدأ معتزل سار عليه التأثرون بالفكر العتزل الدد هو ذاك الذي يزعم أن العقل هو‬
‫الطريق الوحيد للوصول إل القيقة‪ ،‬حت لو كانت هذه القيقة غيبية شرعية‪ ،‬أي أنم‬
‫أخضعوا كل عقيدة وكل فكر للعقل البشري القاصر ‪.‬‬
‫· وأخطر ما ف هذا الفكر العتزال ‪ ..‬ماولة تغيي الحكام الشرعية الت ورد فيها النص‬
‫اليقين من الكتاب والسنة ‪ ..‬مثل عقوبة الرتد‪ ،‬وفرضية الهاد (*)‪ ،‬والدود‪ ،‬وغي ذلك ‪..‬‬
‫فضلً عن موضوع الجاب وتعدد الزوجات‪ ،‬والطلق والرث ‪ ..‬إل ‪ ..‬وطلب أصحاب‬
‫هذا الفكر إعادة النظر ف ذلك كله ‪ ..‬وتكيم العقل ف هذه الواضيع ‪ .‬ومن الواضح أن هذا‬
‫العقل الذي يريدون تكيمه هو عقل متأثر با يقوله الفكر الغرب حول هذه القضايا ف الوقت‬
‫الاضر ‪.‬‬
‫· ومن دعاة الفكر العتزال الديث سعد زغلول الذي نادى بنع الجاب عن الرأة الصرية‬
‫وقاسم أمي مؤلف كتاب ترير الرأة و الرأة الديدة‪ ،‬ولطفي السيد الذي أطلقوا عليه‪" :‬‬
‫أستاذ اليل " وطه حسي الذي أسوه "عميد الدب العرب " وهؤلء كلهم أفضوا إل ما‬
‫قدموا ‪ .‬هذا ف البلد العربية ‪.‬‬

‫أما ف القارة الندية فظهر السي أحد خان‪ ،‬الذي منح لقب سي من قبل الستعمار (*)‬
‫البيطان ‪ .‬وهو يرى أن القرآن الكري ل السنة النبوية هو أساس التشريع وأحلّ الربا البسيط‬
‫ف العاملت التجارية ‪ .‬ورفض عقوبة الرجم والرابة‪ ،‬ونفى شرعية الهاد لنشر الدين (*)‪،‬‬
‫وهذا الخي قال به لرضاء النليز لنم عانوا كثيا من جهاد السلمي النود لم ‪.‬‬

‫ـ وجاء تلميذه سيد أمي علي الذي أح ّل زواج السلمة بالكتاب وأحل الختلط بي الرجل‬
‫والرأة ‪.‬‬
‫ـ ومن هؤلء أيضا مفكرون علمانيون‪ ،‬ل يعرف عنهم اللتزام بالسلم ‪ ..‬مثل زكي نيب‬
‫ممود صاحب (الوضعية النطقية) وهي من الفلسفة (*) الوضعية الديثة الت تنكر كل أمر‬
‫غيب ‪ ..‬فهو يزعم أن العتزال جزء من التراث ويب أن نييه‪ ،‬وعلى أبناء العصر أن يقفوا‬
‫موقف العتزلة من الشكلت القائمة (انظر كتاب تديد الفكر العرب ص ‪. )123‬‬

‫ـ ومن هؤلء أحد أمي صاحب الؤلفات التاريية والدبية مثل فجر السلم وضحى‬
‫السلم وظهر السلم‪ ،‬فهو يتباكى على موت العتزلة ف التاريخ القدي وكأن من مصلحة‬
‫السلم بقاؤهم‪ ،‬ويقول ف كتابه‪ :‬ضحى السلم‪ " :‬ف رأيي أن من أكب مصائب السلمي‬
‫موت العتزلة " (ج ‪ 3‬ص ‪.)207‬‬

‫ـ ومن العاصرين الحياء الذين يسيون ف ركب الدعوة السلمية من ينادي بالنهج (*)‬
‫العقلي العتزال ف تطوير العقيدة والشريعة مثل الدكتور ممد فتحي عثمان ف كتابه الفكر‬
‫السلمي والتطور ‪ ..‬والدكتور حسن التراب ف دعوته إل تديد أصول الفقه حيث يقول‪" :‬‬
‫إن إقامة أحكام السلم ف عصرنا تتاج إل اجتهاد (*) عقلي كبي‪ ،‬وللعقل (*) سبيل إل‬
‫ذلك ل يسع عاقل إنكاره‪ ،‬والجتهاد الذي نتاج إليه ليس اجتهادا ف الفروع وحدها وإنا‬
‫هو اجتهاد ف الصول أيضا " (انظر كتاب العتزلة بي القدي والديث ص ‪. )138‬‬

‫ـ وهناك كتاب كثيون معاصرون‪ ،‬ومفكرون إسلميون يسيون على النهج نفسه ويدعون‬
‫إل أن يكون للعقل دور كبي ف الجتهاد (*) وتطويره‪ ،‬وتقييم الحكام الشرعية‪ ،‬وحت‬
‫الوادث التاريية ‪ ..‬ومن هؤلء فهمي هويدي وممد عمارة ـ صاحب النصيب الكب ف‬
‫إحياء تراث العتزلة والدفاع عنه ـ وخالد ممد خالد و ممد سليم العوا‪ ،‬وغيهم ‪ .‬ول‬
‫شك بأهية الجتهاد وتكيم العقل ف التعامل مع الشريعة السلمية (*) ولكن ينبغي أن‬
‫يكون ذلك ف إطار نصوصها الثابتة وبدوافع ذاتية وليس نتيجة ضغوط أجنبية وتأثيات‬
‫خارجية ل تقف عند حد‪ ،‬وإذا انرف السلمون ف هذا التاه ـ اتاه ترويض السلم‬
‫بستجدات الياة والتأثي الجنب بدلً من ترويض كل ذلك لنهج ال الذي ل يأتيه الباطل من‬
‫بي يديه ول من خلفه ـ فستصبح النتيجة أن ل يبقى من السلم إل اسه ول من الشريعة إل‬
‫رسها ويصل للسلم ما حصل للرسالت السابقة الت حرفت بسبب إتباع الهواء والراء‬
‫حت أصبحت ل تت إل أصولا بأي صلة ‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حركة العتزلة كانت نتيجة لتفاعل بعض الفكرين السلمي ف العصور السلمية مع‬
‫الفلسفات السائدة ف الجتمعات الت اتصل با السلمون ‪ .‬وكانت هذه الركة نوع من ردة‬
‫الفعل الت حاولت أن تعرض السلم وتصوغ مقولته العقائدية والفكرية بنفس الفكار‬
‫والناهج الوافدة وذلك دفاعا ع السلم ضد ملحدة تلك الضارات بالسلوب الذي‬
‫يفهمونه ‪ .‬ولكن هذا التوجه قاد إل مالفات كثية وتاوزات مرفوضة كما فعل العتزلة ف‬
‫إنكار الصفات اللية تنيها ل سبحانه عن مشابة الخلوقي ‪.‬‬

‫ومن الواضح أيضا أن أتباع العتزلة الدد وقعوا فيما وقع فيه أسلفهم‪ ،‬وذلك أن ما يعرضون‬
‫الن من اجتهادات إنا الدف منها أن يظهر السلم بالظهر القبول عند أتباع الضارة‬
‫الغربية والدفاع عن نظامه العام قولً بأنه إنْ ل يكن أحسن من معطيات الضارة الغربية فهو‬
‫ليس بأقل منها ‪.‬‬
‫ولذا فل بد أن يتعلم اللف من أخطاء سلفهم ويعلموا أن عزة السلم وظهوره على الدين‬
‫كله هي ف تيز منهجه وتفرد شريعته واعتباره الرجع الذي تقاس عليه الفلسفات والضارات‬
‫ف الطار الذي يثله الكتاب والسنة بفهم السلف الصال ف شولما وكمالما‪.‬‬

‫‪------------------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ اللل والنحل للشهرستان‪.‬‬
‫ـ الفرق بي الفرق للبغدادي‪.‬‬
‫ـ مقالت السلميي للشعري‪.‬‬
‫ـ القاضي عبد البار المدان للدكتور عبد الكري عثمان‪.‬‬
‫ـ ابن تيمية للشيخ ممد أب زهرة‪.‬‬
‫ـ درء تعارض العقل والنقل لشيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ البداية والنهاية لبن كثي‪.‬‬
‫ـ العتزلة بي القدي والديث لحمد العبدة وطارق عبد الليم‪.‬‬
‫ـ ضحى السلم لحد أمي‪.‬‬
‫ـ تديد الفكر العرب لزكي نيب ممود‪.‬‬
‫ـ دراسات ف الفرق والعقائد لعرفات عبد الميد‪.‬‬
‫ـ الدعوة إل التجديد ف منهج النقد‪ ،‬عصام البشي (بث مقدم لامعة المام ممد بن سعود‬
‫السلمية لنيل درجة الاجستي)‪.‬‬
‫ـ عقائد السلف لعلي سامي النشار‪.‬‬
‫ـ ممد عمارة ف ميزان أهل السنة والماعة‪ ،‬سليمان بن صال الراشي‪.‬‬
‫ـ حوار هادئ مع الشيخ الغزال‪ .‬سلمان بن فهد العودة‪.‬‬
‫ـ منهج الدرسة العقلية الديثة ف التفسي‪ ،‬د‪ .‬فهد الرومي‪.‬‬
‫ـ العصريون معتزلة اليوم ـ يوسف كمال‪.‬‬
‫ـ العصرانية ف حياتنا الجتماعية‪ .‬د‪ .‬عبد الرحن بن زيد الزنيدي‪.‬‬
‫ـ العصرانيون‪ .‬ممد حامد الناصر‪.‬‬
‫ـ دراسات ف السية‪ .‬ممد سرور زين العابدين‪.‬‬
‫ـ تنبيه النام لخالفة شلتوت السلم‪ .‬الشيخ عبد ال بن يابس‪.‬‬
‫ـ مفهوم تديد الدين‪ .‬بسطامي ممد سعيد‪.‬‬
‫ـ تديد أصول الفقه‪ .‬د‪.‬حسن التراب‪.‬‬
‫ـ غزو من الداخل‪ ،‬جال سلطان‪.‬‬
‫ـ ملة كلية أصول الدين جامعة المام ممد بن سعود السلمية‪.‬‬
‫ـ "الدرسة العقلية الديثة وصلتها بالقدية" د‪ .‬ناصر العقل‪ .‬العدد الثالث سنة ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫الزيدية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫الزيدية إحدى فرق الشيعة (*) ‪ ،‬نسبتها ترجع إل مؤسسها زيد بن علي زين العابدين الذي‬
‫صاغ نظرية شيعية ف السياسة والكم‪ ،‬وقد جاهد من أجلها وقتل ف سبيلها‪ ،‬وكان يرى‬
‫صحة إمامة أب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم جيعا‪ ،‬ول يقل أحد منهم بتكفي أحد من‬
‫‪)(2‬‬
‫الصحابة ومن مذهبهم جواز إمامة الفضول مع وجود الفضل‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ترجع الزيدية إل زيد بن علي زين العابدين بن السي بن علي رضي ال عنهما (‪80‬ـ‬
‫‪122‬هـ‪698/‬ـ ‪740‬م)‪ ،‬قاد ثورة شيعية ف العراق ضد المويي أيام هشام بن عبد‬
‫اللك‪ ،‬فقد دفعه أهل الكوفة لذا الروج ث ما لبثوا أن تلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه ل‬
‫يتبأ من الشيخي أب بكر وعمر ول يلعنهما‪ ،‬بل يترضى عنهما‪ ،‬فاضطر لقابلة جيش‬
‫المويي وما معه سوى ‪ 500‬فارس حيث أصيب بسهم ف جبهته أدى إل وفاته عام‬
‫‪122‬هـ‪.‬‬

‫ـ تنقل ف البلد الشامية والعراقية باحثا عن العلم أولً وعن حق أهل البيت ف المامة ثانيا‪،‬‬
‫ل ملصا شجاعا وسيما مهيبا مُلمّا بكتاب ال وبسنة رسول‬ ‫فقد كان تقيّا ورعا عالا فاض ً‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ )2‬الذين بايعوا زيدا بن علي كانوا ـ حسب رواية الفرق بي الفرق ـ خسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة‪،‬‬ ‫(‬

‫فلما طلبوا من زيد بن علي أن يتبأ من أب بكر وعمر ول يقبل خرجوا عليه وتفرقوا عنه وقالوا بقول الرافضة ـ‬
‫تكفي أب بكر وعمر ـ ول يبق مع زيد من أتباعه إل مائتا رجل‪ ،‬وف كتاب ضحى السلم لحد أمي أن أتباع‬
‫زيد كانوا أربعي ألفًا‪ ،‬تفرقوا عنه ول يبق معه إل ثلث مائة أو أقل‪.‬‬
‫ـ تلقى العلم والرواية عن أخيه الكب ممد الباقر الذي يعد أحد الئمة الثن عشر عند‬
‫الشيعة المامية ‪.‬‬
‫ـ اتصل بواصل بن عطاء رأس العتزلة وتدارس معه العلوم‪ ،‬فتأثر به وبأفكاره الت نقل‬
‫بعضها إل الفكر الزيدي‪ ،‬وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ‪ ،‬وهناك من يؤكد وقوع‬
‫التصال دون التأثر ‪.‬‬
‫ـ يُنسب إليه كتاب الجموع ف الديث‪ ،‬و كتاب الجموع ف الفقه‪ ،‬وها كتاب واحد‬
‫اسه الجموع الكبي‪ ،‬رواها عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الاشي الذي مات‬
‫ف الربع الثالث من القرن الثان للهجرة ‪.‬‬
‫· أما ابنه يي بن زيد فقد خاض العارك مع والده‪ ،‬لكنه تكن من الفرار إل خراسان حيث‬
‫لحقته سيوف المويي فقتل هناك سنة ‪125‬هـ ‪.‬‬
‫· ُفوّض المر بعد يي إل ممد وإبراهيم ‪.‬‬
‫ـ خرج ممد بن عبد ال السن بن علي (العروف بالنفس الزكية) بالدينة فقتله عاملها‬
‫عيسى بن ماهان ‪.‬‬
‫ـ وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من النصور ‪.‬‬
‫· أحد بن عيسى بن زيد ـ حفيد مؤسس الزيدية ـ أقام بالعراق‪ ،‬وأخذ عن تلميذ أب‬
‫حنيفة فكان من أثرى هذا الذهب (*) وعمل على تطويره ‪.‬‬
‫· من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم الرسي بن عبد ال بن السي بن علي بن أب طالب‬
‫رضي ال عنهما (‪170‬ـ ‪242‬هـ) تشكلت له طائفة زيدية عرفت باسم القاسية ‪.‬‬
‫· جاء من بعده حفيده الادي إل الق يي بن السي بن القاسم (‪245‬ـ ‪298‬هـ) الذي‬
‫عقدت له المامة باليمن فكان من حارب القرامطة فيها‪ ،‬كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت‬
‫باسم الادوية منتشرة ف اليمن والجاز وما والها ‪.‬‬
‫· ظهر للزيدية ف بلد الديلم وجيلن إمام حسين هو أبو ممد السن بن علي بن السن بن‬
‫زيد بن عمر بن السي بن علي رضي ال عنهما واللقب بالناصر الكبي (‪ 230‬ـ‬
‫‪304‬هـ) وعرف باسم الطروش‪ ،‬فقد هاجر هذا المام إل هناك داعيا إل السلم على‬
‫مقتضى الذهب الزيدي فدخل فيه خلق كثي صاروا زيديي ابتداء ‪.‬‬

‫· ومنهم الداعي الخر صاحب طبستان السن بن زيد بن ممد بن إساعيل بن زيد بن‬
‫السن بن علي رضي ال عنهما ‪ ،‬الذي تكونت له دولة زيدية جنوب بر الزر سنة‬
‫‪250‬هـ ‪.‬‬

‫· وقد عرف من أئمتهم ممد بن إبراهيم بن طباطبا‪ ،‬الذي بعث بدعاته إل الجاز ومصر‬
‫واليمن والبصرة ‪ .‬ومن شخصياتم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان‪ ،‬وممد بن نصر ‪.‬‬
‫ومنهم أبو الفضل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بن بويه ‪.‬‬

‫· استطاع الزيدية ف اليمن استرداد السلطة من التراك إذ قاد المام يي بن منصور بن حيد‬
‫الدين ثورة ضد التراك عام ‪1322‬هـ وأسس دولة زيدية استمرت حت سبتمب عام‬
‫‪1962‬م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود ولكن ل زال اليمن معقل‬
‫الزيود ومركز ثقلهم ‪.‬‬

‫· خرجت عن الزيدية ثلث فرق طعن بعضها ف الشيخي‪ ،‬كما مال بعضها عن القول بإمامة‬
‫الفضول‪ ،‬وهذه الفرق هي‪:‬‬
‫ـ الارودية‪ :‬أصحاب أب الارود زياد بن أب زياد ‪.‬‬
‫ـ الصالية‪ :‬أصحاب السن بن صال بن حي ‪.‬‬
‫ـ البترية‪ :‬أصحاب كثي النوى البتر ‪.‬‬
‫ـ الفرقتان الصالية والبترية متفقتان ومتماثلتان ف الراء ‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يُجيزون المامة ف كل أولد فاطمة‪ ،‬سواء أكانوا من نسل المام السن أم من نسل المام‬
‫السي ـ رضي ال عنهما ‪.‬‬
‫ـ المامة لديهم ليست بالنص‪ ،‬إذ ل يشترط فيها أن ينص المام السابق على المام اللحق‪،‬‬
‫بعن أنا ليست وراثية بل تقوم على البيعة(*)‪ ،‬فمن كان من أولد فاطمة وفيه شروط المامة‬
‫كان أهلً لا ‪.‬‬
‫ـ يوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد ف وقت واحد ف قطرين متلفي ‪.‬‬
‫ـ تقول الزيدية بالمام الفضول مع وجود الفضل إذ ل يُشترط أن يكون المام أفضل الناس‬
‫جيعا بل من المكن أن يكون هناك للمسلمي إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو‬
‫أفضل منه على أن يرجع إليه ف الحكام ويكم بكمه ف القضايا الت يدل برأيه فيها ‪.‬‬
‫· معظم الزيدية العاصرين يُقرّون خلفة أب بكر وعمر‪ ،‬ول يلعنونما كما تفعل فرق الشيعة‬
‫(*)‪ ،‬بل يترضون عنهما‪ ،‬إل أن الرفض بدأ يغزوهم ‪ -‬بواسطة الدعم اليران ‪ ، -‬وياول‬
‫جعلهم غلة مثله ‪.‬‬

‫· ييلون إل العتزال فيما يتعلق بذات ال‪ ،‬والختيار ف العمال ‪ .‬ومرتكب الكبية (*)‬
‫يعتبونه ف منـزلة بي النـزلتي كما تقول العتزلة‪.‬‬

‫· يرفضون التصوف رفضا قاطعا ‪.‬‬


‫· يالفون الشيعة ف زواج التعة ويستنكرونه ‪.‬‬
‫· يتفقون مع الشيعة ف زكاة المس وف جواز التقية إذا لزم المر ‪.‬‬
‫· هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل ف العبادات والفرائض سوى اختلفات قليلة ف‬
‫الفروع مثل‪:‬‬
‫ـ قولم "حي على خي العمل" ف الذان على الطريقة الشيعية ‪.‬‬
‫ـ صلة النازة لديهم خس تكبيات ‪.‬‬
‫ـ يرسلون أيديهم ف الصلة ‪.‬‬
‫ـ صلة العيد تصح فرادى وجاعة ‪.‬‬
‫ـ يعدون صلة التروايح جاعة بدعة ‪.‬‬
‫ـ يرفضون الصلة خلف الفاجر ‪.‬‬
‫ـ فروض الوضوء عشرة بدلً من أربعة عند أهل السنة(*)‪.‬‬
‫· باب الجتهاد (*) مفتوح لكل من يريد الجتهاد‪ ،‬ومن عجز عن ذلك قلد‪ ،‬وتقليد أهل‬
‫البيت أول من تقليد غيهم ‪.‬‬
‫· يقولون بوجوب الروج على المام الظال الائر ول تب طاعته ‪.‬‬
‫· ل يقولون بعصمة الئمة عن الطأ ‪ .‬كما ل يغالون ف رفع أئمتهم على غرار ما تفعله‬
‫معظم فرق الشيعة (*) الخرى ‪.‬‬

‫ـ لكن بعض النتسبي للزيدية قرروا العصمة لربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة‬
‫والسن والسي ـ رضي ال عنهم جيعا ‪.‬‬

‫· ل يوجد عندهم مهدي منتظر ‪.‬‬

‫· يستنكرون نظرية البداء (*) الت قال با الختار الثقفي‪ ،‬حيث إن الزيدية تقرر أن علم ال‬
‫أزل قدي غي متغي وكل شيء مكتوب ف اللوح الحفوظ ‪.‬‬
‫· قالوا بوجوب اليان بالقضاء والقدر (*) مع اعتبار النسان حرا متارا ف طاعة ال أو‬
‫عصيانه‪ ،‬ففصلوا بذلك بي الرادة وبي الحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الئمة ‪.‬‬

‫· مصادر الستدلل عندهم كتاب ال‪ ،‬ث سنة رسول ال‪ ،‬ث القياس (*) ومنه الستحسان‬
‫(*) والصال الرسلة (*)‪ ،‬ث ييء بعد ذلك العقل (*)‪ ،‬فما يقر العقل صحته وحسنه يكون‬
‫مطلوبا وما يقر قبحه يكون منهيا عنه ‪.‬‬

‫وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة (*)‪ ،‬سلَفِيُو النهج (*) والعقيدة‬
‫أمثال‪ :‬ابن الوزير وابن المي الشوكان ‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· يتمسكون بالعديد من القضايا الت يتمسك با الشيعة كأحقية أهل البيت ف اللفة(*)‬
‫وتفضيل الحاديث الواردة عنهم على غيها‪ ،‬وتقليدهم‪ ،‬وزكاة المس‪ ،‬فاللمح الشيعية‬
‫واضحة ف مذهبهم على الرغم من اعتدالم عن بقية فرق الشيعة ‪.‬‬

‫· تأثر الزيدية بالعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جليا ف تقديرهم‬
‫للعقل(*) وإعطائه أهية كبى ف الستدلل‪ ،‬إذ يعلون له نصيبا وافرا ف فهم العقائد وف‬
‫تطبيق أحكام الشريعة وف الكم بسن الشياء وقبحها(*) فضلً عن تليلتم للجب(*)‬
‫والختيار ومرتكب الكبية(*) واللود ف النار ‪.‬‬

‫· أخذ أبو حنيفة عن زيد‪ ،‬كما أن حفيدا لزيد وهو أحد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن‬
‫تلميذ أب حنيفة ف العراق‪ ،‬وقد تلقي الذهبان النفي السّن والزيدي الشيعي ف العراق‬
‫أولً‪ ،‬وف بلد ما وراء النهر ثانيا ما جعل التأثر والتأثي متبادلً بي الطرفي‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· قامت دولة للزيدية أسسها السن بن زيد سنة ‪250‬هـ ف أرض الديلم وطبستان ‪.‬‬

‫· كما أن الادي إل الق أقام دولة ثانية لا ف اليمن ف القرن الثالث الجري ‪.‬‬

‫· انتشرت الزيدية ف سواحل بلد الزر وبلد الديلم وطبستان وجيلن شرقا‪ ،‬وامتدت إل‬
‫الجاز ومصر غربا وتركزت ف أرض اليمن‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الزيدية إحدى فرق الشيعة(*) ‪ ،‬ولصلتم القدية بالعتزلة تأثروا بكثي من أفكارهم‬
‫ومعتقداتم إل أن الذهب(*) الزيدي ف الفروع ل يرج عن إطار مدارس الفقه(*) السلمي‬
‫ومذاهبه‪ ،‬ومواطن الختلف بي الزيدية والسنة ف مسائل الفروع ل تكاد تذكر‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ تأثي العتزلة ف الوارج والشيعة ‪ ،‬عبداللطيف الفظي ‪.‬‬
‫ـ الزيدية ‪ ،‬إساعيل الكوع ‪.‬‬
‫ـ فرق معاصرة تنتسب إل السلم ‪ ،‬د ‪ .‬غالب عواجي ‪.‬‬
‫ـ المام زيد‪ ،‬ممد أبو زهرة ـ دار الفكر العرب ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ تاريخ الذاهب السلمية‪ ،‬ممد أبو زهرة ـ دار الفكر العرب ـ القاهرة‪.‬‬
‫ب المي الشامي ـ مطبعة الداب‪ ،‬النجف ـ‬ ‫ـ تاريخ الفرق الزيدية‪ ،‬د‪.‬فضيلة عبد ر ّ‬
‫العراق ـ ‪1394‬هـ‪1974/‬م‪.‬‬
‫ـ إسلم بل مذاهب‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الشكعة ـ الدار الصرية للطباعة والنشر ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ الفَرْق بي الفِرق‪ ،‬عبد القادر بن طاهر البغدادي‪.‬‬
‫ـ ال ِفصَل ف الهواء واللل والنحل‪ ،‬ابن حزم‪.‬‬
‫ـ اللل والنحل‪ ،‬ممد بن عبد الكري الشهرستان‪.‬‬
‫ـ تلخيص الشاف‪ ،‬أبو جعفر ممد بن السن الطوسي‪.‬‬
‫ـ الكامل ف التاريخ‪ ،‬عز الدين أبو السن اللقب بابن الثي‪.‬‬
‫الشاعرة‬

‫التعريف‪:‬‬
‫الشاعرة‪ :‬فرقة كلمية إسلمية‪ ،‬تنسب لب السن الشعري الذي خرج على العتزلة‪ .‬وقد‬
‫اتذت الشاعرة الباهي والدلئل العقلية والكلمية وسيلة ف ماججة خصومها من العتزلة‬
‫والفلسفة وغيهم‪ ،‬لثبات حقائق الدين (*) والعقيدة السلمية على طريقة ابن كلب‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· أبو السن الشعري‪ :‬هو أبو السن علي بن إساعيل‪ ،‬من ذرية أب موسى الشعري رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ولد بالبصرة سنة ‪270‬هـ ومرت حياته الفكرية بثلث مراحل‪:‬‬

‫ـ الرحلة الول‪ :‬عاش فيها ف كنف أب علي البائي شيخ العتزلة ف عصره وتلقى علومه‬
‫حت صار نائبه وموضع ثقته ‪ .‬ول يزل أبو السن يتزعم العتزلة أربعي سنة ‪.‬‬

‫ـ الرحلة الثانية‪ :‬ثار فيه على مذهب العتزال الذي كان ينافح عنه‪ ،‬بعد أن اعتكف ف بيته‬
‫خسة عشر يوما‪ ،‬يفكر ويدرس ويستخي ال تعال حت اطمأنت نفسه‪ ،‬وأعلن الباءة من‬
‫العتزال وخط لنفسه منهجا جديدا يلجأ فيه إل تأويل النصوص با ظن أنه يتفق مع أحكام‬
‫العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد ال بن سعيد بن كلب ف إثبات الصفات السبع عن طريق‬
‫العقل‪ :‬الياة والعلم والرادة والقدرة والسمع والبصر والكلم‪ ،‬أما الصفات البية كالوجه‬
‫واليدين والقدم والساق فتأولا على ما ظن أنا تتفق مع أحكام العقل وهذه هي الرحلة الت ما‬
‫زال الشاعرة عليها ‪.‬‬

‫ـ الرحلة الثالثة‪ :‬إثبات الصفات جيعها ل تعال من غي تكييف(*) ول تشبيه(*) ول‬


‫تعطيل(*) ول تريف(*) ول تبديل ول تثيل‪ ،‬وف هذه الرحلة كتب كتاب البانة عن أصول‬
‫الديانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم ‪ ،‬الذي كان حامل لوائه المام‬
‫أحد بن حنبل‪ .‬ول يقتصر على ذلك بل خلّف مكتبة كبية ف الدفاع عن السنة وشرح‬
‫العقيدة تقدّر بثمانية وستي مؤلفا‪ ،‬توف سنة ‪324‬هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته‪:‬‬
‫"اليوم مات ناصر السنة"‪.‬‬

‫· بعد وفاة أبو السن الشعري‪ ،‬وعلى يد أئمة الذهب(*) وواضعي أصوله وأركانه‪ ،‬أخذ‬
‫الذهب الشعري أكثر من طور‪ ،‬تعددت فيها اجتهاداتم ومناهجهم ف أصول الذهب‬
‫وعقائده‪ ،‬و ما ذلك إل لن الذهب ل يب ف البداية على منهج مؤصل‪ ،‬واضحة أصوله‬
‫العتقادية‪ ،‬ول كيفية التعامل مع النصوص الشرعية‪ ،‬بل تذبذبت مواقفهم واجتهاداتم بي‬
‫موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلم لتأييد العقيدة والرد على العتزلة ‪ .‬من أبرز‬
‫مظاهر ذلك التطور‪:‬‬
‫ـ القرب من أهل الكلم والعتزال ‪.‬‬
‫ـ الدخول ف التصوف‪ ،‬والتصاق الذهب الشعري به ‪.‬‬
‫ـ الدخول ف الفلسفة (*) وجعلها جزء من الذهب ‪.‬‬

‫· من أبرز أئمة الذهب‪:‬‬


‫ـ القاضي أبو بكر الباقلن‪328( :‬ـ ‪402‬هـ) (‪950‬ـ ‪1013‬م) هو ممد بن الطيب‬
‫بن ممد بن جعفر‪ ،‬من كبار علماء الكلم‪ ،‬هذّب بوث الشعري‪ ،‬وتكلّم ف مقدمات‬
‫الباهي العقلية للتوحيد وغال فيها كثيا إذ ل ترد هذه القدمات ف كتاب ول سنة‪ ،‬ث انتهى‬
‫إل مذهب السلف وأثبت جيع الصفات كالوجه واليدين على القيقة وأبطل أصناف‬
‫التأويلت الت يستعملها الؤولة وذلك ف كتابه‪ :‬تهيد الوائل وتلخيص الدلئل ‪ .‬ولد ف‬
‫البصرة وسكن بغداد وتوف فيها ‪ .‬وجهه عضد الدولة سفيا عنه إل ملك الروم‪ ،‬فجرت له‬
‫ف القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بي يدي ملكها ‪ .‬من كتبه‪ :‬إعجاز القرآن‪،‬‬
‫النصاف‪ ،‬مناقب الئمة‪ ،‬دقائق الكلم‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬الستبصار‪ ،‬تهيد الوائل ‪ ،‬كشف‬
‫أسرار الباطنية ‪.‬‬
‫ـ أبو إسحاق الشيازي‪293( :‬ـ ‪476‬هـ) (‪1003‬ـ ‪1083‬م) ‪ .‬وهو إبراهيم بن‬
‫علي بن يوسف الفيوز أبادي الشيازي‪ ،‬العلمة الناظر‪ ،‬ولد ف فيوز أباد بفارس وانتقل إل‬
‫شياز‪ ،‬ث البصرة ومنها إل بغداد سنة (‪415‬هـ) ‪ .‬وظهر نبوغه ف الفقه الشافعي وعلم‬
‫الكلم(*)‪ ،‬فكان مرجعا للطلب ومفتيا للمة ف عصره‪ ،‬وقد اشتهر بقوة الجة ف الدل(*)‬
‫والناظرة ‪ .‬بن له الوزير نظام اللك‪ :‬الدرسة النظامية على شاطئ دجلة‪ ،‬فكان يدرس فيها‬
‫ويديرها ‪.‬‬

‫من مصنفاته‪ :‬التنبيه والهذّب ف الفقه‪ ،‬والتبصرة ف أصول الشافعية‪ ،‬وطبقات الفقهاء‪ ،‬واللمع‬
‫ف أصول الفقه وشرحه‪ ،‬واللخص‪ ،‬والعونة ف الدل ‪.‬‬

‫· أبو حامد الغزال‪450( :‬ـ ‪505‬هـ) (‪1058‬ـ ‪1111‬م) وهو ممد بن ممد بن ممد‬
‫الغزال الطوسي‪ ،‬ولد ف الطابران‪ ،‬قصبة طوس خراسان وتُوفّي با ‪ .‬رحل إل نيسابور ث‬
‫إل بغداد‪ ،‬فالجاز‪ ،‬فبلد الشام‪ ،‬فمصر ث عاد إل بلدته ‪.‬‬

‫ل يسلك الغزال مسلك الباقلن‪ ،‬بل خالف الشعري ف بعض الراء وخاصة فيما يتعلق‬
‫بالقدمات العقلية ف الستدلل‪ ،‬وذم علم الكلم وبيّن أن أدلته ل تفيد اليقي كما ف كتبه‬
‫النقذ من الضلل‪ ،‬وكتاب التفرقة بي اليان والزندقة (*)‪ ،‬وحرم الوض فيه فقال‪ " :‬لو‬
‫تركنا الداهنة لصرحنا بأن الوض ف هذا العلم حرام " ‪ .‬اته نو التصوف‪ ،‬واعتقد أنه‬
‫الطريق الوحيد للمعرفة ‪ ..‬وعاد ف آخر حياته إل السنة من خلل دراسة صحيح البخاري ‪.‬‬

‫· أبو إسحاق السفرايين‪( :‬ت ‪418‬هـ) (‪1027‬م) وهو إبراهيم بن ممد بن إبراهيم بن‬
‫مهران‪ ،‬أبو إسحاق عال بالفقه والصول وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من‬
‫الفقهاء ‪ .‬نشأ ف إسفرايي (بي نيسابور وجرجان) ث خرج إل نيسابور وبنيت له مدرسة‬
‫عظيمة فدرس فيها‪ ،‬ورحل إل خراسان وبعض أناء العراق‪ ،‬فاشتهر ف العال السلمي ‪.‬‬
‫ألّف ف علم الكلم (*) كتابه الكبي‪ ،‬الذي ساه الامع ف أصول الدين والرد على اللحدين ‪.‬‬
‫قال ابن خلكان‪ :‬رأيته ف خسة ملدات ‪ .‬توف أبو إسحاق السفرايين ف يوم عاشوراء سنة‬
‫عشرة وأربعمائة بنيسابور ث نقل إل إسفرايي ودفن با وكان قد نيف على الثماني ‪.‬‬

‫· إمام الرمي أبو العال الوين‪419( :‬ـ ‪478‬هـ) (‪1028‬ـ ‪1085‬م) ‪ .‬وهو عبد‬
‫اللك بن عبد ال بن يوسف بن ممد الوين‪ ،‬الفقيه الشافعي ولد ف بلد جوين (من نواحي‬
‫نيسابور) ث رحل إل بغداد‪ ،‬فمكة حيث جاور فيها أربع سني‪ ،‬وذهب إل الدينة النورة‬
‫فأفت ودرّس ‪ .‬ث عاد إل نيسابور فبن له فيها الوزير نظام اللك الدرسة النظامية‪ ،‬وكان‬
‫يضر دروسه أكابر العلماء ‪ .‬وبقي على ذلك قريبا من ثلثي سنة غي مزاحم ول مدافع‪،‬‬
‫ودافع فيها عن الشعرية فشاع ذكره ف الفاق‪ ،‬إل أنه ف ناية حياته رجع إل مذهب السلف‬
‫‪ .‬وقد قال ف رسالته‪ :‬النظامية والذي نرتضيه رأيا وندين ال به عقيدة إتباع سلف المة‬
‫للدليل القاطع على أن إجاع المة حجة … ويعضد ذلك ما ذهب إليه ف كتابه غياث‬
‫المم ف التياث الظلم‪ ،‬فبالرغم من أن الكتاب مصص لعرض الفقه السياسي السلمي فقد‬
‫قال فيه‪ ":‬والذي أذكره الن لئقا بقصود هذا الكتاب‪ ،‬أن الذي يرص المام عليه جع‬
‫عامة اللق على مذاهب السلف السابقي‪ ،‬قبل أن نبغت الهواء وزاغت الراء وكانوا رضي‬
‫ال عنهم ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق ف الشكلت … " ‪.‬‬

‫ـ نقل القرطب ف شرح مسلم أن الوين كان يقول لصحابه‪" :‬يا أصحابنا ل تشتغلوا‬
‫بالكلم‪ ،‬فلو عرفت أن الكلم يبلغ ب ما بلغ ما تشاغلت به" ‪ .‬توف رحه ال بنيسابور وكان‬
‫تلمذته يومئذ أربعمائة ‪ .‬ومن مصنفاته ‪ :‬العقيدة النظامية ف الركان السلمية‪ ،‬البهان ف‬
‫أصول الفقه‪ ،‬وناية الطلب ف دراية الذهب ف فقه الشافعية‪ ،‬والشامل ف أصول الدين ‪.‬‬

‫· الفخر الرازي (‪544‬هـ ـ ‪1150‬م) (‪606‬هـ ـ ‪1210‬م)‪ :‬هو أبو عبد ال ممد بن‬
‫عمر السن بن السي التيمي الطبستان الرازي الولد‪ ،‬اللقب فخر الدين العروف بابن‬
‫الطيب الفقيه الشافعي قال عنه صاحب وفيات العيان " إنه فريد عصره ونسيج وحده‪ ،‬فاق‬
‫أهل زمانه ف علم الكلم (*)‪ ،‬والعقولت " أهـ‪ ،‬وهو العب عن الذهب (*) الشعري ف‬
‫مرحلته الخية حيث خلط الكلم بالفلسفة (*)‪ ،‬بالضافة إل أنه صاحب القاعدة الكلية الت‬
‫انتصر فيها للعقل وقدمه على الدلة الشرعية ‪ .‬قال فيه الافظ ابن حجر ف لسان اليزان‪( :‬‬
‫‪ 4/426‬ـ ‪ " :)429‬كان له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الية‪ ،‬وكان‬
‫يورد شبه الصوم بدقة ث يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهن " إل أنه أدرك عجز‬
‫العقل (*) فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده ‪ .‬فقد نبه ف أواخر عمره إل ضرورة إتباع‬
‫منهج (*) السلف‪ ،‬وأعلن أنه أسلم الناهج بعد أن دار دورته ف طريق علم الكلم (*) فقال‪:‬‬
‫" لقد تأملت الطرق الكلمية والناهج الفلسفية رأيتها ل تشفي عليلً ول تروي غليلً‪ ،‬ورأيت‬
‫أقرب الطرق‪ ،‬طريقة القرآن‪ ،‬أقرأ ف الثبات (الرحن على العرش استوى) و (إليه يصعد‬
‫الكلم الطيب و العمل الصال يرفعه)‪ ،‬و أقرأ ف النفي (ليس كمثله شيء وهو السميع البصي)‬
‫و (ول ييطون به علما)‪ ،‬ث قال ف حسرة وندامة‪" :‬ومن جرب تربت عرف معرفت " أهـ‬
‫‪( .‬الموية الكبى لبن تيمية) ‪.‬‬

‫من أشهر كتبه ف علم الكلم‪ :‬أساس التقديس ف علم الكلم‪ ،‬شرح قسم الليات من‬
‫إشارات ابن سينا‪ ،‬واللوامع البينات ف شرح أساء ال تعال والصفات‪ ،‬البيان والبهان ف الرد‬
‫على أهل الزيغ والضلل‪ ،‬كافية العقول‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· مصدر التلقي عند الشاعرة‪ :‬الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلم ؛ ولذلك فإنم‬
‫يقدمون العقل على النقل عند التعارض‪ ،‬صرح بذلك الرازي ف القانون الكلي للمذهب ف‬
‫أساس التقديس والمدي وابن فورك وغيهم ‪.‬‬

‫ـ عدم الخذ بأحاديث الحاد(*) ف العقيدة لنا ل تفيد العلم اليقين ول مانع من‬
‫الحتجاج با ف مسائل السمعيات أو فيما ل يعارض القانون العقلي‪ .‬والتواتر(*) منها يب‬
‫تأويله‪ ،‬ول يفى مالفة هذا لا كان عليه السلف الصال من أصحاب القرون الفضلة ومن‬
‫سار على نجهم حيث كان النب صلى ال عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ السلم‬
‫كما أرسل معاذا إل أهل اليمن‪ ،‬ولقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬نضر ال امرءا سع مقالت‬
‫فحفظها ووعاها وأداها كما سعها … " الديث‪ ،‬وحديث تويل القبلة وغي ذلك من‬
‫الدلة ‪.‬‬

‫ـ مذهب طائفة منهم وهم‪ :‬صوفيتهم كالغزال والامي ف مصدر التلقي‪ ،‬تقدي الكشف(*)‬
‫والذوق على النص‪ ،‬وتأويل النص ليوافقه ‪ .‬ويسمون هذا "العلم اللدن" جريا على قاعدة‬
‫الصوفية "حدثن قلب عن رب" ‪ .‬وكما وضح ذلك ف الرسالة اللدنية ‪1/114‬ـ ‪ 118‬من‬
‫مموعة القصور العوال‪ ،‬وكبى اليقينيات لحمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬الهداء ـ ‪32‬ـ‬
‫‪ . 35‬ول يفى ما ف هذا من البطلن والخالفة لنهج (*) أهل السنة والماعة (*) وإل فما‬
‫الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب ‪.‬‬

‫· يقسم الشاعرة أصول العقيدة بسب مصدر التلقي إل ثلثة أقسام‪:‬‬


‫ـ قسم مصدره العقل(*) وحده وهو معظم البواب ومنه باب الصفات ولذا يسمون‬
‫الصفات الت تثبت بالعقل " عقلية " وهذا القسم يكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي‬
‫(*) عندهم ‪ .‬أما ما عدا ذلك من صفات خبية دل الكتاب والسنة عليها فإنم يؤولونا ‪.‬‬
‫ـ قسم مصدره العقل والنقل معا كالرؤية ـ على خلف بينهم فيها ‪.‬‬
‫ـ قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات ذات الغيبات من أمور الخرة كعذاب القب‬
‫والصراط واليزان وهو ما ل يكم العقل باستحالته‪ ،‬فالاصل أنم ف صفات ال جعلوا العقل‬
‫حاكما‪ ،‬وف إثبات الخرة جعلوا العقل عاطلً‪ ،‬وف الرؤية جعلوه مساويا‪ .‬أما ف مذهب‬
‫أهل السنة والماعة فل منافاة بي العقل والنقل أصلً ول تقدي للعقل ف جانب وإهاله ف‬
‫جانب آخر وإنا يُبدأ بتقدي النقل على العقل ‪.‬‬
‫· خالف الشاعرة مذهب السلف ف إثبات وجود ال تعال‪ ،‬ووافقوا الفلسفة والتكلمي ف‬
‫الستدلل على وجود ال تعال بقولم‪ :‬إن الكون حادث ول بد له من مدث قدي وأخص‬
‫صفات القدي مالفته للحوادث وعدم حلوله فيها ‪ .‬ومن مالفته للحوادث إثبات أنه ليس‬
‫بوهر ول جس ٍم ول ف جهة ول ف مكان ‪ .‬وقد رتبوا على ذلك من الصول الفاسدة ما ل‬
‫يدخل تت حصر مثل‪ :‬إنكارهم صفات الرضا والغضب والستواء بشبهة نفي حلول‬
‫الوادث ف القدي من أجل الرد على القائلي بقدم العال‪ ،‬بينما طريقة السلف هي طريقة‬
‫القرآن الكري ف الستدلل على وجود الالق سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫· التوحيد عند الشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي‬
‫نفي الكمية التصلة والنفصلة ‪ .‬وف ذلك يقولون‪ :‬إن ال واحد ف ذاته ل قسيم له‪ ،‬واحد ف‬
‫صفاته ل شبيه له‪ ،‬واحد ف أفعاله ل شريك له ‪ .‬ولذلك فسروا الله (*) بأنه الالق أو القادر‬
‫على الختراع‪ ،‬و أنكروا صفات الوجه واليدين والعي لنا تدل على التركيب والجزاء‬
‫عندهم‪ .‬وف هذا مالفة كبية لفهوم التوحيد عند أهل السنة والماعة (*) من سلف المة‬
‫ومن تبعهم ـ‪ ،‬وبذلك جعل الشاعرة التوحيد هو إثبات ربوبية ال عز وجل دون ألوهيته ‪.‬‬
‫وهكذا خالف الشاعرة أهل السنة والماعة ف معن التوحيد حيث يعتقد أهل السنة‬
‫والماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبيد إفراد ال بربوبيته وألوهيته وأسائه وصفاته‬
‫على نو ما أثبته تعال لنفسه أو أثبته له رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ونفي ما نفاه ال عن‬
‫نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من غي تريف (*) أو تعطيل (*) أو تكييف‬
‫أو تثيل ‪.‬‬

‫ـ إن أول واجب عند الشاعرة إذا بلغ النسان سن التكليف هو النظر أو القصد إل النظر ث‬
‫اليان‪ ،‬ول تكفي العرفة الفطرية ث اختلفوا فيمن آمن بغي ذلك بي تعصيته و تكفيه ‪..‬‬
‫بينما يعتقد أهل السنة والماعة أن أول واجب على الكلفي هو عبادة ال عز وجل وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬توحيد اللوهية بدليل الكتاب والسنة والجاع (*)‪ ،‬وأن معرفة ال تعال أمر‬
‫فطري مركوز ف النفوس ‪.‬‬

‫ـ يعتقد الشاعرة تأويل الصفات البية كالوجه واليدين والعي واليمي والقدم والصابع‬
‫وكذلك صفت العلو والستواء ‪ .‬وقد ذهب التأخرون منهم إل تفويض معانيها إل ال تعال‬
‫على أن ذلك واجب يقتضيه التنيه‪ ،‬ول يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا ف‬
‫باب التأويل (*) حيث شل أكثر نصوص اليان‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان‪،‬‬
‫وكذلك موضوع عصمة النبياء ‪ .‬أما مذهب السلف فإنم يثبتون النصوص الشرعية دون‬
‫تأويل معن النص ـ بعن تريفه ـ أو تفويضه (*)‪ ،‬سواءً كان ف نصوص الصفات أو‬
‫غيها ‪.‬‬

‫· الشاعرة ف اليان بي‪ :‬الرجئة (*) الت تقول يكفي النطق بالشهادتي دون العمل لصحة‬
‫اليان‪ ،‬وبي الهمية (*) الت تقول يكفي التصديق القلب ‪ .‬ورجح الشيخ حسن أيوب من‬
‫ج عند ال وإن ل ينطق بالشهادتي‪( ،‬تبسيط العقائد السلمية‬
‫العاصرين أن الصدق بقلبه نا ٍ‬
‫‪29‬ـ ‪ . )32‬و مال إليه البوطي و (كبى اليقينيات ‪ . )196‬وف هذا مالفة لذهب أهل‬
‫السنة والماعة الذين يقولون إن اليان قول وعمل واعتقاد‪ ،‬ومالفة لنصوص القرآن الكري‬
‫الكثية منها‪( :‬أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالات‬
‫سواءً مياهم و ماتم ساء ما يكمون) [الاثية‪ .]21:‬عليه يكون إبليس من الناجي من النار‬
‫لنه من الصدقي بقلوبم‪ ،‬وكذلك أبو طالب عم النب صلى ال عليه وسلم ول يكن هناك‬
‫داع لرص النب صلى ال عليه وسلم على قوله ل إله إل ال ممد رسول ال وغي ذلك كثي‬
‫‪.‬‬

‫· الشاعرة مضطربون ف قضية التكفي (*) فتارة يقولون ل نكفر أحدا‪ ،‬وتارة يقولون ل‬
‫نكفر إل من كفرنا‪ ،‬وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور ل توجب‬
‫التفسيق والتبديع‪ ،‬فمثلً يكفرون من يثبت علو ال الذات أو من يأخذ بظواهر النصوص‬
‫حيث يقولون‪ :‬إن الخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر ‪.‬‬

‫أما أهل السنة والماعة (*) فيون أن التكفي حق ل تعال ل يطلق إل على من يستحقه‬
‫شرعا‪،‬ول تردد ف إطلقه على من ثبت كفره بإثبات شروط وانتفاء موانع ‪0‬‬

‫· قولم بأن القرآن ليس كلم ال على القيقة ولكنه كلم ال النفسي وأن الكتب با فيها‬
‫القرآن ملوقة ‪ .‬يقول صاحب الوهرة‪ " :‬يتنع أن يقال إن القرآن ملوق إل ف مقام التعليم "‬
‫وذلك ف ماولة ل يالفها النجاح للتوفيق بي أهل السنة والماعة (*) والعتزلة ‪.‬أما مذهب‬
‫أهل السنة والماعة فهو‪ :‬أن القرآن كلم ال غي ملوق وأنه تعال يتكلم بكلم مسموع‬
‫تسمعه اللئكة وسعه جبيل و سعه موسى ـ عليه السلم ـ ويسمعه اللئق يوم القيامة ‪.‬‬
‫يقول تعال‪( :‬وإن أحدٌ من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال)‪.‬‬

‫· واليان والطاعة بتوفيق ال‪ ،‬والكفر (*) والعصية بذلنه ‪ ،‬والتوفيق عند الشعري‪ ،‬خلق‬
‫القدرة على الطاعة‪ ،‬والذلن عنده‪ :‬خلق القدرة على العصية‪ ،‬وعند بعض أصحاب‬
‫الشعري‪ ،‬تيسي أسباب الي هو التوفيق وضده الذلن ‪.‬‬

‫· كل موجود يصح أن يرى‪ ،‬وال موجود يصح أن يُرى‪ ،‬وقد ورد ف القرآن أن الؤمني‬
‫يرونه ف الخرة‪ ،‬قال تعال‪( :‬وجوه يومئذٍ ناضرة إل ربا ناظرة) [القيامة‪ .]22:‬ولكن يرى‬
‫الشاعرة أنه ل يوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع فإن‬
‫كل ذلك مستحيل ! وف ذلك نفي لعلو ال تعال والهة بل ونفي للرؤية نفسها ‪ .‬ويقترب‬
‫الرازي كثيا من قول العتزلة ف تفسيه للرؤية بأنا مزيد من النكشاف العلمي ‪.‬‬
‫· حصر الشاعرة دلئل النبوة (*) بالعجزات (*) الت هي الوارق‪ ،‬موافقة للمعتزلة وإن‬
‫اختلفوا معهم ف كيفية دللتها على صدق النب صلى ال عليه وسلم بينما يرى جهور أهل‬
‫السنة أن دلئل ثبوت النبوة (*) للنبياء كثية ومنها العجزات ‪.‬‬

‫· صاحب الكبية (*) إذا خرج من الدنيا بغي توبة حكمه إل ال تعال‪ ،‬إما أن يغفر له‬
‫برحته‪ ،‬وإما أن يشفع فيه النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬موافقة لذهب (*) أهل السنة والماعة‬
‫(*) ‪.‬‬

‫· يعتقد الشاعرة أن قدرة العبد ل تأثي لا ف حدوث مقدورها ول ف صفة من صفاته‪ ،‬وأن‬
‫ال تعال أجرى العادة بلق مقدورها مقارنا لا‪ ،‬فيكون الفعل خلقا من ال وكسبا من العبد‬
‫لوقوعه مقارنا لقدرته ‪ .‬ولقد عدّ الحققون " الكسب " هذا من مالت الكلم وضربوا له‬
‫الثل ف الفاء والغموض‪ ،‬فقالوا‪ " :‬أخفى من كسب الشعري "‪ ،‬وقد خرج إمام الرمي‬
‫وهو من تلميذ الشعري عن هذا الرأي‪ ،‬وقال بقول أهل السنة والماعة بل والشعري نفسه‬
‫ف كتاب البانة رجع عن هذا الرأي ‪.‬‬

‫· قالوا بنفي الكمة والتعليل ف أفعال ال مطلقا‪ ،‬ولكنهم قالوا إن ال يعل لكل نب معجزة‬
‫لجل إثبات صدق النب صلى ال عليه وسلم فتناقضوا ف ذلك بي ما يسمونه نفي الكمة‬
‫والغرض وبي إثبات ال للرسول(*) العجزة تفريقا بينه وبي التنبئ ‪.‬‬
‫· وافق الشاعرة أهل السنة والماعة ف اليان بأحوال البزخ‪ ،‬وأمور الخرة من‪ :‬الشر‬
‫والنشر‪ ،‬واليزان‪ ،‬والصراط‪ ،‬والشفاعة والنة والنار‪ ،‬لنا من المور المكنة الت أقر با‬
‫الصادق صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأيدتا نصوص الكتاب والسنة‪ ،‬وبذلك جعلوها من النصوص‬
‫السمعية ‪.‬‬
‫· كما وافقوهم ف القول ف الصحابة على ترتيب خلفتهم‪ ،‬وأن ما وقع بينهم كان خطأ‬
‫وعن اجتهاد منهم‪ ،‬ولذا يب الكف عن الطعن فيهم‪ ،‬لن الطعن فيهم إما كفر‪ ،‬أو بدعة‪ ،‬أو‬
‫فسق‪ ،‬كما يرون اللفة ف قريش‪ ،‬وتوز الصلة خلف كل برٍ وفاجر‪ ،‬ول يوز الروج‬
‫على أئمة الور ‪ .‬بالضافة إل موافقة أهل السنة ف أمور العبادات والعاملت ‪.‬‬

‫· فضلً عن تصدي الشعري للمعتزلة وماجتهم بنفس أسلوبم الكلمي ليقطع شبهاتم ويرد‬
‫حجتهم عليهم‪ ،‬تصدى أيضا للرد على الفلسفة والقرامطة والباطنية (*)‪ ،‬والروافض (*)‬
‫وغيهم من أهل الهواء الفاسدة والنحل الباطلة ‪.‬‬

‫· والشعري ف كتاب البانة عن أصول الديانة الذي هو آخر ما ألّف من الكتب على أصح‬
‫القوال (‪ ،)1‬رجع عن كثي من آرائه الكلمية إل طريق السلف ف الثبات وعدم التأويل ‪..‬‬
‫يقول رحه ال‪ ":‬وقولنا الذي نقول به‪ ،‬وديانتنا الت ندين با التمسك بكتاب ربنا عز وجل‬
‫وبسنة نبينا عليه السلم‪ ،‬وما روي عن الصحابة والتابعي وأئمة الديث ونن بذلك‬
‫معتصمون‪ ،‬وبا كان يقول به أبو عبد ال أحد بن ممد بن حنبل ـ نضر ال وجهه‪ ،‬ورفع‬
‫درجته‪ ،‬وأجزل مثوبته ـ قائلون‪ ،‬ولا خالف قوله مالفون‪ ،‬لنه المام الفاضل والرئيس‬
‫الكامل الذي أبان ال به الق‪ ،‬ورفع به ضلل الشاكّي‪ ،‬فرحة ال عليه من إمام مقدّم‬
‫وجليل معظّم وكبي مفخّم "‪.‬‬

‫· إن مدرسة الشعرية الفكرية ل تزال مهيمنة على الياة الدينية ف العال السلمي‪ ،‬ولكنها‬
‫كما يقول الشيخ أبو السن الندوي‪ " :‬فقدت حيويتها ونشاطها الفكري‪ ،‬وضعف إنتاجها ف‬
‫الزمن الخي ضعفا شديدا وبدت فيها آثار الرم والعياء "‪ .‬لاذا ؟‬

‫ـ لن التقليد طغى على تلميذ هذه الدرسة وأصبح علم الكلم (*) لديهم علما متناقلً‬
‫بدون تديد ف السلوب ‪.‬‬
‫ـ لدخال مصطلحات الفلسفة (*) وأسلوبا ف الستدلل ف علم الكلم ‪ ..‬فكان لذا أثر‬
‫سيئ ف الفكر السلمي‪ ،‬لن هذا السلوب ل يفيد العلم القطعي ‪ ..‬ولذا ل يتمثل‬
‫الشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والماعة (*) ومسلك السلف‪ ،‬تثّلً صحيحا‪ ،‬لتأثرهم‬
‫بالفلسفة وإن هم أنكروا ذلك ‪ ..‬حت الغزال نفسه الذي حارب الفلسفة ف كتابه تافت‬
‫الفلسفة يقول عنه تلميذه القاضي ابن العرب‪ " :‬شيخنا أبو حامد دخل ف بطون الفلسفة‪ ،‬ث‬
‫أراد أن يرج منهم فما قدر"‪.‬‬

‫ـ تصدي شيخ السلم ابن تيمية لميع الذاهب السلمية الت انرفت عن الكتاب والسنة‬
‫ـ ومنهم الشاعرة وباصة التأخرة منهم ـ ف كتابه القيم‪ :‬درء تعارض العقل والنقل وفنّد‬
‫آراءهم الكلمية‪ ،‬وبيّن أخطاءهم وأكّد أن أسلوب القرآن والسنة هو السلوب اليقين‬
‫للوصول إل حقيقة التوحيد والصفات وغي ذلك من أمور العقيدة ‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· كما رأينا ف آراء أب السن الشعري ف مرحلته الثانية أن العقيدة السلمية‪ ،‬كما هي ف‬
‫الكتاب والسنة وعلى منهج(*) ابن كلب هي الساس ف آرائه الكلمية وف ما يتفق مع‬
‫أحكام العقل(*) ‪.‬‬

‫· تأثر أئمة الذهب بعد أب السن الشعري ببعض أفكار ومعتقدات‪ :‬الهمية(*) من‬
‫الرجاء(*) والتعطيل(*)‪ ،‬وكذلك بالعتزلة والفلسفة ف نفي بعض الصفات وتريف(*)‬
‫نصوصها‪ ،‬ونفي العلو والصفات البية كما تأثرو بالبية ف مسألة القدر(*)‪.‬‬

‫· ل ينفي ذلك تأثرهم بعقيدة أهل السنة والماعة (*) فيما وافقوهم فيها ‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫ي العقيدة‪ ،‬وصاحب‬‫انتشر الذهب (*) الشعري ف عهد وزارة نظام اللك الذي كان أشعر ّ‬
‫الكلمة النافذة ف المباطورية السلجوقية‪ ،‬ولذلك أصبحت العقيدة الشعرية عقيدة شبه رسية‬
‫تتمتع بماية الدولة ‪.‬‬

‫وزاد ف انتشارها وقوتا مدرسة بغداد النظامية‪ ،‬ومدرسة نيسابور النظامية‪ ،‬وكان يقوم عليهما‬
‫رواد الذهب الشعري‪ ،‬وكانت الدرسة النظامية ف بغداد أكب جامعة إسلمية ف العال‬
‫السلمي وقتها‪ ،‬كما تبن الذهب وعمل على نشره الهدي بن تومرت مهدي الوحدين‪،‬‬
‫ونور الدين ممود زنكي‪ ،‬والسلطان صلح الدين اليوب‪ ،‬بالضافة إل اعتماد جهرة من‬
‫العلماء عليه‪ ،‬وباصة فقهاء الشافعية والالكية التأخرين ‪ .‬ولذلك انتشر الذهب ف العال‬
‫السلمي كله‪ ،‬ل زال الذهب الشعري سائدا ف أكثر البلد السلمية وله جامعاته ومعاهده‬
‫التعددة ‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الشاعرة فرقة كلمية إسلمية تنسب إل أب السن الشعري ف مرحلته الثانية الت خرج‬
‫فيها على العتزلة ودعا فيها إل التمسك بالكتاب والسنة‪ ،‬على طريقة ابن كلب‪ ،‬وهي تثبت‬
‫بالعقل (*) الصفات العقلية السبع فقط ل تعال‪( ،‬الياة والعلم والقدرة والرادة والسمع‬
‫والبصر والكلم) واختلفوا ف صفة البقاء‪ ،‬أما الصفات الختيارية والتعلقة بالشيئة من الرضا‬
‫والغضب والفرح والجيء والنول فقد نفوها‪ ،‬بينما يؤلون الصفات البية ل تعال أو‬
‫يفوضون معناها ‪ .‬ويؤمن متأخرو الشاعرة ببعض الفكار النحرفة عن عقيدة أهل السنة‬
‫والماعة (*) الت تصدى لا ولغيها شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬ل سيما ف مال العقيدة‪ ،‬حيث‬
‫أكد أن أسلوب القرآن والسنة بفهم السلف الصال هو السلوب اليقين للوصول إل حقيقة‬
‫التوحيد والصفات وغي ذلك من أمور العقيدة والدين ‪ .‬وعموما فإن عقيدة الشاعرة تنسب‬
‫إل عقيدة أهل السنة والماعة بالعن العام ف مقابل الشيعة (*) ‪ ،‬وأن الشاعرة وباصة‬
‫أشاعرة العراق الوائل أمثال أبو السن الشعري‪ ،‬والباهلي‪ ،‬وابن ماهد‪ ،‬والباقلن وغيهم‪،‬‬
‫أقرب إل السنة والق من الفلسفة والعتزلة بل ومن أشاعرة خراسان كأب بكر بن فورك‬
‫وغيه‪ ،‬وإنم ليحمدوا على مواقفهم ف الدفاع عن السنة والق ف وجه الباطنية (*) والرافضة‬
‫(*) والفلسفة‪ ،‬فكان لم جهدهم الحمود ف هتك أستار الباطنية وكشف أسرارهم‪ ،‬بل‬
‫وكان لم جهادهم الشكور ف كسر سورة العتزلة والهمية (*)‪.‬‬

‫إل أنه ينبغي عليهم وقد تبينت المور ف هذا الزمان أن يتخلصوا من مالفاتم ‪ ،‬ويلحقوا‬
‫بأهل السنة ‪ ،‬وما ذلك على ال بعزيز ‪.‬‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫أ ـ مراجع الذهب‪:‬‬
‫ـ أساس التقديس ـ فخرالدين الرازي‪.‬‬
‫ـ الشامل ـ لمام الرمي أبو العال الوين‪.‬‬
‫ـ الرشاد إل قواطع الدلة ف أصول العتقاد لمام الرمي أبو العال الوين‪.‬‬
‫ـ الرسالة اللدنية من مموعة القصور العوال ـ أبو حامد الغزال‪.‬‬
‫ـ النصاف فيما يوز اعتقاده ول يوز الهل به ـ للقاضي أب ممد ابن الطيب الباقلن‪.‬‬
‫ـ لع الدلة ف قواعد عقائد أهل السنة والماعة لب العال الوين‪.‬‬
‫ـ شرح الباجوري على الوهرة ـ للباجوري‪.‬‬
‫ـ تبسيط العقائد السلمية ـ حسن أيوب‪.‬‬
‫ـ ال جل جلله ـ سعيد حوى‪.‬‬
‫ـ أركان اليان وهب سليمان غاوجي‪.‬‬
‫ـ كبى اليقينيات ـ ممد سعيد رمضان البوطي‪.‬‬
‫ب ـ مراجع وكتب غي الذهب‪:‬‬
‫ـ البانة ف أصول الديانة لب السن الشعري‪.‬‬
‫ـ مقالت السلميي واختلف الصلي لب السن الشعري‪.‬‬
‫ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعةـ أبو القاسم هبة ال بن السن بن منصور‬
‫الطبي الللكائي‪.‬‬
‫ـ سي أعلم النبلء للذهب‪.‬‬
‫ـ درء تعارض العقل والنقل لبن تيمية‪.‬‬
‫ـ العقيدة التدمرية لبن تيمية‪.‬‬
‫ـ العقيدة الصفهانية لبن تيمية‪.‬‬
‫ـ العقيدة الواسطية لبن تيمية‪.‬‬
‫ـ تبيي كذب الفترى لبن عساكر‪.‬‬
‫ـ الصفات اللية ف الكتاب والسنة النبوية‪ ،‬د‪.‬ممد أمان بن علي الامي‪.‬‬
‫ـ منهج الشاعرة ف العقيدة لسفر الوال‪.‬‬
‫ـ موقف ابن تيمية من الشاعرة‪ ،‬د‪.‬عبد الرحن صال الحمود‪.‬‬
‫ـ منهج أهل السنة والماعة‪ ،‬ومنهج الشاعرة ـ خالد بن عبد اللطيف بن ممد نور‪.‬‬
‫الاتريدية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫الاتريدية‪ :‬فرقة كلمية( بدعية )‪ ،‬تُنسب إل أب منصور الاتريدي‪ ،‬قامت على استخدام‬
‫الباهي والدلئل العقلية والكلمية ف ماججة خصومها‪ ،‬من العتزلة والهمية (*) وغيهم‪،‬‬
‫لثبات حقائق الدين والعقيدة السلمية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫مرت الاتريدية كفرقة كلمية بعدة مراحل‪ ،‬ول تُعرف بذا السم إل بعد وفاة مؤسسها‪ ،‬كما‬
‫ل تعرف الشعرية وتنتشر إل بعد وفاة أب السن الشعري‪ ،‬ولذلك فإنه يكن إجالا ف أربع‬
‫مراحل رئيسية كالتال‪:‬‬

‫· مرحلة التأسيس‪000[ :‬ـ ‪333‬هـ] والت اتسمت بشدة الناظرات مع العتزلة وصاحب‬
‫هذه الرحلة‪:‬‬

‫ـ أبو منصور الاتريدي‪000 [ :‬ـ ‪333‬هـ]‪ :‬هو ممد بن ممد بن ممود الاتريدي‬
‫السمرقندي‪ ،‬نسبة إل (ماتريد) وهي ملة قرب سرقند فيما وراء النهر‪ ،‬ولد با ول يعرف‬
‫على وجه اليقي تاريخ مولده‪ ،‬بل ل يذكر من ترجم له كثيا عن حياته‪ ،‬أو كيف نشأ‬
‫وتعلم‪ ،‬أو بن تأثر‪ .‬ول يذكروا من شيوخه إل العدد القليل مثل‪ :‬نصي بن يي البلخي‪ ،‬وقيل‬
‫نصر وتلقى عنه علوم الفقه النفي وعلوم الكلم (*)‪.‬‬

‫ـ أطلق عليه الاتريدية‪ ،‬ومن وافقهم عدة ألقاب تدل على قدره وعلو منلته عندهم مثل‪:‬‬
‫"إمام الهدى"‪" ،‬إمام التكلمي"‪.‬‬
‫قال عبد ال الرائي ف كتاب الفتح البي ف طبقات الصوليي‪" :‬كان أبو منصور قوي‬
‫الجة‪ ،‬فحما ف الصومة‪ ،‬دافع عن عقائد السلمي‪ ،‬ورد شبهات اللحدين‪،1/193( "..‬‬
‫‪ .)194‬وقال عنه الشيخ أبو السن الندوي ف كتابه رجال الفكر والدعوة "جهبذ من‬
‫جهابذة الفكر النسان‪ ،‬امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية الختلفة"(ص ‪ )139‬بل‬
‫كان يرجّحه على أب السن الشعري ف كتاب تاريخ الدعوة والعزية ( ‪1/114‬ـ ‪.)115‬‬
‫ـ عاصر أبا السن الشعري‪ ،‬وعاش اللحمة بي أهل الديث وأهل الكلم من العتزلة‬
‫وغيهم‪ ،‬فكانت له جولته ضد العتزلة وغيهم‪ ،‬ولكن بنهاج (*) غي منهاج الشعري‪ ،‬وإن‬
‫التقيا ف كثي من النتائج غي أن الصادر التاريية ل تثبت لما لقاء أو مراسلت بينهما‪ ،‬أو‬
‫إطلع على كتب بعضها‪.‬‬
‫ـ توف عام ‪333‬هـ ودفن بسمرقند‪ ،‬وله مؤلفات كثية‪ :‬ف أصول الفقه والتفسي‪ .‬ومن‬
‫أشهرها‪ :‬تأويلت أهل السنة أو تأويلت القرآن وفيه تناول نصوص القرآن الكري‪ ،‬ول سيما‬
‫آيات الصفات‪ ،‬فأوّلا تأويلت جهمية(*)‪ .‬و من أشهر كتبه ف علم الكلم كتاب التوحيد‬
‫وفيه قرر نظرياته الكلمية‪ ،‬وبيّن معتقده ف أهم السائل العتقادية‪ ،‬ويقصد بالتوحيد‪ :‬توحيد‬
‫الالقية والربوبية‪ ،‬وشيء من توحيد الساء والصفات‪ ،‬ولكن على طريقة الهمية(*) بتعطيل‬
‫كثي من الصفات بجة التنيه(*) ونفي التشبيه(*)؛ مالفا طريقة السلف الصال‪ .‬كما ينسب‬
‫إليه شرح كتاب الفقه الكب للمام أب حنيفة‪ ،‬وله ف الردود على العتزلة رد الصول المسة‬
‫وأيضا ف الرد على الروافض(*) رد كتاب المامة لبعض الروافض‪ ،‬وف الرد على القرامطة‬
‫الرد على فروع القرامطة‪.‬‬

‫· مرحلة التكوين‪333 [ :‬ـ ‪500‬هـ ]‪ :‬وهي مرحلة تلمذة الاتريدي ومن تأثر به من‬
‫بعده‪ ،‬وفيه أصبحت فرقة كلمية ظهرت أولً ف سرقند‪ ،‬وعملت على نشر أفكار شيخهم‬
‫وإمامهم‪ ،‬ودافعوا عنها‪ ،‬وصنفوا التصانيف متبعي مذهب المام أب حنيفة ف الفروع‬
‫(الحكام)‪ ،‬فراجت العقيدة الاتريدية ف تلك البلد أكثر من غيها‪ .‬ومن أشهر أصحاب هذه‬
‫الرحلة‪ :‬أبو القاسم إسحاق بن ممد بن إساعيل الكيم السمرقندي (‪342‬هـ)‪ ،‬عرف بأب‬
‫القاسم الكيم لكثرة حكمه ومواعظه‪ ،‬وأبو ممد عبد الكري بن موسى بن عيسى البزدوي (‬
‫‪390‬هـ)‪.‬‬

‫· ث تلى ذلك مرحلة أخرى تُعتب امتدادا للمرحلة السابقة‪ .‬ومن أهم وأبرز شخصياتا‪:‬‬
‫ـ أبو اليسر البزدوي [‪421‬ـ ‪493‬هـ]‪ :‬هو ممد بن ممد بن السي ابن عبد الكري‪،‬‬
‫والبزدوي نسبة إل بزدوة ويقال بزدة‪ ،‬ولقب بالقاضي الصدر‪ ،‬وهو شيخ النفية بعد أخيه‬
‫الكبي علي البزودي‪ ،‬ولد عام (‪421‬هـ)‪.‬‬

‫ـ تلقى العلم على يد أبيه‪ ،‬الذي أخذه عن جده عبد الكري تلميذ أب منصور الاتريدي‪ ،‬قرأ‬
‫كتب الفلسفة أمثال الكندي‪ ،‬وغيه‪ ،‬وكذلك كتب العتزلة أمثال البائي‪ ،‬والكعب‪،‬‬
‫والنّظام‪ ،‬وغيهم‪ ،‬وقال فيها‪" :‬ل يوز إمساك تلك الكتب والنظر فيها؛ لكي ل تدث‬
‫الشكوك‪ ،‬وتوهن العتقاد"‪ ،‬ول يرى نسبة المسك إل البدعة(*)‪ .‬كما اطلع على كتب‬
‫الشعري‪ ،‬وتعمق فيها‪ ،‬وقال بواز النظر فيها بعد معرفة أوجه الطأ فيها‪ ،‬كما اطلع على‬
‫كتاب التأويلت‪ ،‬والتوحيد للماتريدي فوجد ف كتاب التوحيد قليل انغلق وتطويل‪ ،‬وف‬
‫ترتيبه نوع تعسي‪ ،‬فعمد إل إعادة ترتيبه وتبسيطه مع ذكر بعض الضافات عليه ف كتاب‬
‫أصول الدين‪.‬‬

‫ـ أخذ عن الشيخ أبو اليسر البزدوي جمّ غفي من التلميذ؛ ومن أشهرهم‪ :‬ولده القاضي أبو‬
‫العان أحد‪ ،‬ونم الدين عمر بن ممد النسفي صاحب العقائد النسفية‪ ،‬وغيها‪.‬‬

‫ـ توف ف بارى ف التاسع من رجب سنة ثلث وتسعي وأربعمائة‪.‬‬


‫· مرحلة التأليف والتأصيل للعقيدة الاتريدية‪500[ :‬ـ ‪700‬هـ]‪ :‬وامتازت بكثرة‬
‫التأليف وجع الدلة للعقيدة الاتريدية؛ ولذا فهي أكب الدوار السابقة ف تأسيس العقيدة‪،‬‬
‫ومن أهم أعيان هذه الرحلة‪:‬‬
‫ـ أبو العي النسفي [‪438‬ـ ‪508‬هـ]‪ :‬وهو ميمون بن ممد بن معتمد النسفي‬
‫الكحول‪ ،‬والنسفي نسبة إل نسف وهي مدينة كبية بي جيحون وسرقند‪ ،‬والكحول نسبة‬
‫إل جده الكب‪ ،‬ولكن نسبته إل بلده غلبت نسبته إل جده‪ ،‬وله ألقاب عدة أشهرها‪ :‬سيف‬
‫الق والدين‪.‬‬
‫ـ ويعد من أشهر علماء الاتريدية‪ ،‬إل أن من ترجم له ل يذكر أحدا من شيوخه‪ ،‬أو كيفية‬
‫تلقيه العلم‪ ،‬يقول الدكتور فتح ال خليف‪" :‬ويعتب المام ! أبو العي النسفي من أكب من قام‬
‫بنصرة مذهب الاتريدي‪ ،‬وهو بي الاتريدية كالباقلن والغزال بي الشاعرة‪ ،‬ومن أهم كتبه‬
‫تبصرة الدلة‪ ،‬ويعد من أهم الراجع ف معرفة عقيدة الاتريدية بعد كتاب التوحيد للماتريدي‪،‬‬
‫بل هو أوسع مرجع ف عقيدة الاتريدية على الطلق‪ ،‬وقد اختصره ف كتابه التمهيد‪ ،‬وله‬
‫أيضا كتاب بر الكلم‪ ،‬وهو من الكتب الختصرة الت تناول فيها أهم القضايا الكلمية"‪.‬‬
‫ـ توف ف الامس والعشرين من ذي الجة سنة ثانٍ وخسمائة‪ ،‬وله سبعون سنة‪.‬‬
‫ـ نم الدين عمر النسفي [‪462‬ـ ‪537‬هـ]‪ :‬هو أبو حفص نم الدين عمر بن ممد ابن‬
‫أحد بن إساعيل … بن لقمان النفي النسفي السمرقندي‪ ،‬وله ألقاب عدة أشهرها‪ :‬نم‬
‫الدين‪ ،‬ولد ف نسف سنة إحدى أو اثنتي وستي وأربعمائة‪.‬‬
‫ـ كان من الكثرين من الشيوخ‪ ،‬فقد بلغ عدد شيوخه خسمائة رجلً ومن أشهرهم‪ :‬أبو‬
‫اليسر البزدوي‪ ،‬وعبد ال بن علي بن عيسى النسفي‪ .‬وأخذ عنه خلقٌ كثي‪ ،‬وله مؤلفات‬
‫بلغت الائة‪ ،‬منها‪ :‬ممع العلوم‪ ،‬التيسي ف تفسي القرآن‪ ،‬النجاح ف شرح كتاب أخبار‬
‫الصحاح ف شرح البخاري وكتاب العقائد الشهورة بالعقائد النسفية‪ ،‬والذي يعد من أهم‬
‫التون ف العقيدة الاتريدية وهو عبارة عن متصر لتبصرة الدلة لب العي النسفي قال فيه‬
‫السمعان ف ترجة له‪" :‬كان إماما فاضلً متقنا‪ ،‬صنّف ف كل نوع من التفسي والديث‪..‬‬
‫فلما وافيت سرقند استعرت عدة كتب من تصانيفه‪ ،‬فرأيت فيها أوهاما كثية خارجة عن‬
‫الد‪ ،‬فعرفت أنه كان من أحب الديث‪ ،‬ول يرزق فهمه"‪.‬‬
‫ـ توف بسمرقند ليلة الميس ثان عشر من جادى الول سنة سبع وثلثي وخسمائة‪.‬‬
‫· مرحلة التوسع والنتشار‪700[ :‬ـ ‪1300‬هـ]‪ :‬وتعد من أهم مراحل الاتريدية حيث‬
‫بلغت أوجَ توسعها وانتشارها ف هذه الرحلة؛ وما ذلك إل لناصرة سلطي الدولة العثمانية‪،‬‬
‫فكان سلطان الاتريدية يتسع حسب اتساع سلطان الدولة العثمانية‪ ،‬فانتشرت ف‪ :‬شرق‬
‫الرض‪ ،‬وغربا‪ ،‬وبلد العرب‪ ،‬والعجم‪ ،‬والند‪ ،‬والترك‪ ،‬وفارس‪ ،‬والروم‪.‬‬
‫وبرز فيها أمثال‪ :‬الكمال بن المام صاحب السايرة ف العقائد النجية ف الخرة‪ ،‬والذي ما‬
‫زال يدرّس ف بعض الامعات السلمية‪ .‬وف هذا الدور كثرت فيها تأليف الكتب الكلمية‬
‫من‪ :‬التون‪ ،‬والشروح‪ ،‬والشروح على الشروح‪ ،‬والواشي على الشروح‪.‬‬
‫وهناك مدراس مازالت تتبن الدعوة للماتريدية ف شبه القارة الندية وتتمثل ف‪:‬‬
‫ـ مدرسة ديوبند و الندوية [‪1283‬هـ ـ …] وفيها كثر الهتمام بالتأليف ف علم‬
‫الديث وشروحه‪ ،‬فالديوبندية أئمة ف العلوم النقلية والعقلية؛ إل أنم متصوفة مضة‪ ،‬وعند‬
‫كثي منهم بدعٌ قبورية‪ ،‬كما يشهد عليهم كتابم الهنّد على الفنّد لـ الشيخ خليل أحد‬
‫السهارنفوري أحد أئمتهم‪ ،‬وهو من أهم كتب الديوبندية ف العقيدة‪ ،‬ول تتلف عنها‬
‫الدرسة الندوية ف كونا ماتريدية العقيدة‪.‬‬
‫ـ مدرسة البيلوي [‪1272‬هـ ـ…] نسبة إل زعيمهم أحد رضا خان الفغان النفي‬
‫الاتريدي الصوف اللقب بعبد الصطفي [‪1340‬هـ] وف هذا الدور يظهر الشراك الصريح‪،‬‬
‫والدعوة إل عبادة القبور‪ ،‬وشدة العداوة للديوبندية‪ ،‬وتكفيهم فضلً عن تكفي(*) أهل‬
‫السنة(*)‪.‬‬
‫ـ مدرسة الكوثري [ ‪1296‬هـ ـ …] و تنسب إل الشيخ ممد زاهد الكوثري‬
‫الركسي النفي الاتريدي (‪1371‬هـ) ويظهر فيها شدة الطعن ف أئمة السلم ولعنهم‪،‬‬
‫وجعلهم مسمة ومشبهة‪ ،‬وجعل كتب السلف ككتب‪ :‬التوحيد‪ ،‬البانة‪ ،‬الشريعة‪ ،‬والصفات‪،‬‬
‫والعلو‪ ،‬وغيها من كتب أئمة السنة‪ ،‬كتب وثنيةٍ(*) وتسيمٍ وتشبيهٍ(*)‪ ،‬كما يظهر فيها‬
‫أيضا شدة الدعوة إل البدع(*) الشركية وللتصوف من تعظيم القبور والقبورين تت ستار‬
‫التوسل‪ .‬انظر تعليقات الكوثري على كتاب الساء والصفات للبيهقي‪ ،‬وكتاب مقالت‬
‫الكوثري‪.‬‬

‫أهم الفكار والعتقدات‪:‬‬


‫· من حيث مصدر التلقي‪ :‬قسّم الاتريدية أصول الدين حسب التلقي إل‪:‬‬
‫ـ الليات [العقليات]‪ :‬وهي ما يستقل العقل(*) بإثباتا والنقل تابع له‪ ،‬وتشمل أبواب‬
‫التوحيد والصفات‪.‬‬
‫ـ الشرعيات [السمعيات]‪ :‬وهي المور الت يزم العقل بإمكانا ثبوتا ونفيا‪ ،‬ول طريق‬
‫للعقل إليها مثل‪ :‬النبوات‪ ،‬و عذاب القب‪ ،‬وأمور الخرة‪ ،‬علماُ بأن بعضهم جعل النبوات من‬
‫قبيل العقليات‪.‬‬
‫ول يفي ما ف هذا من مالفة لنهج أهل السنة والماعة(*) حيث أن القرآن والسنة‬
‫وإجاع(*) الصحابة هم مصادر التلقي عندهم‪ ،‬فضلُ عن مالفتهم ف بدعة تقسيم أصول‬
‫الدين إل‪ :‬عقليات وسعيات‪ ،‬والت قامت على فكرة باطلة أصّلها الفلسفة من‪ :‬أن نصوص‬
‫الدين(*) متعارضة مع العقل‪ ،‬فعملوا على التوسط بي العقل والنقل‪ ،‬ما اضطرهم إل إقحام‬
‫العقل ف غي مالت بثه؛ فخرجوا بأحكام باطلة تصطدم مع الشرع ألأتم إل التأويل(*)‬
‫والتفويض(*)‪ ،‬بينما ل منافاة عند أهل السنة والماعة بي العقل والسليم الصريح والنقل‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫· بناءً على التقسيم السابق فإن موقفهم من الدلة النقلية ف مسائل الليات [العقليات]‬
‫كالتال‪:‬‬

‫ـ إن كان من نصوص القرآن الكري والسنة التواترة(*) ما هو قطعي الثبوت قطعي الدللة‬
‫عندهم‪ ،‬أي مقبولً عقلُ‪ ،‬خاليا من التعارض مع عقولم؛ فإنم يتجون به ف تقرير العقيدة‪.‬‬
‫وأما إن كان قطعي الثبوت ظن الدللة عندهم أي‪ :‬مالفا لعقولم‪ ،‬فإنه ل يفيد اليقي‪،‬‬
‫ولذلك تُؤوّل الدلة النقلية با يوافق الدلة العقلية‪ ،‬أو تفويض معانيها إل ال عز وجل‪ .‬وهم‬
‫ف ذلك مضطربون‪ ،‬فليست عندهم قاعدة مستقيمة ف التأويل(*) والتفويض(*)؛ فمنهم من‬
‫رجّح التأويل على التفويض‪ ،‬ومنهم من رجّح التفويض‪ ،‬ومنهم من أجاز المرين‪ ،‬وبعضهم‬
‫رأى أن التأويل لهل النظر والستدلل‪ ،‬والتفويض أليق للعوام‪.‬‬

‫واللحظ أن القول بالتأويل(*) ل يكن على عهد النب صلى ال عليه وسلم ول أصحاب‬
‫القرون الفضلة‪ ،‬وإنا هي بدعة دخلت على الهمية(*) والعتزلة(*) من اليهود والنصارى‪،‬‬
‫وإل التأويل يرجع جيع ما أُحدث ف السلم من بدع فرّقت شل المة‪ ،‬وهو أشرّ من‬
‫التعطيل؛ حيث يستلزم التشبيه(*)‪ ،‬والتعطيل‪ ،‬واتاما للرسول صلى ال عليه وسلم بالهل‪ ،‬أو‬
‫كتمان بيان ما أنزل ال‪.‬‬

‫وأما القول بالتفويض(*) فهو من أشر أقوال أهل البدع لناقضته ومعارضته نصوص التدبر‬
‫للقرآن‪ ،‬واستلزام تهيل النبياء والرسلي برب العالي‪.‬‬

‫ـ وإن كان من أحاديث الحاد(*) فإنا عندهم تفيد الظن‪ ،‬ول تفيد العلم اليقين‪ ،‬ول يعمل‬
‫با ف الحكام الشرعية مطلقا‪ ،‬بل وفق قواعدهم وأصولم الت قرروها‪ ،‬وأما ف العقائد فإنه‬
‫ل يتج با‪ ،‬ول تثبت با عقيدة‪ ،‬وإن اشتملت على جيع الشروط الذكورة ف أصول‬
‫الفقه(*)‪ ،‬وإن وردت مالفة للعقل(*) ول تتمل التأويل رُدّت بافتراء ناقله أو سهوه أو غلطة‪،‬‬
‫وإن كانت ظاهرة فظاهرها غي مراد‪ ،‬وهذا موقف الاتريدية قديا وحديثا؛ حت أن الكوثري‬
‫ومن وافقه من الديوبندية طعنوا ف كتب السنة با فيها الصحيحي‪ ،‬وف عقيدة أئمة السنة با‬
‫فيها الصحيحي‪ ،‬وف عقيدة أئمة السنة مثل‪ :‬حاد بن سلمة راوي أحاديث الصفات‪ ،‬والمام‬
‫الدارمي عثمان بن سعيد صاحب السنن‪ .‬وهذا قول مبتدع مدث ابتدعته القدرية(*)‬
‫والعتزلة(*)‪ ،‬لن الحاديث حجة عليهم وهو مالف لفعل النب صلى ال عليه وسلم حيث‬
‫كان يبعث الرسل إل اللوك والرؤساء فُرادَى يدعونم إل السلم‪ .‬وكذلك فإن تقسيم ما‬
‫ورد عن النب صلى ال عليه وسلم إل متواتر(*) وآحاد (*) ل يكن معروفا ف عصر الصحابة‬
‫والتابعي‪.‬‬

‫ـ كما رتبوا على ذلك وجوب معرفة ال تعال بالعقل (*) قبل ورود السمع‪ ،‬واعتبوه أول‬
‫واجب على الكلف‪ ،‬ول يعذر بتركه ذلك‪ ،‬بل يعاقب عليه ولو قبل بعثة النبياء والرسل‪.‬‬
‫وبذا وافقوا قول العتزلة‪ :‬وهو قول ظاهر البطلن‪ ،‬تعارضه الدلة من الكتاب والسنة الت تبي‬
‫أن معرفة ال تعال يوجبها العقل‪ ،‬ويذم من يتركها‪ ،‬لكن العقاب على الترك ل يكون إل بعد‬
‫ورود الشرع‪ ،‬يقول ال تعال (وما كنا معذبي حت نبعث رسولً) [سورة السراء الية ‪]15‬‬
‫وأن أول واجب على الكلف‪ ،‬وبه يكون مسلما‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬
‫ال‪ ،‬والباءة من كل دين(*) يالف دين السلم على الجال‪ ،‬ولذا لا أرسل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل إل اليمن ل يأمره بغي ذلك‪ .‬وكذلك النبياء ل يدعوا‬
‫أقوامهم إل بقول (اعبدوا ال ما لكم من إله غيه) [سورة العراف الية ‪.]59‬‬

‫ـ وقالوا أيضا بالتحسي والتقبيح العقليي(*)‪ ،‬حيث يدرك العقل حسن الشياء وقبحها‪ ،‬إل‬
‫أنم اختلفوا ف حكم ال تعال بجرد إدراك العقل للحسن والقبح‪ .‬فمنهم من قال‪ :‬إن العباد‬
‫يعاقبون على أفعالم القبيحة ولو ل يبعث إليهم رسول ؛ كما سبق‪ ،‬ومنهم من قال بعكس‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ـ وذهبت كذلك الاتريدية كغيها من الفرق الكلمية إل أن الجاز واقع ف اللغة والقرآن‬
‫والديث ؛ ويقصدون بالجاز بأنه اللفظ الستعمل ف غي ما وضع له‪ ،‬وهو قسيم القيقة‬
‫عندهم‪ .‬ولذلك اعتمدوا عليه ف تأويل النصوص دفعا ـ ف ظنهم ـ لشبه التجسيم والتشبيه‬
‫(*)‪ .‬وهو بذا العن ‪ :‬قول مبتدع‪ ،‬مدث‪ ،‬ل أصل له ف اللغة ول ف الشرع‪ .‬ول يتكلم فيه‬
‫أئمة اللغة‪ :‬كالليل بن أحد‪ ،‬وسيبويه فضلً عن أئمة الفقهاء والصوليي التقدمي‪.‬‬

‫ـ مفهوم التوحيد عند الاتريدية هو‪ :‬إثبات أن ال تعال واحد ف ذاته‪ ،‬ل قسيم له‪ ،‬ول جزء‬
‫له‪ ،‬واحد ف صفاته‪ ،‬ل شبيه له‪ ،‬واحد ف أفعاله‪ ،‬ل يشاركه أحد ف إياد الصنوعات‪،‬‬
‫ولذلك بذلوا غاية جهدهم ف إثبات هذا النوع من التوحيد باعتبار أن الله (*) عندهم هو‪:‬‬
‫القادر على الختراع‪ .‬مستخدمي ف ذلك الدلة والقاييس العقلية والفلسفية الت أحدثها‬
‫العتزلة والهمية (*)‪ ،‬مثل دليل حدوث الواهر والعراض‪ ،‬وهي أدلة طعن فيها السلف‬
‫والئمة وأتباعهم وأساطي الكلم والفلسفة (*) وبينوا أن الطرق الت دل عليها القرآن أصح‪.‬‬
‫بيّن ذلك أبو السن الشعري ف رسالته إل أهل الثغر‪ ،‬وابن رشد الفيد ف مناهج (*)‬
‫الدلة‪ .‬وشيخ السلم ابن تيمية ف درء تعارض العقل والنقل‪ .‬وأيضا خالفوا أهل السنة‬
‫والماعة (*) بتسويتهم بي توحيد الربوبية وتوحيد اللوهية‪ ،‬فالله عند أهل السنة‪ :‬الألوه‬
‫العبود الذي يستحق العبادة وحده ل شريك له‪ .‬وما أرسلت الرسل إل لتقرير ذلك المر‪،‬‬
‫ودعوة البشرية إل توحيد ال تعال ف ربوبيته‪ ،‬وألوهيته‪ ،‬وأسائه وصفاته‪.‬‬

‫ـ أثبتوا ل تعال أساءه السن‪ ،‬وقالوا‪ :‬ل يسمّى ال تعال إل با سى به نفسه‪ ،‬وجاء به‬
‫الشرع‪ .‬وف ذلك وافقوا أهل السنة والماعة ف القول بالتوقيف ف أسائه تعال إل أنم‬
‫خالفوهم فيما أدخلوه ف أسائه تعال‪ :‬كالصانع‪ ،‬القدي‪،‬الذات … حيث ل يفرقوا بي باب‬
‫الخبار عن ال تعال وباب التسمية‪.‬‬
‫ـ وقالوا بإثبات ثان صفاتٍ ل تعال فقط‪ ،‬على خلف بينهم وهي‪ :‬الياة‪ ،‬القدرة‪ ،‬العلم‪،‬‬
‫الرادة‪ ،‬السمع‪ ،‬البصر‪ ،‬الكلم‪ ،‬التكوين‪ .‬وعلى أن جيع الفعال التعدية ترجع إل التكوين‪،‬‬
‫أما ما عدا ذلك من الصفات الت دل عليها الكتاب والسنة [ الصفات البية ] من صفات‬
‫ذاتية‪ ،‬أو صفات فعلية‪ ،‬فإنا ل تدخل ف نطاق العقل (*)‪ ،‬ولذلك قالوا بنفيها جيعا‪ .‬أما أهل‬
‫السنة والماعة (*) فهم كما يعتقدون ف الساء يعتقدون ف الصفات وأنا جيعا توقيفية‪،‬‬
‫ويؤمنون با " بإثبات بل تشبيه‪ ،‬وتنيه بل تعطيل‪ ،‬مع تفويض الكيفية وإثبات العن اللئق‬
‫بال ـ تعال ـ لقوله تعال‪ ( :‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصي )‪.‬‬
‫ـ قولم بأن القرآن الكري ليس بكلم ال تعال على القيقة‪ ،‬وإنا هو كلم ال تعال‬
‫النفسي‪ ،‬ل يسمع‪ ،‬وإنا يسمع ما هو عبارة عنه‪ ،‬ولذلك فإن الكتب با فيها القرآن ملوقة ؛‬
‫وهو قول مبتدع مدث ل يدل عليه الكتاب ول السنة‪ ،‬ول يرد عن سلف المة‪ .‬وأول من‬
‫ابتدعه ابن كلب‪ .‬فال تعال يتكلم إذا شاء مت شاء با شاء‪ ،‬ول يزال يتكلم كما كلم‬
‫موسى‪ ،‬ويكلم عباده يوم القيامة‪ ،‬والقرآن كلم ال تعال على القيقة‪ ،‬غي ملوق‪ .‬وكذلك‬
‫التوراة والنيل والزبور‪ .‬وهذا ما عليه أهل السنة والماعة من سلف المة الصال ومن تبعهم‬
‫بإحسان‪.‬‬
‫ـ تقول الاتريدية ف اليان أنه التصديق بالقلب فقط‪ ،‬وأضاف بعضهم القرار باللسان‪،‬‬
‫ومنعوا زيادته ونقصانه‪ ،‬وقالوا بتحري الستثناء فيه‪ ،‬وأن السلم واليان مترادفان‪ ،‬ل فرق‬
‫بينهما‪ ،‬فوافقوا الرجئة (*) ف ذلك‪ ،‬وخالفوا أهل السنة والماعة (*)‪ ،‬حيث إن اليان‬
‫عندهم‪ :‬اعتقاد بالنان‪ ،‬وقول باللسان‪ ،‬و عمل بالركان‪ .‬يزيد بالطاعة‪ ،‬وينقص بالعصية‪.‬‬
‫ويوز الستثناء فيه [ والقصود عدم تزكية النفس ] واليان والسلم متلزمان‪ ،‬إذا اجتمعا‬
‫افترقا‪ ،‬وإذا افترقا اجتمعا‪.‬‬

‫· وافقت الاتريدية أهل السنة والماعة ف اليان بالسمعيات مثل‪ :‬أحوال البزخ‪ ،‬وأمور‬
‫الخرة من‪ :‬الشر‪ ،‬والنشر‪ ،‬واليزان‪ ،‬والصراط‪ ،‬والشفاعة‪ ،‬والنة‪ ،‬والنار ؛ لنم جعلوا‬
‫مصدر التلقي فيها السمع‪ ،‬لنا من المور المكنة الت أخب با الصادق صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وأيدتا نصوص الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ـ وبالتال فإنم أثبتوا رؤية ال تعال ف الخرة ؛ ولكن مع نفي الهة والقابلة‪ .‬وهذا قول‬
‫متناقض حيث أثبتوا ما ل يكن رؤيته‪ ،‬ول يفي مالفته لا عليه أهل السنة والماعة‪.‬‬
‫· كما وافقت الاتريدية أهل السنة والماعة ف القول ف الصحابة على ترتيب خلفتهم‪ ،‬وأن‬
‫ما وقع بينهم كان خطأ عن اجتهاد منهم ؛ ولذا يب الكف عن الطعن فيهم‪ ،‬لن الطعن‬
‫فيهم إما كفر(*)‪ ،‬أو بدعة (*)‪ ،‬أو فسق‪ .‬كما يرون أن اللفة (*) ف قريش‪ ،‬وتوز الصلة‬
‫خلف كل برٍ وفاجرٍ‪ ،‬ول يوز الروج على المام الائر‪.‬‬
‫· وأيضا وافقوا أهل السنة والماعة ف القول‪ :‬بالقدر(*)‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والستطاعة‪ ،‬على أن كل‬
‫ما يقع ف الكون بشيئة ال تعال وإرادته‪ ،‬وأن أفعال العباد من خي وشر من خلق ال تعال‬
‫وأن للعباد أفعالً اختيارية‪ ،‬يثأبون عليها‪ ،‬ويعاقبون عليها‪ ،‬وأن العبد متار ف الفعال التكليفية‬
‫غي مبور على فعلها‪.‬‬
‫قالت الاتريدية بعدم جواز التكليف با ل يُطاق موافقة العتزلة ف ذلك‪ ،‬والذي عليه أهل‬
‫السنة والماعة (*) هو‪ :‬التفضيل‪ ،‬وعدم إطلق القول بالواز أو بالنع‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫يتبي للباحث أن عقيدة الاتريدية فيها حق وباطل؛ فالق أخذوه عن أهل السنة من النفية‬
‫السلفية (*)‪ ،‬وغيهم ؛ لن الستقرىء للتاريخ يد أن النفية بعد المام أب حنيفة رحه ال‬
‫تفرقوا فرقا شت ف وقت مبكر‪ ،‬ول َيسٍر على سية المام أب حنيفة وصاحبيه إل من وفقه‬
‫ال عز وجل‪ .‬وقد كانت الغلبة ف ذلك للحناف النتسبي للفرق البتدعة من‪ :‬جهمية (*)‪،‬‬
‫ومعتزلة (*)‪ .‬ولن الصادر التاريية ل ُتشِر إل كيفية تلقي أب منصور الاتريدي العلم أو من‬
‫تأثر بم من العلماء‪ ،‬نستطيع ترجيح الت‪:‬‬
‫ـ تأثّر أبو منصور الاتريدي مباشرة أو بواسطة شيوخه بعقائد الهمية (*) من الرجاء (*)‬
‫والتعطيل (*)؛ وكذلك العتزلة (*) والفلسفة ف نفي بعض الصفات وتريف نصوصها‪،‬‬
‫ونفي العلو والصفات البية ظنا منه أنا عقيدة أهل السنة‪.‬‬
‫ـ تأثر بابن كلب ( ‪240‬هـ ) أول من ابتدع القول بالكلم النفسي ل عز وجل ف بدعته‬
‫هذه‪ ،‬وأن ل يثبت لما لقاء‪ ،‬حيث توف ابن كلب قبل مولده‪ ،‬بل صرح شيخ السلم ابن‬
‫تيمية أن أبا منصور الاتريدي تابع ابن كلب ف عدة مسائل‪ :‬الصفات‪ ،‬وما يتعلق با‪،‬‬
‫كمسألة القرآن هل سبحانه يتكلم بشيئته وقدرته ؟ ومسألة الستثناء ف اليان‪ ( .‬مموع‬
‫الفتاوى ‪ ،7/433‬منهاج السنة ‪.)2/362‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫انتشرت الاتريدية‪ ،‬وكثر أتباعها ف بلد الند وما جاورها من البلد الشرقية‪ :‬كالصي‪،‬‬
‫وبنغلديش‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وأفغانستان‪ .‬كما انتشرت ف بلد تركيا‪ ،‬والروم‪ ،‬وفارس‪ ،‬وبلد ما‬
‫وراء النهر‪ ،‬والغرب حسب انتشار النفية وسلطانم‪ ،‬وما زال لم وجود قوي ف هذه البلد‪،‬‬
‫وذلك لسباب كثية منها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الناصرة والتأييد من اللوك والسلطي لعلماء الذهب‪ ،‬وباصة سلطي الدولة‬
‫العثمانية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ للمدارس الاتريدية دورٌ كبي ف نشر العقيدة الاتريدية‪ ،‬وأوضح مثال على ذلك‪:‬‬
‫الدارس الديوبندية بالند وباكستان وغيها؛ حيث ل زال يدرّس فيها كتب الاتريدية ف‬
‫العقيدة على أنا عقيدة أهل السنة والماعة (*)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ النشاط البالغ ف ميدان التصنيف ف علم الكلم (*)‪ ،‬وردهم على الفرق البتدعة‬
‫الخرى‪ ،‬مثل الهمية (*) الول‪ ،‬والعتزلة‪ ،‬والروافض (*)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ انتسابم للمام أب حنيفة ومذهبه ف الفروع‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الاتريدية فرقة كلمية نشأت بسمرقند ف القرن الرابع الجري‪ ،‬وتنسب إل أب منصور‬
‫الاتريدي‪ ،‬مستخدمة الدلة والباهي العقلية والفلسفية ف مواجهة خصومها من العتزلة‪،‬‬
‫والهمية وغيها من الفرق الباطنية(*)‪ ،‬ف ماولة ل يالفها التوفيق للتوسط بي مذهب أهل‬
‫السنة والماعة(*) ف العتقاد ومذاهب العتزلة والهمية وأهل الكلم‪ ،‬فأعْلَوا شأن العقل(*)‬
‫مقابل النقل‪ ،‬وقالوا ببدعة تقسيم أصول الدين إل عقليات وسعيات ما اضطرهم إل القول‬
‫بالتأويل(*) والتفويض(*)‪ ،‬وكذا القول بالجاز ف القرآن الكري‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬وعدم الخذ‬
‫بأحاديث الحاد(*)‪ ،‬وبالقول بلق الكتب ومنها‪ :‬القرآن الكري؛ وعلى أن القرآن الكري‬
‫كلم ال تعال النفسي‪ .‬ما قربّهم إل العتزلة والهمية ف هذا الباب‪ ،‬وإل الرجئة (*) ف‬
‫أبواب اليان‪ ،‬وأهل السنة والماعة ف مسائل‪ :‬القدر(*)‪ ،‬وأمور الخرة وأحوال البزخ‪ ،‬وف‬
‫القول ف المامة‪ ،‬والصحابة رضي ال عنهم‪ .‬ولا كان مفهومهم للتوحيد أنه يقتصر على‪:‬‬
‫توحيد الالقية‪ ،‬والربوبية‪ ،‬ما مكن التصوف الفلسفي بالتغلغل ف أوساطهم‪ ،‬فغلب على كبار‬
‫منتسبيهم وقوي بقوة نفوذ وانتشار الذهب (*) ؛ لوجود أكثر من دولة تميه وتؤيده مثل‪:‬‬
‫الدولة العثمانية ؛ فضلً عن وجود جامعات ومدارس مشهورة تعمل على نشره‪ ،‬وكان‬
‫لنتسابم لذهب المام أب حنيفة ف الفروع أثره البالغ ف انتشار الذهب الاتريدي إل اليوم‪.‬‬
‫ومع هذا فإن للماتريدية خدمات ف الرد على‪ :‬العتزلة والباطنية والفلسفة اللحدين‬
‫والروافض (*)‪ ،‬ولم جهود ف خدمة كتب الديث ل تلو من ملحوظات ‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫أ ـ كتب الذهب‪:‬‬
‫ـ كتاب التوحيد‪ ،‬أبو منصور الاتريدي‪.‬‬
‫ـ تأويلت أهل السنة‪ ،‬أبو منصور الاتريدي‪.‬‬
‫ـ تبصرة الدلة‪ ،‬أبو العي النسفي‪.‬‬
‫ـ بر الكلم ف علم التوحيد‪ ،‬أبو العي النسفي‪.‬‬
‫ـ شرح العقائد النسفية‪ ،‬لنجم الدين عمر النسفي ‪ /‬التفنازان‪.‬‬
‫ـ السايرة ف العقائد النجية ف الخرة‪ ،‬ابن المام مع شرحه السامرة لبن أب شريف‪ ،‬شرح‬
‫قاسم بن قطلويغا‪.‬‬
‫ـ رسالة التوحيد‪ ،‬الشيخ ممد عبده‪.‬‬
‫ـ رسالة ف اللفات بي الشعرية والاتريدية والعتزلة‪ ،‬مستحي زاده عبد ال بن عثمان‪.‬‬
‫ـ مقالت الكوثري ومعها مقدمة البنوري الديوبندي‪ ،‬لحد خيي‪.‬‬
‫ـ تاريخ الدعوة السلمية وتطورها ف شبه القارة الندية‪ ،‬د‪ .‬مي الدين اللوائي‪.‬‬
‫ـ العلماء العُزاب‪ ،‬الشيخ عبد الفتاح أبو غدة‪.‬‬
‫ـ الجوبة الفاضلة‪ ،‬للكنوي‪ ،‬تعليقات الشيخ عبد الفتاح أب غدة‪.‬‬
‫ـ عقيدة السلم والمام الاتريدي‪ ،‬د‪ .‬أبو الي ممد أيوب البنغلديشي‪.‬‬
‫ـ الفتاوى الرشيدية‪ ،‬للشيخ رشيد أحد الكنكوهي الديوبندي‪.‬‬
‫ب ـ كتب ومراجع لغي الذاهب‪:‬‬
‫ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة‪ ،‬أبو القاسم هبة ال بن السن ابن منصور الطبي‬
‫الللكائي‪.‬‬
‫ـ الساء والصفات‪ ،‬البيهقي‪.‬‬
‫ـ اليان‪[ ،‬مموع الفتاوى‪ 7/4 :‬ـ ‪ ]421‬شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ الكليل ف التشابه والتأويل [مموع الفتاوى‪ 13/270 :‬ـ ‪ ]314‬شيخ السلم ابن‬
‫تيمية‪.‬‬
‫ـ درء تعارض العقل والنقل‪ ،‬شيخ السلم ابن تيمية ـ تقيق د‪ .‬رشاد ممد سال‪.‬‬
‫ـ اجتماع اليوش السلمية على غزو العطلة والهمية‪ ،‬ابن قيم الوزية‪ ،‬تقيق د‪ .‬عبد ال‬
‫العتق‪.‬‬
‫ـ ذم التأويل‪ ،‬ابن قدامة القدسي‪.‬‬
‫ـ التنكيل با ف تأنيب الكوثري من الباطيل‪ ،‬عبد الرحن بن يي اليمان العلمي‪.‬‬
‫ـ البيلوية عقائد وتاريخ‪ ،‬إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫ـ الاتريدية‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬أحد بن عوض ال اللهيب الرب‪.‬‬
‫ـ الاتريدية وموقفهم من توحيد الساء والصفات‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬لشمس الفغان السلفي‪.‬‬
‫ـ منهج الاتريدية ف العقيدة‪ ،‬د‪ .‬ممد بن عبد الرحن الميس‪.‬‬
‫ـ مناهج الدلة ف عقائد اللة‪ ،‬ابن رشد الفيد [أبو الوليد الصفر ممد ابن أحد الفلسفي]‪.‬‬
‫ـ براءة أهل السنة من الوقيعة ف علماء المة‪ ،‬د‪ .‬أبو زيد بكر بن عبد ال أبو زيد‪.‬‬
‫ـ مقدمة شرح العقيدة الطحاوية لبن أب العز النفي ـ ممد ناصر الدين اللبان‪.‬‬
‫ـ الستقامة‪ ،‬شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ الصفات اللية ف الكتاب والسنة النبوية ف ضوء الثبات والتنيه ـ ممد آمان بن علي‬
‫الامي‪.‬‬

‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫(‪ )1‬نسبة الكتاب إل الاتريدي فيها نظر لن الصادر الت ترجت للماتريدي أو الت تتم‬
‫بكتب الؤلفي ل تشر إليه‪ ،‬وقد نفي نسبة هذا الكتاب إليه العديد من الستشرقي والعلماء‬
‫منهم "وينسنك" ف كتابه "عقيدة السلمي" ص ‪ ،123 ،122‬وكذلك الشيخ ممد أبو‬
‫زهرة ف كتابه تاريخ الذاهب السلمية ص ‪ ،176 ،175‬وذكر الكوثري الاتريدي ف‬
‫مقدمة كتابه العال والتعلم إن عدة نسخ للكتاب مطوطة موجودة بدار الكتب الصرية فيها‬
‫التصريح بنسبته إل أب الليث نصر بن ممد بن أحد الفقيه السمرقندي‪ ،‬ويدل على ذلك ما‬
‫ورد ف ص ‪ 25‬من الكتاب نفسه يقول الؤلف قال الفقيه أبو الليث [ رحه ال ]‪.‬‬
‫(‪ )2‬أول من قال بذا القول هو‪ :‬إساعيل بن علية (ت ‪218‬هـ) قال عنه المام الذهب ف‬
‫ميزان العتدال‪" :‬جهمي هالك كان يناظر ف خلق القرآن" (‪ )1/20‬ناظره المام الشافعي‬
‫وقال فيه‪" :‬هو ضال"‪.‬‬

‫(‪ )3‬فعلى سبيل الثال ند أن المام أبا جعفر أحد بن سلمة الطحاوي إمام النفية ف وقته (‬
‫‪ 229‬أو ‪ 239‬ـ ‪321‬هـ) صاحب العقيدة الطحاوية عقيدته سنية سلفية ف الملة‪.‬‬
‫ـ بينما راوي كتاب "الفقه الكب" عن أب حنيفة أبو مطيع الكم بن عبد ال البلخي‬
‫الهمي الرجىء‪199( ،‬هـ) ول يفي تأثيه على النفية بسبب روايته للكتاب‪.‬‬
‫ـ القاضي إساعيل بن حاد بن أب حنيفة من رؤوس فتنة القول بلق القرآن ودعاتا‪ ،‬وكان‬
‫ينسب هذا القول إل أبيه وجده المام أب حنيفة كذابا وزورا‪.‬‬
‫ـ بشر بن غياث الريسي النفي الهمي الرجىء (‪228‬هـ) إمام الريسية من فرق الرجئة‬
‫ورافع لواء الهمية بعد الهم بن صفوان‪ ،‬وكان أبوه يهوديّا وكفّره عدد من أئمة السنة‪.‬‬
‫ـ القاضي أحد بن أب داود النفي العتزل (‪240‬هـ) رأس فتنة خلق القرآن وتلميذ بشر‬
‫الريسي‪.‬‬
‫الركات السلمية‬

‫‪ -1‬جاعة أهل الديث‬


‫‪ -2‬جاعة أنصار السنة الحمدية‬
‫‪ -3‬جاعة التبليغ والدعوة‬
‫‪ -4‬الخوان السلمون‬
‫‪ -5‬الماعة السلمية ف شبه القارة الندية‬
‫‪ -6‬حركة التاه السلمي بتونس «حزب النهضة»‬
‫‪ -7‬حزب السلمة الوطن «الرفاه السلمي»‬
‫‪ -8‬الزب السلمي الكردستان «بارتيا إسلميا كوردستان باك»‬
‫‪ -9‬البهة السلمية القومية بالسودان‬
‫‪ -10‬حاس «حركة القاومة السلمية ف فلسطي»‬
‫‪ -11‬البهة السلمية للنقاذ بالزائر‬
‫‪-12‬حزب التحرير‬
‫‪-13‬الماعة السلمية بصر‬
‫جاعة أهل الديث‬

‫التعريف‪:‬‬
‫جاعة أهل الديث أقدم الركات (*) السلمية ف شبه القارة الندية‪ ،‬قامت على الدعوة‬
‫لتباع الكتاب والسنة وفهمهما على ضوء فهم السلف الصال من الصحابة والتابعي ومن‬
‫تبعهم بإحسان‪ ،‬وتقديهما على كل قول وهدي سواء كان ف العقائد أو العبادات أو‬
‫العاملت أو الخلق (*) أو السياسة والجتماع على طريقة الفقهاء الحدثي‪ ،‬وماربة‬
‫الشركيات والبدع (*) والرافات بأنواعها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· تاريخ أهل الديث ف شبه القارة الندية‪:‬‬

‫ـ يرجع تاريخ أهل الديث ف شبه القارة الندية إل العهد السلمي الول حيث استضاءت‬
‫بعض مناطق الند بنور السلم بهود التجار والجاهدين العرب الذين وصلوا إل مقاطعات‬
‫السند ومالبار وكجرات على سواحل البحر الندي‪ ،‬فكانت هناك مراكز للحديث ف بلد‬
‫السند وملتان وفد إليها الحدثون من العرب والعجم‪ ،‬وقد زارها الرحالة العروف أبو القاسم‬
‫القدسي عام ‪375‬هـ ووصف الالة الدينية ف بلد السند ف كتابه أحسن التقاسيم قائلً‪:‬‬
‫"إن مذاهب أكثرهم أصحاب الديث‪ ،‬ول تلو القصبات من فقهاء على مذهب أب حنيفة‬
‫ـ رحه ال ـ وأنم على طريقة مستقيمة‪ ،‬ومذاهب ممودة‪ ،‬وصلح وعفة‪ ،‬وقد أراحهم‬
‫ال من الغلو والعصبية والفتنة"‪.‬‬

‫ـ وف أواخر القرن الرابع بدأ الضعف يدب ف نشاط أهل الديث وقد بلغ منتهاه ف القرن‬
‫التاسع الجري‪ ،‬نظرا لنتشار اللفات السياسية والعصبيات‪ ،‬وظهور فتنة الباطنية الساعيلية‬
‫الت جرت على أهل السنة (*) الفت والشاكل‪ ،‬فقل الهتمام بالسنة‪ ،‬وفشا التقليد (*)‬
‫والتعصب للمذاهب (*)‪ ،‬والمود عليها‪ ،‬وسادت علوم اليونان‪ .‬ومع هذا كله وجد ف شبه‬
‫القارة الندية عدد من علماء أهل الديث من تلميذ الافظ بن حجر العسقلن والمام‬
‫السخاوي وشيخ السلم زكريا النصاري وغيهم‪ ،‬حيث ظلوا مافظي على منهج أهل‬
‫الديث‪.‬‬

‫· حركة أهل الديث ف شبه القارة الندية ف العصر الديث‪:‬‬

‫ـ مع بداية القرن الادي عشر الجري بدأ دور جديد لهل الديث حيث ظهرت ف عصر‬
‫الشيخ أحد السرهندي (ت ‪1034‬هـ)‪ ،‬وقويت ف عهد أنال المام شاه ول ال الحدث‬
‫الدهلوي (ت ‪1175‬هـ) وباصة ابنه الكبي شاه عبد العزيز بن ول ال الدهلوي (‪1159‬‬
‫ـ ‪1239‬هـ) حيث استفادوا من منهج (*) أبيهم ف الدعوة والرشاد والتدريس والفادة‬
‫والتأليف‪ ،‬ونبذ المود والتعصب الذهب‪ ،‬وزادت قوتا وانتشارها ف عهد حفيده المام‬
‫إساعيل بن عبد الغن الدهلوي (ت ‪1243‬هـ) قائد الدعوة والهاد وصاحب كتاب تقوية‬
‫اليان‪.‬‬

‫ـ بعد استشهاد المام شاه إساعيل الدهلوي العروف باسم إساعيل الشهيد ف معركة‬
‫بالكوت (‪1243‬هـ) تمل أهل الديث مسؤولية الدعوة والهاد (*) بكل أمانة‬
‫وإخلص‪ ،‬وكانت جهودهم ف هذه الفترة مرتكزة على ثلثة ميادين رئيسية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ميدان الهاد (*)‪ :‬ل تقتصر حركة شاه إساعيل الدهلوي على إحياء العمل بالكتاب‬
‫والسنة وإقامة اللفة (*) على منهاج النبوة والقضاء على التعصب الذهب والمود والبدع‬
‫والعقائد الباطلة فقط‪ ،‬بل قادت حركة الهاد ضد السيخ والستعمار (*) النليزي وباصة‬
‫ف الدود الشمالية للهند إل أن رحل الستعمار النليزي من الند عام ‪1947‬م‪ .‬وبعد‬
‫تقسيم القارة إل الند وباكستان‪ ،‬واصل الجاهدون جهادهم وفتحت أحد كتائبهم مدينة‬
‫مظفرآباد‪ ،‬وتت قيادة الشيخ فضل إلي الوزير آبادي فتحت باقي الرقعة الت تشكل كشمي‬
‫الرة الن‪ .‬ومن أبرز الشخصيات ف هذا اليدان الشيخ وليت علي الصادقفوي (ت‬
‫‪1269‬هـ) وشقيقه الشيخ عنايت علي الصادقفوري (ت ‪1274‬هـ) وأسرة (صادقفور)‬
‫الذين تملوا مسؤولية الهاد ورفعوا رايته‪ ،‬وأبلوا فيه بلءً حسنا‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ميدان التأليف‪ :‬لهل الديث دور بارز ف إحياء ونشر الثقافة السلمية من خلل‬
‫الهتمام بجال التأليف والتصنيف ف القرآن وعلومه‪ ،‬وعلوم الديث‪ ،‬وبيان السنة‬
‫وشروحها‪ ،‬مع الدفاع عن العقيدة‪ ،‬والرد على البتدعة وأهل العتقادات الباطلة فكان منهم‬
‫العلماء والحدثون‪ .‬ومن أبرز الشخصيات ف هذا الجال العلمة النواب صديق حسن خان‬
‫البهوبال (ت ‪1307‬هـ) حاكم بوببال حيث اشتغل بالتصنيف والتأليف ونشر كتب‬
‫الديث ودواوين السنة فألف ما يبلغ قريبا من ثلثائة كتاب‪ ،‬مع اشتغاله بهمات الدولة‪،‬‬
‫كما شكل ملسا علميا مكونا من العلماء السلفيي ليقوم بهمات التأليف والترجة وإفادة‬
‫السلمي بالتدريس‪ ،‬وأنشأ لذلك عدة مطابع على حسابه الاص لطبع ونشر وتوزيع كتب‬
‫السلف الصال‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بأصول العتقاد والتفسي والديث‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ف ميدان التدريس‪ :‬برز اهتمام أهل الديث بالدعوة والتدريس وإنشاء الدارس‬
‫والامعات ومن أبرز الشخصيات ف هذا الانب العلمة الشيخ نذير حسي الحدث الدهلوي‬
‫(ت ‪1320‬هـ) والذي انتهت إليه رئاسة الديث ف بلد الند واستمر ف تدريس العلوم‬
‫الشرعية والديث ف دهلي قرابة ستي عاما بالضافة إل الدعوة إل السلم الصحيح‪ ،‬حت‬
‫قيل إنه اعتنق ف عصره نو مليوني من السلمي العقيدة الصحيحة تائبي عن العقائد الشركية‬
‫والبدعية‪ ،‬وترج على يده عدد من أعلم السنة والدعوة ف العصر الديث أمثال‪ :‬المام‬
‫الحدث عبد ال الغزنوي (ت ‪1298‬هـ) وشس الق العظيم آبادي (ت ‪1329‬هـ)‬
‫مؤلف عون العبود شرح سنن أب داود والعلمة عبد الرحن الباركفوري (ت ‪1353‬هـ)‬
‫صاحب تفة الحوذي شرح سنن الترمذي والعلمة ممد بشي السهسوان (ت ‪1326‬هـ)‬
‫صاحب صيانة النسان عن وسوسة الشيخ دحلن والشيخ عبد ال بن إدريس السنوسي‬
‫الغرب والشيخ ممد بن ناصر البارك النجدي والشيخ سعد بن حد بن عتيق النجدي والذي‬
‫نشر سند شيخه ف بلد الجاز وند‪ ،‬وغيهم‪ ،‬ول زالت مدرسته إل اليوم بدهلي والعروفة‬
‫بامعة السيد نذير حسي الدهلوي ترج العلماء والدعاة‪.‬‬

‫· تشكيل (جعية أهل الديث)‪:‬‬

‫ـ ف عام ‪1324‬هـ الوافق ‪1906‬م قرر علماء أهل الديث برئاسة شيخ السلم أب الوفا‬
‫ثناء ال المرتسري (ت ‪1367‬هـ) تشكيل جعية لم تقوم على نشر الدعوة على منهج‬
‫الكتاب والسنة بفهم السلف الصال‪ ،‬ومقاومة الركات الدامة ومواجهة تديات العصر تت‬
‫اسم (مؤتر أهل الديث لعموم الند)‪ ،‬وعي شيخ السلم أب الوفا ثناء ال المرتسري قامع‬
‫الفتنة القاديانية وصاحب التصانيف الكثية ف الدفاع عن السلم ومقاومة الندوسية‪،‬‬
‫والنصرانية‪ ،‬ومنكري السنة وغيها من فرق وملل الضلل‪ .‬بالضافة إل ما له من مساهات‬
‫فعالة ف الركة السياسية والوطنية والؤتر الوطن العام‪ ،‬أمينا للجمعية بالضافة إل عضويته ف‬
‫ندوة العلماء وجعية علماء الند‪ .‬وانتخب الحدث العلمة عبد ال الغاز يفوري (ت‬
‫‪1337‬هـ) رئيسا للجمعية‪ ،‬فغطت جهودها الند وقراها‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1947‬م انقسمت شبه القارة الندية إل الند وباكستان‪ ،‬فضعفت حركتهم لفترة‬
‫ما وفقدوا بسبب ذلك أكب مؤسسة تعليمية لم (دار الديث الرحانية) بدهلي‪ ،‬فسارعوا إل‬
‫تشكيل المعية من جديد ف كلتا الدولتي فاستعادتا قوتما‪ ،‬وأسسوا الامعات والعاهد‬
‫والدارس الديدة لتلبية حاجات العصر وتدريس علوم الكتاب والسنة على منهج السلف‬
‫الصال‪.‬‬

‫ـ ومن أبرز هذه الامعات‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ ف الند‪ :‬الامعة السلفية (*) ببنارس كأكب جامعة عربية إسلمية ف الند‪ .‬تأسست‬
‫عام ‪1383‬هـ ـ ‪1963‬م بالضافة إل الامعة الرحانية‪ ،‬والامعة الحدية السلفية‪،‬‬
‫وجامعة دار السلم بعمر آباد‪ ،‬والامعة السلفية بالقرية السلفية ف كيل‪ ،‬والامعة السلمية‬
‫ف بومباي‪ ،‬وجامعة ابن تيمية وجامعة المام البخاري ف بيهاور‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أما ف باكستان فإن الامعة السلفية بفيصل آباد تعد أول وأكب جامعة إسلمية تأسست‬
‫ف باكستان بعد النفصال ف ‪ 7‬شعبان ‪1374‬هـ ـ أبريل ‪1951‬م بالضافة إل‬
‫الامعات الخرى مثل جامعة العلوم الثرية بلهم‪ ،‬وجامعة أبو بكر الصديق بكراتشي‬
‫والامعة الحمدية بكجرانوالة‪ .‬هذا بالضافة إل الكتبات الت توي آلف الخطوطات‬
‫ونوادر الكتب‪ .‬ف الجال العلمي أصدرت المعية بفروعها التعددة العديد من الصحف‬
‫والجلت باللغتي العربية والردية على سبيل الثال‪ :‬ملة أهل الديث المر تسرية وملة أهل‬
‫الديث‪ ،‬الصادرة من لهور ترجان الديث‪ ،‬الدث‪ ،‬العتصام‪ ،‬الرباط‪ ،‬صوت المة ومسلم‬
‫وتوحيد وصوت الق وصراط مستقيم‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1985‬م اتذ قرار بإنشاء جعية شبان أهل الديث ف باكستان بالضافة إل جعية‬
‫طلبة أهل الديث ومن ث ت تعميم الفكرة على باقي المعيات ف شبه القارة الندية‪.‬‬

‫ـ ف أكتوبر عام ‪1993‬م شاركت المعية ف باكستان ف النتخابات النيابية وفاز عدد من‬
‫مرشحيها بقاعد ف البلان الباكستان وانتخب أمي الماعة البوفيسور ساجد مي عضوا‬
‫بجلس الشيوخ الباكستان‪.‬‬

‫ـ شخصيات بارزة‪:‬‬

‫· ف باكستان‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الشيخ ممد داود الغزنوي (‪ 1895‬ـ ‪1963‬م) من الؤسسي لمعية أهل الديث‬
‫بباكستان وأول رئيس لا‪ ،‬وشارك العلمة ممد إساعيل ف تأسيس الامعة السلفية بدينة‬
‫فيصل آباد‪ ،‬كما تمد له مواقفه من إقامة النظام السلمي وتطبيق الشريعة السلمية (*) ف‬
‫باكستان‪ ،‬وله جهود علمية ف الرد على منكري السنة والقاديانية‪ .‬وعند تأسيس الامعة‬
‫السلمية بالدينة اختي عضوا ف الجلس الستشاري الول لا‪ ،‬كما شارك ف وضع‬
‫مناهجها الدراسية‪.‬‬

‫ـ العلمة ممد إساعيل السلفي الولود عام (‪1314‬هـ) ف قرية دهونكي ونشأ ف ظل‬
‫أسرة متدينة‪ ،‬وطلب العلم ف مراحل مبكرة على يد أبيه‪ ،‬ورحل ف طلبه على يد أفاضل‬
‫علماء عصره‪.‬وكان ـ رحه ال ـ من الرواد الوائل الذين ساهوا ف تأسيس جعية أهل‬
‫الديث بباكستان‪ ،‬وكانت لهوده الدعوية والسياسية أثرها البالغ على البلد‪ ،‬فتول الطابة‬
‫ف جامع أهل الديث بكجرانوالة‪ ،‬وترأس هيئة التدريس ف الامعة الحمدية الت أنشأها‪،‬‬
‫كما عي مشرفا على مقر جعية تنظيم أهل الديث بالبنجاب ث انتخب أمينا عاما للجنة‬
‫العلم لمعية أهل الديث ف مؤتر دهلي ‪1946‬م‪ ،‬وبعد انفصال باكستان عن الند عام‬
‫‪1947‬م انتخب أمينا عامّا لمعية أهل الديث بباكستان حت وفاته ‪1968‬م‪ ،‬وكان الشيخ‬
‫ممد إساعيل السلفي أحد أعضاء الجلس التنفيذي لركة (*) ختم النبوة الت أنشئت لقاومة‬
‫الفتنة القاديانية‪ ،‬وعضوا بارزا ف الوفد التبليغي الذي قاوم حركة شدهي الندوسية الت بدأت‬
‫تنّد السلمي سنة ‪1924‬م ف منطقة مل كانون بالضافة إل دوره الدعوي ف التدريس‬
‫والفتاء وأمور الدعوة والرشاد‪ .‬وللشيخ مساهات جيدة ف إقامة الستوطنات ومساعدة‬
‫السر الهجرة من الند إل باكستان سنة ‪1947‬م‪ ،‬بالضافة إل بناء الساجد والدارس‬
‫الدينية‪ ،‬مع هذا كله فقد كان للشيخ ممد إساعيل نشاط سياسي بارز متأثرا ف ذلك بالشيخ‬
‫أبو الكلم آزاد‪ ،‬ومن ذلك تثيله والشيخ ممد داود الغزنوي لمعية أهل الديث لدى‬
‫الكومة الباكستانية للمطالبة بإقامة الكم السلمي ف باكستان‪.‬وف سنة ‪1952‬م اختي‬
‫عضوا ف اللجنة الت شكلت لتدوين الدستور السلمي بباكستان‪ .‬توف ـ رحه ال ـ يوم‬
‫الثلثاء العشرين من شهر ذي القعدة ‪1387‬هـ الوافق العشرين من فباير ‪1968‬هـ‬
‫تاركا العديد من الؤلفات أبرزها‪ :‬شرح وترجة مشكاة الصابيح باللغة الردية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ العلمة الحدث الصول أبو عبد ال ممد بن فضل الدين الغوندلوي (ت ‪1985‬م)‬
‫الذي خلف الشيخ ممد إساعيل السلفي ف رئاسة المعية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ العلمة الشيخ إحسان إلي ظهي خريج الامعة السلمية بالدينة النورة (ت ‪1987‬م)‬
‫وصاحب الؤلفات القيمة ف الرد على أهل البدع والهواء‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الرئيس الال للجمعية هو البوفيسور ساجد مي اختي عضوا ف ملس الشيوخ‬
‫الباكستان بتاريخ أكتوبر ‪1993‬م‪ ،‬وأمينها العام الشيخ ميان ممد جيل‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ومن أبرز الشخصيات الخرى العلمة الحدث أبو ممد بديع الدين شاه الراشدي‬
‫السندي أحد كبار علماء السنة ف العصر الاضر‪ ،‬وصاحب السانيد التصلة إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وله مشاركات جيدة ف علوم الكتاب والسنة تأليفا وتصنيفا‪ .‬وقد درس ف‬
‫الرمي الشريفي‪ ،‬وله تلميذ كثيون من الند وباكستان وغيها‪.‬‬

‫· ف الند‪:‬‬
‫ـ الشيخ عبد الوهاب الروي أول رئيس لمعية الديث بالند بعد التشكيل الديد‪.‬‬

‫ـ الشيخ عبد الليل الرحان (ت ‪1986‬م) أمي عام وصاحب تفسي القرآن بالردو‬
‫بالضافة إل إصداره ملة مصباح الردية‪.‬‬

‫ـ الشيخ عبد الفيظ السلفي‪ ،‬خلف الشيخ الروي ف رئاسة المعية‪ ،‬ويتول حاليا إدارة‬
‫الامعة الحدية السلفية ف ولية بيهار‪.‬‬
‫ـ الشيخ عبد الوحيد بن عبد الق السلفي (ت ‪1989‬م) خلف الشيخ عبد الفيظ السلفي‬
‫ف رئاسة المعية‪ ،‬بالضافة إل توليه المانة العامة للجامعة السلفية ببنارس منذ إنشائها حت‬
‫وفاته‪.‬‬

‫ـ الشيخ عبد الميد بن عبد البار الرحان‪ ،‬خريج الامعة السلمية بالدينة النورة تول‬
‫منصب المي العام للجمعية ف فترة سابقة‪ ،‬ويرأس حاليا مركز أب الكلم ازاد للتوعية‬
‫السلمية بدلي‪.‬‬

‫ـ الشيخ متار أحد الندوي‪ ،‬مدير الدار السلفية ف بومباي ـ الرئيس الال للجمعية وأمينها‬
‫العام الشيخ عبد الوهاب بن عبد الواحد اللجي خريج الامعة السلمية بالدينة النورة‪.‬‬

‫ـ تعتب جعية ندوة الجاهدين بولية كيال‪ ،‬والمثلة ف المعية الركزية لهل الديث‬
‫بأربعة أعضاء من أنشط المعيات السلفية ف شبه القارة الندية‪ ،‬فهي تتلك ‪ 280‬مسجدا‪،‬‬
‫و ‪ 3‬جامعات‪ ،‬و ‪ 400‬مدرسة إسلمية وعامة‪ ،‬وعدد من الكليات ودور اليتام‬
‫والستشفيات ومراكز التدريب الهن‪ ،‬كما تتلك ‪ 4‬جرائد وملت ملية منها ما يتص‬
‫بالشباب أو النساء أو الطفال‪ ،‬وللجمعية تنظيم نقاب تت مسمى جعية الطباء السلمي ف‬
‫ولية كيال‪.‬‬

‫ـ وأبرز شخصية لدى جاعة أهل الديث بالند حاليا هو رئيس الامعة السلفية ببنارس‬
‫ومدث الديار الندية الشيخ عبيد ال الرحان الباركفوري مؤلف مرعاة الفاتيح شرح مشكاة‬
‫الصابيح‪ ،‬والعلمة الشيخ عبد الصمد شرف الدين‪ ،‬بالضافة إل الدكتور الديب مقتدى‬
‫حسي الزهري وكيل الامعة السلفية ببنارس ورئيس ترير ملة صوت المة ورئيس إدارة‬
‫البحوث العلمية بالامعة‪ .‬بالضافة إل عدد كبي من العلماء وطلبة العلم البارزين ف خدمة‬
‫السنة والدعوة‪.‬‬

‫· ف كشمي‪:‬‬
‫ـ كان لهود الشيخ مولنا ممد حسي شاه تلميذ العلمة نذير حسي الحدث الدهلوي‪،‬‬
‫ورفيق دربه الشيخ مولنا أنور شاه شوبيان ـ العال الفرضي ـ أكب الثر ف نشر دعوة أهل‬
‫الديث ف كشمي‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1923‬م أرسل مؤتر عموم الند لهل الديث والذي عرف فيما بعد باسم‬
‫المعية الركزية لهل الديث مولنا عبد الكبي وسيد شس الدين إل كشمي كمبلغ جوال‪،‬‬
‫وبساعيهما أمكن تنظيم حركة أهل الديث تت اسم مؤتر أهل كشمي لهل الديث‬
‫والذي عرف ف عام ‪1945‬م‪ ،‬عرفت باسم بزم التوحيد أي دعوة التوحيد‪ .‬وف عام‬
‫‪1946‬م ت تغيي اسم المعية إل السم الال المعية الركزية لهل الديث جامو وكشمي‬
‫كما ت وضع دستور للجمعية ويوضح أهدافها وينظم وسائل عملها من خلل وحدات إدارية‬
‫تزيد على ‪ 500‬وحدة إدارية على مستوى الولية ويقدر عدد النتسبي إليها با يزيد على‬
‫النصف مليون نسمة‪ ،‬واشتملت هذه الوحدات على عدد من الشعب والقسام الرئيسية‬
‫للتعليم والتربية والفتاء والوقاف والساجد والبحوث العلمية والدعوة والعلم‪ .‬فأنشأت‬
‫الكلية السلفية (*) كأول كلية عربية إسلمية ف سرينجار العاصمة بالضافة إل العديد من‬
‫الدارس والعاهد السلمية‪ ،‬بالضافة إل بناء ما يزيد على ‪ 500‬مسجد‪ .‬كما اهتمت‬
‫المعية بعقد الدورات التعدة لعداد الدعاة والربي‪ ،‬وكذلك تسيي القوافل الدعوية ف جيع‬
‫أناء كشمي‪ .‬وف الفترة من عام ‪1957‬م حت عام ‪1994‬م أقامت ‪ 28‬مؤترا‪ ،‬وف وسط‬
‫العاصمة أنشأت مكتبة السلم العامة الت ت تعميم فكرتا على جيع الوحدات الدارية التابعة‬
‫لا‪ .‬وف الجال العلمي أصدرت ملة السلم كل هذا ف ماولة للوقوف ف وجه أعداء‬
‫السلم‪ ،‬وترسيخا لعتقاد منهج السلف الصال ف العلم والعمل لتخريج العلماء الراسخي ف‬
‫العلم الشرعي العارفي بالثقافة العصرية لتحقيق متطلبات الجتمع‪.‬‬

‫ـ وامتدادا لركة (*) تريك الجاهدين الت قادها شاه إساعيل الشهيد الدهلوي ومرورا‬
‫بكتيبة الشيخ فضل إلي الوزير آبادي مرر كشمي الرة تأسست حركة تريك الجاهدين‬
‫جامو وكشمي تت إشراف الشيخ عبد الغن دار الذي اعتقل ف سجون كشمي الحتلة ما‬
‫يزيد على السنتي‪ ،‬وقيادة الشيخ تنوير السلم الذي تول رئاسة ملس الهاد (*) الوحد‬
‫الشتمل على ثلثة عشر منظمة جهادية كشميية لثلث دورات متتالية حت عام ‪1993‬م‪،‬‬
‫وتول قيادة تريك الجاهدين الشيخ ممد إلي‪ ،‬وللحركة ملة شهرية الشهادة تصدر بالعربية‬
‫والردية كلسان حال الهاد الكشميي بصفة عامة‪ ،‬ولركة تريك الجاهدين بصفة خاصة‪،‬‬
‫كما لا العديد من الشروعات اليية والتعليمية والدعوية لدمة أسر الجاهدين والهاجرين‬
‫على حد سواء‪.‬‬

‫ـ ومن أبرز شخصيات المعية ف كشمي الحتلة‪ :‬الاج ممد شهداد أول رئيس للجمعية‪،‬‬
‫بالضافة إل العلمة مولنا غلم نب مبارك والذي تول بعده رئاسة المعية مولنا ممد عبد‬
‫الغن شوبيان والشيخ عبد ال طاري رئيس المعية ورئيس حركة ترير كشمي فيما بعد ما‬
‫سبب له العتقال من الكومة الندوسية لدة تزيد على السنتي‪ .‬ويتول حاليا رئاسة المعية‬
‫الشيخ سيد ممد مقبول كيلن خلفا للشيخ ممد رمضان صوف‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ف بنجلديش‪:‬‬
‫ـ الشيخ نعمة ال البدوان مؤسس ورئيس جعية أهل الديث ف منطقة آسام عام‬
‫‪1914‬م‪ .‬تول الشيخ عباس علي صاحب ترجة معان القرآن بالبنغالية المانة العامة‪ ،‬وف‬
‫عهدها نشطت المعية ف الدعوة للكتاب والسنة وماربة الشرك والبدع وأصدرت العديد‬
‫من الجلت والرسائل السبوعية والشهرية‪.‬‬

‫ـ العلمة ممد عبد ال كاف القريشي تول رئاسة المعية بعد مؤتر ‪1946‬م‪ ،‬وفيه اختي‬
‫اسم جديد بنجيل بنغو آسام جعية أهل الديث‪ ،‬وتول المانة العامة مول بش الندوي‬
‫وعقد أكثر من مؤتر أقر فيها الدستور‪ ،‬والناهج والبامج‪ ،‬وإتذ قرار تأسيس المعية على‬
‫مستوى الناطق والحافظات‪ .‬وتت إشرافه أيضا ت إصدار ملة ترجان الديث‪ ،‬كما كانت‬
‫للشيخ ممد عبد ال كاف مشاركات متعددة ف اللسات والندوات السياسية الحتجاجية‬
‫الت تدعو إل إقامة حكومة إسلمية بباكستان وكتب ف ذلك أصول دستور الكومة‬
‫السلمية‪ ،‬الدستور السلمي لكومة باكستان‪ ،‬وعقد لذلك مؤترًا عامّا للحزاب السلمية‬
‫تت رئاسته‪.‬‬

‫ـ الدكتور ممد عبد الباري ت انتخابه رئيسا للجمعية بعد وفاة العلمة ممد عبد ال كاف‬
‫عام ‪1960‬م‪ ،‬وتول الشيخ ممد عبد الرحن المانة العامة‪ ،‬ورئاسة ترير ملة عرفات‬
‫السبوعية‪ ،‬وف عهده واجهت المعية صعوبات عديدة بعد انفصال باكستان الشرقية عن‬
‫الغربية عام ‪1972‬م وفيه ت تعديل اسم المعية إل جعية أهل الديث ببنجلديش وت‬
‫تشكيل ‪ 369‬فرعا على مستوى الناطق و ‪ 5100‬فرع تابع بالضافة إل خس مؤترات‬
‫مركزية‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ف نيبال‪:‬‬
‫ـ الشيخ عبد الرؤوف الرحان‪ ،‬رئيس جعية أهل الديث ف نيبال‪ ،‬وأمي عام جامعة سراج‬
‫العلوم السلفية بنيبال‪ ،‬وعضو الجلس التأسيسي لرابطة العال السلمي بكة الكرمة‪ ،‬وله‬
‫مؤلفات قيمة يبلغ عددها قريبا من (‪ )45‬مؤلفا ف الديث وعلومه‪ ،‬والدفاع عن الديث‬
‫والحدثي‪ .‬ومن ذلك‪ :‬أدلة توحيد ال تعال‪ ،‬اللفة الراشدة‪ ،‬حرمة الربا واليسر‪.‬‬

‫ـ الشيخ عبد ال عبد التواب الدن‪ ،‬مؤسس مدرسة خدية الكبى‪ ،‬بنيبال ومنشئ ورئيس‬
‫ترير ملة نور التوحيد الشهرية‪ .‬ترج ف الامعة السلفية ببنارس ث ف الامعة السلمية‬
‫بالدينة النورة‪ .‬ويعمل الن مشرفا عاما على الدعاة البعوثي ف نيبال من قبل الملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬بالضافة إل توليه مسؤولية جعية شبان أهل الديث بنيبال‪.‬‬

‫ـ ولهل الديث ف شبه القارة الندية دور كبي ف كل ناحية من نواحي الياة‪ :‬دعوة‬
‫وتدريسا وتصنيفا‪ .‬كما أن لم شخصيات بارزة ف متلف الجالت العلمية سواء ف العقيدة‬
‫أو العبادات أو الحوال الشخصية أو المور الدنية من القتصاد السلمي والسياسة الشرعية‪.‬‬
‫وأبرزهم على سبيل الثال ل الصر‪ :‬الشيخ ممد حسي البتالوي والشيخ ممد إبراهيم‬
‫السالكوت والشيخ عبد ال الروري وأخوه الشيخ الافظ ممد حسي والشيخ عطاء ال‬
‫حنيف والشيخ ممد صديق السرجودي والشيخ عبد الستار الدهلوي والشيخ جيل الرحن‬
‫الفغان والشيخ عبد البار الكندبلوي والشيخ ممد علي اللكوي ث الدن والشيخ عبد اللق‬
‫ملتان والشيخ ممد الوناكري والشيخ الافظ عبد الي الكيلن والستاذ عبد العزيز اليمن‬
‫والشيخ عبد السلم البسنوي والشيخ أبو القاسم البنارسي والشيخ ممد السورت والشيخ عبد‬
‫الليل السامرودي‪ ،‬والشيخ ممد أشرف سندهو والشيخ عبد القادر القصوري والشيخ ممد‬
‫عبده الفلح ومولنا معي الدين اللكنوي والافظ عبد الرحن الدن والافظ ممد سعيد‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫عقيدة أهل الديث هي عقيدة السلف الصال نفسها‪ ،‬البنية على الكتاب والسنة‪ ،‬وتقوم‬
‫الصول العلمية والقواعد النهجية لماعة أهل الديث على‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ التوحيد‪ :‬فأهل الديث‪ ،‬إياناً منهم بأن التوحيد هو أصل الدين‪ ،‬يبدأون عملهم بنشر‬
‫التوحيد الالص‪ ،‬وغرسه ف قلوب الناس‪ ،‬مع تفصيل أنواع التوحيد الثلثة وخاصة توحيد‬
‫اللوهية‪ ،‬الذي يطئ فيه كثي من الناس مع إيانم بتوحيد الربوبية وما يقتضيه من الاكمية‬
‫ل تعال ول يكتفون بإقرار وتطبيق النظام السياسي السلمي فقط وإنا أن يكون ال جل‬
‫وعل هو الاكم للفرد ف تصوره وسلوكه وسائر أموره الياتية با فيها من تشريع ووضع‬
‫القواني‪.‬‬

‫‪2‬ـ التباع‪ :‬أهل الديث يركزون على إتباع ما صح عن النب صلى ال عليه وسلم على‬
‫ضوء فهم السلف الصال‪ ،‬ولذلك ل يرون التقليد(*) الامد الذي يدعو إل اللتزام بذهب‬
‫فقهي معي بدون سؤال عن الدليل‪ ،‬بل ينادون بفتح باب الجتهاد(*) لكل من تققت لديه‬
‫شروطه‪ ،‬وأن العامي مذهبه مذهب (*) مفتيه ويدعون إل احترام العلماء الجتهدين والئمة‬
‫التبعي بشكل خاص‪.‬‬
‫‪3‬ـ تقدي النقل على العقل(*)‪ :‬يقدمون الرواية على الرأي‪ ،‬حيث يبدأون بالشرع ث‬
‫يضعون له العقل‪ ،‬لنم يرون أن العقل السليم يتفق مع نصوص الشرع الصحيحة ولذلك ل‬
‫تصح معارضة الشرع بالعقل ول تقديه عليه‪.‬‬

‫‪4‬ـ التزكية الشرعية‪ :‬أي تزكية النفس تزكية شرعية‪ ،‬بيث يتخذ لا الوسائل الشروعة الت‬
‫جاء با الكتاب والسنة‪ ،‬وينكرون على إتباع التزكية البدعية سواء كانت صوفية أو غيها‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ التحذير من البدع‪ :‬لنم يرون أن أمر البتداع ف القيقة استدراك على ال وتشريع‬
‫بالرأي والعقل‪ ،‬ومن ث يدعون إل اللتزام بالسنة وتنب أنواع البدع(*) كلها‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ التحذير من الحاديث الضعيفة والوضوعة‪ :‬فإن خطورة هذا النوع من الديث كبية‬
‫على المة‪ ،‬فلبد من التحري ف الديث النسوب إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وخاصة فيما‬
‫يتعلق بالعقائد والحكام‪.‬‬

‫‪7‬ـ الهاد(*) ف سبيل ال‪ :‬يرى أهل الديث أن الهاد من أفضل العمال وأنه ماض إل‬
‫يوم القيامة لعلء كلمة ال تعال ودفع الفساد من الرض‪( ،‬حت ل تكون فتنة ويكون الدين‬
‫كله ل)‪.‬‬

‫‪8‬ـ تطبيق النظام الشرعي‪ :‬بالسعي لتأصيله وإقراره ف جيع مالت الياة الشخصية أو‬
‫الجتماعية أو السياسية أو القتصادية وما إل ذلك بالطرق الشرعية‪.‬‬

‫‪9‬ـ يعتقد أهل الديث أنه بتحقيق التوحيد الالص ل رب العالي وبالعمل الوافق لسنة النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وهديه يتحقق النصر والتمكي فهما شرطا قبول العمال‪ .‬وها أيضا‬
‫شرطا النصر والتمكي وعودة اللفة(*) السلمية حسب الوعد اللي (وعد ال الذين آمنوا‬
‫منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم‬
‫دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) الية‪ .‬ولذلك فهم يسعون بالدعوة‬
‫بالوسائل الشرعية على أساس تصفية التوحيد من البدع(*) والنرافات العقدية والسلوكية‬
‫وتصفية الحاديث من الوضوعات وتربية المة على ذلك‪.‬‬
‫‪10‬ـ ماربة الفرق الضالة النحرفة مثل الشيعة والقاديانية والبيلوية والبابية والبهائية وغيها‪،‬‬
‫والتصدي لملت الفكار الدامة العاصرة العادية للسلم‪ ،‬مثل العلمانية والرأسالية‬
‫والشيوعية والشتراكية وغيها باتاذ كل الوسائل الشروعة‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ جاعة أهل الديث تستمد الحكام من الكتاب والسنة‪ ،‬على طريقة الفقهاء الحدثي‬
‫من السلف الصال أهل السنة والماعة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ كما أن أهل الديث مولعون بكتب السلف الصال عامة وبكتب ومؤلفات إمام أهل‬
‫السنة والماعة أحد بن حنبل وشيخ السلم ابن تيمية والمام ابن قيم الوزية والمام ممد‬
‫بن عبد الوهاب ـ رحهم ال تعال ـ كما ينشرون كتب أعلم الدعوة السلفية (*)‬
‫العاصرين كالشيخ العلمة عبد العزيز بن باز مفت عام الملكة العربية السعودية الال‬
‫والحدث العلمة ممد ناصر الدين اللبان ‪ -‬رحهما ال ‪. -‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫تتركز جاعة أهل الديث ف كل من بلد الند وباكستان وبنغلديش ونيبال وكشمي‬
‫وسيلنكا وجزر فيجي ولم مركز ف بريطانية وجعياتم ف هذه الدول كلها معروفة باسم‬
‫جعية أهل الديث‪.‬‬

‫ـ ف كل دولة من هذه الدول الذكورة يوجد مركزا للجمعية تتبعه فروع موزعة حسب‬
‫الوليات والديريات‪.‬‬

‫إل أن للجمعية قيادة مستقلة ف كل دولة‪ ،‬وذلك أمر إداري بت‪ ،‬لكنه يمعهم جيعا النهج‬
‫السلفي الوحد الذي تتبناه المعية ف الصل‪.‬‬
‫تعمل المعية ف ولية كيال بالند من خلل خس جعيات إصلحية سلفية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ندوة الجاهدين‪ :‬ويتركز جل عملها ف الدعوة بي عامة الناس وخاصتهم وهي المعية‬
‫الم للجنحة الخرى‪ ،‬وعدد الفروع‪ 475 :‬فرعا‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ جعية العلماء بكيال وتعمل ف الفتاء والبحوث العلمية والدعوة والرشاد‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ اتاد الشبان الجاهدين‪ :‬مال عمله قطاع الشباب (دعوة‪ ،‬تربية‪ )...‬عدد الفروع‪:‬‬
‫‪ 471‬فرعا‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ حركة (*) الطلبة الجاهدين‪ :‬تعمل بي الطلب ف متلف الراحل الدراسية ويبلغ عدد‬
‫فروعها‪.277 :‬‬

‫‪ 5‬ـ جعية (*) البنات والسيدات السلمات‪ :‬ويبلغ عدد فروعها ‪.127‬‬

‫ـ لمعية أهل الديث علقة مع بعض المعيات الخرى خارج شبه القارة الندية‪ ،‬الت‬
‫تتفق معها ف الصول والنهج (*) مثل جاعة الدعوة إل القرآن والسنة بأفغانستان‪ ،‬والمعية‬
‫الحمدية باندونيسيا وسنغافورة وماليزيا‪ ،‬وجاعة أنصار السنة الحمدية بصر والسودان‬
‫واريتريا وجعية إحياء التراث السلمي بالكويت وجعية دار الب بدب وغيها من الدعوات‬
‫السلفية (*) النتشرة ف جيع أناء العال‪ ،‬بالضافة إل عضوية جعيات أهل الديث ف الندوة‬
‫العالية للشباب السلمي ورابطة العال السلمي والجلس السلمي العالي بلندن‪ ،‬والجلس‬
‫السلمي العالي للدعوة والغاثة بالقاهرة‪.‬‬

‫يتضح ما تقدم‪:‬‬
‫أن جعية أهل الديث من أقدم المعيات والماعات السلمية ف شبه القارة الندية‪ ،‬ومن‬
‫مقاصدها الولية تصفية السلم من البدع (*) والنرافات ودعوة الناس إل إتباع منهج‬
‫السلف الصال ف مال العلم والعمل واختيار طريقة الفقهاء الحدثي ف السائل الفقهية إتباع‬
‫الدليل ونبذ التعصب الذهب بكافة صورة وأشكاله‪ .‬وكان لا على السلمي أيادي بيضاء‪،‬‬
‫فحفظ ال بم السنة وعلوم الديث ف وقت ضعفت فيه الركة العلمية ف مصر والشام‬
‫والعراق والجاز منذ القرن العاشر الجري حت بلغت منتهى الضعف ف أوائل القرن الرابع‬
‫عشر‪ .‬يقول الشيخ ممد رشيد رضا‪" :‬ولول عناية إخواننا علماء الند بعلوم الديث ف هذا‬
‫العصر‪ ،‬لقضي عليها بالزوال من أمصار الشرق‪ "...‬ويقول الشيخ مناظر أحسن الكيلن من‬
‫تلميذ الشيخ أنور شاه الكشميي الديوبندي‪" :‬إن اعتناء أحناف شبه القارة الندية بالنبعي‬
‫الساسيي للدين‪ :‬الكتاب والسنة‪ ،‬فيه دخل كبي لركة أهل الديث ورفض التقليد‪ ،‬وإن ل‬
‫يترك عامة الناس التقليد إل أنه قد تطم سحر التقليد الامد والعتماد العمى"‪ .‬وقد كان‬
‫للجمعية ف باكستان دور بارز ف مساعدة حركة الهاد الفغان‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الركة السلفية ف الند‪ :‬عبد الوهاب خليل الرحن (رسالة دكتوراه غي مطبوعة)‪.‬عرب‬
‫ـ الركة السلفية ف البنغال ممد مصلح الدين (رسالة ماجستي)‪.‬‬
‫ـ ملة المة القطرية العدد ‪30‬عام ‪1404‬هـ ديسمب ‪1983‬م‪.‬‬
‫ـ جهود ملصة ف خدمة السنة د‪ .‬عبد الرحن بن عبد البار الفريوائي‪ ،‬طبع الامعة السلفية‬
‫ببنارس ‪1406‬هـ‪ .‬عرب‪.‬‬
‫ـ جهود أهل الديث ف خدمة القرآن الكري د‪ .‬عبد الرحن بن عبد البار الفريوائي ط‪.‬‬
‫الامعة السلفية ببنارس ‪1413‬هـ‪ .‬عرب‪.‬‬
‫ـ دعوة المام ممد بن عبد الوهاب ف شبه القارة الندية‪ ،‬أبو الكرم بن عبد الليل السلفي‬
‫ط‪ .‬مكتبة دار السلم بالرياض ‪1413‬هـ‪ .‬عرب‪.‬‬
‫ـ جعية أهل الديث الركزية بالند ـ نشأتا وأهدافها‪ ،‬جعية أهل الديث بالند ط‪،‬‬
‫الطبعة السلفية ببنارس‪.‬‬
‫ـ تراجم علماء أهل الديث ف الند‪ ،‬أبو يي إمام خان النوشهروي ط‪ .‬لهور‬
‫‪1391‬هـ‪.‬‬
‫ـ سياسيات بر صغي بي أهل الديث كاحصة ممد أسلم‪ ،‬الفيوز "مساهة أهل الديث‬
‫ف سياسية شبه القارة الندية"‪ .‬فورى ط جامعة تعليم السلم بامونانن ـ باكستان‪ ،‬أردو‪.‬‬
‫ـ جاعة أهل الديث كي تصنيفي خدمات‪ ،‬ممد مستقيم السلفي‪ ،‬ط الامعة السلفية‬
‫ببنارس ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫ـ جاعة أهل حديث كي تدريس خدمات‪ ،‬عابد حسن الرحان‪ ،‬وعزيز الرحن السلفي ط‪.‬‬
‫الامعة السلفية ببنارس ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫ـالتذكارـالؤترالدول السادس ‪1992‬م د‪ .‬ممد عبد الرحن‪ ،‬جعية أهل الديث‬
‫بنغلديش‪ ،‬عرب‪.‬‬
‫ـ تاريخ أهل الديث جامو وكشمي الكلية السلفية‪ ،‬عرب‪.‬‬
‫ـ أثر دعوة شيخ السلم ابن تيمية ف الركات السلمية العاصرة صلح الدين مقبول ط‪.‬‬
‫ممع البحوث العلمية السلمية ـ نيودلي‪ ،‬عرب‪.‬‬
‫ـ اللفة الراشدة ـ عبد الرؤوف الرحان‪.‬‬
‫ـ تاريخ أهل الديث للشيخ ممد إبراهيم السيالكوت‪.‬‬
‫ـ تاريخ أهل الديث للشيخ أحد الدهلوي‬
‫ـ فقهاء الند ممد إسحاق البهت ـ تسع ملدات‪.‬‬
‫ـ الهود التأليفية لعلماء أهل الديث؛ الشيخ أبو يي إمام خان النوشهري‪.‬‬
‫ـ ملة صوت المة ـ تصدرها الامعة السلفية ببنارس‪.‬‬
‫ـ ملة أهل الديث ـ تصدر من امرتسرو ـ لهور ـ دهلي‪.‬‬
‫جاعة أنصار السنة الحمدية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫جاعة أنصار السنة الحمدية‪ :‬جاعة إسلمية سلفية (*) قامت ف مصر أولً ث انتشرت ف‬
‫غيها للدعوة إل السلم على أساس من التوحيد الالص والسنة الصحيحة لتطهي العتقاد‬
‫ونبذ البدع والرافات كشرط لعودة اللفة (*) ونضة المة السلمية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫مر تاريخ جاعة أنصار السنة الحمدية بصر برحلتي تارييتي ها‪:‬‬

‫مرحلة التأسيس‪:‬‬

‫ـ تأسست جاعة أنصار السنة الحمدية عام (‪1345‬هـ ـ ‪1926‬م) بدينة القاهرة‪ ،‬على‬
‫يد الشيخ ممد حامد الفقي وبشاركة مموعة من أخوانه‪ :‬الشيخ ممد عبد الوهاب البنا‪،‬‬
‫ممد صال الشريف‪ ،‬عثمان صباح الي‪ ،‬حجازي فضل عبد الميد ف الوقت الذي كانت‬
‫تعج فيه مصر ومعظم بلدان العال السلمي بالشركيات والبدع(*) والرافات بسبب تسلط‬
‫التصوف والصوفية على الناحي الفكرية والؤسسات الدينية‪ ،‬فكان تأسيس الماعة للدعوة‬
‫لتجديد الدين(*) على أساس من التوحيد الالص والسنة الصحيحة وماربة الشرك والبدعة ف‬
‫كافة صورها‪.‬‬

‫ـ نشأ الشيخ ممد حامد الفقي ‪1310‬هـ ‪1378‬هـ (‪1892‬هـ ـ ‪1959‬م) ف بيت‬
‫علم ودين‪ ،‬فكان والده زميلً ف الدراسة للشيخ ممد عبده‪ .‬وف عام ‪1322‬هـ ـ‬
‫‪1904‬هـ بدأ الشيخ ممد حامد الفقي دراسته الزهرية‪ ،‬وما بلغ سن الثامنة عشرة من‬
‫عمره حت نبغ والتف حوله أقرانه واتذوه شيخًا لم‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1917‬م حصل الشيخ على شهادة العالية من جامعة الزهر‪ ،‬وانطلق بدعوته إل‬
‫التوحيد الالص والدفاع عن السنة من خلل مسجد شركس بالقاهرة الذي تول إمامته ث‬
‫من مسجد هدّارة الذي ظل إماما له حت وفاته‪ .‬ومن خلل القاهي والنتديات ف القاهرة زاد‬
‫التفاف الناس حول دعوته ما عرضه وأتباعه إل الزيد من الضايقات والضطهاد من أصحاب‬
‫الطرق الصوفية وأهل الضلل‪.‬‬

‫ـ بدأ التفكي بدية ف إنشاء جعية أو دارًا تمل فكرتم وتنشر مبادئهم‪ ،‬وافتتحت ف‬
‫ديسمب ‪1926‬م تت اسم "دار جاعة أنصار السنة الحمدية" واختي الشيخ ممد حامد‬
‫الفقي رئيسًا لا‪ ،‬فأخذت الدعوة بعدًا آخر وزاد عدد أتباعها‪ ،‬ما أثار حنق بعض كبار‬
‫موظفي قصر الكم بعابدين على الشيخ‪ ،‬فعملوا بكل السبل لصد الناس عنه وعن دعوته‪،‬‬
‫لدرجة دفع بعض الأجورين لحاولة قتله‪ .‬وأثناء سفر الؤسس إل الجاز لدة ثلث سنوات‬
‫اعترت الماعة فترة ركود‪.‬‬

‫ـ وبعد عودة الشيخ من الجاز دب النشاط ف الماعة مرة أخرى حيث وضع لا قانونا‬
‫وكون لا إدارات جديدة‪ ،‬فزاد عدد الفروع داخل القاهرة واليزة وانتقلت إل السكندرية‬
‫وبعض الحافظات وبلغ أتباعها اللف‪.‬‬

‫ـ بعد أن استوى عود الماعة وبلغ أشده‪ ،‬أسس الشيخ ممد حامد الفقي ملة الدي النبوي‬
‫لتكون لسان حال الماعة والعبة عن عقيدتا ودعوتا والناطقة ببادئها‪ .‬وتول هو رئاسة‬
‫تريرها‪ ،‬وشارك ف تريرها مموعة من العلماء العروفي أمثال الحدث الشيخ أحد شاكر‪،‬‬
‫والستاذ مب الدين الطيب‪ ،‬والشيخ مي الدين عبد الميد‪ ،‬والشيخ ممود شلتوت شيخ‬
‫الزهر وغيهم‪.‬‬
‫ـ مع تطور أعمال الماعة الدعوية أنشأ الشيخ الفقي مطبعة السنة الحمدية لنشر كتب‬
‫السلف وبوجه خاص كتب ابن تيمية وابن القيم‪ ،‬فجمعت مبته لما بينه وبي شيخي الزهر‬
‫الشيخ ممود شلتوت والشيخ عبد الجيد سليم‪ ،‬اللذين أيدا دعوة الشيخ الفقي‪.‬‬

‫ـ شارك الشيخ حامد الفقي الجاهدين جهادهم (*) ضد الحتلل البيطان لصر أبان‬
‫الرب العالية الثانية‪ ،‬كما ساهم ف طباعة النشورات ضد الحتلل البيطان لصر‪.‬‬

‫ـ اشتد الصراع بي الماعة وأصحاب الطرق الصوفية من ناحية وبي الماعة وأصحاب‬
‫دعوات التغريب والعلمنة من ناحية أخرى‪ ،‬فعل صوت الشيخ ف النكار عليهم وعلى‬
‫واضعي القواني الوضعية(*) حيث يقول‪" :‬من اتذ من كلم الفرنة قواني يتحاكم إليها ف‬
‫الدماء‪ ،‬والفروج‪ ،‬والموال‪ ،‬ويقدمها على ما علم وتبيّن له من كتاب ال وسنة رسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم فهو بل شك كافر مرتد‪ ،‬إذا أصر عليها‪ ،‬ول يرجع إل الكم با أنزل ال‪ ،‬ول‬
‫ينفعه أي اسم تسمى به‪ ،‬ول أي عمل من ظواهر أعمال الصلة والصيام والج ونوها"‪،‬‬
‫حيث كان من أهم صفاته تسمية الشياء بأسائها بدون مداهنة ف القول أو ماملة ف الق‪،‬‬
‫إذ كان يسمى الجاملة ف الق نفاقا ومداهنة‪ ،‬ويسمي السكوت عن قول الق جبنا وذلً‪،‬‬
‫ما زاد ف اضطهاده من أهل الباطل وتعرضه للنقل من وظيفته أكثر من مرة‪.‬‬

‫ـ توف رحه ال فجر المعة ‪ 7‬رجب ‪1378‬هـ الوافق ‪16‬يناير ‪1959‬م ف دار الماعة‬
‫حيث نقل إليها حسب رغبته لصلة الفجر على أثر عملية جراحية أجريت له‪.‬‬

‫ـ وقد نعاه بعض رؤساء وعلماء الدول السلمية والعربية وشيعه جع غفي من علماء‬
‫ومشايخ الزهر وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحن تاج وشيخ الزهر للشيخ حسني ملوف‪.‬‬

‫· تواكب علي رئاسة الماعة بعد وفاة مؤسسها مموعة من العلماء البارزين أمثال‪:‬‬
‫· الشيخ عبد الرزاق عفيفي‪1323 :‬ـ ‪1351‬هـ (‪1904‬ـ ‪1932‬م) الذي حصل على‬
‫شهادة التخصص ف الفقه وأصوله (الاجستي) ث العالية (الدكتوراه) من جامعة الزهر وعمل‬
‫مدرسا ف العاهد العلمية الزهرية‪ .‬كما عاصر تأسيس الماعة ويعد الشيخ ـ رحه ال‬
‫تعال ـ من كتاب العدد الول ف ملتها الدي النبوي وأحد علماء أول هيئة لكبار العلماء‬
‫بالماعة‪ ،‬مع جع من العلماء الكبار أمثال‪ :‬الشيخ أحد شاكر والشيخ عبد الليم الرمال‪،‬‬
‫والشيخ حامد الفقي‪.‬‬

‫ـ اختي نائبا أولً لرئيس الماعة ف صفر ‪1365‬هـ الوافق فباير ‪1946‬م‪ ،‬ف الوقت‬
‫الذي كان فيه شغل رئيس الماعة لفرع مرم بك بالسكندرية‪.‬‬

‫ـ وبطلب خاص من مفت الملكة العربية السعودية الشيخ ممد بن إبراهيم‪ ،‬سافر الشيخ‬
‫ومعه الشيخ ممد خليل هراس إل السعودية للتدريس بدار التوحيد بالطائف‪ .‬وف عام‬
‫‪1370‬هـ نقل للتدريس بالعاهد العلمية وكلية الشريعة بالرياض‪.‬‬

‫ـ ف ‪ 24‬صفر ‪1379‬هـ ‪ 29‬أغسطس ‪1959‬م اختي الشيخ عبد الرزاق عفيفي‬


‫بالجاع رئيسا عاما للجماعة خلفا للشيخ حامد الفقي ـ بعد وفاته‪ ،‬واختي الشيخ عبد‬
‫الرحن الوكيل رئيسا لتحرير ملة الدي النبوي‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1380‬هـ انتدب مرة أخرى للتدريس ف الملكة العربية السعودية‪ ،‬وتدرج ف‬
‫سلك التدريس إل أن أصبح مديرًا للمعهد العال للقضاء عام ‪1385‬هـ‪ ،‬كما شارك ف‬
‫اللجان التخصصة لوضع مناهج (*) التعليم بالملكة‪ .‬وف عام ‪1391‬هـ نقل إل الدارة‬
‫العامة للبحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد وعي نائبًا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث‬
‫العلمية والفتاء‪ ،‬مع جعله عضوًا ف ملس هيئة كبار العلماء بالملكة العربية السعودية والذي‬
‫ظل يشغله حت يوم وفاته (‪ 25‬ربيع الول ‪ 1415‬الوافق ‪ 1‬أغسطس ‪1994‬م) ـ رحه‬
‫ال تعال‪ .‬وقد ترج علي يديه جيل من علماء الملكة والعال السلمي العروفي مثل‪ :‬الشيخ‬
‫عبد ال بن جبين‪ ،‬الشيخ صال اللحيدان‪ ،‬الشيخ عبد ال بن حسن بن قعود‪ ،‬الشيخ عبد‬
‫العزيز آل الشيخ‪ ،‬الشيخ عبد ال بن غديان‪ ،‬الشيخ صال السدلن‪ ،‬الدكتور صال الفوزان‪،‬‬
‫الدكتور عبد ال بن عبد الحسن التركي‪ ،‬والشيخ مناع القطان وغيهم‪ ...‬وطيلة هذه الفترة‬
‫ل تنقطع صلته بالماعة‪.‬‬

‫· الشيخ عبد الرحن الوكيل‪1332( :‬هـ ـ ‪1390‬هـ) (‪1913‬م ـ ‪1971‬م)‪ :‬تلقى‬


‫تعليمه ف الزهر وحصل على الجازة العالية من كلية أصول الدين ول يكمل دراسته العليا‬
‫لرضٍ أل به‪ ،‬رغم ما يتمتع به من سعة الطلع وقوة اللغة ووضوح العن وجال البلغة‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1936‬م التحق بماعة أنصار السنة الحمدية بتزكية خاصة من السيدة نعمة‬
‫صدقي صاحبة كتاب التبج‪ ،‬حيث شارك بعدها ف أعمال الماعة الختلفة إل أن أصبح‬
‫وكيلً أولً للجماعة وزادت مكانته الاصة عند الشيخ ممد حامد الفقي‪ .‬وقد عرفه قراء ملة‬
‫الدي النبوي بقدرته الفائقة علي القناع‪ ،‬وإفحام خصومة من أصحاب الطرق وأهل الهواء‬
‫والفرق من قاديانية وبائية وغيهم من خلل سلسلة الباث الت كان يررها تت عنوان‬
‫"طواغيت" (*) ولذلك لقبه قراء الجلة "بادم الطواغيت"‪ ،‬ما عرضه ذلك للتحقيق أمام النيابة‬
‫العامة بسبب شكاوى مشايخ الطرق الصوفية ضده‪ ،‬الت رد عليها ف كتابه رسالة إل شيخ‬
‫مشايخ الطرق الصوفية الت صدرت فيما بعد بعنوان هذه هي الصوفية وترجت إل اللغة‬
‫الندونسية‪ .‬كما توالت الردود أيضا من أنصار السنة ف السودان وجاعة الدعوة الحمدية‬
‫للصراط الستقيم ف حلب بسوريا‪ ،‬برئاسة الشيخ ممد نسيب الرفاعي‪.‬‬

‫ـ انتدب للعمل بالعهد العلمي بالرياض بصحبة الشيخ ممد عبد الوهاب البنا ـ أحد‬
‫الؤسسي الوائل للجماعة عام ‪1371‬هـ ـ ‪1952‬م‪.‬‬

‫ـ بعد انتخاب الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيسا عاما للجماعة عي الشيخ الوكيل نائبا له ف‬
‫‪ 22‬صفر ‪1379‬هـ ـ ‪ 27‬أغسطس ‪1959‬م‪ ،‬وبعد سفر الشيخ عبد الرزاق عفيفي إل‬
‫السعودية انتخب رئيسا عاما للجماعة ف ‪ 15‬مرم ‪1380‬هـ ـ ‪ 9‬يوليو ‪1960‬م‬
‫وانتخب الدكتور ممد خليل هراس نائبًا له‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1969‬م أدمت الكومة الصرية جاعة أنصار السنة الحمدية ف المعية الشرعية‬
‫لتجمد نشاطها‪ ،‬وبذلك توقفت ملة الدي النبوي الت كان يشغل الشيخ الوكيل رئاسة‬
‫تريرها‪ .‬وف تلك الثناء انتدب الشيخ الوكيل للتدريس ف كلية الشريعة بكة الكرمة وظل‬
‫يشغل وظيفة أستاذ للعقيدة بقسم الدراسات العليا إل أن توف رحه ال ف ‪ 22‬جادى الول‬
‫‪1390‬هـ الوافق ‪1971‬م ملفًا تراثا علميا ما بي التأليف والتحقيق يدل على مكانته‬
‫العلمية العالية‪.‬‬

‫ـ وهكذا انتهت الرحلة الول من تاريخ الماعة لتبدأ مرحلة جديدة‪:‬‬

‫· إعادة الشهار‪:‬‬

‫· يعد الشيخ ممد عبد الجيد الشافعي العروف بـ "رشاد الشافعي" (‪1338‬ـ‬
‫‪1411‬هـ) (‪1919‬م – ‪1990‬م) الؤسس الثان للجماعة الذي كان يشغل منصب‬
‫سكرتي عام للجماعة والشرف على الفروع قبل تميد نشاطها‪ ،‬بانب عمله مديرا عاما‬
‫لديرية التموين بحافظة اليزة‪ ،‬إذ بذل قصارى جهده ف السعي لعادة إشهار الماعة مرة‬
‫أخرى وقد ت له ذلك ف عهد رئيس مصر السابق أنور السادات ف عام ‪1390‬هـ ـ‬
‫‪1972‬م‪.‬‬

‫ـ وبعد ثلث سنوات ‪1393‬هـ من إعادة الشهار أصدر العدد الول من ملة التوحيد‬
‫لتكون بديلً عن ملة الدي النبوي‪ ،‬وتول هو رئاسة تريرها‪ ،‬ث الشيخ عنتر حشاد‪ ،‬ومن‬
‫بعده تول الشيخ أحد فهمي رئاسة تريرها‪ .‬ومن ث عاد نشاط الماعة إل سابق عهده‪،‬‬
‫وزاد عدد أتباعها وكثرت عدد الفروع النتسبة إليها‪.‬‬
‫· ف عام ‪1975‬م وف حياة الؤسس الثان للجماعة الستاذ ممد رشاد الشافعي ت انتخاب‬
‫الشيخ ممد علي عبد الرحيم رئيسا للجماعة خلفا له‪ ،‬ومن ث ترأس فرع الماعة بحافظة‬
‫اليزة حت وفاته عام (‪1411‬هـ‪1990 /‬م)‪.‬‬

‫ـ ولد الشيخ ممد علي عبد الرحيم بحافظة السكندرية‪ ،‬وحفظ القرآن الكري ف صغره ث‬
‫التحق بدرسة العلمي بالسكندرية حيث ترج منها عام ‪1923‬م‪ ،‬وظل يعمل ف حقل‬
‫التعليم‪ ،‬وقد رقي ف الوظائف التعليمية الختلفة حت صار موجها‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1943‬م أسس جاعة إخوان الج بالسكندرية ومن خللا تعرف على الشيخ‬
‫ممد حامد الفقي عام ‪1948‬م أثناء أحد رحلت الج‪.‬‬

‫ـ جع حبه للسنة والتوحيد بينه وبي الشيخ ممد عبد السلم الشقيي صاحب كتاب السنن‬
‫والبتدعات والشيخ أبو الوفاء درويش علمة الصعيد‪ ،‬والشيخ عبد العزيز بن راشد النجدي‬
‫وعلى أيديهم انتشرت دعوة التوحيد ف السكندرية وما حولا‪.‬‬

‫ـ يعد الشيخ أحد العلماء البزين ف الهتمام بالسنة‪ ،‬مع براعته ونبوغه ف علم الغرافيا‪،‬‬
‫ويذكر له دور بارز ف تأسيس العاهد العلمية ووضع مناهجها بالملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫ويذكر أنه ظل لسنوات طويلة يدرس بالرم الكي‪.‬‬

‫ـ تول رئاسة الماعة ف حياة رئيسها السابق نتيجة لنتخابه من أعضاء المعية العمومية‪.‬‬
‫وف عهده توسعت الماعة ف بناء الراكز السلمية الت تقدم خدمات متكاملة لعموم‬
‫السلمي‪ ،‬وبناء الستشفيات والستوصفات السلمية بالضافة إل تقدي الساعدات‬
‫والكفالت لليتام والحتاجي‪ ،‬وتضاعفت أعداد ملة التوحيد ف عهده من ‪ 5‬آلف إل‬
‫‪36‬ألف نسخة‪.‬‬
‫ـ كانت لدروس الشيخ وعلماء الماعة أثرها البالغ على الشباب وباصة بامعت‬
‫السكندرية والقاهرة حيث عمقت مفاهيم الدعوة والنهج(*) السلفي(*) الذي قاد تيار‬
‫الصحوة السلمية الذي يدعو إل التوحيد ويبي السنة ويارب الشرك ويدحض البدعة‪.‬‬
‫وأصبح الكتاب السلمي السليم واسع النتشار‪ ،‬بعد أن كان سوق الكتاب حكرا على‬
‫كتب الصوفية وأهل الهواء والتغريب‪ ،‬وعم الجاب وانتشرت الفضيلة‪ ،‬وانسر تيار‬
‫التصوف ف بيئات مدودة‪.‬‬

‫ـ وف فترة رئاسة الشيخ ممد علي عبد الرحيم عادت مؤترات الماعة لسابق عهدها‪ ،‬فعقد‬
‫الؤتر الول للدعاة‪ ،‬وتصدت ملة التوحيد تت رئاسة رئيس تريرها الشيخ أحد فهمي لتيار‬
‫التغريب والعلمنة وكشفت رموز التيار الرافضي(*) والباطن(*) التنامي ف وقتها‪ .‬بالضافة‬
‫إل بيان الكم الشرعي ف كثي من الحداث والشكلت الستجدة على الساحة الصرية‬
‫والسلمية بوجه عام‪.‬‬

‫ـ نال رجال الماعة والكثي من أعضائها ما نال غيهم من التضييق والضطهاد والعتقال‬
‫ف أكثر من مناسبة‪.‬‬

‫· انتخب الشيخ صفوت نور الدين لنصب الرئيس العام للجماعة‪ ،‬خلفا للشيخ ممد على‬
‫عبد الرحيم بعد وفاته ‪1991‬م‪ .‬والشيخ صفوت أحد العلماء الهتمي بالسنة النبوية‬
‫وعلومها‪ ،‬وقد تيزت فترة رئاسته بالهتمام بإنشاء العاهد العلمية لتخريج الدعاة‪ ،‬وتقدي‬
‫الكفالت لطلب العلم‪ ،‬كما توسعت الماعة ف إنشاء الساجد وتسيي القوافل الدعوية‬
‫وإنشاء مراكز تفيظ القرآن وإقامة السابيع الثقافية بشكل دوري ف جيع فروع الماعة على‬
‫مستوى القطر الصري‪ ،‬ف الوقت الذي ل تمل الهتمام بتقدي الساعدات الجتماعية‬
‫الختلفة للمحتاجي وكفالة اليتيم‪ ،‬بالضافة إل التصدي لكافحة كافة أشكال التغريب‬
‫والعلمنة للمجتمع الصري‪ ،‬مع الهتمام بإبراز قضايا السلمي والقليات السلمية والتعريف‬
‫با من خلل ملة التوحيد‪ ،‬الذي ترأس تريرها الشيخ صفوت الشوادف‪.‬‬

‫ـ كما شهدت فترة رئاسته تنسيقا وتقاربا مع اليئات السلمية الرسية مثل الزهر و وزارة‬
‫الوقاف‪ .‬وقد شاركت الماعة كعضو مراقب ف اجتماعات الجلس السلمي العالي‬
‫للدعوة والغاثة بالقاهرة‪.‬‬

‫· برز خلل مسية الماعة عدد من العلماء الشهورين أمثال‪ :‬الشيخ عبد الظاهر أبو السمح‬
‫إمام الرم الكي ومؤسس ومدير دار الديث اليية بكة الكرمة‪ ،‬والشيخ عبد الرزاق حزة‬
‫عضو هيئة كبار العلماء بالملكة العربية السعودية سابقا‪ ،‬والشيخ أبو الوفا درويش رئيس فرع‬
‫الماعة بسوهاج‪ ،‬والدكتور ممد خليل هراس أستاذ العقيدة بامعت الزهر وأم القرى‪،‬‬
‫الشيخ ممد عبد الوهاب البنا الدرس بالرم الكي والدكتور ممد جيل غازي الرئيس العام‬
‫للجماعة سابقا‪ ،‬وغيهم‪.‬‬

‫· اليكل الداري للجماعة‪:‬‬

‫ـ الرئيس العام للجماعة‪ :‬وهو الذي ينتخب من قبل المعية العمومية للجماعة‪.‬‬

‫ـ المعية العمومية للجماعة‪ :‬ويثل فيها عن كل فرع عضوان فقط‪ ،‬ما عدا القاهرة حيث‬
‫يثلها خسة عشر عضوًا‪ ،‬والسكندرية ويثلها سبعة أعضاء وذلك ل تساعهما وكثرة عدد‬
‫الفروع بما‪.‬‬

‫ـ ملس إدارة الماعة‪ :‬وهو الذي ينتخب من بي أعضاء المعية العمومية للجماعة ويتكون‬
‫من الرئيس ونائبه‪ ،‬الوكيل‪ ،‬السكرتي العام‪ ،‬أمي الصندوق‪ ،‬عشرة من العضاء‪.‬‬
‫ـ اليئة التنفيذية‪ :‬وهي العينة من قبل أعضاء ملس الدارة وتشمل إدارات‪ :‬التخطيط‬
‫والتابعة‪ ،‬الدعوة والعلم والبحث العلمي‪ ،‬الشروعات الدعوية والغاثية‪ ،‬الالية‪ ،‬العلقات‬
‫العامة‪ ،‬الفروع‪ ،‬الشباب‪ ،‬الشئون القانونية‪.‬‬

‫ف السودان وإريتريا‪:‬‬

‫· بدأت الماعة كمجموعة صغية تدعو إل التوحيد ف سنة ‪1935‬م علي يد الشيخ أحد‬
‫حسون الذي تلقى الدعوة من الشيخ عبد الرحن بن حجر الغرب النسية‪ ،‬حيث انتظم ف‬
‫حلقاته التعليمية ‪1917‬م بدينة النهود بنوب غرب السودان‪.‬‬

‫ـ التقى الشيخ أحد حسون بالشيخ ممد الفاضل التقلوي الذي تلقى الدعوة على يد‬
‫الشيخ عوض الكري الزهري الاصل على العالية من الزهر وتلميذ حلقات الشيخ ممد‬
‫عبده والسيد ممد رشيد رضا‪ .‬واتفقا على قيام جاعة تدعو إل التوحيد والسنة تت مسمى‬
‫أنصار السنة الحمدية تأسيا بماعة أنصار السنة ف مصر الت كانت تصلهم ملتها الدي‬
‫النبوي‪ ،‬وتول رئاسة الماعة الشيخ ممد الفاضل التقلوي للفترة من (‪1919‬ـ ‪1948‬م)‬
‫ومن ث توطدت علقة الماعة بالركز العام ف مصر‪ ،‬وأصبح لعلماء الماعة ف مصر زيارات‬
‫وماضرات لفرع الماعة بالرطوم‪ .‬ف عام ‪1948‬م انتدب الشيخ التقلوي للعمل كمدرس‬
‫ف الدارس العربية ف إريتريا‪ ،‬فانتخب الشيخ عبد الباقي يوسف نعمة‪ ،‬مدير جعية الحافظة‬
‫على القرآن الكري ف أم درمان والاصل على الشهادة العالية من الزهر‪ ،‬رئيسا للجماعة‬
‫خلفا للشيخ التقلوي‪.‬‬

‫· ف عام ‪1956‬م تول رئاسة الماعة الشيخ ممد هاشم الدية ـ الرئيس الال للجماعة‬
‫ـ الذي بدأ حياته متصوفًا ف الطريقة التمية ث العزائمية ومن خلل حضوره لدروس الشيخ‬
‫عبد الباقي يوسف نعمة آمن بدعوة أنصار السنة وانلع من التصوف وأصبح عضوًا فعالً ف‬
‫الماعة إل أن تول رئاستها فخطى با خطوات واسعة نو الشاركة ف الياة العامة‪ ،‬وتنامت‬
‫ل لنصار السنة ف السودان ف‬ ‫ف عهده علقات الماعة الداخلية والارجية‪ ،‬فقد شارك مث ً‬
‫تكوين رابطة العال السلمي ‪1962‬م كما شارك ف مؤتر كراتشي ‪1963‬م تت رئاسة‬
‫الفت أمي السين‪ ،‬وكان أحد الؤسسي للمركز السلمي الفريقي "جامعة أفريقيا العالية"‬
‫بالرطوم ‪1965‬م‪ .‬وقد سافر آنذاك إل بعض الدول الفريقية (كينيا‪ ،‬تنانيا) وأحضر عددا‬
‫من الطلب لتعليمهم ف الركز وتأهيلهم للدعوة ف بلدهم‪.‬‬

‫ـ ومن أبرز جهود الماعة ف عهده‪:‬‬

‫‪1‬ـ قامت الماعة بدور بارز ف فضح أفكار وعقائد غلة الصوفية الت مازالت صاحبة‬
‫النفوذ القوي ف الجتمع السودان ما عرض الماعة للعديد من الضايقات‪ ،‬والضطهاد‪،‬‬
‫وذلك بالضافة إل تذير السلمي من عقائد الرافضة(*) والعتزلة والوارج(*) والتاهات‬
‫الباطنية(*) والعقلنية والعلمانية بصورها الختلفة‪.‬‬
‫‪2‬ـ كان للجماعة حضور وتفاعل ف الياة العامة السودانية‪ :‬فقد شاركت ف البهة‬
‫السلمية للمطالبة بدستور إسلمي ف السودان ‪1957‬م‪ ،‬وكذلك شاركت ف جبهة اليثاق‬
‫السلمي ‪1964‬م‪ ،‬وف النتخابات النيابية ‪1986‬م قامت بدعم الرشحي السلميي‬
‫وأقامت الندوات والحاضرات لتبصي الناس بالسلم عقيدةً وشريعةً ونظاما للحكم‪،‬‬
‫وللتحذير من أهل العلمنة والتغريب والفجور ومن مناهجهم الباطلة‪ ،‬كما عقدت مؤترا‬
‫كبيا ‪1989‬م حول عدد من القضايا من ضمنها‪ :‬الفهوم السلفي للعمل السياسي‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تعتب الماعة من أوائل من نادى بالهاد (*) ف النوب ضد جون قرنق وعصابته‪.‬‬

‫‪4‬ـ وف مال الدعوة إل ال تعال اشتهرت الماعة بإقامة حلقات للدعوة ف السواق‬
‫والساحات العامة وأماكن التجمع ف الدن والقرى على حد سواء‪ ،‬بانب تسيي القوافل‬
‫الدعوية والغاثية للمناطق النائية‪ ،‬بالضافة إل إقامة السابيع الثقافية ف متلف فروع الماعة‬
‫الت تتضمن بالضافة إل الحاضرات‪ ،‬والندوات ملصقات توجيهية ومعارض وكتب‪ ،‬وتوزيع‬
‫للحجاب الشرعي‪ .‬وقامت بفر البار وإقامة الشروعات الجتماعية‪ .‬كما قامت بنشر‬
‫وتوزيع كميات كبية من الكتب والرسائل السلمية وباصة التعلقة بتصحيح العقيدة‬
‫والعبادات‪ ،‬والدعوة إل السنة‪ ،‬والتحذير من البدعة(*)‪ .‬وف الوقت ذاته ل تمل الماعة الرأة‬
‫حيث خصصت لا برامج خاصة‪ ،‬إيانا منها بأهية دورها الجتماعي والتربوي ف الجتمع‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ وف مال مقاومة التنصي فإن للجماعة دور بارز ف بث الدعوة ف أوساط النوبيي من‬
‫وثنيي(*) ونصارى ما أدى إل إسلم الكثي منهم ـ بفضل ال تعال ـ وقيامهم بنشر‬
‫السلم وبناء الساجد ف مناطقهم‪ .‬هذا بالضافة إل الناظرات مع النصارى‪ ،‬ومن أشهرها‬
‫الناظرة الت نظمتها الماعة عام ‪1979‬م مع ثانية عشر قسيسا‪ ،‬لعدة أيام وانتهت بإعلن‬
‫إسلمهم جيعا على يد مموعة من علماء السلمي‪ ،‬وعلى رأسهم الدكتور ممد جيل غازي‬
‫نائب الرئيس العام للجماعة ف مصر واللواء أحد عبد الوهاب‪.‬‬

‫· وللجماعة هيكل إداري مستقل ياثل اليكل الداري للمركز العام للجماعة ف مصر مع‬
‫الختلف ف بعض السميات‪.‬‬

‫· انتشرت دعوة أنصار السنة ف العديد ف البلدان الفريقية مثل إريتريا وإثيوبيا وتشاد وأفريقيا‬
‫الوسطى بواسطة الطلب الفارقة الذين يدرسون ف الامعات السودانية أو أثناء القامة‬
‫بالراضي السودانية أو الرور با إل الراضي القدسة لداء فريضة الج‪ ،‬أو بسبب نزوح‬
‫اللجئي من تلك الدول أثناء الروب والجاعات حيث تعرفوا على الدعوة ونقلوها إل‬
‫بلدهم‪.‬‬

‫· ف عام ‪1405‬هـ ت إصدار ملة الستجابة لتكون لسان حال الماعة‪.‬‬

‫· ومن أبرز علماء الماعة ف السودان ودعاتا‪:‬‬


‫ـ الشيخ أبو زيد ممد حزة الذي تلقى الدعوة على يد الشيخ حامد الفقي مؤسس الماعة‬
‫ف مصر‪ ،‬وعلى أيدي علماء الماعة‪ .‬وقد ظل بصر حت وفاة الشيخ الفقي ‪1959‬م فعاد إل‬
‫السودان وأخذ ينشر الدعوة ف مدينته "وادي حلفا" والناطق الجاورة لا‪ ،‬وكان للمرأة من‬
‫دروسه نصيبا حيث خصص لا أماكن خاصة ف دروسه‪ ،‬فالتف الناس حوله وزاد أتباعه ما‬
‫أثار أتباع الطريقة التمية ضده‪ .‬وف سنة ‪1977‬م بث التلفزيون السودان مناظرة بينه وبي‬
‫الشيخ علي زين العابدين أحد أقطاب الطريقة التمية الت بي فيها زيف مبادئهم وبطلن‬
‫معتقداتم ما كان لا أثر كبي ف انتشار دعوة الماعة أكثر ف الجتمع السودان‪.‬‬

‫ـ الشيخ ممد السن عبد القادر‪ :‬خريج دار الديث بكة الكرمة وتلميذ الشيخ عبد الظاهر‬
‫أبو السمح‪ ،‬تلقى الدعوة على يد الشيخ ممد الطيب عام ‪1946‬م وتأثر به حيث كان‬
‫للشيخ الطيب نشاط ملموس ف الدعوة ف مدينة أغوردات بإريتريا ومن ث نشط الشيخ ممد‬
‫السن ف الدعوة كذلك‪ .‬ما عرضه للكثي من الصعوبات والشاق من أصحاب الطرق‬
‫الصوفية فانتقل بدعوته إل مدينة كرن ث أسرا حيث عمل مدرسا بدرسة الالية العربية فيها‪،‬‬
‫ومن خلل التدريس با استطاع نشر دعوته ف النطقة‪ .‬ومن أبرز جهوده ف تلك الفترة‬
‫توحيده لنصار السنة ف إريتريا‪ ،‬كما نظم جهودهم ومناشطهم فظهرت دعوتم ف متلف‬
‫مناحي الياة الجتماعية بالنطقة‪ ،‬بالضافة إل دورهم البارز ف الهاد(*) الريتري ضد‬
‫الحتلل الثيوب وأعوانه‪.‬‬
‫وف عام ‪1963‬م استقر الشيخ ف منطقة كسل بالسودان وفيها واصل دعوته فظهرت أثار‬
‫الماعة ف كسل وبورتسودان وشرق السودان‪ .‬وما يذكر للشيخ نشاطه الدعوي ف عدد من‬
‫الدول الفريقية والسيوية مثل‪ :‬الغرب‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬وغانا‪ ،‬وإثيوبيا‪ ،‬وغينيا‪ ،‬ونيجييا‪ ،‬وكينيا‪،‬‬
‫وبعض الدول السيوية مثل‪ :‬إندونيسيا وتايلند وبنغلديش وبعض الدول الوروبية وباصة‬
‫هولندا‪.‬‬
‫ـ الشيخ مصطفى ناجي‪ :‬الذي انضم إل جاعة أنصار السنة بعد أن تلقى العلم على الشيخ‬
‫أبو طاهر ممود السواكن أحد علماء الزهر‪ .‬ومنذ تأسيس أول مسجد للجماعة ف الرطوم‬
‫عام (‪1957‬م) بي السجانه (الركز العام الال للجماعة) تول الشيخ إمامته إل اليوم‬
‫بالضافة إل مسؤوليته عن إعداد الدعاة والطباء ف الماعة‪.‬‬

‫· ف ليبييا‪:‬‬
‫ـ تأسست الماعة ف ليبييا أولً تت مسمى جاعة أهل السنة برئاسة الشيخ حبيب‬
‫الشريف‪ ،‬وبعد أن تعرف على دعوة جاعة أنصار السنة ف مصر أثناء حضوره أحد الدورات‬
‫التدريبية للئمة والدعاة بالزهر ‪1988‬م واطلع على نشاطها فآمن بصحة منهجها وصدق‬
‫دعوتا‪ .‬وبعد عودته إل بلده غي اسم جاعته من أهل السنة إل أنصار السنة الحمدية تأسيا‬
‫بنهجها(*) وطريقة دعوتا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· حددت اللئحة الداخلية للجماعة أهدافها وممل أفكارها وقد لصها أحد قادة الماعة ـ‬
‫ممد حسي هاشم ـ ف رسالة الؤتر العام لماعة أنصار السنة الحمدية قائلً‪:‬‬

‫ـ فهذه عقيدة أنصار السنة الحمدية واضحة ف مبادئها العشرة‪:‬‬

‫‪1‬ـ نعتقد أن الصل ف الدين (*) هو الكتاب والسنة (بفهم السلف الصال) ـ أما الئمة‬
‫الجتهدون والعلماء والحدثون فهم أئمة خدموا السلم أجل خدمة‪ ،‬وهم بنلة العلمي‬
‫والبلغي‪ ،‬نبهم ونلهم ونعظمهم وندافع عنهم ونتبعهم إتباع الستني التأمل‪ ،‬لوجوه‬
‫الستدلل لن يكون من أهل التأمل والستدلل‪ ،‬ث نتعاون فيما نتفق عليه‪ ،‬ونتسامح فيما‬
‫نتلف فيه (ما دام المر اجتهاديا ول مانع من الناقشة بقصد الوصول إل الق وف جو‬
‫الخوة السلمية)‪.‬‬
‫‪2‬ـ نعتقد أن صفات ال عز وجل هي كما وصف نفسه ووصفه با رسول صلى ال عليه‬
‫وسلم حقيقة من غي تشبيه (*) ـ تثيل ـ ول تأويل (*) ـ تريف ـ ول تعطيل (*)‪ ،‬ث‬
‫نكف عن الدل (*) ف ذلك‪ ،‬ونسكت عما سكت عنه الصحابة والسلف‪ ،‬ونتكلم فيما‬
‫تكلموا‪ ،‬لنا فيهم أسوة حسنة‪ ،‬ونشتغل بالكمة اللية ف اللق والتشريع لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬تفكروا ف آلء ال‪ ،‬ول تفكروا ف ذات ال فإنكم ل تقدرون قدره"‪.‬‬

‫‪3‬ـ نعتقد إفراد ال وحده بميع أنواع العبادة من نذر وحلف واستغاثة واستعانة‪ ،‬ث مقاومة‬
‫كل من يوجه شيئا من ذلك صريا أو تأويلً بتغيي اسه إل غي ال‪.‬‬

‫‪4‬ـ نعتقد أن اليان هو التصديق الذعان الذي ينتج العمل ويظهر على الوارح‪ ،‬وكل‬
‫نقص ف العمل مع التمكن منه والقدرة عليه هو نقص ف الجابة بقدره‪ ،‬وليس اليان مرد‬
‫الكم بثبوت الشيء أو ادعائه أو التلفظ به‪ ،‬وإنا هو قول واعتقاد وأخلق (*) وآداب‬
‫(وسلوك وعمل)‪.‬‬

‫‪5‬ـ نعتقد أن البدعة (*) الشرعية هي كل جديد ف العبادات على غي مثال سابق من سنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سواء كان ف أصله أو طريقة أدائه‪.‬‬

‫‪6‬ـ نتفان ف حب رسول ال صلى ال عليه وسلم بأن نتمسك جهد الستطاع بكل ما أمر‬
‫ونتجنب كل ما نى والكثار من الصلة والسلم عليه وعلى آل بيته الطهار‪.‬‬

‫‪7‬ـ نعتقد أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث ـ الديث ـ وأن ال سبحانه‬
‫وتعال يشفع من يشاء ف عباده لن ارتضى وأنه صلى ال عليه وسلم صاحب الشفاعة‬
‫الكبى‪ ،‬وأنه صاحب القام الحمود والاه العظيم يوم القيامة‪.‬‬

‫‪8‬ـ نقرأ القرآن للذكر والتدبر لقوله تعال‪( :‬ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)‪.‬‬

‫ونعترف أن استنباط الحكام منه يكون من اختصاص أهل العلم‪.‬‬


‫‪9‬ـ نعتقد أن الدين (*) السلمي جاع الي ف الدين والدنيا يريد من أهله أن يكونوا أقوياء‬
‫مسني ف أعمالم حت يكونوا ورثاء الرض "الؤمن القوي خي من الؤمن الضعيف"‪.‬‬

‫‪10‬ـ نعتقد أن السلم دين (*) ودولة‪ ،‬وعبادة وحكم وأنه صال لكل زمان ومكان‪,‬‬

‫· وجاء ف لئحة الماعة فيما يتعلق بالهداف العامة واستراتيجية العمل‪:‬‬

‫ـ توثيق روابط الخاء والتضامن بي الماعة والمعيات السلمية الخرى‪.‬‬

‫ـ التعاون مع متلف اليئات العلمية والثقافية على إحياء التراث السلمي‪.‬‬

‫ـ تنشئة الشباب تنشئة دينية وثقافية واجتماعية‪.‬‬

‫· وقد تضمن غلف ملة التوحيد عددًا من الهداف الخرى الت تسعى إليها الماعة‪:‬‬

‫ـ الدعوة إل التوحيد الالص الطهر من جيع الشوائب‪ ،‬وإل حب ال تعال حبًا صحيحًا‬
‫صادقا يتمثل ف طاعته وتقواه‪ ،‬وحب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حبًا صحيحًا صادقا‬
‫يتمثل ف القتداء به واتاذه أسوة حسنة‪.‬‬

‫ـ الدعوة إل أخذ الدين من نبعيه الصافيي ـ القرآن والسنة الصحيحة ـ ومانبة البدع‬
‫والنرافات ومدثات المور‪.‬‬

‫ـ الدعوة إل ربط الدنيا بالدين بأوثق رباط‪ ،‬عقيدةً وعملً وخلقا‪.‬‬

‫ـ الدعوة إل إقامة الجتمع السلم‪ ،‬والكم با أنزل ال‪ ،‬فكل شرع غيه ـ ف أي شأن من‬
‫شئون الياة ـ معتد عليه سبحانه منازع إياه ف حقوقه‪.‬‬

‫· ويضاف إل هذه الهداف والفكار ما يلي ما ورد مفرقا ف كتابات أفراد الماعة‪:‬‬
‫ـ التحذير من خطر الفرق وأهل الهواء على الفرد والجتمع‪ ،‬والتصدي لغلة التصوفة‬
‫ومنكري السنة والبهائية والرافضة (*) والباطنية‪ ،‬والتصدي لملت التغريب والعلمنة‪،‬‬
‫واللاد (*) والزندقة(*)‪.‬‬

‫ـ العمل على توحيد السلمي تت عقيدة واحدة ومنهج تشريعي واحد على أساس من‬
‫النهج (*) السلفي (*) ـ لنه ل يصلح آخر هذه المة إل با صلح به أولا‪.‬‬

‫ـ الدعوة إل تديد الدين على هدي السلف وأئمة السنة‪ ،‬والجتهاد (*) لعرفة حكم ال ف‬
‫النوازل والستجدات حسب الضوابط الشرعية‪ .‬وإتباع السياسة الكيمة دون استعجال أو‬
‫صدام لقامة شرع ال تعال ف الرض‪.‬‬

‫· وف مال الفكر السياسي للجماعة رؤيتها الت يعب عنها الدكتور جال الراكب ف كتاب‬
‫اللفة السلمية بي نظم الكم العاصرة إصدار إدارة الدعوة والعلم ـ لنة البحث‬
‫العلمي بالماعة ف مصر ـ فيقول‪" :‬فالنظام السياسي السلمي ليس نظاما ديقراطيا بال‪،‬‬
‫وهو يتلف مع الديقراطية ف السس والبادئ خلفا غي يسي‪.‬‬

‫ـ النظام السياسي‪ :‬السلم ليس نظاما شوليا‪ ،‬وليس نظاما اشتراكيا ول يقترب من النظمة‬
‫الديكتاتورية سواء منها الديكتاتوريات الذهبية أم الديكتاتوريات القيصرية‪.‬‬

‫ـ إن للنظام السلمي ذاتيته الاصة‪ ،‬فل يوز أن ندرجه بال تت قسم من هذه القسام‪،‬‬
‫ول ندرجه داخل نظام من تلك النظم‪ ،‬إن النظام السياسي السلمي نظام إسلمي بت ل‬
‫علقة له بالثيوقراطية ول بالتوقراطية‪ ،‬ول بالديقراطية ول بالشتراكية"‪.‬‬

‫ـ وجاء ف توصيات مؤتر الرطوم عام ‪1989‬م الذي عقدته الماعة بالسودان ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ الديقراطية نظام كافر لنا تعطي النسان حق التشريع‪ ،‬وهو حق خالص ل يكون إل‬
‫ال تعال‪ ،‬قال تعال‪( :‬إن الكم إل ل)‪.‬‬
‫‪2‬ـ النتخابات بالترشيح وبالتصويت وسائل جائزة ف حد ذاتا‪.‬‬

‫‪3‬ـ التنظيم (*) النقاب للعاملي وغيهم وكذلك التادات الطلبية‪ :‬تنظيمات هيئية وطلبية‬
‫ل شأن لا بالتشريع‪ ،‬والشاركة فيها تتوقف على الصال والفاسد على ضوء الضوابط‬
‫الشرعية لذلك‪.‬‬

‫‪4‬ـ مزاحة أهل الديقراطية لتقليل شرهم ف النتخابات العامة وغيها أمر جائز مع مراعاة‬
‫الضوابط الشرعية‪ ،‬إذا ترجحت الصال على الفاسد‪.‬‬

‫· وف مال أصول الدعوة‪ :‬ترى الماعة شرعية العمل الماعي ول تقر التحزب لغي السنة‬
‫والماعة (*)‪ ،‬وتقر التنظيم بالضوابط الشرعية‪.‬‬

‫· وتعتمد التربية والتزكية الستمدة من منهج (*) السلف الصال على أساس من تصفية‬
‫السلم من البدع (*) والنرافات العقدية والسلوكية‪ ،‬والتعبدية‪ ،‬وتصفية الحاديث من‬
‫الوضوعات وتربية المة على ذلك‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقدية‪:‬‬

‫· عقيدة ومنهج (*) أهل السنة والماعة سواء ف النظر والستدلل أو ف العبادات‬
‫والعاملت والسلوك‪.‬‬

‫· مصنفات علماء السلف التقدمي ف العتقاد والصول‪.‬‬

‫· مصنفات شيخ السلم ابن تيمية وابن القيم وممد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة ف‬
‫الزيرة العربية والشوكان والصنعان واللبان وغيهم من علماء الدعوة السلفية (*)‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· تتركز جاعات أنصار السنة الحمدية ف مصر حيث أصبح لا ف مصر قرابة الائة من‬
‫الفروع واللف من الساجد‪ ،‬كما تتركز ف السودان وإريتريا وليبييا وتشاد وإثيوبيا‬
‫وجنوب أفريقيا وبعض الدول الفريقية‪ ،‬وكذلك بعض الدول السيوية مثل‪ :‬تايلند‬
‫وسيلنكا‪ ،‬وف كل دولة تقريبا يوجد للجماعة مركز تتبعه فروع موزعة على الناطق‬
‫والقاليم إل أنه لكل جاعة قيادة مستقلة ف كل دولة مع أنه يمعهم جيعا منهج (*) واحد‪.‬‬

‫· كما أن للجماعة علقات وطيدة بماعات الدعوة السلفية (*) ف مصر وعلماء الدعوة‬
‫بالسعودية وبمعية إحياء التراث السلمي بالكويت ودار الب بالمارات العربية‪ ،‬وجعية‬
‫التربية السلمية بالبحرين‪ ،‬وجعية أهل الديث ف شبه القارة الندية والمعية الحمدية ف‬
‫جنوب شرق آسيا وبالعديد من المعيات والتادات السلفية ف أوروبا وأمريكا والمعيات‬
‫السلفية ف أفريقيا‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬

‫· إن جاعة أنصار السنة الحمدية أحد العمال الماعية النظمة الت تقوم على العقيدة‬
‫السلفية للتصدي لغلة التصوفة وماربة البدع (*) بكافة أشكالا‪ ،‬وبيان التوحيد والض على‬
‫إتباع السنة‪ ،‬ما كان لا الثر الياب ف انسار تيار التصوف ف مصر ف بيئات مدودة‪،‬‬
‫وكذلك ف السودان كان لا تأثي بالغ ف قطاع واسع من الشباب رغم تذر الطوائف‬
‫والطرق الصوفية هناك‪.‬‬

‫· يمد للجماعة السعي للتعاون مع الدعوات السلفية (*) والصلحية الخرى ف بعث كتب‬
‫السلف ومناهجهم ما كان لذلك الثر الياب ف تبن تيار الصحوة السلمية لنهج (*) أهل‬
‫السنة والماعة (*) بشكل عام‪ ،‬وعودة الجاب ومقاومة التغريب ف الجتمعات السلمية‬
‫بوجه خاص‪.‬‬
‫· يتصف علماء الماعة بقلة التأليف والبعد عن الشهرة حيث تغلب الدعوة إل النهج عن‬
‫الدعوة إل الماعة وهذا يفسر قلة كتاباتم عن الماعة وجهودها ما مكن منافسيهم من‬
‫التحقي من شأنم‪.‬‬

‫· للجماعة الظ الوفر ف وضع لبنات النهضة العلمية بالملكة العربية السعودية من خلل‬
‫تأسيس العاهد والامعات الشرعية ووضع الناهج لا ما أثار أعداء دعوة الشيخ ممد بن عبد‬
‫الوهاب ضدهم وتسميتهم بالوهابية‪.‬‬

‫· وترى الماعة أن تقيق التوحيد الالص والتابعة الصادقة ها أساسا توحيد كلمة المة كما‬
‫ها شرطا تقيق وعد ال تعال بالنصر والتمكي وعودة اللفة (*)‪ .‬ويقول الدكتور الراكب‬
‫ف كتابه اللفة السلمية بي نظم الكم العاصرة‪ :‬وباستعراض حالت الروج الت شهدتا‬
‫الساحة السلمية منذ نشأة الدولة السلمية وإل يومنا هذا‪ ،‬ل نرَ حالة واحدة تبشر بالي‪،‬‬
‫بل إنا جيعا ل تؤت ثارها الرجوة‪ ،‬فهي غالبا ما تفشل ول ينتج عنها إل اتساع دائرة‬
‫الفت‪ ..‬وعلى العكس من ذلك فإن كل حركات الصلح الت شهدتا الدولة السلمية ل‬
‫تتخذ الروج والقتال سبيلً لا‪ "..‬ث يدلل على ذلك با حققه عمر بن عبد العزيز من‬
‫إصلح‪ ،‬وكيف تصدى أحد بن حنبل للفتنة بدون سيف ول رجال مع قدرتما على ذلك‪،‬‬
‫ولن رسول ال صلى ال عليه وسلم شرع لمته إياب إنكار النكر ليحصل بإنكاره من‬
‫العروف ما يبه ال ورسوله‪ ،‬ولكن إذا طرأ على الاكم الكفر البواح الذي فيه من ال‬
‫البهان فيجب الروج عليه مع مراعاة ترجيح الصال على الفاسد بعد تقق القدرة‬
‫والستطاعة‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ مقاصد الماعة ـ جاعة أنصار السنة الحمدية بصر‪.‬‬
‫ـ الؤتر العام لامعة أنصار السنة ـ ممد حسي هاشم‪.‬‬
‫ـ لئحة الماعة ـ جاعة أنصار السنة الحمدية‪.‬‬
‫ـ الفهوم السلفي للعمل السياسي ـ مصطفى أبو زيد‪.‬‬
‫ـ اللفة السلمية بي نظم الكم العاصرة ـ د‪ .‬جال الراكب‪.‬‬
‫ـ رسالة إل شيخ مشايخ الطرق الصوفية‪ ،‬الشيخ‪ /‬عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ هذه هي الصوفية ـ الشيخ عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ الصوفية الوجه الخر ـ د‪ .‬ممد جيل غازي‪.‬‬
‫ـ البهائية الشيخ عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ دعوة الق ـ الشيخ عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ بيان جاعة أنصار السنة بالسودان عن حجية السنة بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪1988‬م‪.‬‬
‫ـ جاعة أنصار السنة الحمدية نشأتا وأهدافها ورجالا ـ فتحي أمي عثمان‪.‬‬
‫ـ مباحث ف عقيدة أهل السنة والماعة وموقف الركات السلمية العاصرة منها ـ د‪.‬‬
‫ناصر عبد الكري العقل‪.‬‬
‫ـ الماعات السلمية ف ضوء الكتاب والسنة ـ سليم اللل وزياد الدبيج‪.‬‬
‫ـ الطريق إل جاعة السلمي ـ حسي بن مسن بن علي جابر‪.‬‬
‫ـ شرح القصيدة النونية لبن القيم ـ د‪ .‬ممد خليل هراس‪.‬‬
‫ـ شرح العقيدة الواسطية ـ لشيخ السلم ابن تيمية ـ د‪ .‬ممد خليل هراس‪.‬‬
‫ـ دعوة التوحيد والطوار التاريية الت مرت با ـ د‪ .‬ممد خليل هراس‪.‬‬
‫ـ ابن تيمية السلفي ـ د‪ .‬ممد خليل هراس‪.‬‬
‫ـ مذكرة التوحيد ـ الشيخ عبد الرزاق عفيفي‪.‬‬
‫ـ الصفات اللية بي السلف واللف ـ الشيخ عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ زندقة اليلي ـ الشيخ عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ الصول العلمية للدعوة السلفية ـ الشيخ عبد الرحن عبد الالق‪.‬‬
‫ـ السلم والروحية ـ الشيخ أبو الوفا ممد درويش‪.‬‬
‫ـ خواطر ف الدين والجتماع ـ الشيخ أبو الوفا ممد درويش‪.‬‬
‫ـ التوراة والنيل ومدى التزام السلمي باليان بما ـ الشيخ مصطفى درويش‪.‬‬
‫ـ رسالة إل البابا شنودة‪ :‬مذكرة دفاع ـ الشيخ مصطفى درويش‪.‬‬
‫ـ وصية السيح ـ شرح وتليل ـ الشيخ مصطفى درويش‪.‬‬
‫ـ الوليات السلمية التحدة‪ :‬اللفة السلمية ـ الشيخ مصطفى درويش‪.‬‬
‫ـ ملة الدي النبوي ـ كانت تصدرها الماعة بصر‪.‬‬
‫ـ ملة التوحيد ـ ما زالت تصدر باسم الماعة بصر‪.‬‬
‫ـ ملة الستجابة ـ تصدرها الماعة بالسودان‪.‬‬
‫جاعة التبليغ والدعوة‬

‫التعريف‪:‬‬

‫جاعة التبليغ جاعة إسلمية أقرب ما تكون إل جاعة وعظ وإرشاد منها إل جاعة منظمة‪.‬‬
‫تقوم دعوتا على تبليغ فضائل السلم لكل من تستطيع الوصول إليه‪ ،‬ملزمةً أتباعها بأن‬
‫يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته لتبليغ الدعوة ونشرها بعيدا عن التشكيلت الزبية‬
‫والقضايا السياسية‪ ،‬ويلجأ أعضاؤها إل الروج للدعوة ومالطة السلمي ف مساجدهم‬
‫ودورهم ومتاجرهم ونواديهم‪ ،‬وإلقاء الواعظ والدروس والترغيب ف الروج معهم للدعوة‪.‬‬
‫وينصحون بعدم الدخول ف جدل (*) مع السلمي أو خصومات مع الكومات‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫الؤسس الول هو الشيخ ممد إلياس الكاندهلوي ‪ 1303‬ــ ‪1364‬هـ ولد ف‬


‫كاندهلة‪ ،‬قرية من قرى سهارنفور بالند‪ ،‬تلقى تعليمه الوّل فيها‪ ،‬ث انتقل إل دهلي حيث‬
‫أت تعليمه ف مدرسة ديوبند الت هي أكب مدرسة للحناف ف شبه القارة الندية وقد تأسست‬
‫عام ‪1283‬هـ ‪1867 /‬م‪.‬‬

‫ـ تلقى تعليمه الول على أخيه الذي يكبه سنا وهو الشيخ ممد يي الذي كان مدرسا ف‬
‫مدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور‪.‬‬

‫ـ الشيخ رشيد أحد الكنكوهي ‪ 1829‬ـ ‪1905‬م وقد بايعه الشيخ ممد إلياس على‬
‫الطريقة سنة ‪1315‬هـ‪.‬‬

‫ـ جدد البيعة على الشيخ خليل أحد السهارنفوري أحد أئمة الديوبندية‪.‬‬

‫ـ اتصل بالشيخ عبد الرحيم الرائي فوري واستفاد من علمه وتربيته‪.‬‬


‫ـ أخذ بعض علومه على الشيخ أشرف علي التهانوي ‪1280‬ـــ ‪1364‬هـ ‪1863‬‬
‫ـ ‪1943‬م ‪ ،‬وهو اللقب لديهم بـ ( حكيم المة)‪.‬‬

‫ـ أخذ عن الشيخ ممود حسن ( ‪ 1268‬ـ ‪1339‬هـ ) ( ‪1851‬ـ ‪1920‬م ) وهو‬


‫من كبار علماء مدرسة ديوبند ومشايخ جاعة التبليغ‪.‬‬

‫من رفاقه القربي‪:‬‬

‫ـ الشيخ عبدالرحيم شاه الديوبندي التبليغي‪ :‬قضى مدة كبية ف أمر التبليغ مع الشيخ ممد‬
‫إلياس ومع ابنه الشيخ ممد يوسف من بعده‪.‬‬

‫ـ الشيخ احتشام السن الكاندهلوي‪ :‬زوج أخت ممد إلياس ومعتمده الاص‪ ،‬قضى مدة‬
‫طويلة من حياته ف قيادة الماعة ومرافقة الشيخ الؤسس‪.‬‬

‫ـ الستاذ أبو السن علي السن الندوي‪ :‬مدير دار العلوم لندوة العلماء لكهنو الند‪ ،‬وهو‬
‫كاتب إسلمي كبي على صلة وثيقة بالماعة‪.‬‬

‫ـ الشيخ ممد يوسف الكاندهلوي ‪1335‬هـ ‪ 1917 /‬ــ ‪1965‬م وهو ابن الشيخ‬
‫ممد إلياس وخليفته من بعده‪ ،‬ولد ف دهلي‪ ،‬تنقل كثيا ف طلب العلم أولً‪ ،‬وف نشر‬
‫الدعوة ثانيا‪ ،‬زار السعودية عدة مرات حاجا‪ ،‬والباكستان بشطريها‪ ،‬كانت وفاته ف لهور‪،‬‬
‫نقل جثمانه بعدها ليدفن بانب والده ف نظام الدين بدهلي‪.‬‬

‫ـ ألف الشيخ أمان الخبار وهو شرح معان الثار للطحاوي‪ ،‬وكتابه الشهي حياة الصحابة‬
‫كما خلّـف ولدا اسه الشيخ ممد هارون يسي على منهجه وطريقته‪.‬‬

‫ـ الشيخ ممد زكريا الكاندهلوي ‪1315‬ـ ‪1364‬هـ وهو ابن عم الشيخ ممد يوسف‬
‫وزوج أخته‪ ،‬وهو الذي أشرف على تربيته وتوجيهه‪ ،‬ويصفونه بأنه ريانة الند وبركة العصر‪،‬‬
‫كان شيخ الديث والشرف العلى لماعة التبليغ‪ ،‬وليس له نشاط ف صفوف الماعة‬
‫حاليا‪.‬‬

‫ـ الشيخ ممد يوسف البنوري‪ :‬مدير الدرسة العربية بنيوتاون كراتشي وشيخ الديث فيها‪،‬‬
‫ومدير ملة شهرية بالوردية‪ ،‬ومن كبار علماء ديوبند وجاعة التبليغ‪.‬‬

‫ـ الولوي غلم غوث الزاردي‪ :‬من علماء الماعة‪ ،‬كان عضوا ف البلان الركزي‪.‬‬

‫ـ الفت ممد شفيع النفي‪ :‬وهو (الفت العظم بباكستان) كان مديرا لدرسة دار العلوم‬
‫لندهي كراتشي‪ ،‬وخليفة (حكيم المة) أشرف علي التهاون‪ ،‬ومن علماء جاعة التبليغ‪.‬‬

‫ـ الشيخ منظور أحد النعمان‪ :‬من علماء الماعة‪ ،‬ومن أصحاب الشيخ زكريا‪ ،‬وصديق‬
‫للستاذ أب السن الندوي‪ ،‬ومن علماء ديوبند‪.‬‬

‫ـ إنعام السن‪ :‬هو المي الثالث للجماعة إذ تولها بعد وفاة الشيخ ممد يوسف وما يزال‬
‫ف منصبه إل الن‪ ،‬كان صديقا للشيخ ممد يوسف ف دراسته ورحلته فهما متقاربان ف‬
‫السن متماثلن ف الركة والدعوة‪.‬‬

‫ـ الشيخ ممد عمر بالنبوري‪ :‬من الرافقي للشيخ إنعام ومن مستشاريه القربي‪.‬‬

‫ـ الشيخ ممد بشي‪ :‬أمي الماعة ف الباكستان‪ ،‬ومركزهم الرئيسي فيها (رايوند) بضواحي‬
‫لهور‪.‬‬

‫ـ الشيخ عبد الوهاب‪ :‬من كبار السؤولي ف ذات الركز بالباكستان‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫ـ قرر الؤسس لذه الماعة ستة مبادئ جعلها أساس دعوته‪ ،‬ويصرون الديث فيها ف‬
‫مؤتراتم وبياناتم العامة‪:‬‬
‫ـ الكلمة الطيبة (ل إله إل ال ممد رسول ال)‪.‬‬
‫ـ إقامة الصلوات ذات الشوع‪.‬‬
‫ـ العلم والذكر‪.‬‬
‫ـ إكرام السلمي‪.‬‬
‫ـ الخلص‪.‬‬

‫تقوم طريقتهم ف نشر الدعوة على ما يلي‪:‬‬


‫ـ تنتدب مموعة منهم نفسها لدعوة أهل بلد ما‪ ،‬حيث يأخذ كل واحد منهم فراشا بسيطا‬
‫وما يكفيه من الزاد والصروف على أن يكون التقشف هو السمة الغالبة عليه‪.‬‬

‫ـ عندما يصلون إل البلد أو القرية الت يريدون الدعوة فيها ينظمون أنفسهم أولً بيث يقوم‬
‫بعضهم بتنظيف الكان الذي سيمكثون فيه‪ ،‬وآخرون يرجون متجولي ف أناء البلدة‬
‫والسواق والوانيت‪ ،‬ذاكرين ال داعي الناس لسماع الطبة أو (البيان) كما يسمونه‪.‬‬

‫ـ إذا حان موعد البيان التقوا جيعا لسماعه‪ ،‬وبعد انتهاء البيان يطالبون الضور بالروج ف‬
‫سبيل ال‪ ،‬وبعد صلة الفجر يقسّمون الناس الاضرين إل مموعات يتول كل داعية منهم‬
‫مموعة يعلمهم الفاتة وبعض من قصار السور‪ .‬حلقات حلقات‪ .‬ويكررون ذلك عددا من‬
‫اليام‪.‬‬

‫ـ قبل أن تنتهي إقامتهم ف هذا الكان يثون الناس للخروج معهم لتبليغ الدعوة‪ ،‬حيث‬
‫يتطوع الشخاص لرافقتهم يوما أو ثلثة أيام أو أسبوعا‪ ...‬أو شهرا‪ ....‬كل بسب طاقته‬
‫وإمكاناته ومدى تفرغه تقيقا لقوله تعال‪( :‬كنتم خي أمة أخرجت للناس)‪.‬‬

‫والعدد المثل للخروج أن يكون يوما ف السبوع وثلثة أيام ف الشهر وأربعي يوما ف السنة‬
‫وأربعة أشهر ف العمر كله‪.‬‬
‫ـ يرفضون إجابة الدعوة إل الولئم الت توجه إليهم من أهل البلدة أو الي؛ حت ل‬
‫ينشغلوا بغي أمور الدعوة والذكر‪ ،‬وليكون عملهم خالصا لوجه ال تعال‪.‬‬

‫ـ ل يتعرضون إل فكرة (إزالة النكرات) معتقدين بأنم الن ف مرحلة إياد الناخ اللئم‬
‫للحياة السلمية‪ ،‬وأن القيام بذا العمل قد يضع العراقيل ف طريقهم وينفّر الناس منهم‪.‬‬

‫ـ يعتقدون بأنم إذا أصلحوا الفراد فردا فردا فإن النكر سيزول من الجتمع تلقائيا‪.‬‬

‫ـ إن الروج والتبليغ ودعوة الناس هي أمور لتربية الداعية ولصقله عمليا؛ إذ يس بأنه‬
‫قدوة وأن عليه أن يلتزم با يدعو الناس إليه‪.‬‬

‫ـ يرون بأن التقليد(*) ف الذاهب(*) واجب وينعون الجتهاد معللي ذلك بأن شروط‬
‫الجتهد الذي يق له الجتهاد مفقودة ف علماء هذا الزمان‪.‬‬

‫ـ تأثروا بالطرق الصوفية النتشرة ف بلد الند‪ ،‬وعليه فإنه تنطبق عليهم جلة من المور الت‬
‫يتصف با التصوفة من مثل‪:‬‬

‫ـ لبد لكل مريد من شيخ يبايعه‪ ،‬ومن مات وليس ف عنقه بيعة (*) مات ميتة جاهلية(*)‪.‬‬
‫وكثيا ما تتم البيعة للشيخ ف مكان عام تُنشر على الناس أردية واسعة مربوط بعضها ببعض‬
‫مرددين البيعة بشكل جاعي‪ ،‬ويُـفعل ذلك ف جع غفي من النساء كذلك‪.‬‬

‫ـ البالغة ف حب الشيخ والغالة كذلك ف حب الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ما يرجهم‬
‫ف بعض الحيان عن الدب الذي يب التزامه حيال النب الكري عليه الصلة والسلم‪.‬‬

‫ـ إقامة النامات مقام القائق حت تكون هذه النامات قاعدة تبن عليها أمور تترك أثرها على‬
‫مسية الدعوة‪.‬‬

‫ـ يعتقدون أن التصوف هو أقرب الطرق لستشعار حلوة اليان ف القلوب‪.‬‬


‫ـ ترد على ألسنتهم أساء أعلم التصوفة من مثل عبد القادر اليلن الولود ف جيلن عام‬
‫‪470‬هـ‪ ،‬والسهروردي‪ ،‬وأبو منصور الاتريدي ت ‪332‬هـ‪ ،‬وجلل الدين الرومي الولود‬
‫عام ‪604‬هـ صاحب كتاب الثنوي‪.‬‬

‫ـ تقوم طريقتهم على الترغيب و الترهيب والتأثي العاطفي‪ ،‬وقد استطاعوا أن يذبوا إل‬
‫رحاب اليان كثيا من الذين انغمسوا ف اللذات والثام وحوّلوهم إل العبادة والذكر‬
‫والتلوة‪.‬‬

‫ـ ل يتكلمون ف السياسة‪ ،‬وينهون أفراد جاعتهم عن الوض ف مشاكلها‪ ،‬وينتقدون كل‬


‫من يتدخل فيها‪ ،‬ويقولون بأن السياسة هي أن تترك السياسة‪ ،‬ولعلّ هذه النقطة هي جوهر‬
‫اللف بينهم وبي الماعة السلمية الت ترى ضرورة التصدي لعداء السلم ف القارة‬
‫الندية‪.‬‬

‫· الآخذ عليهم‪:‬‬

‫ـ أنم ليهتمون ببيان ونشر عقيدة السلف والتوحيد الالص بي أتباعهم ؛ بل يكتفون‬
‫بالعموميات الت لتغن ف دين ال شيئًا ‪ .‬كذلك ليُنكرون الشركيات والبدع الت تعج با‬
‫بلد السلمي ؛ لسيما الند والباكستان منشأ الماعة ‪.‬‬

‫ـ أنم يتوسعون توسعا أفقيا كميّا ل نوعيّا إذ أن تقيق التفوق النوعي يتاج إل رعاية‬
‫ومتابعة وهذا ما تفتقده هذه الدعوة‪ ،‬ذلك لن الشخص الذي يدعونه اليوم قد ل يلتقون به‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وقد يعود إل ما كان عليه تت تأثي مغريات الياة وفتنها‪.‬ولذلك فإن تأثيهم ل‬
‫يدوم طويلً أمام التيار الادي الارف؛ إذ ل بد لن غرس غرسة أن يتعهدها‪.‬‬

‫ـ ل يضمهم تنظيم واحد متسلسل‪ ،‬بل هناك صلت بي الفراد وبي الدعاة تقوم على‬
‫التفاهم والودة‪.‬‬
‫ـ يؤولون أحاديث الهاد (*) على "الروج" ما يكاد ينسي الهاد (*) ف سبيل ال‪ ،‬كما‬
‫يتساهلون كثيا ف رواية الحاديث الضعيفة مع الكثار من ذكر الكرامات الت تصل‬
‫لتباعهم ولغيهم من الصالي‪.‬‬

‫ـ يلجأون إل النوم والكل ف الساجد تقليلً للنفقة‪ ،‬وينتقدهم البعض لذا السلك‪ ،‬وباصة‬
‫ف البلد الجنبية‪ ،‬ولكن هذا السلك ل يعيبهم طالا أنم ل يغادرون الساجد إل بعد أن‬
‫تكون أكثر نظافة وأحسن ترتيبا‪.‬‬

‫ـ ل يكفي عملهم لقامة أحكام السلم ف حياة الناس‪ ،‬ول يكفي لواجهة التيارات‬
‫الفكرية العادية للسلم الت تند كافة طاقاتا لرب السلم والسلمي‪.‬‬

‫ـ أسلوبم يترك أثره بشكل واضح على رواد الساجد من السلمي‪ ،‬أما أولئك الذين‬
‫يملون أفكارا وإيديولوجيات (*) معينة فإن تأثيهم عليهم يكاد يكون معدوما‪.‬‬

‫ـ يقال عنهم بأنم أخذوا بعضا من السلم وتركوا بعضا منه‪ ،‬وهذه التجزئة لقائق السلم‬
‫تتناف مع طبيعته الواحدة الشمولية‪ ،‬ومنطقهم دائما يقول‪ :‬السياسة أن تترك السياسة‪ ،‬ولكنهم‬
‫برغم ذلك ل ينجوا من ضربات التسلطي وقد حظر نشاطهم ف أكثر من بلد‪.‬‬

‫ومع ذلك ينبغي أن ل يُغفل ما لم من جهود‪ ،‬فقد دخل على أيدهم خلقِ كثي إل السلم‪،‬‬
‫وترك آخرون من السلمي على أيديهم سبل الغواية والرذيلة‪ ،‬بل استطاعوا أن يترقوا قبل‬
‫غيهم الستار الديدي الذي فرضته الشيوعية على بعض البلد‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· إنا جاعة إسلمية‪ ،‬عقيدة مؤسسيها وكبار علمائها ودعاتا ف شبه القارة الندية هي نفس‬
‫عقيدة الاتريدية‪ .‬على أن مذهبهم الفقهي هو الذهب النفي‪.‬‬

‫· تأثروا بالتصوفة من مثل الطريقة الشتية ف الند ويقيمون اعتبارا خاصا لعلم التصوفة ف‬
‫التربية والتوجيه‪.‬‬
‫· هناك من يعتقد بأنم قد أخذوا أفكارهم عن جاعة النور ف تركيا‪.‬‬

‫· يعتمدون ف اجتماعاتم ف البلد العربية على القراءة من رياض الصالي وحياة الصحابة ‪،‬‬
‫وف البلد العجمية على القراءة من تبليغي نصاب ‪ ،‬وهو كتاب مليء بالرافات والحاديث‬
‫الضعيفة‪.‬‬

‫· يطالبهم العلماء بالقلع عن اللجوء إل كتابة التمائم (*) الملوءة بالطلسم وترك الوراد‬
‫والذكار البدعية‪ ،‬واعتماد الرؤى والحلم كمصدر من مصادر الستدلل والهتمام بالعلم‬
‫الشرعي وباصة علم التوحيد‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫· بدأت دعوتم ف الند‪ ،‬وانتشرت ف الباكستان وبنغلديش‪ ،‬وانتقلت إل العال السلمي‬


‫والعال العرب حيث صار لم أتباع ف سوريا والردن وفلسطي ولبنان ومصر والسودان‬
‫والعراق والجاز‪.‬‬

‫ـ انتشرت دعوتم ف معظم بلدان العال ف أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا‪ ،‬ولم جهود‬
‫مشهود لا ف دعوة غي السلمي إل السلم ف أوروبا وأمريكا‪.‬‬

‫ـ مركزهم الرئيسي ف نظام الدين بدهلي‪ ،‬ومنه يديرون شئون الدعوة ف العال‪.‬‬

‫· التمويل الال يعتمدون فيه على الدعاة أنفسهم‪ ،‬وهناك تبعات متفرقة غي منظمة تأت من‬
‫بعض الثريا مباشرة أو بابتعاث الدعاة على حسابم الاص‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن جاعة التبليغ هي‪ :‬إحدى الماعات السلمية ‪ ،‬وتعتب سندًا عاطفيّا واجتماعيّا لسلمي‬
‫شبه القارة الندية‪ ،‬وهي رمز من رموز الدعوة إل ال ف أوروبا والمريكتي‪ ،‬وتقوم الدعوة‬
‫عند هذه الماعة‪ ،‬على أساس الكلمة الطيبة والشوع ف الصلة والعلم والذكر وإكرام‬
‫السلمي والخلص والروج ف سبيل الدعوة‪ .‬ويتاز دعاتا بالزهد‪ ،‬ولكنهم يعتقدون أن‬
‫التصوف (بفهومه القائم) هو أقرب الطرق لستشعار حلوة اليان‪.‬‬

‫( مع ملحظة ما عليها من مؤاخذات سبق التنبيه على بعضها ‪ ،‬نتمن من عقلء الماعة‬
‫تداركها ؛ ليحسن عملهم ويتوافق مع الكتاب والسنة ) ‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ القول البليغ ف جاعة التبليغ ‪ ،‬للشيخ حود التويري ‪ -‬رحه ال ‪. -‬‬
‫ـ حياة الصحابة‪ ،‬الشيخ ممد يوسف الكاندهلوي ـ دار القلم دمشق ط ‪ 2‬ـ ‪1403‬هـ‬
‫‪1983 /‬م‪.‬‬
‫ـ الوسوعة الركية‪ ،‬فتحي يكن ـ دار البشي ـ عمان ـ الردن ـ ط ‪ 1‬ـ‬
‫‪1403‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫ـ جاعة التبليغ عقيدتا وأفكارها مشايها‪ ،‬ميان ممد أسلم الباكستان‪ ،‬وهو بث مقدم‬
‫لكلية الشريعة بالامعة السلمية بالدينة النورة ـ للعام الدراسي ‪1396/1397‬هـ‪.‬‬
‫ـ الطريق إل جاعة السلمي‪ ،‬حسي بن مسن بن علي بن جابر ـ دار الدعوة ـ الكويت‬
‫ـ ط ‪ 1‬ـ ‪1405‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫ـ مشكلت الدعوة والداعية‪ ،‬فتحي يكن ـ مؤسسة الرسالة ـ بيوت ـ لبنان ـ ط ‪3‬‬
‫ـ ‪1394‬هـ‪1974 /‬م‪.‬‬
‫ـ السراج الني‪ ،‬الدكتور تقي الدين اللل‪.‬‬
‫ـ الدعوة السلمية فريضة شرعية وضرورة بشرية‪ ،‬الدكتور صادق أمي ـ جعية عمال‬
‫الطابع التعاونية ـ عمان ـ الردن ‪1978‬م‪.‬‬
‫ـ حقيقة الدعوة إل ال تعال وما اختصت به جزيرة العرب‪ ،‬سعد بن عبد الرحن الصي‪،‬‬
‫تقدي الشيخ صال بن فوزان الفوزان‪.‬‬
‫ـ رأي آخر ف جاعة التبليغ ـ سعد الصي‪ ،‬بث مقدم إل ندوة اتاهات الفكر السلمي‬
‫العاصر ـ البحرين ‪1405‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫الخوان السلمون‬

‫التعريف‪:‬‬

‫الخوان السلمون إحدى الركات (*) السلمية العاصرة الت نادت بالرجوع إل السلم ‪،‬‬
‫وإل تطبيق الشريعة السلمية (*) ف واقع الـــياة‪ ،‬وقد وقفت متصدية لسياسة فصل‬
‫الدين عن الدولة ومنابذة موجــة الد العلمان ف النطقة العربية والعال السلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· مؤسس هذه الدعوة الشيخ‪ :‬حسن البنا (‪ 1324‬ـ ‪1368‬هـ) (‪1906‬ـ ‪1949‬م)‬
‫ولد ف إحدى قرى البحية بصر ونشأ نشأة دينية ‪.‬‬

‫ـ إل جانب تعليمه الدين ف النل والسجد درس ف مدارس الكومة حت التحق بدار‬
‫العلوم بالقاهرة حيث ترج فيها عام ‪1927‬م‬

‫ـ عُيّن مدرسا ف إحدى مدارس الساعيلية البتدائية‪ ،‬وهناك بدأ نشاطه الدعوي بي الناس‪،‬‬
‫وخاصة ف القاهي وبي عمال قناة السويس حت إذا كان شهر ذو القعدة ‪1347‬هـ‪ /‬أبريل‬
‫‪1928‬هـ ت تأسيس النواة الول من الخوان ‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1932‬م انتقل الشيخ حسن البنا إل القاهرة وانتقلت قيادة الركة معه إليها ‪ .‬ـ‬
‫ف عام ‪1332‬هـ ـ ‪1933‬م ت إصدار جريدة (الخوان السلمون) السبوعية واختي‬
‫الستاذ مب الدين الطيب (‪1303‬ـ ‪1389‬هـ) (‪1886‬ـ ‪1969‬م) مديرا لا‪ ،‬ث‬
‫صدرت النذير ف (‪1357‬هـ ـ ‪1938‬م)‪ ،‬ث الشهاب (‪1367‬هـ ـ ‪1947‬م)‪...‬‬
‫وتوالت الجلت والرائد الخوانية ‪.‬‬
‫ـ تكونت أول هيئة تأسيسية للحركة عام ‪1941‬م من مائة عضو اختارهم الشيخ حسن‬
‫البنا بنفسه‪.‬‬

‫ـ شارك الخوان ف حرب فلسطي ‪1948‬م حيث دخلوا بقوات خاصة بم‪ ،‬وقد سجل‬
‫ذلك بالتفصيل كامل الشريف ـ من قادة الخوان التطوعي ووزير أردن سابق ـ والمي‬
‫العام حاليا للمجلس السلمي العالي للدعوة والغاثة ـ ف كتابه‪" :‬الخوان السلمون ف‬
‫حرب فلسطي"‪.‬‬

‫ـ ف نوفمب ‪1948‬م اُغتيل النقراشي واتّهم الخوان بقتله‪ ،‬وهتف أنصار النقراشي ف‬
‫جنازته بأن رأس النقراشي برأس البنا الذي اغتيل فعلً ف ‪ 12‬فباير ‪1949‬م ‪.‬‬
‫· جاءت وزارة النحاس سنة ‪1950‬م فأفرجت عن الماعة بناء على حكم ملس الدولة‬
‫الذي نص على أن أمر الل باطل من أساسه‪.‬‬

‫· ف عام ‪1950‬م اختي الستشار حسن الضيب (‪ 1306‬ـ ‪1393‬هـ) (‪ 1891‬ـ‬


‫‪1973‬م)‪ ،‬مرشدا للخوان‪ ،‬وهو واحد من كبار رجال القضاء الصري‪ ،‬وقد اعتُقل عددا‬
‫من الرات‪ ،‬وصدر ضده عام ‪1954‬م حكم بالعدام ث خفف إل الؤبد‪ ،‬وأفرج عنه آخر‬
‫مرة سنة ‪1971‬م ‪.‬‬

‫ـ ف شهر أكتوبر ‪1951‬م اشتدت الزمة بي بريطانيا ومصر فشن الخوان حرب عصابات‬
‫ضد النليز ف قناة السويس سجلها كامل الشريف ف كتاب آخر بعنوان‪" :‬القاومة السرية‬
‫ف قناة السويس"‪.‬‬

‫· ف ‪23‬يوليو ‪1951‬م قام مموعة من الضباط الصريي بزعامة اللواء ممد نيب بثورة (*)‬
‫بؤازرة الخوان‪ ،‬لكن الخوان بعد ذلك رفضوا الشتراك ف الكم إذ كان لم رأي واضح‬
‫ف مناهج الثورة‪ ،‬وقد اعتب جال عبد الناصر هذا الرفض نوعا من فرض الوصاية على الثورة‪،‬‬
‫ودخل الطرفان سلسلة من الدل والصومة تطورت حت قامت الكومة سنة ‪1954‬م‬
‫باعتقال الخوان وتشريد اللوف منهم بجة أنم حاولوا العتداء على حياة عبد الناصر ف‬
‫ميدان النشية بالسكندرية وأعدمت ستة منهم هم‪ :‬عبد القادر عودة وممد فرغلي ويوسف‬
‫طلعت وهنداوي دوير وإبراهيم الطيب وممود عبد اللطيف ‪.‬‬

‫· ف عام ‪ 1965‬ـ ‪1966‬م تكرر اعتقال الخوان بتهمة تشكيل جهاز سري يهدف إل‬
‫قلب نظام الكم وقامت الكومة بشن حلت السجن والتعذيب وقد أعدمت هذه الرة ثلثة‬
‫من أعضاء الماعة هم‪:‬‬

‫ـ سيد قطب (‪1324‬ـ ‪1387‬هـ) (‪ 1906‬ـ ‪1966‬م) الذي يعد الفكر الثان ف‬
‫الماعة بعد البنا وواحدا من رواد الفكر السلمي الديث‪ ،‬وقد ألقي القبض عليه سنة‬
‫‪1954‬م وأمضى ف السجن عشر سنوات ث أفرج عنه عام ‪1964‬م بتدخل من الرئيس‬
‫العراقي عبد السلم عارف لكنه ما لبث أن أعيد إليه مرة أخرى ليواجه حكما بالعدام‪.‬‬

‫له العديد من الؤلفات الدبية والفكرية السلمية الت من أبرزها ف ظلل القرآن‪ ،‬العدالة‬
‫الجتماعية ف السلم‪ ،‬خصائص التصور السلمي ومقوماته‪ ،‬معال ف الطريق‪ ،‬وغيها‬
‫الكثي‪ ( .‬ومؤلفاته رحه ال ل تلو من مالفات بينها العلماء ) ‪.‬‬
‫ـ يوسف هواش‪.‬‬
‫ـ عبد الفتاح إساعيل‪.‬‬

‫· بقيت الماعة تعمل بشكل سرّي حت وفاة عبد الناصر ‪1970 / 9 / 28‬م ‪.‬‬

‫· ف عهد أنور السادات تّ الفراج عمن سجنهم عبد الناصر على مراحل‪.‬‬

‫· عمر التلمسان‪ 1904( :‬ـ ‪1986‬م) اختي مرشدا عاما بعد الضيب ‪ .‬وقد طالبت قيادة‬
‫الخوان ف عهده بقوق الماعة كاملة وعودة جيع متلكاتا الصادرة ف عهد عبد الناصر‪،‬‬
‫وسلك الرشد بالخوان طريقا ينّبهم الصادمات مع الكومات‪ ،‬وكرر دائما أن الدعوة‬
‫ينبغي أن تعمل بالكمة وأن تبذ العنف والتطرف ‪.‬‬

‫· أصدرت الماعة الجلت والصحف التالية‪ :‬النذير (ملة أسبوعية)‪ ،‬الدعوة (ملة أسبوعية)‪،‬‬
‫الخوان السلمون (صحيفة يومية)‪ ،‬الشهاب (ملة شهرية) السلمون (ملة شهرية)‪ ،‬وملة‬
‫(لواء السلم)‪ ،‬وقد أوقف صدور هذه الدوريات حاليا عدا الخية منهم‪.‬‬

‫· ممد حامد أبو النصر‪ :‬اختي مرشدا بعد الستاذ التلمسان وسار على طريقته وأسلوبه‪.‬‬

‫· مصطفى مشهور‪ :‬أحد قيادات النظام الاص للجماعة ف فترة الربعينيات وبداية‬
‫المسينيات‪ ،‬أختي مرشدا عاما للخوان السلمي خلفا للستاذ‪ /‬ممد حامد أبو النصر بعد‬
‫وفاته عام ‪1996‬م‪ ،‬ويعد الستاذ‪ /‬مصطفى مشهور من أنشط قيادات الماعة ف فترة ما بعد‬
‫السبعينيات من هذا القرن‪ ،‬حيث ظهر له العديد من الكتب والقالت الصحيفة بالضافة على‬
‫جهود البارزة ف إنشاء الراكز السلمية "شُعب" ف الغرب والتابعة للجماعة‪ ( .‬وقد توف‬
‫أخيًا ) ‪.‬‬

‫· هناك العديد من الشخصيات الخوانية الت ظهرت خارج مصر نذكر منها‪:‬‬

‫ـ الشيخ ممد ممود الصواف والذي كان مؤسسا ومراقبا عاما للخوان السلمي ف‬
‫العراق‪ ،‬له عدد من الؤلفات‪ ،‬وقد كان له دور نشط ف نشر السلم ف إفريقيا بعد هجرته‬
‫من العراق سنة ‪1959‬م واستقراره ف مكة الكرمة ‪.‬‬

‫ـ الدكتور مصطفى السباعي (‪ 1334‬ـ ‪1384‬هـ) (‪1915‬ـ ‪1964‬م) أولُ مراقبٍ‬


‫عام للخوان السلمي ف سوريا‪ ،‬نال درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بالزهر عام‬
‫‪1949‬م‪ ،‬قاد كتائب الخوان إل فلسطي سنة ‪1948‬م‪ ،‬كما رشح نفسه نائبا عن دمشق‬
‫عام ‪1949‬م‪ ،‬كان خطيبا مفوها ل يبارى‪ ،‬أسس كلية الشريعة بدمشق عام ‪1954‬م‪،‬‬
‫وكان أول عميد لا‪ ،‬له قانون الحوال الشخصية‪.‬‬
‫ـ تأسست جاعة الخوان السلمي ف الردن بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪1364‬هـ الوافق ‪19‬‬
‫‪1945 / 11 /‬م وكان أول رئيس لا الشيخ عبد اللطيف أبو قورة الذي قاد كتيبة الخوان‬
‫ف الردن إل فلسطي سنة ‪1948‬م‪.‬‬

‫ـ وف ‪1953 / 11 / 26‬م انتخب الستاذ ممد عبد الرحن خليفة (ولد عام ‪1919‬م)‬
‫مراقبا عاما للخوان بالردن وهو يمل ثلث شهادات علمية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· يؤمن الخوان بالسلم عقيدة تكم توجهات السلمي ومنهجا (*) شاملً لكل جنبات‬
‫الياة وينادون بإقامة الدولة السلمية الت تسعى لعلء كلمة ال ف الرض‪.‬‬

‫ويوضح الشيخ حسن البنا هذا العن بقوله‪" :‬السلم عبادة وقيادة ودين (*) ودولة وروحانية‬
‫وعمل وصلة وجهاد (*) وطاعة وحكم ومصحف وسيف ل ينفك واحد من هؤلء عن‬
‫الخر"‪.‬‬

‫· حرص الخوان منذ نشأة الماعة على توسيع دائرة عملهم حت تكون حركتهم عالية‬
‫النطاق ويضمن لا الستمرار بكم تعدد الراكز‪.‬‬

‫ـ يقول حسن البنا عن هذه الدعوة‪( :‬إن الخوان السلمي دعوة سلفية (*)‪ ،‬وطريقة سنّية‪،‬‬
‫وحقيقة صوفية‪ ،‬وهيئة سياسية‪ ،‬وجاعة رياضية‪ ،‬ورابطة علمية وثقافية‪ ،‬وشركة اقتصادية‪،‬‬
‫وفكرة اجتماعية) ‪.‬‬

‫· يؤكد البنا أن سات حركة الخوان هي‪:‬‬


‫ـ البعد عن مواطن اللف ‪.‬‬
‫ـ البعد عن هيمنة العيان والكباء ‪.‬‬
‫ـ البعد عن الحزاب (*) واليئات ‪.‬‬
‫ـ العناية بالتكوين والتدرج ف الطوات ‪.‬‬
‫ـ إيثار الناحية العملية النتاجية على الدعاية والعلنات ‪.‬‬
‫ـ شدة القبال من الشباب ‪.‬‬
‫ـ سرعة النتشار ف القرى والبلد ‪.‬‬

‫· ويذكر أن أخص خصائص دعوة الخوان هي‪:‬‬


‫ـ أنا ربانية‪ :‬لن الساس الذي تدور عليه أهدافنا أن يتقرب الناس إل ربم ‪.‬‬
‫ـ وأنا عالية‪ :‬لنا موجهة إل الناس كافة لن الناس ف حكمها إخوة أصلهم واحد‪ ،‬ل‬
‫يتفاضلون إل بالتقوى وبا يقدم أحدهم للمجموع من خي سابغ وفضل شامل ‪.‬‬
‫ـ وأنا إسلمية‪ :‬لنا تنتسب إل السلم ‪.‬‬

‫· ويقرر الشيخ البنا أن مراتب العمل الطلوبة من الخ الصادق هي‪:‬‬


‫ـ إصلح نفسه حت يكون قوي السم‪ ،‬وأن يكون متي اللق‪ ،‬مثقف الفكر‪ ،‬قادرا على‬
‫الكسب‪ ،‬سليم العقيدة‪ ،‬صحيح العبادة ‪.‬‬
‫ـ وتكوين البيت السلم بأن يمل أهله على احترام فكرته والحافظة على آداب السلم ف‬
‫كل مظاهر الياة النلية ‪.‬‬
‫ـ إرشاد الجتمع بنشر دعوة الي فيه وماربة الرذائل والنكرات ‪.‬‬
‫ـ ترير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنب غي إسلمي‪ ،‬سياسي أو اقتصادي أو روحي‬
‫‪.‬‬
‫ـ إصلح الكومة حت تكون إسلمية بق ‪.‬‬
‫ـ إعادة الكيان الدول للمة السلمية بتحرير أوطانا وإحياء مدها ‪.‬‬
‫ـ أستاذية العال بنشر دعوة السلم ف ربوعه حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل (ويأب‬
‫ال إل أن يتم نوره) ‪.‬‬

‫ـ يقسم البنا مراحل الدعوة إل ثلث‪:‬‬


‫‪1‬ـ التعريف ‪.‬‬
‫‪2‬ـ التكوين ‪.‬‬
‫‪3‬ـ التنفيذ ‪.‬‬

‫· يقول الستاذ البنا ف رسالة التعاليم‪( :‬أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها‪ :‬الفهم‪ ،‬والخلص‪،‬‬
‫والعمل‪ ،‬والهاد (*)‪ ،‬والتضحية‪ ،‬والطاعة‪ ،‬والثبات‪ ،‬والتجرد‪ ،‬والخوة‪ ،‬والثقة )‪ .‬ث يأخذ ف‬
‫شرح كل ركن من هذه الركان ث يقول بعدها‪:‬‬

‫(أيها الخ الصادق‪ :‬هذا ممل لدعوتك وبيان موجز لفكرتك‪ ،‬وتستطيع أن تمع هذه البادئ‬
‫ف خس كلمات‪ :‬ال غايتنا‪ ،‬والرسول قدوتنا‪ ،‬والقرآن شرعتنا‪ ،‬والهاد سبيلنا‪ ،‬والشهادة‬
‫أسى أمانينا‪ ،‬وأن تمع مظاهرها ف خس كلمات أخرى‪ :‬البساطة‪ ،‬والتلوة‪ ،‬والصلة‪،‬‬
‫والندية‪ ،‬واللق) ‪.‬‬

‫· يعكس الستاذ سيد قطب ف كتابه "خصائص التصور السلمي ومقوماته" فهمه وفهم‬
‫الخوان للسلم حيث يعل خصائص هذا التصور تقوم على "الربانية ‪ ..‬الثبات ‪ ..‬الشمول‬
‫‪ ..‬التوازن ‪ ..‬اليابية ‪ ..‬الواقعية ‪ ..‬التوحيد" ويعقد الؤلف لكل خاصية فصلً مستقلً بذاته‬
‫يشرحها ويوضح معناها ‪.‬‬

‫· شعار الخوان‪ :‬سيفان متقاطعان ييطان بصحف شريف‪ ،‬واللفظة القرآنية (وأعدوا)‪،‬‬
‫وثلث كلمات هي‪ :‬حق‪ ،‬قوة‪ ،‬حرية ‪.‬‬
‫· عدلت الماعة من أسلوب الواجهة الباشرة مع السلطات الاكمة لا سببه هذا السلوب‬
‫من إضرار بالماعة سواء ف مصر أو سوريا حيث فقدت العديد من القيادات الؤثرة وتعرض‬
‫النضمون للجماعة للتعذيب ف السجون والعتقلت واختفى وجودهم العلن الذي كان‬
‫يساعد على انتشار الدعوة‪.‬‬

‫· أصبح للجماعة سيطرة واضحة على النقابات الهنية وظهور واضح ف الساحات السياسية‬
‫الختلفة‪.‬‬

‫· ل تسمح الكومة الصرية حت الن بقيام أحزاب (*) على أساس دين بجة عدم إقحام‬
‫الدين (*) ف السياسة‪ ،‬ولوجود أقليات غي مسلمة ما يرم الخوان من الوجود الشرعي‬
‫العترف به‪ .‬وقد اضطرهم ذلك للتحالف مع أحزاب العارضة السياسية القائمة وتشكيل‬
‫تالف يسمح لم بدخول ملس الشعب الصري‪ .‬وقد استقطب هذا التحالف وبعض‬
‫مارسات الماعة الخرى‪ ،‬بعض النقد من بعض مؤيديها ومعارضيها ف أكثر من مناسبة‪.‬‬

‫مآخذ على جاعة الخوان ‪:‬‬

‫· إن الآخذ على جاعة الخوان السلمي ل تقتصر على الواقف السياسية‪ .‬بل وجه لا النقد‬
‫ف بعض الوانب العقائدية والنهجية وأقوال التباع‪ :‬فمن الناحية العقائدية أخذ على البنا قوله‬
‫ف مال تعداد صفات الركة الشمولية "وحقيقة صوفية"‪ .‬والتصوف ‪ -‬كما هو معلوم ‪-‬‬
‫مالف لنهج أهل السنة ‪ .‬ولعل الشيخ رحه ال قد تأثر بنشأته الول مع الطريقة الصافية ‪،‬‬
‫أو أنه أراد ( تقريب ) أهل التصوف للجماعة ‪ .‬وهذا مسلك خاطئ ؛ لنه يستحيل جع الق‬
‫بالباطل إل بالتنازل والداهنة ‪.‬‬

‫كما أخذ على البنا موقفة التفويضي (*) ف مال الساء والصفات واعتبار البدعة (*)‬
‫الضافية (*) خلفًا فقهيًا (*)‪.‬‬
‫كما أن الماعة لتعن كثيًا بنشر عقيدة السلف والدعوة إل التوحيد الالص ‪ ،‬والتحذير من‬
‫البدع والشركيات النتشرة ؛ سواء ف مصر منشأ الماعة أو غيها ؛ ما جعلها تتم‬
‫( بالتجميع ) على حساب التصفية ‪ ،‬وبالكم ل الكيف ‪.‬‬

‫· وقد أخذ على بعض أتباع الركة (*) الغلو (*) ف إعجابم بالشيخ حسن البنا ‪ .‬كما‬
‫صدرت عن بعضهم (التلمسان وسعيد حوى) عدد من القوال الت ل ييزها السلم ‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫·بدأت الركة(*) ف الساعيلية ث انتقلت إل القاهرة ومنها إل معظم بلد وقرى مصر‪،‬‬
‫وقد بلغ عدد شعب الخوان ف أواخر الربعينات ف مصر (‪ )3000‬شعبة ضمنت أعدادا‬
‫كبية من العضاء ‪.‬‬

‫· انتقلت الركة إل القطار العربية وصار لا وجود قوي ف سوريا وفلسطي والردن ولبنان‬
‫والعراق واليمن والسودان وغيها‪ ..‬كما أن لا أتباعا ف معظم أناء العال اليوم‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الخوان السلمي‪ ،‬حركة إسلمية معاصرة‪ ،‬هدفها تكيم الكتاب والسنّة‪ ،‬وتطبيق شريعة‬
‫ال ف شت مناحي الياة‪ ،‬والوقوف بزم أمام سياسة فصل الدين (*) عن الدنيا‪ ،‬ووقف الد‬
‫العلمان‪ ،‬والعمل لعلء كلمة ال ف الرض‪ ،‬من خلل حركة عالية تبعد عن مواطن‬
‫اللف وتكوّن الشباب عب هذه الدعوة الربانية‪ ،‬لصلح أنفسهم وبيئاتم وحكوماتم‪ ،‬أملً‬
‫ف إعادة الكيان الدول للمة السلمية‪ ،‬وقد أخذ على حركة الخوان ـ كما سبق ـ بعض‬
‫الآخذ الت ينبغي لعقلء الماعة التخلص منها ‪ ،‬وتنقية مسلك الماعة من أي انراف أو‬
‫مالفة ؛ مع الستفادة من نصائح العلماء وتوجيهاتم ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫أ ‪ -‬كتب الماعة ‪:‬‬
‫ـ حسن البنا‪ ،‬مبادئ وأصول ف مؤترات خاصة ـ الؤسسة السلمية ـ دار الشهاب‬
‫بالقاهرة ـ ط ‪ 1‬ـ ‪1400‬هـ‪1980/‬م مطبعة الخوان السلمي ـ ‪1354‬هـ‪.‬‬
‫ـ قانون جعية الخوان السلمي العام العدل‪.‬‬
‫ـ الخوان السلمون‪ :‬أحداث صنعت التاريخ ـ ممود عبد الليم ـ دار الدعوة ـ‬
‫السكندرية ـ ط ‪ 1‬ـ مطابع جريدة السفي ـ ‪1979‬م‪.‬‬
‫ـ حسن البنا‪ ،‬الداعية المام الجدد‪ ،‬أنور الندي ـ دار القلم ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ الشهيد سيد قطب‪ ،‬يوسف العظم ـ دار القلم ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ الخوان السلمون والماعات السلمية‪ ،‬د‪ .‬زكريا سليمان بيومي ـ مكتبة وهبة ـ‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫ـ مذكرات الدعوة والداعية‪ ،‬حسن البنا ـ الكتب السلمي ـ ط ‪ 4‬ـ بيوت ـ‬
‫‪1399‬هـ ـ ‪ 1979‬م دار الشهاب ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ مموعة رسائل المام حسن البنا‪.‬‬
‫ـ الخوان السلمون‪ ،‬د‪ .‬ريتشارد ميتشل ـ ترجة عبد السلم رضوان مكتبة مدبول ـ ط‬
‫‪ 1‬ـ القاهرة ‪1977‬م‪.‬‬
‫ـ الخوان السلمون كبى الركات السلمية الديثة‪ ،‬إسحق موسى السين‪.‬‬
‫ـ الخوان السلمون والجتمع الصري‪ ،‬ممد شوقي زكي‪.‬‬
‫ـ الركات السلمية ف مصر وإيران‪ ،‬د‪ .‬رفعت سيد أحد ـ سينا للنشر‪.‬‬
‫ـ تقرير استراتيجي عن جاعة الخوان السلمي والماعات الخرى أعده مركز الدراسات‬
‫الستراتيجية والسياسية بريدة الهرام الصرية (وعليه تعليق للدكتور علي جريشه)‪.‬‬
‫ـ شهيد الحراب ـ عمر التلمسان‪.‬‬
‫ـ جند ال ثقافة وأخلقا ـ سعيد حوى‪.‬‬

‫ب ‪ -‬كتب انتقدت الماعة ‪:‬‬


‫ـ فتاوى اللجنة الدائمة ‪.‬‬
‫ـ نظرات ف مناهج الخوان السلمي ـ أحد سلم ‪.‬‬
‫ـ الطريق إل الماعة الم ـ عثمان نوح ‪.‬‬
‫ـ دعوة الخوان السلمي ف ميزان السلم ـ فريد الثبيت ‪.‬‬
‫ـ الصاد الر ـ أين الظواهري ‪.‬‬
‫الماعة السلمية ف شبه القارة الندية‬

‫التعريف‪:‬‬

‫الماعة السلمية ف شبه القارة الندية الباكستانية جاعة إسلمية معاصرة كرست جهودها‬
‫ف سبيل إقرار الشريعة السلمية(*) وتطبيقها ف حياة الناس والوقوف بزم ضد جيع أشكال‬
‫التاهات العلمانية الت تاول السيطرة على النطقة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· أبو العلى الودودي‪ 1321 :‬ـ ‪1399‬هـ (‪ 1903‬ـ ‪1979‬م) ُولِد ف مدينة أورنك‬
‫آباد الدكن بولية حيدر آباد‪ ،‬وتلقى تعليمه وتربيته الول على يد والده السيد أحد حسن‬
‫الذي يرجع بنسبه إل عائلة قطب الدين مودود الشهية بتدينها ومكانتها ‪.‬‬

‫ـ بدأ حياته الدعوية بالدخول إل ميدان الصحافة عام ‪1918‬م‪ ،‬وف عام ‪1920‬م كوّن‬
‫جبهة صحفية هدفها تبليغ السلم‪ ،‬وقد تنقل ف عدد من الصحف كاتبا ومديرا ورئيسا‪.‬‬

‫ـ كان لكتابه الهاد ف السلم الذي نشره عام ‪1928‬م دويّ واسع وأثر بالغ ضد النليز‬
‫والوثنيي(*) وأعداء السلم ف كل مكان‪.‬‬

‫ـ أصدر ترجان القرآن من حيدر أباد الدكن عام ‪1933‬م وكان شعارها "احلوا أيها‬
‫السلمون دعوة القرآن‪ ،‬وانضوا‪ ،‬وحلّقوا فوق العال" وعن طريق هذه الجلة انتقلت أفكاره‬
‫إل مسلمي شبه القارة الندية ‪ /‬الباكستانية ما مهّد له الطريق إل تأسيس جاعته السلمية‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1938 – 1937‬م قدم إل لهور تلبية لدعوة ممد إقبال ‪1938 – 1873‬م‬
‫وأسس ف باثانكوت دارا للسلم يرب فيها الرجال‪ ،‬ويؤلف الكتب‪ ،‬لكن إقبالً ما لبث أن‬
‫انتقل إل ربه بعد أشهر قليلة من وصول الودودي‪.‬‬

‫ـ عن طريق ملة ترجان القرآن وجه الودودي دعوة لعلماء السلمي وقادتم لضور الؤتر‬
‫الذي عقد فعلً ف ‪ 26‬أغسطس ‪1941‬م ‪1360 /‬هـ بلهور بضور ‪ 75‬شخصا يثلون‬
‫متلف بلد الند وتأسست ف هذا الؤتر الماعة السلمية وانتخب الودودي أميا لا‪.‬‬

‫ـ ف تلك اليام كان البيطانيون يسكون بزمام السلطة حينما أطلق الودودي فتواه الريئة‬
‫بتحري العمل ف خدمة قوات الحتلل ما عرض الماعة السلمية للهجوم من قبل القوى‬
‫الستعمارية(*) منذ أول ظهورها‪.‬‬

‫ـ ف ‪ 28‬أغسطس ‪1947‬م ظهرت الباكستان بشطريها دولة مستقلة عن الند الوثنية(*)‬


‫وتبع ذلك ظهور قيادة جديدة للجماعة ف الند مستقلة بذاتا لتسهيل النواحي الدارية ل‬
‫أكثر‪ ،‬ووقفت الماعة حينها على قدم وساق تقيم العسكرات ليواء السلمي الهاجرين‬
‫وتقدّم لم العون ريثما تستقر بم الحوال‪.‬‬

‫ـ اعتقل الودودي ف حياته عدة مرات بسبب جرأته ووقوفه ضد معارضي تطبيق الشريعة‬
‫السلمية (*) ف الباكستان‪ ،‬وحكم عليه ف بعضها بالعدام ث خفف الكم بعد ذلك‪ ،‬ول‬
‫تفتّ هذه العتقالت ف عضده بل زادته إيانا راسخا بدعوته وببادئه السلمية‪.‬‬

‫ـ ساعدت الماعة السلمية الجاهدين الكشمييي ف جهادهم ضد الند وقدمت لم الؤن‬


‫والراكز الطبية والخيمات‪.‬‬

‫ـ ف نوفمب ‪1971‬م انشطرت الباكستان إل شطرين‪ ،‬الغربية حافظت على اسم‬


‫الباكستان‪ ،‬والشرقية عرفت باسم بنغلديش‪ ،‬وقد أزعج هذا النقسام الشيخ الودودي كثيًا‪.‬‬
‫ـ ابتداءً من نوفمب ‪1972‬م أُعْفي الودودي من منصبه كأمي للجماعة بناء على طلبه‬
‫لعتلل صحته‪ ،‬فانصرف إل البحث والكتابة عاكفا على إكمال كتابه تفهيم القرآن واختي‬
‫ميان طفيل ممد أميا للجماعة بعده‪.‬‬

‫ـ منحت جائزة اللك فيصل لدمة السلم للمودودي ف ‪ 27‬فباير ‪1979‬م‪ ،‬وقد تبع‬
‫بقيمة الائزة لنشاء ممع العارف السلمية بلهور‪.‬‬

‫ـ ف ‪1/11/1399‬هـ الوافق ‪22/9/1979‬م انتقل الودودي إل رحاب ربه إثر عملية‬


‫جراحية أجريت له ف نيويورك وقد نقل جثمانه إل لهور مشيّعا برثاء العال السلمي له‪.‬‬

‫ـ خلّف الودودي وراءه دعوة‪ ،‬ورجالً‪ ،‬ومكتبة عامرة من تأليفه ترجت إل لغات كثية‬
‫وطبعت عديدا من الرات‪.‬‬

‫وقد صدرت عن الودودي ـ رحه ال ـ بعض الراء الت كانت موضع جدل بي الدعاة‬
‫خصوصا حول بعض القضايا الديدة الت كان يطرحها‪.‬‬

‫· ميان طفيل ممد‪ :‬مواليد ‪1914‬م أحد العضاء الؤسسي‪ ،‬عمل أمينا عاما للجماعة أيام‬
‫الودودي‪ ،‬ث حل مله عام ‪1972‬م أميا للجماعة‪ ،‬وأعيد انتخابه مرة أخرى عام ‪1977‬م‪،‬‬
‫واستمر ف منصبه حت عام ‪1987‬م‪ .‬دخل السجن مع الودودي وشارك ف العديد من‬
‫الؤترات واللقاءات داخل الباكستان وخارجها‪ ،‬يمل شهادات جامعية ف الفيزياء‬
‫والرياضيات والقانون‪.‬‬

‫· قاضي حسي أحد‪ :‬كان أمينا عاما للجماعة ث انتخب أميا لا بعد ميان طفيل ممد عام‬
‫‪1987‬م‪.‬‬

‫· خورشيد أحد‪ :‬نائب المي‪ ،‬ووزير سابق ف وزارة ‪1987‬م‪ ،‬عضو ملس النواب‬
‫الباكستان‪.‬‬
‫· ممد أسلم سليمي‪ :‬المي العام للجماعة‪.‬‬

‫· خليل أحد الامدي‪ :‬مدير دار العروبة‪ ،‬ومدير معهد الودودي العالي للدراسات السلمية‪.‬‬

‫· خرم جاه مراد‪ - :‬توف رحه ال عام ‪1416‬هـ بباكستان كان مدير الؤسسة السلمية‬
‫ف إنلترا (ليستر) وأمي الماعة السلمية ف عاصمة الباكستان الشرقية قبل النفصال ونائب‬
‫المي العام حاليّا‪.‬‬

‫·أمي أحسن إصلحي‪ :‬من كبار العلماء‪ ،‬اعتقل مع الودودي‪ ،‬سبق له أن ترك الماعة‬
‫لدخولا العترك السياسي والنتخابات‪ ،‬ولكن كتبه ما تزال تُدرّس ضمن مناهج الماعة‪.‬‬

‫· بروفسور عبد الغفور أحد‪ :‬كان أمي فرع الماعة ف كراتشي‪ ،‬وعضو البلان الركزي‬
‫ووزيرا للصناعات والواد العدنية ف وزارة ‪1978‬م‪.‬‬

‫· ممود أعظم الفاروقي‪ :‬كان عضو البلان الركزي ووزيرا للعلم والذاعة ‪1978‬م‪.‬‬

‫· السيد أسعد اليلن‪ :‬أمي إقليم البنجاب‪ ،‬وعضو البلان (*) الركزي عن الماعة‬
‫السلمية سابقا‪ ،‬وقد صدر له أكثر من ‪ 80‬كتابا ف متلف مالت الياة السلمية‪.‬‬

‫‪ -‬شودري رحة إلي‪ :‬كان وزيرا للمياه ومصادر القوى ف وزارة ‪1978‬م‪.‬‬

‫· أبو الليث الصلحي الندوي‪ :‬أول أمي للجماعة ف الند‪ ،‬ث ترك المارة‪ ،‬ث أعيد انتخابه‬
‫مرة ثانية وما يزال ف منصبه‪.‬‬

‫· الشيخ ممد يوسف‪ :‬عمل أميا للجماعة بعد الفترة الول لب الليث‪.‬‬

‫· سيد حامد حسي‪ :‬من رجال الدعوة والطباء البارزين‪ ،‬توف بعد حج عام ‪1405‬هـ ف‬
‫جدة‪.‬‬

‫· أفضل حسي‪ :‬المي العام للجماعة حاليّا‪ ،‬وهو خبي ف التربية‪ ،‬وقد ألّف حوال ثلثي‬
‫كتابا ف ذلك‪.‬‬
‫· سيد أحد عروج القادري‪ :‬نائب أمي الماعة حاليّا‪ ،‬ورئيس ترير ملة زندنكي (الياة)‬
‫وهي لسان حال الماعة السلمية ف الند‪.‬‬

‫· أبو الكلم ممد أبو يوسف‪ :‬أول أمي فعلي للجماعة من بنغلديش بعد انفصالا عن‬
‫الباكستان سنة ‪1972‬م‪.‬‬

‫عباس علي خان‪ :‬المي الال للجماعة‪.‬‬

‫· غلم أعظم‪ :‬الذي كان يعيش ف بلده بدون جنسية حيث إن الكومة قد سحبتها منه‬
‫لزعاجه ولتضييق الناق على حركته الدعوية‪ ،‬كان أمي الماعة السلمية ف الباكستان‬
‫الشرقية قبل النفصال‪ ،‬وبعد خروجه من السجن أصبح أمي الماعة ف بنغلديش‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· عقيدة الماعة ‪ -‬ف الغالب ‪ -‬عقيدة أهل السنة والماعة من حيث الدعوة‪ ،‬ول يرج‬
‫فكرها ف ممله عن هذه العقيدة من دعوة إل التمسك بكتاب ال وسُنة نبيه والعمل الثيث‬
‫من أجل تطبيق الشريعة السلمية (*) ف واقع الياة البشرية‪ ( .‬ولا انرافات لسيما ف مال‬
‫السنة بينها العلماء كما سيأت ) ‪.‬‬

‫‪ -‬كان رأي الودودي الدائم‪ :‬أن السلم ليس نظاما فلسفيّا مضا للحياة بل هو نظام كامل‬
‫تام للحياة‪ ،‬وما ل نر نوذجا له مثلً أمامنا فلن نتمكن أبدا من تقدي أيّة خدمة للسلم عن‬
‫طريق الكلم والديث‪.‬‬

‫· أهداف الماعة‪ :‬تتلخص أهداف الماعة فيما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬السلم نظام شامل للبشرية كافة وللمسلمي خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة لكل من أظهر السلم أن يلصوا دينهم ل ويزكوا أنفسهم لتتخلص من التناقض‬
‫والنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة لكل أهل الرض أن يستخلصوا الكم الاضر من الطواغيت (*) الستبدة والفجرة‬
‫وال َفسَدة وأن ينتزعوا المامة الفكرية والعلمية من أيديهم وينقلوها إل أيدي الؤمني‬
‫السلمي‪.‬‬

‫· لقد ركز الودودي جهاده ضد أربع جهات‪:‬‬


‫ـ ضد النظرية القومية الواحدة داخل الند‪ ،‬وهي دعوة رفعها حزب الؤتر الذي يدعو إل‬
‫قومية مشتركة بي النادكة والسلمي‪ ،‬وقد ألف ف هذا الصدد كتابيه‪ :‬السلمون والصراع‬
‫الال ومسألة القومية‪.‬‬
‫ـ ضد سيطرة وتكم الضارة الغربية‪.‬‬
‫ـ ضد القيادات الت تمل أفكارا تتعارض والفكر السلمي‪.‬‬
‫ـ ضد الفكار الت يراها تمل طابع المود الدين‪.‬‬

‫· أكّد الودودي على ثلثة أمور لتوطيد الركة هي‪:‬‬


‫ـ ل يكفي أن يكون زملؤه ف العمل أقوياء ف عقيدتم بل يب كذلك أن يكونوا موثوقي‬
‫ف سلوكهم الفردي‪.‬‬
‫ـ أن يكون نظام الدعوة مكما‪ ،‬فل يقبل التساهل والتهاون‪.‬‬
‫ـ أن تشتمل الدعوة ف آن واحد على عنصرين من الدعاة‪:‬‬
‫‪1‬ـ أصحاب الثقافة السلمية القدية‪.‬‬
‫‪2‬ـ أصحاب الثقافة العصرية الديثة‪.‬‬

‫· ف خطابه الذي ألقاه ف كلية القوق بلهور بتاريخ ‪19/2/1948‬م أعلن الودودي‬
‫الطالبة بأربع نقاط رئيسية كأهداف للدولة الباكستانية الوليدة وهي‪:‬‬
‫ـ أن الاكمية ف الباكستان ل وحده وليس للحكومة الباكستانية إل تنفيذ مرضاة ال‪.‬‬
‫ـ الشريعة السلمية(*) هي القانون الساسي للدولة‪.‬‬
‫ـ إلغاء جيع القواني الخالفة للشريعة السلمية ول يوضع ف الستقبل قانون يناف الشريعة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫ـ على الكومة الباكستانية أن تارس سلطاتا ضمن الدود الت حددتا الشريعة السلمية‪.‬‬

‫· لقد كان صدى هذه النقاط واسعا حيث انالت آلف الرسائل من متلف الناطق مطالبة با‬
‫ومؤيدة لا‪ ،‬وقد عارضتها الكومة أول المر واعتقلت الودودي وزملءه بسببها لكنها ما‬
‫لبثت أن رضخت لا وصدر قرار المعية التأسيسية ف مارس ‪1949‬م العروف بقرار‬
‫الهداف الذي ما يزال يعتب أساس الوجهة السلمية ف الدولة الباكستانية إل الن‪.‬‬

‫· وسائل الماعة لتحقيق أهدافها‪:‬‬

‫ـ تصحيح الفكار وتعهدها بالغرس والتنمية لتوضيح الصراط الستقيم‪ ،‬ونقد الغرب الذي‬
‫افتت به أغلبية الناس‪.‬‬
‫ـ استخلص الفراد الصالي وتربيتهم التربية السلمية الصحيحة‪.‬‬
‫ـ السعي ف الصلح الجتماعي وهو يشمل كل طبقات الجتمع واتاذ اللول العلمية‬
‫لشكلتم على أساس مبادئ السلم النسانية من أخوة وعدالة ومساواة‪.‬‬
‫ـ إصلح الكم ويكون ذلك بإياد البامج الصلحية للمفاسد الجتماعية ونشر الوعي‬
‫السلمي الذي يهد لتسلم رجال صالي مقاليد الكم لينهضوا بالصلح على أساس‬
‫كتاب ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫· عملت الماعة على إياد حركة طلبية إسلمية منظمة عرفت باسم (إسلمي جعية‬
‫الطالبة) وهي جعية مستقلة ف نشاطاتا وإداراتا‪.‬‬
‫ـ وقفت الماعة إل جانب اللجئي والجاهدين الفغان إذ قدمت لم الخيمات‬
‫والستشفيات وساندتم‪ ،‬وما يزال هذا المر الشغل الشاغل للجماعة ف الباكستان من مرحلة‬
‫ما بعد الرب‪.‬‬

‫· دخلت الماعة ف صراع مع الشتراكيي والندوس واللدينيي لدة تسع سنوات (‪1947‬م‬
‫ـ ‪1956‬م) حت وضع دستور ‪1956‬م الذي يعد انتصارا للتاه السلمي وما يزال هذا‬
‫الصراع يأخذ أشكالً متلفة حت اليوم‪.‬‬

‫· ورد ف دستور الماعة ف الباكستان ‪:‬‬

‫· "أن تتخذ (الماعةُ) كتاب ال وسُنة رسوله مصدرين للحتجاج والستناد ف كل شأن من‬
‫شؤون الياة"‪.‬‬

‫· "ل يقوم كفاح (الماعة) لجل الوصول إل غايتها على النشاط السري على غرار‬
‫الركات السرية ف العال بل إنا تعمل كل ما تعمل علنا وف وضح النهار"‪.‬‬

‫ـ "أن (الماعة) تارس الطرق الدستورية والقانونية للقيام بالصلح الذي تنشده والنقلب‬
‫الذي تستهدفه‪ ،‬كما أنا تاول كسب تأييد الرأي العام للتغيي الذي وضعته نصب عينيها"‪.‬‬

‫· للجماعة أمي وملس شورى ولا صلت طيبة مع اليئات السلمية العاملة ف حقل الدعوة‬
‫السلمية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· استمد أبو العلى الودودي دعوته ابتداء من كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫· تأثرت دعوته ‪ -‬ف الغالب ‪ -‬بدعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب إذ كان شديد اللاح‬
‫على تنقية العقيدة من شوائب الشرك وضرورة العود دائما إل النبعي الصافيي والرجوع إل‬
‫الدليل ف كل أمر وترك البدع‪.‬‬

‫· تأثر الودودي بالفيلسوف ممد إقبال الذي تغنّى بفكرة انفصال الباكستان السلمة عن الند‬
‫الوثنية (*)‪ ،‬وكان شديد العجاب به‪ ،‬وقد التقيا ثلث مرات فقط كانت أفكارُها خلل‬
‫ذلك متطابقة إل أبعد الدود‪ ( .‬راجع قسم الشخصيات لعرفة ممد إقبال ) ‪.‬‬

‫· هناك عملية تأثّر وتأثي بي دعوة الخوان السلمي ودعوة الماعة السلمية هذه‪ ،‬وكُتُ ُ‬
‫ب‬
‫ك ّل منهما تُدرس ف مناهج الخرى‪ ،‬وقد وجد حسن البنا ف كتاب الهاد ف السلم الذي‬
‫ألفه الودودي تطابقا بينه وبي أفكاره الت يملها عن الهاد وأبدى إعجابه به‪.‬‬

‫من مالفات الودودي ف مال السنة ‪ :‬عدم اعترافه بكم الحدثي على الديث ! وقبوله‬
‫الديث بدللة الذوق على صحته ‪ ،‬وإن ل يكن إسناده صحيحًا ! ‪ ،‬فهو يجد ( الدراية )‬
‫على حساب ( الرواية ) ؛ ولذا فهو يرد بعض الحاديث ف البخاري الت ل يقبلها عقله أو‬
‫ذوقه ‪ ( .‬انظر للمزيد ‪ :‬زوابع ف وجه السنة قديًا وحديثًا ‪ ،‬للدكتور صلح مقبول ) ‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫· تتركز الماعة السلمية ف شبه القارة الندية الباكستانية‪.‬‬

‫· مركز الماعة السلمية ف الباكستان هو مدينة لهور ـ النصورة‪.‬‬


‫· على الرغم من أن لفراد الماعة قيادات متعددة ف كل من بنغلديش والند وسريلنكا‬
‫وكشمي وغيها إل أنا جيعا ذات اتاه وفكر واحد ل يتلف من منطقة إل أخرى‪ ،‬إذ أن‬
‫ذلك أمر إداري فقط‪.‬‬

‫· للجماعة وجود ونشاط ف الدول الغربية بي أفراد الالية من شبه القارة الندية‪ ،‬وقد أسهم‬
‫أفرادها ف الدعوة السلمية ف الباكستان‪ ،‬وتربية الجيال السلمة حيثما وجدوا‪.‬‬

‫· وجه نقاد الماعة السلمية للمودودي ـ رحه ال ـ وللجماعة من بعده بعض النقد‬
‫الذي ل يلو من وجاهة ‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬

‫أن الماعة السلمية ف شبه القارة الندية الباكستانية هي جاعة إسلمية تدف إل تطبيق‬
‫الشريعة السلمية(*) والوقوف بزم أمام جيع أشكال العلمانية‪ ،‬وقد أسسها الشيخ أبو‬
‫العلى الودودي رحه ال‪ ،‬وهي جاعة تدف إل جعل السلم نظاما شاملً للبشرية كافة‬
‫وللمسلمي عامة‪ ،‬وترى ضرورة استخلص السلمي الكم من الطواغيت (*)‪ ،‬خروجاً من‬
‫النظرية القومية الضيقة ونأيا عن تكم الضارة الغربية ووأدا لكل الفكار الت تعارض الفكر‬
‫السلمي وتقيقا لسيادة الفكار الت تقضي على المود الدين‪ .‬وقد كافح الودودي من‬
‫أجل تأكيد أن الاكمية ل وحده وأنه ليس للحكومة إل تنفيذ مرضاة ال‪ ،‬ورأى وجوب‬
‫تطبيق الشريعة السلمية وإلغاء جيع القواني الخالفة لا‪ ،‬وبي أن الكومة الباكستانية تارس‬
‫سلطاتا ضمن حدود الشريعة السلمية‪ .‬وقد اعتقل الودودي بسبب هذا العلن‪ ،‬ولكنّ‬
‫الكومة رضخت لذه البادئ بعد ذلك‪ .‬وترى الماعة وجوب السعي ف الصلح‬
‫الجتماعي ونشر الوعي السلمي وإياد حركة إسلمية طُلّبية منظمة‪ ،‬للعمل ف سبيل إعلء‬
‫شرع ال‪.‬‬
‫ولتلو الماعة من انتقادات ؛ كرأيها ف السنة تبعًا لؤسسها ‪ ،‬وإغراقها ف العمل السياسي‬
‫على حساب نشر العقيدة السلفية والدعوة إل التوحيد الالص الذي يتاجه السلمون ف الند‬
‫والباكستان ‪ ،‬وتربية الناس على ذلك ‪.‬‬

‫نسأل ال أن يوفق القائمي على الماعة لتجنب هذه النتقادات ‪ ،‬وأن ينفع بم السلمي ‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ زوابع ف وجه السنة ‪ ،‬د صلح مقبول ‪.‬‬
‫ـ موقف الماعة السلمية من الديث النبوي ‪ ،‬ممد إساعيل السلفي ‪.‬‬
‫ـ أبو العلى الودودي فكره ودعوته‪ ،‬أسعد جيلن ـ ترجة دكتور سي عبد الميد‬
‫إبراهيم ـ شركة الفيصل بلهور ـ طبعته الول بالعربية ‪1398‬هـ ‪1978 /‬م‪.‬‬
‫ـ المام أبو العلى الودودي‪ :‬حياته‪ ،‬دعوته‪ ،‬جهاده‪ ،‬خليل أحد الامدي ـ الكتبة العلمية‬
‫ـ لهور ـ الباكستان ـ ‪1980‬م‪.‬‬
‫ـ الوسوعة الركية (ملدان‪ ،‬فتحي يكن ـ دار البشي ـ عمان ـ الردن ـ ‪1403‬هـ‬
‫‪1982 /‬م)‪.‬‬
‫ـ دستور الماعة السلمية بباكستان‪ ،‬نقله إل العربية خليل أحد الامدي ـ دار العروبة‬
‫ـ النصورة ـ لهور ـ باكستان ـ ‪1982‬م‪.‬‬
‫ـ الذاهب والفكار العاصرة ف التصور السلمي‪ ،‬ممد السن‪.‬‬
‫ـ كتب ومؤلفات أب العلى الودودي وهي كثية ومعروفة‪.‬‬
‫ـ الماعة السلمية ف سطور‪.‬‬
‫ـ دعوة الشيخ ممد عبد الوهاب ف شبه القارة الندية‪ .‬أبو الكرم بن عبد الليل ط‪ .‬مكتب‬
‫دار السلم بالرياض ولهور‪.‬‬
‫ـ أثر دعوة شيخ السلم ابن تيمية ف الركات السلمية العاصرة‪ .‬صلح الدين مقبول ط‪.‬‬
‫ممع البحوث العلمية السلمية نيودلي ‪1412‬هـ ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫حركة التاه السلمي بتونس"حزب النهضة"‬

‫التعريف‪:‬‬

‫حركة(*) التاه السلمي بتونس‪ ،‬حركة إسلمية‪ ،‬قامت على منهج (*) فكر الخوان‬
‫السلمي ف العال السلمي‪ ،‬وظهرت كرد فعل شعب ضد التطرف العلمان التمثل ف‬
‫الستهتار بالسلم وقيمه وأحكامه‪ ،‬ونتيجة لتدهور الوضاع القتصادية واستشراء الستبداد‬
‫السياسي‪ .‬وقد بدأها راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو واحيده النيفر‪ ،‬والتف حولم عدد من‬
‫الشباب وشكلوا جيعا النواة الول لنتشار الفكرة السلمية‪ ،‬وأصبحت الساجد والعاهد‬
‫والامعات رافدا أساسيا للحركة السلمية‪ ،‬الت واصلت معركتها ضد رموز التبعية‬
‫والتغريب‪ .‬وظلت تنشط ف الساحة التونسية حت صدر قرار بلها وبدأ اعتقال قادتا وشبابا‬
‫ف ظل الكم الال‪ ،‬إل أنا حركة مستقلة ف قرارها‪ .‬ومازال لا وجود داخل تونس‬
‫وخارجها رغم الطاردة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫تأسست حركة التاه السلمي ف ‪1969‬م بتونس بعد سلسلة من الحداث كان هدفها‬
‫مو الشخصية السلمية لتونس‪ ،‬ومن أبرز شخصيات هذه الركة‪:‬‬

‫· الدكتور راشد الغنوشي‪:‬‬


‫ـ مؤسس حركة التاه السلمي‪.‬‬
‫ـ ولد ف مدينة الامة بولية قابس بالنوب الشرقي لتونس سنة ‪1939‬م‪ ،‬ودرس ف‬
‫دمشق‪.‬‬
‫ـ أت دراسته العليا ف الفلسفة والتربية ف فرنسا‪ ،‬اعتقل مرات كثية ف أواخر السبعينات‬
‫وحوكم ف صائفة سنة ‪1981‬م وحكم عليه بعشر سنوات سجنا‪ ،‬ث أطلق سراحه سنة‬
‫‪1984‬م ث اعتقل ف ‪9‬مارس ‪1987‬م وعندما أفرج عنه خرج من البلد ويعيش الن ف‬
‫الارج‪.‬‬

‫· الشيخ عبد الفتاح مورو‪:‬‬


‫ـ المي العام لركة التاه السلمي‪.‬‬
‫ـ من مواليد سنة ‪1948‬م ف تونس ـ حصل على إجازة القوق سنة ‪1970‬م وتول مهنة‬
‫القضاء حت سنة ‪1977‬م ث التحق بالحاماة‪.‬‬
‫ـ التقى مع راشد الغنوشي سنة ‪1969‬م وتعاهدا على العمل والدعوة للسلم‪ ،‬وتأثر الثنان‬
‫بفكر سيد قطب ـ رحه ال‪.‬‬
‫ـ وخلل تعرض الركة (*) للمحنة ف عهد ابن علي (خليفة بورقيبة) ف ‪1412‬هـ ـ‬
‫‪1992‬م انشق عن الركة وشكل جاعة جديدة‪.‬‬

‫أحداث وتطورات الركة‪:‬‬

‫· منذ أن أعلن بورقيبة سنة ‪1945‬م ـ قبل إعلن الستقلل بسنتي أنه ينوي إقامة حكم ل‬
‫دين ف البلد‪ ،‬قرر بورقيبة وحزبه ـ فعلً ـ تريد البلد من كل مقوماته السلمية‪ ..‬ففي‬
‫سنة ‪1957‬م أعلنت قواني الحوال الشخصية الت تقطع علقتها بالشريعة السلمية (*) ف‬
‫مال السرة‪ .‬وف سنة ‪1958‬م ألغيت الوقاف العامة‪ ،‬و ‪1959‬م منع التعليم الدين و‬
‫‪1960‬م شن بورقيبة حربا ضد الصيام و ‪1962‬م ألغي التقوي الجري‪ ،‬و ‪1965‬م ـ فتح‬
‫أول ناد للعراة‪ ،‬و ‪1968‬م بدأت تعرية الرأة السلمة من لباسها السلمي‪ .‬و ‪1969‬م بدأت‬
‫حلة لغلق الساجد‪ ،‬و ‪1974‬م بدأ بورقيبة بإلقاء ماضرات ضد القيم السلمية‪ ،‬وتجم على‬
‫القرآن الكري والسنة النبوية‪ ،‬والداب الشرعية والعادات السلمية‪.‬‬

‫ـ وكان من نتيجة هذه الحداث ترك بعض الغيورين على السلم‪ ،‬ومنهم الشيخ راشد‬
‫الغنوشي وعبد الفتاح مورو للوقوف ضد هذه الجمة الشرسة وتأسيس حركة التاه‬
‫السلمي سنة ‪1969‬م‪.‬‬
‫ـ وبارك ال ف الدعوة السلمية فانضم إليها الشباب من النسي وطلب الامعات‪،‬‬
‫وبرزت ملمح السلم عليهم‪ ،‬من إطلق اللحى إل الزي الشرعي وغي ذلك‪.‬‬

‫· أهداف التاه السلمي بتونس‪:‬‬

‫· بعث الشخصية السلمية لتونس حت تستعيد مهمتها كقاعدة كبى للحضارة السلمية‬
‫بأفريقيا‪ ،‬ووضع حد لالة التبعية والغتراب والضلل‪.‬‬

‫· تديد (*) الفكر السلمي على ضوء أصول السلم الثابتة ومقتضيات الياة التطورة‬
‫وتنقيته من رواسب عصور النطاط وآثار التغريب‪.‬‬

‫· استعادة الماهي حقها الشروع ف تقرير مصيها بعيدا عن كل وصاية داخلية أو هيمنة‬
‫خارجية‪.‬‬

‫· إعادة بناء الياة القتصادية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة بالبلد توزيعا عادلً على ضوء‬
‫البدأ السلمي "الرجل وبلؤه‪ ،‬والرجل وحاجته" أي "من حق كل فرد أن يتمتع بثمار‬
‫جهده ف حدود مصلحة الماعة وأن يصل على حاجته ف كل الحوال" حت تتمكن‬
‫الماهي من حقها الشرعي السلوب ف العيش الكري بعيدًا عن كل ضروب الستغلل‬
‫والدوران ف فلك القوى القتصادية الدولية‪.‬‬

‫· الساهة ف بعث الكيان السياسي والضاري للسلم على الستوى الحلي والغرب والعرب‬
‫والعالي وحت يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جعاء ما تردت فيه من ضياع نفسي وحيف‬
‫اجتماعي وتسلط دول‪.‬‬

‫وتتخذ الركة الوسائل التالية لتحقيق هذه الهام‪:‬‬


‫· إعادة الياة إل السجد كمركز لتعبد والتعبئة الماهيية الشاملة أسوة بالسجد ف العهد‬
‫النبوي وامتدادا لا كان يقوم به الامع العظم‪ ،‬جامع الزيتونة‪ ،‬من صيانة للشخصية‬
‫السلمية ودعما لكانة البلد كمركز عالي للشعاع الضاري‪.‬‬

‫· تنشيط الركة الفكرية والثقافية‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬إقامة الندوات وتشجيع حركة التأليف والنشر‪،‬‬
‫وتأصيل وبلورة الفاهيم والقيم السلمية ف مالت الدب والثقافة عامة وتشجيع البحث‬
‫العلمي ودعم الطلب‪ ،‬واللباس الشرعي للفتيات‪.‬‬

‫ـ هذا الوضع أثار صحيفة اللوموند الفرنسية فكتبت صفحة كاملة سنة ‪1974‬م تذر‬
‫بورقيبة من ظاهرة الصحوة السلمية‪ ،‬وخطرها على التقدم والدنية ف تونس‪.‬‬

‫ـ ف نفس السنة شنّت جرائد الزب الاكم حلة شعواء على السلميي وسخرت منهم‪ .‬ث‬
‫انتقلت إل التهديد والوعيد وما إن أعلن راشد الغنوشي عن تشكيل الكتب السياسي العلن‬
‫الول لركة التاه السلمي‪ ،‬وتقدم بطلب رسي للترخيص القانون بقيام الزب حت‬
‫دخلت مال العمل السياسي وبدأت الرب ضدها‪.‬‬

‫· سنة ‪1981‬م فتحت أبواب السجون لرجال الركة (*) السلمية وصدرت أحكام بسجن‬
‫ما يقرب من ‪200‬منهم بتهم ملفقة‪.‬‬

‫· سنة ‪1984‬م أطلق سراح العاملي بركة التاه السلمي‪ ،‬وحرموا حقهم ف الوظيفة‬
‫ومنعت صحفهم السلمية ودروسهم السجدية‪.‬‬

‫· سنة ‪1986‬م أعلن بورقيبة أنه سيكرس العشر سنوات القادمة من حياته لحاربة التاه‬
‫السلمي‪.‬‬

‫· وف سنة ‪1987‬م‪ /‬رجب ‪1407‬هـ أعيد رجال الركة إل السجون التونسية‪.‬‬

‫ـ وف نفس هذه السنة سقط بورقيبة ومات سياسيا على يد حركة التاه السلمي‪.‬‬
‫· وجاء ابن علي خليفة بورقيبة واستبشر السلمون خيًا‪ ،‬إل أنه اتّبع سياسة بورقيبة بعد ذلك‬
‫ف ماربة حركة التاه السلمي‪ ...‬ورجال الركة حاليا ‪1417‬هـ بي سجي ومطارد‪.‬‬

‫البادئ والفكار‪:‬‬

‫· جاء ف البيان التأسيسي لركة التاه السلمي أن الركة تعمل على تقيق الهام التالية‪:‬‬

‫ـ العلم اللتزم حت يكون بديلً عن إعلم اليوعة والنفاق‪.‬‬

‫ـ دعم التعريب ف مال التعليم والدارة مع الهتمام باللغات الجنبية‪.‬‬

‫ـ رفض العنف كأداة للتغيي وتركيز الصراع على أسس شورية تكون هي أسلوب السم ف‬
‫مالت الفكر والثقافة والسياسة‪.‬‬

‫ـ رفض مبدأ النفراد بالسلطة الحادية (‪ )Unipartisme‬لا يتضمنه من إعدام لرادة‬


‫النسان وتعطيل لطاقات الشعب ودفع البلد ف طريق العنف‪ ،‬مع إقرار حق كل القوى‬
‫الشعبية ف مارسة حرية التعبي والتجمع وسائر القوق الشرعية‪ ،‬والتعاون ف ذلك مع كل‬
‫القوى الوطنية‪.‬‬

‫ـ بلورة مفاهيم السلم الجتماعية ف صيغ معاصرة وتليل الواقع القتصادي التونسي حت‬
‫يتم تديد مظاهر اليف وأسبابه‪ ،‬والوصول إل بلورة اللول البديلة‪.‬‬

‫ـ النياز إل صفوف الستضعفي من العمال والفلحي وسائر الحرومي ف صراعهم مع‬


‫الستكبين والترفي‪.‬‬

‫ـ دعم العمل النقاب با يضمن استقلله وقدرته على تقيق التحرر الوطن بميع أبعاده‬
‫الجتماعية والسياسية والثقافية‪.‬‬

‫ـ اعتماد التصور الشمول للسلم‪ ،‬والتزام العمل السياسي بعيدًا عن اللدينية والنتهازية‪.‬‬
‫ـ ترير الضمي السلم من النزام الضاري إزاء الغرب‪.‬‬

‫ـ بلورة وتسيم الصورة العاصرة لنظام الكم السلمي با يضمن طرح القضايا الوطنية ف‬
‫إطارها التاريي والعقائدي والوضوعي مغربيا وعربيا وإسلميا وضمن عال الستضعفي‬
‫عامة‪.‬‬

‫ـ توثيق علقات الخوة والتعاون مع السلمي كافة‪ :‬ف تونس وعلى صعيد الغرب والعال‬
‫السلمي كله‪.‬‬

‫ـ دعم ومناصرة حركات التحرر ف العال‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫ـ حركة (*) التاه السلمي قامت على منهج (*) حركة الخوان السلمي ف مصر‬
‫والعال العرب‪.‬‬

‫( ولذا فيلحقها ما يلحق أصلها من مؤاخذات ) ‪.‬‬

‫ـ كما تأثرت الركة بنهج الدرسة العقلية (العتزلة ـ أهل الكلم) ف التاريخ السلمي ؛‬
‫كما يظهر ذلك جليًا ف كتابات مؤسسها ‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· انتشر فكر الركة (*) ف تونس بشكل خاص وأعلنت الركة عام ‪1985‬م عن مكتبها‬
‫التنفيذي الثالث برئاسة الستاذ راشد الغنوشي والستاذ عبد الفتاح مورو أمينا عاما‪،‬‬
‫وعضوية السادة حادي البال والبيب اللور والبيب السويسي واعتُرف بالركة رسيا‬
‫عندما استقبلهم الوزير الول ممد الزال ف قصر الكومة‪ ،‬واعترفت كل الطراف بالوجود‬
‫السياسي الفعلي لركة التاه السلمي واضطرت للتعامل معها‪ .‬وكانت جريدة الرأي‬
‫وسيلة النشر لؤلفات بعض مفكري الركة مثل الدكتور عبد الجيد النجار ومسن اليلي‬
‫وعندما تول ابن علي السلطة أفرج عن رموز الركة ف البداية واضطر قادتا ف ‪ 8‬فباير‬
‫‪1989‬م أن يتقدموا بطلب تأشية للسماح للحركة بزاولة نشاطها تت اسم جديد هو‬
‫"حزب النهضة" تشيا مع قانون الحزاب ولكن سرعان ما غيت السلطة موقفها وقلبت لم‬
‫ظهر الجنّ‪ ،‬وسارعت إل القبض على الكثي من شباب الزب وأودعتهم السجون واضطر‬
‫الكثيون من رموز الركة إل الفرار بدينهم إل خارج البلد بعد مصادرة نشاطها‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حركة التاه السلمي بتونس هي حركة إسلمية تتبن كثيا من الفاهيم الفكرية لركة‬
‫الخوان السلمي‪ ،‬وهدفها القضاء على الد العلمان‪ ،‬وبعث الشخصية السلمية وتديد (*)‬
‫الفكر السلمي ‪ ،‬وإعادة بناء الياة القتصادية على أسس إنسانية‪ ،‬وبعث الكيان السياسي‬
‫والضاري للسلم داخل البلد وخارجها ف ظل إعلم إسلمي ملتزم‪ ،‬ورفض كامل للعنف‬
‫كأداة للتغيي‪ ،‬وتكريس السلطة السلمية الشورية الماعية والنياز إل صفوف الستضعفي‬
‫من العمال والفلحي‪ .‬ويلحقها ما يلحق جاعة الخوان من مؤاخذات ؛ إضافة إل النراف‬
‫بالماعة نو الفكر العصران التميع والخالف للنصوص الشرعية استجابة للواقع النحرف ‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ تدرجات راشد الغنوشي ‪ ،‬سليمان الراشي ‪ ،‬بث منشور ف موقع ( صيد الفوائد ) ‪.‬‬
‫ـ معلومات عن حركة التاه السلمي بتونس ـ (نشرة موسعة باللغة العربية عن الركة)‪.‬‬
‫ـ تصريات ومقابلت كل من الشيخ راشد الغنوشي والشيخ عبد الفتاح مورو ـ ف كل‬
‫من‪:‬‬
‫ـ ملة الجتمع الكويتية ف ‪15/1/1985‬م ـ ‪4/10/1981‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الصلح العدد ‪ 113‬و ‪ 114‬ف ‪1/6/1981‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الغرباء رمضان ‪1407‬هـ آيار ‪1987‬م‪.‬‬
‫ـ ملة البلغ ف ‪ 12/9/1984‬و ‪23/8/1981‬م‪.‬‬
‫ـ البيان التأسيسي للحركة ف ‪6/6/1981‬م‪.‬‬
‫ـ حركة التاه السلمي ف تونس ـ راشد الغنوشي ـ نشر دار القلم ـ الكويت‬
‫‪1409‬هـ‪1989/‬م‪.‬‬
‫حزب السلمة الوطن(الرفاه السلمي)‬

‫التعريف‪:‬‬

‫حزب السلمة حزب (*) إسلمي تركي يعمل على إعادة بناء الياة وصياغتها من جديد‬
‫على أساس مبادئ السلم‪ ،‬وقد اختار الطريق السياسي وسيلة لتحقيق أفكاره على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬واضعا كل طاقاته للوقوف أمام التيار العلمان الذي سيطر على تركيا إثر زوال الدولة‬
‫العثمانية‪ .‬وقد غي اسم الزب حديثاً إل حزب الرفاه السلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· الؤسس نم الدين أربكان‪ :‬الولود عام ‪1926‬م بدينة سينوب على البحر السود‪ ،‬يرجع‬
‫بنسبه إل أسرة عريقة‪ ،‬ترج من كلية الندسة باستانبول عام ‪1948‬م وأوفد إل ألانيا لينال‬
‫الدكتوراه عام ‪1953‬م من جامعة آخن ف الحركات والترموديناميك‪.‬‬

‫ـ كان متفوقًا على جيع أقرانه خلل مراحل الدراسة الختلفة‪.‬‬

‫ـ يذكر ملف الامعة التكنيكية بألانيا عنه‪" :‬أنه كان أثناء دراسته يكثر من شيئي‪ :‬الصلة‬
‫وعمل الشروعات"‪.‬‬

‫ـ احتل عددا من الناصب الامعية العليا ف بلده‪ ،‬ونشر عددا من الباث العلمية الختلفة‬
‫والت تدور حول الحركات والليات‪.‬‬

‫ـ أول انعطاف سياسي له كان ف عام ‪1968‬م عندما صار عضوا ف ملس إدارة اتاد‬
‫غرف التجارة والصناعة التركي‪.‬‬
‫ـ ف انتخابات عام ‪1969‬م رشح أربكان نفسه مستقلً عن قونية‪ ،‬وقد فاز بعظم أصواتا‬
‫وذلك بؤازرة عشرة آلف شاب من خريي العاهد الدينية‪.‬‬

‫ـ عقد نم الدين عدة مشاورات مع الشخصيات السلمية البارزة‪ ،‬وبعدها شكّل مع‬
‫مموعة من أصدقائه (حزب النظام الوطن) ف ‪ 26‬يناير ‪1971‬م الذي اتذ رمزا له قبضة يد‬
‫منطلقة ف الواء وإصبع الشهادة موجها نو المام‪.‬‬

‫ـ ف أبريل ‪1971‬م اصطنعت له بعض التهم حيث قدُّم للمحكمة الت أصدرت أمرا بإلغاء‬
‫حزبه الذي ل يستمر سوى (‪ )16‬شهرا‪ ،‬مع مصادرة متلكاته ومنع شخصياته من العمل من‬
‫خلل أي حزب سياسي آخر‪ ،‬ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد كما أنه ل يوز لم‬
‫ترشيح أنفسهم ولو كانوا مستقلي‪.‬‬

‫ـ ازدادت موجة العنف والضطراب ف تركيا من أوائل ‪1971‬م وقد أيقنت الكومة حينها‬
‫أن عودة السلميي إل الساحة قد يوازن المور‪.‬‬

‫ـ ل يكن بإمكان أربكان أن يتقدم للحصول على ترخيص للحزب الديد حيث تقدم عنه‬
‫كل من‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عبد الكري دوغر‪ :‬مدير شركة الزوت‪ ،‬والذي صار فيما بعد وزيرًا للتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ طورهان أكيول‪ :‬وهو من رجال القتصاد‪.‬‬

‫ـ تّ تأسيس حزب السلمة فعلً وبترخيص حكومي ف ‪11/10/1972‬م‪.‬‬

‫ـ إثر انتخابات ‪14/10/1973‬م شكّل حزب(*) السلمة مع حزب الشعب ائتلفا وزاريّا‬
‫أحرز فيه أربكان منصب نائب رئيس الوزراء كما نال الزب سبع وزارات هي وزارات‬
‫الدولة والداخلية والعدل والتجارة والمارك والزراعة والتموين والصناعة‪.‬‬

‫ـ سقطت هذه الوزارة بعد تسعة أشهر ونصف‪.‬‬


‫ـ انضم حزب السلمة إل حزب الركة وحزب العدالة لتشكيل الئتلف الوزاري الديد‬
‫ف ‪1/8/1977‬م‪.‬‬

‫ـ ف ‪5/12/1978‬م طالب الدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه بدعوى أنه يستغل‬
‫الدين ف السياسة وهو أمر مالف لبادئ أتاتورك العلمانية‪.‬‬

‫ـ ف ‪12/9/1980‬م قاد النرال كنعان ايفرين انقلبا تسلم اليش بوجبه زمام المور ف‬
‫البلد‪.‬‬

‫ـ اعتقل نم الدين مع ‪ 33‬من قادة حزبه ورجالته البارزين‪ ،‬وحدد يوم ‪24/4/1981‬م‬
‫موعدا لحكمة عسكرية‪.‬‬

‫ـ ف الشهر الول من عام ‪1985‬م خرج أربكان من السجن ووضع تت القامة البية‬
‫الت استمرت حت أواخر العام ذاته‪ ،‬وقد حضر إل مكة معتمرًا مع بداية عام ‪1986‬م‪ ،‬وقد‬
‫عاود نشاطه من جديد من خلل حزبه الديد السمى بزب الرفاء‪.‬‬

‫ـ ف أوائل عام ‪1996‬م استطاع الزب اكتساح منافسيه ف النتخابات التشريعية ف البلد‬
‫وبذلك تول البوفيسور نم الدين أربكان رئاسة الوزارة للمرة الثانية‪.‬‬

‫· حسن أقصاي‪ :‬من كبار رجال حزب السلمة‪ ،‬وقد شغل منصب وزير الشؤون الدينية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· ل يوجد ثة خلف بي أفكار حزب النظام الوطن وأفكار حزب السلمة ذلك لن تغيي‬
‫السم ل يكن غي أمر شكلي‪.‬‬

‫· ترتكز أهداف حزب السلمة على خسة مبادئ‪:‬‬


‫ـ السلم والمن ف الداخل‪.‬‬
‫ـ امتزاج المة بالدولة‪.‬‬
‫ـ تركيا الكبية من جديد‪.‬‬
‫ـ النهضة الخلقية‪.‬‬
‫ـ النهضة الادية‪.‬‬

‫· ف ‪26/4/1980‬م ألقى نم الدين أربكان خطابا أمام البلان التركي دعا فيه إل‪:‬‬
‫ـ أمم متحدة للقطار السلمية‪.‬‬
‫ـ سوق إسلمية مشتركة‪.‬‬
‫ـ إنشاء عملة إسلمية واحدة (الدينار السلمي)‪.‬‬
‫ـ إنشاء قوة عسكرية تدافع عن العال السلمي‪.‬‬
‫ـ إنشاء مؤسسات ثقافية تبن الوحدة الثقافية والفكرية على أساس البادئ السلمية‪.‬‬

‫· من آراء وأفكار الزب الخرى‪:‬‬


‫ـ ضرورة عودة الؤسسات الهمة الت تكرس العقيدة السلمية‪.‬‬
‫ـ العمل على إرجاع الناس إل الفطرة الت فطر ال الناس عليها‪.‬‬
‫ـ الكم وسيلة لرضاة ال وخدمة للمة‪.‬‬
‫ـ إصلح التعليم ليكون أداة موجهة إل الخلق الفاضلة‪.‬‬
‫ـ افتتاح الصانع ف الناضول واستيعاب الشباب للعمل فيها بدلً من هجرتم للعمل ف‬
‫أوروبا ما يفقدهم دينهم وأخلقهم‪.‬‬
‫ـ ضرورة مقاطعة السوق الوروبية الشتركة‪.‬‬
‫ـ إصلح جهاز العلم ليخدم مصال المة وينمي ثقافتها‪.‬‬
‫ـ لبد من قيام التصنيع الثقيل وكذلك التصنيع الرب‪.‬‬

‫· أثناء مشاركة الزب ف الكم رفع شعار "مصنع لكل ولية" وقد وضع هذا الشعار موضع‬
‫التنفيذ لكنه ل يهل ليتم إنازه الذي بدأ به ومن تصوراته‪:‬‬
‫ـ فتح عدد كبي من الدارس للئمة والطباء‪.‬‬
‫ـ تدريس مادة الخلق (*) ف الدارس واعتبارها مادة إجبارية‪.‬‬
‫ـ السماح للتراك بالسفر برّا إل الج‪.‬‬
‫ـ العفو السياسي والذي يشمل السلميي‪.‬‬
‫ـ الدعوة إل إلغاء الربا بكل أشكاله‪.‬‬
‫ـ الدعوة إل عودة الكتابة بالروف العربية وإقصاء الكتابة بالرف اللتين‪.‬‬
‫ـ بناء الساجد ف الدن والقرى وتشكيل إدارة قوية للوقاف السلمية‪.‬‬

‫ـ مناصرة القضية الفلسطينية واعتبارها قضية إسلمية‪ ،‬وقد ظهر ذلك ف‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الوقوف ضد التوجه السرائيلي ف الكومة التركية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الطالبة بقطع علقات تركيا مع إسرائيل إثر إطلق دعوتا إل نقل العاصمة إل القدس‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الفوز بالقتراع على حجب الثقة عن وزير الارجية التركي خي الدين أركمان وإقالة‬
‫هذا الوزير من منصبه بسبب ولئه الشديد للغرب ولسرائيل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مؤتر قونية السلمي الذي خرج فيه مائة ألف مسلم يوم ‪6/9/1980‬م وهم يرددون‬
‫شعارات إسلمية يطالبون فيها بتطهي القدس من اليهود ويطالبون بفتح باب الهاد (*) من‬
‫أجل تريرها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ فتح مكتب لنظمة التحرير الفلسطينية ف تركيا‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الشادة بالواقف الشرفة الت وقفها السلطان عبد الميد من القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫ـ تنمية شعور العتزاز بالنتماء إل أمة السلم‪.‬‬
‫ـ التأكيد على أن (اليمي واليسار والوسط) إنا هي أوجه متلفة لعملة علمانية واحدة تقف‬
‫على قدم واحدة أمام التيار السلمي‪ ،‬وترسيخ فكرة أن حزب (*) العدالة ليس بأقل شرّا ول‬
‫أهون خطبا من حزب الشعب ف موقفهما العادي للسلم‪.‬‬

‫· قال أربكان مرة‪" :‬إنم قد اتمونا بالرجعية والتخلف‪ ،‬لكنهم يجلون إذا علموا أن نواب‬
‫حزب السلمة ف البلان وهم خسون نائبا يشكلون ‪ %95‬من مثقفي الجلس"‪.‬‬
‫· تصدى الزب للماسونية وطلب إعادة النظر ف مافلها وعمل على الكشف عن حقيقتها‬
‫العادية للدين (*) والوطن‪.‬‬

‫· ف الفترة الت شارك فيها الزب ف السلطة تدخلت القوات التركية وأحرزت نصرا‬
‫عسكريّا مؤزرا ف قبص‪.‬‬

‫· دعا الزب إل العمل من أجل تغيي الدستور التركي الكمال‪.‬‬

‫· ف يناير ‪1975‬م استصدر الزب من البلان قانونا ييز لبن عثمان العودة إل ديارهم بعد‬
‫أن طردوا منها منذ صدور قرار ‪3/3/1924‬م عقب استيلء أتاتورك على الكم‪.‬‬

‫· هناك صحيفتان تعبان عن وجهة نظر الزب (*) ها‪ :‬مللي جازيت وبن دور‪.‬‬

‫· يؤخذ على الزب أنه يعن بالتجميع والكثرة العددية على حساب الهتمام بنشر التوحيد‬
‫الالص والعقيدة السلفية ‪ ،‬التربية والعمل الادئ‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· أفكارهم ومعتقداتم سنية ف جوهرها ومستمدة ف كثي منها من كتاب ال وسنة رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫· استفاد حزب السلمة من الشعور الدين التنامي الذي هيأته جاعة النور وعملت على‬
‫ترسيخه والحافظة عليه ف تركيا وذلك على الرغم من أن أنصار النور ل يلتحقوا جيعا‬
‫بالزب الديد‪.‬‬

‫· يعد حزب السلمة امتدادا لزب النظام الوطن‪ ،‬وحزب الرفاه الال امتدادا لما جيعا‪.‬‬
‫· إن الراضي التركية هي مسرح هذا الزب(*) السلمي الذي يسعى إل إيقاظ الروح‬
‫السلمية والحافظة على التراث السلمي فيها بعد أن كادت هذه الذوة أن تنطفئ بسبب‬
‫التغريب والعلمنة‪.‬‬

‫· لقد زاد عدد الدارس السلمية بسبب حزب السلمة ليصل إل ‪ 2800‬مدرسة لتحفيظ‬
‫القرآن‪ ،‬وبلغ عدد مدارس الئمة والطباء ‪172‬مدرسة‪ ،‬وأربعة معاهد عليا يدرس با‬
‫‪24‬ألف طالب فضلً عن ‪ 5000‬مدرس لتدريس مادة الخلق (*) والت هي ف جوهرها‬
‫مادة الدين (*) ف تركيا‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حزب السلمة الوطن أو ما يعرف الن بزب الرفاه‪ ،‬رغم أنه ل يمل لفتة أو تسمية‬
‫إسلمية‪ ،‬بسبب أنظمة تركيا العلمانية‪ ،‬الت ل تسمح بالترخيص لي حزب أو جاعة دينية‪،‬‬
‫إل أنه يتبن أيديولوجية (*) إسلمية تقوم على اليان بال والهتمام بالخلق والعتزاز‬
‫بضارة السلم والعودة بتركيا إل تراثها السلمي‪ ( .‬مع التنبه إل الؤاخذات الت سبقت‬
‫الشارة لا ) ‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ العلمانية وآثارها على الوضاع السلمية ف تركيا‪ ،‬عبد الكري مشهدان‪ ،‬منشورات‬
‫الكتبة الدولية بالرياض‪ ،‬مكتب الافقي بدمشق‪ ،‬ط ‪1403 ،1‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫ـ الركة السلمية الديثة ف تركيا‪ ،‬مصطفى ممد‪ ،‬ألانيا الغربية‪ ،‬ط ‪1404 ،1‬هـ‪/‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫ـ الوسوعة السلمية "جزءان"‪ ،‬فتحي يكن‪ ،‬دار البشي‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪1403 ،1‬هـ‪/‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الشهاب البيوتية‪ ،‬العدد الامس‪ ،‬السنة التاسعة‪1974 ،‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الشهاب البيوتية‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬السنة التاسعة‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الجتمع الكويتية‪ ،‬العدد ‪ ،296‬السنة السابعة‪ ،‬أبريل ‪1976‬م‪.‬‬
‫ـ صحيفة اليثاق الغربية‪ ،‬العدد ‪ ،291‬ربيع الثان‪1399 ،‬هـ‪.‬‬
‫ـ ملة القبس الكويتية‪ 12 ،‬أبريل ‪1977‬م‪ ،‬وهي تنقل عن صحيفة انلس تايز‪.‬‬
‫الزب السلمي الكردستان‬

‫التعريف‪:‬‬

‫الزب السلمي الكردستان‪ :‬حزب (*) سياسي إسلمي يهدف إل تكوين دولة إسلمية ف‬
‫منطقة كردستان‪ ،‬ورفع الظلم والتمزق الواقع على الكراد خاصة وماربة الخططات‬
‫الستعمارية تاههم‪.‬‬

‫نظرة جغرافية وتاريية‪:‬‬

‫· تقع كردستان (أرض الكراد) ف كل من تركيا وإيران والعراق وسورية والتاد السوفيت‬
‫السابق‪ .‬وتبلغ مساحتها نصف مليون كيلومتر مربع تقريبا‪ .‬وعدد سكانا ‪ 40‬مليون نسمة‬
‫يدين أكثرهم بالسلم ـ وهم سنّة ـ وتوجد أقليات كردية ف كل من باكستان وأفغانستان‬
‫والسودان‪.‬‬

‫· تتاز كردستان بثروتا النفطية والعدينة واليوانية والائية‪ ،‬إذ ير فيها أنار دجلة والفرات‬
‫وآراس والابور‪.‬‬

‫· يتكلم الكراد اللغة الكردية الت تنتمي إل مموعة اللغات اليرانية‪ ،‬الت تثل فرعا من أسرة‬
‫اللغات الندية وأوربية الت تضم‪ :‬الكردية والفارسية والبشتو والطاجيكية‪ .‬وتكتب اللغة‬
‫الكردية ف إيران والعراق بالرف العرب‪ ،‬وف تركيا وسورية بالرف الليتن‪ ،‬وف الدولة الت‬
‫تسلل إليها التاد السوفيت بالرف الروسي‪.‬‬

‫· تعد كردستان مهد البشرية (ف الودي‪ ،‬بعد الطوفان) وف القرن السادس قبل اليلد‬
‫سقطت ملكة ميديا الكردية على أيدي الفرس الحينيي‪.‬‬

‫· وف عام ‪ 18‬من الجرة النبوية دخل السلم إل كردستان على يد عياض بن غنم ـ رضي‬
‫ال عنه ـ واستمر الكراد منذ ذلك التاريخ حاة السلم وحلته‪ ،‬فكان منهم صلح الدين‬
‫اليوب هازم الصليبيي‪ ..‬ومنهم العلماء والصلحون أمثال ابن تيمية وابن حجر وابن الصلح‬
‫وغيهم كثي‪.‬‬

‫· قسمت كردستان بعد الرب العالية الول ووزعت على العراق وسورية وتركيا وإيران‬
‫وروسيا‪.‬‬

‫· اتبعت الدول الذكورة فيهم سياسة التتريك والتغريب والتفريس مع ماولة القضاء على‬
‫إسلمهم وشجاعتهم‪ ،‬بإثارة النعات القبلية ونشر الفكار الاركسية والعلمانية فيهم‪ ..‬ول‬
‫يضع الكراد لم فقامت ثورات ل تنطفئ شعلتها حت يومنا هذا وأهم هذه الثورات‪:‬‬

‫ـ ف تركيا‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ثورة الشيخ سعيد بيان سنة ‪1925‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ثورة النرال إحسان نوري باشا سنة ‪ 1927‬ـ ‪1930‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ثورة وبرسم سنة ‪1937‬م‪.‬‬

‫ـ وف إيران‪:‬‬
‫ـ ثورة قاضي ممد وجهورية مهاباد الكردية سنة ‪1945‬م‪.‬‬

‫ـ وف العراق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ثورة الشيخ ممود الفيد سنة ‪ 1920‬ـ ‪1930‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ثورة الشيخ أحد البزان سنة ‪1931‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ثورة الل مصطفى البزان سنة ‪ 1935‬و ‪1943‬م‪.‬‬
‫وانتهت ثورة البزانيي سنة ‪1975‬م بعد اتفاقية الزائر بي العراق وإيران‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫اجتمع بعض السلميي الكراد‪ ،‬ف موسم الج بتاريخ ‪11/12/1400‬هـ ف مكة‬
‫الكرمة‪ ،‬وتباحثوا ف قضية شعبهم الكردي السلم‪ ،‬وما أصابم من تزق ودمار وهلك على‬
‫يد السلطات ف البلد الوزعي فيها‪ ..‬وماولة القضاء عليهم بكافة السبل وبختلف الجج‬
‫الواهية‪.‬‬

‫وتبع ذلك قيام حركات وطنية وقومية غلب على كثي منها طابع العلمانية الشتراكية‪ ،‬فكانت‬
‫ف حال عداء للسلم‪ .‬وقد أدى هذا إل تشويه سعة الكراد ف النصف الثان من هذا القرن‪،‬‬
‫من خلل ما كانت تطرحه الحزاب (*) من إلاد (*) ومالفات للدين (*) واستخفاف به‬
‫أو إهال له‪ .‬وكان من الحزن أن يضطر كثي من التديني إل اللتحاق بتلك الحزاب بسبب‬
‫عدم وجود البديل السلمي الكردي‪.‬‬

‫وقد وجد الجتمعون الاجة ماسة إل إقامة حزب (*) إسلمي ف كردستان يشعر بآلم‬
‫الشعب الكردي السلم‪ ،‬ويل عقده ويمل عنه بعض هومه ومشاكله‪ ،‬ويطلق طاقاته نو بناء‬
‫الدولة السلمة الت تمل شعار السلم دينا ودولة‪ ،‬وتطبق السلم ف جيع مالت الياة‪..‬‬
‫وقرر الجتمعون تأسيس هذا الزب الذي أطلقوا عليه "بارتيا إسلميا كردستان" (الزب‬
‫السلمي الكردستان)‪.‬‬

‫وعقب هذا الجتماع عقد أربع مؤترات عامة للحزب خارج كردستان‪ ،‬وف الؤتر الخي‬
‫منها قررت البادئ الساسية لفكر الزب وحركته‪ ،‬كما تقرّر النظام الداخلي‪ ،‬الذي اعتمد‬
‫فتح مكاتب للحزب ف أوروبا وأمريكا الشمالية‪.‬‬

‫وت إصدار ملة جودي الناطقة باسم الزب باللغات العربية والتركية والكردية‪ .‬و"جودي هو‬
‫البل الذي رست عليه سفينة نوح ـ عليه السلم ـ وموطنه كردستان‪ ،‬وهو يعد مهد‬
‫البشرية الثان بعد الطوفان حيث انطلقت البشرية من سفوحه لتعمر شت بقاع الرض‪.‬‬

‫· ومن أبرز شخصيات الزب‪ ،‬كما وردت ف كتب صدرت عن القضية الكردية عربية‬
‫وأجنبية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ـ الدكتور مظفر من العراق‪.‬‬
‫ـ الدكتور صال كابوري من سوريا‪.‬‬
‫ـ أسروان من الوليات التحدة المريكية‪.‬‬
‫ـ م‪ .‬الكردي من السودان‪.‬‬
‫ـ م‪ .‬كزب شوت من تركيا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· الشعب الكردي السلم جزء من المة السلمية الواحدة‪ ،‬وكردستان السلمة جزء من دار‬
‫السلم الكبى‪ ،‬وهي وطن الشعب الكردي تارييّا وجغرافيا‪ ،‬وتشمل تلك الرض الت‬
‫يكوّن الكرد غالبية سكانا‪.‬‬

‫· الشعب بيده السلطات‪ :‬الجتهادية والتنفيذية والقضائية‪ .‬ومصدر التشريع كتاب ال تعال‬
‫وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وينوب عن الشعب ف حل سلطاته ملس الشورى‬
‫النتخب من قبل الشعب‪.‬‬

‫ل وتسينا هي‪ :‬الدين (*) والعقل (*)‬


‫· الكليات الت تراها السلطات للمجتمع حفظا وتكمي ً‬
‫والعرض والنفس والال‪ .‬والصوصيات الت ترعاها للفراد كل الاجات الادية وبناء‬
‫العلقات بي أفراد الجتمع على الخلق السلمية الصحيحة‪.‬‬

‫· الدعوة لنشر السلم ل تكون إل بإقناع العقول وتأليف القلوب ول إكراه ف الدين‪ ،‬أما‬
‫الهاد (*) فهو القتال ف سبيل ال لدفع الظالي التكبين‪ ،‬والدفاع عن الظلومي الستضعفي‬
‫مسلمي كانوا أو غي مسلمي‪.‬‬

‫( فالزب يرى أن الهاد للدفاع فقط ‪ ،‬وهذا غي صحيح ؛ بل الهاد شُرع لنشر السلم‬
‫وإزالة العوقات الت تول بينه وبي الناس ‪ ،‬ث ل إكراه ف الدين ) ‪.‬‬

‫· العلم حق عام‪ ،‬والعلم بأصول الدين فرض عي على السلمي‪.‬‬


‫· الرية (*) حق عام‪ .‬وهي مصونة ف التفكي والتعبي والعتقد‪ ،‬والتأليف والنشر وتأليف‬
‫التجمعات النقابية والنسائية ما ل يتعارض شيء من ذلك مع السلم‪.‬‬

‫· الرأة مثل الرجل تتساوى معه ف القوق والواجبات وف بناء الجتمع وتوجيهه‪ .‬والتمييز‬
‫القائم بينهما مفروض شرعا بسبب التكوين اللقي والوظيفة الجتماعية‪.‬‬

‫( والصواب أن السلم ل يأت بالساواة التامة بي الرجل والرأة ؛ بل لكل واحد طبيعته وما‬
‫يصلح له ‪ ،‬فالسلم دين العدل ل دين الساواة ؛ لن مساواة الختلفي ما يُذم ول يُمدح ) ‪.‬‬

‫· السرة الصالة هي اللبنة الساسية ف تكوين الجتمع السليم‪ .‬وينبغي دعم السرة وتقوية‬
‫الروابط بي أفرادها والتشجيع على النسل والزواج بتيسي أسبابه وتوفي مطالبه‪.‬‬

‫· السألة القتصادية تل وفق تعاليم السلم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· يرجح الزب السلمي الكردستان ف أصوله الفكرية والعقائدية إل السلم السن بوجه‬
‫عام‪.‬‬

‫· أما أصوله الركية والدعوية فترجع إل حركة الخوان السلمي‪ ( .‬فيلحقه ما يلحقها من‬
‫مؤاخذات ) ‪.‬‬

‫· وف الفقه يتبع الزب فقه المام الشافعي ـ رحه ال ـ‪ ،‬الذي هو مذهب عامة الكراد‬
‫تقريبا‪.‬‬

‫· والزب السلمي الكردستان ليس حزبا قوميّا كما يوحي اسه وإن كان هدفهم هو إنشاء‬
‫دولة إسلمية كردية ف منطقة كردستان‪ ،‬تكّم السلم ف كل مالت الياة السياسية‬
‫والقتصادية والجتماعية‪.‬‬
‫أماكن النتشار‪:‬‬

‫ينتشر الزب السلمي الكردستان ف جيع مناطق كردستان ف كل من تركيا والعراق‬


‫وسوريا وإيران‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬

‫أن الزب السلمي الكردستان يدين بعقيدة سنية ف مملها‪ ،‬ويظهر هذا ف مبادئ الزب‬
‫ونظامه الداخلي وتصريات زعمائه ف جيع الؤترات الت عقدها‪ .‬وهو يهدف إل إقامة دولةٍ‬
‫إسلمية للجمع بي السلمي ف كردستان‪ ،‬ورفع الظلم عنهم‪ ،‬وماربة الخططات‬
‫الستعمارية تاههم‪ ،‬والزب جزء من الركة السلمية العالية الت تدف إل تكيم شرع‬
‫ال ف شت مالت الياة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ كردستان وطن وشعب بدون دولة‪ :‬جواد الل ـ لندن ‪1985‬م‪.‬‬
‫ـ ملة جودي الصادرة ف أوروبا باللغتي العربية والتركية منذ عام ‪1400‬هـ والناطقة‬
‫باسم الزب السلمي الكردستان‪.‬‬
‫ـ ملت وصحف تركية‪.‬‬
‫ـ نشرات جعية حقوق النسان الكردية ـ ف لندن‪.‬‬
‫ـ ماضر جلسات الؤتر السلمي الول الذي عقد ف كولونيا بألانيا ف ‪21/1/1990‬م‬
‫لبحث القضية الكردية‪.‬‬
‫ـ ماضر جلسات الؤتر السلمي الول الذي عقد ف لندن عام ‪1989‬م‪ ،‬ومؤتر بشاور‬
‫عام ‪1411‬هـ‪.‬‬
‫ـ نشرة‪ :‬تعريف عام بالقضية الكردية وهي الت ألقاها الدكتور ممد صال‪ ،‬أحد مؤسسي‬
‫الزب السلمي الكردستان ف الؤتر السنوي الثالث عشر لرابطة الشباب السلم العرب ف‬
‫‪22/12/1990‬م ف الوليات التحدة المريكية‪.‬‬

‫مراجع أجنبية‪:‬‬
‫‪Lothar A. Heinrich Die Kurdische Nationalbewegung in der‬‬
‫‪.Turkei. 1989 Hambery‬‬
‫(وقد ألف هذا الكتاب وقدمهُ لحدى المعيات الستشراقية)‪.‬‬
‫البهة السلمية القومية بالسودان‬

‫التعريف‪:‬‬

‫البهة (*) السلمية القومية‪ :‬حركة إسلمية انبثقت من حركة (*) الخوان السلمي‪،‬‬
‫واستقطبت بعض القوى السلمية ف السودان لتكوين جبهة واحدة ضد الحزاب (*)‬
‫الخرى‪ ،‬ث بدأت تنحو منحا بعيدا نسبيّا عن منهج الخوان السلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· مؤسس هذه الركة هو الدكتور حسن عبد ال التراب‪ ،‬من مواليد قرية ود التراب بقاطعة‬
‫الزيرة بالسودان ‪1932‬م‪ .‬تلقى من والده علوم العربية والفقه‪ ،‬وأصول الحكام وفقه‬
‫الذاهب وعلوم القرآن والتفسي وقد حفظ القرآن ببضع قراءات‪.‬‬

‫ـ عمل ماضرا ث عميدا لكلية القانون بامعة الرطوم‪ ،‬ث نائبا عاما ث وزيرا للعدل‪،‬‬
‫وأخيا رئيسا للبلان السودان‪.‬‬

‫ـ يتكلم ويكتب النليزية والفرنسية ويقرأ اللانية‪.‬‬

‫ـ قاد الركة السلمية ف السودان منذ الستينات كمراقب عام للخوان السلمي‪.‬‬

‫ـ اختي كأمي عام لبهة اليثاق السلمي ‪1964‬م ـ ‪1969‬م والبهة السلمية القومية‬
‫‪ 1985‬ـ ‪1989‬م‪.‬‬

‫ـ تعرض ف مال العال السلمي للحبس التحفظي لفترات تاوزت السبع سنوات‪.‬‬

‫ـ نشرت له عدة مؤلفات ف قضايا الدين والعبادة‪ ،‬والرأة والجتمع‪ ،‬والتجديد والدستور‬
‫والكم‪ ،‬وقضايا إسلمية وسياسية شت‪.‬‬
‫للدكتور التراب عدد من الراء والنرافات الت خالف فيها أحكام السلم وكانت سببا ف‬
‫كثي من النقد الوجه للدكتور التراب خاصة‪ ،‬ولفكار البهة بصفة عامة‪.‬‬

‫تطور الركة‪:‬‬

‫يرى أنصار البهة أنا أخذت عدة مراحل أو عهود حت ظهرت بالشكل التال ويكن‬
‫تلخيص أهم هذه العهود كالتال‪:‬‬

‫· عهد التكوين‪ :‬امتد هذا العهد منذ عام ‪1949‬م‪ ،‬وحت عام ‪1955‬م‪ ،‬حيث تأسست‬
‫رسيّا بؤتر جامع عام ‪1954‬م‪ ،‬وكان كل اعتمادها على حركة الخوان السلمي بصر ف‬
‫الثقافة والتنظيم والبناء الفردي والماعي‪.‬‬

‫· عهد الظهور الول‪ :‬ويتد من عام ‪1956‬م حت عام ‪1959‬م‪ ،‬وهو عهد ما بعد‬
‫الستقلل ف السودان‪ ،‬وف هذا العهد ظهرت الدعوة لول مرة بالصحف والطب‪ ،‬وبرز‬
‫الدعاة‪ ،‬وكانت القضية الول الت شغلت الركة ف هذا العهد هي قضية الدستور السلمي‪.‬‬

‫· عهد الكمون الول‪ :‬ويتد من عام ‪1959‬م‪ ،‬وحت ‪1964‬م‪ .‬وهي فترة سلطة الفريق‬
‫عبّود وزمرته العسكرية‪ :‬وقد ترجت ف هذا العهد قيادات إسلمية كثية‪ ،‬ونشطت الركة‬
‫العمالية والنقابية‪.‬‬

‫· عهد الروج العام‪ 1964 :‬ـ ‪1969‬م‪ :‬وهو عهد ثورة أكتوبر وقد أصبحت فيه الركة‬
‫مورا لولء شعب منظم لول مرة‪ ،‬فأقامت جبهة اليثاق السلمي‪ ،‬مؤسّسةً على منهاج‬
‫مكتوب وضعته الماعة‪ ،‬وجعت حوله الماعات السلمية والفراد ف حركة (*) سياسية‬
‫موحدة‪ ،‬وجرت فيه أكب الملت السياسية‪ ،‬وهي حلة الدستور السلمي‪.‬‬

‫وف أواخر هذا العهد استفحلت الثنائية ف الركة السلمية بي التنظيم الم الداخلي وبعض‬
‫جبهاته الارجية‪ ،‬إل أن الركة توحدت بعد ذلك وحسمت خلفاتا‪.‬‬
‫· عهد الجاهدة والنمو‪ 1969 :‬ـ ‪1977‬م‪ :‬وهو عهد الشطر الول من سلطة جعفر نيي‬
‫ونظام مايو‪ ،‬الذي أجهض الديقراطية‪ ،‬والقوى الوطنية والركة السلمية بدافعٍ من الشيوعية‬
‫والقوى القومية العربية‪ ،‬فتعرضت الركة لبتلءات شديدة واضطهادات واعتقالت‬
‫وتصفيات وإعدامات‪ .‬وف ظروف العتقال أصّلت الركة عملها ف مال العتقاد ونشر‬
‫الدعوة وقضية الرأة‪.‬‬

‫· عهد الصالة والتطور‪ 1977 :‬ـ ‪1984‬م‪ :‬وهو عهد مايو الخي حيث بدأ نظام‬
‫الصالة الوطنية‪ ،‬وتصفية اتاهات جعفر نيي اليسارية‪ ،‬وبدء التاه إل السلم‪ .‬وف هذا‬
‫العهد بدأ الوعي بقضية النوب ف السودان‪ ،‬وتوجهت عناصر من الركة (*) لتأسيس‬
‫(منظمة الدعوة السلمية) لتُعن بنشر السلم ف الناطق السلمة ف السودان من خلل‬
‫الدعوة والدمة الجتماعية‪.‬‬

‫وف هذا العهد أيضا نشط العمل النسوي‪ ،‬ودخلت الرأة بشكل كامل ف الركة السلمية‪.‬‬

‫وف آخر هذا العهد كان تطبيق الشريعة السلمية (*)‪ ،‬الذي أعلنه نيي وساعده التراب فيه‬
‫بقوة‪.‬‬

‫· عهد النضج‪ 1984 :‬ـ ‪1987‬م‪ :‬وف هذا العهد بلغت الركة من الوعي بذاتا وبالواقع‬
‫من حولا قدرا كبيا‪ ،‬وتأسست ف هذا العهد (البهة (*) السلمية القومية) بناء على‬
‫القاعدة الشعبية الت تعبّأت منذ بدء تطبيق الشريعة‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· حركة البهة السلمية القومية‪ ،‬حركة إسلمية‪ ،‬أخذت جيع أفكارها الصولية من حركة‬
‫الخوان السلمي‪ ،‬وترب أفرادها على مؤلفات الستاذ البنا‪ ،‬وسيد قطب‪ ،‬وممد الغزال‪ ،‬وأبو‬
‫العلى الودودي‪ ،‬ومالك بن نب‪...‬إل‪.‬‬
‫· من خصائص فكرة الدعوة ف البهة نرى أنه‪:‬‬
‫ـ فكر مرتبط بالوية السلمية‪ ،‬والبعد عن النتماء إل الولءات الخرى‪.‬‬
‫ـ فكر إحياء لجد السلم‪ ،‬وذلك بإتام الدين وإقامة جوانبه الت أُميتت أو ضعفت‪.‬‬

‫· موقف الركة من الرية والسلطة كان موقفا وسطا‪ ،‬فقد رحبت بالنظام الديقراطي‬
‫التعددي على ِعلّته‪.‬‬

‫· وضعت استراتيجية استيعاب الجتمع‪ ،‬ومنافسة الحزاب التقليدية ذات الولء الماهيي‬
‫العريض‪ .‬وف هذا السبيل بدّلت لوائح العضوية‪ ،‬فتجاوزت منهج النتقاء الفردي‪ ،‬وأصبح‬
‫متاحا للناس أن يدخلوا ف الماعة أفواجا ل أفرادا؛ فقد تدخل القبيلة والطائفة والفرقة كما‬
‫يدخل الفراد ول يترتب عليهم ف ذلك أدن حرج‪ ،‬حت لو دخلوا با يملون من ولءات‬
‫فرعية ف الطرق الصوفية أو القبائل أو الحزاب الفكرية والسياسية‪ ،‬إذا جعلوا الولء العلى‬
‫للجبهة السلمية‪.‬‬
‫وبذا تاول البهة (*) الحاطة بالجتمع التقليدي ف السودان وأن توحّده كله ف إطارها‪.‬‬

‫ـ استفادت البهة السلمية القومية كثيا من فكر التنظيم الوروب وتاربه‪ ،‬فهو فكر‬
‫إداري متقدم جدّا ـ كما يقول التراب ـ ولكنه ليس بديلً للفكر السلمي‪.‬‬

‫· سادت الركة روحُ الجتهاد (*) وعلت فيها الصيحة لتجديد الدين (*) ما أوقعها ف عدد‬
‫من النرافات ‪.‬‬

‫· تتجنب الركة الدال والراء مع التاهات السلمية الخرى ف الجتمع ‪ ،‬وذلك ف سبيل‬
‫تأليف البهة السلمية الواحدة‪.‬‬

‫· الرأة لا دور فعال ف البهة‪ ،‬وهي تقوم بأعمال كثية ف مال الدعوة والتنظيم والتعليم‬
‫والهاد‪ ،‬وعدد النساء يضاهي عدد الرجال ف الركة‪.‬‬

‫· وضعت البهة برناما ثقافيّا لعداد الداعية السلم‪ ،‬ضم البنامج تسع فقرات وهي‪:‬‬
‫ـ علوم القرآن‪ .‬ـ السنة النبوية‪ .‬ـ السية النبوية‪.‬‬
‫ـ العقيدة‪ .‬ـ الفقه‪ .‬ـ أصول الفقه‪.‬‬
‫ـ التاريخ السلمي‪ .‬ـ دراسات سودانية‪ .‬ـ اللغة العربية‪.‬‬
‫ووزعت البنامج على ثلث مستويات متدرجة ف أخذ البنامج والستفادة منه‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫انتشرت الركة (*) بشكل واسع ف السودان‪ ،‬ولا اتصالت وثيقة بركة التاه السلمي‬
‫بتونس بشكل خاص‪ ،‬وقد ساندت الركة النقلب العسكري الذي أتى بكومة الفريق‬
‫البشي إل السلطة وهي الن ساعدُ النظام الين‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البهة السلمية القومية ف السودان‪ ،‬هي جبهة واحدة انبثقت من حركة الخوان‬
‫السلمي‪ ،‬ولكنها الن تعتب تنظيما مستقلً عنها‪ .‬فهي جبهة واحدة ضد كل الحزاب تعمل‬
‫لدمة السلم باجتهادها الاص‪ .‬وما يُؤسَف له أنا وقفت إل جانب العراق البعثي العتدي‬
‫ف أزمة الليج رغم مواقفه العروفة ضد السلم ورغم تناقض اتاهاته مع التاه العقائدي‬
‫للجبهة‪ ،‬لتناقض القومية العربية مع عالية السلم‪ .‬ويبدو أن فكر البهة قد اته أخيا إل‬
‫اتاذ النقلب العسكري وسيلةً لستلم السلطة‪ ،‬وهذا التفكي يتعارض مع ما يذهب إليه‬
‫بعض الفكرين السلميي‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ انرافات التراب ‪ ( ،‬ملف منوع يتوي على ردود العلماء والدعاة عليه ) ‪ ،‬إعداد ‪:‬‬
‫سليمان الراشي ‪ ،‬منشور ف موقع ( صيد الفوائد ) ‪.‬‬
‫ـ الركة السلمية ف السودان‪ ،‬د‪ .‬حسن التراب‪.‬‬
‫ـ تديد الفكر السلمي‪ ،‬د‪ .‬حسن التراب‪.‬‬
‫ـ البنامج الثقاف للجبهة السلمية القومية‪ ،‬إصدار البهة السلمية القومية‪.‬‬
‫ـ الصول الفكرية والعملية لوحدة العمل السلمي‪ ،‬إصدار الركة السلمية بالسودان‬
‫‪1976‬م‪.‬‬
‫ـ شرح نظام الحكام القضائية السلمي السودان‪ ،‬د‪ .‬ممد شتا أبو سعد ‪1985‬م‪ ،‬مطبعة‬
‫جامعة القاهرة‪.‬‬
‫ـ حوار هادئ مع التراب‪ ،‬المي الاج‪.‬‬
‫حاس (حركة القاومة السلمية ف فلسطي)‬

‫التعريف‪:‬‬
‫حاس حركة (*) إسلمية جهادية فلسطينية‪ ،‬نشأت ف مدينة غزّة بفلسطي‪ ،‬ث انتشرت ف‬
‫كافة أرجاء الرض الحتلة‪ .‬وكما جاء ف ميثاق الركة الذي أصدرته ف ‪ 1‬مرم ‪1409‬هـ‬
‫‪18/8/1988‬م‪ ،‬فإنا تعد جناحا من أجنحة الخوان السلمي بفلسطي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· أعلنت حاس ف بيانا الول الذي صدر يوم ‪ 14‬كانون الول ديسمب ‪1987‬م بأنا‬
‫الذراع الضارب لماعة الخوان السلمي ف فلسطي الحتلة‪ ،‬وهددت العدو اليهودي بأنا‬
‫ستقابله بعنف أشد كلما اشتد عنفه‪ ..‬مؤكدة أن السلم هو الل العملي لقضية فلسطي‪،‬‬
‫وأنا ترفض إضاعة الهد والوقت ف الركض وراء اللول السلمية والؤترات الدولية الفارغة‪.‬‬

‫· من أكب ما قامت به حركة حاس‪ ،‬هو تفجيها النتفاضة الباسلة الت أطلق عليها ثورة‬
‫الجارة ف ‪ 8‬كانون الول ديسمب ‪1987‬م‪ ،‬وقدمت مئات الشهداء والسجناء ول زالت‬
‫تقدم‪...‬وتقول الركة إنا لن توقف ثورتا حت ترر فلسطي من رجس اليهود‪.‬‬

‫· ومن أبرز شخصياتا الت أعلنت حت الن‪:‬‬


‫ـ الشيخ أحد ياسي‪ :‬وهو رجل مقعد ‪ ،‬ويعد الؤسس لركة حاس وقائدها الول‪ ،‬قبض‬
‫عليه اليهود عام ‪1984‬م ف غزة لوجود أسلحة ف منله كانت معدة للمواجهة العسكرية مع‬
‫الصهاينة وحكم عليه بالسجن عدة سنوات‪ .‬ث اغتاله اليهود أخيًا ‪ -‬رحه ال ‪. -‬‬

‫ـ الستاذ خليل القوقا‪ .‬أحد قادة حاس‪ ،‬وقد أبعدته سلطات الحتلل اليهودي بعد‬
‫النتفاضة إل خارج فلسطي الحتلة‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· إن أفكار ومعتقدات حركة (*) حاس تتمثل ف ميثاقها الول الذي أعلنته يوم ‪ 1‬مرم‬
‫‪1409‬هـ‪1988 /15/8 /‬م‪ .‬ويكن أن نملها فيما يلي‪:‬‬
‫ـ حركة القاومة السلمية‪ :‬السلم منهجها (*)‪ ،‬منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتا‬
‫عن الكون والياة والنسان وإليه تتكم ف كل تصرفاتا ومنه تستلهم ترشيد خطاها (الادة‬
‫الول)‪.‬‬
‫ـ حركة القاومة السلمية‪ :‬حركة إنسانية‪ ،‬تلتزم بسماحة السلم‪ ،‬وترى أنه ف ظل‬
‫السلم يكن أن يتعايش أتباع الديانات جيعا‪ .‬آمني على أنفسهم وأموالم وحقوقهم‪.‬‬
‫ـ إن أرض فلسطي وقف إسلمي على أجيال السلمي إل يوم القيامة‪ ،‬ل يصح التفريط فيها‬
‫أو ف جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها‪ ،‬ول تلك ذلك دولة عربية أو كل الدول‬
‫العربية ول يلك ذلك ملك أو رئيس أو كل اللوك والرؤساء‪ ،‬ول تلك ذلك منظمة أو كل‬
‫النظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية‪.‬‬
‫ـ جهاد اليهود ف فلسطي فرض عي على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وترج الرأة للقتال بغي إذن‬
‫زوجها‪ ..‬ول حل للقضية الفلسطينية إل بالهاد (*)‪.‬‬
‫ـ معارضة البادرات وما يسمى باللول السلمية للقضية الفلسطينية فهي مضيعة للوقت‪،‬‬
‫وعبث ل طائل منه‪.‬‬
‫ـ للمرأة السلمة دور ف معركة التحرير ل يقل عن الرجل‪ ،‬فهي مصنع الرجال ومربية‬
‫الجيال على القيم والفاهيم الخلقية الستمدة من السلم‪.‬‬
‫ـ احترام الرأي الخر ف الركات السلمية الخرى ما دامت تصرفاتا ف حدود الدائرة‬
‫السلمية‪.‬‬

‫· وهذا اليثاق يتكون من ‪ 36‬مادة من أهها اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية من أقرب‬
‫القربي إل حركة القاومة السلمية ولكنها ل توافقها ف تبنيها للفكرة العلمانية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫أعلنت حاس ف ميثاقها (الادة الثانية)‪ :‬أنا جناح من أجنحة الخوان السلمي بفلسطي‪،‬‬
‫فجذورها الفكرية والعقائدية تتد ضمن التصور السلمي للكون والنسان والياة ‪.‬‬
‫( ويلحقها ما يلحق جاعة الخوان من مؤاخذات ) ‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حركة حاس (*) إسلمية جهادية فلسطينية‪ ،‬نشأت ف غزة بفلسطي ث انتشرت ف كافة‬
‫أرجاء الرض الحتلة‪ ،‬وقائدها الول هو الشيخ أحد ياسي رحه ال ‪ ، -‬وتتخذ الركة من‬
‫السلم منهجا لا‪ .‬وهي حركة إنسانية تلتزم بسماحة السلم وترى أنه ف ظل السلم يكن‬
‫أن يتعايش أتباع الديانات جيعا‪ .‬كما أن أرض فلسطي تعتب أرض وقف إسلمي على أجيال‬
‫السلمي إل يوم القيامة ول يصح التفريط فيها أو ف جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء‬
‫منها‪ ،‬فل تلك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية‪ ،‬وجهاد (*) اليهود ف فلسطي هو‬
‫فرض عي على كل مسلم ومسلمة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ حركة القاومة السلمية (حاس) ف فلسطي‪ .‬لحد عز الدين‪ ،‬دار التوزيع والنشر‬
‫السلمية ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ ميثاق حركة القاومة السلمية (حاس)‪.‬‬
‫ـ بيانات الركة الت تصدر تباعا‪.‬‬
‫ـ ملة الدعوة السعودية (‪13/10/1409‬هـ)‪.‬‬
‫ـ ملة الجتمع الكويتية الت نشرت عدة مقابلت مع قادة (حاس) البعدين عن فلسطي‬
‫الحتلة‪.‬‬
‫ـ حاس حركة القاومة السلمية ف فلسطي‪ ،‬للدكتور عبد ال عزام ـ دار الدى‪.‬‬
‫البهة السلمية للنقاذ بالزائر‬

‫التعريف‪:‬‬
‫هذه البهة (*) حركة إسلمية سلفية (*) ف جوهرها‪ ،‬تنادي بالعودة على السلم‪ ،‬باعتباره‬
‫السبيل الوحيد للصلح والقادر على إنقاذ الزائر ما تعانيه من أزمات اجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪،‬‬
‫واستعمار (*) فكري وثقاف‪ ،‬والؤهل للحفاظ على شخصية الشعب الزائري السلم بعد‬
‫احتلل دام ‪ 132‬سنة وترك انعكاسات حضارية عميقة لفّت البلد كلها بظاهرة التغريب‬
‫والفَرْنَسة‪ ،‬المر الذي حفز ثلة من العلماء آلهم تردّي الحوال إل التحرك لثارة الضمي‬
‫الزائري والتاه إل الصلح الدين والسياسي والجتماعي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· قبل إعلن تأسيس البهة السلمية للنقاذ ف الزائر ف عام ‪1989‬م كانت هناك أنشطة‬
‫دعوية وأحداث وتمعات إسلمية ُعدّتْ إرهاصات لقيام جبهة النقاذ‪:‬‬

‫ـ ف ناية السبعينات بدأ الظهور العلن لشباب السلم ف الامعات الزائرية وغيها‬
‫وتقاسم العمل السلمي النظم ف مدة ما قبل ‪1988‬م ثلث جاعات وهي‪ :‬جاعة الخوان‬
‫الدوليي بقيادة الشيخ مفوظ نناح وجاعة الخوان الحليي بقيادة الشيخ عبد ال جاب ال‪،‬‬
‫وجاعة الطلبة أو جاعة مسجد الامعة الركزي أو أتباع مالك بن نب بقيادة الدكتور ممد‬
‫بوجلخة ث الشيخ ممد السعيد‪.‬‬

‫ـ ف ‪ 12‬نوفمب ‪1982‬م اجتمع مموعة من العلماء منهم‪ :‬الشيخ أحد سحنون والشيخ‬
‫عبد اللطيف سلطان والدكتور عباسي مدن ووجهوا نداءً من ‪ 14‬بندا يطالب بضرورة‬
‫تطبيق الشريعة السلمية ويشجب تعيي نساء وعناصر مشبوهة ف القضاء‪ ،‬ويدعو إل اعتماد‬
‫توجه إسلمي للقتصاد‪ ،‬ويرفض الختلط ف الؤسسات‪ ،‬ويدين الفساد‪ ،‬ويطالب بإطلق‬
‫سراح العتقلي ويندد بوجود عملء أعداء للدين ف أجهزة الدولة‪ ..‬إل (انظر فقرة الفكار‬
‫والعتقدات)‪.‬‬

‫· الشيخ أحد سحنون‪ ،‬أحد تلميذ المام عبد الميد بن باديس‪ ،‬وقد شارك ف حرب‬
‫التحرير ضد الستعمار الفرنسي‪ ،‬ودعا بعد الستقلل إل تكيم السلم؛ لن الزائر دولة‬
‫إسلمية‪ ،‬وتول تريج مموعات من الدعاة والعلماء‪ .‬وبعد توقيعه على البيان النف الذكر‪.‬‬
‫اعتقل ووضع رهن القامة البية حت عام ‪1984‬م‪.‬‬

‫· ث ت تأسيس (رابطة الدعوة) ‪1989‬م برئاسة الشيخ أحد سحنون وذلك لنه أكب‬
‫العضاء سنا حيث كان عمره ‪ 83‬عاما وكانت الرابطة مظلة للتيارات السلمية كلها‪ ،‬ومن‬
‫بي أعضاء رابطة الدعوة‪ :‬مفوظ نناح‪ ،‬وعباسي مدن‪ ،‬وعبد ال جاب ال‪ ،‬وعلي بلحاج‪،‬‬
‫وممد السعيد‪.‬‬

‫ومن أبرز أهداف رابطة الدعوة ما يلي‪:‬‬


‫ـ إصلح العقيدة‪.‬‬
‫ـ الدعوة إل الخلق السلمية‪.‬‬
‫ـ تسي القتصاد النهار ف الزائر‪.‬‬
‫ـ النضال على مستوى الفكر‪.‬‬

‫· دارت حوارات عديدة ف (رابطة الدعوة) كان من نتيجتها بروز تيارات متعددة أهها‪:‬‬

‫ـ دعوة الشيخ الشاب علي بلحاج إل تشكيل (البهة السلمية الوحدة) إل أن الدكتور‬
‫الشيخ عباسي مدن اقترح لا اسا آخر هو (البهة السلمية للنقاذ)‪ ،‬معللً هذه التسمية‪:‬‬
‫بأن البهة تعن الجابة‪ ،‬والتساع لراء متعددة‪ ،‬وهذه البهة (إسلمية) لنه هو السبيل‬
‫الوحيد للصلح والتغيي (وإنقاذ) مأخوذ من الية (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم‬
‫منها) [سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.)103 :‬‬
‫ـ بينما رفض الشيخ ممد السعيد تشكيل البهة ابتداء ث التحق با بعد النتخابات البلدية‪.‬‬

‫ـ ورفض مفوظ نناح أيضا فكرة البهة (الزب) ف البداية‪ ..‬ث أسس حركة الجتمع‬
‫السلمي كما أسس عبد ال جاب ال حركة النهضة السلمية‪.‬‬

‫· وت العلن الرسي عن البهة السلمية للنقاذ ف مطلع عام ‪1989‬م‪ ،‬وذلك ببادرة من‬
‫عدد من الدعاة الستقلي من بينهم الدكتور عباسي مدن الذي أصبح رئيسًا للجبهة ونائبه‬
‫الشيخ علي بلحاج‪.‬‬

‫· الدكتور عباسي مدن‪ :‬ولد سنة ‪1931‬م ف سيدي عقبة جنوب شرقي الزائر‪ ،‬ودرس ف‬
‫الدارس الفرنسية ف صغره إبان الستعمار الفرنسي‪ ،‬ث ف مدارس جعية العلماء‪ ،‬وترج من‬
‫كلية التربية‪ ،‬ث انرط ف جهاد (*) الستعمر الفرنسي‪ ،‬واعتقل وقضى ف السجن سبعة‬
‫أعوام‪ ،‬وبعد الستقلل وخروجه من السجن أرسلته الكومة إل لندن ‪ 1975‬ـ ‪1978‬م‬
‫ليحصل على الدكتوراه ف التربية القارنة‪ .‬ث عاد إل الزائر ليقوم بالتدريس ف الامعة‪ ،‬وقد‬
‫شارك العلماء ف النداء الذي وجهوه إل الكومة ف ‪1982‬م‪ ،‬مطالبي بالصلح وتطبيق‬
‫الشريعة السلمية (*)‪ ..‬وشارك ف الحداث ف العام نفسه فاعتقل وسجن‪ ..‬وقد شكل مع‬
‫بعض العلماء رابطة الدعوة‪ ،‬ث البهة (*) السلمية للنقاذ‪ ،‬بعد مظاهرات البز عام‬
‫‪1988‬م ـ كما أطلق عليها‪ .‬وأخيا اعتقل مرة أخرى هو وكثي من العلماء‪ .‬ث أطلق‬
‫سراحه أخيًا ‪.‬‬

‫· الشيخ علي بلحاج‪ :‬ولد ف تونس عام ‪1956‬م‪ ،‬ث استشهد والداه ف الثورة ضد‬
‫الستعمار الفرنسي‪ .‬درس العربية ودرّسها‪ ،‬وشارك ف الدعوة السلمية منذ السبعينات‬
‫وسجن خس سنوات ‪1983‬م‪1987 /‬م بتهمة الشتراك وتأييد حركة مصطفى بويعلي‬
‫الهادية‪ .‬تأثر بعلماء من الزائر ومنهم عبد اللطيف سلطان وأحد سحنون وكذلك درس‬
‫كتابات الشيخ حسن البنا وسيد قطب وعبد القادر عودة وغيهم‪.‬‬
‫ـ انتمى إل التيار السلفي (*)‪ ،‬ولذلك ل يتحمس للثورة اليرانية‪ ،‬وانتقد كتابات المين‪،‬‬
‫واعتب تشيع بعض الزائريي خطرا على الدعوة السلمية يب التصدي له‪ .‬انتخب نائبا‬
‫للرئيس ف البهة السلمية للنقاذ واعتقل بعد الظاهرات الت قامت ف الزائر سنة‬
‫‪1988‬م‪ .‬ث أطلق سراحه ث اعتقل مرة أخرى بعد الضراب العام الذي دعت إليه البهة‬
‫(*)‪.‬‬

‫· خاضت البهة النتخابات البلدية ف عام ‪1990‬م‪ ،‬وحققت فوزرا كبيا ف ‪ 856‬بلدية‪،‬‬
‫وبعد هذا الفوز بدأ الزب الاكم ف الزائر وهو ـ جبهة التحرير ـ يشعر بطر البهة‬
‫على وجوده ف الكم‪ .‬وبدأت حكومة الزائر تضع العراقيل ف طريق تقدم البهة وأصدرت‬
‫نظاما جديدا للنتخابات‪.‬‬

‫· على إثر ذلك قامت مظاهرات كبية تطالب بالصلح‪ ،‬انتهت بصادمات دامية بعد أن‬
‫قابلتها بإطلق النار‪ ،‬واعتقل على إثرها عباسي مدن ونائبه بلحاج بتهمة التآمر على أمن‬
‫الدولة‪.‬‬

‫· وعلى الرغم من اعتقال زعماء البهة‪ ،‬خاضت البهة النتخابات التشريعية لختيار ملس‬
‫الشعب ف الزائر ف ‪26/12/1991‬م‪ ،‬وحصلت على ‪ 188‬مقعدا من أصل ‪ 228‬ف‬
‫الرحلة الول‪ ،‬بينما ل يصل الزب الاكم إل على ‪ 16‬مقعدا فقط‪.‬‬

‫ـ عد فوز البهة ف النتخابات التشريعية خطرا يهدد الغرب كله (انظر الصحف الفرنسية‬
‫والنليزية ف ‪1990‬م)‪.‬‬

‫ـ بدأت الؤامرات تاك ف الفاء ضد البهة من قبل القوى الصليبية‪ ،‬وبدأت وسائل العلم‬
‫حلة تشويه مركزة على جبهة النقاذ‪ ..‬والستقبل السود الذي ينتظر الزائر إن حكم رجال‬
‫البهة‪.‬‬

‫ـ وكان أهم أهداف القوى العادية للسلم عدم إتام الرحلة الثانية من النتخابات‪.‬‬
‫· اعتقل الشيخ عبد القادر حشان الرئيس الؤقت للجبهة ف ‪ 18‬رجب ‪1412‬هـ (‬
‫‪22/1/1992‬م) بتهمة تريض اليش على التمرد‪.‬‬

‫ـ ث بدأت اعتقالت عامة ف البهة حيث ت اعتقال اللف‪ ،‬وهنا دخلت البهة السلمية‬
‫للنقاذ ف منة وصراع مع القوى العادية للسلم ف الزائر وخارجه‪.‬‬

‫· ومن رجال البهة أيضا الذين برزوا خلل الحداث‪:‬‬


‫ـ رابح كبي رئيس اللجنة السياسية بالكتب التنفيذي الؤقت لبهة النقاذ‪.‬‬
‫ـ الشيخ ممد السعيد وقد برز كخليفة لعباسي مدن وقد اعتقل أيضا‪.‬‬
‫ـ الشيخ زبدة بن عزوز عضو ملس الشورى‪.‬‬
‫ـ الشيخ يلف شراطي وهو من خريي جامعة أم القرى ‪ ،‬قتل رحه ال ف سجن‬
‫سركاجي‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· تعتقد جبهة النقاذ أن السلم صال لكل زمان ومكان‪ ،‬ويشمل جيع مالت الياة‪،‬‬
‫السياسية والقتصادية والجتماعية وغيها‪ ...‬وتلتقي البهة مع حركة الخوان السلمي ف‬
‫بعض مبادئها‪.‬‬

‫· تؤكد البهة أن إطار حركتها ودعوتا هو الكتاب والسنة‪ ،‬ف مال العقيدة والتشريع‬
‫والكم‪ .‬لذا فإن نوذج فكرها هو التيار السلفي ف التاريخ السلمي‪.‬‬

‫· قدمت البهة مذكرة إل رئيس الزائر ف ‪ 7‬آذار مارس ‪1989‬م تتضمن مبادئها وبرنامها‬
‫السياسي والجتماعي‪ ،‬وتوي الذكرة ما يلي‪:‬‬

‫ـ ضرورة التزام رئيس الدولة بتطبيق الشريعة السلمية طالا أنه يكم شعبا مسلما‪.‬‬
‫ـ استقلل القضاء بغرض السبة‪.‬‬
‫ـ إصلح النظام التعليمي‪.‬‬
‫ـ حاية كرامة الرأة الزائرية وحقوقها ف البيت ومراكز العمل‪.‬‬
‫ـ تديد مالت للصلح‪ ،‬ووضع جدول زمن لذلك‪.‬‬
‫ـ حل المعية الوطنية‪ ،‬والدعوة إل انتخابات ف غضون ثلثة أشهر‪.‬‬
‫ـ تشكيل هيئة مستقلة لضمان نزاهة النتخابات الحلية‪.‬‬
‫ـ إعادة العتبار ليئة الرقابة الالية‪.‬‬
‫ـ إعادة النظر ف سياسة المن‪.‬‬
‫ـ إلغاء الحتكار (*) الرسي لوسائل العلم‪.‬‬
‫ـ وقف عنف الدولة ضد الطالب الشعبية‪.‬‬
‫ـ وضع حد لتضخم البطالة (*) وهجرة الكفاءات وانتشار الخدرات‪.‬‬
‫ـ حاية الهاجرين الزائريي وضمان التعليم السلمي لم وتسهيل شروط عودتم‪.‬‬
‫ـ التدخل لدى الصي والند والتاد السوفيت (سابقا) وبلغاريا لوضع حد لضطهاد‬
‫السلمي‪.‬‬
‫ـ وضع خطة لدعم النتفاضة الفلسطينية وندة الجاهدين الفغان‪.‬‬

‫· وتتضح أفكار البهة ومبادئها ف النداء الذي وجهه بعض العلماء كالدكتور عباسي مدن‬
‫قائد البهة (*)‪ ،‬وهو ما أطلق عليه (نداء ‪ 12‬نوفمب ‪1989‬م)‪ ،‬وكذلك من بيانات البهة‬
‫الوجهة للحكومة وللشعب الزائري‪ ،‬ويكن إيازها فيما يلي‪:‬‬
‫ـ ضرورة تطبيق الشريعة السلمية (*) ف جيع الجالت الجتماعية والسياسية والتربوية‬
‫وغيها‪.‬‬
‫ـ توفي الرية (*) للشعب ورفع الظلم والستبداد‪.‬‬
‫ـ اعتماد القتصاد السلمي ومنع التعامل بالرام‪.‬‬
‫ـ إعمال الشريعة ف شأن السرة ورفض السلوب الفرنسي الداعي إل التحلل‪.‬‬
‫ـ الطالبة بالستقلل الثقاف‪ ،‬والتنديد بتزوير مفهوم الثقافة‪.‬‬
‫ـ إدانة إفراغ التربية والثقافة من الضمون السلمي‪.‬‬
‫ـ شجب استخدام العلم من قبل الدولة ف مواجهة الصحوة السلمية‪.‬‬
‫ـ معاقبة العتدين على العقيدة وفق أحكام الشريعة السلمية‪.‬‬
‫ـ النهوض بالشعب إل النموذج السلمي القرآن السن‪.‬‬
‫ـ الشعاع على العقول بأنور الداية وإنعاش الضمائر بالغذاء الروحي الذي يزخر به القرآن‬
‫والسنة‪ ،‬وشحذ الرادة بالطاقة اليانية الفعّالة‪.‬‬
‫ـ العمل بالدين القوي لنقاذ مكاسب الشعب التاريية وثرواته البشرية والطبيعية دون إضاعة‬
‫للوقت‪.‬‬
‫ـ العمل على وحدة الصف السلمي‪ ،‬والحافظة على وحدة المة‪ .‬قال تعال‪( :‬وأن هذه‬
‫أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)‪[ .‬سورة النبياء‪ :‬الية‪ ]92 :‬وقال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"‪.‬‬
‫ـ تقدي بديل كامل شامل لميع العضلت اليديولوجية (*) والسياسية والقتصادية‪،‬‬
‫والجتماعية ف نطاق السلم‪ .‬قال تعال‪( :‬إن الدين عند ال السلم) [سورة آل عمران‪:‬‬
‫الية‪ )19 :‬وقال تعال‪( :‬إن هذا القرآن يهدي للت هي أقوم)‪[.‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.]9:‬‬
‫ـ النقاذ الشامل‪ ،‬أسوة بالرسول صلى ال عليه وسلم لقوله تعال‪( :‬وكنتم على شفا حفرة‬
‫من النار فأنقذكم منها)‪[ .‬سورة آل عمران‪ :‬الية‪.]103 :‬‬
‫ـ تشجيع روح البادرة وتوظيف الذكاء والعبقرية وجيع الرادات الية ف البناء السياسي‬
‫والقتصادي والجتماعي والثقاف والضاري‪.‬‬

‫· وقفت البهة ف وجه مصال الغرب عامة وفرنسا خاصة وهذه الصال تتمثل ف‪:‬‬
‫ـ إبعاد السلم عن السياسة تاما‪.‬‬
‫ـ فتح السواق للبضائع الوروبية والمريكية‪.‬‬
‫ـ جر الجتمع الزائري السلم للتغريب والبقاء على الثقافة الفرنسية بكل أشكالا‪.‬‬
‫· من هنا كان فوز البهة ف الجالس التشريعية خطرا حقيقيّا من وجهة نظر الغرب على هذه‬
‫الصال‪ ،‬وصرح سيد أحد غزال عندما وصلته نتائج القتراع "إن الشعب صوّت ضد‬
‫الديقراطية (*)" فكان من نتيجة ذلك إلغاء النتخابات لنم يريدون ديقراطية بدون إسلم‪،‬‬
‫وكذلك تدخل اليش وفرض الرتداد عن نج تسليم السلطة سلميّا للطرف الفائز ف‬
‫النتخابات وتشكيل جهاز جديد للحكم وتشكيل سلطة مدعومة عسكريّا‪ ،‬وبدأ اعتقال‬
‫عناصر البهة القيادية والشبابية وإيداعهم ف سجون نائية ف قلب الصحراء حت يتوقف الد‬
‫السلمي‪ .‬وأصدرت الحكمة الدارية قرارا بل البهة (*) وسحب البساط من تت أقدامها‬
‫حت يكن اتاذ كافة الجراءات لصادرة نشاطها‪ ،‬ولكن قادة البهة يعلنون أن الدولة‬
‫السلمية ف الزائر قائمة ل مالة بم أو بغيهم اليوم أو غدا إن شاء ال‪ ،‬وقد استقال‬
‫الرئيس الزائري الشاذل بن جديد بعد الفوز الساحق للجبهة‪ ،‬وتول الكم الرئيس ممد‬
‫بوضياف الذي اغتيل ول زالت الحداث تتوال سراعا ؛ حت تول الكم أخيًا عبدالعزيز‬
‫بوتفليقة الذي هدأت المور ف عهده ‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫تعد آراء جعية العلماء ف الزائر منذ ابن باديس وحت البراهيمي الذور الفكرية لبهة‬
‫النقاذ من حيث الرجوع إل الكتاب والسنة ونج السلف الصال‪ ،‬وكذلك كتابات حسن‬
‫البنا وسيد قطب وغيها من القواعد الفكرية للنهضة السلمية الت تعتمدها البهة‪.‬‬

‫ما يؤخذ على البهة ‪:‬‬


‫أنا انشغلت بأمور السياسة على حساب التربية ‪ ،‬ونشر العقيدة الصحيحة والعلم النافع بي‬
‫أفراد الجتمع ‪ ،‬إضافة إل تبنيها فكر ( التهييج ) و ( الثورة ) الخالف لنهج أهل السنة ف‬
‫الدعوة ‪ .‬ولعل مآل الحداث ف الزائر يدفعها إل إعادة النظر ف هذا السلك الاطئ ‪،‬‬
‫ويعيدها إل التروي والكمة والصب ‪ ،‬مع الستمرار ف نشر الي إل أن يستريح بر أو‬
‫يستراح من فاجر ‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البهة السلمية للنقاذ بالزائر حركة إصلح إسلمية سلفية ف مملها‪ ،‬فيها بساطة‬
‫السلم‪ ،‬دعت إل تكيم السلم ف شت مالت الياة‪ ،‬ورأت ضرورة التزام رئيس الدولة‬
‫بتطبيق الشريعة السلمية طالا أنه يكم شعبا مسلما‪ ،‬مع إصلح النظام التعليمي والمن‬
‫والعلمي ف ضوء عقيدة السلم السمحة‪ .‬وقد وقفت البهة ف وجه مصال الغرب عامة‬
‫وفرنسا خاصة‪ ،‬وهي الصال الت تتمثل ف إبعاد السلم عن السياسة تاما وفتح السواق‬
‫للبضائع الوروبية والمريكية وجرّ الجتمع الزائري السلم صوب التغريب والبقاء على‬
‫الثقافة الفرنسية بكل أشكالا وهو ما يرفضه الجتمع الزائري‪ .‬ويأخذ عليها الستعجال‬
‫وتصعيد الطاب وصرف الراحل‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫نظرا لنعدام الؤلفات عن جبهة النقاذ وذلك لدّتا على الساحة السلمية لذلك فإن الراجع المكنة‬
‫حاليّا هي‪:‬‬
‫ـ الصحوة السلمية والعودة إل الذات‪ .‬د‪ .‬مصطفى حلمي‪.‬‬
‫ـ تأثي السلفية ف الجتمعات العاصرة‪ .‬د‪ .‬ممد فتحي عثمان‪.‬‬
‫ـ عبد الميد بن باديس رائد الركة السلمية العاصرة بالزائر‪ .‬د‪ .‬ممد فتحي عثمان‪.‬‬
‫ـ ناذج من حركات الهاد السلمية الديثة للستاذ صفوت منصور "السنوسية ـ الباديسية ـ‬
‫القسامية"‪.‬‬
‫ـ ملة البيان‪ :‬العداد ‪( 48 ،23‬وفيه ملف عن أحداث الزائر)‪.‬‬
‫ـ ملة الجتمع عدد ‪26/6/1990‬م‪ ..‬مقابلة مع نائب رئيس البهة الشيخ علي بلحاج‪.‬‬
‫ـ ملة الصلح العدد ‪ 2( 169‬رجب ‪1412‬هـ)‪.‬‬
‫ـ جريدة الياة‪ .‬العداد‪ /10590 ،10589 ،10588 :‬شباط ‪1992‬م‪ ،‬شعبان ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫ـ لقاء ـ علي بلحاج باللبان (كاسيت)‪.‬‬
‫ـ أشرطة تسجيل وخطب جعة للمشايخ‪ :‬عبد الوهاب الطريري‪ ،‬سلمان العودة‪ ،‬بشر البشر‪.‬‬
‫حزب التحرير‬

‫التعريف‪:‬‬
‫حزب (*) التحرير حزب سياسي إسلمي يدعو إل تبن مفاهيم السلم وأنظمته وتثقيف‬
‫الناس به والدعوة إليه والسعي جديّا لقامة دولة اللفة (*) السلمية معتمدا الفكر أداة‬
‫رئيسية ف التغيي‪ .‬وقد صدرت عنه انرافات كانت مل انتقاد جهرة علماء السلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· أسسه الشيخ تقي الدين النبهان ‪1326‬ـ ‪1397‬هـ‪1908 ،‬ـ ‪1977‬م فلسطين‪ ،‬من‬
‫مواليد قرية إجزم قضاء حيفا بفلسطي‪ .‬تلقى تعليمة الول ف قريته ث التحق بالزهر ث دار‬
‫العلوم بالقاهرة‪ ،‬وعاد ليعمل مدرسا فقاضيا ف عدد من مدن فلسطي‪.‬‬

‫ـ إثر نكبة ‪1948‬م غادر وطنه مع أسرته إل بيوت‪.‬‬

‫ـ عُي بعد ذلك عضوا ف مكمة الستئناف الشرعية ف بيت القدس ث مدرسا ف الكلية‬
‫السلمية ف َعمّان‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1952‬م أسس حزبه وتفرغ لرئاسته ولصدار الكتب والنشرات الت تعد ف‬
‫مموعها النهل الثقاف الرئيسي للحزب‪ .‬تنقل بي الردن وسوريا ولبنان إل أن كانت وفاته‬
‫ف بيوت وفيها دفن‪.‬‬

‫· بعد وفاة النبهان‪ ،‬ترأس الزب عبد القدي زلوم وهو من مواليد مدينة الليل بفلسطي‪،‬‬
‫وهو عال من خريي الزهر‪ ،‬وصاحب كتاب هكذا ُهدِ َمتْ اللفة وكتاب الموال ف دولة‬
‫اللفة‪.‬‬
‫· بناء على طلب تقدم به كل من‪ :‬علي فخر الدين‪ ،‬طلل البساط‪ ،‬مصطفى صال‪ ،‬مصطفى‬
‫النحاس ومنصور حيدر‪ ،‬فقد تأسس فرع للحزب ف لبنان بتاريخ ‪19/10/1978‬م‪.‬‬
‫· الشيخ أحد الداعور‪ :‬من قلقيلية بفلسطي وهو عال من خريي الزهر‪ ،‬وكان مسئولً عن‬
‫فرع الزب (*) ف الردن‪ ،‬ألقي عليه القبض عام ‪1969‬م إثر ماولة الزب الستيلء على‬
‫الكم‪ ،‬وحكم عليه بالعدام ث ألغي هذا الكم‪.‬‬

‫· الشيخ عبد العزيز البدري من علماء بغداد وداعية إسلمي مشهور قتله حزب البعث‪.‬‬

‫· الحامي الستاذ عبد الرحن الالكي من دمشق وهو صاحب كتاب السياسة القتصادية‬
‫الثلى وكتاب نظام العقوبات‪.‬‬

‫· الستاذ غان عبده القيم ف عمّان حاليا وصاحب كتاب نقض الشتراكية الاركسية‪.‬‬
‫· ف شهر أغسطس ‪1984‬م أعلن عن تقدي ‪ 32‬شخصا من النتمي إل حزب التحرير إل‬
‫الحاكمة ف مصر وذكر أن زعماء هؤلء الذين وجهت إليهم تمة العمل على قلب نظام‬
‫الكم هم‪ :‬عبد الغن جابر سليمان (مهندس)‪ ،‬صلح الدين ممد حسن (دكتوراه ف‬
‫الكيمياء) ويقيمان ف النمسا‪ ،‬والفلسطين كمال أبو لية (دكتوراه ف اللكترونيات) مقيم ف‬
‫ألانيا التادية آنذاك‪ ،‬وعلء الدين عبد الوهاب حجاج (بامعة القاهرة)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· تقوم غايتهم على استئناف الياة السلمية عن طريق إقامة الدولة السلمية ف البلدان‬
‫العربية أولً ث اللفة (*) السلمية‪ ،‬ويتم حل الدعوة بعد ذلك إل البلدان غي السلمية‬
‫عن طريق المة السلمة‪.‬‬
‫· اليزة الرئيسة الت يتصف با الزب هي التركيز الكبي على الناحية الثقافية والعتماد عليها‬
‫ف إياد الشخصية السلمية أولً والمة السلمية أخرا‪ ،‬ويرص الزب أشد الرص على‬
‫تنمية هذه الناحية لدى النتسبي إليه‪.‬‬

‫· يركز الزب على إعادة الثقة بالسلم عن طريق العمل الثقاف من ناحية والعمل السياسي‬
‫من ناحية أخرى‪:‬‬
‫ـ العمل الثقاف‪ ":‬ويكون بتثقيف الليي من الناس تثقيفا جاعيّا‪ ،‬بالثقافة السلمية‪ ،‬وهذا‬
‫يوجب على الزب أن يتقدم أمام الماهي ويتصدى لناقشتهم وأسئلتهم وشكوكهم ليظفر‬
‫بتأييدهم حت يصهرهم بالسلم "‪( .‬من كتاب مفاهيم أساسية ص ‪.)87‬‬

‫ـ العمل السياسي‪ ":‬ويكون برصد الوادث والوقائع‪ ،‬وجعل هذه الوادث والوقائع تنطق‬
‫بصحة أفكار السلم وأحكامه وصدقها فتحصل الثقة لدى الماهي بذلك "‪( .‬نداء حار ص‬
‫‪.)96‬‬

‫· يفلسف الزب(*) طريقة وصوله إل تقيق أهدافه با يراه من أن أي متمع إنا يعيش الناس‬
‫فيه داخل جدارين سيكي‪ :‬جدار العقيدة والفكر‪ ،‬وجدار النظمة الت تعال علقات الناس‬
‫وطريقتهم ف العيش‪ ،‬فإذا أريد قلب هذا الجتمع من قبل أهله أنفسهم فل بد أن يركز‬
‫هجومه على الدار الارجي (أي مهاجة الفكار) ما يؤدي إل صراع فكري حيث يصل‬
‫النقلب الفكري ث السياسي ويصر الزب ف دعوته على قاعدة " أصلح الجتمع يصلح‬
‫الفرد ويستمر إصلحه "‪.‬‬

‫· يقسم الزب مراحل عملية التغيي إل ثلث مراحل على النحو التال‪:‬‬
‫ـ الرحلة الول‪ :‬الصراع الفكري‪ ،‬ويكون بالثقافة الت يطرحها الزب‪.‬‬
‫ـ الرحلة الثانية‪ :‬النقلب الفكري‪ ،‬ويكون بالتفاعل مع الجتمع عن طريق العمل الثقاف‬
‫والسياسي‪.‬‬
‫ـ الرحلة الثالثة‪ :‬تسلم زمام الكم‪ ،‬ويكون عن طريق المة‪ ،‬تسلما كاملً‪.‬‬

‫ـ ويرى أنه ل بد له ف الرحلة الثالثة من طلب النصرة من رئيس الدولة‪ ،‬أو رئيس كتلة‪ ،‬أو‬
‫قائد جاعة‪ ،‬أو زعيم قبيلة‪ ،‬أو من سفي‪ ،‬أو ما شاكل ذلك‪.‬‬

‫· حدد الزب أولً مدة ثلثة عشر عاما من تاريخ تأسيسه للوصول إل الكم‪ ،‬ث مددها ثانيا‬
‫إل ثلثة عشر عاما للوصول إل الكم‪ ،‬ث مددها ثالثا إل ثلثة عقود من الزمان (‪ 30‬سنة)‬
‫مراعاة للظروف والضغوط الختلفة‪ ،‬ولكن شيئا من ذلك ل يدث على الرغم من مضي‬
‫الدتي‪.‬‬

‫· يغفل الزب المور الروحية وينظر إليها نظرة فكرية إذ يقول‪" :‬ول توجد ف النسان‬
‫أشواق روحية ونزعات جسدية‪ ،‬بل النسان فيه حاجات وغرائز ل بد من إشباعها "‪ " .‬فإذا‬
‫أُشبعت هذه الاجات العضوية والغرائز بنظام من عند ال كانت مسيّرة بالروح‪ ،‬وإذا أُشبعت‬
‫بدون نظام أو بنظام من عند غي ال كان إشباعا ماديا يؤدي إل شقاء النسان "‪.‬‬

‫· يرى الشيخ تقي الدين أن الصعوبات الت تعترض قيام الدولة السلمية هي‪:‬‬
‫ـ وجود الفكار غي السلمية وغزوها للعال السلمي (الغزو الفكري)‪.‬‬
‫ـ قيام البامج التعليمية على الساس الذي وضعه الستعمر واستمرار تطبيقها‪.‬‬
‫ـ وجود نوع من الكبار لبعض العارف الثقافية واعتبارها علوما عالية‪.‬‬
‫ـ كون الجتمع ف العال السلمي ييا حياة غي إسلمية‪.‬‬
‫ـ بُعْد الشقة بي السلمي وبي الكم السلمي حيث ل تنفذه أي دولة تنفيذا كاملً ل‬
‫سيما ف سياسة الكم وسياسة الال‪ ،‬حيث يؤثر هذا البعد فيجعل تصور السلمي للحياة‬
‫السلمية ضعيفا‪.‬‬
‫ـ وجود حكومات ف البلد السلمية تقوم على أساس ديقراطي (*) وتطبق النظام‬
‫الرأسال كله على الشعب وترتبط بالدولة الجنبية وتقوم على القليمية‪.‬‬
‫ـ وجود رأي عام منبثق عن الوطنية والشتراكية بعيدا عن مفاهيم السلم‪.‬‬

‫· يرم الزب (*) على أعضائه العتقاد بعذاب القب وبظهور السيح الدجال ومن يعتقد هذا‬
‫ف نظرهم يكون آثا‪.‬‬
‫· يرى زعماء الزب عدم التعرض للمر بالعروف والنهي عن النكر لن ذلك لديهم من‬
‫معوقات العمل الرحلي الن‪ ،‬فضلً عن أن المر والنهي إنا ها من مهمات الدولة السلمية‬
‫عندما تقوم‪.‬‬

‫· للحزب دستور مؤلف من ‪ 187‬مادة معدّ للدولة السلمية التوقعة‪ ،‬وقد شُرح هذا‬
‫الدستور شرحا مفصلً‪ ،‬ورغم أن هذا الدستور ل يطبق تطبيقا فعليّا فقد وجه إليه النقد بأنه‬
‫ل يفي بتصور واحتياجات دولة السلم العاصرة‪.‬‬

‫هذا ويأخذ الدارسون على الزب عدة أمور منها‪:‬‬


‫ـ تركيزهم على النواحي الفكرية والسياسية وإهال النواحي العقدية و التربوية ‪.‬‬
‫ـ انشغال أفراد الزب بالدل (*) مع كافة التاهات السلمية الخرى‪.‬‬
‫ـ إعطاء العقل (*) أهية زائدة ف بناء الشخصية وف الوانب العقائدية‪.‬‬
‫ـ اعتماد الزب على عوامل خارجية ف الوصول إل الكم عن طريق طلب النصرة ‪ ،‬والت‬
‫قد يكون فيها تورط غي متوقع‪.‬‬
‫ـ تليه عن المر بالعروف والنهي عن النكر حاليّا حت تقوم الدولة السلمية الت تنفذ‬
‫الحكام بقوة السلطان‪.‬‬
‫ـ يتصور القارئ لفكر الزب (*) أن هه الول هو الوصول إل الكم‪.‬‬
‫ـ الحدودية ف الغايات والقتصار على بعض غايات السلم دون بعضها الخر‪.‬‬
‫ـ تصوّر أن مرحلة التثقيف ستنقلهم إل مرحلة التفاعل فمرحلة استلم الكم‪ ،‬وهذا مالف‬
‫لسنة ال ف امتحان الدعوات‪ ،‬ومالف للواقع الحفوف بآلف العوقات‪.‬‬
‫ـ معاداة جيع النظمة الت يتحركون فوق أرضها ما ورطهم بملت اعتقالت دائمة‬
‫ومستمرة‪ ،‬ولعل السرية الشديدة وطموحهم للوصول إل الكم هو السبب ف توف النظمة‬
‫منهم وملحقتهم دون هوادة‪ .‬وإن كانت اللحقة قد شلت كل التوجهات السلمية ف‬
‫معظم بلدان العال السلمي‪.‬‬
‫وف القضايا الفقهية‪:‬‬
‫ـ قام الزب بإصدار فتاوى وإعطاء أحكام فقهية غريبة عن الفقه والس السلميّيْنِ وألزم‬
‫أتباعه بتبن هذه الحكام والعمل على نشرها‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ـ قوله بواز عضوية غي السلم‪ ،‬وعضوية الرأة ف ملس الشورى‪.‬‬
‫ـ إباحة النظر إل الصور العارية‪.‬‬
‫ـ إباحة تقبيل الرأة الجنبية بشهوة وبغي شهوة فضلً عن مصافحتها‪.‬‬
‫ـ قوله بواز أن تلبس الرأة الباروكة والبنطلون وأنا ل تكون ناشزًا إذا ل تطع زوجها ف‬
‫التخلي عن ذلك‪.‬‬
‫ـ قوله بواز أن يكون القائد ف الدولة السلمة كافرا‪.‬‬
‫ـ قوله بواز دفع الزية من قبل الدولة السلمة للدولة الكافرة‪.‬‬
‫ـ قوله بواز القتال تت راية شخص عميل تنفيذا لطة دولة كافرة مادام القتال قتالً‬
‫للكفار‪.‬‬
‫ـ قوله بسقوط الصلة عن رجل الفضاء السلم‪.‬‬
‫ـ قوله بسقوط الصلة والصوم عن سكان القطبي‪.‬‬
‫ـ قوله بالسجن عشر سنوات لن تزوج بإحدى مارمه حرمة مؤبدة‪.‬‬
‫ـ قوله بأن المرات الائية با فيها قناة السويس مرات عامة ل يوز منع أية قافلة من الرور‬
‫فيها‪.‬‬
‫ـ قوله بواز الركوب ف وسائل الواصلت (البواخر والطائرات‪ )..‬الت تلكها شركات‬
‫أجنبية مع تري هذا الركوب إن كانت ملوكة لشركات أصحابا مسلمون لن الخية‬
‫ليست أهلً للتعاقد ف نظره‪.‬‬
‫ـ تفسيه ملكية الرض بعن زراعتها والذي يهملها ول يزرعها لدة ثلث سنوات تؤخذ‬
‫منه وتعطى لغيه ول يوز تأخي الرض للزراعة عندهم إطلقا‪.‬‬
‫ـ يرون أن كن الال حرام ولو أخرجت زكاته‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫ـ كانت للمؤسس أفكار قومية إذ أصدر سنة ‪1950‬م كتابا بعنوان رسالة العرب وانعكس‬
‫هذا على ترتيب أولويات إقامة الدولة السلمية ف البلدان العربية أولً ث السلمية‪.‬‬

‫ـ كان النبهان ف بداية أمره على صلة بالخوان السلمي ف الردن‪ ،‬يلقي ماضراته ف‬
‫لقاءاتم‪ ،‬ويثن على دعوتم وعلى مؤسسها الشيخ حسن النبا‪ ،‬لكنه ما لبث أن أعلن عن قيام‬
‫حزبه مستقلً فيه تأسيسا وتنظيا‪.‬‬

‫ـ ناشده الكثيون العدول عن هذه الدعوة ومن أولئك الستاذ سيد قطب حي زيارته‬
‫للقدس عام ‪1953‬م فقد ناقشه كثيا ودعاه إل توحيد الهود لكنه أصر على موقفه‪.‬‬

‫ـ وكانت حجته دائما ردا على الطالبي بتوحيد الركات (*) السلمية‪ ،‬أن الختلف‬
‫هو الصل ف فهم النصوص الظنية الدللة ف السلم وأن الوحدة الت فرضها السلم هي‬
‫الوحدة السياسية ف كيان واحد وليست الوحدة ف الرأي‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫ـ ركز الزب نشاطه ف البداية على الردن وسوريا ولبنان ث امتد نشاطه إل متلف‬
‫البلدان السلمية‪ ،‬وأخيا وصل نشاطه إل أوروبا وخاصة النمسا وألانيا‪.‬‬

‫ـ كانت للحزب صحيفة أسبوعية تصدر ف الردن اسها الراية‪ ،‬ث صودرت وأعقبها‬
‫صدور الضارة ف بيوت وقد توقفت أيضا‪.‬‬
‫ـ يسمي الزب القطار الت يعمل فيها باسم الوليات ويقود التنظيم ف كل ولية لنة‬
‫خاصة به تسمى لنة الولية وتتشكل من ‪3‬ـ ‪ 10‬أعضاء‪.‬‬

‫ـ تضع لان الوليات لجلس القيادة السري‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حزب التحرير حزب (*) سياسي إسلمي يدعو إل إقامة دولة اللفة (*) السلمية‪،‬‬
‫ويرى أنه ل يكن تغيي الجتمع وقلبه إل من خلل مهاجة فكره حيث يدث النقلب‬
‫الفكري ث السياسي‪ .‬ويؤخذ على هذا الزب مالفة عقيدة ومنهج أهل السنة والماعة (*)‬
‫ف تقدي العقل (*) على النصوص الشرعية موافقة لهل الكلم من العتزلة وغيهم ما دفعه‬
‫لنكار عذاب القب وظهور السيح الدجال‪ ،‬بالضافة إل إهاله الوانب التربوية وتليه عن‬
‫المر بالعروف والنهي عن النكر إل أن تقوم الدولة السلمية‪ ،‬وإصداره فتاوى غريبة عن‬
‫الفقه السلمي ‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬

‫· من كتب الزب‪:‬‬
‫ـ الفكر السلمي‪ ،‬هكذا هدمت اللفة‪ ،‬نظام السلم‪ ،‬النظام القتصادي ف السلم‪،‬‬
‫نظام الكم ف السلم‪ ،‬الدستور السلمي‪ ،‬نقطة النطلق‪ ،‬التكتل الزب‪ ،‬مفاهيم سياسية‬
‫لزب التحرير‪ ،‬كتاب التفكي‪ ،‬كتاب اللفة‪ ،‬سريعة البديهة‪ ،‬نقد النظرية الشتراكية‪،‬‬
‫الشخصية السلمية‪ ،‬نداء حار إل العال السلمي‪.‬‬

‫· كتب لغي الزب‪:‬‬


‫ـ حزب التحرير ‪ -‬الشيخ عبدالرحن دمشقية ‪.‬‬
‫ـ الوسوعة الركية جزءان‪ ،‬فتحي يكن ـ ط ‪ 1‬دار البشي ـ عمان ـ ‪1403‬هـ ‪/‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫ـ الطريق إل جاعة السلمي‪ ،‬حسي بن مسن بن علي جابر ـ طـ ‪ 1‬ـ دار الدعوة‬
‫ـ الكويت ‪1405‬هـ ‪1969 /‬م‪.‬‬
‫ـ الوسوعة الفلسطينية‪ ،‬إصدار هيئة الوسوعة الفلسطينية ـ طبع ف مطابع ميلنو ستامبا‬
‫اليطالية ـ ط ‪ 1‬ـ دار الدعوة ـ ‪1389‬هـ ‪1969 /‬م‪.‬‬
‫ـ الفكر السلمي العاصر‪ ،‬غازي التوبة‪ ،‬طـ ‪ 1‬ـ ‪1389‬هـ ‪1969 /‬م‪.‬‬
‫ـ مشكلت الدعوة والداعية‪ ،‬فتحي يكن ـ مؤسسة الرسالة ـ بيوت ـ ط ‪ 3‬ـ‬
‫‪1394‬هـ ‪1974 /‬م‪.‬‬
‫ـ الدوسية‪( ،‬وهي المور الت يتبناها الزب)‪.‬‬
‫ـ نص نقد مشروع الدستور اليران الطروح للمناقشة ف لنة الباء ونص الدستور‬
‫السلمي الأخوذ من كتاب ال وسنة رسوله اللذان قدمهما حزب التحرير إل آية ال المين‬
‫ولنة الباء ‪ 7‬شوال ‪1399‬هـ ‪ 30 /‬آب ‪1979‬م‪.‬‬
‫الماعة السلمية بصر‬

‫التعريف‪:‬‬
‫هي جاعة إسلمية نشأت ف الامعات الصرية تدعو إل الهاد (*)‪ :‬الفريضة الغائبة عن حياة‬
‫السلمي لقامة الدولة السلمية وإعادة السلم إل السلمي‪ ،‬ث النطلق لعادة اللفة (*)‬
‫السلمية من جديد‪ .‬ويطلق عليها إعلميّا اسم "جاعة الهاد"‪ ،‬إل أنا تتلف عن جاعات‬
‫الهاد من حيث اليكل التنظيمي وأسلوب الدعوة والعمل بالضافة إل بعض الفكار‬
‫والعتقدات‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· نشأت الماعة السلمية ف الامعات الصرية ف أوائل السبعينات على شكل جعيات دينية‬
‫إبان فترة ركود الركة السلمية‪ ،‬لتقوم ببعض النشطة الثقافية والجتماعية البسيطة ف ميط‬
‫الطلب‪ .‬ومع ذلك فإنا كانت قليلة العدد ضعيفة الجهود ف هذا الوقت الذي كانت تسيطر‬
‫فيه التاهات الاركسية والقومية الناصرية على الياة الامعية وخصوصا ف جامعات القاهرة‬
‫ـ عي شس ـ السكندرية ـ أسيوط‪.‬‬

‫· نت هذه الماعة الدينية داخل الكليات الامعية‪ ،‬واتسعت قاعدتا‪ ،‬وتطور مفهومها‬
‫ونظرتا للعمل السلمي‪ ،‬فاجتمع نفر من القائمي على هذا النشاط واتذوا اسم‪" :‬الماعة‬
‫السلمية" ووضعوا لا بناءً تنظيميّا يبدأ من داخل كل كلية من حيث وجود ملس للشورى‬
‫على رأسه أمي وينتهي بجلس شورى الامعات وعلى رأسه المي العام "أمي أمراء الماعة‬
‫السلمية"‪.‬‬

‫· ف أعقاب حرب رمضان ‪1393‬هـ أكتوبر ‪1973‬م اتذ العمل السلمي داخل‬
‫الامعات الصرية بُعدا أوسع واستطاعت الماعة السلمية قيادة الركة الطلبية‪ ،‬والفوز‬
‫بثقة الغلبية الصامتة من جاهي الطلب ف انتخابات التادات الطلبية‪ ،‬وذلك ف كل‬
‫الامعات الصرية تقريبا‪.‬‬

‫· ومن هنا زادت وتعددت أنشطة الماعة السلمية الثقافية والتربوية من اللقاءات والندوات‬
‫والعسكرات بل وزاد الهتمام بلول الشاكل الجتماعية للطلب وتعدى المر أسوار‬
‫الامعات فزاد الهتمام بشاكل الجتمع اليومية‪.‬‬

‫· ف عام ‪1977‬م انشق بعض قيادات الماعة بعد انضمامهم لماعة الخوان السلمي الت‬
‫تعاود نشاطها ف ذلك الوقت ما أدى إل وجود تيار للجماعة السلمية يثله الخوان وذلك‬
‫ف بعض كليات جامعت القاهرة والسكندرية ولكنه قليل العدد مدود التأثي بينما التيار‬
‫الخر للجماعة السلمية والكثر عددا وتأثيا يثله التيار السلفي (*) وكان مستحوذا على‬
‫كل الامعات تقريبا الذي استطاع تجيم نفوذ العلمانيي والنصارى ف الصعيد بوجه خاص‪.‬‬

‫· كان للجماعة العديد من الواقف السياسية برزت ف موقفها من معاهدة كامب ديفيد‬
‫وزيارة الشاه وبعض وزراء الكيان الصهيون لصر فأقامت الؤترات والسيات ووزعت‬
‫النشورات خارج أسوار الامعة للتنديد بذلك والطالبة بتطبيق الشريعة السلمية (*) ما أدى‬
‫إل تدخل الكومة ف سياسات التادات الطلبية‪ ،‬فأصدرت لئحة جديدة لتادات‬
‫الطلب تعرف بلئحة ‪1979‬م الت قيدت الركة الطلبية‪ .‬وازداد الضغط العلمي والمن‬
‫على قيادات الماعة واشتدت مطاردتم ف جامعات الصعيد بوجه خاص‪ ،‬حيث ت اعتقال‬
‫بعض قيادتم وفصلهم من الامعة‪.‬‬

‫· ف عام ‪1979‬م التقى كرم زهدي ـ عضو ملس شورى الماعة ـ بالهندس ممد‬
‫عبد السلم فرج العضو ف أحد فصائل تنظيم الهاد وعضو ملس شورى الماعة فيما بعد‬
‫وصاحب كتاب الفريضة الغائبة الذي عرض على كرم زهدي فكر الهاد (*) وأن الاكم قد‬
‫كفر (*) وخرج عن اللة (*) فوجب الروج عليه وخلعه وتغيي النظام وأن لتنظيمه تشكيلته‬
‫التفرعة‪ ،‬ث عرض عليه فكرة اشتراكهم مع التنظيم للتخطيط لقامة الدولة السلمية‪.‬‬
‫· عرض كرم زهدي الفكرة على ملس شورى الماعة ف صعيد مصر الذي يرأسه الدكتور‬
‫ناجح إبراهيم فوافق الجلس على أن يكون هناك ملس شورى عام وملس شورى القاهرة‪،‬‬
‫وعلى أن يتول إمارة الماعة أحد العلماء العاملي الذين لم مواقفهم الصلبة ضد الطاغوت‬
‫(*) (الدكتور ‪ /‬عمر عبد الرحن)‪ .‬وقد ت إقرار تشكيل الناح العسكري وجهاز الدعوة‬
‫والبحث العلمي والتجنيد وتطبيق القواني السلمية وكذلك جهاز الدعم اللزم للحركة (*)‬
‫ف مالته التعددة‪ .‬ومن هذه اللحظة انفصلت الماعة عن توجهات التيار السلفي ف الدعوة‬
‫بشكل عام تت مسمى الماعة السلمية‪.‬‬

‫· اختي الشيخ الدكتور‪/‬عمر عبد الرحن أميا للجماعة‪ .‬وهو أستاذ التفسي وعلوم القرآن‬
‫بكلية أصول الدين جامعة الزهر فرع أسيوط‪ ،‬وقد سبق اعتقاله أثناء حكم جال عبد الناصر‬
‫واتم ف قضية قتل السادات بتهمة إمارة الماعة "تنظيم (*) الهاد" والفتاء بل دم السادات‬
‫إل أن الحكمة برأته ما نسب إليه وكذلك برأته من قضية النتماء لتنظيم الهاد‪ ،‬ومن ث‬
‫واصل نشاطه الدعوي متنقلً بي الحافظات مشاركا ف الؤترات والندوات‪ ،‬عارضا فكرة‬
‫الماعة ممسا الشباب للجهاد (*) والروج على نظام الكم ما أدى إل اعتقاله العديد من‬
‫الرات وتديد إقامته بنله بالفيوم بعد أن اتم بالتجمهر وتريض الصلي على التجمهر بعد‬
‫صلة المعة‪ ،‬لكن مكمة أمن الدولة برأته أيضا ما نسب إليه وحفظت القضية وأخيا‬
‫استطاع السفر إل أمريكا ليقيم ف ولية نيوجرسي حيث يكثر أتباعه‪ ،‬وما ينسب إليه‪ :‬الفتيا‬
‫بقتل فرج فودة الكاتب العلمان‪ ،‬وضرب حركة السياحة ف مصر وتفجي مركز التجارة‬
‫العالي‪ ،‬الذي حكم عليه بالسجن ف أمريكا بسببه‪.‬‬

‫· ف ‪ 6‬أكتوبر ‪1981‬م وبعد حادث اغتيال أنور السادات حاكم مصر ظهرت الماعة على‬
‫الساحة بقوة حيث قام الناح العسكري للجماعة بقيادة اللزم أول خالد أحد شوقي‬
‫السلمبول وبصحبة زملئه عبد الميد عبد السلم الضابط السابق باليش الصري والرقيب‬
‫متطوع القناص حسي عباس ممد بطل الرماية وصاحب الرصاصة الول القاتلة واللزم أول‬
‫احتياط عطا طايل حيده رحيل بقتل أنور السادات أثناء احتفالت انتصارات أكتوبر بدينة‬
‫نصر بالقاهرة‪ ،‬وقد نسب للجماعة العداد لطة تستهدف إثارة القلقل والضطرابات‬
‫وللستيلء على مبن الذاعة والتليفزيون والنشآت اليوية بحافظات مصر‪ .‬وف تلك الثناء‪،‬‬
‫وخلل هذه الحداث قبض عليهم جيعا‪ ،‬وقدموا للمحاكمة الت حكمت عليهم بالعدام‬
‫رميا بالرصاص كما ت تنفيذ الكم ف زميلهم الهندس ممد عبد السلم فرج صاحب كتاب‬
‫الفريضة الغائبة بالعدام شنقا‪.‬‬

‫· القدم عبود عبد اللطيف الزمر‪ :‬الضابط بسلح الخابرات الربية وعضو تنظيم الهاد‬
‫بالقاهرة الذي انضم مؤخرا إل الماعة السلمية بعد إزالة اللفات ف بعض وجهات النظر‬
‫داخل سجن ليمان طرة بالقاهرة‪ .‬ويذكر أنه اعترض أولً على خطة قتل السادات لعدم‬
‫مناسبة الوقت إل أنه وافق أخيا عليها لظروف خاصة‪ ،‬وقد حكم عليه فيما عرف بقضية‬
‫تنظيم (*) الهاد بأربعي سنة سجنا‪.‬‬

‫· ف ‪ 8‬أكتوبر ‪1981‬م قام بعض أفراد الناح العسكري للجماعة السلمية بهاجة مديرية‬
‫أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلل الدينة ودارت بينهم وبي قوات المن الصرية معركة‬
‫حامية قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الاصة وانتهت بالقبض عليهم وعلى‬
‫رأسهم الدكتور ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة‪ ،‬والكم عليهم فيما عرف ف‬
‫وقتها بقضية تنظيم الهاد بالشغال الشاقة الؤبدة لدة ‪ 25‬عاما‪.‬‬

‫· ف بداية عام ‪1984‬م وبعد الفراج عن الكثي من أعضاء الماعة من غي التهمي ف قضايا‬
‫التنظيم‪ ،‬أعيد تنظيم الماعة برئاسة ممد شوقي السلمبول ومن ث زاد نشاطها ف الدعوة‬
‫إل ال ف الساجد ومن خلل اللقاءات والندوات والعسكرات وباصة بي الشباب والطلبة‬
‫ف الدارس والامعات ف معظم مافظات مصر مستغلة الكَسب العلمي لحداث ‪1981‬م‪،‬‬
‫داعية إل الروج على الاكم وقتال الطائفة المتنعة عن إقامة شرائع السلم‪ ،‬وقد دفع ذلك‬
‫كله قوات المن الصرية إل الصدام الدائم معهم‪ ،‬وإلقاء القبض على الكثي منهم وتعرضهم‬
‫للتعذيب والتضييق الشديد‪ ،‬بل وصل المر إل استخدام سياسة التصفية السدية ضدهم‪ ،‬ما‬
‫أوجد بي أفراد الماعة ردود فعل عنيفة راح ضحيتها الكثي من ضباط وجنود الشرطة‬
‫وغيهم‪.‬‬

‫· كان للجماعة دورها ف الهاد (*) الفغان حيث قدمت العديد من الشهداء على أرض‬
‫أفغانستان‪ ،‬من أبرزهم الشيخ علي عبد الفتاح أمي الماعة بالنيا سابقا‪ ،‬ومن هناك أصدرت‬
‫الماعة ملة الرابطون‪ ،‬وأقامت قواعد عسكرية لا‪.‬‬

‫ـ تنسب إل الماعة ماولت اغتيال بعض الوزراء ومسؤول الكومة والشرطة ومن أبرزهم‬
‫الدكتور رفعت الحجوب رئيس ملس الشعب الصري والدكتور فرج فودة الكاتب العلمان‬
‫وذلك ردّا على أسلوب الكومة ف التصفية السدية والعقاب الماعي لفراد الركة (*)‬
‫السلمية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫تبلورت معظم أفكار الماعة السلمية ف صورة كتب ورسائل داخل سجن ليمان طره ومن‬
‫أهها كتاب‪:‬‬

‫· ميثاق العمل السلمي‪ :‬وهو دستور الماعة ويكن تلخيص ما ورد فيه من الفكار فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ـ غايتنا‪ :‬رضا ال تعال بتجريد الخلص له سبحانه وتقيق التابعة لنبيه صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ـ عقيدتنا‪ :‬عقيدة السلف الصال جلةً وتفصيلً‪.‬‬
‫ـ فهمنا‪ :‬نفهم السلم بشموله كما فهمه علماء المة الثقات التبعون لسنته صلى ال عليه‬
‫وسلم وسنة اللفاء الراشدين الهديي رضي ال عنهم‪.‬‬

‫ـ هدفنا‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تعبيد للناس لربم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إقامة خلفة (*) على نج النبوة (*)‪.‬‬
‫ـ طريقنا‪ :‬الدعوة والمر بالعروف والنهي عن النكر والهاد (*) ف سبيل ال خلل جاعة‬
‫منضبطة حركتها بالشرع النيف تأب الداهنة أو الركون وتستوعب ما سبقها من تارب‪.‬‬
‫ـ زادنا‪ :‬تقوى وعلم‪ ،‬يقي وتوكل‪ ،‬شكر وصب‪ ،‬زهد ف الدنيا وإيثار للخرة‪.‬‬
‫ـ ولؤنا (*)‪ :‬ل ورسوله وللمؤمني‪.‬‬
‫ـ عداؤنا‪ :‬للظالي‪ ،‬على أن الكفر (*) منه أكب وأصغر وكذا الظلم منه أكب وأصغر فيوال‬
‫من عنده ظلم أصغر على قدر ما عنده من خي‪ ،‬ويعادي على قدر ما عنده من ظلم‪.‬‬
‫ـ اجتماعنا‪ :‬لغاية واحدة‪ ،‬بعقيدة واحدة‪ ،‬تت راية فكرية واحدة‪.‬‬

‫· الفريضة الغائبة‪ ،‬حكم قتال الطائفة المتنعة عن شرائع السلم حيث يعتقدون‪:‬‬
‫ـ أن الهاد (*) هو القتال أي الواجهة والدم‪ ،‬أما اقتصار الهاد على الوسائل السلمية مثل‬
‫الكتابة والطابة والعداد بتربية المة العلمية والفكرية أو بزاحة السياسيي ف أحزابم‬
‫وأساليبهم السياسية‪ ،‬بل إن الهتمام بالجرة (*) يعد من الب والتخاذل ولن ينتصر السلمون‬
‫إل بقوة السلح وعلى السلمي أن ينخرطوا ف الهاد مهما قل عددهم‪.‬‬

‫ـ الطوائف النتسبة للسلم المتنعة عن التزام بعض شرائعه تقاتل حت تلتزم ما تركته من‬
‫الشرائع وكذلك قتال من عاونم من رجال الشرطة ونوهم وإن خرجوا مبين يقتلوا ويبعثوا‬
‫على نياتم‪.‬‬

‫ـ يرون أن القتال ليس فقط لن داهنا ف ديارنا واستول على جزء من أرض السلم ولكنه‬
‫أيضا لن يقف بالسيف والسلطان ف وجه دعوتنا رافضا التخلية بيننا وبي الناس ندعوهم‬
‫لدين ال ونكمهم بشرع ال؛ لن الستعمار (*) هو العدو البعيد والكام الكفرة هم العدو‬
‫القريب فهم أول من قتال العدو البعيد‪.‬‬

‫ـ قتال أي طائفة على وجه الرض تكم الناس بغي شرع ال كافرة كانت أو منتسبة‬
‫للسلم‪.‬‬
‫وعلى ذلك يرون حتمية الواجهة كما ف رسالتهم حتمية الواجهة للسباب التية‪:‬‬
‫ـ خلع الاكم الكافر البدّل لشرع ال‪.‬‬
‫ـ قتال الطائفة المتنعة عن شرائع السلم‪.‬‬
‫ـ إقامة اللفة (*) وتنصيب خليفة للمسلمي‪.‬‬
‫ـ ترير البلد واستنقاذ السرى ونشر الدين (*)‪.‬‬

‫· يكمون على الديار الصرية وما شابها بأنا ليست بدار السلم الت تري عليها أحكام‬
‫السلم لكون أهلها مسلمي‪ ،‬ول بنلة دار الرب الت أهلها كفار‪ ،‬بل هي قسم ثالث يعامل‬
‫السلم فيها با يستحق‪ ،‬ويقاتل الارج عن شريعة السلم با يستحق وعلى ذلك ل يكفرون‬
‫المة إنا يكفرون الكام الذين يبدلون ويعطلون شرائع السلم‪ ،‬وعليه ل يرّمون تول‬
‫الوظائف الكومية مثل جاعة التكفي‪.‬‬

‫· يوجبون الدعوة إل ال والمر بالعروف والنهي عن النكر حت لحاد الرعية براحله‬


‫الثلث‪ ،‬ولكن يؤخذ عليهم ف ذلك عدم مراعاة الضوابط الشرعية للمر بالعروف والنهي‬
‫عن النكر وميلهم للستعجال والقاعدة‪" :‬من تعجل المر قبل أوانه عوقب برمانه"‪.‬‬

‫· تعارض الماعة مشاركة التاه السلمي ف الكومات العلمانية العادية للسلم إذ أن‬
‫هذه الشاركة تترك مفاسد كثية وتوقع الماهي العريضة ف الية والتضليل والشك‪ ،‬إذ أنا‬
‫تدلل على شرعية الكومة الت تصدر وتطبق القواني الوضعية (*)‪.‬‬

‫الذور الفكرية‪:‬‬

‫· تُعد الماعة السلمية القرآن الكري والسنة النبوية ها مصدرا أفكارها‪ ،‬لذا فإنا تكثر من‬
‫الستشهاد بآيات الهاد والحاديث الت تث على الهاد‪.‬‬
‫· وكذلك تلجأ الماعة إل فتاوى العلماء وأبرزهم شيخ السلم ابن تيمية (‪ 661‬ـ‬
‫‪728‬هـ) الذي ملئت كتاباتم بأقواله وفتاواه‪.‬‬

‫· وكذلك تلجأ الماعة السلمية إل الوقائع التاريية وأقوال العلماء أمثاله ابن القيم والقاضي‬
‫عياض وابن كثي والنووي وسيد قطب لتدلل على أفكارها ومبادئها‪.‬‬

‫· ويؤخذ على الماعة انشغالا بقضية الروج على الكام ؛ دون تفريق بي مسلمهم‬
‫وكافرهم ‪ ،‬ودون إعداد العدة لن كفر منهم ؛ ما تسبب ف قتل البرياء من السلمي ‪،‬‬
‫والتضييق على الدعوة السلمية ‪ ،‬وتبعثر الهود اليّرة ‪ .‬وقد تنبه قادة الماعة أخيًا إل سوء‬
‫عاقبة مسلكهم الول ‪ .‬فلعلهم ‪ -‬بعد هذا ‪ -‬يُعنوا بالعلم الشرعي ‪ ،‬وبنشر العقيدة الصحيحة‬
‫بي العامة ‪ ،‬وتبصيهم بالبدع والشركيات والخالفات ؛ لتستحق المة بعدها النصر‬
‫والتمكي ؛ كما هي سنة ال ‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬

‫· تتركز القوة الرئيسة للجماعة السلمية ف الصعيد الصري وخاصة ف مافظة أسيوط‪ ،‬ولا‬
‫أنصار ف كل الدن والامعات الصرية‪ .‬كما انتشر كثي من أتباعها ف الدول الخرى نتيجة‬
‫لطاردتم من قبل الكومة الصرية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الماعة السلمية تعتب الهاد هو الدواء الناجح والعلج الناجع لعادة اللفة (*)‬
‫السلمية للمسلمي‪ ،‬وترى أن إقامة الدولة السلمية‪ ،‬ومن ث اللفة‪ ،‬فرض عي‪ ،‬وتقول‪:‬‬
‫إن حكام السلمي الذين يرفضون تطبيق شريعة ال كفار يب الروج عليهم‪ .‬ول تكفر‬
‫هذه الماعة المة مثل جاعة التكفي والجرة‪ ،‬وتعتقد أن الهاد هو القتال‪ ،‬وهو قمة العبادة‬
‫ف السلم‪ ،‬أما الهاد بالوسائل السلمية فقط فهو جب وغباء‪.‬‬

‫ومن الدير بالذكر أن هناك مموعات أخرى عرفت باسم "تنظيم الهاد" ودعت للخروج‬
‫على الاكم بالهاد السلح لتغيي نظام الكم مثل "تنظيم الفنية العسكرية" عام ‪1974‬م‬
‫بقيادة صال سرية وكارم الناضول وكذلك تنظيم "جهاد السكندرية" عام ‪1976‬م‪،‬‬
‫أو"تنظيم (*) سال الرحال الردن" وليس لذه التنظيمات علقة بالماعة السلمية‪.‬‬

‫وقد سبق التنبيه على أن قادة الماعة قد عاد كثي منهم عن أفكارهم مؤخرًا ‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫· مؤلفات ورسائل للجماعة‪:‬‬
‫ـ كلمة حق د‪ .‬عمر عبد الرحن‪.‬‬
‫ـ أصناف الكام وأحكامهم د‪ .‬عمر عبد الرحن‪.‬‬
‫ـ الفريضة الغائبة‪ ،‬ممد عبد السلم‪.‬‬
‫ـ ميثاق العمل السلمي د‪.‬ناجح إبراهيم‪ ،‬عاصم عبد الاجد ـ عصام الدين دربالة‪.‬‬
‫ـ الطائفة المتنعة عن شريعة من شرائع السلم ـ عصام الدين دربالة‪.‬‬
‫ـ حتمية الواجهة ـ لنة الباث بالماعة‪.‬‬
‫ـ العذر بالهل ـ لنة الباث بالماعة‪.‬‬
‫ـ الذب عن الصحابة ـ طلعت فؤاد‪.‬‬
‫ـ شحذ المة ف جع شل المة ـ رفاعي طه‪.‬‬
‫ـ الرد على فكر التكفي ـ لنة الباث‪.‬‬
‫ـ الرد على شبهات المر بالعروف والنهي عن النكر ـ عبد الخر حاد‪.‬‬
‫ـ من نن وماذا نريد؟ لنة الباث‪.‬‬
‫ـ أإله مع ال؟ إعلن الرب على ملس الشعب ـ لنة الباث‪.‬‬
‫ـ سلسلة الطريق إل ال ـ ناجح إبراهيم ـ كرم زهدي‪.‬‬
‫ـ منهج جاعة الهاد السلمي ـ عبود الزمر‪.‬‬

‫· ملت تصدرها الماعة‪:‬‬


‫ـ ملة كلمة حق‪.‬‬
‫ـ ملة صوت الزهر‪.‬‬
‫ـ ملة السلمات‪.‬‬
‫ـ ملة الرابطون‪.‬‬
‫ـ الماعة السلمية ـ فكرة ومنهاجا ـ طلعت فؤاد قاسم "أبو طلل النصاري"‬
‫"شريط فيديو"‪.‬‬

‫· مؤلفات ورسائل لغي الماعة‪:‬‬


‫ـ العمدة ف إعداد العدة عبد القادر عبد العزيز‪.‬‬
‫ـ تصيل الزاد ف تقيق الهاد ـ د‪ .‬سعيد عبد العظيم‪.‬‬
‫ـ الشهادة ـ صلح أبو إساعيل‪.‬‬
‫ـ الغلو ف الدين ـ عبد الرحن اللويق الطيي‪.‬‬
‫ـ المر بالعروف والنهي عن النكر ـ ياسر برهامي‪.‬‬
‫ـ من قتل السادات ـ حسي أبو اليزيد‪.‬‬

‫· أشرطة كاسيت‪:‬‬
‫ـ المر بالعروف والنهي عن النكر ـ سيد سعد الدين الغباشي‪.‬‬
‫ـ مراحل تشريع الهاد ـ د‪ .‬ممد بن أحد إساعيل القدم‪.‬‬

‫· ملت‪:‬‬
‫ـ ملة الجاهد ـ أفغانستان‪.‬‬
‫ـ ملة صوت الدعوة ـ تصدرها دار الدى السلفية السكندرية العدد السادس‪.‬‬
‫الصوفية وما تفرع عنها ومن تأثر با‪:‬‬
‫‪ -1‬الصوفية‬

‫‪ -‬ما تفرع عنها من طرق‪:‬‬


‫‪ -1‬الشاذلية‬
‫‪ -2‬التيجانية‬
‫‪-3‬السنوسية‬
‫‪ -4‬التمية‬
‫‪ -5‬البيلوية‬

‫‪ -‬جاعات متأثرة بالصوفية‪:‬‬


‫‪ -1‬الديوبندية‬
‫‪ -2‬الهدية‬
‫‪ -3‬النورسية ف تركيا‬
‫الصوفية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫التصوّف حركة(*) دينية انتشرت ف العال السلمي ف القرن الثالث الجري كنـزعاتٍ‬
‫فردية تدعو إل الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للنغماس ف الترف الضاري‪ .‬ث‬
‫تطورت تلك النعات بعد ذلك حت صارت طرق ميزة معروفة باسم الصوفية‪ ،‬ويتوخّى‬
‫التصوفة تربية النفس والسمو با بغية الوصول إل معرفة ال تعال بالكشف(*) والشاهدة ل‬
‫عن طريق إتباع الوسائل الشرعية‪ ،‬ولذا جنحوا ف السار حت تداخلت طريقتهم مع‬
‫الفلسفات(*) الوثنية(*)‪ :‬الندية والفارسية واليونانية الختلفة‪ .‬ويلحظ أن هناك فروقا‬
‫جوهرية بي مفهومي الزهد والتصوف أهها‪ :‬أن الزهد مأمور به‪ ،‬والتصوف جنوح عن طريق‬
‫الق الذي اختطّه أهل السنة والماعة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫مقدمة هامة‪:‬‬

‫· خلل القرني الولي ابتداءً من عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وخلفائه الراشدين حت‬
‫وفاة السن البصري‪ ،‬ل تعرف الصوفية سواء كان باسها أو برسها وسلوكها‪ ،‬بل كانت‬
‫التسمية الامعة‪ :‬السلمي‪ ،‬الؤمني‪ ،‬أو التسميات الاصة مثل‪ :‬الصحاب‪ ،‬البدري‪ ،‬أصحاب‬
‫البيعة (*)‪ ،‬التابعي‪.‬‬

‫ل يعرف ذلك العهد هذا الغلو (*) العملي التعبّدي أو العلمي العتقادي إل بعض النعات‬
‫الفردية نو التشديد على النفس الذي ناهم عنه النب (*) صلى ال عليه وسلم ف أكثر من‬
‫مناسبة‪ ،‬ومنها قوله للرهط الذين سألوا عن عبادته صلى ال عليه وسلم‪" :‬لكن أصوم وأفطر‪،‬‬
‫وأقوم وأنام‪ ،‬وأتزوج النساء‪ ،‬وآكل اللحم‪ ،‬فمن رغب عن سنت فليس من"‪.‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم للحولء بنت نويت الت طوّقت نفسها ببل حت ل تنام عن قيام‬
‫الليل كما ف حديث عائشة رضي ال عنها‪( :‬عليكم من العمل ما تطيقون‪ ،‬فإن ال ل يلّ‬
‫حت تلوا‪ ،‬وأحبّ العمل إل ال أ ْدوَمُه وإن قل)‪.‬‬

‫ـ وهكذا كان عهد الصحابة والتابعي وتابعيهم على هذا النهج يسيون‪ ،‬يمعون بي العلم‬
‫والعمل‪ ،‬والعبادة والسعي على النفس والعيال‪ ،‬وبي العبادة والهاد (*)‪ ،‬والتصدي للبدع‬
‫والهواء مثلما تصدى ابن مسعود رضي ال عنه لبدعة (*) الذكر الماعي بسجد الكوفة‬
‫وقضى عليها‪ ،‬وتصدّيه لصحاب معضّد بن يزيد العجلي لا اتذوا دورا خاصة للعبادة ف‬
‫بعض البال وردهم عن ذلك‪.‬‬

‫· ظهور العُبّاد‪ :‬ف القرن الثان الجري ف عهد التابعي وبقايا الصحابة ظهرت طائفة من‬
‫العباد آثروا العزلة وعدم الختلط بالناس فشددوا على أنفسهم ف العبادة على نو ل يُعهد‬
‫من قبل‪ ،‬ومن أسباب ذلك بزوغ بعض الفت الداخلية‪ ،‬وإراقة بعض الدماء الزكية‪ ،‬فآثروا‬
‫اعتزال الجتمع تصوّنا عما فيه من الفت‪ ،‬وطلبا للسلمة ف دينهم‪ ،‬يضاف إل ذلك أيضا فتح‬
‫الدنيا أبوابا أمام السلمي‪ ،‬وباصة بعد اتساع الفتوحات السلمية‪ ،‬وانغماس بعض السلمي‬
‫فيها‪ ،‬وشيوع الترف والجون بي طبقة من السفهاء‪ ،‬ما أوجد ردة فعل عند بعض العباد‬
‫وباصة ف البصرة والكوفة حيث كانت بداية النراف عن النهج (*) الول ف جانب‬
‫السلوك‪.‬‬

‫ـ ففي الكوفة ظهرت جاعة من أهلها اعتزلوا الناس وأظهروا الندم الشديد بعد مقتل السي‬
‫بن علي رضي ال عنه وسوا أنفسهم بالتوّابي أو البكّائي‪ .‬كما ظهرت طبقة من العبّاد غلب‬
‫عليهم جانب التشدد ف العبادة والبعد عن الشاركة ف مريات الدولة‪ ،‬مع علمهم وفضلهم‬
‫والتزامهم بآداب الشريعة‪ ،‬واشتغالم بالكتاب والسنة تعلما وتعليما‪ ،‬بالضافة إل صدعهم‬
‫بالق وتصديهم لهل الهواء‪ .‬كما ظهر فيهم الوف الشديد من ال تعال‪ ،‬والغماء‬
‫والصعق عند ساع القرآن الكري ما استدعى النكار عليهم من بعض الصحابة وكبار التابعي‬
‫كأساء بنت أب بكر وعبد ال بن الزبي وممد بن سيين ونوهم رضي ال عنهم‪ ،‬وبسببهم‬
‫شاع لقب العُبّاد والزُهّاد والقُرّاء ف تلك الفترة‪ .‬ومن أعلمهم‪ :‬عامر بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬و‬
‫صفوان بن سليم‪ ،‬وطلق بن حبيب العني‪ ،‬عطاء السلمي‪ ،‬السود بن يزيد بن قيس‪ ،‬وداود‬
‫الطائي‪ ،‬وبعض أصحاب السن البصري‪.‬‬

‫· بداية النراف‪ :‬كدأب أي انراف يبدأ صغيا‪ ،‬ث ما يلبث إل أن يتسع مع مرور اليام‪،‬‬
‫فقد تطور مفهوم الزهد ف الكوفة والبصرة ف القرن الثان للهجرة على أيدي كبار الزهاد‬
‫أمثال‪ :‬إبراهيم بن أدهم‪ ،‬مالك بن دينار‪ ،‬وبشر الاف‪ ،‬ورابعة العدوية‪ ،‬وعبد الواحد بن زيد‪،‬‬
‫إل مفهوم ل يكن موجودا عند الزهاد السابقي من تعذيب للنفس بترك الطعام‪ ،‬وتري تناول‬
‫اللحوم‪ ،‬والسياحة ف الباري والصحاري‪ ،‬وترك الزواج‪ .‬يقول مالك بن دينار‪" :‬ل يبلغ‬
‫الرجل منلة الصديقي حت يترك زوجته كأنا أرملة‪ ،‬ويأوي إل مزابل الكلب"‪ .‬وذلك دون‬
‫سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة‪ ،‬ولكن ما يدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إل هؤلء‬
‫الزهاد من القوال الرذولة والشطحات الستنكرة ما ل يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر‬
‫شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬

‫ـ وف الكوفة أخذ معضد بن يزيد العجلي هو وقبيلُه يروّضون أنفسهم على هجر النوم‬
‫وإدامة الصلة‪ ،‬حت سلك سبيلهم مموعة من زهاد الكوفة‪ ،‬فأخذوا يرجون إل البال‬
‫للنقطاع للعبادة‪ ،‬على الرغم من إنكار ابن مسعود عليهم ف السابق‪.‬‬

‫ـ وظهرت من بعضهم مثل رابعة العدوية أقوال مستنكرة ف الب والعشق اللي للتعبي عن‬
‫الحبة بي العبد وربه‪ ،‬وظهرت تبعا لذلك مفاهيم خاطئة حول العبادة من كونا ل طمعا ف‬
‫النة ول خوفا من النار مالفةً لقول ال تعال‪َ( :‬يدْعُونَنا رَغَبا ورَهَبا)‪.‬‬

‫ـ يلخص شيخ السلم ابن تيمية هذا التطور ف تلك الرحلة بقوله‪" :‬ف أواخر عصر التابعي‬
‫حدث ثلثة أشياء‪ :‬الرأي‪ ،‬والكلم (*)‪ ،‬والتصوف‪ ،‬فكان جهور الرأي ف الكوفة‪ ،‬وكان‬
‫جهور الكلم والتصوف ف البصرة‪ ،‬فإنه بعد موت السن وابن سيين ظهر عمرو بن عبيد‬
‫وواصل بن عطاء‪ ،‬وظهر أحد بن علي الجيمي ت ‪200‬هـ‪ ،‬تلميذ عبد الواحد بن زيد‬
‫تلميذ السن البصري‪ ،‬وكان له كلم ف القدر(*)‪ ،‬وبن دويرة للصوفية ـ وهي أول ما بن‬
‫ف السلم ـ أي دارا بالبصرة غي الساجد لللتقاء على الذكر والسماع ـ صار لم حال‬
‫من السماع والصوت ـ إشارة إل الغناء‪ .‬وكان أهل الدينة أقرب من هؤلء ف القول‬
‫والعمل‪ ،‬وأما الشاميون فكان غالبهم ماهدين"‪.‬‬

‫· ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهها‪:‬‬

‫ـ البداية والظهور‪ :‬ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر ف الكوفة بسبب قُربا من‬
‫بلد فارس‪ ،‬والتأثّر بالفلسفة (*) اليونانية بعد عصر الترجة‪ ،‬ث بسلوكيات رهبان (*) أهل‬
‫الكتاب‪ ،‬وقد تنازع العلماء والؤرخون ف أول مَن تسمّ به‪ .‬على أقوال ثلثة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ قول شيخ السلم ابن تيمية ومن وافقه‪ :‬أن أول من عُرف بالصوف هو أبو هاشم‬
‫الكوف ت ‪150‬هـ أو ‪162‬هـ بالشام بعد أن انتقل إليها‪ ،‬وكان معاصرا لسفيان الثوري‬
‫ت ‪155‬هـ قال عنه سفيان‪" :‬لول أبو هاشم ما عُرِفت دقائق الرياء"‪ .‬وكان معاصرا لعفر‬
‫الصادق وينسب إل الشيعة (*) الوائل‪ ،‬ويسميه الشيعة مترع الصوفية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يذكر بعض الؤرخي أن عبدك ـ عبد الكري أو ممد ـ التوف سنة ‪210‬هـ هو‬
‫أول من تسمى بالصوف‪ ،‬ويذكر عنه الارث الحاسب أنه كان من طائفة نصف شيعية تسمي‬
‫نفسها صوفية تأسست بالكوفة‪ .‬بينما يذكر اللطي ف التنبيه والرد على أهل الهواء والبدع‬
‫أن عبدك كان رأس فرقة من الزنادقة (*) الذين زعموا أن الدنيا كلها حرام‪ ،‬ل يل لحد‬
‫منها إل القوت‪ ،‬حيث ذهب أئمة الدى‪ ،‬ول تل الدنيا إل بإمام عادل‪ ،‬وإل فهي حرام‪،‬‬
‫ومعاملة أهلها حرام‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يذهب ابن الندي ف الفهرست إل أن جابر بن حيان تلميذ جعفر الصادق والتوف سنة‬
‫‪208‬هـ أول من تسمى بالصوف‪ ،‬والشيعة تعتبه من أكابرهم‪ ،‬والفلسفة ينسبونه إليهم‪.‬‬

‫ـ وقد تنازع العلماء أيضا ف نسبة الشتقاق على أقوال كثية أرجحها‪:‬‬

‫‪1‬ـ ما رجّحه شيخ السلم ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبية من العلماء من أنا نسبة‬
‫إل الصّوف حيث كان شعار رهبان (*) أهل الكتاب الذين تأثر بم الوائل من الصوفية‪،‬‬
‫وبالتال فقد أبطلوا كل الستدللت والشتقاقات الخرى على مقتضى قواعد اللغة العربية‪،‬‬
‫ما يبطل ماولة نسبة الصوفية أنفسهم لهل الصّفّة من أصحاب رسول (*) ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬أو ماولة نسبة الصوفية أنفسهم إل علي بن أب طالب والسن البصري وسفيان‬
‫الثوري رضي ال عنهم جيعا‪ ،‬وهي نسبة تفتقر إل الدليل ويعوزها الجة والبهان‪.‬‬

‫‪2‬ـ الشتقاق الخر ما رجحه أبو الريان البيون ‪440‬هـ وفون هامر حديثا وغيها من‬
‫أنا مشتقة من كلمة سوف ‪SOPH‬اليونانية والت تعن الكمة‪ .‬ويدلّل أصحاب هذا الرأي‬
‫على صحته بانتشاره ف بغداد وما حولا بعد حركة الترجة النشطة ف القرن الثان الجري‬
‫بينما ل تعرف ف نفس الفترة ف جنوب وغرب العال السلمي‪ .‬ويضاف إل الزمان والكان‬
‫التشابه ف أصل الفكرة عند الصوفية واليونان حيث أفكار وحدة الوجود واللول (*)‬
‫والشراق (*) والفيض (*)‪ .‬كما استدلوا على قوة هذا الرأي با ورد عن كبار الصوفية مثل‬
‫السهروردي ـ القتول ردة ـ بقوله‪( :‬وأما أنوار السلوك ف هذه الزمنة القريبة فخمية‬
‫الفيثاغورثيي وقعت إل أخي أخيم (ذي النون الصري) ومنه نزلت إل سيارستري وشيعته‬
‫(أي سهل التستري) وأضافوا إل ذلك ظهور مصطلحات أخرى مترجة عن اليونانية ف ذلك‬
‫العصر‪ ،‬مثل الفلسفة (*)‪ ،‬الوسيقا‪ ،‬الوسيقار‪ ،‬السفسطة (*)‪ ،‬اليول‪.‬‬

‫· طلئع الصوفية‪ :‬ظهر ف القرني الثالث والرابع الجري ثلث طبقات من النتسبي إل‬
‫التصوف وهي‪:‬‬
‫· الطبقة الول‪ :‬وتثل التيار الذي اشتهر بالصدق ف الزهد إل حد الوساوس‪ ،‬والبعد عن‬
‫الدنيا والنراف ف السلوك والعبادة على وجه يالف ما كان عليه الصدر الول من الرسول‬
‫(*) صلى ال عليه وسلم وصحابته بل وعن عبّاد القرن السابق له‪ ،‬ولكنه كان يغلب على‬
‫أكثرهم الستقامة ف العقيدة‪ ،‬والكثار من دعاوى التزام السنة ونج السلف‪ ،‬وإن كان ورد‬
‫عن بعضهم ـ مثل النيد ـ بعض العبارات الت عدها العلماء من الشطحات‪ ،‬ومن أشهر‬
‫رموز هذا التيار‪:‬‬

‫ـ النيد‪ :‬هو أبو القاسم الراز التوف ‪298‬هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة‪ ،‬ولذلك يعد من‬
‫أهم الشخصيات الت يعتمد التصوفة على أقواله وآرائه وباصة ف التوحيد والعرفة والحبة‪.‬‬
‫وقد تأثر بآراء ذي النون النوب‪ ،‬فهذبا‪ ،‬وجعها ونشرها من بعده تلميذه الشبلي‪ ،‬ولكنه‬
‫خالف طريقة ذي النون واللّج و البسطامي ف الفناء (*)‪ ،‬حيث كان ُيؤْثر الصحو (*) على‬
‫السكر (*) وينكر الشطحات‪ ،‬ويؤثر البقاء على الفناء‪ ،‬فللفَناءِ عنده معن آخر‪ ،‬وقد أنكر‬
‫على التصوفة سقوط التكاليف (*)‪ .‬وقد تأثر النيد بأستاذه الارث الحاسب الذي يعد أول‬
‫من خلط الكلم (*) بالتصوف‪ ،‬وباله السري السقطي ت ‪253‬هـ‪.‬‬

‫وهناك آخرون تشملهم هذه الطبقة أمثال‪ :‬أبو سليمان الداران عبد الرحن بن أحد بن عطية‬
‫العن ت ‪205‬هـ‪ ،‬وأحد بن الواري‪ ،‬والسن بن منصور بن إبراهيم أبو علي الشطوي‬
‫الصوف وقد روى عنه البخاري ف صحيحه‪ ،‬والسري بن الغلس السقطي أبوالسن ت‬
‫‪253‬هـ‪ ،‬سهل بن عبد ال التستري ت ‪273‬هـ‪ ،‬معروف الكرخي أبو مفوظ ‪200‬هـ‪،‬‬
‫وقد أتى من بعدهم من سار على طريقتهم مثل‪ :‬أب عبد الرحن السلمي ‪412‬هـ ممد بن‬
‫السي الزدي السلمي‪ ،‬ممد بن السن بن الفضل بن العباس أبويعلى البصري الصوف‬
‫‪368‬هـ شيخ الطيب البغدادي‪.‬‬
‫ـ ومن أهم السمات الخرى لذه الطبقة‪ :‬بداية التمييز عن جهور السلمي والعلماء‪،‬‬
‫وظهور مصطلحات (*) تدل على ذلك بشكل مهّد لظهور الطرق من بعد‪ ،‬مثل قول‬
‫بعضهم‪ :‬علمُنا‪ ،‬مذهبنا (*)‪ ،‬طريقنا‪ ،‬قال النيد‪( :‬علمنا مشتبك مع حديث رسول (*) ال‬
‫صلى ال عليه وسلم) وهو انتساب مرم شرعا حيث يفضي إل البدعة (*) والعصية بل وإل‬
‫الشرك أيضا‪ ،‬وقد اشترطوا على من يريد السي معهم ف طريقتهم أن يَخ ُرجَ من ماله‪ ،‬وأن‬
‫يُقلّ من غذائه وأن يترك الزواج مادام ف سلوكه‪.‬‬

‫ـ كثر الهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تصيلهما ف الوقت‬
‫الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان (*) وُنسّاك أهل الكتاب حيث حدث اللتقاء‬
‫ببعضهم‪ ،‬ما زاد ف البعد عن ست الصحابة وأئمة التابعي‪ .‬ونتج عن ذلك اتاذ دور للعبادة‬
‫غي الساجد‪ ،‬يلتقون فيها للستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح‬
‫النب (*) صلى ال عليه وسلم ما سبّب العداء الشديد بينهم وبي الفقهاء‪ ،‬كما ظهرت فيهم‬
‫ادعاءات الكشف (*) والوارق وبعض القولت الكلمية‪ .‬وف هذه الفترة ظهرت لم‬
‫تصانيف كثية ف مثل‪ :‬كتب أبو طالب الكي قوت القلوب وحلية الولياء لب نعيم‬
‫الصبهان‪ ،‬وكتب الارث الحاسب‪ .‬وقد حذر العلماء الوائل من هذه الكتب لشتمالا على‬
‫الحاديث الوضوعة والنكرة‪ ،‬واشتمالا على السرائيليات وأقوال أهل الكتاب‪ .‬سئل المام‬
‫أبو زرعة عن هذه الكتب فقيل له‪ :‬ف هذه عبة ؟ قال‪ :‬من ل يكن له ف كتاب ال عز وجل‬
‫عبة فليس له ف هذه الكتب عبة‪.‬‬

‫· ومن أهم هذه السمات الميزة لذاهب (*) التصوف والقاسم الشترك للمنهج (*) الميز‬
‫بينهم ف تناول العبادة وغيها ما يسمونه (الذوق)‪ ،‬والذي أدى إل اتساع الرق عليهم‪ ،‬فلم‬
‫يستطيعوا أن يموا نجهم الصوف من الندماج أو التأثر بعقائد وفلسفات (*) غي إسلمية‪،‬‬
‫ما سهّل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية الت زاد غلوها (*) وانرافها‪.‬‬
‫· الطبقة الثانية‪ :‬خلطت الزهد بعبارات الباطنية (*)‪ ،‬وانتقل فيها الزهد من المارسة العملية‬
‫والسلوك التطبيقي إل مستوى التأمل التجريدي والكلم النظري‪ ،‬ولذلك ظهر ف كلمهم‬
‫مصطلحات‪ :‬الوحدة‪ ،‬والفناء (*)‪ ،‬والتاد (*)‪ ،‬واللول (*)‪ ،‬والسكر (*)‪ ،‬والصحو (*)‪،‬‬
‫والكشف (*)‪ ،‬والبقاء‪ ،‬والريد‪ ،‬والعارف‪ ،‬والحوال‪ ،‬والقامات‪ ،‬وشاع بينهم التفرقة بي‬
‫الشريعة والقيقة‪ ،‬وتسمية أنفسهم أرباب القائق وأهل الباطن‪ ،‬وسوا غيهم من الفقهاء أهل‬
‫الظاهر والرسوم ما زاد العداء بينهما‪ ،‬وغي ذلك ما كان غي معروف عند السلف الصال من‬
‫أصحاب القرون الفضلة ول عند الطبقة الول من النتسبي إل الصوفية‪ ،‬ما زاد ف انرافها‪،‬‬
‫فكانت بق تثل البداية الفعلية لا صار عليه تيار التصوف حت الن‪.‬‬

‫· ·ومن أهم أعلم هذه الطبقة‪ :‬أبو اليزيد البسطامي ت ‪263‬هـ‪ ،‬ذوالنون الصري ت‬
‫‪245‬هـ‪ ،‬اللج ت ‪309‬هـ‪ ،‬أبوسعيد الزار ‪277‬ـ ‪286‬هـ‪ ،‬الكيم الترمذي ت‬
‫‪320‬هـ‪ ،‬أبو بكر الشبلي ‪ 334‬هـ وسنكتفي هنا بالترجة لن كان له أثره البالغ فيمن‬
‫جاء بعده إل اليوم مثل‪:‬‬

‫ـ ذو النون الصري‪ :‬وهو أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم‪ ،‬قبطي (*) الصل من أهل النوبة‪ ،‬من‬
‫قرية أخيم بصعيد مصر‪ ،‬توف سنة ‪ 245‬هـ أخذ التصوف عن شقران العابد أو إسرائيل‬
‫الغرب على حسب رواية ابن خلكان وعبد الرحن الامي‪ .‬ويؤكد الشيعة (*) ف كتبهم‬
‫ويوافقهم ابن الندي ف الفهرست أنه أخذ علم الكيمياء عن جابر بن حيان‪ ،‬ويذكر ابن‬
‫خلكان أنه كان من اللمتية (*) الذين يفون تقواهم عن الناس ويظهرون استهزاءهم‬
‫بالشريعة (*)‪ ،‬وذلك مع اشتهاره بالكمة والفصاحة‪.‬‬

‫ويعدّه كُتّاب الصوفية الؤسسَ القيقي لطريقتهم ف الحبة والعرفة‪ ،‬وأول من تكلم عن‬
‫القامات والحوال ف مصر‪ ،‬وقال بالكشف (*) وأن للشريعة (*) ظاهرا وباطنا‪ .‬ويذكر‬
‫القشيي ف رسالته أنه أول من عرّف التوحيد بالعن الصوف‪ ،‬وأول من وضع تعريفات‬
‫للوجد والسماع‪ ،‬وأنه أول من استعمل الرمز ف التعبي عن حاله‪ ،‬وقد تأثر بعقائد الساعيلية‬
‫الباطنية (*) وإخوان الصفا (*) بسبب صِلته القوية بم‪ ،‬حيث تزامن مع فترة نشاطهم ف‬
‫الدعوة إل مذاهبهم (*) الباطلة‪ ،‬فظهرت له أقوال ف علم الباطن‪ ،‬والعلم اللدن‪ ،‬والتاد‬
‫(*)‪ ،‬وإرجاع أصل اللق إل النور الحمدي‪ ،‬وكان لعلمه باللغة القبطية (*) أثره على حل‬
‫النقوش والرموز الرسومة على الثار القبطية ف قريته ما مكّنه من تعلم فنون التنجيم (*)‬
‫والسحر والطلسم الذي اشتغل بم‪ .‬ويعد ذو النون أول من وقف من التصوفة على الثقافة‬
‫اليونانية‪ ،‬ومذهب (*) الفلطونية الديدة‪ ،‬وباصة ثيولوجيا أرسطو ف الليات‪ ،‬ولذلك‬
‫كان له مذهبه الاص ف العرفة والفناء (*) متأثرا بالغنوصية (*)‪.‬‬

‫ـ أبو يزيد البسطامي‪ :‬طيفور بن عيسى بن آدم بن شروسان‪ ،‬ولد ف بسطام من أصل‬
‫موسي (*)‪ ،‬وقد نسبت إليه من القوال الشنيعة ؛ مثل قوله‪( :‬خرجت من الق إل الق حت‬
‫صاح فّ‪ :‬يا من أنت أنا‪ ،‬فقد تققت بقام الفناء ف ال)‪( ،‬سبحان ما أعظم شأن) ‪ ،‬وكان‬
‫شيخ السلم ابن تيمية يعده من أصحاب هذه الطبقة ويشكك ف صدق نسبتها إليه حيث‬
‫كانت له أقوال تدل على تسكه بالسنة‪ ،‬ومن علماء أهل السنة والماعة (*) من يضعه مع‬
‫اللج والسهروردي ف طبقة واحدة‪.‬‬

‫ـ الكيم الترمذي‪ :‬أبو عبد ال ممد بن علي بن السي الترمذي التوف سنة ‪320‬ه‍ أول‬
‫من تكلم ف ختم الولية وألف كتابا ف هذا أساه ختم الولية كان سببا لتامه بالكفر‬
‫وإخراجه من بلده ترمذ‪ ،‬يقول عنه شيخ السلم ابن تيمية‪" :‬تكلم طائفة من الصوفية ف‬
‫"خات الولياء" وعظّموا أمره كالكيم الترمذي‪ ،‬وهو من غلطاته‪ ،‬فإن الغالب على كلمه‬
‫الصحة بلف ابن عرب فإنه كثي التخليط)‪ [ .‬مموع الفتاوى [‪ ]1/363‬وينسب إليه أنه‬
‫قال‪" :‬للولياء (*) خات كما أن للنبياء (*) خاتا"‪ ،‬ما مهد الطريق أمام فلسفة الصوفية‬
‫أمثال ابن عرب وابن سبعي وابن هود والتلمسان للقول بات الولياء (*)‪ ،‬وأن مقامه يفضل‬
‫مقام خات النبياء (*)‪.‬‬

‫· الطبقة الثالثة‪:‬‬
‫وفيها اختلط التصوف بالفلسفة (*) اليونانية‪ ،‬وظهرت أفكار اللول (*) والتاد (*) ووحدة‬
‫الوجود‪ ،‬على أن الوجود الق هو ال وما عداه فإنا صور زائفة وأوهام وخيالت موافقة‬
‫لقول الفلسفة‪ ،‬كما أثرت ف ظهور نظريات الفيض (*) والشراق (*) على يد الغزال‬
‫والسهروردي‪ .‬وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والراحل الت مر با التصوف والت‬
‫تعدت به مرحلة البدع العملية إل البدع العلمية الت با يرج التصوف عن السلم بالكلية‪.‬‬
‫ومن أشهر رموز هذه الطبقة‪ :‬اللج ت ‪309‬هـ‪ ،‬السهروردي ‪587‬هـ‪ ،‬ابن عرب ت‬
‫‪638‬هـ‪ ،‬ابن الفارض ‪632‬هـ‪ ،‬ابن سبعي ت ‪ 667‬هـ‪.‬‬

‫ـ الـلّج‪ :‬أبو مغيث السي بن منصور اللج ‪ 244‬ـ ‪309‬هـ ولد بفارس حفيدا‬
‫لرجل زرادشت‪ ،‬ونشأ ف واسط بالعراق‪ ،‬وهو أشهر اللوليي والتاديي‪ ،‬رمي بالكفر (*)‬
‫وقتل مصلوبا لتهم أربع وُجّهت إليه‪:‬‬
‫‪1‬ـ اتصاله بالقرامطة‪.‬‬
‫‪2‬ـ قوله "أنا الق"‪.‬‬
‫‪3‬ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته‪.‬‬
‫‪4‬ـ قوله ف الج‪ ،‬حيث يرى أن الج إل البيت الرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها‪.‬‬

‫كانت ف شخصيته كثي من الغموض‪ ،‬فضلً عن كونه متشددا وعنيدا ومغاليا‪ ،‬له كتاب‬
‫الطواسي الذي أخرجه وحققه الستشرق الفرنسي ماسنيون‪.‬‬

‫· يرى بعض الباحثي أن أفراد الطائفة ف القرن الثالث الجري كانوا على علم باطن واحد‪،‬‬
‫منهم من كتمه ويشمل أهل الطبقة الول بالضافة إل الشبلي القائل‪( :‬كنت أنا والسي بن‬
‫منصور ـ اللج ـ شيئا واحدا إل أنه أظهر وكتمت)‪ ،‬ومنهم من أذاع وباح به ويشمل‬
‫اللج وطبقته فأذاقهم ال طعم الديد‪ ،‬على ما صرّحت به الرأة وقت صلبه بأمر من النيد‬
‫حسب رواية الستشرق الفرنسي ماسنيون‪.‬‬
‫· ظهور الفرق‪:‬‬
‫وضع أبو سعيد ممد أحد اليهمي الصوف اليران ‪ 357‬ـ ‪ 430‬هـ تلميذ أب عبد‬
‫الرحن السلمي أوّل هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بعله متسلسلً عن طريق الوراثة‪.‬‬

‫· يعتب القرن الامس امتدادا لفكار القرون السابقة‪ ،‬الت راجت من خلل مصنفات أب عبد‬
‫الرحن السلمي‪ ،‬التوف ‪412‬هـ والت يصفها ابن تيمية بقوله‪( :‬يوجد ف كتبه من الثار‬
‫الصحيحة والكلم النقول ما ينتفع به ف الدين (*)‪ ،‬ويوجد فيه من الثار السقيمة والكلم‬
‫الردود ما يضر من ل خية له‪ ،‬وبعض الناس توقف ف روايته) [ مموع الفتاوى ‪/1‬‬
‫‪ ،] 578‬فقد كان يضع الحاديث لصال الصوفية‪.‬‬

‫· · ما بي النصف الثان من القرن الامس وبداية السادس ف زمن أب حامد الغزال اللقّب‬
‫بجّة السلم ت ‪505‬هـ أخذ التصوف مكانه عند من حسبوا على أهل السنة (*)‪ .‬وبذلك‬
‫انتهت مرحلة الرواد الوائل أصحاب الصول غي السلمية‪ ،‬ومن أعلم هذه الرحلة الت تتد‬
‫إل يومنا هذا‪:‬‬

‫ـ أبو حامد الغزال‪ :‬ممد بن ممد بن ممد بن أحد الطوسي ‪ 450‬ـ ‪505‬هـ ولد‬
‫بطوس من إقليم خراسان‪ ،‬نشأ ف بيئة كثرت فيها الراء والذاهب (*) مثل‪ :‬علم الكلم (*)‬
‫والفلسفة (*)‪ ،‬والباطنية (*)‪ ،‬والتصوف‪ ،‬ما أورثه ذلك حية وشكّا دفعه للتقلّب بي هذه‬
‫الذاهب الربعة السابقة أثناء إقامته ف بغداد‪ ،‬رحل إل جرجان ونيسابور‪ ،‬ولزم نظام اللك‪،‬‬
‫درس ف الدرسة النظامية ببغداد‪ ،‬واعتكف ف منارة مسجد دمشق‪ ،‬ورحل إل القدس ومنها‬
‫إل الجاز ث عاد إل موطنه‪ .‬وقد ألف عددا من الكتب منها‪ :‬تافُت الفلسفة‪ ،‬والنقذ من‬
‫الضلل‪ ،‬وأهها إحياء علوم الدين‪ .‬ويعد الغزال رئيس مدرسة الكشف (*) ف العرفة‪ ،‬الت‬
‫تسلمت راية التصوف من أصحاب الصول الفارسية إل أصحاب الصول السنية‪ ،‬ومن جليل‬
‫أعماله هدمُه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية ف كتابه الستظهري أو فضائح‬
‫الباطنية‪ .‬ويكي تلميذه عبد الغافر الفارسي آخرَ مراحل حياته‪ ،‬بعدما عاد إل بلده طوس‪،‬‬
‫قائلً‪( :‬وكانت خاتة أمره إقباله على حديث الصطفى ومالسة أهله‪ ،‬ومطالعة الصحيحي ـ‬
‫البخاري ومسلم ـ اللذين ها حجة السلم) ا‪ .‬هـ‪ .‬وذلك بعد أن صحب أهل الديث ف‬
‫بلده من أمثال‪ :‬أب سهيل ممد بن عبد ال الفصي الذي قرأ عليه صحيح البخاري‪،‬‬
‫والقاضي أب الفتح الاكمي الطوسي الذي سع عليه سنن أب داود [طبقات السبكي ‪/ 4‬‬
‫‪.]110‬‬

‫ـ وف هذه الرحلة ألف كتابه إلام العوام عن علم الكلم الذي ذم فيه علم الكلم (*)‬
‫وطريقته‪ ،‬وانتصر لذهب (*) السلف ومنهجهم (*) فقال‪( :‬الدليل على أن مذهب السلف‬
‫هو الق‪ :‬أن نقيضه بدعة (*)‪ ،‬والبدعة مذمومة وضللة‪ ،‬والوض من جهة العوام ف التأويل‬
‫(*) والوض بم من جهة العلماء بدعة مذمومة‪ ،‬وكان نقيضه هو الكف عن ذلك سنة‬
‫ممودة) ص[‪.]96‬‬

‫ـ وفيه أيضا رجع عن القول بالكشف (*) وإدراك خصائص النبوة (*) وقواها‪ ،‬والعتماد ف‬
‫التأويل (*) أو الثبات على الكشف الذي كان يراه من قبل غاية العوام‪.‬‬

‫· يثل القرن السادس الجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران‬
‫إل الشرق السلمي‪ ،‬فظهرت الطريقة القادرية النسوبة لعبد القادر اليلن‪ ،‬التوف سنة‬
‫‪561‬ه‍ ‪ ،‬وقد رزق بتسعة وأربعي ولدا‪ ،‬حل أحد عشر منهم تعاليمه ونشروها ف العال‬
‫السلمي‪ ،‬ويزعم أتباعه أنه أخذ الرقة والتصوف عن السن البصري عن السن بن علي بن‬
‫أب طالب ـ رضي ال عنهما ـ رغم عدم لقائه بالسن البصري‪ ،‬كما نسبوا إليه من المور‬
‫العظيمة فيما ل يقدر عليها إل ال تعال من معرفة الغيب‪ ،‬وإحياء الوتى‪ ،‬وتصرفه ف الكون‬
‫حيّا أو ميتا‪ ،‬بالضافة إل مموعة من الذكار والوراد والقوال الشنيعة‪ .‬ومن هذه القوال‬
‫أنه قال مرة ف أحد مالسه‪" :‬قدمي هذه على رقبة كل ول (*) ل"‪ ،‬وكان يقول‪" :‬من‬
‫استغاث ب ف كربة كشفت عنه‪ ،‬ومن نادان ف شدة فرجت عنه‪ ،‬ومن توسل ب ف حاجة‬
‫قضيت له)‪ ،‬ول يفى ما ف هذه القوال من الشرك وادعاء الربوبية‪.‬‬
‫ـ يقول السيد ممد رشيد رضا‪" :‬يُنقل عن الشيخ اليلن من الكرامات وخوارق العادات‬
‫ما ل ينقل عن غيه‪ ،‬والنقاد من أهل الرواية ل يفلون بذه النقول إذ ل أسانيد لا يتج با"‬
‫[دائرة العارف السلمية ‪.]11/171‬‬

‫· كما ظهرت الطريقة الرفاعية النسوبة لب العباس أحد بن أب السي الرفاعي ت ‪540‬ه‍‬
‫ويطلق عليها البطائحية نسبةً إل مكان ولية بالقرب من قرى البطائح بالعراق‪ ،‬وينسج حوله‬
‫كُتّاب الصوفية ـ كدأبم مع من ينتسبون إليهم ـ الساطي والرافات‪ ،‬بل ويرفعونه إل‬
‫مقام الربوبية‪ .‬ومن هذه القوال‪( :‬كان قطب القطاب (*) ف الرض‪ ،‬ث انتقل إل قطبية‬
‫السماوات‪ ،‬ث صارت السماوات السبع ف رجله كاللخال) [طبقات الشعران ص ‪،141‬‬
‫قلدة الواهرص ‪.]42‬‬

‫ـ وقد تزوج الرفاعي العديد من النساء ولكنه ل يعقب‪ ،‬ولذلك خلفه على الشيخة من بعده‬
‫علي بن عثمان ت ‪584‬ه‍ ث خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت ‪604‬ه‍‪ ،‬ولتباعه أحوال وأمور‬
‫غريبة ذكرها الافظ الذهب ث قال‪" :‬لكن أصحابه فيهم اليد والرديء"‪.‬‬

‫ـ وف هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة (*) السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح ميي‬
‫الدين بن حسن ‪587-549‬ه‍‍‪ ،‬صاحب مدرسة الشراق (*) الفلسفية الت أساسها المع‬
‫بي آراء مستمدة من ديانات الفرس القدية ومذاهبها ف ثنائية الوجود وبي الفلسفة اليونانية‬
‫ف صورتا الفلطونية الديثة ومذهبها ف الفيض أو الظهور الستمر‪ ،‬ولذلك اتمه علماء‬
‫حلب بالزندقة (*) والتعطيل (*) والقول بالفلسفة (*) الشراقية ما حدا بم أن يكتبوا إل‬
‫السلطان صلح الدين اليوب مضرا بكفره (*) وزندقته فأمر بقتله ردة‪ ،‬وإليه تنسب الطريقة‬
‫السهروردية ومذاهبها ف الفيض (*) أو الظهور الستمر‪ .‬ومن كتبه‪ :‬حكمة الشراق (*)‪،‬‬
‫هياكل النور‪ ،‬التلويات العرشية‪ ،‬والقامات‪.‬‬

‫· تت تأثي تراكمات مدارس الصوفية ف القرون السالفة أعاد ابن عرب‪ ،‬وابن الفارض‪ ،‬وابن‬
‫سبعي‪ ،‬بعثَ عقيدة اللج‪ ،‬وذي النون الصري‪ ،‬والسهروردي‪.‬‬
‫· ف القرن السابع الجري دخل التصوف الندلس وأصبح ابن عرب الطائي الندلسي أحد‬
‫رؤوس الصوفية حت لُقّب بالشيخ الكب‪.‬‬

‫ـ ميي الدين ابن عرب‪ :‬اللقب بالشيخ الكب ‪‍ 638-560‬ه رئيس مدرسة وحدة الوجود‪،‬‬
‫يعتب نفسه خات الولياء (*)‪ ،‬ولد بالندلس‪ ،‬ورحل إل مصر‪ ،‬وحج‪ ،‬وزار بغداد‪ ،‬واستقر ف‬
‫دمشق حيث مات ودفن‪ ،‬وله فيها الن قب يُزار‪ ،‬طرح نظرية النسان الكامل الت تقوم على‬
‫أن النسان وحده من بي الخلوقات يكن أن تتجلّى فيه الصفات اللية إذا تيسر له‬
‫الستغراق ف وحدانية ال‪ ،‬وله كتب كثية يوصلها بعضهم إل ‪ 400‬كتاب ورسالة ما يزال‬
‫بعضها مفوظا بكتبة يوسف أغا بقونية ومكتبات تركيا الخرى‪ ،‬وأشهر كتبه‪ :‬روح القدس‬
‫(*)‪ ،‬وترجان الشواق (*) وأبرزها‪ :‬الفتوحات الكية وفصوص الكم‪.‬‬

‫ـ أبو السن الشاذل ‪656-593‬ه‍‪ :‬صاحبَ ابن عرب مراحل الطلب ـ طلب العلم ـ‬
‫ولكنهما افترقا حيث فضّل أبو السن مدرسة الغزال ف الكشف (*) بينما فضل ابن عرب‬
‫مدرسة اللج وذي النون الصري‪ ،‬وقد أصبح لكلتا الدرستي أنصارها إل الن داخل طرق‬
‫الصوفية‪ ،‬مع ما قد تتلط عند بعضهم الفاهيم فيهما‪ ،‬ومن أشهر تلميذ مدرسة أب السن‬
‫الشاذل ت ‪‍ 656‬ه أبو العباس ت ‪686‬ه‍‪ ،‬وإبراهيم الدسوقي‪ ،‬وأحد البدوي ت ‪675‬ه‍‪.‬‬
‫ويلحظ على أصحاب هذه الدرسة إل اليوم كثرة اعتذارها وتأويلها (*) لكلم ابن عرب‬
‫ومدرسته‪.‬‬

‫· وف القرن السابع ظهر أيضا جلل الدين الرومي صاحب الطريقة الولوية بتركيا ت‬
‫‪672‬ه‍ـ‪.‬‬

‫أصبح القرن الثامن والتاسع الجري ما هو إل تفريع وشرح لكتب ابن عرب وابن الفارض‬
‫وغيها‪ ،‬ول تظهر فيه نظريات جديدة ف التصوف‪ .‬ومن أبرز سات القرن التاسع هو‬
‫اختلط أفكار كلتا الدرستي‪ .‬وف هذا القرن ظهر ممد باء الدين النقشبندي مؤسس‬
‫الطريقة النقشبندية ت ‪791‬هـ‪ .‬وكذلك القرن العاشر ما كان إل شرحا أو دفاعا عن كتب‬
‫ابن عرب‪ ،‬فزاد الهتمام فيه بتراجم أعلم التصوف‪ ،‬والت اتسمت بالبالغة الشديدة‪ .‬ومن‬
‫كتّاب تراجم الصوفية ف هذا القرن‪ :‬عبد الوهاب الشعران ت ‪‍ 973‬ه صاحب الطبقات‬
‫الصغرى والكبى‪.‬‬

‫وف القرون التالية اختلط المر على الصوفية‪ ،‬وانتشرت الفوضى بينهم‪ ،‬واختلطت فيهم‬
‫أفكار كلتا الدرستي وبدأت مرحلة الدراويش‪.‬‬

‫ـ ومن أهم ما تتميز‍ به القرون التأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة‪ ،‬وشيخ مشايخ الطرق‬
‫الصوفية‪ ،‬والليفة والبيوت الصوفية الت هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء‬
‫من الستقلل الذات يارس بعرفة اللفاء‪ ،‬كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات النظمة‬
‫للطرق تت ملس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره ممد علي باشا وال مصر يقضي‬
‫بتعيي ممد البكري خلفا لوالده شيخا للسجادة البكرية وتفويضه ف الشراف على جيع‬
‫الطرق والتكايا والزوايا والساجد الت با أضرحة كما له الق ف وضع مناهج التعليم الت‬
‫تعطى فيها‪ .‬وذلك كله ف ماولة لتقويض سلطة شيخ الزهر وعلمائه‪ ،‬وقد تطورت نظمه‬
‫وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالجلس العلى للطرق الصوفية ف مصر‪.‬‬

‫من أشهر رموز القرون التأخرة‪:‬‬


‫ـ عبد الغن النابلسي ‪1143-1050‬ه‍‪.‬‬
‫ـ أبو السعود البكري التوف ‪1812‬م أول من عرف بشيخ مشايخ الطرق الصوفية ف مصر‬
‫بشكل غي رسي‪.‬‬
‫ـ أبو الدى الصيادي الرفاعي ‪1287-1220‬هـ‪‍.‬‬
‫ـ عمر الفوت الطوري السنغال الزهري التيجان ت ‪1281‬ه‍‪ ،‬وما يسن ذكره له أنه اهتم‬
‫بنشر السلم بي الوثنيي (*)‪ ،‬وكوّن لذلك جيشا‪ ،‬وخاض به حروبا مع الوثنيي‪ ،‬واستول‬
‫على ملكة سيغو وعلى بلد ماسينه‪ .‬ومن مؤلفاته‪ :‬سيوف السعيد‪ ،‬سفينة السعادة‪ ،‬رماح‬
‫حزب الرحيم على نور حزب الرجيم‪.‬‬
‫ـ ممد عثمان اليغن ت ‪1268‬ه‍‪ .‬ستأت ترجة له ف مبحث التمية‪.‬‬
‫ـ أبو الفيض ممد بن عبد الكبي الكتان‪ ،‬فقيه متفلسف‪ ،‬من أهل فاس بالغرب‪ ،‬أسس‬
‫الطريقة الكتانية ‪1327-1290‬ه‍‪ ،‬انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إل فساد‬
‫العتقاد‪ .‬ومن كتبه‪ :‬حياة النبياء‪ ،‬لسان الجة البهانية ف الذب عن شعائر الطريقة الحدية‬
‫الكتانية‪.‬‬
‫ـ أحد التيجان ت ‪1230‬ه‍‪ .‬ستأت ترجة له ف مبحث التيجانية‪.‬‬
‫ـ حسن رضوان ‪‍ 1310-1239‬ه صاحب أرجوزة روض القلوب الستطاب ف التصوف‪.‬‬
‫ـ صال بن ممد بن صال العفري الصادقي ‪1399-1328‬ه‍ انتسب إل الطريقة‬
‫الحدية الدريسية بعد ما سافر إل مصر والتحق بالزهر‪ ،‬وأخذ الطريقة عن الشيخ ممد‬
‫بيت الطيعي‪ ،‬والشيخ حبيب ال الشنقيطي‪ ،‬والشيخ يوسف الدجوي‪ ،‬ومن كتبه‪ :‬اللام‬
‫النافع لكل قاصد‪ ،‬القصيدة التائية‪ ،‬الصلوات العفرية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· مصادر التلقي‪:‬‬

‫ـ الكشف (*)‪ :‬ويعتمد الصوفية الكشف مصدرا وثيقا للعلوم والعارف‪ ،‬بل تقيق غاية‬
‫عبادتم‪ ،‬ويدخل تت الكشف الصوف جلة من المور الشرعية والكونية منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ النب (*) صلى ال عليه وسلم‪ :‬ويقصدون به الخذ عنه يقظةً أو مناما‪.‬‬
‫‪2‬ـ الضر عليه الصلة السلم‪ :‬قد كثرت حكايتهم عن لقياه‪ ،‬والخذ عنه أحكاما شرعية‬
‫وعلوما دينية‪ ،‬وكذلك الوراد‪ ،‬والذكار والناقب‪.‬‬
‫‪3‬ـ اللام‪ :‬سواء كان من ال تعال مباشرة‪ ،‬وبه جعلوا مقام الصوف فوق مقام النب حيث‬
‫يعتقدون أن الول (*) يأخذ العلم مباشرة عن ال تعال حيث أخذه اللك الذي يوحي (*) به‬
‫إل النب (*) أو الرسول (*)‪.‬‬
‫‪4‬ـ الفراسة‪ :‬الت تتص بعرفة خواطر النفوس وأحاديثها‪.‬‬
‫‪5‬ـ الواتف‪ :‬من ساع الطاب من ال تعال‪ ،‬أو من اللئكة‪ ،‬أو الن الصال‪ ،‬أو من أحد‬
‫الولياء (*)‪ ،‬أو الضر‪ ،‬أو إبليس‪ ،‬سواء كان مناما أو يقظةً أو ف حالة بينهما بواسطة الذن‪.‬‬
‫‪6‬ـ السراءات والعاريج‪ :‬ويقصدون با عروج روح الول إل العال العلوي‪ ،‬وجولتا‬
‫هناك‪ ،‬والتيان منها بشت العلوم والسرار‪.‬‬
‫‪7‬ـ الكشف السي‪ :‬بالكشف (*) عن حقائق الوجود بارتفاع الجب السية عن عي‬
‫القلب وعي البصر‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ الرؤى والنامات‪ :‬وتعتب من أكثر الصادر اعتمادا عليها حيث يزعمون أنم يتلقّون فيها‬
‫عن ال تعال‪ ،‬أو عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أو عن أحد شيوخهم لعرفة الحكام‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫ـ الذوق‪ :‬وله إطلقان‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الذوق العام الذي ينظم جيع الحوال والقامات‪ ،‬ويرى الغزال ف كتابه النقذ من‬
‫الضلل إمكان السالك أن يتذوّق حقيقة النبوة‪ ،‬وأن يدرك خاصيتها بالنازلة‪.‬‬

‫‪2‬ـ أما الذوق الاص فتتفاوت درجاته بينهم حيث يبدأ بالذوق ث الشرب‪.‬‬

‫ـ الوجد‪ :‬وله ثلثة مراتب‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ التواجد‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الوجد‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الوجود‪.‬‬

‫ـ التلقي عن النبياء غي النب صلى ال عليه وسلم وعن الشياخ القبورين‪.‬‬

‫· تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويكن إجالا فيما يلي‪:‬‬
‫ـ يعتقد التصوفة ف ال تعال عقائد شت‪ ،‬منها اللول (*) كما هو مذهب (*) اللج‪،‬‬
‫ومنها وحدة الوجود حيث عدم النفصال بي الالق والخلوق‪ ،‬ومنهم من يعتقد بعقيدة‬
‫الشاعرة والاتريدية ف ذات ال تعال وأسائه وصفاته‪.‬‬
‫ـ والغلة (*) منهم يعتقدون ف الرسول (*) صلى ال عليه وسلم أيضا عقائد شت‪ ،‬فمنهم‬
‫من يزعم أن الرسول صلى ال عليه وسلم ل يصل إل مرتبتهم وحالم‪ ،‬وأنه كان جاهلً‬
‫بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي‪" :‬خضنا برا وقف النبياء بساحله"‪ .‬ومنهم من‬
‫يعتقد أن الرسول ممد صلى ال عليه وسلم هو قبة الكون‪ ،‬وهو ال الستوي على العرش وأن‬
‫السماوات والرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره‪ ،‬وأنه أول موجود ؛‬
‫وهذه عقيدة ابن عرب ومن تبعه‪ .‬ومنهم من ل يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته‬
‫ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى ال عليه وسلم إل ال تعال على وجه يالف‬
‫عقيدة أهل السنة والماعة (*)‪.‬‬

‫ـ وف الولياء (*) يعتقد الصوفية عقائد شت‪ ،‬فمنهم من يفضّل الول على النب (*)‪ ،‬ومنهم‬
‫يعلون الول مساويا ل ف كل صفاته‪ ،‬فهو يلق ويرزق‪ ،‬وييي وييت‪ ،‬ويتصرف ف الكون‪.‬‬
‫ولم تقسيمات للولية‪ ،‬فهناك الغوث‪ ،‬والقطاب‪ ،‬والبدال(*) والنجباء (*) حيث يتمعون‬
‫ف ديوان لم ف غار حراء كل ليلة ينظرون ف القادير‪ .‬ومنهم من ل يعتقد ذلك ولكنهم‬
‫أيضا يأخذونم وسائط بينهم وبي ربم سوا ًء كان ف حياتم أو بعد ماتم‪.‬‬
‫وكل هذا بالطبع خلف الولية ف السلم الت تقوم على الدين (*) والتقوى‪ ،‬وعمل‬
‫الصالات‪ ،‬والعبودية الكاملة ل والفقر إليه‪ ،‬وأن الول ل يلك من أمر نفسه شيئا فضلً عن‬
‫أنه يلك لغيه‪ ،‬قال تعال لرسوله‪( :‬قُل إنّي ل أمِلكُ لكم ضَرّا ول رَشَدا) [الن‪.]21:‬‬

‫ـ يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة‪ ،‬والشريعة هي الظاهر من الدين وأنا الباب الذي يدخل‬
‫منه الميع‪ ،‬والقيقة هي الباطن الذي ل يصل إليه إل الصطفون الخيار‪.‬‬

‫ـ التصوف ف نظرهم طريقة وحقيقة معا‪.‬‬

‫ـ لبد ف التصوف من التأثي الروحي الذي ل يأت إل بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن‬
‫شيخه‪.‬‬

‫ـ لبد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن ف الل العلى‪ ،‬وأعلى الدرجات لديهم‬
‫هي درجة الول‪.‬‬

‫ـ يتحدث الصوفيون عن العلم الّلدُنّي الذي يكون ف نظرهم لهل النبوة (*) والولية (*)‪،‬‬
‫كما كان ذلك للخضر عليه الصلة والسلم‪ ،‬حيث أخب ال تعال عن ذلك فقال‪( :‬وعلّمناهُ‬
‫من َلدُنّا عِلْما)‪.‬‬

‫ـ الفناء (*)‪ :‬يعتب أبو يزيد البسطامي أول داعية ف السلم إل هذه الفكرة‪ ،‬وقد نقلها عن‬
‫شيخه أب علي السندي حيث الستهلك ف ال بالكلية‪ ،‬وحيث يتفي نائيّا عن شعور العبد‬
‫بذاته ويفن الشاهد فينسى نفسه وما سوى ال‪ ،‬ويقول القشيي‪ :‬الستهلك بالكلية يكون‬
‫(لن استول عليه سلطان القيقة حت ل يشهد من الغبار ل عينا ول أثرا ول رسا) "مقام جع‬
‫المع" وهو‪" :‬فناء العبد عن شهود فنائه باستهلكه ف وجود الق"‪.‬‬

‫إن مقام الفناء حالة تتراوح فيها تصورات السالك بي قطبي متعارضي ها التنيه (*)‬
‫والتجريد من جهة واللول (*) والتشبيه (*) من جهة أخرى‪.‬‬
‫· درجات السلوك‪:‬‬

‫ـ هناك فرق بي الصوف والعابد والزاهد إذ أن لكل واحد منهم أسلوبا ومنهجا وهدفا‪.‬‬
‫ب ال ورسوله‪ ،‬ودليله القتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫وأول درجات السلوك ح ّ‬
‫ث السوة السنة‪( :‬لَقد كانَ لكُم ف رَسُو ِل ال أُسوةٌ َحسَنةٌ)‪.‬‬
‫ث التوبة‪ :‬وذلك بالقلع عن العصية‪ ،‬والندم على فعلها‪ ،‬والعزم على أن ل يعود إليها‪ ،‬وإبراء‬
‫صاحبها إن كانت تتعلق بآدمي‪.‬‬

‫ـ القامات‪" :‬هي النازل الروحية الت ير با السالك إل ال فيقف فترة من الزمن ماهدا ف‬
‫إطارها حت ينتقل إل النل الثان" ولبد للنتقال من جهاد (*) وتزكية‪ .‬وجعلوا الاجز بي‬
‫الريد وبي الق سبحانه وتعال أربعة أشياء هي‪ :‬الال‪ ،‬والاه‪ ،‬والتقليد (*)‪ ،‬والعصية‪.‬‬

‫ـ الحوال‪" :‬إنا النسمات الت تب على السالك فتنتعش با نفسه لظات خاطفة ث تر‬
‫تاركة عطراً تتشوق الروح للعودة إل تنسّم أريه"‪ .‬قال النيد‪" :‬الال نازلة تنل بالقلوب‬
‫فل تدوم"‪.‬‬
‫والحوال مواهب‪ ،‬والقامات مكاسب‪ ،‬ويعبّرون عن ذلك بقولم‪( :‬الحوال تأت من عي‬
‫الود‪ ،‬والقامات تصل ببذل الجهود)‪.‬‬

‫ـ الورع‪ :‬أن يترك السالك كل ما فيه شبهة‪ ،‬ويكون هذا ف الديث والقلب والعمل‪.‬‬

‫ـ الزهد‪ :‬وهو يعن أن تكون الدنيا على ظاهر يده‪ ،‬وقلبه معلق با ف يد ال‪ .‬يقول أحدهم‬
‫عن زاهد‪( :‬صدق فلن‪ ،‬قد غسل ال قلبه من الدنيا وجعلها ف يده على ظاهره)‪ .‬قد يكون‬
‫النسان غنيّا وزاهدا ف ذات الوقت إذ أن الزهد ل يعن الفقر‪ ،‬فليس كل فقي زاهدا‪ ،‬وليس‬
‫كل زاهد فقيا‪ ،‬والزهد على ثلث درجات‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ترك الرام‪ ،‬وهو زهد العوام‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ ترك الفضول من اللل‪ ،‬وهو زهد الواص‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ترك ما يشغل العبد عن ال تعال‪ ،‬وهو زهد العارفي‪.‬‬
‫ـ التوكل‪ :‬يقولون‪ :‬التوكل بداية‪ ،‬والتسليم واسطة‪ ،‬والتفويض ناية إن كان للثقة ف ال‬
‫ناية‪ ،‬ويقول سهل التستري‪" :‬التوكل‪ :‬السترسال مع ال تعال على ما يريد"‪.‬‬

‫ـ الحبة‪ :‬يقول السن البصري ت ‪110‬ه‍‪ ( :‬فعلمة الحبة الوافقة للمحبوب والتجاري مع‬
‫طرقاته ف كل المور‪ ،‬والتقرب إليه بكل صلة‪ ،‬والرب من كل ما ل يعينه على مذهبه)‪.‬‬

‫ـ الرضا‪ :‬يقول أحدهم‪(:‬الرضا بال العظم‪ ،‬هو أن يكون قلب العبد ساكنا تت حكم ال‬
‫عز وجل) ويقول آخر‪( :‬الرضا آخر القامات‪ ،‬ث يقتفي من بعد ذلك أحوال أرباب القلوب‪،‬‬
‫ومطالعة الغيوب‪ ،‬وتذيب السرار لصفاء الذكار وحقائق الحوال)‪.‬‬

‫ـ يطلقون اليال‪ :‬لفهم كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم حت يصل السالك إل‬
‫اليقي وهو على ثلث مراتب‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ علم اليقي‪ :‬وهو يأت عن طريق الدليل النقلي من آيات وأحاديث (كلّ َلوْ تَعلمُونَ عِلمَ‬
‫اليَقي)‪ [ .‬سورة التكاثر‪.]5:‬‬

‫‪2‬ـ عي اليقي‪ :‬وهو يأت عن طريق الشاهدة والكشف (*)‪( :‬ثّ لَتَرونّها عَيَ اليقي) [سورة‬
‫التكاثر‪.]7:‬‬

‫‪3‬ـ حق اليقي‪ :‬وهو ما يتحقق عن طريق الذوق‪( :‬إ ّن هذا لو ح ّق اليَقي فسبّح باسمِ ربّك‬
‫العظيم) [سورة الواقعة‪.]95،96:‬‬

‫‪ -‬وأما ف الكم والسلطان والسياسة فإن النهج (*) الصوف هو عدم جواز مقاومة الشر‬
‫ومغالبة السلطي لن ال ف زعمهم أقام العباد فيما أراد‪.‬‬

‫ـ ولعل أخطر ما ف الشريعة الصوفية هو منهجهم ف التربية حيث يستحوذون على عقول‬
‫الناس ويلغونا‪ ،‬وذلك بإدخالم ف طريق متدرج يبدأ بالتأنيس‪ ،‬ث بالتهويل والتعظيم بشأن‬
‫التصوف ورجاله‪ ،‬ث بالتلبيس على الشخص‪ ،‬ث بالرزق إل علوم التصوف شيئا فشيئا‪ ،‬ث‬
‫بالربط بالطريقة وسد جيع الطرق بعد ذلك للخروج‪.‬‬

‫· مدارس الصوفية‪:‬‬
‫ـ مدرسة الزهد‪ :‬وأصحابا‪ :‬من الّنسّاك والزّهّاد والعُبّاد والبكّائي‪ ،‬ومن أفرادها‪ :‬رابعة‬
‫العدوية‪ ،‬وإبراهيم بن أدهم‪ ،‬ومالك بن دينار‪.‬‬

‫ـ مدرسة الكشف (*) والعرفة‪ :‬وهي تقوم على اعتبار أن النطق العقلي وحده ل يكفي ف‬
‫تصيل العرفة وإدراك حقائق الوجودات‪ ،‬إذ يتطور الرء بالرياضة النفسية حت تنكشف عن‬
‫بصيته غشاوة الهل وتبدو له القائق منطبقة ف نفسه تتراءى فوق مرآة القلب‪ ،‬وزعيم هذه‬
‫الدرسة‪ :‬أبو حامد الغزال‪.‬‬

‫ـ مدرسة وحدة الوجود‪ :‬زعيم هذه الدرسة ميي الدين بن عرب‪ ( :‬وقد ثبت عن الحققي‬
‫أنه ما ف الوجود إل ال‪ ،‬ونن إن كنا موجودين فإنا كان وجودنا به‪ ،‬فما ظهر من الوجود‬
‫بالوجود إل الق‪ ،‬فالوجود الق وهو واحد‪ ،‬فليس ث شيء هو له مثل‪ ،‬لنه ل يصح أن‬
‫يكون ث وجودان متلفان أو متماثلن)‪.‬‬

‫ـ مدرسة التاد (*) واللول (*)‪ :‬وزعيمها‪ :‬اللج‪ ،‬ويظهر ف هذه الدرسة التأثر‬
‫بالتصوف الندي والنصران‪ ،‬حيث يتصور الصوف عندها أن ال قد حل (*) فيه وأنه قد اتد‬
‫(*) هو بال‪ ،‬فمن أقوالم‪( :‬أنا الق) و (ما ف البة إل ال) وما إل ذلك من الشطحات الت‬
‫تنطلق على ألسنتهم ف لظات السكر (*) بمرة الشهود على ما يزعمون‪.‬‬

‫· طرق الصوفية‪:‬‬
‫ـ اليلنية‪ :‬تنسب إل عبد القادر اليلن ‪ 470‬ـ ‪‍ 561‬ه الدفون ف بغداد‪ ،‬حيث تزوره‬
‫كل عام جوع كثية من أتباعه للتبّك به‪ ،‬اطلع على كثي من علوم عصره‪ ،‬وقد نسب أتباعه‬
‫إليه كثيا من الكرامات (*)‪ ،‬على نو ما ذكرنا من قبل‪.‬‬

‫ـ الرفاعية‪ :‬تنسب إل أحد الرفاعي ‪580-512‬ه‍ من بن رفاعة أحد قبائل العرب‪ ،‬و‬
‫جاعته يستخدمون السيوف ودخول النيان ف إثبات الكرامات‪ .‬قال عنهم الشيخ اللوسي ف‬
‫غاية المان ف الرد على النبهان‪( :‬وأعظم الناس بلء ف هذا العصر على الدين (*) والدولة‪:‬‬
‫مبتدعة الرفاعية‪ ،‬فل تد بدعة (*) إل ومنهم مصدرها وعنهم موردها ومأخذها‪ ،‬فذكرهم‬
‫عبارة عن رقص وغناء والتجاء إل غي ال وعبادة مشايهم‪ .‬وأعمالم عبارة عن مسك‬
‫اليات) ‪.1/370‬‬

‫وتتفق الرفاعية مع الشيعة (*) ف أمور عدة منها‪ :‬إيانم بكتاب الفر (*)‪ ،‬واعتقادهم ف‬
‫الئمة الثن عشر‪ ،‬وأن أحد الرفاعي هو المام الثالث عشر‪ ،‬بالضافة إل مشاركتهم الزن‬
‫يوم عاشوراء‪ .‬وغي ذلك‪.‬‬

‫هذا رغم ما ورد عن شيخ طريقتهم ـ الشيخ أحد الرفاعي ـ من الض الشديد على السنة‬
‫واجتناب البدعة ومنها قوله‪( :‬ما تاون قوم بالسنة وأهلوا قمع البدعة إل سلط ال عليهم‬
‫العدو‪ ،‬و ما انتصر قوم للسنة وقمعوا البدعة وأهلها إل رزقهم هيبة من عنده ونصرهم وأصلح‬
‫شأنم)‪.‬‬

‫وللرفاعية انتشار ملحوظ ف غرب آسيا‪.‬‬

‫ـ البدوية‪ :‬وتنسب إل أحد البدوي ‪634-596‬ه‍ ولد بفاس‪ ،‬حج ورحل إل العراق‪،‬‬
‫واستقر ف طنطا حت وفاته‪ ،‬وله فيها ضريح مقصود‪ ،‬حيث يقام له كغيه من أولياء الصوفية‬
‫احتفال بولده سنويّا يارس فيه الكثي من البدع والنرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبك‬
‫وتوسل ‪ ،‬وبعضه من الشرك الخرج من اللة‪ .‬وأتباع طريقته منتشرون ف بعض مافظات‬
‫مصر‪ ،‬ولم فيها فروع كالبيّومية والشنّاوية وأولد نوح والشعبية‪ ،‬وشارتم العمامة المراء‪.‬‬
‫ـ الدسوقية‪ :‬تنسب إل إبراهيم الدسوقي ‪‍ 676-633‬ه الدفون بدينة دسوق ف مصر‪،‬‬
‫يدعي التصوفة أنه أحد القطاب الربعة الذين يرجع إليهم تدبي المور ف هذا الكون !!‬

‫ـ الكبية‪ :‬نسبة إل الشيخ ميي الدين بن عرب‪ ،‬وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود‬
‫والصمت والعزلة والوع والسهر‪ ،‬ولا ثلث صفات‪ :‬الصب على البلء‪ ،‬والشكر على‬
‫الرخاء‪ ،‬والرضا بالقضاء‪.‬‬

‫ـ الشاذلية‪ :‬نسبة إل أب السي الشاذل ‪656-593‬ه‍ ولد بقرية عمارة قرب مرسية ف‬
‫بلد الغرب‪ ،‬وانتقل إل تونس‪ ،‬وحج عدة مرات‪ ،‬ث دخل العراق ومات أخيا ف صحراء‬
‫عيذاب بصعيد مصر ف طريقه إل الج‪ ،‬قيل عنه‪ ( :‬إنه سهّل الطريقة على الليقة) لن‬
‫طريقته أسهل الطرق وأقربا‪ ،‬فليس فيها كثي ماهدة‪ ،‬انتشرت طريقته ف مصر واليمن وبلد‬
‫العرب‪ ،‬وأهل مدينة ما يدينون له بالتقدير والعتقاد العميق ف وليته‪ ،‬وانتشرت طريقته‬
‫كذلك ف مراكش وغرب الزائر وف شال أفريقيا وغربا بعامة‪.‬‬

‫ـ البكداشية‪ :‬كان التراك العثمانيون ينتمون إل هذه الطريقة‪ ،‬وهي ما تزال منتشرة ف‬
‫ألبانيا‪ ،‬كما أنا أقرب إل التصوف الشيعي منها إل التصوف السن‪ ،‬وقد كان لذه الطريقة‬
‫أثر بارز ف نشر السلم بي التراك والغول‪ ،‬وكان لا سلطان عظيم على الكام العثمانيي‬
‫ذاتم‪.‬‬

‫ـ الولوية‪ :‬أنشأها الشاعر الفارسي جلل الدين الرومي ت ‪‍ 672‬ه والدفون بقونية‪،‬‬
‫أصحابا يتميزون بإدخال الرقص واليقاعات ف حلقات الذكر‪ ،‬وقد انتشروا ف تركيا وآسيا‬
‫الغربية‪ ،‬ول يبق لم ف اليام الاضرة إل بعض التكايا ف تركيا وف حلب وف بعض أقطار‬
‫الشرق‪.‬‬

‫ـ النقشبندية‪ :‬تنسب إل الشيخ باء الدين ممد بن ممد البخاري اللقب بشاه نقشبند‬
‫‪‍ 691-618‬ه وهي طريقة سهلة كالشاذلية‪ ،‬انتشرت ف فارس وبلد الند وآسيا الغربية‪.‬‬
‫ـ اللمتية‪ :‬مؤسسها أبوصال حدون بن أحد بن عمار العروف بالقصار ت ‪‍ 271‬ه أباح‬
‫بعضهم مالفة النفس بغية جهادها وماربة نقائصها‪ ،‬وقد ظهر الغلة منهم ف تركيا حديثا‬
‫بظهر الباحية والستهتار وفعل كل أمر دون مراعاة للوامر والنواهي الشرعية‪.‬‬

‫ـ وهناك طرق كثية غي هذه‪ :‬كالقنائية‪ ،‬والقيوانية‪ ،‬والرابطية‪ ،‬والبشبشية‪ ،‬والسنوسية‪،‬‬


‫والختارية‪ ،‬والتمية … وغيها‪ ،‬ولشك أن كل هذه الطرق بدعية‪.‬‬

‫· شطحات الصوفية‪:‬‬
‫سلك بعضهم طريق تضي الرواح (*) معتقدا بأن ذلك من التصوف‪ ،‬كما سلك آخرون‬
‫طريق الشعوذة والدجل‪ ،‬وقد اهتموا ببناء الضرحة وقبور الولياء (*) وإنارتا وزيارتا‬
‫والتمسّح با‪ ،‬وكل ذلك من البدع (*) الت ما أنزل ال با من سلطان‪.‬‬

‫ـ يقول بعضهم بارتفاع التكاليف ـ إسقاط التكاليف (*) ـ عن الول (*)‪ ،‬أي أن العبادة‬
‫تصي ل لزوم لا بالنسبة إليه‪ ،‬لنه وصل إل مقام ل يتاج معه إل القيام بذلك‪ ،‬ولنه لو‬
‫اشتغل بوظائف الشرع وظواهره انقطع عن حفظ الباطن وتشوش عليه باللتفات عن أنواع‬
‫الواردات الباطنية إل مراعاة الظاهر‪.‬‬

‫ـ ويُنقل عن الغزال انتقاده لن غلبه الغرور‪ ،‬ويعدّد فرقهم‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ فرقة اغتروا بالزي واليئة والنطق (*)‪.‬‬
‫‪2‬ـ وفرقة ادعت علم العرفة‪ ،‬ومشاهدة الق‪ ،‬وماوزة القامات والحوال ‪.‬‬
‫‪3‬ـ وفرقة وقعت ف الباحة‪ ،‬وطووا بساط الشرع‪ ،‬ورفضوا الحوال‪ ،‬وسووا بي اللل‬
‫والرام‪.‬‬
‫‪4‬ـ وبعضهم يقول‪ :‬العمال بالوارح ل وزن لا وإنا النظر إل القلوب‪ ،‬وقلوبنا والة بب‬
‫ال وواصلة إل معرفة ال‪ ،‬وإنا نوض ف الدنيا بأيدينا‪ ،‬وقلوبنا عاكفة ف الضرة الربوبية‪،‬‬
‫فنحن مع الشهوات بالظواهر ل بالقلوب‪.‬‬
‫ـ ومذهب الوحدة الطلقة ل يكن له وجود ف السلم بصورته الكاملة قبل ابن عرب‪ ،‬فهو‬
‫الواضع لدعائمه والؤسس لدرسته والفضل لعانيه ومراميه‪ ،‬وله فصوص الكم والفتوحات‬
‫الكية وغيها‪.‬‬

‫ـ أما اللج فيعتب صاحب مدرسة التاد (*) واللول (*)‪ ،‬وله أقوال منها‪:‬‬
‫نن روحان حلـلنا َبدَنـا‬ ‫أنا من أهوى ومن أهوى أنا‬
‫وإذا أبصرتـه أبصـرتنا‬ ‫فإذا أبصرتـن أبصرتـه‬

‫وقوله‪:‬‬
‫تزج المرة ف الاء الزلل‬ ‫مزجت روحك ف روحي كما‬
‫فإذا أنـت أنا ف كل حـال‬ ‫فإذا مسّك شــيء مسـن‬

‫ـ يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفت ابن تيمية كما جاء ف كتاب مموع‬
‫الفتاوى ص ‪( :437‬فأما لفظ الغوث والغياث فل يستحقه إل ال‪ ،‬فهو غوث الستغيثي‪ ،‬فل‬
‫يوز لحد الستغاثة بغيه ل بلك مقرب ول نب مرسل)‪.‬‬

‫ـ لقد أجعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر‪ ،‬وهو عند النقشبندية لفظ ال مفردا‪،‬‬
‫وعند الشاذلية ل إله إل ال‪ ،‬وعند غيهم مثل ذلك مع الستغفار والصلة على النب‪،‬‬
‫وبعضهم يقول عند اشتداد الذكر‪ :‬هو هو‪ ،‬بلفظ الضمي‪ .‬وف ذلك يقول ابن تيمية ف كتاب‬
‫مموع الفتاوى ص ‪( :229‬وأما القتصار على السم الفرد مظهرا أو مضمرا فل أصل له‪،‬‬
‫فضلً عن أن يكون من ذكر الاصة والعارفي‪ ،‬بل هو وسيلة إل أنواع من البدع‬
‫والضللت‪ ،‬وذريعة إل تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل اللاد وأهل التاد)‪.‬‬

‫ويقول ف ص ‪ 228‬أيضا‪( :‬من قال‪ :‬يا هو يا هو‪ ،‬أو هو هو‪ ،‬ونو ذلك‪ ،‬ل يكن الضمي‬
‫عائدا إل إل ما يصوره القلب‪ ،‬والقلب قد يهتدي وقد يضل)‪.‬‬
‫ـ قد يأت بعض النتسبي إل التصوف بأعمال عجيبة وخوارق‪ ،‬وف ذلك يقول ابن تيمية ص‬
‫‪( :494‬وأما كشف الرؤوس‪ ،‬وتفتيل الشعر‪ ،‬وحل اليات‪ ،‬فليس هذا من شعار أحد من‬
‫الصالي‪ ،‬ول من الصحابة‪ ،‬ول من التابعي‪ ،‬ول شيوخ السلمي‪ ،‬ول من التقدمي‪ ،‬ول من‬
‫التأخرين‪ ،‬ول الشيخ أحد بن الرفاعي‪ ،‬وإنا ابتُدع هذا بعد موت الشيخ بدة طويلة)‪.‬‬

‫ـ ويقول أيضا ف ص ‪( :504‬وأما النذر للموتى من النبياء (*) والشايخ وغيهم أو‬
‫لقبورهم أو القيمي عند قبورهم فهو نذرُ شركٍ ومعصية ل تعال)‪.‬‬

‫ـ وف ص ‪ 506‬من نفس الكتاب‪( :‬وأما اللف بغي ال من اللئكة والنبياء والشايخ‬


‫واللوك وغيهم فإنه منهي عنه)‪.‬‬

‫ـ ويقول ف ص ‪ 505‬من نفس الكتاب أيضا‪( :‬وأما مؤاخاة الرجال والنساء الانب‬
‫وخلوتم بن‪ ،‬ونظرهم إل الزينة الباطنة‪ ،‬فهذا حرام باتفاق السلمي ‪ ،‬ومن جعل ذلك من‬
‫الدين فهو من إخوان الشياطي)‪.‬‬

‫ـ وف مقام الفناء (*) عن شهود ما سوى الرب ـ وهو الفناء عن الرادة ـ يقول ابن‬
‫تيمية ص ‪ 337‬من كتابه‪( :‬وف هذا الفناء قد يقول‪ :‬أنا الق‪ ،‬أو سبحان‪ ،‬أو ما ف النة إل‬
‫ال‪ ،‬إذا فن بشهوده عن شهوده‪ ،‬وبوجوده عن وجوده‪ ،‬وف مثل هذا القام يقع السكر (*)‬
‫الذي يسقط التمييز مع وجود حلوة اليان كما يصل بسكر المر وسكر عشق الصور‪.‬‬
‫ويُحكم على هؤلء أن أحدهم إذا زال عقله بسبب غي مرم فل جناح عليه فيما يصدر عنه‬
‫من القوال والفعال الحرمة‪ ،‬بلف ما إذا كان سبب زوال العقل أمرا مرما‪ .‬وكما أنه ل‬
‫جناح عليهم فل يوز القتداء بم ول حل كلمهم وفعالم على الصحة‪ ،‬بل هم ف الاصة‬
‫مثل الغافل والجنون ف التكاليف الظاهرة)‪.‬‬
‫ـ أما ف مقام الفناء (*) عن وجود السوي فيقول ص ‪ 337‬من الكتاب أيضا‪( :‬الثالث‪:‬‬
‫فناء وجود السوي‪ ،‬بعن أنه يرى ال هو الوجود وأنه ل وجود لسواه‪ ،‬ل به ول بغيه‪ ،‬وهذا‬
‫القول للتادية الزنادقة (*) من التأخرين كالبليان والتلمسان والقونوي ونوهم‪ ،‬الذين‬
‫يعلون القيقة أنه غي الوجودات وحقيقة الكائنات‪ ،‬وأنه ل وجود لغيه‪ ،‬ل بعن أن قيام‬
‫الشياء به ووجودها به لكنهم يريدون أنه عي الوجودات‪ ،‬فهذا كفر (*) وضلل)‪.‬‬

‫· تاوزات بعض النتسبي إل الصوفية ف الوقت الاضر‪:‬‬

‫ـ من أبرز الظاهر الشركية الت تؤخذ على الصوفية ما يلي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ الغلو (*) ف الرسول‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اللول (*) والتاد (*)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪4‬ـ الغلو ف الولياء‪.‬‬
‫‪5‬ـ الدعاءات الكثية الكاذبة‪ ،‬كادعائهم عدم انقطاع الوحي (*) وما لم من الميزات ف‬
‫الدنيا والخرة‪.‬‬
‫‪6‬ـ ادعاؤهم النشغال بذكر ال عن التعاون لتحكيم شرع ال (*) والهاد (*) ف سبيله‪،‬‬
‫مع ما كان لقلة منهم من مواقف طيبة ضد الستعمار‪.‬‬
‫‪7‬ـ كثيا ما يتساهل بعض الحسوبي على التصوف ف التزام أحكام الشرع‪.‬‬
‫‪8‬ـ طاعة الشايخ والضوع لم‪ ،‬والعتراف بذنوبم بي أيديهم‪ ،‬والتمسح بأضرحتهم بعد‬
‫ماتم‪.‬‬
‫‪9‬ـ تاوزات كثية ما أنزل ال با من سلطان‪ ،‬ف هيئة ما يسمونه الذكر‪ ،‬وهو هزّ البدن‬
‫والتمايل يينا وشالً‪ ،‬وذكر كلمة ال ف كل مرة مرّدة‪ ،‬والدعاء بأن الشايخ مكشوفٌ عن‬
‫بصيتم‪ ،‬ويتوسلون بم لقضاء حوائجهم‪ ،‬ودعاؤهم بقامهم عند ال ف حياتم وبعد ماتم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫ـ إن الجاهدات الصوفية إنا ترجع إل زمن سحيق ف القدم من وقت أن شعر النسان‬
‫باجة إل رياضة نفسه ومغالبة أهوائه‪.‬‬

‫ـ ل شك أن ما يدعو إليه الصوفية من الزهد‪ ،‬والورع والتوبة والرضا … إنا هي أمور من‬
‫السلم‪ ،‬وأن السلم يثّ على التمسك با والعمل من أجلها‪ ،‬ولكن الصوفية ف ذلك‬
‫يالفون ما دعا إليه السلم حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات لذه الصطلحات (*) مالفة لا‬
‫كان عليه الرسول (*) صلى ال عليه وسلم وصحابته‪.‬‬

‫لكن الذي وصل إليه بعضهم من اللول (*) والتاد (*) والفناء (*)‪ ،‬وسلوك طريق‬
‫الجاهدات الصعبة‪ ،‬إنا اندرت هذه المور إليهم من مصادر دخيلة على السلم كالندوسية‬
‫والينية والبوذية والفلطونية والزرادشتية والسيحية (*)‪ .‬وقد عب عن ذلك كثي من‬
‫الدارسي للتصوف منهم‪:‬‬

‫ـ الستشرق ميكس‪ ،‬يرى أن التصوف إنا جاء من رهبانية (*) الشام‪.‬‬


‫ـ الستشرق جونس يرده إل فيدا النود‪.‬‬
‫ـ نيكولسون‪ ،‬يقول بأنه ولي ٌد لتاد الفكر اليونان والديانات (*) الشرقية‪ ،‬أو بعبارة أدق‪:‬‬
‫وليد لتاد الفلسفة (*) الفلطونية الديثة والديانات السيحية والذهب (*) الغنوصي (*)‪.‬‬

‫ـ إن السقوط ف دائرة العدمية بإسقاط التكاليف (*) وتاوز المور الشرعية إنا هو أمر‬
‫عرفته البهية حيث يقول البهي‪( :‬حيث أكون متحدا مع برها ل أكون مكلفا بعمل أو‬
‫فريضة)‪.‬‬

‫ـ قول اللج ف اللول‪ ،‬وقول ابن عرب ف النسان الكامل يوافق مذهب النصارى ف‬
‫عيسى عليه السلم‪.‬‬

‫ـ لقد فتح التصوفُ النحرفُ بابا واسعا دخلت منه كثي من الشرور على السلمي مثل‬
‫التواكل‪ ،‬والسلبية‪ ،‬وإلغاء شخصية النسان‪ ،‬وتعظيم شخصية الشيخ‪ ،‬فضلً عن كثي من‬
‫الضللت والبدع (*) الت تُخرج صاحبها من السلم‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬
‫انتشر التصوف على مدار الزمان وشل معظم العال السلمي‪ ،‬وقد نشأت فرقهم وتوسعت‬
‫ف مصر والعراق وشال غرب أفريقيا‪ ،‬وف غرب ووسط وشرق آسيا‪.‬‬

‫لقد تركوا أثرا ف الشعر والنثر وفنون الغناء والنشاد‪ ،‬وكانت لم آثار ف إنشاء الزوايا‬
‫والتكايا‪.‬‬

‫لقد كان للروحانية الصوفية أثر ف جذب الغربيي الاديي إل السلم‪ ،‬ومن أولئك مارتن‬
‫لنجز الذي يقول‪( :‬إنن أوروب وقد وجدت خلص روحي وناتا ف التصوف)‪ .‬على أن‬
‫اهتمام الغربيي ومراكز الستشراق ف الامعات الغربية والشرقية بالتصوف يدعو إل الريبة‪،‬‬
‫فبالضافة إل انذاب الغربيي إل روحانية التصوف وإعجابم بالادة الغزيرة الت كتبت عن‬
‫التصوف شرحا وتنظيا‪ ،‬فإن هناك أسبابا أخرى لهتمام الستشرقي والؤسسات الكاديية‬
‫والغربيي بصفة عامة بالتصوف‪ ،‬من هذه السباب‪:‬‬

‫ـ إبراز الانب السلب الستسلمي الوجود ف التصوف وتصويره على اعتبار أنه السلم‪.‬‬

‫ـ موافقة التصوف للرهبانية (*) السيحية (*) واعتباره امتدادا لذا التوجه‪.‬‬

‫ـ ميل منحرف التصوفة إل قبول الديان (*) جيعا‪ ،‬واعتبارها وسيلة للتربية الروحية‪ ،‬وقد‬
‫وُجِد ف الغرب من يعتب نفسه متصوفا‪ ،‬ويستعمل الصطلحات (*) وبعض السلوكيات‬
‫السلمية دون أن يكون مسلما‪ ،‬وذلك من بي أتباع اليهودية والسيحية والبوذية وغيها من‬
‫الديان‪.‬‬

‫ـ تسيم الصراع بي فقهاء السلم ومنحرف التصوفة على أنا هي السمة الغالبة ف العقيدة‬
‫والفقه السلميي‪.‬‬
‫ـ تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من ناية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ول يعد‬
‫لا ذلك السلطان الذي كان لا فيما قبل‪ ،‬وذلك بالرغم من دعم بعض الدول السلمية‬
‫للتصوف كعامل مُثبّط لتطلعات السلمي ف تطبيق السلم القائم على دعوة الكتاب والسنة ‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التصوف عب تاريه الطويل هو انرافٌ عن منهج (*) الزهد الذي يضّ السلم سلو َك‬
‫سبيله والقترن بالعلم والعمل والهاد (*) والمر بالعروف والنهي عن النكر ونفع المة ونشر‬
‫الدين (*)‪ .‬ولذا رفضه الرسول (*) الكري من بعض أصحابه‪ ،‬ث زاد هذا النراف عندما‬
‫اختلط التصوف بالفلسفات (*) الندية واليونانية والرهبانية (*) النصرانية ف العصور التأخرة‪،‬‬
‫وتفاقم المر عندما أصبحت الصوفية تارة للمشعوذين والدجالي من قلت بضاعتهم ف العلم‬
‫وقصر سعيهم عن الكسب اللل‪ .‬وقد أدرك أعداء السلم ذلك فحاولوا أن يُشوّهوا‬
‫السلم من الداخل من خلل التصوف‪ ،‬ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد الت يتاز با‬
‫السلم‪ ،‬ويعلوا السلمي يركنون إل السلبية حت ل تقوم لم قائمة‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود علماء السلف ف الرد على الصوفية ‪ -‬د ممد الوير ‪ -‬مكتبة الرشد ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة عن عبدالقادر اليلن ‪ -‬الشيخ سعيد بن مسفر القحطان ‪.‬‬
‫ـ التصوف السلمي‪ ،‬أحد توفيق عياد‪ ،‬النلو الصرية‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫ـ النقذ من الضلل لجة السلم الغزال‪ ،‬مع أباث ف التصوف‪ ،‬د‪ .‬عبد الليم ممود‪ ،‬مطبعة‬
‫حسان‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ مموع فتاوى ابن تيمية‪ ،‬الجلد ‪ 11‬عن التصوف‪ ،‬والجلد ‪ 10‬عن السلوك‪ ،‬طبعة‬
‫‪1398‬هـ‪.‬‬
‫ـ الدعوة السلمية ف غرب أفريقيا‪ .‬د‪ .‬حسن عيسى عبد الظاهر‪ ،‬مطبوعات جامعة المام ممد‬
‫بن سعود‪1401 ،‬هـ ـ ‪1981‬م‪.‬‬
‫ـ نشأة الفلسفة الصوفية وتطورها‪ ،‬د‪ .‬عرفان عبد الميد فتاح‪ ،‬الكتب السلمي‪ ،‬بيوت‪،‬‬
‫‪1394‬هـ‪1974/‬م‪.‬‬
‫ـ ف التصوف السلمي وتاريه‪ ،‬أبو العل عفيفي‪.‬‬
‫ـ الصوفية السلمية‪ ،‬نيكلسون‪ ،‬ترجة شريبة‪.‬‬
‫ـ إحياء علوم الدين‪ ،‬للمام الغزال‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫ـ الفتوحات الكية‪ ،‬للشيخ الكب ميي الدين ممد بن عرب‪ ،‬بيوت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بل تاريخ‪.‬‬
‫ـ كتاب الطواسي للحلج‪ ،‬نشرة لويس ماسنيون‪ ،‬باريس ‪1913‬م‪.‬‬
‫ـ أخبار اللج‪ ،‬نشرة لو‪ .‬م سياب‪ ،‬نوينسان س ش‪.‬‬
‫ـ ديوان اللج‪ ،‬نشرة لويس ماسنيون‪ ،‬باريس ‪1931‬م‪.‬‬
‫ـ كتاب اللمع‪ ،‬لب نصر السراج الطوسي‪ ،‬تقيق د‪ .‬عبد الليم ممود‪ ،‬وطه عبد الباقي سرور‪،‬‬
‫دار الكتب الديثة‪ ،‬مصر ‪1960‬م‪.‬‬
‫ـ الرسالة القشيية‪ ،‬لب القاسم عبد الكري بن هوازن‪ ،‬مكتبة ممد علي صبيح‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1957‬م‪.‬‬
‫ـ ف التصوف السلمي وتاريه‪ ،‬أرنولد رينولدز نيكلسون‪ ،‬مموع مقالت ترجها الدكتور أبو‬
‫العل عفيفي‪ ،‬القاهرة ‪1947‬م‪.‬‬
‫ـ الذاهب الصوفية ومدارسها‪ ،‬عبد الكيم عبد الغن قاسم‪.‬‬
‫ـ الفكر الصوف ف ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬عبد الرحن عبد الالق‪.‬‬
‫ـ الصادر العامة للتلقي عند الصوفية‪ ،‬عرضا ونقدا‪ ،‬صادق سليم صادق‪.‬‬
‫ـ أبو حامد الغزال والتصوف‪ ،‬عبد الرحن دمشقية‪.‬‬
‫ـ دراسات حول التصوف‪ ،‬إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫ـ الصوفية‪ ،‬ممد العبدة‪ ،‬طارق عبد الليم‪.‬‬
‫ـ الذاهب والفكار ف التصور السلمي‪ ،‬ممد السن‪.‬‬
‫ـ دراسات ف الفرق والذاهب القدية والعاصرة‪ ،‬عبد ال المي‪.‬‬
‫ـ التصوف والدب‪ ،‬زكي مبارك‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن بدوي‪.‬‬
‫ـ تاريخ التصوف‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن بدوي‪.‬‬

‫الراجع الجنبية‪:‬‬
.Nicholson. R. A Studies in Islamic Mysticism. Combridge 1961 -
.Spencer Trimingham. T. The sufi Orders of Islam. Oxford 1971 -
Arberry. A.J. An Introduction to the History of Sufism. Oxford -
.1942
.Nicholson: Literary History of the Arabs -
.Macdonald: Development of Moslem Theology -
.Sufism: An Account of the Mystics of Islam, London 1956 -
.Fazlur Rahman: Islam, London 1966 -
Encyclopedia of Religion and Ethics 1908. the Articles: Soul- -
.Pantheism sufis
Encyclopedia of Islam the New Edition the Articles: Al-Hallja- -
.ibn-Arabi Al-Bistami-Asceticism
‫الشاذلية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫طريقة صوفية تنسب إل أب السن الشاذل‪ ،‬يؤمن أصحابا بملة الفكار والعتقدات‬
‫الصوفية‪ ،‬وإن كانت تتلف عنها ف سلوك الريد وطريقة تربيته بالضافة إل اشتهارهم‬
‫بالذكر الفرد "ال" أو مضمرًا "هو"‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· أبو السن الشاذل‪ :‬اختلف ف نسبه‪ ،‬فمريدوه‪ ،‬وأتباعه ينسبونه إل الشراف ويصلون‬
‫بنسبه إل السن بن علي بن أب طالب ـ رضي ال عنهما ـ كعادة أهل كل طريقة صوفية‪،‬‬
‫وبعضهم ينسبه إل السي‪ ،‬وبعضهم إل غيه‪.‬‬

‫ـ ذكره المام الذهب ف العب فقال‪" :‬الشاذل‪ :‬أبو السن علي بن عبد ال بن عبد البار‬
‫الغرب‪ ،‬الزاهد‪ ،‬شيخ الطائفة الشاذلية‪ ،‬سكن السكندرية وله عبارات ف التصوف توهم‪،‬‬
‫ويتكلف له ف العتذار عنها‪ ،‬وعنه أخذ أبو العباس الرسي‪ ،‬وتوف الشاذل بصحراء عيذاب‬
‫متوجهًا إل بيت ال الرام ف أوائل ذي القعدة ‪656‬هـ"‪( ،‬عيذاب على طريق الصعيد‬
‫بصر)‪.‬‬

‫ـ تتلمذ أبو السن الشاذل ف صغره على أب ممد عبد السلم بن بشيش‪ ،‬ف الغرب‪،‬‬
‫وكان له أكب الثر ف حياته العلمية والصوفية‪.‬‬

‫ـ ث رحل إل تونس‪ ،‬وإل جبل زغوان‪ ،‬حيث اعتكف للعبادة‪ ،‬وهناك ارتقى منازل عالية‪،‬‬
‫كما تزعم الصوفية‪.‬‬

‫ـ رحل بعد ذلك إل مصر وأقام بالسكندرية‪ ،‬حيث تزوج وأنب أولده شهاب الدين‬
‫أحد وأبو السن علي‪ ،‬وأبو عبد ال ممد وابنته زينب‪ ،‬وف السكندرية أصبح له أتباع‬
‫ومريدون‪ ،‬وانتشرت طريقته ف مصر بعد ذلك‪ ،‬وانتشر صيته على أنه من أقطاب (*)‬
‫الصوفية‪.‬‬

‫ـ تروي كتب الصوفية كثيًا من كراماته (*) وأقواله البعيدة عن التصديق‪ ،‬الت تنطوي على‬
‫مالفة صرية لعقيدة السلم وللكتاب والسنة‪ ،‬اللذين ها أساس دعوته كما يقول عن نفسه‪،‬‬
‫ومن هذه الكرامات (*) والقوال‪:‬‬

‫ـ ينقل الدكتور عبد الليم ممود نقلً عن درّة السرار‪" :‬لا قدم الدينة زادها ال تشريفًا‬
‫وتعظيمًا‪ ،‬وقف على باب الرم من أول النهار إل نصفه‪ ،‬عريان الرأس‪ ،‬حاف القدمي‪،‬‬
‫يستأذن على رسول ال صلى ال عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال‪ :‬حت يؤذن ل‪ ،‬فإن ال عز‬
‫وجل يقول‪( :‬يا أيّها الذينَ آمَنُوا ل َتدْخُلوا بيوتَ النب إل أن يؤذَنَ لكم) فسمع النداء من‬
‫داخل الروضة الشريفة‪ ،‬على ساكنها أفضل الصلة والسلم‪ :‬يا علي‪ ،‬ادخل"‪ .‬وهذا مالف‬
‫للعقيدة‪ .‬ويقول عن نفسه‪" :‬لول لام الشريعة على لسان لخبتكم با يكون ف غد وبعد غد‬
‫إل يوم القيامة" وهذا ادعاءٌ لعلم الغيب وشرك بال تعال‪.‬‬

‫ـ للشاذل أوراد تسمى حزب الشاذل ورسالة المي ف آداب التصوف رتّبها على أبواب‪،‬‬
‫وله السر الليل ف خواص حسبنا ال ونعم الوكيل وللمام تقي الدين ابن تيمية رد على‬
‫حزبه‪.‬‬

‫· أبو العباس الرسي‪ :‬أحد بن عمر الرسي أبو العباس شهاب الدين‪ ،‬من أهل السكندرية‪ ،‬ل‬
‫يُعرف تاريخ ولدته وأهله من مرسيه بالندلس‪ ،‬توف سنة ‪686‬هـ ـ ‪1287‬م‪.‬‬

‫ـ يعد خليفة أب السن الشاذل وصار قطبًا (*) بعد موته‪ ،‬حسب ما يقول الصوفية‪ ،‬وله‬
‫مقام كبي ومسجد باسه ف مدينة السكندرية‪.‬‬

‫ـ قال عن نفسه‪" :‬وال لو حُجب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم طرفة عي ما عددت‬
‫نفسي من السلمي"‪.‬‬
‫ـ وكان يدعي صحبة الضر واللقاء معه‪.‬‬

‫ـ وكان له تأويل (*) باطن (*) مثل ما كان لشيخه أب السن‪ ،‬ومثال ذلك ما ذكره تلميذه‬
‫سخْ من آيةٍ‬‫ابن عطاء ال السكندري‪ :‬سعت شيخنا رضي ال عنه يقول ف قوله تعال‪( :‬ما نَْن َ‬
‫ت بيٍ منها أو مِثْلِها) أي‪ :‬ما نُذهب من ول (*) ل إل ونأت بي منه أو مثله‪.‬‬‫أو نُْنسِها نأ ِ‬
‫وهذا إلادٌ (*) بيّنٌ ف آيات ال تعال‪.‬‬

‫ث خلف على مشيخة الشاذلية بعد أب العباس الرسي ياقوتُ العرش‪ ،‬وكان حبشيّا‪ ،‬وسي‬
‫بالعرش لن قلبه ل يزل تت العرش كما تقول الصوفية‪ ،‬وما على الرض إل جسده‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫لنه كان يسمع أذان حلة العرش‪ .‬هذا ما جاء ف طبقات الشعران‪ ،‬وهو من خرافات الصوفية‬
‫الت ل تقف عند حد‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· تشترك كل الطرق الصوفية ف أفكار ومعتقدات واحدة‪ ،‬وإن كانت تتلف ف أسلوب‬
‫سلوك الريد أو السالك وطرق تربيته‪ ،‬ونستطيع أن نُجمِل أفكار الطريقة الشاذلية ف نقاط‬
‫مددة‪ ،‬مع العلم أن هذه النقاط كما سنرى قد تفسر لدى الصوفية غي التفسي العهود لدى‬
‫عامة العلماء والفقهاء‪ ،‬وهذه النقاط هي‪:‬‬
‫ـ التوبة‪ :‬وهي نقطة انطلق الريد أو السالك إل ال تعال‪.‬‬
‫ـ الخلص‪ :‬وينقسم لديها إل قسمي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إخلص الصادقي‪.‬‬
‫صدّيقي‪.‬‬‫‪ 2‬ـ إخلص ال ّ‬
‫ـ النية‪ :‬وتعد أساس العمال والخلق (*) والعبادات‪.‬‬
‫ـ اللوة‪ :‬أي اعتزال الناس‪ ،‬فهذا من أسس التربية الصوفية‪ .‬وف الطريقة الشاذلية يدخل‬
‫الريد اللوة لدة ثلثة أيام قبل سلوك الطريق‪.‬‬
‫ـ الذكر‪ :‬والصل فيه ذكر ال تعال‪ ،‬ث الوراد‪ ،‬وقراءة الحزاب الختلفة ف الليل والنهار‪.‬‬
‫والذكر الشهور لدى الشاذلية هو ذكر السم الفرد ل أو مضمرًا (هو هو)‪ .‬وهذا الذكر بذه‬
‫الثابة بدعة (*)‪ ،‬وقد مر بنا ما قاله عنه ابن تيمية بأنه ليس بشروع ف كتاب ول سنة‪ ،‬وأن‬
‫الشرع ل يستحب من الذكر إل ما كان تامّا مفيدًا مثل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وال أكب‪.‬‬

‫ـ الزهد‪ :‬وللزهد تعاريف متعددة عند الصوفية منها‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ فراغ القلب ما سوى ال‪ ،‬وهذا هو زهد العارفي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وهو أيضًا ـ عندهم ـ الزهد ف اللل وترك الرام‪.‬‬

‫ـ النفس‪ :‬ركزت الشاذلية على أحوال للنفس هي‪:‬‬


‫ت واتقت‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ النفس مركز الطاعات إن َزكَ ْ‬
‫‪ 2‬ـ النفس مركز الشهوات ف الخالفات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ النفس مركز اليل إل الراحات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ النفس مركز العجز ف أداء الواجبات‪.‬‬

‫لذلك يب تزكيتها حت تكون مركز الطاعات فقط‪.‬‬

‫ـ الورع‪ :‬وهو العمل ل وبال على البينة الواضحة والبصية الكامنة‪.‬‬

‫ـ التوكل‪ :‬وهو صرف القلب عن كل شيء إل ال‪.‬‬

‫ـ الرضى‪:‬وهو رضى ال عن العبد‪.‬‬

‫ـ الحبة‪ :‬وهي ف تعريفهم‪ :‬سفر القلب ف طلب الحبوب‪ ،‬ولج اللسان بذكره على الدوام‪.‬‬

‫ـ وللحب درجات لدى الشاذلية وأعلى درجاته ما وصفته رابعة العدوية بقولا‪:‬‬

‫وحبّا لنك أهل لذاك‬ ‫أحبك حبّي‪ :‬حب الوى‬


‫ـ الذوق‪ :‬ويعرّفونه بأنه تلقي الرواح للسرار الطاهرة ف الكرامات (*) وخوارق العادات‪،‬‬
‫ويعدونه طريق اليان بال والقرب منه والعبودية له‪ .‬لذلك يفضل الصوفية العلوم الت تأت عن‬
‫طريق الذوق على العلوم الشرعية من الفقه والصول وغي ذلك‪ ،‬إذ يقولون‪ :‬علم الذواق ل‬
‫علم الوراق‪ ،‬ويقولون‪ :‬إن علم الحوال يتم عن طريق الذوق‪ ،‬ويتفرع منه علوم الوجد (*)‬
‫والعشق والشوق‪.‬‬

‫ـ علم اليقي‪ :‬وهو معرفة ال تعال معرفة يقينية‪ ،‬ول يصل هذا إل عن طريق الذوق‪ ،‬أو‬
‫العلم اللدن أو الكشف (*)‪..‬إل‪.‬‬

‫· ومع ذلك فإن الشاذل يقول بأن التمسك بالكتاب والسنة هو أساس طريقته‪ ،‬فمن أقواله‪:‬‬
‫"إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف‪ ،‬وقل لنفسك إن‬
‫ال تعال قد ضمن ل العصمة ف الكتاب والسنة‪ ،‬ول يضمنها ل ف جانب الكشف ول‬
‫اللام ول الشاهدة"‪.‬‬

‫ـ ويقول أيضًا‪" :‬كل علم يسبق إليك فيه الاطر‪ ،‬وتيل إليه النفس وتلذّ به الطبيعة فارمِ به‪،‬‬
‫وإن كان حقّا‪ ،‬وخذ بعلم ال الذي أنزله على رسوله صلى ال عليه وسلم واقتدِ به وباللفاء‬
‫والصحابة والتابعي من بعده"‪.‬‬

‫· وكذلك فإن الصوفية عامة يرون ـ ومنهم الشاذلية ـ أن علم الكتاب والسنة ل يؤخذان‬
‫إل عن طريق شيخ أو مربّ أو مرشد‪ ،‬ول يتحقق للمريد العلم الصحيح حت يطيع شيخه‬
‫طاعة عمياء ف صورة‪" :‬الريد بي يدي الشيخ كاليت بي يدي مُغسّله" لذلك يُنظر إل الشيخ‬
‫نظرة تقديسية ترفعه عن مرتبته النسانية‪.‬‬

‫ـ السماع‪ :‬وهو ساع الناشيد والشعار الغزلية الصوفية‪ .‬وقد نقل عن أحد أعلم التصوف‬
‫قوله‪" :‬الصوف هو الذي سع السماع وآثره على السباب"‪ .‬ونقل عن الشعران عن الارث‬
‫الحاسب قوله‪" :‬ما يتمتع به الفقراء ساع الصوت السن"‪ ،‬و"إنه من أسرار ال تعال ف‬
‫الوجود"‪.‬‬
‫ـ وقد أفرد كُتّاب التصوف للسماع أبوابًا منفصلة ف مؤلفاتم‪ ،‬لا له من أهية خاصة‬
‫عندهم‪.‬‬

‫ـ يكثر ف السماع الشعار الت تصل إل درجة الكفر (*) والشرك‪ ،‬كرفع الرسول (*) صلى‬
‫ال عليه وسلم إل مرتبة عالية ل يقل با أحد من أصحابه‪ ،‬ول هي موجودة ف كتاب ول‬
‫سنة‪ ،‬فضلً عن الكثار من الستغاثة ل الناجاة كما يقول البعض‪:‬‬

‫يا كتاب الغيوب قد لأنا إليك‬


‫يا شفاء القلوب الصلة عليك‬

‫· وهناك أفكار واعتقادات كثية يدها القارئ ف كتب التصوف مبتدعة (*) دخلت الفكر‬
‫السلمي عن طريق الفلسفات (*) اليونانية والندية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫كانت الذاهب (*) الصوفية كلها عبارة عن مدارس تربوية تدعو إل تزكية النفس وإل الزهد‬
‫ف الدنيا والعمل الصال‪ ،‬إل أن هذه الدارس دخلتها الفلسفة اليونانية والفلسفة الندية‪ ،‬وحت‬
‫النصرانية واليهودية وغيها من الفلسفات‪ ،‬وذلك أثناء حركة الترجة ف القرن الرابع الجري‪،‬‬
‫فتأثرت الصوفية با‪ ،‬وبدأ النراف ف هذه الدارس عن الطريق السلمي السوي‪.‬‬

‫فقد أخذت الصوفية من الفلسفة (*) الندية مراحل ترقّي النسان إل الفناء (*) أو الزفانا‬
‫(*)‪ ،‬وذلك بتطهي نفسه بالوع والزهد وترك الدنيا حت يصل إل السعادة القيقية‪.‬‬

‫وأخذت الصوفية الرهبانية (*) من النصرانية النحرفة‪ ،‬وهو النقطاع عن الناس والعزلة عن‬
‫اللق والزهد‪.‬‬

‫ومن الفلسفة اليونانية نظرية الفيض (*) اللي‪ ،‬والتاد (*) واللول (*) عند بعض الصوفية‪.‬‬
‫ولو تتبع الدقق ف الذاهب الصوفية لوجد العجب من الصطلحات والعلومات البعيدة كل‬
‫البعد عن تعاليم الشريعة السلمية (*) الواضحة البينة‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬

‫مركز الشاذل الول هو مصر وباصة مدينة السكندرية‪ ،‬وطنطا‪ ،‬ودسوق بحافظة كفر‬
‫الشيخ‪ ،‬ث انتشرت ف باقي البلد العربية‪ .‬وأهم مناطق نشاطها سوريا والغرب العرب‪ ،‬ولا‬
‫وجود إل الن ف ليبيا‪ ،‬وف السودان ف الوقت الاضر‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الشاذلية طريقة صوفية تنتسب إل أب السن الشاذل‪ ،‬وهو علي بن عبد ال بن عبد البار‬
‫بن يوسف أبو السن الذل الشاذل نسبة إل شاذلة ف الغرب بشمال أفريقيا‪ .‬وتشترك هذه‬
‫الطريقة مع غيها من الطرق الصوفية ف كثي من الفكار والعتقدات‪ ،‬وإن كانت تتلف ف‬
‫أسلوب سلوك الريد أو سالك وطرق تربيته‪ .‬وممل أفكار هذه الطريقة‪ :‬التوبة‪ ،‬والخلص‪،‬‬
‫النية‪ ،‬اللوة‪ ،‬الذكر‪ ،‬الزهد‪ ،‬النفس‪ ،‬الورع‪ ،‬التوكل‪ ،‬الرضى‪ ،‬الحبة‪ ،‬الذوق‪ ،‬علم اليقي‪،‬‬
‫السماع‪ .‬ولذه اللفاظ معانٍ تتلف بدرجات متفاوتة عن العان الشرعية‪.‬‬

‫أما علم القرآن والسنة فل يؤخذان عند الشاذل إل عن طريق شيخ أو مُربّ أو مرشد‪ ،‬وهو‬
‫ما يستوجب على السالك الطاعة العمياء لم‪ .‬ويؤخذ على الشاذلية ما يؤخذ على الطرق‬
‫الصوفية من مآخذ انرفت بسالكيها عن الطريق السلمي السوي‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الدرسة الشاذلية الديثة ـ إمامها أبو السن الشاذل‪ ،‬للدكتور عبد الليم ممود‪.‬‬
‫ـ دراسات ف التصوف‪ ،‬إحسان إلي ظهي‪ ،‬لهور‪ ،‬باكستان ‪1409‬هـ‪.‬‬
‫ـ الذاهب الصوفية ومدارسها‪ ،‬عبد الكيم عبد الغن قاسم‪ ،‬مكتبة مدبول‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫ـ التصوف ف ميزان البحث والتحقيق‪ ،‬عبد القادر حبيب ال السندي‪ ،‬مكتبة ابن القيم‪،‬‬
‫الدينة النورة ‪1410‬هـ ـ ‪1990‬م‪.‬‬
‫ـ الطبقات الكبى‪ ،‬للشعران‪ ،‬مكتبة القاهرة ‪1390‬هـ‪.‬‬
‫ـ لطائف النن‪ ،‬ابن عطاء ال السكندري‪ ،‬مطبعة حسان‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ من أعلم التصوف السلمي‪ ،‬طه عبد الباقي سرور‪ ،‬دار نضة مصر‪.‬‬
‫ـ سي أعلم النبلء‪ ،‬للمام الذهب‪ ،‬طـ‪ .‬بيوت‪.‬‬
‫ـ جامع الرسائل‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬تقيق د‪ .‬ممد رشاد سال‪ ،‬القاهرة ‪1389‬هـ‪1969 /‬م‪.‬‬
‫ـ الستقامة‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬تقيق د‪.‬ممد رشاد سال ط‪ .‬جامعة المام ‪1403‬هـ‪/‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫التيجانية‬

‫التعريف‪:‬‬

‫التيجانية‪ :‬فرقة صوفية يؤمن أصحابا بملة الفكار والعتقدات الصوفية ويزيدون عليها‬
‫العتقاد بإمكانية مقابلة النب (*) صلى ال عليه وسلم‪ ،‬مقابلة مادية واللقاء به لقاءً حسيّا ف‬
‫هذه الدنيا‪ ،‬وأن النب صلى ال عليه وسلم قد خصهم بصلة (الفاتح لا أُغلق) الت تتل لديهم‬
‫مكانة عظيمة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫·الؤسس هو‪ :‬أبو العباس أحد بن ممد بن الختار ابن أحد بن ممد سال التيجان‪ ،‬وقد‬
‫عاش مابي (‪1230-1150‬هـ) (‪ 1737‬ـ ‪1815‬م) وكان مولده ف قرية عي ماضي‬
‫من قرى الصحراء بالزائر حاليّا‪.‬‬

‫ـ حفظ القرآن الكري ودرس شيئًا من الليل‪.‬‬


‫ـ درس العلوم الشرعية‪ ،‬وارتل متنقلً بي فاس وتلمسان وتونس والقاهرة ومكة والدينة‬
‫ووهران‪.‬‬
‫ـ أنشأ طريقته عام ( ‪1196‬هـ) ف قرية أب سغون وصارت فاس الركز الول لذه‬
‫الطريقة‪ ،‬ومنها ترج الدعوة لتنتشر ف أفريقيا بعامة‪.‬‬
‫ـ أبرز آثاره الت خلّفها لن بعده زاويته التيجانية ف فاس‪ ،‬وكتابه جواهر العان وبلوغ‬
‫المان ف فيض سيدي أب العباس التيجان الذي قام بمعه تلميذه علي حرازم‪.‬‬

‫من مشاهيهم بعد الؤسس‪:‬‬


‫ـ علي حرازم أبو السن بن العرب برادة الغرب الفاسي وقد توف ف الدينة النبوية‪.‬‬
‫ـ ممد بن الشري السن السابي السباعي (ت ‪1224‬هـ) صاحب كتاب الامع لا‬
‫افترق من العلوم وكتاب نصرة الشرفاء ف الرد على أهل الفاء‪.‬‬
‫ـ أحد سكيج العياشي ‪ 1295‬ـ ‪1363‬هـ ولد بفاس‪ ،‬ودرس ف مسجد القرويي‪،‬‬
‫وعي مدرسًا فيه‪ ،‬تول القضاء‪ ،‬وزار عددًا من مدن الغرب‪ ،‬وله كتاب الكوكب الوهاج‬
‫وكتاب كشف الجاب عمن تلقى مع سيدي أحد التيجان من الصحاب‪.‬‬
‫ـ عمر بن سعيد بن عثمان الفوت السنغال‪ :‬ولد سنة ‪1797‬م ف قرية الفار من بلد ديار‬
‫بالسنغال حاليّا‪ ،‬تلقى علومه ف الزهر بصر‪ ،‬ولا رجع إل بلده أخذ ينشر علومه بي‬
‫الوثنيي (*)‪ ،‬وكانت له جهود طيبة ف مقاومة الفرنسيي‪ .‬وقد كانت وفاته سنة ‪1283‬هـ‪،‬‬
‫وخلفه من بعده اثنان من أتباعه‪ ،‬وأهم مؤلفاته رماح حزب الرحيم على نور حزب الرجيم‬
‫الذي كتبه سنة ‪ 1261‬ـ ‪1845‬م‪.‬‬
‫ـ ممد عبد الافظ بن عبد اللطيف بن سال الشريف السن التيجان الصري ‪ 1315‬ـ‬
‫‪1398‬هـ وهو رائد التيجانية ف مصر‪ ،‬وقد خلف مكتبة موجودة الن ف الزاوية التيجانية‬
‫بالقاهرة وله كتاب الق واللق‪ ،‬وله الد الوسط بي من أفرط ومن فرط‪ ،‬وشروط الطريقة‬
‫التيجانية كما أسس ملة طريق الق سنة ‪ 1370‬ـ ‪1950‬م‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· من حيث الصل هم مؤمنون بال سبحانه وتعال إيانًا يداخله كثي من الشركيات‪.‬‬

‫· ينطبق عليهم ما ينطبق على الصوفية بعامة من حيث التمسك بعتقدات التصوفة وفكرهم‬
‫وفلسفتهم ومن ذلك إيانم بوحدة الوجود‪ ،‬انظر جواهر العان ‪ ،1/259‬وإيانم بالفناء (*)‬
‫الذي يطلقون عليه اسم (وحدة الشهود (*)) انظر كذلك جواهر العان ‪.1/191‬‬
‫· يقسمون الغيب إل قسمي‪ :‬غيب مطلق استأثر ال بعلمه‪ ،‬وغيب مقيد وهو ما غاب عن‬
‫بعض الخلوقي دون بعض‪ .‬ورغم أن هذا ف عمومه قد يشاركهم فيه غيهم من السلمي إل‬
‫أنم يتوسعون ف نسبة علم الغيب إل مشايهم‪.‬‬

‫ـ يزعمون بأن مشايهم يكشفون (*) عن بصائرهم‪ ،‬فهم يقولون عن شيخهم أحد‬
‫التيجان‪( :‬ومن كماله رضي ال عنه نفوذ بصيته الربانية وفراسته النورانية الت ظهر بقتضاها‬
‫ف معرفة أحوال الصحاب‪ ،‬وف غيها إظهار الضمرات وإخبار بغيبات وعلم بعواقب‬
‫الاجات وما يترتب عليها من الصال والفات وغي ذلك من المور الواقعات"(انظر الواهر‬
‫‪.)1/63‬‬

‫· يدعي زعيمهم أحد التيجان بأنه قد التقى بالنب (*) صلى ال عليه وسلم لقاءً حسيّا ماديّا‬
‫وأنه قد كلمه مشافهة‪ ،‬وأنه تعلم من النب صلى ال عليه وسلم صلة (الفتح لا أغلق)‪ .‬ـ‬
‫صيغة هذه الصلة‪" :‬اللهم صل على سيدنا ممد الفاتح لا أغلق‪ ،‬والات لا سبق‪ ،‬ناصر الق‬
‫بالق‪ ،‬الادي إل صراطك الستقيم‪ ،‬وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم" ولم ف هذه‬
‫الصلة اعتقادات نسوق منها ما يلي‪:‬‬

‫ـ أن الرسول (*) صلى ال عليه وسلم أخب بأن الرة الواحدة منها تعدل قراءة القرآن ست‬
‫مرات‪.‬‬
‫ـ أن الرسول صلى ال عليه وسلم قد أخبه مرة ثانية بأن الرة الواحدة منها تعدل من كل‬
‫ذكر ومن كل دعاء كبي أو صغي‪ ،‬ومن قراءة القرآن ستة آلف مرة؛ لنه كان من الذكار‪.‬‬
‫(انظر الواهر ‪.)1/136‬‬
‫ـ أن الفضل ل يصل با إل بشرط أن يكون صاحبها مأذونا بتلوتا‪ ،‬وهذا يعن تسلسل‬
‫نسب الذن حت يصل إل أحد التيجان الذي تلقاه عن رسول ال ـ كما يزعم‪.‬‬
‫ـ أن هذه الصلة هي من كلم ال تعال بنلة الحاديث القدسية‪( ،‬انظر الدرة الفريدة‬
‫‪.)4/128‬‬
‫ـ أن من تل صلة الفاتح عشر مرات كان أكثر ثوابا من العارف الذي ل يذكرها‪ ،‬ولو‬
‫عاش ألف ألف سنة‪.‬‬
‫ـ من قرأها مرة كُفّرت با ذنوبه‪ ،‬ووزنت له ستة آلف من كل تسبيح ودعاء وذكر وقع ف‬
‫الكون‪ ..‬إل (انظر كتاب مشتهى الارف الان ‪ 299‬ـ ‪.)300‬‬

‫· يلحظ عليهم شدة تويلهم للمور الصغية‪ ،‬وتصغيهم للمور العظيمة‪ ،‬على حسب‬
‫هواهم‪ ،‬ما أدى إل أن يفشو التكاسل بينهم والتقاعس ف أداء العبادات والتهاون فيها وذلك‬
‫لا يشاع بينهم من الجر والثواب العظيمي على أقل عمل يقوم به الواحد منهم‪.‬‬

‫· يقولون بأن لم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الخرين يوم القيامة ومن ذلك‪:‬‬
‫ـ أن تفف عنهم سكرات الوت‪.‬‬
‫ـ أن يظلهم ال ف ظل عرشه‪.‬‬
‫ـ أن لم برزخًا يستظلون به وحدهم‪.‬‬
‫ـ أنم يكونون مع المني عند باب النة حت يدخلوها ف الزمرة الول مع الصطفى صلى‬
‫ال عليه وسلم وأصحابه القربي‪.‬‬

‫· يقولون بأن النب (*) صلى ال عليه وسلم قد نى أحد التيجان عن التوجه بالساء‬
‫السن‪ ،‬وأمره بالتوجه بصلة الفاتح لا أغلق وهذا مالف لصريح الية الكرية‪( :‬ول الساء‬
‫السن فادعوه با) [سورة العراف‪ ،‬الية‪.]180 :‬‬

‫ـ يقولون بأن النب صلى ال عليه وسلم قد أمر أحد التيجان بالتوجه بصلة الفاتح لا أغلق‪،‬‬
‫وأنه ل يأمر با أحدًا قبله‪ ،‬وف ذلك افتراء بأن النب صلى ال عليه وسلم قد كتم عن المة‬
‫السلمة شيئًا ما أوحي إليه من ربه‪ ،‬وقد ادخره حت حان وقت إظهاره حيث باح به لشيخهم‬
‫أحد التيجان‪.‬‬
‫· هم كباقي الطرق الصوفية ييزون التوسل بذات النب صلى ال عليه وسلم وعباد ال‬
‫الصالي‪ ،‬ويستمدون منه ومنهم ومن الشيخ عبد القادر اليلن ومن أحد التيجان ذاته‪،‬‬
‫وهذا ما نى عنه شرع ال الكيم‪.‬‬

‫· تتردد ف كتبهم كثي من ألقاب الصوفية كالنجباء (*) والنقباء (*) والبدال (*) والوتاد‬
‫(*)‪ ،‬وتترادف لديهم كلمتا الغوث (*) والقطب (*) (الذي يقولون عنه بأنه ذلك النسان‬
‫الكامل الذي يفظ ال به نظام الوجود‍‍!!‬

‫· يقولون بأن أحد التيجان هو خات الولياء (*) مثلما أن النب صلى ال عليه وسلم خات‬
‫النبياء‪.‬‬

‫· يقول أحد التيجان (من رآن دخل النة)‪ .‬ويزعم أن من حصل له النظر إليه يومي المعة‬
‫والثني دخل النة‪ .‬ويؤكد على أتباعه بأن النب صلى ال عليه وسلم ذاته قد ضمن له ولم‬
‫النة يدخلونا بغي حساب ول عقاب‪.‬‬

‫· ينقلون عن أحد التيجان قوله‪" :‬إن كل ما أعطيه كل عارف بال أعطي ل"‪.‬‬

‫· وكذلك قوله‪ :‬إن طائفة من أصحابه لو وزنت أقطاب (*) أمة ممد ما وزنوا شعرة فرد من‬
‫أفرادهم‪ ،‬فكيف به هو !!‪.‬‬

‫· وقوله‪" :‬إن قَدَميّ هاتي على رقبة كل ول من لدن خلق ال آدم إل النفخ ف الصور"‪.‬‬

‫· لم ورد يقرؤونه صباحًا ومساءً‪ ،‬ووظيفته تقرأ ف اليوم مرة صباحًا أو مساءً‪ ،‬وذكر ينعقد‬
‫بعد العصر من يوم المعة على أن يكون متصلً بالغروب‪ ،‬والخيان الوظيفة والذكر يتاجان‬
‫إل طهارة مائية‪ ،‬وهناك العديد من الوراد الخرى لناسبات متلفة‪.‬‬
‫· من أخذ وردًا فقد أل نفسه به ول يوز له أن يتخلى عنه وإل هلك وحلت به العقوبة‬
‫العظمى !!‪‍.‬‬

‫· نصّب أحد التيجان نفسه ف مقام النبوة (*) يوم القيامة إذ قال‪" :‬يوضع ل منب من نور يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وينادي مناد حت يسمعه كل من ف الوقف‪ :‬يا أهل الوقف هذا إمامكم الذي كنتم‬
‫تستمدون منه من غي شعوركم" (انظر الفادة الحدية ص ‪.)74‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· ما ل شك فيه بأنه قد استمد معظم آرائه من الفكر الصوف وزاد عليها شيئًا من أفكاره‪.‬‬

‫· وقد نل من كتب عبد القادر اليلن وابن عرب واللج وغيهم من أعلم التصوفة‪.‬‬

‫· وخلل فترة تشكله قبل تأسيس الطريقة قابل عددًا من مشايخ الصوفية وأخذ إذنا وأورادًا‬
‫عنهم وأبرز تلك الطرق القادرية واللوتية‪.‬‬

‫· واستفاد من كتاب القصد الحد ف التعريف بسيدي أب عبد ال أحد تأليف أب ممد عبد‬
‫السلم بن الطيب القادري السين والطبوع بفارس سنة ‪1351‬هـ‪.‬‬

‫· كان لنتشار الهل أثر كبي ف ذيوع طريقته بي الناس‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫· بدأت هذه الركة (*) من فاس وما زالت تنتشر حت صار لا أتباع كثيون ف بلد الغرب‬
‫والسودان الغرب (السنغال) ونيجييا وشال أفريقيا ومصر والسودان وغيها من أفريقيا‪.‬‬
‫· صاحب كتاب التيجانية علي بن ممد الدخيل ال يقدر ف عام ‪1401‬هـ ـ ‪1981‬م‬
‫عدد التيجانيي ف نيجييا وحدها با يزيد على عشرة مليي نسمة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التيجانيي مبتدعون ف عباداتم وكل بدعة (*) ضللة؛ لنم ذهبوا إل تصيص أدعية‬
‫بذاتا غي واردة ف الشرع‪ ،‬وألزموا الناس بعبادات معينة ف أوقات مصوصة ل تستند إل‬
‫أساس‪ ،‬فضلً عن أن لم معتقدات ترج بن يعتنقها عن اللة (*) كالقول باللول (*)‬
‫والتاد‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الداية الادية إل الطائفة التيجانية‪ ،‬الدكتور ممد تقي الدين اللل ـ دار الطباعة الديثة‬
‫بالدار البيضاء‪ ،‬ط‪1397 .2 .‬هـ ـ ‪1977‬م‪.‬‬
‫ـ كتاب مشتهى الارف الان ف رد زلقات التيجان الان‪ ،‬ممد الضر ابن سيدي عبد‬
‫ال بن ماياب الكن الشنقطي ـ طبع بطبعة دار إحياء الكتب العربية بصر‪.‬‬
‫ـ التيجانية‪ ،‬علي بن ممد الدخيل ال‪ ،‬نشر وتوزيع دار طيبة ـ الرياض ـ دار مصر‬
‫للطباعة ‪ 1401‬هـ ـ ‪1981‬م‪.‬‬
‫ـ النوار الرحانية لداية الفرقة التيجانية‪ ،‬عبد الرحن بن يوسف الفريقي ـ ط‪ ،4 .‬توزيع‬
‫الامعة السلمية بالدينة النورة ‪1396‬هـ ـ ‪1976‬م‪.‬‬
‫ـ جواهر العان وبلوغ المان ف فيض سيدي أب العباس‪ ،‬التيجان‪ ،‬وبامشه رماح حزب‬
‫الرحيم على نور حزب الرجيم‪ ،‬قام بمعه علي حرازم (وهو ف جزأين) مطبعة مصطفى‬
‫الباب اللب وأولده بصر‪1380 ،‬هـ ـ ‪1961‬م‪.‬‬
‫ـ القتصد الحد ف التعريف بسيدنا أب عبد ال أحد‪ ،‬أبو ممد عبد السلم بن الطيب‬
‫القادري السين ـ الطبعة الجرية بفاس ـ طبع سنة ‪1351‬هـ‪.‬‬
‫ـ الدرة الريدة شرح الياقوتة الفريدة‪ ،‬ممد بن عبد الواحد السوسي النظيفي‪ ،‬طبعة‬
‫‪1398‬هـ ـ ‪1978‬م‪.‬‬
‫ـ بغية الستفيد بشرح منية الريد‪ ،‬ممد العرب السائح ـ دار العلوم للجميع ـ ‪1393‬هـ‬
‫ـ ‪1973‬م‪.‬‬
‫ـ أقوى الدلة والباهي على أن أحد التيجان خات القطاب الحمديي بيقي‪ ،‬جعه حسي‬
‫حسن الطائي التيجان‪ ،‬دار الطباعة الحمدية ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ أعداد ملة طريق الق‪ ،‬وهي خاصة بالطريقة التيجانية ـ تصدر بالقاهرة‪.‬‬
‫ـ الفكر الصوف ف ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬عبد الرحن عبد الالق‪ ،‬الطبعة الثانية ـ مكتبة ابن‬
‫تيمية‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫السنوسية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫السنوسية دعوة إسلمية مشوبة بالصوفية ؛ ظهرت ف ليبيا‪ ،‬وعمت مراكزها الدينية شال‬
‫أفريقيا والسودان والصومال‪ ،‬وبعض البلد السلمية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· تأسست الدعوة السنوسية ف ليبيا ف القرن الثالث عشر الجري (التاسع عشر اليلدي)‪،‬‬
‫بعد شعور مؤسسها بضعف السلمي وتأخرهم دينيّا وسياسيّا واجتماعيّا‪ ،‬فأنشأ حركته (*)‬
‫التجديدية ‪.‬‬

‫ومن أبرز شخصياتا ‪:‬‬


‫ـ الشيخ ممد بن علي السنوسي ‪1202‬هـ ـ ‪1276‬هـ (‪ 1787‬ـ ‪1859‬م) وهو‬
‫الؤسس للدعوة السنوسية‪ ،‬وتنسب السنوسية لده الرابع‪.‬‬

‫وُلد ف مستغان ف الزائر‪ ،‬ونشأ ف بيت علم وتُقىً‪ .‬وعندما بلغ سن الرشد تابع دراسته ف‬
‫جامعة مسجد القرويي بالغرب‪ ،‬ث أخذ يول ف البلد العربية يزداد علما فزار تونس وليبيا‬
‫ومصر والجاز واليمن ث رجع إل مكة وأسس فيها أول زاوية لا عُرِف فيما بعد بالركة‬
‫السنوسية‪.‬‬

‫وله نو أربعي كتابا ورسالة منها‪ :‬الدرر السنية ف أخبار السللة الدريسية وإيقاظ الوسنان‬
‫ف العمل بالديث والقرآن‪.‬‬

‫ـ الشيخ الهدي ممد بن علي السنوسي ‪ 1261‬ـ ‪1319‬هـ (‪ 1844‬ـ ‪1902‬م)‬


‫خلف والده ف قيادة الدعوة السنوسية وعمره اثنا عشر عاما‪.‬‬
‫ـ الشيخ أحد الشريف السنوسي ابن عم الهدي ـ ولد سنة ‪1290‬هـ (‪1873‬م) تلقى‬
‫تعليمه على يد عمه شخصيّا‪ ،‬وعاصر هجمة الستعمار (*) الوروب على شال إفريقيا‬
‫وهجوم إيطاليا على ليبيا فاستنجد ف عام ‪1917‬م بالكومة العثمانية‪ ،‬فلم تنجده خوفا من‬
‫على مركزها الدين‪ .‬وقد وقف مع (مصطفى كمال أتاتورك) ظنا منه أنه حامي الدين ـ‬
‫كما كان يطلق عليه ـ ولصد الجمة الغربيّة على تركيا‪ ..‬ولا تبي له مقاصده القيقية‬
‫العادية للسلم غادر الشيخ أحد تركيا إل دمشق عام ‪1923‬م‪ ،‬وعندما شعرت فرنسا‬
‫بطره على حكومة النتداب طلبته فهرب بسيارة عب الصحراء إل الزيرة العربية‪.‬‬

‫ـ الشيخ عمر الختار ‪ 1275‬ـ ‪1350‬هـ (‪ 1856‬ـ ‪1931‬م) وهو البطل الجاهد‪،‬‬
‫أسد القيوان‪ ،‬الذي ل تل السنوات السبعون من عمره بينه وبي الهاد (*) ضد اليطاليي‬
‫الستعمرين لليبيا‪ ،‬حيث بقي عشر سنوات يقاتل قوى الستعمار أكب منه بعشرات الرات‪،‬‬
‫ومهزة بأضخم السلحة ف ذلك العصر‪ ،‬إل أن تكن منه الستعمار (*) اليطال الغاشم‪،‬‬
‫ونفّذ فيه حكم العدام وذلك ف يوم الربعاء السادس عشر من أيلول (سبتمب) ‪1931‬م‬
‫ويرجى أن يكون شهيدا ف سبيل ال‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· السنوسية حركة تديدية (*) إسلمية ‪.‬‬

‫ـ تأثّر السنوس ّي بالمام أحد بن حنبل وابن تيمية وأب حامد الغزال وممد بن عبد الوهاب‬
‫وبركته السلفية (*) ف مال العقيدة بوجه خاص‪.‬‬
‫ـ وتأثر السنوسيّ أيضا بالتصوف الال من الشركيات والرافات‪ ،‬كالتوسل بالموات‬
‫والصالي‪ ،‬ووضع منهجا للرتقاء بالسلم‪.‬‬
‫ـ تتشدد السنوسية ف أمور العبادة‪ ،‬وتتحلى بالزهد ف الأكل واللبس‪ .‬وقد أوجب‬
‫السنوسيون على أنفسهم المتناع عن شرب الشاي والقهوة والتدخي‪.‬‬
‫ـ تدعو السنوسية إل الجتهاد (*) وماربة التقليد (*)‪ .‬وعلى الرغم من أن السنوسيّ مالكيّ‬
‫الذهب‪ ،‬إل أنه يالفه إن جاء الق مع غيه‪.‬‬

‫ـ الدعوة إل ال بالكمة والوعظة السنة والبتعاد عن أسلوب العنف واستعمال القوة‪.‬‬

‫ـ الهتمام بالعمل اليدويّ لاد من تعاليم السنوسية‪ .‬وكان السنوسي يقول دائمًا‪" :‬إن‬
‫الشياء الثمينة توجد ف غرس شجرة وف أوراقها" لذلك ازدهرت الزراعة والتجارة ف‬
‫الواحات الليبية حيث مراكز الدعوة السنوسية‪.‬‬

‫ـ "الهاد (*) الدائم ف سبيل ال ضد الستعمرين الصليبيي وغيهم"‪ ،‬هذا هو الشعار الدائم‬
‫للسنوسية‪ .‬وقد دفع ثن ذلك آلف ف جهادهم ضد الستعمار اليطال (*) يرجى أل يرموا‬
‫أجر الشهادة ف سبيل ال‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· إن تربية السنوسي السلمية وقوة إخلصه وحاسه للسلم فضلً عن ذكائه وصلبته ـ‬
‫كل ذلك كان من الدوافع الساسية للحركة السنوسية بشكل عام‪.‬‬

‫· أما الؤثّرات والذور الفكرية والسلوكية الت أثرت ف دعوته فنجملها فيما يلي‪:‬‬

‫ـ تأثره الشديد بتعاليم المام أحد بن حنبل وابن تيمية وممد بن عبد الوهاب وخاصة‬
‫أفكارهم السلفية ف مال العقيدة‪ ،‬وقد اكتسب هذا التأثر أثناء زيارته للحجاز لداء فريضة‬
‫الج عام ‪1254‬هـ (‪1837‬م) الت كانت نقطة البداية للحركة السنوسية‪ .‬وأخذ السنوسيّ‬
‫من الصوفية أساليب البيعة (*) ودرجات التزكية الروحية مثل درجة النتسب ث درجة‬
‫الخوان ث درجة الواص‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫ـ تعد واحة (جغبوب) ف الصحراء الليبية بي مصر وطرابلس مركز الدعوة السنوسية‪ ،‬ففي‬
‫هذه القرية كان يتعلم كل عام مئات من الدعاة‪ ،‬ث يرسلون إل كافة أجزاء أفريقيا الشمالية‪،‬‬
‫دعاة للسلم‪.‬‬

‫· وقد بلغت زوايا السنوسية الفرعية ‪ 121‬زاوية تتلقى من زاويتهم الرئيسية التعليمات‬
‫والوامر ف كل السائل التعلقة بتدبي وتوسيع أمر الدعوة السنوسية الت أصبحت تضم‬
‫السلمي من جيع الجناس‪.‬‬

‫· وانتشرت الدعوة السنوسية ف أفريقيا الشمالية كلها‪ ،‬وقد امتدت زواياها من مصر إل‬
‫مراكش‪ .‬ووصلت جنوبًا إل الصحراء ف السودان والصومال وغربا إل الزائر وكذلك‬
‫انتشرت الدعوة السنوسية ف خارج أفريقية حيث وصلت إل أرخبيل الليو ف الشرق‬
‫القصى‪.‬‬

‫· وقد استطاعت السنوسية أن تنشر السلم ف القبائل الوثنيّة (*) الفريقية وتؤسس الدارس‬
‫التعليمة والزوايا‪ .‬ول يقتصر التعليم على الذكور بل امتد التعليم إل النساء والطفال من‬
‫النسي‪ ،‬واستعانت الدعوة بالنساء لنشر السلم بي نساء القبائل الوثنية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن السنوسية حركة دعوة إسلمية إصلحية تديدية (*) تعتمد ف معظم أمورها على الكتاب‬
‫والسّنة مع تأثر بالتصوف ‪ ،‬وقد ظهرت ف ليبيا ف القرن الثالث عشر الجري‪ ،‬ومنها انتشرت‬
‫إل شال أفريقيا والسودان والصومال وبعض البلد العربية‪ .‬وقد تأثرت هذه الركة الدعوة‬
‫بالمام أحد بن حنبل وشيخ السلم ابن تيمية وأب حامد الغزال والشيخ ممد بن عبد‬
‫الوهاب وحركته السلفية (*) ف مال العقيدة‪ .‬كما تأثرت هذه الركة بالتصوف الال من‬
‫الشركيات والرافات كالتوسل بالموات والصالي ولا منهج متكامل للرتقاء بالسلم‪.‬‬
‫ومؤسس هذه الركة هو ممد بن علي السنوسي ‪ 1202‬ـ ‪1276‬هـ الذي تأثر بالذهب‬
‫الالكي إل أنه يالفه إن جاء الق مع غيه‪ .‬وتعتمد الركة ف الدعوة إل ال على أسس‬
‫الكمة والوعظة السنة والبتعاد عن العنف‪ .‬وهي تتم بالعمل اليدوي الاد والهاد (*)‬
‫الدائم ف سبيل ال ضد الستعمرين والصليبيي وغيهم‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ السلم ف القرن العشرين‪ ،‬عباس ممود العقاد‪.‬‬
‫ـ حركة التجديد السلمي ف العال العرب الديث‪ ،‬جال الدين عبد الرحيم مصطفى‪.‬‬
‫ـ ماضرات عن الركات الصلحية ـ جال الدين الشيّال‪.‬‬
‫ـ ماضرات عن تاريخ العال السلمي العاصر‪ ،‬د‪ .‬عبد الفتاح منصور‪.‬‬
‫ـ ممد بن عبد الوهاب‪ ،‬أحد عبد الغفور عطار‪.‬‬
‫ـ قادة فتح الغرب العرب‪ ،‬ممود شيت خطاب‪.‬‬
‫ـ حاضر العال السلمي‪ ،‬لوثروب ستودارد ـ تعليق شكيب أرسلن‪.‬‬
‫ـ العلم‪ ،‬للزركلي‪.‬‬
‫ـ السلم ف النظرية والتطبيق‪ ،‬الهدية مري جيل ‪.‬‬
‫التمية‬

‫التعريف‪:‬‬

‫التمية طريقة صوفية‪ ،‬تلتقي مع الطرق الصوفية الخرى ف كثي من العتقدات‪ ،‬مثل‪ :‬الغلوّ‬
‫(*) ف شخص الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وادعاء لقياه وأخذ تعاليمهم وأورادهم‬
‫وأذكارهم الت تيزوا با‪ ،‬عنه مباشرة‪ .‬هذا إل جانب ارتباط الطريقة بالفكر والعتقد الشيعيّ‬
‫وأخذهم من أدب الشيعة (*) وجدالم‪ ،‬وماولة العاصرين منهم ربط الطائفة بالركة الشيعيّة‬
‫العاصرة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· مؤسس الطريق‪ :‬ممد عثمان بن ممد أبو بكر بن عبد ال اليغن الحجوب ويلقب‬
‫(بالتم) إشارة إل أنه خات الولياء‪ ،‬ومنه اشتق اسم الطريقة التمية‪ ،‬كما تسمى الطريقة‬
‫أيضا اليغنية ربطا لا بطريقة جد الؤسس عبد ال اليغن الحجوب‪.‬‬

‫ـ وُلد ممد عثمان اليغن (التم) بكة عام ‪1208‬هـ‪1833/‬م‪ ،‬وتلقّى العلوم الشرعيّة‬
‫على يد علمائها‪ ،‬وغلب عليه الهتمام بالتصوف شأن أفراد أسرته جيعا‪ ،‬فانرط ف عدة‬
‫طرق‪ :‬القادرية‪ ،‬النيدية‪ ،‬النقشبندية‪ ،‬الشاذلية‪ ،‬وطريقة جدّه اليغنية‪ ،‬كما تتلمذ على الشيخ‬
‫أحد بن إدريس وأخذ تعاليم الطريقة الدريسية ومن هذه الطرق جيعا استمد تعاليم طريقته‬
‫التمية‪.‬‬

‫ـ أوفده شيخه أحد بن إدريس لنشر الطريقة الدريسية الشاذلية ف السودان‪ ،‬وقد لقى‬
‫ناحا مدودا ف شال السودان وشرقه‪.‬‬
‫ـ بعد وفاة الشيخ أحد بن إدريس ‪1253‬هـ‪1838 /‬م تنافس اليغن وممد بن علي‬
‫السنوسي (مؤسس الطريقة السنوسية) على خلفة الشيخ‪ ،‬وبتأييد من بعض أتباع الشيخ‬
‫كسب اليغن النافسة والتأييد واستطاع أن يكون طريقته التمية وينشيء لا عدة زوايا ف‬
‫مكة وجدة والدينة والطائف‪.‬‬

‫ـ بعث اليغن بأبنائه إل عدة جهات‪ :‬جنوب الزيرة ومصر والسودان للدعوة للطريقة‬
‫التمية ونشرها‪.‬‬

‫ـ ألّف عدة كتب ف التفسي والتوحيد وعدة دواوين شعرية يغلب عليها جيعا الطابع‬
‫الصوف ف لغتها ومضمونا‪ .‬من أهم هذه الكتب‪ :‬تاج التفاسي‪ ،‬النفحات الكّية واللمحات‬
‫القّية ف شرح أساس الطريقة التمية‪ ،‬النور الباق ف مدح النب الصداق‪ ،‬ديوان النفحات‬
‫الدنية ف الدائح الصطفوية‪ ،‬ديوان ممع الغرائب والفرقات من لطائف الرافات الذاهبات‪،‬‬
‫مموعة فتح الرسول‪ ،‬مولد النب السمى بالسرار الربانية‪.‬‬

‫ـ على إثر خلف مع بعض العلماء ف مكة‪ ،‬رحل ممد عثمان اليغن وذهب إل الطائف‪،‬‬
‫حيث أقام هناك حت وفاته عام ‪1268‬هـ‪1853/‬م‪.‬‬

‫السن بن ممد عثمان (التم)‪:‬‬


‫· وُلد ف مدينة بارا بغرب السودان عام ‪1235‬هـ‪1816/‬م من امرأة تزوجها والده بتلك‬
‫الدينة خلل رحلته إل السودان الت أشرنا لا من قبل‪ ،‬التحق بوالده ف مكة وتلقى تعليمه‬
‫با‪ .‬بعث به والده إل السودان لنشر الطريقة التمية‪ .‬لقي السن ناحًا كبيًا ف دعوته ل‬
‫سيما ف شال السودان وشرقه‪ .‬أصبح السن شيخ الطريقة ف السودان وأسّس قرية التمية‬
‫بالقرب من مدينة كسل ف شرق السودان‪ ،‬كمركز للطائفة‪ ،‬وأصبح له مكانة كبية ف تلك‬
‫الناء فاقت مكانة والده مؤسس الطريقة‪ ،‬وظل السن شيخًا للطريقة حت وفاته عام‬
‫‪1286‬هـ‪1899/‬م‪.‬‬

‫ممد عثمان تاج السر بن السن بن ممد عثمان (التم)‪:‬‬


‫· أصبح شيخ الطريقة بعد وفاة والده‪ ،‬وخلل فترة تولّيه زعامة الطائفة ظهرت الركة الهدية‬
‫ف السودان‪ ،‬فعارضها ممد عثمان تاج السر معارضةً شديدةً‪ ،‬وقاد أتباعه من التمية‬
‫لقاومتها وخاضوا عدة معارك ضد جيوش الهدية ف شرق السودان‪ .‬وانتهى المر بزيته‬
‫وفراره إل مصر حيث ظل با حت وفاته عام ‪1303‬هـ‪1886/‬م‪.‬‬

‫علي اليغن بن ممد عثمان تاج السر ‪ 1880‬ـ ‪1968‬م‪:‬‬


‫ولد بزيرة مسّاوي مركز مروري بشمال السودان عام ‪1880‬م‪ ،‬انتقل مع والده إل مدينة‬
‫كسل‪ ،‬وحينما اضطر والده إل الجرة إل مصر إثر هزيته على يد جيوش الهدية‪ ،‬تركه‬
‫والده مع عمه تاج السر السن ف سواكن‪ .‬ث لق بأبيه وبقي ف مصر حت ميء جيش الغزاة‬
‫النليز للسودان‪ ،‬حيث اختاره النليز لرافقتهم ف غزوهم للسودان للقضاء على دولة‬
‫الهدية‪ .‬وحينما تّ للنليز الستيلء على السودان وهزية الهدية‪ ،‬اتذوه صنيعة لم وأطلقوا‬
‫عليه اللقاب ومنحوه الوسة والكافآت نظي خدماته لم‪ .‬واعترفوا به زعيمًا لعموم طائفة‬
‫التمية ف السودان‪ .‬واستفادوا منه ف القضاء على الشاعر الدينية الت حركت الثورة (*)‬
‫الهدية من ناحية‪ ،‬وف كسب ولء السودانيي من ناحية أخرى‪.‬‬

‫ـ وحينما بدأت الركة الهديّة تظهر من جديد على يد أحد أبناء الهدي‪ ،‬وبباركة النليز‪،‬‬
‫شعر علي اليغن بطورة الوقف ل سيما وأن النليز أرادوا ضرب الطائفتي (التمية‬
‫والنصار) والستفادة من العداء التقليدي بينهما والصراع بي زعيميهما‪ .‬نتيجة لذلك تول‬
‫ولء زعيم التمية نو مصر‪ ،‬وأصبح راعيا فيما بعد للحركة السياسية الت كانت تدعو إل‬
‫الوحدة بي مصر والسودان‪ ،‬وظل يرك الحداث السياسية من وراء ستار ويلعب دورا‬
‫خطيا فيها حت وفاته عام ‪1968‬م‪.‬‬

‫ممد عثمان بن علي اليغن‪:‬‬


‫وُلد عام ‪1936‬م‪ ،‬تولّى زعامة الطريقة بعد وفاة والده عام ‪1968‬م‪ ،‬وهو الزعيم الال‬
‫للختمية‪ .‬وخلفا لوالده الذي كان يرّك الحْداث السياسيّة ويشارك فيها من وراء ستار‪،‬‬
‫انرط ممد عثمان ف العمل السياسي‪ ،‬مستندا إل ولء أتباعه وأصبح زعيما للطائفة‬
‫وللحزب (*) التادي الديقراطي الذي تزعّمه‪.‬س وقد استغل ولء أتباعه لدمة الزب بينما‬
‫الزب يضم كثيا من العلمانيي واليساريي‪ ،‬بل وحت النصارى الذين تولوا مناصب عليا فيه‪،‬‬
‫ومن ث اتذ الزب مواقف ل تتلءم مع انتماء الطائفة الدين كتحالفه مع الشيوعيي‪ ،‬وعقد‬
‫اتفاقية من طرف واحد مع التمردين‪ ،‬وأخيا قيادته للتجمع الديقراطي الذي يضم خليطا من‬
‫العلمانيي واليساريي الناهضي لشرع ال والوالي لركة التمرد الت تارب السلم‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· التمية طائف ٌة صوفية تتمسك بعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتم‪:‬‬

‫تبنوا فكرة وحدة الوجود (*) الت نادى با من قبل ميي الدين بن عرب وتلمذته‪ ،‬وقالوا‬
‫بفكرة النور الحمدي والقيقة الحمدية وعبّروا عن ذلك نظما ونثرا وبسطوها لتباعهم ف‬
‫مدائحهم ومناجاتم وأذكارهم وأورادهم‪ ،‬واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي‬
‫والنبجاس والظهور والفيض (*) وغيها من الصطلحات الفلسفية الصوفية‪ .‬واستشهدوا با‬
‫استشهد به أصحاب هذه النظريات من آيات أوّلوها‪ ،‬وأحاديث وضعوها وأفكار انتحلوها‪.‬‬

‫· أسبغوا على الرسول صلى ال عليه وسلم من الوصاف ما ل ينبغي أن يكون إل ل تعال‪،‬‬
‫وذهبوا إل أن حقيقته ل تدرك ويعجز الوصف عن بيان ذاته‪ .‬ومن ث جعلوه صلى ال عليه‬
‫وسلم غاية فنائهم ومنتهى سيهم‪ .‬كما توجهوا بدعائهم واستغاثاتم ورفعوا شكاواهم إليه‪،‬‬
‫سائلينه أن يفك ضيقهم وينصرهم على أعدائهم‪ ،‬ماطبينه صلى ال عليه وسلم بأنه مزيل للغمّ‬
‫والكرب مفرج للهمّ والضيق‪.‬‬
‫· ادعى مشايخ الطريقة بأنم لقوا الرسول صلى ال عليه وسلم ورأوه عيانا‪ ،‬وأنه يضر‬
‫احتفالتم بولده صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأنم تلقوا منه أسس الطريقة وأورادها وتعاليمها‪.‬‬

‫ـ فمؤسس الطريقة يدّعي أنه وضع راتبه بإذن من الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأنه هو‬
‫الذي أمره بتصنيف الولد وأن يعل إحدى قافيته هاء والخرى نونا‪ ،‬وبشّره بأنه يضر‬
‫قراءته‪ ،‬وأن الدعاء عنده مستجاب ف ختمه وعند ذكر ولدته صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ـ كما يزعم أيضا أن الرسول صلى ال عليه وسلم أوصى رضوان بأن يعمر جنانا ومساكن‬
‫له ولبنائه وصحبه وأتباعه وأتباع أتباعه إل يوم القيامة‪ ،‬وأمر مالك بأن يعمر ف النار مواضع‬
‫لعدائه‪.‬‬

‫· يدعي مشايخ التمية بأنم الدخل للحضرات اللية‪ ،‬وأن مقامهم برزخ بي النبوة (*)‬
‫والولية (*)‪ ،‬ويدعون أن لم التصرف ف الكون‪ ،‬وأنم يغيثون من يلتجئ إليهم ويتمي‬
‫بماهم‪ ،‬فيزيلون كربات الكروبي‪ ،‬وهمّ الهمومي‪ ،‬وأنم الوسيلة للسعادة ف الدنيا والنجاة‬
‫من العذاب يوم الدين‪.‬‬

‫· يدعى مؤسس الطريقة‪ ،‬بأنه خات الولياء وأنه أعظم من كل الولياء السابقي وأن مكانته‬
‫تأت بعد مكانة الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫· يقول مؤسس الطريقة أيضا‪" :‬إن من رآن أو رأى من رآن إل خسة ل تسه النار" ويزعم‬
‫أن الرسول صلى ال عليه وسلم أخبه بذلك‪.‬‬

‫كما يدعي أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال له‪" :‬من صحبك ثلثة أيام ل يوت إل وليا"‬
‫وحينما قدم الدينة قال له الرسول صلى ال عليه وسلم‪":‬إن من زارن ف سنتك هذه والت‬
‫قبلها والت بعدها فعندنا مقبول"‪.‬‬

‫· للطريقة التمية أوراد وأذكار وآداب معينة ف الذكر والدعاء ميّزوا با أنفسهم وركزوا‬
‫عليها دون غيها‪.‬‬
‫ـ كما يهتمون بإقامة احتفالت معينة وإحياء مناسبات خاصة‪ :‬كإحياء ذكرى مولد النب‬
‫صلى ال عليه وسلم والحتفال بولد ووفاة مشايخ الطريقة‪ ،‬وإقامة ما يعرف لديهم بليال‬
‫الذكر أو الولية‪ ،‬ويارسون ف كل ذلك طقوسا خاصة ف الزيّ‪ ،‬والذكر والنشاد‪.‬‬

‫ـ أذكار الطريقة وأورادها بعيدة كل البعد عن الذكار الواردة ف القرآن أو الأثور عن‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم‪ .‬كما يصصون أورادًا معينة بأيام وأوقات خاصة من غي دليل‬
‫شرعي أو سند من أثر‪ ،‬كما يغلب على أورادهم وأذكارهم السجع التكلف الذي يصرف‬
‫الذهن عن التوجّه إل ال ف صدق وإخلص‪ .‬كما أن بعض أورادهم تشتمل على ألفاظ‬
‫أعجمية وأساء غريبة لروحانيات ياطبونا ـ كما يزعمون ـ ويسعون إل السيطرة عليها‬
‫وتسخيها لدمتهم ف مناصرة أتباعهم‪ ،‬وإلاق الذى بصوصهم‪.‬‬

‫· للختمية بيعة (*) خاصة يردد فيها الريد من بي ما يردد من أقوال‪" :‬اللهم إن تبت إليك‬
‫ورضيت بسيدي السيد ممد عثمان اليغن شيخا ل ف الدنيا والخرة فثبتن اللهم على مبته‬
‫وعلى طريقته ف الدنيا والخرة"‪.‬‬

‫· للختمية خلوة للعبادة‪ ،‬يطلبون فيها من الريد أن يطلب الدد من الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم وجبيل ومشايخ الطريقة‪ ،‬كما يطلبون منه استحضار صورة السيد ممد عثمان (التم)‬
‫حت تظهر منه روحانيته‪ .‬ث يظهر نور من جهة القلب ويظل هكذا ـ كما يزعمون ـ حت‬
‫تظهر للمريد روحانية النبّ صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫· هناك ارتباط وثيق بي فكر التمية وفكر الشيعة (*)‪ ،‬كما ياول العاصرون منهم الربط بي‬
‫طائفتهم وبي الركة الشيعية العاصرة‪.‬‬

‫ـ يربط مشايخ الطريقة نسبهم بأئمة الشيعة الثن عشرية‪ ،‬ويعتبون أنفسهم من سللتهم‪،‬‬
‫علما بأن المام الثان عشر عند الشيعة ـ وحسب مقولتهم ـ اختفى أو غاب وهو صغي ل‬
‫يتجاوز الثالثة أو الامسة من عمره‪.‬‬
‫ـ تبنت الطائفة فكر الشيعة حول آل البيت‪ ،‬وارتباطهم بقضية المامية واستحقاقهم لا‪ ،‬كما‬
‫استندوا إل أدب الشيعة وحججهم وبراهينهم لثبات أحقية أهل البيت بالولية والمامة سعيا‬
‫لثبات هذا الق لشايهم‪.‬‬

‫ـ وقع بعض التمية العاصرين فيما وقع فيه الشيعة من تريح للصحابة واتامهم بأنم كتموا‬
‫بعض الحاديث الدالة على ولية علي ـ رضي ال عنه ـ كما يزعمون‪ .‬وفسروا أحداث‬
‫التاريخ السلمي بثل ما فسر به الشيعة‪ ،‬من الدعاء بأن هناك مؤامرات حيكت من أجل‬
‫إبعاد أهل البيت من تولّي السلطة والمامة‪.‬‬

‫ـ ربط التمية العاصرون تاريخ طائفتهم ومستقبلها بتاريخ الركة الشيعية‪ ،‬عن طريق الربط‬
‫بي أصول التصوف والتشيّع من ناحية‪ ،‬وعن طريق ربط حركة البعث السلمي وقصرها‬
‫على الطائفتي الؤمنتي بولية أهل البيت (الشيعة والتمية) ـ كما يزعمون ـ من ناحية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫يدّد مؤسس الطريقة ممد عثمان اليغن الصادر الت استمد منها أصول طريقته قائلً‪" :‬اعلم‬
‫أن طريقتنا هذه متمعة من خسة حروف نقشها (نقش جم) تنقش من الفؤاد التصوف جم‪،‬‬
‫فالنون نقشبندية‪ ،‬والقاف قادرية‪ ،‬والشي شاذلية‪ ،‬واليم جنيدية‪ ،‬واليم ميغنية‪ ،‬وهي متوية‬
‫على أسرار هذه الطرق المس وبعض أواردها"‪.‬‬

‫· يتضح من تليل معتقداتم وأفكارهم أنم استفادوا من ذلك التراث الصوف الفلسفي‬
‫الغنوصي (*) الذي بدأه اللج‪ ،‬وعدّل فيه وزاد عليه وطوّره تلمذته كابن سبعي وابن‬
‫الفارض‪ ،‬وعبوا عنه ف نظرياتم عن الفناء (*) واللول (*) والتاد (*) ووحدة الوجود‬
‫(*)‪.‬‬
‫· استمد التمية ـ العاصرون منهم خاصةً ـ كثيا من أفكارهم من فكر الشيعة (*)‬
‫ومعتقداتم واستفادوا من أدب الشيعة وما استندوا إليه من جدل (*) حول المامة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫ـ بدأت الطريقة من مكة والطائف‪ ،‬وأرست لا قواعد ف جنوب وغرب الزيرة العربية‪،‬‬
‫كما عبت إل السودان ومصر‪.‬‬

‫ـ تتركز قوة الطريقة من حيث التباع والنفوذ الن‪ ،‬ف السودان‪ ،‬ل سيما ف شال السودان‬
‫وشرقه وأطراف إريتريا التاخة للسودان ومصر‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التمية طريقة صوفية تلتقي مع الطرق الصوفية الخرى ف كثي من العتقدات النحرفة‬
‫والت من أبرز الغلو (*) ف شخص الرسول صلى ال عليه وسلم والقول باللول ووحدة‬
‫الوجود‪ .‬هذا فضلً عن ارتباطها الوثيق ـ ف العصر الاضر ـ بالفكر والعتقد الشيعي خاصة‬
‫فيما يتعلق بأقوال الشيعة وجدلم حول المامة‪ ،‬وينتشر أتباع هذه الطريقة حاليّا ف مصر وف‬
‫السودان وباصة ف الشمال والشرق‪ ،‬وأطراف إريتريا التاخة للسودان‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ مموعة النفحات الربانية‪ ،‬الشتملة على سبعة رسائل ميغنية‪ ،‬مصر‪ ،‬مصطفى اللب ط ثانية‬
‫‪1400‬هـ‪1980/‬م‪.‬‬
‫ومن أهم ما تشتمل عليه‪:‬‬
‫(أ) النفحات الكية واللمحات القية ف شرح أساس الطريقة التمية‪ ،‬ممد عثمان اليغن الكّي‪.‬‬
‫(ب) لؤلؤة السن الساطعة ف بعض مناقب ذي السرار اللمعة‪ ،‬جعفر الصادق بن ممد عثمان‪.‬‬
‫(ج) شرح الراتب السمى بالسرار الترادفة‪ ،‬ممد عثمان اليغنّ الكّي‪.‬‬
‫ـ النور الباق ف مدح النب الصداق‪ ،‬ممد عثمان اليغن‪ ،‬القاهرة مكتبة القاهرة د‪ .‬ت‪.‬‬
‫ـ تاج التفاسي‪ ،‬ممد عثمان اليغن بيوت‪ ،‬دار العرفة ‪1399‬هـ‪1979/‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان النفحات الدنية ف الدائح الصطفوية‪ ،‬ممد عثمان اليغن‪ ،‬ملحق بالنور الباق‪.‬‬
‫ـ مموعة فتح الرسول ـ ممد عثمان اليغن‪ ،‬مصر‪ ،‬مصطفى اللب ‪1367‬هـ‪1948 /‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان ممع الغرائب والفارقات من لطائف الرافات الذاهبات‪ ،‬ممد عثمان اليغن‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫مصطفى اللب ‪1355‬هـ‪1936/‬م‪.‬‬
‫ـ مولد النبّ السمى بالسرار الربانية‪ ،‬ممد عثمان اليغن‪ ،‬الرطوم‪ ،‬الكتبة السلمية‪ ،‬ط أول‬
‫‪1396‬هـ‪1976/‬م‪.‬‬
‫ـ الديوان الكبي السمى رياض الديح‪ ،‬جعفر بن ممد عثمان اليغن‪ ،‬بيوت‪ ،‬الكتبة الثقافية‪.‬‬
‫ـ طائفة التمية أصولا التاريية وأهم تعاليمها‪ ،‬أحد ممد أحد جلي‪ ،‬بيوت‪ ،‬دار خضر للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط أول ‪1413‬هـ‪1992/‬م‪.‬‬
‫ـ التمية‪ :‬العقيدة والتاريخ والنهج‪ ،‬ممد أحد حامد ممد خي الرطوم‪ ،‬دار الأمون‪ ،‬ط ثانية‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫ـ تاج الولياء‪ ،‬علي زين العابدين‪ ،‬دار مكتبة اللل‪ ،‬ط أول ‪1984‬م‪.‬‬
‫ـ مموع الوراد الكبي‪ ،‬ممد عثمان اليغن‪ ،‬مصر‪ ،‬مصطفى اللب ‪1358‬هـ‪1939/‬م‪.‬‬
‫البيلوية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫البيلوية فرقة صوفية نشأت ف شبه القارة الندية الباكستانية ف مدينة بريلي ف ولية‬
‫أوترابراديش بالند أيام الستعمار (*) البيطان وقد اشتهرت بحبة وتقديس النبياء‬
‫والولياء(*) بعامة‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم باصة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· مؤسس هذه الفرقة أحد رضا خان تقي علي خان وقد كان من ‪1272‬ـ ‪‍ 1340‬ه‬
‫الوافق ‪1865‬ـ ‪1921‬م ولقد سى نفسه عبد الصطفى‪ ،‬وهذا ل يوز ف السلم‪ ،‬لن‬
‫العبودية ل وحده‪ .‬ولد ف بريلي بولية اترابراديش وتتلمذ على اليزا غلم قادر بيك‪.‬‬
‫ـ زار مكة الكرمة وقرأ على بعض الشايخ فيها عام ‪1295‬هـ‍‪ ،‬وكان نيلً حاد الزاج‪،‬‬
‫مصابا بالمراض الزمنة‪ ،‬دائم الشكوى من الصداع والم الظهر‪ ،‬شديد الغضب‪ ،‬حاد‬
‫اللسان‪ ،‬مع فطنة وذكاء‪ ،‬ومن أبرز كتبه أنباء الصطفى وخالص العتقاد ودوام العيش والمن‬
‫والعي‪ ،‬لناعت الصطفى ومرجع الغيب واللفوظات وله ديوان شعر حدائق بش‪.‬‬
‫· ديدار علي‪ :‬بريلوي‪ ،‬ولد سنة ‪1270‬هـ‍ ف نواب بور بولية ألور وتوف ف أكتوبر‬
‫‪1935‬م ومن مؤلفاته تفسي ميزان الديان وعلمات الوهابية‪.‬‬
‫· نعيم الدين الراد آبادي ‪1300‬ـ ‪1367‬هـ‍ الوافق ‪1883‬ـ ‪1948‬م وهو صاحب‬
‫الدرسة الت ساها الامعة النعيمية ويلقب بصدر الفاضل‪ ،‬ومن كتبه الكلمة العليا ف عقيدة‬
‫علم الغيب‪.‬‬
‫· أمد علي بن جال الدين بن خدابش‪ :‬ولد ف كهوسي‪ ،‬وترج ف الدرسة النفية بونبور‬
‫سنة ‪ 1320‬ه‍ـ‪ ،‬وكان موته سنة ‪1367‬هـ‍ الوافق ‪1948‬م وله كتاب بار شريعت‪.‬‬
‫· حشمت علي خان‪ :‬ولد ف لكهنو‪ ،‬وفرغ من دراسته سنة ‪ 1340‬هـ‍‪ ،‬وكان يسمى‬
‫نفسه كلب أحد رضا خان معتزا بذه التسمية وله كتاب تانب أهل السنة‪ ،‬ويلقب بـ‬
‫(غيظ النافقي )‪ ،‬وكان موته سنة ‪ 1380‬هـ‍‪.‬‬

‫· أحد يارخان‪1971-1906 :‬م كان شديد التعصب للفرقة‪ ،‬ومن مؤلفاته جاء الق وزهق‬
‫الباطل‪ ،‬سلطنت مصطفى‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· يعتقد أبناء هذه الطائفة بأن الرسول (*) صلى ال عليه وسلم لديه قدرة يتحكم با ف‬
‫الكون‪ ،‬يقول أمد علي‪ " :‬إن النب صلى ال عليه وسلم نائب مطلق ل سبحانه وتعال‪ ،‬وإن‬
‫العال كله تت تصرفاته‪ ،‬فيفعل ما يشاء‪ ،‬يعطي ما يشاء لن يشاء‪ ،‬ويأخذ ما يشاء‪ ،‬وليس‬
‫هناك أحد مصرّف لكمه ف العالي‪ ،‬سيد الدميي‪ ،‬ومن ل يعله مالكا له حرم من حلوة‬
‫السنة"‪.‬‬

‫· وأن ممدا صلى ال عليه وسلم والولياء من بعده لديهم قدرة على التصرف ف الكون‬
‫يقول أحد رضا خان‪" :‬يا غوث" أي يا عبد القادر اليلن "إن قدرة" كن "حاصلة لحمد‬
‫من ربه‪ ،‬ومن ممد حاصلة لك‪ ،‬وكل ما يظهر منك يدل على قدرتك على التصرف‪ ،‬وأنك‬
‫أنت الفاعل القيقي وراء الجاب"‪.‬‬

‫· لقد غالوا ف نظرتم إل النب صلى ال عليه وسلم حت أوصلوه إل قريب من مرتبة اللوهية‬
‫‪ -‬والعياذ بال ‪ -‬يقول أحد رضا خان ف حدائق بشش ‪" :2/104‬أي يا ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم ل أستطيع أن أقول لك ال‪ ،‬ول أستطيع أن أفرق بينكما‪ ،‬فأمرك إل ال هو أعلم‬
‫بقيقتك"‪.‬‬
‫· كما بالغوا ف إضفاء الصفات الت تالف القيقة على النب صلى ال عليه وسلم حت جعلوه‬
‫عالا للغيب‪ ،‬يقول أحد رضا خان ف كتابه خالص العتقاد ص ‪ " :33‬إن ال تبارك وتعال‬
‫أعطى صاحب القرآن سيدنا ومولنا ممد صلى ال عليه وسلم جيع ما ف اللوح الحفوظ "‪.‬‬

‫· لديهم عقيدة اسها (عقيدة الشهود) حيث إن النب صلى ال عليه وسلم ف نظرهم حاضر‬
‫وناظر لفعال اللق الن ف كل زمان ومكان‪ ،‬يقول أحد يارخان ف كتابه جاء الق‬
‫‪" :1/160‬العن الشرعي للحاضر والناظر هو أن صاحب القوة القدسية يستطيع أن يرى‬
‫العال مثل كفه من مكان وجوده‪ ،‬ويسمع الصوات من قريب ومن بعيد‪ ،‬ويطوف حول‬
‫العال ف لحة واحدة ويعي الضطرين‪ ،‬وييب الداعي"‪.‬‬

‫· ينكرون بشرية النب صلى ال عليه وسلم ويعلونه نورا من نور ال‪ .‬يقول أحد يارخان ف‬
‫كتابه مواعظ نعيمية ص ‪" :14‬إن الرسول صلى ال عليه وسلم نور من نور ال‪ ،‬وكل‬
‫اللئق من نوره "ويقول أحد رضا خان ف أشعاره " ما قيمة هذا الطي والاء إذا ل يكن‬
‫النور اللي حل ف صورة البشر"‪.‬‬

‫· يثون أتباعهم على الستغاثة بالنبياء (*) والولياء (*)‪ ،‬ومن يستنكر عليهم ذلك يرمونه‬
‫باللاد (*)‪ ،‬يقول أمد علي ف كتابه بار شريعت ‪ " :1/122‬إن النكرين للستمداد‬
‫بالنبياء والولياء وبقبورهم‪ ،‬ملحدون"‪.‬‬

‫· يشيدون القبور ويعمرونا ويصصونا وينيون فيها الشموع والقناديل وينذرون لا النذور‪،‬‬
‫ويتبكون با ويقيمون الحتفالت لجلها‪ ،‬ويضعون عليها الزهور والورود والردية‬
‫والستائر‪ ،‬ويدعون أتباعهم للطواف حول الضريح تبكا به‪.‬‬

‫· لديهم غلو (*) شديد ف تقديس شخصية عبد القادر اليلن‪ ،‬ويعظمون باقي الولياء من‬
‫أئمة التصوفة وينسبون إليهم أفعالً خيالية خارقة للعادات متسمة بالنسيج الراف السطوري‪.‬‬
‫· ويقولون بالسقاط وهي صدقة تدفع عن اليت بقدار ما ترك من الصلة والصيام وغيها‪،‬‬
‫ومقدار الصدقة عن كل صلة أو صيام تركه اليت هو مقدار صدقة الفطر العروفة‪ ،‬وقد‬
‫يعمدون إل اليلة ف ذلك إذ يوزعون مقدارا يغطي سنة واحدة ث يستردون ذلك هبة ومن ث‬
‫يعيدون توزيعه‪ ،‬ويكررون ذلك بعدد السني الت تركت فيها تلك الفريضة‪.‬‬

‫· أعظم أعيادهم هو ذكرى الولد النبوي الشريف إذ ينفقون فيه الموال الطائلة‪ ،‬وهو يوم‬
‫مقدس مشهور لديهم‪ ،‬ينشدون فيه الناشيد الت تجد الرسول صلى ال عليه وسلم من خلل‬
‫القصص الرافية ويقرءون فيه كتاب سرور القلوب ف ذكر الولد الحبوب الذي ألفه أحد‬
‫رضا خان مله بالساطي واليالت‪.‬‬

‫· العراس‪ :‬وهي تعن زيارة القبور والجتماع عليها من مثل عرس الشيخ الشاه وارث ف‬
‫بلدة ديوه وعرس الواجة معي الدين جشت‪ ،‬حيث يتمع له الليي ويتلط فيه الرجال‬
‫بالنساء وتصل فيه بعض الفاسد الحرّمة شرعا‪.‬‬

‫ـ إن من يترك الصوم والصلة يد له خلصا‪ ،‬أما الطامة الكبى والصيبة العظمى ف‬


‫نظرهم فإنا تقع على من يتخلف عن الحتفال بالولد أو الفاتة أو العرس‪ .‬وهم يكفّرون‬
‫السلمي من غي البيلويي لدن سبب ول يتركوا تمعا إسلميّا ول شخصية إسلمية من‬
‫وصف الكفر‪ ،‬وكثيا ما يرد ف كتبهم بعد تكفي (*) أي شخص عبارة "ومن ل يكفره فهو‬
‫كافر"‪ ،‬وقد شل تكفيهم الديوبنديي وزعماء التعليم والصلح ومرري الند من الستعمار‬
‫(*)‪ .‬كما شل الشيخ إساعيل الدهلوي وهو من علماء الند من حاربوا البدع والرافات‪،‬‬
‫وممد إقبال والرئيس الباكستان الراحل ضياء الق وعددا من وزرائه‪.‬‬

‫ـ وهم يكفرون شيخ السلم ابن تيمية وينعتونه بأنه متل وفاسد العقل (*) ويدرجون معه‬
‫تلميذه ابن القيم‪.‬‬

‫ـ يكرهون المام ممد بن عبد الوهاب ويرمونه بأشنع التهم وأسوأ اللفاظ وما ذلك إل‬
‫لنه وقف أمام الرافات موقفا حازما داعيا إل التوحيد الالص‪.‬‬
‫· يعملون دائما على شق صفوف السلمي وتوهي قوتم وإضعافهم وإدخالم ف متاهات من‬
‫اللفات الت ل طائل تتها‪ .‬فمن ذلك إصرارهم على بدعة تقبيل البامي عند الذان ومسح‬
‫العيني بما‪ ،‬واعتبار ذلك من المور الساسية ول يتركها ‪ -‬ف نظرهم ‪ -‬إل من كان عدوا‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ويزعمون أن من يفعل ذلك ل يرمد أبدا‪ ،‬انظر مؤلفهم مني‬
‫العيني ف تقبيل البامي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫تصنف هذه الفرقة من حيث الصل ضمن جاعة أهل السنة اللتزمي بالذهب النفي‪ .‬وهذا‬
‫خطأ حيث يرى بعض الدارسي أن أسرة مؤسس الفرقة كانت شيعية ث أظهرت تسننها تقية‬
‫(*)‪ ،‬لكنهم مزجوا عقائدهم بعقائد أخرى ودأبوا على الحتفال بالولد النبوي على غرار‬
‫الحتفالت بعيد رأس السنة اليلدية‪ .‬وهم يغلون ف شخصية النب صلى ال عليه وسلم با‬
‫يوازي الرافات النسوبة إل عيسى عليه الصلة والسلم‪.‬‬

‫· وبسبب عيشهم ضمن القارة الندية ذات الديانات التعددة فلقد انتقلت أفكار من الندوسية‬
‫والبوذية لتمازج عقيدتم السلمية‪.‬‬

‫· لقد أضفوا على النب (*) صلى ال عليه وسلم وعلى الولياء (*) صفات تاثل تلك الصفات‬
‫الت يضفيها الشيعة (*) على أئمتهم العصومي ف نظرهم‪.‬‬

‫· كما انتقلت إليهم عقائد غلة التصوفة والقبوريي وشركياتم ونظرياتم ف اللول (*)‬
‫والوحدة والتاد (*) حت صارت هذه المور جزءا من معتقداتم‪.‬‬

‫هذا ويؤخذ على البيلوية‪:‬‬

‫· التطرف الشديد والغلو ف الرسول (*) صلى ال عليه وسلم ومزج ذلك بعقائد الشركي‪.‬‬
‫· مانبتهم الصواب ف هجومهم وافتراءاتم على شيخ السلم ابن تيمية وعلى المام ممد بن‬
‫عبد الوهاب وعلى كل دعاة التوحيد الالص من أفاضل علماء المة السلمية‪.‬‬

‫· إطلق العنان للسنتهم ف تكفي (*) السلمي لجرد مالفتهم ف الرأي‪.‬‬


‫· سعيهم الدؤوب لتفريق كلمة السلمي وتوهي قوتم‪.‬‬
‫· على الرغم ما سبق فإن هذه الفرقة ونظياتا تتاج إل من يني لا الطريق بالكمة والوعظة‬
‫السنة ويزيل عن أعي أصحابا ومريديها أوهام الهل والرافة والتخلف حت تكون على‬
‫الادة الستقيمة‪ ،‬كما حصل بالفعل ف بعض الماكن‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫· انطلقت الدعوة من بريلي بولية أوترابرديش بالند‪ ،‬لتنتشر ف القارة الندية كلها (الند‬
‫والباكستان وبنجلديش وبورما سريلنكا)‪.‬‬

‫· لم وجود ف انلترا‪ ،‬كما لم نفوذ ف جنوب أفريقيا وكينيا ومورشيوس وعدد من البلدان‬
‫ف قارة أفريقيا‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫إن البيلوية فرقة صوفية نشأت ف شبه القارة الندية الباكستانية إبان الستعمار (*) البيطان‪،‬‬
‫وهم يغلون (*) ف النبياء (*) والولياء (*)‪ ،‬وياربون دعاة التوحيد الالص‪ ،‬ويعتقدون أن‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم له قدرة يتحكم با ف الكون‪ ،‬وأنه صلى ال عليه وسلم‬
‫والولياء من بعده لم قدرة على التصرف ف الكون‪ ،‬ولديهم عقيدة اسها عقيدة الشهود‬
‫فيعتقدون أن النب صلى ال عليه وسلم حاضر وناظر لعمال اللق ف كل زمان ومكان‪،‬‬
‫وهم ينكرون بشريته صلى ال عليه وسلم ويثون أتباعهم على الستغاثة بالنبياء ويشيدون‬
‫القبور ويعمرونا وينيونا بالشموع والقناديل‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ البيلوية‪:‬عقائد وتاريخ‪ ،‬إحسان إلي ظهي ـ ط ‪ 1‬ـ ‪1403‬هـ‪1983/‬م ـ إدارة ترجان‬
‫السنةـ لهور ـ باكستان‪.‬‬
‫ـ البيلوية‪ ،‬رسالة ماجستي مقدمة إل جامعة المام ممد بن سعود السلمية بالرياض ـ كلية أصول‬
‫الدين‪.‬‬
‫ـ المن والعلى لناعت الصطفى‪ ،‬أحد رضا خان ـ قادري بكديو ـ بريلي ـ الند‪.‬‬
‫ـ أبناء الصطفى‪ ،‬أحد رضا خان ـ مطبعة صبح صادق ـ بديوان الند ‪1318‬هـ‪.‬‬
‫ـ أنوار رضا‪ ،‬جاعة من الؤلفي ـ لهور ـ ‪1397‬هـ‪.‬‬
‫ـ بار شريعت‪ ،‬أمد علي العظمي ـ دلي ـ الند‪.‬‬
‫ـ تانب أهل سنت‪ ،‬حشمت علي خان ـ بريس بيلي بيت ـ الند‪.‬‬
‫ـ جاء الق وزهق الباطل‪ ،‬أحد يارخان نعيمي ـ كانفور ـ الند‪.‬‬
‫ـ حدائق بش‪ ،‬أحد رضا خان ـ مراد آباد ـ الند‪.‬‬
‫ـ خالص العتقاد‪ ،‬أحد رضا خان ـ بريلي ـ الند ‪1328‬هـ‪.‬‬
‫ـ سلطنت مصطفى‪ ،‬أحد يارخان ـ كانفور ـ الند‪.‬‬
‫ـ ملة صراط مستقيم‪ ،‬ممود أحد ميفوري ـ برمنجهام ـ بريطانيا ـ أغسطس ‪1980‬م‪.‬‬
‫ـ ملفوظات‪ ،‬أحد رضا خان ـ لهور ـ باكستان‪.‬‬
‫ـ الكوكبة الشهابية ف كفريات أب الوهابية‪ ،‬أحد رضا خان ـ عظيم آباد ـ الند ـ ‪1316‬هـ‪.‬‬
‫ـ تسكي الواطر ف مسألة الاضر والناظر‪ ،‬أحد سعيد ـ طبعة سكر ـ باكستان‪.‬‬
‫الديوبندية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫تنسب الديوبندية إل جامعة ديوبند ‪ -‬دار العلوم ف الند‪.‬‬

‫فهي مدرسة فكرية عميقة الذور طبعت كلّ خريج منها بطابعها العلمي الاص‪ ،‬حت أصبح‬
‫ينسب إليها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· أسس جامعة ديوبند مموعة من علماء الند بعد أن قضى النليز على الثورة(*) السلمية‬
‫ف الند(*) عام ‪1857‬م فكان تأسيسها ردً فعل قويّ‪ ،‬لوقف الزحف الغرب ومدنيته الاديّة‬
‫على شبه القارة الندية لِنقاذ السلمي من ماطر هذه الظروف‪ ،‬خاصة وأن دلي العاصمة قد‬
‫خرّبت بعد الثورة‪ ،‬وسيطر عليها النليز سيطرة كاملة‪ ،‬وخاف العلماءُ أن يُبْتَلع دينُهم‪ ،‬فأخذ‬
‫الشيخ إمداد ال الهاجر الكي وتلميذه الشيخ ممد قاسم الناناتووي وأصحابم برسم الطط‬
‫للمحافظة على السلم وتعاليمه‪ .‬فرأوا أن الل بإقامة الدارس الدينية‪ ،‬والراكز السلمية‪.‬‬
‫وهكذا أسست الدرسة السلمية العربية بديوبند كمركز للدين والشريعة ف الند ف عصر‬
‫حكومة النليز‪.‬‬

‫ـ وقد بدأت دار العلوم بدرسة دينية صغية بقرية ديوبند تأسست ف ‪ 15‬مرم ‪1283‬هـ‬
‫الوافق ‪ 30‬أيار ( مايو ) ‪1866‬م‪ ،‬ث أصبحت من أكب العاهد الدينية العربية ف شبه القارة‬
‫الندية‪.‬‬

‫ـ وف عام ‪1291‬هـ ت إنشاء البناء الاص بالامعة‪ ،‬بعد بقائها تسع سنوات بدون بناء‬
‫وكانت الدروس ف ساحة السجد الصغي وف الواء الطلق‪.‬‬

‫من أبرز شخصيات هذه الدرسة الفكرية‪:‬‬


‫· الشيخ ممد قاسم ولد بناتوته سنة ‪1248‬هـ ورحل إل سهارنبور ف صغر سنه وقرأ‬
‫الختصرات على الشيخ ممد نواز الارنبوري‪ .‬ث سافر إل دهلي وقرأ على الشيخ ملوك على‬
‫النانوت سائر الكتب الدراسية‪ ،‬وأخذ الديث على الشيخ عبد الغن بن أب سعيد الدهلوي‪،‬‬
‫وأخذ الطريقة عن الشيخ الاج إمداد ال العمري التهانوي الهاجر الكي‪ ،‬وكان من قام ضد‬
‫الستعمار (*) البيطان ف الثورة الشهورة سنة ‪1273‬هـ‪ .‬وف ‪ 15‬مرم ‪1273‬هـ‬
‫أسس مدرسة دار العلوم بديوبند وتمل مسؤلية إدارتا وشاركت ف تربية طلبا رفيقة الشيخ‬
‫رشيد أحد الكنكوهي‪ .‬وقد لص هدفها ف رده على اللورد ميكال النليزي بقوله‪ " :‬إن‬
‫غرضنا من التعليم هو إياد جيل يكون بلونه وعنصره هنديا‪ ،‬يتنور قلبه وعقله بنور السلم‪،‬‬
‫وتوج نفسه بالعواطف السلمية‪ ،‬ثقافة وحضارة وسياسة "‪.‬‬

‫وذلك ردا على قول اللورد ميكال " إن الفرصة من خطتنا التعليمية هو إنشاء جيل من الند‪،‬‬
‫يكون هندي النسل واللون‪ ،‬وأورب الفكر والذهن "‪.‬‬

‫· الشيخ أحد الكنكوهي‪ :‬أحد أعلم النفية وأئمتهم ف الفقه والتصوف قرأ على كبار‬
‫مشايخ عصره حت برع وفاق أقرانه ف النقول والعقول واستفاد منه خلق كثي‪ .‬وهو أحد‬
‫الذين بايعوا الشيخ إمداد ال الهاجر الكي على الطريقة‪ .‬وكان زميلً للشيخ ممد قاسم‬
‫الناناتوي‪ .‬وله مؤلفات عديدة منها مموعة فتاواه ف عدة ملدات‪ ،‬توف عام ‪1323‬هـ‪.‬‬
‫· الشيخ حسي أحد الدن واللقب بشيخ السلم‪ :‬ولد ف التاسع عشر من شوال سنة‬
‫‪1296‬هـ وتلقى مبادئ العلوم ف تانده من مديرية فيض آباد الند وطن آبائه‪ .‬وف سنة‬
‫‪1309‬هـ سافر إل دار العلوم الديوبندية وفيها تعلم الديث عن الشيخ ممود حسن‬
‫الديوبندي الذي لزمه مدة طويلة وكذلك تلقى من الشيخ خليل أحد السهارنفوري‪ ،‬وبايع‬
‫(*) على الطريقة (*) على يد الشيخ رشيد أحد الكنكوهي الذي أجازه على البيعة (*)‬
‫والرشاد والتلقي‪ .‬ول شك أن هذا السلوك سلوك مبتدع ل يعرفه السلف الصال‪.‬‬

‫ـ سافر إل مكة الكرمة والدينة النورة‪ ،‬بصحبة والده أيام الرب العالية فأسره ولة المر‬
‫ـ الشريف حسي بعد خروجهم على الدولة العثمانية ـ وت ترحيله بصحبة شيخه ممد‬
‫حسن الديوبندي إل مصر ث إل مالطا أسرى لدة ثلثة سني وشهرين‪ .‬وف عام ‪1338‬هـ‬
‫أفرج عنه ث عاد إل الند وقام بتدريس الديث وإلقاء الحاضرات والطب الماسية ضد‬
‫الستعمار (*) النليزي فتم القبض عليه مرة أخرى ف جاد الخرة ‪1361‬هـ وسجن لدة‬
‫سنتي وعدة أشهر ف سجن مراد آباد وسجن إله آباد إل أن أطلق سراحه ف السادس من‬
‫رمضان ‪1363‬هـ‪ .‬استمر ف جهاده (*) بالتعليم ومناهضة الستعمار إل أن وافاه الجل ف‬
‫الثالث عشر من جاد الول سنة ‪1377‬هـ‪ .‬ومن مؤلفاته‪ :‬نقش حيات ف ملدين‪ ،‬وكتاب‬
‫الشهاب الثاقب على السترق الكاذب‪.‬‬

‫· ممد أنور شاه الكشميي‪ :‬أحد كبار فقهاء النفية وأساطي مذهبهم ترج ف جامعة‬
‫ديوبندي وول التدريس ف الدرسة المينية بدلي‪ ،‬ث شغل مشيخة الديث ف جامعة ديوبند‪.‬‬
‫ف عام ‪1346‬هـ تول رئاسة التدريس وشياخة الديث فيها إل جامعة دابيل كجرات وله‬
‫مؤلفات عديدة‪ .‬ويعد من أبرز علماء عصره ف قوة الفظ وسعة الطلع‪ .‬وكان أحد الذين‬
‫لعبوا دورا هامّا ف القضاء على فتنة القاديانية ف شبه القارة الندية‪ .‬توف عام ‪1352‬هـ‪.‬‬

‫· ومن أعلم الديوبندية الديثة‪:‬‬

‫ـ الشيخ أبو السن علي السن الندوي‪ ،‬رئيس جامعة ندوة العلماء ف لكنهو ورئيس رابطة‬
‫الدب السلمي العالية ‪ ،‬وهو داعية مشهور ‪.‬‬

‫· والشيخ حبيب الرحن العظمي ‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· ترجح الديوبندية مذهب المام أب حنيفة رحه ال ف الفقه والفروع ومذهب أب منصور‬
‫الاتريدي ف العتقاد والصول‪ ،‬وتنتسب من طرق الصوفية إل طرق النقشبندية الشيتية‬
‫والقادرية السهروردية طريقا وسلوكا‪.‬‬
‫· ويكن تلخيص أفكار ومبادئ الدرسة الديوبندية با يلي‪:‬‬
‫ـ الحافظة على التعاليم السلمية‪ ،‬والبقاء على شوكة السلم وشعائره‪.‬‬
‫ـ نشر السلم ومقاومة الذاهب (*) الدّامة والتبشييّة‪.‬‬
‫ـ نشر الثقافة السلمية وماربة الثقافة النليزية الغازية‪.‬‬
‫ـ الهتمام بنشر اللغة العربية‪ ،‬لنا وسيلة الستفادة من منابع الشريعة السلمية‪.‬‬
‫ـ المع بي القلب والعقل (*) وبي العلم والروحانية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· القرآن والسّنة ها أساسها العقائدي والفكري وذلك على أساس‪:‬‬
‫ـ مذهب (*) أب منصور الاتريدي ف العتقاد‪.‬‬
‫ـ مذهب المام أب حنيفة النعمان ف الفقه (*) والفروع‪.‬‬
‫ـ سلسل الطرق الصوفية من النقشبندية والشتية والقادرية والسهروردية ف السلوك‬
‫والتباع‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· ل تض سوى فترة قصية على تأسيس دار العلوم بديوبند حت اشتهرت وتقاطرت إليها‬
‫قوافل طلب العلوم السلمية من أطراف القارة الندية‪.‬‬

‫· وقد لعبت دارُ العلوم دورا هاما ف نشر الثقافة السلمية خارج الند‪ ،‬وقد انتشرت الدارس‬
‫الشرعية التابعة لدار العلوم ف أقطار عديدة منها الند وباكستان‪.‬‬

‫· وقد أسس أحد خريي دار العلوم الدرسة الصولتيّة ف مكة الكرمة ف بداية هذا القرن‪.‬‬
‫وهي الدرسة الت قدمت خدمة جليلة من نشر العلوم الشرعية‪ ،‬وكذلك الدرسة الشرعية ف‬
‫الدينة النورة ‪ -‬بوار الرم الدن وقد أسستها أسرة الشيخ حسي أحد الدن رئيس هيئة‬
‫التدريس ف دار العلوم سابقا الذي ظل سبع عشرة سنة يدرس ف الرم النبوي بعد هجرته إل‬
‫الدينة أثناء الضطرابات ف الند‪.‬‬
‫· ومعلومٌ أن أغلب رجال جاعة التبليغ الشهورة ف الند والعال السلمي‪ ،‬هم من خريي‬
‫دار العلوم مثل الشيخ ممد يوسف مؤلف كتاب حياة الصحابة والشيخ ممد إلياس مؤسس‬
‫الماعة‪.‬‬
‫· بالنسبة لندوة العلماء ف لكنهو بالند فإنّ أغلب علمائها من خريي دار العلوم أيضا‪ ،‬ومنهم‬
‫رئيسها الال العلّمة الداعية أبو السن الندوي‪.‬‬

‫ما يؤخذ على الديوبندية ‪:‬‬


‫اتباعها ف العقيدة للمذهب الاتريدي الخالف للكتاب والسنة وعقيدة السلف ‪ ،‬وتعلقها‬
‫بالتصوف البدعي ‪ ،‬وتعصبها للمذهب النفي ف الفقه ‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الديوبندية مدرسة فكريّة أسسها مموعة من علماء الند ونت حت أصبحت أكب العاهد‬
‫الدينية العربية للحناف ف الند‪ .‬ومن أعلمها العاصرين الشيخ أبو السن علي السن‬
‫الندوي‪ .‬ومن أهداف هذه الدرسة الحافظة على التعاليم السلمية ونشر السلم ومقاومة‬
‫الذاهب (*) الدّامة وماربة الثقافة الجنبية والهتمام بنشر اللغة العربية باعتبارها أداة فهم‬
‫الشريعة الغراء‪ .‬وترجّح الديوبندية الذهب النفي ف مال الفقه ‪ -‬مع تعصب شديد له ‪-‬‬
‫والعقيدة الاتريدية ف مال العتقاد والطرق الشتية والسهوردية والنقشبندية والقادرية‬
‫والصوفية ف مال السلوك والتباع‪ .‬وهذا كله ما يؤخذ عليها ‪ .‬فالواجب على عقلؤها‬
‫التخلص من هذه النرافات ‪ ،‬والعودة إل دعوة الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫مراجع الديوبندية‪:‬‬
‫ـ جامعة ديوبند رسالتها وإنازاتا لعدد من العلماء‪.‬‬
‫ـ جامعة دار العلوم بديوبند تاريها وخدماتا‪.‬‬
‫ـ مائة وسبعة عشر عاما للجامعة السلمية ـ دار العلوم بديوبند ـ الند ـ ف ضوء خدماتا العلمية‬
‫والدعوية والجتماعية‪.‬‬
‫ـ (هذه الطبوعات من نشر مكتب الحتفال الئوي للجامعة السلمية ـ دار العلوم ـ ديوبند ـ الند)‪.‬‬
‫ـ أرواح ثلثة "أردو" نم الدين حفقان مطبعة كتب خانه مظهري كراجي‪.‬‬
‫ـ الشهاب الثاقب "أردو" حسي أحد مدن ـ مطبعة مكتبة مدينة لهور‪.‬‬
‫ـ عقائد وكمالت ديوبند "أردو" مولنا ال بار ـ مطبعة مكتبة رشيدية لهور‪.‬‬
‫ـ نقش حيات "أردو" حسي أحد مدن ـ مطبعة الشاعت كراجي‪.‬‬
‫ـ مقدمة مسلك علماء ديوبند "أردو" مولنا يوسف بنوري ـ مطبعة الشاعت كراجي‪.‬‬
‫ـ سوانح قاسي ـ مناظر أحد كيلن‪ ،‬مكتبة رحانية لهور‪.‬‬
‫ـ شائم إمدادية حاج إمداد ال الهاجر الكي‪.‬‬
‫ـ مقالت حكمت‪ ،‬أشرف علي تانوي ـ إدارة التأليف‪.‬‬
‫ـ الهند على الفند ـ أحد سهارنفوري ـ مكتبة الدينة لهور‪.‬‬
‫ـ نشر الطيب‪ ،‬أشرف علي تانوي‪.‬‬
‫ـ كرامات إمدادية ـ أشرف تانون‪.‬‬
‫ـ جريدة الداعي من إصدار الامعة السلمية دار العلوم ديوبند الند العدد ‪ 17‬ـ ‪ 18‬السنة ‪16‬‬
‫العدد ‪ 10‬السنة ‪.17‬‬

‫كتب ورسائل لغي الديوبنديي‪:‬‬


‫ـ دعوة شيخ السلم ابن تيمية وأثرها على الركات السلمية العاصرة ـ صلح الدين مقبول أحد‪.‬‬
‫ـ دعوة المام ممد بن عبد الوهاب ـ أبو الكرم بن عبد الليل ف شبه القارة الندية بي مؤيديها ومعانديها‬
‫ـ مكتبة دار السلم ـ الرياض‪.‬‬
‫ـ الديوبندية ـ سيد طالب الرحن ـ نازكوبرنترز راولبندي "باكستان"‪.‬‬
‫الهدية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫الهدية واحدة من الركات الثورية الت ظهرت ف العال العرب والسلمي مع ناية القرن‬
‫التاسع عشر وبداية القرن العشرين اليلدي‪ ،‬وهي ذات مضمون دين سياسي شابته بعض‬
‫النرافات العقائدية والفكرية‪ ،‬وما يزال أحفاد الهدي وأنصاره يسعون لن يكون لم دور ف‬
‫الياة الدينية والسياسية ف السودان‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫الؤسس‪:‬‬
‫· ممد أحد الهدي بن عبد ال ‪ 1260‬ـ ‪1302‬هـ (‪ 1845‬ـ ‪1885‬م)‪ ،‬وُلد ف‬
‫جزيرة لبب جنوب مدينة دنقلة‪ ،‬يقال بأن نسبه ينتهي إل الشراف‪ .‬حفظ القرآن وهو صغي‬
‫ونشأ نشأة دينية متتلمذًا على الشيخ ممود الشنقيطي‪ ،‬سالكًا الطريقة السمّانية القادرية‬
‫الصوفية‪ ،‬متلقيا عن شيخها ممد شريف نور الدائم‪.‬‬
‫ـ فارق ممدٌ شيخه لِما لحظه عليه من تاون ف بعض المور وانتقل إل الشيخ القرشيّ وَدْ‬
‫الزين ف الزيرة وجدد البيعة (*) على يديه‪ .‬ويلحظ أن شيخيه الول والثان من أشهر‬
‫مشايخ الطرق الصّوفية آنذاك‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1870‬م استقر ف جزيرة أبا حيث يقيم أهله والتزم أحد الكهوف مستغرقا ف‬
‫التأمل والتفكي‪.‬‬
‫ـ وف عام ‪1297‬هـ‪1880/‬م توف شيخه القرشي حيث قام الهدي بتشييد ضريه‬
‫وتصيصه وبناء القبة عليه‪ ،‬وصار خليفته من بعده حيث توافد عليه البايعون مددين الولء‬
‫(*) للطريقة ف شخصه‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1881‬م أصدر فتواه بإعلن الهاد (*) ضد الكفار والستعمرين النليز‪ ،‬وأخذ‬
‫يعمل على بسط نفوذه ف جيع أناء غرب السودان‪.‬‬

‫ـ اعتكف أربعي يوما ف غاره بزيرة أبا وف غرة شعبان ‪1298‬هـ‪ 29/‬يونيو ‪1881‬م‬
‫أعلن للفقهاء والشايخ والعيان أنه الهدي النتظر الذي سيمل الرض عدلً كما ملئت جورا‬
‫وظلما‪.‬‬

‫ـ قابل قوة الكومة الت أرسلت لخاد حركته ف ‪16‬رمضان ‪1298‬هـ‪/‬أغسطس‬


‫‪1881‬م وأحرز عليها انتصارا دعم موقفه ودعواه‪.‬‬

‫ـ هاجر إل جبل ماسة ورفع رايته هناك‪،‬وعي له أربعة من اللفاء هم‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ عبد ال التعايشي‪ .‬صاحب الراية الزرقاء ولقبه بأب بكر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ علي وَدْ حلو‪ :‬صاحب الراية الضراء ولقبه بعمر بن الطاب‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ممد الهدي السنوسي‪ ،‬رئيس الطريقة السنوسية ذات النفوذ الكبي ف ليبيا‪ ،‬فقد عرض‬
‫عليه الهدي منصب الليفة عثمان بن عفان‪ ،‬لكن السنوسيّ تاهله ول يرد عليه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ممد شريف‪ :‬وهو ابن عم الهدي الذي جعل له الراية المراء ولقبه بعلي بن أب‬
‫طالب‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1882‬م قابل الشلل الذي أراد أن ينفذ إرادة جيجلر نائب الكمدار عبد القادر‬
‫حلمي‪ ،‬وقد لقى الشلل حتفه ف هذه العركة‪.‬‬

‫ـ ف نوفمب ‪1883‬م التقى مع هكس الذي لقى حتفه أيضا بعد يومي من بداية العركة‪.‬‬

‫ـ التقى جيش الهدي بيش غوردون ف الرطوم‪ ،‬وف ‪ 26‬يناير ‪1885‬م اشتدت العركة‬
‫وقُتِل غوردون الذي جُزّ رأسُه وبُ ِعثَ به إل الهدي الذي كان يأمل إلقاء القبض عليه حيّا‬
‫ليبادل به أحد عراب الذي أُجب على مغادرة مصر إل النفى‪ .‬وكان سقوط الرطوم بي يدي‬
‫الهدي آنذاك إيذانًا بانتهاء العهد العثمان على السودان‪.‬‬
‫ـ من يومها ل يبق للمهدي منافس حيث قام بتأسيس دولته مبتدئًا ببناء مسجده الاص‬
‫الذي ت إناءُ بنائه ف ‪17‬جادى الول ‪1305‬هـ‪.‬‬

‫ـ قلّد القضاءَ للشيخ ممد أحد جبارة ولقبه بقاضي السلم‪.‬‬


‫ـ وف يوم ‪ 9‬رمضان ‪1302‬هـ‪ 22/‬يونيو ‪1885‬م توف الهدي بعد أن أسس أركان‬
‫دولته الوليدة‪ ،‬ودفن ف الكان الذي قبض فيه‪ .‬وجدير بالذكر أن هذه الدولة ل تدم طويلً‬
‫ففي عام ‪1896‬م قضى اللورد كتشنر الذي كان سردارا لصر على هذه الدولة ونسف قبة‬
‫الهدي ونبش قبه وبعث هيكله وبعث بمجمته إل التحف البيطان انتقاما لقتل غوردون‪.‬‬

‫شخصيات أخرى‪:‬‬

‫عبد ال التعايشي‪ :‬ولد ف دار التعايشة ف دارفور‪ ،‬وجاء الهدي ف اللويي بالزيرة وهو‬
‫يشيد قبة على شيخه القرشي وبايعه‪ ،‬وهو الذي قوّى ف نفس الهدي ادعاءه الهدية‪ ،‬وقد‬
‫احتل عبد ال الكانة الول ف حياة الهدي إذ كان رجل التطبيق والدارة والتنفيذ‪.‬‬
‫ـ بعد موت الهدي صار عبد ال الليفة الول وذلك بناء على وصية من الهدي ذاته إذ‬
‫كان يقول عنه‪" :‬هو من وأنا منه"‪.‬‬
‫ـ عندما استلم منصب اللفة (*) تفرّغ لبث الدعوة وجعل أخاه المي يعقوب مكانه الذي‬
‫كان قد بوّأه إيّاه الهدي‪.‬‬
‫ـ كتب إل السلطان عبد الميد وتطلع إل بسط نفوذ الهدية إل ند والجاز وغرب‬
‫السودان‪.‬‬
‫ـ عبد الرحن النجومي‪ :‬من القادة العسكريي‪ ،‬وقد سار على رأس جيش كبي ف ‪ 3‬رمضان‬
‫‪1306‬هـ‪ 3/‬مايو ‪1889‬م متقدما نو الشمال للقاة اليش الصري لكنه رجع دون أن‬
‫يقق تقدما أو نصرا‪.‬‬
‫· الشاعر الصوف السي الزهراء ‪ 1833‬ـ ‪1895‬م‪ :‬من رجال الهدية‪ ،‬حاول أن يربط‬
‫بي فلسفة ابن سينا الشراقية وبي العقيدة الهدية‪.‬‬

‫· حدان أبو عنجة‪ :‬كان قائد جيش الهدي أمام هكس الذي التقى به خارج البيض‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أبناء الهدي وأحفاده‪:‬‬

‫عبد الرحن بن ممد أحد الهدي ‪ 1885‬ـ ‪1956‬م وُلد ف أم درمان وتلقى تعليما دينيّا‪،‬‬
‫وعندما شبّ سعى لتنظيم الهدية بعد أن انفرط عقدها‪ ،‬وصار ف عام ‪1914‬م زعيما روحيّا‬
‫للنصار‪ .‬وف عام ‪1919‬م بعثت به الكومة لتهنئة ملك بريطانيا بانتصار اللفاء‪ ،‬حيث قام‬
‫بتقدي سيف والده هدية للملك الذي قبله ث أعاده إل عبد الرحن طالبا منه أن يتفظ به لديه‬
‫نيابة عن اللك وليدافع به عن المباطورية‪ .‬وقد شكّل هذا اعترافا ضمنيّا بالطائفة واعترافا‬
‫بزعامته لا‪ .‬وقد أنشأ عبد الرحن أيام الستعمار (*) النليزي على السودان (حزب المة)‬
‫وهو حزب الهدية السياسي‪.‬‬
‫· الصديق بن عبد الرحن‪ :‬توف عام ‪1961‬م‪.‬‬
‫· الادي بن عبد الرحن‪ :‬قتل ف عام ‪1971‬م‪.‬‬

‫· وقد انقسم حزب المة إل ثلثة أقسام‪:‬‬


‫ـ قسم برئاسة الصادق بن الصديق بن عبد الرحن وهو أقوى القسام حاليّا ف السودان‪.‬‬
‫ـ قسم برئاسة أحد بن عبد الرحن‪.‬‬
‫ـ قسم برئاسة ول الدين عبد الادي‪.‬‬

‫· الؤتر العالي لتاريخ الهدية أقيم ف بيت الهدي بالرطوم ف الفترة من ‪ 29‬نوفمب إل ‪2‬‬
‫ديسمب ‪1981‬م‪ ،‬وقد ألقى أحد بن عبد الرحن الهدي كلمة ف هذا القل‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· إن شخصية الهدي القوية‪ ،‬والعتقد الدين الذي يدعو إليه‪ ،‬والسخط العام الذي كان سائدا‬
‫ضد الولة الذين كانوا يفرضون الضرائب الباهظة على الناس‪ ،‬وتفشي الرشوة والظال‪،‬‬
‫وسيطرة التراك والنليز‪ ،‬كان ذلك كله دور مهم ف تمع الناس حول هذه الدعوة‬
‫بدف التخلص من الوضع الزري الذي هم فيه إذ وجدوا ف الهدي النفذَ والخلّصَ‪.‬‬

‫· دعا الهدي إل ضرورة العودةِ مباشرة إل الكتاب والسّنة دون غيها من الكتب الت يرى‬
‫أنا تبعد بلفاتا وشرورها عن فهم السلم البسيط العادي‪.‬‬

‫· أوقف العمل بالذاهب الفقهية الختلفة‪ ،‬وحرم الشتغال بعلم الكلم (*)‪ ،‬وفتح باب‬
‫الجتهاد (*) ف الدين‪ ،‬وأقر كذلك كتاب كشف الغمة للشعران‪ ،‬والسية اللبية‪ ،‬وتفسي‬
‫روح البيان للبيضاوي‪ ،‬وتفسي الللي!!‬

‫· ألغى جيع الطرق الصوفية وأبطل جيع الوراد داعيّا الميع إل نبذ اللفات واللتفاف‬
‫حول طريقته الهدية مؤلفا لم وردا يقرءونه يوميّا‪ ،‬ومن هذا الباب دخلت مرة أخرى ف‬
‫بوتقة الصوفية وانصهرت فيها‪ ،‬وداخلتها الخطاء العقدية كقول الهدي بأنه معصوم وأنه‬
‫الهدي النتظر‪.‬‬

‫· لا تركت الكومة لضرب الهدية ف جزيرة أبا كتب الهدي خس رايات رفع عليها شعار‬
‫(ل إله إل ال ممد رسول ال) وعلى أربعة منها كتب على كل واحدة منها اسم واحد من‬
‫القطاب الربعة التصوفة وهم‪ :‬اليلن‪ ،‬والرفاعي‪ ،‬والدسوقي‪ ،‬والبدوي‪ .‬أما الامسة فقد‬
‫كتب عليها "ممد الهدي خليفة رسول ال" وعلى ذلك فهو يزعم أنه المام‪ ،‬والهدي‪،‬‬
‫وخليفة رسول ال‪.‬‬

‫· أبرز ما ف دعوته إلاحه الشديد على موضوع الهاد (*) والقوة والفتوة‪.‬‬

‫· يزعم الهدي بأن مهديته قد جاءته بأمر من رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ يقول‪" :‬وقد‬
‫جاءن ف اليقظة ومعه اللفاء الراشدون والقطاب (*) والضر ـ عليه السلم ـ وأمسك‬
‫بيدي صلى ال عليه وسلم وأجلسن على كرسيه وقال ل‪ :‬أنت الهدي النتظر ومن شك ف‬
‫مهديتك فقد كفر (*)" !!‬

‫· نسب إل نفسه العصمة وذكر بأنه معصوم نظرا لمتداد النور العظم فيه من قبل خالق‬
‫الكون إل يوم القيامة!!‪.‬‬

‫· كان يلح على ضرورة التواضع وعدم البطر وتشديد النكي على النغماس ف اللذ والبذخ‬
‫والنعمة‪ ،‬ويعمل على التقريب بي طبقات الجتمع‪ ،‬وقد عاش حياته يلبس البة الرقعة هو‬
‫وأتباعه‪ ،‬لكن أحفاده من بعده عاشوا ف ترف ونعيم‪.‬‬

‫· حرّم الحتفال بالعراس والتان احتفالً يدعو إل النفقة والسراف‪.‬‬

‫· َيسّرَ الزواج بتخفيف الهور وبساطة الولئم وتري الرقص والغناء وضرب الدفوف‪.‬‬

‫· منع البكاء على الموات‪ ،‬وحرّم الشتغال بالرّقى (*) والتمائم (*)‪ ،‬وحارب شرب الدخان‬
‫وزراعته والتار به‪ ،‬وشدد ف تريه‪.‬‬

‫· أقام حدود الشريعة ف أتباعه كالقصاص وحيازة خس الغنائم ومصادرته أموال السارقي‬
‫والمارين‪ ،‬وصك العملة باسه ابتداء من فباير ‪1885‬م جادى الول ‪1302‬هـ‪.‬‬
‫ـ أقام ف النطقة الت امتد إليها نفوذه نظاما إسلميّا‪ ،‬ونظم الشؤون الالية وعي الباة لمع‬
‫الزكاة‪ ،‬وكانت مالية الدولة الت أقامها مكونة ما يب من زكاة وجبايات ‪.‬‬

‫· ف العاشر من ربيع الول عام ‪1300‬هـ تطلع الهدي إل عالية الدعوة حيث أعلن أن‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم قد بشّره بأنه سيصلي ف البيض ث ف بربر ث ف السجد الرام‬
‫بكة الكرمة فمسجد الدينة فمسجد القاهرة وبيت القدس وبغداد والكوفة (*)‪.‬‬
‫بعض انرافات الهدي ‪:‬‬
‫ـ لقد كفّر الهدي من خالفه أو شك ف مهديته ول يؤمن به‪.‬‬
‫ـ سّى الزمان الذي قبله زمان الاهلية (*) أو الفترة‪.‬‬
‫ـ جعل التهاون ف الصلة كالتارك لا جزاؤه أن يقتل حدّا‪.‬‬
‫ـ أفت بأن من يشرب التنباك يؤدب حت يتوب أو يوت‪.‬‬
‫ـ جعل الذاهب الفقهية والطرق الصوفية مرد قنوات تصب ف بره العظيم!!‪.‬‬
‫ـ منع حيازة الرض لنا ل تلك إذ أنا مجوزة لبيت الال‪.‬‬
‫ـ نى عن زواج البالغة بل ول ول مهر‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· تأثر الهدي بالشيعة (*) ف ادعائه الهدية العصومة الت ستمل الرض عدلً كما ملئت‬
‫ظلما وجورا‪ ،‬وف التأكيد على أهية نسبه المتد إل السن بن علي‪ ،‬وف فكرة العصمة‬
‫والمام العصوم ‪.)(1‬‬

‫ـ قيل بأنه أخذ عن دعوة المام ممد بن عبد الوهاب قوله بضرورة الخذ عن الكتاب‬
‫والسّنّة مباشرة‪ ،‬وفتح باب الجتهاد (*)‪ ،‬وماربته لبناء القبور‪ ،‬مع أنه بن قبة لشيخه !!‬
‫( انظر للرد على هذا الوهم رسالة " النرافات العقدية والعلمية ف القرن الثالث عشر والرابع‬
‫عشر الجري " للشيخ علي بيت الزهران ‪ ،‬ص ‪.)997-1001‬‬
‫· كان للفكر الصوف دور مهم ف رسم شخصية الهدي وطريقته‪.‬‬

‫(‪ (1‬تنبيه‪ :‬ل صلة البتة بي عقيدة الهدي النتظر عند أهل السنة والماعة كما دلت عليها الحاديث الستفيضة‪ ،‬بل‬
‫والتواترة تواتراً معنويّا‪ ،‬وبينها عند الشيعة‪ ،‬حيث يعتقد أهل السنة والماعة كما يقول ساحة الشيخ عبد العزيز بن‬
‫باز ـ بق ـ ‪:‬‬
‫"أن هذا الشخص الوعود به أمره ثابت‪ ،‬وخروجه حق وهو ممد بن عبد ال العلوي السن من ذرية السن بن علي‬
‫بن أب طالب ـ رضي ال عنهم ـ وهذا المام من رحة ال عز وجل بالمة ف آخر الزمان‪ ،‬يرج فيقيم العدل‬
‫والق وينع الظلم والور‪ ،‬وينشر ال به لواء الي على المة عد ًل وهداية وتوفيقا وإرشادا للناس"‪( .‬لزيد من‬
‫التفصيل راجع كتاب‪ :‬عقيدة أهل السنة والثر ف الهدي النتظر‪ .‬للعلّمة الشيخ عبد الحسن بن حد العباد‪،‬‬
‫وكتاب‪ :‬الهدي حقيقة ل خرافة للدكتور ممد بن أحد إساعيل القدم)‪.‬‬
‫· أخذ عن جال الدين الفغان‪ ،‬وعن ممد عبده ـ الذي كان على صلة بأفكارها ـ‬
‫أفكاره الثورية ‪.‬‬
‫· كان الهدي قريبا من الحداث الارية ف مصر وبالذات حركة أحد عراب الداعي إل‬
‫الثورة ‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫· ابتدأ الهدي دعوته من جزيرة أبا الت ما تزال مركزا قويّا للمهدية إل الن‪ ،‬وقد وثق صلته‬
‫بالقبائل ف متلف أناء السودان‪.‬‬
‫· تطلع الهدي وخليفته التعايشي لنقل الهدية إل خارج السودان لكن هذا المل تلشى‬
‫بسقوط طوكر عام ‪1891‬م‪.‬‬
‫· ما يزال للمهدية أنصار كثيون يمعهم حزب (*) المة الذي يسهم ف الحداث السياسية‬
‫الالية ف السودان‪ .‬كما أن لم تمعا وأنصارا ف أمريكا وبريطانيا يعملون على نشر‬
‫أفكارهم ومعتقداتم بي أبناء الاليات السلمية بعامة والسودانيي باصة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الثورة (*) الهدية استطاعت أن تصهر السودانيي ف بوتقة واحدة‪ ،‬وجعلت منهم شعبا‬
‫واحدا جاهد مع قائده وزعيمه الروحي وحقق انتصارات باهرة على أعدائه‪ ،‬وقد أسقطت‬
‫الهدية الذهبية وألغت الطرق الصوفية إل طريقتها ! وادعت أنا سلفية (*) تدعو إل عقيدة‬
‫السلف ف التوحيد والجتهاد (*) وفق الصال التجددة‪ ،‬وقد اعتبت الهاد (*) ضد الكفار‬
‫مقدم على الفرائض الخرى‪ .‬وهي تعتب ‪ -‬على انرافها ‪ -‬من حركات اليقظة ف العال‬
‫السلمي‪ .‬وقد شابتها بعض النرافات العقدية‪ ،‬وكساها الهديّ بسحة من الصّوفية بدف‬
‫تريك ضمائر أتباعه وربط ولء شعبه بألوان من الرياضات ل سيما وقد كان للطرق الصوفية‬
‫ف عهده جذور ضاربة ف نفوس شعبه ل يكن إغفالا‪.‬‬
‫‪--------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الفكر الصوف ف ضوء الكتاب والسنة ‪ ،‬عبدالرحن عبدالالق ‪.‬‬
‫ـ ممد أحد الهدي‪ :‬توفيق أحد البكري ـ لنة ترجة دائرة العارف السلمية ـ دار إحياء الكتب‬
‫العربية ـ ‪1944‬م‪.‬‬
‫ـ الهدي والهدية‪ ،‬د‪ .‬أحد أمي بك ـ إصدار دار العارف بصر‪.‬‬
‫ـ دراسات ف تاريخ الهدية‪ ،‬مطبوعات قسم التاريخ ـ جامعة الرطوم ـ أعده للنشر الدكتور عمر‬
‫عبد الرازق النقر ـ ‪1982‬م‪.‬‬
‫ـ سعادة الستهدي بسي المام الهدي‪ ،‬إساعيل عبد القادر الكردفان ـ تقيق الدكتور ممد إبراهيم‬
‫أبو سليم ـ ط ‪ 2‬ـ دار البل‪ ،‬بيوت‪1402 ،‬هـ‪1982/‬م‪.‬‬
‫ـ الوسوعة الركة "جزءان"‪ ،‬فتحي يكن ـ ط ‪ 2‬ـ دار البشي ـ الردن ‪1403‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫ـ الفكر الصوف‪ ،‬د‪ .‬عبد القادر ممود ـ ط ‪ 1‬ـ مطبعة العرفة ـ القاهرة ـ ‪1968‬م‪.‬‬
‫ـ السلم ف القرن العشرين ـ عباس ممود العقاد‪.‬‬
‫ـ السودان عب القرون ـ د‪ .‬مكي شبيكة ـ دار الثقافة ـ بيوت ـ لبنان بدون تاريخ‪.‬‬
‫ـ تاريخ السودان وجغرافيته‪ ،‬تأليف نعوم شقي‪.‬‬
‫ـ دائر معارف القرن العشرين‪ ،‬د‪ .‬ممد فريد وجدي‪.‬‬
‫ـ منشورات الهدي‪ ،‬موجودة ف الدارة الركزية ف وزارة الداخلية بالرطوم بأصولا‪ .‬وقد نشرتا‬
‫الداخلية السودانية مصوّرة عن أصل مطبوع بطبعة الجر ف أم درمان سنة ‪1382‬هـ‪1963/‬م ف‬
‫جزأين كبيين بعنوان منشورات المام الهدي عليه السلم‪.‬‬
‫ـ يسألونك عن الهدية‪ ،‬الصادق الهدي‪.‬‬
‫ـ حركة الهدي السودان ـ شريط كاسيت الدكتور ممد بن أحد بن إساعيل القدم‪.‬‬
‫النورسية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫النورسية‪ :‬جاعة دينية إسلمية هي أقرب ف تكوينها إل الطرق الصوفية منها إل الركات‬
‫حدِثا‬
‫(*) النظمة‪ ،‬ركز مؤسسها على الدعوة إل حقائق اليان والعمل على تذيب النفوس ُم ْ‬
‫تيارا إسلميا ف ماولة منه للوقوف أمام الد العلمان الاسون الكمال الذي اجتاح تركيا‬
‫عقب سقوط اللفة (*) العثمانية واستيلء كمال أتاتورك على دفة الكم فيها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· الؤسس هو الشيخ سعيد النورسي ‪1873‬ـ ‪1960‬م ولد من أبوين كرديي ف قرية‬
‫نورس القريبة من بية وان ف مقاطعة هزان بإقليم بتلس شرقي الناضول‪ ،‬تلقى تعليمه الول‬
‫ف بلدته‪ ،‬ولا شبّ ظهرت عليه علمات الذكاء والنجابة حت لقب بـ(بديع الزمان)‬
‫و(سعيدي مشهور)‪.‬‬

‫ـ ف الثامنة عشر من عمره أَلمّ بالعلوم الدينية وبانب كبي من العلوم العقلية‪ ،‬وعرف الرماية‬
‫والصارعة وركوب اليل‪ ،‬فضلً عن حفظه القرآن الكري‪ ،‬آخذا نفسه بالزهد والتقشف‪.‬‬

‫ـ عمل مدرسا لدة خسة عشر عاما ف مدينة وان وهناك بدأ دعوته الرشادية التربوية‪.‬‬

‫ـ انتقل إل استانبول لتأسيس الامعة الزهراء لتكون على شاكلة الامع الزهر بصر‪،‬‬
‫وصادف أن كان هناك الشيخ بيت شيخ الامع الزهر الذي أبدى إعجابه الشديد ببديع‬
‫الزمان‪.‬‬

‫ـ عي عضوا ف أعلى ملس علمي ف الدولة العثمانية وهو دار الكمة السلمية‪.‬‬

‫ـ عندما دخل اللفاء استانبول متلي كان ف مقدمة الجاهدين ضدهم‪.‬‬


‫ـ ف عام ‪ 1908‬م بعد الطاحة بالسلطان عبد الميد بتآمر من جعية التاد والترقي الت‬
‫رفعت شعار (الوحدة ـ الرية ـ الصلحية) لتخفي وراءه دسائسها ومؤامراتا على‬
‫السلم والسلمي‪ ،‬ألّف بديع الزمان جعية (التاد الحمدي) واستخدموا نفس شعارات‬
‫التاديي ولكن بالفهوم السلمي كشفا لدعهم الت يتسترون خلفها وتلية لقيقتهم‬
‫الاسونية‪.‬‬

‫ـ أرسل الاسونيون (قرّه صو) اليهودي لقابلته‪ ،‬لكنه ما لبث أن خرج من عنده وهو يقول‪:‬‬
‫"لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجن ف السلم بديثه"‪.‬‬

‫ـ ف الرب العالية الول التحق باليش التركي ضابطا فيه‪ ،‬وف المسيات كان يلقي على‬
‫تلميذه وعساكره علوما ف القرآن‪.‬‬

‫ـ قبض عليه الروس ونفوه إل سيبييا‪ ،‬لكنه استطاع أن يهرب ويعود إل استانبول عن طريق‬
‫ألانيا فبلغاريا فتركيا‪.‬‬

‫ـ حينما أعلن مصطفى كمال أتاتورك (‪1880‬ـ ‪1938‬م) العصيان بالناضول حاول‬
‫استدراج بديع الزمان إل جانبه إذ عرض عليه قصرا فخما ومناصب عليا‪ ،‬لكنه رفض كل‬
‫ذلك منصرفا عن السياسة كليّا جاعلً شعاره "أعوذ بال من الشيطان والسياسة" عاكفا على‬
‫العبادة والتربية وصقل النفوس‪.‬‬

‫ـ لقد كان العلمانيون الذين حكموا تركيا بعد زوال اللفة يشون من دعوته ويعارضونا‬
‫أشد العارضة فما كان منهم إل أن استغرقوا حياته بالسجن والتعذيب والنتقال من سجن إل‬
‫منفى‪ ،‬ومن منفى إل ماكمة‪.‬‬

‫ـ أصدرت الحاكم ضده أحكاما بالعدام عدة مرات لكنهم كانوا يعدلون عن تنفيذ هذا‬
‫الكم خوفا من ثورة أتباعه وأنصاره‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1327‬هـ انتقل إل سوريا وأقام ف دمشق وألقى ف السجد الموي خطبته الت‬
‫عرفت بالطبة الشامية وضح فيها أسباب تقدم أوروبا وتلف السلمي با يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اليأس الذي بلغ بالسلمي مبلغه‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ فساد الخلق وفقدان الصدق ف الياة الجتماعية والسياسية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ انتشار العداوة والبغضاء بي صفوف السلمي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ فقدان روابط البة والتعاون والتكافل بي السلمي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الستبداد النتشر انتشار المراض السارية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تقدي الصال الشخصية على الصال العامة‪.‬‬

‫ـ عاش آخر عمره ف إسبارطة منعزلً عن الناس‪ ،‬وقبل ثلثة أيام من وفاته اته إل أورفه‬
‫دون إذن رسي حيث عاش يومي فقط فكانت وفاته ف اليوم السابع والعشرين من شهر‬
‫رمضان سنة ‪1379‬هـ‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· فكر هذه الماعة هو ما كتبه الؤسس ذاته حت إنك ل تكاد تد ذِكرا لخرين تركوا‬
‫إضافات مهمة على أفكارها‪.‬‬

‫·قامت هذه الدعوة ليقاظ العقيدة السلمية ف نفوس أتباعها فكان عليها أن تواجه‬
‫الظروف القاسية بتكتيك يناسب هذه الظروف الت كان مرد النتماء إل السلم فيها يعد‬
‫جرية يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫· كان بديع الزمان متواضعا زاهدا يتحرز عن مواطن الشبهة‪ ،‬وكان شعاره الدائم ( دع ما‬
‫يريبك إل ما ل يريبك)‪.‬‬
‫· التخلي عن السياسة واعتبها من وساوس الشيطان وذلك إثر عدة مواجهات ومصادمات‬
‫بي بديع الزمان ومصطفى كمال الذي كان ياول استدراج الشيخ إل صفه حيث غادر‬
‫سعيد النورسي أنقره عام ‪1921‬م إل (وان) تاركا السياسة خلف ظهره و ُوصِفَ هذا التاريخ‬
‫بأنه فاصل بي مرحلتي‪ :‬سعيد القدي وسعيد الديد‪.‬‬

‫· قال بديع الزمان للمحكمة عندما كان مسجونا ف سجن اسكشي‪( :‬لقد تساءلتم هل أنا‬
‫من يشتغل بالطرق الصوفية وإنن أقول لكم‪ :‬إن عصرنا هذا هو عصر حفظ اليان ل حفظ‬
‫الطريقة‪ ،‬وإن كثيين هم أولئك الذين يدخلون النة بغي طريقة ولكن أحدا ل يدخل النة‬
‫بغي إيان)‪.‬‬

‫· وقال‪" :‬أقسم بال أنن سأكرس نفسي للقرآن باذلً حيات مهما كانت مكائد الوزير‬
‫البيطان القذرة"‪ .‬ويقصد به وزير الستعمرات البيطان غلدستون الذي قال آنذاك‪" :‬طالا‬
‫أن القرآن مع السلمي فسيبقون ف طريقنا ولذلك يب علينا أن نبعده عن حياتم"‪.‬‬

‫· من أقواله‪" :‬لو أن ل ألف روح لا ترددت أن أجعلها فداء لقيقة واحدة من حقائق‬
‫السلم‪ ..‬إنن ل أعترف إل على ملة السلم‪ ..‬إنن أقول لكم وأنا أقف أمام البزخ الذي‬
‫تسمونه السجن إنن ف انتظار القطار الذي يضي ب إل الخرة‪."...‬‬

‫ـ وله كذلك‪" :‬كما أنه ل يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصي فكذلك ل يناسب‬
‫استانبول أن تلبس أخلق أوروبا"‪.‬‬

‫· إن التهم الرئيسية الت كانت توجه إل بديع الزمان ف الحاكمات يكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫ـ العمل على هدم الدولة العلمانية والثورة(*) الكمالية‪.‬‬


‫ـ إثارة روح التدين ف تركيا‪.‬‬
‫ـ تأليف جعية (*) سرية‪.‬‬
‫ـ التهجم على مصطفى كمال أتاتورك‪.‬‬
‫لكنه كان يتصدى لذه التهم بنطق بليغ من الجة والبهان حت أصبحت هذه الحاكمات‬
‫مال دعاية له تزيد ف عدد أتباعه‪.‬‬

‫· لقد كرس الؤسس نشاطه ودعوته على مقاومة الد العلمان الذي تثل ف‪:‬‬
‫ـ إلغاء اللفة(*) العثمانية‪.‬‬
‫ـ استبدال القواني الوضعية (*) ـ والقانون السويسري الدن تديدا ـ بالشريعة السلمية‬
‫(*)‪.‬‬
‫ـ إلغاء التعليم الدين‪.‬‬
‫ـ منع الكتابة بالروف العربية وفرضها بالروف اللتينية‪.‬‬
‫ـ تغيي الذان من الكلمات العربية إل الكلمات التركية‪.‬‬
‫ـ فرض النظرية الطورانية (*) "وأن الترك أصل الضارات"‪.‬‬
‫ـ إلزام الناس بوضع القبعة غطاء للرأس‪.‬‬
‫ـ جعل يوم الحد يوم العطلة الرسية بدلً من يوم المعة‪.‬‬
‫ـ ارتداء البة السوداء والعمامة البيضاء مقصور على رجال الدين‪.‬‬
‫ـ ترجة القرآن إل اللغة التركية وذلك عام ‪1350‬هـ‪1931/‬م وتوزيعه ف الساجد‪.‬‬
‫ـ تري الحتفال بعيدي الضحى والفطر وإلغاء التقوي الجري وإحداث تغييات ف نظام‬
‫الواريث‪.‬‬
‫ـ التاه نو الغرب وماكاته ف عاداته وتقاليده واهتماماته‪.‬‬
‫ـ طمس العقيدة السلمية ف نفوس الناس بعامة والناشئة باصة‪.‬‬
‫· يتاز شباب هذه الماعة بالعفة والنظافة‪ ،‬شباب قابض على دينه ف عصر شاعت فيه الفت‬
‫والغراءات والنلل‪.‬‬

‫· هذا وثة بعض الآخذ على هذه الماعة‪:‬‬


‫ـ أن هذه الماعة ل تُعن بنشر عقيدة السلف والتوحيد الالص بي أتباعها وبي عوام‬
‫السلمي من يتاجون إل تصحيح عقائدهم قبل شغلهم بأمور أخرى ‪.‬‬
‫بل تبنت عقيدة الاتريدية الت كانت تُدعم من قبل الدولة العثمانية ؛ فلم تاول التخلص من‬
‫هذه العقيدة البدعية ‪.‬‬

‫ـ أنم ل يستطيعوا تأسيس عمل إسلمي منظم يستطيع التصدي للمكر اليهودي الذي كان‬
‫متغلغلً ف معظم نواحي الياة السياسية العادية للسلم والسلمي إذ ذاك‪ .‬لكن النصاف‬
‫يقتضينا أن نقر بأن الظروف الحيطة بنشأة هذه الماعة ل تكن لتسمح لا بالظهور ف غي‬
‫الشكل الذي ظهرت فيه‪.‬‬

‫ـ أن اشتراك بديع الزمان مع آخرين ف تأليف جعية التاد الحمدي ليس أكثر من رد فعل‬
‫سرعان ما انفرطت فضلً عن استعداء التاديي (*) عليه وتركيزهم الكيد والتآمر للقضاء‬
‫عليه وعلى دعوته‪.‬‬

‫ـ إن تلي هذه الماعة عن السياسة واتاذ سعيد النورسي شعار أعوذ بال من الشيطان‬
‫والسياسة وذلك منذ عام ‪1921‬م قد ترك أثرا سلبيا على أتباعها إذ وقع بعضهم فريسة‬
‫لحزاب (*) علمانية‪.‬‬

‫ـ يؤخذ على الشيخ تليه عن مساندة الشيخ سعيد الكردي الذي قام بثورة ضد مصطفى‬
‫كمال أتاتورك سنة ‪1925‬م واقفا إل جانب اللفة (*)‪ ،‬وقد حدثت معارك رهيبة بينه‬
‫وبي الكماليي ف منطقة ديار بكر سقط فيها آلف من السلمي‪.‬‬

‫ـ ويأت هذا الوقف انطلقًا من فكره ف وجوب جهاد (*) النفس أولً ث الدعوة إل تنوير‬
‫الفكار‪ ،‬وقد نادت الماعة بإصلح القلوب وعدم الدخول ف معارك داخلية مع الخالفي‬
‫السلمي سواء كانوا حكامًا أو مكومي والتزام طريق الدعوة السلمية‪ ،‬والتطور التدريي‪،‬‬
‫ول يلجأ إل الهاد السلح إل ضد العدو الارجي من الكفار والزنادقة‪.‬‬

‫ـ لدى بعض أفراد جاعة النور ـ مؤخرا ـ شعور بالنعزالية والستعلء وهذا أفقدهم‬
‫القدرة على التغلغل بي طبقات الشعب السلم لدعوته وتوعيته‪.‬‬
‫· تفرقت هذه الماعة بعد موت الؤسس وانقسمت إل ثلثة أقسام رئيسية متنافرة‪:‬‬
‫· قسم التحق بزب (*) السلمة‪.‬‬
‫· قسم التزم الياد‪.‬‬
‫· وقسم ثالث عادى حزب السلمة (حزب الرفاه) متحالفا مع حزب العدالة الذي يرأسه‬
‫(ديييل) ويلك هذا القسم كل وسائل الدعم والتأييد‪ .‬وهناك ماولة واسعة لتخريب أفكار‬
‫شبابه‪ .‬ومن ذلك مموعة ين آسيا جي لر مصدرو صحيفة ين آسيا الت اشتركت مع صحيفة‬
‫أخرى اسها ين نسل ف التشهي بزب السلمة (حزب الرفاه) وبزعيمه نم الدين أربكان‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫ـ ليست جاعة النور إل واحدة من الماعات السلمية ؛ لكنها على العقيدة الاتريدية‬
‫عقيدة تركيا واللفة العثمانية‪.‬‬

‫ـ سلكت الماعة طريق التربية وعملت على حفظ اليان ف النفوس وعليه فإنا ُتشَبه‬
‫بالطرق الصوفية من بعض الوجوه‪.‬‬

‫ـ يطلق بعضهم على هذه الماعة اسم الدرسة اليوسفية أي الت يتحمل أصحابا ف سبيل‬
‫عقيدتم السجن والتعذيب دون أن يتصدوا للطغيان إل بالجة والنطق والصب والصابرة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫ـ بدأت جاعة النور ف النطقة الكردية شرقي الناضول وامتدت إل أرض روم واسبارطة‬
‫وما حولا ث انتقلت إل استانبول‪.‬‬

‫ـ وصلت هذه الدعوة إل كل الراضي التركية واكتسحت كل التنظيمات القائمة على‬


‫أرضها آنذاك‪.‬‬
‫ـ بلغ عدد أعضائها أكثر من مليون شخص‪ ،‬يقضي أحدهم عمره ف استنساخ رسائل النور‬
‫وتوزيعها‪ ،‬وكانت الفتيات نشيطات ف ذلك كثيا‪.‬‬

‫ـ لذه الماعة أتباع وأنصار ف كل من الباكستان والند‪ .‬وكذلك لا نشاط ف أمريكا‬


‫يتمثل ف الطلب التراك من أتباع هذه الدرسة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ بديع الزمان (نظرة عامة عن حياته وآثاره) مصطفى ذكي عاشور‪.‬‬
‫ـ النورسي (حياته وبعض آثاره )‪ ،‬د‪ .‬ممد سعيد رمضان البوطي‪.‬‬
‫ـ جوانب غي معروفة من حياة سعيد النورسي‪ ،‬الستاذ نم الدين شاهي‪.‬‬
‫ـ الوسوعة الركية "جزءان" فتحي يكن‪ ،‬دار البشي‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪1403 ،‬هـ‪1983/‬م‬
‫ـ العلمانية وآثارها على الوضاع السلمية ف تركيا‪ ،‬عبد الكري مشهدان ـ منشورات‬
‫الكتبة الدولية بالرياض ـ مكتبة الافي بدمشق ـ ط ‪ 1‬ـ ‪ 1403‬هـ ‪1983/‬م‪.‬‬
‫ـ الركة السلمية الديثة ف تركيا‪ ،‬مصطفى ممد‪ ،‬طبع ف ألانيا الغربية‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1404‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫ـ الثنوي العرب النوري‪ ،‬للنورسي‪ ،‬ترجة د‪ .‬ممد عبد السلم كفاف مع الشرح والدراسة‪،‬‬
‫الكتبة العصرية‪ ،‬بيوت‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫ـ مقال عن بديع الزمان النورسي‪ ،‬ملة المة‪ ،‬بقلم د‪ .‬عماد الدين خليل‪ ،‬عدد ذي الجة‬
‫‪1405‬هـ ‪.‬‬
‫ـ الرجل الصنم كمال أتاتورك‪ ،‬تأليف ضابط تركي سابق‪ ،‬ترجة عبد ال عبد الرحن‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيوت‪ ،‬الشركة التحدة‪ ،‬ط ‪1398 ،2‬هـ‪1978/‬م‪.‬‬
‫ـ قام الشيخ سعيد بتأليف أكثر من (‪ )130‬رسالة يعال فيها متلف الشكلت الدينية‬
‫والروحية والنفسية والعقلية انطلقا من القرآن وتفسيه‪ ،‬وقد قام الستاذ إحسان قاسم‬
‫إصلحي بترجة عدد من هذه الرسائل إل اللغة العربية منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ قطوف أزاهي النور‪ ،‬مطبعة العان‪ ،‬بغداد‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الشر‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬بغداد‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اليــة الكــبى‪ ،‬مطبعة العان‪ ،‬بغداد‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ النسان واليــان‪ ،‬دار العتصام‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ حقائق اليـــان‪ ،‬مطبعة العان‪ ،‬بغداد‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ زهرة النور‪ ،‬مطبعة العان‪ ،‬بغداد‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ اللئكة‪ ،‬مطبعة الزهراء‪ ،‬الوصل‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ الشكر‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬بغداد‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ الشيوخ‪ ،‬مكتبة الزهراء‪ ،‬الوصل‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ اليان وتكامـل النسان‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬بغداد‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ وللشيخ سعيد النورسي كذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إشارات العجاز ف مظان الجاز ( وهو أول مؤلف له باللغة العربية )‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الصيقل السلمي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التفكي اليان‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ذو الفقار‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ رائد الشباب‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الطبة الشامية‪.‬‬
‫‪7‬ـ الطوات الست (يتحدث فيه عن مؤامرات النليز ودسائسهم‪ ،‬وقد أسهم هذا‬
‫الكتاب ف إشعال الثورة ضد النليز ما عجل بطردهم)‪.‬‬
‫جاعات غالية‬
‫‪ -1‬جاعة التكفي والجرة‬
‫جاعة السلمي (التكفي والجرة)‬

‫التعريف‪:‬‬
‫جاعة السلمي كما ست نفسها‪ ،‬أو جاعة التكفي والجرة كما أطلق عليها إعلميا‪ ،‬هي‬
‫جاعة إسلمية غالية نجت نج الوارج ف التكفي(*) بالعصية‪ ،‬نشأت داخل السجون‬
‫الصرية ف بادئ المر‪ ،‬وبعد إطلق سراح أفرادها‪ ،‬تبلورت أفكارها‪ ،‬وكثر أتباعها ف صعيد‬
‫مصر‪ ،‬وبي طلبة الامعات خاصة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· تبلورت أفكار ومبادئ جاعة السلمي الت عرفت بماعة التكفي والجرة ف السجون‬
‫الصرية وخاصة بعد اعتقالت سنة ‪1965‬م الت أعدم على إثرها سيد قطب وإخوانه بأمر من‬
‫جال عبد الناصر حاكم مصر آنذاك‪.‬‬
‫· لقد رأى التدينون السلمون داخل السجون من ألوان العذاب ما تقشعر من ذكره البدان‪،‬‬
‫وسقط الكثي منهم أمامهم شهداء بسبب التعذيب‪ ،‬دون أن يعبأ بم القساة البارون‪ ،‬ف هذا‬
‫الو الرهيب ولد الغلو ونبتت فكرة التكفي (*) ووجدت الستجابة لا‪.‬‬
‫· ف سنة ‪1967‬م طلب رجال المن من جيع الدعاة العتقلي تأييد رئيس الدولة جال عبد‬
‫الناصر فانقسم العتقلون إل فئات‪:‬‬
‫ـ فئة سارعت إل تأييد الرئيس ونظامه بغية الفراج عنهم والعودة إل وظائفهم وزعموا أنم‬
‫يتكلمون باسم جيع الدعاة‪ ،‬وهؤلء كان منهم العلماء وثبت أنم طابور خامس داخل‬
‫الركة السلمية‪ ،‬وثة نوع آخر ليسوا عملء بالعن وإنا هم رجال سياسة التحقوا بالدعوة‬
‫بغية الصول على مغان كبية‪.‬‬
‫ـ أما جهور الدعاة العتقلي فقد لأوا إل الصمت ول يعارضوا أو يؤيدوا باعتبار أنم ف‬
‫حالة إكراه‪.‬‬
‫ـ بينما رفضت فئة قليلة من الشباب موقف السلطة وأعلنت كفر (*) رئيس الدولة ونظامه‪،‬‬
‫بل اعتبوا الذين أيدوا السلطة من إخوانم مرتدين عن السلم ومن ل يكفرهم فهو كافر‪،‬‬
‫والجتمع بأفراده كفار لنم موالون للحكام وبالتال فل ينفعهم صوم ول صلة‪ .‬وكان إمام‬
‫هذه الفئة ومهندس أفكارها الشيخ علي إساعيل‪.‬‬

‫ومن أبرز الشخصيات هذه الماعة‪:‬‬


‫· الشيخ علي إساعيل‪ :‬كان إمام هذه الفئة من الشباب داخل العتقل‪ ،‬وهو أحد خريي‬
‫الزهر‪ ،‬وشقيق الشيخ عبد الفتاح إساعيل أحد الستة الذين ت إعدامهم مع الستاذ سيد‬
‫قطب‪ ،‬وقد صاغ الشيخ علي مبادئ العزلة والتكفي لدى الماعة ضمن أطر شرعية حت تبدو‬
‫وكأنا أمور شرعية لا أدلتها من الكتاب والسنة ومن حياة الرسول صلى ال عليه وسلم ف‬
‫الفترتي‪ :‬الكية والدنية‪ ،‬متأثرا ف ذلك بأفكار الوارج (*)؛ إل أنه رجع إل رشده وأعلن‬
‫براءته من تلك الفكار الت كان ينادي با‪.‬‬

‫ـ شكري أحد مصطفى (أبو سعد) من مواليد قرية الواتكة بحافظة أسيوط ‪1942‬م‪ ،‬أحد‬
‫شباب جاعة الخوان السلمي الذين اعتقلوا عام ‪1965‬م لنتسابم لماعة الخوان‬
‫السلمي وكان عمره وقتئذ ثلثة وعشرين عاما‪.‬‬

‫ـ تول قيادة الماعة داخل السجن بعد أن تبأ من أفكارها الشيخ علي عبده إساعيل‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1971‬م أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة ومن ث بدأ التحرك ف‬
‫مال تكوين اليكل التنظيمي لماعته‪ .‬ولذلك تت مبايعته أميا للمؤمني وقائدا لماعة‬
‫السلمي ـ على حد زعمهم ـ فعي أمراء للمحافظات والناطق واستأجر العديد من الشقق‬
‫كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والسكندرية واليزة وبعض مافظات الوجه القبلي‪.‬‬

‫ـ ف سبتمب ‪1973‬م أمر بروج أعضاء الماعة إل الناطق البلية واللجوء إل الغارات‬
‫الواقعة بدائرة أب قرقاص بحافظة النيا بعد أن تصرفوا بالبيع ف متلكاتم وزودوا أنفسهم‬
‫بالؤن اللزمة والسلح البيض‪ ،‬تطبيقا لفاهيمهم الفكرية حول الجرة (*)‪.‬‬
‫ـ ف ‪ 26‬أكتوبر ‪1973‬م اشتبه ف أمرهم رجال المن الصري فتم إلقاء القبض عليهم‬
‫وتقديهم للمحاكمة ف قضية رقم ‪ 618‬لسنة ‪ 73‬أمن دولة عليا‪.‬‬
‫ـ ف ‪ 21‬ابريل ‪1974‬م عقب حرب أكتوبر ‪1973‬م صدر قرار جهوري بالعفو عن‬
‫مصطفى شكري وجاعته‪ ،‬إل أنه عاود مارسة نشاطه مرة أخرى ولكن هذه الرة بصورة‬
‫مكثفة أكثر من ذي قبل‪ ،‬حيث عمل على توسيع قاعدة الماعة‪ ،‬وإعادة تنظيم صفوفها‪ ،‬وقد‬
‫تكن من ضم أعضاء جدد للجماعة من شت مافظات مصر‪ ،‬كما قام بتسفي مموعات‬
‫أخرى إل خارج البلد بغرض التمويل‪ ،‬ما مكن لنتشار أفكارهم ف أكثر من دولة‪.‬‬
‫ـ هيأ شكري مصطفى لتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل و الصلوات‬
‫والدراسة وبذلك عزلم عن الجتمع‪ ،‬إذ أصبح العضو يعتمد على الماعة ف كل احتياجاته‪،‬‬
‫ومن ينحرف من العضاء يتعرض لعقاب بدن‪ ،‬وإذا ترك العضو الماعة اُعتُبِرَ كافرا‪ ،‬حيث‬
‫اعتب الجتمع خارج الماعة كله كافرا‪ .‬ومن ث يتم تعقبه وتصفيته جسديا‪.‬‬
‫ـ رغم أن شكري مصطفى كان مستبدا ف قراراته‪ ،‬إل أن أتباعه كانوا يطيعونه طاعة عمياء‬
‫بقتضى عقد البيعة (*) الذي أخذ عليهم ف بداية انتسابم للجماعة‪.‬‬
‫ـ وكما هو معلوم وثابت أن هذه الماعة جوبت بقوة من قبل السلطات الصرية وباصة‬
‫بعد مقتل الشيخ حسي الذهب وزير الوقاف الصري السابق‪ ،‬وبعد مواجهات شديدة بي‬
‫أعضاء الماعة والسلطات الصرية ت القبض على الئات من أفراد الماعة وتقديهم‬
‫للمحاكمة ف القضية رقم ‪ 6‬لسنة ‪1977‬م الت حكمت بإعدام خسة من قادات الماعة‬
‫على رأسهم شكري مصطفى‪ ،‬وماهر عبد العزيز بكري‪ ،‬وأحكام بالسجن متفاوتة على باقي‬
‫أفراد الماعة‪.‬‬

‫ـ ف ‪ 30‬مارس ‪1978‬م صبيحة زيارة السادات للقدس ت تنفيذ حكم العدام ف شكري‬
‫مصطفى وإخوانه‪.‬‬
‫ـ بعد الضربات القاسية الت تلقتها الماعة اتذت طابع السرية ف العمل‪ ،‬المر الذي‬
‫حافظت به الماعة على وجودها حت الن‪ ،‬ولكنه وجود غي مؤثر ول ملحوظ لشدة‬
‫مواجهة تيار الصحوة السلمية من أصحاب العقيدة والنهج (*) السلفي (*) لم بالوار‬
‫والناظرات سواء كان داخل السجون والعتقلت أم خارجها‪ ،‬ما دفع الكثي منهم إل العودة‬
‫إل رشده والتبؤ من الماعة‪.‬‬

‫· ماهر عبد العزيز زنات (أبو عبد ال) ابن شقيقة شكري مصطفى ونائبه ف قيادة الماعة‬
‫بصر وكان يشغل منصب السؤول العلمي للجماعة‪ ،‬أعدم مع شكري ف قضية ممد‬
‫حسي الذهب رقم ‪ 6‬لسنة ‪1977‬م‪ .‬وله كتاب الجرة‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· إن التكفي(*) عنصر أساسي ف أفكار ومعتقدات هذه الماعة‪.‬‬

‫ـ فهم يكفرون كل من أرتكب كبية (*) وأصر عليها ول يتب منها‪ ،‬وكذلك يكفرون (*)‬
‫الكام الذين ل يكمون با أنزل ال بإطلق ودون تفصيل‪ ،‬ويكفرون الحكومي لنم‬
‫رضوا بذلك وتابعوهم أيضا بإطلق ودون تفصيل‪ ،‬أما العلماء فيكفرونم لنم ل يكفروا‬
‫هؤلء ول أولئك‪ ،‬كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله أو قبله ول ينضم إل‬
‫جاعتهم ويبايع (*) إمامهم‪ .‬أما من انضم إل جاعتهم ث تركها فهو مرتد حلل الدم‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فالماعات السلمية إذا بلغتها دعوتم ول تبايع إمامهم فهي كافرة مارقة من الدين‬
‫(*)‪.‬‬

‫ـ وكل من أخذ بأقوال الئمة أو بالجاع (*) حت ولو كان إجاع الصحابة أو بالقياس‬
‫(*) أو بالصلحة الرسلة (*) أو بالستحسان (*) ونوها فهو ف نظرهم مشرك كافر‪.‬‬
‫ـ والعصور السلمية بعد القرن الرابع الجري كلها عصور كفر(*) وجاهلية (*) لتقديسها‬
‫لصنم التقليد (*) العبود من دون ال تعال فعلى السلم أن يعرف الحكام بأدلتها ول يوز‬
‫لديهم التقليد ف أي أمر من أمور الدين(*)‪.‬‬

‫ـ قول الصحاب وفعله ليس بجة ولو كان من اللفاء الراشدين‪.‬‬

‫· والجرة (*) هي العنصر الثان ف فكر الماعة‪ ،‬ويقصد با العزلة عن الجتمع الاهلي‪،‬‬
‫وعندهم أن كل الجتمعات الالية متمعات جاهلية‪ .‬والعزلة العنية عندهم عزلة مكانية وعزلة‬
‫شعورية‪ ،‬بيث تعيش الماعة ف بيئة تتحقق فيها الياة السلمية القيقة ـ برأيهم ـ كما‬
‫عاش الرسول صلى ال عليه وسلم وصحابته الكرام ف الفترة الكية‪.‬‬

‫ـ يب على السلمي ف هذه الرحلة الالية من عهد الستضعاف السلمي أن يارسوا‬


‫الفاصلة الشعورية (*) لتقوية ولئهم للسلم من خلل جاعة السلمي ـ التكفي والجرة‬
‫ـ وف الوقت ذاته عليهم أن يكفوا عن الهاد (*) حت تكتسب القوة الكافية‪.‬‬

‫· ل قيمة عندهم للتاريخ السلمي لن التاريخ هو أحسن القصص الوارد ف القرآن الكري‬
‫فقط‪.‬‬

‫· ل قيمة أيضاَ لقوال العلماء الحققي وأمهات كتب التفسي والعقائد لن كبار علماء المة‬
‫ف القدي والديث ـ بزعمهم ـ مرتدون عن السلم‪.‬‬

‫· قالوا بجية الكتاب والسنة فقط ولكن كغيهم من أصحاب البدع الذي اعتقدوا رأيا ث‬
‫حلوا ألفاظ القرآن عليه فما وافق أقوالم من السنة قبلوه وما خالفها تايلوا ف رده أو رد‬
‫دللته‪.‬‬

‫· دعوا إل المية لتأويلهم الاطئ لديث (نن أمة أمية …) فدعوا إل ترك الكليات ومنع‬
‫النتساب للجامعات والعاهد إسلمية أو غي إسلمية لنا مؤسسات الطاغوت (*) وتدخل‬
‫ضمن مساجد الضرار‪.‬‬
‫ـ أطلقوا أن الدعوة لحو المية دعوة يهودية لشغل الناس بعلوم الكفر عن تعلم السلم‪ ،‬فما‬
‫العلم إل ما يتلقونه ف حلقاتم الاصة‪.‬‬

‫· قالوا بترك صلة المعة والماعة بالساجد لن الساجد كلها ضرار وأئمتها كفار إل أربعة‬
‫مساجد‪ :‬السجد الرام والسجد النبوي وقباء والسجد القصى ول يصلون فيها أيضا إل إذا‬
‫كان المام منهم‪.‬‬

‫· يزعمون أن أميهم شكري مصطفى هو مهدي هذه المة النتظر وأن ال تعال سيحقق على‬
‫يد جاعته ما ل يقق عل يد ممد صلى ال عليه وسلم من ظهور السلم على جيع الديان‬
‫(*)‪.‬‬

‫ـ وعليه فإن دور الماعة يبدأ بعد أن تدمّر الرض بن عليها برب كونية بي الوليات‬
‫التحدة المريكية والتاد السوفيت تنقرض بسببها السلحة الديثة كالصواريخ والطائرات‬
‫وغيها ويعود القتال كما كان ف السابق رجل لرجل بالسلح القدي من سيوف ورماح‬
‫وحراب‪...‬‬

‫· ادّعى زعماء الماعة أنم بلغوا درجة المامة‪ ،‬والجتهاد (*) الطلق‪ ،‬وأن لم أن يالفوا‬
‫المة كلها وما أجعت عليه سلفا وخلفا‪.‬‬

‫ـ وأهم كتاب كشف عن أسرار دعوتم وعقيدتم هو ـ ذكريات مع جاعة السلمي ـ‬


‫التكفي والجرة ـ لحد أعضاء الماعة عبد الرحن أبو الي الذي تركهم فيما بعد‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫إن قضية تكفي السلم قدية‪ ،‬ولا جذورها ف تاريخ الفكر السلمي منذ عهد الوارج (*)‪.‬‬
‫وقد تركت آثارا علمية وعملية لعدة أجيال‪ .‬وقد استيقظت هذه الظاهرة لسباب عدة ذكرها‬
‫العلماء ويكن إجالا فيما يلي‪:‬‬
‫ـ انتشار الفساد والفسق واللاد(*) ف معظم الجتمعات السلمية دونا ماسبة من أحد‪،‬‬
‫ل من قبل الكام ول من الجتمعات السلمية السحوقة تت أقدام الطغاة والظالي‪.‬‬

‫ـ ماربة الركات(*) السلمية الصلحية من قبل حكام السلمي‪ ،‬وامتلء السجون‬


‫بدعاة السلم واستخدام أقسى أنواع التعذيب‪ ،‬مع التلفظ بألفاظ الكفر (*) من قبل العذبي‬
‫والسجاني‪.‬‬

‫ـ ظهور وانتشار بعض الكتب السلمية الت ألفت ف هذه الظروف القاسية وكانت تمل‬
‫بذور هذا الفكر‪ ،‬واحتضان هذا الفكر من هذه الماعة ـ التكفي والجرة ـ وطبعه بطابع‬
‫الغلو (*) والعنف‪.‬‬

‫ـ ويعد أساس جيع ما تقدم‪ :‬ضعف البصية بقيقية الدين (*) والتاه الظاهري ف فهم‬
‫النصوص والسراف ف التحري والتباس الفاهيم وتيع عقيدة ومنهج أهل السنة والماعة (*)‬
‫لدى بعض قادة الركة السلمية بالضافة إل إتباع التشابات وترك الحكمات وضعف‬
‫العرفة بالتاريخ والواقع وسنن الكون والياة ومنهج (*) أهل السنة والماعة‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫انتشرت هذه الماعة ف معظم مافظات مصر وف منطقة الصعيد على الصوص‪ ،‬ولا وجود‬
‫ف بعض الدول العربية مثل اليمن والردن والزائر … وغيها‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن هذه الماعة هي جاعة غالية أحيت فكر الوارج (*) بتكفي كل من ارتكب كبية (*)‬
‫وأصر عليها وتكفي (*) الكام بإطلق ودون تفصيل لنم ل يكمون بشرع ال وتكفر‬
‫الحكومي لرضاهم بم بدون تفصيل وتكفر العلماء لعدم تكفيهم أولئك الكام‪ .‬كما أن‬
‫الجرة (*) هي العنصر الثان ف تفكي هذه الماعة‪ ،‬ويقصد با اعتزال الجتمع الاهلي عزلة‬
‫مكانية وعزلة شعورية‪ ،‬وتتمثل ف اعتزال معابد الاهلية (*) (يقصد با الساجد) ووجوب‬
‫التوقف والتبي بالنسبة لحاد السلمي بالضافة إل إشاعة مفهوم الد الدن من السلم‪.‬‬
‫ول يفي مدى مالفة أفكار ومنهج هذه الماعة لنهج أهل السنة والماعة (*) ف مصادر‬
‫التلقي والستدلل وقضايا الكفر (*) واليان وغي ذلك ما سبق بيانه‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫أ ـ كتب ورسائل الماعة‪( :‬مطوطات غي مطبوعة)‪.‬‬
‫ـ رسالة الجيات شكري مصطفى "أبو سعد"‪.‬‬
‫ـ رسالة التوسعات شكري مصطفى "أبو سعد"‪.‬‬
‫ـ كتاب اللفة شكري مصطفى "أبو سعد"‪.‬‬
‫ـ رسالة الجرة ماهر البكري "أبو عبد ال"‪.‬‬
‫ـ رسالة إجال تأويلهم والرد عليها "أبو عبد ال"‪.‬‬
‫ـ ذكريات مع جاعة السلمي ـ التكفي والجرة ـ عبد الرحن أبو الي الكويت‬
‫‪1980‬م‪.‬‬

‫ب ـ كتب ورسائل لغي الماعة‪:‬‬


‫ـ الصولية ف العال العرب ـ ريتشارد جرير دكمجيان دار الوفاء ـ النصورة‪.‬‬
‫ـ ظاهر الغلو ف التكفي‪ ،‬د‪ .‬يوسف القرضاوي دار العتصام القاهرة‪.‬‬
‫ـ الكم وقضية تكفي السلم‪ ،‬سال البهنساوي ـ الكويت ‪1981‬م‪.‬‬
‫ـ دعاة ل قضاة‪ ،‬حسن الضيب‪ ،‬القاهرة ‪1977‬م‪.‬‬
‫ـ الغلو ف الدين ـ عبد الرحن اللويق الطيي‪.‬‬
‫ـ ضوابط التكفي عند أهل السنة والماعة ـ عبد ال القرن‪.‬‬
‫ـ الكم بغي ما أنزل ال وأهل الغلو ـ ممد سرور بن نايف زين العابدين‪.‬‬
‫ـ التكفي جذوره‪ ،‬أسبابه‪ ،‬مبراته ـ نعمان السامرائي‪.‬‬
‫ـ تكيم القواني ـ ممد بن إبراهيم آل الشيخ‪.‬‬
‫ـ حكم تفكي العي والفرق بي قيام الجة وفهم الجة ـ إسحاق بن عبد الرحن بن‬
‫حسن آل الشيخ‪.‬‬
‫ـ اليان الوسط ـ ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ أصول اعتقاد أهل السنة والماعة الللكائي‪.‬‬
‫ـ التكفي والجرة وجها لوجه ـ رجب متار مدكور‪.‬‬
‫ـ مناظرة الشيخ اللبان مع جاعة التكفي بالردن ـ (كاسيت)‪.‬‬
‫ـ مناقشة كتاب حد السلم وحد اليان ـ ممد بن إساعيل القدم (كاسيت) "سلسلة‬
‫قضايا الكفر واليان"‪.‬‬
‫جاعات عنصرية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أمة السلم ف الغرب (البلليون)‬
‫‪ -2‬الفراخانية‬
‫أمة السلم ف الغرب (البلليون)‬

‫التعريف‪:‬‬
‫" أمة السلم "‪ ،‬حركة ظهرت بي السود ف أمريكا وقد تبنت السلم بفاهيم خاصة غلبت‬
‫عليها الروح العنصرية‪ ،‬وعرفت فيما بعد باسم (البلليون) بعد أن صححت كثيا من‬
‫معتقداتا وأفكارها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· مؤسس هذه الركة والس د‪.‬فارد ‪ Wallace D. Fard‬وهو شخص أسود غامض‬
‫النسب‪ ،‬ظهر فجأة ف ديترويت عام ‪1930‬م داعيا إل مذهبه بي السود‪ ،‬وقد اختفي بصورة‬
‫غامضة ف يوينو ‪1934‬م‪.‬‬

‫· اليجابول ‪ Dlijah pool‬أو اليجا ممد ‪1898‬ـ ‪1975‬م التحق بالركة(*) وترقى ف‬
‫مناصبها حت صار رئيسا لا وخليفة لفارد من بعده‪ ،‬زار السعودية عام ‪1959‬م وتول ف‬
‫تركيا وأثيوبيا والسودان والباكستان يرافقه ابنه والس ممد الذي كان يقوم بالترجة‪.‬‬

‫· مالكم إكس (مالك شباز)‪ :‬كان رئيسا للمعبد رقم ‪ 7‬بنيويورك‪ .‬خطيب ومفكر قام برحلة‬
‫إل الشرق العرب وحج عام ‪1963‬م‪ ،‬ولا عاد تنكر لبادئ الركة العنصرية وخرج عليها‬
‫وشكل فرقة عرفت باسم (جاعة أهل السنة) وقد اغتيل ف ‪ 21‬فباير ‪1965‬م‪.‬‬

‫· لويس فرخان ‪ :Lewis Farrakhan‬الذي دخل ف السلم عام ‪1950‬م وخلف‬


‫مالكم إكس على رئاسة معبد رقم ‪ 7‬وهو أيضا خطيب وكاتب وماضر‪ ،‬وهو على صلة‬
‫قوية حاليّا بالعقيد القذاف‪ ،‬يدعو إل قيام دولة مستقلة بالسود ف أمريكا ما ل يصلوا على‬
‫حقوقهم الجتماعية والسياسية كاملة‪.‬‬
‫· والس و‪.‬ممد‪ ،‬الذي تسمى باسم وارث الدين ممد ولد ف ديترويت ‪ 30‬أكتوبر‬
‫‪1933‬م وعمل رئيسا للحركة (*) ف معبد فيلدلفيا ‪1958‬ـ ‪1960‬م وأدى فريضة الج‬
‫عام ‪1967‬م كما تكررت زياراته للملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫ـ انفصل عن الركة وتلى عن مبادئ والده عام ‪1964‬م لكنه عاد إليها قبيل وفاة والده‬
‫بمسة أشهر آملً ف إدخال إصلحات على الركة من داخلها‪.‬‬

‫ـ حضر الؤتر الذي عقدته رابطة العال السلمي ف نيويورك بولية نيوجرسي ‪1397‬هـ‬
‫‪1977/‬م‪.‬‬

‫ـ قام بزيارة للمركز السلمي بواشنطن ف ديسمب ‪1975‬م‪.‬‬

‫ـ حضر على رأس وفد الؤتر السلمي النعقد ف كندا عام ‪1977‬م‪ ،‬وف كل مرة منها‬
‫كان يعلن عن صدق توجهه السلمي وأنه سيسعى إل تغيي الفاهيم الاطئة ف جاعته‪.‬‬

‫ـ زار اللكة العربية السعودية عام ‪1976‬م وتركيا وعددا من بلد الشرق وكان يقابل‬
‫كبار الشخصيات ف البلد الت يزورها‪.‬‬

‫ـ أعلن ف عام ‪1975‬م عن الشخصيات الت سيعتمد عليها ف رئاسته للجماعة والذين من‬
‫أبرزهم‪:‬‬

‫* مساعداه الاصان كري عبد العزيز والدكتور نعيم أكب‪.‬‬


‫* التحدث باسم النظمة‪ :‬عبد الليم فرخان‪.‬‬
‫* مستشارون للنواحي الثقافية‪ :‬د‪.‬عبد العليم شباز‪ ،‬د‪.‬فاطمة علي‪ ،‬فهمية سلطان‪.‬‬
‫* المي العام‪ :‬جون عبد الق‪.‬‬
‫* رئيس القيادة العسكرية‪ :‬اليجا ممد الثان‪.‬‬
‫· ريوند شريف‪ :‬صار وزيرا للعدل بعد أن كان قائدا أعلى لرس الركة (*) السمى ثرة‬
‫السلم ‪ Fruit of Islam‬ويرم إليه بالرمز ‪ I.O.F‬الذي تأسس منذ عام ‪1937‬م‪.‬‬

‫· أمينة رسول مسؤولة عن جهاز تطوير الرأة ‪.M.G.T‬‬

‫· د‪.‬ميكل رمضان‪ :‬المثل لكافة لان الساجد ورئيس لنة التوجيه‪.‬‬

‫· ثيون مهدي‪ :‬الذي انضم للحركة عام ‪1967‬م رئيسا ليئة اكتشاف الفساد والفات‬
‫الجتماعية بي أفرد الركة الت تشكلت عام ‪1976‬م تت اسم ‪Blight Arrest‬‬
‫‪ pioneer patrol‬ويرمز إليها بـ ‪ B.A.P.P‬وهي بديلة عن الـ ‪.F.O.I‬‬

‫· إبراهيم كمال الدين‪ :‬الشرف على هيئة فرقة الرض الديثة ‪N.E.T New Earth‬‬
‫‪ Team‬للشراف على مشروع السكان ف الناحية النوبية من شيكاغو‪.‬‬

‫· سلطان ممد‪ :‬أحد أحفاد اليجا ممد‪ :‬يقال بأنه على فهم جيد للسلم‪ ،‬وهو إمام ف‬
‫واشنطن‪ ،‬وكان يدرس السلم ف جامعة المام ممد بن سعود السلمية وقد توف عام‬
‫‪1410‬هـ ف الرياض‪.‬‬

‫· ممد علي كلي‪ :‬اللكم العالي العروف‪ :‬يقال بأن مالكم اكس هو الذي اجتذبه إل‬
‫الركة كما أنه كان أحد أعضاء الجلس الذي أنشأه والس ممد بعد استلمه رئاسة الركة‬
‫من أجل التخطيط للمور الهمة ف الماعة‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫ل بد من ملحظة أن أفكار هذه الركة (*) قد تطورت تدرييّا متأثرة بشخصية الزعيم الذي‬
‫يدير أمورها‪ ،‬ولذا فإنه ل بد من تقسيم تطور الركة إل ثلث فترات (انظر مادة الفرخانية)‪.‬‬

‫أولً‪ :‬ف عهد والس د‪.‬فارد‪:‬‬


‫· عرفت النظمة(*) منذ تأسيسها باسم " أمة السلم " (‪ )Nation of Islam‬كما‬
‫عرفت باسم آخر هو (أمة السلم الفقودة الكتشفة)‪ ،‬وبرزت أهم أهدافها فيما يلي‪:‬‬

‫ـ التأكيد على الدعوة إل الرية (*) والساواة والعدالة والعمل على الرقيّ بأحوال الماعة‪.‬‬

‫ـ التركيز على تفوق العنصر السود وأصالته والتأكيد على انتمائهم إل الصل الفريقي‬
‫والتهجمّ على البيض ووصفهم بالشياطي‪.‬‬

‫ـ العمل على تويل أتباعها من التوراة (*) والنيل (*) إل القرآن مع استمرار الخذ من‬
‫الكتاب القدس (*) ف بعض الفكار‪.‬‬

‫أنشأ زعيمها منظمتي‪:‬واحدة للنساء أطلق عليها اسم (تدريب البنات السلمات) (‬
‫‪ )Training Muslim Girls‬ويرمز لا بالرمز (‪ )G.M.T‬وأخرى للرجال أساها‬
‫(ثرة السلم) بغية إياد جيش قوي يمي الركة ويدعم مركزها الجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ف عهد اليجا ممد‪:‬‬


‫· أعلن اليجا ممد أن الله(*) ليس شيئا غيبيا‪ ،‬بل يب أن يكون متجسدا ف شخص‪ ،‬وهذا‬
‫الشخص هو فارد الذي حل فيه الله‪ ،‬وهو جدير بالدعاء والعبادة‪ .‬وقد أدخل بذلك مفاهيم‬
‫باطنية (*) على فكر جاعته‪.‬‬

‫· اتذ لنفسه مقام النبوّة (*)‪ ،‬وصار يتصف بلقب رسول ال ‪.Messenger of Allah‬‬
‫· حرم على أتباعه القمار وشرب المور والتدخي والفراط ف الطعام والزن‪ ،‬ومنع اختلط‬
‫الرأة برجل أجنب عنها‪ ،‬وحثهم على الزواج داخل أبناء وبنات الركة ومنعهم من ارتياد‬
‫أماكن اللهو والقاهي العامة‪.‬‬

‫· الصرار على إعلء العنصر السود واعتباره مصدرا لكل معان الي‪ ،‬مع الستمرار ف‬
‫ازدراء العرق البيض ووصفه بالضعة والدونيّة‪ ،‬ول شك أن الكتتاب ف الركة مقصور على‬
‫السود دون البيض بشكل قطعي ل مال لناقشته إطلقا‪.‬‬

‫· ل يؤمن اليجا ممد إل با يضع للحس‪ ،‬وعليه فإنه ل يؤمن باللئكة ول يؤمن كذلك‬
‫بالبعث السمان إذ أن البعث لديه ليس أكثر من بعث عقلي للسود المريكيي‪.‬‬

‫· ل يؤمن بتم الرسالة عند النب (*) ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويعلن أنه هو خات الرسل‬
‫(*) إذ ما من رسول إل ويأت بلسان قومه وهو أي ـ اليجا ممد ـ قد جاء نبيا يوحى‬
‫إليه من قبل فارد بلسان قومه السود‪.‬‬

‫· يؤمن بالكتب السماوية‪ ،‬لكنه يؤمن بأن كتابا خاصا سوف ينل على قومه السود والذي‬
‫سيكون بذلك الكتاب السماوي الخي للبشرية‪.‬‬

‫· الصلة على عهده عبارة عن قراءة للفاتة أو آيات أخرى ودعاء مأثور مع التوجه نو مكة‬
‫واستحضار صورة فارد ف الذهان‪ ،‬وهي خس مرات ف اليوم‪.‬‬

‫· صيام شهر ديسمب من كل عام عوضا عن صوم رمضان‪.‬‬

‫· يدفع كل عضو ُعشْر دخله للحركة‪.‬‬

‫· ألّف عددا من الكتب الت تبي أفكاره‪ ،‬منها‪:‬‬


‫ـ رسالة إل الرجل السود (ف أمريكا) ‪.Message to the Black Man‬‬
‫ـ منقذنا قد وصل ‪.Our Saviour has arrived‬‬
‫ـ الكمة العليا ‪.Supreme Wisdom‬‬
‫ـ سقوط أمريكا ‪.The Fall of America‬‬
‫ـ كيف تأكل لتعيش ‪.How to eat to live‬‬

‫· أنشأ صحيفة تنطق بلسانم أساها ممد يتكلم ‪.Muhammad Speaks‬‬

‫ثالثا‪ :‬ف عهد وارث الدين ممد‪:‬‬


‫· ف ‪ 24‬نوفمب ‪1975‬م اختار وارث الدين اسا جديدا للمنظمة هو (البلليون) نسبة لبلل‬
‫البشي مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫· ألغى وارث الدين ف ‪ 19‬يونيو ‪1975‬م قانون منع البيض من النضمام إل الركة وف‬
‫‪ 25‬فباير ‪1976‬م ظهر ف قاعة الحتفالت عدد من البيض النضمي إليهم جنبا إل جنب‬
‫مع السود‪.‬‬

‫· العلم المريكي صار يوضع إل جانب علم النظمة بعد أن كان ذلك العلم يثل الرجل‬
‫البيض ذا العيون الزرقاء‪ ،‬الشيطان القوقازي‪.‬‬

‫· ف ‪ 29‬أغسطس ‪1975‬م صدر قرار بضرورة صوم رمضان والحتفال بعيد الفطر‪.‬‬

‫· وف ‪ 14‬نوفمب ‪1975‬م تول اسم الصحيفة من ممد يتكلم إل بلليان نيوز ‪Bilalian‬‬
‫‪ News‬ث أصبحت الريدة السلمية ‪.The Muslim Jouran‬‬

‫· أعلن أن لقبه هو المام الكب بدلً من رئيس الرؤساء كما أنه غي كلمة رؤساء العابد إل‬
‫كلمة إمام وقد حصر اهتمامه بالمور الدينية بينما وزع المور الخرى على القياديي ف‬
‫الركة‪.‬‬

‫· ت إعداد العابد لتكون صالة لقامة الصلة‪.‬‬

‫· أصدر ف ‪ 3‬أكتوبر ‪1975‬م أمرا بأن تكون الصلة على اليئة الصحيحة العروفة لدى‬
‫السلمي خس مرات ف اليوم‪.‬‬
‫· التأكيد على اللق السلمي والدب والذوق وحسن الندام ولبس الشمة بالنسبة للمرأة‪.‬‬

‫· يقوم الدعاة ف الركة (*) بزيارة السجون لنشر الدعوة بي الساجي وقد لحظت سلطات‬
‫المن أن السجي السود الذي يعرف عنه التمرد وعدم الطاعة داخل السجن يصبح أكثر‬
‫استقامة وانضباطا بجرد دخوله ف السلم‪ ،‬ومن هنا فإن السلطات ُتسَرّ بقيام الدعاة بدعوتم‬
‫هذه بي السجوني‪.‬‬

‫· تصحيح الفاهيم السلمية‪ ،‬الت اعتنقتها الركة منذ أيام فارد واليجا ممد بطريقة خاطئة‪،‬‬
‫وماولة تصويبها‪.‬‬

‫· إن المور الت ذكرناها سابقا ل تدل على أن الركة (*) قد توجهت توجها إسلميا‬
‫صحيحا تاما‪ ،‬لكنها تدل على أن هناك تسنا نوعيا قد طرأ على أفكار ومعتقدات الركة‬
‫قياسا على ما كانت عليه ف عهد من سبقه‪ .‬وهي ما تزال باجة إل إصلحات عقائدية‬
‫وتطبيقية حت تكون على الادة السلمية‪.‬‬

‫· لقد اضطربت المور كثيا بي قادة الركة وكانت مصلة هذا الضطراب أن أعلن وارث‬
‫الدين ف ‪ 25‬مايو ‪1985‬م حل الماعة وترك كل شعبة من شعبها تعمل بشكل منفرد‪ ،‬وف‬
‫كل يوم هناك جديد حول الصي الذي ستؤول إليه الركة‪.‬‬

‫· هناك ماولت يقوم با العقيد القذاف وماولت يقوم با حكام إيران بغية احتواء الركة‬
‫وتسييها وفق عقائدها الاصة بكل منهما‪ ،‬وهناك شخصيات جديدة تظهر وزعامات تتفي‬
‫وانقسامات قد تدد الميع‪.‬‬

‫· لقد عرفت الماعة بعدد من الساء كان من آخرها أمة السلم ف الغرب ‪The‬‬
‫‪.nation of islam in the west‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· قامت هذه الركة على أنقاض حركتي قويتي ظهرتا بي السود ها‪:‬‬
‫ـ الركة الورية الت دعا إليها الزني المريكي تيموثي نوبل درو علي ‪Timothy‬‬
‫‪Drew Ali 1886‬ـ ‪1929‬م الذي أسس حركته سنة ‪1913‬م وهي دعوة فيها خليط‬
‫من البادئ الجتماعية والعقائدية الدينية الختلفة وهم يعدون أنفسهم مسلمي لكن حركتهم‬
‫أصيبت بالضعف إثر وفاة زعيمها‪.‬‬

‫ـ منظمة ماركوس جارف ‪Marcus Garvey 1887‬ـ ‪1940‬م الذي أسس منظمة‬
‫سياسية للسود سنة ‪1916‬م تت اسم ‪Universai Negro Improvement‬‬
‫‪ Associlation‬وتتصف هذه الركة بأنا نصرانية لكن على أساس جعل السيح (*)‬
‫أسود وأمه سوداء وقد أبعد زعيمها عن أمريكا سنة ‪1925‬م ما أدى كذلك إل اندثار هذه‬
‫الركة‪.‬‬

‫· لذا يكن أن يقال بأن هذه الركة تنظر إل السلم على أنه إرث روحي يكن أن ينقذ‬
‫السود من سيطرة البيض ويدفع بم إل تشكيل أمة خاصة متميزة لا حقوقها ومكاسبها‬
‫ومكانتها‪.‬‬

‫· تأثر الؤسس الرئيسي للحركة اليجا ممد با ف التوراة (*) والنيل (*) من أفكار بالضافة‬
‫إل ما أخذه من السلم وافرازات التمييز العنصري ف الوليات التحدة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· يبلغ عدد السود ف أمريكا أكثر من ‪ 35‬مليون نسمة منهم حوال مليون مسلم‪.‬‬

‫· كانوا يسمون مساجدهم معابد ‪ Temples‬ولم الن ثانون شعبة ف متلف الدن‬
‫المريكية كما أن مدارسهم قد بلغت أكثر من ‪ 60‬معهدا ف شت أناء أمريكا وتصص‬
‫الصة الول كل يوم لتعليم الدين السلمي‪.‬‬
‫· يتركز السلمون السود ف ديترويت وشيكاغو وواشنطن ومعظم الدن المريكية الكبية‬
‫ويلمون بقيام دولة مستقلة‪ ،‬وهم يناصرون قضايا السود بعامة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن أمة السلم ف الغرب حركة (*) مذهبية فكرية‪ ،‬ادعت انتسابا للسلم‪ ،‬ولكنها أفرغته‬
‫أمدا طويلً من جوهره ومضمونه‪ ،‬ذلك أنا ف عهدها الول‪ ،‬وإن كانت قد دعت إل تويل‬
‫أتباعها صوب القرآن الكري إل أنا أبقت على فكرة الستمرار ف الخذ من التوراة والنيل‪.‬‬
‫وف عهدها الثان اتبعت الفاهيم الباطنية (*) وقالت إن الله (*) ليس شيئا غيبيا وإنا يب‬
‫ل كما يزعمون‪ ،‬وذهبت إل عدم‬ ‫أن يتجسد شخصا معينا هو فارد الذي حل فيه الله فع ً‬
‫ختم الرسالة بحمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبشرت بنول كتاب ساوي على السود‪ ،‬وجعلت‬
‫الصيام ف شهر ديسمب بديلً عن صوم رمضان‪ .‬وف عهدها الثالث اتذت هذه النظمة اسا‬
‫جديدا هو‪ " :‬البلليون " نسبة إل بلل البشي مؤذن الرسول صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقد أمر‬
‫وارث الدين ممد بأن تكون الصلة على اليئة الصحيحة العروفة‪ ،‬مع تصحيح الفاهيم‬
‫السلمية السابقة لديهم‪ ،‬وبدأ التاه القيقي لم صوب السلم بفهومه الق‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ السلمون الزنوج ف أمريكا‪ ،‬تأليف دكتور ج‪ .‬أريك لنكولن ترجة عمر الديراوي ـ دار‬
‫العلم للمليي طـ ‪ 1‬بيوت ـ ‪1964‬م‪.‬‬
‫ـ السلم ف أمريكا‪ ،‬ممد يوسف الشوارب ـ لان البيان العرب ـ القاهرة ـ‬
‫‪1379‬هـ ‪1960/‬م‪.‬‬
‫ـ منظمة اليجا ممد المريكية‪ ،‬تأليف د‪ .‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان ـ طـ ‪ 1‬ـ‬
‫دار الشروق ـ جدة ‪1399‬هـ ‪1979/‬م‪.‬‬
‫ـ الوجود السلمي ف الوليات التحدة المريكية‪ ،‬عبد ال أحد الداري ـ طـ ‪1‬ـ‬
‫مطبعة المعية العربية السعودية للثقافة والفنون ـ جدة ـ ‪1403‬هـ ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫ـ الفرق الباطنية العاصرة ف الوليات التحدة‪ ،‬بلل فيليبس ـ رسالة ماجستي بكلية‬
‫التربية بامعة اللك سعود ـ الرياض ‪1405‬هـ ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫ـ السلمون تت السيطرة الرأسالية‪ ،‬ممود أحد شاكر ـ الكتب السلمي ـ ط ‪ 1‬ـ‬
‫بيوت ـ ‪1397‬هـ‪.‬‬
‫ـ السلمون ف أوروبا وأمريكا‪ ،‬د‪ .‬علي النتصر الكتان ـ دار إدريس ـ طـ ‪ 1‬ـ‬
‫الرباط ‪1396‬هـ‪.‬‬
‫ـ ملة‪ :‬السلمون‪20/9/1405 ،‬هـ ـ ‪8/6/1985‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الستقبل ـ العدد ‪ 422‬ف ‪ 23‬آذار ‪1985‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة الزيرة السعودية عدد ‪ 1683‬ف ‪ 12‬مرم ‪1397‬هـ ـ ‪ 2‬يناير ‪1977‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة أخبار العال السلمي عدد ‪ 470‬ـ ‪ 23‬ربيع الول ‪1396‬هـ تصدر عن‬
‫رابطة العال السلمي مكة الكرمة وكذلك عدد ‪ 510‬ـ ‪20/1/1397‬هـ‪.‬‬
‫ـ ملة الجتمع‪ ،‬الكويت ـ عدد ‪ 428‬ف ‪28/3/1399‬هـ ـ ‪ 30‬مارس‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫الفراخانية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هي إحدى الفرق الباطنية (*) السائدة ف الوليات التحدة المريكية الت مازالت تتبع منهج‬
‫اليجا ممد‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫ـ ولد مؤسسها لويس والكت لعائلة تشتغل بالتمثيل والغناء‪ ،‬وأصولا من جزر البحر‬
‫الكاريب‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1956‬م دخل فرقة اليجا ممد الذي ادعى النبوة(*) وأن معلمه فرد ممد هو ال‬
‫التجسد‪ .‬ولا فتح مالكوم معبد ممد للسلم رقم ‪ 11‬ف بوسطن عي له لويس أكس‬
‫واعظا ومديرا‪.‬‬

‫ـ ألّف لويس أكس بعض الغان والسرحيات الت عرضت ف جيع العابد لهيتها ف بيان‬
‫تعاليم اليجا ممد ما أكسبه شهرة واسعة‪.‬‬
‫ـ لا فصل اليجا ممد مالكوم أكس عي لويس ف منصب الناطق الول باسم الفرقة ولقبه‬
‫بفراح خان ث جعله واعظا ف أكب العابد وأخطرها‪ ،‬معبد ممد للسلم رقم ‪ 7‬الذي كان‬
‫يديره مالكوم قبل طرده‪.‬‬

‫ـ ولكن بعد هلك اليجا ممد وتول ولس الزعامة عزل فراح خان من جيع مناصبه وجعله‬
‫ف منصب صوري ف شيكاغو‪ ،‬وأثناء هذه الفترة كان لويس ينكر نبوة اليجا وألوهية فرد‬
‫ممد تاشيا مع إنكار ولس لما‪.‬‬

‫ـ ولكن فرح خان استقال من ذلك النصب ومن الفرقة إثر انسحاب التنبئ سايلس ف عام‬
‫‪1977‬م‪.‬‬
‫ـ وعاد إل نيويورك وجع أتباعه السابقي تت الدعوة إل العودة إل تعاليم اليجا الصلية‪،‬‬
‫وفتح له معابد ف نيويورك وشيكاغو ولوس أنلوس وجع أتباعا فيها‪ .‬وجعل لويس فراح‬
‫خان شيكاغو مركزا رسيا لفرقته‪ ،‬وأصدر جريدة الفرقة الت ساها النداء الخي‪ ،‬لعادة بناء‬
‫أمة السلم بالعودة إل تعاليم اليجا ممد‪.‬‬
‫ـ أخذ فراح خان يتجول ف الوليات التحدة المريكية للقاء الحاضرات ف الامعات‬
‫والتحدث ف جيع مناسبات السود وكثر ظهوره على التلفزيون والذاعة‪.‬‬
‫ـ ولا كانت دعوته إل إعادة بناء منظمة اليجا (أمة السلم) وإحياء تعاليمه صافية خالية‬
‫من دعاوى خاصة لنفسه ـ كما فعل التنبئ (سايلس) فقد استجاب له معظم أفراد أسرة‬
‫اليجا‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1981‬م أعاد نظام توزيع الساء القدسة وافترض على الميع أن يكتب كل‬
‫شخص ف الفرقة (رسالة الخلّص) يشهد فيها أن ل إله إل ال الذي جاء ف صورة السيد فرد‬
‫ممد وأن الكرم اليجا ممد رسول ال‪.‬‬
‫ـ اكتسب فراح خان شهرة كبية بساندته للقس (*) السود جيسي جاكسون ف حلته‬
‫النتخابية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· عقائد الفراخانية‪:‬‬
‫أثبت فراح خان تعاليم اليجا ممد كلها‪ ،‬ما عدا تغييات بسيطة‪ ،‬دأب أن يذكر ف آخر‬
‫صفحة من جيع أعداد جريدة الفرقة النداء الخي بابي تت عنوان ماذا يريد السلمون وماذا‬
‫يعتقد السلمون ؟‍ !‪ ،‬يضمنها أهداف الفرقة الليجية ومعتقداتا حرفيا كما كانت ترد ف كل‬
‫عدد من أعداد جريدة ممد يتكلم ف عهد اليجا‪ ،‬كما يذكر ف كل عدد مقالت اليجا‬
‫النقولة من أعداد ممد يتكلم القدية‪.‬‬
‫· بعض عقائد الليجية الساسية الت أحياها فراح خان‪:‬‬
‫ـ أن ال قد خلق نفسه‪.‬‬
‫ـ أن جيع السود آلة ويولد بينهم إله مطلق كل ‪ 25‬ألف سنة‪.‬‬
‫ـ أحد اللة السود السمى يعقوب قد خلق النسان البيض نتيجة لبعض التجارب‬
‫الوراثية‪.‬‬
‫ـ أن ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم أُرسل للعرب فقط واليجا أرسله ال إل سود‬
‫أمريكا وأنه آخر الرسلي‪.‬‬
‫ـ ويعتقد فراح خان أنه هو القصود بالواري بطرس العروف ف السيحية (*) ويعتقد أنه‬
‫ل يلك قوة الحياء ولكن بواسطة صوت اليجا ممد سوف ييي المة بأسرها‪.‬‬
‫ـ النسان البيض شيطان‪.‬‬
‫ـ النسان السود هو الذي ألّف جيع الكتب السماوية‪.‬‬
‫ـ معظم تعاليم القرآن موجهة إل الرسول اليجا ممد والسود ف أمريكا‪.‬‬
‫ـ ل قيامة للجساد بعد الوت‪ ،‬والبعث والقيام عبارة عن يقظة روحية لن هم نيام من‬
‫السود ف قبور الوهام‪ ،‬ول يتأتى ذلك إل بعرفة اليجا وإله واليان بما‪.‬‬
‫ـ يقولون إذا كان العرب يعتقدون أن ممدا خات النبيي (*) يقينا فيمكن أن نتمع‬
‫ونتناقش ف الدلة ‍‍حت نصل إل كلمة سواء‪ .‬إل أنكم أيها العرب عنصريون ول تتجاوزوا‬
‫هذا الانب من طبيعتكم الت تاثل طبيعة النسان البيض الذي هو شيطان‪ ،‬أنتم واليهود‬
‫والبيض كلكم شياطي‪.‬‬

‫إضافات فراح خان‪:‬‬


‫ـ أما معتقدات فراخ خان الديدة حول اليجا فإنه ألّه اليجا كما ألّه السيحيون عيسى‪ ،‬بل‬
‫ادعى فراح أن اليجا هو عيسى السيح‪.‬‬
‫ـ وادعى أن اليجا ل يت بل بعثه ال حيّا مع أن اليجا أنكر البعث السدي إنكارا شديدا‬
‫مطلقا‪.‬‬
‫ـ يقول فراح خان‪ " :‬إنا أنا هنا لشهد أن الكرم اليجا ممد قد رفع وأن عيسى الذي‬
‫كنتم تبحثون عنه وتنتظرون عودته كان بي ظهرانيكم لدة أربعي سنة‪ ،‬ولكنكم ل تعلموا‬
‫من هو "‪.‬‬
‫ـ ويقول‪ ":‬إن الكرم اليجا ممد حيّ وهو مع الله (*) سوية وعودته وشيكة الدوث‪،‬‬
‫وأشهد أن أحد إخوانكم اليجا من بينكم قد رفع إل مقام ممود يي الله‪ ،‬وجعل رب‬
‫العالي فيه السلطة التامة على طاقات الطبيعة"‪.‬‬
‫ـ ويقول‪ ":‬قد علمنا الكرم اليجا ممد أننا (الرجل السود)‪ :‬مالك الرض وخالقها وصفوة‬
‫كائناته وإله الكون كله‪ ،‬فإن ل يكن الكرم اليجا ممد إلا فل يكن أن نصل إل درجة‬
‫اللوهية‪ ،‬وإن ل يبعث حيا فل أمل فينا أن نبعث أحياء من موتنا الذهن والروحي والسياسي‬
‫والجتماعي "‪.‬‬

‫ناذج من تأويلت فراح خان‪:‬‬


‫ـ بن لويس فراح خان دعاويه ف اليجا على تأويل (*) آيات قرآنية وفقرات من الكتاب‬
‫القدس تأويلً عجيبا منها‪:‬‬
‫ـ يقول فراح خان مهدا لدعواه أن اليجا ممد هو عيسى ابن مري وذلك تأويلً للية ‪44‬‬
‫من سورة آل عمران‪.‬‬
‫ـ أوّل مري البتول إل رمز يقصد به السود ف أمريكا حيث قال‪ :‬أين نبحث عن عيسى هذا‬
‫إن العبارة سوف تمل بتول هي الفتاح لكتشاف السر فإن كلمة (بتول) كما نفهمها ف‬
‫عال الادة تعن امرأة ل يسها رجل ولكن كلمة (بتول) ف الكتاب القدس ترمز إل أناس ل‬
‫يلقحهم الله (*)‪ ،‬والسود ف أمريكا هم أناس بتوليون كما هو واضح من تصرفاتنا‪.‬‬
‫ـ وانتهت به تأويلته إل القول برفع اليجا اعتمادا على اليات ‪157‬ـ ‪ 158‬من سورة‬
‫النساء‪.‬‬
‫ـ ويقول‪ " :‬أعلم أنكم تظنون أن اليجا ممد قد مات ولكنن أقف لكي أشهد للعال أنه‬
‫حي وبصحبة جيدة وهو ذو نفوذ "‪.‬‬
‫" إنن شاهد له وإننا شهداء له‪ .‬وهو مكتوب ف القرآن‪( :‬إذ قال ال يا عيسى إن متوفيك‬
‫ورافعك إلّ ومطهرك من الذين كفروا‪ )..‬ال‪ .‬وف مكان آخر يقول القرآن‪( :‬شُبّه لم) أنه‬
‫مات‪ ،‬وهذا هو مكر ال فوق مكر أعداء ال الشرار ف إشارة إل قوله تعال ف الية ‪157‬‬
‫من سورة النساء‪.‬‬

‫ماولت لصلح فكر فراح خان‪:‬‬


‫قام بزيارة إل الملكة العربية السعودية‪ ،‬وعُقد لقاء بينه وبي بعض السؤولي عن الدعوة ف‬
‫الملكة‪ .‬وقد وعد خيا وأظهر توجها للفهم وللمراجعة‪ .‬ولكن عندما عاد إل أمريكا بقيت‬
‫نفس أفكاره وسلوكياته دون تغيي يذكر‪ .‬وإن كان قد أصبح أقل إعلنا لا‪ ،‬والذي يظهر أن‬
‫الرجل غي ملص ويبحث عن الزعامة وتتجاذبه عوامل عديدة‪ .‬نسأل ال له ولكل ضال‬
‫الداية والعودة إل الطريق الستقيم‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ ينظر إل مراجع البحث السابق "أمة السلم ف الغرب ـ البلليون"‪.‬‬
‫الركات الباطنية‬
‫‪ -1‬اليزيدية‬
‫‪ -2‬القرامطة‬
‫‪-3‬الساعيلية‬
‫‪-4‬النصيية‬
‫‪-5‬الدروز‬
‫‪-6‬الشاشون‬
‫‪-7‬البابية والبهائية‬
‫‪-8‬القاديانية‬
‫‪-9‬الزب المهوري ف السودان‬
‫‪-10‬الحباش‬
‫‪ -11‬النصار‬
‫‪-12‬المينية‬
‫‪-13‬أمل «أفواج القاومة اللبنانية»‬
‫اليزيدية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫اليزيدية‪ :‬فرقة منحرفة نشأت سنة ‪132‬هـ إثر انيار الدولة الموية‪ .‬كانت ف بدايتها‬
‫حركة (*) سياسية لعادة مد بن أمية ولكن الظروف البيئية وعوامل الهل انرفت با‬
‫فأوصلتها إل تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون علية اسم (طاووس ملك)‬
‫وعزازيل‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· البداية‪ :‬عندما انارت الدولة الموية ف معركة الزاب الكبى شال العراق سنة ‪132‬هـ‬
‫هرب المي إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إل شال العراق وجع فلول المويي داعيا‬
‫إل أحقية يزيد ف اللفة (*) والولية‪ ،‬وأنه السفيان النتظر الذي سيعود إل الرض ليملها‬
‫عدلً كما ملئت جورا‪.‬‬

‫ويرجع سبب اختيارهم لنطقة الكراد ملجأ لم إل أن أم مروان الثان ـ الذي سقطت ف‬
‫عهده الدولة الموية ـ كانت من الكراد‪.‬‬

‫· عدي بن مسافر‪ :‬كان ف مقدمة الاربي من السلطة العباسية‪ ،‬فقد رحل من لبنان إل‬
‫الكارية من أعمال كردستان‪ ،‬وينتهي نسبه إل مروان بن الكم‪ ،‬ولقبه شرف الدين أبو‬
‫الفضائل ‪ .‬لقي الشيخ عبد القادر اليلن وأخذ عنه التصوف‪ ،‬ولد سنة ‪ 1073‬م أو‬
‫‪1078‬م وتوف بعد حياة مدتا تسعون سنة ودفن ف للش ف منطقة الشيخان ف العراق‪.‬‬

‫· صخر بن صخر بن مسافر‪ :‬العروف بالشيخ أبو البكات رافق عمه عديا وكان خليفته ولا‬
‫مات دفن بانب قب عمه ف للش‪.‬‬

‫· عدي بن أب البكات‪ :‬اللقب بأب الفاخر الشهور بالكردي‪ ،‬توف سنة ‪ 615‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 1217‬م‪.‬‬
‫· خلفه ابنه شس الدين أبو ممد العروف بالشيخ حسن‪ :‬الولود سنة ‪591‬هـ ‪1154/‬م‬
‫وعلى يديه انرفت الطائفة اليزيدية من حب عدي ويزيد بن مسافر إل تقديسهما والشيطان‬
‫إبليس‪ ،‬وتوف سنة ‪644‬هـ ‪1246 /‬م بعد أن ألف كتاب اللوة لصحاب اللوة وكتاب‬
‫مك اليان وكتاب هداية الصحاب وقد أدخل اسه ف الشهادة كما ندها اليوم عند بعض‬
‫اليزيدية‪.‬‬

‫· الشيخ فخر الدين أخو الشيخ حسن‪ :‬انصرت ف ذريته الرئاسة الدينية والفتوى‪.‬‬

‫· شرف الدين ممد الشيخ فخر الدين‪ :‬قتل عام ‪655‬هـ ‪1257 /‬م وهو ف طريقه إل‬
‫السلطان عز الدين السلجوقي‪.‬‬

‫· زين الدين يوسف بن شرف الدين ممد‪ :‬الذي سافر إل مصر وانقطع إل طلب العلم‬
‫والتعبد فمات ف التكية العدوية بالقاهرة سنة ‪725‬هـ‪.‬‬

‫· بعد ذلك أصبح تاريهم غامضا بسبب العارك بينهم وبي الغول والسلجقة وبي‬
‫الفاطميي‪.‬‬

‫· ظهر خلل ذلك الشيخ زين الدين أبو الحاسن‪ :‬الذي يرتقي بنسبه إل شقيق أب البكات‪،‬‬
‫عي أميا لليزيدية على الشام ث اعتقله اللك سيف الدولة قلوون بعد أن أصبح خطرا لكثرة‬
‫مؤيديه‪ ،‬ومات ف سجنه‪.‬‬

‫· جاء بعده ابنه الشيخ عز الدين‪ ،‬وكان مقره ف الشام‪ ،‬ولقب بلقب أمي المراء‪ ،‬وأراد أن‬
‫يقوم بثورة (*) أموية فقبض عليه عام ‪731‬ه‍ ومات ف سجنه أيضا‪.‬‬

‫· استمرت دعوتم ف اضطهاد من الكام وبقيت منطقة الشيخان ف العراق مط أنظار‬


‫اليزيديي‪ ،‬وكان كتمان السر من أهم ما تيزت به هذه الفرقة‪.‬‬
‫· استطاع آخر رئيس للطائفة المي بايزيد الموي أن يصل على ترخيص بافتتاح مكتب‬
‫للدعوة اليزيدية ف بغداد سنة ‪1969‬م بشارع الرشيد بدف إحياء عروبة الطائفة الموية‬
‫اليزيدية ووسيلتهم إل ذلك نشر الدعوة القومية مدعمة بالقائق الروحية والزمنية وشعارهم‬
‫عرب أموي القومية‪ ،‬يزيديي العقيدة‪.‬‬

‫· وآخر رئيس لم هو المي تسي بن سعد أمي الشيخان‪.‬‬

‫· ونستطيع أن نمل القول بأن الركة قد مرّت بعدة أدوار هي‪:‬‬


‫ـ الدور الول‪:‬حركة أموية سياسية‪ ،‬تتبلور ف حب يزيد بن معاوية‪.‬‬
‫ـ الدور الثان‪ :‬تول الركة إل طريقة عدوية أيام الشيخ عدي بن مسافر الموي‪.‬‬
‫ـ الدور الثالث‪ :‬انقطاع الشيخ حسن ست سنوات‪ ،‬ث خروجه بكتبه مالفا فيها تعاليم‬
‫الدين السلمي النيف‪.‬‬
‫ـ الدور الرابع‪:‬خروجهم التام من السلم وتري القراءة والكتابة ودخول العتقدات‬
‫الفاسدة والباطلة ف تعاليمهم‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫أولً‪ :‬مقدمة لفهم العتقد اليزيدي‪:‬‬


‫· حدثت معركة كربلء ف عهد يزيد بن معاوية وقتل فيها السي بن علي رضي ال عنه‬
‫وكثيون من آل البيت ـ رضوان ال عنهم جيعا‪.‬‬

‫· أخذ الشيعة يلعنون يزيدا و يتهمونه بالزندقة (*) وشرب المر‪.‬‬

‫· بعد زوال الدولة الموية بدأت اليزيدية على شكل حركة (*) سياسية‪.‬‬

‫· أحب اليزيديون يزيد واستنكروا لعنه باصة‪.‬‬

‫· ث استنكروا اللعن بعامة‪.‬‬


‫· وقفوا أمام مشكلة لعن إبليس ف القرآن فاستنكروا ذلك أيضا وعكفوا على كتاب ال‬
‫يطمسون بالشمع كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان أو استعاذة بجة أن ذلك ل يكن‬
‫موجودا ف أصل القرآن وأن ذلك زيادة من صنع السلمي‪.‬‬

‫· ث أخذوا يقدسون إبليس اللعون ف القرآن‪ ،‬وترجع فلسفة هذا التقديس لديهم إل أمور‬
‫هي‪:‬‬

‫ـ لنه ل يسجد لدم فإنه بذلك ـ ف نظرهم ـ يعتب الوحد الول الذي ل ينس وصية‬
‫الرب بعدم السجود لغيه ف حي نسيها اللئكة فسجدوا‪ ،‬إن أمر السجود لدم كان مرد‬
‫اختبار‪ ،‬وقد نح إبليس ف هذا الختبار فهو بذلك أول الوحدين‪ ،‬وقد كافأه ال على ذلك‬
‫بأن جعله طاووس اللئكة‪ ،‬ورئيسا عليهم!!‪.‬‬
‫ـ ويقدسونه كذلك خوفا منه لنه قوي إل درجة أنه تصدى للله (*) وترأ على رفض‬
‫أوامره ‍‍!!‪.‬‬
‫ـ ويقدسونه كذلك تجيدا لبطولته ف العصيان والتمرد!!‪.‬‬

‫· أغوى إبليس آدم بأن يأكل من الشجرة الحرمة فانتفخت بطنه فأخرجه ال من النة‪.‬‬

‫· إن إبليس ل يطرد من النة‪ ،‬بل إنه نزل من أجل رعاية الطائفة اليزيدية على وجه الرض!!‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معتقداتم‪:‬‬
‫· جرّهم اعتبار إبليس طاووس اللئكة إل تقديس تثال طاووس من النحاس على شكل ديك‬
‫بجم الكفّ الضمومة وهم يطوفون بذا التمثال على القرى لمع الموال‪.‬‬

‫· وادي للش ف العراق‪ :‬مكان مقدس يقع وسط جبال شاهقة تسمى بيت عذري‪ ،‬مكسوة‬
‫بأشجار من البلوط والوز‪.‬‬

‫· الرجة ف وادي للش‪ :‬تعتب بقعة مقدسة‪ ،‬واسها مأخوذ من مرجة الشام‪ ،‬والزء الشرقي‬
‫منها فيه ـ على حد قولم ـ جبل عرفات ونبع زمزم‪.‬‬
‫· لديهم مصحف رش (أي الكتاب السود) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتا‪.‬‬

‫· الشهادة‪ :‬أشهد واحد ال‪ ،‬سلطان يزيد حبيب ال‪.‬‬

‫· الصوم‪ :‬يصومون ثلثة أيام من كل سنة ف شهر كانون الول وهي تصادف عيد ميلد يزيد‬
‫بن معاوية‪.‬‬

‫· الزكاة‪ :‬تمع بواسطة الطاووس ويقوم بذلك القوالون وتب إل رئاسة الطائفة‪.‬‬

‫· الج‪ :‬يقفون يوم العاشر من ذي الجة من كل عام على جبل عرفات ف الرجة النورانية ف‬
‫للش بالعراق‪.‬‬

‫· الصلة‪ :‬يصلون ف ليلة منتصف شعبان‪ ،‬يزعمون أنا تعوضهم عن صلة سنة كاملة‪.‬‬

‫· الشر والنشر بعد الوت‪ :‬سيكون ف قرية باطط ف جبل سنجار‪ ،‬حيث توضع الوازين بي‬
‫يدي الشيخ عدي الذي سيحاسب الناس‪ ،‬وسوف يأخذ جاعته ويدخلهم النة‪.‬‬

‫· يقسمون بأشياء باطلة ومن جلتها القسم بطوق سلطان يزيد وهو طرف الثوب‪.‬‬

‫· يترددون على الراقد والضرحة كمرقد الشيخ عدي والشيخ شس الدين‪ ،‬والشيخ حسن‬
‫وعبد القادر اليلن‪ ،‬ولكل مرقد خدم‪ ،‬وهم يستخدمون الزيت والشموع ف إضاءتا‪.‬‬

‫· يرمون التزاوج بي الطبقات‪ ،‬ويوز لليزيدي أن يعدد ف الزواج إل ست زوجات‪.‬‬

‫· الزواج يكون عن طريق خطف العروس أولً من قبل العريس ث يأت الهل لتسوية المر‪.‬‬

‫· يرمون اللون الزرق لنه من أبرز ألوان الطاووس‪.‬‬

‫· يرمون أكل الس واللفوف (الكرنب) والقرع والفاصوليا ولوم الديكة وكذلك لم‬
‫الطاووس القدس عندهم لنه نظي لبليس طاووس اللئكة ف زعمهم‪ ،‬ولوم الدجاج‬
‫والسمك والغزلن ولم النير‪.‬‬
‫· يرمون حلق الشارب‪ ،‬بل يرسلونه طويلً وبشكل ملحوظ‪.‬‬

‫· إذا رست دائرة على الرض حول اليزيدي فإنه ل يرج من هذه الدائرة حت تحو قسما‬
‫منها اعتقادا منه بأن الشيطان هو الذي أمرك بذلك‪.‬‬

‫· يرمون القراءة والكتابة تريا دينيا لنم يعتمدون على علم الصدر فأدى ذلك إل انتشار‬
‫الهل والمية بينهم ما زاد ف انرافهم ومغالتم بيزيد وعدي وإبليس‪.‬‬

‫· لديهم كتابان مقدسان ها‪ :‬اللوة الذي يتحدث عن صفات الله (*) ووصاياه والخر‬
‫مصحف رش أو الكتاب السود الذي يتحدث عن خلق الكون واللئكة وتاريخ نشوء‬
‫اليزيدية وعقيدتم‪.‬‬

‫· يعتقدون أن الرجل الذي يتضن ولد اليزيدي أثناء ختانه يصبح أخا لم هذا الصغي وعلى‬
‫الزوج أن يميه ويدافع عنه حت الوت‪.‬‬

‫· اليزيدي يدعو متوجها نو الشمس عند شروقها وعند غروبا ث يلثم الرض ويعفر با‬
‫وجهه‪ ،‬وله دعاء قبل النوم‪.‬‬

‫· لم أعياد خاصة كعيد رأس السنة اليلدية وعيد الربعانية وعيد القربان وعيد الماعة وعيد‬
‫يزيد وعيد خضر إلياس وعيد بلندة ولم ليلة تسمى الليلة السوداء (شفرشك) حيث يطفئون‬
‫النوار ويستحلون فيها الحارم والمور‪.‬‬

‫· يقولون ف كتبهم‪( :‬أطيعوا وأصغوا إل خدامي با يلقنونكم به ول تبيحوا به قدام الجانب‬


‫كاليهود والنصارى وأهل السلم لنم ل يدرون ماهيته‪ ،‬ول تعطوهم من كتبكم لئل‬
‫يغيوها عليكم وأنتم ل تعلمون)‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائد‪:‬‬


‫· اتصل عدي بن مسافر بالشيخ عبد القادر اليلن التصوف‪ ،‬وقالوا باللول والتناسخ‬
‫ووحدة الوجود‪ ،‬وقولم ف إبليس يشبه قول اللج الذي اعتبه إمام الوحدين‪.‬‬

‫· يترمون الدين (*) النصران‪ ،‬حت إنم يقبلون أيدي القسس (*) ويتناولون معهم العشاء‬
‫الربان (*)‪ ،‬ويعتقدون بأن المرة هي دم السيح (*) القيقي‪ ،‬وعند شربا ل يسمحون‬
‫بسقوط قطرة واحدة منها على الرض أو أن تس لية شاربا‪.‬‬

‫· أخذوا عن النصارى (التعميد) (*) حيث يؤخذ الطفل إل عي ماء تسمى (عي البيضاء)‬
‫ليعمد فيها‪ ،‬وبعد أن يبلغ أسبوعا يؤتى به إل مرقد الشيخ عدي حيث زمزم فيوضع ف الاء‬
‫وينطقون اسه عاليا طالبي منه أن يكون يزيديا ومؤمنا (بطاووس ملك) أي إبليس‪.‬‬

‫· عندما دخل السلم منطقة كردستان كان معظم السكان يدينون بالزرادشتية فانتقلت‬
‫بعض تعاليم هذه العقيدة إل اليزيدية‪.‬‬

‫· داخلتهم عقائد الجوس (*) والوثنية (*) فقد رفعوا يزيد إل مرتبة اللوهية‪ ،‬والتنظيم عندهم‬
‫(ال ـ يزيد ـ عدي)‪.‬‬

‫· (طاووس ملك) رمز وثن لبليس يتل تقديرا فائقا لديهم‪ · .‬أخذوا عن الشيعة (الباءة)‬
‫وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذة من زاوية الشيخ عدي يملها كل يزيدي ف جيبه‬
‫للتبك با‪ ،‬وذلك على غرر التربة الت يملها أفراد الشيعة العفرية‪ .‬وإذا مات اليزيدي توضع‬
‫ف فمه هذه التربة وإل مات كافرا‪.‬‬

‫· عموما‪ :‬إن النطقة الت انتشروا با تعج بالديانات الختلفة كالزرادشتية وعبدة الوثان‪،‬‬
‫وعبدة القوى الطبيعية‪ ،‬واليهودية‪ ،‬والنصرانية‪ ،‬وبعضهم مرتبط بآلة آشور وبابل وسومر‪،‬‬
‫والصوفية من أهل الطوة‪ ،‬وقد أثرت هذه الديانات ف عقيدة اليزيدية بدرجات متفاوتة‬
‫وذلك بسبب جهلهم وأميتهم ما زاد ف درجة انرافهم عن السلم الصحيح‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· تنتشر هذه الطائفة الت تقدس الشيطان ف سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق ولم‬
‫جاليات قليلة العدد نسبيا ف لبنان وألانيا الغربية ـ سابقا ـ وبلجيكا‪.‬‬

‫· ويبلغ تعدادهم حوال ‪ 120‬ألف نسمة‪ ،‬منهم سبعون ألفًا ف العراق والباقي ف القطار‬
‫الخرى‪ ،‬وهم مرتبطون جيعا برئاسة البيت الموي‪.‬‬

‫· هم من الكراد‪ ،‬إل أن بعضهم من أصل عرب‪.‬‬

‫· لغتهم هي اللغة الكردية وبا كتبهم وأدعيتهم وتواشيحهم الدينية‪ · .‬ولم مكتب رسي‬
‫مصرح به وهو الكتب الموي للدعوة العربية ف شارع الرشيد ببغداد‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن اليزيدية فرقة منحرفة ضالة ‪ ،‬قدست يزيد بن معاوية وإبليس وعزرائيل‪ ،‬ويترددون على‬
‫الراقد والضرحة ولم عقيدة خاصة ف كل ركن من أركان السلم‪ ،‬ولم أعياد خاصة‬
‫كعيد رأس السنة اليلدية‪ ،‬وييزون لليزيدي أن يعدد ف الزوجات حت ست إل غي ذلك من‬
‫القوال الكفرية ‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫اليزيدية‪ ،‬تأليف سعيد الديوه جي‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اليزيديون ف حاضرهم وماضيهم‪ ،‬تأليف عبد الرزاق السن‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اليزيدية‪ ،‬أحوالم ومعتقداتم‪ ،‬تأليف الدكتور سامي سعيد الحد‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اليزيدية وأصل عقيدتم‪ ،‬تأليف عباس الغزّاوي‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اليزيدية ومنشأ نلتهم‪ ،‬تأليف أحد تيمور‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اليزيدية‪ ،‬تأليف صديق الدملوجي‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اليزيديون‪ ،‬تأليف هاشم البناء‪.‬‬ ‫ـ‬
‫ـ ما هي اليزيدية؟ ومن هم اليزيديون؟ تأليف ممود الندي ـ مطبعة التضامن ط ‪ 1‬ـ‬
‫بغداد ‪1976‬م‪.‬‬
‫ـ كرد وترك وعرب‪ ،‬تأليف ادموندز ـ ترجة جرجس فتح ال‪.‬‬
‫ـ مباحث عراقية‪ ،‬تأليف يعقوب سركيس‪.‬‬
‫ـ الكراد‪ ،‬تأليف باسيل نيكت‪.‬‬
‫ـ مموعة الرسائل والسائل‪ ،‬تأليف شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫ـ رحلت إل العراق‪ ،‬تأليف جيمس بكنغهام ـ رجة سليم طه التكريت‪.‬‬
‫ـ جريدة التآخي العراقية‪ ،‬بغداد ‪16/9/1974‬م‪.‬‬
‫ـ العراق الشمال‪ ،‬تأليف الدكتور شاكر خصباك‪.‬‬
‫ـ تاريخ الوصل‪ ،‬تأليف سليمان الصايغ‪.‬‬
‫القرامطة‬
‫التعريف‪:‬‬
‫القرامطة حركة باطنية (*) هدامة تنتسب إل شخص اسه حدان بن الشعث ويلقب بقرمط‬
‫لقصر قامته وساقيه وهو من خوزستان ف الهواز ث رحل إل الكوفة‪ .‬وقد اعتمدت هذه‬
‫الركة التنظيم (*) السري العسكري‪ ،‬وكان ظاهرها التشيع لل البيت والنتساب إل ممد‬
‫بن إساعيل بن جعفر الصادق وحقيقتها اللاد (*) والباحية وهدم الخلق (*) والقضاء‬
‫على الدولة السلمية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· يتضح لنا تطور الركة من خلل دراسة شخصياتا الذين كانوا يظهرون السلم ويبطنون‬
‫الجوسية وتركوا أثرا بارزا على سيهم وتشكلها عب مسية طويلة من الزمن‪:‬‬

‫ـ بدأ عبد ال بن ميمون القداح رأس الفعى القرمطية بنشر البادئ الساعيلية ف جنوب‬
‫فارس سنة ‪260‬هـ‪.‬‬

‫ـ ومن ث كان له داعية ف العراق اسه الفرج بن عثمان القاشان العروف بذكرويه الذي‬
‫أخذ يبث الدعوة سرا‪.‬‬

‫ـ وف سنة ‪ 278‬هـ نض حدان قرمط بن الشعث يبث الدعوة جهرا قرب الكوفة ث بن‬
‫دارا ساها دار الجرة وقد جعل الصلة خسي صلة ف اليوم‪.‬‬

‫ـ هرب ذكرويه واختفي عشرين عاما‪ ،‬وبعث أولده متفرقي ف البلد يدعون للحركة‪.‬‬

‫ـ استخلف ذكرويه أحد بن القاسم الذي بطش بقوافل التجار والجاج وهزم ف حص‬
‫وسيق ذكرويه إل بغداد وتوف سنة ‪294‬هـ‪.‬‬
‫ـ التف القرامطة ف البحرين حول السن بن برام ويعرف بأب سعيد الناب الذي سار سنة‬
‫‪283‬هـ البصرة فهزم‪.‬‬

‫· قام بالمر بعده ابنه سليمان بن السن بن برام ويعرف بأب طاهر الذي استول على كثي‬
‫من بلد الزيرة العربية ودام ملكه فيها ‪ 30‬سنة‪ ،‬ويعتب مؤسس دولة القرامطة القيقي‬
‫ومنظم دستورها السياسي الجتماعي‪ ،‬بلغ من سطوته أن دفعت له حكومة بغداد التاوة ومن‬
‫أعماله الرهيبة أنه‪:‬‬
‫ـ فتك هو ورجاله بالُجاج حي رجوعهم من مكة ونبوهم وتركوهم ف الفقر حت‬
‫هلكوا‪.‬‬
‫ـ ملك الكوفة أيام القتدر ‪295‬ـ ‪320‬هـ لدة ستة أيام استحلها فيها‪.‬‬
‫ـ هاجم مكة عام ‪319‬هـ‪ ،‬وفتك بالجاج‪ ،‬وهدم زمزم‪ ،‬ومل السجد بالقتلى‪ ،‬ونزع‬
‫الكسوة‪ ،‬وقلع البيت العتيق‪ ،‬واقتلع الجر السود‪ ،‬وسرقه إل الحساء‪ ،‬وبقي الجر هناك‬
‫عشرين سنة إل عام ‪339‬هـ‪.‬‬

‫· توف سليمان فآلت المور لخيه السن العصم الذي قوي أمره واستول على دمشق سنة‬
‫‪360‬هـ‪ ،‬ث توجه إل مصر ودارت معارك له مع اللفة الفاطمية‪ ،‬لكن العصم ارتد وانزم‬
‫القرامطة وتراجعوا إل الحساء‪.‬‬

‫· خلع القرامطة السن لدعوته لبن العباس‪ ،‬أسند المر إل رجلي ها جعفر وإسحاق اللذان‬
‫توسعا ث دار اللف بينهما وقاتلهم الصفر التغلب الذي ملك البحرين والحساء وأنى‬
‫شوكتهم ودولتهم‪.‬‬

‫· وللمجتمع القرمطي ملمه التميزة إذ تشكلت ف داخله أربع طبقات اجتماعية متميزة‪:‬‬

‫ـ الطبقة الول‪ :‬وتسميهم رسائل إخوان الصفا (*) " الخوان البرار الرحاء " وتشمل‬
‫الشبان الذين تتراوح أعمارهم بي خس عشرة وثلثي سنة‪ .‬وهم من على استعداد لقبول‬
‫الفكار القرمطية عقيدة وتثلً ف نفوسهم‪.‬‬
‫ـ الطبقة الثانية‪ :‬ويعرفون بـ "الخوان الخيار الفضلء " وتشمل من كانت أعمارهم بي‬
‫الثلثي والربعي سنة وهي مرتبة الرؤساء ذوي السياسات‪ ،‬ويكلفون براعاة " الخوان "‬
‫وتعهدهم وإظهار العطف عليهم ومساعدتم‪.‬‬
‫ـ الطبقة الثالثة‪ :‬وتشمل أولئك الذين هم بي الربعي والمسي من العمر‪ ،‬من يعرفون‬
‫الناموس اللي وفق الفهوم القرمطي ويتمتعون بق المر والنهي ودعم الدعوة القرمطية ودفع‬
‫خصومها‪ ،‬وهؤلء هم الذين ألفوا الرسائل العقائدية القرمطية وعمموها ف الفاق‪.‬‬
‫ـ الطبقة الرابعة‪ :‬ويطلق على أصحاب هذه الطبقة اسم " الريدون " ث " العلمون " ث "‬
‫القربون " إل ال وتشمل من تاوزت أعمارهم المسي سنة؛ وهي أعلى الراتب القرمطية‪،‬‬
‫من يبلغها يكون ف نظر هذه الفرقة من الناموس والطبيعة ويصبح من أهل الكشف (*) اللدن‬
‫إذ يستطيع رؤية أحوال القيامة من البعث والنشور والساب واليزان …‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· حينما قام القرامطة بركتهم أظهروا بعض الفكار والراء الت يزعمون أنم يقاتلون من‬
‫أجلها‪ ،‬فقد نادوا بأنم يقاتلون من أجل آل البيت‪ ،‬وإن ل يكن آل البيت قد سلموا من‬
‫سيوفهم‪.‬‬

‫· ث أسسوا دولة شيوعية تقوم على شيوع الثروات وعدم احترام اللكية الشخصية‪.‬‬

‫· يعلون الناس شركاء ف النساء بجة استئصال أسباب الباغضة فل يوز لحد أن يجب‬
‫امرأته عن إخوانه وأشاعوا أن ذلك يعمل زيادة اللفة والحبة (وهذا ما كان عليه الزدكيون‬
‫الفارسيون من قبل)‪.‬‬

‫· إلغاء أحكام السلم الساسية كالصوم والصلة وسائر الفرائض الخرى‪.‬‬

‫· استخدام العنف ذريعة لتحقيق الهداف‪.‬‬


‫· يعتقدون بإبطال القول بالعاد والعقاب وأن النة هي النعيم ف الدنيا والعذاب هو اشتغال‬
‫أصحاب الشرائع بالصلة والصيام والج والهاد (*)‪.‬‬

‫· ينشرون معتقداتم وأفكارهم بي العمال والفلحي والبدو الفاة وضعفاء النفوس وبي‬
‫الذين ييلون إل عاجل اللذات‪ ،‬وأصبح القرامطة بذلك متمع ملحدة وسفاكي يستحلون‬
‫النفوس والموال والعراض‪.‬‬

‫· يقولون بالعصمة وإنه ل بد ف كل زمان من إمام معصوم يؤول الظاهر ويساوي النب ف‬
‫العصمة‪ ،‬ومن تأويلتم‪:‬‬
‫ـ الصيام‪ :‬المساك عن كشف السر‪.‬‬
‫ـ البعث‪ :‬الهتداء إل مذهبهم‪.‬‬
‫ـ النب (*)‪ :‬عبارة عن شخص فاضت عليه من الله الول قوة قدسية صافية‪.‬‬
‫ـ القرآن‪ :‬هو تعبي ممد عن العارف الت فاضت عليه ومركب من جهته وسي كلم ال‬
‫مازا‪.‬‬

‫· يفرضون الضرائب على أتباعهم إل حد يكاد يستغرق الدخل الفرديّ لكل منهم‪.‬‬

‫· يقولون بوجود إلي (*) قديي أحدها علة لوجود الثان‪ ،‬وأن السابق خلق العال بواسطة‬
‫التال ل بنفسه‪ ،‬الول تام والثان ناقص‪ ،‬والول ل يوصف بوجود ول عدم فل هو موصوف‬
‫ول غي موصوف‪.‬‬

‫· يدخلون على الناس من جهة ظلم المة لعلي بن أب طالب وقتلهم السي‪.‬‬

‫· يقولون بالرجعة (*) وأن عليا يعلم الغيب فإذا تكنوا من الشخص أطلعوه على حقيقتهم ف‬
‫إسقاط التكاليف الشرعية وهدم الدين‪.‬‬

‫· يعتقدون بأن الئمة والديان (*) والخلق (*) ليست إل ضللً‪.‬‬


‫· يدعون إل مذهبهم اليهود والصابئة والنصارى والجوسية (*) والفلسفة وأصحاب الجون‬
‫واللحدة والدهريي‪ ،‬ويدخلون على كل شخص من الباب الذي يناسبه‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· فلسفتهم مادية (*) تسربت إليها تعاليم اللحدة والتآمرين من أئمة الفرس‪.‬‬

‫· تأثروا ببادئ الوارج (*) الكلمية والسياسية ومذاهب الدهرية‪.‬‬

‫· يتعلقون بذاهب اللحدين من مثل مزدك وزرادشت‪.‬‬

‫· أساس معتقدهم ترك العبادات والحظورات وإقامة متمع يقوم على الباحية والشيوع ف‬
‫النساء والال‪.‬‬

‫· فكرتم الوهرية هي حشد جهور كبي من النصار ودفعهم إل العمل لغاية يهلونا‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫دامت هذه الركة (*) قرابة قرن من الزمان‪ ،‬وقد بدأت من جنوب فارس وانتقلت إل سواد‬
‫الكوفة والبصرة وامتدت إل الحساء والبحرين واليمن وسيطرت على رقعة واسعة من جنوب‬
‫الزيرة العربية والصحراء الوسطى وعمان وخراسان‪ .‬وقد دخلوا مكة واستباحوها واحتلوا‬
‫دمشق ووصلوا إل حص والسلمية‪ .‬وقد مضت جيوشهم إل مصر وعسكرت ف عي شس‬
‫قرب القاهرة ث انسر سلطانم وزالت دولتهم وسقط آخر معاقلهم ف الحساء والبحرين‪.‬‬
‫هذا وما يلحظ الن أن هناك كتابات مشبوهة تاول أن تقدم حركة القرامطة وغيها من‬
‫حركات الردة على أنا حركات إصلحية وأن قادتا رجال أحرار ينشدون العدالة والرية‬
‫(*)‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن هذه الركة كان هدفها ماربة السلم بكل الوسائل وذلك بارتكاب الكبائر (*) وهتك‬
‫العراض وسفك الدماء والسطو على الموال وتليل الحرمات بي أتباعهم حت يمعوا‬
‫عليهم أصحاب الشهوات والراهقي وأسافل الناس‪ ،‬وتعتب عقائدها نفسها عقائد الساعيلية‬
‫ف خلف ف بعض النواحي التطبيقية الت ل يستطيع الساعيلية تطبيقها خوفا من ثورة الناس‬
‫عليهم ويرجهم من السلم عقائدهم التالية‪:‬‬
‫أولً‪ :‬اعتقادهم باحتجاب ال ف صورة البشر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قولم بوجود إلي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيقهم مبدأ إشاعة الموال والنساء‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عدم التزامهم بتعاليم السلم ف قليل أو كثي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬فساد عقيدتم ف الوحي (*) والنبوة (*) والرسالة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬انتهاكهم حرمات السلم بالعتداء على الجيج واقتحام الكعبة ونزع الجر‬
‫السود ونقله إل مكان آخر‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬إنكارهم للقيامة والنة والنار‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة‪ ،‬ممد بن مالك المادي اليمان‪.‬‬ ‫ـ‬
‫تاريخ المعيات السرية والركات الدامة‪ ،‬ممد عبد ال عنان‪.‬‬ ‫ـ‬
‫تاريخ الذاهب السلمية‪ ،‬ممد أبو زهرة‪.‬‬ ‫ـ‬
‫الؤامرة على السلم‪ ،‬أنور الندي‪.‬‬ ‫ـ‬
‫القرامطة‪ ،‬عبد الرحن بن الوزي‪.‬‬ ‫ـ‬
‫إسلم بل مذاهب‪ ،‬الدكتور مصطفى الشكعة‪.‬‬ ‫ـ‬
‫اللل والنحل‪ ،‬لب الفتح الشهرستان‪.‬‬ ‫ـ‬
‫فضائح الباطنية‪ ،‬لب حامد الغزال‪.‬‬ ‫ـ‬
‫ـ الفرق بي الفرق‪ ،‬عبد القاهر البغدادي‪.‬‬
‫ـ دراسات ف الفرق والذاهب القدية والعاصرة‪ ،‬عبد ال المي‬
‫الساعيلية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الساعيلية فرقة باطنية (*)‪ ،‬انتسبت إل المام إساعيل بن جعفر الصادق‪ ،‬ظاهرها التشيع لل‬
‫البيت‪ ،‬وحقيقتها هدم عقائد السلم‪ ،‬تشعبت فرقها وامتدت عب الزمان حت وقتنا الاضر‪،‬‬
‫وحقيقتها تالف العقائد السلمية الصحيحة‪ ،‬وقد مالت إل الغلوّ (*) الشديد لدرجة أن‬
‫الشيعة الثن عشرية يكفّرون أعضاءَهَا‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫أولً‪ :‬الساعيلية القرامطية‪( :‬انظر بث القرامطة من هذا الوقع)‪.‬‬

‫· كان ظهورهم ف البحرين والشام بعد أن شقّوا عصا الطاعة على المام الساعيلي نفسه‬
‫ونبوا أمواله ومتاعه فهرب من سلمية ف سوريا إل بلد ما وراء النهر خوفا من بطشهم‪.‬‬
‫ومن شخصياتم‪:‬‬
‫ـ عبد ال بن ميمون القداح‪ :‬ظهر ف جنوب فارس سنة ‪260‬ه‍‪.‬‬
‫ـ الفرج بن عثمان القاشان (ذكرويه)‪ :‬ظهر ف العراق وأخذ يدعو للمام الستور‪.‬‬
‫ـ حدان قرمط بن الشعث (‪278‬ه‍(‪ :‬جهر بالدعوة قرب الكوفة‪.‬‬
‫ـ أحد بن القاسم‪ :‬الذي بطش بقوافل التجار والجاج‪.‬‬
‫ـ السن بن برام (أبو سعيد الناب)‪ :‬ظهر ف البحرين ويعتب مؤسس دولة القرامطة‪.‬‬
‫ـ ابنه سليمان بن السن بن برام (أبو طاهر)‪ :‬حكم ثلثي سنة‪ ،‬وف عهده حدث التوسع‬
‫والسيطرة وقد هاجم الكعبة الشرفة سنة ‪319‬ه‍ وسرق الجر السود وأبقاه عنده لكثر من‬
‫عشرين سنة‪.‬‬
‫ـ السن العصم بن سليمان‪ :‬استول على دمشق سنة ‪360‬ه‍‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الساعيلية الفاطمية‪:‬‬


‫· وهي الركة الساعيلية الصلية وقد مرت بعدة أدوار‪:‬‬

‫ـ دور الستر‪ :‬من موت إساعيل سنة ‪143‬ه‍ إل ظهور عبيد ال الهدي‪ .‬وقد اختلف ف‬
‫أساء أئمة هذه الفترة بسبب السرية الت انتهجوها‪.‬‬

‫ـ بداية الظهور‪ :‬بدأ الظهور بالسن بن حوشب الذي أسس دولة الساعيلية ف اليمن سنة‬
‫‪266‬ه‍ وامتد نشاطه إل شال أفريقيا واكتسب شيوخ كتامة‪ .‬يلي ذلك ظهور رفيقه علي بن‬
‫فضل الذي ادعى النبوة (*) وأعفى أنصاره من الصوم والصلة‪.‬‬

‫ـ دور الظهور‪ :‬يبدأ بظهور عبيد ال الهدي الذي كان مقيما ف سلمية بسوريا ث هرب إل‬
‫شال أفريقيا واعتمد على أنصاره هناك من الكتاميي‪.‬‬

‫· قتل عبيد ال داعيته أبا عبد ال الشيعي الصنعان وأخاه أبا العباس لشكهما ف شخصيته وأنه‬
‫غي الذي رأياه ف سلمية‪.‬‬

‫· أسس عبيد ال أول دولة إساعيلية فاطمية ف الهدية بإفريقية (تونس) واستول على رقادة‬
‫سنة ‪‍ 297‬ه وتتابع بعده الفاطميون وهم‪:‬‬
‫ـ النصور بال (أبو طاهر إساعيل) ‪ 334‬ـ ‪341‬هـ‪.‬‬
‫ـ العز لدين ال (أبو تيم معد)‪ :‬وف عهده فتحت مصر سنة ‪361‬ه‍ وانتقل إليها العز ف‬
‫رمضان سنة ‪362‬ه‍‪.‬‬
‫ـ العزيز بال (أبو منصور نزار) ـ ‪365‬ـ ‪386‬هـ‪.‬‬
‫ـ الاكم بأمر ال (أبو علي النصور) ـ ‪ 386‬ـ ‪411‬هـ‪.‬‬
‫ـ الظاهر (أبو السن علي) ـ ‪ 411‬ـ ‪427‬هـ‪.‬‬
‫ـ الستنصر بال (أبو تيم) وتوف سنة ‪487‬هـ‪.‬‬

‫· وبوفاته انقسمت الساعيلية الفاطمية إل نزارية شرقية ومستعلية غربية والسبب ف هذا‬
‫النقسام أن المام الستنصر قد نص على أن يليه ابنه نزار لنه البن الكب‪ .‬لكن الوزير‬
‫الفضل بن بدر المال نّى نزارا وأعلن إمامة الستعلي وهو البن الصغر كما أنه ف نفس‬
‫الوقت ابن أخت الوزير‪ .‬وقام بإلقاء القبض على نزار ووضعه ف سجن وسدّ عليه الدران‬
‫حت مات‪.‬‬

‫· استمرت الساعيلية الفاطميّة الستعلية تكم مصر والجاز واليمن بساعدة الصليحيي‬
‫والئمة هم‪:‬‬
‫ـ الستعلي (أبو القاسم أحد) ـ ‪ 487‬ـ ‪495‬هـ‪.‬‬
‫ـ المر (أبو علي النصور) ـ ‪ 495‬ـ ‪525‬هـ‪.‬‬
‫ـ الظافر (أبو النصور إساعيل) ـ ‪ 544‬ـ ‪549‬هـ‪.‬‬
‫ـ الفائز (أبو القاسم عيسى) ـ ‪ 549‬ـ ‪555‬هـ‪.‬‬
‫ـ العاضد (أبو ممد عبد ال) ـ من ‪‍ 555‬ه حت زوال دولتهم على يدي صلح الدين‬
‫اليوب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الساعيلية الشاشون‪:‬‬

‫· وهم إساعيلية نزارية انتشروا بالشام‪ ،‬وبلد فارس والشرق‪ ،‬ومن أبرز شخصياتم‪:‬‬
‫· السن بن الصباح‪ :‬وهو فارسي الصل وكان يدين بالولء للمام الستنصر قام بالدعوة ف‬
‫بلد فارس للمام الستور ث استول على قلعة آلوت وأسس الدولة الساعيلية النـزارية‬
‫الشرقية ـ وهم الذين عرفوا بالشاشي لفراطهم ف تدخي الشيش‪ ،‬وقد أرسل بعض‬
‫رجاله إل مصر لقتل المام المر بن الستعلي فقتلوه مع ولديه عام ‪525‬ه‍‪ .‬توف السن بن‬
‫الصباح عام ‪1124‬م‪.‬‬
‫· كيابزرك آميد توف سنة ‪1135‬م‪.‬‬
‫· ممد بن كيابزرك آميد توف سنة ‪1162‬م‪.‬‬
‫· السن الثان بن ممد توف سنة ‪1166‬م‪.‬‬
‫· ممد الثان بن السن توف سنة ‪1210‬م‪.‬‬
‫· السن الثالث بن ممد الثان توف سنة ‪1221‬م‪.‬‬
‫· ممد الثالث بن السن الثالث توف سنة ‪1255‬م‪.‬‬
‫· ركن الدين خورشاه‪ :‬من سنة ‪1255‬ه‍ إل أن انتهت دولتهم وسقطت قلعهم أمام جيش‬
‫هولكو الغول الذي قتل ركن الدين فتفرقوا ف البلد وما يزال لم اتباع إل الن‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إساعيلية الشام‪:‬‬

‫· وهم إساعيلية نزارية‪ ،‬لقد أبقوا خلل هذه الفترات الطويلة على عقيدتم ياهرون با ف‬
‫قلعهم وحصونم غي أنم ظلوا طائفة دينية ليست لم دولة بالرغم من الدور الطي الذي‬
‫قاموا به ول يزالون إل الن ف منطقة سلمية بالذات وف مناطق القدموس ومصياف وبانياس‬
‫والواب والكهف‪.‬‬
‫ـ ومن شخصياتم (راشد الدين سنان) اللقب بشيخ البل‪ ،‬وهو يشبه ف تصرفاته السن بن‬
‫الصباح‪ ،‬ولقد كون مذهب (*) السنانية الذي يعتقد أتباعه بالتناسخ (*) فضلً عن عقائد‬
‫الساعيلية الخرى‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الساعيلية البهرة‪:‬‬


‫· وهم إساعيلية مستعلية‪ ،‬يعترفون بالمام الستعلي ومن بعده المر ث ابنه الطيب ولذا يسمون‬
‫بالطيبية‪ ،‬وهم إساعيلية الند واليمن‪ ،‬تركوا السياسة وعملوا بالتجارة فوصلوا إل الند‬
‫واختلط بم الندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة‪ ،‬والبهرة لفظ هندي قدي بعن التاجر‪.‬‬

‫ـ المام الطيب دخل الستر سنة ‪525‬ه‍ والئمة الستورون من نسله إل الن ل يعرف عنهم‬
‫شيئا‪ ،‬حت إن أساءهم غي معروفة‪،‬وعلماء البهرة أنفسهم ل يعرفونم‪.‬‬

‫· انقسمت البهرة إل فرقتي‪:‬‬


‫ـ البهرة الداوودية‪ :‬نسبة إل قطب شاه داوود‪ :‬وينتشرون ف الند وباكستان منذ القرن‬
‫العاشر الجري وداعيتهم يقيم ف بومباي‪.‬‬
‫ـ البهرة السليمانية‪ :‬نسبة إل سليمان بن حسن وهؤلء مركزهم ف اليمن حت اليوم‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الساعيلية الغاخانية‪:‬‬


‫· ظهرت هذه الفرقة ف إيران ف الثلث الول من القرن التاسع عشر اليلدي‪ ،‬وترجع‬
‫عقيدتم إل الساعيلية النـزارية‪ ،‬ومن شخصياتم‪:‬‬

‫ـ حسن علي شاه‪ :‬وهو الغاخان الول‪ :‬الذي استعمله النليز لقيادة ثورة (*) تكون‬
‫ذريعة لتدخلهم فدعا إل الساعيلية النـزارية‪ ،‬ونفي إل أفغانستان منها إل بومباي وقد خلع‬
‫عليه النليز لقب آغاخان‪،‬مات سنة ‪1881‬م‪.‬‬

‫ـ أغا علي شاه وهو الغاخان الثان‪1881:‬م ـ ‪1885‬م‬

‫ـ يليه ابنه ممد السين‪ :‬وهو الغاخان الثالث‪1885:‬م ـ ‪1957‬م‪ ،‬وكان يفضل القامة‬
‫ف أوروبا وقد رتع ف ملذ الدنيا وحينما مات أوصى باللفة من بعده لفيده كري مالفا‬
‫بذلك القاعدة الساعيلية ف تولية البن الكب‪.‬‬

‫ـ كري‪ :‬وهو الغاخان الرابع‪ :‬من ‪1957‬م ‪ ،‬وقد درس ف إحدى الامعات المريكية‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬الساعيلية الواقفة‪:‬‬


‫· وهي فرقة إساعيلية وقفت عند إمامة ممد بن إساعيل وهو أول الئمة الستورين وقالت‬
‫برجعته بعد غيبته‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· ضرورة وجود إمام معصوم منصوص عليه من نسل ممد بن إساعيل على أن يكون البن‬
‫الكب وقد حدث خروج على هذه القاعدة عدة مرات‪.‬‬
‫· العصمة لديهم ليست ف عدم ارتكاب العاصي والخطاء بل إنم يؤولون العاصي والخطاء‬
‫با يناسب معتقداتم‪.‬‬

‫· من مات ول يعرف إمام زمانه ول يكن ف عنقه بيعة (*) له مات ميتة جاهلية (*)‪.‬‬

‫· يضفون على المام صفات ترفعه إل ما يشبه الله (*)‪ ،‬ويصونه بعلم الباطن ويدفعون له‬
‫خُمس ما يكسبون‪.‬‬

‫· يؤمنون بالتقية (*) والسرية ويطبقونا ف الفترات الت تشتد عليهم فيها الحداث‪.‬‬

‫· المام هو مور الدعوة الساعيلية‪ ،‬ومور العقيدة يدور حول شخصيته‪.‬‬

‫· الرض ل تلو من إمام ظاهر مكشوف أو باطن مستور فإن كان المام ظاهرا جاز أن‬
‫يكون حجته مستورا‪ ،‬وإن كان المام مستورا فل بد أن يكون حجته ودعاته ظاهرين‪.‬‬

‫· يقولون بالتناسخ (*)‪ ،‬والمام عندهم وارث النبياء جيعا ووارث كل من سبقه من الئمة‪.‬‬

‫· ينكرون صفات ال أو يكادون لن ال ـ ف نظرهم ـ فوق متناول العقل (*)‪ ،‬فهو ل‬


‫موجود ول غي موجود‪ ،‬ول عال ول جاهل‪ ،‬ول قادر ول عاجز‪ ،‬ول يقولون بالثبات‬
‫الطلق ول بالنفي الطلق فهو إله التقابلي وخالق التخاصمي والاكم بي التضادين‪ ،‬ليس‬
‫بالقدي وليس بالحدث فالقدي أمره وكلمته والديث خلقه وفطرته‪.‬‬

‫من عقائد البهرة‪:‬‬


‫· ل يقيمون الصلة ف مساجد السلمي‪.‬‬
‫· ظاهرهم ف العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق السلمية العتدلة‪.‬‬
‫· باطنهم شيء آخر فهم يصلون ولكن صلتم للمام الساعيلي الستور من نسل الطيب بن‬
‫المر‪.‬‬
‫· يذهبون إل مكة للحج كبقية السلمي لكنهم يقولون‪ :‬إن الكعبة هي رمز على المام‪.‬‬
‫· كان شعار الشاشي (ل حقيقة ف الوجود وكل أمر مباح) ووسيلتهم الغتيال النظم‬
‫والمتناع بسلسلة من القلع الصينة‪.‬‬
‫· يقول أبو حامد الغزال عنهم‪( :‬النقول عنهم الباحة الطلقة ورفع الجاب واستباحة‬
‫الحظورات واستحللا‪ ،‬وإنكار الشرائع‪ ،‬إل أنم بأجعهم ينكرون ذلك إذا نسب إليهم)‪.‬‬
‫· يعتقدون أن ال ل يلق العال خلقا مباشرا بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو‬
‫مل لميع الصفات اللية ويسمونه الجاب‪ ،‬وقد حل العقل الكلي ف إنسان هو النب وف‬
‫الئمة الستورين الذين يلفونه فمحمد هو الناطق وعلي هو الساس الذي يفسر‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· لقد نشأ مذهبهم ف العراق‪ ،‬ث فروا إل فارس وخراسان وما وراء النهر كالند والتركستان‬
‫فخالط مذهبهم آراء من عقائد الفرس القدية والفكار الندية‪ ،‬وقام فيهم ذوو أهواء ف‬
‫انرافهم با انتحلوا من نل‪.‬‬
‫· اتصلوا بباهة (*) الند والفلسفة الشراقيي والبوذيي وبقايا ما كان عند الكلدانيي‬
‫والفرس من عقائد وأفكار حول الروحانيات والكواكب والنجوم واختلفوا ف مقدار الخذ‬
‫من هذه الرافات وقد ساعدتم سريتهم على مزيد من النراف‪.‬‬
‫· بعضهم اعتنق مذهب مزدك وزرادشت ف الباحية والشيوعية (القرامطة مثلً)‪.‬‬
‫· ليست عقائدهم مستمدة من الكتاب والسنة فقد داخلتهم فلسفات وعقائد كثية أثرت‬
‫فيهم وجعلتهم خارجي عن السلم‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· لقد اختلفت الرض الت سيطر عليها الساعيليون مدّا وجزرا بسب تقلبات الظروف‬
‫والحوال خلل فترة طويلة من الزمن‪ ،‬وقد غطى نفوذهم العال السلمي ولكن بتشكيلت‬
‫متنوعة تتلف باختلف الزمان والوقات‪:‬‬
‫ـ فالقرامطة سيطروا على الزيرة وبلد الشام والعراق وما وراء النهر‪.‬‬
‫ـ والعبيديون أسسوا دولة امتدت من الحيط الطلسي وشال أفريقيا‪ ،‬وامتلكوا مصر‬
‫والشام‪ ،‬وقد اعتنق مذهبهم أهل العراق وخُطب لم على منابر بغداد سنة ‪‍ 540‬ه ولكن‬
‫دولتهم زالت على يد صلح الدين اليوب رحه ال‪.‬‬
‫ـ والغاخانية يسكنون نيوب ودار السلم وزنبار ومدغشقر والكنغو البلجيكي والند‬
‫وباكستان وسوريا ومركز القيادة لم ف مدينة كراتشي بباكستان‪.‬‬
‫ـ والبهرة استوطنوا اليمن والند والسواحل القريبة الجاورة لذين البلدين‪.‬‬
‫ـ وإساعيلية الشام‪ :‬امتلكوا قلعا وحصونا ف طول البلد وعرضها وما تزال لم بقايا ف‬
‫مناطق سلمية والواب والقدموس ومصياف وبانياس والكهف‪.‬‬
‫ـ والشاشون‪ :‬انتشروا ف إيران واستولوا على قلعة آلوت جنوب بر قزوين واتسع‬
‫سلطانم واستقلوا بإقليم كبي وسط الدولة العباسية السُنية‪ ،‬كما امتلكوا القلع والصون‬
‫ووصلوا بانياس وحلب والوصل‪ ،‬وول أحدهم قضاء دمشق أيام الصليبي وقد اندحروا أمام‬
‫هولكو الغول‪.‬‬
‫ـ الكارمة‪ :‬وقد استقروا ف نران‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الساعيلية ف بدايتها كانت إحدى الفرق الشيعية ولكنها غلت ف أئمتها أشد من غلو‬
‫الرافضة ‪ ،‬وتأثرت بؤثرات كثية حت وصل المر إل أن اعتبتا معظم الفرق السلمية كافرة‬
‫وخارجة من السلم‪ ،‬لا أسبغوه على إمامهم من صفات تصل به إل ما يشبه مقام اللوهية‪،‬‬
‫ولقولم بالتناسخ (*) وإنكارهم صفات ال سبحانه وتعال‪ ،‬ولعدم استمدادهم عقيدتم من خالص‬
‫الكتاب والسّنة‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ تاريخ الذاهب السلمية ـ الزء الول‪ ،‬ممد أبو زهرة‪.‬‬
‫ـ إسلم بل مذاهب ـ د‪ .‬مصطفى الشكعة‪.‬‬
‫ـ طائفة الساعيلية‪ ،‬تاريها‪ ،‬نظمها‪ ،‬عقائدها ـ د‪ .‬ممد كامل حسي ـ مكتبة النهضة‬
‫الصرية ‪1959‬م‪.‬‬
‫ـ دائرة العارف السلمية ـ مادة الساعيلية‪.‬‬
‫ـ اللل والنحل‪ ،‬ممد عبد الكري الشهرستان ـ الطبعة الثانية ـ دار العرفة‪.‬‬
‫ـ الؤامرة على السلم ـ أنور الندي‪.‬‬
‫ـ تاريخ المعيات السرية والركات الدامة ـ ممد عبد ال عنان‪.‬‬
‫ـ أصول الساعيلية والفاطمية والقرمطية ـ لبنارد لويس‪.‬‬
‫ـ كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة ـ ممد بن مالك اليمان المادي‪.‬‬
‫ـ فضائح الباطنية ـ لب حامد الغزال‪.‬‬
‫ـ الساعيلية ـ إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫النصيية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫النصيية حركة (*) باطنية ظهرت ف القرن الثالث للهجرة‪ ،‬أصحابا يعدّون من غلة الشيعة‬
‫الذين زعموا وجودا إليّا ف علي وألوه به‪ ،‬مقصدهم هدم السلم ونقض عراه‪ ،‬وهم مع كل‬
‫غاز لرض السلمي‪ ،‬ولقد أطلق عليهم الستعمار (*) الفرنسي لسوريا اسم العلويي تويها‬
‫وتغطية لقيقتهم الرافضية (*) والباطنية (*)‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب ممد بن نصي البصري النميي (ت ‪270‬ه‍( عاصر ثلثة من‬
‫أئمة الشيعة وهم علي الادي (العاشر) والسن العسكري (الادي عشر) وممد الهدي‬
‫(الوهوم) (الثان عشر)‪.‬‬

‫ـ زعم أنه البابُ إل المام السن العسكري‪ ،‬وأنه وارثُ علمه‪ ،‬والجة والرجع للشيعة من‬
‫بعده‪ ،‬وأن صفة الرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة المام الهدي‪.‬‬

‫ـ ادعى النبوة (*) والرسالة (*)‪ ،‬وغل ف حق الئمة إذ نسبهم إل مقام اللوهية‪.‬‬
‫· خلفه على رئاسة الطائفة ممد بن جندب‪.‬‬
‫· ث أبو ممد عبد ال بن ممد النان النبلن ‪ 235‬ـ ‪ 287‬ه‍ من جنبل بفارس‪ ،‬وكنيته‬
‫العابد والزاهد والفارسي‪ ،‬سافر إل مصر‪ ،‬وهناك عرض دعوته إل الصيب‪.‬‬
‫· حسي بن علي بن السي بن حدان الصيب‪ :‬الولود سنة ‪ 260‬ه‍ مصري الصل جاء مع‬
‫أستاذه عبد ال بن ممد الُنبلن من مصر إل جنبل‪ ،‬وخلفه ف رئاسة الطائفة‪ ،‬وعاش ف‬
‫كنف الدولة المدانية بلب كما أنشأ للنصيية مركزين أولما ف حلب ورئيسه ممد علي‬
‫اللي والخر ف بغداد ورئيسه علي السري‪.‬‬
‫ـ وقد توف ف حلب وقبه معروف با وله مؤلفات ف الذهب (*) وأشعار ف مدح آل‬
‫البيت وكان يقول بالتناسخ (*) واللول (*)‪.‬‬
‫· انقرض مركز بغداد بعد حلة هولكو عليها‪.‬‬
‫· انتقل مركز حلب إل اللذقية وصار رئيسه أبو سعد اليمون سرور بن قاسم الطبان ‪358‬‬
‫ـ ‪ 427‬ه‍‪.‬‬
‫· اشتدت هجمات الكراد والتراك عليهم ما دعاهم إل الستنجاد بالمي حسن الكزون‬
‫السنجاري ‪ 583‬ـ ‪638‬ه‍ ومداهة النطقة مرتي‪ .‬فشل ف حلته الول ونح ف الثانية‬
‫حيث أرسى قواعد الذهب (*) النصيي ف جبال اللذقية‪.‬‬
‫· ظهر فيهم عصمة الدولة حات الطوبان حوال ‪700‬ه‍‪1300/‬م وهو كاتب الرسالة‬
‫القبصية‪.‬‬
‫· وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا‪ ،‬وقد توف ف اللذقية سنة ‪ 836‬هـ‪1432 /‬م‪.‬‬
‫· ند بعد ذلك رؤساء تمعات نصيية كتلك الت أنشأها الشاعر القمري ممد بن يونس‬
‫كلذي ‪1011‬ه‍‪1602/‬م قرب أنطاكية‪ ،‬وعلي الاخوس وناصر نصيفي ويوسف عبيدي‪.‬‬
‫· سليمان أفندي الذن‪ :‬ولد ف أنطاكية سنة ‪1250‬ه‍ وتلقى تعاليم الطائفة‪ ،‬لكنه تنصر على‬
‫يد أحد البشرين وهرب إل بيوت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار‬
‫هذه الطائفة‪ ،‬استدرجه النصييون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا‬
‫جثته ف إحدى ساحات اللذقية‪.‬‬
‫· عرفوا تارييا باسم النصيية‪ ،‬وهو اسهم الصلي ولكن عندما شُكّل حزب (*) سياسي ف‬
‫سوريا باسم (الكتلة الوطنية) أراد الزب أن يقرّب النصيية إليه ليكتسبهم فأطلق عليهم اسم‬
‫العلويي وصادف هذا هوى ف نفوسهم وهم يرصون عليه الن‪ .‬هذا وقد أقامت فرنسا لم‬
‫دولة أطلقت عليها اسم (دولة العلويي) وقد استمرت هذه الدولة من سنة ‪1920‬م إل سنة‬
‫‪1936‬م‪.‬‬

‫· ممد أمي غالب الطويل‪ :‬شخصية نصيية‪ ،‬كان أحد قادتم أيام الحتلل الفرنسي‬
‫لسوريا‪ ،‬ألف كتاب تاريخ العلويي يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة‪.‬‬

‫· سليمان الحد‪:‬شغل منصبا دينيّا ف دولة العلويي عام ‪1920‬م‪.‬‬

‫· سليمان الرشد‪ :‬كان راعي بقر‪ ،‬لكن الفرنسيي احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية‪ ،‬كما‬
‫اتذ له رسولً (سليمان اليده) وهو راعي غنم‪ ،‬ولقد قضت عليه حكومة الستقلل وأعدمته‬
‫شنقا عام ‪ 1946‬م‪.‬‬

‫جاء بعده ابنه ميب‪ ،‬وادعى اللوهية‪ ،‬لكنه قتل أيضا على يد رئيس الخابرات السورية آنذاك‬
‫سنة ‪1951‬م‪ ،‬وما تزال فرقة (الواخسة) النصيية يذكرون اسه على ذبائحهم‪.‬‬

‫· ويقال بأن البن الثان لسليمان الرشد اسه (مغيث) وقد ورث الربوبية الزعومة عن أبيه‪· .‬‬
‫واستطاع العلويون (النصييون) أن يتسللوا إل التجمعات الوطنية ف سوريا‪ ،‬واشتد نفوذهم‬
‫ف الكم السوري منذ سنة ‪ 1965‬م بواجهة سُنية ث قام تمع القوى التقدمية من‬
‫الشيوعيي والقوميي والبعثيي بركته الثورية ف ‪ 12‬مارس ‪ 1971‬م وتول الكم العلويون‬
‫رئاسة المهورية بقيادة حافظ السد ث ابنه بشار ‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· جعل النصيية عليا إلا (*)‪ ،‬وقالوا بأن ظهوره الروحان بالسد السمان الفان كظهور‬
‫جبيل ف صورة بعض الشخاص‪.‬‬

‫· ل يكن ظهور (الله علي) ف صورة الناسوت (*) إل إيناسا للقه وعبيده‪.‬‬
‫· يبون (عبد الرحن بن ملجم) قاتل المام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص‬
‫اللهوت (*) من الناسوت (*)‪ ،‬ويطّئون من يلعنه‪.‬‬

‫· يعتقد بعضهم أن عليا يسكن السحاب بعد تلصه من السد الذي كان يقيده وإذا مر بم‬
‫السحاب قالوا‪ :‬السلم عليك يا أبا السن‪ ،‬ويقولون إن الرعد صوته والبق سوطه‪.‬‬

‫· يعتقدون أن عليا خلق ممد صلى ال عليه وسلم وأن ممدا خلق سلمان الفارسي وأن‬
‫سلمان الفارسي قد خلق اليتام المسة الذين هم‪:‬‬
‫ـ القداد بن السود‪ :‬ويعدونه رب الناس وخالقهم والوكل بالرعود‪.‬‬
‫ـ أبو ذر الغفاري‪ :‬الوكل بدوران الكواكب والنجوم‪.‬‬
‫ـ عبد ال بن رواحة‪ :‬الوكل بالرياح وقبض أرواح البشر‪.‬‬
‫ـ عثمان بن مظعون‪ :‬الوكل بالعدة وحرارة السد وأمراض النسان‪.‬‬
‫ـ قنب بن كادان‪ :‬الوكل بنفخ الرواح ف الجسام‪.‬‬

‫· لم ليلة يتلط فيهم الابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية‪.‬‬

‫· يعظمون المرة‪ ،‬ويتسونا‪ ،‬ويعظمون شجرة العنب لذلك‪ ،‬ويستفظعون قلعها أو قطعها‬
‫لنا هي أصل المرة الت يسمّونا(النور)‪.‬‬

‫· يصلون ف اليوم خس مرات لكنها صلة تتلف ف عدد الركعات ول تشتمل على سجود‬
‫وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا‪ً.‬‬

‫ـ ل يصلون المعة ول يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلة‪.‬‬

‫ـ ليس لم مساجد عامة‪ ،‬بل يصلون ف بيوتم‪ ،‬وصلتم تكون مصحوبة بتلوة الرافات‪.‬‬

‫· لم قدّاسات شبيهة بقداسات النصارى من مثل‪:‬‬


‫ـ قداس الطيب لك أخ حبيب‪.‬‬
‫ـ قداس البخور ف روح ما يدور ف مل الفرح والسرور‪.‬‬
‫ـ قداس الذان وبال الستعان‪.‬‬

‫· ل يعترفون بالج‪ ،‬ويقولون بأن الج إل مكة إنا هو كفر (*) وعبادة أصنام !!‪.‬‬

‫· ل يعترفون بالزكاة الشرعية العروفة لدينا ـ نن السلمي ـ وإنا يدفعون ضريبة إل‬
‫مشايهم زاعمي بأن مقدارها خس ما يلكون‪.‬‬

‫· الصيام لديهم هو المتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان‪.‬‬

‫· يبغضون الصحابة بغضا شديدا‪ ،‬ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم أجعي‪.‬‬

‫· يزعمون بأن للعقيدة باطنا وظاهرا وأنم وحدهم العالون ببواطن السرار‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ـ النابة‪ :‬هي موالة الضداد والهل بالعلم الباطن‪.‬‬
‫ـ الطهارة‪ :‬هي معاداة الضداد ومعرفة العلم الباطن‪.‬‬
‫ـ الصيام‪ :‬هو حفظ السر التعلق بثلثي رجلً وثلثي امرأة‪.‬‬
‫ـ الزكاة‪ :‬يرمز لا بشخصية سلمان‪.‬‬
‫ـ الهاد‪ :‬هو صب اللعنات على الصوم وفُشاة السرار‪.‬‬
‫ـ الولية‪ :‬هي الخلص للسرة النصيية وكراهية خصومها‪.‬‬
‫ـ الشهادة‪ :‬هي أن تشي إل صيغة (ع‪ .‬م‪ .‬س)‪.‬‬
‫ـ القرآن‪ :‬هو مدخل لتعليم الخلص لعلي‪ ،‬وقد قام سلمان (تت اسم جبيل) بتعليم‬
‫القرآن لحمد‪.‬‬
‫ـ الصلة‪ :‬عبارة عن خس أساء هي‪ :‬علي وحسن وحسي ومسن وفاطمة‪ ،‬و(مسن) هذا‬
‫هو(السر الفي) إذ يزعمون بأنه س ْقطٌ طرحته فاطمة‪ ،‬وذكر هذه الساء يزئ عن الغسل‬
‫والنابة والوضوء‪.‬‬
‫· اتفق علماء السلمي على أن هؤلء النصييي ل توز مناكحتهم‪ ،‬ول تباح ذبائحهم‪ ،‬ول‬
‫يُصلى على من مات منهم ول يدفن ف مقابر السلمي‪ ،‬ول يوز استخدامهم ف الثغور‬
‫والصون‪.‬‬

‫· يقول ابن تيمية‪( :‬هؤلء القوم السمّون بالنصيية ـ هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ـ‬
‫أكفر من اليهود والنصارى‪ ،‬بل وأكفر من كثي من الشركي‪ ،‬وضررهم أعظم من ضرر‬
‫الكفار الحاربي مثل التتار والفرنج وغيهم‪ ..‬وهم دائما مع كل عدو للمسلمي‪ ،‬فهم مع‬
‫النصارى على السلمي‪ ،‬ومن أعظم الصائب عندهم انتصار السلمي على التتار‪ ،‬ث إن التتار‬
‫ما دخلوا بلد السلم وقتلوا خليفة بغداد وغيه من ملوك السلمي إل بعاونتهم ومؤازرتم)‪.‬‬

‫· العياد‪ :‬لم أعياد كثية تدل على ممل العقائد الت تشتمل عليها عقيدتم ومن ذلك‪:‬‬
‫ـ عيد النّيوز‪ :‬ف اليوم الرابع من نيسان‪ ،‬وهو أول أيام سنة الفرس‪.‬‬
‫ـ عيد الغدير‪ ،‬وعيد الفراش‪ ،‬وزيارة يوم عاشوراء ف العاشر من الحرم ذكرى استشهاد‬
‫السي ف كربلء‪.‬‬
‫ـ يوم الباهلة أو يوم الكساء‪ :‬ف التاسع من ربيع الول ذكرى دعوة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم لنصارى نران للمباهلة‪.‬‬
‫ـ عيد الضحى‪ :‬ويكون لديهم ف اليوم الثان عشر من شهر ذي الجة‪.‬‬
‫ـ يتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس‪ ،‬وعيد العنصرة‪ ،‬وعيد القديسة بربارة‪ ،‬وعيد‬
‫اليلد‪ ،‬وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريا لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية العاملت‬
‫التجارية وعقود اليار والستئجار‪.‬‬
‫ـ يتفلون بيوم (دلم) وهو اليوم التاسع من ربيع الول ويقصدون به مقتل عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬فرحا بقتله وشاتة به‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· استمدوا معتقداتم من الوثنية (*) القدية‪ ،‬وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكنا‬
‫للمام علي‪.‬‬
‫· تأثروا بالفلطونية الديثة‪ ،‬ونقلوا عنهم نظرية الفيض (*) النوران على الشياء‪.‬‬
‫· بنوا معتقداتم على مذاهب (*) الفلسفة الجوس (*)‪.‬‬
‫· أخذوا عن النصرانية‪ ،‬ونقلوا عن الغنوصية (*) النصرانية‪ ،‬وتسكوا با لديهم من التثليث (*)‬
‫والقداسات وإباحة المور‪.‬‬
‫· نقلوا فكرة التناسخ (*) واللول عن العتقدات الندية والسيوية الشرقية‪.‬‬
‫· هم من غلة الشيعة ما جعل فكرهم يتسم بكثي من العتقدات الشيعية وبالذات تلك‬
‫العتقدات الت قالت با الرافضة (*) بعامة والسبئية (*) (جاعة عبد ال بن سبأ اليهودي)‬
‫باصة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· يستوطن النصييون منطقة جبال النصييي ف اللذقية‪ ،‬ولقد انتشروا مؤخرا ف الدن‬
‫السورية الجاورة لم‪.‬‬
‫· يوجد عدد كبي منهم أيضا ف غرب الناضول ويعرفون باسم (التختجية والطابون) فيما‬
‫يطلق عليهم شرقي الناضول اسم (القزل باشيه)‪.‬‬
‫· ويعرفون ف أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم (البكتاشية)‪.‬‬
‫· هناك عدد منهم ف فارس وتركستان ويعرفون باسم (العلي إلية)‪.‬‬
‫· وعدد منهم يعيشون ف لبنان وفلسطي‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن النصيية فرقة باطنية (*) ظهرت ف القرن الثالث للهجرة‪ ،‬وهي فرقة غالية‪ ،‬خلعت ربقة‬
‫السلم‪ ،‬وطرحت معانيه‪ ،‬ول تستبق لنفسها منه سوى السم‪ ،‬ويعتبهم أهل السنة (*)‬
‫خارجي عن السلم‪ ،‬ول يصح أن يعاملوا معاملة السلمي‪ ،‬بسبب أفكارهم الغالية وآرائهم‬
‫التطرفة ومن ذلك آراؤهم الت تدم أركان السلم فهم ل يصلون المعة ول يتمسكون‬
‫بالطهارة ولم قداسات شبيهة بقداسات النصارى ول يعترفون بالج أو الزكاة الشرعية‬
‫العروفة ف السلم‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الذور التاريية للنصيية العلوية‪ ،‬السين عبد ال ـ دار العتصام ـ القاهرة‬
‫‪1400‬هـ ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫ـ اللل والنحل‪ ،‬أبو الفتح الشهرستان‪.‬‬
‫ـ شرح نج البلغة‪ ،‬ابن أب الديد ـ دار الكتب العربية ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ رسائل ابن تيمية‪ ،‬رسالة ف الرد على النصيية‪.‬‬
‫ـ الباكورة السليمانية ف كشف أسرار الديانة النصيية‪ ،‬سليمان أفندي الذن‪ .‬بيوت‪،‬‬
‫‪1864‬م‪.‬‬
‫ـ تاريخ العلويي‪ ،‬ممد أمي غالب الطويل ـ طبع ف اللذقية عاصمة دولة العلويي عام‬
‫‪1924‬م‪.‬‬
‫ـ خطط الشام‪ ،‬ممد كرد علي ـ ط دمشق ‪1925‬م ـ ج ‪ 3/265‬ـ ‪ 268‬ج‬
‫‪ 6/107‬ـ ‪.109‬‬
‫ـ دائرة العارف السلمية‪ ،‬مادة نصيي‪.‬‬
‫ـ إسلم بل مذاهب‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الشكعة ـ ط دار القلم ـ القاهرة ـ ‪1961‬م‪.‬‬
‫ـ تاريخ العقيدة النصيية‪ ،‬الستشرق رينيه دوسو ـ نشرته مكتبة أميل ليون وبداخله كتاب‬
‫الجموعة بنصه العرب‪.‬‬
‫ـ العلم للزركلي‪ 2/254 ،‬بيوت ـ ‪1956‬م‪.‬‬
‫ـ تاريخ الدب العرب لبوكلمان‪ 3/357 ،‬ـ ط دار العارف ـ ‪1962‬م‪.‬‬
‫ـ الركات الباطنية ف العال السلمي‪ ،‬د‪ .‬أحد ممد الطيب‪ ،‬مكتب القصى‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫ـ دراسات ف الفرق‪ ،‬د‪ .‬صابر طعيمة ـ مكتبة العارف ـ الرياض ‪1401‬هـ ‪/‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪.L. Massignon Minora, Beyrouth 1963 -‬‬
‫الدروز‬
‫التعريف‪:‬‬
‫فرقة باطنية (*) تؤلّه الليفة الفاطمي الاكم بأمر ال‪ ،‬أخذت جل عقائدها عن الساعيلية‪،‬‬
‫وهي تنتسب إل نشتكي الدرزي‪ .‬نشأت ف مصر لكنها ل تلبث أن هاجرت إل الشام‪.‬‬
‫عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار‪ ،‬كما أنا تؤمن بسرية أفكارها‪ ،‬فل تنشرها على الناس‪،‬‬
‫ول تعلمها لبنائها إل إذا بلغوا سن الربعي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· مور العقدية الدرزية هو الليفة الفاطمي‪ :‬أبو علي النصور بن العزيز بال بن العز لدين ال‬
‫الفاطمي اللقب بالاكم بأمر ال ولد سنة ‪375‬هـ‪985 /‬م ‍ وقتل سنة ‪411‬هـ‪/‬‬
‫‪1021‬م‪ .‬كان شاذّا ف فكره وسلوكه وتصرفاته‪ ،‬شديد القسوة والتناقض والقد على‬
‫الناس‪ ،‬أكثر من القتل والتعذيب دون أسباب تدعو إل ذلك‪.‬‬

‫· الؤسس الفعلي لذه العقيدة هو‪ :‬حزة بن علي بن ممد الزوزن ‪375‬هـ‪430 /‬هـ‪:‬‬
‫وهو الذي أعلن سنة ‪‍ 408‬ه أن روح الله (*) قد حلت ف الاكم ودعا إل ذلك وألف‬
‫كتب العقائد الدرزية‪.‬‬

‫· ممد بن إساعيل الدرزي العروف بنشتكي‪ ،‬كان مع حزة ف تأسيس عقائد الدروز إل أنه‬
‫تسرع ف إعلن ألوهية الاكم سنة ‪ 407‬هـ ‍ ما أغضب حزة عليه وأثار الناس ضده حيث‬
‫فرّ إل الشام وهناك دعا إل مذهبه (*) وظهرت الفرقة الدرزية الت ارتبطت باسه على الرغم‬
‫من أنم يلعنونه لنه خرج عن تعاليم حزة الذي دبّر لقتله سنة ‪ 411‬هـ‪.‬‬

‫· السي بن حيدرة الفرغان العروف بالخرم أو الجدع‪ :‬وهو البشر بدعوة حزة بي‬
‫الناس‪.‬‬
‫· باء الدين أبو السن علي بن أحد السموقي العروف بالضيف‪ :‬كان له أكب الثر ف‬
‫انتشار الذهب وقت غياب حزة سنة ‪411‬هـ‪ .‬وقد ألّف كثيا من نشراتم مثل‪ :‬رسالة‬
‫التنبيه والتأنيب والتوبيخ ورسالة التعنيف والتهجي وغيها‪ .‬وهو الذي أغلق باب الجتهاد‬
‫(*) ف الذهب (*) حرصا على بقاء الصول الت وضعها هو وحزة والتميمي‪.‬‬

‫· أبو إبراهيم إساعيل بن حامد التميمي‪ :‬صهر حزة وساعده الين ف الدعوة وهو الذي يليه‬
‫ف الرتبة‪.‬‬

‫· ومن الزعماء العاصرين لذه الفرقة‪:‬‬


‫ـ كمال جنبلط‪ :‬زعيم سياسي لبنان أسس الزب (*) التقدمي الشتراكي وقتل سنة‬
‫‪1977‬م‪.‬‬
‫ـ وليد جنبلط‪ :‬وهو زعيمهم الال وخليفة والده ف زعامة الدروز وقيادة الزب‪.‬‬
‫ـ د‪ .‬نيب العسراوي‪ :‬رئيس الرابطة الدرزية بالبازيل‪.‬‬
‫ـ عدنان بشي رشيد‪ :‬رئيس الرابطة الدرزية ف استراليا‪.‬‬
‫ـ سامي مكارم‪ :‬الذي ساهم مع كمال جنبلط ف عدة تآليف ف الدفاع عن الدروز‪.‬‬

‫· الناس ف الدرزية على درجات ثلث‪:‬‬


‫ـ العقل‪ :‬وهم طبقة رجال الدين الدارسي له والفاظ عليه‪ .‬وهم ثلثة أقسام‪ :‬رؤساء أو‬
‫عقلء أو أجاويد‪ ،‬ويسمى رئيسهم شيخ العقل‪.‬‬
‫ـ الجاويد‪ :‬وهم الذين اطلعوا على تعاليم الدين والتزموا با‪.‬‬
‫ـ الهال‪ :‬وهم عامة الناس‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يعتقدون بألوهية الاكم بأمر ال ولا مات قالوا بغيبته وأنه سيجع‪.‬‬
‫· ينكرون النبياء (*) والرسل (*) جيعا ويلقبونم بالبالسة‪.‬‬

‫· يعتقدون بأن السيح (*) هو داعيتهم حزة‪.‬‬

‫· يبغضون جيع أهل الديانات الخرى والسلمي منهم باصة ويستبيحون دماءهم وأموالم‬
‫وغشهم عند القدرة‪.‬‬

‫· يعتقدون بأن ديانتهم نسخت كل ما قبلها وينكرون جيع أحكام وعبادات السلم وأصوله‬
‫كلها‪.‬‬

‫· حج بعض كبار مفكريهم العاصرين إل الند متظاهرين بأن عقيدتم نابعة من حكمة الند‪.‬‬

‫· ول يكون النسان درزيا إل إذا كتب أو تلى اليثاق الاص‪.‬‬

‫· يقولون بتناسخ (*) الرواح وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها‬
‫إل جسدٍ أسعد أو أشقى‪.‬‬

‫· ينكرون النة والنار والثواب والعقاب الخرويّيْن‪.‬‬

‫· ينكرون القرآن الكري ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي ولم مصحف خاص بم‬
‫يسمى النفرد بذاته‪.‬‬

‫· يرجعون عقائدهم إل عصور متقدمة جدّا ويفتخرون بالنتساب إل الفرعونية القدية وإل‬
‫حكماء الند القدامى‪.‬‬

‫· يبدأ التاريخ عندهم من سنة ‪408‬هـ ‍ وهي السنة الت أعلن فيها حزة ألوهية الاكم‪.‬‬

‫· يعتقدون أن القيامة هي رجوع الاكم الذي سيقودهم إل هدم الكعبة وسحق السلمي‬
‫والنصارى ف جيع أناء الرض وأنم سيحكمون العال إل البد ويفرضون الزية والذل على‬
‫السلمي‪.‬‬
‫· يعتقدون أن الاكم أرسل خسة أنبياء هم حزة وإساعيل وممد الكلمة وأبو الي وباء‪.‬‬

‫· يرمون التزاوج مع غيهم والصدقة عليهم ومساعدتم كما ينعون التعدد وإرجاع الطلقة‪.‬‬

‫· يرمون البنات من الياث‪.‬‬

‫· ل يعترفون برمة الخت والخ من الرضاعة‪.‬‬

‫· ل يقبل الدروز أحدا ف دينهم ول يسمحون لحد بالروج منه‪.‬‬

‫· ينقسم الجتمع الدرزي العاصر ـ كما هو الال سابقا ـ من الناحية الدينية إل قسمي‪:‬‬
‫ـ الروحانيي‪ :‬بيدهم أسرار الطائفة وينقسمون إل‪ :‬رؤساء وعقلء وأجاويد‪.‬‬
‫ـ الثمانيي‪ :‬الذين يعتنون بالمور الدنيوية وهم قسمان‪ :‬أمراء وجهال‪.‬‬

‫· أما من الناحية الجتماعية فل يعترفون بالسلطات القائمة إنا يكمهم شيخ العقل ونوابه‬
‫وفق نظام القطاع الدين‪.‬‬
‫· يعتقدون ما يعتقده الفلسفة من أن إلهم خلق العقل الكلي وبواسطته وجدت النفس الكلية‬
‫وعنها تفرّعت الخلوقات‪.‬‬

‫· يقولون ف الصحابة أقوالً منكرة منها قولم‪ :‬الفحشاء والنكر ها (أبو بكر وعمر) رضي‬
‫ال عنهما‪.‬‬
‫· التستر والكتمان من أصول معتقداتم فهي ليست من باب التقية (*) إنا هي مشروعة ف‬
‫أصول دينهم‪.‬‬
‫· مناطقهم خالية من الساجد ويستعيضون عنها بلوات يتمعون فيها ول يسمحون لحد‬
‫بدخولا‪.‬‬
‫· ل يصومون ف رمضان ول يجون إل بيت ال الرام‪ ،‬وإنا يجون إل خلوة البياضة ف‬
‫بلدة حاصبية ف لبنان ول يزورون مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم ولكنهم يزورون‬
‫الكنيسة الريية ف قرية معلول بحافظة دمشق‪.‬‬

‫· ل يتلقى الدرزي عقيدته ول يبوحون با إليه ول يكون مكلفا بتعاليمها إل إذا بلغ سن‬
‫الربعي وهو سن العقل لديهم‪.‬‬

‫· يصنف الدروز ضمن الفرق الباطنية (*) ليانا بالتقية والقول بالباطن وبسرية العقائد‪.‬‬

‫· تؤمن بالتناسخ (*) بعن أن النسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنسانا آخر يولد بعد موت‬
‫الول‪ ،‬فإذا مات الثان تقمصت روحه إنسانا ثالثا وهكذا ف مراحل متتابعة للفرد الواحد‪.‬‬

‫· للعداد خسة وسبعة مكانة خاصة ف العقيدة الدرزية‪.‬‬

‫من كتب الدروز‪:‬‬


‫ـ لم رسائل مقدسة تسمى رسائل الكمة وعددها ‪ 111‬رسالة وهي من تأليف حزة وباء‬
‫الدين والتميمي‪.‬‬

‫ـ لم مصحف يسمى النفرد بذاته‪.‬‬

‫ـ كتاب النقاط والدوائر وينسب إل حزة بن علي ويذهب بعض الؤرخي ف نسبته إل عبد‬
‫الغفار تقي الدين البعقلي الذي قتل سنة ‪ 900‬هـ‪.‬‬

‫ـ ميثاق ول الزمان‪ :‬كتبه حزة بن علي‪ ،‬وهو الذي يؤخذ على الدرزي حي يعرف‬
‫بعقيدته‪.‬‬

‫ـ النقض الفي‪ :‬وهو الذي نقض فيه حزة الشرائع كلها وخاصة أركان السلم المسة‪.‬‬

‫ـ أضواء على مسلك التوحيد‪ :‬د‪ .‬سامي مكارم‪.‬‬


‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· تأثروا بالباطنية (*) عموما وخاصة الباطنية اليونانية متمثلة ف أرسطو وأفلطون وأتباع‬
‫فيثاغورس واعتبهم أسيادهم الروحانيي‪.‬‬

‫· أخذوا ُجلّ معتقداتم عن الطائفة الساعيلية‪.‬‬

‫· تأثروا بالدهريي ف قولم بالياة البدية‪.‬‬

‫· وقد تأثروا بالبوذية ف كثي من الفكار والعتقدات‪ ،‬كما تأثروا ببعض فلسفة الفرس والند‬
‫والفراعنة القدامى‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫· يعيش الدروز اليوم ف لبنان وسوريا وفلسطي‪.‬‬

‫· غالبيتهم العظمى ف لبنان ونسبة كبية من الوجودين منهم ف فلسطي الحتلة قد أخذوا‬
‫النسية السرائيلية وبعضهم يعمل ف اليش السرائيلي‪.‬‬

‫· توجد لم رابطة ف البازيل ورابطة ف استراليا وغيها‪.‬‬

‫· نفوذهم ف لبنان الن قوي جدّا تت زعامة وليد جنبلط ويثلهم الزب الشتراكي‬
‫التقدمي ولم دور كبي ف الرب اللبنانية وعداوتم للمسلمي ل تفى على أحد‪.‬‬

‫· ويبلغ عدد النتمي إليها حوال ‪ 250‬ألف نسمة موزعي بي سوريا ‪ 121‬ألفا‪ ،‬ولبنان‬
‫‪ 90‬ألفا والباقي ف فلسطي وبعض دول الهجر‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الدروز فرقة باطنية (*) تؤلّه الليفة الفاطمي الاكم بأمر ال‪ ،‬نشأت ف مصر وهاجرت‬
‫إل الشام‪ ،‬وينكرون النبياء (*) والرسل (*) جيعا ويعتقدون أن السيح هو داعيتهم حزة‪،‬‬
‫وحسب هذا دليلً على كفرهم وضللم‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ عقيدة الدروز عرض ونقد‪ ،‬ممد أحد الطيب‪.‬‬
‫ـ أضواء على العقيدة الدرزية‪ ،‬أحد الفوزان‪.‬‬
‫ـ إسلم بل مذاهب‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الشكعة‪.‬‬
‫ـ أصل الوحدين‪ :‬الدروز وأصولم‪ ،‬أمي طلع‪.‬‬
‫ـ تاريخ الدعوة الساعيلية‪ ،‬مصطفى غالب‪.‬‬
‫ـ تاريخ الذاهب السلمية‪ ،‬ممد أبو زهرة‪.‬‬
‫ـ الدروز والثورة السورية‪ ،‬كري ناشد‪.‬‬
‫ـ طائفة الدروز‪ ،‬ممد كامل حسي‪.‬‬
‫ـ مذاهب الدروز والتوحيد‪ ،‬عبد ال النجار‪.‬‬
‫ـ الدروز‪ :‬وجودهم‪ ،‬مذهبهم‪ ،‬أبو إساعيل سليم‪.‬‬
‫ـ الركات ف لبنان إل عهد التصرفة‪ ،‬يوسف أبو شقرا‪.‬‬
‫ـ مذاهب السلميي‪ ،‬عبد الرحن بدوي‪.‬‬
‫ـ دراسة ف الفرق والذاهب القدية العاصرة‪ ،‬عبد ال المي‪.‬‬
‫الشاشون‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الشاشون‪ :‬طائفة إساعيلية فاطمية نزارية مشرقية‪ ،‬انشقت عن الفاطميي لتدعو إل إمامة نزار‬
‫بن الستنصر بال ومن جاء مِن نسله‪ .‬أسسها السن بن الصباح الذي اتذ من قلعة آلوت ف‬
‫فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته‪.‬‬

‫وقد تيزت هذه الطائفة باحتراف القتل والغتيال لهداف سياسية ودينية متعصبة‪ .‬وكلمة‬
‫الشاشي‪ Assassin :‬دخلت بأشكال متلفة ف الستخدام الوروب بعن القتل خلسة أو‬
‫غدرا أو بعن القاتل الحترف الأجور‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· السن بن الصباح‪ :‬ولد بالري عام ‪430‬هـ ونشأ نشأة شيعية (*) ث اتذ الطريقة‬
‫الساعيلية الفاطمية وعمره ‪ 17‬سنة‪ ،‬وف عام ‪471‬هـ‪1078/‬م ذهب إل إمامه الستنصر‬
‫بال حاجّا‪ ،‬وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة ف فارس‪ ،‬وقد احتل عددا من القلع أهها قلعة‬
‫آلوت ‪483‬هـ الت اتذها عاصمة لدولته‪.‬‬

‫ـ ف عهده مات المام الستنصر بال ‪487‬هـ‪1094/‬م وقام الوزير بدر المال بقتل ول‬
‫العهد والبن الكب "نزار" لينقل المامة إل البن الصغر "الستعلي" الذي كان ف الوقت‬
‫نفسه ابن أخت الوزير‪ .‬وبذلك انشقت الفاطمية إل نزارية مشرقية‪ ،‬ومستعلية مغربية‪.‬‬

‫ـ أخذ السن بن الصباح يدعو إل إمامة نزار‪ ،‬مدعيّا أن المامة قد انتقلت إل حفيدٍ لنار‬
‫أحضر سرّا إل آلوت وأنه طفل جرى تريبه من مصر إل فارس‪ ،‬أو أن مظية لنار كانت‬
‫حاملً منه أُخذت إل آلوت حيث وضعت حلها‪ .‬وبقي أمر هذا المام الديد طي الكتمان‪.‬‬
‫ـ توف السن الصباح عام ‪518‬هـ‪1124/‬م من غي سليل لنه كان قد أقدم على قتل‬
‫ولديه أثناء حياته!!‬

‫· كيابزرك آميد‪ :‬حكم من ‪518‬هـ‪1124/‬م إل سنة ‪532‬هـ‪1138/‬م‪ :‬كان أول أمره‬


‫قائدا لقلعة الماسار لدة عشرين سنة‪ ،‬وخلل فترة حكمه دخل ف عدة معارك مع جيانه‬
‫السلجقة‪ ،‬كما أنه كان أكثر تسامًا وسياسة من السن الصباح‪.‬‬

‫· ممد كيابزرك آميد‪ :‬حكم من سنة ‪532‬هـ‪1138/‬م إل سنة ‪557‬هـ‪1162/‬م‪ :‬كان‬


‫يهتم بالدعوة للمام‪ ،‬كما كان يفرض الحترام الارجي للفرائض السلمية‪ ،‬فقد أقدم على‬
‫قتل كثي من أتباعه من اعتقدوا بإمامة ابنه وطرد وعذب آخرين‪.‬‬

‫· السن الثان بن ممد‪ :‬حكم من ‪557‬هـ‪1162/‬م إل سنة ‪561‬هـ‪1166/‬م‪ :‬أعلن ف‬


‫شهر رمضان ‪559‬هـ قيام القيامة‪ ،‬وأنى الشريعة‪ ،‬وأسقط التكاليف وأباح الفطار‪ ،‬ث أقدم‬
‫بعد ذلك على خطوة أخطر وذلك بأن ادعى بأنه من الناحية الظاهرية حفيد لكيابزرك ولكنه‬
‫ف القيقة إمام العصر وابن المام السابق من نسل نزار‪.‬‬

‫· ممد الثان بن السن الثان‪ :‬من ‪561‬هـ‪1166 /‬م إل ‪607‬هـ‪1210/‬م‪ :‬طور نظرية‬
‫القيامة ورسخها‪ ،‬وقد ساعده على ذلك انلل هيمنة السلجقة ف عهده وضعفهم وظهور‬
‫التركمان وبداية التوسع التركي‪.‬‬

‫· جلل الدين السن الثالث بن ممد الثان‪ :‬من ‪607‬هـ‪1210/‬م إل ‪618‬هـ‪/‬‬


‫‪1221‬م‪ :‬رفض عقائد آبائه ف القيامة‪ ،‬ولعنهم وكفّرهم‪ ،‬وأحرق كتبهم وجاهر بإسلمه‪،‬‬
‫وقام بوصل حباله مع العال السلمي فقد أرسل إل الليفة العباسي الناصر لدين ال وإل‬
‫السلطان السلجوقي خوارزم شاه واللوك والمراء يؤكد لم صدق دعوته إل التعاليم‬
‫السلمية‪ ،‬ففرحت البلد السلمية بذلك وصار أتباعه يعرفون بالسلمي الدد‪.‬‬
‫· ممد الثالث بن السن الثالث (وبعض الكتب تسميه علء الدين ممود)‪ :‬كان حكمه من‬
‫سنة ‪1121‬م إل سنة ‪1225‬م‪ :‬خلف أباه وعمره ‪ 9‬سنوات‪ ،‬وظل وزير أبيه حاكمًا‬
‫للوت‪ ،‬وقد عاد الناس ف عهده إل الحرمات‪ ،‬وارتكاب الطايا واللاد (*)‪ .‬حكم الصب‬
‫خس أو ست سنوات ث أصيب بلوثة عقلية‪ ،‬فانتشرت السرقة واللصوصية وقطع الطرق‬
‫والعتداءات‪.‬‬

‫· ركن الدين خورشاه‪1255 :‬م‪1258 /‬م‪ :‬قاد هولكو حلة سنة ‪1256‬م وكان هدفه‬
‫قلع الساعيلية‪ ،‬وما زال يتقدم حت استسلم له ركن الدين وسلمه قلعة آلوت وأربعي قلعة‬
‫وحصنا كلها سويت بالرض‪ ،‬فاستقبله هولكو بترحاب وزوجه فتاة مغولية‪ ،‬وف عام‬
‫‪1258‬م انتهى منه بقتله غيلة‪ ،‬وبذلك انتهت دولة الشاشي سياسيّا ف فارس‪.‬‬

‫· شس الدين ممد بن ركن الدين‪ :‬تقول روايات الساعيليي بأن ركن الدين قد أخفى ابنه‬
‫شس الدين ممد الذي هرب من بطش هولكو متنكرًا إل جهة ما بنوب القوقاز‪ ،‬ث‬
‫استقرت ف قرية أنودا على الطريق بي أصفهان وهدان‪ .‬وبقي فيها إل أن مات ف النصف‬
‫الول من القرن الثامن للهجرة وكان من عقبه سلسلة من الئمة ف القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫ومنهم ظهرت أسرة أغاخان‪ .‬انقسم الشاشون بعد شس الدين إل قسمي‪:‬‬

‫ـ بعضهم نادى بإمامة ممد شاه واعترفوا به وبالئمة من نسله حت انقطعت سلسلتهم ف‬
‫منتصف القرن العاشر الجري وكان آخرهم المام ظاهر شاه الثالث العروف (بالدكن)‬
‫والذي هاجر إل الند وتوف هناك حوال سنة ‪950‬هـ وانقطع هذا الفرع على الرغم من‬
‫وجود أتباع له إل الن ف مصياف والقدموس بسوريا‪.‬‬

‫ـ وأصحاب الفرع الثان اعتقدوا بإمامة قاسم شاه‪ ،‬وهؤلء يشكلون العدد الكب من هذه‬
‫الطائفة وقد هاجروا إل أعال نر جيحون‪.‬‬

‫· الشاشون ف بلد الشام‪:‬‬


‫ـ ظهر لم ف بلد الشام عدد من القادة مثل برام السترابادي‪ ،‬والداعي إساعيل الفارسي‪،‬‬
‫وقد استفادوا من استمالة رضوان بن تتش وال حلب إل مذهبهم‪ ،‬فوفد إليها عدد كبي من‬
‫إساعيلية فارس ما قوى شوكتهم ف بلد الشام‪.‬‬

‫ـ أبرز شخصياتم ف الشام هو شيخ البل سنان بن سليمان بن ممود العروف برشيد الدين‬
‫الذي نشأ ف البصرة‪ ،‬وتلقى علومه ف قلعة آلوت وكان زميلً لول العهد السن بن ممد‬
‫الذي أمره بالرحيل إل بلد الشام عندما صار المر إليه‪.‬‬

‫ـ انتقل إل بلد الشام وجع الساعيلية حوله وصار لم نفوذ وسلطان‪ ،‬واعترف الناس‬
‫بإمامته غي أنم عادوا بعد موته إل طاعة الئمة بآلوت وقد كان شخصًا ميفًا وهم يذكرونه‬
‫على أنه أعظم شخصياتم على الطلق‪.‬‬

‫ـ خلفه أمراء ضعاف ما سهل إناءهم والقضاء عليهم على يد الظاهر بيبس‪.‬‬

‫ـ من قلعهم ف بلد الشام‪ :‬قلعة بانياس‪ ،‬حصن قدموس‪ ،‬حصن مصياف‪ ،‬الكهف‪،‬‬
‫الواب‪ ،‬النيقة‪ ،‬القليعة‪.‬‬

‫ـ امتلكوا عددًا من القلع‪ ،‬وقاوموا الزنكيي‪ ،‬وحاولوا اغتيال صلح الدين اليوب عدة‬
‫مرات‪.‬‬

‫ـ وما يؤكد تعاونم مع الصليبيي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ عدم وقوع صليب واحد من الغزاة أسيًا ف أيديهم أو مقتولً بسلح أحدهم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ قاتلهم حاكم الوصل السلجوقي الذي حضر إل دمشق لساعدة إخوانه السلمي ف رد‬
‫هجمات الصليبيي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قيامهم بتسليم قلعة بانياس ولوء قائدها إساعيل إل الصليبيي حيث مات عندهم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ اشتراك كتيبة من الساعيليي مع الصليبيي ف أنطاكية بعد أن احتل نور الدين حلب‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· تلتقي معتقداتم مع معتقدات الساعيلية عامة من حيث ضرورة وجود إمام معصوم‬
‫ومنصوص عليه وبشرط أن يكون البن الكب للمام السابق‪.‬‬
‫· كل الذين ظهروا من قادة الشاشي إنا يثلون الجة والداعية للمام الستور باستثناء‬
‫السن الثان وابنه فقد ادعيا بأنما إمامان من نسل نزار‪.‬‬
‫· إمام الشاشي بالشام رشيد الدين سنان بن سليمان قال بفكرة التناسخ (*) فضلً عن‬
‫عقائد الساعيلية الت يؤمنون با‪ ،‬كما ادعى أنه يعلم الغيب‪.‬‬
‫· السن الثان بن ممد‪ :‬أعلن قيام القيامة‪ ،‬وألغى الشريعة (*)‪ ،‬وأسقط التكاليف‪.‬‬
‫· الج لديهم ظاهره إل البيت الرام وحقيقته إل إمام الزمان ظاهرا أو مستورًا‪.‬‬
‫· كان شعارهم ف بعض مراحلهم (ل حقيقة ف الوجود وكل أمر مباح)‪.‬‬
‫· كانت وسيلتهم الغتيال النظم‪ ،‬وذلك من طريق تدريب الطفال على الطاعة العمياء‬
‫واليان بكل ما يلقى إليهم‪ ،‬وعندما يشتد ساعدهم يدربونم على السلحة العروفة ول سيما‬
‫الناجر‪ ،‬ويعلمونم الختفاء والسرية وأن يقتل الفدائي نفسه قبل أن يبوح بكلمة واحدة من‬
‫أسرارهم‪ .‬وبذلك أعدوا طائفة الفدائيي الت أفزعوا با العال السلمي آنذاك‪.‬‬
‫· كانوا يتنعون ف سلسلة من القلع والصون‪ ،‬فلم يتركوا ف منطقتهم مكانًا مشرفًا إل‬
‫أقاموا عليه حصنًا‪ ،‬ول يتركوا قلعة إل ووضعوا نصب أعينهم احتللا‪.‬‬
‫· يقول عنهم الؤرخ كمال الدين بن العدي‪ :‬ف عام ‪572‬هـ‪1176/‬م "انرط سكان جبل‬
‫السماق ف الثام والفسوق وأسوا أنفسهم التطهرين‪ ،‬واختلط الرجال والنساء ف حفلت‬
‫الشراب ول يتنع رجل عن أخته أو ابنته‪ ،‬وارتدت النساء ملبس الرجال‪ ،‬وأعلن أحدهم بأن‬
‫سنانا هو ربه"‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· أصولم البعيدة شيعية ث إساعيلية‪.‬‬


‫· كان القتل والغتيال وسيلة سياسية ودينية لترسيخ معتقداتم ونشر الوف ف قلوب‬
‫أعدائهم‪.‬‬
‫· فكرة التناسخ (*) الت دعا إليها رشيد الدين سنان مأخوذة عن النصيية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· انطلقت دعوتم من كرمان ويزد إل أواسط إيران وأصفهان ث خوزستان ث هضبة الديلم‬
‫واستقرت ف قلعة آلوت‪ ،‬وشرقا وصلوا ما زندران ث قزوين واحتلوا منطقة رودبار ولماسار‬
‫وكوهستان‪ ..‬واحتلوا كثيا من القلع وامتدوا إل نر جيحون‪.‬‬

‫· وصلت دعوتم إل سوريا‪ ،‬وامتلكوا القلع والصون على طول البلد وعرضها ومن‬
‫قلعهم بانياس ومصياف والقدموس والكهف والواب وسلمية‪.‬‬

‫· كان زوالم ف إيران على يد هولكو الغول وف سوريا على يد الظاهر بيبس‪.‬‬

‫· لم أتباع إل الن ف إيران‪ ،‬وسوريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬واليمن‪ ،‬ونران‪ ،‬والند‪ ،‬وف أجزاء من أواسط‬
‫ما كان يعرف بالتاد السوفيت ف السابق‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الشاشي جناح من الساعيلية (النارية) اتذوا القتل وسيلة لم وقاموا بركة اغتيالت‬
‫واسعة شلت كبار الشخصيات الناوئة للساعيليي من ملوك وقادة جيوش وكل من يظهر‬
‫خصومة لم‪ ،‬وقد أفت العلماء باستباحة دمائهم ووجوب تنظيف الرض من دنسهم وعدم‬
‫جواز أكل ذبيحتهم أو عقد صداقات معهم‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الساعيلية تاريخ وعقائد‪ ،‬إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫ـ مشكاة النوار‪ ،‬يي بن حزة العلوي‪.‬‬
‫ـ فضائح الباطنية‪ ،‬لب حامد الغزال‪.‬‬
‫ـ الشاشون‪ ،‬تأليف برنارد لويس وتعريب ممد العزب موسى‪ ،‬دار الشرق العرب الكبي‪،‬‬
‫بيوت‪ ،‬طـ ‪1400 ،1‬هـ‪1980/‬م‪.‬‬
‫ـ طائفة الساعيلية‪ :‬تاريها‪ ،‬نظمها‪ ،‬عقائدها‪ ،‬د‪ .‬ممد كامل حسي‪.‬‬
‫ـ إسلم بل مذاهب‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الشكعة‪.‬‬
‫ـ أصول الساعيلية والفاطمية والقرمطية‪ ،‬برنارد لويس‪.‬‬
‫البابية والبهائية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫البابية والبهائية حركة(*) نبعت من الذهب (*) الشيعي الشيخي (*) سنة ‪1260‬ه‍‪1844/‬م‬
‫تت رعاية الستعمار (*) الروسي واليهودية العالية والستعمار النليزي بدف إفساد‬
‫العقيدة السلمية وتفكيك وحدة السلمي وصرفهم عن قضاياهم الساسية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· أسسها اليزا علي ممد رضا الشيازي ‪1235‬ـ ‪1266‬هـ (‪ 1819‬ـ ‪ 1850‬م)‪،‬‬
‫ففي السادسة من عمره تلقى تعليمه الول على يد دعاة الشيخية (*) من الشيعة (*) ث انقطع‬
‫عن الدراسة ومارس التجارة‪.‬‬
‫ـ وف السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة‬
‫الروحانية وخاصة كتب الروفيي ومارسة العمال الباطنية (*) التعبة‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪ 1259‬م ذهب إل بغداد وبدأ يرتاد ملس إمام الشيخية ف زمانه كاظم الرشت‬
‫ويدرس أفكاره وآراء الشيخية‪ .‬وف مالس الرشت تعرف عليه الاسوس الروسي كينازد‬
‫الغوركي والدعي السلم باسم عيسى النكران والذي بدأ يلقي ف روعهم أن اليزا علي‬
‫ممد الشيازي هو الهدي النتظر والباب الوصل إل القيقة اللية والذي سيظهر بعد وفاة‬
‫الرشت وذلك لا وجده مؤهلً لتحقيق خطته ف تزيق وحدة السلمي‪.‬‬
‫ـ ف ليلة الميس ‪ 5‬جادى الول ‪ 1260‬ه‍ ـ ‪ 23‬مارس ‪1844‬م أعلن أنه الباب نسبة‬
‫إل ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشت التوف ‪ 1259‬ه‍‪ ،‬وأنه رسول (*)‬
‫كموسى وعيسى وممد ـ عليهم السلم ـ بل وعياذا بال ـ أفضل منهم شأنا‪.‬‬
‫ـ فآمن به تلميذ الرشت واندع به العامة واختار ثانية عشرة مبشرا لدعوته أطلق عليهم‬
‫حروف الي إل أنه ف عام ‪ 1261‬ه‍ قبض عليه فأعلن توبته على منب مسجد الوكيل بعد‬
‫أن عاث وأتباعه ف الرض فسادا وتقتيلً وتكفيا للمسلمي‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪ 1266‬ه‍ ادعى الباب حلول اللية ف شخصه حلولً ماديا وجسمانيا؛ لكن بعد‬
‫أن ناقشه العلماء حاول التظاهر بالتوبة والرجوع‪ ،‬ول يصدقوه فقد عرف بالب والتنصل عند‬
‫الواجهة‪ .‬وحكم عليه بالعدام هو والزنوزي وكاتب وحيه حسي اليزدي الذي تاب وتبأ‬
‫من البابية قبل العدام فأفرج عنه وذلك ف ‪ 27‬شعبان سنة ‪ 1266‬ه‍ ـ ‪ 8‬يوليو ‪. 1850‬‬

‫· قرة العي واسها القيقي أم سلمى ولدت ف قزوين سنة ‪ 1231‬ه‍ أو ‪ 1233‬ه‍ أو‬
‫‪ 1235‬ه‍ للمل ممد صال القزوين أحد علماء الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إل‬
‫الشيخية (*) بواسطة عمها الصغر الل علي الشيخي وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتم‪ ،‬ث‬
‫رافقت الباب ف الدراسة عند كاظم الرشت بكربلء حت قيل إنا مهندسة أفكاره إذ كانت‬
‫خطيبة مؤثرة‪ ،‬أديبة فصيحة اللسان فضلً عن أنا جيلة جذابة‪ ،‬إل أنا إباحية فاجرة طلقها‬
‫زوجها وتبأ من أولدها‪ .‬كانت تلقب بـ زرين تاج ـ صاحبة الشعر الذهب ـ بالفارسية‪.‬‬

‫ـ ف رجب ‪ 1264‬ه‍ اجتمعت مع زعماء البابية ف مؤتر بيدشت وكانت خطيبة القوم‬
‫ومرضة التباع على الروج ف مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب‪ ،‬وفيه أعلنت نسخ‬
‫الشريعة السلمية (*)‪.‬‬
‫ـ اشتركت ف مؤامرة قتل الشاه ناصر الدين القاجاري فقبض عليها وحكم بأن ترق حية‬
‫ولكن اللد خنقها قبل أن ترق ف أول ذي القعدة ‪ 1268‬ه‍ الوافق ‪ 1852‬م‪.‬‬
‫· اليزايي علي‪ :‬أخو البهاء واللقب بصبح أزل‪ ،‬أوصى له الباب بلفته وسي أصحابه‬
‫بالزليي فنازعه أخوه اليزا حسي البهاء ف اللفة ث ف الرسالة واللية وحاول كل منهما‬
‫دس السم لخيه‪ .‬ولشدة اللفات بينهم وبي الشيعة ت نفيهم إل أدرنة بتركيا ف عام‬
‫‪ 1863‬م حيث كان يعيش اليهود‪ ،‬ولستمرار اللفات بي أتباع صبح أزل وأتباع البهاء‬
‫نفى السلطان العثمان البهاء وأتباعه مع بعض أتباع أخيه إل عكا ونفى صبح أزل مع أتباعه‬
‫إل قبص حت مات ودفن با ف ‪ 29‬إبريل ‪ 1912‬م صباحا عن عمر يناهز ‪ 82‬عاما ملفا‬
‫كتابا أساه اللواح ـ تكملة البيان بالفارسي ـ والستيقظ ناسخ البيان وأوصى باللفة لبنه‬
‫الذي تَنصّر وانفض من حوله التباع‪.‬‬
‫· اليزا حسي علي اللقب باء ال الولود ‪1817‬م نازع أخاه خلفة الباب وأعلن ف بغداد‬
‫أمام مريديه أنه الظهر الكامل الذي أشار إليه الباب وأنه رسول (*) ال الذي حلّت فيه الروح‬
‫اللية لتنهي العمل الذي بشر به الباب وأن دعوته هي الرحلة الثانية ف الدورة العقائدية‪.‬‬

‫ـ حاول قتل أخيه صبح أزل‪ ،‬وكان على علقة باليهود ف أدرنة بسالونيك ف تركيا والت‬
‫يطلق عليها البهائيون أرض السر الت أرسل منها إل عكا فقتل من أتباع أخيه صبح أزل‬
‫الكثي‪ .‬وف عام ‪1892‬م قتله بعض الزليي ودفن بالبهجة بعكا وله القدس الذي نسخ به‬
‫البيان واليقان وكانت كتبه تدعو للتجمع الصهيون على أرض فلسطي‪.‬‬

‫· عباس أفندي‪ :‬اللقب بـ عبد البهاء ولد ف ‪ 23‬مايو ‪ 1844‬م نفس يوم إعلن دعوة‬
‫الباب‪ ،‬أوصى له والده البهاء بلفته فكان ذا شخصية جادة لدرجة أن معظم الؤرخي‬
‫يقولون بأنه‪ :‬لول العباس لا قامت للبابية والبهائية قائمة‪ ،‬ويعتقد البهائيون أنه معصوم غي‬
‫مشرع‪ ،‬وكان يضفي على والده صفة الربوبية القادرة على اللق‪.‬‬

‫ـ زار سويسرا وحضر مؤترات الصهيونية ومنها مؤتر بال ‪ 1911‬م وحاول تكوين طابور‬
‫خامس وسط العرب لتأييد الصهيونية‪ ،‬كما استقبل النرال اللنب لا أتى إل فلسطي‬
‫بالترحاب لدرجة أن كرمته بريطانيا بنحه لقب سي فضلً عن أرفع الوسة الخرى‪.‬‬

‫ـ زار لندن وأمريكا وألانيا والجر والنمسا والسكندرية للخروج بالدعوة من حيز الكيان‬
‫السلمي فأسس ف شيكاغو أكب مفل للبهائية‪ ،‬رحل إل حيفا ‪ 1913‬م ث إل القاهرة‬
‫حيث هلك با ف ‪ 1921‬م ‪ 1340 /‬ه‍ بعد أن نسخ بعض تعاليم أبيه وأضاف إليها من‬
‫العهد القدي (*) ما يؤيد أقواله‪.‬‬

‫· شوقي أفندي‪ :‬خلف جده عبد البهاء وهو ابن الرابعة والعشرين من العمر ف عام ‪1921‬‬
‫م ‪ 1340 /‬ه‍ وسار على نجه ف إعداد الماعات البهائية ف العال لنتخاب بيت العدالة‬
‫الدول‪ ،‬ومات بلندن بأزمة قلبية ودفن با ف أرض قدمتها الكومة البيطانية هدية للطائفة‬
‫البهائية‪.‬‬
‫· ف عام ‪ 1963‬م تول تسعة من البهائيي شؤون البهائية بتأسيس بيت العدالة الدول من‬
‫تسعة أعضاء أربعة من أمريكا‪ ،‬واثنان من إنلترا وثلثة من إيران وذلك برئاسة فرناندو سانت‬
‫ث تول رئاستها من بعده اليهودي الصهيون ميسون المريكي النسية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو البدأ الذي ظهرت عنه جيع‬
‫الشياء‪.‬‬

‫· يقولون باللول (*) والتاد (*) والتناسخ (*) وخلود الكائنات وأن الثواب والعقاب إنا‬
‫يكونان للرواح فقط على وجه يشبه اليال‪.‬‬

‫· يقدسون العدد ‪ 19‬ويعلون عدد الشهور ‪ 19‬شهرا وعدد اليام ‪ 19‬يوما‪ ،‬وقد تابعهم ف‬
‫هذا الراء الدعو ممد رشاد خليفة حي ادّعى قدسية خاصة للرقم ‪ ،19‬وحاول إثبات أن‬
‫القرآن الكري قائم ف نظمه من حيث عدد الكلمات والروف على ‪ 19‬ولكن كلمه ساقط‬
‫بكل القاييس‪.‬‬

‫· يقولون بنبوة بوذا (*) وكنفوشيوس وبراها (*) وزاردشت وأمثالم من حكماء الند‬
‫والصي والفرس الول‪.‬‬

‫· يوافقون اليهود والنصارى ف القول بصلب السيح (*)‪.‬‬

‫· يؤولون القرآن تأويلت باطنية (*) ليتوافق مع مذهبهم‪.‬‬

‫· ينكرون معجزات النبياء (*) وحقيقة اللئكة والن كما ينكرون النة والنار‪.‬‬

‫· يرمون الجاب على الرأة ويللون التعة وشيوعية النساء والموال‪.‬‬

‫· يقولون إن دين (*) الباب ناسخ لشريعة ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫· يؤولون القيامة بظهور البهاء‪ ،‬أما قبلتهم فهي إل البهجة بعكا بفلسطي بدلً من السجد‬
‫الرام‪.‬‬

‫· والصلة تؤدى ف تسع ركعات ثلث مرات والوضوء باء الورد وإن ل يوجد فالبسملة‬
‫بسم ال الطهر الطهر خس مرات‪.‬‬

‫· ل توجد صلة الماعة إل ف الصلة على اليت وهي ست تكبيات يقول كل تكبية (ال‬
‫أبى)‪.‬‬

‫· الصيام عندهم ف الشهر التاسع عشر شهر العل فيجب فيه المتناع عن تناول الطعام من‬
‫الشروق إل الغروب مدة تسعة عشر يوما (شهر بائي) ويكون آخرها عيد النيوز ‪ 21‬آذار‬
‫وذلك من سن ‪ 11‬إل ‪ 42‬فقط يعفى البهائيون من الصيام‪.‬‬

‫· تري الهاد (*) وحل السلح وإشهاره ضد العداء خدمة للمصال الستعمارية‪.‬‬

‫ينكرون أن ممدا ـ‪ ،‬خات النبيي مدعي استمرار الوحي (*) وقد وضعوا كتبا معارضة‬
‫للقرآن الكري مليئة بالخطاء اللغوية والركاكة ف السلوب‪.‬‬

‫· يبطلون الج إل مكة وحجهم حيث دفن باء ال ف البهجة بعكا بفلسطي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· الرافضة (*) المامية‪.‬‬
‫· الشيخية (*) أتباع الشيخ أحد الحسائي‪.‬‬
‫· الاسونية العالية‪.‬‬
‫· الصهيونية العالية‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬
‫· تقطن الغالبية العظمى من البهائيي ف إيران وقليل منهم ف العراق وسوريا ولبنان وفلسطي‬
‫الحتلة حيث مقرهم الرئيسي وكذلك لم وجود ف مصر حيث أغلقت مافلهم بقرار‬
‫جهوري رقم ‪ 263‬لسنة ‪ 1960‬م وكما أن لم عدة مافل مركزية ف أفريقيا بأديس أبابا‬
‫وف البشة وكمبال بأوغندا ولوساكا بزامبيا الت عقد با مؤترهم السنوي ف الفترة من ‪23‬‬
‫مايو حت ‪ 13‬يونيو ‪ 1989‬م‪ ،‬وجوهانسبج بنوب أفريقيا وكذلك الحفلى اللى بكراتشي‬
‫بباكستان‪ .‬ولم أيضا حضور ف الدول الغربية فلهم ف لندن وفينا وفرانكفورت مافل‬
‫وكذلك بسيدن ف استراليا ويوجد ف شيكاغو بالوليات التحدة أكب معبد لم وهو ما يطلق‬
‫عليه مشرق الذكار ومنه تصدر ملة نم الغرب وكذلك ف ويلمنت النويز (الركز المريكي‬
‫للعقيدة البهائية) وف نيويورك لم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على البادئ‬
‫البهائية ولم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم‪ .‬ولم تمعات كبية ف هيوست ولوس‬
‫أنلوس وبيكلي بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيي بالوليات التحدة حوال مليون بائي‬
‫ينتسبون إل ‪ 600‬جعية‪ .‬ومن العجيب أن لذه الطائفة مثل ف المم التحدة (*) ف نيويورك‬
‫فيكتور دي أرخو ولم مثل ف مقر المم التحدة بنيف ونيوب ومثل خاص لفريقيا‬
‫وكذلك عضو استشاري ف الجلس الجتماعي والقتصادي للمم التحدة أيكوسكو‬
‫‪ Ecosco‬وكذلك ف برنامج البيئة للمم التحدة ‪ Unep‬وف اليونيسيف ‪Unicef‬‬
‫وكذلك بكتب المم التحدة للمعلومات ‪U. N. office of public‬‬
‫‪ ،information‬ودزي بوس مثل الماعات البهائية الدولية لقوق النسان ف المم‬
‫التحدة ورستم خيوف الذي ينتمي إل الؤسسة الدولية لبقاء النسانية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البابية والبهائية من الفئات الضالة الارجة عن السلم بكم إنكارهم أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬هو خات النبياء (*) والرسلي وادعائهم بأن روح ال عز وجل حلت ف‬
‫الباب أو البهاء وإنكارهم للعقوبات اللية وموالتم الستمرة لليهود وسعيهم الدائب لتهويد‬
‫السلمي‪ ،‬وإعلمهم أن كتابم البيان قد نسخ القرآن الكري‪.‬‬

‫وقد صدرت الفتاوى من الجامع العلمية مثل ممع الفقه السلمي بكة ودار الفتاء الصرية‬
‫بروج البهائية والبابية عن شريعة السلم واعتبارها حربًا عليه‪ ،‬وكفر (*) أتباعها كفرًا بواحًا‬
‫سافرًا ل تأويل فيه (جريدة الدينة ـ الحد ‪2/11/1399‬هـ ‪ 23‬سبتمب ‪1979‬م)‪.‬‬

‫‪---------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫· كتب ورسائل للبابيي والبهائيي‪:‬‬
‫ـ ملة نم الغرب ـ تصدر من الحفل البهائي "مشرق الذكار" شيكاغو‪.‬‬
‫ـ جريدة الخبار المرية ـ لسان الحفل البهائي العالي ـ بفلسطي الحتلة‪.‬‬
‫ـ البيان الفارسي ـ طبع ف إيران والند‪.‬‬
‫ـ البيان العرب ـ طبع ف الند والعراق‪.‬‬
‫ـ اليقان ـ للبهاء ـ طبع ف الحفل اللي بكراتشي ـ موجود نسخة بكتبة باريس ولندن‪.‬‬
‫ـ باء يا إلي نسائم الرحن ـ الحفل الروحان الركزي البهائي بشمال أفريقيا‪.‬‬
‫ـ مذكرات دلغوركي ـ صحيفة الشرق الروسية ‪1925‬م‪.‬‬
‫ـ الفرائد ـ لب الفضائل الرفادقان ـ مطبعة أمي هندية القاهرة وأعيد طبعه بالحفل اللي‬
‫بكراتشي باكستان‪.‬‬
‫ـ الجج البهية ـ مطبعة السعادة القاهرة ‪1925‬م ـ وأعيد طبعه ف الحفل الروحان‬
‫للبهائية بشمال شرق أفريقيا‪.‬‬
‫ـ متصر البادئ اللية ـ الحفل الروحان الركزي البهائي ف شال شرق أفريقيا‪.‬‬
‫ـ الكواكب الدرية ف تاريخ ظهور البابية والبهائية ـ مؤرخ البهائية ميزا عبد السي‪،‬‬
‫إدارة القاهرة ‪1924‬م‪.‬‬
‫ـ خطب عبد البهاء ف أوروبا وأمريكا ـ الحفل الروحان الركزي للبهائية بشمال شرق‬
‫أفريقيا ـ أديس أبابا ـ البشة‪.‬‬
‫ـ دائرة العارف للبسات ـ طبع ف طهران‪.‬‬
‫ـ مقالة سائح ف البابية والبهائية لعبد البهاء ـ مطبعة السعادة القاهرة ‪1341‬هـ‪/‬‬
‫‪1922‬م‪.‬‬
‫ـ اللواح الباركة ـ للبهاء ـ مطبعة السعادة القاهرة ‪1343‬هـ‪1925 /‬م‪.‬‬

‫· كتب ورسائل لغي البابيي والبهائيي‪:‬‬


‫ـ متصر التحفة الثن عشرية ـ للسيد ممود شكري اللوسي‪.‬‬
‫ـ خفايا الطائفة البهائية ـ الدكتور ممد أحد عوف ـ مطبعة دار النهضة العربية القاهرة‬
‫‪1972‬م‪.‬‬
‫ـ البابية عرض ونقد ـ إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫ـ البهائية أضواء وحقائق ـ إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫ـ هذه هي البهائية ـ إصدار رابطة العال السلمي‪.‬‬
‫ـ البابيون والبهائيون ماضيهم وحاضرهم ـ عبد الرازق السي‪.‬‬
‫ـ البهائية تاريها وعقيدتا ـ عبد الرحن الوكيل‪.‬‬
‫ـ البيانات أبو العلى الودودي‪.‬‬
‫القاديانية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫القاديانية حركة (*) نشأت سنة ‪1900‬م بتخطيط من الستعمار(*) النليزي ف القارة‬
‫الندية‪ ،‬بدف إبعاد السلمي عن دينهم وعن فريضة الهاد(*) بشكل خاص‪ ،‬حت ل‬
‫يواجهوا الستعمر باسم السلم‪ ،‬وكان لسان حال هذه الركة هو ملة الديان الت تصدر‬
‫باللغة النليزية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· كان مرزا غلم أحد القاديان ‪1839‬ـ ‪1908‬م أداة التنفيذ الساسية لياد القاديانية‪.‬‬
‫وقد ولد ف قرية قاديان من بنجاب ف الند عام ‪1839‬م‪ ،‬وكان ينتمي إل أسرة اشتهرت‬
‫بيانة الدين (*) والوطن‪ ،‬وهكذا نشأ غلم أحد وفيا للستعمار مطيعا له ف كل حال‪،‬‬
‫فاختي لدور التنبئ حت يلتف حوله السلمون وينشغلوا به عن جهادهم للستعمار النليزي‪.‬‬
‫وكان للحكومة البيطانية إحسانات كثية عليهم‪ ،‬فأظهروا الولء لا‪ ،‬وكان غلم أحد‬
‫معروفا عند أتباعه باختلل الزاج وكثرة المراض وإدمان الخدرات‪.‬‬

‫ـ ومن تصدى له ولدعوته البيثة‪ ،‬الشيخ أبو الوفاء ثناء ال المرتستري أمي جعية أهل‬
‫الديث ف عموم الند‪ ،‬حيث ناظره وأفحم حجته‪ ،‬وكشف خبث طويته‪ ،‬وكفره ‪ ،‬وانراف‬
‫نلته‪ .‬ولا ل يرجع غلم أحد إل رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يوت الكاذب منهما‬
‫ف حياة الصادق‪ ،‬ول تر سوى أيام قلئل حت هلك الرزا غلم أحد القاديان ف عام‬
‫‪1908‬م ملفا أكثر من خسي كتابا ونشرة ومقالً‪ ،‬ومن أهم كتبه‪ :‬إزالة الوهام‪ ،‬إعجاز‬
‫أحدي‪ ،‬براهي أحدية‪ ،‬أنوار السلم‪ ،‬إعجاز السيح‪ ،‬التبليغ‪ ،‬تليات إلية‪.‬‬

‫· نور الدين‪ :‬الليفة الول للقاديانية‪ ،‬وضع النليز تاج اللفة على رأسه فتبعه الريدون‪ .‬من‬
‫مؤلفاته‪ :‬فصل الطاب‪.‬‬
‫· ممد علي وخوجه كمال الدين‪ :‬أمي القاديانية اللهورية‪ ،‬وها مُنَظّرا القاديانية وقد قدّم‬
‫الول ترجة مرفة للقرآن الكري إل النليزية ومن مؤلفاته‪ :‬حقيقة الختلف‪ ،‬النبوة ف‬
‫السلم‪ ،‬والدين السلمي‪ .‬أما الوجة كمال الدين فله كتاب الثل العلى ف النبياء وغيه‬
‫من الكتب‪ ،‬وجاعة لهور هذه تنظر إل غلم أحد ميزا على أنه مدد فحسب‪ ،‬ولكنهما‬
‫يعتبان حركة (*) واحدة تستوعب الول ما ضاقت به الثانية وبالعكس‪.‬‬

‫· ممد علي‪ :‬أمي القاديانية اللهورية‪ ،‬وهو مَُنظّر القاديانية وجاسوس الستعمار (*) والقائم‬
‫على الجلة الناطقة باسم القاديانية‪ ،‬قدم ترجة مرفة للقرآن الكري إل النليزية‪ .‬من مؤلفاته‪:‬‬
‫حقيقة الختلف‪ ،‬النبوة (*) ف السلم على ما تقدم‪.‬‬

‫· ممد صادق‪ :‬مفت القاديانية‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬خات النبيي‪.‬‬

‫· بشي أحد بن الغلم‪ :‬من مؤلفاته سية الهدي‪ ،‬كلمة الفصل‪.‬‬

‫· ممود أحد بن الغلم وخليفته الثان‪ :‬من مؤلفاته أنوار اللفة‪ ،‬تفة اللوك‪ ،‬حقيقة النبوة‪.‬‬

‫· كان لتعيي ظفر ال خان القاديان كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبي ف دعم هذه‬
‫الفرقة الضالة حيث خصص لا بقعة كبية ف إقليم بنجاب لتكون مركزا عاليا لذه الطائفة‬
‫وسوها ربوة استعارة من نص الية القرآنية (وآويناها إل ربوة ذات قرار ومعي)‪[.‬سورة‬
‫الؤمنون‪ ،‬الية‪.]50 :‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· بدأ غلم أحد نشاطه كداعية إسلمي حت يلتف حوله النصار ث ادعى أنه مدد وملهم من‬
‫ال ث تدرج خطوة أخرى فادعى أنه الهدي النتظر والسيح الوعود ث ادعى النبوة وزعم أن‬
‫نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫· يعتقد القاديانيون أن ال يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويطئ ويامع ـ تعال ال‬
‫عما يقولون علوا كبيا ـ‪.‬‬

‫· يعتقد القاديان بأن إله (*) إنليزي لنه ياطبه بالنليزية !!!‪.‬‬

‫· تعتقد القاديانية بأن النبوة (*) ل تتم بحمد صلى ال عليه وسلم بل هي جارية‪ ،‬وال‬
‫يرسل الرسول حسب الضرورة‪ ،‬وأن غلم أحد هو أفضل النبياء جيعا‪.‬‬

‫· يعتقدون أن جبيل عليه السلم كان ينل على غلم أحد وأنه كان يوحى إليه‪ ،‬وأن إلاماته‬
‫كالقرآن‪.‬‬

‫· يقولون ل قرآن إل الذي قدمه السيح الوعود (الغلم)‪ ،‬ول حديث إل ما يكون ف ضوء‬
‫تعليماته‪ ،‬ول نب إل تت سيادة غلم أحد‪.‬‬

‫· يعتقدون أن كتابم منل واسه الكتاب البي وهو غي القرآن الكري‪.‬‬

‫· يعتقدون أنم أصحاب دين (*) جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلم كالصحابة‪.‬‬

‫· يعتقدون أن قاديان كالدينة النورة ومكة الكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي‬
‫قبلتهم وإليها حجهم‪.‬‬

‫· نادوا بإلغاء عقيدة الهاد (*) كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة النليزية لنا حسب‬
‫زعمهم ول المر بنص القرآن !!!‪.‬‬

‫· كل مسلم عندهم كافر حت يدخل القاديانية‪ :‬كما أن من تزوج أو زوج من غي القاديانيي‬


‫فهو كافر‪.‬‬

‫· يبيحون المر والفيون والخدرات والسكرات‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· كانت حركة (*) سي سيد أحد خان التغريبية قد مهدت لظهور القاديانية با بثته من‬
‫الفكار النحرفة‪.‬‬

‫· استغل النليز هذه الظروف فصنعوا الركة القاديانية واختاروا لا رجلً من أسرة عريقة ف‬
‫العمالة‪.‬‬

‫· ف عام ‪1953‬م قامت ثورة (*) شعبية ف باكستان طالبت بإقالة ظفر ال خان وزير‬
‫الارجية حينئذ واعتبار الطائفة القاديانية أقلية غي مسلمة‪ ،‬وقد استشهد فيها حوال العشرة‬
‫آلف من السلمي ونحوا ف إقالة الوزير القاديان‪.‬‬

‫· وف شهر ربيع الول ‪1394‬ه‍ الوافق إبريل ‪1974‬م انعقد مؤتر كبي برابطة العال‬
‫السلمي ف مكة الكرمة وحضره مثلون للمنظمات السلمية العالية من جيع أناء العال‪،‬‬
‫وأعلن الؤتر كفر هذه الطائفة وخروجها عن السلم‪ ،‬وطالب السلمون بقاومة خطرها‬
‫وعدم التعامل مع القاديانيي وعدم دفن موتاهم ف قبور السلمي‪.‬‬

‫· قام ملس المة ف باكستان (البلان الركزي) بناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحد والرد‬
‫عليه من قبل الشيخ مفت ممود رحه ال‪ .‬وقد استمرت هذه الناقشة قرابة الثلثي ساعة‬
‫عجز فيها ناصر أحد عن الجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة‪ ،‬فأصدر الجلس‬
‫قرارا باعتبار القاديانية أقلية غي مسلمة‪.‬‬

‫· من موجبات كفر (*) اليزا غلم أحد الت‪:‬‬


‫ـ ادعاؤه النبوة (*)‪.‬‬
‫ـ نسخه فريضة الهاد (*) خدمة للستعمار‪.‬‬
‫ـ إلغاؤه الج إل مكة وتويله إل قاديان‪.‬‬
‫ـ تشبيهه ال تعال بالبشر‪.‬‬
‫ـ إيانه بعقيدة التناسخ (*) واللول (*)‪.‬‬
‫ـ نسبته الولد إل ال تعال وادعاؤه أنه ابن الله‪.‬‬
‫ـ إنكاره ختم النبوة بحمد صلى ال عليه وسلم وفتح بابا لكل من هبّ ودبّ‪.‬‬

‫· للقاديانية علقات وطيدة مع إسرائيل وقد فتحت لم إسرائيل الراكز والدارس ومكنتهم من‬
‫إصدار ملة تنطق باسهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها ف العال‪.‬‬

‫· تأثرهم بالسيحية (*) واليهودية والركات الباطنية (*) واضح ف عقائدهم وسلوكهم رغم‬
‫ادعائهم السلم ظاهريا‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· معظم القاديانيي يعيشون الن ف الند وباكستان وقليل منهم ف إسرائيل والعال العرب‬
‫ويسعون بساعدة الستعمار (*) للحصول على الراكز الساسة ف كل بلد يستقرون فيه‪.‬‬

‫· وللقاديانيي نشاط كبي ف أفريقيا‪ ،‬وف بعض الدول الغربية‪ ،‬ولم ف أفريقيا وحدها ما يزيد‬
‫عن خسة آلف مرشد وداعية متفرغي لدعوة الناس إل القاديانية‪ ،‬ونشاطهم الواسع يؤكد‬
‫دعم الهات الستعمارية لم‪.‬‬

‫· هذا وتتضن الكومة النليزية هذا الذهب (*) وتسهل لتباعه التوظف بالدوائر الكومية‬
‫العالية ف إدارة الشركات والفوضيات وتتخذ منهم ضباطا من رتب عالية ف مابراتا السرية‪.‬‬

‫· نشط القاديانيون ف الدعوة إل مذهبهم بكافة الوسائل‪ ،‬وخصوصا الثقافية منها حيث أنم‬
‫مثقفون ولديهم كثي من العلماء والهندسي والطباء‪ .‬ويوجد ف بريطانيا قناة فضائية باسم‬
‫التلفزيون السلمي يديرها القاديانية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن القاديانية دعوة ضالة‪ ،‬ليست من السلم ف شيء‪ ،‬وعقيدتا تالف السلم ف كل شيء‪،‬‬
‫وينبغي تذير السلمي من نشاطهم‪ ،‬بعد أن أفت علماء السلم بكفرهم‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ القاديانية‪ ،‬إحسان إلي ظهي‪.‬‬
‫ـ القاديانية‪ ،‬أبو السن علي السن الندوي‪ ،‬أبو العلى الودودي‪ ،‬ممد الضر حسي‪.‬‬
‫ـ تاريخ القاديانية‪ ،‬ثناء ال تسري‪.‬‬
‫ـ سوداء القاديانية‪ ،‬ممد علي المر تسري‪.‬‬
‫ـ فتنة القاديانية‪ ،‬عتيق الرحن عتيق (قاديان ـ سابقًا)‪.‬‬
‫ـ الذهب القاديان‪ ،‬إلياس برن‪.‬‬
‫الزب المهوري ف السودان‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هو حزب (*) سودان أسسه ممود طه ليدعو إل قيام حكومة فيدرالية ديقراطية (*)‬
‫اشتراكية (*) تكم بالشريعة السلمية ‪ -‬كما يزعم ‪ . -‬ومبادئ الزب(*) مزيج من‬
‫الفكار الصوفية الغالية والفلسفات الختلفة مع شيء من الغموض والتعقيد القصود بغية‬
‫إخفاء كثي من القائق أولً ولذب أنظار الثقفي ثانيا‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· مؤسس هذا الزب هو الهندس ممود طه الذي ولد عام ‪1911‬م وترج ف جامعة‬
‫الرطوم أيام النليز عندما كان اسها (كلية الرطوم التذكارية) عام ‪1936‬م‪.‬‬

‫ـ يتاز بالقدرة على الجادلة واللحاة‪.‬‬


‫ـ تعرّض للسجن ف الفترة الخية من حياته‪ ،‬ث أُفرج عنه بعد ذلك‪ ،‬لكنه قاد نشاطا‬
‫مموما فور خروجه من السجن معترضا على تطبيق الشريعة السلمية (*) ف السودان‬
‫ومرضا النوبيي النصارى ضدها ما أدى إل صدور حكم بالعدام ضده مع أربعة من‬
‫أنصاره بتهمة الزندقة (*) ومعارضة تطبيق الشريعة السلمية‪.‬‬

‫ـ أمهل ثلثة أيام ليتوب خللا‪ ،‬لكنه ل يتب‪ ،‬وقد أعدم شنقا صباح يوم المعة ‪ 27‬ربيع‬
‫الثان ‪1405‬هـ الوافق ‪18/1/1985‬م وعلى مرأى من أتباعه الربعة وهم‪:‬‬
‫‪ )1‬تاج الدين عبد الرزاق ‪ 35‬سنة‪ ،‬العامل بإحدى شركات صناعة النسيج‪.‬‬
‫‪ )2‬خالد بكي حزة ‪ 22‬سنة طالب بامعة القاهرة ـ فرع الرطوم‪.‬‬
‫‪ )3‬ممد صال بشي ‪ 36‬سنة مستخدم بشركة الزيرة للتجارة‪.‬‬
‫‪ )4‬عبد اللطيف عمر ‪ 51‬سنة صحفي بريدة الصحافة‪ .‬وقد أعلنوا جيعا توبتهم بعد يومي‬
‫وأنقذوا بذلك رقابم من حبل الشنقة‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· لذه الركة أفكار(*) ومعتقدات شاذة تنبو عن الس السلمي وقد حدد زعيمهم‬
‫الهداف الت يسعون إليها با يلي‪:‬‬

‫ـ إياد الفرد البشري الر " الذي يفكر كما يريد‪ ،‬ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول "‪.‬‬

‫ـ إقامة ما يسمى بالجتمع الصال " وهو الجتمع الذي يقوم على الساواة القتصادية‬
‫والسياسية والجتماعية "‪.‬‬

‫ـ الساواة القتصادية‪ :‬وهي تبدأ بالشتراكية (*) وتتطور نو الشيوعية (*) (عندما كان لا‬
‫طني ورني وقبل سقوطها الخي) ول ندري ماذا كان سيقول أتباعه بعد سقوط الشيوعية‪.‬‬

‫ـ الساواة السياسية‪ :‬وهي تبدأ بالديقراطية النيابية الباشرة (*) وتنتهي بالرية (*) الفردية‬
‫الطلقة‪ ،‬حيث يكون لكل فرد شريعته الفردية (وهذا منتهي الفوضى)‪.‬‬

‫ـ الساواة الجتماعية‪ :‬حيث تحى فوارق الطبقة واللون والعنصر والعقيدة‪.‬‬

‫ـ ماربة الوف‪ " ..‬والوف من حيث هو الب الشرعي لكل آفات الخلق ومعايب‬
‫السلوك (ويعن هنا مافة ال) ولن تتم كمالت الرجولة للرجل وهو خائف‪ ،‬ول تتم كمالت‬
‫النوثة للنثى وهي خائفة ف أي مستوى من الوف وف أي لون من ألوانه‪ ،‬فالكمال‬
‫والسلمة من الوف " رسالة الصلة‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫· نشأ الدين (*) ـ حسب زعمهم ـ من الوف حيث يقول‪ " :‬ولا كان النسان الول‬
‫قد وجد نفسه ف البيئة الطبيعية الت خلقه ال فيها ماطا بالعداوات من جيع أقطاره فإنه قد‬
‫سار ف طريق الفكر والعمل من أجل الحتفاظ بياته‪ ،‬وقد هداه ال بعقله وقلبه إل تقسيم‬
‫القوى الت تيط به إل أصدقاء وإل أعداء‪،‬ث قسم العداء إل أعداء يطيقهم وتنالم قدرته‪،‬‬
‫وإل أعداء يفوقون طوقه ويعجزون قدرته‪ ..‬فأما العداء الذين يطيقهم وتنالم قدرته مثل‬
‫اليوان الفترس والنسان العدو فقد عمد ف أمرهم إل النازلة والصارعة‪ ،‬وأما العداء الكبار‬
‫والصدقاء فقد هدته حيلته إل التزلف إليهم بتقريب القرابي وبإظهار الضوع وبالتملق‪ ،‬فأما‬
‫الصدقاء فبدافع من الرجاء وأما العداء فبدافع من الوف‪ ،‬وبدأت من يومئذ مراسيم العبادة‬
‫ونشأ الدين " رسالة الصلة ص ‪.31‬‬

‫· وسيلتة إل تقيق هذه الهداف تكون بالعمل على قيام حكومة ف السودان ذات نظام‬
‫جهوري فيدرال ديقراطي اشتراكي‪.‬‬

‫· زعم أنه تلقى رسالة عن ال كفاحا بدون واسطة‪.‬‬

‫· زعم بأن الدين هو الصدأ والدنس‪ ،‬وقد قام ف ظل الوهام والرافات والباطيل الت‬
‫صحبت علمنا بال وبقائق الشياء وبا يليه علينا الواجب نو أنفسنا ونو ال ونو الماعة‪.‬‬

‫· يقول بأن مستوى شريعة الصول هو مستوى الرسالة الثانية من السلم وهي الرسالة الت‬
‫وظف حياته للتبشي با والدعوة إليها‪.‬‬

‫· يزعم أن ممد صلى ال عليه وسلم هو وحده النسان ف سائر أمته إذ كانت له شريعة‬
‫خاصة قامت على أصول السلم وكانت شريعة أمته تقوم على الفروع‪.‬‬

‫· يشي إل أن الشيوعية تتلف عن الشتراكية اختلف مقدار‪ ،‬فكأن الشتراكية إنا هي طور‬
‫مرحلي نو الشيوعية‪ ،‬ولقد عاش العصومُ يعن الرسول (*) صلى ال عليه وسلم الشيوعية ف‬
‫قمتها‪ ،‬كما يذكر ذلك ف كتابه الرسالة الثانية ص ‪.147‬‬

‫· كان المهوريون يرضون على خروج الخوات المهوريات ف تشييع النائز‪ ،‬وإذا‬
‫اضطروا للصلة فإن الرأة المهورية هي الت تؤذن ف حضور الرجال!‬

‫· ل يولون للزواج المهوري‪ ،‬ول يضحون ف مناسبة عيد الضحى‪ ،‬مالفة للسنة‪.‬‬

‫· الشهادتان‪ :‬يقول زعيمهم ف كتاب الرسالة الثانية ص ‪164‬ـ ‪ ":165‬فهو حي يدخل‬


‫من مدخل شهادة أن ل إله إل ال وأن ممد رسول ال ياهد ليقى بإتقان هذا التقليد حت‬
‫يرقى بشهادة التوحيد إل مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة‪،‬ول يرى إل أن الشاهد هو الشهود‪،‬‬
‫وعندئذ يقف على العتاب وياطب كفاحا بغي حجاب " قل ال ث ذرهم ف خوضهم‬
‫يلعبون "‪.‬‬

‫· الصلة‪ :‬الصلة بالعن القريب‪ :‬هي الصلة الشرعية ذات الركات العروفة‪ ،‬والصلة بالعن‬
‫البعيد‪ :‬هي الصلة مع ال بل واسطة‪ ،‬أو هي صلة الصالة‪.‬‬

‫· يرون بأن التكليف ف مرحلة من الراحل يسقط عن النسان لكتمال صلحه‪ ،‬إذ ل داعي‬
‫للعبادة حينذاك‪ .‬على نو ما يقول غلة الصوفية‪.‬‬

‫· يقول مؤسس الزب‪ … ":‬ويومئذ ل يكون العبد مسيا‪ ،‬إنا مي قد أطاع ال حت أطاعه‬
‫ال معارضة لفعله‪ ،‬فيكون حيّا حياة ال‪ ،‬وقادرا قدرة ال‪ ،‬ومريدا إرادة ال‪ ،‬ويكون ال " ـ‬
‫تعال ال عما يقولون علوّا كبيا ـ وهذا هو مذهب الصوفية ف وحدة الوجود‪.‬‬

‫· يقول رئيسهم‪ :‬إن جبيل تلف عن النب (*)‪ ،‬وسار العصوم بل واسطة لضرة الشهود‬
‫الذات‪ ،‬لن الشهود الذات ل يتم بواسطة‪ ..‬والنب الذي هو جبيلنا نن يرقى بنا إل سدرة‬
‫منتهي كل منّا‪ ،‬ويقف هناك كما وقف جبيل حت يتم اللقاء بي العابد الجرد وبي ال بل‬
‫واسطة‪ ،‬فيأخذ كل عابد مرد‪ ،‬من المة السلمية القبلة شريعته الفردية بل واسطة فتكون له‬
‫شهادته‪ ،‬وتكون له صلته وصيامه وزكاته وحجه ويكون ف كل أولئك أصيلً‪.‬‬

‫· هناك أشياء ل يعتبونا أصلً من السلم كالزكاة والجاب والتعدد‪.‬‬

‫· يرى زعيمهم " بأن اللطائف ترج من الكثائف‪ ،‬وعلى هذه القاعدة الطردة فإن النيل (*)‬
‫قد خرج من التوراة (*) كما ستخرج أمة السلمي من الؤمني‪ ،‬كما ستخرج الرسالة‬
‫الحدية (أي المهورية) من الرسالة الحمدية‪ ،‬كما سيخرج الخوان من الصحاب "‪.‬‬
‫· يقول ممود طه عن القرآن الكري‪ " :‬القرآن موسيقى علوية‪ ،‬هو يعلمك كل شيء ول‬
‫يعلمك شيئا بعينه‪ ،‬هو ينبه قوى الحساس ويشحذ أدوات الس ث يلي بينك وبي عال‬
‫الادة لتدركه على أسلوبك الاص‪ ،‬هذا هو القرآن "‪.‬‬

‫· له رأي خاص ف معن الشرك ومعن التوحيد‪:‬‬


‫ـ الشرك لديه‪ " :‬هو الكبت الذي انقسمت به النفس النسانية إل عقل واع وعقل باطن‬
‫بينهما تضاد وتعارض "‪.‬‬
‫ـ يبيّن مفهوم التوحيد من وجهة نظره بقوله‪ " :‬ول يكون الفكر مسددا ول مستقيما إل‬
‫إذا أصاب نقطة التقاء الضدين العقل الواعي والباطن ـ هذا هو التوحيد "‪.‬‬

‫· يقول عن السلم‪ " :‬السلم ف أصوله يوي شريعة النسان‪ ،‬لكنه ف فروعه ل يزال يوي‬
‫بعض السمات اللطفة من قانون الغابة "‪.‬‬

‫· يعتقدون بأن الذين كانوا حول النب هم أصحابه‪ ،‬أما التباع الذين يتبعون الدعوة‬
‫المهورية فهم الخوة معتمدين ف ذلك على الديث الذي رواه ابن ماجه ف كتاب الزهد‬
‫عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ ":‬لوددنا أنا قد رأينا إخواننا‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫ال أولسنا إخوانك ؟ قال‪ :‬أنتم أصحاب‪ ،‬وإخوان الذين يأتون من بعدي‪ ،‬وأنا فرطكم على‬
‫الوض‪." ..‬‬

‫· يقول‪ .." :‬وحي يكون إناب الذرية هو نتيجة العلقة النسية بيننا وبي النساء تكون ثرة‬
‫العلقة بي الذات القدية وزوجها النسان الكامل ـ العارف اللدنية ـ فإن انفعال العبودية‬
‫للربوبية يرفع الجب الت أنستنا النفس الت هي أصلنا ـ نفس ال تبارك وتعال ـ وحي‬
‫يتم اللقاء بي هذين الزوجي الذات اللية والنسان الكامل (المهوري والمهورية) ينبث‬
‫العلم اللدن ف فيض يغمر العبد الصال من جيع أقطاره‪ ،‬ومن هذا العلم اللدن يوضع رجال‬
‫ونساء "‪.‬‬
‫ـ ويذكر قائلً‪ " :‬فهذا الوضع بي الذات اللية والنسان الكامل ـ انفعال العبودية‬
‫بالربوبية ـ هو الذي جاء منه بي الرجال والنساء انفعال النوثة بالذكورة‪ ،‬هو ما يسمى‬
‫بالعلقة النسية "‪.‬‬

‫ـ يقول أيضا‪ " :‬انفعال النوثة بالذكورة‪ ،‬وهو ما يسمى عندنا بالعلقة النسية‪ ،‬وتكون‬
‫ثرتا الباشرة تعميق الياة واجتنابا ووصلها بال بغي حجاب‪ ،‬وهذه هي ذروة اللذة "‪.‬‬

‫· ويقول ف ذات الكتاب‪ ":‬وليس ل تعال صورة فيكونا ول ناية فيبلغها‪ ،‬وإنا حظه من‬
‫ذلك أن يكون مستمر التكوين بتجديد حياة فكره وحياة شعوره ف كل لظة‪ ،‬وإل ذلك‬
‫تدف العبادة"‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقدية‪:‬‬


‫· لقد جاءت أفكار هذا الزب مزيا مشوشا مضطربا من أديان وآراء ومذاهب كثية حديثة‬
‫وقدية‪:‬‬
‫ـ فقد اعتمد مؤسس هذا الزب على آراء مي الدين بن عرب ف كتابه فصوص الكم ما‬
‫حل بعض النقاد على العتقاد بأنم حركة صوفية باطنية (*)‪ ،‬يضاف إل ذلك أنم يطلقون‬
‫البخور ويرقصون ف الشوارع على النغام اليقاعية ف حلقات الذكر المهوري‪.‬‬
‫ـ يصدر ف كثي من آرائه عن فرويد‪ ،‬وداروين‪.‬‬
‫ـ لعله متأثر بالنصرانية من خلل مناقشته لفكرة النسان الكامل الذي سيحاسب الناس‬
‫بدلً عن ال‪ .‬وقد أخذ أفكاره من كتاب النسان الكامل لؤلفه عبد الكري البلي‪.‬‬
‫ـ اعتمد على الفكار الشتراكية الاركسية ف تديد معال فكرة الدولة القادمة الت يدعو‬
‫إليها‪.‬‬
‫ـ إنم يلتقون ف كثي من أفكارهم مع البهائية والقاديانية‪.‬‬
‫ـ على الرغم ما سبق فإنه يصدر كتبه باليات القرآنية وبالحاديث النبوية مستدلً بما فيما‬
‫يدعو إليه‪ ،‬لكن ذلك ل يضفي عليها صفة السلم قط بل القيقة أنا لون من ألوان الردّة‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬
‫· نشأ هذا الزب (*) وترعرع ف السودان‪ ،‬وأنصاره بلغوا بضع عشرات من اللوف‪ ،‬لكن‬
‫عددهم انسر وتقلص كثيا جدّا وذلك عقب إعدام زعيمهم‪ ،‬فيهم نسبة ل بأس با من‬
‫الثقفي الذين خل فكرهم من الثقافة السلمية الدينية‪ ،‬ومن التوقع أن ينقرض هذا الزب‬
‫تاما نتيجة لنتشار الصحوة السلمية ف السودان‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الزب المهوري ف السودان حزب منحرف عن السلم عمد مؤسسه إل إفراغ‬
‫الصطلحات السلمية من مدلولتا الشرعية ووظف حياته لدم السلم وتريف أصوله‬
‫وسلك طريقا ينأى بأتباعه عن الدين الصحيح بتلبيس الق بالباطل مستفيدا من أفكاره‬
‫ومستعينا بصادر أخرى غي إسلمية من الفلسفات الغريقية وتابع غلة الصوفية ف الناداة‬
‫بوحدة الوجود وألبسها طابعا علميّا لتجد سبيلها إل نفوس الشباب وبعض النبهرين ببيق‬
‫العلم‪ ،‬وانتهى أمره بأن غال فيه أتباعه واعتقدوه السيح النتظر وأقرهم على ذلك ول يعترض‬
‫عليه‪ .‬ولقد أراح ال الجتمع السودان من شروره بعد أن استفحل أمره وأنقذ بإعدامه آلف‬
‫الشباب الغرار وأنصاف الثقفي من فتنته‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ أسس دستور السودان‪ ،‬ـ ممود ممد طه‪ ،‬وهو كتاب نادر الوجود إذ يعملون على‬
‫إخفائه من السواق‪.‬‬
‫ـ تطوير شريعة الحوال الشخصية‪ ،‬ممود ممد طه‪.‬‬
‫ـ طريق ممد‪ ،‬ممود ممد طه‪.‬‬
‫ـ كتاب رسائل ومقالت‪ ،‬ممود ممد طه‪.‬‬
‫ـ كتاب السلم والفنون‪ ،‬ممود ممد طه‪.‬‬
‫ـ رسالة الصلة‪ ،‬ممود ممد طه‪.‬‬
‫ـ لقد أصدر المهوريون كذلك كتاب (الضحية ليست واجبة ل على الغنياء ول على‬
‫الفقراء)‪.‬‬
‫ـ الفكر المهوري تت الجهر‪ ،‬النور ممد أحد‪ ،‬مطبوعات اتاد طلب جامعة أم درمان‬
‫السلمية‪ ،‬أمانة الشؤون الثقافية‪.‬‬
‫ـ دراسة مفصلة عن الزب المهوري ف ملفات الندوة العالية للشباب السلمي‪.‬‬
‫الحباش‬
‫التعريف‪:‬‬
‫طائفة ضالة تنسب إل عبد ال البشي‪ ،‬ظهرت حديثا ف لبنان مستغلة ما خلّفته الروب‬
‫الهلية اللبنانية من الهل والفقر والدعوة إل إحياء مناهج أهل الكلم والصوفية والباطنية (*)‬
‫بدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة السلمي وصرفهم عن قضاياهم الساسية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· عبد ال الرري البشي‪ :‬هو عبد ال بن ممد الشيب العبدري نسبا الرري موطنا نسبة إل‬
‫مدينة هرر بالبشة‪ ،‬فيها ولد لقبيلة تدعى الشيبان نسبة إل بن شيبة من القبائل العربية‪.‬‬
‫ودرس ف باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحن النوري‬
‫والشيخ ممد يونس جامع الفنون ث ارتل إل منطقة جُمة وبا درس على الشيخ الشريف‬
‫وفيها نشأ شذوذه وانرافه حيث بايع (*) على الطريقة التيجانية‪ .‬ث ارتل إل منطقة داويء‬
‫من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكري على الاج أحد الكبي‪ .‬ث‬
‫ارتل إل قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفت السراج ـ تلميذ الشيخ يوسف النبهان‬
‫صاحب كتاب شواهد الق ف الستغاثة بسيد اللق ودرس على يديه الديث‪ .‬ومن هنا‬
‫توغل ف الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية‪ .‬ث أتى إل سوريا ث إل لبنان من بلد البشة‬
‫ف أفريقيا عام ‪1969‬م‪ .‬وذكر أتباعه أنه قدم عام ‪1950‬م بعد أن أثار الفت ضد السلمي‪،‬‬
‫حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلسيلسي ضد المعيات السلمية لتحفيظ القرآن‬
‫بدينة هرر سنة ‪1367‬ه‍ الوافق ‪1940‬م فيما عرف بفتنة بلد كُلُب فصدر الكم على‬
‫مدير الدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلثا وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نبه ف مقاطعة‬
‫جوري بعد نفيه إليها‪ .‬وبسبب تعاون عبد ال الرري مع هيلسيلسي ت تسليم الدعاة‬
‫والشايخ إليه وإذللم حت فر الكثيون إل مصر والسعودية‪ ،‬ولذلك أطلق عليه الناس هناك‬
‫صفة (الفتّان) أو (شيخ الفتنة)‪.‬‬
‫ـ منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الحقاد والضغائن ونشر الفت كما فعل ف بلده‬
‫من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لذاهب (*)‪ :‬الهمية ف تأويل صفات‬
‫ال‪ ،‬والرجاء والب والتصوف والباطنية والرفض‪ ،‬وسب للصحابة‪ ،‬واتام لم الؤمني عائشة‬
‫بعصيان أمر ال‪ ،‬بالضافة إل فتاوى شاذة‪.‬‬
‫ـ نح البشي مؤخرا ف تريج مموعات كبية من التبجحي والتعصبي الذين ل يرون‬
‫مسلما إل من أعلن الذعان والضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء (*) ف اليان‬
‫وجب (*) ف أفعال ال وجهمية (*) واعتزال ف صفات ال‪ .‬فهم يطرقون بيوت الناس‬
‫ويلحون عليهم بتعلم العقيدة البشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالجان‪.‬‬
‫· نزار اللب‪ :‬خليفة البشي ورئيس جعية الشاريع السلمية ويطلقون عليه لقب (ساحة‬
‫الشيخ) حيث يعدونه لنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق (ل للمفت‬
‫حسن خالد الكافر‪ ،‬نعم للمفت نزار اللب) وقد قتل مؤخرا‪.‬‬
‫· لديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البلان عدنان الطرابلسي ومرشحهم‬
‫الخر طه ناجي الذي حصل على ‪ 1700‬صوتا معظمهم من النصارى حيث وعدهم‬
‫بالقضاء على الصولية (*) السلمية‪ ،‬لكن ل يكتب له النجاح‪ ،‬وحسام قرقيا نائب رئيس‬
‫جعية الشاريع السلمية‪ ،‬وكمال الوت وعماد الدين حيدر وعبد ال البارودي وهؤلء‬
‫الذين يشرفون على أكب أجهزة الباث والخطوطات مثل الؤسسة الثقافية للخدمات‬
‫ل يقولون‪( :‬قال الافظ العبدري ف‬ ‫وييلون إل اسم غريب ل يعرفه حت طلبة العلم فمث ً‬
‫دليله) فيدلسون على الناس فيظنون أن الافظ من مشاهي علماء السلمي مثل الافظ ابن‬
‫حجر أو النووي وإنا هو ف القيقة شيخهم ينقلون من كتابه الدليل القوي مثلً‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يزعم الحباش أنم على مذهب (*) المام الشافعي ف الفقه والعتقاد ولكنهم ف القيقة‬
‫أبعد ما يكونون عن مذهب المام الشافعي رحه ال‪ .‬فهم يُؤولون (*) صفات ال تعال بل‬
‫ضابط شرعي فـيؤولون الستواء بالستيلء كالعتزلة والهمية (*)‪.‬‬
‫· يزعم البشي أن جبيل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكري وليس ال تعال‪ ،‬فالقرآن عنده‬
‫ليس بكلم ال تعال‪ ،‬وإنا هو عبارة عن كلم جبيل‪ ،‬كما ف كتابه إظهار العقيدة السنية‬
‫ص ‪.591‬‬
‫· الحباش ف مسألة اليان من الرجئة (*) الهمية الذين يؤخرون العمل عن اليان ويبقى‬
‫الرجل عندهم مؤمنا وإن ترك الصلة وسائر الركان‪( ،‬انظر الدليل القوي ص ‪ ،7‬بغية الطالب‬
‫ص ‪.)51‬‬
‫ـ تبعا لذلك يقللون من شأن التحاكم للقواني الوضعية (*) الناقضة لكم ال تعال فيقول‬
‫البشي‪( :‬ومن ل يكّم شرع ال ف نفسه فل يؤدي شيئا من فرائض ال ول يتنب من‬
‫الحرمات‪ ،‬ولكنه قال ولو مرة ف العمر‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فهذا مسلم مؤمن‪ .‬ويقال له أيضا‬
‫مؤمن مذنب) الدليل القوي ‪9‬ـ ‪ 10‬بغية الطالب ‪.51‬‬
‫· الحباش ف القدر جبية (*) منحرفة يزعمون أن ال هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه‬
‫لول ال ما استطاع الكافر أن يكفر‪( .‬النهج السليم ‪.)71‬‬
‫· يث الحباش الناس على التوجه إل قبور الموات والستغاثة بم وطلب قضاء الوائج‬
‫منهم‪ ،‬لنم ف زعمهم يرجون من قبورهم لقضاء حوائج الستغيثي بم ث يعودون إليها‪،‬‬
‫كما ييزون الستعاذة بغي ال ويدعون للتبك بالحجار‪( .‬الدليل القوي ‪ ،173‬بغية الطالب‬
‫‪ ،8‬صريح البيان ‪( .)62 ،57‬شريط خالد كنعان ‪/‬ب ‪ )70 /‬ولو قال قائل أعوذ برسول ال‬
‫من النار لكان هذا مشروعا عندهم‪.‬‬
‫· يرجح الحباش الحاديث الضعيفة والوضوعة با يؤيد مذهبهم بينما يكمون بضعف‬
‫الكثي من الحاديث الصحيحة الت ل تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك ف كتاب الولد النبوي‪.‬‬
‫· يكثر البشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أب سفيان وأم الؤمني السيدة عائشة‬
‫رضي ال عنهم‪ .‬ويطعن ف خالد بن الوليد وغيه‪ ،‬ويقول إن الذين خرجوا على عل ّي رضي‬
‫ال عنه ماتوا ميتة جاهلية‪ .‬ويكثر من التحذير من تكفي سابّ الصحابة‪ ،‬لسيما الشيخي‬
‫إرضاءً للروافض (*)‪ .‬إظهار العقيدة السنية ‪.182‬‬
‫· يعتقد البشي أن ال تعال خلق الكون ل لكمة وأرسل الرسل ل لكمة وأن من ربط‬
‫فعلً من أفعال ال بالكمة فهو مشرك‪.‬‬
‫· كفّر (*) البشي العديد من العلماء فحكم على شيخ السلم ابن تيمية بأنه كافر وجعل‬
‫من أول الواجبات على الكلف أن يعتقد كفره ولذلك يذر أشد التحذير من كتبه‪ ،‬وكذا‬
‫المام الذهب فهو عنده خبيث‪ ،‬كما يزعم أن الشيخ ممد بن عبد الوهاب مرم قاتل كافر‬
‫ويرى أن الشيخ ممد ناصر الدين اللبان كافر‪ ،‬وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه موسي‬
‫كافر أما الستاذ سيد قطب فمن كبار الوارج (*) الكفرة ف ظنه‪ .‬انظر ملة منار الدى‬
‫البشية عدد (‪3‬ص ‪ )234‬النهج السوي ف الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي) أما‬
‫ابن عرب صاحب مذهب وحدة الوجود (*) ونظرية اللول (*) والتاد (*) والذي شهد‬
‫العلماء بكفره فيعتبه البشي شيخ السلم‪ .‬كما يدعو البشي إل الطريقة النقشبندية‬
‫والرفاعية والصوفية‪.‬‬
‫· وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بواز التحايل ف الدين وأن النظر والختلط‬
‫والصافحة للمرأة الجنبية حلل لشيء فيه بل للمرأة أن ترج متعطرة متبجة ولو بغي رضا‬
‫زوجها‪.‬‬
‫· يبيح بيع الصب الر وشراءه كما ييز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى أنا ل علقة‬
‫لا بالزكاة إذ هي واجبة ف الذهب والفضة كما ييز أكل الربا وييز الصلة متلبسا‬
‫بالنجاسة‪( .‬بغية الطالب ‪.)99‬‬
‫· أثار الحباش ف أمريكا وكندا فتنة تغيي القبلة حت صارت لم مساجد خاصة حيث حرفوا‬
‫القبلة ‪ 90‬درجة وصاروا يتوجهون إل عكس قبلة السلمي حيث يعتقدون أن الرض نصف‬
‫كروية على شكل نصف البتقالة‪ ،‬وف لبنان يصلون ف جاعات خاصة بم بعد انتهاء جاعة‬
‫السجد‪ ،‬كما اشتهر عنهم ضرب أئمة الساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس ف مساجدهم‬
‫لنشر أفكارهم رغما عنهم‪ .‬ويعملون على إثارة الشغب ف الساجد‪ ،‬كل هذا بدٍ وعونٍ من‬
‫أعداء السلمي با يقدمون لم من دعم ومؤازرة‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫· ما سبق يتبي أن الذور الفكرية والعقائدية للحباش تتلخص ف الت‪:‬‬
‫ـ الذهب (*) الشعري التأخر ف قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الهمية ‍‍(*)‪.‬‬
‫ـ الرجئة (*) والهمية ف قضايا اليان‪.‬‬
‫ـ الطرق الصوفية النحرفة مثل الرفاعية والنقشبندية‪.‬‬
‫ـ عقيدة الفر (*) الباطنية‪.‬‬
‫ـ مموعة من الفكار والناهج النحرفة الت تتمع على هدف الكيد للسلم وتزيق‬
‫السلمي‪ .‬ول يستبعد أن يكون البشي وأتباعه مدسوسي من قبل بعض القوى الارجية‬
‫لحداث البلبلة والفرقة بي السلمي كما فعل عبد القادر الصوف ث الرابطي ف أسبانيا‬
‫وبريطانيا وغيها‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫ينتشر الحباش ف لبنان بصورة تثي الريبة‪ ،‬حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت‬
‫حافلتم تل الدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة الدارس الكومية‪ ،‬علوة على الرواتب الغرية‬
‫لن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لم إذاعة ف لبنان تبث أفكارهم وتدعو إل مذهبهم‪،‬‬
‫كما ينتشر أتباع البشي ف أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلقل ف كندا واستراليا والسويد‬
‫والدانارك‪ .‬كما أثاروا الفت ف لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتاه القبلة إل جهة‬
‫الشمال‪.‬‬
‫وقد بدأ انتشار أتباع هذا الذهب الضال ف مناطق عدة من العال حيثما وجد لبنانيون ف‬
‫البداية‪ ،‬ث بعض الضللي من يعجب بدعوة البشي‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الحباش طائفة ضالة‪ ،‬تنتمي إل السلم ظاهرا وتدم عراه باطنا‪ ،‬وقد استغلت سوء‬
‫الوضاع القتصادية وما خلفته الروب الهلية اللبنانية من فقر وجهل ف الدعوة إل مبادئها‬
‫الدامة وإحياء الكثي من الفكار والعتقدات الباطلة الت عفى عليها الدهر مثل خلق القرآن‬
‫واللف العروف ف قضايا الصفات الذي تصدّى لا علماء أهل السنة والماعة ف الاضي‬
‫والاضر‪ .‬وقد تصدّى لم عدد من علماء أهل السنة والماعة ف عصرنا مثل الحدث الشيخ‬
‫اللبان وغيه‪ .‬وأفت ساحة الشيخ عبد العزيز بن باز ف الفتوى رقم ‪ 2392/1‬بتاريخ‬
‫‪30/10/1406‬ه‍ الت جاء فيها‪( :‬إن طائفة الحباش طائفة ضالة‪ ،‬ورئيسهم عبد ال البشي‬
‫معروف بانرافه وضلله‪ ،‬فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتم الباطلة وتذير الناس منهم ومن‬
‫الستماع لم أو قبول ما يقولون)‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫· كتب ورسائل للحباش‪:‬‬
‫ـ القالت السنية ف كشف ضللت ابن تيمية‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ التعقيب الثيث عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ النهج السوي ف الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ الدليل القوي على الصراط الستقيم‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ بغية الطالب ف معرفة علم الدين الواجب‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ إظهار العقيدة السنية شرح العقيدة الطحاوية‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ كتاب الولد النبوي‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ صريح البيان‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ الرسائل السبكية ف الرد على ابن تيمية‪ ،‬كمال أبو الن "كمال الوت"‪.‬‬
‫ـ التوفيق الربان ف الرد على ابن تيمية الران‪ ،‬كمال أبو الن "كمال الوت"‪.‬‬
‫ـ بجة النظر‪ ،‬عبد ال البشي‪.‬‬
‫ـ ملة منار الدى‪:‬‬
‫· كتب ورسائل ردت عليهم‪:‬‬
‫ـ الرد على الشيخ البشي ـ الشيخ عثمان الصاف‪.‬‬
‫ـ استواء ال على العرش ـ أسامة القصاص‪.‬‬
‫ـ الستواء بي التنيه والتشويه ـ للستاذ عوض منصور‪.‬‬
‫ـ إطلقة العنّة رسالة منسوبة للشيخ الاشي‪.‬‬
‫ـ رسالة الرد على البشي ف موضوع إعانة الكافرين على كفرهم عدنان ياسي النقشبندي‪.‬‬
‫ـ عبد ال البشي‪ :‬عقائده وشذوذه‪ ،‬عبد الرحن دمشقية‪.‬‬
‫ـ الرد على عبد ال البشي‪ ،‬عبد الرحن دمشقية‪.‬‬
‫ـ بي أهل السنة وأهل الفتنة‪ ،‬عبد الرحن دمشقية‪.‬‬
‫ـ شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة‪ ،‬عبد الرحن دمشقية مطوط ومسجل على شريط‬
‫كاسيت‪.‬‬
‫ـ الضواء الساطعة على ما ف كتاب (الدليل على الصراط الستقيم) من أفكار زائفة وعقائد‬
‫زائغة‪ .‬الشيخ عثمان بن عبد القادر الصاف‪.‬‬
‫ـ ملة الفرقان الكويتية‪.‬‬
‫ـ ملة الشراع اللبنانية ف حوار مع عدنان الطرابلسي نائب البلان ‪.574‬‬
‫ـ الرد على الحباش الشيخ ممد ناصر الدين اللبان شريط كاسيت‪.‬‬
‫المينية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫جاء المين بآراء وأفكار خاصة فرضها على الكومة اليرانية والتزم با الشيعة (*) ـ ف‬
‫إيران على القل ـ والبعض ل يلتزم با خارج إيران‪ ..‬ما دعانا إل إطلق المينية على‬
‫بدعته هذه‪ ،‬وقد يكون هذا العنوان مستغربا ولكنه الواقع الذي فرض نفسه‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· من بي الفكار الت جاء با المين ول يسبقه فيها أحد من أئمة الذهب (*) المامي‪،‬‬
‫فتعتب من اجتهاده‪ ،‬وقد تضمنها الدستور اليران ما يلي‪:‬‬

‫· ولية الفقيه‪ :‬وتستند هذه الفكرة الت نادى با المين على أساس العتقاد بأن الفقيه الذي‬
‫اجتمعت له الكفاءة العلمية وصفة العدالة يتمتع بولية عامة وسلطة مطلقة على شؤون العباد‬
‫والبلد باعتباره الوصي على شؤونم ف غيبة المام النتظر‪ .‬وهذه الفكرة ل يقل با علماء‬
‫الذهب الحدثي ول القدماء‪ ،‬إذ أنم خصوا الفقيه العادل الذي بلغ مرتبة الجتهاد الطلق‬
‫بالولية الاصة‪ .‬وقد استدلوا جيعا بدليلي ها‪:‬‬

‫ـ الول‪ :‬عدم وجود دليل قطعي مستفاد من آثار الئمة العصومي ومروياتم يدل على‬
‫وجوب طاعة الفقيه طاعة مطلقة ف دائرت الحكام الاصة والعامة سواء بسواء‪.‬‬

‫ـ الثان‪ :‬إن إثبات الولية العامة للفقيه ينتهي ل مالة إل التسوية بينه وبي المام العصوم‪،‬‬
‫وهذا مال تؤيده حجة من عقل (*) أو نقل‪.‬‬

‫ـ فإن منح الفقيه حق الولية العامة يؤدي منطقيا إل رفع منلته إل مقام المام العصوم ‪،‬‬
‫وهو ما ادعاه المين لنفسه بدعوى (استمرارية المامة و القيادة) العامة ف غيبة الهدي‪ .‬وما‬
‫يترتب على القول بولية الفقيه‪:‬‬
‫الستبداد واحتكار السلطة والتشريع والفقه وفهم الحكام بيث يصبح الاكم معصوما عن‬
‫الطأ‪ ،‬ل أحد من المة يطئه ف أمر من المور‪ ،‬ول يعترض عليه ولو كان ملسا للشورى‪.‬‬

‫· ادعاء المين بأن النبياء (*) والرسل (*) ل يكملوا رسالت السماء‪ ،‬ول ينجحوا ف‬
‫إرساء قواعد العدالة ف العال وأن الشخص الذي سينجح ف نشر العدل الكامل بي الناس هو‬
‫الهدي النتظر‪.‬‬

‫ـ وقد قال المين بذا الدعاء ف ذكرى مولد المام الهدي‪ ،‬وهو أحد أئمة الشيعة‪ ،‬ف‬
‫الامس عشر من شعبان ‪1400‬هـ‪.‬‬

‫ـ ويعد قوله هذا منافيا لكل ما قررته العقيدة السلمية‪ ،‬وفيه إنكار لتعاليم الكتاب والسنة‬
‫وإجاع (*) المة على أن نبينا ممدا صلى ال عليه وسلم هو خات النبياء والرسلي‪ ،‬وهو‬
‫الصلح العظم للبشرية جعاء حيث أرسل بأكمل الرسالت وأتها كما قال تعال‪( :‬اليوم‬
‫أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا)‪.‬‬

‫· يقول المين ف بيان منلة الئمة‪ :‬فإن للمام مقاما ممودا ودرجة سامية وخلفة تكوينية‬
‫تضع لوليتها وسيطرتا جيع ذرات هذا الكون‪.‬‬

‫ـ يقول‪ " :‬والئمة الذين ل نتصور فيهم السهو أو الغفلة "‪.‬‬

‫ـ ويقول‪ " :‬ومن ضروريات مذهبنا (*) أن لئمتنا مقاما ل يبلغه ملك مقرب ول نب‬
‫مرسل "‪.‬‬

‫ـ وأن تعاليم الئمة كتعاليم القرآن يب تنفيذها وإتباعها‪.‬‬

‫وهو بذا يرفع الئمة إل مقام فوق مقام البشر والعياذ بال‪.‬‬

‫· الولء (*) والباء (*) عند الشيعة بشكل عام هو‪ :‬الولء للئمة والباء من أعدائهم‪ ،‬وأعداء‬
‫الئمة ف اعتقادهم جيل الصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬والمين يعل السجود موضع دعاء التول‬
‫والتبي وصيغته‪ " :‬السلم دين وممد نب وعلي والسن والسي‪( ..‬يعدهم لخرهم)‬
‫أئمت‪ ،‬بم أتول ومن أعدائهم أتبى " وهناك آراء وأفكار لدى الشيعة عامة قال با المين‪،‬‬
‫وأعاد صياغتها ف الدستور اليران وف كتبه الت نشرها‪.‬‬

‫· مصادر التلقي عنده ‪ :‬هي مصادر الشيعة عامة وأهها الكتب الربعة التية‪:‬‬
‫ـ كتاب الكاف‪ ،‬لحمد بن يعقوب الكلين الرازي ويعد كصحيح البخاري عند أهل السنة‪.‬‬
‫ـ من ل يضره الفقيه‪ ،‬لحدثهم ممد بن علي بن بابويه الرازي‪.‬‬
‫ـ تذيب الحكام‪ ،‬لشيخ الطائفة ابن السن الطوسي التوف سنة ‪460‬هـ بالنجف‪.‬‬
‫ـ الستبصار‪ ،‬للطوسي نفسه‪.‬‬

‫والمين يعتمد هذه الكتب الربعة ويعرض عن كل كتب السنة العتمدة‪.‬‬

‫· التقية (*)‪ :‬وهي من أصول الذهب الشيعي يقول عنها المين‪ " :‬هذه التقية الت كانت‬
‫تتخذ لفظ الذهب من الندراس ل لفظ النفس خاصة "‪.‬‬

‫· الهاد (*) السلمي معطل ف حال غياب المام‪.‬‬

‫· موقف المين من الصحابة‪ ،‬وهو موقف الشيعة عامة‪.‬‬

‫· وكذلك موقفه من اللفة (*) السلمية‪ ،‬إذ يرى أن السلم ل يتمثل إل ف عهد الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم وعهد علي رضي ال عنه‪.‬‬

‫· يوثق المين اللحدة أمثال نصي الدين الطوسي ‪ 597‬ـ ‪672‬هـ وزير هولكو الذي‬
‫دمر بغداد وقضى على اللفة السلمية‪.‬‬

‫· الحتفال بعيد النيوز ـ الفارسي الصل ـ إذ يعل الغسل فيه مستحب والصوم فيه‬
‫مشروع‪.‬‬
‫· وللخمين ف كتاب ترير الوسيلة آراء فقهيه خاصة به وبالشيعة (*) عامة ليس لا سند من‬
‫السنة الصحيحة‪ ..‬منها‪:‬‬
‫ـ طهارة ماء الستنجاء‪.‬‬
‫ـ من مبطلت الصلة وضع اليد على الخرى‪.‬‬
‫ـ الطهارة ليست شرطا ف كل مواضع الصلة بل ف موضع السجود فقط‪.‬‬
‫ـ جواز وطء الزوجة ف دبرها‪.‬‬
‫ـ جواز المع بي الرأة وخالتها‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫مذهب (*) الشيعة المامية أو العفرية هو الساس الفكري للخمينية ومن كتب الشيعة (*)‬
‫كوّن المين فكره‪ ..‬وقد ظل متعصبا لذهبه حت آخر حياته‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن المينية تقيم فلسفتها جلة وتفصيلً على قراءة منحرفة قوامها التلفيق والتدليس لكل تاريخ‬
‫السلمي‪ ،‬فتأت على رموزه وكبار مؤسسيه هدما وتشويها وتويها‪ ،‬وتعمد إل إفساد العقيدة‬
‫وطمس معال السلم وتشويه مقاصده النبيلة‪ ،‬باسم التعصب لهل البيت‪ ،‬وتصرح با يرج‬
‫عن ملة السلم‪ ،‬مثل ادعائهم نقص القرآن وتغييه وجهرهم بالسوء ف حق الصحابة‪،‬‬
‫ومالفتهم الجاع (*) بإباحتهم نكاح التعة وجعلهم الذهبية مادة ف دستور إيران‪ ،‬وتالفاتم‬
‫الستراتيجية الرفوضة وغي ذلك من صور التآمر على واقع السلم والسلمي‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الكومة السلمية (ولية الفقيه) للخمين إعداد الدكتور حسن حنفي ـ القاهرة‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫ـ ترير الوسيلة‪ ،‬للخمين‪.‬‬
‫ـ وجاء دور الجوس‪ ،‬للدكتور عبد ال ممد الغريب‪.‬‬
‫ـ سراب ف إيران‪ ،‬للدكتور أحد الفغان‪.‬‬
‫ـ المين بي التطرف والعتدال‪ ،‬للدكتور عبد ال ممد الغريب‪.‬‬
‫ـ المين ف أقواله وأفعاله‪ ،‬أحد مغنية‪.‬‬
‫ـ المين الل السلمي البديل‪ ،‬فتحي عبد العزيز‪.‬‬
‫ـ الثورة اليرانية ف أبعادها الفكرية والجتماعية‪ ،‬حسن الزين‪.‬‬
‫ـ ولية الفقيه ف ميزان السلم‪ ،‬د‪ .‬فاروق عبد السلم ـ القاهرة ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫ـ نج خين ف ميزان الفكر السلمي لجموعة من الفكرين‪.‬‬
‫ـ الفكر القائد للثورة اليرانية‪ ،‬د‪ .‬ممد عمارة ـ القاهرة ‪1402‬هـ ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫ـ إيران بعد سقوط المين‪ ،‬د‪ .‬موسى الوسوي‪ ،‬تعريب د‪ .‬سي عبد الميد إبراهيم ـ‬
‫بدون تاريخ ودار نشر‪.‬‬
‫أمل (أفواج القاومة اللبنانية)‬

‫التعريف‪:‬‬
‫أمل‪ :‬حركة (*) شيعية لبنانية مسلحة‪ ،‬أسسها موسى الصدر ف لبنان سنة ‪1975‬م لتكون‬
‫الناح العسكري لركة الحرومي (الشيعة)‪ .‬وللدفاع عن مصال الشيعة (*) كمذهب متميز‬
‫عن السنة‪ ،‬ف الصراع الطائفي اللبنان‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· بعد حرب رمضان عام ‪1393‬هـ ـ ‪1973‬م عبأ موسى الصدر شيعة جنوب لبنان‬
‫بسبب الصراع السلح‪ ،‬لماية الشيعة ف مواجهة اليهود ف فلسطي الحتلة‪ .‬وف عام‬
‫‪1395‬هـ ـ ‪1974‬م أسس الصدر حركة الحرومي‪ ..‬للدفاع عن مصال الشيعة ف‬
‫لبنان‪ ،‬وألق با ميليشيا مسلحة عام ‪1975‬م أطلق عليها اسم (أفواج القاومة اللبنانية)‬
‫وعرفت هذه اليليشيات اختصارا بـ (أمل) وهي كلمة تضم الروف الول من اسم‬
‫اليليشيا‪ ،‬وتدربت حركة أمل على السلح ف معسكرات منظمة فتح الفلسطينية‪.‬‬

‫وبقيت حركة أمل تت قيادة موسى الصدر إل أن اختفي ف ظروف غامضة فاستلم قيادتا‬
‫نبيه بري القائد الال للمنظمة‪.‬‬

‫وأبرز الشخصيات ف حركة أمل هم‪:‬‬


‫· موسى الصدر‪ :‬ولد ف مدينة قم بإيران عام ‪1928‬م‪ .‬وترج من جامعة طهران‪ ،‬كلية‬
‫القوق والقتصاد والسياسة وليس العلوم الشرعية وتربطه بالمين صلة نسب حيث أن أحد‬
‫بن المين متزوج من بنت أخت موسى الصدر وابن الصدر متزوج من حفيدة المين‪ .‬وقد‬
‫توجه الصدر إل لبنان سنة ‪1958‬م بناء على أوامر من شاه إيران وأقام فيها‪ ،‬وحصل على‬
‫النسية اللبنانية بقرار من فؤاد شهاب الذي تول رئاسة المهورية ف لبنان بي عامي‬
‫‪1958‬م ـ ‪1964‬م‪ .‬ول يعلم أحدٌ سر هذا القرار الفريد من نوعه؛ ذلك أن النسية‬
‫اللبنانية‪ ،‬يصعب الصول عليها من غي النصارى‪ ،‬ول زال هناك قبائل ومواطنون لبنانيون منذ‬
‫القدي ل يملون النسية اللبنانية‪ .‬فكيف منح الصدر النسية بذه السرعة وهو إيران‬
‫مسلم ؟‪.‬‬

‫صدّق هذا التنصيب بعد أن‬ ‫ـ ف ناية الستينات نصّب الصدر نفسه قائدا للشيعة‪ ،‬وقد ُ‬
‫اختي ف سنة ‪1969‬م رئيسا للمجلس الشيعي العلى الذي شكلته الكومة وقتها استجابة‬
‫لطلبات الشيعة حيث أصبح صوتا عاليا ومؤثرا ف مسرى الياة السياسية اللبنانية بفضل‬
‫الصدر وبوافقة الوارنة‪ .‬وبتشكيل الجلس الشيعي العلى انفصل الشيعة عن السنة ف لبنان‬
‫وصاروا طائفة مستقلة كالوارنة‪ ،‬وقام الصدر بعد ذلك بإنشاء الدارس والنوادي وجعلها‬
‫مركزا لنشاطه السياسي الشبوه‪.‬‬

‫ـ اختفى موسى الصدر ف سنة ‪1978‬م عندما كان ف زيارة إل ليبيا وتقول ليبيا أنه‬
‫غادرها إل أوروبا‪ ،‬ول يُعلم سبب اختفائه حت الن‪.‬‬

‫· نبيه بري‪ :‬وهو مام لبنان ولد ف سياليون وعاش معظم سن عمره بعد ترجه من الامعة‬
‫ف الوليات التحدة المريكية‪ ،‬ومن ديترويت جاء أو جيء به ليكون الرجل الول ف لبنان‬
‫واستلم رئاسة ملس قيادة أمل ف أوائل سنة ‪1980‬م‪.‬‬

‫· ممد مهدي شس الدين‪ :‬مفت الشيعة‪ ،‬ونائب رئيس الجلس الشيعي العلى ف لبنان لن‬
‫موسى الصدر ل زال هو الرئيس حت الن‪.‬‬

‫· حسي السين‪ :‬ويشغل وظيفة المي العام لركة أمل‪.‬‬

‫· مصطفى جران أو مصطفى شران كما كان يطلق عليه ف لبنان قبل نشوب الثورة الشيعية‬
‫ف إيران ووزير الدفاع اليران بعد ثورة إيران على الشاه‪ .‬وكان أكب أعوان موسى الصدر‪،‬‬
‫وكان يتول الشراف على فروع حركة أمل العسكرية قبل نشوب الثورة اليرانية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· حركة (*) أمل شيعية الذهب (*)‪ ،‬تتبع الذهب العفري ف جيع معتقداته‪.‬‬

‫· الثورة والصراع السلح من أسس قيام حركة أمل‪ ،‬ولكن الثورة ضد من ؟!‬

‫ـ ليست ضد الوارنة لن موسى الصدر مؤسس الركة سانده الوارنة وأعطوه النسية‬
‫وفتحوا له كل البواب ف لبنان‪ ..‬ونصبوه زعيما للشيعة هناك !‬

‫ـ وليست ضد اليهود (إسرائيل) لن تصريات موسى الصدر عندما بدأت صورته القيقة‬
‫تتضح قال‪ " :‬لسنا ف حالة حرب مع إسرائيل والعمل الفدائي يرجنا " ! ـ إذا ل يبق إل‬
‫السنة والنظمات الفلسطينية الت يعدونا من السنّة وخطرا عليهم‪ ..‬وهذا يتضح من خطبه ف‬
‫مناطق متعددة ف لبنان بعد أن استتب المر‪ ،‬إذ نقلت الصحف اللبنانية عنه سنة ‪1974‬م‪" :‬‬
‫الثورة (*) ل تت ف رمال كربلء بل تدفقت ف مرى حياة العال السلمي "‪ .‬وقال أيضا‪:‬‬
‫" وابتداء من اليوم لن نشكو ولن نبكي‪ ،‬فاسنا هو الرافضون رجال الثأر‪ .‬لقد واجه السي‬
‫العدو ومعه سبعون رجلً‪ ،‬وكان العدو كثي العدد‪ ،‬أما اليوم فنحن نعد أكثر من سبعي‪ ،‬ول‬
‫يعد عدونا ربع سكان العال "‪.‬‬

‫· ل بأس أن نذكر أن موسى الصدر رفع شعارات لركة (*) الحرومي الت هي أصل حركة‬
‫أمل‪ ،‬من هذه الشعارات الت انكشف زيفها بعد ذلك‪ :‬اليان بال والتراث اللبنان والعدالة‬
‫الجتماعية والوطنية‪ ،‬خاصة ف النوب لبعاد شبهة تعامل قادتم مع إسرائيل وترير‬
‫فلسطي‪ ،‬وأن الركة لميع الحرومي وليست خاصة بالشيعة‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫ظاهر حركة أمل‪ ،‬أنا حركة سياسية ول تتم بالمور الدينية‪ ،‬وهّها الول لبنان وليس لا‬
‫ارتباطات خارجية‪ ..‬والواقع يثبت أنا منذ تأسيسها على يد موسى الصدر وهي مرتبطة‬
‫بالفكر الشيعي التعصب ضد السنة‪ .‬وهذا يظهر من تالفاتا الظاهرة والستترة‪ ..‬مع أعداء‬
‫السلم لضرب السنة ف لبنان‪ ..‬ول تزال تتلقى الدعم الكامل ليبقى لا دورها الرسوم من‬
‫قبل العداء‪ ..‬على الرغم من تشكيل ما يدعى حزب (*) ال ـ الوال ليران ـ والذي‬
‫يظهر له اتاه دين أكثر من حركة أمل‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حركة أمل ف لبنان ليست حركة دينية ولكنها علمانية ول يهدف القائمون عليها ـ كما‬
‫يدّعون ـ إل تقيق مكاسب فئوية بل يعتبونا حركة الحرومي جيعا‪ .‬وميثاقها خال من‬
‫العن السلمي ول تدعو إل تكيم شرع ال ف لبنان‪ .‬وقد ت صياغة ميثاقها عام ‪1975‬م‬
‫من قبل ‪ 180‬مثقفا لبنانيا معظمهم من النصارى‪ ،‬وما يؤسف له أنا تعاونت مع القوات‬
‫الصهيونية ف بيوت الغربية وف جنوب لبنان ضد الفلسطينيي بسبب تلقي الصال الزعومة‬
‫وأحيانا يتوزعون الدوار بينهم لدمة هذه الصال‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ وجاء دور الجوس‪ ،‬الدكتور عبد ال ممد الغريب‪.‬‬
‫ـ أمل والخيمات الفلسطينية‪ ،‬للدكتور عبد ال ممد الغريب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة‬
‫‪1409‬هـ (بدون دار نشر ول تاريخ)‪.‬‬
‫ـ إيران ف ربع قرن‪ ،‬للدكتور موسى الوسوي‪.‬‬
‫ـ رؤية إسلمية ف الصراع العرب السرائيلي الزء الثان دور الشعوبيي الباطنيي ف منة‬
‫لبنان لحمد عبد الغن النواوي ـ باكستان ـ إسلم آباد ‪1410‬هـ ـ ‪1989‬م‪.‬‬
‫الحزاب والركات والتاهات العاصرة‬
‫‪ -1‬القومية العربية‬
‫‪-2‬حزب الوفد ف مصر‬
‫‪-3‬حركة ترير الرأة‬
‫‪-4‬الزب الديقراطي الكردستان‬
‫‪-5‬الزب القومي السوري‬
‫‪-6‬البانتشاسيل‬
‫‪-7‬حزب البعث العرب الشتراكي‬
‫‪-8‬الناصرية‬
‫القومية العربية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫حركة (*) سياسية فكرية (*) متعصبة‪ ،‬تدعو إل تجيد العرب‪ ،‬وإقامة دولة موحدة لم‪ ،‬على‬
‫أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ‪ ،‬وإحللا مل رابطة الدين (*)‪ .‬وهي صدى للفكر‬
‫القومي الذي سبق أن ظهر ف أوروبا‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ظهرت بدايات الفكر القومي ف أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين متمثلة ف‬
‫حركة سرية تألفت من أجلها المعيات والليا ف عاصمة اللفة (*) العثمانية‪ ،‬ث ف حركة‬
‫علنية ف جعيات أدبية تتخذ من دمشق وبيوت مقرّا لا‪ ،‬ث ف حركة سياسية واضحة العال‬
‫ف الؤتر العرب الول الذي عقد ف باريس سنة ‪1912‬م‪.‬‬

‫وفيما يلي إشارة إل أهم المعيات ذات التوجه القومي حسب التسلسل التاريي‪:‬‬
‫ـ المعية السورية‪ :‬أسسها نصارى منهم‪ :‬بطرس البستان وناصيف اليازجي سنة ‪1847‬م‬
‫ف دمشق‪.‬‬
‫ـ المعية السورية ف بيوت‪ :‬أسسها نصارى منهم‪ :‬سليم البستان ومنيف خوري سنة‬
‫‪1868‬م‪.‬‬
‫ـ المعية العربية السرية‪ :‬ظهرت سنة ‪1875‬م ولا فروع ف دمشق وطرابلس وصيدا‪.‬‬
‫ـ جعية حقوق اللة العربية‪ :‬ظهرت سنة ‪1881‬م ولا فروع كذلك‪ ،‬وهي تدف إل وحدة‬
‫السلمي والنصارى‪.‬‬
‫ـ جعية رابطة الوطن العرب‪ :‬أسسها نيب عازوري سنة ‪1904‬م بباريس وألف كتاب‬
‫يقظة العرب‪.‬‬
‫ـ جعية الوطن العرب‪ :‬أسسها خي ال خي ال سنة ‪1905‬م بباريس‪ ،‬وف هذه السنة نشر‬
‫أول كتاب قومي بعنوان الركة الوطنية العربية‪.‬‬
‫ـ المعية القحطانية‪ :‬ظهرت سنة ‪1909‬م وهي جعية سرية من مؤسسيها خليل حادة‬
‫الصري‪.‬‬
‫ـ جعية (العربية الفتاة)‪ :‬أسسها ف باريس طلب عرب منهم ممد البعلبكي سنة ‪1911‬م‪.‬‬
‫ـ الكتلة النيابية العربية‪ :‬ظهرت سنة ‪1911‬م‪.‬‬
‫ـ حزب (*) اللمركزية‪ :‬سنة ‪1912‬م‪.‬‬
‫ـ المعيات الصلحية‪ :‬أواخر ‪1912‬م وقد قامت ف بيوت ودمشق وحلب وبغداد‬
‫والبصرة والوصل و تتكون من خليط من أعيان السلمي والنصارى‪.‬‬
‫ـ الؤتر العرب ف باريس‪ :‬أسسه بعض الطلب العرب سنة ‪1912‬م‪.‬‬
‫ـ حزب العهد‪1912:‬م وهو سري‪ ،‬أنشأه ضباط عرب ف اليش العثمان‪.‬‬
‫ـ جعية العلم الخضر‪ :‬سنة ‪1913‬م‪ ،‬من مؤسسيها الدكتور فائق شاكر‪.‬‬
‫ـ جعية العلم‪ :‬وقد ظهرت سنة ‪1914‬م‪ ،‬ف الوصل‪.‬‬

‫· هذا وقد ظلت الدعوة إل القومية العربية مصورة ف نطاق القليات الدينية غي السلمة‪،‬‬
‫وف عدد مدود من أبناء السلمي الذين تأثروا بفكرتا‪ ،‬ول تصبح تيارا شعبيّا عامّا إل حي‬
‫تبن الدعوة إليها الرئيس الصري الراحل جال عبد الناصر حي سخر لا أجهزة إعلمه‬
‫وإمكانات دولته‪ .‬ويكن أن يقال إنا الن تعيش فترة انسار أو جود على القل‪.‬‬

‫· يعد ساطع الصري ‪1880‬ـ ‪1968‬م داعية القومية العربية وأهم مفكريها وأشهر دعاتا‪،‬‬
‫وله مؤلفات كثية تعد الساس الذي يقوم عليه فكرة القومية العربية‪ ،‬ويأت بعده ف الهية‬
‫ميشيل عفلق‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يعلي الفكر القومي من شأن رابطة القرب والدم على حساب رابطة الدين (*)‪ ،‬وإذا كان‬
‫بعض كتاب القومية العربية يسكتون عن الدين (*)‪ ،‬فإن بعضهم الخر يصر على إبعاده إبعادا‬
‫تامّا عن الروابط الت تقوم عليها المة‪ ،‬بجة أن ذلك يزق المة بسبب وجود غي السلمي‬
‫فيها ويرون أن رابطة اللغة والنس أقدر على جع كلمة العرب من رابطة الدين(*)‪.‬‬
‫· حيث إن أساسها إبعاد الدين السلمي عن معترك حياة العرب السياسية والجتماعية‬
‫والتربوية والتشريعية فإنا تعد ردة إل الاهلية (*)‪ ،‬وضربا من ضروب الغزو الفكري الذي‬
‫أصاب العال السلمية‪ ،‬لنا ف حقيقتها صدى للدعوات القومية الت ظهرت ف أوروبا‪.‬‬
‫· يصفها ساحة الشيخ ابن باز بأنا‪" :‬دعوة جاهلية (*) إلادية (*) تدف إل ماربة السلم‬
‫والتخلص من أحكامه وتعاليمه "‪ .‬ويقول عنها‪" :‬وقد أحدثها الغربيي من النصارى لحاربة‬
‫السلم والقضاء عليه ف داره بزخرف من القول‪ ..‬فاعتنقها كثي من العرب من أعداء‬
‫السلم واغتر با كثي من الغمار ومن قلدهم من الهال وفرح بذلك أرباب اللاد (*)‬
‫وخصوم السلم ف كل مكان "‪ .‬ويقول أيضا‪" :‬هي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر‬
‫وجاهلية (*) نكراء وكيد سافر للسلم وأهله"‪.‬‬
‫· يرى دعاة الفكر القومي ـ على اختلف بينهم ف ترتيب مقومات هذا الفكرـ أن أهم‬
‫القومات الت تقوم عليها القومية العربية هي‪ :‬اللغة والدم والتاريخ والرض واللم والمال‬
‫الشتركة‪.‬‬
‫· ويرون أن العرب أمة واحدة لا مقومات المة وأنا تعيش على أرض واحدة هي الوطن‬
‫العرب الواحد الذي يتد من الليج إل الحيط‪.‬‬
‫· كما يرون أن الدود بي أجزاء هذا الوطن هي حدود طارئة‪ ،‬ينبغي أن تزول وينبغي أن‬
‫تكون للعرب دولة واحدة‪ ،‬وحكومة واحدة‪ ،‬تقوم على أساس من الفكر العلمان‪.‬‬
‫· يدعو الفكر القومي إل ترير النسان العرب من الرافات والغيبيات والديان كما يزعمون‪.‬‬

‫ـ لذلك يتبن شعار‪( :‬الدين ل والوطن للجميع)‪ .‬والدف من هذا الشعار‪ ،‬إقصاء السلم‬
‫عن أن يكون له أي وجود فعلي من ناحية‪ ،‬وجعل أخوة الوطن مقدمة على أخوة الدين من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬
‫ـ يرى الفكر القومي أن الديان و القليات والتقاليد التوارثة عقبات ينبغي التخلص منها من‬
‫أجل بناء مستقبل المة‪.‬‬
‫ـ يقول عدد من قادة هذا الفكر‪ :‬نن عرب قبل عيسى وموسى وممد عليهم الصلة و‬
‫السلم‪.‬‬
‫· ويقرر الفكر القومي أن الوحدة العربية حقيقة‪ ،‬أما الوحدة السلمية فهي حلم‪.‬‬
‫ـ وأن فكرة القومية العربية من التيارات الطبيعية الت تنبع من أغوار الطبيعة الجتماعية‪ ،‬ل‬
‫من الراء الصطناعية الت يستطيع أن يبدعها الفراد‪.‬‬
‫ـ كثيا ما يتمثل دعاة الفكر القومي بقول الشاعر القروي‪:‬‬
‫هبون عيدا يعل العرب أمةً وسيوا بثمان على دين بَرْ َهمِ‬
‫ل بعده بهنمِ‬
‫سلم على كفرٍ يوحّد بيننا وأهلً وسه ً‬
‫ـ يقول بعض دعاة الفكر القومي‪ :‬إن العبقرية العربية عبت عن نفسها بأشكال شت‪ ،‬فمثلً‬
‫عبت ذات مرة عن نفسها بشريعة حوراب‪ ،‬ومرة أخرى بالشعر الاهلي‪ ،‬وثالثة بالسلم‪.‬‬
‫ـ وقال أحد مشاهيهم‪ :‬لقد كان ممد كل العرب‪ ،‬فليكن كل العرب ممدا‪.‬‬
‫· يرى دعاة الفكر القومي أن من الجرام أن يتخلى العرب عن قوميته‪ ،‬ويتجاوزها إل اليان‬
‫بفكرة عالية أو أمية‪ ،‬مع أن إبعاد السلم عن معترك حياة العرب ينهي وجودهم‪.‬‬
‫· يقول بعض مفكري القومية العربية‪ :‬إذا كان لكل عصر نبوته القدسة‪ ،‬فإن القومية العربية‬
‫نبوة هذا العصر‪.‬‬
‫ـ ويقول بعضهم الخر‪ :‬إن العروبة هي ديننا نن العرب الؤمني العريقي من مسلمي‬
‫ومسيحيي‪ ،‬لنا وجدت قبل السلم وقبل السيحية (*)‪ ،‬ويب أن نغار عليها كما يغار‬
‫السلمون على قرآن النب والسيحيون على إنيل (*) السيح (*)‪.‬‬
‫· ويقرر بعضهم الخر أن الرحلة القومية ف حياة المة‪ ،‬مرحلة حتمية (*)‪ ،‬وهي أخر مراحل‬
‫التطور كما أنا أعلى درجات التفكي النسان‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫· الدعوة القومية الت ظهرت ف أوروبا وتأسست بتأثيها دول مثل إيطاليا وألانيا‪.‬‬
‫· يظهر الواقع أن الستعمار (*) هو الذي شجع الفكر القومي وعمل على نشره بي السلمي‬
‫حت تصبح القومية بديلً عن الدين (*)‪ ،‬ما يؤدي إل انيار عقائدهم‪ ،‬ويعمل على تزيقهم‬
‫سياسيّا حيث تثور العداوات التوقعة بي الشعوب الختلفة‪.‬‬
‫· يلحظ نشاط نصارى بلد الشام وخاصة لبنان‪ ،‬ف الدعوة إل الفكر القومي أيام الدولة‬
‫العثمانية‪ ،‬وذلك لن هذا الفكر يعمق العداوة مع الدولة العثمانية السلمة الت يكرهونا‪ ،‬وينبه‬
‫ف العرب جانبا من شخصيتهم غي الدينية‪ ،‬ما يبعد بم عن العثمانيي‪.‬‬
‫· من بعض الوانب يكن أن يعد ظهور الفكر القومي العرب رد فعل للفكر القومي التركي‬
‫الطوران (*)‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· يوجد كثي من الشباب العرب ومن الفكرين العرب الذين يملون هذا الفكر‪ ،‬كما توجد‬
‫عدة أحزاب (*) قومية منتشرة ف البلد العربية مثل حركة الوحدة الشعبية ف تونس‪ ،‬وحزب‬
‫البعث بشقيه ف العراق وسوريا‪ ،‬وبقايا الناصريي ف مصر وبلد الشام‪ ،‬وف ليبيا‪.‬‬
‫· كثي من الكام يتبارون ف ادعاء القومية وكل منهم يفتخر بأنه رائد القومية العربية ويدعي‬
‫أنه الجدر بزعامتها !‬
‫· يلحظ أن الفكر القومي الن هو ف حالة تراجع وانسار‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ القومية العربية تاريها وقوامها‪ ،‬مصطفى الشهاب‪.‬‬
‫ـ اللغة والدب وعلقتهما بالقومية‪ ،‬ساطع الصري‪.‬‬
‫ـ العروبة أولً‪ ،‬ساطع الصري‪.‬‬
‫ـ القليمية جذورها وبذورها‪ ،‬ساطع الصري‪.‬‬
‫ـ قضية العرب‪ ،‬علي ناصر‪.‬‬
‫ـ القومية العربية‪ ،‬د‪ .‬أبو الفتوح رضوان‪.‬‬
‫ـ أرض العروبة‪ ،‬عبد الي حسن العمران‪.‬‬
‫ـ بي الدعوة القومية والرابطة السلمية‪ ،‬أبو العلى الودودي‪.‬‬
‫ـ تطور الفهوم القومي عند العرب‪ ،‬أنيس صائغ‪.‬‬
‫ـ حقيقة القومية العربية‪ ،‬ممد الغزال‪.‬‬
‫ـ دراسات تاريية عن أصل العرب وحضارتم النسانية‪ ،‬د‪ .‬ممد معروف الدواليب‪.‬‬
‫ـ الشعوبية الديدة‪ ،‬ممد مصطفى رمضان‪.‬‬
‫ـ منة القومية العربية‪ ،‬أركان عبادي‪.‬‬
‫ـ معن القومية العربية‪ ،‬جورج حنا‪.‬‬
‫ـ نشوء القومية العربية‪ ،‬زين نور الدين زين‪.‬‬
‫ـ نقد القومية العربية‪ ،‬الشيخ عبد العزيز بن باز‪.‬‬
‫ـ يقظة العرب‪ ،‬ترجة د‪ .‬ناصر الدين السد‪ ،‬د‪ .‬إحسان عباس‪.‬‬
‫ـ فكرة القومية العربية على ضوء السلم‪ ،‬صال بن عبد ال العبود‪.‬‬
‫ـ نشأة الركة العربية الديثة‪ ،‬ممد عزة دروزة‪.‬‬
‫ـ حول القومية العربية‪ ،‬عبد الجيد عبد الرحيم‪.‬‬
‫حزب الوفد ف مصر‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الوفد حزب (*) سياسي شعب علمان ‪ ،‬تشكل ف مصر سنة ‪1918‬م‪ ،‬وكان حزب الغلبية‬
‫قبل ثورة (*) ‪ 23‬يوليو الصرية‪ ،‬الت أنت عهد اللكية‪ ،‬وحولت البلد إل النظام المهوري‪،‬‬
‫ول يعد الزب إل نشاطه السياسي إل ف عهد الرئيس أنور السادات‪ ،‬بعد ساحه للتعددية‬
‫الزبية‪ ،‬وقد اتذ لنفسه اسم حزب الوفد الديد سنة ‪1978‬م‪ ،‬ويعد الن من أكب أحزاب‬
‫العارضة ف مصر‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· سعد زغلول‪ :‬خطرت له فكرة تأليف الوفد الصري للدفاع عن قضية مصر سنة ‪1918‬م‬
‫حيث دعا أصحابه إل مسجد وصيف للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث ف السألة‬
‫الصرية بعد الدنة (بعد الرب العالية الول)‪.‬‬

‫ـ تشكل الوفد الصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلى شعراوي وأحد‬
‫لطفي السيد وآخرين‪ ..‬وأطلقوا على أنفسهم (الوفد الصري)‪.‬‬
‫وقد جعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء ف الصيغة‪:‬‬
‫"نن الوقعي على هذا قد أنبنا عنا حضرات‪ :‬سعد زغلول و‪ ..‬ف أن يسعوا بالطرق السلمية‬
‫الشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلً ف استقلل مصر تطبيقا لبادئ الرية (*) والعدل الت‬
‫تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى"‪.‬‬

‫ـ اعتقل سعد زغلول ونفي إل مالطة هو ومموعة من رفاقه ف ‪ 8‬آذار (مارس) ‪1919‬م‬
‫فانفجرت ثورة ‪1919‬م ف مصر الت كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكي‬
‫لزب الوفد‪.‬‬
‫· وبقي حزب الوفد الذي هو حزب الغلبية أو كما أطلق عليه الزب الماهيي الكبي‬
‫يتول الوزارة معظم الوقت ف مصر منذ عام ‪1924‬م وحت عام ‪1952‬م‪.‬‬

‫· ومن شخصيات حزب (*) الوفد الذين تولوا الوزارة‪ :‬عبد الالق ثروت ومصطفى النحاس‬
‫باشا الذي تول مرات عديدة رئاسة الوزارة ف مصر قبل ثورة ‪1952‬م‪.‬‬

‫· فؤاد سراج الدين‪ :‬كان عضوا ف حزب الوفد سنة ‪1946‬م‪ ،‬ث سكرتيا عامّا للحزب سنة‬
‫‪1948‬م‪ ،‬اختي وزيرا بوزارات الزراعة والداخلية والشؤون الجتماعية‪ ،‬ث وزيرا للداخلية‬
‫والالية معا سنة ‪1950‬م‪ ..‬ث رئيسا لزب الوفد الديد سنة ‪1978‬م ‪.‬‬

‫العقائد والفكار‪:‬‬

‫· من مبادئ الوفد العلنة السياسية والجتماعية‪:‬‬


‫ـ تقيق استقلل البلد وحريتها وتقيق الوحدة بي مصر والسودان‪.‬‬
‫ـ التمسك بيثاق المم التحدة (*) وجامعة الدول العربية‪.‬‬
‫ـ التمسك بعروبة فلسطي‪.‬‬
‫ـ العمل على رفاهية الشعب وترقيته عن طريق النظام الليبال (*)‪.‬‬
‫ـ دعم النظام الدستوري الديقراطي‪.‬‬

‫وهكذا نرى أنه ليس للدين أي مكانة ف مبادئ الزب‪...‬‬

‫· أما البادئ الت يعلنها الزب فتبقى ف أكثر الحيان حبا على ورق‪ ،‬إذ تبقى الصال‬
‫الزبية والشخصية هي الحرك الساسي ف الزب‪.‬‬

‫· يعد سعد زغلول الؤسس الول لزب الوفد ومن أشد أنصار ترير الرأة‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الوفد حزب سياسي شعب مصري ليس ف برنامه ما يدل على أنه له توجها دينيّا معينا‪.‬‬
‫تشكل سنة ‪1918‬م‪ .‬وألغي الزب بعد ثورة ‪1952‬م وعاد باسم الوفد الديد ف عهد‬
‫الرئيس الراحل أنور السادات عام ‪1978‬م‪ .‬وقد كان سعد زغلول أبرز وأول زعماء الزب‪.‬‬
‫ومن أهم شخصياته‪ :‬عبد الالق ثروت‪ ،‬ومصطفى النحاس باشا‪ ،‬ورئيس حزب الوفد الديد‬
‫هو فؤاد سراج الدين باشا‪ .‬وتقوم مبادئ الزب (*) على دعم النظام الدستوري والعمل على‬
‫رفاهية الشعب وترقيته عن طريق النظام الليبال (*) ‪ .‬وقد كان سعد زغلول علمان النعة‬
‫ومن أنصار ترير الرأة بالعن العروف ف الغرب‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ نشأة حزب الوفد الصري ‪ 1918‬ـ ‪1924‬م‪ ،‬ممود زايد‪.‬‬
‫ـ مصر والياة الزبية والنيابية قبل سنة ‪1952‬م‪ ،‬د‪ .‬ممود متول‪ ،‬دار الثقافة للطباعة‬
‫والنشر بالقاهرة ‪1980‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة الوفد (الناطقة باسم الزب) والت ل زالت تصدر حت الن‪.‬‬
‫حركة ترير الرأة‬
‫التعريف‪:‬‬
‫حركة (*) ترير الرأة‪ .‬حركة علمانية‪ ،‬نشأت ف مصر ف بادئ المر‪ ،‬ث انتشرت ف أرجاء‬
‫البلد العربية والسلمية‪ .‬تدعو إل ترير الرأة من الداب السلمية والحكام الشرعية‬
‫الاصة با مثل الجاب‪ ،‬وتقييد الطلق‪ ،‬ومنع تعدد الزوجات والساواة ف الياث وتقليد‬
‫(*) الرأة الغربية ف كل أمر … ونشرت دعوتا من خلل المعيات والتادات النسائية ف‬
‫العال الغرب‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· قبل أن تتبلور الركة بشكل دعوة منظمة لتحرير الرأة ضمن جعية تسمى التاد‬
‫النسائي‪ ..‬كان هناك تأسيس نظري فكري لا‪ ..‬ظهر من خلل كتب ثلث وملة صدرت ف‬
‫مصر‪.‬‬
‫ـ كتاب الرأة ف الشرق تأليف مرقص فهمي الحامي‪ ،‬نصران الديانة‪ ،‬دعا فيه إل القضاء‬
‫على الجاب وإباحة الختلط وتقييد الطلق‪ ،‬ومنع الزواج بأكثر من واحدة‪ ،‬وإباحة الزواج‬
‫بي النساء السلمات والنصارى‪.‬‬
‫ـ كتاب ترير الرأة تأليف قاسم أمي‪ ،‬نشره عام ‪1899‬م‪ ،‬بدعم من الشيخ ممد عبده‬
‫وسعد زغلول‪ ،‬وأحد لطفي السيد‪ .‬زعم فيه أن حجاب الرأة السائد ليس من السلم‪ ،‬وقال‬
‫إن الدعوة إل السفور ليست خروجا على الدين (*)‪.‬‬
‫ـ كتاب الرأة الديدة تأليف قاسم أمي أيضا ـ نشره عام ‪1900‬م يتضمن نفس أفكار‬
‫الكتاب الول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيي‪.‬‬
‫ـ ملة السفور‪ ،‬صدرت أثناء الرب العالية الول‪ ،‬من قبل أنصار سفور الرأة‪ ،‬وتركز على‬
‫السفور و الختلط‪.‬‬
‫· سبق سفور الرأة الصرية‪ ،‬اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي (زوجة علي شعراوي) ف‬
‫ثورة سنة ‪1919‬م‪ ،‬فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن‪ ،‬وبدأت حركتهن السياسية بالظاهرة‬
‫الت قمن با ف صباح يوم ‪ 20‬مارس سنة ‪1919‬م‪.‬‬

‫· وأول مرحلة للسفور كانت عندما دعا سعد زغلول النساء اللوات يضرن خطبه أن يزحن‬
‫النقاب عن وجوههن‪ .‬وهو الذي نزع الجاب عن وجه نور الدى ممد سلطان الت‬
‫اشتهرت باسم‪ :‬هدى شعراوي مكونة التاد النسائي الصري وذلك عند استقباله ف‬
‫السكندرية بعد عودته من النفى‪ .‬واتبعتها النساء فنعن الجاب بعد ذلك‪.‬‬

‫· تأسس التاد النسائي ف نيسان ‪1924‬م بعد عودة مؤسسته هدى شعراوي من مؤتر‬
‫التاد النسائي الدول الذي عقد ف روما عام ‪1922‬م‪ ..‬ونادى بميع البادئ الت نادى با‬
‫من قبل مرقص فهمي الحامي وقاسم أمي‪.‬‬

‫ـ مهد هذا التاد بعد عشرين عاما لعقد مؤتر التاد النسائي العرب عام ‪1944‬م وقد‬
‫حضرته مندوبات عن البلد العربية‪ .‬وقد رحبت بريطانيا والوليات التحدة المريكية بانعقاد‬
‫الؤتر حت أن حرم الرئيس المريكي روزفلت أبرقت مؤيدة للمؤتر‪.‬‬

‫من أبرز شخصيات حركة ترير الرأة‪:‬‬


‫· الشيخ ممد عبده ـ فقد نبتت أفكار كتاب ترير الرأة ف حديقة أفكار الشيخ ممد‬
‫عبده‪ .‬وتطابقت مع كثي من أفكار الشيخ الت عب فيها عن حقوق الرأة وحديثه عنها ف‬
‫مقالت الوقائع الصرية وف تفسيه ليات أحكام النساء‪( .‬التفاصيل ف كتاب الؤامرة على‬
‫الرأة السلمة د‪ .‬السيد أحد فرج ص ‪ 63‬وما بعدها‪ .‬دار الوفاء سنة ‪1985‬م كتاب عودة‬
‫الجاب الزء الول‪ ،‬د‪.‬ممد أحد بن إساعيل القدم)‪.‬‬

‫· سعد زغلول‪ ،‬زعيم حزب (*) الوفد الصري‪ ،‬الذي أعان قاسم أمي على إظهار كتبه‬
‫وتشجيعه ف هذا الجال‪.‬‬
‫· لطفي السيد الذي أطلق عليه أستاذ اليل وظل يروج لركة ترير الرأة على صفحات‬
‫الريدة لسان حال حزب المة الصري ف عهده‪.‬‬

‫· صفية زغلول‪ .‬زوجة سعد زغلول وابنة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء ف تلك اليام‬
‫وأشهر صديق للنكليز عرفته مصر‪.‬‬

‫· هدى شعراوي ابنة ممد سلطان باشا الذي كان يرافق الحتلل النكليزي ف زحفه على‬
‫العاصمة وزوجة علي شعراوي باشا أحد أعضاء حزب المة (حاليّا الوفد) ومن أنصار‬
‫السفور‪.‬‬

‫· سيزا نباوي (واسها الصلي زينب ممد مراد)‪ ،‬وهي صديقة هدى شعراوي ف الؤترات‬
‫الدولية والداخلية‪ .‬وها أول من نزع الجاب ف مصر بعد عودتما من الغرب إثر حضور‬
‫مؤتر التاد النسائي الدول الذي عقد ف روما ‪1923‬م‪.‬‬

‫· درية شفيق‪ .‬من تلميذات لطفي السيد‪ ،‬رحلت وحدها إل فرنسا لتحصل على‬
‫الدكتوراه‪ ،‬ث إل إنكلترا‪ ،‬وصورتا وسائل العلم الغربية بأنا الرأة الت تدعو إل التحرر من‬
‫أغلل السلم وتقاليده مثل‪ :‬الجاب والطلق وتعدد الزوجات‪.‬‬

‫ـ لا عادت إل مصر شكلت حزب (بنت النيل) ف عام ‪1949‬م بدعم من السفارة‬
‫النكليزية والسفارة المريكية‪ ..‬وهذا ما ثبت عندما استقالت إحدى عضوات الزب وكان‬
‫هذا الدعم سبب استقالتها‪ .‬وقد قادت درية شفيق الظاهرات‪ ،‬وأشهرها مظاهرة ف عام ‪19‬‬
‫فباير ‪1951‬م و ‪ 12‬مارس ‪1954‬م بالتنسيق مع أجهزة عبد الناصر فقد أضربت النساء ف‬
‫نقابة الصحافيي عن الطعام حت الوت إذا ل تستجب مطالبهن‪ .‬وأجيبت مطالبهن ودخلت‬
‫درية شفيق النتخابات ول تنجح‪ .‬وانتهى دورها‪ .‬وحضرت الؤترات الدولية النسائية‬
‫للمطالبة بقوق الرأة ـ على حد قولا ـ ‪.‬‬
‫· سهي القلماوي‪ :‬ـ تربت ف الامعة المريكية ف مصر ـ وترجت من معهد المريكان‬
‫ـ وتنقلت بي الامعات المريكية والوربية‪ ،‬ث عادت للتدريس ف الامعة الصرية‪.‬‬

‫· أمينة السعيد‪ :‬وهي من تلميذات طه حسي‪ ،‬الديب الصري الذي دعا إل تغريب مصر‪..‬‬
‫ترأست ملة حواء‪ .‬وقد هاجت حجاب الرأة برأة ـ ومن أقوالا ف عهد عبد الناصر‪" :‬‬
‫كيف نضع لفقهاء أربعة ولدوا ف عصر الظلم ولدينا اليثاق ؟ "‪ .‬تقصد ميثاق عبد الناصر‬
‫الذي يدعو فيه إل الشتراكية ـ وسخرت ملة حواء للهجوم على الداب السلمية‪.‬‬

‫· د‪ .‬نوال السعداوي زعيمة التاد الصري حاليّا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫نمل أفكار ومعتقدات أنصار حركة ترير الرأة فيما يلي‪:‬‬

‫· ترير الرأة من كل الداب والشرائع السلمية وذلك عن طريق‪:‬‬


‫ـ الدعوة إل السفور والقضاء على الجاب السلمي‪.‬‬
‫ـ الدعوة إل اختلط الرجال مع النساء ف كل الجالت ف الدارس والامعات والؤسسات‬
‫الكومية‪ ،‬والسواق‪.‬‬
‫ـ تقييد الطلق‪ ،‬والكتفاء بزوجة واحدة‪.‬‬
‫ـ الساواة ف الياث مع الرجل‪.‬‬

‫· الدعوة العلمانية الغربية أو اللدينية بيث ل يتحكم الدين (*) ف مال الياة الجتماعية‬
‫خاصة‪.‬‬

‫· الطالبة بالقوق الجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫· أوروبا والغرب عامة هم القدوة ف كل المور الت تتعلق بالياة الجتماعية للمرأة‪:‬‬
‫كالعمل‪ ،‬والرية النسية‪ ،‬ومالت النشطة الرياضية والثقافية‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫بعد تبلور حركة ترير الرأة على شكل التادات النسائية ف البلد العربية خاصة والدولية‬
‫عامة‪ ،‬أصبحت اللدينية أو ما يسمونه (العلمانية) الغربية هي الساس الفكري والعقدي‬
‫لركة ترير الرأة‪ .‬وهي موجهة وبشكل خاص ف البلد العربية والسلمية إل الرأة السلمة؛‬
‫لخراجها من دينها أولً‪ .‬ث إفسادها خلقيّا واجتماعيّا‪ ..‬وبفسادها‪ ،‬يفسد الجتمع السلمي‬
‫وتنتهي موجة حاسة العزة السلمية الت تقف ف وجه الغرب الصليب وجيع أعداء السلم‬
‫وبذا الشكل يسهل السيطرة عليه‪.‬‬

‫ومن الدلة على أن جذور حركة ترير الرأة تتد نو العلمانية الغربية مايلي‪:‬‬
‫ـ ف عام ‪1894‬م ظهر كتاب للكاتب الفرنسي الكونت داركور‪ ،‬حل فيه على نساء مصر‬
‫وهاجم الجاب السلمي‪ ،‬وهاجم الثقفي على سكوتم‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1899‬م ألف قاسم أمي كتابه ترير الرأة أيد فيه آراء داركور‪.‬‬
‫ـ وف نفس العام هاجم الزعيم الوطن الصري مصطفى كامل (زعيم الزب (*) الوطن)‬
‫كتاب ترير الرأة وربط أفكاره بالستعمار (*) النكليزي‪.‬‬
‫ـ ألف القتصادي الصري الشهي ممد طلعت حرب كتاب تربية الرأة والجاب ف الرد‬
‫على قاسم أمي وما قاله‪ " :‬إن رفع الجاب والختلط كلها أمنية تتمناها أوروبا "‪.‬‬
‫ـ ترجم النكليز ـ أثناء وجودهم ف مصر ـ كتاب ترير الرأة إل النكليزية ونشروه ف‬
‫الند والستعمرات السلمية‪.‬‬
‫ـ الدكتورة (ريد) رئيسة التاد النسائي الدول الت حضرت بنفسها إل مصر لتدرس عن‬
‫كثب تطور الركة (*) النسائية‪.‬‬
‫ـ اغتباط الدوائر الغربية بركة ترير الرأة العربية وبنشاط التاد النسائي ف الشرق وتثلت‬
‫ببقية حرم رئيس الوليات التحدة المريكية للمؤتر النسائي العرب عام ‪1944‬م‪.‬‬
‫ـ صلة حزب (بنت النيل) بالسفارة النكليزية والدعم الال الذي يتلقاه منهما ـ كما رأينا‬
‫عند حديثنا عن درية شفيق‪.‬‬
‫ـ ترحيب الصحف البيطانية بدرية شفيق زعيمة حزب (بنت النيل) وتصويرها بصورة‬
‫الداعية الكبى إل ترير الرأة الصرية من أغلل السلم وتقاليده‪.‬‬
‫ـ برقية جعية (سان جيمس) النكليزية إل زعيمة حزب (*) بنت النيل تنئها على اتاهها‬
‫الديد ف القيام بظاهرات للمطالبة بقوق الرأة‪.‬‬
‫ـ مشاركة الزعيمة نفسها ف مؤتر نسائي دول ف أثينا عام ‪1951‬م ظهر من قرارته الت‬
‫وافقت عليها أنا تدم الستعمار (*) أكثر من خدمتها لبلدها‪.‬‬
‫إعلن (كاميل يفي) الندية أن التاد النسائي الدول واقع تت ريادة الدول الغربية‬
‫والستعمارية واستقالتها منه‪.‬‬
‫ـ إعلن الدكتورة نوال السعداوي رئيسة التاد النسائي الصري عام ‪1987‬م أثناء الؤتر‬
‫أن الدول الغربية هي الت هيأت الال اللزم لعقد مؤتر التاد النسائي والدول العربية ل‬
‫تساهم ف ذلك‪.‬‬
‫هذه بعض الوقائع الت تدل دللة ل ريب فيها على صلة حركة (*) ترير الرأة بالقوى‬
‫الستعمارية الغربية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حركة ترير الرأة هي حركة علمانية‪ ،‬نشأت ف مصر‪ ،‬ومنها نُشرت ف أرجاء البلد‬
‫العربية والسلمية‪ ،‬وهدفها هو قطع صلة الرأة بالداب السلمية والحكام الشرعية الاصة‬
‫با كالجاب‪ ،‬وتقييد الطلق ومنع تعدد الزوجات والساواة ف الياث وتقليد الرأة الغربية‬
‫ف كل شيء‪ .‬ويعتب كتاب الرأة ف الشرق لرقص فهمي الحامي‪ ،‬وترير الرأة والرأة‬
‫الديدة لقاسم أمي من أهم الكتب الت تدعوا إل السفور والروج على الدين‪ ،‬وتتد أهداف‬
‫هذه الركة لتصل إل جعل العلمانية واللدينية أساس حركة الرأة والجتمع‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الركات النسائية ف الشرق وصلتها بالستعمار‪ ،‬د‪ .‬ممد فهمي عبد الوهاب‪.‬‬
‫ـ التاهات الوطنية‪ ،‬د‪ .‬ممد ممد حسي‪.‬‬
‫ـ سعد زغلول‪ ،‬عباس ممود العقاد‪.‬‬
‫ـ قاسم أمي‪ ،‬العمال الكاملة‪ ،‬د‪ .‬ممد عمارة‪.‬‬
‫ـ ف مسألة السفور والجاب‪ ،‬صافيناز كاظم‪.‬‬
‫ـ نساء شهيات من الشرق والغرب‪ ،‬وداد سكاكين‪.‬‬
‫ـ مكانك تمدي‪ ،‬أحد ممد جال‪.‬‬
‫ـ ملة منار السلم‪ ،‬رمضان ‪1399‬هـ مقال "حركة ترير الرأة"‪.‬‬
‫ـ قضية ترير الرأة‪ ،‬ممد قطب ـ دار الوطن للنشر ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫ـ واقعنا العاصر‪ ،‬ممد قطب ـ دار الشروق‪.‬‬
‫ـ مذاهب فكرية معاصرة‪ ،‬ممد قطب ـ دار الشروق‪.‬‬
‫ـ عودة الجاب‪ ،‬د‪ .‬ممد أحد بن إساعيل القدم ـ الزء الول‪.‬‬
‫ـ الؤامرة على الرأة السلمة‪ ،‬د‪ .‬السيد أحد فجر دار الوفاء سنة ‪1985‬م‪.‬‬
‫الزب الديقراطي الكردستان‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الزب الديقراطي الكردستان حزب (*) قومي علمان اشتراكي يدعو إل إنشاء دولة كردية‬
‫ف منطقة كردستان بعد توحيدها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ف عام ‪1927‬م توحدت جيع النظمات الكردية ف حزب (خويبون) الذي أسسه عدد من‬
‫الهاجرين الكراد القيمي ف الارج‪.‬‬

‫· وف العام نفسه انعقد الؤتر الول للحزب ف مصيف بمدون ف لبنان وقد أسهم ف أعمال‬
‫الؤتر زعيم من الرمن اسه ف‪.‬بابازيان‪.‬‬

‫· اعتمد الزب على تأييد الدول الستعمارية الت كانت ترى ف السألة الكردية وسيلة‬
‫للضغط على تركيا (من الدول الؤيدة للكراد انلترا وفرنسا بشكل خاص)‪.‬‬

‫· كان الزب يضع بشكل مباشر لنفوذ الطاشناق الؤلف من القوميي الرمن ذوي التاه‬
‫الغرب‪ ،‬والعادين لتركيا بشكل شديد‪.‬‬

‫· ف عام ‪1930‬م قام الكراد بثورة (*) إسلمية ف تركيا ف العهد الكمال العلمان العادي‬
‫للسلم‪ ،‬بقيادة الشيخ سعيد النورسي‪.‬‬

‫· ف عام ‪1944‬م تأسست منظمة اسها "كومة له زيان كورد" أي "جعية الحياء الكردي"‬
‫ف مهاباد عاصمة كردستان اليرانية‪.‬‬

‫· ف عام ‪1945‬م (‪ 15‬آب) تأسس الزب الديقراطي الكردي أو ما يطلق عليه "البارت" ف‬
‫مهاباد بإيران‪ ،‬متخذا جعية الحياء الكردي قاعدة له‪.‬‬
‫· ف ‪1946‬م (‪ 23‬ديسمب) أعلن عن تأسيس حكومة وطنية كردية ذات نظام جهوري ف‬
‫كردستان إيران‪ ،‬برئاسة قاضي ممد‪ ،‬زعيم الزب‪ ،‬واستمر الكم أقل من سنة‪ ،‬وقضي على‬
‫المهورية بعد معركة مع اليش اليران‪ ،‬ذبح فيها ما يزيد على ‪ 15000‬من أفراد الزب‬
‫(*) ومن الكراد‪.‬‬

‫· وف ‪ 31‬مارس ‪1947‬م أُعدم قاضي ممد وأخوه صادر قاضي عضوي البلان اليران‬
‫وابن عمه سيف قاضي وزير دفاع المهورية الكردية‪.‬‬

‫· مصطفى البزان قائد القوات السلحة التابعة لمهورية "مهاباد" الكردية ل يلق السلح ف‬
‫العركة‪ ،‬وهرب إل العراق‪ ،‬إل أن اليش العراقي كان ف انتظاره‪ ،‬فهرب مع ‪ 500‬فرد من‬
‫مقاتليه إل تركيا‪ ،‬ث عاد إل إيران مددًا‪ ،‬وبعد معركة حاسة دخل مصطفى البزان وقواته‬
‫التاد السوفيت ول يعودوا إل العراق إل بعد الثورة (*) العراقية عام ‪1958‬م‪ .‬وقاد‬
‫مصطفى البزان أخر الثورات سنة ‪1961‬م الت انتهت سنة ‪1975‬م بعد اتفاقية الزائر بي‬
‫العراق وإيران‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· من برنامج الزب الديقراطي الكردي العلن عند تأسيسه‪:‬‬


‫ـ الرية (*) والكم الذات للشعب الكردي ضمن نطاق الدولة اليرانية‪.‬‬
‫ـ استعمال اللغة الكردية ف التعليم وجعلها اللغة الرسية ف الشؤون الدارية‪.‬‬
‫ـ تول السلطة العليا ف النطقة الكردية‪.‬‬
‫ـ إقامة علقات أخويه مع شعب أذربيجان ف النضال الشترك جنبا إل جنب مع بقية‬
‫القليات القومية‪.‬‬
‫ـ تسي الوضاع القتصادية باستثمار الوارد الطبيعية ف كردستان وتنمية الزراعة والتجارة‬
‫وتطوير الدمات الصحية والتعليمية‪.‬‬
‫· للحزب توجه اشتراكي (*) ماركسي بالضافة إل التوجه القومي العرقي ويعد نضاله جزءً‬
‫من نضال الركة الديقراطية للبوليتاريا (*) "طبقة العمال والفلحي"‪.‬‬

‫· يعلن زعماؤه دائما عن ارتباط حزبم برباط الصداقة مع التاد السوفيت قبل انياره‬
‫والعسكر الشتراكي قبل زواله‪.‬‬

‫· هذا ويكن ملحظة ما يلي‪:‬‬


‫ـ ل ترد كلمة السلم الذي هو دين (*) الكراد ف مبادئ الزب وتوجهاته أبدا‪ ،‬بينما‬
‫ينوّه الزب بالرباط التي الذي يربطهم بالرمن ف التاد السوفيت قبل تفككه‪ ،‬خاصة‬
‫وبالحزاب الرمينية التطرفة ف العال بصفة عامة‪.‬‬

‫· يستخدم الزب (*) الصطلحات الشيوعية ف كتاباته وتوجيهاته مثل‪ ،‬الزب التقدمي‪،‬‬
‫الطبقة العاملة‪ ،‬طبقة الفلحي‪ ،‬الطبقة البجوازية (*) البوليتاريا (*)‪ ..‬ال‪.‬‬

‫ـ يتكلم زعماء الزب عن الكراد الذين يعيشون ف أرمينيا ويعدونم من البناة النشطي‬
‫للمجتمع الشيوعي السوفيت قبل انياره‪ ،‬ول يذكرونم على أنم ذوي قومية تطالب‬
‫بالنفصال كما هو شأن الكراد ف إيران والعراق وسوريا وتركيا‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· يرجع الزب الديقراطي الكردستان ف أفكاره إل الفكر القومي العرقي الذي ساد ف‬
‫النطقة العربية وتركيا ف بداية هذا القرن‪.‬‬

‫· ونظرا لعلمانية هذا الزب‪ ،‬فإن الفكر الاركسي الشيوعي يسي جنبا إل جنب مع الفكر‬
‫القومي‪ ،‬كما هو الال ف الحزاب القومية العربية مثلً‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫ينتشر الزب الديقراطي الكردستان ف كل من إيران والعراق وتركيا وسورية‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الزب الديقراطي الكردستان حزب قومي علمان يهدف إل تقيق الرية والكم الذات‬
‫للشعب الكردي ضمن الدولة اليرانية وإقامة علقات أخوية مع شعب أذربيجان ف ظل ما‬
‫كان يعلنه زعماء الزب دائما من ارتباط حزبم برباط الصداقة مع التاد السوفيت قبل‬
‫تفككه وانياره‪ .‬ويلحظ أن كلمة السلم‪ ،‬الذي هو دين (*) الكراد‪ ،‬ل ترد ضمن مبادئ‬
‫الزب‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ كردستان والكراد ـ عبد الرحن قاسلو ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ كردستان وطن وشعب بدون دولة ـ جواد الل‪ ،‬لندن ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪Lothar A. Heinrich: die Kurdisch Nationlbeweyung in der -‬‬
‫‪.Turdei 1989‬‬
‫الزب القومي السوري‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هو حزب(*) يدعو إل القومية العربية‪ ،‬واعتبار الوطن السوري البيئةَ الت نشأت فيها المة‬
‫السورية‪ ،‬والقول بأن النهضة السورية تستمد روحها وتاريها السياسي والقومي من مواهب‬
‫المة السورية‪ .‬وقد اتذ الزب اسم " الزب القومي الجتماعي " وشعاره زوبعة لا أربعة‬
‫رؤوس ترمز إل الرية (*)‪ ،‬والواجب والنظام والقوة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ف الثلثينات من هذا القرن‪ ،‬وتديدا ف عام ‪1932‬م‪ ،‬ظهر على مسرح السياسة ف لبنان‬
‫شاب عائد من البازيل اسه انطوان سعادة ألف حزبا منظما دقيقا مركزيّا يعرف بالزب‬
‫القومي السوري‪.‬‬
‫ـ لقد نشأ هذا الزب بدعوى ماربة الطائفية والنعة النعزالية مستغلً وجود العديد من‬
‫الطوائف والديانات (*) ف لبنان‪ ،‬داعيا إل رابطة تلغي جيع الفوارق بي الناس وتربطهم‬
‫برباط واحد هو رباط الرض‪ ،‬وقد بارك الغرب هذا الزب وأمده بالال والسلح‪.‬‬
‫ـ وقد ازدهرت دعوة الزب بانضمام الشبان الثقفي إليه‪ ،‬وتطور على يدي أكب شخصية‬
‫فيه وهو أنطوان سعادة الوجه الروحي والنظّر الفكري الذي أعدم رميا بالرصاص عام‬
‫‪1949‬م إثر ماولته القيام بثورة (*) مسلحة تدد كيان الدولة ف لبنان‪.‬‬
‫· من شخصياته البارزة القدم غسان جديد وهو مقدم سابق ف اليش السوري (نصيي)‪،‬‬
‫وعصام الحايري‪ ،‬ودكتور عبد ال سعادة‪ ،‬وفايز صايل‪ ،‬وجورج عبد السيح‪ ،‬ومن رؤسائه‬
‫مؤخرا إنعام رعد‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫تتركز مبادئ الزب ف الفكار الت يذكرها أنطوان سعادة ف كتابه نشوء المم وهي‪:‬‬
‫ـ فصل الدين (*) عن الدولة‪.‬‬
‫ـ منع رجال الدين من التدخل ف الشؤون السياسية والقضائية والقومية‪.‬‬
‫ـ إزالة الواجز بي متلف الطوائف والذاهب (*)‪.‬‬
‫ـ إلغاء القطاع‪ ،‬وتنظيم القتصاد القومي على أساس النتاج‪ ،‬وإنصاف العامل‪ ،‬وصيانة‬
‫مصلحة المة والدولة‪.‬‬
‫ـ إعداد جيش قومي ذي قيمة فعلية ف تقرير مصي المة والوطن‪.‬‬

‫· كما أن للحزب (*) منطلقاته الت تعب عن أفكاره ومعتقداته وتصوراته لركة التاريخ ومن‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ـ سوريا للسوريي‪ ،‬والسوريون أمة تامة‪.‬‬
‫ـ يتميز السوريون عن أبناء المة العربية كما يتميز الفرنسيون عن النليز‪ ،‬وكما يتميز‬
‫الروس عن اللان‪.‬‬
‫ـ القضية السورية هي المة السورية والوطن السوري‪.‬‬
‫ـ المة السورية هي وحدة الشعب السوري التولدة من تاريخ طويل يرجع إل ما قبل‬
‫التاريخ اللي‪.‬‬
‫ـ المة السورية هيئة اجتماعية واحدة‪.‬‬
‫ـ مصلحة سوريا فوق كل مصلحة‪.‬‬
‫ـ القوميون السوريون يعتزون بالاضي السحيق الذي يثله الفينيقيون بوثنيتهم (*) وخرهم‬
‫وآلتهم وعاداتم وتقاليدهم ولذاتم ويعتزون بالثقافة الروحية والطابع العمران الذي نشرته‬
‫سوريا ف البحر السوري العروف بالبحر التوسط‪.‬‬
‫ـ العتزاز با خلده العظام من مثل كرينون ـ بيار صلين ـ يوحنا فم الذهب ـ أفرام‬
‫العمري ـ ديك الن المصي ـ الكواكب ـ جبان‪.‬‬
‫ـ العتزاز بالحاربي الالدين مثل سرجون الكبي ـ أسرحدون ـ سنحاريب ـ نبوخذ‬
‫نصر ـ آشور بانبال ـ هان بعل … إل يوسف العظمة‪ ،‬وهم بذلك يغفلون مشاهي‬
‫وعظماء السلم‪.‬‬
‫ـ أزهى العصور ف تاريخ سوريا هو العصر الفينيقي‪.‬‬
‫ـ الفتح السلمي يعتب فتحا أجنبيا ول يرون ف التاريخ السلمي ف سوريا بعد الفتح إل‬
‫تاريا سوريا خالصا‪ ،‬فمعاوية رضي ال عنه أصبح سوريا لقامته ف دمشق عشرين عاما قبل‬
‫اللفة (*)‪ ،‬وأماد المويي أماد سورية مضة‪ ،‬والناع بي معاوية وعلي رضي ال عنهما إنا‬
‫هو نزاع بي القومية السورية والقومية العراقية‪ ،‬ويعلون للرض والتراب والو أثرا سحريا‬
‫يول النسان خلل فترة وجيزة من قومية إل قومية ومن تاريخ إل تاريخ‪.‬‬
‫ـ عندما يتحدثون عن سوريا فإنا يقصدون بذلك سوريا الكبى والت تضم سوريا الالية‬
‫ولبنان و الردن وفلسطي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقدية‪:‬‬


‫· رجالت هذا الزب ياربون الدين (*) بكل قواهم‪ ،‬ويستنكرون الرابطة الدينية بي الناس‪،‬‬
‫وينطلقون ف ذلك من عدة معتقدات وأفكار‪ :‬من أهها ما يلي‪:‬‬
‫ـ الزعم بأن فكرة اللوهية اخترعها النسان يوم أن كان رازحا تت سلطان الوف والوهم‬
‫والرافة‪.‬‬
‫ـ النظر إل الكون والنسان والياة نظرة مادية (*) تنكر وجود ال والبعث والرسالت‬
‫واليوم الخر‪.‬‬
‫ـ الزعم بأن السلم دين جامد‪ ،‬وإنا الذي جعله متطورا هم اللفاء والفقهاء‪.‬‬
‫ـ ينادون بفصل الدين عن الدولة وهي فكرة غربية يرفضها السلم جلةً وتفصيلً‪.‬‬
‫ـ يعتبون التجمع على أساس دين من أخطر العقبات ف سبيل التقدم وينادون بالتخلي عنه‬
‫حت يسلم الكيان السوري القومي من التناقضات‪.‬‬
‫· دعوتم انعزالية تقتصر على الوطن‪ ،‬فهي تعمل على انكماش العال العرب والسلمي إل‬
‫عال صغي مدود ف عصر التكتلت العالية والعسكرات الدولية والتجمعات المية‪.‬‬

‫ـ هذه الدعوة النعزالية تدم مصال الغرب الستعمر وتدم الصهيونية ف تفتيت الوطن‬
‫السلمي الكبي‪ ،‬وتزيق القوة الحيطة بإسرائيل‪.‬‬

‫ـ تدعو إل الستهتار بالقيم الخلقية‪ ،‬وذلك بتهيئة فرص الغراء للشباب والفتيات‬
‫بالنضمام إليها ف حلقات ماجنة تلعب فيها المر بالرؤوس وتنطق فيها الغرائز جامة‬
‫مسترسلة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· اتذ هذا الزب من لبنان مركزا له‪ ،‬وصار له أتباع ف سوريا‪ ،‬ولكنه لقي اضطهادا من‬
‫متلف الكام لنه يتعارض مع فكرة القومية العربية الت كان لا نفوذ أكب‪ ،‬ومع ذلك ظل‬
‫يعمل بشكل علن ف لبنان متخذا له اسا جديدا وهو " الزب القومي الجتماعي"‪.‬‬

‫· عب أنطوان سعادة عن حدود القومية السورية ف كتابه نشوء المم بأنا البيئة الغرافية‬
‫التميزة عما سواها فهي تتد من جبال طوروس ف الشمال إل قناة السويس ف النوب شاملة‬
‫شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة ومن البحر السوري (التوسط) ف الغرب إل الصحراء ف‬
‫الشرق حت اللتقاء بدجلة‪ .‬هذا و الزب الن ف حالة انسار كبي‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن دعوة القومية السورية دعوة انعزالية تفرق ول تمع وتدعو إل العصبية القومية ف عصر‬
‫التكتلت الكبى ويعيش معتنقوها داخل حدود وهية وأسرى روابط تت إل الاضي‬
‫السحيق الذي ل يرك الشاعر‪ .‬وهم يعتبون أن الرض هي أقوى الروابط و من ث فنظريتهم‬
‫تدعو إل فصل الدين (*) عن الدولة‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ نشوء المم‪ ،‬أنطوان سعادة‪.‬‬
‫ـ الحاضرات العشر ف الندوة الثقافية‪ ،‬أنطوان سعادة‪.‬‬
‫ـ تعاليم وشروح ف العقيدة القومية والجتماعية‪ ،‬أنطوان سعادة‪.‬‬
‫ـ السلم ف رسالتيه السيحية والحمدية‪ ،‬أنطوان سعادة‪.‬‬
‫ـ جريدة الشهاب الدمشقية لعام ‪1955‬م‪ ،‬مقالت للدكتور مصطفى السباعي‪.‬‬
‫ـ العروبة بي دعاتا ومعارضيها‪ ،‬ساطع الصري‪.‬‬
‫ـ حركات ومذاهب ف ميزان السلم‪ ،‬فتحي يكن‪.‬‬
‫ـ لبنان ف التاريخ‪ ،‬فيليب حت‪.‬‬
‫البانتشاسيل‬
‫التعريف‪:‬‬
‫البانتشاسيل (أو البادئ المسة التلحة) هي خسة مبادئ رئيسة أعلنت غداة الستقلل‬
‫سنة ‪1945‬م ووضعت ف دستور اندونيسيا السلمة‪ ،‬ليسي على هديها الشعب الندونيسي‬
‫السلم‪ ،‬بديلً عن العقيدة السلمية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ف سنة ‪1945‬م عقدت لنة العداد للستقلل ف اندونيسيا‪ ،‬لوضع أسس للدولة القبلة‪.‬‬
‫ـ واحتدم اللف بي القوى السلمية والوطنية ـ كما يقال عنهم ـ حول أساس الدولة‪،‬‬
‫هل هو السلم أو اللدينية؟‪.‬‬
‫ـ ف أثناء ذلك وضع سوكارنو ـ وهو أول رئيس لندونيسيا بعد الستقلل ‪ -‬البادئ‬
‫المسة (البانتشاسيل) لتكون أساس وفلسفة الدولة‪.‬‬
‫ـ وأنزت اللجنة التساعية الت ضمت الزعماء السلميي والزعماء الوطنيي مهمتها ف‬
‫وضع ميثاق جاكرتا وت التوقيع عليه ف ‪ 22‬يونيو ‪1945‬م‪ .‬وهذا اليثاق أصبح مقدمة‬
‫لدستور سنة ‪1945‬م‪ .‬بعد إلغاء جلة‪" :‬مع وجوب تطبيق الشريعة السلمية (*) على‬
‫معتنقيها"‪ .‬ويقال إن سبب إلغاء هذه الملة هو صدور إنذار من النصارى ـ وهم قلة قليلة‬
‫ف اندونيسيا ـ بعدم الشاركة ف النضال لنيل الستقلل إذا ل تذف هذه العبارة‪.‬‬

‫ـ وهكذا ضاع أمل السلميي ف إنشاء دولة إسلمية ف اندونيسيا نتيجة فكر الدول‬
‫الصليبية وتلميذها من القادة العلمانيي‪.‬‬
‫ـ وكان سوكارنو ـ واضع البادئ المسة ـ يكم اندونيسيا مثل باقي العسكريي الذين‬
‫استولوا على السلطة ف دول العال الثالث بالديد والنار‪.‬‬
‫ـ وعرف سوكارنو ببعده عن السلم وتلله الخلقي طوال فترة حكمه وقد لقيت الدعوة‬
‫السلمية ف اندونيسيا أشد العنت إبان حكمه‪.‬‬

‫ـ الرئيس (سوهارتو) الذي استول على السلطة بانقلب عسكري وأقصى سوكارنو عن‬
‫الكم‪ ..‬سار على نجه‪ ،‬ف صبغ اندونيسيا السلمة بالصبغة العلمانية (اللدينية) وأطلق يد‬
‫كل أعداء السلم للعمل ف البلد وفتح أبواب اندونيسيا للتنصي وإحياء الوثنية (*) ونشر‬
‫الفساد والتحلل الخلقي ف البلد‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يقوم البانتشاسيل على خسة مبادئ هي‪:‬‬
‫ـ اليان بال الواحد الحد (الربانية التفردة)‪.‬‬
‫ـ القومية وتنادي (بالوحدة الندونيسية)‪.‬‬
‫ـ الديقراطية (*) أو (الشعبية الوجهة بالكمة ف الشورى النيابية)‪.‬‬
‫ـ النسانية العادلة الهذبة‪.‬‬
‫ـ العدالة الجتماعية‪.‬‬

‫ـ على أساس أن هذه البادئ هي نقاط التفاهم بي جيع الطوائف ف اندونيسيا‪.‬‬

‫ـ هذه البادئ المسة بقيت مبادئ نظرية مضة‪ ،‬أو شعارات مرفوعة ـ كما هي الال ف‬
‫الكومات العسكرية ف العال السلمي ـ وتفي وراءها العلمانية الت تسعى إل سلخ‬
‫الشعب السلم ف اندونيسيا عن السلم شيئا فشيئا‪.‬‬

‫ـ ل يقصد بـ (اليان بال) (البدأ الول من البادئ المسة)‪ ،‬اليان القائم على العقيدة‬
‫الصحيحة والوحي (*) اللي الجرد من كل الؤثرات‪ ،‬وفكرة ال عند سوكارنو (النظّر لذه‬
‫البادئ)‪( :‬أن النسان الذي ل يزال يعيش على الزراعة يشعر باجة إل ال‪ ،‬وإذا بلغ مرحلة‬
‫الصناعة ل يعد يرى ثة ضرورة لوجود ال)‪.‬‬
‫ـ إذا القصود بوجود هذا البدأ (اليان بال) هو الداع والتمويه على القيقة اللدينية‬
‫للبانتشاسيل‪.‬‬

‫· العلمانية والتغريب ها خلفية البانتشاسيل ومن هذا الباب دخلت الصليبية والمعيات‬
‫التنصيية من كل طائفة وملة إل اندونيسيا بتسهيلت من الكومة الندونيسية‪ ،‬والمم‬
‫التحدة (*) باسم رعاية المومة والطفولة‪ ،‬ومكافحة المراض وفتح الستشفيات‪ ..‬ال‪.‬‬

‫· بلغ عدد الذين تركوا السلم واعتنقوا الكاثوليكية ف اندونيسيا ‪ 20‬ميلونا ضمن سكان‬
‫الدولة السلمة الت كانت مسلمة مائة بالائة‪.‬‬

‫· الرابطة القومية ـ اللدينية ـ هي الت تربط أفراد الشعب الندونيسي بعضهم ببعض‪..‬‬
‫وهذه الرابطة صدى للدعوات القومية الت ظهرت ف أوروبا وتسعى الن للتخلص منها‬
‫وإحياء النتماء لديهم للنصرانية واليهودية‪ ..‬وهدف القومية الندونيسية إبعاد العقيدة‬
‫السلمية عن عوامل وحدة الشعب الندونيسي وبالتال إبعاد الشعب عنها شيئا فشيئا‪.‬‬

‫· النسانية فكرة أصبحت مبدأ من البادئ المسة‪ ،‬تفي وراءها الدعوة اللدينية‪ ،‬والقد‬
‫على السلم‪ ..‬باعتبار أن الشعب الندونيسي ليس كله مسلما‪ ..‬وأن الذي يمعهم هو‬
‫النسانية‪.‬‬

‫· العدالة الجتماعية‪ ..‬مقولة جيع الكام العسكريي ف دول العال الثالث ولكن بدون‬
‫مارسة حقيقية‪ ،‬أو وجود واقعي‪ ..‬وإل فلماذا انتشر الفساد واللصوصية والرشوة والحسوبية‬
‫بي السؤولي ف اندونيسيا وف سواها من نج نجها؟‪.‬‬

‫ـ انطلقا من التزام الكومة بالبانتشاسيل باعتبارها الساس الوحيد العترف به للسياسة‬


‫العامة للدولة فقد صدرت القواني الت اعتبت أية دعوة لتطبيق الدين (*) السلمي دعوة‬
‫تريبية تدد أساس استقرار الجتمع ـ كما حاولت الكومة عام ‪1973‬م منع السلمي من‬
‫التحاكم لقواني الشريعة السلمية (*) التعلقة بالزواج والطلق والحوال الشخصية إل أن‬
‫تلك الحاولة أسقطتها الظاهرة التاريية الكبى الت قام با الشباب السلم آنذاك‪.‬‬
‫· كما اتهت الكومة لنع حجاب الشابات السلمات وألقت جهاز بوليس بكل مصلحة‬
‫حكومية لتول مسؤولية مراقبة وملحقة أنشطة الدعوة السلمية‪.‬‬

‫· وعلى أساس البانتشاسيل اعترفت الكومة بالنصرانية وتثل ‪ % 5‬والديان الوثنية (*)‬
‫[البوذية ‪ % 2‬والندوكية ‪ % 2‬وباقي الوثنية ‪ ] % 2‬على الرغم من أن السلم يثل ‪88‬‬
‫‪ %‬من عدد السكان البالغ ‪ 160‬مليون نسمة‪.‬‬

‫· وتعامل الكومة ـ انطلقا من البانتشاسيل ـ الديان (*) معاملة متساوية لذلك أتاحت‬
‫للهيئات التبشيية كامل الرية ف نشر الديانة النصرانية بي السلمي وكذلك تقدم الكومة‬
‫برامج متساوية على شاشة التلفزيون لنشر تعاليم كل الديان !!‪.‬‬

‫ـ ونظرا لعمال البانتشاسيل فإن عدد الكنائس (*) والعابد البوذية والندوكية أصبحت‬
‫مقاربة لعدد مساجد السلمي‪.‬‬

‫· أدخلت الكومة مبادئ البانتشاسيل كمادة أساسية ف مال التربية والتعليم ف جيع الراحل‬
‫التعليمية‪ ،‬وأعدّت دورات تدريبية لميع موظفي الكومة والقطاع الاص لدراسة مبادئها‪.‬‬
‫زعما بأن البانتشاسيل ليست ضد السلم والسلمي وإنا تعن حرية الديان للتعايش‬
‫السلمي‪.‬‬

‫· وما تدر ملحظته ما قيل من أن الرئيس سوكارنو قد اقتبس مبادئ الديقراطية والعدالة‬
‫الجتماعية والنسانية من الزعيم الوطن " سون يات سن " وأضاف إليها مبدئي اللوهية‬
‫ووحدة اندونيسيا‪.‬‬

‫· وهكذا انطلقت المعيات التنصيية لتنصي السلمي ف اندونيسيا حت أصبح الَُنصّرُون من‬
‫السلمي الندونيسيي يتعدون عشرين مليونا انطلقا من البانتشاسيل الت باركها الغرب‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البانتشاسيل هي خسة مبادئ أعلنت غداة استقلل اندونيسيا السلمة ليسي الشعب على‬
‫هديها وهي‪ :‬اليان بال الواحد الحد والقومية والديقراطية (*) والنسانية والعدالة‬
‫الجتماعية‪ ،‬وف ظل هذه الشعارات النظرية عربدت العلمانية ف اندونيسيا‪ .‬ففي بيان البدأ‬
‫الول قال سوكارنو منظّر هذه البادئ إن الزارع يشعر باجته إل ال أما الصانع فل يرى‬
‫ضرورة لوجوده‪ ،‬وف ظل هذه البادئ ت تنصي الليي من السلمي ف اندونيسيا‪ ،‬وف ظل‬
‫هذه البادئ تنع الكومة الجاب وتلحق الدعاة إل ال‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫ـ اختاروا إحدى السبيلي‪ :‬الدين أو اللدينية للدكتور ممد ناصر رئيس وزراء اندونيسيا‬
‫السابق الدار السعودية للنشر ط ‪1403 ،2‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫ـ صفحات من تاريخ اندونيسيا العاصرة لحمد أسد شهاب‪.‬‬
‫ـ ملة العتصام ـ القاهرية ـ عدد ربيع الخر ‪1410‬هـ ـ نوفمب ‪1989‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الدبلوماسي العدد الثامن ذو القعدة ‪1407‬هـ يوليو ‪1987‬م مقال "البانتشاسيل‬
‫أساس الدولة ف المهورية الندونيسية"‪.‬‬
‫حزب البعث العرب الشتراكي‬
‫التعريف‪:‬‬
‫حزب البعث حزب (*) قومي علمان‪ ،‬يدعو إل النقلب الشامل ف الفاهيم والقيم العربية‬
‫لصهرها وتويلها إل التوجه الشتراكي‪ ،‬شعاره العلن (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)‬
‫وهي رسالة الزب‪ ،‬أما أهدافه فتتمثل ف الوحدة والرية والشتراكية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ف سنة ‪1932‬م عاد من باريس قادما إل دمشق كل من ميشيل عفلق (نصران ينتمي إل‬
‫الكنيسة (*) الشرقية) ‪ ،‬وصلح البيطار (سن) وذلك بعد دراستهم العالية مملي بأفكار‬
‫قومية وثقافة أجنبية‪.‬‬
‫ـ عمل كل من عفلق والبيطار ف التدريس‪ ،‬ومن خلله أخذا ينشران أفكارها بي الزملء‬
‫والطلب والشباب‪.‬‬
‫ـ أصدر التجمع الذي أنشأه عفلق والبيطار ملة الطليعة مع الاركسيي سنة ‪1934‬م وكانوا‬
‫يطلقون على أنفسهم اسم (جاعة الحياء العرب)‪.‬‬
‫ـ ف نيسان ‪1947‬م ت تأسيس الزب تت اسم (حزب البعث العرب)‪ ،‬وقد كان من‬
‫الؤسسي‪ :‬ميشيل عفلق‪ ،‬صلح البيطار‪ ،‬جلل السيد‪ ،‬زكي الرسوزي كما قرروا إصدار‬
‫ملة باسم البعث‪.‬‬
‫ـ كان لم بعد ذلك دور فاعل ف الكومات الت طرأت على سوريا بعد الستقلل سنة‬
‫‪1946‬م وهذه الكومات هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حكومة شكري القوتلي‪ :‬من ‪1946‬م وحت ‪29/3/1949‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حكومة حسن الزعيم‪ :‬استلم السلطة عدة شهور من سنة ‪1949‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حكومة اللواء سامي الناوي‪ :‬بدأ حكمه وانتهى ف نفس عام ‪1949‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ حكومة أديب الشيشكلي‪ :‬استمر حكمه حت سنة ‪1954‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ حكومة شكري القوتلي‪ :‬عاد إل الكم مرة ثانية واستمر إل توقيع اتفاقية الوحدة مع‬
‫مصر سنة ‪1958‬م‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ حكومة الوحدة برئاسة جال عبد الناصر‪1958 :‬ـ ‪1961‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ حكومة النفصال برئاسة الدكتور ناظم القدسي‪ :‬وقد دام النفصال من‬
‫‪28/9/1961‬م وحت ‪8/3/1963‬م‪ .‬وقد قاد حركة النفصال عبد الكري النحلوي‪.‬‬
‫· منذ ‪8/3/1963‬م وإل اليوم فقد وقعت سوريا تت حكم حزب (*) البعث‪ ،‬وقد مرت‬
‫هذه الفترة بعدة حكومات بعثية هي‪:‬‬
‫ـ حكومة قيادة الثورة‪1963 :‬م وفيها برز صلح البيطار كرئيس للوزراء‪.‬‬
‫ـ حكومة أمي الافظ‪ :‬من ‪1963‬م وحت ‪1966‬م‪.‬‬
‫ـ حكومة نور الدين التاسي‪1966 :‬مـ ‪1970‬م حيث لعبت القيادة القطرية للحزب‬
‫دورا بارزا ف الكم‪ ،‬وقد برز ف هذه الفترة كل من صلح جديد الذي عمل أمينا عاما‬
‫للقيادة القطرية وحافظ السد الذي عمل وزيرا للدفاع‪.‬‬
‫ـ حكومة حافظ السد‪ :‬من سنة ‪1970‬م وإل يومنا هذا‪.‬‬
‫· ومن الشخصيات السورية البارزة الت ظهرت ف تاريخ الزب‪:‬‬
‫ـ سامي الندي‪ :‬تقلد منصب وزير العلم بعد انقلب ‪1963‬م‪.‬‬
‫ـ حود الشوف‪ :‬عمل سكرتيا عاما للقيادة القطرية الول إل أنه انشق وجاعته عن الزب‬
‫ف آذار سنة ‪1964‬م‪ ،‬وهو الن ف العراق‪.‬‬
‫ـ منيف الرزاز‪( :‬أردن سن) عمل سكرتيا عاما للقيادة القومية للحزب من نيسان‬
‫‪1965‬م إل شباط ‪1966‬م‪.‬‬
‫ـ مصطفى طلس‪( :‬سن)‪ :‬ولد سنة ‪1932‬م‪ ،‬درس ف الكلية العسكرية بمص‪ ،‬انضم إل‬
‫الزب ف سنة ‪1947‬م وعمل رئيسا لحكمة المن القومي للمنطقة الوسطى من ‪1963‬م‪،‬‬
‫ورئيس أركان اللواء الدرع الامس من ‪1964‬م ـ ‪1966‬م ورئيس الركان للقوات‬
‫السلحة من شباط ‪1968‬م ونائب وزير الدفاع من ‪1968‬ـ ‪1972‬م وف آذار ‪1973‬م‬
‫وصار وزيرا للدفاع ‪.‬‬
‫ـ اللواء يوسف شكور‪ :‬خلف مصطفى طلس ف رئاسة الركان وهو من منطقة حص‪.‬‬
‫ـ اللواء ناجي جيل‪ :‬من دير الزور‪ ،‬كان قائدا لسلح الو من تشرين الثان ‪1970‬م وحت‬
‫آذار ‪1978‬م‪.‬‬
‫ـ سليم حاطوم‪ :‬حاول أن يقود انقلبا عام ‪1966‬م لكنه فشل ف ذلك‪ .‬وقد أعدم ف عام‬
‫‪1967‬م‪.‬‬
‫ـ زكي الرسوزي‪( :‬من لواء إسكندرون) مؤسس مع ميشيل عفلق ومنافس له‪.‬‬
‫ـ شبلي العيسمي‪ :‬ولد عام ‪1930‬م‪ ،‬عمل وزيرا للصلح الزراعي ث وزيرا للمعارف‪ ،‬ث‬
‫وزيرا للثقافة والرشاد القومي ‪1963‬مـ ‪1964‬م ونائبا للمي العام لزب البعث‬
‫‪1965‬م‪.‬‬
‫ـ عبد الكري الندي‪ :‬من أنصار صلح جديد‪ ،‬انتهى منتحرا عام ‪1969‬م‪.‬‬
‫ـ سليمان العيسى‪( :‬من لواء إسكندرون) منظّر ومفكّر وشاعر‪.‬‬
‫ـ أحد الطيب‪ :‬استلم رئاسة المهورية من تشرين الثان ‪1970‬م واستقال ف شباط‬
‫‪1971‬م وهي الفترة النتقالية بي حكومة نور الدين التاسي وحكومة حافظ السد‪ ،‬وقد‬
‫كان عضو القيادة القطرية الوسعة من ‪1965‬م كما استلم رئاسة ملس الشعب لفترة قصية‪.‬‬
‫ـ يوسف زعي‪ :‬مولود ف البوكمال ‪1931‬م طبيب‪ ،‬عمل وزيرا للصلح الزراعي‬
‫‪1963‬ـ ‪1964‬م‪ ،‬وسفيا ف بريطانيا‪ ،‬وف ‪1965‬م انتخب عضوا ف القيادة القطرية‪،‬‬
‫ومن شباط ‪1966‬م إل تشرين الول ‪1968‬م‪ ،‬كان رئيسا للوزراء حت عام ‪1970‬م‪.‬‬
‫ـ جلل السيد‪ :‬عضو مؤسس ف حزب (*) البعث وهو من مدينة دير الزور وقد ترك‬
‫الزب لكنه بقي نشيطا ف السياسة السورية‪.‬‬
‫ـ عبد الليم خدام‪ :‬ولد ‪1932‬م ف بانياس‪ ،‬خريج كلية القوق بدمشق تنقل ف عدة‬
‫وظائف حيث عمل مافظا لدينة حاة ومافظا لدينة القنيطرة ومافظا لدينة دمشق ‪1964‬م‬
‫ووزيرا للقتصاد ‪1969‬م ووزيرا للخارجية من ‪1970‬م وهو عضو القيادة القطرية منذ عام‬
‫‪1969‬م وقد ارتقى عام ‪1984‬م ليكون نائب رئيس المهورية للشؤون السياسية‪.‬‬
‫ـ حافظ السد‪ :‬ولد بالقرداحة من قرى اللذقية سنة ‪ ،1930‬ترج ف الكلية العسكرية‬
‫بمص ‪1955‬م عمل قائدا لقاعدة الضمي الوية ‪1963‬م‪ ،‬وقائدا لسلح الطيان‬
‫‪1964‬م‪ ،‬انضم إل الجلس الوطن لقيادة الثورة (*) ‪1965‬م‪ ،‬انضم إل صلح جديد ف‬
‫انقلب ‪1966‬م وصار وزيرا للدفاع من ‪1966‬م إل ‪1970‬م‪ .‬ومن تشرين الثان‬
‫‪1970‬م صار رئيسا للجمهورية بعد قيادته الركة التغييية الت أوصلته إل السلطة‪.‬‬
‫ـ زهي مشارقة من حلب‪ ،‬عي مؤخرا نائب رئيس المهورية لشؤون الزب‪.‬‬
‫· لقد اندمج ف سنة ‪1953‬م كل من (حزب (*) البعث) و (الزب العرب الشتراكي)‬
‫الذي كان يقوده أكرم الوران ف حزب واحد أسياه (حزب البعث العرب الشتراكي)‪.‬‬

‫· أما عن الناح العراقي من حزب البعث فقد استول على السلطة ف العراق بعد أحداث‬
‫دامية سارت على النحو التال‪:‬‬
‫· استيلء حزب البعث على ناصية الكم ف العراق‪:‬‬
‫ـ ف الرابع عشر من شهر يوليو عام ‪1958‬م دخل لواء بقيادة عبد السلم عارف إل بغداد‬
‫قادما من الردن واستول على مطة الذاعة وأعلن الثورة (*) على النظام اللكي وقتل اللك‬
‫فيصل الثان وول عهده عبد الله ونوري السعيد وأعوانه وأسقط النظام اللكي وبذلك انتهى‬
‫عهد اللك فيصل ودخل العراق دوامة النقلبات العسكرية‪.‬‬
‫ـ وف اليوم الرابع والعشرين من شهر يوليو عام ‪1958‬م أي بعد عشرة أيام من نشوب‬
‫الثورة وصل ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث وزعيمه إل بغداد وحاول إقناع أركان النظام‬
‫الديد بالنضمام إل المهورية العربية التحدة (سوريا ومصر) ولكن الزب الشيوعي‬
‫العراقي أحبط مساعيه ونادى بعبد الكري قاسم زعيما أوحد للعراق‪.‬‬
‫ـ وف اليوم الثامن من شهر فباير لعام سنة ‪1963‬م قام حزب البعث بانقلب على نظام‬
‫عبد الكري قاسم وقد شهد هذا النقلب قتالً شرسا دار ف شوارع بغداد‪ ،‬وبعد ناح هذا‬
‫النقلب تشكلت أول حكومة بعثية‪ ،‬و سرعان ما نشب خلف بي الناح العتدل والناح‬
‫التطرف من حزب البعث فاغتنم عبد السلم عارف هذه الفرصة وأسقط أول حكومة بعثية‬
‫ف تاريخ العراق ف ‪ 18‬نوفمب سنة ‪1963‬م وعي عبد السلم عارف أحد حسن البكر‬
‫أحد الضباط البعثيي العتدلي نائبا لرئيس المهورية‪.‬‬
‫ـ ف شهر فباير سنة ‪1964‬م أوصى ميشيل عفلق بتعيي صدام حسي عضوا ف القيادة‬
‫القطرية لفرع حزب البعث العراقي‪.‬‬
‫ـ ف شهر سبتمب سنة ‪1966‬م قام حزب البعث العراقي بالتحالف مع ضباط غي بعثيي‬
‫بانقلب ناجح أسقط نظام عارف‪.‬‬
‫ـ وف اليوم الثلثي من شهر يوليو عام ‪1968‬م طرد حزب البعث كافة من تعاونوا معه ف‬
‫انقلبه الناجح على عبد السلم عارف وعي أحد حسن البكر رئيسا لجلس قيادة الثورة‬
‫ورئيسا للجمهورية وقائدا عاما للجيش وأصبح صدام حسي نائبا لرئيس ملس قيادة الثورة‬
‫ومسؤولً عن المن الداخلي‪.‬‬
‫ـ وف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪1970‬م ت اغتيال الفريق حردان التكريت ف مدينة الكويت وكان‬
‫من أبرز أعضاء حزب البعث العراقي وعضوا ف ملس قيادة الثورة ونائبا لرئيس ملس‬
‫الوزراء ووزيرا للدفاع‪.‬‬
‫ـ وف شهر نوفمب من عام ‪1971‬م ت اغتيال السيد فؤاد الركاب وكان النظّر الول‬
‫للحزب وأحد أبرز قادته ف العراق وقد ت اغتياله داخل السجن‪.‬‬
‫ـ وف ‪ 8‬يوليو سنة ‪1973‬م جرى إعدام ناظم كزار رئيس الكومة وجهاز المن الداخلي‬
‫وخسة وثلثي شخصا من أنصاره وذلك ف أعقاب فشل النقلب الذي حاولوا القيام به‪.‬‬
‫ـ وف ‪ 8‬يوليو السادس من شهر مارس عام ‪1975‬م وقّعت الكومة البعثية العراقية مع شاه‬
‫إيران التفاقية العروفة باتفاقية الزائر وقد وقعها عن العراق صدام حسي وتقضي التفاقية‬
‫الذكورة بأن يوافق العراق على الطالب القليمية للشاه ف مقابل وقف الشاه مساندته للكراد‬
‫ف ثورتم على النظام العراقي‪.‬‬
‫ـ ف شهر أكتوبر لعام ‪1978‬م طردت الكومة البعثية المين من العراق وقامت ف شهر‬
‫فباير عام ‪1979‬م الثورة (*) المينية ف إيران‪.‬‬
‫ـ وف شهر يونيو عام ‪1979‬م أصبح صدام حسي رئيسا للجمهورية العراقية بعد إعفاء‬
‫البكر من جيع مناصبه وفرض القامة البية عليه ف منله‪.‬‬
‫ـ ف يوليو سنة ‪1979‬م قام صدام حسي بملة إعدامات واسعة طالت ثلث أعضاء ملس‬
‫قيادة الثورة وأكثر من خسمائة عضو من أبرز أعضاء حزب البعث العراقي‪.‬‬
‫ـ وف اليوم الثامن من شهر أغسطس من العام نفسه أقدم صدام حسي على إعدام غان عبد‬
‫الليل وزير التعليم وممد مجوب وزير التربية وممد عايش وزير الصناعة وصديقه الميم‬
‫عدنان المدان والدكتور ناصر الان سعيد‪ ،‬ث قتل مرتضى سعيد الباقي تت التعذيب‪ ،‬وقد‬
‫سبق لكل من الخيين أن شغل منصب وزير الارجية‪ ،‬وقد بلغ عدد من أعدمهم صدام‬
‫حسي خلل أقل من شهر واحد ستة وخسي مسؤولً حزبيا‪ ،‬ول يبق على قيد الياة من‬
‫الذين شاركوا ف انقلب عام ‪1968‬م سوى عزت إبراهيم الدوري وطه ياسي رمضان‬
‫وطارق حنا عزيز‪.‬‬
‫ـ وف اليوم التاسع من شهر إبريل عام ‪1980‬م قام صدام حسي بإعدام ممد باقر الصدر‬
‫أحد أبرز علماء الشيعة وأخته زينب الصدر العروفة باسم (بنت الدى)‪.‬‬
‫ـ وف يوم ‪ 22‬سبتمب سنة ‪1980‬م شن صدام حسي حربه على إيران الت أسفرت عن‬
‫سقوط ما يقارب نصف الليون من أزاهي شباب العراق فضلً عن سبعمائة ألف من العاقي‬
‫والشوهي‪ ،‬إضافة إل نفقات الرب الت تاوزت الائت ألف مليون من الدولرات وكذلك‬
‫تميد كل تنمية طوال مدة زمنية تاوزت الثمان سنوات‪ ،‬خرج صدام بعد كل هذه‬
‫التضحيات ليعلن للعال أن حربه مع إيران كانت خطأ وأن الق كل الق ف العودة إل‬
‫التفاقية البمة بينهما ـ اتفاقية الزائر ـ‪.‬‬
‫ـ وف أثناء حربه مع إيران أنزل بالواطني الكراد أبشع أنواع القتل والبطش والتنكيل‬
‫والبادة باستخدام الغازات السامة والكيماوية ‪.‬‬
‫ـ وف ‪ 2‬أغسطس سنة ‪1990‬م (‪ 11‬مرم سنة ‪1411‬هـ) قام باجتياح دولة الكويت‬
‫واستباحة أرضها وطرد شعبها ‪ ،‬إل أن ت تريرها ‪.‬‬
‫ـ قامت أمريكا أخيًا بإسقاط صدام ونظامه البعثي ‪ ،‬واحتلت العراق ‪ ،‬ونصبت حكومة‬
‫علمانية موالية لا ؛ وسط مقاومة عظيمة من الشعب العراقي السن السلم ‪.‬‬

‫· سلوكيات ومبادئ حزب البعث العراقي‪:‬‬


‫ـ نادى مؤسس الزب بضرورة الخذ بنظام الزب الواحد لنه كما يقول‪( :‬إن القدر الذي‬
‫حّلنا هذه الرسالة خولنا أيضا حق المر والكلم بقوة والعمل بقسوة) لفرض تعليمات الزب‬
‫ومن ث ل يوجد أي مواطن عراقي يتمتع بأبسط قدر من الرية الشخصية أو السياسية فكل‬
‫شيء ف دولة حزب البعث العراقي يضع لرقابة بوليسية صارمة‪ ،‬تشكل دوائر الباحث‬
‫والخابرات والمن قنوات التصالت الوحيدة بي الواطني والنظام‪.‬‬
‫ـ تركيز سياسة الزب (*) على قطع كافة الروابط بي العروبة والسلم‪ ،‬والناداة بفصل‬
‫الدين عن السياسة‪ ،‬والساواة ف نظرتا للمور بي شريعة حوراب وشعر الاهلية وبي دين‬
‫ممد عليه والصلة والسلم وبي ثقافة الأمون وجعلها جيعا تتساوى ف بعث المة العربية‬
‫وف التعبي عن شعورها بالياة‪.‬‬
‫ـ ادّعت سياسة الزب أن تقيق الشتراكية (*) شرط أساسي لبقاء المة العربية ولمكان‬
‫تقدمها‪ ،‬مع أن النتيجة التمية للسياسة الشتراكية الت طبقت ف العراق ل تلب الرخاء‬
‫للشعب ول ترفع مستوى الفقراء ولكنها ساوت الميع ف الفقر‪ ،‬وبعد أن كان العراق قمة ف‬
‫الثراء ووفرة الوارد والثروات أصبح بطيش حزب البعث عاجزا عن توفي القوت الساسي‬
‫لشعبه‪.‬‬
‫ـ قيامه بتجريد الدستور العراقي من كل القواني الت تت إل السلم بصلة‪ ،‬وأصبحت‬
‫العلمانية هي دستور العراق ومعتقدات البعث ومبادئه هي مصدر التشريع لقوانينه‪.‬‬
‫ـ ورد ف التقرير الركزي للمؤتر القطري التاسع والنعقد ف بغداد ف شهر يونيو من عام‬
‫‪1982‬م ما يلي‪:‬‬
‫( وأما الظاهرة الدينية ف العصر الراهن فإنا ظاهرة سلفية (*) ومتخلفة ف النظرة والمارسة)‪.‬‬
‫(ومن الخطاء الت ارتكبت ف هذا اليدان أن بعض الزبيي صاروا يارسون الطقوس الدينية‬
‫وشيئا فشيئا صارت الفاهيم الدينية تغلب على الفاهيم الزبية)‪.‬‬
‫( إن النضال ضد هذه الظاهرة ـ يقصد الظاهرة الدينية ـ يب أن يستهدفها (الزب) حيث‬
‫وجدت‪ ..‬لنا كلها تعب عن موقف معادٍ للشعب وللحزب وللثورة وللقضية القومية)‪.‬‬
‫ـ حزب (*) البعث العرب الشتراكي حزب قومي علمان انقلب له طروحات فكرية‬
‫متعددة يتعذر المع بينها أحيانا فضلً عن القناع با‪ ،‬لقد كُتِبَ عنه كثيا وتدث زعماؤه‬
‫طويلً‪ ،‬ولكن هناك بون واسع بي مارسات وأقوال فترة ما قبل السلطة‪ ،‬ومارسات وأقوال‬
‫فترة ما بعدها‪.‬‬
‫ـ الرابطة القومية عنده هي الرابطة الوحيدة القائمة ف الدولة العربية الت تكفل النسجام بي‬
‫الواطني وانصهارهم ف بوتقة واحدة وتكبح جاح سائر العصبيات الذهبية والطائفية والقبلية‬
‫والعرقية والقليمية حت قال شاعرهم‪:‬‬
‫وبالعروبة دينا ما لــه ثان‬ ‫آمنت بالبعث ربا ل شريك له‬
‫ـ تعلن سياسة الزب التربوية أنا ترمي إل خلق جيل عرب جديد مؤمن بوحدة أمته وخلود‬
‫رسالتها أخذا بالتفكي العلمي‪ ،‬طليقا من قيود الرافات والتقاليد والرجعية‪ ،‬مشبعا بروح‬
‫التفاؤل والنضال والتضامن مع مواطنيه ف سبيل تقيق النقلب العرب الشامل وتقدم‬
‫النسانية‪" ،‬والطريق الوحيد لتشييد حضارة العرب وبناء الجتمع العرب هو خلق النسان‬
‫الشتراكي العرب الديد الذي يؤمن بأن ال والديان والقطاع ورأس الال وكل القيم الت‬
‫سادت الجتمع السابق ليست إل دمى منطة ف متاحف التاريخ"‪(.‬إبراهيم خلص ـ‬
‫فيلسوف الزب ف العراق)‪.‬‬
‫· من التوصيات العامة لقررات الؤتر القومي الرابع‪:‬‬
‫ـ تقول التوصية الرابعة‪" :‬يعتب الؤتر القومي الرابع الرجعية الدينية إحدى الخاطر الساسية‬
‫الت تدد النطلقة التقدمية ف الرحلة الاضرة ولذلك يوصي القيادة القومية بالتركيز ف‬
‫النشاط الثقاف والعمل على علمانية الزب‪ ،‬خاصة ف القطار الت تشوه فيها الطائفية العمل‬
‫السياسي"‪.‬‬
‫ـ التوصية التاسعة تقول‪" :‬إن أفضل سبيل لتوضيح فكرتنا القومية هو شرح وإبراز مفهومها‬
‫التقدمي العلمان وتنب السلوب التقليدي الرومنطيقي ف عرض الفكرة القومية وعلى ذلك‬
‫سيكون نضالنا ف هذه الرحلة مركزا حول علمانية حركتنا ومضمونا الشتراكي لستقطاب‬
‫قاعدة شعبية ل طائفية من كل فئات الشعب"‪.‬‬
‫ـ أما عن الوحدة فهم يقولون‪ :‬ليست الوحدة العربية مرد تميع ولصق لجزاء الوطن‬
‫العرب‪ ،‬بل هي التحام فصهر لذه الجزاء‪ ،‬لذا فإن الوحدة ثورة بكل أبعادها ومعانيها‬
‫ومستوياتا‪ ،‬وهي ثورة لنا قضاء على مصال إقليمية عاشت وتوسعت وترسبت عب القرون‪،‬‬
‫وهي ثورة لنا تابه مصال وطبقات تعارض الوحدة وتقف ف وجهها (النطلقات النظرية‬
‫للمؤتر القومي السادس)‪.‬‬
‫ـ وأما الشتراكية فهي تعن تربية الواطن تربية اشتراكية علمية تعتقه من كافة الطر والتقاليد‬
‫الجتماعية الوروثة والتأخرة لكي يكن خلق إنسان عرب جديد بعقل علمي متفتح‪ ،‬ويتمتع‬
‫بأخلق اشتراكية جديدة ويؤمن بقيم جاعية‪.‬‬
‫ـ الرسالة الالدة‪ :‬يفسرونا بأن المة العربية ذات رسالة خالدة تظهر بأشكال متجددة‬
‫متكاملة ف مراحل التاريخ ترمي إل تديد القيم النسانية وحفز التقدم البشري وتنمية‬
‫النسجام والتعاون بي المم‪.‬‬

‫· هذا ويكن ملحظة ما يلي‪:‬‬


‫ـ إن كلمة الدين ل ترد مطلقا ف صلب الدستور السوري أو العراقي‪.‬‬
‫ـ كلمة اليان بال على عموميتها ل ترد ف صلب الدستور‪ ،‬ل ف تفصيلته ول ف‬
‫عمومياته‪ ،‬ما يؤكد على التاه العلمان لديه‪.‬‬
‫ـ ف بناء السرة ل يشيون إل تري الزن ول يشيون إل آثاره السلبية‪.‬‬
‫ـ ف السياسة الارجية ل يشيون إل أية صلة مع العال السلمي‪.‬‬
‫ـ ل يشيون إل التاريخ السلمي الذي أكسب المة العربية مكانة وقدرا بي الشعوب‪.‬‬
‫ـ رغم مطالبة الزب بإتاحة أكب قدر من الرية للمواطني‪ ،‬فإن مارساته القمعية فاقت كل‬
‫تصور وانتهكت كل الرمات ووأدت كل الريات وألأت الكثيين إل الجرة والفرار‬
‫بعقيدتم من الظلم والضطهاد‪.‬‬
‫ـ القواني ف البلد الت يكمها البعث علمانية وحانات بيع المور مفتوحة ليل نار‪،‬‬
‫والنظام الال ربوي ودعاة السلم مضطهدون بشكل سافر‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫‪1‬ـ يعتمد الزب على الفكر القومي الذي ظهر وبرز بعد سقوط الدولة العثمانية ف العال‬
‫العرب والذي نادت به أوروبا‪ ،‬والذي نادى به منظّر القومية العربية ف العال العرب آنذاك‬
‫ساطع الصري‪.‬‬
‫‪2‬ـ يعتمد الزب على الفكر العلمان إذ ينحي مسألة العقيدة الدينية جانبا ول يقيم لا أي‬
‫وزن سواء على صعيد الفكر الزب أو على صعيد النتساب إل الزب أو على صعيد التطبيق‬
‫العملي‪.‬‬
‫‪3‬ـ يستلهم الزب تصوراته من الفكر الشتراكي ويترسم طريق الاركسية رغم انيارها‪،‬‬
‫واللف الوحيد بينهما أن اتاهات الاركسية أمية‪ ،‬أما البعث فقومي‪ ،‬وفيما عدا ذلك فإن‬
‫الفكار الاركسية تثل العمود الفقري ف فكر الزب ومعتقده‪ ،‬وهي ل تزال كذلك رغم‬
‫انيار البنيان الاركسي فيما كان يعرف بالتاد السوفيت‪.‬‬
‫‪4‬ـ لقد كان الزب واجهة انضوت تته كل التاهات الطائفية (درزية ـ نصيية ـ‬
‫إساعيلية ـ مسيحية) وأخذ هؤلء يتحركون من خلله بدوافع باطينة يطرحونا ويطبقونا‬
‫تت شعار الثورة والوحدة والرية والشتراكية والتقدمية وقد كانت الطائفة النصيية أقدر‬
‫هذا الطوائف على استغلل الزب لتحقيق أهدافها وترسيخ وجودها‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫‪1‬ـ للحزب أعضاء ينتشرون ف معظم القطار العربية‪ ،‬بعضهم يعمل بشكل علن وبعضهم‬
‫الخر سري‪ ،‬ويتفاوت وجودهم وتأثيهم من بلد إل آخر على حسب طبيعة البلد ونوعية‬
‫حكمه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يكم حزب البعث بلدين عربيي مهمي ها سوريا والعراق‪ ،‬وقد عجز الزب عن‬
‫تقيق الوحدة بي فصائله‪ ،‬بل إن الصراع بي شطري البعث مستمر وعلى أشده‪ ،‬واتامات‬
‫اليانة بي الطرفي ل تنقضي‪ ،‬وإذا كان هذا هو شأن الزب ف بلدين يضعان له فهو من‬
‫باب أول عاجز عن تقيق وحدة المة العربية بكاملها‪.‬‬
‫والبعثيون يتطلعون إل استلم السلطة ف جيع أرجاء الوطن العرب باعتبار ذلك جزءً ل يتجزأ‬
‫من طموحاتم البعيدة‪ ،‬وقد أدت بم هذه الرغبة العارمة إل السقوط ف حأة النذار القنع‬
‫والتهديد السافر والعدوان الصريح وربا يكون حزب البعث ف العراق أسوأ ما شهده التاريخ‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حزب البعث العرب الشتراكي حزب قومي سلطوي ياد ال ورسوله ويسعى إل قلب‬
‫الوضاع ف العال العرب ويتخذ العلمانية وتقيق الشتراكية مطلبا يبر سياسته القمعية‪،‬‬
‫ورسالته الت يصفها‪ ،‬على خلف القيقة‪ ،‬بالتقدمية ويعل من الوحدة العربية هدفا ينفذه‬
‫بالضم والرغام رغم إرادة الشعوب‪.‬‬
‫والعلقة معه يب أن يكمها قول ال سبحانه‪( :‬ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر‬
‫يوآدون من حاد ال ورسوله) الية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ نضال البعث‪ ،‬بشي الداعواق ـ بيوت ـ ‪1970‬م‪.‬‬
‫ـ حزب البعث الشتراكي مرحلة الربعينات التأسيسية ‪1940‬م ـ ‪1949‬م‪ ،‬تأليف شبلي‬
‫العيسمي ـ بيوت ‪1975‬م‪.‬‬
‫ـ التجربة الرة‪ ،‬منيف الرزاز ـ بيوت ‪1967‬م‪.‬‬
‫ـ البعث‪ ،‬سامي الندي ـ بيوت ‪1969‬م‪.‬‬
‫ـ تربت مع الثورة‪ ،‬ممد عمران ـ بيوت ‪1970‬م‪.‬‬
‫ـ حزب البعث‪ ،‬مطاع صفدي‪.‬‬
‫ـ الصراع من أجل سورية‪ ،‬باتريك سيل ـ لندن ‪1965‬م‪.‬‬
‫ـ أعاصي دمشق‪ ،‬فضل ال أبو منصور ـ بيوت ‪1959‬م‪.‬‬
‫ـ مذكرات عن النفصال‪ ،‬عبد الكري زهر الدين‪.‬‬
‫ـ الدروز‪ ،‬فؤاد الطرش‪.‬‬
‫ـ الركات القومية الديثة ف ميزان السلم‪ ،‬ممد مني نيب ـ ط ‪ 1‬ـ ‪1981‬م ـ‬
‫مكتبة الرمي‪.‬‬
‫ـ حزب البعث تاريه وعقائده‪ ،‬سعيد بن ناصر الغامدي دار الوطن للنشر‪.‬‬
‫ـ دراسة عن حزب البعث وردت للندوة من أحد الكتاب "ل يريد ذكر اسه"‪.‬‬
‫ـ جريدة الياة البيوتية ‪10/2/1965‬م ـ ‪15/2/1966‬م ـ ‪8/9/1966‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة الرياض‪ ،‬مموعة مقالت الستاذ أحد الشيبان‪.‬‬
‫ـ جريدة النهار البيوتية ‪15/2/1964‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة الحرر البيوتية ‪13/9/1966‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الجتمع الكويتية العدد ‪ 231‬ـ ‪24/12/1394‬هـ ـ ‪7/1/1975‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الدعوة الصرية العداد ‪.74 ،73 ،72 ،71 ،70‬‬
‫ـ مقال لفهمي هويدي العدد ‪ 572‬بتاريخ ‪23/1/1991‬م‪.‬‬
‫الناصرية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الناصرية حركة(*) قومية عربية‪ ،‬نشأت ف ظل حكم جال عبد الناصر (رئيس مصر من عام‬
‫‪1952‬مـ ‪1970‬م) واستمرت بعد وفاته واشتقت اسها من اسه وتبنت الفكار الت كان‬
‫ينادي با وهي‪ :‬الرية (*) والشتراكية والوحدة وهي نفس أفكار الحزاب (*) القومية‬
‫اليسارية العربية الخرى‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· أول من أطلق لفظ (الناصرية) ممد حسني هيكل‪ ،‬الصحفي الذي رافق عبد الناصر إبان‬
‫حكمه‪ ،‬وأصبح له شهرة ف العال العرب‪ ،‬وذلك بقال له ف جريدة الهرام ف‬
‫‪14/1/1972‬م‪.‬‬

‫· جاء بعده كمال رفعت وأصدر ف عام ‪1976‬م كتيبا بعنوان ناصريون ذكر فيه مبادئ‬
‫الناصرية وأهدافها‪.‬‬

‫· وبلور الدكتور عبد القادر حات الذي كان وزيرا ف عهد عبد الناصر الذهب (*) الناصري‬
‫ف تأبينه لعبد الناصر‪ ،‬كما جاء ف جريدة الخبار (‪2/10/1970‬م) حينما قال‪ " :‬أصبح ف‬
‫العال اليوم مذهب (*) سياسي متميز ينتسب إل عبد الناصر "‪.‬‬

‫· وقد وافق القضاء الصري على إعلن الناصرية كحزب باسم (الزب الديقراطي الناصري)‬
‫وذلك ف يوم الثني ‪/18‬شوال‪1412/‬هـ (‪20/4/1992‬م) برئاسة ضياء الدين داود‬
‫الحامي‪ ،‬وعضو ملس الشعب الصري‪.‬‬

‫· وهناك من قادة الدول العربية ـ مثل معمر القذاف رئيس الماهرية الليبية ـ من يصرح‬
‫بأنه على منهج عبد الناصر !!‪.‬‬
‫نظرة تاريية على مؤسس الناصرية‪:‬‬
‫ـ جال عبد الناصر‪ :‬وكان يتردد على مركز الخوان السلمي لسماع حديث الثلثاء منذ‬
‫عام ‪1942‬م‪( .‬مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف)‪.‬‬

‫ـ ف أوائل عام ‪1946‬م بايع الخوان السلمي على التضحية ف سبيل الدعوة السلمية‬
‫مموعةٌ من الضباط منهم جال عبد الناصر‪( .‬مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف)‪.‬‬

‫ـ بدأت علقة عبد الناصر بالخابرات المريكية منذ آذار (مارس) ‪1952‬م أي قبل قيام‬
‫الثورة (*) بأربعة أشهر‪ ،‬كما اعترف بذلك أحد رفاقه وهو خالد مي الدين‪ .‬وتدث اللواء‬
‫ممد نيب أول رئيس لصر بعد الثورة عن هذه العلقة ف مذكراته‪ ،‬وأنم هم الذين كانوا‬
‫يرسون له الطط المنية ويدعمون حرسه بالسيارات والسلحة الديدة‪.‬‬

‫ـ ف ‪ 27‬يوليو ‪1954‬م عقد اتفاقية اللء مع بريطانيا وعارضه فيها الخوان السلمون‪.‬‬

‫ـ ف ‪ 14‬تشرين الثان (نوفمب) ‪1954‬م أعفي ممد نيب من منصبه كرئيس للجمهورية‬
‫ليصبح عبد الناصر فرعون مصر الديد ـ على حد تعبي رفاقه ـ كمال الدين حسي‬
‫وحسن التهامي‪.‬ـ‬

‫ـ ف ‪ 8‬كانون الول (ديسمب) ‪1954‬م (‪ 12‬ربيع الخر ‪1374‬هـ) نفذ عبد الناصر‬
‫حكم العدام ف ستة من قادة جاعة الخوان السلمي منهم عبد القادر عودة مؤلف التشريع‬
‫النائي ف السلم‪ .‬فضلً عن العتقالت الت شلت اللف من أعضاء جاعة الخوان‬
‫السلمي وذلك بعد اتامهم بالتآمر على قتله ف حادث النشية بالسكندرية (ف نفس العام)‬
‫والت قيل بأنا مسرحية دبرها عبد الناصر مع الخابرات الركزية للتخلص من الخوان‬
‫السلمي الذين كانوا يشكلون عقبة كبية لكمه الفردي البعيد عن الدين‪ ،‬ولتلميع شخصيته‬
‫كزعيم وطن حت تتعلق به الماهي‪.‬‬
‫ـ ف عام ‪1956‬م كان العتداء الثلثي على مصر من قبل انلترا وفرنسا وإسرائيل‪ ..‬ول‬
‫ينسحب العتدون إل بعد استيلء إسرائيل على شرم الشيخ ف سيناء‪ ،‬وجزيرة تيان ف البحر‬
‫الحر‪.‬‬

‫ـ شارك ف الرب اليمنية‪ :‬الت قتل فيها اللف من الشعب الصري السلم‪ ..‬وخسرت فيها‬
‫الليي‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1965‬م أقدم عبد الناصر على إعدام ثلثة من كبار الخوان السلمي منهم سيد‬
‫قطب مؤلف ف ظلل القرآن‪.‬‬

‫ـ ف نفس العام صدر القرار المهوري (نيسان ـ أبريل ـ ‪1965‬م) بالعفو الشامل عن‬
‫جيع العقوبات الصلية والتبعية ضد الشيوعيي ف مصر‪ ،‬ودخل الاركسيون ف جيع مالت‬
‫الياة ف مصر بعد ذلك‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1967‬م كانت النكبة الثانية للعرب والسلمي‪ ،‬فقد احتلت دولة اليهود ف‬
‫فلسطي الحتلة‪ ،‬ثلثة أمثال ما اغتصبوه عام ‪1948‬م (سيناء والولن والضفة الغربية)‬
‫وسقطت القدس بل قتال‪.‬‬

‫ـ وتوف عبد الناصر سنة ‪1970‬م بعد أن غرقت مصر ف الديون وبعد أن خرّب مصر‬
‫سياسيا واقتصاديا وأخلقيا‪ ،‬ومل العال العرب بالشعارات الوفاء‪.‬‬

‫· ومن أخلق عبد الناصر على لسان رفاق حياته ومعاصريه‪:‬‬


‫ـ يقول حسن التهامي وهو من أقرب القربي لعبد الناصر‪ " :‬إن عبد الناصر هو الذي أمر‬
‫القوات الصرية بالنسحاب إل الضفة الغربية من قناة السويس عام ‪1967‬م‪ .‬وأن عبد‬
‫الناصر هو الذي دس السم لعبد الكيم عامر‪ ،‬ف بيت عبد الناصر نفسه "‪ .‬الهرام‬
‫‪5/8/1977‬م‪.‬‬
‫ـ حسي الشافعي وهو أحد الضباط الحرار الذين قاموا بالنقلب العسكري سنة ‪1952‬م‬
‫يقول ف ماضرة له ف جعية الشبان السلمي‪ " :‬انقلوا عن‪ :‬أن اليش الصري ل يارب ف‬
‫معركة ‪1967‬م بل هزم بسبب الهال واليانة‪ ،‬وأقول اليانة وأضع تتها عشرة خطوط "‪.‬‬

‫ـ خالد ميي الدين‪ :‬زعيم التنظيم اليساري ف مصر وهو أحد أعضاء تنظيم الضباط الحرار‪،‬‬
‫يقول‪ " :‬إن عبد الناصر كانت له علقة بالخابرات المريكية منذ مارس ‪1952‬م أي قبل‬
‫قيام الثورة (*) بأربعة أشهر "‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· من مبادئ الناصرية‪:‬‬
‫ـ الرية (*) والشتراكية (*) والوحدة‪ ،‬للقضاء على مشكلت العال العرب الربعة‪ :‬وهي‬
‫الستعمار (*) والتخلف والطبقية والتجزئة بي أقطار العال العرب‪( .‬وهي نفسها أفكار حزب‬
‫(*) البعث القومي اليساري‪ :‬الوحدة‪ ،‬الرية‪ ،‬الشتراكية)‪.‬‬

‫ـ الرية الطلوبة هي حرية الناصريي وليست حرية الشعب بكامله‪ ،‬إذ أن الناصرية القدية‬
‫(ف عهد عبد الناصر نفسه) رفعت شعارات ل حرية لعداء الرية‪ ،‬وهي تعتقد بأن كل‬
‫معارض لا من أعداء الرية‪.‬‬

‫الشتراكية أساس التقدم القتصادي‪ ..‬وهي أساس بناء متمع الكفاية والعدل‪ ،‬والجتمع الذي‬
‫ترفرف عليه الرفاهية كما يزعمون‪.‬‬

‫ـ ونادت الناصرية بتوزيع الثروة الوطنية لتحقيق التغيي الجتماعي‪.‬‬

‫ـ ونادت بالشتراكية العلمية (*)‪ ..‬وهي خليط من الشتراكية الاركسية والليبالية (*)‬
‫الغربية والفكار والوطنية مع شيء من الفكار الدينية‪.‬‬
‫ـ الوحدة هي أساس القوة العربية‪ ..‬والعروبة أو القومية العربية هي أساس قيام الوحدة‪.‬‬
‫وأغفلت الناصرية رباط العقيدة الت ل تؤمن الشعوب العربية إل با ول تتمع إل حول‬
‫رايتها‪ .‬وهي أساس وحدة العرب ف الصدر الول‪.‬‬

‫ـ نادت الناصرية بالديقراطية (*) ومفهوم الديقراطية لديها هو ديقراطية التحالف السياسي‪،‬‬
‫تبعا لتحالف القوى الجتماعية‪ ..‬أو كما وصفها ممد حسني هيكل بديقراطية الوافقة‪ :‬أي‬
‫أن الزعيم الاكم ينفرد بالكم وبإصدار القرارات الصيية‪ ..‬ودور الشعب يقتصر على تأييد‬
‫هذه القرارات‪ .‬لنه يفترض ف الزعيم العصمة والصواب والكمة وتسيد إرادة الشعب‬
‫وحقوق التعبي عنها‪.‬‬

‫ـ العلمانية ـ أو اللدينية ـ من أسس الناصرية أيضاَ‪ ..‬فليس للدين (*) علقة بالجتمع‬
‫وقوانينه ونظام حياته‪ ،‬وإنا هو طقوس تعبدية ف السجد فحسب‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· الناصرية حركة قومية يسارية علمانية برزت بعد وفاة عبد الناصر لذلك فهي تعتمد على‬
‫الفكر القومي الذي ظهر بعد سقوط الدولة العثمانية‪.‬‬
‫· الفكر الاركسي الادي (*) أحد روافد فكرها الذي تلبسه الثوب القومي‪.‬‬
‫· الناصرية أبعدت الدين من كل مبادئها ومارساتا‪ ،‬من هنا جاء وصفها بالعلمانية (أو‬
‫اللدينية)‪.‬‬

‫النفوذ وأماكن النتشار‪:‬‬


‫نشأت الناصرية ف مصر وانتشرت ف باقي البلد العربية‪ ،‬وإن كان أتباعها ف البلد العربية‬
‫قلة من النتفعي‪ ،‬وقد طالب بعض الذين تعاونوا مع عبد الناصر إبان حكمه بتشكيل حزب‬
‫ناصري ف مصر وقد سح لم بذلك‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الناصرية تتجسد ف حفنة من الذين تعاونوا مع عبد الناصر إبان حكمه وأظهروا الولء‬
‫لشخصه فلما سح بالتعددية الزبية ف مصر اتفقوا على التجمع باسم القومية العربية وتت‬
‫لواء الرية (*) والشتراكية (*) والوحدة دون تديد واضح لضمون هذه الهداف‪ .‬ولكنهم‬
‫على أية حال يدينون بالولء لعبد الناصر ويعتبونه رائدهم مشيدين بواقفه اليابية بكم أنه‬
‫أنى اللكية الفاسدة ف مصر وأمم قناة السويس‪ ،‬وأنى الحتلل البيطان‪ ،‬وبن السد العال‪،‬‬
‫وحرر اليمن الشمال‪ ،‬وحقق مكاسب للعمال والفلحي‪ .‬ولكنهم يتغافلون عن سلبيات‬
‫حكمه الفظيعة‪ ،‬الت تتمثل ف إعلن الرب على التاه السلمي ف الداخل والارج‪،‬‬
‫وتعذيب حلة لوائه عذابا نكرا‪ ،‬تقتيل فطاحل علمائه من أمثال عبد القادر عودة وسيد قطب‬
‫وغيهم بعد ماكمات صورية‪.‬‬
‫· كما دأب على الوقوف دائما ف صف أعداء السلم ومناصرة سياستهم فأيد نرو ف‬
‫مواقفه الائرة ضد باكستان‪ ،‬وأيد نييري الذي قام بذبة ضد مسلمي زنبار‪ ،‬وأيد‬
‫مكاريوس الذي كافح من أجل إضاعة حقوق السلمي ف قبص‪.‬‬
‫وأحيا جاهلية (*) القرن العشرين بإثارة نعرة القومية العربية وإعلن الرب على ملوك البلدان‬
‫السلمية وتشجيع الؤامرات النقلبية‪.‬‬
‫· ورغم أنه ف أول حكم الثورة (*) كان قد جعل الديقراطية (*) أحد مبادئها‪ ،‬إل أنه ل‬
‫يسمح ببزوغ فجرها ووأدها ف مهدها وقضى على كافة الحزاب الطالبة با‪ ،‬وأنشأ الزب‬
‫(*) الشمول وألغى الدستور وجع السلطة كلها ف يده وظل طوال حكمه مثال الاكم‬
‫الستبد الذي يضرب خصومه بيد من حديد‪ ،‬دون أدن مراعاة للقيم الخلقية ويفتعل‬
‫الؤامرات للقضاء عليهم قضاء مبما‪.‬‬
‫وانتشر ف عهده التحلل الخلقي والتفكك السري والتزلف النفعي والفساد‪ ،‬وقام بإلغاء‬
‫الوقاف السلمية والحاكم الشرعية‪ ،‬وأضعف كيان الزهر‪ ،‬وأصبح للمخابرات والباحث‬
‫العامة والمن القومي السيطرة على كل الؤسسات ف الدولة‪ ،‬وقاصمة الظهر ف هذا كله أنه‬
‫ل وضاعت بسببها الضفة الغربية‬
‫عرّض اليش الصري لزية ساحقة ل يعرف لا التاريخ مثي ً‬
‫وقطاع غزة والولن والقدس الشريف وتكنت إسرائيل من توسيع رقعتها با ل تكن تلم‬
‫به‪.‬‬
‫· ويعتب مسؤولً عن انفصال السودان عن مصر وعن حرب اليمن وعن السماح لسرائيل‬
‫باستعمال مضيق تيان‪.‬‬
‫· والؤمل‪ ،‬إذا تملت الناصرية ـ بعد أن سح لا من جديد بتشكيل حزب سياسي ف مصر‬
‫ـ أن تفتح أنصارها عيونم على هذه القائق الؤلة ويصححوا مسارها نو فهم جديد‬
‫مستند للسلم كأهم عنصر إياب ف تقيق حكم نظيف قوامه العدالة الجتماعية وإناز‬
‫الرية والشورى كأساس متي لتجمع السلمي ووحدتم‪ .‬ولعلهم بذلك يفون وجه الناصرية‬
‫القبيح ويقضون على آثارها التعفنة ورموزها القذرة‪ ،‬ولم ف ماضيهم عبة وفيما حدث ف‬
‫الكويت تبصرة وذكرى (لن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ كنت رئيسا لصر ممد نيب‪.‬‬
‫ـ تاريخ بل وثائق ـ إبراهيم سعدة‪.‬‬
‫ـ البحث عن الذات‪ ،‬مني حافظ‪.‬‬
‫ـ مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف‪.‬‬
‫ـ ال أو الدمار‪ ،‬سعد جعة‪.‬‬
‫ـ الناصرية ف قفص التام ـ عبد التعال البي‪.‬‬
‫ـ الوتى يتكلمون ـ سامي جوهر‪.‬‬
‫ـ الناصرية وثنية سياسية ـ د‪ .‬فهمي الشناوي‪.‬‬
‫ـ من أسرار علقة الضباط الحرار بالخوان السلمي ـ حسي ممد أحد حودة‪.‬‬
‫اليهودية وما تفرع عنها‬
‫‪ -1‬اليهودية‬
‫‪-2‬يهود الدونة‬
‫‪-3‬الاسونية‬
‫‪-4‬الصهيونية‬
‫‪-5‬أبناء العهد «بناي برت»‬
‫‪-6‬الروتاري‬
‫‪-7‬الليونز‬
‫‪-8‬حيوت أو الرية‬
‫‪-9‬النتراكت‬
‫‪-10‬الوتراكت «شباب الروتاري»‬
‫اليهودية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫اليهودية‪ :‬هي ديانة العبانيي النحدرين من إبراهيم عليه السلم والعروفي بالسباط من بن‬
‫إسرائيل الذي أرسل ال إليهم موسى عليه السلم مؤيدا بالتوراة (*) ليكون لم نبيّا (*)‪.‬‬
‫واليهودية ديانة يبدو أنا منسوبة إل يهود الشعب‪ .‬وهذه بدورها قد اختلف ف أصلها‪ .‬وقد‬
‫تكون نسبة إل يهوذا أحد أبناء يعقوب وعممت على الشعب على سبيل التغليب‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· موسى عليه السلم‪ :‬رجل من بن إسرائيل‪ ،‬ولد ف مصر أيام فرعونا رمسيس الثان على‬
‫الرجح ‪1301‬ـ ‪ 1234‬ق‪.‬م وقد ترب ف قصر هذا الفرعون بعد أن ألقته أمه ف النهر‬
‫داخل تابوت عندما خافت عليه من فرعون‪ ،‬الذي كان يقتل أبناء بن إسرائيل‪ .‬ولا شبّ قتل‬
‫مصريّا ما دفعه للهرب إل مدين حيث عمل راعيا لدى شيخ صال هناك قيل أنه شعيب عليه‬
‫السلم الذي زوجه إحدى ابنتيه‪.‬‬

‫ـ ف طريق عودته إل مصر أوحى ال إليه ف سيناء بالرسالة‪ ،‬وأمره أن يذهب هو وأخوه‬
‫هارون إل فرعون لدعوته وللص بن إسرائيل‪ ،‬فأعرض عنهما فرعون وناصبهم العداء‪،‬‬
‫فخرج موسى ببن إسرائيل وقد كان ذلك سنة ‪1213‬ق‪.‬م ف عهد فرعونا منفتاح الذي‬
‫خلف أباه رمسيس الثان‪ ،‬ولق بم هذا الفرعون‪ ،‬لكن ال أغرقه ف اليم‪ ،‬ونّى موسى‬
‫وقومه‪.‬‬

‫ـ ف صحراء سيناء صعد موسى البل ليكلم ربه وليستلم اللواح‪ ،‬لكنه لا عاد وجد غالب‬
‫قومه قد عكفوا على عجل من ذهب صنعه لم السامري فزجرهم موسى‪ ،‬ولا أمرهم بدخول‬
‫فلسطي امتنعوا عليه وقالوا له‪( :‬إ ّن فيها قوما جبارين وإنّا لن ندخلها حت يرجوا منها فإنْ‬
‫يرجوا منها فإنّا داخلون)‪( .‬الائدة‪ )22 :‬فلما حاورهم رجال من بن جلدتم ف ذلك قالوا‬
‫لوسى‪( :‬إنّا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتل إنا ها هنا قاعدون)‪.‬‬
‫(الائدة‪ ،)24 :‬هنا دعا موسى على قومه‪( :‬قال رب إن ل أملك إل نفسي وأخي فافرق بيننا‬
‫وبي القوم الفاسقي)‪( .‬الائدة‪ .)25 :‬فغضب ال عليهم وتركهم يتيهون ف الصحراء أربعي‬
‫سنة مات خللا موسى ودفن ف كثيب أحر دون أن يدخل فلسطي‪.‬‬

‫ـ مات كذلك أخوه هارون ودفن ف جبل هور‪ ،‬ويذكر الؤرخون أن الذين كانوا مع موسى‬
‫ماتوا كلهم ف التيه‪ ،‬باستثناء اثني كان يوشع أحدها‪.‬‬

‫· يوشع بن نون‪ :‬تول القيادة بعد موسى‪ ،‬ودخل ببن إسرائيل عن طريق شرقي الردن إل‬
‫أريا‪ ،‬وقد مات يوشع سنة ‪1130‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫· ت تقسيم الرض الفتوحة بي الثن عشر سبطا‪ ،‬الذين كان يكمهم قضاة من الكهنة (*)‪،‬‬
‫وقد ظهرت فيهم خلل ذلك قاضية اسها دبورة‪ ،‬واستمر هذا العهد العشائري البدائي حوال‬
‫قرن من الزمان حسب تقدير الؤرخي‪.‬‬

‫· آخر القضاة صموئيل شاءول صار ملكا عليهم وهو الذي يسميه القرآن طالوت‪ ،‬وهو الذي‬
‫قادهم ف معارك ضارية ضد من حولم‪ ،‬وكان داود واحدا من جنوده‪ ،‬وف إحدى العارك‬
‫تغلب داود على جالوت قائد الفلسطينيي ومن هنا برز داود النب (*) القائد‪ .‬داود عليه‬
‫السلم أصبح اللك الثان فيهم‪ ،‬وقد بقي اللك ف أولده وراثيّا‪ ،‬واتذ من أورشليم (القدس)‬
‫عاصمة ملكه مشيدا اليكل القدس‪ ،‬ناقلً إليه التابوت‪ ،‬وقد دام حكمه أربعي سنة‪.‬‬

‫· سليمان بن داود عليهما السلم‪ :‬خلف أباه‪ ،‬وقد عل نمه حت إنه صاهر فرعون مصر‬
‫شيشنق ودانت له سبأ‪ ،‬لكن ملكه انكمش بعد ماته مقتصرا على غرب الردن‪.‬‬

‫· رحبعام‪ :‬الذي صار ملكا سنة ‪ 935‬ق‪.‬م إل أنه ل يظ ببايعة السباط‪ ،‬فمال عنه بنو‬
‫إسرائيل إل أخيه يربعام‪ ،‬ما أدى إل انقسام الملكة إل قسمي‪:‬‬

‫ـ شالية اسها إسرائيل وعاصمتها شكيم‪.‬‬


‫ـ جنوبية اسها يهوذا وعاصمتها أورشليم‪.‬‬
‫ـ حكم ف كل من الملكتي ‪ 19‬ملكا‪ ،‬واتصل الُلك ف ذرية سليمان ف ملكة يهوذا فيما‬
‫تنقل ف عدد من السر ف ملكة إسرائيل‪.‬‬

‫· عاموس‪ :‬نب (*) ظهر حوال سنة ‪ 750‬ق‪.‬م وهو أقدم أنبياء العهد القدي الذين وردت‬
‫أقوالم إلينا مكتوبة إذ عاش أيام يربعام الثان ‪783‬ـ ‪ 743‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫· وقع اليهود السرائيليون ف سنة ‪ 721‬ق‪.‬م تت قبضة الشوريي ف عهد اللك سرجون‬
‫الثان ملك آشور فزالوا من التاريخ‪ ،‬وسقطت ملكة يهوذا تت قبضة البابليي سنة ‪586‬‬
‫ق‪.‬م‪ ،‬وقد دمر نبوخذ نصر (بتنصر) أورشليم والعبد وسب اليهود إل بابل وهذا هو التدمي‬
‫الول‪.‬‬

‫· أشعيا‪ :‬عاش ف القرن الثامن ق‪.‬م وقد كان من مستشاري اللك حزقيال ملك يهوذا‬
‫‪729‬ـ ‪ 668‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫· أرميا‪650 :‬ـ ‪ 580‬ق‪.‬م ندد بأخطاء قومه‪ ،‬وقد تنبأ بسقوط أورشليم‪ ،‬ونادى بالضوع‬
‫للوك بابل ما جعل اليهود يضطهدونه ويعتدون عليه‪.‬‬

‫· حزقيال‪ :‬ظهر ف القرن السادس قبل اليلد‪ ،‬قال بالبعث والساب وبالسيح (*) الذي‬
‫سيجيء من نسل داود ليصبح ملكا على اليهود‪ ،‬وقد عاصر فترة سقوط ملكة يهوذا‪ ،‬أبعد‬
‫إل بابل بعد استسلم أورشليم‪.‬‬

‫· دانيال‪ :‬أعلن مستقبل الشعب السرائيلي إذ كان مشتهرا بالنامات والرؤى الرمزية‪ ،‬وقد‬
‫وعد شعبه باللص على يد السيح‪.‬‬

‫· سنة ‪ 538‬ق‪.‬م احتل قورش ملك الفرس بلد بابل وقد سح لم قورش بالعودة إل‬
‫فلسطي‪ ،‬ولكن ل يرجع منهم إل القليل‪.‬‬
‫· ف سنة ‪ 320‬ق‪.‬م آل الكم ف فلسطي إل السكندر الكب ومن بعده إل البطالة‪.‬‬
‫· اكتسح الرومان فلسطي سنة ‪ 63‬ق‪.‬م‪ .‬واستولوا على القدس بقيادة بامبيوس‪.‬‬
‫· وف سنة ‪ 20‬ق‪.‬م بن هيودس هيكل سليمان من جديد‪ ،‬وقد ظل هذا اليكل حت سنة‬
‫‪ 70‬م حيث دمر المباطور تيطس الدينة وأحرق اليكل‪ ،‬وهذا هو التدمي الثان‪ .‬وقد جاء‬
‫أوريانوس سنة ‪135‬م ليزيل معال الدينة تاما ويتخلص من اليهود بقتلهم وتشريدهم‪ ،‬وقد‬
‫بن هيكلً وثنيّا (اسه جوبيتار) مكان اليكل القدس‪ ،‬وقد استمر هذا اليكل الوثن حت دمره‬
‫النصارى ف عهد المباطور قسطنطي‪.‬‬
‫ـ ف سنة ‪636‬م فتح السلمون فلسطي وأجلوا عنها الرومان‪ ،‬وقد اشترط عليهم‬
‫صفرونيوس بطريرك النصارى أن ل يسكن الدينة أحد من اليهود‪.‬‬

‫ـ ف سنة ‪1897‬م بدأت الركة الديدة لليهود تت اسم الصهيونية‪ ،‬لبناء دولة إسرائيل‬
‫على أرض فلسطي (يراجع بث الصهيونية)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· ال ِفرَق اليهودية‪:‬‬
‫ـ الفريسيون‪ :‬أي التشددون‪ ،‬يسمون بالحبار أو الربانيي‪ ،‬هم متصوفة رهبانيون ل‬
‫يتزوجون‪ ،‬لكنهم يافظون على مذهبهم (*) عن طريق التبن‪ ،‬يعتقدون بالبعث واللئكة‬
‫وبالعال الخر‪.‬‬
‫ـ الصدقيون‪ :‬وهي تسمية من الضداد لنم مشهورون بالنكار‪ ،‬فهم ينكرون البعث‬
‫والساب والنة والنار وينكرون التلمود‪ ،‬كما ينكرون اللئكة والسيح النتظر‪.‬‬
‫ـ التعصبون‪ :‬فكرهم قريب من فكر الفريسيي لكنهم اتصفوا بعدم التسامح وبالعدوانية‪،‬‬
‫قاموا ف مطلع القرن اليلدي الول بثورة (*) قتلوا فيها الرومان‪ ،‬وكذلك كلّ من يتعاون من‬
‫اليهود مع هؤلء الرومان فأطلق عليهم اسم السفّاكي‪.‬‬
‫ـ الكتبة أو النّساخ‪ :‬عرفوا الشريعة من خلل عملهم ف النسخ والكتابة‪ ،‬فاتذوا الوعظ‬
‫وظيفة لم‪ ،‬يسمون بالكماء‪ ،‬وبالسادة‪ ،‬وواحدهم لقبه أب‪ ،‬وقد أثروا ثراءً فاحشا على‬
‫حساب مدارسهم ومريديهم‪.‬‬

‫ـ القرّاءون‪ :‬هم قلة من اليهود ظهروا عقب تدهور الفريسيي وورثوا أتباعهم‪ ،‬ل يعترفون إل‬
‫بالعهد القدي (*) ول يضعون للتلمود ول يعترفون به بدعوى حريتهم ف شرح التوراة (*)‪.‬‬

‫ـ السامريون‪ :‬طائفة من التهوّدين الذين دخلوا اليهودية من غي بن إسرائيل‪ ،‬كانوا يسكنون‬


‫جِبَالِ بيت القدس‪ ،‬أثبتوا نبوة (*) موسى وهارون ويوشع بن نون‪ ،‬دون نبوة من بعدهم‪.‬‬
‫ظهر فيهم رجل‪ ،‬يقال له اللفان‪ ،‬ادعى النبوة‪ ،‬وذلك قبل السيح (*) بائة سنة‪ .‬وقد تفرقوا‬
‫إل دوستانية وهم اللفانية‪ ،‬وإل كوستانية أي الماعة التصوفة‪ .‬وقبلة السامرة إل جبل يقال‬
‫له غريزي بي بيت القدس ونابلس‪ ،‬ولغتهم غي لغة اليهود العبانية‪.‬‬
‫ـ السبئية (*)‪ :‬هم أتباع عبد ال بن سبأ الذي دخل السلم ليدمره من الداخل‪ ،‬فهو الذي‬
‫نقل الثورة ضد عثمان من القول إل العمل مشعلً الفتنة‪ ،‬وهو الذي دسّ الحاديث الوضوعة‬
‫ليدعم با رأيه‪ ،‬فهو رائد الفت السياسية الدينية ف السلم‪.‬‬

‫· كتبهم‪:‬‬
‫ـ العهد القدي (*)‪ :‬وهو مقدس لدى اليهود والنصارى إذ أنه سجلٌ فيه شعر ونثر وحكم‬
‫وأمثال وقصص وأساطي وفلسفة وتشريع وغزل ورثاء‪ ..‬وينقسم إل قسمي‪:‬‬
‫‪1‬ـ التوراة (*)‪ :‬وفيه خسة أسفار‪ :‬التكوين أو اللق‪ ،‬الروج‪ ،‬اللوين‪ ،‬الخبار‪ ،‬العدد‪،‬‬
‫التثنية‪ ،‬ويطلق عليه اسم أسفار موسى‪.‬‬
‫‪2‬ـ أسفار (*) النبياء‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬
‫أ ) أسفار (*) النبياء التقدمي‪ :‬يشوع‪ ،‬يوشع بن نون‪ ،‬قضاة‪ ،‬صموئيل الول‪ ،‬صموئيل‬
‫الثان‪ ،‬اللوك الول‪ ،‬اللوك الثان‪.‬‬
‫ب ) أسفار النبياء التأخرين‪ :‬أشعيا‪ ،‬إرميا‪ ،‬حزقيال‪ ،‬هوشع‪ ،‬يوئيل‪ ،‬عاموس‪ ،‬عوبديا‪ ،‬يونان‪،‬‬
‫يونس‪ ،‬ميخا‪ ،‬ناحوم‪ ،‬حَبَقّوق‪ ،‬صَفَنْيا‪ ،‬حجّى‪ ،‬زكريا‪ ،‬ملخي‪.‬‬

‫ـ وهناك الكتابات وهي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ الكتابات العظيمة‪ :‬الزامي‪ ،‬الزبور‪ ،‬المثال‪ ،‬أمثال سليمان‪ ،‬أيوب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الجلت المس‪ :‬نشيد النشاد‪ ،‬راعوت‪ ،‬الرائي‪ ،‬مرائي إرميا‪ ،‬الامعة‪ ،‬أستي‪.‬‬
‫‪3‬ـ الكتب‪ :‬دانيال‪ ،‬عزرا‪ ،‬نميا‪ ،‬أخبار اليام الول‪ ،‬أخبار اليام الثان‪.‬‬

‫ـ هذه السفار (*) السابقة الذكر معترف با لدى اليهود‪ ،‬وكذلك لدى البوتستانت‪.‬‬

‫ـ أما الكنيسة الكاثوليكية‪ :‬فتضيف سبعة أخرى هي‪ :‬طوبيا‪ ،‬يهوديت‪ ،‬الكمة‪ ،‬يسوع بن‬
‫سياخ‪ ،‬باروخ‪ ،‬الكابي الول‪،‬الكابي الثان‪ .‬كما تعل أسفار اللوك أربعة وأولا وثانيها‬
‫بدلً من سفر صموئيل الول والثان‪.‬‬

‫ـ استي ويهوديت‪ :‬كل منهما أسطورة تكي قصة امرأة تت حاكم من غي بن إسرائيل‬
‫حيث تستخدم جالا وفتنتها ف سبيل رفع الظلم عن اليهود‪ ،‬فضلً عن تقدي خدمات لم‪.‬‬

‫ـ التلمود‪ :‬هو روايات شفوية تناقلها الاخامات حت جعها الاخام يوضاس سنة ‪150‬م ف‬
‫كتاب أساه الشنا أي الشريعة الكررة لا ف توراة موسى كاليضاح والتفسي‪ ،‬وقد أت‬
‫الراباي يهوذا سنة ‪216‬م تدوين زيادات وروايات شفوية‪ .‬وقد ت شرح هذه الشنا ف كتاب‬
‫سي جارا‪ ،‬ومن الشنا والمارا يتكون التلمود‪ ،‬ويتل التلمود عند اليهود منلة مهمة جدّا‬
‫تزيد على منلة التوراة (*)‪.‬‬

‫· أعيادهم‪:‬‬
‫ـ يوم الفصح‪ :‬وهو عيد خروج بن إسرائيل من مصر‪ ،‬يبدأ من مساء ‪ 14‬أبريل وينتهي‬
‫مساء ‪ 21‬منه ويكون الطعام فيه خبزا غي متمر‪.‬‬
‫ـ يوم التكفي‪ :‬ف الشهر العاشر من السنة اليهودية ينقطع الشخص تسعة أيام يتعبد فيها‬
‫ويصوم وتسمى أيام التوبة‪ ،‬وف اليوم العاشر الذي هو يوم التكفي ل يأكل فيه اليهودي ول‬
‫يشرب‪ ،‬ويضي وقته ف العبادة حيث يعتقد أنه تغفر فيه جيع سيئاته ويستعد فيه لستقبال‬
‫عام جديد‪.‬‬
‫ـ زيارة بيت القدس‪ :‬يتحتم على كل يهودي ذكر رشيد زيارة البيت القدس مرتي كل‬
‫عام‪.‬‬
‫ـ اللل الديد‪ :‬كانوا يتفلون ليلد كل هلل جديد حيث كانت تنفخ البواق ف البيت‬
‫القدس وتشعل النيان ابتهاجا به‪.‬‬
‫ـ يوم السبت‪ :‬ل يوز لديهم الشتغال ف هذا اليوم لنه اليوم الذي استراح فيه الرب كما‬
‫يعتقدون‪ .‬فقد اجتمعت اليهود على أن ال تعال لا فرغ من خلق السموات والرض استوى‬
‫على عرشه مستلقيا على قفاه واضعا إحدى رجليه على الخرى ـ تعال ال عما يقولون‬
‫علوا كبيا‪.‬‬

‫· الله (*)‪:‬‬
‫ـ اليهود كتابيون موحدون وهذا الصل‪.‬‬
‫ـ كانوا يتجهون إل التعدد والتجسيم والنفعية ما أدى إل كثرة النبياء (*) فيهم لردهم إل‬
‫جادة التوحيد كلما أصابم انراف ف مفهوم اللوهية‪.‬‬

‫ـ اتذوا العجل معبودا له بُعَيْد خروجهم من مصر‪ ،‬ويروي العهد القدي أن موسى قد عمل‬
‫لم حية من ناس وأن بن إسرائيل قد عبدوها بعد ذلك‪ ،‬كما أن الفعى مقدس لديهم لنا‬
‫تثل الكمة والدهاء‪.‬‬

‫ـ الله لديهم سوه يهوه (*) وهو ليس إلا معصوما بل يطئ ويثور ويقع ف الندم وهو يأمر‬
‫بالسرقة‪ ،‬وهو قاس‪ ،‬متعصب‪ ،‬مدمر لشعبه‪ ،‬إنه إله(*) بن إسرائيل فقط وهو بذا عدو‬
‫للخرين‪ ،‬ويزعمون أنه يسي أمام جاعة من بن إسرائيل ف عمود من سحاب‪.‬‬
‫· عزرا هو الذي أوجد توراة موسى بعد أن ضاعت‪ ،‬فبسبب ذلك وبسبب إعادته بناء اليكل‬
‫سي عزرا ابن ال وهو الذي أشار إليه القرآن الكري‪.‬‬

‫· أفكار ومعتقدات أخرى‪:‬‬


‫ـ يعتقدون بأن الذبيح من ولد إبراهيم هو إسحاق الولود من سارة‪ .‬والصحيح أنه إساعيل‪.‬‬

‫ـ ل يرد ف دينهم شيء ذو بال عن البعث واللود والثواب والعقاب إل إشارات بسيطة‬
‫وذلك أن هذه المور بعيدة عن تركيبة الفكر اليهودي الادي‪.‬‬

‫ـ الثواب والعقاب إنا يتم ف الدنيا‪ ،‬فالثواب هو النصر والتأييد‪ ،‬والعقاب هو السران والذل‬
‫و الستعباد‪.‬‬

‫ـ التابوت‪ :‬وهو صندوق كانوا يفظون فيه أغلى ما يلكون من ثروات ومواثيق وكتب‬
‫مقدسة‪.‬‬

‫ـ الذبح‪ :‬مكان مصص ليقاد البخور يوضع قدام الجاب الذي أمام التابوت‪.‬‬

‫ـ اليكل‪ :‬هو البناء الذي أمر به داود وأقامه سليمان‪ ،‬فقد بن بداخله الحراب (أي قدس‬
‫القداس) وهيّأ كذلك بداخله مكانا يوضع فيه تابوت عهد الرب‪.‬‬

‫ـ الكهانة (*)‪ :‬وتتص بأبناء ليفي (أحد أبناء يعقوب)‪ ،‬فهم وحدهم لم حق تفسي‬
‫النصوص وتقدي القرابي‪ ،‬وهم معفون من الضرائب وشخصياتم وسيلة يتقرب با إل ال‪،‬‬
‫فأصبحوا بذلك أقوى من اللوك‪.‬‬

‫ـ القرابي‪ :‬كانت تشمل الضحايا البشرية إل جانب اليوان والثمار‪ .‬ث اكتفى الله بعد‬
‫ذلك بزء من النسان وهو ما يقتطع منه ف عملية التان الت يتمسك با اليهود إل يومنا هذا‬
‫فضلً عن الثمار واليوان إل جانب ذلك‪.‬‬
‫ـ يعتقدون بأنم شعب ال الختار‪ ،‬وأن أرواح اليهود جزء من ال‪ ،‬وإذا ضرب أمي (*)‬
‫(جوييم) إسرائيليّا فكأنا ضرب العزة اللية‪ ،‬وأن الفرق بي درجة النسان واليوان هو‬
‫بقدار الفرق بي اليهودي وغي اليهودي‪.‬‬
‫ـ يوز غش غي اليهودي وسرقته وإقراضه بالربا الفاحش وشهادة الزور ضده وعدم الب‬
‫بالقسم أمامه‪ ،‬ذلك أن غي اليهود ف عقيدتم كالكلب والنازير والبهائم‪ ،‬بل أن اليهود‬
‫يتقربون إل ال بفعل ذلك بغي اليهودي‪.‬‬

‫ـ يقول التلمود عن السيح (*)‪ :‬إن يسوع الناصري موجود ف لات الحيم بي القار‬
‫والنار‪ ،‬وإن أمه مري أتت به من العسكري باندارا عن طريق الطيئة‪ ،‬وإن الكنائس النصرانية‬
‫هي مقام القاذورات والواعظون فيها أشبه بالكلب النابة‪.‬‬

‫ـ بسبب ظروف الضطهاد نشأت لديهم فكرة السيح النتظر كنوع من التنفيس والبحث‬
‫عن أمل ورجاء‪.‬‬
‫ـ يقولون بأن يعقوب قد صارع الرب‪ ،‬وأن لوطا قد شرب المر وزن بابنتيه بعد ناته إل‬
‫جبل صوغر‪ ،‬وأن داود قبيح ف عي الرب‪.‬‬

‫ـ لقد فقدت توراة (*) موسى بعد تريب اليكل أيام بتنصر فلما كتبت مرة ثانية أيام‬
‫أرتشتا ملك فارس جاءت مرفة عن أصلها‪ ،‬يقول ال تعال‪(:‬يرفون الكلم عن مواضعه‬
‫ونسوا حظا ما ذكروا به)‪.‬‬

‫ـ إن ديانتهم خاصة بم‪ ،‬مقفلة على الشعب اليهودي‪.‬‬

‫ـ الولد الكب الذي هو أول من يرث وله حظ اثني من إخوته‪ ،‬ول فرق بي الولود بنكاح‬
‫شرعي أو غي شرعي ف الياث‪.‬‬

‫ـ بعد الزواج تعد الرأة ملوكة لزوجها‪ ،‬ومالا ملك له‪ ،‬ولكن لكثرة اللفات فقد أقر بعد‬
‫ذلك أن تلك الزوجة رقبة الال والزوج يلك النفعة‪.‬‬
‫ـ من بلغ العشرين ول يتزوج فقد استحق اللعنة‪ ،‬وتعدد الزوجات جائز شرعا بدون حد‪،‬‬
‫فقد حدده الربانيون بأربع زوجات بينما أطلقه القراءون‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· عبادة العجل مأخوذة عن قدماء الصريي حيث كانوا هناك قبل الروج‪ ،‬والفكر الصري‬
‫القدي يعد مصدرا رئيسيّا للسفار ف العهد القدي(*)‪.‬‬

‫· أهم مصدر اعتمدت عليه أسفار (*) العهد القدي (*) هو تشريع حوراب الذي يرجع إل‬
‫نو سنة ‪ 1900‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد اكتشف هذا التشريع ف سنة ‪1902‬م مفورا على عمود أسود‬
‫من الصخر وهو أقدم تشريع سامي معروف حت الن‪.‬‬

‫· يقول التلمود بالتناسخ (*) وهي فكرة تسربت لبابل من الند فنقلها حاخامات بابل إل‬
‫الفكر اليهودي‪.‬‬

‫· تأثروا بالفكر النصران فتراهم يقولون‪ " :‬تسبب يا أبانا ف أن نعود إل شريعتك‪ ،‬قربنا يا‬
‫ملكنا إل عبادتك وعد بنا إل التوبة النصوح ف حضرتك"‪.‬‬

‫· ف بعض مراحلهم عبدوا آلة (*) البلعيم والعشتارت وآلة آرام وآلة صيدوم‪ ،‬وآلة مؤاب‬
‫وآلة الفلسطينيي (سفر القضاء‪.)10/60 :‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· عاش العبيون ف الصل ـ ف عهد أبيهم إسرائيل ـ ف منطقة الردن وفلسطي‪ ،‬ث انتقل‬
‫بنو إسرائيل إل مصر ث ارتلوا إل فلسطي ليقيموا هناك متمعا يهوديّا‪ ،‬ولكن نظرا لنعزالم‬
‫واستعلئهم وعنصريتهم وتآمرهم‪ ،‬فقد اضطهدوا وشردوا‪ ،‬فتفرقوا ف دول العال فوصل‬
‫بعضهم إل أوروبا وروسيا ودول البلقان والمريكتي وأسبانيا‪ ،‬بينما اته بعضهم إل داخل‬
‫الزيرة العربية الت أجلوا عنها مع فجر السلم‪ ،‬كما عاش بعضهم ف أفريقيا وآسيا‪.‬‬
‫· منذ ناية القرن اليلدي الاضي ما يزالون يمعون أشتاتم ف أرض فلسطي ترضهم على‬
‫ذلك وتشجعهم الصهيونية والصليبية‪.‬‬

‫· ما ل شك فيه أن اليهود الاليي ـ الذين يبلغون حوال خسة عشر مليونا ـ ل يتون‬
‫بصلة إل العبانيي السرائيليي القدماء النحدرين من إبراهيم عليه السلم‪ ،‬إذ أنم حاليا‬
‫أخلط من شعوب الرض التهودين الذين تسوقهم دوافع استعمارية‪ .‬أما الذين يرجعون إل‬
‫ل هم اليوم ـ وف إسرائيل باصة ـ يهود من الدرجة الدنيا‪.‬‬ ‫أصول إسرائيلية فع ً‬

‫· ظهر لكثي من الباحثي ف أمر التوراة (*)‪ ،‬من خلل ملحظة اللغات والساليب وما‬
‫تشتمل عليه من موضوعات وأحكام وتشاريع‪ ،‬أنا قد ألفت ف عصور متلفة وبأقلم متلفة‪،‬‬
‫وف هذا يقول سبحانه عنهم‪( :‬فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ث يقولون هذا من عند ال‬
‫ليشتروا به ثنا قليلً فويل لم ما كتبت أيديهم وويل لم ما يكسبون) [سورة البقرة‪ ،‬آية‪:‬‬
‫‪.]79‬‬

‫· كما استطاع النقد الديث أن يثبت تعارض نصوص التوراة والنيل (*) مع الكثي من‬
‫القائق العلمية العاصرة‪ ،‬أما النقد الباطن لا فقد اعتبها مموعا متنافرا ـ كما يقول‬
‫موريس بوكاي ـ وهذا يكفي لن يريد التأكد بأن التوراة ل يكن الستناد إل معطياتا لا‬
‫اعتراها من تناقض وقصص موهة بل وأشعار مشكوك ف صحتها أيضا‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن اليهودية هي ديانة العبانيي النحدرين من إبراهيم عليه السلم والعروفي بالسباط من بن‬
‫إسرائيل " يعقوب عليه السلم "‪ .‬وقد أرسل ال تعال إليهم موسى عليه السلم مؤيدا بالتوراة‬
‫ليكون لم نبيا (*)‪ .‬واليهود ينقسمون إل فرق هي‪ :‬الفريسيون وهم يعتقدون بالبعث‬
‫واللئكة وبالعال الخر‪ .‬الصدقيون وهم ينكرون التلمود واللئكة والسيح النتظر‪.‬‬
‫والتعصبون ويتصفون بالعدوانية‪ .‬والكتبة أو النساخ وقد عرفوا الشريعة من خلل عملهم ف‬
‫الكتابة وقد أثروا على حساب مدارسهم ومريديهم‪ .‬والقراءون وهم ل يعترفون إل بالعهد‬
‫القدي ول يضعون للتلمود‪ .‬والسامريون وهم طائفة من التهودين من غي بن إسرائيل‪.‬‬
‫والسبئية (*) وهم أتباع عبد ال بن سبأ الذي دخل السلم ليدمره من الداخل‪.‬‬

‫وكتبهم هي العهد القدي (*) وهو ينطوي على شعر ونثر وحكم وأمثال وقصص وأساطي‬
‫وفلسفة وتشريع وغزل ورثاء‪ ،‬وينقسم إل التوراة وأسفار النبياء بنوعيها‪ .‬وهناك التلمود وهو‬
‫روايات شفوية جعت ف كتاب اسه الشنا أي الشريعة الكررة‪ ،‬وقد شرحت الشنا ف كتاب‬
‫اسه جارا‪.‬‬

‫اليهود من حيث الصل كتابيون موحدين‪ ،‬غي أنم اتهوا إل التعدد والتجسيم والنفعية فكثر‬
‫أنبياؤهم‪ ،‬وقد عبدوا العجل وقدسوا الفعى‪ .‬وقد تأكد أن التوراة ألفت ف عصور متلفة‬
‫وبأقلم متلفة‪ ،‬ولذا فإن كثيا من نصوصها تعارض القائق العلمية العاصرة‪ ،‬كما يعارض‬
‫بعضها بعضا‪.‬‬

‫‪---------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ إظهار الق‪ ،‬رحة ال الندي‪.‬‬
‫ـ اليهود‪ :‬نشأتم وعقيدتم ومتمعهم‪ ،‬زكي شنودة ـ ط ‪ 1‬ـ مكتبة نضة مصر ـ‬
‫‪1974‬م‪.‬‬
‫ـ تاريخ القباط‪ ،‬زكي شنودة‪.‬‬
‫ـ ال‪ ،‬عباس ممود العقاد‪.‬‬
‫ـ خطر اليهودية العالية على السلم والسيحية‪ ،‬عبد ال التل‪.‬‬
‫ـ مقارنة الديان‪ :‬اليهودية‪ ،‬د‪ .‬أحد شلب ـ ط ‪ 4‬ـ النهضة الصرية ـ ‪1974‬م‪.‬‬
‫ـ اليهود ف تاريخ الضارات الول‪ ،‬غوستاف لوبون ـ ترجة عادل زعيتر ـ طبعة عيسى‬
‫الباب اللب‪.‬‬
‫ـ التوراة‪ ،‬عرض وتليل‪ ،‬د‪ .‬فؤاد حسني‪.‬‬
.‫ ممد عزة دروزة‬،‫ـ تاريخ بن إسرائيل من أسفارهم‬
‫ عبد القادر شيبة المد ـ مطبوعات الامعة السلمية‬،‫ـ الديان والفرق والذاهب العاصرة‬
.‫بالدينة النورة‬

:‫الراجع الجنبية‬
.Berry: Religions of the World -
.Reinach: History of Religion -
.Smith J.W.D: God and Man in Early Israel -
.Kirk: A short History of the Middle East -
Max Margolis and Alexander Mare: A History of the -
.Jewish People
.Herzle: The Jewish state -
.Weech: Civilization of Near East -
.Wells: A short History of the World -
‫يهود الدونة‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هم جاعة من اليهود أظهروا السلم وأبطنوا اليهودية للكيد للمسلمي‪ ،‬سكنوا منطقة الغرب‬
‫من آسيا الصغرى وأسهموا ف تقويض الدولة العثمانية وإلغاء اللفة (*) عن طريق انقلب‬
‫جاعة التاد والترقي (*)‪ ..‬ول يزالون إل الن يكيدوا للسلم‪ ،‬لم براعة ف مالت‬
‫القتصاد والثقافة والعلم؛ لنا هي وسائل السيطرة على الجتمعات‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· أسسها سباتاي زيفي ‪1626‬م ـ ‪1675‬م‪ :‬وهو يهودي أسبان الصل‪ ،‬تركي الولد‬
‫والنشأة‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪1648‬م حي أعلن أنه مسيح (*) بن إسرائيل وملصهم الوعود‬
‫واسه القيقي موردخاي زيفي وعرف بي التراك باسم قرامنتشته‪.‬‬
‫ـ استفحل خطر سباتاي فاعتقلته السلطات العثمانية وناقشه العلماء ف ادعاءاته ولا عرف أنه‬
‫تقرر قتله أظهر رغبته ف السلم‪ ،‬وتسمى باسم ممد أفندي‪.‬‬
‫ـ واصل دعوته الدامة من موقعه الديد كمسلم وكرئيس للحجاب وأمر أتباعه بأن يظهروا‬
‫السلم ويبقوا على يهوديتهم ف الباطن‪.‬‬
‫ـ طلب من الدولة السماح له بالدعوة ف صفوف اليهود فسمحت له بذلك فعمل بكل‬
‫خبث واستفاد من هذه الفرصة العظيمة للنيل من السلم‪.‬‬
‫ـ اتضح للحكومة بعد أكثر من ‪ 10‬سنوات أن إسلم سباتاي كان خدعة فنفته إل ألبانيا‬
‫ومات با‪.‬‬
‫· أطلق التراك على أتباع هذا الذهب الدونة وهي مشتقة من الصدر التركي دونك بعن‬
‫العودة والرجوع‪.‬‬
‫· إبراهام نطحان‪ :‬يهودي‪ ،‬وقد أصبح رسول سباتاي إل الناس‪.‬‬
‫· جوزيف بيلوسوف‪ :‬وهو خليفة سباتاي ووالد زوجته الثانية‪ ،‬كان يتحرك باسم عبد الغفور‬
‫أفندي‪.‬‬
‫· مصطفى جلب رئيس فرقة قاش وهي من ضمن ثلث فرق تفرعت عن الدونة وهم اليعاقبة‬
‫والقاقاشية والقاباتية‪.‬‬
‫· ليس لم مؤلفات مطبوعة ومتداولة ولكن لم نشرات سرية كثية يتداولولنها فيما بينهم‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يعتقدون أن سباتاي هو مسيح إسرائيل الخلص لليهود‪.‬‬
‫· يقولون إن السم القدي لسباتاي صعد إل السماء فعاد بأمر ال ف شكل ملك يلبس‬
‫اللباب والعمامة ليكمل رسالته‪.‬‬
‫· يظهرون السلم ويبطنون اليهودية الاكرة الاقدة على السلمي‪.‬‬
‫· ل يصومون ول يصلون ول يغتسلون من النابة‪ ،‬وقد يظهرون بعض الشعائر السلمية ف‬
‫بعض الناسبات كالعياد مثلً إيهاما وخداعا‪ ،‬ومراعاة لعادات التراك ذرّا للرماد ف عيونم‬
‫ومافظة على مظاهرهم كمسلمي‪.‬‬
‫· يرمون مناكحة السلمي‪ ،‬ول يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إل‬
‫بعد الزواج‪.‬‬
‫· لم أعياد كثية تزيد على العشرين منها‪ :‬الحتفال بإطفاء النوار وارتكاب الفواحش‪،‬‬
‫ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون‪ ،‬ويكتسبون نوعا من القدسية بي أفراد الدونة‪.‬‬
‫· لم زي خاص بم فالنساء ينتعلن الحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع‬
‫لفها بعمامة خضراء‪.‬‬
‫· يرمون البادرة بالتحية لغيهم‪.‬‬
‫· يهاجون حجاب الرأة ويدعون إل السفور والتحلل من القيم ويدعون إل التعليم الختلط‬
‫ليفسدوا على المة شبابا‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫· عقيدتم يهودية صرفة وبالتال فهم يتحلّون بالصال الساسية لليهود‪ ،‬كالبث والراوغة‬
‫والدهاء والكذب والب والغدر‪ ،‬وتظاهرهم بالسلم إنا هو وسيلة لضرب السلم من‬
‫داخله‪.‬‬
‫· لم علقة وطيدة بالاسونية‪ ،‬وكان كبار الدونة من كبار الاسونيي‪.‬‬
‫· يعملون ضمن مططات الصهيونية العالية‪.‬‬
‫· يتلكون ويديرون أكثر الرائد التركية انتشارا مثل جريدة حريت وملة حياة وملة التاريخ‬
‫وجريدة مليت وجريدة جهوريت وكلها تمل اتاهات يسارية ولا تأثي واضح على الرأي‬
‫العام التركي‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· غالبيتهم العظمى توجد الن ف تركيا‪.‬‬
‫ـ ما يزالون إل الن يلكون ف تركيا وسائل السيطرة على العلم والقتصاد‪ ،‬ولم مناصب‬
‫حساسة جدّا ف الكومة‪.‬‬
‫ـ كانوا وراء تكوين جاعة التاد والترقي (*) الت كانت جل أعضائها منهم‪ ،‬وكما ساهوا‬
‫من موقعهم هذا ف علمنة تركيا السلمة‪ ،‬وسخروا كثيًا من شباب السلمي الخدوعي لدمة‬
‫أغراضهم التدميية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الدونة طائفة من اليهود ادعت السلم ول علقة لم به قدر ذرة‪ ،‬وكانوا يتحينون الفرص‬
‫للنتقام من السلم وإفساد الياة الجتماعية السلمية والجوم على شعائر السلم‪ .‬ويكفي‬
‫أنم أداروا الزء العظم من انقلب تركيا الفتاة الذي أسقط السلطان عبد الميد الثان‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ يهود الدونة‪ ،‬ممد علي قطب‪.‬‬
‫ـ وثائق منظمات وعادات السباتاي‪ ،‬إبراهيم غالنت‪.‬‬
‫ـ مموعة مقالت عن الدونة‪ ،‬علء الدين غوسة‪.‬‬
‫ـ يهود الدونة‪ ،‬للدكتور ممد عمر (مؤسسة الدراسات التاريية)‪.‬‬
‫الاسونية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الاسونية لغة معناها البناءون الحرار‪ ،‬وهي ف الصطلح منظمة يهودية سرية هدامة‪ ،‬إرهابية‬
‫غامضة‪ ،‬مكمة التنظيم تدف إل ضمان سيطرة اليهود على العال وتدعو إل اللاد (*(‬
‫والباحية والفساد‪ ،‬وتتستر تت شعارات خداعه (حرية (*) ـ إخاء ـ مساواة ـ إنسانية)‬
‫جلّ أعضائها من الشخصيات الرموقة ف العال‪ ،‬من يوثقهم عهدا بفظ السرار‪ ،‬ويقيمون ما‬
‫يسمى بالحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالهام‪ ،‬تهيدا لتأسيس جهورية ديقراطية عالية‬
‫ـ كما يدعون ـ وتتخذ الوصولية والنفعية أساسا لتحقيق أغراضها ف تكوين حكومة ل‬
‫دينية عالية‪.‬‬

‫· التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫لقد أسسها هيودس أكريبا (ت ‪44‬م) ملك من ملوك الرومان بساعدة مستشاريه اليهوديي‪:‬‬
‫ـ حيان أبيود‪ :‬نائب الرئيس‪.‬‬
‫ـ موآب لمي‪ :‬كات سر أول‪.‬‬
‫· ولقد قامت الاسونية منذ أيامها الول على الكر والتمويه والرهاب حيث اختاروا رموزا‬
‫وأساء وإشارات لليهام والتخويف وسوا مفلهم (هيكل أورشليم) لليهام بأنه هيكل‬
‫سليمان عليه السلم‪.‬‬
‫· قال الاخام لكويز‪ :‬الاسونية يهودية ف تاريها ودرجاتا وتعاليمها وكلمات السر فيها‬
‫وف إيضاحاتا‪ ..‬يهودية من البداية إل النهاية‪.‬‬
‫· أما تاريخ ظهورها فقد اختلف فيه لتكتمها الشديد‪ ،‬والراجح أنا ظهرت سنة ‪43‬م‪.‬‬
‫· وسيت القوة الفية وهدفها التنكيل بالنصارى واغتيالم وتشريدهم ومنع دينهم من‬
‫النتشار‪.‬‬
‫· كانت تسمى ف عهد التأسيس (القوة الفية) ومنذ بضعة قرون تسمت بالاسونية لتتخذ من‬
‫نقابة البنائي الحرار لفتة تعمل من خللا ث التصق بم السم دون حقيقة‪.‬‬

‫· تلك هي الرحلة الول‪ .‬أما الرحلة الثانية للماسونية فتبدأ سنة ‪1770‬م عن طريق آدم‬
‫وايزهاويت السيحي اللان (ت ‪1830‬م) الذي ألد (*) واستقطبته الاسونية ووضع الطة‬
‫الديثة للماسونية بدف السيطرة على العال وانتهى الشروع سنة ‪1776‬م‪ ،‬ووضع أول مفل‬
‫ف هذه الفترة (الحفل النوران) نسبة إل الشيطان الذي يقدسونه‪.‬‬

‫· استطاعوا خداع ألفي رجل من كبار الساسة والفكرين وأسسوا بم الحفل الرئيسي‬
‫السمى بحفل الشرق الوسط‪ ،‬وفيه ت إخضاع هؤلء الساسة لدمة الاسونية‪ ،‬وأعلنوا‬
‫شعارات براقة تفي حقيقتهم فخدعوا كثيا من السلمي‪.‬‬

‫· ميابو‪ ،‬كان أحد مشاهي قادة الثورة الفرنسية‪.‬‬

‫· مازين اليطال الذي أعاد المور إل نصابا بعد موت وايزهاويت‪.‬‬

‫· النرال المريكي (البت مايك) سرح من اليش فصب حقده على الشعوب من خلل‬
‫الاسونية‪ ،‬وهو واضع الطط التدميية منها موضع التنفيذ‪.‬‬

‫· ليوم بلوم الفرنسي الكلف بنشر الباحية أصدر كتابا بعنوان الزواج ل يعرف أفحش منه‪.‬‬
‫· كودير لوس اليهودي صاحب كتاب العلقات الطرة‪.‬‬
‫· لف أريدج وهو الذي أعلن ف مؤتر الاسونية سنة ‪1865‬م ف مدينة أليتش ف جوع من‬
‫الطلبة اللان والسبان والروس والنليز والفرنسيي قائلً‪ " :‬يب أن يتغلب النسان على‬
‫الله (*) وأن يعلن الرب عليه وأن يرق السموات ويزقها كالوراق"‪.‬‬
‫· ماتسين جوزيب ‪1805‬ـ ‪1872‬م‪.‬‬
‫· ومن شخصياتم كذلك‪ :‬جان جاك روسو‪ ،‬فولتي (ف فرنسا)‪ ،‬جرجي زيدان (ف مصر)‪،‬‬
‫كارل ماركس وأنلز (ف روسيا) والخيان كانا من ماسونيي الدرجة الادية والثلثون ومن‬
‫منتسب الحفل النليزي ومن الذين أداروا الاسونية السرية وبتدبيها صدر البيان الشيوعي‬
‫الشهور‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· يكفرون بال ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبون ذلك خزعبلت وخرافات‪.‬‬

‫· يعملون على تقويض الديان (*)‪.‬‬

‫· العمل على إسقاط الكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الكم الوطنية ف البلد الختلفة‬
‫والسيطرة عليها‪.‬‬

‫· إباحة النس واستعمال الرأة كوسيلة للسيطرة‪.‬‬

‫· العمل على تقسيم غي اليهود إل أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم‪.‬‬

‫· تسليح هذه الطراف وتدبي حوادث لتشابكها‪.‬‬

‫· بث سوم النـزاع داخل البلد الواحد وإحياء روح القليات الطائفية العنصرية‪.‬‬

‫· تدي البادئ الخلقية (*) والفكرية والدينية ونشر الفوضى ولنلل والرهاب واللاد‬
‫(*)‪.‬‬

‫· استعمال الرشوة بالال والنس مع الميع وخاصة ذوي الناصب الساسة لضمهم لدمة‬
‫الاسونية والغاية عندهم تبر الوسيلة‪.‬‬

‫· إحاطة الشخص الذي يقع ف حبائلهم بالشباك من كل جانب لحكام السيطرة عليه‬
‫وتسييه كما يريدون ولينفذ صاغرا كل أوامرهم‪.‬‬
‫· الشخص الذي يلب رغبتهم ف النضمام إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط دين أو‬
‫أخلقي أو وطن وأن يعل ولءه (*) خالصا للماسونية‪.‬‬

‫· إذا تلمل الشخص أو عارض ف شيء تدبر له فضيحة كبى وقد يكون مصيه القتل‪.‬‬

‫· كل شخص استفادوا منه ول تعد لم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة مكنة‪.‬‬

‫· العمل على السيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميية‪.‬‬

‫· السيطرة على الشخصيات البارزة ف متلف الختصاصات لتكون أعمالم متكاملة‪.‬‬

‫· السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والعلم واستخدامها كسلح فتاك شديد‬
‫الفاعلية‪.‬‬

‫· بث الخبار الختلفة والباطيل والدسائس الكاذبة حت تصبح كأنا حقائق لتحويل عقول‬
‫الماهي وطمس القائق أمامهم‪.‬‬

‫· دعوة الشباب والشابات إل النغماس ف الرذيلة وتوفي أسبابا لم وإباحة التصال بالحارم‬
‫وتوهي العلقات الزوجية وتطيم الرباط السري‪.‬‬

‫· الدعوة إل العقم الختياري وتديد النسل لدى السلمي‪.‬‬

‫· السيطرة على النظمات الدولية بترؤسها من قبل أحد الاسونيي كمنظمة المم التحدة (*)‬
‫للتربية والعلوم والثقافة ومنظمات الرصاد الدولية‪ ،‬ومنظمات الطلبة والشباب والشابات ف‬
‫العال‪.‬‬

‫· لم درجات ثلث‪:‬‬
‫ـ ال ُعمْي الصغار‪ :‬والقصود بم البتدئون من الاسونيي‪.‬‬
‫ـ الاسونية اللوكية‪ :‬وهذه ل ينالا إل من تنكر كليّا لدينه ووطنه وأمته وترد لليهودية ومنها‬
‫يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلثون كتشرشل وبلفور‪.‬‬
‫ـ الاسونية الكونية‪ :‬وهي قمة الطبقات‪ ،‬وكل أفرادها يهود‪ ،‬وهم أحاد‪ ،‬وهم فوق الباطرة‬
‫واللوك والرؤساء لنم يتحكمون فيهم‪ ،‬وكل زعماء الصهيونية من الاسونية الكونية‬
‫كهرتزل‪ ،‬وهم الذين يططون للعال لصال اليهود‪.‬‬
‫· يتم قبول العضو الديد ف جو مرعب ميف وغريب حيث يقاد إل الرئيس معصوب العيني‬
‫وما أن يؤدي يي حفظ السر ويفتح عينيه حت يفاجأ بسيوف مسلولة حول عنقه وبي يديه‬
‫كتاب العهد القدي (*) ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جاجم بشرية وأدوات هندسية‬
‫مصنوعة من خشب … وكل ذلك لبث الهابة ف نفس العضو الديد‪.‬‬
‫· هي كما قال بعض الؤرخي‪ " :‬آلة صيد بيد اليهودية يصرعون با الساسة ويدعون عن‬
‫طريقها المم والشعوب الاهلة"‪.‬‬
‫· والاسونية وراء عدد من الويلت الت أصابت المة السلمية ووراء جل الثورات (*) الت‬
‫وقعت ف العال‪ :‬فكانوا وراء إلغاء اللفة السلمية (*) وعزل السلطان عبد الميد‪ ،‬كما‬
‫كانوا وراء الثورة الفرنسية و البلشفية والبيطانية‪.‬‬
‫· تشترط الاسونية على من يلتحق با التخلي عن كل رابطة دينية أو وطنية أو عرقية ويسلم‬
‫قياده لا وحدها‪.‬‬
‫· حقائق الاسونية ل تكشف لتباعها إل بالتدريج حي يرتقون من مرتبة إل مرتبة وعدد‬
‫الراتب ثلث وثلثون‪.‬‬
‫· يمل كل ماسون ف العال فرجارا صغيا وزاوية لنما شعار الاسونية منذ أن كانا الداتي‬
‫الساسيتي اللتي بن بما سليمان اليكل القدس بالقدس‪.‬‬
‫· يردد الاسونيون كثيا كلمة " الهندس العظم للكون " ويفهمها البعض على أنم يشيون‬
‫با إل ال سبحانه وتعال والقيقة أنم يعنون " حياما " إذ هو مهندس اليكل وهذا هو‬
‫الكون ف نظرهم‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫جذور الاسونية يهودية صرفة‪ ،‬من الناحية الفكرية ومن حيث الهداف والوسائل وفلسفة‬
‫التفكي‪ .‬وهي بضاعة يهودية أولً وأخرا‪ ،‬وقد اتضح أنم وراء الركات الدامة للديان(*)‬
‫والخلق (*)‪ .‬وقد نحت الاسونية بواسطة جعية التاد والترقي (*) ف تركيا ف القضاء‬
‫على اللفة السلمية (*)‪ ،‬وعن طريق الحافل الاسونية سعى اليهود ف طلب أرض فلسطي‬
‫من السلطان عبد الميد الثان‪ ،‬ولكنه رفض رحه ال‪ ،‬وقد أغلقت مافل الاسونية ف مصر‬
‫سنة ‪1965‬م بعد أن ثبت تسسهم لساب إسرائيل‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· ل يعرف التاريخ منظمة سرية أقوي نفوذا من الاسونية‪ ،‬وهي من شر مذاهب الدم الت‬
‫تفتق عنها الفكر اليهودي‪.‬‬
‫· ويرى بعض الحققي أن الضعف قد بدأ يتغلل ف هيكل الاسونية وأن التجانس القدي ف‬
‫التفكي وف طرق النتساب قد تداعى‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الاسونية تعادي الديان (*) جيعا‪ ،‬وتسعى لتفكيك الروابط الدينية‪ ،‬وهز أركان‬
‫الجتمعات النسانية‪ ،‬وتشجع على التفلت من كل الشرائع والنظم والقواني‪ .‬وقد أوجدها‬
‫حكماء صهيون لتحقيق أغراض التلمود وبروتوكولتم ‪ ،‬وطابعها التلون والتخفي وراء‬
‫الشعارات الباقة‪ ،‬ومن والهم أو انتسب إليهم من السلمي فهو ضال أو منحرف أو كافر‬
‫(*)‪ ،‬حسب درجة ركونه إليهم‪.‬‬

‫وقد أصدرت لنة الفتوى بالزهر بيانا بشأن الاسونية والندية التابعة لا مثل الليونز‬
‫والروتاري جاء فيه‪:‬‬
‫"ويرم على السلمي أن ينتسبوا لندية هذا شأنا وواجب السلم أل يكون إمعة يسي وراء‬
‫كل داعٍ ونادٍ‪ ،‬بل واجبه أن يتثل لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم حيث يقول‪ " :‬ل يكن‬
‫أحدكم إمعةً يقول‪ :‬إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن‬
‫أحسن الناس أن تسنوا وإن أساءوا أن تتنبوا إساءتم"‪.‬‬

‫وواجب السلم أن يكون يقظا ل يغرّر به‪ ،‬وأن يكون للمسلمي أنديتهم الاصة بم‪ ،‬ولا‬
‫مقاصدها وغاياتا العلنية‪ ،‬فليس ف السلم ما نشاه ول ما نفيه وال أعلم)‪.‬‬

‫رئيس الفتوى بالزهر ‪ :‬عبد ال النشد‬

‫· كما أصدر الجمع الفقهي التابع لرابطة العال السلمي فتوى أخرى جاء فيها‪:‬‬

‫ـ " وقد قام أعضاء الجمع بدراسة وافية عن هذه النظمة الطية‪ ،‬وطالع ما كتب عنها من‬
‫قدي وجديد‪ ،‬وما نشر من وثقائها فيما كتبه ونشره أعضاؤها‪ ،‬وبعض أقطابا من مؤلفات‪،‬‬
‫ومن مقالت ف الجلت الت تنطق باسها‪.‬‬

‫ـ وقد تبي للمجمع بصورة ل تقبل الريب من مموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن الاسونية منظمة سرية تفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة‪ ،‬بسب ظروف الزمان‬
‫والكان‪ ،‬ولكن مبادئها القيقية الت تقوم عليها هي سرية ف جيع الحوال مجوب علمها‬
‫حت على أعضائها إل خواص الواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إل مراتب عليا فيها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أنا تبن صلة أعضائها بعضهم ببعض ف جيع بقاع الرض على أساس ظاهري للتمويه‬
‫على الغفلي وهو الخاء والنسان الزعوم بي جيع الداخلي ف تنظيمها دون تييز بي‬
‫متلف العقائد والنحل والذاهب (*)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أنا تذب الشخاص إليها من يهمها ضمهم إل تنظيمها بطريق الغراء بالنفعة‬
‫الشخصية‪ ،‬على أساس أن كل أخ ماسون مند ف عون كل أخ ماسون آخر‪ ،‬ف أي بقعة من‬
‫بقاع الرض‪ ،‬يعينه ف حاجاته وأهدافه ومشكلته‪ ،‬ويؤيده ف الهداف إذا كان من ذوي‬
‫الطموح السياسي‪ ،‬ويعينه إذا وقع ف مأزق من الآزق أيا كان على أساس معاونته ف الق ل‬
‫الباطل‪ .‬وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من متلف الراكز الجتماعية وتأخذ منهم‬
‫اشتراكات مالية ذات بال‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إن الدخول فيه يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تت مراسم وأشكال‬
‫رمزية إرهابية لرهاب العضو إذا خالف تعليماتا والوامر الت تصدر إليه بطريق التسلسل ف‬
‫الرتبة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن العضاء الغفلي يتركون أحرارا ف مارسة عباداتم الدينية وتستفيد من توجيههم‬
‫وتكليفهم ف الدود الت يصلحون لا ويبقون ف مراتب دنيا‪ ،‬أما اللحدة أو الستعدون‬
‫لللاد فترتقي مراتبهم تدرييّا ف ضوء التجارب والمتحانات التكررة للعضو على حسب‬
‫استعدادهم لدمة مططاتا ومبادئها الطية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ أنا ذات أهداف سياسية ولا ف معظم النقلبات السياسية والعسكرية والتغييات‬
‫الطية ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أنا ف أصلها وأساس تنظيمها يهودية الذور ويهودية الدارة العليا والعالية السرية‬
‫وصهيونية النشاط‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ أنا ف أهدافها القيقة السرية ضد الديان (*) جيعها لتهديها بصورة عامة وتدي‬
‫السلم بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ أنا ترص على اختيار النتسبي إليها من ذوي الكانة الالية أو السياسية أو الجتماعية‬
‫أو العلمية أو أية مكانة يكن أن تستغل نفوذا لصحابا ف متمعاتم‪ ،‬ول يهمها انتساب من‬
‫ليس لم مكانة يكن استغللا‪ ،‬ولذلك ترص كل الرص على ضم اللوك والرؤساء وكبار‬
‫موظفي الدولة ونوهم‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ أنا ذات فروع تأخذ أساء أخرى تويها وتويلً للنظار لكي تستطيع مارسة‬
‫نشاطاتا تت متلف الساء إذا لقيت مقاومة لسم الاسونية ف ميط ما‪ ،‬وتلك الفروع‬
‫الستورة بأساء متلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز‪ .‬إل غي ذلك من البادئ‬
‫والنشاطات البيثة الت تتناف كليّا مع قواعد السلم وتناقضه مناقضة كلية‪.‬‬
‫وقد تبي للمجمع بصورة واضحة العلقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالية‪،‬‬
‫وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثية من السؤولي ف البلد العربية وغيها‪ ،‬ف‬
‫موضوع قضية فلسطي‪ ،‬وتول بينهم وبي كثي من واجباتم ف هذه القضية الصيية‬
‫العظمى‪ ،‬لصلحة اليهود والصهيونية العالية‪.‬‬

‫لذلك ولكثي من العلومات الخرى التفصيلية عن نشاط الاسونية وخطورتا العظمى‬


‫وتلبيساتا البيثة وأهدافها الاكرة يقرر الجمع الفقهي اعتبار الاسونية من أخطر النظمات‬
‫الدامة على السلم والسلمي وأن من ينتسب إليها على علم بقيقتها وأهدافها فهو كافر‬
‫بالسلم مانب أهله‪.‬‬

‫وال ول التوفيق‪.‬‬
‫الرئيس‪ :‬عبد ال بن حيد ـ رئيس ملس القضاء العلى ف الملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫نائب الرئيس‪ :‬ممد علي الركان ـ المي العام لرابطة العال السلمي‪.‬‬
‫العضاء‪ :‬عبد العزيز بن عبد ال بن باز ـ الرئيس العام لدارة البحوث العلمية والفتاء‪ ،‬ممد‬
‫ممود الصواف‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ السر الصون ف شيعة الفرمسون‪ ،‬ليوس شيخو ـ سنة ‪1912‬م‪.‬‬
‫ـ هيكل سليمان‪ ،‬يوسف الاج ـ سنة ‪1934‬م‪.‬‬
‫ـ أسرار الاسونية‪ ،‬النرال رفعت أتلخان‪.‬‬
‫ـ تاريخ المعيات السرية والركات الدامة‪ ،‬عبد ال عنان‪.‬‬
‫ـ الاسونية‪ ،‬أحد عبد الغفور عطار‪.‬‬
‫ـ تاريخ الاسونية العام‪ ،‬جرجي زيدان‪.‬‬
‫ـ حقيقة الاسونية‪ ،‬د‪ .‬ممد علي الزغب‪.‬‬
‫ـ أصل الاسونية‪ ،‬ترجة عوض خوري‪.‬‬
‫ـ الدنيا لعبة إسرائيل‪ ،‬وليم كار‪.‬‬
‫ـ أحجار على رقعة الشطرنج‪ ،‬ترجة سعيد (جزائري)‪.‬‬
‫ـ اليهود يب أن يعيشوا‪ ،‬صموئيل روث‪.‬‬
‫ـ القوة الفية الت تكم العال‪ ،‬جان مينو‪.‬‬
‫ـ الذاهب العاصرة‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن عميه‪.‬‬
‫ـ الاسونية ف النطقة ‪ 245‬ـ أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ الاسونية سرطان المم ـ أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ الاسونية العالية ف ميزان السلم ـ د‪ .‬عبد ال سك‪.‬‬
‫الصهيونية‬

‫التعريف‪:‬‬
‫الصهيونية حركة (*) سياسية عنصرية متطرفة‪ ،‬ترمي إل إقامة دولة لليهود ف فلسطي تكم‬
‫من خللا العال كله‪ .‬واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) ف القدس حيث ابتن داود‬
‫قصره بعد انتقاله من حبون (الليل) إل بيت القدس ف القرن الادي عشر قبل اليلد‪ .‬وهذا‬
‫السم يرمز إل ملكة داود وإعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بيث تكون القدس عاصمة‬
‫لا‪.‬‬

‫وقد ارتبطت الركة الصهيونية الديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية‬
‫الول للفكر الصهيون الديث والعاصرة الذي تقوم على آرائه الركة الصهيونية ف العال‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· للصهيونية العالية جذور تاريية فكرية وسياسية تعل من الواجب الوقوف عند الدوار‬
‫التالية‪:‬‬
‫ـ وردت لفظة صهيون لول مرة ف العهد القدي عندما تعرض للملك داود الذي أسس‬
‫ملكته ‪1000‬ـ ‪ 960‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫ـ حركة الكابيي الت أعقبت العودة من السب البابلي ‪586‬ـ ‪538‬م قبل اليلد‪ ،‬وأول‬
‫أهدافها العودة إل صهيون وبناء هيكل سليمان‪.‬‬

‫ـ حركة باركوخيا ‪118‬ـ ‪138‬م وقد أثار هذا اليهودي الماسة ف نفوس اليهود وحثهم‬
‫على التجمع ف فلسطي وتأسيس دولة يهودية فيها‪.‬‬

‫ـ حركة موزس الكريت وكانت شبيهة بركة باركوخيا‪.‬‬


‫ـ مرحلة الركود ف النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم‪ .‬ومع ذلك فقد ظل‬
‫الشعور القومي عند اليهود عنيفا ل يضعف‪.‬‬

‫ـ حركة دافيد روبي وتلميذه سولومون مولوخ ‪1501‬ـ ‪1532‬م وقد حث اليهود على‬
‫ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل ف فلسطي‪.‬‬

‫ـ حركة (*) منشه بن إسرائيل ‪1604‬ـ ‪1657‬م وهي النواة الول الت وجهت خطط‬
‫الصهيونية وركزتا على أساس استخدام بريطانيا ف تقيق أهداف الصهيونية‪.‬‬

‫ـ حركة سبتاي زيفي ‪1626‬ـ ‪1676‬م الذي ادعى أنه مسيح اليهود الخلص فأخذ‬
‫اليهود ف ظله يستعدون للعودة إل فلسطي ولكن ملصهم مات‪.‬‬

‫ـ حركة رجال الال الت تزعمها روتشيلد وموسى مونتفيوري وكانت تدف إل إنشاء‬
‫مستعمرات يهودية ف فلسطي كخطوة لمتلك الرض ث إقامة دولة اليهود‪.‬‬

‫ـ الركة الفكرية الستعمارية(*) الت دعت إل إقامة دولة يهودية ف فلسطي ف بداية القرن‬
‫التاسع عشر‪.‬‬

‫ـ الركة الصهيونية العنيفة الت قامت إثر مذابح اليهود ف روسيا سنة ‪1882‬م‪ ،‬وف هذه‬
‫الفترة ألف هيكلر الرمان كتاب بعنوان إرجاع اليهود إل فلسطي حسب أقوال النبياء‪.‬‬

‫ـ ظهور مصطلح (*) الصهيونية ‪ Zionism‬لول مرة على يد الكاتب اللان ناثان‬
‫برنباوم سنة ‪1893‬م‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1882‬م ظهرت ف روسيا لول مرة حركة عرفت باسم (حب صهيون) وكان‬
‫أنصارها يتجمعون ف حلقات اسها (أحباء صهيون) وقد ت العتراف بذه الماعات ف عام‬
‫‪1890‬م تت اسم " جعية (*) مساعدة الصناع والزارعي اليهود ف سوريا وفلسطي"‬
‫وترأسها ليون بنسكر واستهدفت الماعة تشجيع الجرة إل فلسطي وإحياء اللغة العبية‪.‬‬
‫ـ الصهيونية الديثة وهي الركة النسوبة إل تيودور هرتزل الصحفي اليهودي الجري ولد‬
‫ف بودابست ف ‪2/5/1860‬م حصل على شهادة القوق من جامعة فينا ‪1878‬م وهدفها‬
‫الساسي الواضح قيادة اليهود إل حكم العال بدءً بإقامة دولة لم ف فلسطي‪ .‬وقد فاوض‬
‫السلطان عبد الميد بذا الصوص ف ماولتي‪ ،‬لكنه أخفق‪ ،‬عند ذلك عملت اليهودية العالية‬
‫على إزاحة السلطان وإلغاء اللفة السلمية (*)‪.‬‬

‫ـ وقد أقام هرتزل أول مؤتر صهيون عالي سنة ‪1897‬م‪ ،‬مستغلً ماكمة الضابط اليهودي‬
‫الفرنسي دريفوس الذي اتم باليانة ‪1894‬م لنقله أسرارا عسكرية من فرنسا إل ألانيا‪ ،‬لكن‬
‫ثبتت براءته فيما بعد ونح هرتزل من تصوير الأساة اليهودية ف زعمه من خلل هذه الواقعة‬
‫الفردية وأصدر كتابه الشهي الدولة اليهودية الذي أكسبه أنصارا ل بأس بعددهم ما شجعه‬
‫على إقامة أول مؤتر صهيون ف بال بسويسرا ‪29‬ـ ‪ 31/8/47‬وقد علق عليه بقوله‪ " :‬لو‬
‫طلب إلّ تلخيص أعمال الؤتر فإن أقول بل أنادي على مسمع من الميع إنن قد أسست‬
‫الدولة اليهودية " ونح ف تميع يهود العال حوله كما نح ف جع دهاة اليهود الذين‬
‫صدرت عنهم أخطر مقررات ف تاريخ العال وهي بروتوكولت حكماء صهيون (*)‬
‫الستمدة من تعاليم كتب اليهود الحرفة الت يقدسونا‪ ،‬ومن ذلك الوقت أحكم اليهود‬
‫تنظيماتم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميية الت أصبحت‬
‫نتائجها واضحة للعيان ف زماننا هذا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتا من الكتب القدسة الت حرفها اليهود‪ ،‬وقد صاغت‬
‫الصهيونية فكرها ف بروتوكولت حكماء صهيون‪.‬‬

‫· تعتب الصهيونية جيع يهود العال أعضاء ف جنسية واحدة هي النسية السرائيلية‪.‬‬

‫· تدف الصهيونية إل السيطرة اليهودية على العال كما وعدهم إلهم (*) يهوه (*)‪ ،‬وتعتب‬
‫النطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض اليعاد الت تتد من نر النيل إل نر الفرات‪.‬‬
‫· يعتقدون أن اليهود هم العنصر المتاز الذي يب أن يسود وكل الشعوب الخرى خدم‬
‫لم‪.‬‬

‫· يرون أن أقوم السبل لكم العال هو إقامة الكم على أساس التخويف والعنف‪.‬‬

‫· يدعون إل تسخي الرية (*) السياسية من أجل السيطرة على الماهي ويقولون‪ :‬يب أن‬
‫نعرف كيف نقدم لم الطعم الذي يوقعهم ف شباكنا‪.‬‬

‫· يقولون‪ :‬لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين (*)‪ ،‬والسلطة اليوم للذهب وحده‬
‫فلبد من تميعه ف قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العال‪.‬‬

‫· يرون أن السياسة نقيض للخلق (*) ول بد فيها من الكر والرياء أما الفضائل والصدق‬
‫فهي رذائل ف عرف السياسة‪.‬‬

‫· يقولون‪ :‬ل بد من إغراق الميي (*) ف الرذائل بتدبينا عن طريق من نيئهم لذلك من‬
‫أساتذة وخدم وحاضنات ونساء اللهي‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬يب أن نستخدم الرشوة والديعة واليانة دون تردد ما دامت تقق مآربنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬يب أن نعمل على بث الفزع الذي يضمن لنا الطاعة العمياء ويكفي أن يشتهر عنا‬
‫أننا أهل بأس شديد ليذوب كل ترد وعصيان‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬تنادي بشعارات الرية (*) والساواة والخاء لينخدع با الناس ويهتفوا وينساقوا‬
‫وراء ما نريد لم‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد من تشييد أرستقراطية (*) تقوم على الال الذي هو ف يدنا والعلم الذي‬
‫اختص به علماؤنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنعمل على دفع الزعماء إل قبضتنا وسيكون تعيينهم ف أيدينا واختيارهم يكون‬
‫حسب وفرة أنصبتهم من الخلق (*) الدنيئة وحب الزعامة وقلة البة‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة الت توجه العال نو ما نريد‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد من توسيع الشقة بي الكام والشعوب وبالعكس ليصبح السلطان كالعمى‬
‫الذي فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه‪.‬‬

‫· يقولون‪ :‬ل بد من إشعال نار الصومة الاقدة بي كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفا‬
‫مقدسا تتنافس كل القوى للوصول إليه‪ ،‬ولبد من إشعال نار الرب بي الدول بل داخل كل‬
‫دولة عند ذلك تضمحل القوى وتسقط الكومات وتقوم حكومتنا العالية على أنقاضها‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنتقدم إل الشعوب الفقية الظلومة ف زي مرريها ومنقذيها من الظلم وندعوها‬
‫إل النضمام إل صفوف جنودنا من الشتراكيي والفوضويي والشيوعيي والاسونيي‬
‫وبسبب الوع سنتحكم ف الماهي ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سيبلنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد أن نفتعل الزمات القتصادية لكي يضع لنا الميع بفضل الذهب الذي‬
‫احتكرناه‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬إننا الن بفضل وسائلنا الفية ف وضع منيع بيث إذا هاجتنا دولة نضت أخرى‬
‫للدفاع عنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬إن كلمة الرية (*) تدفع الماهي إل الصراع مع ال ومقاومة سنته فلنشغلها هي‬
‫وأمثالا إل أن تصبح السلطة ف أيدينا‪.‬‬
‫· يقولون‪:‬لنا قوة خفية ل يستطيع أحد تدميها تعمل ف صمت وخفاء وجبوت ويتغي‬
‫أعضاؤها على الدوام وهي الكفيلة بتوجيه حكام الميي (*) كما نريد‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد أن ندم دولة اليان ف قلوب الشعوب وننع من عقولم فكرة وجود ال‬
‫ونل ملها قواني رياضية مادية لن الشعب ييا سعيدا هانئا تت رعاية دولة اليان‪ .‬ولكي‬
‫ل ندع للناس فرصة الراجعة يب أن نشغلهم بشت الوسائل وبذلك ل يفطنوا لعدوهم العام‬
‫ف الصراع العالي‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد أن نتبع كل الوسائل الت تتول نقل أموال الميي من خزائنهم إل صناديقنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنعمل على إنشاء متمعات مردة من النسانية والخلق (*)‪ ،‬متحجرة الشاعر‪،‬‬
‫ناقمة أشد النقمة على الدين (*) والسياسة‪ ،‬ليصبح رجاؤها الوحيد تقيق اللذ الادية (*)‪،‬‬
‫وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعون تت أيدينا صاغرين‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى ونسيطر على جيع الوظائف وتكون‬
‫السياسة بأيدي رعايانا وبذلك نستطيع ف كل وقت بقوتنا مو كل معارضة مع أصحابا من‬
‫الميي‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬لقد بثثنا بذور الشقاق ف كل مكان بيث ل يكن اجتثاثه‪ ،‬وأوجدنا التنافر بي‬
‫مصال الميي الادية والقومية وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية ف متمعاتم ول ننفك‬
‫عن بذل جهودنا ف إشعالا منذ ‪ 20‬قرنا ولذلك من الستحيل على أي حكومة أن تد عونا‬
‫من أخرى لضربنا وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلً دون موافقتنا لن‬
‫مرك الدول ف قبضتنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬لقد هيأنا ال لكم العال وزودنا بصائص وميزات ل توجد عند الميي ولو كان‬
‫ف صفوفهم عباقرة لستطاعوا مقاومتنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد من النتفاع بالعواطف التأججة لدمة أغراضنا عوض إخادها ول بد من‬
‫الستيلء على أفكار الخرين وترجتها با يتفق مع مصالنا بدل قتلها‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنول عناية كبى بالرأي العام إل أن نفقده القدرة على التفكي السليم ونشغله‬
‫حت نعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة ونعله غي قادر على التمييز بي الوعود المكن‬
‫إنازها والوعود الكاذبة فل بد أن نكوّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الطب الرنانة الت‬
‫تغدق الوعود ول بد أن نبث ف الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة وخي لم أن يدعوها‬
‫لهلها‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنكثر من إشاعة التناقضات ونلهب الشهوات ونؤجج العواطف‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سننشئ " إدارة الكومة العليا " ذات اليدي الكثية المتدة إل كل أقطار الرض‬
‫والت يضع لا كل الكام‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬يب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ والترف والنلل‬
‫ونعمل على رفع الجور وتيسي القروض ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الميون‬
‫ساجدين بي أيدينا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ف الرسيات يب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادي‬
‫بالريات ونندد بالطغيان‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬إن الصحافة جيعها بأيدينا إل صحفا قليلة غي متفل با‪ ،‬وسنستعملها لبث‬
‫الشائعات حت تصبح حقائق وسنشغل با الميي (*) عما ينفعهم ونعلهم يرون وراء‬
‫الشهوة والتعة‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬الكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا لنم يدركون أن السجن أو الختفاء من‬
‫الوجود مصي التمرد منهم فيكونوا طاعة لنا وأشد حرصا ورعاية لصالنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنعمل على أل يكشف مططنا قبل وقته ول ندم قوة الميي قبل الوان‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬نن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الغلبية الطلقة ليصل إل الكم كل من‬
‫نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنفكك السرة وننفخ روح الذاتية ف كل فرد ليتمرد ونول دون وصول ذوي‬
‫المتياز إل الرتب العالية‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل يصل إل الكم إل أصحاب الصحائف السود غي الكشوفة وهؤلء سيكونون‬
‫أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهي‪ .‬كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة‬
‫والبطولة عليها‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنستعي بالنقلبات والثورات (*) كلما رأينا فائدة لذلك‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬لقد أنشأنا قوانا الفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الميي يهلون أسرارها‬
‫فوثقوا با وانتسبوا إل مافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لدمتنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬إن تشتيت شعب ال الختار نعمة وليست ضعفا وهو الذي أفضى بنا إل السيادة‬
‫العالية‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلت التعبي عن الفكر النسان بيد‬
‫حكومتنا وكل دار تالف فكرنا سنعمل على إغلقها باسم القانون‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ستكون لنا ملت وصحف كثية متلفة النعات والبادئ وكلها تدم أهدافنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬ل بد أن نشغل غينا بألوان خلبة من اللهي واللعاب والنتديات العامة والفنون‬
‫والنس والخدرات لنلهيهم عن مالفتنا أو التعرض لخططاتنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنمحو كل ما هو جاعي وسنبدأ الرحلة بتغيي الامعات وسنعيد تأسيسها حسب‬
‫خططنا الاصة‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنتصرف مع كل من يقف ف طريقنا بكل عنف وقسوة‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬سنكثر من الحافل الاسونية وننشرها ف كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا‪.‬‬
‫· يقولون‪ :‬عندما تصبح السلطة ف أيدينا لن نسمح بوجود دين (*) غي ديننا على الرض‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· الصهيونية قدية قدم التوراة (*) نفسها وهي الت أججت الروح القومية عند اليهود منذ‬
‫أيامها الول‪ .‬وحركة هرتزل إنا هي تديد وتنظيم للصهيونية العدية‪.‬‬
‫· تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة الحرفة والتلمود‪ .‬ولكن ل بد من الشارة إل أن عددا‬
‫من زعماء الصهيونية هم من اللحدة (*)‪ ،‬واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق‬
‫الطامع السياسية والقتصادية‪.‬‬
‫· تعتب أكثرية من اليهود ما يعرف بالتلمود دستورا دينيّا لم وهو مؤلف من بوث أحبار‬
‫اليهود وفقهائهم وقد رسوا فيه الدود لكل جوانب الياة الاصة والعامة وقد دون فيه من‬
‫الحكام والتعليمات ما يبر وضعهم الجتماعي والسياسي وما يغرس ف نفوسهم ونفوس‬
‫أجيالم اللحقة احتقار الجتمع البشري وحب النتقام منه وأكل أموال الناس بالباطل‬
‫والسطو على أرواحهم وأعراضهم وأموالم واستنـزاف دماء غي اليهود لستعمالا ف بعض‬
‫الناسبات الدينية حيث يستعمل الدم البشري بوضع نقط منه على فطي الفصح أو غيه‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالية وهي كما وصفها اليهود أنفسهم (مثل‬
‫الله (*) الندي فشنو (*) الذي له مائة يد) فهي لا ف جل الجهزة الكومية ف العال يد‬
‫مسيطرة موجهة تعمل لصلحتها‪.‬‬
‫· هي الت تقود إسرائيل وتطط لا‪.‬‬
‫· الاسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتا وتضع لا زعماء العال ومفكريه‪.‬‬
‫· للصهيونية مئات المعيات (*) ف أوروبا وأمريكا ف متلف الجالت الت تبدو متناقضة ف‬
‫الظاهر لكنها كلها ف الواقع تعمل لصلحة اليهودية العالية‪.‬‬
‫· هناك من يبالغ ف قوتا مبالغة كبية جدا‪ ،‬وهناك من يهون من شأنا‪ ،‬والرأيان فيهما خطأ‪،‬‬
‫على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الن ييون فترة علو استثنائية‪.‬‬
‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الصهيونية حركة (*) سياسية عنصرية متطرفة ترمي لكم العال كله من خلل دولة اليهود‬
‫ف فلسطي‪ ،‬واسها مشتق من اسم جبل صهيون ف فلسطي‪ ،‬وقد قامت على تريف تعاليم‬
‫التوراة (*) والتلمود الت تدعو إل احتقار الجتمع البشري وتض على النتقام من غي‬
‫اليهود‪ .‬وقد قنن اليهود مبادئهم الدامة فيما عرف ببوتوكولت حكماء صهيون (*) الت‬
‫توي بق أخطر مقررات ف تاريخ العال‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ جذور البلء‪ ،‬عبد ال التل‪ ،‬وله أيضا‪ :‬الفعى اليهودية ف معاقل السلم ـ خطر اليهودية العالية‪.‬‬
‫ـ الخططات التلمودية الصهيونية اليهودية ف غزو العال السلمي‪ ،‬أنور الندي‪.‬‬
‫ـ بروتوكولت حكماء صهيون‪ ،‬ترجة أحد عبد الغفور عطار‪ .‬عجاج نويهض‪ ،‬شوقي عبد الناصر‪،‬‬
‫ممد خليفة التونسي‪ ،‬حسي الطنطاوي‪.‬‬
‫ـ القوى الفية‪ ،‬ل‪ .‬فراي‪.‬‬
‫ـ مؤامرة الصهيونية على العال‪ ،‬أحد عبد الغفور عطار‪.‬‬
‫ـ الصهيونية وربيبتها إسرائيل‪ ،‬عمر رشدي‪.‬‬
‫ـ الصهيونية العالية‪ ،‬عباس ممود العقاد‪.‬‬
‫ـ اليهودي العالي‪ ،‬هنري فورد‪.‬‬
‫ـ هذه هي الصهيونية‪ ،‬إسرائيل كوهي‪.‬‬
‫ـ إسرائيل الزائفة‪ ،‬فريد عبد ال جورجي‪.‬‬
‫ـ أحجار على رقعة الشطرنج‪ ،‬وليم غاي كار‪.‬‬
‫ـ الصهيونية بي تاريي‪ ،‬عبد ال النجار ـ كمال الاج‪.‬‬
‫ـ موسوعة الفاهيم والصطلحات الصهيونية‪ ،‬عبد الوهاب السيي‪.‬‬
‫ـ سياسة الستعمار الصهيون تاه فلسطي‪ ،‬حسن صبي الول‪.‬‬
‫ـ الوسوعة النقدية للفلسفة اليهودية‪ ،‬عبد النعم الفن‪.‬‬
‫ـ إسرائيليات‪ ،‬أحد باء الدين‪.‬‬
‫ـ اليديولوجية الصهيونية‪ ،‬عبد الوهاب السيي‪.‬‬
‫ـ الصهيونية‪ ،‬زينب عصمت وآخرون‪.‬‬
‫ـ خطر اليهودية العالية‪ ،‬عبد ال التل‪.‬‬
‫ـ اليهودية دين ل قومية‪ ،‬الر برجر‪.‬‬
‫ـ الصهيونية بي الدين والسياسة‪ ،‬عبد السميع الراوي‪.‬‬
‫ـ أصول الصهيونية ف الدين اليهودي‪ ،‬إساعيل راجي الفاروقي‪.‬‬
‫ـ اللل العاصرة ف الدين اليهودي‪ ،‬إساعيل راجي الفاروقي‪.‬‬
‫ـ الفكر الدين السرائيلي أطواره ومذاهبه‪ ،‬حسن ظاظا‪.‬‬
‫ـ الصهيونية العالية وإسرائيل‪ ،‬حسن ظاظا وآخرون‪.‬‬
‫ـ من يرؤ على الكلم‪ ،‬بول فندل‪.‬‬
‫ـ مذكرات السلطان عبد الميد الثان‪ ،‬ممد حرب عبد الميد‪.‬‬
‫ـ حكومة العال الفية‪ ،‬شييب سييد وفيتش‪.‬‬
‫ـ السلطان عبد الميد الثان وفلسطي‪ ،‬رقيق شاكر النتشة‪.‬‬
‫ـ تاريخ الركة الصهيونية الديثة‪ ،‬ممد عبد الرؤوف سليم‪.‬‬
‫ـ الصهيونية والعنف‪ ،‬حسي الطنطاوي‪.‬‬
‫ـ الصهيونية العالية والرد على الفكر الصهيون العاصر‪ ،‬ممود دياب‪.‬‬
‫ـ أمريكا مستعمرة صهيونية‪ ،‬صلح دسوقي‪.‬‬
‫ـ الصهيونية العالية وأرض اليعاد‪ ،‬علي إمام عطية‪.‬‬
‫ـ لذا أكره إسرائيل‪ ،‬أمي سامي الغمراوي‪.‬‬
‫ـ أساليب الغزو الفكري‪ ،‬علي جريشة ـ ممد شريف‪.‬‬
‫ـ السلم والستعمرات الصهيونية‪ ،‬جال الدين اليماوي‪.‬‬
‫ـ حقائق عن قضية فلسطي‪ ،‬ممد أمي السين‪.‬‬
‫أبناء العهد ( بناي برث)‬
‫التعريف‪:‬‬
‫بناي برث جعية (*) من أقدم المعيات والحافل الاسونية العاصرة وذراع من أذرعتها‬
‫الدّامة‪ ،‬ول تتلف عنها كثيا من حيث البادئ والغايات إل أن عضويتها مقصورة على أبناء‬
‫اليهود‪ ،‬وخدمتها موجهة أساسا لدعم الصهيونية ف العال‪ ،‬والتقاط الخبار واحتلل مراكز‬
‫حساسة ف الدول‪ ،‬ولذه المعية فروع منتشرة ف جيع أناء العال‪ ،‬وهي مكلفة بدراسة‬
‫نفسية كل قائد أو سياسي أو زعيم أو أي شخصية عامة للستفادة من جوانب الضعف فيها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· تأسست هذه المعية ف الوليات التحدة المريكية ف مدينة نيويورك ف‬
‫‪13/10/1843‬م بصفة رسية بعد أن حصل اثنا عشر يهوديّا هاجروا من ألانيا برئاسة‬
‫هنري جونيس (جونز) على رخصة رسية بذلك‪ .‬وقد اتذت المعية من مدينة نيويورك مقرا‬
‫لا ومنها انتشرت وتأسست فروع لا ف جيع أناء الكرة الرضية‪ .‬وشعارها الشمعدان وهو‬
‫شعار يهودي دين قدي‪.‬‬
‫· منذ سنة ‪1865‬م والمعية تسعى لن تكون لا وجود ف فلسطي‪ ،‬وف سنة ‪1888‬م‬
‫تأسس أول مفل لا‪ ،‬ولغة العمل الرسية فيه هي اللغة العبية‪ ،‬ومن أبرز شخصياته‪ :‬ناحوم‬
‫سوكولوف‪ ،‬دزنكوف‪ ،‬حاييم نمان‪ ،‬دافيد يلي‪ ،‬مائي برلي‪ ،‬حاييم وايزمن وجادفرامكي‪.‬‬
‫· لقد عملوا على تأسيس مستعمرات يهودية صغية ف فلسطي‪ ،‬وكانت موتسا أول قرية‬
‫يؤسسونا عام ‪1894‬م بالقرب من القدس مشكلي بذلك نواة الكيان السرائيلي الال‪.‬‬
‫· اليهودي سيجموند فرويد عال النفس الشهي (‪1939-1856‬م)‪ :‬انضم عام ‪1895‬م إل‬
‫هذه المعية وكان مواظبا على حضور اجتماعاتا‪.‬‬
‫· ف عام ‪1913‬م أسسوا جعية لكافحة التشهي والهانة وتشويه السمعة الت يتعرض لا‬
‫اليهود ف العال‪.‬‬
‫· فيليب كلوزنيك ‪ Philip Kluznick‬كان رئيسا لذه المعية عندما عُيّن ف عهد‬
‫الرئيس أيزناور رئيسا للوفد المريكي لدى المعية العامة للمم التحدة (*)‪.‬‬
‫· جون فوستر دالس‪ :‬وزير خارجية الوليات التحدة المريكية عام ‪1958‬م وهو نصران‬
‫بروتستانت شارك ف الفل الذي أقامته المعية ف ‪8/5/1956‬م حيث قال ف هذه الناسبة‬
‫‪" :‬إن مدنية الغرب قامت ف أساسها على العقيدة اليهودية ف الطبيعة الروحية للنسانية‪،‬‬
‫ولذلك يب أن تدرك الدول الغربية أنه يتحتم عليها أن تعمل بعزم أكيد من أجل الدفاع عن‬
‫هذه الدنية الت معقلها إسرائيل"‪.‬‬
‫· إن رؤساء الوليات التحدة يثنون دائما على العمال الت تقوم با هذه المعية‪.‬‬
‫· قامت النظمة بعد إعلن قيام إسرائيل بتقدي إمدادات طبية وملبس ومعدات وساهت ف‬
‫إنشاء الكتبات وتشجي الغابات وتقوم بتصريف سندات إسرائيل وتنيد العمال الفنيي ف‬
‫الوليات التحدة وكندا لسرائيل‪.‬‬
‫· يتقلد زمام النظمة رئيس ينتخب كل ‪ 3‬سنوات من قبل الحفل العلى الذي يتألف من‬
‫مثلي الحافل الحلية‪ .‬وهناك لنة إدارية ومدراء يشاركون ف إدارة النظمة أيضا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· الشعارات الظاهرية العلنة‪:‬‬
‫ـ حب الي للنسانية والعمل على تقيق الرفاهية لا‪.‬‬
‫ـ مساعدة الضعفاء والعجزة وذوي العاهات وتقدي الدعم للمستشفيات اليية‪.‬‬
‫ـ افتتاح بيوت الشباب ف جيع أناء العال‪.‬‬
‫ـ الدفاع عن حقوق النسان‪.‬‬
‫ـ منع إهانة النس اليهودي‪.‬‬
‫ـ العطف على الضطهدين من اليهود‪.‬‬
‫ـ تطوير التبادل الثقاف بالحتياجات الثقافية والدينية للطلب اليهود وذلك عن طريق‬
‫مؤسسة ‪.The Hillel Foundation‬‬
‫ـ التوجيه ف مال التدريب الهن‪.‬‬
‫ـ مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫ـ فتح حوار مع مسؤول الكومات حول موضوعات القوق الدنية والجرة والضطهاد‪.‬‬

‫· الهداف القيقية‪:‬‬
‫ـ ضم شباب السرائيليي بعضهم إل بعض للنظر ف مصالهم العمومية والحافظة عليها‬
‫وإعدادها لخذ فلسطي وطنا لم وبث الماسة ف نفوسهم لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫ـ التصدي لن يتعرض لليهود أو ياول عرقلة جهودهم الرامية إل تقيق أطماعهم واتاذ‬
‫كافة السبيل لواجهته‪.‬‬
‫ـ تويل عمليات الجرة إل إسرائيل وبيع سنداتا وتميع الموال اللزمة والساعدات الت‬
‫تساعد على إدخال الهاجرين وزيادة طاقة إسرائيل العدوانية‪ ،‬وإنشاء الشركات ـ ل سيما‬
‫المريكية ـ ف إسرائيل ف شت الجالت وتسويق منتجاتا ف متلف بلدان العال‪.‬‬
‫ـ الدعم العسكري لسرائيل بصفة مستمرة وبصورة تدعو للدهشة والستغراب ف معرفة ما‬
‫يلزم اليهود من العدات العسكرية كما وكيفا ولتلك المعية دور بارز ف إنشاء الستوطنات‬
‫العسكرية قبل قيام إسرائيل‪.‬‬
‫ـ تبئة اليهود من دم السيح (*) حت يتيسر لليهود تقيق أهدافهم بعيدا عن مناوأة السيحية‬
‫لم‪.‬‬
‫ـ التغلل ف الجهزة الكومية والتحكم ف سياسات الكومات وخصوصا ف أمريكا‬
‫وبريطانيا حيث تغلغلت ف صميم الياة الجتماعية والسياسية والقتصادية والعسكرية‪..‬ال‪.‬‬
‫ـ أن يكون الولء أولً وأخيا لسرائيل بيث يتجاوز الوطن الذي يعيش فيه اليهودي‪.‬‬

‫· أفكار ومعتقدات أخرى‪:‬‬


‫ـ إنم يهود ول يهمهم إل إعلء هذا العنصر ليسود العال‪.‬‬
‫ـ دعم الاسونية العالية ف خططها وبرامها الدامة‪.‬‬
‫ـ دعم الوجود السرائيلي ف فلسطي وتشجيع اليهود ليهاجروا إليها‪.‬‬
‫ـ العمل على تدمي الخلق (*) والكومات الوطنية والديان (*) عدا اليهودية‪.‬‬
‫ـ التعاون مع الاسونية والصهيونية لشعال الروب والفت وقد كان لم دور بارز ف الرب‬
‫العالية الول‪.‬‬
‫ـ قاموا بشن هجوم على هتلر وحكمه حينما جاء إل الكم سنة ‪1933‬م‪.‬‬
‫ـ كان لم دور خطي ف التمهيد للحرب العالية الثانية‪.‬‬
‫ـ التقاط الخبار واحتلل الراكز الساسة ف الدول الختلفة‪ ،‬كما أن لم أنظمة داخلية‬
‫سرية وشبكة من العملء السريي‪.‬‬
‫ـ تغلغلت هذه المعية (*) ف صميم الياة المريكية والنليزية وتكمت ف شؤون‬
‫الجتماع والسياسة والقتصاد لذين البلدين باصة‪.‬‬
‫ـ إنم يستخدمون الال والنس والدعاية الركزة من أجل تقيق الهداف اليهودية الدمرة‪.‬‬
‫ـ لقد عملوا على خطف أدولف إيمان النازي الشهي ف عام ‪1960‬م من الرجنتي إل‬
‫إسرائيل حيث أعدم هناك ف ‪31/5/1962‬م‪.‬‬
‫ـ التصدي لكل من ياول النّيل من اليهود واغتيال القلم الت تتعرض لم حت يضع الميع‬
‫ليبتهم‪.‬‬
‫ـ إنا جعية ل تقدم خدماتا إل لبناء الالية اليهودية ول تعمل إل من أجل دعم تفوقهم‬
‫وسيطرتم‪.‬‬
‫ـ ف الجتماع الذي عقد ف مدينة بال بسويسرا ‪1897‬م قال رئيس الوفد المريكي‬
‫لمعية بناي برث‪" :‬ولسوف يأت الوقت الذي يسارع فيه السيحيون أنفسهم طالبي من‬
‫اليهود أن يتسلموا زمام السلطة"‪.‬‬
‫ـ حظيت (بناي برث) بتمثيل ف المم التحدة (*) وذلك من خلل عضويتها ف الجلس‬
‫التنسيقي للمنظمات اليهودية‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫ـ أنا منظّمة يهودية وبالتال فإن التلمود هو مور عقيدتا وتفكيها‪.‬‬
‫ـ بروتوكولت حكماء صهيون (*) ركن أساسي ف خططها وأهدافها‪.‬‬
‫ـ طموحات الاسونية الدّامة أمر مهم تعمل على تقيقه وإنازه‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· تأسست بناي برث ف نيويورك وانتشرت مافلها ف الوليات التحدة المريكية وبريطانيا‬
‫وألانيا وفرنسا‪ ،‬وصارت لا ف هذه الدول مواقع نفوذ قوية‪.‬‬
‫· امتدت فروعها إل استراليا وأفريقيا وبعض دول آسيا‪ ،‬كما أن لا نوادي ف بعض البلدان‬
‫السلمية‪ :‬الردن‪ ،‬سوريا‪ ،‬لبنان‪ ،‬البحرين‪ ،‬الغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬العراق‪ ،‬مصر‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫ـ ف مصر تأسس لا مفلن أحدها مفل ماغي دافيد رقم ‪ 436‬وقانونه مطبوع باللغة‬
‫العربية‪ ،‬والخر مفل ميمونت رقم ‪ 365‬وقانونه مطبوع باللانية‪ ،‬وقد ت حظر نشاطهما ف‬
‫الستينات‪ ،‬ولكن حدث أن التقى الرئيس الصري أنور السادات بوفد من النظمة يضم ‪24‬‬
‫عضوا باستراحة الرئيس بالعمورة كما استقبل الوفد د‪ .‬مصطفى خليل رئيس وزراء مصر‬
‫آنذاك (مايو عام ‪1979‬م) وهكذا تلقى وفودها ترحيبا ف بعض الدول السلمية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أنه بعد انكشاف أهداف الصهيونية ونشر بروتوكولتم (*) وإغلق الكثي من مافل‬
‫الاسونية‪ ،‬لأ اليهود إل تغيي الساء ووضعوا لفتات جديدة لنشاطاتم مثل الروتاري‬
‫والليونز وبناي برث‪ ،‬وهي جيعها حرب على الديان (*) وتريب للمبادئ النسانية‬
‫السامية‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الاسونية ما هي حقيقتها‪ ،‬أسرارها‪ ،‬أهدافها‪ ،‬رابطة العال السلمي ـ المانة العامة‬
‫للمجلس العلى للمساجد ـ الدورة الثالثة ‪1398‬هـ‪1978/‬م‪.‬‬
‫ـ خطر اليهودية العالية على السلم والسيحية‪ :‬عبد ال التل ـ الكتب السلمي ـ‬
‫بيوت ودمشق ـ ط ‪ 3‬ـ ‪1399‬هـ‪1979/‬م‪.‬‬
‫ـ حقيقة نوادي الروتاري‪ ،‬من رسائل جعية الصلح الجتماعي ـ الكويت ـ ط ‪ 2‬ـ‬
‫‪1394‬هـ‪1974/‬م‪.‬‬
‫ـ السلم والركات الدامة‪ ،‬معال عبد الميد حودة ـ سلسلة دعوة الق ـ العدد ‪25‬‬
‫ـ صادر عن رابطة العال السلمي ‪1404‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫ـ جذور البلء‪ ،‬عبد ال التل ـ الكتب السلمي ـ بيوت ودمشق ـ ط ‪ 2‬ـ‬
‫‪1398‬هـ‪1978/‬م‪.‬‬
‫ـ الصهيونية ودورها ف السياسة العالية‪ ،‬هايان لوفر ـ دار الثقافة الديدة ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ شهادات ماسونية‪ ،‬حسي عمر حادة ـ دار قتيبة ـ دمشق ـ ط ‪ 1‬ـ ‪1400‬هـ‪/‬‬
‫‪1980‬م‪.‬‬
‫ـ التراث اليهودي الصهيون ف الفكر الفرويدي‪ ،‬د‪ .‬صبي جرجس ـ عال الكتب ـ‬
‫طبعة ‪1970‬م‪.‬‬
‫ـ الوسوعة البيطانية (‪Encyclopedia Britannica, Vol II(1976‬‬
‫‪)(Bnai Brith‬‬
‫الروتاري‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الروتاري جعية (*) ماسونية يهودية تضم رجال العمال والهن‬
‫الرة تتظاهر بالعمل النسان من أجل تسي العلقات بي البشر‪ ،‬وتشجيع الستويات‬
‫الخلقية السامية ف الياة الهنية‪ ،‬وتعزيز النية الصادقة والسلم ف العال‪ .‬وكلمة روتاري‬
‫كلمة إنليزية معناها دوران أو مناوبة‪ .‬وقد جاء هذا السم لن الجتماعات كانت تعقد ف‬
‫منازل أو مكاتب العضاء بالتناوب‪ ،‬ول زالت تدور الرئاسة بي العضاء بالتناوب‪ .‬وقد‬
‫اختارت النوادي شارة ميزة لا هي "العجلة السننة" على شكل ترس ذات أربعة وعشرين سنا‬
‫باللوني الذهب والزرق وداخل ميط العجلة السننة تتحدد ست نقاط ذهبية‪ ،‬كل نقطتي‬
‫متقابلتي تشكلن قطرا داخل دائرة الترس با يساوي ثلثة أقطار متقاطعة ف الركز وبتوصيل‬
‫نقطة البدء لكل قطر من القطار الثلثة بنهاية القطرين الخرين تتشكل النجمة السداسية‬
‫تتضنها كلمت "روتاري" و "عالي" باللغة النليزية‪.‬‬
‫أما اللونان الذهب والزرق فهما من ألوان اليهود القدسة الت يزينون با أسقف أديرتم‬
‫وهياكلهم ومافلهم الاسونية وها اليوم لونا علم "دول السوق الوروبية الشتركة"‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ف ‪ 23‬من فباير عام ‪1905‬م أسس الحامي بول هاريس أول ناد للروتاري ف مدينة‬
‫شيكاغو بولية ألينوي وذلك بعد ثلث سنوات من نشر بول هاريس لفكرته الت اقتنع با‬
‫البعض‪ ،‬ويعتب سليفر شيلر (تاجر الفحم) وغوستاف ايه لوهر (مهندس العادن) وسيام إي‬
‫شورى (التاجر الياط) بالضافة إل بول هاريس (الحامي) مؤسسي الركة الروتارية‬
‫وواضعي أسسها الفكرية بعد اجتماعات متكررة دورية‪ .‬وقد عقد اجتماعهم الول ف نفس‬
‫الكان الذي بن عليه فيما بعد مقر النادي الروتاري الذي يمل اسم شيكاغو ‪ 177‬اليوم‪ .‬ل‬
‫يقبل بول هاريس أن يرأس النادي ف أول عهده بل ترك رئاسته لحد زملئه وهو سليفر ول‬
‫يقبل بول رئاسة النادي إل ف عام ‪1908‬م‪.‬‬
‫ـ بعد ثلث سنوات انضم إليه رجل يدعى شيل د‪ .‬بري الذي وسع الركة بسرعة هائلة‪،‬‬
‫وظل سكرتيا للمنظمة إل أن استقال منها ف سنة ‪1942‬م‪.‬‬
‫ـ توف بول هاريس (الؤسس) سنة ‪1947‬م بعد أن امتدت الركة إل ‪ 80‬دولة‪ ،‬وأصبح‬
‫لا ‪ 6800‬ناد تضم ‪ 327000‬عضو‪.‬‬
‫· انتقلت الركة (*) إل دبلن بأيرلندا سنة ‪1911‬م ث انتشرت ف بريطانيا بفضل نشاط‬
‫شخص اسه مستر مورو الذي كان يتقاضى عمولة عن كل عضو جديد‪.‬‬
‫· تأسس نادي الروتاري ف مدريد سنة ‪1921‬م ث أغلق ول يسمح له بعاودة النشاط ف كل‬
‫أسبانيا والسويد‪.‬‬
‫· ل يدون الروتاي الدول اسم فلسطي ف سجلته بل يذكر صراحة اسم إسرائيل ومن‬
‫العلوم أنصر وفلسطي الدولتان الوليان ف العال العرب والسلمي اللتان تأسس فيهما أول‬
‫نادي للروتاي وذلك ف عام ‪1929‬م (نادي روتاري القاهرة ‪2/1/1929‬م) نادي أورشليم‬
‫(القدس) ‪1929‬م أيضا‪ ،‬كما أنما أكثر عددا (مصر أكثر من عشرين ناديا‪ ،‬فلسطي أكثر‬
‫من أربعي ناديا)‪.‬‬
‫وقد ارتبط تاريخ الروتاري ف الوطن العرب بثلث ظواهر‪:‬‬
‫ـ بالستعمار الغرب ف نشأته وغالبية أعضائه‪.‬‬
‫ـ بالطبقات الرستقراطية وذوي النفوذ والال‪.‬‬
‫ـ بنشاط شامل عام لميع العال العرب بصورة مباشرة أو غي مباشرة‪.‬‬
‫· ف الثلثينات ت تأسيس فروع للروتاري ف الزائر ومراكش برعاية الستعمار الفرنسي‪.‬‬
‫· يوجد ف طرابلس الغرب فرع للروتاري ومن أعضاء ملس الدارة فيه الستر جون‬
‫روبنسون والستر فونت كريج‪.‬‬
‫· يعقوب بارزيف رئيس نادي الروتاي ف إسرائيل عام ‪1974‬م غادر إسرائيل ف‬
‫‪14/3/1974‬م إل مدينة تاور مينا بصقلية لضور الؤتر الذي ينظمه النادي الروتاري‬
‫اليطال‪ ،‬وادعى أنه سيكون مؤترا عربيًا إسرائيليا لشتراك وفود عدد من الدول العربية مع‬
‫وفد إسرائيلي‪.‬‬
‫ـ كان أول التحدثي متار عزيز مثل النادي الروتاري التونسي ث تكلم بعده يعقوب‬
‫بارزيف اليهودي‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· عدم اعتبار "الدين (*) مسألة ذات قيمة ل ف اختيار العضو‪ ،‬ول ف العلقة بي العضاء‪،‬‬
‫ول يوجد أي اعتبار لسألة الوطن‪ :‬يزعم الروتاري أنه ل يشتغل بالسائل الدينية أو السياسية‬
‫وليس له أن يبدي رأياً ف أي مسألة عامة قائمة يدور حولا جدال (*)‪.‬‬
‫· تلقّن نوادي الروتاري أفرادها قائمة بالديان العترف با لديها على قدم الساواة مرتبة‬
‫حسب الترتيب البدي‪ :‬البوذية‪ ،‬النصرانية (*)‪ ،‬الكونفشيوسية‪ ،‬الندوكية‪ ،‬اليهودية‪،‬‬
‫الحمّدية‪ ...‬وف أخر القائمة التأويزم "الطاوية"‪.‬‬
‫· إسقاط اعتبار الدين يوفر الماية لليهود ويسهل تغلغلهم ف النشطة الياتية كافة‪ ،‬وهذا‬
‫يتضح من ضرورة وجود يهودي واحد أو اثني على القل ف كل ناد‪.‬‬
‫· عمل الي لديهم يب أن يتم دون انتظار أي جزاء مادي أو معنوي‪ ،‬وهذا مصادم للتصور‬
‫الدين الذي يربط العمل التطوعي بالزاء الضاعف عند ال‪.‬‬
‫· لم اجتماع أسبوعي‪ ،‬وعلى العضو أن يرر ‪ %60‬من نسبة الضور سنويّا على القل‪.‬‬
‫· باب العضوية غي مفتوح لكل الناس‪ ،‬ولكن على الشخص أن ينتظر دعوة النادي للنضمام‬
‫إليه على حسب مبدأ الختيار‪.‬‬
‫· التصنيف يقوم على أساس الهنة الرئيسية‪ ،‬وتصنيفهم يضم ‪ 77‬مهنة‪.‬‬
‫· العمال مرومون من عضوية النادي‪ ،‬ول يتار إل من يكون ذا مكانة عالية‪.‬‬
‫· يافظون على مستوى أعمار العضاء ويعملون على تغذية النظمة بدم جديد وذلك‬
‫باجتلب رجال ف مقتبل العمر‪.‬‬
‫· يشترط أن يكون هناك مثل واحد عن كل مهنة وقد ترق هذه القاعدة بغية ضمّ عضو‬
‫مرغوب فيه‪ ،‬أو إقصاء عضو غي مرغوب فيه‪ ،‬وقد نصت الفقرة الثالثة من الادة الرابعة من‬
‫القانون الساسي للروتاري الدول على ما يلي‪:‬‬
‫ـ ل يوز قبول أكثر من عضو عامل واحد ف تصنيف من تصنيفات العمال والهن باستثناء‬
‫تصنيفات الديان ووسائل العلم والسلك الدبلوماسي ومع مراعاة أحكام اللئحة الداخلية‬
‫الاصة بالعضاء العاملي الضافيي‪.‬‬
‫· يشترط أن يكون ف الجلس الداري لكل ناد شخص أو شخصان من رؤساء النادي‬
‫السابقي أي من ورثة السر الروتاري النحدر من (بول هاريس)‪.‬‬
‫· تشارلز ماردن الذي كان عضوًا لدة ثلث سنوات ف أحد نوادي الروتاري قام بدراسة عن‬
‫الروتاري وخرج بعدد من القائق‪.‬‬
‫· بي كل ‪ 421‬عضوا ف نوادي الروتاري ينتمي ‪ 159‬عضوا منهم للماسونية مع‬
‫الستنتاجات جعل الولء للماسونية قبل النادي‪.‬‬
‫· ف بعض الالت اقتصرت عضوية الروتاري على الاسون فقط كما حدث ف أدنبة ـ‬
‫بريطانيا سنة ‪1921‬م‪.‬‬
‫· ورد ف مافل نانس بفرنسا سنة ‪1881‬م ما يلي‪" :‬إذا كون الاسونية جعية بالشتراك مع‬
‫غيهم فعليهم أل يدعوا أمرها بيد غيهم‪ ،‬ويب أن يكون رجال الدارة ف مراكزها بأيد‬
‫ماسونية وأن تسي بوحي من مبادئها"‪.‬‬
‫· نوادي الروتاري تصل على شعبية كبية ويقوى نشاطها حينما تضعف الركة الاسونية أو‬
‫تمد‪ ،‬ذلك لن الاسون ينقلون نشاطهم إليا حت تزول تلك الضغوط فتعود إل حالتها‬
‫الول‪.‬‬
‫· تأسست الروتاري عام ‪1905‬م وذلك إبان فترة نشاط الاسونية ف أمريكا‪.‬‬
‫· هناك عدد من الندية تاثل الروتاري فكرا وطريقة وهي‪ :‬الليونز‪ ،‬الكيوان‪ ،‬الكستشانج‪،‬‬
‫الائدة الستديرة‪ ،‬القلم‪ ،‬بناي برث (أبناء العهد) فهي تعمل بنفس الصورة ولنفس الغرض مع‬
‫تعديل بسيط وذلك لكثار الساليب الت يتم بواسطتها بثّ الفكار واجتلب الؤيدين‬
‫والنصار‪.‬‬
‫بي هذه النوادي زيارات متبادلة‪ ،‬وف بعض الدن يوجد ملس لرؤساء النوادي من أجل‬
‫التنسيق فيما بينها‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· يوجد توافق كامل كبي بي الاسونية والروتاري ف مسألة (الدين (*) والوطن والسياسة)‪،‬‬
‫وف اعتمادهم على مبدأ (الختيار) فالعضو ل يكنه أن يتقدم بنفسه للنتساب ولكن ينتظر‬
‫حت ترسل إليه بطاقة دعوة للعضوية‪.‬‬
‫· القيم والروح الت ُيصْبغُ با الفرد واحدةٌ ف الاسونية والروتاري مثل فكرة الساواة والخاء‬
‫والروح النسانية والتعاون العالي‪ .‬وهذه روح خطية تدف إل إذابة الفوارق بي المم‪،‬‬
‫وتفتيت جيع أنواع الولءات‪ ،‬حت يصبح الناس أفرادًا ضائعي تائهي‪ ،‬ول تبقى قوة متماسكة‬
‫إل اليهود الذين يريدون السيطرة على العال‪.‬‬
‫· الروتاري وما ياثله من النوادي تعمل ف نطاق الخططات اليهودية من خلل سيطرة‬
‫الاسون عليها الذين هم بدورهم مرتبطون باليهودية العالية نظريّا وعمليّا‪ ،‬ورصيد هذه‬
‫النظمات ونشاطاتا يعود على اليهود أولً وأخرًا‪.‬‬
‫· تتلف الاسونية عن الروتاري ف أن قيادة الاسونية ورأسها مهولن على عكس الروتاري‬
‫الذي يكن معرفة أصوله ومؤسسيه‪ ،‬ولكن ل يوز تأسيس أي فروع للروتاري إل بتوثيق من‬
‫رئاسة النظمة الدولية وتت إشراف مكتب سابق‪.‬‬
‫· تتظاهر بالعمل النسان من أجل تسي الصلت بي متلف الطوائف‪ ،‬وتتظاهر بأنا تصر‬
‫نشاطها ف السائل الجتماعية والثقافية‪ ،‬وتقق أهدافها عن طريق الفلت الدورية‬
‫والحاضرات والندوات الت تدعو إل التقارب بي الديان وإلغاء اللفات الدينية‪.‬‬
‫· أما الغرض القيقي فهو أن يتزج اليهود بالشعوب الخرى باسم الود والخاء وعن طريق‬
‫ذلك يصلون إل جع معلومات تساعدهم ف تقيق أغراضهم القتصادية والسياسية‬
‫وتساعدهم على نشر عادات معينة تعي على التفسخ الجتماعي‪ ،‬ويتأكد هذا إذا علمنا بأن‬
‫العضوية ل تنح إل للشخصيات البارزة والهمة ف الجتمع‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· بدأت أندية الروتاري ف أمريكا سنة ‪1905‬م وانتقلت بعدها إل بريطانيا وإل عدد من‬
‫الدول الوروبية‪ ،‬وفروعها الرئيسية ف لندن وزيورخ وباريس وترتبط رئاسة كل منطقة‬
‫روتارية على مستوى العال ارتباطًا مباشرًا بالركز العام ف إيفانستون عن طريق مثلها العالي‬
‫ف الفرع الرئيسية وقد غطت أندية الروتاري ‪ 157‬دولة ف العال‪.‬‬
‫· النطقة ‪ 245‬تضم مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬لبنان‪ ،‬الردن‪ ،‬البحرين‪ ،‬قبص‪ ،‬كما أن لذه النظمة‬
‫أكثر من أربعي فرعا ف إسرائيل‪ ،‬ولا نواد ف عدد من الدول العربية كمصر أكثر من ‪23‬‬
‫ناديا والردن ناديان وتونس والزائر وليبيا والغرب ‪ 13‬نادي ولبنان ‪ 5‬أندية‪ ،‬وتعدّ بيوت‬
‫مركز جعيات الشرق الوسط‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الروتاريي يستهدفون القضاء على العال الثقافية والدينية التميزة لياد بيئة واحدة تعمها‬
‫الفكار والبادئ الروتارية الت تستمد مفاهيمها من الركة (*) الاسوينة العالية‪ ،‬وتتخذ‬
‫الناقوس والطرقة شعارًا لا وتتخذ هذه النظمة أساء أخرى تعمل ف ظلها مثل‪ :‬لنة‬
‫النرهويل الت تتص بالسيدات وتضم مصر والردن منطقة إنرهويل واحدة تمل رقم ‪،95‬‬
‫ولنة الروتاراكت ولنة النتراكت‪.‬‬
‫وتعتب هذه النوادي خطرًا داهًا على السلم والسلمي لتظاهرها بالعمل النسان ف حي أنا‬
‫معاول هدم للروح السلمية وتعمل ف نطاق الخططات اليهودية العالية‪ .‬وقد أصدر الؤتر‬
‫السلمي العالي للمنظمات السلمية الذي انعقد بكة الكرمة عام ‪1394‬هـ‪1974/‬م‬
‫قراره الادي عشر والاص بالاسونية وأندية الروتاري وأندية الليونز وحركات التسلح اللقي‬
‫وإخوان الرية بأن‪:‬‬
‫ـ على كل مسلم أن يرج منها فورًا وعلى الدول السلمية أن تنع نشاطها داخل بلدها‬
‫وأن تغلق مافلها وأوكارها‪.‬‬
‫ـ عدم توظيف أي شخص ينتسب إليها ومقاطعته كلية‪.‬‬
‫ـ يرم انتخاب أي مسلم ينتسب إليها لي عمل إسلمي‪.‬‬
‫ـ فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة‪.‬‬
‫ـ كما أعلن بالجمع الفقهي ف دورته الول أن الاسونية وما يتفرع عنها من منظمات‬
‫أخرى كالليونز والروتاري تتناف كلية مع قواعد السلم وتناقضه مناقضة كلية‪.‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الاسونية ف العراء‪ ،‬الدكتور الشيخ ممد علي الزعب‪.‬‬
‫ـ أسرار الاسونية‪ ،‬جواد رفعت أتلخان‪.‬‬
‫ـ الاسونية‪ ،‬دراسة نقدية باللغة النليزية‪ ،‬مصباح السلم فاروقي‪.‬‬
‫ـ خطر اليهودية العالية على السلم والسيحية‪ ،‬عبد ال التل‪.‬‬
‫ـ جذور البلء‪ ،‬عبد ال التل‪.‬‬
‫ـ مقال ف ملة أنوار الحد‪ ،‬عدد ‪ 4627‬ف ‪ 23‬أيلول ‪ /‬سبتمب ‪1973‬م‪.‬‬
‫ـ مقال ف ملة الفكر السلمي‪( ،‬بيوت) العدد الول ذي الجة ‪1393‬هـ‪/‬كانون الثان‬
‫‪1974‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة القيس الكويتية‪ ،‬ف ‪14/3/1974‬م‪.‬‬
‫ـ ملحق جريدة العلم الليبية‪ ،‬أغسطس ‪1969‬م‪.‬‬
‫ـ ملة فلسطي‪ ،‬أكتوبر ‪1969‬م‪.‬‬
‫ـ حقيقة أندية الروتاري‪ ،‬من رسائل جعية الصلح الجتماعي بالكويت‪.‬‬
‫ـ دراسة عن أندية الروتاري الاسونية‪ ،‬بقلم أب إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ الطابور الامس‪ ،‬بقلم أب إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ الاسونية ف النطقة (‪ ،)245‬بقلم أب إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ شرخ ف جدار الروتاري ـ أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ ل يا شيخ الزهر ـ الفتاوى الشرعية ف أندية روتاري وليونز الاسونية ـ أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ الاسونية العالية ف ميزان السلم‪ ،‬د‪ .‬عبد ال سك‪.‬‬
‫ـ ملت الروتاري (النطقة ‪ )245‬ونشرات الندية ف مصر والسودان وغيها‪.‬‬
‫ـ اليهود‪ .‬د‪ .‬أحد شلب‪.‬‬
‫ـ صحيفة الهرام ‪6/2/1980‬م‪27/4/1980 ،‬م‪.‬‬
‫ـ ملة اليل ‪10/6/1963‬م‪.‬‬
‫ـ قواني الروتاري الدولية ولوائحه الداخلية والقليمية والحلية‪.‬‬
‫ـ القانون الساسي للماسونية‪.‬‬
‫ـ الدستور الاسون‪.‬‬
‫ـ الروتاري ف قفص التام‪ ،‬أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ الوسوعة البيطانية الجلد ‪.19‬‬
‫ـ قاموس الندية الروتارية‪.‬‬
‫ـ موسوعة الورد‪ ،‬مني البعلبكي‪.‬‬
‫ـ حقيقة الروتاري ف مصر‪ ،‬أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬
‫ـ شهادات روتارية‪ ،‬حسي عمر حاده‪.‬‬
‫ـ روزاليوسف عدد ‪1921‬م‪.‬‬
‫‪Rotary and Its Brothers, Charles F. Marden (Princeton University‬‬
‫‪.)press – 1963‬‬
‫‪.Towards my Neighbour. G.R.H. Nitt‬‬
‫‪.My Road To rotoary, Ranl. P. Harris‬‬
‫‪.Rotary Service‬‬
‫‪.Service in life and work‬‬
‫الليونز‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الليونز مموعة نواد ذات طابع خيي اجتماعي ف الظاهر‪ ،‬لكنها ل تعدو أن تكون واحدة‬
‫من النظمات العالية التابعة للماسونية الت تديرها أصابع يهودية بغية إفساد العال وإحكام‬
‫السيطرة عليه‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ف صيف ‪1915‬م دعا مؤسس هذه النوادي ملفن جونس إل فكرة إنشاء نواد تضم رجال‬
‫العمال من متلف أناء الوليات التحدة‪ ،‬وكان أول نادٍ تأسس من هذا النوع ف مدينة‬
‫سانت أنطونيو ـ تكساس‪.‬‬
‫· ف مايو ‪1917‬م ظهرت النظمة العالية لنوادي الليونز إل الوجود وقد عقدت اجتماعها‬
‫الول ف شيكاغو حيث أقدم نوادي الروتاري هناك‪.‬‬
‫· يعتقد بعض الدارسي أن هذا النادي تابع لنوادي بناي برث أي (أبناء العهد) الذي تأسس‬
‫ف ‪13/10/1834‬م ف مدينة نيويورك‪.‬‬
‫· بصورة عامة فإن هذه النوادي جيعًا تتبع بشكل أو بآخر منظمة البنائي الحرار (الاسون)‪.‬‬
‫· لقد أنشئ نادي الليونز ليكون بديلً عن النوادي السابقة ف حالت انكشافها أو اضطهادها‬
‫لا يتمتع به من مظهر اجتماعي إصلحي خيي‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· إن اسهم (الليونز) أي (السود) إنا يرمز إل القوة والرأة وحروف الكلمة بالنليزية (‬
‫‪ )Lions‬كل منها يرمز لعن عندهم‪.‬‬
‫· تنهى كسائر النوادي الاسونية عن الجادلة ف المور السياسية والعقائدية الدينية‪.‬‬
‫· تتظاهر بالعمل ف اليادين التالية‪:‬‬
‫ـ الدعوة إل الخاء والرية (*) والساواة‪.‬‬
‫ـ الدمات العلمية والثقافية‪.‬‬
‫ـ تشجيع تبادل الزيارات والرحلت واللقاءات‪.‬‬
‫ـ نشر معان الي والتعاون بي الشعوب‪.‬‬
‫ـ تنمية روح الصداقة بي الفراد بعيدًا عن الروابط العقدية‪.‬‬
‫ـ الهتمام بالرفاهية الجتماعية‪.‬‬
‫ـ العمل على نشر العرفة بكل الوسائل المكنة‪.‬‬
‫ـ مساعدة الكفوفي والدمات الجتماعية الخرى‪.‬‬
‫ـ تفيف متاعب الياة اليومية عن الواطني‪.‬‬
‫ـ تقدي الدمات إل البيئة الحلية‪.‬‬
‫ـ إقامة السابقات الترفيهية وتشجيع اللقاءات وتبادل الزيارات والرحلت‪.‬‬
‫ـ دعم الشروعات اليية‪.‬‬
‫ـ دعم مشروعات المم التحدة (*)‪.‬‬

‫· العضوية‪:‬‬
‫ـ شروط العضوية ف هذه النوادي ل تتلف كثيًا عن شروط العضوية ف نوادي الاسونية‬
‫والروتاري‪.‬‬
‫ـ لكنها تتاز عن النوادي الاسونية بأنه يوز لديهم بأن يثل الهنة الواحدة أكثر من عضوين‪.‬‬
‫ـ ل يستطيع أي شخص أن يقدم طلب انتساب إليها‪ ،‬إنا هم الذين يرشحونه ويعرضون‬
‫عليه ذلك إذا رأوا مصلحة لم فيه‪.‬‬
‫ـ يشترط أن يكون العضو من رجال العمال الناجحي‪.‬‬
‫ـ يشترط أن يكون مكان عمل العضو ف ذات النطقة الت فيها النادي‪.‬‬
‫ـ يفرض على كل عضو أن يقق نسبة حضور ف الجتماعات السبوعية ل تقل عن ‪%60‬‬
‫سنويا‪.‬‬
‫ـ ينعون منعا باتا دخول العقائديي وذوي الغية الوطنية الشديدة‪.‬‬
‫ـ يتذبون الشباب والشابات بغية الحافظة على أدن مستوى مكن من العمار الشابة‬
‫للمحافظة على حيوية النادي الدائمة فضلً عن سهولة التأثي‪.‬‬
‫ـ يتذبون السيدات من زوجات كبار السؤولي كما يسند إليهن مهمة التصال‬
‫بالشخصيات الكبية‪ ،‬ولن نوادٍ ب ّن تسمى نوادي سيدات الليونز‪.‬‬

‫اليكل التنظيمي‪:‬‬
‫· تتشابه أندية الليونز مع أندية الروتاري ف وضع نظام شبه جغراف يقسم العال إل عدد من‬
‫التكتلت حسب كثافة انتشار الندية ولكل تكتل رقم خاص ويتكون التكتل الواحد من‬
‫دولة أو عدد من الدول ويسمى بالنطقة أو الحافظة رقم ـ وترتبط رئاسة كل منطقة من‬
‫الناطق على مستوى العال مباشرة بالركز العام وتقع مموعة الدول العربية ف النطقة ‪.352‬‬
‫· يتكون كل نادٍ من‪:‬‬
‫ـ رئيس‪.‬‬
‫ـ نائب رئيس أو أكثر‪.‬‬
‫ـ سكرتي ـ وأمي صندوق‪.‬‬
‫ـ ملس إدارة مؤلف من (‪ )12‬عضوا على أن يكون بينهم شخص أو اثنان من رؤساء‬
‫النادي السابقي بدف إحكام القبضة على الجلس كي ل ينحرف ف أي مسار ل يريدونه‬
‫لناديهم‪.‬‬
‫ـ لان متنوعة تشكل من قبل الجلس لتشمل النظمة الختلفة‪.‬‬

‫خطورة هذه النوادي‪:‬‬


‫· نشاطاتا اليية الظاهرية مصيدة تفي وراءها أهدافها القيقية‪.‬‬
‫· يتسمون بالتخطيط الدقيق‪ ،‬ويعملون على أساس من السرية ف جع العلومات‪.‬‬
‫· يتعرفون على أسرار الهن من خلل لقاءاتم ما يعطيهم قدرة على التحكم ف السوق الحلية‬
‫كما يعينهم على التدخل ف الشؤون القتصادية للبلد‪.‬‬
‫· يمعون العلومات التعلقة بالشؤون السياسية والدينية للبلد الذي يعملون فوق أرضه‬
‫ويرسلونا إل مركز النظمة العالي الت تقوم بتحليلها ووضع الطط اللزمة والناسبة حيالا‪.‬‬
‫· إنم يُ َقسّمون النطقة الت يعملون فيها‪ ،‬ومن ث يب أن يغطى كل قسم بنشاطه القطاع‬
‫التعلق به‪.‬‬
‫· هناك غموض شديد يكتنف أسرارهم ومواردهم ووسائلهم‪.‬‬
‫· تضرب مالس إدارات مناطق الليونز إجراءات أمن مشددة حولا‪.‬‬
‫· يرددون دائما شعار (الدين (*) ل والوطن للجميع)‪.‬‬
‫· السلم لديهم يقف على قدم الساواة مع الديانات الخرى ساوية كانت أم بشرية هذا من‬
‫حيث الظاهر‪ ،‬أما القيقة فإنم يكيدون له أكثر ما يكيدون لسواه‪.‬‬
‫· يركزون ف دعواتم وماضراتم على إبراز مكانة معينة لسرائيل وشعبها‪ ،‬كما يقومون‬
‫بزراعة أفكار صهيونية ف عقول أعضائها‪.‬‬
‫· لقد عقدوا دورة ف نوادي ليونز مصر الديدة بالقاهرة للحديث عن معاهدة السلم بي‬
‫مصر وإسرائيل‪.‬‬
‫· إنم يقيمون حفلت متلطة ماجنة راقصة تت شعار (الفلت اليية)‪.‬‬
‫· لقد أصدر الجمع الفقهي ف دورته الول النعقدة ف مكة الكرمة بتاريخ ‪ 10‬رمضان‬
‫‪1398‬هـ قرارا بَيّنَ فيه أن مبادئ حركات (*) الاسونية والليونز والروتاري تتناقض كليّا‬
‫مع مبادئ وقواعد السلم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫إن نوادي الليونز ل ترج عن الدائرة الاسونية الت تتبع لا‪ ،‬فالذور إذن واحدة‪.‬‬
‫· إنا تدعو إل فكرة الرابطة النسانية وإزالة العوائق بي البشر‪.‬‬
‫· إنا تستمد جوهرها القيقي من الفكر الصهيون‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· لذه النظمة نوادٍ ف أمريكا وأوروبا وف كثي من بلدان العال‪.‬‬
‫· ادعت نوادي الليونز ف أوائل عام ‪1970‬م بأن عدد أعضائها يزيد عن (‪)934.000‬‬
‫عضو موزعي ف (‪ )146‬بلدا‪.‬‬
‫· مركزها الرئيسي الال هو ف أوك بروك بولية الينوي ف الوليات التحدة المريكية‪.‬‬
‫· نوادي الليونز والروتاري نشطت ف مصر بعد توقيع معاهدة السلم مع إسرائيل‪.‬‬
‫· إنا تتخذ من الفنادق الضخمة مراكز لا كفندق السلم بصر الديدة وفندق هيلتون وشبد‬
‫وشياتون‪.‬‬
‫· إنا ترصد مبالغ ضخمة كجوائز تقدم خلل حفلت تنمية الصداقة وحفلت الهتمام‬
‫ببعض الشروعات ما يضع إشارة استفهام حول طبيعة الوارد الالية‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الليونز لفتة جديدة للماسونية لأ اليهود إليها عندما أغلقت الحافل الاسونية‪ .‬والقيقة أن‬
‫ظاهرها الرحة وباطنها العذاب‪ ،‬ومع السف فإنا تباشر نشاطها ف كثي من البلد السلمية‬
‫مثل‪ :‬مصر والردن وسوريا ولبنان والبحرين والغرب وتونس والعراق‪ ،‬وهم يعرضون أحيانا‬
‫بعض ما يسمونه نشاطا اجتماعيّا ويدّعون أنم يريدون به للمجتمع أن ينمو وفق نظام‬
‫هندسي دقيق تذوب فيه النعرات القومية والعصبيات النسية والختلفات الدينية‪ ،‬والقيقة‬
‫الت يب أل تفى على مسلم هي أنم جاعة مشبوهة‪ ،‬ويكتنفها الريب والشكوك‪ ،‬ويكفي‬
‫أنا مدعومة من جهات خارجية غي معلومة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ شهادات ماسونية‪ ،‬حسي عمر حاده ـ دار قتيبة بدمشق ـ ط ‪ 1‬ـ ‪1400‬هـ‪/‬‬
‫‪1980‬م‪.‬‬
‫ـ حقيقة نوادي الروتاري‪ ،‬جعية الصلح الجتماعي ـ ط ‪ 2‬ـ ‪1394‬هـ‪1974/‬م‪.‬‬
‫ـ الاسونية ف العراء‪ ،‬الشيخ ممد علي الزغب‪.‬‬
‫ـ أسرار الاسونية‪ ،‬جواد رفعت أتلخان‪.‬‬
‫ـ خطر اليهودية العالية على السلم والسيحية‪ ،‬عبد ال التل‪.‬‬
‫ـ جذور البلء‪ ،‬عبد ال التل‪.‬‬
‫الاسونية‪ ،‬ممد صفوت السقا وسعدي أوجيب ـ إصدار رابطة العال السلمي ـ مكة‬
‫الكرمة ـ طـ ‪ 2‬ـ ‪1402‬هـ‪.‬‬
‫ـ الاسونية والصهيونية والشيوعية‪ ،‬د‪ .‬صابر عبد الرحن طعيمه ـ دار الفكر العرب بالقاهرة‬
‫ـ طـ ‪ 1‬ـ ‪1978‬م‪.‬‬
‫ـ الثلث ‪ 352‬ـ أندية ليونز الاسونية ف مصر ـ أبو إسلم أحد عبد ال ـ بيت الكمة‬
‫ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ ملة الندي السلم‪ ،‬السنة الادية عشر ـ العدد ‪ 34‬ـ ذو الجة ‪1404‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫ـ جريدة الخبار القاهرية‪ ،‬بتاريخ ‪27/1/1984‬م‪.‬‬
‫ـ لئحة النظام الساسي للجمعية العالية لندية الليونز‪.‬‬
‫ـ انظر الوسوعة البيطانية‪ ،‬طبعة ‪1974‬م‪ ،‬ملد ‪ 4‬ـ صفحة ‪ 302‬ـ ف الديث عن‬
‫الاسونية (البناؤون الحرار)‪.‬‬
‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪.Encyclopaedia Britannica, Nol, V.p. 385, 1974‬‬
‫حيوت (الرية)‬
‫التعريف‪:‬‬
‫حيوت حزب (*) سياسي صهيون أسسه مناحم بيجي ف فلسطي الحتلة بعد قيام الدولة‬
‫اليهودية السماة إسرائيل عام ‪1948‬م‪ ،‬ويعد حزب حيوت وريث منظمة الراجوان‬
‫الرهابية قبل عام ‪1948‬م‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· بعد عام ‪1948‬م‪ :‬انصهرت منظمة الراجون زفائي لؤمي ف جيش الدفاع السرائيلي‬
‫(تسهال)‪ ،‬وأما من رفضوا الرتباط باليش السرائيلي فقد شكلوا حزبا سياسيا سوه حزب‬
‫حيوت أو الرية الذي يمل لواء الرهاب‪ ،‬وكان على رأس الزب مناحم بيجي‪..‬‬
‫· وف سنة ‪1965‬م تالف حزب حيوت مع حزب الحرار وكونوا معا تشكيلً حزبيّا تت‬
‫اسم جحل وهو الختصار العبي لساء أحزاب (جوش حيوت ليباليم) أو (كتلة حيوت‬
‫والحرار)‪ .‬واتبعت خطا فكريّا وعقديّا ل يرج ف قليل أو كثي عن خط حيوت العقدي‪.‬‬
‫· وف ناية سنة ‪1973‬م كووت جحل وعدة أحزاب يينية هي‪ :‬الركز الر (ورئيسه شامي‬
‫رئيس الوزراء السابق) والقائمة الرسية وحركة أرض إسرائيل الكاملة‪ ،‬تكتلً عرف باسم‬
‫الليكود لواجهة حزب العمل الاكم‪ ،‬وظهرت ف هذه التكتلت شخصيات إرهابية منها‬
‫أرييل شارون وعزرا وايزمان والدكتور بنيامي هيلفي‪.‬‬
‫ـ أعلنت (الليكود) برنامها أمام الكنيست‪ ،‬وهو يبز نفس السياسة الرهابية‪ ،‬ويغضّ‬
‫بفاهيم العنف والتأكيد على حقوق الستيطان حت ف الراضي الحتلة‪.‬‬

‫وأهم الشخصيات ف هذا التكتل‪:‬‬


‫· مناحم بيجي‪ :‬ولد سنة ‪1913‬م ف بولندة‪ ،‬والتقى بالزعيم الصهيون جابوتنسكي سنة‬
‫‪1938‬م الذي عينه مثلً للحركة (*) الصهيونية ودخل بيجي فلسطي سنة ‪1942‬م والتحق‬
‫بالنظمة الرهابية الراجون حيث تول قيادتا ف نفس العام‪.‬‬
‫وأسس حزب (*) حيوت سنة ‪1948‬م بعد حل منظمة الراجون‪ .‬وف سنة ‪1973‬م قاد‬
‫تكتل الليكود‪ ،‬وتول رئاسة الكومة اليهودية ف فلسطي الحتلة سنة ‪1977‬م‪ .‬وف سنة‬
‫‪1977‬م‪ ،‬وقع اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس الصري أنور السادات‪.‬‬
‫ـ يعد مناحم بيجي من أشد الرهابيي التبعي سياسة جابوتنسكي ويلخص سياسته بقوله‪:‬‬
‫"أنا أحارب فأنا موجود"‪" .‬القوة هي لغة التفاهم مع العرب"‪.‬‬
‫· عزرا وايزمان ولد ف تل أبيب سنة ‪1924‬م‪ ،‬عمل ف صلح الو البيطان‪ ..‬واشترك ف‬
‫حرب فلسطي سنة ‪1948‬م‪ ،‬وعي قائدا لسلح الطيان السرائيلي من سنة ‪1958‬م إل‬
‫‪1966‬م واشترك ف حرب سنة ‪1967‬م ث عي وزيرا للمواصلت‪ ،‬ث وزيرا للدفاع سنة‬
‫‪1975‬م‪.‬‬
‫· يوحنا بيدر‪ :‬من منظمة الرجوان الرهابية وهو مرك الزب وواضع نظرياته الفلسفية‬
‫الرهابية‪ ،‬ورئيس ترير جريدة حيوت‪.‬‬
‫· يعقوب مييدور مدير عمليات الرجوان السابق‪.‬‬
‫· يوحنا بارو ـ ناحوم يثعن‪ ..‬والميع تمعهم صفة الرهاب والتطرف‪.‬‬
‫· أرييل شارون‪ :‬ولد ف فلسطي سنة ‪1928‬م وانضم إل النظمة الرهابية الاجاناه ف سنة‬
‫‪1944‬م واشترك ف حرب ‪1948‬م واشترك ف حرب ‪1956‬م بي إنكلترا وفرنسا‬
‫وإسرائيل من جهة‪ ،‬ومصر من جهة أخرى‪ ..‬واشترك ف حرب ‪1967‬م وأحيل إل التقاعد‬
‫بعد الرب مباشرة واستعد للحرب ف سنة ‪1973‬م وقام بعملية الثغرة (الدفرسوار) ف الضفة‬
‫الغربية لقناة السويس‪ .‬والتحق بتكتل الليكود الذي يعد حزب حيوت أكب حزب فيه‪..‬‬
‫وأصبح من أبرز الزعماء اليهود‪ ..‬فضلً عن أنه قائد القوات اليهودية الت اجتاحت لبنان‪ ،‬وهو‬
‫الخطط لذبة صبا وشاتيل ف لبنان‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· أهم البادئ الرئيسية ـ ف التعريف بالزب (*) ـ منذ تأسيسه كحزب مستقل‪ ،‬وحت‬
‫انضمامه إل تكتل (الليكود) الذي ضم عدة أحزاب‪ ،‬كلها ذات مبادئ واحدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫ـ الطالبة بدود إسرائيل الكبى‪ ،‬وعدم التخلي عن أي أرض احتلت عام ‪1967‬م وأن‬
‫للشعب اليهودي حق تاريي وغي قابل للتنازل عنه ف أرض إسرائيل‪ ..‬أرض الجداد‪.‬‬
‫ـ مباركة العمال العدوانية ضد الدول العربية‪ ..‬والرب هي الوسيلة الوحيدة الت يفهمها‬
‫العرب‪.‬‬
‫ـ العمل على تشجيع الستيطان الدين والريفي ف فلسطي‪ ،‬واعتبار أن تشجيع الجرة يقع‬
‫على رأس مهام الدولة‪ ،‬با يستلزمه ذلك من ضرورة تصيص الموال اللزمة للستيطان‪.‬‬
‫ـ إدراك وحدة الصي والنضال الشترك من أجل وجود الشعب اليهودي ف أرض فلسطي‬
‫والدياسبورا (أرض الشتات)‪.‬‬
‫ـ التجنيد الجباري واجب على كل مواطن‪ ،‬ولذا يلزم إعداد النود إعدادا فنيّا حديثا مع‬
‫الهتمام بالقوات الحتياطية‪.‬‬
‫ـ التعاون مع العسكر الغرب والدخول ف أحلف عسكرية معه وخاصة الوليات التحدة‬
‫المريكية وفرنسا‪.‬‬
‫ـ يعد الزب فرعا لتاد الصهيونيي وأفرعها النتشرة ف أوروبا وأمريكا اللتينية وجنوب‬
‫أفريقيا‪.‬‬
‫ـ التضييق على القلية العربية ف الدولة والعمل على تصفية معسكرات اللجئي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· إن ادعاء الصهيونية بالق التاريي لليهود ف فلسطي‪ ،‬وأنا أرض اليعاد وأن اليهودي فوق‬
‫الميع‪ ،‬وأن اليهود شعب ال الختار‪ .‬وكذلك أسلوب الرهاب والعنف والقتل الماعي‬
‫الذي اتبعه اليهود ف فلسطي الحتلة قبل عام ‪1948‬م وبعده‪ ..‬إن ذلك كله يرجع أولً وقبل‬
‫كل شيء إل التعاليم التلمودية اليهودية الت يعدونا مقدمة على التوراة (*) نفسها‪.‬‬
‫ـ فالعنصرية اليهودية الغالبة ندها ف قول التلمود‪" :‬إن اليهود أحب إل ال من اللئكة" و‬
‫"إن اليهود وحدهم هم البشر أما الشعوب الخرى فليست سوى أنواع متلفة من‬
‫اليوانات"‪.‬‬
‫ـ وسياسة العنف والقتل لدى الصهاينة الدد‪ ..‬ند سندها ف قول التلمود‪" :‬ليس من العدل‬
‫استعمال الرحة مع العداء" و" منوع العطف على النسان البله" و "من الواجب على‬
‫اليهودي أن يبذل كنانة جهده ف استئصال شأفة النصارى والسلمي عن وجه الرض‪."..‬‬
‫ـ وقد وعى مفكرو اليهود دروس التلمود‪ ،‬ونظّروه ف مبادئ وأفكار‪ ،‬حت أصبحت هذه‬
‫البادئ فلسفة خاصة بم‪ ،‬ومن هذا النطلق ند أن جذور الفكر الرهاب لزب حيوت‬
‫ولحزاب إسرائيل الخرى تتد إل الفكر اليهودي زئيف جابوتنسكي ‪ 1880‬ـ ‪1940‬م‬
‫الذي ولد ف روسيا وزار فلسطي سنة ‪1908‬م وأسس منظمة الاجاناه الرهابية ووضع‬
‫للمنظمات اليهودية البادئ الت يب السي عليها لتحقيق حلمهم ف أرض فلسطي ومن هذه‬
‫البادئ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العنف هو الطريق الوحيد لقامة دولة إسرائيل واستمرارها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إن عصر الريات والنسانيات الذي يعترف بقوق الخرين قد ولّى وحل مكانه عال‬
‫جديد يرفض النعة النسانية ول يلتفت إطلقا لقوق الخرين‪ ،‬ويستند على النانية القومية‬
‫لتأكيد وجوده الذي ل ينتعش ف ظل العقل (*) والخلق (*) بل ف ظل اليوية السدية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم التقرّب إل العرب أو الثقافة العربية (عارض جابوتنسكي أي ماولة من قبل اليهود‬
‫للتقرب إل الثقافة العربية سنة ‪1924‬م‪ ،‬وعندما قالوا له إن العرب أبناء عم لنا فهم من نسل‬
‫إساعيل‪ ،‬رد قائلً‪ :‬إن إساعيل ليس بعمنا‪ ،‬فنحن ـ وهذا بفضل ال!! ـ ننتمي إل أوروبا‪،‬‬
‫وعلى مدى ألفي عام ساعدنا ف خلق ثقافة الغرب)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الشعب اليهودي هو شعب ال الختار‪ ،‬وثقافته فوق كل الثقافات‪ .‬هذه هي البادئ الت‬
‫وضعها الرهاب الول جابوتنسكي‪.‬‬
‫وأخذت هذه البادئ سبيلها إل التطبيق العملي على مستوى منظمات الدفاع اليهودية الرسية‬
‫قبل وبعد إنشاء إسرائيل‪ ،‬ويعدّ مناحم بيجي التلميذ الول الذي استوعب أفكار وآراء أستاذه‬
‫جابوتنسكي وترسخت ف مفهومه ومفهوم كل النظمات الرهابية‪ ،‬الراجون والاجاناه‬
‫وغيها‪.‬‬
‫ـ إن التاهات الصهيونية بختلف انتماءاتا تسي على نج جابوتنسكي وتشعر بشعوره‬
‫الفعم بالكراهية للعرب والسلمي‪ ،‬مهما حاولت الصهيونية الالية أن تصفه بأنه ل يثل إل‬
‫نفسه ولكن الواقع يثبت غي ذلك‪.‬‬
‫ـ وهناك من مفكري الركة (*) الصهيونية من تأثر بفلسفة نيتشه الفيلسوف اللان عن‬
‫النسان العلى (السوبر مان)‪ ،‬وأن القوة هي الساس ف الكون‪ ،‬ومنهم جوزيف بيويشفكي‬
‫(‪ 1865‬ـ ‪1921‬م) الذي يرى أن التوتر‪ ،‬والثورة (*) العنيفة هي الطريق الوحيد لقيام‬
‫إسرائيل‪.‬‬
‫ـ ومن هذا الفكر أصّل بن جوريون ـ أول رئيس لدويلة اليهود ـ السياسة اليهودية تاه‬
‫السلمي والعرب ف كتابه إسرائيل‪ :‬سنوات التحدي إذ يقول‪" :‬إن هذه الدولة السماة‬
‫بإسرائيل ل يكنها أن تعيش إل بالقوة والسلح" "القوة هي لغة التفاهم مع العرب"‪.‬‬
‫ـ وكذلك مناحيم بيجي ف كتابه التمرد فقد أعطى البعاد الكاملة لفلسفة التمرد والرهاب‬
‫قائلً‪" :‬أنا أحارب فأنا موجود"‪" .‬إذا ل نارب فإننا سوف نفن‪ ،‬والرب هي الطريق الوحيد‬
‫للخلص"‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن حيوت حزب (*) سياسي صهيون أسسه مناحم بيجي ف فلسطي الحتلة بعد قيام‬
‫إسرائيل عام ‪1948‬م‪ ،‬وهو يطالب بدود إسرائيل الكبى‪ ،‬مع عدم التخلي عن أي أرض‬
‫احتلت عام ‪1967‬م‪ ،‬ويبارك العمال العدوانية ضد الدولة العربية ويعتب الرب هو الوسيلة‬
‫الوحيدة الت يفهمها العرب ويشجع الستيطان الدين والريفي ف فلسطي‪ ،‬والتضييق على‬
‫القلية العربية‪ ،‬وجعل إسرائيل تدور دائمًا ف فلك العسكر الغرب‪ ،‬حت تتحقق الهداف‬
‫السرائيلية من حيث تكريس العنف ووأد حقوق النسان العرب واليلولة دون شيوع الثقافة‬
‫العربية ف إسرائيل‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الصهيونية وسياسة العنف‪ ،‬ممود سعيد عبد الظاهر‪ ،‬اليئة العامة الصرية للكتاب ـ القاهرة‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫ـ العنف والسلم‪ ،‬دراسة ف الستراتيجية الصهيونية ـ إبراهيم العابد ـ منظمة التحرير ـ مركز‬
‫الباث ـ بيوت ‪1967‬م‪.‬‬
‫ـ نظرة ف أحزاب إسرائيل‪ ،‬أسعد رزوق منظمة التحرير ـ مركز الباث ـ بيوت ‪1966‬م‪.‬‬
‫ـ إسرائيل الكبى‪ ،‬دراسة ف الفكر الصهيون التوسعي‪.‬‬
‫ـ الذور الرهابية لزب حيوت السرائيلي‪ ،‬بسام أبو غزالة منظمة التحرير ـ مركز الباث‬
‫ـ بيوت ‪1966‬م‪.‬‬
‫ـ الطامع الصهيونية التوسعية‪ ،‬عبد الوهاب كيال ـ منظمة التحرير (*) مركز الباث ـ‬
‫بيوت ‪1966‬م‪.‬‬
‫ـ التمرد‪ ،‬قصة الراجوان‪ ،‬مناحم بيجي ـ اليئة الصرية العامة للكتاب ‪1978‬م القاهرة‪.‬‬
‫ـ إن أتم‪ ،‬روجيه ديلورم ـ دار الرمق للطباعة والنشر ـ بيوت ‪1980‬م‪.‬‬
‫ـ هجية التعاليم الصهيونية‪ ،‬بولس حنا مسعد‪ ،‬الكتب السلمي ـ بيوت‪.‬‬
‫ـ حق الشعب الفلسطين ف تقرير مصيه‪ ،‬د‪ .‬ممد شتا أبو سعد‪ ،‬بث مقدم لؤتر حقوق‬
‫الشعوب العالي‪ ،‬الذي نظمته جامعة الزقازيق ‪1984‬م بالقاهرة ص ‪ 1‬ـ ‪.6‬‬
‫‪Lenczowski, G: The middle East in the World Affairs. New York‬‬
‫‪.1956‬‬
‫‪.Glubb, J.B.: Soldier with the Arabs, London 1948‬‬
‫‪.Herzle, Theodor: the Jewish State. New York 1972‬‬
‫‪.Menuhin Mashe: the Decadance of Judaism in our Time‬‬
‫‪Begin, Menachem: the Revolt. Story of the Irgunn, New York‬‬
‫‪.1951‬‬
‫‪.Herzle, Theodor: the Complete Diaries Vol.4. 1616‬‬
‫‪.Ben Gurion, David: Rebith and Destiny of Israel. New York 1964‬‬
‫النتراكت‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هي نوادي اجتماعية وثقافية مرتبطة بنظمة الروتاري الدولية‪ ،‬الت تسيطر عليها اليهودية‬
‫العالية والنظمات الاسونية‪ ،‬وتضم هذه النوادي طلبة الدارس العدادية والثانوية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· بتوجيه من مؤتر الروتاري الدول عام ‪1961‬م‪1962 /‬م‪ ،‬أنشئت أندية النتراكت من‬
‫طلبة الدارس العدادية والثانوية‪ ،‬وتسمى‪ :‬بأندية الطلئع‪ ..‬وتتراوح أعمار الطفال بي ‪14‬‬
‫و ‪ 18‬سنة‪ .‬وقد دلت إحصائية خاصة عن أندية النتراكت عن العام ‪1983‬م‪1984 /‬م بأنه‬
‫ت إنشاء ‪ 121‬ناديّا للنتراكت بلغ عدد أعضائها من تلميذ الدارس ‪ 95150‬عضوا‪.‬‬
‫ويشرف على هذا العدد من أندية النتراكت‪ 3459 :‬ناديّا للروتاري ف ‪ 79‬دولة من‬
‫مموع الدول الروتارية‪.‬‬
‫· وف سنة ‪1986‬م صدرت عن الركز الرئيسي للروتاري بالوليات التحدة المريكية نشرة‬
‫خاصة بعنوان‪ :‬هذا الروتاري جاء فيها عن النتراكت والروتراكت أنه أصبح لا أكثر من‬
‫عشرة آلف ناديّا ف مائة دولة‪.‬‬
‫· وقد أنشئت نوادي النتراكت ف بعض البلد العربية منها‪ :‬مصر‪ ..‬ولقد نشرت ملة‪:‬‬
‫أكتوبر‪ ..‬ف تاريخ ‪16/11/1980‬م الفل السنوي لنادي النتراكت‪ ،‬الذي أقيم ف نادي‬
‫سبورتنج بالسكندرية‪ ،‬وأحيت الفلة فرقة البت شاه الغنائية الراقصة‪ .‬ول توجد تت أيدينا‬
‫إحصائيات عن نوادي النتراكت ف البلد العربية والسلمية الخرى‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· إن تصيص هذه النوادي لرعاية الطفال من ‪ 14‬ـ ‪ 18‬سنة يكشف الخطط الطي الذي‬
‫تسعى إليه منظمة الروتاري العالية‪ ،‬للتأثي على الطفال وصياغة تفكيهم وسلوكهم وفق‬
‫أهدافها البيثة‪ ،‬بعد أن تت السيطرة على الكبار من الرجال والنساء‪.‬‬
‫· ترفع هذه النوادي شعارات خادعة تلبس ثوبا براقا مثل التربية الديثة‪ ،‬والرياضة‪ ،‬والثقافة‪.‬‬
‫وقضاء أوقات الفراغ‪ ..‬وإعداد الطفل للمجتمع‪ ..‬ال‪.‬‬
‫وتفي الدف القيقي وهو إخضاع وتلقي الصغار مفاهيم روتارية لستخدامهم ف الستقبل‬
‫ف تنفيذ الآرب الصهيونية البثة‪.‬‬
‫· تنشأ هذه النوادي ف حدود منطقة الروتاري‪ ،‬حيث توجد نوادي الكبار‪ ،‬كي يسهل‬
‫السيطرة عليها ضمن خطط الروتاري للرجال‪ ،‬والنرهويل للنساء‪.‬‬
‫· تنشأ هذه النوادي ـ على الرجح ـ ف العاهد الاصة الت تديرها القليات النصرانية‬
‫واليهودية ف البلد العربية والسلمية‪.‬‬
‫· تقيم هذه النوادي حفلت غنائية ومسرحية خاصة بالصغار لا لذه الوسائل من تأثي قوي‬
‫فعال ف الصغار‪.‬‬
‫· من أنشطة هذه النوادي إقامة الرحلت والخيمات اللوية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· باعتبار أن النتراكت تأسست من قبل نادي الروتاري‪ ،‬فإن غرضها هو غرض نادي‬
‫الروتاري العالي‪ .‬ذي اللفية اليهودية الاسونية‪ .‬وإن جيع النشطة الت تقوم با هذه الندية‬
‫تدم ف النهاية اليهودية العالية‪ ،‬باسم النسانية‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والخاء بي الشعوب‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· تأسست هذه النوادي ف الوليات التحدة المريكية بتوجيه من مؤتر الروتاري الدول سنة‬
‫‪1961‬م وانتشرت ف أوروبا‪ ،‬وصار لا فروع ف معظم أناء العال‪ ،‬ولا فرع ف إسرائيل وف‬
‫بعض الدول العربية مثل مصر والردن ولبنان ودول الغرب العرب‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن النتراكت كأندية مشبوهة مرتبطة بنظمة الروتاري الدولية الت تسيطر عليها اليهودية‬
‫العالية والنظمات الاسونية‪ ،‬لا غايات وأهداف خفية وتعمد إل تثبيت انتماءات الشباب‬
‫الغض للفكار الاسونية عن طريق منح السلم الدراسية وتبادل الشبيبة‪ ،‬وقد أفت الجمع‬
‫الفقهي ف دورته الول بكة الكرمة ف ‪ 10‬شعبان سنة ‪1398‬هـ بتحري النتساب إل‬
‫هذه الندية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الروتاري ف قفص التام‪ ،‬أبو إسلم أحد عبد ال ـ دار العتصام ـ القاهرة ط‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫ـ شرخ ف جدار الروتاري‪ ،‬أبو إسلم أحد عبد ال ـ دار العتصام ـ القاهرة‬
‫‪1408‬هـ‪1988/‬م‪.‬‬
‫ـ شهادات روتارية‪ ،‬حسي عمر حادة ـ دار قتيبة ‪1402‬هـ‪1982/‬م‪.‬‬
‫ـ ملة أكتوبر‪ ،‬القاهرة ـ ‪16/12/1980‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الندي السلم‪ ،‬الرياض ـ العدد ‪ 55‬ربيع الول ‪1410‬هـ ‪ /‬أكتوبر ‪1989‬م‪.‬‬
‫ـ حقيقة أندية الروتاري‪ ،‬من رسائل جعية الصلح الجتماعي ـ الكويت‪.‬‬
‫‪.Rotary and its Brothers, Charles. F. Marden. 1963 1 -‬‬
‫‪.My Road Rotary, RarI.p. Harris -‬‬
‫‪.Rotary Service -‬‬
‫الروتراكت (شباب الروتاري)‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هي أندية اجتماعية ثقافية ترويية‪ ،‬مرتبطة بنظمة الروتاري الدولية الت تسيطر عليه اليهودية‬
‫العالية والنظمات الاسونية‪ .‬وتضم هذه النوادي طلبة الامعات وخرييها من ل يقل عمرهم‬
‫عن ‪ 18‬سنة‪ ،‬ول يزيد عن ‪ 28‬سنة من الذكور أو الناث أو من النسي حسب ما يقرره‬
‫النادي الراعي‪ .‬ونادي شباب الروتاري منظمة يرعاها نادي الروتاري وتدف ـ كما‬
‫يزعمون ـ إل تشجيع التمسك بالستويات اللقية العليا ف جيع العمال وتنمية القيادة‬
‫والشعور بالسؤولية عن طريق خدمة الجتمع وتعزيز التفاهم الدول والسلم‪.‬‬

‫التأسيس‪:‬‬
‫· ف عام ‪1917‬م بدأ الروتاري يعن بشؤون الشباب فأنشأ صندوقا خاصا لذلك الغرض‪،‬‬
‫وأصبح هذا الصندوققا فيما بعد نواة لذه الؤسسة‪.‬‬
‫· أوصى مؤتر الروتاري الدول عام ‪1967‬م‪1968 /‬م بإنشاء أندية للشباب من طلبة‬
‫الامعات وخرييها‪ ،‬ويسمح لندية الروتاري بإنشاء أندية الروتراكت ف حدود منطقتها‬
‫لتاحة الفرصة أمام الشباب للدراسة ف بلد غي بلده‪.‬‬
‫· وقد دلت إحصائية خاصة عن أندية الروتراكت عن العام الروتاري ‪1983‬م‪1984 /‬م‬
‫على أنه ت إنشاء ‪ 134‬ناديا ف شت أناء العال هذا العام وحده‪ ،‬وقد وصل عدد الندية ف‬
‫العال ‪ 4305‬ناديا تتبع ‪ 4011‬ناديا من أندية الروتاري النتشرة ف ‪ 90‬دولة من دول‬
‫الروتاري‪ ،‬ووصل عدد أعضاء الروتراكت إل ‪ 86000‬ستة وثاني ألف عضوٍ‪.‬‬
‫· أنشئت نوادي الروتراكت ف بعض البلد العربية والسلمية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· من الهداف العلنة لنوادي الروتراكت إتاحة الفرصة للشباب للدراسة ف بلد غي بلده‪ ،‬أي‬
‫إعطاء منح دراسية على هيئة بعثات من النطقة الروتارية ‪ 245‬الت تضم جهورية مصر‬
‫العربية والسودان ولبنان ودولة البحرين والردن وقبص‪ .‬وهذه النح خاصة بأبناء أعضاء‬
‫الروتاري‪ ،‬وتضع لتنظيم الروتاري العالي‪ ..‬وللخداع‪ ..‬يشترط ف الشباب التقدم للحصول‬
‫على النحة أن يكون متمسكا بدينه السلمي! وأن يكون متساما!‬
‫· ومن نشاط هذه النوادي مشروع تبادل الشباب الريب‪ ،‬الذي يتم فيه اختلط الشباب من‬
‫النسي‪ ..‬ومن شروط الشروع‪:‬‬
‫ـ تفضيل من كان عضوا ف أحد أندية شباب الروتاريي أو أن يكون والده روتاريا‪.‬‬
‫ـ السفر ف الجازة الصيفية‪ ،‬ومدة القامة ثلثة أسابيع ويتكفل الطالب بصاريف سفره ف‬
‫الذهاب والعودة‪ ،‬ومصاريف القامة يتحملها النادي الضيف‪.‬‬
‫ـ أن يتراوح سن الطالب أو الطالبة بي ‪ 18‬سنة و ‪ 22‬سنة‪.‬‬
‫ـ أن يكون حاصلً على الشهادة الثانوية على القل وأن يكون ملما بلغة البلد السافر إليه‪.‬‬
‫ـ يشترط أن يكون ول المر مستعدا لستضافة طالب أو طالبة ف منله لدة ماثلة للمدة‬
‫الت يقضيها ابنه أو ابنته ف الارج‪.‬‬

‫· ومن تطبيقات هذا الشروع‪:‬‬


‫سفر وفد صهيون من الكيان اليهودي ف فلسطي الحتلة يوم ‪24/1/1981‬م برئاسة دافيد‬
‫روزلي مدير العلقات التربوية والعلمية ف وزارة خارجية الكيان الصهيون إل مصر العربية‬
‫السلمة لبلورة تفاصيل تبادل الشباب‪ ،‬وتألفت الجموعة الول من ‪ 50‬طالبا إسرائيليا لقضاء‬
‫العطلة الصيفية بي السر العربية السلمة ف مصر‪ ،‬واستضاف الكيان الصهيون مموعة ماثلة‬
‫من الشباب السلم لقضاء الجازة الصيفية بي السر اليهودية وقد ت التفاق على ذلك سابقا‬
‫أثناء مادثات إسحاق نافون ف أواخر عام ‪1980‬م بدف تطبيع العلقات!‬
‫· ومن الهداف العلنة أيضا‪ :‬خلق روح القيادة الجتماعية ف الشباب والشعور بالسؤولية‬
‫لدى الواطني وغرس الثل العليا للخلقيات‪ ،‬وبث مشاكل الجتمع الصحية والتعليمية‪..‬‬
‫ويظهر أن هذه الهداف الخادعة تعلن للسذّج من أفراد الجتمع‪ ..‬أو للحصول على‬
‫الترخيص من الدولة‪.‬‬
‫· أما الدف القيقي لذه النوادي فهو إفساد اليل السلم أخلقيا‪ ،‬وإبعاده عن قيم دينه‬
‫وتعاليمه‪ ..‬وتستخدم ف ذلك الفلت الوسيقية الراقصة (الت تسميها اليية) والسهر إل ما‬
‫بعد منتصف الليل مع الختلط بكل أشكاله‪ ،‬وشرب المر السموح به ف هذه الفلت‬
‫وقضاء الجازات مع عائلت ل تتقيد بالخلق (*) السلمية‪ ..‬والتصالت الفاجرة بي‬
‫النسي أثناء الرحلت والسفار الترويية أو الدراسية‪.‬‬
‫ومن هذه الفلت الفاسدة‪ ،‬ما أقامه شباب نادي روتراكت بالسكندرية ف نادي سبورتنج‬
‫وحضره مموعة من الضيوف البيطانيي من أصدقاء وشباب الروتراكت وعدد كبي من‬
‫سيدات ورجال الجتمع السلم! وأحيا الفل الفنان عمر خورشيد وفرقة الاز‪ ،‬ورقص على‬
‫أنغامها الشباب والزهرات واستمر الفل إل ما بعد منتصف الليل‪ ..‬وقد نشرت إحدى‬
‫الجلت صورا خليعة لعضوات النادي بأوضاع غي أخلقية وشبه عارية‪!..‬‬
‫ـ إلاء الشباب ف أنشطة سياحية وترفيهية منحرفة تشغلهم عن القضايا الصيية الت تم‬
‫أمتهم‪ ،‬وأهها قضية فلسطي واحتلل اليهود لا‪..‬‬
‫ـ إنشاء جيل روتاري يصل إل درجة السؤولية ف بلده‪ ،‬لتنفيذ الخططات الروتارية‬
‫الصهيونية الصليبية الطية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫ـ نوادي الروتراكت تتبع نادي الروتاري الدول‪ ..‬ذي اللفية الاسونية اليهودية‪.‬‬
‫ـ وبالتال فإن جيع أنشطة النادي مططة من قبل الاسونية العالية وتدم اليهودية العالية‪.‬‬

‫النتشار وأماكن النفوذ‪:‬‬


‫تأسست نوادي الروتراكت ف الوليات التحدة المريكية بتوجيه من الروتاري الدول سنة‬
‫‪1961‬م‪ .‬وانتشرت بعد ذلك ف أوروبا وصار لا فروع ف نواح كثية من العال‪ ،‬ولا فرع‬
‫ف فلسطي الحتلة وبعض البلد العربية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن أندية الروتراكت ترتبط بنظمة الروتاري الدولية الت تسيطر عليها اليهودية العالية‪ ،‬كما أن‬
‫هذه الندية تعتب وكرا للماسونية ويسيطر عليها اليهود وهدفهم من ذلك السيطرة على العال‬
‫عن طريق القضاء على الديان (*) وإشاعة الفوضى الخلقية وتسخي أبناء البلد للتجسس‬
‫على أوطانم باسم النسانية‪ .‬ولذلك يرم على السلمي أن ينتسبوا لندية هذا شأنا كما‬
‫نصت عليه الفتوى الت أصدرها الزهر ف ‪ 25‬شعبان ‪1405‬هـ‪ .‬وتعتب أندية النتراكت‬
‫والروتراكت وجهان لعملة واحدة فعلى الشباب السلم الذر من ألعيب التضليل الصهيون‬
‫والنداع بالشعارات الباقة الت تضع السم ف الدسم وتنشر الفساد وخراب الذمم‪.‬‬

‫‪-------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ـ الروتاري ف قفص التام‪ ،‬أحد عبد ال ـ دار العتصام ـ القاهرة ط ‪1987‬م‪.‬‬
‫ـ شرخ ف جدار الروتاري‪ ،‬أحد عبد ال ـ دار العتصام ـ القاهرة ‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫ـ شهادات روتارية‪ ،‬حسي عمر حادة ـ دمشق ـ دار قتيبة ‪1402‬هـ‪1982/‬م‪.‬‬
‫ـ ملة أكتوبر‪ ،‬القاهرة ـ ف ‪16/12/1980‬م‪.‬‬
‫ـ ملة الندي السلم‪ ،‬الرياض ـ العدد ‪ 55‬ربيع الول ‪1410‬هـ أكتوبر ‪1989‬م‪.‬‬
‫ـ حقيقة أندية الروتاري‪ ،‬من رسائل جعية الصلح الجتماعي ـ الكويت‪.‬‬
‫مراجع أجنبية‪:‬‬
‫‪.Rotary and its Brothers, Charles. F. Marden. 1963 1 -‬‬
‫‪.My Road to Rotary, Ranl. P. Harris -‬‬
‫‪.Rotary Service -‬‬
‫النصرانية وما تفرع عنها من مذاهب‬
‫‪ -1‬النصرانية‬
‫‪ -2‬الرثوذكس‬
‫‪-3‬الكاثوليك‬
‫‪-4‬البوتستانت‬
‫‪ -‬فروع أخرى ‪:‬‬
‫‪-1‬الارونية‬
‫‪ -2‬الزويت‬
‫‪ -3‬الورمون‬
‫‪ -4‬شهود يهوه‬
‫‪-5‬البوس دي‬
‫‪-6‬الونية "حركة صن مون التوحيدية"‬
‫النصرانية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هي الرسالة الت أُنزلت على عيسى عليه الصلة والسلم‪ ،‬مكمّلة لرسالة موسى عليه الصلة‬
‫والسلم‪ ،‬ومتممة لا جاء ف التوراة(*) من تعاليم‪ ،‬موجهة إل بن إسرائيل‪ ،‬داعية إل التوحيد‬
‫والفضيلة والتسامح‪ ،‬ولكنها جابت مقاومة واضطهادا شديدا‪ ،‬فسرعان ما فقدت أصولا‪ ،‬ما‬
‫ساعد على امتداد يد التحريف إليها‪ ،‬فابتعدت كثيا عن أصولا الول لمتزاجها بعتقدات‬
‫وفلسفات(*) وثنية(*)‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫مرت النصرانية بعدة مراحل وأطوار تاريية متلفة‪ ،‬انتقلت فيها من رسالة منلة من عند ال‬
‫تعال إل ديانة(*) مُحرّفة ومبدلة‪ ،‬تضافر على صنعها بعض الكهان(*) ورجال السياسة‪،‬‬
‫ويكن تقسيم هذه الراحل كالتال‪:‬‬

‫· الرحلة الول ‪:‬‬


‫النصرانية ا ُلنّلة من عند ال الت جاء با عيسى ابن مري عليه الصلة والسلم‪:‬‬
‫‪ -‬هي رسالة أنزلا ال تعال على عبده ورسوله عيسى ابن مري عليه الصلة والسلم إل بن‬
‫إسرائيل بعد أن انرفوا وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلم‪ ،‬وغلبت عليهم النعات‬
‫الادية(*)‪ .‬وافترقوا بسبب ذلك إل فرق شت‪ ،‬فمنهم من يؤمن بأن غاية النسان هي الياة‬
‫الدنيا‪ ،‬حيث ل يوم آخر‪ ،‬ول جنة ول نار‪ ،‬ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنا يكونان‬
‫ف الدنيا فقط‪ ،‬وأن الصالي منهم يوم القيامة سيشتركون ف ملك السيح(*) الذي يأت لينقذ‬
‫الناس‪ ،‬ليصبحوا ملوك العال وقضاته‪ .‬كما شاع فيهم تقدي القرابي والنذور للهيكل رجاء‬
‫الصول على الغفرة‪ ،‬وفشا العتقاد بأن رضا الرهبان(*) ودعاءهم يضمن لم الغفران‪ .‬لذا‬
‫فسدت عقيدتم وأخلقهم‪ ،‬فكانت رسالته ودعوته عليه الصلة والسلم داعية إل توحيد ال‬
‫تعال حيث ل رب غيه ول معبود سواه‪ ،‬وأنه ل واسطة بي الخلوق والالق سوى عمل‬
‫النسان نفسه‪ ،‬وهي رسالة قائمة على الدعوة للزهد ف الدنيا‪ ،‬واليان باليوم الخر وأحواله‪،‬‬
‫ولذا فإن عيسى عليه الصلة والسلم كان موحّدا على دين(*) السلم ملة(*) إبراهيم حنيفا‬
‫وما كان من الشركي‪.‬‬

‫‪ -‬البلّغ‪ :‬عيسى ابن مري عليه السلم‪ ،‬أمّه البتول مري ابنة عمران أحد عظماء بن إسرائيل‪،‬‬
‫نذرتا أمها قبل أن تمل با لدمة السجد‪ ،‬وكفلها زكريا أحد أنبياء(*) بن إسرائيل وزوج‬
‫خالتها‪ ،‬فكانت عابدة قانتة ل تعال‪ ،‬حلت به من غي زوج بقدرة ال تعال‪ ،‬وولدته عليه‬
‫السلم ف مدينة بيت لم بفلسطي‪ ،‬وأنطقه ال تعال ف الهد دليلً على براءة أمه من بتان‬
‫بن إسرائيل لا بالزنا‪ ،‬فجاء ميلده حدثا عجيبا على هذا النحو ليلقي بذلك درسا على بن‬
‫إسرائيل الذين غرقوا ف الاديات‪ ،‬وف ربط السباب بالسببات‪ ،‬ليعلموا بأن ال تعال على‬
‫كل شيء قدير‪.‬‬

‫‪ -‬بُعث عيسى عليه السلم نبيّا إل بن إسرائيل‪ ،‬مؤيّدا من ال تعال بعدد من العجزات(*)‬
‫الدالة على نبوته‪ ،‬فكان يلق من الطي كهيئة الطي فينفخ فيها فتكون طيا بإذن ال‪ .‬ويبئ‬
‫الكمه والبرص وييي الوتى بإذن ال‪.‬‬

‫كما كان يب الناس با يأكلون وما يدخرون ف بيوتم بإذن ال‪.‬‬

‫وقد أيده ال هو وحواريّيه(*) بائدة من السماء أنزلا عليهم لتكون عيدا لولم وأخرهم‪.‬‬

‫‪ -‬تآمر اليهود على قتله برئاسة الب الكب (كايافاس) وأثاروا عليه الاكم الرومان لفلسطي‬
‫(بيلطس) لكنه تاهلهم أولً‪ ،‬ث لا كذبوا عليه وتقوّلوا على عيسى عليه السلم بأنه يدعو‬
‫نفسه مسيحا(*) ملكا‪ ،‬ويرفض دفع الزية للقيصر‪ ،‬دفع ذلك الاكم إل إصدار أمرا بالقبض‬
‫عليه‪ ،‬وإصدار حكم العدام ضده عليه السلم‪.‬‬

‫‪ -‬اختفى عيسى وأصحابه عن أعي الند‪ ،‬إل أن أحد أصحابه دلّ جند الرومان على مكانه‪،‬‬
‫فألقى ال تعال شبه عيسى عليه الصلة والسلم وصورته عليه‪ ،‬ويقال إنه يهوذا السخريوطي‬
‫وقيل غيه‪ ،‬فنُفّذ حكم الصلب فيه بدلً من عيسى عليه الصلة والسلم حيث رفعه ال إليه‪،‬‬
‫على أنه سينل قبل قيام الساعة ليحكم بالسلم‪ ،‬ويقتل النير‪ ،‬ويكسر الصليب‪ ،‬ث يوت‬
‫كما دلت على ذلك النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -‬آمن بدعوة السيح عليه السلم الكثي ولكنه اصطفى منهم اثن عشر حواريّا(*) كما هم‬
‫مذكورون ف إنيل (*) مت‪.‬‬

‫‪ -‬وهناك الرسل السبعون الذين يقال بأن السيح(*) عليه السلم اختارهم ليعلّموا النصرانية ف‬
‫القرى الجاورة‪.‬‬

‫· الرحلة الثانية ‪:‬‬


‫ويسميها مؤرّخو الكنيسة(*) بالعصر الرسول‪ ،‬وينقسم هذا العصر إل قسمي‪ :‬التبشي وبداية‬
‫النراف‪ ،‬والضطهاد الذي يستمر حت بداية العهد الذهب للنصارى‪.‬‬

‫· التبشي وبداية النراف‪:‬‬


‫بعدما رُفع السيح عليه الصلة والسلم‪ ،‬واشتد اليذاء والتنكيل بأتباعه وحوارييه بوجه‬
‫خاص؛ حيث قُتل يعقوب بن زبدي أخو يوحنا الصياد فكان أول من قتل من الواريي‪،‬‬
‫وسجن بطرس‪ ،‬وعذب سائر الرسل‪ ،‬وحدثت فتنة عظيمة لتباع السيح عليه الصلة والسلم‬
‫حت كادت النصرانية أن تفن‪.‬‬

‫وف ظل هذه الجواء الضطربة أعلن شاول الطرسوسي اليهودي الفريسي‪ ،‬صاحب الثقافات‬
‫الواسعة بالدارس الفلسفية والضارات ف عصره‪ ،‬وتلميذ أشهر علماء اليهود ف زمانه‬
‫عمالئيل‪ ،‬أعلن شاول الذي كان يُذيق أتباع السيح سو َء العذاب‪ ،‬إيانه بالسيح بعد زعمه‬
‫رؤيته عند عودته من دمشق‪ ،‬مؤنبا له على اضطهاده لتباعه‪ ،‬آمرا له بنشر تعاليمه بي المم‪،‬‬
‫فاستخف الطرب النصارى‪ ،‬ف الوقت الذي ل يصدقه بعضهم‪ ،‬إل أن برنابا الواري دافع‬
‫عنه وقدمه إل الواريي(*) فقبلوه‪ ،‬وبا يتلكه من حدة ذكاء وقوة حيلة ووفرة نشاط‬
‫استطاع أن يأخذ مكانا مرموقا بي الواريي وتسمى بـ بولس‪.‬‬

‫‪ -‬انطلق الواريون للتبشي بي المم اليهودية ف البلدان الجاورة‪ ،‬الت سبق أن تعرفت على‬
‫دعوة السيح عليه السلم أثناء زيارتا لبيت القدس ف عيد العنصرة‪ ،‬وتذكر كتب التاريخ‬
‫النصران بأن متّى ذهب إل البشة‪ ،‬وقُتل هناك بعد أن أسس فيها كنيسة ورسّم – عيّن‪ -‬لم‬
‫أسقفها(*)‪ .‬وكذلك فعل مرقس ف السكندرية بعد أن أسس أول مدرسة لهوتية وكنيسة‬
‫فيها بتوجيه من بطرس الذي أسس كنيسة روما وقتل ف عهد نيون عام ‪62‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أما بولس فذهب إل روما وأفسس وأثينا وأنطاكية‪ ،‬وأسس فيها كنائس نصرانية نظي‬
‫كنيسة(*) أورشليم ورسّم لم أساقفة(*)‪ .‬وف أحد جولته ف أنطاكية صحبه برنابا فوجدا‬
‫خلفا حادّا بي أتباع الكنيسة حول إكراه الميي(*) على إتباع شريعة التوراة(*) فعادا إل‬
‫بيت القدس لعرض المر على الواريي(*) لسم اللف بينهم‪.‬‬

‫· بداية النراف ‪:‬‬


‫‪ -‬فيما بي عام ‪55 – 51‬م عقد أول ممع يمع بي الواريي – ممع أورشليم – تت‬
‫رئاسة يعقوب بن يوسف النجار القتول رجا سنة ‪62‬م ليناقش دعوى استثناء الميي‪ ،‬وفيه‬
‫تقرر – إعمالً لعظم الصلحتي – استثناء غي اليهود من اللتزام بشريعة التوراة إن كان‬
‫ذلك هو الدافع لنلعهم من ربقة الوثنية(*)‪ ،‬على أنا خطوة أول يُلزم بعدها بشريعة‬
‫التوراة‪ .‬كما تقرر فيه تري الزنا‪ ،‬وأكل النخنقة‪ ،‬والدم‪ ،‬وما ذُبح للوثان‪ ،‬بينما أبيحت فيه‬
‫المر ولم النير والربا‪ ،‬مع أنا مرمة ف التوراة‪.‬‬

‫‪ -‬عاد بولس بصحبة برنابا إل أنطاكية مرة أخرى‪ ،‬وبعد صحبة غي قصية انفصل وحدث‬
‫بينهما مشادة عظيمة نتيجة لعلن بولس نسخ أحكام التوراة وقوله أنا‪" :‬كانت لعنة تلّصنا‬
‫منها إل البد" و"أن السيح(*) جاء ليبدل عهدا قديا(*) بعهد جديد(*)" ولستعارته من‬
‫فلسفة اليونان فكرة اتصال الله(*) بالرض عن طريق الكلمة‪ ،‬أو ابن الله(*)‪ ،‬أو الروح‬
‫القدس(*)‪ ،‬وترتيبه على ذلك القول بعقيدة الصلب والفداء‪ ،‬وقيامة السيح وصعوده إل‬
‫السماء؛ ليجلس على يي الرب ليحاسب الناس ف يوم الشر‪ .‬وهكذا كرر بولس نفس المر‬
‫مع بطرس الذي هاجه وانفصل عنه ما أثار الناس ضده‪ ،‬لذا كتب بولس رسالة إل أهل‬
‫غلطية ضمنها عقيدته ومبادئه‪ ،‬ومن ث واصل جولته بصحبة تلميذه إل أوروبا وآسيا‬
‫الصغرى ليلقى حتفه أخيا ف روما ف عهد نيون سنة ‪65‬م‪.‬‬

‫‪ -‬قد استمرت القاومة الشديدة لفكار بولس عب القرون الثلثة الول‪ :‬ففي القرن الثان‬
‫اليلدي تصدى هيولتس‪ ،‬وإيبيي فايتس‪ ،‬وأوريي لا‪ ،‬وأنكروا أن بولس كان رسولً(*)‪،‬‬
‫وظهر بولس الشمشاطي ف القرن الثالث‪ ،‬وتبعه فرقته البوليسية إل أنا كانت مدودة التأثي‪.‬‬
‫وهكذا بدأ النفصال عن شريعة التوراة‪ ،‬وبذرت بذور التثليث والوثنية ف النصرانية‪ ،‬أما باقي‬
‫الواريي والرسل(*) فإنم قُتلوا على يد الوثنيي(*) ف البلدان الت ذهبوا إليها للتبشي فيها‪.‬‬

‫· الضطهاد ‪:‬‬
‫‪ -‬عانت الدعوة النصرانية أشدّ العاناة من سلسلة الضطهادات والتنكيل على أيدي اليهود‬
‫الذين كانت لم السيطرة الدينية‪ ،‬ومن الرومان الذين كانت لم السيطرة والكم‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫نصيب النصارى ف فلسطي ومصر كان أشد من غيهم‪ ،‬حيث اتذ التعذيب والقتل أشكالً‬
‫شبِ‪ ،‬والنشر بالناشي‪ ،‬إل التمشيط مابي اللحم والعظم‪،‬‬
‫لْ‬‫عديدة؛ مابي المل على ا ُ‬
‫والحراق بالنار‪.‬‬

‫‪ -‬من أعنف الضطهادات وأشدها‪:‬‬


‫‪ -1‬اضطهاد نيون سنة ‪64‬م الذي قُتل فيه بطرس وبولس‪.‬‬
‫‪ -2‬واضطهاد دمتيانوس سنة ‪90‬م وفيه كتب يوحنا إنيله(*) ف أفسس باللغة اليونانية‪.‬‬
‫‪ -3‬واضطهاد تراجان سنة ‪106‬م وفيه أمر المباطور بإبادة النصارى وحرق كتبهم‪،‬‬
‫فحدثت مذابح مُروّعة قُتل فيها يعقوب البار أسقف(*) أورشليم‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن أشدها قسوة وأعنفها اضطهادُ المباطور دقلديانوس ‪284‬م الذي صمم على أن‬
‫ل يكف عن قتل النصارى حت تصل الدماء إل ركبة فرسه‪ ،‬وقد نفذ تصميمه؛ وهدم‬
‫الكنائس(*) وأحرق الكتب‪ ،‬وأذاقهم من العذاب صنوفا وألوانا‪ ،‬ما دفع النصارى من أقباط‬
‫مصر إل اتاذ يوم ‪ 29‬أغسطس ‪284‬م بداية لتقويهم تليدا لذكرى ضحاياهم‪.‬‬

‫‪ -‬هكذا استمر الضطهاد يتصاعد إل أن استسلم المباطور جالي لفكرة التسامح مع‬
‫النصارى لكنه مات بعدها‪ ،‬ليعتلي قسطنطي عرش المباطورية‪.‬‬

‫‪ -‬سعى قسطنطي با لبيه من علقات حسنة مع النصارى إل استمالة تأييدهم له لفتح الزء‬
‫الشرقي من المباطورية حيث يكثر عددهم‪ ،‬فأعلن مرسوم ميلن الذي يقضي بنحهم‬
‫الرية(*) ف الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتا بغيها من ديانات(*) المباطورية‬
‫الرومانية‪ ،‬وشيّد لم الكنائس‪ ،‬وبذلك انتهت أسوأ مراحل التاريخ النصران قسوة‪ ،‬الت ضاع‬
‫فيها إنيل عيسى عليه الصلة والسلم‪ ،‬وقُتل الواريون(*) والرسل‪ ،‬وبدأ النراف‬
‫والنسلخ عن شريعة التوراة(*)‪ ،‬ليبدأ النصارى عهدا جديدا من تأليه السيح(*) عليه الصلة‬
‫والسلم وظهور اسم السيحية(*)‪.‬‬

‫· نشأة الرهبانية والديرية وتأثي الفلسفة على النصرانية‪:‬‬


‫‪ -‬ف خلل هذه الرحلة ظهرت الرهبنة(*) ف النصرانية ف مصر أولً على يد القديس بولس‬
‫الطب ‪356 – 241‬م والقديس أنطوان العاصر له‪ ،‬إل أن الديرية – حركة(*) بناء الديرة‬
‫– نشأت أيضا ف صعيد مصر عام ‪320 – 315‬م أنشأها القديس باخوم‪ ،‬ومنها انتشرت‬
‫ف الشام وآسيا الصغرى‪ .‬وف نفس الوقت دخلت غرب أوروبا على يد القديس كاسليان‬
‫‪425 – 370‬م ومارتن التوري ‪387 – 316‬م‪ ،‬كما ظهرت مموعة من الباء(*)‬
‫التأثرين بدرسة السكندرية الفلسفية (الفلطونية الديثة) وبالفلسفة(*) الغنوصية(*)‪ ،‬مثل‬
‫كليمنت السكندري ‪215 – 150‬م أوريانوس ‪245-185‬م وغيها‪.‬‬

‫·العهد الذهب للنصارى‪:‬‬


‫‪ -‬يطلق مؤرخو الكنيسة(*) اسم العهد الذهب للنصارى ابتداء من تربّع المباطور قسطنطي‬
‫على عرش المباطورية الرومانية عام ‪312‬م لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تاريخ النصرانية‪.‬‬

‫ويكن تقسيم ذلك العهد إل مرحلتي رئيسيتي‪:‬‬


‫* مرحلة جع النصارى على عقيدة واحدة (عصر الجامع أو عهد اللفات والناقشات)‪:‬‬
‫‪ -‬ما إن أعلن قسطنطي إعلن ميلن حت قرّب النصارى وأسند إليهم الوظائف الكبية ف‬
‫بلط قصره‪ ،‬وأظهر لم التسامح‪ ،‬وبن لم الكنائس‪ ،‬وزعمت أمه هيلينا اكتشاف الصليب‬
‫القدس‪ ،‬الذي اتذه شعارا لدولته بانب شعارها الوثن‪ ،‬فنشطت الدعوة إل النصرانية‪،‬‬
‫ودخل الكثي من الوثنيي(*) أصحاب الفلسفات ف النصرانية‪ ،‬ما كان له أثره البالغ ف ظهور‬
‫الكثي من العقائد والراء التضاربة‪ ،‬والناجيل(*) التناقضة‪ ،‬حيث ظهر أكثر من خسي‬
‫إنيلً‪ ،‬وكل فرقة تدعي أن إنيلها هو الصحيح وترفض الناجيل الخرى‪.‬‬

‫‪ -‬وف وسط هذه العقائد الختلفة والفرق التضاربة مابي من ُي َؤلّه السيح(*) وأمه (الريتي)‬
‫أو من يؤله السيح فقط‪ ،‬أو يدعي وجود ثلثة آلة‪ :‬إله(*) صال‪ ،‬وإله(*) طال‪ ،‬وآخر عدل‬
‫بينهما (مقالة مرقيون)‪ .‬أعلن آريوس أحد قساوسة(*) كنيسة(*) السكندرية صرخته الدوية‬
‫بأن السيح(*) عليه الصلة والسلم ليس أزليّا‪ ،‬وإنا هو ملوق من الب(*)‪ ،‬وأن البن(*)‬
‫ليس مساويا للب ف الوهر‪ ،‬فالتف حوله النصار وكثر أتباعه ف شرق المباطورية حت‬
‫ساد مذهبه(*) التوحيدي كنائس مصر والسكندرية وأسيوط وفلسطي ومقدونيا‬
‫والقسطنطينية وأنطاكية وبابل‪ ،‬ما أثار بطريرك(*) السكندرية بطرس ضده ولعنه وطرده من‬
‫الكنيسة‪ ،‬وكذلك فعل خلفه البطريرك إسكندر‪ ،‬ث الشماس(*) إثناسيوس‪ ،‬وضمانا لستقرار‬
‫الدولة أمر المباطور قسطنطي عام ‪325‬م بعقد اجتماع عام يمع كل أصحاب هذه الراء‬
‫للتفاق على عقيدة واحدة يمع الناس حولا‪ ،‬فاجتمع ف نيقية ‪ 2048‬أسقفا (*) منهم‬
‫‪ 338‬يقولون بألوهية السيح‪ ،‬وانتهى ذلك الجمع بانياز المباطور إل القول بألوهية السيح‬
‫ولينفضّ على القرارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬لعن آريوس الذي يقول بالتوحيد ونفيه وحرق كتبه‪ ،‬ووضع قانون اليان النيقاوي‬
‫(الثناسيوسي) الذي ينص على ألوهية السيح‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع عشرين قانونا لتنظيم أمور الكنيسة والحكام الاصة بالكلييوس(*)‪.‬‬
‫‪ -3‬العتراف بأربعة أناجيل(*) فقط‪( :‬مت‪ ،‬لوقا‪ ،‬مرقس‪ ،‬يوحنا) وبعض رسائل العهد‬
‫الديد(*) والقدي(*)‪ ،‬وحرق باقي الناجيل للفها عقيدة الجمع‪.‬‬

‫‪ -‬للتغلب على عوامل انيار وتفكك المباطورية أنشأ قسطنطي مدينة روما الديدة عام‬
‫‪324‬م ف بيزنطة القدية باليونان على نفس تصميم روما القدية‪ ،‬وأنشأ با كنيسة كبية‬
‫(أجياصوفيا) ورسم لم بطريركا مساويا لبطاركة السكندرية وأنطاكية ف الرتبة على أن‬
‫المباطور هو الرئيس العلى للكنيسة‪ .‬وعُرفت فيما بعد بالقسطنطينية‪ ،‬ولذلك أطلق عليها‬
‫بلد الروم‪ ،‬وعلى كنيستها كنيسة الروم الشرقية أو كنيسة الروم الرثوذكس‪.‬‬

‫‪ -‬تهيدا لنتقال العاصمة إل روما الديدة (القسطنطينية) اجتمع قسطنطي بآريوس حيث‬
‫يدين أهل القسطنطينية والزء الشرقي من المباطورية بعقيدته‪ ،‬وإحساسا منه بالاجة إل‬
‫استرضاء سكان هذا القسم أعلن المباطور موافقته لريوس على عقيدته‪ ،‬وعقد ممع صور‬
‫سنة ‪334‬م ليعلي من عقيدة آريوس‪ ،‬ويلغي قرارات ممع نيقية‪ ،‬ويقرر العفو عن آريوس‬
‫وأتباعه‪ ،‬ولعن أثناسيوس ونفيه‪ ،‬وهكذا انتشرت تعاليم آريوس أكثر بساندة المباطور‬
‫قسطنطي‪.‬‬

‫· مرحلة النفصال السياسي ‪:‬‬


‫‪ -‬قسّم قسطنطي المباطورية قبل وفاته عام ‪337‬م على أبنائه الثلثة‪ :‬فأخذ قسطنطي الثان‬
‫الغرب‪ ،‬وقسطنطيوس الشرق‪ ،‬وأخذ قنسطانس الزء الوسط من شال أفريقيا‪ ،‬وعمد كل‬
‫منهم إل تأييد الذهب(*) السائد ف بلده لترسيخ حكمه‪ .‬فاته قسطنطيوس إل تشجيع‬
‫الذهب الريوسي‪ ،‬بينما شجع أخوه قسطنطي الثان الذهب الثناسيوسي ما أصّل اللف‬
‫بي الشرق اليونان والغرب اللتين‪.‬‬
‫‪ -‬توحدت المباطورية تت حكم قسطنطيوس عام ‪361 – 353‬م بعد وفاة قسطنطي‬
‫الثان‪ ،‬ومقتل قنسطانس‪ ،‬ووجد الفرصة سانة لفرض مذهبه الريوسي على جيع أجزاء‬
‫المباطورية شرقا وغربا‪.‬‬
‫‪ -‬ل يلبث المر طويلً حت اعتلى فلؤديوس عرش المباطورية ‪395 – 379‬م الذي اجتهد‬
‫ف إلغاء الذهب الريوسي والتنكيل بأصحابه‪ ،‬والنتصار للمذهب الثناسيوسي‪ .‬ولذا ظهرت‬
‫ف عهده دعوات تنكر القانيم(*) الثلثة ولهوت الروح القدس(*)‪ ،‬فقرر عقد ممع‬
‫القسطنطينية الول ‪382‬م‪ ،‬وفيه فرض المباطور العقوبات الشددة على أتباع الذهب‬
‫الريوسي‪ .‬كما تقرر فيه أن روح القدس هو روح ال وحياته‪ ،‬وأنه من اللهوت(*) اللي‪،‬‬
‫وت زيادته ف قانون اليان النيقاوي‪ ،‬ولعن من أنكره مثل مكدنيوس‪ ،‬وذلك بالضافة إل عدة‬
‫قواني تنظيمية وإدارية تتعلق بنظام الكنيسة(*) وسياستها‪.‬‬

‫· نشأة البابوية‪:‬‬
‫‪ -‬على إثر تقسيم المباطورية إل شرقية وغربية‪ ،‬ونتيجة لضعف المباطورية الغربية ت‬
‫الفصل بي سلطان الدولة والكنيسة‪ ،‬بعكس المر ف المباطورية الشرقية حيث رسخ‬
‫المباطور قسطنطي مبدأ القيصرية البابوية‪ ،‬ومن هنا زادت سلطات أسقف(*) روما وتوّل‬
‫كرسيه إل بابوية لا السيادة العليا على الكنيسة ف بلدان العال السيحي الغرب (روما –‬
‫قرطاجة)‪ .‬وقد لعب البابا(*) داماسوس الول ‪384 – 366‬م دورا هامّا ف إبراز مكانة‬
‫كرسي روما السقفي – سيادة البابوية ‪ ، -‬وف عهده ت ترجة النيل(*) إل اللغة اللتينية‪،‬‬
‫ث تابعه خلفه البابا(*) سيى كيوس ‪399 – 384‬م ف تأليف الراسم البابوية‪.‬‬

‫· بداية الصراع والتنافس على الزعامة الدينية بي الكنيستي‪:‬‬


‫‪ -‬ظهر الصراع والتنافس بي كنيسة(*) روما با تدعي لا من مياث دين‪ ،‬وبي كنيسة‬
‫القسطنطينية عاصمة الدولة ومركز أباطرتا ف ممع أفسس الول عام ‪431‬م حيث نادى‬
‫نسطور أسقف (*) القسطنطينية بانفصال طبيعة اللهوت(*) عن الناسوت(*) ف السيد‬
‫السيح(*) عليه السلم‪ ،‬وبالتال فإن اللهوت ل يولد ول يصلب‪ ،‬ول يقم مع الناسوت‪ ،‬وأن‬
‫السيح يمل الطبيعتي منفصلتي‪ :‬اللهوتية والناسوتية(*)‪ ،‬وأنه ليس إلا(*)‪ ،‬وأمه ل يوز‬
‫تسميتها بوالدة الله(*)‪ ،‬وقد حضر الجمع مائتان من الساقفة بدعوة من المباطور‬
‫ثاؤديوس الصغي‪ ،‬الذي انتهى بلعن نسطور ونفيه‪ ،‬والنص ف قانون اليان بأن مري العذراء‬
‫والدة الله(*)‪.‬‬
‫‪ -‬ويسبب دعوى أرطاخي باتاد الطبيعتي ف السيد السيح عقد له أسقف القسطنطينية‬
‫فلفيانوس ممعا مليّا وقرر فيه قطعه من الكنيسة ولعنه؛ لكن المباطور ثاؤديوس الصغي قبل‬
‫التماس أرطاخي‪ ،‬وقرر إعادة ماكمته‪ ،‬ودعا لنعقاد ممع أفسس الثان عام ‪449‬م برئاسة‬
‫بطريرك(*) السكندرية ديسقورس لينتهي بقرار براءته ما نسب إليه‪.‬‬

‫· انفصال الكنيسة مذهبيّا‪:‬‬


‫‪ -‬ل يعترف أسقف روما ليو الول بقرارات ممع أفسس الثان ‪449‬م وسعى المباطور‬
‫مركيانوس لعقد ممع آخر للنظر ف قرارات ذلك الجمع‪ ،‬فوافق المباطور على عقد الجمع‬
‫ف القسطنطينية‪ ،‬ث ف كلدونية ‪451‬م لناقشة مقالة بابا(*) السكندرية ديسقورس‪ :‬من أن‬
‫للمسيح طبيعتي ف طبيعة واحدة (الذهب(*) الطبيعي – الونوفيزتية)‪ ،‬ليتقرر لعن ديسقورس‬
‫وكل من شايعه ونفيه‪ ،‬وتقرير أن للمسيح طبيعتي منفصلتي‪ .‬فكان ذلك دافعا أن ل تعترف‬
‫الكنيسة الصرية بذا الجمع ول بالذي يليه من الجامع‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ انفصلت ف‬
‫كنيسة مستقلة تت اسم الكنيسة الرقسية – الكنيسة الرثوذكسية – أو القبطية تت رئاسة‬
‫بطريرك(*) السكندرية‪ ،‬وانفصلت معها كنيسة البشة وغيها‪ ،‬ليبدأ النفصال الذهب عن‬
‫الكنيسة(*) الغربية‪ .‬بينما اعترفت كنيسة أورشليم الرثوذكسية بقرارات ممع كلدونية‬
‫وصارت بطريركية مستقلة تت رئاسة البطريرك(*) يوفيناليوس‪.‬‬

‫· نشأة الكنيسة اليعقوبية‪:‬‬


‫‪ -‬واجه المباطور جستنيان ‪565 – 527‬م صعوبة بالغة ف تقيق طموحه بتوحيد‬
‫مذهب(*) المباطورية لتتحقق له سلطة المباطورية والبابوية معا‪ .‬وبعد انتصاره ف إيطاليا‬
‫ودخول جيوشه روما حاول إرضاء زوجته بفرض مذهب(*) الطبيعة الواحدة(الونوفيزتية)‬
‫على البابا(*) فجليوس الذي رفض ذلك بشدة‪ ،‬ما عرضه إل القبض عليه وترحيله إل‬
‫القسطنطينية‪ ،‬ليعقد ممع القسطنطينية الامس سنة ‪553‬م الذي انتهى بتقرير مذهب الطبيعة‬
‫الواحدة‪ ،‬ولعن أصحاب فكرة تناسخ الرواح(*)‪ ،‬وتقرير أن عيسى عليه السلم كان‬
‫شخصية حقيقية وليست بيالية‪.‬‬
‫‪ -‬ومن آثار هذا الجمع استقللُ أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة إقامةُ كنيسة(*) منفصلة‬
‫لم‪ ،‬تعرف بالكنيسة اليعقوبية‪ ،‬تت رئاسة مؤسسها يعقوب البادعي أسقف(*) الرّها ما زاد‬
‫ف عداء البابوية للمباطورية الشرقية‪.‬‬

‫· نشأة الكنيسة الارونية‪:‬‬


‫ف عام ‪681 – 678‬م عمل المباطور قسطنطي الرابع على استرضاء البابا أجاثون بعدما‬
‫فقد الراكز الرئيسية لذهب الطبيعة الواحدة ف مصر والشام لفتح السلمي لما‪ ،‬فتم عقد‬
‫ممع القسطنطينية الثالث عام ‪680‬م للفصل ف قول يوحنا مارون من أن للمسيح(*) طبيعتي‬
‫ومشيئة واحدة‪ .‬وفيه تقرر أن للمسيح طبيعتي ومشيئتي‪ ،‬ولعن وطرد من يقول بالطبيعة‬
‫الواحدة أو بالشيئة الواحدة‪ ،‬ولذلك انفصلت طائفة الارونية ولقت بسابقتها من الكنائس‬
‫النفصلة‪.‬‬

‫· انفصال الكنيسة إداريّا‪:‬‬


‫‪ -‬جاء هذا النفصال بعد الناع والصراع الطويل ابتداءً من المباطور ليو الثالث ‪726‬م‬
‫الذي أصدر مرسوما يُحرّم فيه عبادة اليقونات‪ ،‬ويقضي بإزالة التماثيل والصور الدينية‬
‫والصلبان من الكنائس والديرة والبيوت على أنا ضرب من الوثنية(*)‪ ،‬متأثرا بدعوة السلمي‬
‫لزالة هذه التماثيل الت بالكنائس ف داخل الدولة السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تصدى لذه الدعوة البابا(*) جريوري الثان‪ ،‬ث خَلَفه البابا جريوري الثالث ليصدر‬
‫المباطور قرارا برمان الكراسي السقفية ف صقلية وجنوب إيطاليا من سلطة البابا الدينية‬
‫والقضائية وجعلها تت سلطان بطريرك(*) القسطنطينية‪ .‬واستمر الوضع على ذلك إل أن‬
‫جاء المباطور قسطنطي الامس ‪775 – 741‬م ‪ ،‬وازدادت الثورات(*) اشتعا ًل ضد دعاة‬
‫اللأيقونية‪ ،‬فعقد ممعا ف القسطنطينية لتبير سياسة تري الصور واليقونات‪ .‬وقد رفضت‬
‫البابوية حضوره‪ ،‬ول يضره سوى ثلثائة وأربعي أسقفا(*) تت رئاسة بطريرك‬
‫القسطنطينية ليقضي بتحري تصوير السيح ف أي شكل‪ ،‬وكذلك تري عبادة صور القديسي‪،‬‬
‫وتري طلب الشفاعة من مري؛ لن كل هذا من ضروب الوثنية‪.‬‬

‫‪ -‬ولكن هذه القرارات ل تدم طويلً حيث أمرت المباطورة اليقونية إيرين الت خلفت‬
‫زوجها المباطور ليو الزري بعقد ممع نيقية عام ‪787‬م بعد تعيينها للبطريرك خرسيوس‬
‫التحمس لليقونية بطريركا على القسطنطينية‪ ،‬وانتهى الجمع على تقديس صور السيح‬
‫ووالدته والقديسي‪ ،‬ووضع الصور ف الكنائس(*) والديرة والبيوت والطرقات بزعم أن النظر‬
‫إليهم يدعو للتفكي فيها‪.‬‬

‫‪ -‬ف عام ‪869‬م أثار بطريرك القسطنطينية فوسيوس مسألة انبثاق الروح القدس(*) من‬
‫الب(*) وحده‪ ،‬فعارضه – كالعادة – بطريرك روما وقال إن انبثاق الروح القدس من الب‬
‫والبن(*) معا‪ ،‬وعقد لذلك ممع القسطنطينية الرابع ‪869‬م (ممع الغرب اللتين) الذي‬
‫تقرّر فيه أن الروح القدس منبثقة من الب والبن معا‪ ،‬وأن جيع النصارى ف العال خاضعون‬
‫لراسيم بابا روما‪ ،‬وأن من يريد معرفة ما يتعلق بالنصرانية(*) وعقائدها عليه برفع دعواه إل‬
‫بابا روما‪ .‬ولذلك ت لعن وعزل فوسيوس وحرمانه وأتباعه‪ ،‬إل أن فوسيوس استطاع أن يعود‬
‫إل مركزه مرة أخرى‪ .‬وف عام ‪879‬م عقد الجمع الشرقي اليونان (القسطنطينية الامس)‬
‫ليلغي قرارات الجمع السابق‪ ،‬ويعلن أن الروح القدس منبثقة من الب(*) وحده‪ ،‬ويدعو إل‬
‫عدم العتراف إل بالجامع السبعة الت آخرها ممع نيقية ‪787‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا ت النفصال الذهب للكنيسة الشرقية تت مسمى الكنيسة(*) الشرقية‬
‫الرثوذكسية‪ ،‬أو كنيسة الروم الرثوذكس برئاسة بطريرك(*) القسطنطينية‪ ،‬ومذهبا (*) بأن‬
‫الروح القدس(*) منبثقة من الب(*) وحده‪ ،‬على أن الكنيسة الغربية أيضا تيّزت باسم‬
‫الكنيسة البطرسية الكاثوليكية‪ ،‬وبزعم أن لبابا(*) روما سيادة على كنائس المباطورية وأنا‬
‫أم الكنائس ومعلمتهن‪ ،‬وتيزت بالقول بأن الروح القدس منبثقة عن الب والبن(*) معا‪ .‬ول‬
‫يتم النفصال النهائي – الداري – إل ف عام (‪1054‬م)‪ ،‬وبذلك انتهى عهد الجامع‬
‫السكونية‪ ،‬وحلت ملها الؤترات القليمية أو سلطات البابا العصوم لتستكمل مسية‬
‫النراف والتغيي ف رسالة عيسى عليه السلم‪.‬‬

‫ومن أبرز سات هذه الرحلة الخية – القرون الوسطى – الفساد‪ ،‬وماربة العلم والعلماء‬
‫والتنكيل بم والضطهاد لم‪ ،‬وتقرير أن البابا معصوم له حق الغفران‪ ،‬ما دفع إل قيام العديد‬
‫من الركات(*) الداعية لصلح فساد الكنيسة‪ ،‬وف وسط هذا الو الثائر ضد رجال‬
‫الكنيسة انعقد مؤتر ترنت عام ‪1563 – 1542‬م لبحث مبادئ مارتن لوثر الت تؤيدها‬
‫الكومة والشعب اللان‪ ،‬وانتهى إل عدم قبول آراء الثائرين أصحاب دعوة الصلح الدين‪.‬‬
‫ومن هنا انشقّت كنيسة جديدة هي كنيسة البوتستانت ليستقر قارب النصرانية بي أمواج‬
‫الجامع الت عصفت بتاريها على ثلث كنائس رئيسية لا النفوذ ف العال إل اليوم‪ ،‬ولكل‬
‫منها نلة وعقيدة مستقلة‪ ،‬وهي‪ :‬الرثوذكس‪ ،‬الكاثوليك‪ ،‬البوتستانت‪ ،‬بالضافة إل‬
‫الكنائس الحدودة مثل‪ :‬الارونية‪ ،‬والنسطورية‪ ،‬واليعقوبية‪ ،‬وطائفة الوحدين‪ ،‬وغيهم‪.‬‬

‫أهم الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫يكن إجال أفكار معتقدات النصرانية بشكل عام فيما يلي‪ ،‬علما بأنه سيفصل فيما بينهم من‬
‫خلف ف الباحث التالية‪:‬‬

‫* اللوهية والتثليث(*)‪ :‬مع أن النصرانية ف جوهرها تُعن بالتهذيب الوجدان‪ ،‬وشريعتها هي‬
‫شريعة موسى عليه السلم‪ ،‬وأصل اعتقادها هو دين(*) السلم حيث يقول النب (*) صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪" :‬النبياء أخوة لعلت‪ ،‬أمهاتم شت ودينهم واحد" لكنه بعد ضياع‬
‫النيل(*) وظهور العشرات من الناجيل والجامع والدعاوى النحرفة استقرت أصول عقائد‬
‫النصرانية على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الله(*)‪ :‬اليان بال الواحد‪ ،‬الب(*) مالك كل شيء‪ ،‬وصانع ما يرى وما ل يرى‪ .‬هكذا‬
‫ف قانون إيانم‪ ،‬وواضحٌ تأثّرهم بألفاظ الفلسفة ف قولم صانع ما يرى‪ .‬والول قولم خالق‬
‫ما يرى وما ل يرى حيث بينهما فرق كبي؛ فالصانع يلق على أساس مثال سابق‪ ،‬بينما‬
‫الالق على العكس من ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬السيح(*)‪ :‬إن ابنه (*) الوحيد يسوع السيح بكر اللئق ولد من أبيه قبل العوال‪ ،‬وليس‬
‫بصنوع (تعال ال عن كفرهم علوّا كبيا)‪ ،‬ومنهم من يعتقد أنه هو ال نفسه – سبحانه‬
‫وتعال عن إفكهم – وقد أشار القرآن الكري إل كل الذهبي(*)‪ ،‬وبيّن فسادها‪ ،‬وكفّر(*)‬
‫معتقدها؛ يقول تعال‪{ :‬وقَالت اليهودُ عُزيرٌ اب ُن ال وقَالت النصارى السيحُ ابن ال)‪[ .‬التوبة‪:‬‬
‫‪ .]30‬وقال تعال‪{ :‬لقد كفر الذين قالوا إن ال هو السيحُ ابنُ مَري}‪[ .‬الائدة‪.]72 :‬‬

‫ـ روح القدس(*)‪ :‬إن روح القدس الذي حلّ ف مري لدى البشارة‪ ،‬وعلى السيح(*) ف‬
‫العماد على صورة حامة‪ ،‬وعلى الرسل من بعد صعود السيح‪ ،‬الذي ل يزال موجودا‪ ،‬وينل‬
‫على الباء(*) والقديسي بالكنيسة(*) يرشدهم ويعلمهم ويل عليهم الواهب‪ ،‬ليس إل روح‬
‫ال وحياته‪ ،‬إله(*) حق من إله حق‪.‬‬

‫‪ -‬القانيم(*)‪ :‬ولذلك يؤمنون بالقانيم الثلثة‪ :‬الب(*)‪ ،‬البن(*)‪ ،‬الروح القدس‪ ،‬با‬
‫يُسمونه ف زعمهم وحدانية ف تثليث (*) وتثليث ف وحدانية‪ .‬وذل زعمٌ باطل صعُب عليهم‬
‫فهمه‪ ،‬ولذلك اختلفوا فيه اختلفا متباينا‪ ،‬وكفرت كل فرقة من فرقهم الخرى بسببه‪ ،‬وقد‬
‫حكم ال تعال بكفرهم(*) جيعا إن ل ينتهوا عما يقولون‪ ،‬قال تعال‪{ :‬لقد كفر الذين قالوا‬
‫إن ال ثالث ثلثة‪ ،‬وما من إله إل إله واحد وإن ل ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا‬
‫منهم عذاب أليم}‪[ .‬الائدة‪.]72 :‬‬
‫‪ -‬الصلب والفداء‪ :‬السيح ف نظرهم مات مصلوبا فداءً عن الليقة‪ ،‬لشدة حب ال للبشر‬
‫ولعدالته‪ ،‬فهو وحيد ال – تعال ال عن كفرهم – الذي أرسله ليخلص العال من إث خطيئة‬
‫أبيهم آدم وخطاياهم‪ ،‬وأنه دفن بعد صلبه‪ ،‬وقام بعد ثلثة أيام متغلبا على الوت ليتفع إل‬
‫السماء‪.‬‬
‫‪ -‬قال تعال مبينا حقيقة ما حدث وزيف ما ادعوه‪{ :‬وقولم إنا قتلنا السيح عيسى ابن مري‬
‫رسول ال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لم به‬
‫من علم إل إتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه ال إليه وكان ال عزيزا حكيما}‪[ .‬النساء‪:‬‬
‫‪.]158 ،157‬‬

‫* الدينونة والساب‪ :‬يعتقدون بأن الساب ف الخرة سيكون موكولً للمسيح(*) عيسى‬
‫ابن مري الالس – ف زعمهم – على يي الرب ف السماء؛ لن فيه من جنس البشر ما يعينه‬
‫على ماسبة الناس على أعمالم‪.‬‬

‫* الصليب‪ :‬يعتب الصليب شعارا لم‪ ،‬وهو موضع تقديس الكثرين‪ ،‬وحلُه علمة على أنم‬
‫من أتباع السيح‪ ،‬ول يفى ما ف ذلك من خفة عقولم وسفاهة رأيهم‪ ،‬فمن الول لم أن‬
‫يكرهوا الصليب ويقروه لنه كان أحد الدوات الت صلب عليه إلهم(*) وسبب آلمه‪.‬‬
‫وعلى حسب منطقهم فكان الول بم أن يعظموا قبه الذي زعموا أنه دفن فيه‪ ،‬ول مس‬
‫جسده تربته فترة أطول ما لمس الصليب‪.‬‬

‫· مري البتول‪ :‬يعتقد النصارى على ما أضيف ف قانون اليان أن مري ابنة عمران والدة‬
‫السيح(*) عليه السلم‪ ،‬هي والدة الله(*)‪ ،‬ولذا يتوجّه البعض منهم إليها بالعبادة‪.‬‬

‫* الدين(*)‪ :‬يؤمن النصارى بأن النصرانية دين عالي غي متص ببن إسرائيل وحدهم‪ ،‬ول‬
‫يلو اعتقادهم هذا أيضا من مالفة لقول السيح الذكور ف إنيل(*) مت‪ ،‬الصحاح(‬
‫‪" :)6، 10:5‬إل طرق المم ل تتجهوا‪ ،‬ومدن السامريي ل تدخلوا‪ ،‬بل انطلقوا بالري إل‬
‫الراف الضالة من آل بن إسرائيل"‪.‬‬
‫* الكتاب القدس‪ :‬يؤمن النصارى بقدسية الكتاب الشتمل على‪:‬‬
‫العهد القدي(*)‪ :‬والذي يتوي التوراة(*) – الناموس – وأسفار(*) النبياء(*) الت تمل‬
‫تواريخ بن إسرائيل وجيانم‪ ،‬بالضافة إل بعض الوصايا والرشادات‪.‬‬

‫العهد الديد(*)‪ :‬والذي يشمل الناجيل(*) الربعة‪( :‬مت‪ ،‬مرقس‪ ،‬لوقا‪ ،‬يوحنا) فقط‪،‬‬
‫والرسائل النسوبة للرسل‪ ،‬على أن ما ف العهد الديد يلغي ما ف العهد القدي(*)‪ ،‬لنه ف‬
‫اعتقادهم كلمة ال‪ ،‬وذلك على خلف بي طوائفهم ف العتقاد ف عدد السفار(*)‬
‫والرسائل بل وف صحة التوراة(*) نفسها‪.‬‬
‫* الجامع (التقليد)‪ :‬يؤمن النصارى بكل ما صدر عن الجامع السكونية من أمور تشريعية‬
‫سواء ف العقيدة أو ف الحكام‪ ،‬وذلك على خلف بينهم ف عددها‪.‬‬

‫* التان‪ :‬يؤمن النصارى بعدم التان للطفال على عكس شريعة التوراة‪.‬‬

‫· الشعائر والعبادات ‪:‬‬


‫‪ -‬الصلة‪ :‬الصل عندهم ف جيع الصلوات إنا هي الصلة الربانية‪ ،‬والصل ف تلوتا أن‬
‫يتلوها الصلي ساجدا‪ ،‬أو تكون بألفاظ منقولة أو مرتلة أو عقلية بأن تنوي اللفاظ ويكون‬
‫البتهال قلبيّا‪ ،‬وذلك على خلف كبي بي طوائفهم ف عددها وطريقة تأديتها‪ .‬ليس لا عدد‬
‫معلوم مع التركيز على صلت الصباح والساء‪.‬‬

‫‪ -‬الصوم‪ :‬هو المتناع عن الطعام الدسم وما فيه شيء من اليوان أو مشتقاته مقتصرين على‬
‫أكل البقول‪ ،‬وتتلف مدته وكيفيته من فرقة إل أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬السرار السبعة‪ :‬والت ينال با النصران النعم غي النظورة ف صورة نعم منظورة‪ ،‬ول تتم‬
‫إل على يد كاهن(*) شرعي‪ ،‬ولذا فهي واجبة على كل نصران مارستها وإل أصبح إيانه‬
‫ناقصا‪ .‬وبالملة فإنا من ضمن التشريعات الت ل يُنل ال با من سلطان‪ ،‬وإنا هي من‬
‫ترّصات البابوات(*)‪.‬‬
‫‪ -‬سر التعميد‪ :‬ويقصد به تعميد الطفال عقب ولدتم بغطاسهم ف الاء أو الرش به باسم‬
‫الب(*) والبن(*) والروح القدس(*)‪ ،‬لتمحي عنهم آثار الطيئة الصلية‪ ،‬بزعم إعطاء‬
‫الطفل شيئا من الرية(*) والقدرة لعمل الي‪ ،‬وهذا أيضا على خلف بينهم ف صورته‬
‫ووقته‪.‬‬

‫‪ -‬سر التثبيت (اليون)‪ :‬ول يكون إل مرة واحدة‪ ،‬ول تكمل العمودية(*) إل به‪ ،‬حيث‬
‫يقوم الكاهن(*) بسح أعضاء العتمد بعد خروجه من جرن العمودية ف ستة وثلثي موضعا‬
‫– العضاء والفاصل – بدهن اليون القدس‪.‬‬

‫‪ -‬سر العشاء الربان(*)‪ :‬ويكون بالمر أو الاء ومعه البز الاف؛ حيث يتحول ف زعمهم‬
‫الاء أو المر إل دم السيح(*)‪ ،‬والبز إل عظامه‪ ،‬وبذلك فإن من يتناوله فإنا يتزج ف‬
‫تعاليمه بذلك‪ ،‬وكذلك ففرقُهم على خلف ف الستحالة بل وف العشاء نفسه‪.‬‬

‫‪ -‬سر العتراف‪ :‬وهو الفضاء إل رجل الدين بكل ما يقترفه الرء من آثام وذنوب‪ ،‬ويتبعه‬
‫الغفران والتطهي من الذنب بسقوط العقوبة‪ ،‬وكان العتراف يتكرر عدة مرات مدى الياة‪،‬‬
‫ولكن منذ سنة ‪1215‬م أصبح لزما مرة واحدة على القل‪ ،‬وهذه الشعية عندهم أيضا ما‬
‫اختُلِف ف وجوبا وإسقاطها‪.‬‬

‫‪ -‬سر الزواج‪ :‬يُسمح الزواج بزوجة واحدة مع منع التعدد الذي كان جائزا ف مطلع‬
‫النصرانية‪ ،‬ويُشترط عند الزواج حضور القسيس(*) ليقيم وحده بي الزوجي‪ ،‬والطلق ل‬
‫يوز إل ف حالة الزن – على خلف بينهم – ول يوز الزواج بعده مرة أخرى‪ ،‬بعكس‬
‫الفراق الناشئ عن الوت‪ ،‬أما إذا كان أحد الزوجي غي نصران فإنه يوز التفريق بينهما‪.‬‬

‫‪ -‬سر مسحة الرضى‪ :‬وهو السر السادس بزعم شفاء المراض السدية التسببة عن العلل‬
‫الروحية وهي الطيئة‪ ،‬ول يارس الكاهن(*) صلوات القنديل السبع إل بعد أن يتثبّت من‬
‫رغبة الريض ف الشفاء‪.‬‬
‫‪ -‬سر الكهنوت‪ :‬وهو السر الذي ينال به النسان بزعمهم النعمة الت تؤهّله لن يؤدي رسالة‬
‫السيد السيح(*) بي إخوانه من البشر‪ ،‬ول يتم إل بوضع يد السقف(*) على رأس الشخص‬
‫النتخب ث يتلى عليه الصلوات الاصة برسم الكهنة‪.‬‬

‫‪ -‬الرهبانية(*)‪ :‬اختلفت طوائفهم ف مدى لزوم الرهبنة الت يأخذ رجال الدين أنفسهم با‪.‬‬

‫* التنظيم الكهنوت‪ :‬تتلف كل كنيسة(*) – فرقة – عن الخرى ف التنظيم (*) الكهنوت‪،‬‬


‫ولكنه بوجه عام هو تنظيمٌ استعارته الكنيسة(*) ف عهودها الول من الرومان حيث كان‬
‫يرأسها أكبهم سنّا على أمل عودة السيح(*)‪ ،‬ويقدسون رهبانم(*) ورجال كنيستهم‪،‬‬
‫ويعلون لم السلطة الطلقة ف الدين(*) وف منح صكوك الغفران؛ يقول تعال مبينا انرافهم‪:‬‬
‫{اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال}‪[ .‬التوبة‪.]31 :‬‬

‫* الرطقة وماربتها‪ :‬حاربت الكنيسة العلوم والكتشافات العلمية وكل الحاولت الديدة‬
‫لفهم كتابم القدس‪ ،‬ورمت ذلك كله بالرطقة‪ ،‬وواجهت هذه التاهات بنتهى العنف‬
‫والقسوة‪ ،‬ما أوجد ردة فعل قوية تثّلت ف ظهور الذاهب(*) العلمانية والفكار اللادية(*)‪.‬‬

‫‪ -‬الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫أساسها نصوص العهد القدي(*)‪ ،‬فقد انعكست الروح والتعاليم اليهودية من خلله‪ ،‬ذلك أن‬
‫النصرانية قد جاءت مكملة لليهودية‪ ،‬وهي خاصة براف بن إسرائيل الضالة‪ ،‬كما تذكر‬
‫أناجيلهم(*)‪.‬‬

‫‪ -‬لقد أدخل أمنيوس التوف سنة ‪242‬م أفكارا وثنية(*) إل النصرانية بعد أن اعتنقها وارتدّ‬
‫عنها إل الوثنية الرومانية‪.‬‬

‫‪ -‬عندما دخل الرومان ف الديانة(*) النصرانية نقلوا معهم إليها أباثهم الفلسفية وثقافتهم‬
‫الوثنية‪ ،‬ومزجوها بالسيحية الت صارت خليطا من كل ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬لقد كانت فكرة التثليث(*) الت أقرّها ممع نيقية ‪325‬م انعكاسا للفلوطونية الديثة الت‬
‫جلبت معظم أفكارها من الفلسفة(*) الشرقية‪ ،‬وكان لفلوطي التوف سنة ‪270‬م أثر بارز‬
‫على معتقداتا‪ ،‬فأفلوطي هذا تتلمذ ف السكندرية‪ ،‬ث رحل إل فارس والند‪ ،‬وعاد بعدها‬
‫وف جعبته مزيج من ألوان الثقافات‪ ،‬فمن ذلك قوله بأن العال ف تدبيه وتركه يضع لثلثة‬
‫أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬الُنشئ الزل الول‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل(*)‪.‬‬
‫‪ -3‬الروح الت هي مصدر تتشعب منه الرواح جيعا‪.‬‬

‫بذلك يضع أساسا للتثليث إذ أن النشئ هو ال‪ ،‬والعقل هو البن‪ ،‬والروح هو الروح‬
‫القدس(*)‪.‬‬

‫‪ -‬تأثرت النصرانية بديانة(*) متراس الت كانت موجودة ف بلد فارس قبل اليلد بوال ستة‬
‫قرون الت تتضمن قصة مثيلة لقصة العشاء الربان(*)‪.‬‬

‫‪ -‬ف الندوسية تثليث‪ ،‬وأقانيم(*)‪ ،‬وصلب للتكفي عن الطيئة‪ ،‬وزهد ورهبنة(*)‪ ،‬وتلّص‬
‫من الال للدخول ف ملكوت السموات‪ ،‬والله(*) لديهم له ثلثة أساء فهو فشنو(*) أي‬
‫الافظ وسيفا(*) الهلك وبرها(*) الُوجِد‪ .‬وكل ذلك انتقل إل النصرانية بعد تريفها‪.‬‬

‫‪ -‬انتقلت بعض معتقدات وأفكار البوذية الت سبقت النصرانية بمسة قرون إل النصرانية‬
‫الحرّفة‪ ،‬وإن علم مقارنة الديان يكشف تطابقا عجيبا بي شخصية بوذا(*) وشخصية‬
‫السيح(*) عليه السلم (انظر العقائد الوثنية ف الديانة النصرانية لحمد طاهر التني)‪.‬‬

‫‪ -‬خالطت عقيدة البابليي القدية النصرانية إذ أن هناك ماكمة لبعل إله(*) الشمس تُماثِل‬
‫وتطابق ماكمة السيح(*) عليه السلم‪.‬‬
‫وبالملة فإن النصرانية قد أخذت من معظم الديانات والعتقدات الت كانت موجودة قبلها‪،‬‬
‫ما أفقدها شكلها وجوهرها الساسي الذي جاء به عيسى عليه السلم من لدن رب العالي‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫* تنتشر النصرانية اليوم ف معظم بقاع العال‪ ،‬وقد أعانا على ذلك الستعمار(*) والتنصي‬
‫الذي تدعمه مؤسسات ضخمة عالية ذات إمكانات هائلة‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫* ل تكن عقيدة التثليث(*) معروفة ف عصر الواريي(*) (العصر الرسول) تقول دائرة‬
‫العارف الفرنسية‪" :‬وإن تلميذ السيح(*) الوّلي الذين عرفوا شخصه وسعوا قوله كانوا أبعد‬
‫الناس عن اعتقاد أنه أحد الركان الثلثة الكوّنة لذات الالق‪ ،‬وما كان بطرس حواريه يعتبه‬
‫أكثر من رجل يوحي إليه من عند ال"‪ .‬وتستشهد على ذلك بأقوال قدماء الؤرخي مثل‬
‫جوست ماراستر من القرن الثان اليلدي حيث يصرح بأنه كان ف زمنه ف الكنيسة(*)‬
‫مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو السيح‪ ،‬ويعتبونه إنسانا بتا‪ ،‬وأنه كان أرقى من غيه من‬
‫الناس‪ ،‬وحدث بعد ذلك أنه كلما تنصّر عدد من الوثنيي(*) ظهرت عقائد جديدة ل تكن‬
‫من قبل‪.‬‬

‫* لضياع النصوص الصلية من الناجيل(*) نتيجة للضطهاد من جانب وللحتكاك والتأثر‬


‫بالفلسفات(*) والضارات الشرقية والوثنية(*) من جانب آخر‪ ،‬حلت الديانة النصرانية‬
‫الحرفة عوامل اختلفها وتناقض نصوصها‪ ،‬الذي ظهر بشكل واضح من خلل الجامع‬
‫الختلفة الت عقدت لوضع أصول الدين(*) وتشريعاته بشكل ل يَرِد عن السيح عليه السلم‬
‫ول عن حوارييه‪.‬‬

‫* سيطرت عقائد وأفكار بولس على النصرانية؛ يقول دبليو ريد "إن بولس قد غيّر النصرانية‬
‫لدرجة أنه أمسى مؤسسها الثان‪ ،‬إنه ف الواقع مؤسس السيحية(*) الكنسية"‪ .‬ويؤيده لون‬
‫دنيله‪ ،‬وستون استيورت‪ ،‬جيمبلي ف أن بولس أضفى على السيحية بتمزيقها إطارا غي‬
‫اليهودية ولذلك فبات خالق الكنائس(*) الت أسست باسم اليسوع‪ .‬ويقول لون نيك‪" :‬لو ل‬
‫يكن بولس لعادت السيحية فرقة من الديانة اليهودية‪ ،‬ولا كانت ديانة كونيه"‪.‬‬

‫* كل ما ذكر عن برنابا وبطرس ف رسائل بولس فإنا هي قبل الفتراق‪ ،‬حيث كان لتلميذ‬
‫بولس من أمثال لوقا ويوحنا دورٌ كبي ف إخفاء تاريهما بعد اللف بينهما‪ ،‬وهذا ما أيدته‬
‫دائرة العارف البيطانية من أن قوة نفوذ وأتباع بولس أخفت تاريخ كل من يعارض بولس‬
‫مثل برنابا وبطرس‪.‬‬

‫‪ -‬هناك رسالتان تُنسبان لبطرس يوافق فيهما أفكار بولس‪ ،‬أثبتت دائرة العارف البيطانية‬
‫أنما ليستا له وأنما مزوّرتان عليه حيث تتعلق بتاريخ ما بعد موته‪ ،‬ول تقبلهما كنيسة(*)‬
‫روما إل ف سنة(‪264‬م) بينما اعترفت بما السكندرية ف القرن الثالث‪ ،‬وكذلك بالنسبة‬
‫للرسالة النسوبة ليعقوب‪ ،‬يؤكد العلماء عدم صحة نسبتها إليه أيضا حيث أوصى يعقوب‬
‫بولس بأداء الكفارة للفة شريعة التوراة(*)‪ ،‬وألزمه بالعمل با‪.‬‬

‫* ل تُعرف الناجيل(*) الربعة التفق عليها عند النصارى اليوم العرفة الكاملة قبل ممع نيقية‬
‫(‪335‬م) حيث ت اختيارها من بي عشرات الناجيل‪ ،‬وأما الرسائل السبع فلم يعترف الجمع‬
‫الذكور بالكثي منها‪ ،‬وإنا ت العتراف با فيما بعد‪.‬‬

‫‪ -‬إن تلميذ السيح(*) عليه السلم ليسوا بكتّاب هذه الناجيل فهي مقطوعة السناد‪،‬‬
‫والنصوص الصلية الترجَم عنها مفقودة‪ ،‬بل ونصوص النيل الواحد متناقضة مع بعضها‬
‫فضلً عن تناقضها مع غيها من نصوص الناجيل الخرى ما يبطل دعوى أنا كُتبت بإلام‬
‫من ال تعال‪.‬‬

‫‪ -‬بعد الدراسة التأنية لنصوص النيل ند فضلً عن التناقضات‪ ،‬ل بي نصوص النيل‬
‫الواحد أو الناجيل الختلفة فقط‪ ،‬وإنا بي نصوص الناجيل ورسائل الرسل(*) الزعومة‪،‬‬
‫وأيضا بينها وبي نصوص العهد القدي(*) ما يدلّل ويؤكد التحريف(*) سواء كان بقصد أو‬
‫بغي قصد‪.‬‬
‫‪ -‬هناك مئات النصوص ف الناجيل الربعة تدل على أن عيسى إنسان وليس إلا(*)‪ ،‬وأنه‬
‫ابن النسان وليس ابن ال(*)‪ ،‬وأنه جاء رسولً(*) إل بن إسرائيل فقط‪ ،‬مكملً لشريعة‬
‫موسى وليس ناقضا لا‪.‬‬

‫‪ -‬وهناك نصوص أخرى تدل على أن عيسى ل يُصلب وإنا أناه ال ورفعه إل السماء‪،‬‬
‫وتدحض كذلك عقيدة الغفران‪ ،‬وتبي أن الغفران يُنال بالتوبة وصلح العمال‪ .‬وهناك‬
‫نصوص إنيلية تؤكد بشارة عيسى بالرسول ممد صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ -‬بل إن هناك نصوصا عديدة ف الرسائل تثبت زيف زعم بولس بأنه يوحي إليه‪ ،‬وتبي‬
‫كذلك تناقضه مع نفسه ومع عيسى عليه السلم‪.‬‬

‫* رأينا كيف تدخلت السياسة والكام ف تقرير عقائد الكنيسة(*) وتبديلها من خلل‬
‫الجامع الختلفة‪ ،‬وأن الصل ف اللف بي الكنيستي الشرقية والغربية نشأ ل عن موقف‬
‫عقدي بقدر ما هو ماولة إثبات الوجود والسيطرة‪.‬‬
‫ك النصارى وقولم ف مري‪،‬‬
‫* لقد ذكر ال سبحانه وتعال ف القرآن ف آيات عديدة إف َ‬
‫واعتقادهم ف السيح(*) على اختلف مذاهبهم(*)‪ ،‬مبيّنا انرافهم‪ ،‬ومصحّحا عقائدهم‪،‬‬
‫وداعيا إياهم عدم الغلو(*) ف الدين(*) وأن ل يقولوا على ال إل الق‪.‬‬
‫· وعموما فإن النصارى يُعتبون بالنسبة للمسلمي أهل كتاب مثل اليهود‪ ،‬وحكمهم ف‬
‫السلم سواء‪ ،‬فقد كذّبوا برسول ال وآياته‪ ،‬وأشركوا بال‪ ،‬فهم بذلك كفار(*) لم نار‬
‫جهنم خالدين فيها‪ .‬يقول تعال‪{ :‬إن الذين كفروا من أهل الكتاب والشركي ف نار جهنم‬
‫خالدين فيها أولئك هم شر البية}‪[ .‬البينة‪ .]6 :‬لكنهم مع ذلك يعاملون با أمر ال تعال به‬
‫من الحسان والب والقسط إليهم‪ ،‬وأكل طعامهم والتزوج من نسائهم‪ ،‬طالا أنم ل يقاتلونا‬
‫ف الدين(*) ول يرجونا من ديارنا‪ ،‬فهم أهل ذمة إذا عاشوا ف ديار السلمي‪ ،‬؛ ما ل‬
‫ينقضوا عهدهم فإن نكثوا عهدهم وترؤوا على السلم والسلمي؛ بأن حاولوا الدعوة إل‬
‫باطلهم وكفرهم بي أبناء السلمي‪ ،‬أو طعنوا ف الدين مثلً‪ ،‬فلبد من قتالم حت ل تكون‬
‫فتنة ويكون الدين كله ل‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬لقرآن الكري ‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب القدس‪ ،‬قاموس الكتاب القدس ‪ -‬دار الكتاب القدس بالشرق الدن‪.‬‬
‫‪ -‬البداية والنهاية‪ ،‬ابن كثي‪.‬‬
‫‪ -‬الواب الصحيح لن بدّل دين السيح‪ ،‬شيخ السلم ابن تيمية مطبعة الدن – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬هداية اليارى ف أجوبة اليهود والنصارى‪ ،‬ابن قيم الوزية اعتن به د‪ .‬أحد حجازي السقا – الكتبة‬
‫القيمة القاهرة‪.‬‬
‫إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان‪ ،‬ابن قيم الوزية ‪ –-‬مكتبة مصطفى الباب اللب – القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬اللل والنحل‪ ،‬للشهرستان‪ ،‬طبعة بيوت‪.‬‬
‫الفصل ف اللل والهواء والنّحل‪ ،‬لبن حزم – دار العرفة بيوت‪.‬‬
‫العقائد الوثنية ف الديانة النصرانية‪ ،‬ممد طاهر التني – تقيق د‪ .‬ممد عبدال الشرقاوي – دار الصحوة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الديان ف كفة اليزان‪ ،‬ممد فؤاد الاشي‪.‬‬
‫‪-‬نيل برنابا‪ ،‬تقيق أ‪.‬د‪ .‬ممود كريت ‪ ،‬شباس اللح‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الفارق بي الخلوق والالق‪ ،‬عبد الرحن زادة‪.‬‬
‫‪ -‬السيحية نشأتا وتطورها‪ ،‬شار جينيبي‪ ،‬ترجة الدكتور عبد الليم ممود‪ ،‬دار العارف بصر ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي النصرانية‪ ،‬ممد تقي العثمان‪ ،‬مكتبة دار العلوم‪ ،‬كراتشي ‪1403‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬أديان العال‪ ،‬حبيب سعد‪ ،‬دار التأليف والنشر للكنيسة السقفية بالقاهرة‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يا أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء‪ ،‬د‪ .‬رؤوف شلب‪ ،‬دار العتصام بالقاهرة‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أوروبا ف العصور الوسطى‪ ،‬د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مكتبة النلو الصرية ط ‪1991‬م‪ ،‬الزء الول ‪:‬‬
‫التاريخ السياسي‪ ،‬الزء الثان‪ :‬الضارة والنظم‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوربا العصور الوسطى‪ ،‬د‪ .‬السيد الباز العرين‪ ،‬دار النهضة العربية بيوت ‪1968‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الدولة البيزنطية‪ ،‬د‪ .‬نسيم جوزيف ‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
: ‫الراجع الجنبية‬
.ropertson: Pagan Christs -
.Berry: religions of the World -
.Berry: A History of Freedom of Thought -
.Pfledere: The Early Christian Conception of Christ-
.T.W. Doane: Bible Mythology -
.Harnak: What is Christianity -
.Encyclopedia of religion and Ethics -
.Khwaja kamaluddin: The Sources of Christianity -
.H. Maurica relton: Studies in Christion Dortrine-
.Encyclopedia Britonnica
‫الرثوذكس‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هي أحد الكنائس (*) الرئيسية الثلث ف النصرانية‪ ،‬وقد انفصلت عن الكنيسة الكاثوليكية‬
‫الغربية بشكل نائي عام ‪1054‬م‪ ،‬وتثّلت ف عدة كنائس مستقلة ل تعترف بسيادة بابا روما‬
‫عليها‪ ،‬ويمعهم اليان بأن الروح القدس منبثقة عن الب(*) وحده وعلى خلف بينهم ف‬
‫طبيعة السيح(*)‪ ،‬وتُدعى أرثوذكسية بعن مستقيمة العتقد مقابل الكنائس الخرى‪ ،‬ويتركّز‬
‫أتباعها ف الشرق ولذا يطلق عليها الكنيسة الشرقية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫ف ناية القرن التاسع اليلدي‪ ،‬وبالتحديد بعد انقضاء ممع القسطنطينية الامس عام ‪879‬م‬
‫أصبح يثل الرثوذكسية كنيستان رئيسيتان‪:‬‬

‫* الكنيسة الرثوذكسية الصرية أو القبطية(*)‪ ،‬والعروفة باسم الكنيسة الرقسية الرثوذكسية‬


‫أو كنيسة السكندرية‪ ،‬الت تؤمن بأن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة‪ ،‬وتضم كنائس‬
‫البشة والسودان‪ ،‬ويوافقها على ذلك كنائس الرمن واليعقوبية‪.‬‬

‫* الكنيسة الرثوذكسية أو كنيسة القسطنطينية‪ ،‬والعروفة باسم كنيسة الروم الرثوذكس أو‬
‫الكنيسة الشرقية‪ ،‬تالف الكنيسة الصرية ف طبيعة السيح بينما توافق الكنيسة الكاثوليكية‬
‫الغربية بأن للمسيح طبيعتي ومشيئتي‪ ،‬ويمعها مع الكنيسة الصرية اليان بانبثاق الروح‬
‫القدس(*) عن الب وحده‪ ،‬وتضم كنائس أورشليم واليونان وروسيا وأوروبا الشرقية‪.‬‬

‫* الكنيسة الرثوذكسية الصرية‪:‬‬


‫‪ -‬يدعي أصحابا أن مؤسسها مرقس الرسول عام ‪ 45‬م‪.‬‬
‫* بوادر النفصال‪ :‬ظهرت بوادر النفصال الذهب للكنيسة الصرية‪ ،‬منذ أن جعل المباطور‬
‫ثيودوسيوس كنيسة القسطنطينية هي الكنيسة الرسية للمباطورية الشرقية عام ‪381‬م وأن‬
‫كنيسة السكندرية تليها ف الرتبة‪ ،‬ما دفع بطريرك(*) السكندرية كيلس عام ‪412‬م إل‬
‫تول زعامة الشعب ضد المباطور وعماله ف مصر‪.‬‬

‫‪ -‬زادت هوّة اللف بي الكنيستي على إثر إعلن نسطور – أسقف(*) القسطنطينية –‬
‫مقالته الت تصدى لا كيلس بطريرك السكندرية ف ممع أفسس عام ‪431‬م الذي استطاع‬
‫استصدار حكما ضد نسطور باللعن والطرد‪.‬‬

‫* النفصال الرسي ‪:‬‬


‫‪ -‬بعث فلفيانوس بطريرك القسطنطينية مقالة نسطور مرة أخرى فتصدى لا ديسقورس‬
‫بطريرك السكندرية ف ممع أفسس عام ‪449‬م والذي ل يعترف به أسقف روما‪ ،‬فعقد‬
‫لذلك ممع كليدونية عام ‪451‬م ليقرر لعن ديسقورس ونفيه‪ ،‬بل وتعي بطريرك ملكان‬
‫خلفا له‪ ،‬المر الذي دفع الكنيسة الصرية لعلن عصيانا وعدم اعترافها بجمع كليدونية عام‬
‫‪451‬م ول بقراراته‪ ،‬ما سبّب عودة الضطهاد مرة أخرى لمل الكنيسة الصرية على إتباع‬
‫عقيدة كنيسة القسطنطينية والت توافقها عليها الكنيسة الغربية‪.‬‬

‫‪ -‬هكذا عاشت الكنيسة الصرية سلسلة من النازعات حول تعيي السقف‪ ،‬إل أن ت التفاق‬
‫عام ‪482‬م على أن يتار الصريون أسقفهم دون تدخل من المباطور‪ ،‬فكان هذا التاريخ‬
‫يثل بداية النفصال القيقي عن كنيسة القسطنطينية‪.‬‬

‫‪ -‬سرعان ما عاد الضطهاد مرة أخرى للكنيسة(*) الصرية‪ ،‬بعدما ولّى هرقلُ القوقس حُكم‬
‫مصر بعد استردادها م الفرس عام ‪628‬م ف ماولة منه لتوطيد أركان ملكه عن طريق توحيد‬
‫عقيدة المباطورية على مذهب(*) الطبيعتي‪ ،‬فلم يألُ القوقس جهدا ف إنفاذ ذلك‪ ،‬كما ل‬
‫يعدم حيلة‪ ،‬مستخدما الترغيب تارة‪ ،‬والترهيب والعذاب والتنكيل تارة أخرى‪ ،‬ما دفع‬
‫بطريرك الكنيسة الصرية بنيامي للهروب إل الصحراء‪ ،‬وأن يكتب إل جيع أساقفته باللجوء‬
‫إل البال والباري فرارا بعقيدتم‪.‬‬

‫· ما أن ظهرت بشائر الفتح السلمي منطلقة من الزيرة العربية حت رحبت با الكنيسة‬


‫الصرية‪ ،‬للتخلص من ظلم واضطهاد إخوانم نصارى المباطورية البيزنطية‪.‬‬

‫وما إن وطئت طلئع الفتح السلمي أرض مصر بقيادة عمرو بن العاص رضي ال عنه‪،‬‬
‫ودانت لم‪ ،‬حت أُعيد بنيامي بطريرك(*) الكنيسة الصرية إل كرسيه‪ ،‬واجتمع به عمرو بن‬
‫العاص ووافقه على ما أبداه من مقترحات لفظ كيان الكنيسة(*)‪ ،‬كما وافقه على تشييد ما‬
‫دعت إليه الاجة من الكنائس وتديد إصلح البعض الخر‪.‬‬

‫‪ -‬تأثر الكثي من النصارى الصريي بعدالة السلم‪ ،‬وساحة مبادئه‪ ،‬حيث ترك لم حق‬
‫العتقاد وحرية(*) مارسة العبادة والشعائر الاصة بم‪ ،‬كما سح لم بالشاركة ف بعض‬
‫وظائف الدولة‪ ،‬ما فتح قلوبم لقبول الق‪ ،‬والدخول ف دين(*) السلم أفواجا‪ ،‬وبذلك‬
‫صارت اللغة العربية لغتهم ولغة البلد‪ ،‬وأصبح منهم العلماء والقادة فيما بعد‪.‬‬

‫* رغم ذلك ل يهدأ لكنيسة روما بال عن فرض سيادتا على كنائس الشرق‪ ،‬مستخدمة ف‬
‫ذلك أساليب الرب والقوة تارة‪ ،‬والدبلوماسية والفاوضات تارة أخرى‪ .‬ففي سنة ‪1219‬م‬
‫قامت الملة الصليبية الامسة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا ف ماولة لخضاع الكنيسة‬
‫الصرية الرثوذكسية لذهب(*) الكنيسة الغربية الكاثوليكية‪ .‬وقد تكنت ف بادئ المر من‬
‫احتلل مدينة دمياط وفرض بطريرك كاثوليكي من الباء الفرنسيسكان عليها‪ ،‬ليمثّل أول‬
‫وجود كاثوليكي ف مصر‪ ،‬فما أن هب السلمون لصد العدوان حت انزمت الملة وأُسر‬
‫قائدها وبذلك باءت مططاتا بالفشل‪.‬‬

‫‪ -‬وف سنة ‪1769‬م أعادت الكنيسة الغربية الكَرّة‪ ،‬ولكن هذه الرة عن طريق الفاوضات‬
‫والصالة‪ ،‬وعرض انضمام الكنيسة الصرية إليها‪ ،‬ليقابلها بطريرك الكنيسة الصرية يؤانس‬
‫الثامن عشر بالرفض التام‪.‬‬
‫* بدأت بوادر حركة إصلح وتطوير الكنيسة الصرية ف منتصف القرن التاسع عشر‬
‫اليلدي‪ ،‬وباصة ف عهد البطريرك كيلس الرابع ‪1862 – 1854‬م "أبو الصلح" كما‬
‫يسميه أتباع الكنيسة لدخاله العديد من الصلحات لواجهة نشاط الرساليات الكاثوليكية‬
‫والبوتستانتية‪ ،‬الت زاد نشاطها واستطاعت تأسيس مراكز للدعوة إل مذاهبهم ف صعيد‬
‫مصر بوجه خاص‪ .‬وكانت استجابة بعض الرثوذكس لم دافعا للقيام بذه الصلحات‬
‫وافتتاح مدارس للبني والبنات‪ ،‬وإنشاء الدرسة البطريركية‪ ،‬بالضافة إل إدخال أول مطبعة‬
‫إل مصر‪.‬‬

‫‪ -‬وبأسلوب آخر تصدى البطريرك(*) ديتريوس الثان ‪1874 -1862‬م للتبشي‬


‫الكاثوليكي والبوتستانت ف مصر‪ ،‬بإصدار قرارات الرمان ضد الرسلي المريكيي ومن‬
‫يتصل بم من القباط(*)‪.‬‬

‫‪ -‬ازدادت حلة الكنيسة(*) الصرية ضراوة ضد إرساليات الكنائس الغربية ف مصر ف عهد‬
‫البطريرك كيلس الامس ‪1927 – 1874‬م حيث أغلق مدارسهم‪ ،‬وأصدر قرارات تَعتب‬
‫هذه الكنائس وإرساليتها وتابعيها ومن ينضم إليها من القباط مهرطقي‪ ،‬ول يفلح تدخل‬
‫القنصل المريكي وليم تاير والنصّر جون هوم ف إقناع البطريرك من أن نشاطهم غي موجه‬
‫ضد الرثوذكس‪.‬‬

‫* يُعد حبيب جرجس ‪1951-1867‬م من أبرز رواد الصلح والتطوير ف الكنيسة‬


‫الصرية‪ ،‬حيث أنشأ مدارس الحد والدرسة الكلييكية‪ ،‬ودعم وساهم ف العديد من‬
‫النشطة الجتماعية والثقافية الت توسّعت بعده إل حد كبي‪ ،‬فظهرت الجلت والرائد‬
‫النصرانية‪ ،‬كما أنشأ العديد من الدارس والكتبات ودور النشر الت تتم بنشر التعاليم‬
‫النصرانية بي السلمي‪ .‬وازدادت تبعا لذلك عدد الؤسسات الجتماعية الختلفة الت تدم‬
‫الرثوذكس‪ ،‬كل هذا بغية التصدي للرساليات التبشيية الغربية‪.‬‬
‫· لكن هذا الوقف الرافض للتعاون أو القبول بوجود الكنائس الغربية بي الرثوذكسية تغيّر‬
‫بشكل ملحوظ أيام الحتلل النليزي لصر‪ ،‬الذي ساعد وشجع هذا التاه با أثاره ف‬
‫نفوس القباط من أن أرض مصر السلمة أرض نصرانية وأن السلمي دخلء يب طردهم‪،‬‬
‫وشجع حبيب جرجس على رفع شعار المة القبطية مقابل المة السلمية‪.‬‬

‫· وف عهد الديوي إساعيل دخل عدد كبي من الرثوذكس القضاء والجالس النيابية وكلفوا‬
‫بالدمة العسكرية‪ ،‬وظهرت ف الساحة السياسية أساء كبية متعاونة مع الستعمار النليزي‬
‫مثل بطرس باشا غال ويوسف باشا سليمان‪.‬‬

‫ـ بعد مؤتر ‪1910‬م والذي انعقد بناسبة مقتل بطرس باشا غال‪ ،‬زاد نفوذهم السياسي‬
‫وباصة بعد انضمامهم إل حزب(*) الوفد وتولّي مكرم عبيد منصب نائب رئيس الزب‪.‬‬

‫ف عهد البطريرك يوساب الثان أصدر القس إبراهيم لوقا ملة اليقظة للدعوة إل تقارب‬
‫الكنيستي(*)‪ :‬البوتستانتية السقفية والقبطية(*)‪ ،‬كما دعا إل أن الوقت قد حان لن يتبادل‬
‫قسوس(*) الطوائف النصرانية(*) الختلفة الوعظ ف كنائس بعضهم البعض‪.‬‬

‫‪ -‬ف عام ‪1921‬م عُقد مؤتر حلوان بضاحية حلوان بصر لعموم الكنائس الشرقية والغربية‬
‫بدف توحيد جهود الكنائس(*) لتنصي السلمي لتبدأ مرحلة جديدة ف تاريخ الكنيسة‬
‫الصرية‪.‬‬

‫وإمعانا ف التقارب انضمت الكنيسة الصرية إل عضوية ملس الكنائس العالي الذي أنشئ‬
‫عام (‪1946‬م)‪.‬‬

‫* ف عام (‪1952‬م) عاد القباط مرة أخرى إل النزواء داخل الكنيسة لوفهم من حكومة‬
‫جال عبد الناصر‪ ،‬ومن ث هاجر الكثي منهم إل أوروبا وأمريكا‪ ،‬ما كان لذلك أكب الثر ف‬
‫تويل الرأي العام الغرب نو الكنيسة الرثوذكسية الصرية‪ ،‬ومساندتا ومارسة الضغط‬
‫السياسي والقتصادي على الكومة الصرية لتحقيق مركز دين وسياسي واجتماعي متميز‬
‫للقباط الرثوذكس ف مصر‪.‬‬
‫* وف هذه الثناء أعلن إبراهيم فهمي الحامي أحد خريي مدارس الحد تأسيس جاعة المة‬
‫القبطية وأنشأ لا فروعا على مستوى مافظات مصر‪ .‬وقد دعا إل إحياء مفهوم المة القبطية‬
‫من خلل التمسك بالعادات والتقاليد الكنسية‪ ،‬وبإحياء اللغة القبطية‪ ،‬واستخدام التقوي‬
‫القبطي‪ ،‬وكذلك بإصدار الرائد والجلت الت تتم بالقلية القبطية‪ ،‬وهكذا تطور معه المر‬
‫إل أن أعلن بيانا يطالب فيه بالكم الذات لقباط مصر‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1954‬م قامت جاعة المة القبطية باختطاف البطريرك(*) يوساب الثان وإجباره‬
‫على توقيع وثيقة تنازل عن كرسي البابوية‪ ،‬ودعوة الجمع القدس للنعقاد‪ ،‬ووضع وثيقة‬
‫جديدة لنتخاب البطريرك(*) تشارك فيها كل الطوائف النصرانية‪ ،‬لذلك ألقت الكومة‬
‫الصرية القبض على زعيم الماعة واعتقلت أفرادها‪ ،‬ث قامت بلها وإعادة البطريرك إل‬
‫كرسيه‪.‬‬
‫* خطا البطريرك (*) كيلس السادس ‪1969 – 1959‬م خطوات جديدة نو تطوير‬
‫الكنيسة(*)؛ حيث أنشأ العديد من السقفيات‪ ،‬منها أسقفيات الدمات ومهمتها العلقات‬
‫الارجية والتصال بالكنائس الخرى‪ ،‬سواء كانت الكنائس الغربية ومؤسساتا أو بالكنائس‬
‫القبطية(*) خارج مصر‪ ،‬وأسقفية للخدمات والشئون الالية مهمتها جلب فرص العمل للقباط‬
‫والصول على توكيلت أكب البنوك والشركات ف العال‪ ،‬وأسقفية البحث العلمي ومهمتها‬
‫إنشاء معهد عالٍ للدراسات القبطية وإصدار طبعات جديدة للكتاب القدس‪ ،‬ووضع دائرة‬
‫معارف قبطية‪ ،‬كما أنشأ أسقفية للتربية الكنسية مهمتها الشراف على كليات اللهوت‬
‫ومدارس الحد وجيع شؤون التعليم والتربية الكنسية‪ .‬واستغللً للثقل الدول للكنيسة بعد‬
‫انضمامها إل ملس الكنائس العالي‪ ،‬وملس الكنائس العالية العاملة ف أفريقيا‪ ،‬وتعاونا مع‬
‫ملس كنائس أمريكا زاد الضغط على الكومة للغاء النظام المايون الذي أصدرته الدولة‬
‫العثمانية ف عام ‪1856‬م كنظام إصلحي لتنظيم بناء وترميم الكنائس النصرانية داخل‬
‫الدولة‪ .‬وبالفعل تت الستجابة لطلبهم‪ ،‬وأنشئت العديد من الكنائس منها كاتدرائية القديس‬
‫مرقس بيدان العباسية بالقاهرة عام ‪1967‬م‪ ،‬وت إصلح الديرة وتعميها وتويلها من‬
‫أماكن للعبادة إل مراكز إنتاجية ومراكز اتصالت واسعة ومؤثرة على شؤون الكنيسة؛‬
‫مستخدمة ف ذلك الدعم السخي والموال الطائلة من الكنائس الغربية والقبطية ف الارج‪.‬‬
‫* ف عام ‪1971‬م تول البابا(*) شنودة الثالث رئاسة الكنيسة الصرية واسه نظي جيد‪ ،‬ترج‬
‫من كلية الداب جامعة القاهرة‪ ،‬والتحق بالقوات السلحة كضابط احتياط‪ ،‬ث عمل صحفيا‬
‫وكاتبا وشاعرا‪ ،‬وتسمى بعد ترهُنُه باسم شنودة الثالث‪ .‬وللب شنودة الثالث درس أسبوعي‬
‫– درس المعة – ظل مافظا على إلقائه ف كاتدرائية العباسية منذ افتتاحها‪ .‬ما كان لدرسه‬
‫هذا الثر الكبي ف تكوين وانتشار السر الدينية النصرانية ف أروقة الامعة الصرية الختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬ف عهده زاد التوجه السياسي للكنيسة الصرية وتقدي مفهوم جديد للنصرانية على أنا‬
‫دين(*) ودولة‪ ،‬مستخدما ف ذلك سياسة النتشار الدول‪ ،‬والتقارب مع الكنائس الغربية‬
‫ومؤسساتا لدعم السياسات الداخلية للكنيسة وتقيق أغراضها‪ ،‬كما أعلن عن تنظيمات‬
‫جديدة للكنيسة‪ ،‬ودعا إل تطوير الكلية الكلييكية وإعادة الكنيسة(*) إل مكانتها العالية‪،‬‬
‫فزاد اهتمامه بإنشاء الكنائس ف الارج وعيّن لا الساقفة‪ ،‬من أجل ذلك تعددت جولته‬
‫ولقاءاته‪ .‬ومن أبرز هذه اللقاءات‪ :‬لقاؤه ببابا(*) الفاتيكان بولس السادس عام ‪1973‬م‪،‬‬
‫الذي تت فيه الصالة بي الكنيسة الكاثوليكية الغربية والكنيسة الصرية الرثوذكسية ‪.‬‬
‫وتوقيعه وثيقة رفع الرم التبادل بي كنيسته والكنائس الرثوذكسية الكلدونية وغي الكلدونية‬
‫ف شيزي عام ‪1990‬م‪ .‬أيضا التفاق على تقيق الوحدة بي كل الكنائس النصرانية‪،‬‬
‫وزيارته لرئيس أمريكا كارتر عام ‪1977‬م والت كان لا أثرها السياسي والدين لصال‬
‫الكنيسة الصرية‪.‬‬

‫‪ -‬تت رئاسة وإشراف البابا شنودة تعددت الجتماعات ذات الصبغة الدينية والسياسية‪ ،‬الت‬
‫تطالب بإعطاء الكنيسة الرثوذكسية ف مصر دورا فاعلً ف السياسة‪ ،‬وأن يكون لا نصيبها‬
‫من الناصب الوزارية‪ .‬كما دعت الكومة الصرية إل التخلي عن فكرة تطبيق الشريعة‬
‫السلمية(*)‪ ،‬والوافقة على إنشاء جامعة للقباط على غرار جامعة الزهر‪ .‬ومن أشهر هذه‬
‫الجتماعات اجتماع الكنيسة الرقسية بالسكندرية عام ‪1973‬م واجتماع السكندرية عام‬
‫‪1977‬م واجتماع تدريب مدرسي ومدرسات وخدام الدين النصران ف كنيسة مارجرجس‬
‫بدمنهور ف ‪ 28-27‬يناير ‪1977‬م‪ ،‬واجتماع الحامي القباط بالسكندرية‪ .‬كما اهتم‬
‫بزيادة عدد البروشيات حيث ارتفعت إل ثلث وخسي أبرشية بدلً من ثلث وعشرين ف‬
‫عهد سلفه‪ ،‬وبالتال زاد عدد الساقفة إل اثني وستي أسقفا‪.‬‬
‫‪ -‬وزادت ف عهده أيضا وبشكل ملحوظ النشرات والكتب‪ ،‬وحلت التنصي والستفزاز‬
‫للمسلمي‪ ،‬ما أشعل الواجهات بي السلمي والنصارى فيما عرف بأحداث الفتنة الطائفية‬
‫(الزاوية المراء ومناطق متلفة من صعيد مصر) المر الذي دعا الرئيس السابق لصر –‬
‫السادات‪ -‬إل عزله ونفيه ف دير وادي النطرون‪ ،‬وقد أفرج عنه وعاد إل كرسيه ف عهد‬
‫الرئيس الال لصر ممد حسن مبارك‪.‬‬
‫‪ -‬نتيجة للمنحى الديد للكنيسة الصرية ف عهد البابا(*) شنودة الثالث‪ ،‬ظهرت داخل‬
‫الكنيسة(*) اتاهات أخرى تعارضه‪ ،‬ويكن تقسيم اتاهات الكنيسة ف عهده إل‪:‬‬
‫‪ -1‬اتاه علمان‪ :‬يؤكد انفصال الدين(*) عن الدولة ف النصرانية(*) ويرى أن الكنيسة ف‬
‫هذا العصر خرجت على النصرانية الصحيحة – بزعمهم – للطها بي الدين والدولة‪ ،‬كما‬
‫يطالب بأهية قيام الكنيسة بواجبها الدين وابتعادها ورجال الكنيسة عن السياسة‪ .‬ومن أبرز‬
‫مثلي هذا التيار الهندس ميلد حنا البي السكان وأحد رموز الركة اليسارية ف مصر‪.‬‬
‫‪ -2‬اتاه انعزال كنسي‪ :‬يدعو إل تبن الكنيسة للخطاب الدين الحض‪ ،‬ويتجه إل إصلح‬
‫الديرة وتطويرها‪ ،‬ويثّله الب مت السكي اسه يوسف اسكندر – صيدل – انقطع للرهبنة‬
‫ف دير أب مقّار قرب السكندرية‪.‬‬
‫‪ -3‬اتاه روحي انعزال‪ :‬يدعو إل تكفي(*) كل من يالفه من السلمي والقباط على حد‬
‫سواء‪ ،‬مستخدما ف ماربتهم الرب الروحية بصراع الرواح الشريرة‪ .‬كما يدعو إل ماربة‬
‫التلفزيون كأحد أساليب ملكة الشر‪ ،‬وإل مواجهة الجتمع والدولة سواء كانوا مسلمي أو‬
‫نصارى مواجهة علنية‪ .‬وإل هذا التاه تُنسب الوادث الخية من إغماء الفتيات السلمات‬
‫ف شوارع مصر‪ ،‬ويثل هذا التيار الب دانيال الباموسي خريج كلية الندسة‪ ،‬وصاحب‬
‫النشاط الؤثر بي الشباب النصران ف صعيد مصر خاصة‪ ،‬والقمص زكريا بطرس كاهن‬
‫كنيسة(*) مارجرجس بصر الديدة ‪1979‬م الذي أُبعد عن منصبه وحُرم من الوعظ لهاجته‬
‫الدولة ودعوته لتنصي السلمي بشكل علن‪.‬‬

‫‪ -4‬اتاه شول‪ :‬يرى أن الكنيسة(*) مؤسسة شاملة مكلفة بأن تقدم اللول لكل الشكلت‪،‬‬
‫والجوبة لكل السئلة التصلة بالدين(*) والدنيا‪ ،‬ويثله البابا(*) شنودة الثالث‪ ،‬والنبا‬
‫غريغوريوس أسقف(*) البحث العلمي وأسه وهيب عطا حاصل على دكتوراه ف فلسفة‬
‫اللغات‪.‬‬

‫‪ -5‬اتاه توفيقي‪ :‬يرى أن للكنيسة دورا دينيّا ذا بعد وطن‪ ،‬يتّم عليها أداء أدوار وطنية‬
‫مددة؛ مثل الوقوف ف وجه الستعمر(*) مع البعد عن المور السياسية‪ ،‬ويثله الفكر القانون‬
‫وليم سليمان قلدة‪.‬‬

‫الكنيسة الرثوذكسية الشرقية‪:‬‬


‫‪ -‬رغم النفصال الذهب (*) للكنيسة الشرقية عن الكنيسة الغربية تت اسم كنيسة الروم‬
‫الرثوذكس أو الكنيسة الشرقية‪ ،‬برئاسة بطريرك(*) القسطنطينية بعد رفض قرارات ممع‬
‫القسطنطينية الرابع عام ‪896‬م إل أنا خضعت إداريّا للكنيسة الغربية تت رئاسة بابا(*)‬
‫روما حت النفصال النهائي عام ‪1054‬م‪.‬‬

‫‪ -‬توسعت الكنيسة(*) البيزنطية ف القرن التاسع ف أوروبا الشرقية؛ فأسست ف بلغاريا‬


‫كنيسة وأصبحت النصرانية الدين(*) الرسي للدولة بعدما أجْب الاكم البلغاري بوريس الول‬
‫‪888-852‬م على قبول العمودية من الرساليات التبشيية‪.‬‬

‫‪ -‬عمل خليفته القيصر سيمون ‪927 – 893‬م على حاية الكنيسة‪ ،‬وجعل اللغة السلفية لغة‬
‫الطقوس الكنيسية بدلً من اليونانية وف عهده استقلت الكنيسة البلغارية ف بطريركية مستقلة‪.‬‬

‫‪ -‬أثناء حكم المباطور باسل الثان ‪1025 – 976‬م توطدت دعائم الكنيسة(*)‬
‫الرثوذكسية السلفية على يد مبشري الدولة البيزنطية مثل القديسان كيلس‪ ،‬وميثيوديوس‬
‫والعروفان برسل السلف‪ ،‬ولذلك حيكت ضد المباطور الؤامرات ما اضطره إل الستعانة‬
‫بأمي كييف فلديي ‪1015 – 978‬م للتصدي لا‪ ،‬فكان ذلك سببا ف اعتناق فلديي‬
‫النصرانية على الذهب(*) الرثوذكسي عام ‪990‬م لتنضم روسيا إل الكنيسة الرثوذكسية‪،‬‬
‫وتصبح كنيستها أحد فروع الكنيسة اليونانية‪.‬‬

‫‪ -‬ف الفترة ما بي القرني العاشر والامس عشر ظهرت داخل الرثوذكسية فرقة البوجوميلي‬
‫نسبة إل مؤسسها القس(*) بوجوميل على أنا حركة سلفية تدف إل الصلح باسم‬
‫الكنيسة الرثوذكسية البلغارية‪ ،‬متأثرة ف ذلك بآراء الثنوية(*) والانوية الديثة‪ .‬ولذلك فإنا‬
‫تؤمن بأن العال الرئي ملوء بالشر‪ ،‬كما تعارض عقيدة التجسد النصرانية من جانبها الادي‪،‬‬
‫وترفض التعميد(*)‪ ،‬وتتقر الصليب والعجزات والكنائس الضخمة ونظام الكهنة‪ .‬وبالملة‬
‫ترفض النظام الكنسي العام‪ .‬وسرعان ما انتشرت ف البلدان الاضعة للمباطورية البيزنطية ما‬
‫أدى إل الكم برطقتها‪ ،‬وإنزال العذاب الشديد بأتباعها‪ ،‬وحرق قائدهم ف القسطنطينية أمام‬
‫الماهي الاشدة‪.‬‬

‫* أراد ميخائيل كيولريوس بطريرك(*) القسطنطينية عام ‪1053‬م النفصال النهائي عن‬
‫سلطة الكنيسة الغربية ليصبح إمباطورا وبطريركا‪ ،‬مساويا لبابا(*) روما‪ ،‬فاستغل الضطراب‬
‫السياسي ف المباطورية البيزنطية وأعلن أن البابوية ف روما أصبحت ألعوبة ف يد رجال‬
‫الدولة الغربية‪ ،‬وأن تقاليد الكنيسة الغربية فيها كفر(*) ومالفة للتعاليم النصرانية(*) الول؛‬
‫فتصدّى له بابا(*) روما ليو التاسع وقضى على حركته باستمالة المباطور البيزنطي‬
‫قسطنطي التاسع إل جانب دعواه بأحقيّة سيادة الكنيسة(*) الغربية على الكنيسة الشرقية‪.‬‬

‫‪ -‬ما لبث أن توف بابا روما ليو التاسع عام ‪1045‬م حت استغل بطريرك القسطنطينية الفرصة‬
‫السانة ليجمع حول دعوى النفصال رجالَ الكنيسة الشرقية مرة أخرى‪ ،‬حيث خضع لرأيهم‬
‫المباطور وأعلن رسيّا استقلل الكنيسة الشرقية استقللً تامّا عن الكنيسة الغربية لتصبح‬
‫كنيسة أجا صوفيا الت أعاد بناءها المباطور جستنيان ف القرن السادس مركزا للحياة الدينية‬
‫ف الكنيسة الرثوذكسية‪.‬‬
‫* ف عهد البابا أنورت الثالث ‪1216 – 1198‬م انطلقت الملة الصليبية الرابعة لحتلل‬
‫القسطنطينية والقضاء على كنيستها لتحقيق وحدة الكنيسة السيحية(*) على مذهب(*) روما‬
‫الكاثوليكي‪.‬‬

‫‪ -‬دخلت الملة الصليبية الرابعة القسطنطينية عام ‪1204‬م كالراد النتشر‪ ،‬فأتت على‬
‫الخضر واليابس‪ ،‬فلم تترك فيها حرمة إل انتهكتها‪ ،‬ول ديرا ول كنيسة إل خربتها بعد نب‬
‫ما فيها من تف وثروات‪ .‬ولا استقر لم المر ودانت لم المباطورية ت تقسيمها وعاصمتها‬
‫على زعماء الملة‪ ،‬وانتُخب بلدوين دي فلندرز إمباطورا للمباطورية اللتينية ف‬
‫القسطنطينية ‪1261 – 1204‬م وتعي البطريرك(*) الكاثوليكي توماس مورسين بطريركا‬
‫لكنيستها‪ ،‬ما زاد من حنق ونفور البيزنطيي من الغرب وكنيسته‪.‬‬

‫* بعد عودة كنيسة القسطنطينية إل سيادة المباطورية البيزنطية‪ ،‬قامت ماولت عديدة‬
‫لتوحيد الكنيستي الشرقية والغربية خلل الفترة من منتصف القرن الثالث عشر حت بدايات‬
‫القرن الامس عشر اليلدي من أهها‪:‬‬

‫‪ -‬ما قام به المباطور البيزنطي ميخائيل الثامن ‪1282 – 1259‬م بالتعاون مع بابا روما‬
‫نيقول الثالث ‪1280 – 1277‬م والتحمس لذا المر‪ ،‬لكنها باءت بالفشل للمعارضة‬
‫الشديدة من بطريرك القسطنطينية الذي أصدر قرارا برمان المباطور ميخائيل الثامن‪ ،‬وأيّده‬
‫على ذلك بابا روما مارتن الرابع بقرار حرمان آخر للمباطور‪.‬‬

‫‪ -‬ماولة أخرى قام با المباطور البيزنطي مايكل فليولتوس أثناء مواجهته للك صقلية‬
‫شارل أونو حيث أرسل اعترافا إل البابا(*) جورج العاشر بسيادة الكنيسة(*) الغربية‪،‬‬
‫وبذلك نح المباطور ف فرض بطريرك(*) كاثوليكي شرقي يدعى جون بيكوس على رئاسة‬
‫كنيسة(*) القسطنطينية‪ ،‬وما إن مات المباطور حت رفض الجلس الرثوذكسي هذا‬
‫العتراف‪.‬‬
‫‪ -‬ومن آخر ماولت التوحيد ف تلك الفترة ما قام به الجمع الذي عقد ف فرارا ث فلورنس‬
‫امتدادا لجمع بال لواجهة نشاط العسكرية السلمية الت طوّقت القسطنطينية‪ ،‬وقد نح هذا‬
‫الجمع أن يقبل الرثوذكس معظم النقاط الت عرضها المباطور جون الثامن‪ ،‬ورغم توقيع‬
‫المباطور البيزنطي حنا السادس عليها إل أنا ل تتم للمعارضة الشديدة من الشعب وخدام‬
‫كنيسة القسطنطينية‪ ،‬بالضافة إل معارضة بطاركة كنائس السكندرية وأنطاكية وبيت‬
‫القدس‪.‬‬

‫‪ -‬ف منتصف القرن التاسع عشر ارتفعت من جديد نداءات التاد بي الكنيستي‪ :‬ففي عام‬
‫‪1848‬م وجّه البابا بيوس التاسع نداءه إل الكنائس الشرقية للتاد مع كنيسة روما إل أنه‬
‫ض كما رفض غيه من قبل‪.‬‬ ‫رُفِ َ‬

‫* ف عهد المي أيفان الول ‪1341 – 1328‬م أصبحت موسكو الركز الروحي لروسيا‬
‫بانتقال رئيس أساقفة(*) روسيا من كييف إل موسكو‪.‬‬

‫‪ -‬تتعت كنيسة روسيا بماية ملوك الغول‪ ،‬وعدم تدخلهم ف سياستها ما ضاعف من‬
‫نفوذها وثرواتا‪.‬‬

‫* ف مايو ‪1453‬م فتحت جيوش السلطان العثمان ممد الفاتح مدينة القسطنطينية‪ ،‬فأمّن‬
‫أهلهم وطمأنم على أنفسهم وأعراضهم‪ ،‬ومنحهم حق العتقاد وحرية مارسة الشعائر‬
‫والعبادات الاصة بم‪ ،‬وأعلن الكثي منهم إسلمهم‪ ،‬ومن ث أمر بتحويل كنيسة أجا صوفيا‬
‫إل مسجد‪ .‬ف الوقت نفسه اجتمع مع الساقفة وهدّأ من روعهم‪ ،‬وأمر بتنصيب بطريرك(*)‬
‫جديد‪ ،‬فانتخبوا جليارنوس الذي استقبله السلطان ممد الفاتح بفاوة وإكرام بالغ‪.‬‬

‫‪ -‬جعل السلطان بطريرك القسطنطينية رئيس النصارى الدين والدن‪ ،‬وجرى تقسيم الكنيسة‬
‫الرثوذكسية البلقانية إل وحدات قومية‪ ،‬أصبحت القسطنطينية مركزا لليونان‪ ،‬وأصبح‬
‫للصرب بطريركا خاصّا ف بيج بيوغسلفيا‪ ،‬والبلغار مطرانيتهم ف أوهريد‪ .‬أما سكان رومانيا‬
‫فكان لم مؤسسات دينية مشابة‪ ،‬وعهدت الكومة العثمانية للكنيسة بسلطة إدارة العديد من‬
‫الوظائف والهام الدينية والدنية‪ .‬وبذلك أصبحت الكنيسة(*) جزءا من الهاز الكومي‪.‬‬
‫وهكذا مارس بطريرك القسطنطينية سلطات أوسع من السلطات الت كانت مُخوّلة له عام‬
‫‪1588‬م ف الدولة البيزنطية‪ ،‬وجرت أعيادهم وعبادتم برية(*) أوسع تت حاية الدولة‬
‫العثمانية‪.‬‬

‫* استقلت الكنيسة الروسية ببطريركية مستقلة عام ‪1588‬م وأبطلت سيادة كنيسة‬
‫القسطنطينية عليها بعد فرار البطريرك(*) اليونان من القسطنطينية إل موسكو‪.‬‬

‫‪ -‬وف عام ‪1589‬م عي المباطور فيودا الول أول بطريرك روسي وحل بطاركة الشرق‬
‫على العتراف به عام ‪1593‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أصبحت الكنيسة الروسية ذات أهية خاصة بعد سقوط القسطنطينية ف أيدي العثمانيي‬
‫عام ‪1453‬م فقد اعتبت نفسها الركز القيقي والامية للرثوذكسية الصحيحة‪ ،‬وبذلك‬
‫أصبحت روما الثالثة‪ .‬يقول الراهب(*) فليوثيوس من باسكوف‪" :‬لقد سقطت الرومايان‬
‫(روما والقسطنطينية) وهذه روما الثالثة‪ ،‬ولن يكون هناك روما رابعة"‪.‬‬

‫‪ -‬ف أثناء حكم نيكون ‪1658 – 1652‬م انقسمت الكنيسة الروسية نتيجة لقتراح نيكون‬
‫بضرورة أن تتطابق الكنيسة الروسية ف أفكارها‪ ،‬ومعتقداتا الكنيسة(*) الغريقية‪.‬‬

‫‪ -‬ألغى بيتر العظيم عام ‪1721‬م البطريركية الروسية وتبن الذهب(*) البوتستانت‪.‬‬

‫‪ -‬ألغى المباطور بطرس الكب البطريركية الروسية مرة ثانية‪ ،‬وتول ممع السينودس القدس‬
‫إدارة الكنيسة ف السائل الدينية متفظا لنفسه وخلفائه برئاستها‪.‬‬

‫‪ -‬ف عام ‪1744‬م أصدرت بطريركية الكنيسة ف القسطنطينية مرسوما بتحري الاسونية‬
‫والنتساب إليها‪.‬‬

‫‪ -‬وف أيام المباطورة كاترين استولت الكومة على أملك الكنيسة الروسية واحتفظت‬
‫لنفسها بأمر تعليم الكهنة(*) وتعيينهم‪ .‬وقد استمر أثر هذه الجراءات حت عام ‪1917‬م‬
‫حيث الثورة(*) البلشفية الت أدخلت النصرانية(*) ف روسيا ف مرحلة جديدة منفصلة بذلك‬
‫عن الكنائس(*) الخرى‪ ،‬وانُتخِب أول بطريرك لا أثناء الرب العالية الثانية‪ ،‬وبالتال‬
‫أصبحت تعلن ولءها للحكومات الشيوعية وتؤكد سياستها ضد الغرب‪.‬‬

‫* استقلت الكنيسة اليونانية ف عام ‪1833‬م عن كنيسة القسطنطينية‪.‬‬

‫* ظهرت ف بلغاريا حركة تعمل على إصلح الكنيسة البلغارية برئاسة الب نيوفت بوزقيلي‪،‬‬
‫وبعد أن عينت الكومة العثمانية أساقفة(*) غي بلغاريي على الكنيسة البلغارية‪.‬‬

‫‪ -‬وف عام ‪1860‬م أعلن السقف غيلدبون مكاريو بولسكي استقلل الكنيسة البلغارية‪،‬‬
‫ووافقت السلطات العثمانية على ذلك‪ ،‬وأنشأت لم كنيسة خاصة ف استانبول تت رئاسة‬
‫مطران(*) وهيئة مساعدة خاصة بم‪.‬‬

‫‪ -‬وردّا على ذلك عقد ممع القسطنطينية عام ‪1873‬م بضور بطاركة القسطنطينية‬
‫وأنطاكية وأورشليم والسكندرية ليصدر قرارا برمان جيع النظام الكنسي البلغاري‪.‬‬

‫‪ -‬بعد سيادة الشيوعية ف دول شرق أوربا انضمت الكنيسة البلغارية والرومانية إل الكنيسة‬
‫الروسية مرة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬استقلت الكنيسة الرثوذكسية اليابانية عام ‪1939‬م عن الكنيسة الروسية الت ظلت تابعة‬
‫لا منذ تأسيسها عام ‪1860‬م على يد إرسالية أرثوذكسية روسية‪.‬‬

‫أهم الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫* تؤمن الكنيسة الرثوذكسية مثل باقي الكنائس الخرى بإله(*) واحد مثلث القانيم(*)‪:‬‬
‫الب(*)‪ ،‬البن(*)‪ ،‬الروح القدس(*) على حسب ما ورد ف قانون اليان النيقاوي ‪325‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كما تؤمن بربوبية وألوهية الرب والسيح(*) ف آن واحد على أنما من جوهر واحد‬
‫ومشيئة واحدة‪ ،‬ومتساويي ف الزلية‪ ،‬لكن كنيسة أورشليم الرثوذكسية اليونانية ومن يتبعها‬
‫تؤمن بأن السيح له طبيعتان ومشيئتان موافقةً لجمع كليدونية ‪451‬م‪.‬‬

‫‪ -‬يؤمن الرثوذكس بالزيادة الت أضيفت على قانون اليان النيقاوي ف ممع القسطنطينية‬
‫عام ‪381‬م الت تتضمن اليان بالروح القدس الرب الحيي والنبثق من الب وحده‪ ،‬فله‬
‫طبيعته وجوهره‪ ،‬وهو روح ال وحياة الكون ومصدر الكمة والبكة فيه‪.‬‬

‫‪ -‬يعتقد الرثوذكس القباط أن القانيم(*) الثلثة ما هي إل خصائص للذات اللية الواحدة‪،‬‬


‫ومتساوية معه ف الوهر والزلية‪ ،‬ومنّهة عن التأليف والتركيب‪ ،‬لكن الكنيسة(*)‬
‫الرثوذكسية اليونانية ومن تبعها تعتب أقنوم البن(*) أقل من أقنوم الب ف الدرجة‪ ،‬ولذلك‬
‫فهي عند اليونان مراحل انقلت فيها ال إل النسان‪.‬‬

‫‪ -‬اليان بتجسّد الله(*) ف السيد السيح(*) من أجل خلص البشرية من إث خطيئة آدم‪،‬‬
‫وذريته من بعده‪ ،‬فيعتقدون أنه وُلد من مري وصلب ومات فداءً لطاياهم‪ ،‬ث قام بعد ثلثة‬
‫أيام ليجلس على يي الرب ليحاسب اللئق يوم الشر‪.‬‬

‫* اليان بأن السيدة مري العذراء والدة الله‪ ،‬ولذا يوجبون تقديسها كما يقدسون القديسي‪،‬‬
‫واليقونات غي الجسمة‪ ،‬وذخائر القديسي‪ ،‬ويقدسون الصليب‪ ،‬ويتخذونه رمزا وشعارا‪.‬‬

‫* تؤمن الكنيسة(*) الرثوذكسية الصرية بالجامع السكونية السابقة على ممع كليدونية لعام‬
‫‪451‬م بينما تؤمن الكنيسة اليونانية ومن تابعها وكنيسة أورشليم الرثوذكسية بميع الجامع‬
‫السابقة على ممع القسطنطينية ‪869‬م‪.‬‬

‫* اليان بنصوص الكتاب القدس وبا يتضمنه من أسفار(*) التوراة(*) وأسفار النبياء‬
‫بالضافة إل باقي السفار الخرى‪ ،‬ولكنها تستخدم ف الطقوس الكنسية النموذج‬
‫البوتستانت الذي يشتمل على السفار المسة فقط‪ ،‬كما تؤمن بنصوص العهد الديد(*)‬
‫ورسائل الرسل على ما أقر ف ممع نيقية الول (‪325‬م)‪.‬‬
‫* العبادات والشعائر‪:‬‬
‫‪ -‬تؤمن الكنيسة الرثوذكسية بالسرار السبعة للكنيسة‪:‬‬
‫‪ -1‬سر العمودية(*)‪ -2 .‬سر اليون‪ -3 .‬سر القربان ‪ -4 .‬سر العتراف‪.‬‬
‫‪ -5‬سر مسحة الرض‪ -6 .‬سر الزواج ‪ -7 .‬سر الكهنوت‪.‬‬
‫‪ -‬الصلة‪ :‬يعتقد الرثوذكس بوجوب سبع صلوات‪ :‬صلة باكر‪ ،‬وتقال ف الفجر‪ ،‬والساعة‬
‫الثالثة وتقال التاسعة صباحا‪ ،‬وصلة السادسة‪ ،‬وتقال ظهرا‪ ،‬وصلة التاسعة وتقال حوال‬
‫الثالثة بعد الظهر‪ ،‬وصلة الغروب‪ ،‬وصلة النوم‪ ،‬وصلة نصف الليل وتقال على دفعات‪.‬‬
‫والصلة إما أن تكون فردية أو جاعية‪ ،‬وهي عبارة عن دعاء بيئة معينة‪ ،‬ول تستخدم اللت‬
‫الوسيقية ف الترانيم الكنسية‪ ،‬ول يقام فيها القداس يوميّا‪.‬‬

‫‪ -‬الصوم ‪ :‬وهو المتناع عن الكل حت الغروب‪ ،‬ولغي الستطيع أن يصوم على قدر طاقته‪،‬‬
‫ويعفى منه خس فئات‪ :‬الرضى‪ ،‬والرجل الشيخ‪ ،‬والرأة العجوز‪ ،‬والطفال أقل من اثنت عشر‬
‫سنة‪ ،‬والرأة الامل‪ ،‬والرضع ويكنهم أن يأكلوا تبعا لا رسه لم آباء الكنيسة(*) بالمتناع‬
‫عن اللحوم بأنواعها ومستخرجاتا‪ ،‬ويقتصر على ما تنبت الرض‪.‬‬

‫وأنواع الصوم عندهم سبعة‪:‬‬


‫الصوم الكبي السابق لعيد القيامة عندهم‪ ،‬والصوم السابق لعيد اليلد‪ ،‬صوم يونان‪ ،‬صوم‬
‫الرسل(*) بي عيد الماسي وعيد الرسل‪ ،‬صوم السيدة العذراء‪ ،‬صوم البمون‪ ،‬وذلك على‬
‫مدد متفاوتة لكل منها‪.‬‬

‫‪ -‬العياد‪ :‬تنقسم العياد ف الرثوذكسية إل ‪:‬‬


‫‪ -1‬أعياد سيدية كبى‪ -2 .‬أعياد سيدية صغرى‪ ،‬وللكنيسة(*) الصرية أعياد خاصة با مثل‬
‫أعياد القديسي والشهداء‪.‬‬

‫‪ -‬تتفل الكنيسة الرثوذكسية بعيد ميلد السيد السيح(*) ف اليوم السادس من شهر يناير‪.‬‬
‫* درجات الكهنوت‪ :‬الكنيسة الرثوذكسية كنيسة شعبية يقوم على رأسها البابا(*) أو‬
‫البطريرك(*)‪ ،‬ويرأس كل مموعة كنائس بطريركية ف البلد أو القليم‪ ،‬ويقوم بانبها ملس‬
‫مقدس كالجلس اللي ف مصر الذي يضم مطارنة وعلمانيي‪ ،‬وتشرف عليه الكومة الصرية‪.‬‬
‫ويتكون التنظيم الكهنوت للكنيسة من البطريرك‪ ،‬ث الطارنة(*)‪ ،‬ث الساقفة(*)‪ ،‬ث القمامصة‪،‬‬
‫ث القساوسة(*) ث الشمامسة(*) ول تعترف الكنيسة بسلطة بابا(*) روما ول بعصمته‪.‬‬

‫* الرهبنة(*)‪ :‬وهي سبع مقامات روحية‪ ،‬وتنقسم إل نوعي‪ :‬رهبنة فردية‪ ،‬رهبنة ديرية‪.‬‬

‫* الدين(*)‪ :‬تؤمن الرثوذكسية مثل باقي الكنائس بعالية النصرانية‪ ،‬كما تؤمن الكنيسة(*)‬
‫الرثوذكسية الصرية بضرورة بعث مياث الكنيسة القبطية(*) وإحياء القومية واللغة القبطية‪.‬‬
‫وينادي بطريرك الكنيسة الال شنودة الثالث بأن الكنيسة مؤسسة شاملة مكلفة بأن تقدم‬
‫حلولً لكل الشكلت وأجوبة على كل السئلة التصلة بالدنيا والدين(*)‪ ،‬ولذلك نشطت ف‬
‫عهده ف التنصي وإقامة الكنائس ف أفريقيا وغيها‪.‬‬

‫* تقبل زواج الكهنة(*) إذا تزوجوا قبل الدخول ف الرتب الكنسية‪ ،‬ول تسمح بزواج الكهنة‬
‫بعد وفاة الزوجة الثانية‪.‬‬

‫* تعمل الكنيسة الرثوذكسية الصرية على عرقلة تطبيق الشريعة السلمية(*) أو قصرها على‬
‫السلمي فقط‪ ،‬كما تسعى إل امتلك ناصية القتصاد الصري‪.‬‬

‫* تنح الكنيسة الوائز للمتزوجي ومساعدة من يريد الزواج منهم لزيادة نسلهم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫* الكتاب القدس بالضافة إل الجامع السكونية حت ممع كليدونية ‪451‬م بالنسبة للكنيسة‬
‫الصرية‪ ،‬وممع القسطنطينية بالنسبة للكنائس الرثوذكسية الخرى‪.‬‬

‫* الفلسفة(*) الفلطونية الديثة‪ ،‬والفلسفة الغنوصية(*)‪.‬‬


‫* الضارات القدية‪ :‬الصرية‪ ،‬اليونانية‪ ،‬الندية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫تنتشر الكنائس الرثوذكسية اليونانية ف الدول التالية‪ :‬تركيا‪ ،‬اليونان‪ ،‬روسيا‪ ،‬ودول البلقان‪،‬‬
‫وجزر البحر البيض‪ ،‬والجر ورومانيا‪ ،‬وتشرف كنيسة أنطاكية على بيت القدس‪ ،‬كما أن‬
‫لطور سيناء ف مصر كنيسة مستقلة تشرف على دير سانت كاترين ومطرانا هو الب رئيس‬
‫الدير‪.‬‬

‫* ينتشر نفوذ الكنيسة الصرية ف مصر حيث يبلغ إجال نصارى مصر بميع مذاهبهم‬
‫وطوائفهم ‪ %5.78‬من إجال السكان حسب الحصائيات الرسية بالتعاون مع عشر هيئات‬
‫ملية وعالية من بينها المم التحدة ويتبعها نصارى البشة والسودان حيث با أقدم الكنائس‬
‫التابعة لكنيسة السكندرية‪ .‬وف العصر الديث أسست الكنيسة الصرية عدة كنائس(*) تابعة‬
‫لا ف كل من ‪ :‬كينيا‪ ،‬وليبيا‪ ،‬الزائر‪ ،‬الكويت‪ ،‬العراق‪ ،‬المارات‪ ،‬دب‪ ،‬أبو ظب‪ ،‬البحرين‪،‬‬
‫بلد الشام‪ ،‬فلسطي‪ ،‬دير السلطان‪ ،‬الردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬أمريكا الشمالية‪ :‬كندا‪ ،‬استراليا‪ ،‬وبعض‬
‫دول أوروبا مثل ‪ :‬النمسا‪ ،‬وفرنسا‪.‬‬

‫* الرمن ‪ :‬تتفق كنيسة الرمن مع الكنيسة الرثوذكسية الصرية ف الفكار والعتقدات وإن‬
‫كان لا ترتيب كنسي خاص با‪.‬‬

‫* اليعقوبية‪ :‬تتفق مع الكنيسة الرثوذكسية الصرية ف اليان بالذهب(*) الونوفيزيت ف‬


‫القول بالطبيعة الواحدة للمسيح(*)‪ ،‬ويتواجد معظم أتباعها ف العراق‪ ،‬بينما يقيم بطريركهم‬
‫ف حص بسوريا‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫* اختلف أتباع الذهب(*) الرثوذكسي فيما بينهم ف أصل العقيدة وقانون اليان‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن الكنيسة اليونانية الرثوذكسية فضلً عن الكنيسة الغربية الكاثوليكية تكم بكفر(*)‬
‫وهرطقة الكنيسة الصرية‪.‬‬

‫* كان للفلسفة(*) الفلطونية الديثة‪ ،‬وللفكار الغنوصية(*) أثرُها على عقيدة الكنيسة‬
‫الرثوذكسية‪.‬‬

‫* كان للتلفيق بي تعاليم النصرانية والعقائد الوثنية(*) ف مصر وبلد الكنيسة الرثوذكسية‬
‫بزعم الترغيب ف النصرانية أثره البالغ ف انراف عقائد وأفكار الكنيسة‪.‬‬

‫* ظهرت القسوة والضطهاد بي أبناء اللة(*) الواحدة لحاولة السيطرة وفرض مذاهبهم‬
‫بالقوة مثل ما حدث بي أتباع الرثوذكسية البيزنطية وبي أبناء الكنيسة الصرية من‬
‫الضطهاد والتعذيب‪ ،‬وبي أتباع الكنائس الغربية سواء كانت كاثوليكية أو بروتستانتية أو‬
‫أتباع الرثوذكسية‪.‬‬

‫بالقارنة بالعاملة السنة من السلمي للنصارى‪ ،‬وإظهار ساحة وعدالة السلم كيف كان‬
‫لذلك دافعا قويّا للدخول ف دين(*) ال تعال أفواجا‪ ،‬ويتضح ذلك من مواقف عمرو بن‬
‫العاص رضي ال عنه‪ ،‬وسائر خلفاء الدولة السلمية مع النصارى‪ ،‬ومن مواقف السلطان‬
‫ممد الفاتح وسلطي الدولة العثمانية مع رعايا دولتهم من النصارى‪.‬‬

‫* كان لتحكّم المباطورية البيزنطية ف الكنيسة (*) وسياستها أثره البالغ على عدم‬
‫استقرارها وكثرة انرافاتا‪.‬‬

‫* تالف النصارى الرثوذكس مع الملت الصليبية ف سوريا ولبنان ومصر إبان الملة‬
‫الفرنسية والملة النليزية على مصر والشام‪ ،‬وبرزت شخصيات نصرانية متعصبة‪ ،‬ومتأثرة‬
‫بالدعاية الغربية الت أخذت تدعو ف مصر مثلً إل إحياء القومية واللغة القبطية(*)‪.‬‬
‫* الثر البالغ والبعيد الدى لدارس الحد ف تريج قيادات الكنيسة الصرية على اختلف‬
‫اتاهاتم الفكرية‪.‬‬

‫* ظهور التوجه السياسي للكنيسة القبطية وماولة التأثي ف السياسات الكومية با يوافق‬
‫مصالهم وخططهم‪ ،‬مستخدمة ف ذلك انتشار وزيادة نفوذ الكنيسة ف داخل وخارج مصر‪،‬‬
‫مستغلة العلقات الدولية والتجمعات القبطية ف الارج لتهيئة الرأي العام العالي ضد‬
‫السلمي‪ ،‬لكسب الزيد من التعاطف الدول لدعم قضاياهم الدينية والسياسية‪.‬‬

‫* اهتمام الكنيسة الصرية بالملت التنصيية ف داخل وخارج مصر مستخدمة ف ذلك‬
‫وسائل متعددة‪ .‬أما الكنيسة الرثوذكسية اليونانية ومن يتبعها فكانت جهودهم ضعيفة ف هذا‬
‫الانب نظرا للتحجيم الشيوعي لدور الكنائس ف روسيا ودول أوروبا الشرقية‪.‬‬

‫‪-----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬دائرة العارف السلمية‪ ،‬إصدار شركة سفي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬دائرة العارف – القاموس العام لكل فن ومطلب‪ ،‬العلم بطرس البستان‪ ،‬دار العرفة بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬موسوعة تاريخ القباط‪ ،‬زكي شنودة – مطبعة التقدم – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى‪ ،‬د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫‪-‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى – الضارة والنظم‪ ،‬د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مكتبة‬
‫النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى‪ ،‬السيد الباز‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى‪ ،‬د‪ .‬نسيم جوزيف يوسف‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الدولة البيزنطية‪ .‬د‪ .‬نسيم جوزيف يوسف‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة العثمانية والبلقان‪ ،‬د‪ .‬علي حسون‪ ،‬الكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬مصر من السكندر الكب حت الفتح العرب‪ ،‬مصطفى العبادي‪ ،‬مكتبة وهبة‪.‬‬
‫‪ -‬السلمون والقباط ف إطار الوحدة الوطنية‪ ،‬طارق البشري‪ ،‬اليئة العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪-‬الفتنة الطائفية ف مصر – جذورها‪ ،‬أسبابا‪ ،‬جال بدوي‪ ،‬الركز الدول للصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬القباط ف السياسة الصرية‪ ،‬مصطفى الفقي‪ ،‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الكنيسة القبطية‪ ،‬إيزيس حبيب‪ ،‬الصري‪ ،‬كنيسة مارجرجس‪.‬‬
‫‪ -‬قذائف الق‪ ،‬ممد الغزال‪ ،‬الكتبة العصرية‪.‬‬
‫‪ -‬خريف الغضب‪ ،‬ممد حسني هيكل‪ ،‬شركة الطبوعات العصرية‪.‬‬
‫‪ -‬يا أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء‪ ،‬د‪ .‬رؤوف شلب‪ ،‬مكتبة العتصام‪.‬‬
‫‪ -‬ماضرات النصرانية‪ ،‬ممد أبو زهرة‪ ،‬دار الفكر العرب‪.‬‬
‫‪-‬ما هي النصرانية‪ ،‬ممد تقي الدين العثمان‪ ،‬رابطة العال السلمي‪.‬‬
‫‪-‬السيحية نشأتا وتطورها‪ ،‬شارل جان بيي‪ ،‬ترجة د‪ .‬عبد الليم ممود‪.‬‬
‫‪-‬الفروق العقيدية بي الذاهب السيحية‪ ،‬القس إبراهيم عبد السيد‪ ،‬كنيسة مارجرجس‪.‬‬
‫‪ -‬الاسونية عقدة الولد‪ ،‬ممود الشاذل‪ ،‬مكتبة وهبة‪.‬‬
‫‪ -‬ملف الكنيسة الصرية‪ ،‬ممد مورو‪ ،‬مكتبة الختار السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفكر السيحي‪ ،‬حنا جرجس الضيي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬من أغمى فتيات مصر‪ ،‬أبو إسلم أحد عبد ال‪ ،‬بيت الكمة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الكاثوليك‬
‫التعريف‪:‬‬
‫أكب الكنائس(*) النصرانية ف العال‪ ،‬وتدعي أنا أم الكنائس ومعلمتهن‪ ،‬يزعم أن مؤسسها‬
‫بطرس الرسول‪ ،‬وتتمثل ف عدة كنائس تتبع كنيسة روما وتعترف بسيادة بابا(*) روما عليها‪،‬‬
‫وسيت بالكنيسة الغربية أو اللتينية لمتداد نفوذها إل الغرب اللتين خاصة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫* يدعي أصحابا بأن القديس بطرس ت ‪62‬م هو الؤسس الول لكنيستها على حسب ما‬
‫أشار إليه القديس سيبيان ‪258 – 248‬م مع أن مصادر التاريخ الكنسي تشي إل أن لكل‬
‫من بولس وبطرس دوره ف وجودها‪.‬‬

‫* أول من استعمل لفظ كاثوليك للدعوة لتأييد الكنيسة مقابل حركات(*) الروج على‬
‫مفاهيمها وعقائدها – الرطقة – أسقُف (*) أنطاكية القديس أغناطيوس النطاكي ف القرن‬
‫الثان اليلدي‪.‬‬

‫* منذ أن أسس قسطنطي مدينة القسطنطينية روما الديدة وبن فيها كنيستها أجاصوفيا‬
‫وجعلها تلي كنيسة روما ف الكانة‪ ،‬قام التنافس بي الكنيستي ف السيطرة على العال‬
‫السيحي(*)‪ ،‬الذي استمر إل أن ت النفصال الداري بينهما عام ‪869‬م بعد ممع‬
‫القسطنطينية‪ .‬وف خلل تلك الفترة وما يليها وقعت أحداث جسام‪ ،‬وبرز باباوات‬
‫وقديسون‪ ،‬كان لم أكب الثر ف تطور الكنيسة‪ .‬وفيما يلي أهم تلك الحداث وأبرز هذه‬
‫الشخصيات‪:‬‬

‫* تأكيد سيطرة الكنيسة الغربية‪:‬‬


‫‪ -‬اعترف ممع سرديكا عام ‪ 343‬أو ‪344‬م بق استئناف قرارات الجامع القليمية إل‬
‫أسقف روما‪ ،‬ما زاد من دعاوى روما بأنا الكم العلى للنصرانية‪.‬‬

‫‪ -‬يرجع الفضل إل البابا(*) داماسوس الول ‪384 – 366‬م ف ترجة النيل إل اللتينية‪،‬‬
‫كما رأس ممع روما عام ‪382‬م للرد على قرارات ممع القسطنطينية لعام ‪381‬م لتأكيد‬
‫صدارة روما الت تستمد مكانتها من وعد السيح(*) لبطرس الرسول بقوله‪" :‬وأنا أقول لك‬
‫أنت الصخرة‪ ،‬وعلى هذه الصخرة سأبن كنيست وأبواب الحيم لن تقوى عليها"‪.‬‬

‫‪ -‬البابا ليو الول ‪461 – 440‬م واللقب بليو العظيم حيث كان له دور بارز ف حاية روما‬
‫والفاظ عليها بعد سقوطها عام ‪410‬م ف يد الريوسيي – أتباع آريوس‪ -‬ويرجع إليه‬
‫الفضل ف تييز الكنيسة(*) الغربية بعقيدتا ف السيح من حيث أن له طبيعتي – الذهب‬
‫اللكان – بعد تصديه لصحاب مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح – الونوفيزتية – ف ممع‬
‫كلدونية عام ‪451‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أصدر المباطور فالنتيان سنة ‪455‬م مرسوما يقضي بضوع كل أساقفة(*) وموظفي‬
‫المباطورية للبابا‪ ،‬ما زاد ف نفوذ وثروات الكنيسة‪ ،‬وأقبل الناس على الدخول ف الكنيسة‬
‫بأعداد كبية تطلعا للمكانة والكسب الادي‪.‬‬

‫* كان لعتناق المباطور كلوفس النصرانية‪ ،‬وتعميده(*) على العقيدة الكاثوليكية عام‬
‫‪496‬م أكب الثر ف اعتناق الفرنة السالي – أحد الطوائف الرمانية – للمذهب(*)‬
‫الكاثوليكي‪.‬‬

‫* ف ‪ 6‬أغسطس سنة ‪525‬م قرر المباطور ثيودريك تسليم جيع الكنائس الكاثوليكية‬
‫للريوسيي‪ ،‬ردّا على حلة المباطور جستنيان ف الدولة البيزنطية ضد الريوسي‪ .‬فأنزل‬
‫الضطهاد والتعذيب على الكاثوليك‪ ،‬وسجن ف هذه الفتنة البابا(*) يوحنا الول عام‬
‫‪525‬م‪.‬‬

‫· العصور الظلمة‪:‬‬
‫ويطلقها مؤرخو النصرانية على الفترة من تولّي البابا جرجوري الول عام ‪590‬م حت تول‬
‫شارلان المباطورية ‪840 – 800‬م حيث شهدت العديد من الصراعات والنشقاقات الت‬
‫أدت إل النيار السياسي والنطاط العلمي والثقاف للنصرانية‪ .‬وإن تيزت بقوة التبشي‬
‫النصران‪ ،‬بالضافة إل شروق شس السلم من جبال فاران (بكة الكرمة) عام ‪610‬م حت‬
‫عمت أشعتها نصف العال‪ ،‬وأخضعت العديد من المالك النصرانية ف مصر وأفريقيا‬
‫والندلس وصقلية ودول الشام وإيران‪ ،‬ومن أبرز شخصيات هذا العصر‪:‬‬

‫‪ -‬البابا(*) جرجوري الول ‪604 – 590‬م‪ :‬الذي يلقب بريوري العظيم‪ ،‬لهتمامه البالغ‬
‫بتطوير الكنيسة(*) وإصلحها‪ ،‬متأثرا ببادئ وأصول الديرة البندكتية الت نشأ فيها‪ .‬بالضافة‬
‫إل اهتمامه بالنواحي السياسية والدارية‪ ،‬والدعوة للنصرانية حت امتد نفوذ الكنيسة ف عهده‬
‫إل أفريقيا وغاليا – فرنسا‪ -‬ودخلت أسبانيا وإنلترا ف النصرانية بعد بعثة القديس أوغسطي‬
‫عام ‪597‬م‪ ،‬وقد أصبحت الكنيسة ف عهده أشبه بالكومة الدنية العلمانية‪ ،‬وبذلك استطاع‬
‫فرض سيادة البابوية على الساقفة(*) الشرقيي ف النواحي القضائية با فيهم بطريرك(*)‬
‫القسطنطينية‪ ،‬فحقق بذلك للبابوية قسطا من السمو ل يسبق إليه ما كان لذلك الثر البالغ ف‬
‫تذكية الصراع بي البابوية والمباطورية‪.‬‬

‫· القرون الوسطى ‪:‬‬


‫وتطلق على الفترة مابي ‪1521 – 800‬م الت اتسمت بكثرة الروب الهلية‪ ،‬والت دامت‬
‫طويلً بي البابوية والمباطورية‪ ،‬واتسمت بظهور حركات(*) الروج على مبادئ الكنيسة‬
‫فيما و َسمَتها الكنيسة بالرطقة‪ ،‬ولذلك توسعت ف استخدام ماكم التفتيش ضد هذه‬
‫الركات‪ ،‬وضد الصوات النادية بالصلح الكنسي‪ .‬وف تلك الفترة أيضا كانت بداية‬
‫الروب الصليبية‪ ،‬بالضافة إل فتح السلمي للقسطنطينية عام ‪1453‬م ويكن تقسيم أهم‬
‫أحداث الكنيسة(*) الكاثوليكية خللا إل‪:‬‬
‫‪ -‬العهد فيما بي شارلان وجريوري السابع ‪1073 – 800‬م‪ :‬وفيه ازدهرت البابوية‪،‬‬
‫حيث اعتب شارلان التوّج من البابا ليو الثالث ‪800‬م نفسه حاميا للبابوية‪ ،‬وأنه رأس الكنيسة‬
‫والدولة معا‪ ،‬فأصبح يعي الساقفة(*) ويتول رئاسة الجامع الرئيسية الت يدعو إليها‪،‬‬
‫بالضافة إل تشريعه للقواني اللزمة للكنيسة – القانون الكنسي(*) – كما اهتم بإصلح‬
‫الدارس الدينية‪ ،‬ورفع مستوى رجال الدين الثقاف؛ فظهرت لذلك نضة علمية واسعة ف‬
‫عصره‪ ،‬إل أن الصراع مع البابوية تدد مرة أخرى لرغبة البابا ليو الثالث ف التخلص من‬
‫سيطرة المباطور‪ ،‬لكنه ل يفلح ف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬الشقاق العظيم‪ :‬والراد به الختلف الكبي الذي أدى إل النفصال النهائي للكنيسة‬
‫الشرقية والرثوذكسية عن الكنيسة الغربية الكاثوليكية‪ ،‬بعد ماولة البابا ليو التاسع ‪1054‬م‬
‫فرض عقائد وأفكار الكنيسة الغربية على الشرق‪ ،‬الت رفضها بطريرك(*) القسطنطينية‬
‫ميخائيل كيولريوس المر الذي فجّر ما بينهما من اللفات القدية حول انبثاق روح‬
‫القدس(*)‪.‬‬
‫‪ -‬العهد فيما بي البابا(*) جريوري السابع والبابا بويفيس ‪1294 -1073‬م‪ :‬كان للبابوية‬
‫ف هذه الفترة دورها الكبي ف تقرير تاريخ أوروبا كما كان لا ف السابق‪ ،‬وذلك بعد سلسلة‬
‫من الصراعات بي البابوية والمباطورية الت عقد من أجلها اللتران الول عام ‪1112‬م‬
‫والثان عام ‪1139‬م الذي أعلن فيه البابا أنوسنت الثان ‪1143-1130‬م أن البابا له السيادة‬
‫العليا على جيع الكام العلمانيي‪ .‬وما انتهى هذا الصراع ف هذه الرحلة إل بعد توقيع الصلح‬
‫بي البابوية والمباطور فردريك ‪1177‬م‪ .‬ومن أهم أحداث هذه الفترة انطلق الملت‬
‫الصليبية الت دعا إليها البابا جريوري السابع عام ‪1074‬م‪ .‬وقد أعلن عن بداية هذه‬
‫الملت البابا أوربان الثان ف ممع كليمونت عام ‪1095‬م‪ ،‬ول يكتب هذه الملت‬
‫النصر إل ف الملة الول ث انكسرت شوكتهم بعد ذلك‪ .‬كما شهدت تلك الفترة ظهور‬
‫حركات(*) الرطقة ضد الكنيسة(*)‪ ،‬ومنها حركة الارسونية(*) الت تُمثل أكب بدعة(*)‬
‫ناهضت الكنيسة ف تلك الفترة‪ ،‬بالضافة إل سقوط القسطنطينية على يد الملة الصليبية‬
‫الرابعة ‪1453‬م بالضافة إل تقني القانون الكنسي(*)‪.‬‬

‫‪ -‬العهد بي البابا بونيفيس الثامن إل عهد الصلح ‪1517 – 1294‬م‪ :‬وهذه القبة‬
‫التاريية تثل أخر فترات القرون الوسطى ف أوروبا‪ ،‬وفيها اشتد الصراع بي البابوية‬
‫والمباطورية الت عملت على تفتيت قوة ونفوذ البابوية إل أن ت إضعافها تت ضربات‬
‫حركات الصلح التتالية‪ ،‬وتأسيس كنيسة(*) البوتستانت – العترضي‪ .‬ومن أهم الحداث‬
‫الكنيسية ف تلك الفترة‪ :‬فشل حركات الصلح الكنسي لتواطؤ البابا مارتن الامس والبابا‬
‫أبو جينوس الامس ‪1447 – 1417‬م على إجهاض حركات الصلح تقيقا لطماعهم‬
‫الشخصية‪ .‬كما شهدت تأسيس عدد من المعيات(*) الرئيسية لساعدة الكنيسة ضد‬
‫حركات الروج عليها‪ ،‬وإمدادها بأتباع ملصي مثل‪ :‬اليسوعيي عام ‪1534‬م‪ .‬والخوان‬
‫الفرنسيسكان والخوان الدومينكان‪.‬‬

‫* ممع ترنت ‪1563 – 1542‬م‪ :‬الذي عقد على أثر ثورات الصلح الت عل صوتا بعد‬
‫إعدام حناهس الت من أبرزها ثورة(*) مارتن لوثر الت ساندتا الكومة والشعب اللان‪ .‬وف‬
‫الوقت نفسه كان ف سويسرا ثورة أخرى بقيادة الرخ زونلي‪ ،‬ليعارض الكنيسة(*) ويؤيد‬
‫دعوة لوثر‪ ،‬فعُقِد ممع ترنت ليقرر عدم قبول آراء الثائرين‪ ،‬ويقضي بحاكمة لوثر أمام‬
‫مكمة التفتيش‪ ،‬ث ليصدر البابا(*) ليو العاشر قرارا برمانه من القوق الدنية والرئيسية‬
‫والقانونية‪ ،‬ليظهر بعد ذلك معارض ثالث ف فرنسا‪ :‬جون كلفن ‪1564-1509‬م الذي‬
‫هرب إل سويسرا لينشر مبادئ مارتن لوثر ويمع حولا النصار‪ ،‬وتؤيده ف ذلك بعض‬
‫الدول؛ ليتقلص نفوذ الكنيسة(*) الغربية – الكاثوليكية‪ -‬وتنفصل عنها كنيسة جديدة –‬
‫البوتستانتية – لتزيد من الفرقة والشقاق ف العال النصران(*)‪ ،‬ولتشتعل الروب الطاحنة بي‬
‫الكنيستي لعدة سنوات الت ذهب ضحيتها خلق كثي‪ ،‬حت أمكن التوصل إل صلح – صلح‬
‫أوجزبرج – سنة ‪1555‬م على أساس إقرار مبدأ إسيبي الول سنة ‪1526‬م القائل‪ :‬بأن لكل‬
‫أمي الق ف اختيار الذهب(*) الذي يريد سريانه ف إمارته‪ .‬وهكذا غربت شس الكنيسة‬
‫الكاثوليكية‪ ،‬وتقلّص سلطانا؛ إذ أصبح بقدور كل دولة الروج على سلطة البابا(*)‪.‬‬
‫* ممع روما ‪1769‬م‪ :‬ف هذا الو العاصف بالركات الثائرة على الكنيسة عُقد هذا الجمع‬
‫ليحدث مزيدا من النشقاق داخل الكنيسة بسبب تقريره عصمة البابا‪ ،‬لتظهر جاع من‬
‫الخالفي للقرار‪ ،‬سوا أنفسهم بالكاثوليك القدماء‪.‬‬
‫* موقف الكنيسة من العلم والعلماء‪ :‬ما إن ظهرت ف أوروبا بوادر النهضة العلمية التأثرة‬
‫بضارة السلمي ف الندلس بعد ترجة العلوم السلمية واليونانية إل اللتينية‪ ،‬وبرز عدد من‬
‫العلماء الذين بينوا بطلن آراء الكنيسة(*) العلمية وباصة ف الغرافيا والفلك‪ ،‬حت تصدت‬
‫لم الكنيسة استنادا على ما ورد ف الصحاح الامس من إنيل يوحنا‪" :‬إن كان أحد ل‬
‫يثبت ف يطرح خارجا كالغصن فيجف‪ ،‬ويمعونه ويطرحونه ف النار فيحترق"‪ .‬ولذلك‬
‫استخدمت ضدهم الرقابة على الكتب والطبوعات لئل يذيعوا آراءً مالفةً للعقيدة‬
‫الكاثوليكية‪ ،‬وتوسعوا ف تشكيل ماكم التفتيش ضدهم‪ ،‬وقد حكمت تلك الحاكم ف الفترة‬
‫من ‪1499-1481‬م على تسعي ألفا وثلثة وعشرين شخصا بأحكام متلفة‪ ،‬كما أصدرت‬
‫قرارات ترّم قراءة كتب جاليليو وجيوردا نويرنو‪ ،‬وكوبرنيكوس‪ ،‬ونيوتن لقوله بقانون‬
‫الاذبية الرضية‪ ،‬وتأمر برق كتبهم‪ .‬وقد أحرق بالفعل الكاردينال(*) إكيمنيس ف غرناطة‬
‫ثانية آلف كتاب مطوط لخالفتها آراء الكنيسة(*)‪.‬‬

‫· الكنيسة ف عصر النهضة‪:‬‬


‫‪ -‬ف النصف الثان من القرن السابع عشر‪ ،‬ازداد غضب الناس والعلماء والفلسفة من سوء‬
‫سلوك رجال الكنيسة(*)‪ ،‬ومن الرقابة الت فرضوها على الطبوعات‪ ،‬وتوسّعهم ف استخدام‬
‫ماكم التفتيش‪ ،‬ومبالغتهم ف القسوة والتعذيب ضد الخالفي والعلماء‪ ،‬ما أثار الفلسفة من‬
‫أمثال ديكارت وفولتي‪ ،‬الذين وجّهوا سهام النقد إل الكنيسة وآرائها‪ ،‬ودعوا إل إعلء‬
‫العقل(*) مقابل النصوص الرئيسية‪ ،‬بفرض أن العقل يستطيع إدراك القائق العلمية‪ ،‬والي‬
‫والشر‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1790‬م أصدرت المعية الوطنية الفرنسية قرارات قاصمة لظهر الكنيسة حيث‬
‫ألغت العشور الكنسية‪ ،‬وصادرت أموالا‪ ،‬وأجبت رجال الكنيسة على الضوع للدستور‬
‫الدن‪ ،‬وأخذت تعي رجال الكنيسة بدلً من البابا(*)‪ ،‬بالضافة إل إغلق الدارس التابعة‬
‫للكنيسة‪ ،‬وتسريح الرهبان(*) والراهبات‪.‬‬

‫‪ -‬ف سبيل حفاظ البابا جريوري السادس عشر على مكانته بعد هذه القرارات أصدر البابا‬
‫عدة منشورات يدين فيها حركة(*) الرية(*) السياسية‪ ،‬والرية القتصادية‪ ،‬على أنا تمل‬
‫مضامي تالف الدين(*) السيحي‪.‬‬

‫‪ -‬جاء القانون الذي أقرّته الكومة الفرنسية ‪1905‬م بفصل الدين(*) عن الدولة على أساس‬
‫التفريق بينهما وإعلن حياد الدولة تاه الدين‪ ،‬كقاصمة أخرى شجعت العارضي للكنيسة‬
‫على نقد نصوص الكتاب القدس والكنيسة برية‪ ،‬كما أجب هذا القانون رجال الكنيسة على‬
‫أن يقسموا يي الولء والطاعة للشعب واللك والدستور الدن الديد‪ .‬وقد امتدت هذه‬
‫القرارات حت شلت دول أوروبا‪ ،‬لينتهي بذلك دور الكنيسة(*) ف ماولة السيطرة على‬
‫السياسة‪ ،‬ولتنوي داخل الدران‪ ،‬لتمارس الوعظ والترانيم على النغام الوسيقية‪.‬‬

‫· الكنيسة والاسونية‪:‬‬
‫‪ -‬تنبه رجال الكنيسة إل شرور الركات(*) السرية بعد أن رأوا أن معظم رجال تلك‬
‫الركات أعضاء ف المعيات والندية الاسونية‪ ،‬ويعتب البابا(*) تليمنوس الثان عشر أول من‬
‫تصدى لم وكشف زيفهم ف مؤتر ‪28/4/1738‬م ث تبعه البابا بندكتوس الرابع عشر‪،‬‬
‫والبابا بيوس السابع‪ ،‬والبابا أوربان الذي أصدر قرارا بالباءة من الاسونية‪.‬‬

‫‪ -‬كان موقف البابا بيوس العاشر من أقوى تلك الواقف ف التصدي للماسونية ف العصر‬
‫الاضر وذلك بعد رفضه ماولة مؤسس الصهيونية تيودر هرتزل عام ‪1903‬م ف كسب‬
‫موافقة الفاتيكان(*) للستيطان ف فلسطي‪ ،‬كما رفض مبدأ قيام دولة لليهود ف فلسطي‪،‬‬
‫والستيلء على القدس‪ ،‬إل أن اليهود استطاعوا بعد تغلغلهم ف النصرانية تنصيب أحد‬
‫عملئهم البابا بولس السادس الذي ما إن جلس على كرسي البابوية حت غيّر موقف‬
‫الفاتيكان من الاسونية واليهود‪ ،‬حيث أعطى ف ديسمب ‪1965‬م الق للكهنة(*) ف إلغاء‬
‫الرمان عن الكاثوليك الذين انضموا إل الاسونية‪ .‬بل عقد ممعا ف الفاتيكان ليعلن براءة‬
‫اليهود من دم السيح(*)‪ ،‬ضاربا بنصوص الكتاب القدس وقرارات الجامع والباباوات‬
‫السابقي له عرض الائط متابعا لرأي الكاردينال(*) بيا اليهودي الصل‪ .‬وقد عارضه ف ذلك‬
‫الكاردينال الكاثوليكي الفرنسي مارسيل ليفيفر بقوله‪" :‬لقد زج الجمع السكون الكنيسة(*)‬
‫للثورة(*)‪ .‬ومن هذا الزواج السفاح ل ييء غي أبناء الزنا‪ ."..‬وف أثناء زيارة البابا بولس‬
‫السادس للقدس عام ‪1964‬م أعلن اعترافه بدولة اليهود ف فلسطي الحتلة‪.‬‬

‫· الكنيسة ف خدمة الستعمار الغرب‪:‬‬


‫‪ -‬مع إقرار الكنيسة بفصل الدين(*) عن السياسة داخل أوروبا‪ ،‬فإن ملس الكنائس العالي‬
‫يقرر ف مؤتر سالونيك باليونان عام ‪1956‬م‪" :‬أن السياسة هي الجال الذي يتحتم على‬
‫الكنيسة ف دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللتينية أن تعمل فيه‪ ،‬وأن على الكنائس أن تراقب‬
‫خطط التنمية ف تلك الدول لتميز بي ما يتفق مع إرادة ال – الزراعة والفلحة فقط – وبي‬
‫عمل الشيطان – الصناعة والتقدم العلمي – لتعلن للقوم أين يقف ال‪ ،‬ومن أين يطل‬
‫الشيطان"‪ ،‬ويقرر ف مؤتر نيودلي عام ‪1961‬م‪" :‬إن على الكنيسة أن تكون متأهبة للصراع‬
‫مع الدولة ف أي وضع وتت أي نظام سياسي" وما ذلك إل لتسخي تلك الشعوب‬
‫ومقدراتا‪ ،‬وضمان تبعيتها باستمرار للمستعمر الغرب؛ حيث تشيع بينهم أن التقدم القتصادي‬
‫وارتفاع مستوى العيشة سيأت دائما معه بكثرة الطايا والشرور‪.‬‬

‫· بعث المة الكاثوليكية‪:‬‬


‫البابا(*) الال للفاتيكان(*) يوحنا بولس الثان (‪ )…-1978‬الكاردينال(*) كارول‬
‫البولندي الصل الذي يتميز عن غيه بأنه رجل تنظيم وسياسة‪ .‬ولذا فإنه يتبن فكرة بعث‬
‫المة الكاثوليكية من خلل إياد حكومة عالية أو إمباطورية مقدسة‪ ،‬الت ل تكون إل من‬
‫خلل تقيق وحدة القارة السيحية(*) الوروبية وبناء أوروبا جديدة على القواعد النصرانية‪،‬‬
‫ما لبد فيه من حدوث صراع سياسي ومال وربا عسكري‪ ،‬وأن مهمة الفاتيكان فيه هو تيئة‬
‫الجواء لكسب هذا الصراع التمي مع التجمعات اليدلوجية(*) الخرى‪ .‬والبابا متأثر ف‬
‫ذلك بأفكار حركة(*) النشأة اللية (‪ )Opos Dei‬والقاضية بأنه بالكم والال وحدها‬
‫تتحقق المال‪ ،‬ويدث التغيي‪ .‬كما يراهن البابا يوحنا بولس الثان على أن قارة أفريقيا‬
‫ستصبح قارة نصرانية عام ‪2000‬م وف سبيل ذلك فإنه يقوم با يزيد على أربع رحلت‬
‫سنويّا‪ ،‬وياول التقارب وإياد أرضية عمل مشترك مع الطوائف النصرانية الخرى رغم ما‬
‫بينهم من خلفات جذرية‪.‬‬

‫‪ -‬أعلنت لنة الفاتيكان(*) للعلقات مع اليهود براءة جديدة لليهود من دم السيح(*) ف ‪24‬‬
‫يونيو ‪1985‬م ونشرتا ملة أوبسي فاتوري رومانو لسان حال الفاتيكان ف عددها الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪1985‬م‪ ،‬وذلك بناءً على توجيهات البابا(*) يوحنا بولس الثان‪ .‬كما‬
‫دعت تلك الوثيقة إل عدم اعتبار اليهود شعبا منبوذا أو معاديا للمسيح‪ .‬على أن السيح نفسه‬
‫كان يهوديّا وسيظل يهوديّا‪ ،‬ولذلك فهي تؤكد أيضا أن أرض فلسطي الحتلة هي أرض‬
‫أجداد اليهود‪ ،‬كما تدعو إل ترك الفهوم التقليدي للشعب العاقب كما ف نظر النصرانية لنه‬
‫يبقى ف النهاية الشعب الختار‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬

‫* اللوهية‪ :‬تؤمن الكنيسة(*) الكاثوليكية مثل باقي الكنائس الخرى بإله(*) واحد مثلث‬
‫القانيم(*)‪ :‬الب(*)‪ ،‬البن (*)‪ ،‬الروح القدس(*)‪ ،‬على حسب ما ورد ف قانون اليان‬
‫النيقاوي لعام ‪325‬م كما تؤمن بأن للمسيح(*) طبيعتي بعد التاد‪ :‬إحداها لهوتية‪،‬‬
‫والخرى ناسوتية‪.‬‬

‫* يؤمن الكاثوليك با أقر ف ممع القسطنطينية الرابع عام ‪869‬م من أن الروح القدس منبثق‬
‫من الب والبن معا‪.‬‬
‫* القانيم(*)‪ :‬يعتقد الكاثوليك أن أقنوم البن أقل من أقنوم الب ف الدرجة‪ ،‬وأن القانيم ما‬
‫هي إل مراحل انقلب فيها ال إل النسان‪ ،‬ولذا فهي ذوات متميزة يساوي فيها السيح(*)‬
‫الب حسب لهوته(*) وهو دونه حسب ناسوته(*)‪ ،‬كما ينص على ذلك قانون اليان‬
‫الثناسيوسي‪.‬‬

‫* التجسد والفداء‪ :‬اليان بتجسّد ال‪ -‬تعال عن قولم – ف السيد السيح من أجل خلص‬
‫البشرية من إث خطيئة آدم وذريته من بعده‪ ،‬فيعتقدون أنه وُلد من مري وصلب ومات فداءً‬
‫لطاياهم‪ ،‬ث قام بعد ثلثة أيام ليجلس على يي الرب ليحاسب اللئق يوم الشر‪.‬‬

‫* السيدة مري واليقونات‪ :‬يقدسون السيدة مري والقديسي والقديسات‪ ،‬واليقونات‬


‫الجسمة والصورة مع الشادة بالعجزات‪.‬‬

‫* اللام‪ :‬تؤمن الكنيسة الكاثوليكية باللام كأحد مصادر العرفة والوحي(*) الستمرة‪.‬‬

‫* الصليب‪ :‬يقدسون الصليب ويتخذونه شعارا‪.‬‬

‫* الكتاب القدس‪ :‬تؤمن الكنيسة الكاثوليكية بنصوص الكتاب القدس وبا يتضمنه من‬
‫التوراة(*) وأسفار النبياء وبالعهد الديد(*) ورسائل الرسل(*) على ما أقر ف ممع نيقية‬
‫الول‪.‬‬

‫* أسرار الكنيسة(*)‪ :‬يؤمن الكاثوليك بمارسة سر العتراف مرة واحدة ف السنة‪ ،‬وكذلك‬
‫سر التناول ف عيد الفصح‪ ،‬كما يستعملون الفطي ف العشاء الربان(*) بدلً من البز‬
‫الختمر‪ ،‬والعمودية(*) ل تتم إل بالرش ل بالتغطيس ثلثا وتكون من الكاهن(*) أو بالصبغة‬
‫بدم الشهيد ف سبيل اليان فقط‪ ،‬والسح باليون القدس يوز تأخيه عن التعميد(*) للقاصر‬
‫حت يبلغ سن الرشد‪ ،‬ول يسح بالزيت القدس إل لن شارف على الوت‪ ،‬ويرم الطلق ف‬
‫جيع الحوال حت ف حالت الزنا‪ ،‬وقد انفردت الكنيسة الكاثوليكية بسر ثامن عن الكنائس‬
‫الخرى أل وهو عصمة البابا(*) عن ارتكاب العاصي والثام‪.‬‬
‫* الياة الخرى‪ :‬يعتقد الكاثوليك أنه يوجد بعد الوت مكان ثالث يسمى الطهر تُعتقل فيه‬
‫النفوس الت ل تصل إل درجة النقاوة الكاملة‪ ،‬وتظل تُعذّب حت تطهر با بقي عليها من‬
‫الدين للعدل اللي‪ ،‬وعندئذ يسمح لا بدخول اللكوت‪.‬‬

‫* خلق أفعال العباد‪ :‬وأن كل ما خلقه ال تعال حسن وإنا الشر من خلق العباد‪.‬‬

‫* تبيح أكل الدم والنخنقة على خلف قرارات ممع الرسل الول ف أورشليم ‪55-51‬م‬
‫ويوز للرهبان(*) أكل دهن النير‪ ،‬ولبس الساقفة(*) الوات ف أصابعهم‪ ،‬كما يوز‬
‫للكهنة(*) حلق لاهم على عكس الرثوذكس‪.‬‬

‫* القداس‪ :‬القداس مور العبادة والياة الروحية على أنه يقام يوميا‪.‬‬

‫* الصلة والصيام‪ :‬الصلة الفردية أساسية ف الدين(*) على أن للصلة طرقا عديدة‪ ،‬وينبغي‬
‫أن تقترن بشيء من التقشّف‪ ،‬والصيام الفروض هو الصوم الكبي السابق لعيد الفصح‪ ،‬وجعل‬
‫صوم المعة والسبت فقط عبارة عن النقطاع عن أكل اللحوم‪ .‬كما فرض أيضا صوم‬
‫الزمنة الربعة فيما يعرف بصوم البارامون (أي الستعداد للحتفالت) وهي السابقة لعياد‬
‫اليلد‪ ،‬والعنصرة وانتقال العذراء وجيع القديسي‪ .‬ويوجد خلف بي الكنيسة(*) اللتينية‬
‫وطوائف الكنيسة الكاثوليكية الشرقية ف قواعد الصوم‪.‬‬

‫* الطقوس ‪ :‬تتميز باستعمال اللغة اللتينية‪ ،‬والبخور‪ ،‬والصور‪ ،‬والتقوي الاص با‪.‬‬

‫‪ -‬للكنيسة الكاثوليكية عدة طقوس إل جانب الطقوس الرومانية‪ ،‬هناك من يستعمل الطقوس‬
‫الشرقية مثل الروم الكاثوليك‪ ،‬جنوب إيطاليا‪ ،‬والوارنة والسريان الذين يتبعون الطقس‬
‫النطاكي‪ ،‬وهناك كاثوليك أقباط وأحباش يستمسكون بالطقس القبطي‪.‬‬

‫* التنظيم الكهنوت "الكليوس"‪ :‬يدير البابا(*) الكنيسة(*) بواسطة كرادلة(*) ف روما‬


‫ومطارنة(*) ف جيع أناء العال‪ .‬تنقسم الكنيسة عند الكاثوليك إل أبروشيات(*) على رأس‬
‫كل أبروشية مطران يعينه البابا‪ ،‬وف كل أبروشية عدة كنائس يديرها كهنة رعاة لدمة أبناء‬
‫الكنيسة‪.‬‬

‫‪ -‬البابا‪ :‬كما تعتقد أن السيد السيح(*) أقام بطرس نائبا على الرض ورئيسا على الرسل‬
‫ورأسا للكنيسة‪ ،‬وعلى ذلك فالبابا ف روما هو خليفة بطرس ورأس الكنيسة من بعده‪،‬‬
‫ومرشدها العلى لميع الكاثوليك ف العال‪.‬‬
‫ونظرا لعتقادهم بعصمة البابا فإن الغفرة حق من حقوق الكنيسة تعطيها لن تشاء‪.‬‬

‫‪ -‬الماعات الدينية الكونة من الرهبان(*) والراهبات تضع لبابا روما عن طريق رؤسائها‬
‫الوجودين ف روما‪.‬‬

‫‪ -‬يدرس الكهنة(*) قبل اضطلعهم بهمتهم العلوم الدينية خس أو ست سنوات ويدربون ف‬


‫معاهد دينية خاصة‪ ،‬ول يتزوج رجال الدين إل القليل منهم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقدية‪:‬‬


‫* نصوص الكتاب القدس‪ ،‬بالضافة إل الجامع السكونية والقليمية أو الحلية الت أيدت‬
‫عقيدة الكنيسة‪.‬‬
‫* الديانات الوثنية(*)‪:‬الجوسية(*)‪ ،‬البوذية‪ ،‬الرومانية‪ ،‬الصرية القدية‪.‬‬
‫* الفلسفة(*)الفلطونية الديثة‪ ،‬الفلسفة الغنوصية(*)‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫* تنتشر ف أوروبا‪ :‬إيطاليا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬لتوانيا‪ ،‬بولندا‪ ،‬سلوفاكيا‪ ،‬الجر‪ ،‬كرواتيا‪ ،‬بلجيكا‪،‬‬
‫أسبانيا‪ ،‬البتغال‪ ،‬أيرلندا‪ ،‬كندا الفرنسية‪ ،‬أمريكا اللتينية‪ ،‬الفلبي‪ ،‬وجنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫وهناك أقليات ف الوليات التحدة المريكية‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وألانيا‪ ،‬وبعض دول أفريقيا‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫* أن التأمل ف تاريخ الكنيسة الكاثوليكية لَيجِد أنه كان لا دور كبي ف أحداث تاريخ‬
‫أوروبا بختلف مراحله‪.‬‬
‫* كان للصراع مع الكام واللوك أثره ف ظهور عقائد جديدة ف الكنيسة ل تكن من قبل‬
‫مثل‪ :‬سو مكانة البابوية والكنيسة الغربية‪ ،‬وعصمة البابا(*) عن ارتكاب الثام والعاصي بزعم‬
‫أن روح القدس(*) ينطق من فِيِه – على ما أقر ف ممع روما عام ‪1769‬م السر الثامن(‪.)1‬‬

‫· ونظرا لتباع الوى وترك التشريع للرجال والجامع ظهر التضارب ف آراء الكنيسة(*)‬
‫والنقسام ف صفوفها‪ ،‬فما يُقر ف ممع يُنقض ف آخر‪ ،‬وف كلتا الالتي يأخذ صفة الكم‬
‫اللي‪ ،‬ففي فترات سيطرة رجال الكنيسة على مقاليد الكم تستند إل أقوال القديس‬
‫أغسطس القاضية بأن تضع سلطة الدولة لسلطة الكنيسة الت تثل مدينة ال‪ .‬وف فترات‬
‫الضطهاد تظهر دعاوى فصل الدين(*) عن الدولة مثلما جاء ف رسالة هوزيوس أسقف(*)‬
‫قرطبة للمباطور قسطنطيوس عام ‪355‬م‪" :‬أما من جهتك فينبغي أل تر على نفسك جرية‬
‫ارتكاب ذنب خطي‪ ،‬بأن تسعى لن تتول حكومة الكنيسة‪ ،‬فلتُعطِ ما لقيصر لقيصر‪ ،‬ولتجعل‬
‫ل ما ل‪ ،‬فل يوز لنا أن نباشر سلطة دنيوية وليس لك أيها المباطور الق ف أن ترق‬
‫البخور"‪ .‬وهذا ما اعتقدته حركة(*) الصلح الكلوانية أنه سبيل لصلح الكنيسة‪.‬‬

‫· انتشرت داخل الكنيسة كافة مظاهر النراف والفساد مثل السيمونية(*)‪ ،‬ومالفة القانون‬
‫الكنسي(*)‪ ،‬رغم دعاوى الرهبنة(*) والعزوبة وحياة الزهد والتقشف الت فرضها القانون‬
‫الكنسي‪ ،‬ول تستثن أحدا بدءً من البابا (*) حت أصغر كاهن(*) وراهب‪ .‬تقول القديسة‬
‫كاترين السينائية ف القرن الرابع عشر اليلدي‪" :‬إنك أينما وليت وجهك سواء نو‬
‫القساوسة(*) أو الساقفة(*) أو… ل تر إل شرّا ورذيلة‪ ،‬تزكم أنفك رائحة الطايا الدمية‬
‫البشعة‪ ،‬اتذوا بطونم إلا لم‪ ،‬يأكلون ويشربون ف الولئم الصاخبة‪ ،‬حيث يتمرغون ف‬
‫القذار‪ ،‬ويقضون حياتم ف الفسق والفجور"‪.‬‬
‫‪ -‬كان للرهبانية أثرها البالغ على الخلق(*) الوربية‪ ،‬فانعدمت أخلق الفتوة والروءة الت‬
‫أصبحت من العايب والرذائل‪ ،‬كما هجر الناس البشاشة والسماحة والشجاعة‪ .‬ومن أهم‬
‫نتائجها أن تزلزلت دعائم حياة السرة‪ ،‬فكثيا ما أصبحت المهات ثكلى‪ ،‬والزواج أيامى‪،‬‬
‫والولد يتامى‪ ،‬بعد خطفهم من الرهبان‪ ،‬فأصبحوا يتكفّفون الناس ويتوجهون إل الصحراء‪،‬‬
‫ههم الوحيد أن ينقذوا أنفسهم ف الخرة‪ .‬وكان الرهبان يفرون من ظل النساء ويتأثون من‬
‫قربن‪ ،‬يعتقدون أن مصادفتهن ف الطريق العام والتحدث إليهن ولو كن أمهات أو زوجات أو‬
‫شقيقات تبط أعمالم وجهودهم الروحية‪.‬‬
‫* رغم الوانب والثار السلبية للحروب الصليبية وما تيزت به من قسوة ضد الخالفي سواء‬
‫كانوا من نصارى أو مسلمي‪ ،‬إل أنا كانت سببا ف انتقال العارف السلمية إل أوروبا‪.‬‬
‫تقول الكاتبة اللانية هونكة ف شس العرب تسطع على الغرب‪" :‬وكان للحروب الصليبية‬
‫دور هام ف تطور نظام الصون وطرق الدفاع‪ ،‬أي ف أوروبا"‪ ،‬وتقول‪" :‬اختلط ملوك أوروبا‬
‫وأمراؤها بلوك الشرق وأمراء السلمي ف أثناء الرب الصليبية‪ ،‬ورأوا بأعينهم أدباء العرب‬
‫وشعراءهم ومؤرخيهم‪ ،‬لسيما من كان منهم بعية صلح الدين اليوب"‪ .‬وتقول‪" :‬وف‬
‫مراكز العلم الوروبية ل يكن هناك عال واحد من بي العلماء إل ومد يديه إل الكنوز‬
‫العربية"‪.‬‬
‫ومع ذلك ل تزال الصليبية على عهدها الول ينعها عن قبول الق حواجز التقليد(*) للباء‬
‫والجداد والعقائد التوارثة حت لو شهدت الدلة الساطعة على بطلنا‪ .‬وقد نص القرآن‬
‫الكري على أمثالم بقوله تعال‪{ :‬وإذا قيل لم اتبعوا ما أنزل ال قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه‬
‫آباءنا أو لو كان آباؤهم ل يعقلون شيئا ول يهتدون}‪.‬‬

‫* ل تقتصر ماكم التفتيش على الخالفي للكنيسة(*) من النصارى فقط ولكنها طالت‬
‫السلمي أيضا‪ ،‬ففي القرن الامس عشر والسادس عشر بعد سقوط الندلس ذبوا وأحرقوا‬
‫ما يزيد على ‪ 31‬ألفا من السلمي ول يتركوا مسلما على قيد الياة أو غي منفي‪ .‬وبعد‬
‫استقلل اليونان عن الدولة العثمانية أباد النصارى شعب موريا السلم عن أخره‪ ،‬بل ودمروا‬
‫الساجد‪ ،‬وما فعله السقف(*) مكاريوس بسلمي قبص‪ ،‬والتعصب جوليوس نييري بسلمي‬
‫زنبار منا ببعيد‪.‬‬
‫* تنتقد دائرة العارف البيطانية دعوى اللام الت ما زالت تؤمن با الكنيسة الكاثوليكية على‬
‫أنا أحد مصادر العرفة والوحي(*) بقولا ف الجلد الادي عشر‪" :‬إن كل قول متدرج ف‬
‫الكتب القدسة ليس إلاميّا" وهو ما أيده جيوم وكرتيس وبركوبيس وغيهم من علماء‬
‫النصرانية ف القرن الثان اليلدي حيث قالوا‪" :‬إن الذين يقولون إن كل مندرج ف‬
‫الناجيل(*) إلامي ل يقدرون على إثبات صحة دعواهم"‪ .‬وهو ما أكدته دائرة العارف‬
‫الفرنسية ف الجلد السابع من أن‪" :‬هؤلء الواريي أصحاب السيح(*) ما كان يرى بعضهم‬
‫بعضا صاحب وحي كما يظهر ف مباحثاتم ف مفل أورشليم"‪.‬‬

‫* وكما جنت الكنيسة(*) على الديانة(*) النصرانية بإدخال العقائد الوثنية‪ ،‬علوة على‬
‫التبديل والتحريف(*) الذي لق بالنصرانية وكتابا‪ ،‬جنت أيضا عليها وعلى النسانية‬
‫بحاربتها للعلم والعلماء باسم الدين(*)‪ .‬وظهور الفساد داخل الكنيسة‪ ،‬ما دفع الفكار‬
‫اللادية(*) الناوئة للدين إل الظهور تت ستار الناداة برية(*) الفكر‪ ،‬وحرية اختيار‬
‫الذاهب(*) العتقادية ولو كانت إلادية‪ ،‬وبالتال ظهرت الدعوات إل اللاد والعلمانية‬
‫بذاهبها الختلفة‪ .‬يقول فولتي ف كتابه مقبة التعصب‪" :‬ينبغي أن يضع القسس(*) للحكومة‬
‫لنم أفراد من الرعية التابعة للدولة"‪ .‬ونتيجة لرية الفكر والقضاء على رقابة الكنيسة ت بعث‬
‫التراث الفلسفي اليونان‪ ،‬سواء الترجم بالعربية أو اليونانية‪ ،‬وظهرت الذاهب الادية(*)‬
‫اللادية والفلسفة الاديي أمثال برتراندراسل‪ ،‬هيجل‪ ،‬وأنلز‪ ،‬وكثرت مؤلفاتم الت تدعو‬
‫إل القضاء على الدين(*)‪ .‬يقول ديدرو هلباخ‪ ،‬ورينال ف النكلوبيديا‪" :‬إن الشرائع والديان‬
‫هي العوائق الت تول دون حصول النسان على السعادة‪ ،‬فيجب عليه موها ليجع إل‬
‫الطبيعة" (تاريخ التمدن الديث‪ ،‬شارل أسنيوبوس‪ ،‬ص ‪.)47‬‬

‫* إن النصرانية الت يتبناها الفاتيكان(*) اليوم هي النصرانية السياسية الت تريد ربط دول آسيا‬
‫وأفريقيا بعجلة الغرب عن طريق نشر النصرانية بينهم‪ ،‬وخلق جلة من الفكار النصرانية الت‬
‫تقف أمام السلم والسلمي ف جيع اليادين‪ .‬وف سبيل ذلك تقاربت طوائف النصرانية‬
‫واليهودية للحد من مارد السلم الذي بدأ يصحو من جديد‪.‬‬
‫‪ -‬يقول رازينجر منظر السياسة ف الفاتيكان‪" :‬من يبحث عن حل خارج الكنيسة ف عصرنا‬
‫الدث ليس إل واحد من اثني‪:‬‬
‫‪ -‬العودة إل عصر ما قبل السيح(*) – أرسطو وأمثاله‪.‬‬
‫‪ -‬التعلق بثقافة غي أوروبية من جهة وبالسلم من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬وبا أن الحتمال الول ليس له إمكانية الياة‪ ،‬فيبقى الحتمال الثان – السلم – فعلينا‬
‫أن نذر السلم أكثر بكثي ما مضى‪ ،‬فهو اليوم يعود من أعماق التاريخ ليقدم بديلً عن‬
‫نظامنا الشبع بالنصرانية"‪.‬‬
‫ويقول ف أهية وجود أندية للء الفراغ اليدلوجي(*) لسقوط الشيوعية‪" :‬إن حدوث الفراغ‬
‫اليدلوجي ف الثقافة العالية با يعن النفتاح على الثقافات الخرى با فيها من مثل وقيم‬
‫ومبادئ‪ ،‬وإن البقاء على التقليدية الكنسية السابقة‪ ،‬وما لقيصر لقيصر‪ ،‬ول دين(*) ف‬
‫السياسة ول سياسة ف الدين‪ ،‬سيترك البواب مفتوحة على مصراعيها لدخول السلم"‪.‬‬
‫ولذلك عملت الكنيسة(*) على تنيد السياسة والعلم الوروب‪ ،‬وتوجيه عموم الشعب‪ ،‬نو‬
‫خصم جديد – السلم – ويتضح ذلك من ردود فعل رجال السياسة الوروبيي وتصرياتم‬
‫حول رواية سلمان رشدي وغيه‪ ،‬ومن الملت العلمية حول الصولية والرهاب‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‬
‫‪ -‬دائرة العارف البيطانية‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة العارف‪ ،‬قاموس عام لكل فن ومطلب‪ ،‬العلم بطرس البستان‪ ،‬دار العرفة‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬الوسوعة العربية اليسرة‪ ،‬بإشراف ممد شفيق غربال‪ ،‬الشعب ومؤسسة فرانكلي للطباعة‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الثقافية‪ ،‬مديرة التحرير‪ /‬فايزة حكيم رزق ال – دار الشعب – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى‪ ،‬د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى‪ -‬الضارة والنظم‪ ،‬د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مكتبة‬
‫النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصور الوسطى‪ ،‬السيد الباز‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا الديث من عصر النهضة إل مؤتر فينا‪ ،‬د‪ .‬عبد الميد البطريق‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أوروبا ف العصر الديث‪ ،‬هـ‪.‬أ‪.‬ل‪ .‬فيشر‪ .‬ترجة أحد نيب هاشم‪ ،‬دار العارف‬
‫مصر‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز سليمان نوار‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الجيد نعنعي‪ ،‬مكتبة النلو‬
‫الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬التاريخ العاصر‪-‬أوروبا من الثورة الفرنسية إل الرب العالية الثانية‪ ،‬الركة الصليبية‪ ،‬د‪.‬‬
‫سعيد عبد الفتاح عاشور‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة الفرنسية‪ ،‬د‪ .‬حسن جلل‪ ،‬لنة التأليف والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬العلمانية‪ ،‬د‪ .‬سفر بن عبد الرحن الوال‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫‪ -‬سقوط العلمانية‪ ،‬أنور الندي‪ ،‬دار الكتاب اللبنان‪.‬‬
‫‪ -‬تافُت العلمانية‪ ،‬د‪ .‬عماد الدين خليل‪ ،‬دار الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الضطهاد الدين ف السيحية والسلم‪ ،‬توفيق الطويل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الناع بي الدين والفلسفة‪ ،‬توفيق الطويل‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬لوثر والصلح الدين‪ ،‬م‪ .‬هـ مواري‪ ،‬ترجة مرقص فهمي فرح (الجلد السادس – تاريخ‬
‫العال) مكتبة النهضة‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الضارة‪ ،‬ول ديورانت‪ ،‬ترجة زكي نيب ممود‪ ،‬لنة التأليف والترجة والنشر‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -‬شس العرب تسطع على الغرب‪ ،‬زيغريد هونكه‪ ،‬ترجة فاروق بيضون‪ ،‬د‪ .‬كمال‬
‫دسوقي‪.‬‬
‫‪ -‬موقف السلم والكنيسة من العلم‪ ،‬عبد ال سليمان الشوخي‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬مطوط‬
‫الكتبة التجاري للطباعة والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬ماذا خسر العال بانطاط السلمي‪ ،‬أبو السن علي السن الندوي‪ ،‬مطبعة التقدم‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي النصرانية‪ ،‬ممد تقي الدين العثمان‪ ،‬رابطة العال السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬يا أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء‪ ،‬د‪ .‬رؤوف شلب‪ ،‬دار العتصام‪.‬‬
‫‪ -‬السيحية‪ ،‬أحد شلب‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬تطور السيحية‪ ،‬شارل جنيبيي‪ ،‬ترجة د‪ .‬عبد الليم ممود‪ ،‬دار العارف‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬اليزان ف مقارنة الديان – حقائق ووثائق‪ ،‬مستشار ممد عزت طنطاوي‪ ،‬دار العلم‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬الكتاب القدس يتكلم‪ ،‬عبد الرحن دمشقية‪ ،‬مطوط‪.‬‬
‫‪ -‬ملة المة القطرية‪ ،‬وزارة الوقاف والشؤون السلمية‪ ،‬قطر‪ ،‬ذو الجة ‪1405‬هـ –‬
‫يونيو ‪1985‬م‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫(‪ )1‬ويبدو أن هذا السر ل يعد قاصرا على البابا وحده وإنا تعداه أيضا إل البطاركة‪،‬‬
‫فزعموا لنفسهم العصمة بفعل روح القدس‪ ،‬ولكن يأب ال إل أن يفضح سوء أعمالم‬
‫ويكشف خبث طويتهم با انكشف وينكشف يوميّا من مازي وفضائح كبار الساقفة‬
‫والقساوسة اللقية والنسية يقول تعال‪{ :‬بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغي علم فمن يهدي‬
‫من أضل ال وما لم من ناصرين}‪.‬‬
‫البوتستانت‬
‫التعريف‪:‬‬
‫فرقة من النصرانية احتجوا على الكنيسة(*) الغربية باسم النيل(*) والعقل(*)‪ ،‬وتسمى‬
‫كنيستهم بالبوتستانتية حيث يعترضون (‪ )Protest‬على كل أمر يالف الكتاب وخلص‬
‫أنفسهم‪ ،‬وتسمى بالنيلية أيضا حيث يتبعون النيل دون سواه‪ ،‬ويعتقدون أن لكل قادر‬
‫الق ف فهمه‪ ،‬فالكل متساوون ومسؤولون أمامه‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫الكنيسة البوتستانتية حركة(*) إصلحية بدأت ف الكنيسة الكاثوليكية ف القرن السادس‬


‫عشر متأثرة بدعوات الصلح السابقة لا‪ ،‬ومن َثمّ تولت من حركة إصلحية داخل الكنيسة‬
‫إل حركة عقائدية مستقلة ومناهضة لا‪ ،‬ومن أبرز الؤسسي‪:‬‬

‫* مارتن لوثر‪ :‬ولد لوثر سنة ‪1483‬م ف ألانيا‪ ،‬وعاش ف بيئة نصرانية تشيع فيها الرافات‬
‫والعتقدات الزائفة‪.‬‬

‫‪ -‬وف عام ‪1405‬م نال شهادة أستاذ ف العلوم من جامعة إيرمورت ولكنه ل يُتم دراسته‬
‫القانونية وتول بعدها إل الدراسات اللهوتية‪ ،‬فدخل إل دير الرهبان (*) الوغسطني‪.‬‬

‫ـ ف عام ‪1507‬م عُي قسيسا(*) لرعاية كنيسة كنتبج بألانيا‪.‬‬

‫‪ -‬ف عام ‪1510‬م دفعته نزعته الدينية وإخلصه للكنيسة(*) ورجالا إل أن يج إل روما‬
‫ليتبك بالقر الرسول ف روما‪ ،‬حيث منّى نفسه برؤية القديسي والزهاد من الرهبان (*)‬
‫والكرادلة(*)‪ .‬ولكن ما إن حل ف روما حت هاله ما رأى من دعاوى‪ :‬غفران الذنوب‪،‬‬
‫وامتلك سر التوبة‪ ،‬وحق منح صكوك الغفران‪ ،‬وتفشّي مظاهر الفساد والنلل اللقي ف‬
‫الطبقات العليا من الكنيسة بوجه أخص‪ .‬ومن ث عاد إل ألانيا خائبا رجاؤه‪ ،‬ومستنكرا ما‬
‫ل بوضع خطة لصلح الكنيسة‪.‬‬‫رأى‪ ،‬وأصبح منشغ ً‬

‫‪ -‬ف عام ‪1517‬م أرسل البابا(*) ليو العاشر مندوبه الراهب حنا تتزل لبيع صكوك الغفران‬
‫ف ألانيا‪ ،‬فما أن يعلن عنها ويبالغ ف أمرها حت ثار عليه لوثر‪ ،‬وكتب ف معارضته وثيقَته‬
‫الشهية الت تتضمن خسة وتسعي مبدأ ف معارضة الكنيسة وعلقها على باب كنيسة القلعة‪.‬‬
‫ف الوقت الذي نشط ف تأليف الكتب الت تعلن مبادئه‪ ،‬والت أصبحت حديث الطبقة التعلمة‬
‫ف ألانيا ما زاد ف التفاف الناس حوله‪ ،‬ولذا كله أصدر البابا قرارا برمانه ف عام ‪1520‬م‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تلقي لوثر القرار برمانه‪ ،‬قام بتحريض من بعض المراء اللان من أصحاب دعوى‬
‫النفصال عن المباطورية برقِه ف وسط الموع الاشدة ف وتنبج‪ ،‬الت أصبحت جامعتها‬
‫الهد الساسي للتعاليم اللوثرية ف ألانيا‪.‬‬

‫‪ -‬ف عام ‪1520‬م بعد ما أظهر مارتن لوثر تأييدا للنعة القومية ف الدولة اللانية ف تول‬
‫إدارة كنيستها‪ ،‬عقدت الكنيسة ف روما ممعا قضى بحاكمة لوثر أمام مكمة التفتيش لكنه‬
‫هرب إل قلعة وارتبورج‪ ،‬وفيها ترجم العهد الديد(*) إل اللانية‪ ،‬ث شرع ف ترجة الكتاب‬
‫القدس كله‪ ،‬لكنه ل يتمه وعاد إل وتنبج مرة أخري‪.‬‬

‫‪ -‬ف عام ‪1529‬م أراد المباطور تنفيذ قرارات الرمان ضد مارتن لوثر‪ ،‬فأعلن حكام‬
‫الوليات النيلية ف ألانيا ف ملس سبي ف ‪ 19‬نسيان أنم مستعدون لطاعة أوامر‬
‫المباطور والجلس ف كل القضايا الواجبة إل الت تتعارض مع الكتاب القدس أو الت ل‬
‫يوجد لا نص فيه‪ ،‬وبالتال رفضوا تسليم لوثر لندوب المباطور‪.‬‬

‫‪ -‬عندما رأى لوثر صعوبة تقيق دعوة دعوة الصلح الكَنَسِيّ كرّس كل جهده لقضايا‬
‫اليان ف الكنائس(*)النيلية الناشئة‪.‬‬

‫توف لوثر ف بلدة وتنبج عام ‪1546‬م ملّفا مموعة من الكتب والؤلفات الت تؤصّل قواعد‬
‫دعوته‪.‬‬
‫الروخ هولدريخ زوينجلي‪1531-1484 :‬م‪ :‬ولد ونشأ ف سويسرا وأصبح قسيسا(*)‬
‫وأحد دعاة حركة النسانية الت بدأت مع عصر النهضة(*) الوربية‪.‬‬

‫دعا إل نفس البادئ الت دعا إليها مارتن لوثر‪ ،‬وبدأ دعوته ف زيوريخ بسويسرا‪ ،‬وقد قاوم‬
‫استعمال الطقوس والصور والتماثيل ف الكنائس كما عارض فكرة عزوبة رجال‬
‫الكليوس(*)‪ ،‬وحبذ السئولية الفردية ف العتقد‪.‬‬

‫لقت دعوة زوينجلي التأييد من السلطات الكومية ف مدينة زيوريخ‪ ،‬فشاعت لذلك دعوته‬
‫وأصبح زعيما للبوتستانت ف جنوب ألانيا ومعظم سويسرا‪.‬‬

‫ف عام ‪1529‬م وف مدينة ماربورج التقى زوينجلي بارتن لوثر وتناقشا حول إصلح‬
‫الكنيسة(*) واختلفا حول فرضية أو سر العشاء الربان(*)‪ ،‬كما اختلفا ف أسلوب معارضة‬
‫الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬حيث استخدم زوينجلي القوة ف سبيل نشر مبادئه ابتداءً من الظر‬
‫التجاري الذي فرضه على بعض القاطعات الكاثوليكية ف شرقي سويسرا‪ ،‬حت القتال‬
‫والصدام مع رجال الكنيسة(*) الذي قُتل فيه وهُزم أتباعه ف كاييل عام ‪1531‬م‪.‬‬

‫ذابت تعاليم زوينجلي ف تعاليم جون كالفن الت ارتكز ف بعضها على عقيدته‪.‬‬

‫جون كالفن‪1564-1509 :‬م‪ :‬ولد ونشأ ف فرنسا وتثقف بثقافة قانونية لكنه مال عنها‬
‫إل الدراسة اللهوتية‪ ،‬فتأثر بآراء مارتن لوثر دون أن يقابله بواسطة بعض أقاربه وبعض‬
‫أساتذته‪.‬‬

‫شارك ف إعداد خطاب ألقاه نيكولس كوب مدير جامعة السربون بفرنسا الت كانت مركزا‬
‫لكثر علماء الكاثوليكية‪ ،‬والذي يتضمن شرحا لراء مارتن لوثر؛ ما أغضب آباء الكنيسة(*)‬
‫عليه فاضطر إل الرب إل جنيف ف سويسرا‪.‬‬
‫بعد أن عاد ف الادي والعشرين من مايو ‪1534‬م إل مدينة نويون مسقط رأسه سلّم كهنةَ‬
‫(*) كاتدرائيتها(*) كل شارات المتياز الكلييكية الاصة به‪ ،‬ث هرب بصحبة نيكولس‬
‫كوب إل جنيف ف سويسرا مرة أخرى‪.‬‬
‫ف عام ‪1535‬م شارك كلفن ف حوار دعا إليه البشرون الصلحون مع الساقفة(*)‬
‫الكاثوليك ف الدينة الذي انتهى بانسحاب الكاثوليك‪ ،‬ما مكن دي فاريل صديق كلفن‬
‫الميم من الستيلء على الكنائس(*) الرئيسية الثلثة ف الدينة‪ :‬كنيسة سان بيتر‪ ،‬الميم من‬
‫الستيلء على الكنائس(*) الرئيسية الثلثة ف الدينة‪ :‬كنيسة سان بيتر‪ ،‬الجدلية‪ ،‬سان جرفيز؛‬
‫وتويلها إل كنائس إنيلية أو بروتستانتية‪.‬‬
‫استغل كلفن استقراره ف جنيف ف تنظيم وتقني مبادئ زعماء الصلح وعلى رأسهم مارتن‬
‫لوثر‪ ،‬وظهرت له مؤلفات وكتابات عديدة ف ذلك‪ ،‬ولذلك فإنه يعد أحد مؤسسي‬
‫الذهب(*) البوتستانت‪.‬‬
‫خالف كالفن لوثر ف سر – فرضية‪ -‬العشاء الربان(*) من حيث كيفية حضور السيح(*)‬
‫العشاء رغم اتفاقهما على عدم استحالة البز والمر إل جسد ودم السيح‪.‬‬
‫عدل كلفن عن فكرة لوثر ف إشراف الكومة على الكنائس‪ ،‬لا رأى ما يدث للبوتستانت‬
‫ف فرنسا‪ ،‬وطالب بأن تكم الكنيسة نفسها بنفسها‪ ،‬وعلى الاكم الدن أن يساعدها‬
‫ويميها‪ ،‬ما كان سببا ف انقسام الكنيسة النيلية إل لوثرية وكلفينية (الصلحية –‬
‫الكلفينية)‪.‬‬
‫تيزت حركته(*) بالنتشار ف فرنسا‪ ،‬فأصبحت الدين(*) الرسي ف اسكتلندا كما امتدت‬
‫إل القاطعات شرق سويسرا‪ ،‬واعتنقها معظم سكان الجر‪ ،‬يقول فيشر‪" :‬أصبحت أكثر‬
‫أشكال الصلح البوتستان اتساعا"‪.‬‬
‫تأسست جهورية هولندا عام ‪1669‬م على مبادئ البوتستانت الكليفنية بعد الرب الدامية‬
‫بي الكاثوليك والبوتستانت‪.‬‬
‫نتيجةً للحرية(*) الفردية ف فهم وتفسي الكتاب القدس لكل فرد من الؤمني بالذهب(*)‬
‫البوتستانت انقسمت الركة(*) البوتستانتية إل كنائس(*) عديدة‪ ،‬وطوائف متلفة‪ ،‬ففي‬
‫الوليات التحدة المريكية وحدها حسب إحصائيات عام ‪1982‬م يوجد ‪76.754.009‬‬
‫بروتستانت ينتمون إل ‪ 200‬طائفة إنيلية‪.‬‬

‫ومن أهم الكنائس البوتستانتية‪:‬‬


‫الكنيسة اللوثرية‪ :‬وقد بدأ إطلق هذه التسمية على الؤمني بأفكار معتقدات مارتن لوثر ف‬
‫القرن السادس عشر وذلك رغم مقاومة لوثر نفسه لذه التسمية‪ ،‬وأصبحت جامعة وتنبج‬
‫الهد الساسي لا‪.‬‬

‫اهتم مارتن لوثر بقضايا اليان‪ ،‬وترك المر الداري للكنيسة(*) لغيه يقوم به‪ ،‬لكنه عيّن‬
‫بعض الراقبي ليتعاونوا مع حكام الدولة ف القضية‪ ،‬وبذلك كان أول ظهور لنظام‬
‫السينودس‪.‬‬

‫ارتبطت اللوثرية ف ألانيا ارتباطا وثيقا بالالة السياسية منذ أن دعا لوثر إل إشراف الدولة‬
‫على الكنيسة‪ ،‬ولذلك فإن الكومة اللانية تدخلت أكثر من مرة لل اللفات بي أعضاء‬
‫الكنيسة أو للتفاق مع كنائس الصلحة‪.‬‬
‫كان لظهور الكنائس العمدانية ف القرن السابع عشر أثرها ف إثارة اللفات بي البوتستانت‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫ف زمن فريدريك وليم الثالث ملك بروسيا ت التاد بي الكنائس اللوثرية والصلحة‪ ،‬ومنها‬
‫تشكلت الكنيسة القدية‪ ،‬غي أن جاعة كبية من اللوثرية ل تنضم إل هذه الكنيسة وعرفوا‬
‫باللوثريي القدماء‪.‬‬
‫ف عام ‪1923‬م تأثرت الكنيسة بالنظام النازي ف ألانيا حيث حاول صبغ الكنيسة اللانية‬
‫بصبغة قومية‪ ،‬فجرى توحيد ‪ 28‬كنيسة مصلحة ولوثرية على أساس أن الدم الري أحد‬
‫الؤهلت العضوية لذه الكنيسة القومية العنصرية‪ .‬وقد تناول هذا التأثي العقائد والبادئ‬
‫أيضا‪ ،‬ما مهّد لقيام ثورة(*) من آلف القسوس(*) البوتستانت من بينهم مارتن تيمولر‬
‫للمطالبة بتشكيل السينودس الذهب‪.‬‬
‫ف عام ‪1934‬م عارض السينودس الذهب تدخل الدولة ف شئون الكنيسة بل رفض ذلك‬
‫رفضا حاسا‪.‬‬

‫ف عام ‪1935‬م أنشأت الكومة وظيفة وزير الدولة للشئون الكنسية‪ ،‬وخوّلت له سلطات‬
‫مطلقة على الكنيسة النيلية اللانية‪.‬‬

‫انتشرت ف عام ‪1936‬م حركة(*) اليان اللان الت تالفت مع الفلسفة(*) الوثنية(*)‬
‫الديدة‪.‬‬

‫بعد الرب العالية الثانية ألغت الكنيسة(*) النيلية دستورها الُوصَى به من النازية لعام‬
‫‪1933‬م‪ ،‬وبدأت تنظيم نفسها من جديد‪.‬‬

‫والكنيسة اللوثرية هي كنيسة الدولة ف الدنارك وأيسلندا والنرويج والسويد وفنلندا‪.‬‬

‫يصدر التاد اللوثري العالي ملة اللوثرية العالية باللانية والنليزية‪.‬‬

‫الكنائس الصلحة‪ :‬وإن كان يُقصد با بوجه عام جيع الكنائس البوتستانتية إل أنه من الناحية‬
‫التاريية تقتصر على الكنائس البوتستانتية الت يرتكز أصلها على عقائد كلفن وعلى أساس‬
‫النظام الكنسي الشيخي(*) الذي تركّز فيه السلطات على سلسلة مالس من الشيوخ‬
‫العلمانيي ورجال الكليوس‪ ،‬وتنع إل الشكل البسيط ف العبادة‪ .‬وقد قويت هذه الكنائس‬
‫ف إنلترا ف القرن السادس عشر وخصوصا ف اسكتلندا وشال أيرلندا‪ ،‬وسيت كنائس‬
‫سويسرا وهولندا وعدد من كنائس ألانيا بالصلحة‪ ،‬كما توجد بالوليات التحدة المريكية‬
‫كنائس تمل لقب الصلحة‪.‬‬

‫الكنائس السقفية‪ :‬تطلق الكنيسة السقفية عند الطلق على الكنيسة النليزية ويتبعها ف‬
‫أمريكا عدد من الكنائس السقفية‪ ،‬وتتبع هذه الكنائس النظام السقفي على أنه نظام إلي‬
‫خلفا لسائر الفرق البوتستانتية‪ ،‬وذلك ف تعيي أو اختيار أو عزل القساوسة(*)‪،‬‬
‫والشمامسة(*)‪ ،‬أو تدشي الراضي والبنية الدينية‪ ،‬وإدارة تركات الوتى لي وجود وصي‬
‫شرعي للميت‪ .‬ويلقب أساقفة(*) إنلترا بلقب لورد حيث يُعتَبون من أشراف الملكة‪،‬‬
‫ويرأس ملوك إنلترا الكنيسة النليزية‪ ،‬وبذلك يعينون الساقفة الذين يتم انتخابم من‬
‫القسوس بعد ذلك‪ ،‬ورئيس أساقفة كانتربري هو رأس الكنيسة‪ ،‬ويليه ف الرتبة رئيس أساقفة‬
‫يورك‪ ،‬أما أساقفة الوليات التحدة المريكية فينتخبهم نواب من قسوس السقفية وأهاليها‬
‫قبل عرضهم على ممع الساقفة أو على ممع نواب مؤلف من السينودس والهال‪.‬‬

‫الصهيونية السيحية‪:‬‬
‫كان لليهود الهاجرين من أسبانيا إل أوربا وباصة فرنسا وهولندا أثرهم البالغ ف تسرب‬
‫الفكار اليهودية إل النصرانية من خلل حركة الصلح‪ ،‬وباصة العتقاد بأن اليهود شعب‬
‫ال الختار‪ ،‬وأنم المة الفضلة‪ ،‬كذلك أحقيتهم ف مياث الرض الباركة‪.‬‬

‫ف عام ‪1523‬م أصدر مارتن لوثر كتاب عيسى ُولِد يهوديّا متأثرا فيه بالفكار الصهيونية‪.‬‬

‫وف عام ‪1544‬م أصدر لوثر كتابا آخر فيما يتعلق باليهود وأكاذيبهم‪.‬‬

‫كانت هزية القوات الكاثوليكية وقيام جهورية هولندا على أساس البادئ البوتستانتية‬
‫الكالفينية عام ‪1609‬م بثابة انطلقة للحركة(*) الصهيونية السيحية(*) ف أوربا‪ ،‬ما ساعد‬
‫على ظهور جعيات(*) وكنائس(*) وأحزاب(*) سياسية عملت جيعا على تكي اليهود من‬
‫إقامة وطن قومي لم ف فلسطي‪ .‬ومن أبرز هذه الركات‪ :‬الركة البيوريتانية التطهيية الت‬
‫تأسست على البادئ الكالفينية بزعامة السياسي البيطان أوليفر كروميل ‪1659-1649‬م‬
‫الذي دعا حكومته إل حل شرف إعادة إسرائيل إل أرض أجدادهم حسب زعمه‪.‬‬

‫ف عام ‪1807‬م أُنشئت ف إنلترا جعية لندن لتعزيز اليهودية بي النصارى وقد أطلق أنطون‬
‫إشلي كوبر اللورد ريرل شانتسبي ‪1885-1801‬م‪ ،‬أحد كبار زعمائها شعار‪" :‬وطن بل‬
‫شعب لشعب بل وطن" المر الذي أدى إل أن يكون أول نائب لقنصل بريطانيا ف القدس‬
‫وليم برنج أحد أتباعها‪ ،‬ويعتب اللورد بالرستون وزير خارجية بريطانيا ‪1765-1784‬م من‬
‫أكب التعاطفي مع أفكار تلك الدرسة الصهيونية السيحية وأيضا فإن تشارلز‪ .‬هـ‪ .‬تشرشل‬
‫الد العلى لونستون تشرشل – رئيس الكومة البيطانية السبق – أحدُ كبار أنصارها‪.‬‬

‫انتقلت الصهيونية السيحية إل أمريكا من خلل الجرات البكرة لنصارها نتيجة للضطهاد‬
‫الكاثوليكي‪ ،‬وقد استطاعت تأسيس عدة كنائس هناك من أشهرها الكنيسة الورمونية‪.‬‬

‫يعتب سايسروس سكلوفليد ‪1843‬م الب اللهوت للصهيونية السيحية ف أمريكا‪.‬‬

‫لعبت تلك الكنائس(*) دورا هامّا ف تكي اليهود من احتلل فلسطي واستمرار دعم‬
‫الكومات المريكية لم – إل ما ندر – من خلل العديد من اللجان والنظمات‬
‫والحزاب(*) الت أنشئت من أجل ذلك ومن أبرزها‪ :‬الفيدرالية المريكية الؤيدة لفلسطي‬
‫الت أسسها القس(*) تشارلز راسل عام ‪1930‬م‪ ،‬واللجنة الفلسطينية المريكية الت أسسها‬
‫ف عام ‪1932‬م السناتور روبرت واضر‪ ،‬وضمّت ‪ 68‬عضوا من ملس الشيوخ‪ ،‬و ‪200‬‬
‫عضوا من ملس النواب وعدد من رجال الدين النيليي‪ ،‬ورفعت هذه النظمات شعارات‪:‬‬
‫الرض الوعودة‪ ،‬والشعب الختار‪.‬‬

‫وف العصر الديث تعتب الطائفة التدبيية الت يبلغ عدد أتباعها ‪ 40‬مليون نسمة تقريبا‬
‫والعروفة باسم النلو ساكسون‪ ،‬البوتستانت البيض من أكثر الطوائف مغالة ف تأييد‬
‫الصهيونية‪ ،‬وف التأثي على السياسة المريكية ف العصر الاضر‪.‬‬

‫ومن أشهر رجالا اللهوتيي‪ :‬بيل جراهام‪ ،‬وجيي فولويل‪ ،‬جيمي سويارت‪ .‬ومن أبرز‬
‫رجالا السياسيي الرئيس المريكي السابق رونالد ريان‪.‬‬

‫اهتمت الكنيسة البوتستانتية بنشر النيل(*) ف أوروبا وأمريكا منذ القرن الثامن عشر‬
‫والتاسع عشر‪ ،‬ث تطور عملها ف شكل منظمات وإرساليات‪ ،‬ووضعت اللوائح والقواني‬
‫النظمة لا وكذلك اليزانيات اللزمة‪ .‬ومن ث انتقل العمل التبشيي البوتستانت إل القارتي‬
‫الفريقية والسيوية‪ ،‬وباصة الت كانت تستعمرها الدول الغربية ذات العقيدة البوتستانتية‪.‬‬
‫ومن أوائل الذين قادوا حركة(*) التبشي‪ :‬جوف وسلي‪ ،‬ووليام ولبفورس‪ ،‬ووليام كيي‪ ،‬أبو‬
‫البشرين ف العصر الديث‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫تؤمن الكنائس البوتستانتية بنفس أصول العتقدات الت تؤمن با الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬ولكنها‬
‫تالفها ف بعض المور‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬

‫الضوع لنصوص الكتاب القدس وحده‪ ،‬حيث إن الكتاب القدس بعهديه هو دستور اليان‬
‫وعليه تقاس قرارات الجامع السابقة وأوامر الكنيسة(*)؛ فيقبل ما يوافقه فقط‪ ،‬يقول لوثر‪:‬‬
‫"يب أن يكون الكتاب القدس مرجعنا الخي للعقيدة أو أداء الشعائر"‪.‬‬

‫عدد أسفار(*) العهد القدي(*) ستة وستون سفرا وهي السفار القانونية‪ ،‬أما باقي السفار‬
‫وعددها أربعة عشر‪ ،‬فتسميها البوكريفيا أي غي الصحيحة فل تعترف با‪.‬‬

‫كما ل تؤمن الكنائس(*) البوتستانتية بعصمة البابا(*) أو رجال الدين‪ ،‬وتاجم بيع صكوك‬
‫الغفران حيث ترى أن اللص والفوز ف الخرة ل يكون إل برحة ال وكرمه وف الدنيا ف‬
‫اللتزام بالفرائض والكرازة – التبشي بالنيل(*)‪.‬‬

‫إن القديسيي لقب يكن أن يوصف به كل إنسان نصران(*) حيث إن القداسة ف فهمهم‬
‫ليست ف ذات الشخص ولكنها مقام يصل إليه‪.‬‬

‫ترفض البوتستانتية مرتبة الكهنوت حيث إن جيع الؤمني با كهنة(*)‪ ،‬وليس هناك وسيط‬
‫ول شفيع بي ال والنسان سوى شخص السيح(*) لنه جاء ف معتقدهم رئيسا للكهنة‪،‬‬
‫كما ل تؤمن بالبخور واليكل‪.‬‬

‫تؤمن بسرين فقط من أسرار – فروض – الكنيسة وها سرّا – العمودية(*)‪ ،‬والعشاء‬
‫الربان(*)‪ ،‬على خلف بينهم ف كيفية حضور السيح سر العشاء‪.‬‬
‫ل تؤمن بالصوم كفريضة بل هو سنة حسنة‪ ،‬ول يطلق إل على المساك عن الطعام مطلقا‬
‫فقط‪.‬‬

‫كما ل تؤمن بالعياد الت تقيمها الكنائس الخرى‪.‬‬

‫الصلة ليس لا مقدار مدد‪ ،‬كما أنه ليس من التم اللتزام برفية الصلة الربانية؛ ولذلك‬
‫ييزون الصلة بلغة غي مفهومة كاللتينية الت تستعملها الكنائس الكاثوليكية‪.‬‬

‫ل تؤمن الكنيسة البوتستانتية بنظام الرهبنة(*)‪.‬‬

‫الكهنوت درجتان فقط ها‪ :‬القسوسية(*)‪ ،‬الشمامسة(*)‪ ،‬الراعي هو السقف(*)‪ ،‬والرئاسة‬


‫تكون بجمع السنودس ل لفرد‪.‬‬

‫منع البوتستانت اتاذ الصور والتماثيل ف الكنائس والسجود لا‪ ،‬معتقدين أن ذلك منهي عنه‬
‫ف التوراة(*)‪.‬‬

‫تؤمن بعض الكنائس النيلية – الصهيونية – أن شرط الجيء الثان للمسيح هو إقامة دولة‬
‫إسرائيل ف فلسطي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· صوص الكتاب القدس‪ ،‬وباصة نصوص العهد القدي(*)‪.‬‬
‫· لديت الوثنية(*)‪.‬‬
‫· الفف(*)الفلطونية الديثة‪.‬‬
‫· الفكار والبادئ الصهيونية والتلمودية‪.‬‬
‫· يعتقد بعض الباحثي أن الصلحات الت نادت با حركة الصلح ونتج عنها البوتستانتية‬
‫قد تأثرت بالسلم‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ ‪:‬‬
‫تنتشر الكنائس(*) البوتستانتية ف‪:‬ألانيا‪ ،‬هولندا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الوليات التحدة المريكية‪،‬‬
‫سويسرا‪ ،‬الدنارك‪ ،‬وتوجد أقليات بروتستانتية ف باقي الدول الخرى‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫ل تتلف الكنائس البوتستانتية عن باقي الكنائس النصرانية سواء ف اليان بإله(*) واحد‬
‫مثلث القانيم(*) الب (*)‪ ،‬البن(*)‪ ،‬الروح القدس(*) تثليث (*) ف وحدة‪ ،‬أو وحدة ف‬
‫تثليث‪ ،‬حسب افترائهم‪.‬‬

‫أو ف اليان ف عقيدة الصلب والفداء وتقديس الصليب‪.‬‬

‫كانت لركات(*) الصلح البوتستانتية الثر الكبي ف كشف عورات الكنيسة(*)‬


‫الكاثوليكية‪ ،‬وف فضح سلوك القائمي عليها‪ .‬كما أنا أفسحت الجال أمام العلماء والفكرين‬
‫وعامة الؤمني بالكنيسة ف حق فهم الكتاب القدس‪ ،‬وبالتال كسرت احتكار رجال الدين‬
‫لذا المر‪ ،‬مع ما نشأ عن ذلك من آثار سلبية عديدة على النصرانية بوجه عام وعلى الكتاب‬
‫القدس بوجه خاص‪ ،‬حيث تعرض للنقد الشديد والتشكيك ف صحة نصوصه‪.‬‬

‫مع أن البوتستانت قرروا حرية البحث والنظر ف المور العتقادية‪ ،‬إل أنم حرمّوها فيما بعد‬
‫كالكاثوليك‪ ،‬بل وأصبحت حرية(*) الفكر عندهم مقتصرة فقط على نقد رجال الكنيسة‬
‫الكاثوليكية‪ .‬فقد عذبوا رجالً من أجل عقائدهم مثل سرفيتوس السبان‪ ،‬ومنعوا كتبا من‬
‫النشر لنا توي ف نظرهم ما ل يتفق وتعاليم الكتاب القدس‪.‬‬

‫يقول هربرت فيشر ف أصول التاريخ الوروب الديث عن لوثر‪" :‬ل يكن يؤمن بالبحث الر‬
‫ول بالتسامح"‪ .‬وينقل غوستاف لوبون ف كتابه روح الثورات والثورة(*) الفرنسية تصريا‬
‫للوثر بأنه ل يوز للنصارى أن يتبعوا غي ما جاء ف الكتاب القدس‪.‬‬
‫وعن موقف حركة(*) الصلح الدين من العلم‪ ،‬يقول أ‪ .‬وولف ف كتابه عرض تاريي‬
‫للفلسفة(*) والعلم‪" :‬أما من حيث حركة(*) الصلح الدين فإن الصلحي كانوا ل يقلّون‬
‫تعصبا عن رجال الكنيسة(*) الكاثوليكية إن ل يزيدوا عليها"‪ .‬ولذلك فإنم هاجوا النظريات‬
‫العلمية واضطهدوا من يقول با‪ ،‬ويقول كلفن بعد أن أعلن كفر (*) من يقول بدوران‬
‫الرض‪" :‬مَن مِن الناس يرؤ على أن يضع سلطة كوبر نيكوس فوق سلطة الروح‬
‫القدس(*)؟"‪.‬‬

‫ل يكن اضطهاد العلماء ف تلك الفترة بأقل من اضطهاد الفلسفة‪ .‬فكما حاربت البوتسانتية‬
‫النظريات العلمية الخالفة لنصوص الكتاب القدس‪ ،‬كذلك حاربت العقل(*) واضطهدت‬
‫الفلسفة أمثال آرازموس الذي حاول التوفيق بي العقل والكتاب القدس‪ .‬يذكر ديورانت ف‬
‫قصة الضارة تصريات للوثر تبي تطرفه ف إنكار العقل حيث يقول‪" :‬أنت ل تستطيع أن‬
‫تقبل كلً من النيل(*) والعقل‪ ،‬فأحدها يب أن يفسح الطريق للخر" ويقول‪" :‬إن العقل‬
‫أكب عدو للدين(*)"‪.‬‬

‫نتيجة للحروب بي الكنيستي البوتستانتية والكاثوليكية‪ ،‬واضطهاد العلماء وقتلهم‪ ،‬وقتل‬


‫الروح العلمية والفكرية‪ ،‬وتطرّف زعماء حركة الصلح البوتستانت ف ذم العقل‪ ،‬أدى ذل‬
‫كله إل ظهور الفكار الناوئة للدين‪ ،‬وتعالت الصيحات اللادية(*) الت تطالب برية(*)‬
‫الفكر وسيادة العقل‪ ،‬واعتباره الصدر الوحيد للمعرفة‪ ،‬وأيضا الناداة بفصل الدين(*) عن‬
‫الدولة‪.‬‬

‫استطاع اليهود تويد بعض الكنائس البوتستانتية‪ ،‬وتسريب الفكار الصهيونية‪ ،‬وإنشاء‬
‫أحزاب(*) وكنائس تتبناها وتدعو إليها من خلل ما يعرف بالصهيونية السيحية(*)‪ .‬وللحقّ‬
‫فإن هناك من داخل الكنيسة النيلية ف أمريكا َمنْ وقف لم بالرصاد مثل‪ :‬الجلس الوطن‬
‫للكنائس السيحي(*)‪ ،‬الذي يضم ‪ 34‬طائفة يبلغ عدد أتباعها نو الربعي مليون شخص‪.‬‬
‫وتتعاطف الكنائس(*) النيلية‪ :‬الشيخية(*)‪ ،‬النهجية(*)‪ ،‬العمدانية(*)‪ ،‬السقفية‪ ،‬بنسب‬
‫متفاوتة مع هذا التاه‪.‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الوسوعة العربية‪ ،‬إشراف ممد شفيق غربال‪ -‬دار الشعب ومؤسسة فرانكلي للطباعة‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الثقافية‪ ،‬مدير التحرير‪ /‬فايزة حكيم رزق ال – دار الشعب‪ -‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة العارف قاموس عام لكل فن ومطلب‪ ،‬بطرس البستان – دار العرفة – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الضارة‪ ،‬ول ديورانت‪ ،‬ترجة الدكتور زكي نيب ممود وممد بدران‪ ،‬مطبعة لنة‬
‫التأليف والترجة والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬روح الثورات والثورة الفرنسية‪ ،‬د‪ .‬غوستاف لوبون‪ ،‬ترجة ممد عادل زعيتر‪ ،‬الطبعة‬
‫العصرية‪.‬‬
‫‪ -‬عرض تاريي للفلسفة والعلم‪ ،‬أ‪ .‬وولف‪ ،‬ترجة ممد عبد الواحد خلف‪ ،‬مطبعة لنة‬
‫التأليف والترجة‪.‬‬
‫‪ -‬الصلح مارتن لوثر‪ -‬حياته وتعاليمه‪ ،‬د‪ .‬القس حنا جرجس الضري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬جون كلفن – دراسة تاريية عقائدية‪ ،‬تأليف د‪ .‬القس حنا جرجس الضري‪ ،‬دار الثقافة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -‬حديث مع جون كلفن‪ ،‬القس لبيب مشرقي‪ ،‬دار نوبار‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬إيان النيلي‪ ،‬د‪ .‬القس فايز فارس‪ ،‬القس منيب عبد النور‪ ،‬القس إميل زكي‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفكر السيحي‪ ،‬د‪ .‬القس حنا جرجس الضري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬ماضرات ف النصرانية‪ ،‬الشيخ ممد أبو زهرة‪.‬‬
‫‪ -‬موقف السلم والكنيسة من العلم‪ ،‬عبد ال سليمان الشوخي‪ ،‬مطوط على اللة الكاتبة‪.‬‬
‫‪ -‬الصول الوثنية للمسيحية‪ ،‬أندريه نايتون‪ ،‬إدغار ويند‪ ،‬كارل غوستان يونج‪ ،‬ترجة سية‬
‫عزمي الزين‪ .‬سلسلة من أجل القيقة‪ ،‬من منشور العهد الدول للدراسات النسانية‪.‬‬
‫‪ -‬مصلح ف النفى جوف كلفن – موجز عن حياته ومبادئه‪ ،‬د‪ .‬هاري إيبتس‪ ،‬ترجة وليم‬
‫وهبة بباوي‪.‬‬
‫‪ -‬من يرؤ على الكلم‪ ،‬بول فنرل‪.‬‬
‫‪ -‬النبوءة والسياسة‪ ،‬غريس هالسل‪ ،‬ترجة ممد السماك‪ ،‬منشورات جعية الدعوة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬الصهيونية السيحية‪ ،‬ممد السماك‪ ،‬دار النفائس‪.‬‬
‫‪ -‬السيحية والسيف‪ ،‬رواية شاهد عيان لبادة مليي البشر ف المريكتي‪ ،‬سلسلة من أجل‬
‫القيقة – ‪ -3‬من منشورات العهد الدول للدراسات النسانية‪.‬‬
‫‪ -‬النشاط السري اليهودي ف الفكر والمارسة‪ ،‬غازي ممد فريج‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬شهود يهوه‪ ،‬بي برج الراقبة المريكي وقاعة التلمود اليهودي‪ ،‬حسي عمر حادة‪ ،‬دار‬
‫قتيبة‪ ،‬دار الوثائق‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬شهود يهوه – أبو إسلم أحد عبد ال – بيت الكمة – القاهرة – مصر‪.‬‬
‫الارونية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الارونية‪ ،‬طائفة من طوائف النصارى الكاثوليك الشرقيي‪ ،‬قالوا بأن للمسيح(*) طبيعتي‬
‫ومشيئة واحدة(*)‪ ،‬ينتسبون إل القديس مارون ويعرفون باسم الوارنة متخذين من لبنان‬
‫مركزا لم‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫تنتسب هذه الطائفة إل القديس مارون الذي انعزل ف البال والوديان ما جذب الناس إليه‬
‫مشكّلي طائفة عرفت باسه‪ ،‬وكانت حياته ف أواخر القرن الرابع اليلدي فيما كان موته‬
‫حوال سنة ‪410‬م بي أنطاكية وقورس‪.‬‬

‫وقع خلف شديد بي أتباع مارون وبي كنيسة الروم الرثوذكس ما اضطرهم إل الرحيل‬
‫عن أنطاكية إل قلعة الضيق قرب أفاميا على نر العاصي مشيدين هناك ديرا يمل اسم‬
‫القديس مارون‪.‬‬

‫وقع كذلك خلف آخر ف الكان الديد بينهم وبي اليعاقبة الرثوذكس من أصحاب الطبيعة‬
‫الواحدة عام ‪517‬م ما أسفر عن تدي ديرهم فضلً عن مقتل ‪ 350‬راهبا(*) من رهبانم‪.‬‬

‫خلل فترة الرحيل نالم عطف المباطور مرقيانوس الذي وسّع لم الدير عام ‪452‬م‪.‬‬
‫وعطف المباطور يوستغيان الكبي ‪565-527‬م الذي أعاد بناء ديرهم بعد تدي اليعاقبة‬
‫له‪ .‬وكذلك عطف المباطور هرقل الذي زارهم سنة ‪628‬م بعد انتصاره على الفرس‪.‬‬

‫احتكم الوارنة واليعاقبة عام ‪659‬م إل معاوية بن أب سفيان – رضي ال عنه – لناء‬
‫اللف بينهم‪ ،‬لكن الصومة استمرت‪ ،‬إذ حدثت حروب انتقامية بي الطرفي ما أسفر عن‬
‫هجرة الوارنة إل شال لبنان وهو الكان الذي أصبح موطنا لم فيما بعد‪.‬‬
‫ظهر ف موطنهم الديد بلبنان القديس يوحنا مارون الذي يعتب صاحب الارونية الديثة‬
‫ومقنن نظريتها ومعتقدها‪ ،‬وتتلخص سية حياته فيما يلي‪:‬‬

‫ولد ف سروم قرب أنطاكية‪ ،‬وتلقى دراسته ف القسطنطينية‪.‬‬

‫عي أسقفا(*) على البترون على الساحل الشمال من لبنان‪.‬‬

‫أظهر معتقد الوارنة سنة ‪667‬م الذي يقول بأن ف السيح(*) طبيعتي ولكن له مشيئة واحدة‬
‫للتقاء الطبيعتي ف أقنوم(*) واحد‪.‬‬

‫ل تقبل الكنائس(*) النصرانية(*) هذا الرأي‪ ،‬فدعوا إل ممع القسطنطينية الثالث الذي عقد‬
‫سنة ‪680‬م وقد حضره ‪ 286‬أسقفا وقرروا فيه رفض هذه العقيدة وحرمان أصحابا ولعنهم‬
‫وطردهم وتكفي(*) كل من يذهب مذهبهم(*)‪.‬‬

‫يعد يوحنا مارون أول بطريرك(*) لطائفة الوارنة وبه يبدأ عهد البطاركة الارونيي‪.‬‬

‫تصدى بيش من الوارنة ليش قاده يوستغيان الثان الذي أراد هدم معابدهم واستئصالم إل‬
‫أن الوارنة هزموه ف أميون ما أظهر أمرهم كأمة جبلية ذات شخصية مستقلة‪.‬‬

‫لقد تايلت كنيسة روما بعد ذلك عليهم ف سبيل تقريبهم منها حيث قام البطريرك الارون‬
‫أرميا العمشيت بزيارة لروما حوال سنة ‪1113‬م وعند عودته أدخل بعض التعديلت ف‬
‫خدمة القداس وطقوس العبادة وسيامة الكهنة(*)‪.‬‬

‫ولقد زاد التقارب بينهما حت بلغ ف عام ‪1182‬م إعلن طاعتهم للكنيسة (*) البابوية‪ ،‬أما‬
‫ف عام ‪1736‬م فقد بلغ التقارب حد التاد الكامل معها فأصبحت الكنيسة الارونية بذلك‬
‫من الكنائس الثية لدى باباوات(*) روما‪.‬‬

‫لقد كان لم دور بارز ف خدمة الصليبيي من خلل تقديهم أدلء لرشاد الملة الصليبية‬
‫الول إل الطرق والعابر‪ ،‬وكذلك إرسالم فرقة من النشابة التطوعة إل ملكة بيت القدس‪.‬‬
‫لقد بلغ رجالم القادرون على القتال ‪ 40.000‬على ما ذكر مؤرخو الروب الصليبية‪.‬‬

‫احتل الوارنة ف المالك الت شيدّها الصليبيون الرتبة الول بي الطوائف النصرانية متمتعي‬
‫بالقوق والمتيازات الت يتمتع با الفرنة كحق ملكية الرض ف ملكة بيت القدس‪.‬‬

‫لويس التاسع كان أول صديق فرنسي لم‪ ،‬إذ تقدم إليه عندما نزل إل الب ف عكا وفدٌ مؤلف‬
‫من خسة عشر ألف مارون ومعهم الؤن والدايا‪ ،‬وقد سلمهم بذه الناسبة رسالة مؤرخة ف‬
‫‪21/5/1250‬م فيها تصريح بأن فرنسا تتعهد بمايتهم فقد جاء فيها‪" :‬ونن مقتنعون بأن‬
‫هذه المة الت تعرف باسم القديس مارون هي جزء من المة الفرنسية"‪.‬‬

‫استمر هذا التعاطف من الغرب مع الوارنة ف الجيال التالية وذلك عندما أرسل نابليون‬
‫الثالث فرقة فرنسية لتهدئة البل عام ‪1860‬م وكذلك بعد الرب العالية الول عندما صار‬
‫لبنان تت النتداب الفرنسي‪.‬‬

‫تيوفيل (تيوفيلوس) بن توما من شال سوريا‪ ،‬مارون‪ ،‬كان يعمل منجّما ف قصر الليفة‬
‫العباسي الهدي ‪785-775‬م كما قام بترجة إلياذة(*) هوميوس‪.‬‬

‫الؤرخ اسطفانوس الدويهي الشهور‪ ،‬مارون‪ ،‬توف سنة ‪1704‬م‪.‬‬

‫البطريرك(*) جرجس عمية‪ ،‬مارون‪ ،‬ألّف أول غراماطيق سريان واضعا قواعده باللتينية‬
‫تسهيلً على الستشرقي دراسة هذه اللغة‪.‬‬

‫من مشاهيهم يوسف حبيش وبولس مسعد ويوحنا الاج والبطريرك إلياس الويك‪.‬‬

‫ومن الساقفة(*) الطران(*) جرمانوس فرحان ويوسف سعان السمعان ويوحنا حبيب‬
‫ويوسف الدبس‪.‬‬
‫ومن بيوتاتم العروفة آل خازن ودحداح وحبيش والسعد وكرام والظاهر والبستان والشدياق‬
‫والنقاش والباز‪..‬‬
‫ومن زعاماتم العاصرة‪ :‬آل جَيّل‪ ،‬وشعون‪ ،‬وفرنية‪ ،‬وإده‪..‬‬
‫من تنظيماتم السياسية الزبية العسكرية حاليا‪ :‬حزب(*) الكتائب وحزب الحرار‪.‬‬
‫منذ عام ‪1943‬م حت اليوم استقر المر بأن يكون رئيس المهورية اللبنانية من الطائفة‬
‫الارونية وذلك بوجب اليثاق الوطن الذي ت فيه التفاق شفويا بي السلمي والنصارى‬
‫حول توزيع الناصب الرئيسية للدولة اللبنانية على متلف الطوائف الدينية فيها‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫أهم نقطة تيزهم عن بقية الطوائف النصرانية هو معتقدهم بأن للمسيح(*) طبيعتي وله مشيئة‬
‫واحدة وذلك للتقاء الطبيعتي ف أقنوم(*) واحد‪.‬‬
‫عقيدة الشيئة الواحدة قال با بطريرك(*) المباطور هرقل أيضا ‪638‬م ليوفق بي عقيدة‬
‫أصحاب الطبيعة الواحدة الذين يشكلون الكثرية من رعاياه النصارى ف سوريا وبي‬
‫أصحاب العقيدة الرثوذكسية للكنيسة البيزنطية‪ ،‬إل أن هذه الحاولة ل تفلح ف سد الثغرة‬
‫بينهما‪.‬‬
‫يعتقدون أن خدمة القداس عندهم مأخوذة عن تلك الدمة الت ينسبونا إل القديس يعقوب‪،‬‬
‫كما يعتقدون أن هذه الدمة إنا هي أقدم خدمة ف الكنيسة(*) السيحية(*) إذ إن أصولا‬
‫ترجع إل العشاء الربان(*) الخي‪.‬‬
‫ما تزال الكنيسة الارونية تتفظ باللغة السريانية ف القداس إل يومنا هذا‪.‬‬

‫وما يزال الطابع السريان ساريا حت ف الكنائس الت تعترف بسلطة البابا‪.‬‬
‫منذ أوائل القرن الثالث عشر ت إدخال بعض التعديلت على الطقس الارون القدي وذلك ف‬
‫عهد البابا(*) انوسنت الثالث ليكون أكثر تلؤما مع الطقس اللتين ومن ذلك‪:‬‬
‫تغطيس العمود ثلث مرات ف الاء‪.‬‬
‫طلبة واحدة للثالوث‪.‬‬
‫تكريس الحداث على أيدي الطارنة(*) فقط‪.‬‬
‫لقد صار الكهنة(*) يتبعون الزي اللتين ف لبس الوات والقلنسوة الت تشبه التاج والعكاز‪.‬‬
‫استعمال الجراس بدلً من النواقيس الشبية الت تستعملها سائر الكنائس الشرقية ف الدعوة‬
‫إل القداس متبعة بذلك التقليد اللتين‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫الوارنة فرع عن الكاثوليك الشرقيي الذين هم بدورهم فرع عن النصرانية بشكل عام لذا فإن‬
‫جذورهم هي نفس الذور النصرانية‪.‬‬

‫يتازون بالحافظة الشديدة على تراثهم ولغتهم السريانية القدية‪ ،‬وقد اقتربوا على مدار الزمن‬
‫من الكنيسة(*) البابوية بروما بعد إدخال عدد من التعديلت على الطقوس الارونية القدية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫البداية ف أنطاكية‪ ،‬ومن بعدها رحلوا إل قلعة الضيق‪ ،‬وأخيا صاروا إل جبال لبنان موطنهم‬
‫الال منذ النصف الثان من القرن السابع اليلدي‪.‬‬
‫منذ القرن الامس عشر اليلدي أصبح دير قنّوبي شال لبنان فوق طرابلس البن ف صخر‬
‫من صخور وادي قاديشا (أي القدس) مقرا للبطريركية الارونية‪ ،‬كما أصبحت بكركي البنية‬
‫فوق جونية القر الشتوي حت يومنا هذا‪ ،‬إذ ل يزال سيد بكركي‪ .‬يلقب ببطريرك(*) أنطاكية‬
‫وسائر الشرق ؛ ذلك لنه مستقل عن سائر البطاركة الشرقيي‪ ،‬كما تضع لدارته مطارنة‬
‫وأبرشيات(*) وجعياتٌ(*) رهبانية(*) متلفة‪.‬‬
‫عندما استرد صلح الدين اليوب بيت القدس غادر اللك غوي دي ليزنيان إل قبص فتبعه‬
‫جهور كبي من الوارنة‪ ،‬لوقوفهم إل جانب الصليبيي إبان الحتلل‪ ،‬مستوطني هناك البل‬
‫الذي يقع شال نيقوسيا‪.‬‬
‫لقد فرّ كثي من الوارنة من لبنان بسبب الروب والجرة فوصلوا إل تكريت وغيها من‬
‫الدن بي دجلة والفرات منذ القرن الثان والثالث عشر‪ ،‬كما ذهب بعضهم تاه سوريا‬
‫الداخلية مستوطني دمشق وحلب‪ ،‬وفريق ذهب إل القدس وهبط بعضهم الخر إل مصر‬
‫ورودس ومالطة‪ ،‬وهاجر آخرون إل أمريكا وأفريقيا واندونيسيا وما يزال أغلبهم يعيشون ف‬
‫لبنان ولم أكب الثر ف توجيه السياسة اللبنانية العاصرة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الارونية طائفة من النصارى الكاثوليك الشرقيي‪ ،‬الذين كانوا دائما على خلف مع معظم‬
‫الطوائف الرثوذكسية‪ ،‬لنم يقولون بأن للمسيح(*) طبيعتي ومشيئة واحدة‪ ،‬وهم يتخذون‬
‫من لبنان مركزا لم‪ ،‬وقد أعلنوا طاعتهم لبابا(*) روما عام ‪1182‬م‪ ،‬وقد تعاونوا مع الفرنة‬
‫إبان الروب الصليبية‪ ،‬ومنذ عام ‪1943‬م ت التفاق بي السلمي والنصارى(*) ف لبنان‪،‬‬
‫على أن يكون رئيس الدولة مارونيا‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫النصرانية والسلم‪ ،‬الستشار ممد عزت إساعيل الطهطاوي – مطبعة التقدم – مصر – ‪1977‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماضرات ف النصرانية‪ ،‬ممد أبو زهرة – ط ‪ -3‬مطبعة يوسف – مصر – ‪1385‬هـ‪1966 /‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أضواء على السيحية‪ ،‬ممد متول شلب – نشر الدار الكويتية – ‪1387‬هـ‪1968/‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ لبنان‪ ،‬د‪ .‬فيليب حت –ط ‪ -2‬دار الثقافة‪ -‬بيوت – ‪1972‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطط الشام‪ ،‬ممد كرد علي‪-‬ج ‪-6‬ط ‪ -2‬دار القلم – بيوت – ‪1391‬هـ‪1971 /‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقارنة الديان "السيحية"‪ ،‬د‪ .‬أحد شلب‪ -‬ط ‪-5‬النهضة الصرية – القاهرة‪1977 -‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ الطائفة الارونية‪ ،‬اسطفان الدويهي – طبع بيوت – ‪1890‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
.‫م‬1831 -‫ لب الفداء – نشر فليشر – ليبسغ‬،‫ التواريخ القدية من الختصر ف أخبار البشر‬-
.‫م‬1909 – ‫ سعيد بن البطريق – نشر شيخو – الزء الثان – بيوت‬،‫ التاريخ الجموع على التحقيق والتصديق‬-
.‫م‬1890 – ‫ ابن العبي – نشره أنطوان صالان – بيوت‬،‫ تاريخ متصر الدول‬-
.‫م‬1983 – ‫ للمسعودي – طبعة دي غويه – ليدن‬،‫ التنبيه والشراف‬-
.‫م‬1899 ‫ أفرام الديران – بيوت‬،‫ الحاماة عن الوارنة وقديسهم‬-
.‫م‬1900 – ‫ بيوت‬5 ‫ يوسف الدبس –ج‬،‫ تاريخ سورية‬-
.‫م‬1984/‫هـ‬1405 – ‫ شركة مطبعة الذور – الكويت‬-1 ‫ راشد عبد ال الفرحان – ط‬،‫ الديان العاصرة‬-

:‫الراجع الجنبية‬
W. Wright. Catalogue of Syriac Manuscripts in the British Museum -
.)(London, 1871
Edward Gibbon. The History of the Decline and Fall of the roman -
.)Empire. ed.J.Bury. Vol. V (London. 1898
A History of Deeds Done Beyond the Sea. Tr. Emily A. Babcock and -
.)A.C Krey (New York. 1943
Fausto (Murhij( Naironi. Dissertation de Origine, Nomineac religione -
.)Maronit arum (rome. 1679
.)Pierre Dib, Leglise Maronite, Vol. 1, (Paris, 1930 -
.)Bernard G.Al- Ghaziri. rone et Leglise Syrienne-Maronite (paris, 1906 -
‫الزويت‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الزويت فرقة كاثوليكية يسوعية تنتشر ف أوروبا بصفة عامة‪ ،‬وف البتغال وأسبانيا وفرنسا‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬وهي جعية(*) دينية متعصبة تدف حاليا إل القضاء على الدين(*) السلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫أنشأها قسيس(*) فرنسي يدعى أنياس ليول ف القرون الوسطى‪ ،‬وقد ساهت ف القضاء على‬
‫السلمي ف الندلس من خلل ماكم التفتيش‪ ،‬ويقوم عليها الن مموعة كبية من القسس‬
‫والرهبان(*)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫يلتزم الرهبان الذين ينتمون إليها بالحافظة على أسرارها وعدم إفشائها ولو لعضائها‪.‬‬
‫يلتزم أعضائها كذلك بالحافظة على سرية تعليماتا واليلولة دون وصولا إل أيدي الجانب‬
‫بشكل عام والعداء بشكل خاص‪.‬‬
‫بعد طرد هذه المعية من كثي من الدول الوروبية‪ ،‬بدأت تستقطب عطف الساسة‬
‫والسئولي من خلل إظهار العداء للدين السلمي والتغلغل ف الدول السلمية لبث الفكار‬
‫الدامة بي السلمي من خلل الدارس وتت غطاء دور الي والب‪.‬‬
‫تتستر هذه المعية خلف أعمال الب كإنشاء الدارس والستشفيات ف شت بقاع العال‪،‬‬
‫وتظهر العطف على الرضى‪ ،‬وتلزم أعضاءها باصطناع التواضع لستقطاب الناس إليها وإل‬
‫الدين النصران‪.‬‬
‫تقبل التبعات وتتفنن ف أساليب جع الموال‪ ،‬ولكي تنفي عن نفسها مظنة الكتناز‪ ،‬فإنا‬
‫تتبع ببعض الموال ف نفس الكان لليهام بأن هدفها هو خدمة الفقراء‪.‬‬
‫يلتزم أعضاء المعية(*) بالحافظة على هيبتها‪ ،‬فل يتلفون أمام الغي‪ ،‬بل يظهرون تاسكهم‬
‫ورغبتهم ف خدمة الخرين‪.‬‬
‫عندما يذهب أعضاء المعية إل إحدى الدن لول مرة‪ ،‬فإنم يتنبون البادرة إل شراء‬
‫الرض‪ ،‬مدة معينة‪ ،‬حت إذا ما ثبت أن شراء الرض يعتب ضروريا‪ ،‬قاموا بالشراء‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يتم شراء الرض باسم مستعار حت ل تتز ثقة الناس ف المعية‪.‬‬
‫تعتب واردات المعية سرا مقدسا‪ ،‬فل يطلع عليها إل رئيس الرهبان(*)‪ ،‬وتعتب خزانة‬
‫المعية ف روما‪ ،‬بكافة متوياتا‪ ،‬سرا مقدسا كذلك‪ ،‬فل يوز إفشاؤه‪.‬‬
‫الدف الساسي لذه المعية الن هو القضاء على أتباع الديانات الخرى‪ ،‬لسيما الدين(*)‬
‫السلمي‪ ،‬لذلك فإن أعضاءها ل يستنكفون عن استخدام كافة أساليب الستمالة ووسائل‬
‫جذب الناس من أجل تنصيهم‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا الدف‪ ،‬فإن هذه المعية تعمل على كسب ثقة رجال الدولة‪ ،‬وإرضائهم‪،‬‬
‫والشادة بم‪ ،‬وغض الطرف عن مارساتم غي السوية وأعمالم غي الستقيمة‪ ،‬وإفهامهم عند‬
‫القتضاء أن الرب قد غفر لم‪.‬‬
‫كما تعمل هذه المعية على كسب ثقة حكام البلدان الت يارسون التبشي فيها‪ ،‬فيسلون‬
‫إليهم مندوبي على درجة عالية من الذكاء والدهاء والثقافة‪ ،‬ويرص هؤلء الندوبون على‬
‫إيهام أولئك الكام‪ ،‬أنم موفدون من قبل بابا روما‪ ،‬وأنم يملون إليهم تياته‪.‬‬
‫يتجنب أعضاء المعية التكلف ف اللباس ول يقبلون الدايا لنفسهم‪ ،‬بل ييلونا إل دير‬
‫المعية القريب من مكان وجودهم حت يدخلوا ف روع الناس أنم ملصون فيزداد العطف‬
‫على المعية‪.‬‬
‫ياول أعضاء المعية بكافة الطرق اليلولة دون إنشاء أو تأسيس أية مدارس بالقرب من‬
‫مدارس المعية‪ ،‬الت تتم بالرياضة البدنية‪ ،‬وتتفان ف القيام بالعملية التربوية خي قيام‪ ،‬مع‬
‫معاملة الدارسي معاملة حسنة‪ ،‬حت يثقوا ف هيئة التدريس وما تبثه من أفكار تبشيية‪.‬‬
‫تعمل المعية(*) بكافة الطرق المكنة على كسب ود النساء الرامل‪ ،‬وإذا كان لحداهن‬
‫راهب(*) من غي المعية فإنه يتم إبعاده ويستبدل به راهب من المعية لدارة أعمالا‬
‫بالتدريج‪.‬‬
‫ولكي تتم السيطرة التامة على الرامل‪ :‬فإن المعية ترغبهن ف التصدق على الفقراء باسم‬
‫السيح(*) ومري‪ ،‬ويستمر هذا الوضع حت تنفد جيع أموالن‪ ،‬وف سبيل ذلك فإن هذه‬
‫المعية ل تستنكف عن مساعدة هؤلء الرامل ف إشباع رغباتن وقضاء وطرهن عند‬
‫القتضاء‪.‬‬
‫وإذا كان للرامل بنات فإنه يتم إقناعهن بالرهبنة أو التربية النصرانية‪ ،‬أما البنون فإنه يتم حثهم‬
‫على أن يغشوا الديرة والكنائس(*)‪ ،‬مع إغراقهم ف اللذات‪ ،‬والتلميح لم بأنه ل إث ف‬
‫العلقات النسية الرة‪ ،‬كما تيسر لم سبل النراط ف معسكرات صيفية يتم فيها إقناعهم‬
‫بأهية التربية النصرانية‪.‬‬
‫يكرر أعضاء المعية زياراتم للمرضى اليئوس من حالتهم‪ ،‬ويتم تويفهم من النار وحثهم‬
‫على التصدق بكل أموالم للجمعية‪.‬‬
‫كل من يرج على البادئ الدامة لذه المعية‪ ،‬يطرد ويتم اجتنابه ويرم من كافة المتيازات‬
‫الت يتمتع با العضاء‪ ،‬ويتم الطرد بوجه خاص‪ ،‬عند تشويه سعة المعية أو إفشاء أسرارها‪،‬‬
‫أو الضرار بأعضائها‪ ،‬أو الكسل وعدم القيام بالهام النوطة به‪.‬‬
‫تاول المعية الصول على السرار السياسية والخبار الوثوقة والطية‪ ،‬وإخبار الكام با‬
‫للفوز بكانة مرموقة لديهم‪ ،‬تساعدهم على اجتذاب أصحاب الثروات والنفوذ والسر الكبية‬
‫للجمعية‪.‬‬
‫تافظ المعية على هيبتها ف نفوس الخرين‪ ،‬من خلل إفهامهم أنا تأسست على يد الراهب‬
‫شوواكيم بإلام إلي‪ ،‬للحد من انراف الكنيسة(*) وإعادتا إل وضعها الطبيعي ونشر دين(*)‬
‫عيسى ف جيع أناء العال‪ ،‬وبذا تبر مسلكها القدي الذي كانت تبيع فيه صكوك الغفران‪،‬‬
‫وترسم معال طريقها الديد الذي تقضي فيه على السلم والسلمي‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الزويت فرقة كاثوليكية يسوعية‪ ،‬تتستر خلف أعمال الب كإنشاء الدارس والستشفيات‬
‫وغيها لتستقطب الناس للنصرانية‪ ،‬لسيما السلمي منهم‪ ،‬وتاول هذه الفرقة الغوص ف‬
‫أعماق السرار السياسية ومد بعض الكام با للفوز بكانة مرموقة لديهم‪ ،‬تنحهم نفوذا‬
‫كبيا لباشرة عمليات التبشي‪ ،‬وهو تبشي يعتمد على هدم القيم الدينية ونشر الرذائل والقول‬
‫بطبيعية العلقات النسية الرة وإشاعة الفكار الدامة بي السلمي‪ ،‬ومن ث جعلهم لبنة هشة‬
‫تقبل التشكيل الذي يلئم أهداف هذه الفرقة‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫تتخذ هذه الفرقة من أوروبا ككل مركز انطلق لا‪ ،‬وهي تتركز ف البتغال وأسبانيا حيث‬
‫الرغبة ف القضاء على كل أثر للسلم هناك وف فرنسا حيث نشأت مقولة الرية(*) الطلقة‬
‫ف مال العقيدة وإيطاليا حيث بابا(*) الفاتيكان‪ ،‬ومن هذه الرتكزات تد هذه الفرقة أذرعتها‬
‫صوب التجمعات السلمية ف دول حوض البحر البيض التوسط وجنوب شرق آسيا‬
‫وباصة ف اندونيسيا‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬ماضرات ف النصرانية‪ ،‬دار الفكر العرب ط ‪ 4‬الشيخ ممد أبو زهرة‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة معارف القرن العشرين لحمد فريد وجدي‪ ،‬دار العرفة‪ ،‬بيوت ط ‪.4‬‬
‫‪ -‬حقيقة التبشي بي الاضي والاضر‪ ،‬ط ‪ 1‬أحد عبد الوهاب‪.‬‬
‫‪ -‬التبشي والستعمار ط ‪ ،1‬عمر فروخ ومصطفى الالدي‪.‬‬
‫الورمون‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الورمون طائفة نصرانية جديدة نسبيا منشقة عن النصرانية الم‪ ،‬تلبس لباس الدعوة إل‬
‫دين(*) السيح(*) عليه السلم‪ ،‬وتدعو إل تطهي هذا الدين(*) بالعودة به إل الصل أي إل‬
‫كتاب اليهود‪ ،‬ذلك أن السيح – ف نظرهم – قد جاء لينقذ اليهود من الضطهاد وليمكنهم‬
‫من الرض‪ ،‬إنا – كما تسمي نفسها – طائفة القديسي العاصرين لكنيسة يسوع السيح‬
‫لقديسي اليام الخية‪ ،‬نبيها(*) الؤسس هو يوسف سيث وكتابا القدس هو الكتاب القدس‬
‫الديث‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫ولد يوسف سيث ف ‪23/12/1805‬م بدينة شارون بقاطعة وندسور التابعة لولية‬
‫فرمونت‪ .‬وعندما بلغ العاشرة من عمره رحل مع والده إل مدينة بالايرا بقاطعة أونتاريو‬
‫التابعة لولية نيويورك‪.‬‬
‫ف الرابعة عشرة من عمره انتقل مع أهله إل مانشستر من نفس القاطعة‪.‬‬
‫ولا بلغ الامسة عشرة وجد الناس حوله منقسمي إل طوائف‪:‬‬
‫اليثوديست(*)‪ ،‬والشيخي(*)‪ ،‬والعمدان(*)‪ ..‬فشعر باضطراب وقلق‪.‬‬
‫ف ربيع عام ‪1820‬م ذهب إل غابة‪ ،‬وأخذ يصلي منفردا طالبا من ال الداية‪ ،‬وبينما هو‬
‫كذلك إذ شاهد – كما يزعم – نورا فوق رأسه‪ ،‬تثل هذا النور ف شخصي ساويي ها‬
‫(ال‪ ،‬وابنه عيسى – تعال ال عن ذلك علوا كبيا) وقد نياه عن النضمام إل أي من هذه‬
‫الفرق‪.‬‬
‫يدعي بأن الوحي(*) قد انقطع عنه‪ ،‬وأنه خضع لضطهاد عنيف وسخرية من جراء جهره‬
‫برؤيته هذه‪ ،‬وقد تورط خلل ذلك بزلت طائشة إذ يقول عن نفسه‪" :‬وكثيا ما أدت‬
‫مالطت لشت البيئات إل اقتراف زلت طائشة وللتّسام با للشباب من نزق وما للطبيعة‬
‫البشرية من قصور وقد ورطن ذلك للسف ف ألوان من التجارب والثام البغضة إل ال ول‬
‫يتبادر إل الذهن بسبب هذا العتراف أن ارتكبت إثا فظيعا أو وزرا منكرا‪ ،‬فما كان ب‬
‫نزوع قط إل مثل هذه الوزار أو تلك الثام" شهادة يوسف ص ‪.7‬‬
‫ـ كما يدعي أنه ف مساء ‪ 21‬سبتمب ‪1823‬م نزل عليه ملك من السماء اسه مورون‬
‫وأخبه بأنه قد أعده لهمة ينبغي عليه إنازها‪ ،‬وأخبه عن كتاب نقشت عليه كلمات على‬
‫صحائف من الذهب تروي أخبار القوم الذين استوطنوا القارة المريكية ف الزمنة الغابرة‪،‬‬
‫وتاريخ السلف الذين اندروا منهم‪ ،‬وأنبأه عن حجرين ف قوسي من الفضة لترجة الكتاب‪،‬‬
‫وغادره هذا اللك بعد أن ناه عن إظهار أحد من الناس على هذه الصحف‪.‬‬
‫ف ‪ 18‬يناير ‪1827‬م تزوج من فتاة اسها إيا هيل‪ ،‬فكان له من حيه فيما بعد سندا قويا‬
‫أعانه على نشر فكرته‪ ،‬وذلك لا تتمتع به هذه السرة من مكانة طيبة‪.‬‬
‫ف ‪ 22‬سبتمب ‪1827‬م استلم الصحف – كما يزعم – متعهدا بإعادتا بعد نوضه‬
‫بالطلوب‪.‬‬
‫رحل عن مقاطعة مانشستر المريكية وذهب إل حيث حوه ف مقاطعة سوسكويهانا بولية‬
‫بنسلفانيا‪ ،‬واستوطن مدينة هارمون‪.‬‬
‫شرع ف الترجة بساعدة مارتن هاريس الذي أخذ بعض الروف وشيئا من الترجة وعرض‬
‫ذلك على الستاذ تشارلز آنثون‪ ،‬والدكتور ميتشيل فأقرا بأن ما رأياه إنا هو ترجة عن اللغة‬
‫الصرية القدية وأن الصل إنا يتألف من حروف مصرية قدية‪ ،‬وحروف كلدانية‪ ،‬وحروف‬
‫آشورية‪ ،‬وحروف عربية‪.‬‬

‫ف ‪ 25‬مايو ‪1825‬م ذهب مع أوليفر كودري للصلة ف الغابة حيث زعما أنه هبط عليهما‬
‫يوحنا العمدان (أي نب(*) ال يي عليه السلم) وأمرها بأن يعمد(*) كل منهما الخر‪،‬‬
‫وأخبها بأنه قد جاء إليهما تنفيذا لمر بطرس يعقوب‪ ،‬ورسّمهما لرعاية الكنيسة(*)‬
‫الورمونية‪.‬‬
‫يدعي كل من أوليفر كودري‪ ،‬وداود ويتمر‪ ،‬ومارتن هاريس أنم قد شاهدوا الصحف وأنم‬
‫يشهدون على صحة الترجة ودقتها وبأن هذا الكتاب إنا هو سجل لقوم ناف ولخوتم‬
‫اللمانيي‪.‬‬
‫أعلن ف عام ‪1830‬م وبضور عدد من الشخصيات عن تأسيس كنيسة يسوع السيح(*)‬
‫لقديسي اليام الخية‪.‬‬
‫رحل يوسف سيث وأتباعه عن نيويورك إل مدينة كيتلند الجاورة لدينة كليفلند بولية‬
‫أوهايو حيث شيّد هيكلً عظيما‪ ،‬كما أنه قام بعمل تبشيي واسع النطاق ف تلك النطقة وما‬
‫جاورها‪.‬‬
‫بعث بإحدى الرساليات إل ولية ميسوري للتبشي ولكتساب الؤيدين‪.‬‬
‫تعرضوا للضطهاد فتنازلوا عن منازلم ومزارعهم ورحلوا إل ولية الينوي حيث اشتروا‬
‫الستنقعات الشاسعة الهجورة على شاطئ السيسب وقاموا بإصلحها وبنوا مدينة نوفو أي‬
‫الديدة‪.‬‬
‫سجن يوسف سيث وأخوه هايرم ف مدينة كارسيج بولية الينوي لتامات ضدها‪ ،‬وبينما‬
‫ها ف السجن دخل عليهما مسلحان مقنعان فقتلها بالرصاص‪ .‬وقد حدث ذلك ف ‪27‬‬
‫يونيو ‪1844‬م فانتهت بذلك حياة هذا النب(*) الزعوم‪.‬‬
‫آلت رئاسة الركة(*) والنبوة(*) بعده إل بريام يونج الذي رحل بالقوم إل جبال روكي‬
‫حيث حدد لم مكان إقامتهم فبنوا مدينة سولت ليك وقد خطط الجرات إل يوتاه إذ كان‬
‫بينهم آلف البيطانيي والسكندنافيي‪ ،‬كما يعتب يونج مسئولً عن هذه الرحلة الأساوية‬
‫والت حدثت عام ‪1856‬م حيث مات أثناءها أكثر من مئت شخص من أتباعه‪.‬‬
‫ـ رؤساء الكنيسة(*) هم النبياء‪ ،‬فقد تتابع هؤلء النبياء – بزعمهم – وأخرهم سبنسر‬
‫كيمبل وقد زاد عدد أعضاء هذه الطائفة إذ بلغوا خسة مليي شخص تقريبا وما يزالون ف‬
‫نو وازدياد‪.‬‬
‫هناك أقلية من الورمون ل توافق على سيطرة يونج بعد موت يوسف سيث‪ ،‬فقد بقي هؤلء‬
‫ف الينوي مؤسسي – بالتعاون مع إيا سيث الزوجة الول لنبيهم ومع ابن سيث جوزيف –‬
‫كنيسة يسوع السيح(*) للقديسي العاصرين العاد تنظيمها‪ ،‬ومركزها ميسوري‪ ،‬تنفيذا‬
‫لوصية النب الؤسس الذي قال لم‪ :‬إن صهيون ستكون فيها‪ .‬وقامت كذلك فئات أخرى‬
‫منشقة‪ ،‬كل منها تدعي بأنا قد تلقت صحفا فيها كتب قدية مقدسة‪.‬‬
‫أوليفر كودري‪ ،‬ومارتن هاريس‪ ،‬كانا من شارك ف مرحلة التأسيس وتلقيا الوحي(*)‬
‫الزعوم‪.‬‬
‫وتتابع أنبياؤهم(*) الذين هم رؤساء الكنيسة على النحو التال‪:‬‬
‫يوسف سيث‪.‬‬
‫بريام يونج‪.‬‬
‫جون تيلور‪.‬‬
‫ويلفورد وودروف‪.‬‬
‫لورينوسنو‪.‬‬
‫هيب جرانت‪.‬‬
‫جورج ألبت سيث‪.‬‬
‫داود مكاي‪.‬‬
‫يوسف فليدنج سيث‪.‬‬
‫وأخيا سبنسر كيمبل الذي ما يزال نبيا ورئيسا لم إل الن‪.‬‬
‫يرد ف كتبهم اسم‪ :‬إلا‪ ،‬يارد‪ ،‬لي‪ ،‬إنم أنبياء ف كتاب الورمون‪.‬‬
‫لم شخصيات بارزة ف ملس الشيوخ المريكي وملس النواب‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫الكتب القدسة لديهم اليوم‪:‬‬


‫الكتاب القدس‪ :‬يعتقدون بأنه مموعة من كتابات مقدسة تتوي على رؤى ال للنسان‪،‬‬
‫وأنا مطوطات تتناول قرونا كثية منذ أيام آدم حت الوقت الذي عاش فيه السيح(*) وقد‬
‫كتبها أنبياء كثيون – على زعمهم – عاشوا ف أزمنة متلفة‪ ،‬وهو ينقسم إل قسمي‪:‬‬
‫‪ -1‬العهد القدي(*)‪ :‬فيه كثي من النبوءات الت تنبأت بقدوم السيح‪.‬‬
‫‪ -2‬العهد الديد(*)‪ :‬يروي حياة السيح وتأسيس الكنيسة(*) ف ذلك اليوم‪.‬‬
‫كتاب الورمون‪ :‬هو سجل مقدس لبعض الناس الذين عاشوا ف قارة أمريكا بي ‪ 2000‬ق‪.‬م‬
‫إل ‪ 400‬بعد اليلد‪ ،‬وهو يروي قصة زيارة يسوع السيح لشعب القارة المريكية بعد قيامه‬
‫من الوت مباشرة (كما يعتقدون)‪ .‬وهذا الكتاب يعدّ الجر الساسي لديهم‪ ،‬وإن النسان‬
‫الورمون يتقرب إل ال بطاعة تعاليمه‪ ،‬وقد قام يوسف سيث بترجته إل اللغة النليزية‬
‫بوهبة ال وقوته‪ ،‬وقد نزل به ملك من السماء اسه (مورون) على يوسف سيث‪.‬‬
‫ص كنيسة يسوع السيح كما‬ ‫كتاب البادئ والعهود‪ :‬هو مموعة من الرؤى الديثة الت ت ّ‬
‫أعيدت إل أصلها ف هذه اليام الخية‪ ،‬وهو يوضح تنظيم الكنيسة وأعمالا ووظائفها‪ ،‬وفيه‬
‫نبوءات عن حوادث ستأت‪ ،‬وفيه أجزاء فيها معلومات مفقودة لئات السني‪ ،‬وفيه تعاليم‬
‫الكتاب القدس‪.‬‬

‫الريدة النفيسة‪ :‬يتوي على‪:‬‬


‫‪1‬ـ سفر(*) موسى‪ :‬فيه بعض رؤى موسى وكتاباته كما كُشفت ليوسف سيث ف عام‬
‫‪1830‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ سفر إبراهيم‪ :‬ترجة يوسف سيث من درج بردي مأخوذ من مقابر الصريي القدماء‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ كتابات يوسف سيث ذاته‪ :‬تتوي على جزء من ترجة الكتب القدسة ومتارات من‬
‫تاريخ الكنيسة(*) الورمونية وبنود اليان لديهم ورؤية الملكة السماوية‪.‬‬
‫‪4‬ـ رؤية فداء الموات‪ :‬وهي تروي زيارة يسوع السيح(*) للعال الروحي‪ ،‬وهي رؤية‬
‫أعطيت للرئيس يوسف سيث ف ‪ 3‬أكتوبر ‪1918‬م‪.‬‬
‫إضافة إل الكتب الربعة السابقة فإن كلمات الوحي(*) والرؤى الت يذكرها أنبياؤهم تصبح‬
‫كتبا مقدسة‪ ،‬وكل النشرات والتعاليم وقرارات الؤترات كلها تعتب كتبا مقدسة أيضا‪.‬‬
‫بنود اليان لديهم‪ :‬كما وضعها يوسف سيث ذاته‪:‬‬
‫اليان بال‪ ،‬الب(*) الزل‪ ،‬وبابنه(*) يسوع السيح‪ ،‬وبالروح القدس(*)‪.‬‬
‫اليان بأن البشر سيعاقبون من أجل خطاياهم‪ ،‬وليس بسبب تعدي آدم‪.‬‬
‫اليان بأن جيع البشر يستطيعون أن يلصوا عن طريق كفارة السيح وذلك بإطاعة شرائع‬
‫النيل(*) ومراسيمه‪.‬‬
‫اليان بأن البادئ والراسم الربعة للنيل هي‪:‬‬
‫‪1‬ـ اليان بالرب يسوع السيح‪.‬‬
‫‪2‬ـ التوبة‪.‬‬
‫‪3‬ـ العماد(*) بالتغطيس لغفران الطايا‪.‬‬
‫‪4‬ـ وضع اليدي لوهبة الروح القدس(*)‪.‬‬
‫اليان بأن النسان يب أن يُدعى من ال عن طريق النبوة(*) ووضع اليدي على يد هؤلء‬
‫الذين لم السلطة لكي يبشر بالنيل(*) ويقوم بالراسيم التعلقة به‪.‬‬
‫اليان بنفس التنظيم الذي قامت عليه الكنيسة(*) القدية‪ ،‬أي‪ :‬الرسل(*) والنبياء والرعاة‬
‫والعلمي والبشرين… ال‪.‬‬
‫اليان بوهبة اللسن والنبوة والرؤيا والحلم والشفاء وتفسي اللسن‪.‬‬
‫اليان بأن الكتاب القدس هو كلمة ال بقدر ما ترجم صحيحا‪ ،‬واليان بأن كتاب الورمون‬
‫هو كلمة ال‪.‬‬
‫اليان بكل ما كشفه ال وبا يكشفه الن وبأنه سيظل يكشف أمورا كثية عظيمة تتعلق‬
‫بلكوت ال‪.‬‬
‫اليان بتجمع إسرائيل واستعادة القبائل العشر‪ ،‬وأن دولة صهيون (أورشليم الديدة)‬
‫ستؤسس على القارة المريكية وأن السيح(*) سيحلّ شخصيا على الرض‪ ،‬وأن الرض‬
‫ستتجدد وتتسلم مدها الفردوسي‪.‬‬
‫يدّعون امتياز عبادتم ل القوي طبقا لا يليه عليهم ضميهم كما يسمحون لميع البشر بذا‬
‫المتياز‪ ،‬فليعبدوا ما يريدون وكيف يريدون وأين يريدون‪.‬‬
‫اليان بأنه يب عليهم الضوع للملوك والرؤساء والكام وأصحاب السلطة القضائية‪ ،‬كما‬
‫يؤمنون بأنه يب عليهم إطاعة القانون واحترامه وتعضيده‪.‬‬
‫اليان بأنه يب عليهم أن يكونوا أمناء وصادقي وأطهارا ومسني وأصحاب فضيلة وأن‬
‫يعملوا الي لكل البشر وهم يسعون وراء كل شيء ذي فضيلة ومبوب ويستحق التقدير أو‬
‫الدح‪.‬‬

‫مراتبهم الدينية والتنظيمية‪:‬‬


‫ينقسم الكهنوت لديهم إل قسمي‪:‬‬
‫‪-1‬كهنوت ملكي صادق‪ :‬وهو أعظم كهنوت إذ يلك التوجيه والتبشي بالنيل(*) كما‬
‫يلك سلطة قيادة الكنيسة(*)‪.‬‬
‫‪2‬ـ كهنوت هارون‪ :‬وهو الكهنوت الذي منح لارون ولولده خلل جيع الجيال‪،‬‬
‫وأصحاب هذا الكهنوت يقومون براسم اليان والتوبة والتعميد(*)‪.‬‬

‫خلصة أفكارهم‪:‬‬
‫يعتقدون أن ال هو على شكل إنسان له لم وعظام وبداخل جسده اللموس روح أزلية‪ .‬كما‬
‫يؤكدون على أن الله(*) متطور عن النسان‪ ،‬والناس يكنهم أن يتطوروا إل آلة – تعال ال‬
‫عما يقولون علوا كبيا‪.‬‬
‫النسان – كروح – ولد من والدين ساويي‪ ،‬وقد بقي هذا النسان ف منازل الب(*)‬
‫البدية قبل الجيء إل الرض ف جسد مادي‪ ،‬كما أن السيح(*) هو الروح الول‪ ،‬فهو‬
‫بذلك البن الكب‪.‬‬
‫يسوع السيح(*) هو الذي خلق الرض وكل ما فيها‪ ،‬وخلق كذلك عوال أخرى بتوجيه من‬
‫أبيه السماوي‪ .‬ث خلق بعد ذلك اليوانات‪.‬‬
‫السيح عليه السلم‪ :‬أمه مري العذراء الت كانت مطوبة لشخص اسه يوسف‪ ،‬وقد حلّ عليها‬
‫الروح القدس وقوة العلي ظللتها‪ ،‬وولدها هو ابن ال(*)‪ ،‬وقد جاء الولد وارثا لسلطة إلية من‬
‫أبيه‪ ،‬ووارثا الفناء من أمه‪.‬‬
‫قام يوحنا العمدان بتعميده(*) وهو ف الثلثي من عمره‪ ،‬وقد صام أربعي يوما ليحارب‬
‫الشيطان‪ ،‬كما أنه قد ظهرت على يديه معجزات‪.‬‬
‫إن السيح قد ضُرِبَ‪ ،‬و ُعذّبَ‪ ،‬ومن ث صُِلبَ‪ ،‬ليسجل انتصاره على الطيئة‪ ،‬وقد استودع‬
‫روحه بي يدي أبيه‪ ،‬وقد ظل جسده ثلثة أيام ف القب‪ ،‬ث عادت إليه روحه فقام متغلبا على‬
‫الوت‪.‬‬
‫بعد قيامه بقليل ظهر ف أمريكا‪ ،‬وأسس كنيسته‪ ،‬ث صعد إل السماء‪ .‬وقد دخلت الوثنية(*)‬
‫إل العقيدة السيحية(*) كما حارب رجال الدين بعضهم بعضا ما استوجب نزول السيح مرة‬
‫أخرى مع ال وهبوطهما على يوسف سيث بغية إعادتا إل الرض مرة أخرى كما كانت ف‬
‫الصل‪.‬‬
‫حواء ابنة متارة أعطيت لدم‪ ،‬وسح لما بالكل من كل الشجار عدا شجرة معرفة الي‬
‫والشر‪ ،‬وقد أغراها الشيطان فأكل منها فأصبحا فانيي يشتغلن وينجبان‪.‬‬
‫الروح القدس(*)‪ :‬عضو ف اليئة اللية‪ ،‬وله جسد من الروح ف شكل إنسان‪ ،‬وهو يوجد ف‬
‫مكان واحد فقط ف نفس الوقت إل أن نفوذه يصل إل كل مكان‪.‬‬
‫النب(*) رجل دعاه ال ليمثله على الرض ويتكلم بالنيابة عنه‪ ،‬والنبوة لديهم مستمرة ل‬
‫تنقطع‪.‬‬
‫التعميد‪ :‬ترمز العمودية إل الوت والقيامة وذلك بأن ينل رجل الدين إل الاء مع الشخص‬
‫الذي يريد تعميده‪ ،‬فيغطسه ف الاء ث يرجه‪ ،‬وبذا تنتهي الياة الاطئة وتبدأ الياة الديدة‪،‬‬
‫وهي تسمى اليلد الثان‪.‬‬
‫القربان‪ :‬كانت القرابي قبل السيح(*) تقدم على شكل ذبائح من اليوانات‪ ،‬لكن كفارة‬
‫السيح بقتله أنت هذا النوع من القرابي‪ ،‬وصارت عبارة عن خبز ونبيذ مصحوبة بالصلوات‪.‬‬
‫وخلل رؤية حديثة لقديسي اليام الخية جعلوها خبزا وماءً‪.‬‬
‫يقدسون يوم السبت لن ال استراح فيه بعد انتهائه من خلق الكون ولقد كان قيام السيح‬
‫بعد صلبه ف يوم الحد الذي صار مل تقديس عوضا عن يوم السبت‪.‬‬
‫الصوم‪ :‬هو المتناع عن الطعام والشراب مدة أكلتي متتابعتي وبذلك يصوم الشخص أربعا‬
‫وعشرين ساعة‪ .‬فإذا أكل أحدهم العشاء فل يوز له أن يأكل مرة ثانية حت العشاء الخر‪.‬‬
‫كما يقدم الصائم للقائد الكهنوت إما مالً أو طعاما مساويا لطعام الوجبتي وهذا يسمى‬
‫بعطاء الصوم‪.‬‬
‫يرمون شرب النبيذ‪ ،‬والسكرات الكحولية والتبغ والدخان بكل أنواعه‪ ،‬ويتنعون عن شرب‬
‫القهوة والشاي لا يتويان عليه من عقاقي مضرة‪ .‬ويذرون من تناول الرطبات وما فيها من‬
‫مشروبات الصودا والشروبات الفوارة والياه الغازية‪ ،‬والكول أشدها خطرا‪ .‬وينبهون إل عدم‬
‫السراف ف أكل اللحم من دون تري‪ ،‬ويبيحون تناول الفواكه والضر والبقول والغلل‬
‫مركزين على القمح باصة لعتقادهم بأنه نافع لسم النسان ويؤدي إل الحافظة على‬
‫صحته وقوامه‪ .‬وجدير بالذكر أن يوسف سيث كان يرقص ويشرب المر ويشترك ف‬
‫الصارعة وقد كتب يقول‪" :‬خلق النسان ليتمتع بياته"‪.‬‬
‫يبيحون تعدد الزوجات وييزون للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء لن ف ذلك إعادة لا‬
‫شرعه ال ف الزمان الغابرة‪ .‬ول يسمحون بذلك إل لذوي الخلق(*) العالية على أن يثبتوا‬
‫قدرة على إعالة أكثر من أسرة‪ .‬وقد مارس يوسف سيث هذا التعدد‪ .‬كما استمرت هذه‬
‫العادة حت عام ‪1890‬م‪.‬‬
‫تلوا عن التعدد – ظاهريا – ف عهد نبيهم(*) ولفورد نتيجة للضغط الشديد الذي قوبلوا به‬
‫من الطوائف الخرى وكذلك بغية تكنهم من النضمام إل السلطات التادية‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من التحري الرسي العلن إل أنم يارسون التعدد سرا‪.‬‬
‫يرمون الزن تريا مطلقا‪ ،‬والذي يطئ يكنه التوبة والرجوع عن جيع خطاياه‪.‬‬
‫يب على كل فرد أن يدفع عُشر النقود الت يكسبها على أن يكون ذلك مصحوبا بالفرح‬
‫والسرور‪.‬‬
‫يدفعون عطاء الصوم‪ ،‬ويدفعون اشتراكات متلفة وعطايا لغي سبب‪ ،‬فكنيستهم(*) بذلك من‬
‫الكنائس الغنية الوسرة‪.‬‬
‫من علمات القيامة‪:‬‬
‫‪ -‬الشرور والروب والضطرابات‪.‬‬
‫‪ -‬استعادة النيل‪.‬‬
‫‪ -‬بزوغ كتاب الورمون‪.‬‬
‫‪ -‬اللمانيون يصبحون شعبا عظيما‪.‬‬
‫‪ -‬بناء أورشليم الديدة ف ولية ميسوري‪.‬‬
‫‪ -‬بيت إسرائيل يصبح شعب ال الختار‪.‬‬

‫بعد الساب هناك عدة مالك‪:‬‬


‫‪ -‬الملكة السماوية‪ :‬للذين تسلموا شهادة يسوع وآمنوا باسه وتعمدوا(*)‪.‬‬
‫‪ -‬الملكة الرضية‪ :‬للذين رفضوا النيل(*) على الرض ولكنهم استلموه ف العال الروحي‪.‬‬
‫الملكة السفلية‪ :‬للذين ل يتسلموا النيل(*) ول شهادة يسوع سواء على الرض أو ف العال‬
‫الروحي ومع هؤلء يكون الزناة والفجار‪.‬‬
‫الظلمة الارجية‪ :‬للذين شهدوا ليسوع بالروح القدس(*) وعرفوا قوة الرب لكنهم سحوا‬
‫للشيطان بأن يتغلب عليهم فينكروا الق ويََتحَدوا قوة الرب‪.‬‬
‫يؤمنون بالعهد اللفي السعيد الذي يدوم ألف سنة من تاريخ ميء السيح إل الرض حيث‬
‫يقوم كثي من الموات‪ ،‬وبعضهم يتطف للقائه عندما ينل‪ ،‬وهي القيامة الول‪ .‬أما الشرار‬
‫فيهلكون ف الجساد ويبقون كذلك مع الشرار من الموات حت انتهاء اللف سنة حيث‬
‫تأت القيامة الخرة‪.‬‬
‫ف فترة اللف سنة هذه تسود الحبة والسلم‪ ،‬ويلك يسوع شخصيا‪ ،‬وتتمع الرض ف‬
‫مكان واحد‪ ،‬فلن يكون هناك قارات متلفة‪ ،‬وينمو الطفال بدون خطيئة‪.‬‬
‫لن يكون هناك موت‪ :‬لن الناس سيتغيون من حالتهم الفانية إل حياة اللود ف لظة‪.‬‬
‫ف ناية العهد اللفي سيطلق سراح الشيطان لدة قصية‪ ،‬وتدث معركة بي أتباع النبياء(*)‬
‫وأتباع الشيطان‪ .‬وعندها ينتصر الؤمنون ويطرد الشيطان إل البد مدحورا‪.‬‬

‫الورمون واليهود‪:‬‬
‫ما ل شك فيه أن لليهود دورا فعالً ونشيطا ف حركة الورمون ولذلك فهم‪:‬‬
‫يعتقدون بأن ال أعطى وعده لبراهيم‪ ،‬ومن ث لبنه يعقوب بأن من ذريته سيكون شعب ال‬
‫الختار‪.‬‬
‫وأن يعقوب الذي اسه (إسرائيل) رزق باثن عشر ابنا يعرفون بالسباط‪.‬‬
‫وأن هؤلء النبياء ارتكبوا الشرور فبددهم ال ف الرض منقسمي إل ملكتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الملكة الشمالية‪ :‬وتسمى إسرائيل حيث عاش فيها عشرة أسباط‪.‬‬
‫‪ -2‬الملكة النوبية‪ :‬وتسمى ملكة يهوذا حيث عاش فيها سبطان فقط‪.‬‬
‫السباط الشماليون هزموا ف معركة ودفعوا إل السب‪ ،‬وقد هرب بعضهم وتاهوا ف البلد‪.‬‬
‫بعد مائة عام انزمت الملكة النوبية حوال عام ‪600‬ق‪.‬م‪ .‬عندها ترك لي وعائلته أورشليم‬
‫مستقرين ف القارة المريكية فكان منهم النافيون وكذلك اللمانيون الذي يعتبون من سللة‬
‫لي‪ .‬وقد هدمت أورشليم عام ‪ 586‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫سبطا إسرائيل اللذان بقيا أُخِذا أسيين‪ ،‬كما أعيد بناء أورشليم بعد السيح‪ ،‬إل أن النود‬
‫الرومانيي قد خربوها مرة ثانية‪.‬‬
‫يصرحون بأن ف هذا الزمان قد وعد الرب بأنه سيجمع بن إسرائيل ليتعلموا النيل(*)‪ ،‬كما‬
‫أن موسى النب قد نزل على يوسف سيث عام ‪1836‬م وأعطاه سلطة جع بيت إسرائيل ف‬
‫هيكل كيتلند‪.‬‬
‫بيت إسرائيل الن ف طريقه إل المع إذ أن آلفا من الناس ينضمون إل الكنيسة(*) سنويا‬
‫من السرائيليي الذي ينتمون إل عائلة إبراهيم ويعقوب إما بعلقة الدم أو بعلقة التبن حسب‬
‫ادعاءاتم‪.‬‬
‫سيجمع سبطا افراي ومنسي ف أرض أمريكا‪ ،‬وسيعود سبط يهوذا إل أورشليم كما أن‬
‫السباط العشرة الفقودة ستتسلم البكات الت وعدت با من سبط افراي ف أمريكا‪.‬‬
‫السرائيليون الشتتون ف كل دولة يدعون للتجمع ف حظية السيح(*) ف أوتاد صهيون‪.‬‬
‫هذا التجمع الرف لسرائيل لن يتم حت الجيء الثان للمخلص كما يزعمون‪.‬‬
‫ستكون هناك عاصمتان ف العال‪ :‬الول ف أورشليم والثانية ف أمريكا لن من صهيون ترج‬
‫الشريعة‪ ،‬ومن أورشليم ترج كلمة الرب‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫لليهود دور ف نشوء هذه الطائفة تعزيزا للنشقاق داخل الكنائس السيحية بغية السيطرة‬
‫عليها‪.‬‬
‫كتاب الورمون يشبه التلمود ف كل شيء وياكيه وكأنه نسخة طبق الصل عنه‪.‬‬
‫إن إسرائيل قد جندت كل إمكاناتا لدمة هذه الطائفة عاملة على استمرارية العون والساندة‬
‫النصرانية لا‪.‬‬
‫يعملون على ربط صهيون أو القدس الديدة بالرض المريكية القدسة – حسب وصايا‬
‫الرب – انتظارا لعودة السيح(*) الذي سيعود ليملك الرض ويلها جنات خالدات‪.‬‬
‫يقولون عن فلسطي ف كتاب الورمون ف الصحاح العاشر الفقرة ‪" :31‬فاستيقظي‬
‫وانتفضي من الثرى يا أورشليم‪ ،‬نعم… والبسي حللك الميلة يا ابنة صهيون‪ ،‬ووسعي‬
‫حدودك إل البد‪ ،‬لكي ل تعودي مغلوبة ولكي تتحقق عهود الب(*) الزلية الت قطعها‬
‫معك‪ ،‬يا بيت إسرائيل"‪.‬‬
‫يقولون ف الصحاح الرابع عشر فقرة ‪ 6‬ماطبي الورمون‪" :‬ل تعطوا القدس للكلب ول‬
‫تطرحوا دوركم قدام النازير لئل تدوسها بأرجلها وتلتفت لتمزقكم"‪.‬‬
‫نلحظ تعانق الفكر الصليب مع الفكر الصهيون ف نظرتم إل فلسطي‪ ،‬إنم يقولون ذلك‬
‫منذ عام ‪1825‬م يوم كانت فلسطي ما تزال جزءً من أرض السلم‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫آمن بفكرة الورمون كثي من النصارى‪ ،‬وكان دعاتا من الشباب التحمس‪ ،‬وقد بلغ عدد‬
‫أفرادها أكثر من خسة مليي نسمة‪ ،‬ثانون بالائة منهم ف الوليات التحدة المريكية‬
‫ويتمركزون ف ولية يوتاه حيث أن ‪ %68‬من سكان هذه الولية منهم‪ ،‬و ‪ %62‬من‬
‫سكان مقاطعة البحيات الالة مسجلون كأعضاء ف هذه الكنيسة(*) ومركزهم الرئيسي ف‬
‫ولية يوتاه المريكية‪.‬‬
‫انتشروا ف الوليات التحدة المريكية‪ ،‬وأمريكا النوبية‪ ،‬وكندا‪ ،‬وأوروبا‪ ،‬كما أن لم ف‬
‫معظم أناء العال فروعا ومكاتب ومراكز لنشر أفكارهم ومعتقداتم‪.‬‬
‫أنم يوزعون كتبهم مانا‪ ،‬ودعوتم تأت خدمة لصلحة إسرائيل وتأكيدا لهدافها الرسومة‪.‬‬
‫ولم ‪ 175‬إرسالية تنصيية‪ ،‬كما أنم يلكون‪:‬‬
‫شبكة تلفزيونية‪ ،‬وإحدى عشرة مطة إذاعية‪.‬‬
‫ويلكون ملة شهرية بالسبانية‪ ،‬وصحيفة يومية واحدة‪.‬‬
‫ويلكون مركزا متطورا جدا للمعلومات ف مدينة سولت ليك ف ولية يوتاه المريكية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الورمون طائفة نصرانية جديدة نسبيا‪ ،‬انشقت عن النصرانية‪ ،‬وتدعو إل التمسك بالكتب‬
‫اليهودية وكتاب الورمون وكتاب البادئ والعهود وغيها ويدعون إل اليان بالسيح الذي‬
‫جاء – ف نظرهم – لينقذ اليهود من الضطهاد‪ ،‬واليان بأن البادئ والراسم الربعة‬
‫للنيل(*) هي‪ :‬اليان بالرب يسوع السيح(*) كما يقولون‪ ،‬والتوبة والعماد(*) بالتغطيس‬
‫لغفران الطايا ووضع اليدي لوهبة الروح القدس(*)‪ .‬ويصل شركهم مداه عندما يقولون‬
‫إنم يعتقدون إن ال تعال هو على شكل إنسان له لم وعظام وبداخل جسده اللموس روح‬
‫أزلية‪ ،‬كما أن البشر عندهم هم أبناء وبنات ال‪ ،‬ومن هنا يب حذر السلمي من أفكارهم‪.‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫هناك نشرات توزعها كنيسة يسوع السيح لقديسي اليام الخية بدينة سولت ليك بولية‬
‫يوتاه ف الوليات التحدة المريكية ومنها‪:‬‬
‫(‪a( The Church of Jesus Christ of Latter-day Saints‬‬
‫· ومن نشراتم باللغة العربية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مبادئ النيل‪.‬‬
‫‪ -‬دليل الشعبة‪.‬‬
‫‪ -‬دليل القائد الكهنوت‪.‬‬
‫‪ -‬كلمة الكمة‪.‬‬
.‫ شهادة يوسف سيث‬-
.‫ دليل العائلة‬-
.‫ ماذا عن الورمون – طبع الوليات التحدة‬-
.‫م‬1982 ‫ آب‬/‫هـ‬1402 ‫ شوال‬22 ‫ مقال عن الورمون ف ملة المة عدد‬-
.‫ مقال ف الوسوعة البيطانية عن الورمون‬-
:‫ ولم كذلك نشرات باللغة النليزية هي‬-
.Succession in the Presidency -
?W.H.Y. Famillies -
A Family home evening program suggested by the Church of -
.Jesus Christ of latter-day saints
.The Mormons and the Jewish people -
.The Lord’s Day -
.What the Mormons think of Christ -
.A Word of Wisdom, Mark E. Perersen -
?Baptism. How and by Whom administered -
‫شهود َيهْوَه‬
‫التعريف‪:‬‬
‫هي منظمة عالية دينية وسياسية‪ ،‬تقوم على سرية التنظيم(*) وعلنية الفكرة‪ ،‬ظهرت ف أمريكا‬
‫ف النصف الثان من القرن التاسع عشر‪ ،‬وكما تدعي أنا مسيحية(*)‪ ،‬والواقع يؤكد أنا واقعة‬
‫تت سيطرة اليهود وتعمل لسابم‪ ،‬وهي تعرف باسم (جعية العال الديد) إل جانب‬
‫(شهود يهوه) الذي عرفت به ابتداء من سنة ‪1931‬م وقد اعترف با رسيا ف أمريكا قبل‬
‫ظهورها بذا السم وذلك سنة ‪1884‬م‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫أسسها سنة ‪1874‬م الراهب(*) تشارلز راسل ‪1916 – 1862‬م وكانت تعرف آنذاك‬
‫باسم مذهب(*) الراسلية أو الراسليي نسبة إل مؤسسها كما عرفت باسم الدارسون الدد‬
‫للنيل(*)‪ .‬وعرفت بعد ذلك باسم جعية(*) برج الراقبة والتوراة(*) والكراريس ‪Watch‬‬
‫‪ Tower Bible and Tract Society‬ث استقر المر أخيا وعرفت باسم يهوه(*)‬
‫نسبة إل َي ْهوَه إله بن إسرائيل على ما تردد توراتم‪( ،‬راجع سفر الروج ‪" )4–2 :6‬وكلم‬
‫ال موسى قال له أنا الرب‪ .‬أنا الذي تليت لبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا قادرا على كل‬
‫شيء وأما اسي يهوه فلم أعلنه لم"‪.‬‬
‫ث خلفه ف رئاسة النظمة فرانكلي رذرفورد ‪1942 – 1869‬م الذي ألف سنة ‪1917‬م‬
‫كتاب سقوط بابل ويرمز ببابل لكل النظمة الوجودة ف العال‪.‬‬
‫ث جاء نارثان هرمر كنور ‪1905‬م وف عهده أصبحت النظمة دولة داخل الدولة كما يقال‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫إشاعة الفوضى اللقية والتحلل من جيع الفضائل النسانية الت حثت عليها التعاليم الدينية‪.‬‬
‫يؤمنون بيهوه(*) إلا(*) لم وبعيسى رئيسا لملكة ال‪.‬‬
‫يؤمنون بالكتاب القدس للنصارى ولكنهم يفسرونه حسب مصالهم‪.‬‬
‫الطاعة العمياء لرؤسائهم‪.‬‬
‫يستغلون اسم السيح(*) والكتاب القدس للوصول إل هدفهم وهو‪ :‬إقامة دولة دينية دنيوية‬
‫للسيطرة على العال‪.‬‬
‫تيئة النفوس لقامة الدولة اليهودية الكبى‪.‬‬
‫نفي الساب والعقاب ف الخرة فل إث على من يقترف ذنبا أو معصية ف دنياه‪.‬‬
‫ل يؤمنون بالخرة ول بهنم ويعتقدون بأن النة ستكون ف الدنيا ف ملكتهم‪.‬‬
‫يعتقدون بقرب قيام حرب تريرية يقودها عيسى وهم جنوده يزيون با جيع حكام الرض‪.‬‬
‫يقتطفون من الكتاب القدس الجزاء الت تبب إسرائيل واليهود إل الناس ويقومون بنشرها‪.‬‬
‫ل يؤمنون بالروح وبلودها ولم معابد خاصة بم يسمونا القاعة اللكية أو بيت الرب‪.‬‬
‫الخوة النسانية مقتصرة عليهم دون سواهم من البشر‪.‬‬
‫يعادون النظم الوضعية ويدعون إل التمرد‪ ،‬ويعادون الديان(*) إل اليهودية‪ ،‬وجيع رؤسائهم‬
‫يهود‪.‬‬
‫إشاعة الفوضى العالية بتحريض الشعوب على التمرد على حكوماتم وشق عصا الطاعة عليها‬
‫ومقاطعة جيع النشاطات الرسية ف الدولة ويبرون ذلك با جاء ف كتابم الخضر "ليكن‬
‫ال صادقا بأنم سفراء ال ف ملكوته القدس‪ ،‬ومن ّث فهم يتمتعون بصانة تعفيهم من‬
‫الضوع للحكومات الدنية أيا كانت مقوماتا"‪.‬‬
‫يعترفون بقداسة الكتب الت تعترف با اليهودية وتقدسها وهي ‪ 19‬كتابا‪.‬‬
‫يقولون بالتثليث(*) ويفسرونه بـ (يهوه(*)‪ ،‬البن(*)‪ ،‬الروح القدس(*))‪.‬‬
‫ير العضو فيها براحل معقدة ويضع اللتحاق با إل شروط قاسية‪ ،‬وتنتظم عضوية جعية‬
‫شهود يهوه ثلث مراتب‪:‬‬
‫أعضاء الرجاء السماوي‪ :‬وهم أعضاء الدارة العليا ويرأسهم العبد العظيم أو الكيم ويعرف‬
‫مقره ببيت "إيل" أي بيت ال‪.‬‬
‫صف جلعاد أو الرجاء الرضي‪ :‬ويشمل من العضاء الرواد والعاوني ونظار الناطق‪ ،‬وهؤلء‬
‫هم أعضاء الدارة التنفيذية‪.‬‬
‫البشرون‪ :‬ويعرف أعضاؤها بالدم‪ ،‬وتضم هذه الرتبة الشهود وهم العضاء الكلفون بتوزيع‬
‫مطبوعات المعية ورسائلها‪.‬‬

‫شعاراتم ورموزهم‪:‬‬
‫تبن الينورا وهي الشمعدان السباعي الذي هو رمز اليهود الدين والوطن‪.‬‬
‫تبن النجمة السداسية وهي رمز لليهود كذلك‪.‬‬
‫تبن اسم يهوه(*) ويكتبونه بالعبية وهو "الله(*)" عند اليهود‪.‬‬

‫من كتب النظمة‪:‬‬


‫تنطق باسهم ملة كانت تصدر تت اسم برج مراقبة صهيون ث عدلوها إل‪ :‬برج الراقبة‬
‫لخفاء كلمة صهيون‪.‬‬
‫هذا الب اليد عن الملكة (القصود ملكتهم الأمولة)‪.‬‬
‫الساس ف اليان بعال جديد‪.‬‬
‫لقد اقترب علج المم‪.‬‬
‫العيش بأمل نظام عادل جديد‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫يكن اعتبارهم فرقة مسيحية(*) منفردة بفهم خاص إل أنم واقعون تت سيطرة اليهود‬
‫بشكل واضح ويتبنون العقائد اليهودية ف الملة ويعملون لهداف اليهود‪.‬‬
‫تأثروا بأفكار الفلسفة القدامى واليونانيي منهم باصة‪.‬‬
‫لم علقة وطيدة بإسرائيل وبالنظمات اليهودية العالية كالاسونية‪.‬‬
‫لم علقة تعاون مع النظمات التبشيية والنظمات الشيوعية والشتراكية الدولية‪.‬‬
‫لم علقة كبية مع أهل النفوذ من اليونانيي والرمن‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫ل تكاد تلو دولة ف العال من نشاط لذه النظمة السرية الطرة‪.‬‬
‫مركزهم الرئيسي ف أمريكا – حي بروكلي بنيويورك‪.Columbia Heights 124 :‬‬
‫(‪i( Brooklyn 1. New York - USA‬‬
‫وصل عدد البلدان الت يزاولون فيها نشاطهم سنة ‪1955‬م إل ‪ 158‬دولة وكان عددهم‬
‫آنذاك ‪ 632929‬عضوا وعدد دعاتم ‪ 1814‬داعية فكم يكون إذن عددهم الن؟ وقد‬
‫فطنت بعض الدول إل خطورتم فمنعت نشاطهم وتعقبتهم ومن هذه الدول‪ :‬سنغافورة‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ساحل العاج‪ ،‬الفلبي‪ ،‬العراق‪ ،‬النرويج‪ ،‬الكاميون‪ ،‬الصي‪ ،‬تركيا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬رومانيا‪،‬‬
‫هولندا‪ ..‬وما يزالون ينشطون ف هذه الدول بطريقتهم الاصة السرية‪ .‬أما ف إفريقيا والدول‬
‫السلمية فغالبا ما يكون نشاطهم بالتعاون مع النظمات التبشيية‪.‬‬

‫طريقتهم ف العمل‪:‬‬
‫يرون أنه ثبت بالدليل أن عددا كبيا من الناس ل يضرون إل العابد‪ ،‬وأن أكثر من نصف‬
‫الناس ف بعض البلدان ل ينتمون إل طائفة من الطوائف الدينية‪ ،‬وأن مليي من النتمي إل‬
‫الطوائف الدينية ل يضرون عبادتم ول يريدون أن يستمعوا إل رجال الدين‪ .‬فعملت شهود‬
‫يهوه على أن تفي نفسها تت أستار أنا فرقة مسيحية(*) تطوف بالبيوت والقاهي والندية‬
‫العامة والطرقات‪ ،‬حاملة الكتب والنشورات‪ ،‬تعرض فيها تعاليمها بماسة مدعية أنا حاملة‬
‫رسالة دين(*) جديد يمع تت لوائه أهل الديان(*) كافة‪ ،‬تتظاهر بعدم معاداة أحد أو أية‬
‫طائفة من الطوائف‪ .‬كما عملت على عدم الحتفاظ بأساء أعضائها واكتفت فقط بفظ‬
‫ناشري مطبوعاتا ونشراتا وعملت – أيضا – على عدم العلن عمن يساعدها بالموال ف‬
‫أداء مهامها‪.‬‬
‫يصدرون آلف الكتب والنشرات والصحف ويوزعونا مانا ما يدل على قوة رصيدهم‬
‫الال‪.‬‬
‫لم مدارس خاصة بم ومزارع ودور صحافة ودور نشر‪ ..‬ولكل منها إدارة خاصة با‪.‬‬
‫لم مكاتب للترجة والتأليف ولان دينية عليا لتفسي الكتاب القدس وفق مصلحتهم‪.‬‬
‫لم تعاون كبي مع النظمات الماثلة الت تعمل لصال اليهود‪.‬‬
‫تستفيد هذه النظمة من أعضائها ف أعمال الستخبارات والاسوسية والدعاية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫إن منظمة شهود يهوه تدعي السيحية(*) وتوال اليهودية وتعادي السلم وهي من النظمات‬
‫الشبوهة الت يلزم وقف نشاطاتا ف أي بلد إسلمي – إن وجد ‪ -‬وعدم السماح بتداول‬
‫مطبوعاتا وملتا تت أي مسمى كان ويكفي أن علقتهم وطيدة بإسرائيل وأن روابطهم‬
‫وثيقة بعملء التنصي‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬شهود يهوه‪ ،‬د‪ .‬ممد حرب‪.‬‬
‫‪ -‬كتابان باللغة التركية‪ :‬الستاذ حكمت تانيو وها‪:‬‬
‫‪.Yehora Sahitleri -‬‬
‫‪.Tharih Boyunca Turkler ve Yahudiler -‬‬
‫‪ -‬الاسونية العالية ف ميزان السلم‪ ،‬عبد ال سك‪ ،‬كلية أصول الدين بالقاهرة ‪1407‬هـ‪/‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫شهود يهوه ف اليزان‪ ،‬جبائيل فرح البوس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصهيونية بي الدين والسياسة‪ ،‬عبد السميع الراوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لذا أكره إسرائيل‪ ،‬أمي سامي الغمراوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليهودية العالية وحربا الستمرة على السيحية‪ ،‬إيليا أبو الروس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرة حول الؤامرات الدولية اليهودية‪ ،‬د‪ .‬سعيد ممد أحد بانة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الاسونية ف العراء‪ ،‬د‪ .‬ممد علي الزعب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شهود يهوه‪ .‬التطرف السيحي ف مصر‪ ،‬أبو إسلم أحد عبد ال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البوس ديي‬
‫التعريف‪:‬‬
‫البوس ديي منظمة (*) سرية دينية ل رهبانية نصرانية كاثوليكية معاصرة‪ ،‬تسعى إل سيادة‬
‫التعاليم النيلية والعودة إل النصرانية الول كما هي موجودة ف النيل(*) التداول‪ .‬وذلك‬
‫وفق ضوابط تنظيمية دقيقة مكمة مع الستفادة الكاملة من معطيات العصر الديث‪ ،‬وتتلمس‬
‫طريقها من خلل السيطرة على النواحي السياسية والقتصادية والتربوية‪ .‬واسها يمع بي‬
‫اسي جعية(*) الصليب القدس‪ ،‬ومنظمة العمل اللي معا‪ .‬وتتلف عن اليئات الخرى ف‬
‫عدم ارتداء زيّ خاص با‪ ،‬وسرية النذر وعدم وجود حياة جاعية مشتركة بشكل إجباري‪،‬‬
‫ومصادر دخلها تعتب سرا من السرار‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫* أسس هذه النظمة القس خوسيه ماريا أسكريفا ‪ JOSE MArIA ESCrIVA‬ف‬
‫أسبانيا وذلك ف ‪ 2‬أكتوبر ‪1928‬م وهو يزعم أنه قد اختي لذه الهمة بوحي(*) إلي وذلك‬
‫كي يضفي على هذا التأسيس هالة من التقديس‪.‬‬
‫* ف عام ‪1930‬م ت تأسيس الفرع النسائي للمنظمة على نفس نط الفرع الرجال تنظيما‬
‫وانتشارا‪.‬‬
‫* وجدت أفكار أسكريفا أرضا خصبة ف إسبانيا تت حكم النرال فرانكو وباصة عقب‬
‫النتهاء من الرب الهلية فيها‪.‬‬
‫* للمنظمة أعضاء وصلوا إل الوزارة ف كل من أسبانيا وإيطاليا ويشكلون ثقلً مهمّا ف كل‬
‫البلدين‪.‬‬
‫* لم الن ثلثون نائبا على القل ف البلان(*) السبان ينتمون إل النظمة ويتحركون‬
‫بإياءاتا‪.‬‬
‫* هناك أساقفة(*) وقساوسة(*) منتمون سرا للمنظمة ويعملون بي متلف الطبقات‬
‫الجتماعية السبانية وف صفوف اليش‪.‬‬
‫* ولم رئاسة قسم الدراسات اللهوتية ف روما وهو فرع من جامعة نافارا السبانية‪.‬‬

‫· اليكل التنظيمي ‪:‬‬


‫‪ -‬الجلس العام‪ :‬ويتألف من الرئيس والسكرتي العام والنائب العام وشخصيات من أربع‬
‫عشرة دولة‪ ،‬وهو الذي يتخذ القرارات الاسة باعتباره أعلى سلطة ف النظمة بميع فروعها‬
‫ف العال وبأقسامها الثلثة‪ :‬القساوسة والدنيي والفرع النسائي‪.‬‬
‫‪ -‬القساوسة‪ :‬وهي أعلى درجة يطمح العضو فيها ويرتقي إليها العضو النظامي‪ ،‬وحت عندما‬
‫يتحول العضو النظامي إل قسيس(*) فإنه ل يتخلى عن عمله الهن ويصبح ف هذه الال‬
‫طبيبا قسيسا أو ماميا قسيسا‪ ..‬ال‪.‬‬
‫‪ -‬العضو النظامي وهي أعلى درجة ف التنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬الناذر نفسه (القربان) ويقوم بنذر نفسه للمنظمة ويكرس حياته لا‪.‬‬
‫‪ -‬العضو غي النظامي‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون‪ ،‬علقته كنصي أو مؤيد‪.‬‬
‫‪ -‬اعترفت الكنيسة(*) السبانية بذا اليكل التنظيمي للبوس ديي اعترافا شبه رسي ما دعم‬
‫مكانتها وزاد ف انتشارها‪.‬‬
‫‪ -‬لقي الؤسس اهتماما من الفاتيكان(*) ما جعله يقرر النتقال من أسبانيا إل روما والقامة‬
‫هناك بشكل نائي جاعلً منها القر الرئيسي للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬ظل اسكريفا رئيسا لذه النظمة طيلة حياته إل أن توف عام ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم تنظيم نسائي على يد أخوات العضاء البارزين ف الركة‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫* أفكار دينية وتنظيمية ‪:‬‬
‫أهداف النظمة(*) دينية صرفة‪ ،‬فهي تعمل من أجل إعلء النصرانية وفق العقائد الكاثوليكية‪،‬‬
‫عن طريق التربية والسياسة والقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمن نشاط النظمة جهود رجال الدين‪ ،‬ومن غي رجال الدين‪ ،‬كما يشمل الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬ويعطي عناية خاصة للشباب‪.‬‬
‫‪ -‬يرض التنظيم(*) على أن يكون أعضاؤه قدوة حسنة‪ ،‬كما يرص على السرية والكتمان‪.‬‬
‫‪ -‬يهدف التنظيم فيما يعلنون إل تربية جادة صارمة لعضائه‪ ،‬تقوم على الدية‪ ،‬والعفة‬
‫وحسن اللق‪ ،‬بل والتقشف أيضا‪ ،‬فكأنه يريد أن ييي فيهم روح الوائل‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم التنظيم على ضوابط دقيقة ف النتساب‪ ،‬ث ف التعامل بي العضاء ف مرحلة ما بعد‬
‫النتساب‪ ،‬وحت ف حالت الستقالة أو الفصل‪ ،‬وتوزع المور توزيعا موضوعيا يعطي الرء‬
‫حق التظلم والعتراض‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم عمل متكامل يهدف إل الواءمة بي النواحي الروحية الدينية وبي الستفادة من‬
‫كل ما تقدمه الضارة الديثة من أدوات تنظيمية دقيقة ذات أهداف ومناهج وضوابط‬
‫وموارد مالية‪.‬‬
‫* لقد نشأت هذه النظمة ف الصل لتكون لصيقة بنظام النرال فرانكو‪ ،‬وكان لتأييده لا أثر‬
‫مهم ف زيادة نفوذها وانتشارها‪.‬‬
‫* يكن أن توصف النظمة بأنا (مافيا دينية كاثوليكية) بوحي من أهدافها وحسب مصلحتها‬
‫للسيطرة السياسية والقتصادية ف أسبانيا باصة وف متلف دول العال بعامة‪ .‬وقد شكلت‬
‫النظمة إمباطورية اقتصادية صناعية تاثل أرقى وأحدث صور المباطوريات الصناعية‬
‫القتصادية التعددة النسيات الوجودة ف العال‪ .‬وهي متغلغلة ف جيع الوساط والطبقات‪.‬‬
‫* تاول النظمة الوقوف بكل حزم أمام تيار النظمات اليسارية والليبالية والاسونية‪.‬‬
‫* إذا أظهر الرشح رغبة للنضمام فإن عليه أن يضع (لرادة الرب)‪ ،‬وإرادة الرب عندهم‬
‫هي أن يدخل الرء ف هذه النظمة‪ ،‬وبعد ستة أشهر تقريبا من العيش داخل النظمة‬
‫وروحانيتها يقبل الرشح بشكل رسي‪.‬‬
‫* بعد ستة أعوام من النضمام تقام حفلة (الخلص والوفاء) لتأكيد عضوية التقدم بشكلٍ‬
‫نائي حيث يعطي خاتا عليه قطعة من الجر الكري يفرض عليه حله طوال حياته‪.‬‬
‫* كثي من أعضاء النظمة(*) يعلون من المار شعارا لم ويقولون أن السيح قد دخل‬
‫القدس وهو راكب على ظهر حار‪ ،‬ومن صلوات اسكريفا قوله ماطبا ربه‪( :‬أنا حارك‬
‫الربان)‪.‬‬
‫* تتركز النواحي الروحية للحركة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقبل الرض عند الستيقاظ‪.‬‬
‫‪ -‬المام واللقة خلل نصف ساعة على الكثر‪.‬‬
‫‪ -‬نصف ساعة للصلة الفردية‪ ،‬وبعد ذلك قداس جاعي لدة عشر دقائق‪.‬‬
‫‪ -‬بعد الغداء زيارة مكان القربان القدس‪ ،‬وبعد ذلك ثلث ساعات من الصمت الصغر‪.‬‬
‫‪( -‬العصرونية) وهو وقت مصص للنشاط الماعي بسبب وجود بعض الدعوين (الرشحي)‬
‫حيث تتلق مناقشات ف موضوع دين ما أو حادثة دينية معينة‪.‬‬
‫نصف ساعة للصلة‪.‬‬
‫‪ -‬ناية اليوم وتقرأ فيه الصلوات ث يري فحص عام للنشاطات الروحية أو الالية الت جرت‬
‫فيه‪ ،‬ويبدأ بعد الصمت الكب الذي ينع فيه الكلم خلل كل الوقت الباقي حت اليوم التال‪.‬‬
‫‪ -‬قبل النوم يرسم العضاء إشارة الصليب بأيديهم على جسمهم‪ ،‬ويرشون الاء القدس على‬
‫الفراش ث يقومون بصلة قصية وينامون‪.‬‬
‫* ف الثان من شباط سنة ‪1947‬م قام الفاتيكان(*) بنح البوس ديي درجة (هيئة دينية ل‬
‫رهبانية) أي هيئة دينية للعمل ضمن ومن خلل الجتمع الدن‪.‬‬
‫· الؤلفات ‪:‬‬
‫‪ -‬ألف اسكريفا كتيبا صغيا عام ‪1934‬م ساه اعتبارات روحية لكن الكتاب اختفى فجأة‬
‫ليحل مله كتاب الطريق الذي يعد إنيل النظمة‪ ،‬وقد ظهرت طبعته الول عام ‪1939‬م‪،‬‬
‫ويتوي على ‪ 999‬حكمة ومقسم إل أربعي بابا و ‪ 136‬موضوعا‪.‬‬
‫‪ -‬لسكريفا أطروحة دكتوراه‪ ،‬وله كتب صغية حول صلتم‪.‬‬
‫‪ -‬من كتب النظمة القيمة اللية للنسان تأليف خوسي أورتيغا‪ ،‬يتكلم فيه عن النسان‬
‫الكاثوليكي الصليب‪ .‬وكتاب روحانية العلمانيي تأليف خوان باركيستا توريو‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫* هذه النظمة(*) نصرانية كاثوليكية تدعو إل العودة إل النصرانية الول مستفيدة من‬
‫معطيات العصر الديث‪.‬‬
‫* توجهها دين سياسي اقتصادي تربوي ‪.‬‬
‫* تؤمن النظمة بكل معطيات النصرانية من تثليث(*) وأب(*) وابن(*) وروح القدس(*)‬
‫والعذراء والصليب(*) والفداء والقرابي والطيئة وأكل لم النير وما إل ذلك ما يعتقده‬
‫النصارى بعامة‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫‪ -‬ل يوجد ف العال بلد نصران إل وللمنظمة وجود فيه‪ ،‬فقد اتسع وجود النظمة ليشمل‬
‫أكثر من خسي دولة ف العال تغلغلت من خللا ف جيع الوانب الفكرية والثقافية‬
‫والسياسية والالية‪.‬‬
‫* تتركز قوتا ف الناطق التالية‪ :‬أسبانيا وفيها ثقلها الساسي‪ ،‬إيطاليا حيث يقوم الركز‬
‫الرئيسي والدول ف روما بشارع فيل برورو ‪ Virla Bruro‬ومهمته الدارة والتنظيم(*)‪،‬‬
‫الفلبي ف شرق آسيا‪ ،‬الكسيك وفنويل ف أمريكا اللتينية‪ ،‬وقد دخلت الياة العامة ف‬
‫كولومبيا والبيو وتشيلي‪ ،‬وأخيا ف الرجنتي ولكن بنسب متفاوتة‪ ،‬وكينيا ف إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬يصل عدد أعضاء النظمة ف العال اليوم إل حوال ‪ 72000‬نسمة من ‪ 78‬جنسية نصفهم‬
‫ف أسبانيا‪ .‬وتلك النظمة أكثر من ‪ 700‬مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية ومعهد وبيت‬
‫للطلبة ومركز ثقاف منتشرة ف العال منها ‪ 497‬جامعة ومدرسة عليا‪.‬‬
‫‪ -‬يلكون ‪ 52‬مطة إذاعة‪ 12 ،‬شركة توزيع وإنتاج سينمائي و ‪ 694‬مطبوعة دورية و ‪38‬‬
‫وكالة أنباء و ‪ 13‬بنكا وشركات ومصانع وعقارات كثية‪.‬‬
‫‪ -‬وصلت النظمة إل السيطرة شبه الكاملة على الجلس العلى للباث العلمية ف أسبانيا‪.‬‬
‫ف أسبانيا وحدها تلك النظمة ‪ 21‬بيتا من بيوت الطلبة تديرها بشكل مباشر‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البوس ديي منظمة(*) سرية دينية نصرانية هدفها إعلء السيحية(*) الكاثوليكية عن طريق‬
‫الفادة من كل العطيات الديثة للتربية والسياسة والقتصاد‪ ،‬ومن خلل أعضاء يب أن‬
‫يكونوا قدوة حسنة ويرصون على السرية والكتمان‪ ،‬بغية تقيق السيطرة الدينية والسياسية ف‬
‫أسبانيا وغيها من الدول الت انتشرت فيها‪ .‬وللمنظمة هيكل تنظيمي‪ ،‬يسهر كله على تقيق‬
‫النواحي الروحية للمنظمة الت يتخذ كثي من أعضائها المار شعارا لم‪ ،‬وبسبانا مافيا دينية‬
‫كاثوليكية فإنا تعتب أنا هي وحدها على الق وأن كل ما عداها على باطل‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب والؤلفات الت تصدرها النظمة‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة البوس ديي‪ :‬النشأة‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التطور تقرير ف ملفات الندوة العالية للشباب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬دستور هيئة البوس ديي‪ ،‬تقرير ف ملفات الندوة العالية للشباب السلمي‪.‬‬
‫الونية (حركة صن مون التوحيدية)‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الونية‪ :‬حركة(*) مشبوهة تدعو إل توحيد الديان(*) وصهرها ف بوتقة واحدة بدف إلغاء‬
‫الفوارق الدينية بي الناس لينصهروا جيعا ف بوتقة (صن مون) الكوري الذي ظهر بنبوة‬
‫جديدة ف هذا العصر الديث‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫* مؤسس هذه النحلة هو القس(*) الثري صن مون الولود ف كوريا عام ‪ 1920‬الذي ادّعى‬
‫بأنه على اتصال بالسيح عليه الصلة والسلم منذ عام ‪1936‬م وأنه منذ بلوغه السادسة‬
‫والعشرين من عمره بدأ يدرس حياة النبياء(*) والقادة الروحيي من مثل موسى وعيسى‬
‫وممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن مثل بوذا(*) وكرشنا(*)‪ ،‬ويطلع على تعاليم الديان (*)‬
‫السماوية والوضعية كاليهودية والنصرانية والسلم وكذلك البوذية والندوسية‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1973‬م انتقل إل الوليات التحدة وعقد صلت عدة مع كبار الشخصيات‬
‫هناك‪.‬‬
‫‪ -‬أُلقي القبض عليه وأودع السجن الفيدرال بكنكتيكت لدة سنة ونصف السنة بسبب تربه‬
‫من دفع الضرائب‪ ،‬وقد استطاع أتباعه تصوير سجنه على أنه اضطهاد ف سبيل العتقد الدين‬
‫الذي يمله‪.‬‬
‫‪ -‬يتل حاليا منصب الرئيس للمجلس العالي للديان‪.‬‬
‫‪ -‬زار ألانيا‪ ،‬لكن سلطات بون أعلنت أنه شخص غي مرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ياول أن يكون قريبا من الحداث الهمة إذ كان له ولطائفته دور مهم ف الوقوف إل‬
‫جانب الرئيس ريتشارد نيكسون ف فضيحة ووترجيت‪ ،‬كما أنم كانوا نشيطي ف حاية‬
‫برنامج الرئيس ريغان وسياسته ف أمريكا الوسطى‪.‬‬
‫* شانج هوان كواك‪ :‬يشغل منصب مساعد رئيس الجلس العالي للديان(*)‪ ،‬وهو أكب‬
‫معاون مون‪ ،‬وقد أعلن ف بيانه الذي ألقاه ف الؤتر النعقد بتركيا سنة ‪1985‬م عن نبوة(*)‬
‫مون وأنه يتلقى الوحي(*) ‪ revelation‬من السماء ‪.‬‬
‫* اليهودي فرانك كوفمان‪ :‬يقيم ف نيويورك‪ ،‬ويتبع مون‪ ،‬ويعمل ف مؤسسته‪ ،‬وقد ناشد‬
‫علماء السلمي ف مؤتر تركيا "أن يتفهموا موقف الديان الخرى مثل اليهودية والبوذية‬
‫والندوكية"‪.‬‬
‫* دكتور يوسف كلرك‪ :‬قس(*) كاثوليكي من مساعدي مون‪ ،‬وهو عضو ملس إدارة‬
‫الجلس العالي للديان‪ ،‬كان مثل الجلس ف مؤتر تركيا‪.‬‬
‫* كوزا‪ :‬رئيس مكتب مون ف هندوراس ويعمل بمة على نشر الركة(*) ف أمريكا‬
‫اللتينية‪.‬‬
‫* موسى دست‪ :‬رئيس كنيسة(*) مون بالوليات التحدة المريكية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫* يزعم أنه على اتصال بالسيح(*) وأنه يتلقى الوحي من السماء مدعيا نبوة جديدة‪.‬‬
‫* شعاره وهدفه العلن هو السعي من أجل توحيد الديان(*) على اختلف أنواعها‪.‬‬
‫* يقول للنصارى بأن الله(*) قد رمى بالسيحية(*) جانبا وأبدلا برسالة جديدة هي رسالة‬
‫توحيد الديان الداعي إليها‪.‬‬
‫* من القانون الساسي لركة مون‪" :‬إن الدف الرئيسي هو العمل من أجل توحيد العال‬
‫تت راية إله واحد بيث تضمحل من هذا العال كل الواجز والعوائق الكنسية والسياسية‬
‫والوطنية والقومية والجتماعية"‪.‬‬
‫* يقولون ف كتابم البدأ القدس‪" :‬إن رسالة آدم الساسية أن يلق السرة الكاملة ف‬
‫الرض‪ ،‬وهذه الهمة ل تتحقق نتيجة لعمل الشيطان الذي كان نشيطا ف مهمته منذ بداية‬
‫اللق‪ ،‬وعيسى قد خلق آدم‪ ،‬وفشل ف أمر الزواج‪ ،‬وترك مبدأ تكوين السرة الكاملة‪ ،‬وفشله‬
‫ل فقد أحيا الانب الروحي للنسان‪ ،‬وقد ظل جسد النسان مستعبدا للشيطان‪،‬‬ ‫ليس كام ً‬
‫هذا أيضا يب تديده‪ ،‬وهذا يستلزم آدما ثالثا بالتاد مع زجة مثالية يكن تقيق هذا الدف‬
‫لناب النسان الكامل"‪.‬‬
‫* إنم يقومون بدراسة رسومات بيانية يزعمون أنا "تبي أن التاريخ والحداث متكررة‬
‫ومقدرة سلفا ووفقا لذه الداول البيانية‪ ،‬ويقولون‪ :‬إن هناك أمثلة متكررة من البشر قد‬
‫اختيوا ليصيوا آباء كاملي‪ ،‬لكن الشيطان قد اعترض سبيلهم فلم ينجحوا‪ ،‬وقد وجدت‬
‫هذه السر الثالية على مر التاريخ النسان ف فترات متقطعة على مدى أربعمائة عام سلفت"‪.‬‬
‫* يتم اقتناص الشخص ليصبح عضوا ف حركتهم عن طريق دعوته أولً إل وجبة طعام ث‬
‫دعوة للشتراك ف رحلة ناية السبوع‪.‬‬
‫* ينع الفراد الدد من تدث بعضهم لبعض وعليهم النتظار حت اللقاء الخر ف ناية‬
‫السبوع‪.‬‬
‫يضي الدعو عدة أسابيع مع معلمه‪ ،‬وقد يعلونه بعد ذلك ف مسكن واحد مع أعضاء جدد‬
‫آخرين ليلقنوهم جيعا العقيدة الديدة مع التركيز على تقديس وتجيد شخصية مون والتأكيد‬
‫على ضرورة التنكر لعقيدة أهاليهم ومتمعاتم‪.‬‬
‫* يقول مون ف كتابه التوجيهي أقوال الب الروحي‪" :‬إن عملية البعد عن العائلة والصدقاء‬
‫ل يتم بالصدفة إذ لبد أن تتمرس على حياتك الديدة ومن بعدها يكنك أن تتنكر لعائلتك‬
‫وأصدقائك وجيانك"‪.‬‬
‫إذا ما حاول العضو الفرار منهم فسيكون ذلك صعبا لعدة أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬لنه يكون قد انفصل عن عائلته فل يستطيع العودة إليها بعد أن ناصبها العداء بسبب‬
‫معتقده الديد الذي يالف معتقدها‪.‬‬
‫‪ -2‬لنه يكون قد ُغسِلَ دماغُه وصار أداة طيعة ف أيديهم يركونه كيفما يريدون بعد أن‬
‫سيطروا عليه روحيا وخدعوه بالوعود السماوية الكاذبة‪.‬‬
‫‪ -3‬لن أفراد عصابة مون سيتابعونه ويطاردونه حت يعود إل حظيتم من جديد‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا ما استسلم العضو الديد لم فإنم يسخرونه لبيع الورود والشموع ليكون مصيدة‬
‫لذب العضاء الدد فضلً عن اليراد الال الذي يققه ليزانية الركة‪.‬‬
‫* نظم مون عملية زواج جاعية ف ميدان ماديسون جاردن بنيويورك قام خللا بتزويج‬
‫‪ 2075‬شابا وفتاة على الرغم من أن الجلس القومي الكنسي ف أمريكا كان قد أصدر بيانا‬
‫يعلن فيه عدم العتراف بكنيسة مون‪.‬‬
‫* يؤكد مون ماربته للشيوعية ويركز هجومه عليها كما أنه يرسل البعثات لناهضتها ف‬
‫أماكن عديدة من العال‪.‬‬
‫* لقد عقد مون عددا من الؤترات سعيا وراء تقيق أهدافه‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬مؤتر توحيد اليهود ف سويسرا‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر اتاد العال السيحي ف إيطاليا‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر البوذيي ف اليابان‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر الندوكية ف سييلنكا‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر اتاد العال السلمي‪ :‬الذي ت عقده ف تركيا قرب اسطنبول وذلك ف الفترة من‬
‫‪ 22 – 19‬سبتمب ‪1985‬م‪ ،‬وقد تعاونت معهم كلية الليات بامعة مرمرة بدف إناح‬
‫الؤتر‪.‬‬
‫‪ -‬لديهم خطة لعقد مؤترات أخرى م سنة ‪1993 – 1989‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كان أتباع مون الشاركون ف الؤتر بتركيا يصورون اللفات بي الديان(*) على أنا ل‬
‫تعدو أن تكون شبيهة بتلك اللفات الفقهية الوجودة بي الذاهب(*) السلمية ذاتا‪ ،‬وهذا‬
‫مض افتراء‪ ،‬إذ إن اللف بي الديان خلف عقائدي قبل كل شيء‪ ،‬ف حي أن اللف‬
‫بي الذاهب الفقهية ليس أكثر من خلف داخلي اجتهادي ف الفروع دون الصول‪.‬‬
‫‪ -‬قال اليهودي كوفمان ف اللسة التامية لذا الؤتر‪" :‬إن المر يتاج إل أن نبذل الزيد من‬
‫الهد حت نفهم بعضنا‪ ،‬فإننا قد ننتسب إل شيء واحد وعقيدة واحدة‪ ،‬ورغم ذلك نتلف‪،‬‬
‫ومن أجل أن نلتقي لبد لنا من أن نتفهم غينا من خلل نظرته"!!‬
‫* تذكر جريدة السلمون ف عددها ‪ 36‬أن الجلس العالي للديان الذي يترأسه صن مون إنا‬
‫يعمل تت رقابة الؤسسة العالية التحدة للديان ‪ IrF‬وهي واحدة من الوكالت الدينية‬
‫النسانية التابعة للكنيسة الوحدة الت هي إحدى الركات الدينية الديدة الت أسسها صن‬
‫مون ف كوريا‪.‬‬
‫‪ -‬وتذكر الريدة بأن أهداف الجلس العالي للديان حسبما تورده مذكرة الجلس ذاته‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الناداة بوحدة النسانية‪.‬‬
‫‪ -2‬منح الحترام الواجب للتراث النسان الختلف‪.‬‬
‫‪ -3‬دعوة الناس من كل الديان إل نوع من الوحدة الروحانية واحترام خصوصيات كل‬
‫دين(*)‪.‬‬
‫‪ -4‬تشجيع الفهم التبادل والتعاون بي ومع العتقدات الدينية ف العال‪.‬‬
‫‪ -5‬معاونة هؤلء التطلعي إل إياد تناسق وانسجام بي الديان والساعدة ف التعاون بي‬
‫النظمات الدينية‪.‬‬
‫‪ -6‬توسيع استخدام وجهات النظر الدينية ف حل الشكلت النسانية العامة‪.‬‬
‫‪ -7‬الدفاع عن حقوق النسان با ف ذلك حق حرية العتقدات الدينية ومارستها‪.‬‬
‫‪ -8‬التأييد العلمي للطموحات الفردية الاصة بالعتقدات الدينية عن طريق وضع برامج من‬
‫شأنا تفيف العاناة وتسي حال البشرية‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫* إن اليهود – باعتبارهم أقلية مفسدة – يسعون دائما لبث دعاوى إذابة الفروق بي العقائد‬
‫ما يهد الطريق لم ليتغلغلوا داخل شعوب الرض ويكونوا هم الستفيدين ف النهاية على‬
‫حساب الديان الخرى جيعا‪.‬‬
‫* إن هذه الركة(*) تدور ف فلك الركات السخرة لدمة الصهيونية العالية إذ أن التشابه‬
‫بي هذه الركات يدل على أنا ذات أصل واحد وتعمل لدف مشترك واحد‪.‬‬
‫* إن الثراء الفاحش الذي يتحرك فوقه صن مون ليشي إل الهة الت توله وتقف وراءه‬
‫لتستفيد من عمله ودعوته ف تفتيت الديان(*) وتطيم الخلق(*)‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫* تتمتع هذه الركة بوجود ضخم ف جنوب ووسط أمريكا إذ أن لم علقات قوية مع كبار‬
‫السياسيي ف تشيلي وأرجواي والرجنتي وهندوراس وبوليفيا‪.‬‬
‫* ف أيرلندا لم مركز وكنيسة(*) أسها الكنيسة التوحيدية‪ ،‬وتدر الشارة إل أن ليرلندا‬
‫دورا كبيا ف دعم أمثال هذه الركات‪.‬‬
‫* لم استثمارات ف جنوب كوريا‪ ،‬وقد سحت لم حكومة سيول بإقامة كنيسة لم خارج‬
‫العاصمة‪.‬‬
‫‪ -‬إنم متغلغلون ف الناح الين للحزب (*) المهوري بالوليات التحدة كما يشكلون‬
‫الناح الين للدكتاتورية ف أمريكا النوبية‪.‬‬
‫‪ -‬يتلك زعيمهم عدة عقارات ف العال وشركات ومطاعم وأراض وملت لبيع الجوهرات‬
‫وشركة للنشر تسمى ‪ Paragon House‬كما أسس جريدة الواشنطن تايز الت يوزع‬
‫منها ‪ 75‬ألف نسخة ف اليابان ونيويورك وأرجواي وقبص ولديه فندق نيويوركر ‪New‬‬
‫‪ Yorker‬ف ماناتن‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬
‫إن الونية حركة(*) مشبوهة‪ ،‬تدعو إل القضاء على كل الديان(*)‪ ،‬وابتداع دين جديد‪،‬‬
‫ينصهر ف بوتقة التنب الكوري صن مون‪ ،‬ويذب الشباب إليه‪ ،‬مغريا إياهم بالنراف‬
‫والنفصال عن أسرهم‪ ،‬والغرق ف بور اللذات‪ ،‬خدمة لهداف الصهيونية العالية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬جريدة السلمون السبوعية‪ ،‬العدد ‪ 21-35‬مرم ‪1406‬هـ‪ 5 /‬أكتوبر ‪1985‬م – وكذلك‬
‫أعداد ‪.38 ،37 ،36‬‬
‫‪ -‬جريدة الواشنطن بوست تاريخ ‪28/8/1983‬م‪.‬‬
‫‪ -‬باللغة النكليزية‬
‫‪Carol Cultrer: Are religions Cults Dangerous? The Mercier Press, -‬‬
‫‪.Dublin and Cork, 1984‬‬

‫‪ -‬باللغة الفرنسية ‪:‬‬


‫‪Gibert Picard: L’enfer des Sectes, Editions le carrousel – Fn Paris, -‬‬
‫‪.1984‬‬

‫‪ -‬باللغة السبانية‬
‫‪.Pepe redriguez: Esclavos De un Mesias. Barcelona. 1984 -‬‬
‫‪ -‬ولدى مراسلتهم على عنوانم بالوليات التحدة المريكية‪:‬‬
‫‪Council For The World’s religions JAF BoX 2347, New York. -‬‬
‫‪.10116. U.S.A‬‬
‫‪ -‬فإنم يرسلون كتبا ونشرات تعب عن آرائهم نذكر منها‪:‬‬
‫‪.Council For the World’s religions -‬‬
‫‪International religious Foundations, INC‬‬
‫‪Interoduction to The Principle, An Islamic Pespective‬‬
‫وهو كتاب عنوانه (القدمة للمبدأ ) مكتوب باللغة العربية لكن متواه باللغة النليزية‪.‬‬
‫فلسفات ولدت ف كنف الضارة الغربية ومتأثرة بالنصرانية‬
‫‪-1‬التنصي‬
‫‪-2‬العلمانية‬
‫‪-3‬الستشراق‬
‫‪-4‬التغريب‬
‫التنصي‬
‫التعريف‪:‬‬
‫التنصي حركة(*) دينية سياسية استعمارية(*) بدأت بالظهور إثر فشل الروب الصليبية بغية‬
‫نشر النصرانية بي المم الختلفة ف دول العال الثالث بعامة وبي السلمي باصة بدف‬
‫إحكام السيطرة على هذه الشعوب‪.‬‬

‫ويساعدهم ف ذلك ثلثة عوامل‪:‬‬


‫‪ -‬انتشار الفقر والهل والرض ف معظم بلدان العال السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬النفوذ الغرب ف كثي من بلدان السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف بعض حكام السلمي الذين يسكتون عنهم أو ييسرون لم السبل رغبا ورهبا أو‬
‫نفاقا لم‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ريون لول‪ :‬أول نصران تولّى التبشي بعد فشل الروب الصليبية ف مهمتها إذ إنه قد تعلم‬
‫اللغة العربية بكل مشقة وأخذ يول ف بلد الشام مناقشا علماء السلمي‪.‬‬
‫· منذ القرن الامس عشر وأثناء الكتشافات البتغالية دخل البشرون الكاثوليك إل إفريقيا‪،‬‬
‫وبعد ذلك بكثي أخذت ترد الرساليات التبشيية البوتستانتية إنليزية وألانية وفرنسية‪.‬‬
‫· بيتر هلينغ‪ :‬احتك بسلمي سواحل إفريقيا منذ وقت مبكر‪.‬‬
‫· البارون دوبيتز‪ :‬حرك ضمائر النصارى منذ عام ‪1664‬م إل تأسيس كلية تكون قاعدة‬
‫لتعليم التبشي السيحي‪.‬‬
‫· الستر كاري‪ :‬فاق أسلفه ف مهنة التبشي‪ ،‬وقد ظهر إبّان القرن الثامن عشر وبداية التاسع‬
‫عشر‪.‬‬
‫· كان للمبشر هنري مارتن ت ‪1812‬م يد طول ف إرسال البشرين إل بلد آسيا الغربية‪،‬‬
‫وقد ترجم التوراة(*) إل الندية والفارسية والرمنية‪.‬‬
‫· ف عام ‪1795‬م تأسست جعية لندن التبشيية وتبعتها أخريات ف اسكوتلنده ونيويورك‪.‬‬
‫· ف سنة ‪1819‬م اتفقت جعية الكنيسة(*) البوتستانتية مع النصارى ف مصر وكونت هناك‬
‫إرسالية عهد إليها نشر النيل(*) ف إفريقيا‪.‬‬
‫· دافيد ليفنستون ‪1873 – 1813‬م‪ :‬رحالة بريطان‪ ،‬اخترق أواسط إفريقيا‪ ،‬وقد كان‬
‫مبشرا قبل أن يكون مستكشفا‪.‬‬
‫· ف سنة ‪1849‬م أخذت ترد إرساليات التبشي إل بلد الشام‪ ،‬وقد قامت بتقسيم الناطق‬
‫بينها‪.‬‬
‫· وف سنة ‪1855‬م تأسست جعية الشبان السيحية(*) من النليز والمريكان‪ ،‬وقد‬
‫انصرت مهمتها ف إدخال ملكوت السيح(*) بي الشبان كما يزعمون‪.‬‬
‫· ف سنة ‪1895‬م تأسست جعية اتاد الطلبة السيحيي ف العال‪ ،‬وهي تتم بدراسة أحوال‬
‫التلميذ ف كل البلد مع العمل على بث روح الحبة بينهم (الحبة تعن التبشي بالنصرانية)‪.‬‬
‫· صموئيل زوير ‪ :Zweimer‬رئيس إرسالية التبشي العربية ف البحرين ورئيس جعيات‬
‫التنصي ف الشرق الوسط‪ ،‬كان يتول إدارة ملة العال السلمي النليزية الت أنشأها سنة‬
‫‪1911‬م وما تزال تصدر إل الن من هارتيفورد‪ .‬دخل البحرين عام ‪1890‬م‪ ،‬ومنذ عام‬
‫‪1894‬م قدمت له الكنيسة الصلحية المريكية دعمها الكامل‪ .‬وأبرز مظاهر عمل البعثة‬
‫الت أسسها زوير كان ف حقل التطبيب ف منطقة الليج وتبعا لذلك فقد افتتحت‬
‫مستوصفات لا ف البحرين والكويت ومسقط وعمان‪ .‬ويعد زوير من أكب أعمدة التنصي ف‬
‫العصر الديث‪ ،‬وقد أُسس معهدا باسه ف أمريكا لباث تنصي السلمي‪.‬‬
‫· كنيث كراج ‪ : K.Cragg‬خلف صموئيل زوير على رئاسة ملة العال السلمي‪ ،‬وقام‬
‫بالتدريس ف الامعة المريكية بالقاهرة لفترة من الوقت وهو رئيس قسم اللهوت السيحي‬
‫ف هارتيفورد بأمريكا‪ ،‬وهو معهد للمبشرين‪ ،‬ومن كتبه دعوة الئذنة صدر عام ‪1956‬م‪.‬‬
‫· لويس ماسينيون‪ :‬قام على رعاية التبشي والتنصي ف مصر‪ ،‬وهو عضو ممع اللغة العربية‬
‫بالقاهرة‪ ،‬كما أنه مستشار وزارة الستعمرات الفرنسية ف شؤون شال إفريقيا‪.‬‬
‫· دانيال بلس‪ :‬يقول‪" :‬إن كلية روبرت ف اسطانبول (الامعة المريكة حاليا) كلية‬
‫مسيحية(*) غي مستترة ل ف تعليمها ول ف الو الذي تيئه لطلبا لن الذي أنشأها مبشر‪،‬‬
‫ولتزال إل اليوم ل يتول رئاستها إل مبشر‪.‬‬
‫· الب (*) شانتور‪ :‬رََأسَ الكلية اليسوعية ف بيوت زمنا طويلً أيام النتداب الفرنسي‪.‬‬
‫· مستر نبوز‪ :‬ترأس جامعة بيوت المريكية عام ‪1948‬م يقول‪" :‬لقد أدى البهان إل أن‬
‫التعليم أثن وسيلة استغلها البشرون المريكيون ف سعيهم لتنصي سوريا ولبنان"‪.‬‬
‫· دون هك كري‪ :‬كان أكب شخصية ف مؤتر لوزان التبشيي عام ‪1974‬م‪ ،‬وهو‬
‫بروتستانت‪ ،‬عمل مبشرا ف الباكستان لدة عشرين سنة‪ ،‬وهو أحد طلبة مدرسة فلر للتبشي‬
‫العالي‪ .‬وبعد مؤتر كولورادو التبشيي عام ‪1978‬م أصبح مديرا لعهد صموئيل زير الذي‬
‫يضم إل جانبه دارا للنشر ولصدار الدراسات الختصة بقضايا تنصي السلمي ومقرها ف‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬وهو يقوم بإعداد دورات تدريبية لعداد البشرين وتأهيلهم‪.‬‬
‫· يرى بابا الفاتيكان(*) بعد سقوط الشيوعية أن من مصلحة الكنيسة(*) ومصلحة رجال‬
‫السياسة توجيه عموم الشعب السيحي نو خصم جديد ييفه به وتنده ضده‪ ،‬والسلم هو‬
‫الذي يكن أن يقوم بذا الدور ف القام الول‪ .‬ويقوم البابا بغادرة مقره بعدل أربع رحلت‬
‫دولية لكسب الصراع مع اليديولوجيات(*) العالية وعلى رأسها السلم‪ .‬وتوجد بليي‬
‫الدولرات تت تصرفه للنفاق منها على إرسال النصرين وإجراء البحوث وعقد الؤترات‬
‫والتخطيط لتنصي أبناء العال الثالث وتنظيم وتنفيذ ومتابعة النشاط التنصيي ف كل أناء‬
‫العال وتقوي نتائجه أولً بأول‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫أفكارهم‪:‬‬
‫‪ -‬ماربة الوحدة السلمية‪ :‬يقول القس سيمون‪" :‬إن الوحدة السلمية تمع آمال الشعوب‬
‫السلمية وتساعد على التخلص من السيطرة الوروبية‪ ،‬والتبشي عامل مهم ف كسر شوكة‬
‫هذه الركة‪ ،‬من أجل ذل يب أن نول بالتبشي اتاه السلمي عن الوحدة السلمية"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول لورنس براون ‪" : Lawrance Brawn‬إذا اتد السلمون ف امباطورية عربية‬
‫أمكن أن يصبحوا لعنة على العال وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له‪ ،‬أما إذا بقوا‬
‫متفرقي فإنم يظلون حينئذ بل وزن ول تأثي"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول مستر بلس‪" :‬إن الدين(*) السلمي هو العقبة القائمة ف طريق تقدم التبشي‬
‫بالنصرانية ف إفريقيا"‪.‬‬
‫‪ -‬لقد دأب النصرون على بث الكاذيب والباطيل بي أتباعهم ليمنعوهم من دخول السلم‬
‫وليشوهوا جال هذا الدين‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار السلم بالسيف‪ :‬يقول البشر نلسون‪" :‬وأخضع سيف السلم شعوب إفريقيا‬
‫وآسيا شعبا بعد شعب"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول هنري جسب ‪ Henry Jesups :‬البشر المريكي‪" :‬السلمون ل يفهمون الديان‬
‫ول يقدرونا قدرها‪ ،‬إنم لصوص وقتلة ومتأخرون‪ ،‬وإن التبشي سيعمل على تدينهم"‪.‬‬
‫‪ -‬لطفي ليفونيان وهو أرمن ألف بضعة كتب للنيل من السلم يقول‪" :‬إن تاريخ السلم‬
‫كان سلسلة ميفة من سفك الدماء والروب والذابح"‪.‬‬
‫‪ -‬أديسون ‪ Addison‬الذي يقول عن ممد ‪" : r‬ممد ل يستطع فهم النصرانية ولذلك ل‬
‫يكن ف خياله إل صورة مشوهة بن عليها دينه الذي جاء به العرب"‪.‬‬
‫‪ -‬البشر نلسن يزعم بأن السلم مقلد‪ ،‬وأن أحسن ما فيه إنا هو مأخوذ من النصرانية وسائر‬
‫مافيه أخذ من الوثنية كما هو أو مع شيء من التبديل‪.‬‬
‫‪ -‬البشر ف‪.‬ج هاربر يقول‪" :‬إن ممدا كان ف القيقة عابد أصنام ذلك لن إدراكه ل ف‬
‫الواقع كاريكاتور"‪.‬‬
‫‪ -‬البشر جسب يقول‪" :‬إن السلم مبن على الحاديث أكثر ما ه مبن على القرآن‪ ،‬ولكننا‬
‫إذا حذفنا الحاديث الكاذبة ل يبق من السلم شيء"‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول كذلك‪" :‬السلم ناقص والرأة ف مستعبدة"‪.‬‬
‫‪ -‬البشر جون تاكلي يقول‪" :‬يب أن نُريَ هؤلء الناس أن الصحيح ف القرآن ليس جديدا‪،‬‬
‫وأن الديد فيه ليس صحيحا"‪.‬‬
‫‪ -‬أما القس صموئيل زوير فيقول ف كتابه العال السلمي اليوم‪:‬‬
‫" يب إقناع السلمي بأن النصارى ليسوا أعداء لم"‪.‬‬
‫" يب نشر الكتاب القدس بلغات السلمي لنه أهم عمل مسيحي"‪.‬‬
‫"تبشي السلمي يب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بي صفوفهم لن الشجرة‬
‫يب أن يقطعها أحد أعضائها"‪.‬‬
‫"ينبغي للمبشرين أن ل يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيهم للمسلمي ضعيفة إذ أن من الحقق أن‬
‫السلمي قد نا ف قلوبم اليل الشديد إل علوم الوروبيي وترير النساء"‪.‬‬
‫‪ -‬وقال صموئيل زوير كذلك ف مؤتر القدس التنصيي عام ‪1935‬م‪:‬‬
‫"… لكن مهمة التبشي الت ندبتكم لا الدول السيحية ف البلد السلمية ليست ف إدخال‬
‫السلمي ف السيحية(*) فإن ف هذا هداية لم وتكريا‪ ،‬وإنا مهمتكم هي أن ترجوا السلم‬
‫من السلم ليصبح ملوقا ل صلة له بال وبالتال ل صلة له بالخلق(*) الت تعتمد عليها‬
‫المم ف حياتا"‪.‬‬
‫"… إنكم أعددت َنشْئا ل يعرف الصلة بال ول يريد أن يعرفها‪ ،‬وأخرجتم السلم من‬
‫السلم ول تدخلوه ف السيحية‪ ،‬وبالتال فقد جاء النشء طبقا لا أراده الستعمار ل يهتم‬
‫بعظائم المور ويب الراحة والكسل‪ ،‬فإذا تعلم فللشهرة وإذا تبوأ أسى الراكز ففي سبيل‬
‫الشهرة يود بكل شيء"‪.‬‬
‫‪ -‬وقد كتب أحد البشرين ف بداية هذا القرن اليلدي يقول‪" :‬سيظل السلم صخرة عاتية‬
‫تتحطم عليها كل ماولت التبشي ما دام للمسلمي هذه الدعائم الربع‪ :‬القرآن والزهر‬
‫واجتماع المعة السبوعي ومؤتر الج السنوي العام"‪.‬‬

‫· مؤتراتم‪:‬‬
‫لقد كان لم وما يزال الكثي من الؤترات القليمية والعالية ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬مؤتر القاهرة عام ‪1324‬هـ‪1906 /‬م وقد دعا إليه زوير بدف عقد مؤتر يمع‬
‫الرساليات التبشيية البوتستانتية للتفكي ف مسألة نشر النيل بي السلمي‪ ،‬وقد بلغ عدد‬
‫الؤترين ‪ 62‬شخصا بي رجال ونساء‪ ،‬وكان زوير رئيسا لم‪.‬‬
‫‪ -‬الؤتر التبشيي العالي ف أدنبة باسكوتلندة عام ‪1328‬هـ‪1910 /‬م‪ ،‬وقد حضره‬
‫مندوبون عن ‪ 159‬جعية تبشيية ف العال‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر التبشي ف لكهنؤ بالند عام ‪1339‬هـ‪1911 /‬م حضره صموئيل زوير‪ ،‬وبعد‬
‫انفضاض الؤتر وزعت على العضاء رقاع مكتوب على أحد وجهيها "تذكار لكهنؤ سنة‬
‫‪1911‬م" وعلى الوجه الخر "اللهم يا من يسجد له العال السلمي خس مرات ف اليوم‬
‫بشوع أنظر بشفقة إل الشعوب السلمية وألمها اللص بيسوع السيح"‪.‬‬
‫‪ -‬مؤترات التبشي ف القدس‪:‬‬
‫‪ -1‬ف عام ‪1343‬هـ‪1924 /‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ف عام ‪1928‬م مؤتر تبشيي دول‪.‬‬
‫‪ -3‬ف عام ‪1354‬هـ‪1935/‬م وقد كان يضم ‪ 1200‬مندوب ‪.‬‬
‫‪ -4‬ف عام ‪1380‬هـ‪1961 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر الكنائس البوتستانتية عام ‪1974‬م ف لوزان بسويسرا‪.‬‬
‫‪ -‬وأخطر الؤترات مؤتر كولورادو ف ‪ 15‬أكتوبر ‪1978‬م تت اسم (مؤتر أمريكا‬
‫الشمالية لتنصي السلمي) حضره (‪ )150‬مشتركا يثلون أنشط العناصر التنصيية ف العال‪،‬‬
‫استمر لدة أسبوعي بشكل مغلق وقدمت فيه بوث حول التبليغ الشامل للنيل(*)‪ .‬وتقديه‬
‫للمسلمي والكنائس(*) الديناميكية ف الجتمع السلم وتسيد السيح(*) وتبيبه إل قلب‬
‫السلم وماولت نصرانية جديدة لتنصي السلمي وتليل مقاومة واستجابة السلم واستخدام‬
‫الغذاء والصحة كعنصرين ف تنصي السلمي وتنشيط دور الكنائس الحلية ف تنصي العال‬
‫السلمي‪.‬‬
‫وقد انتهى الؤتر بوضع استراتيجية بقيت سرية لطورتا مع وضع ميزانية لذه الطة مقدارها‬
‫‪ 1000‬مليون دولر‪ ،‬وقد ت جع هذا البلغ فعلً وت إيداعه ف أحد البنوك المريكية‬
‫الكبى‪.‬‬
‫‪ -‬الؤتر العالي للتنصي الذي عقد ف السويد ف شهر أكتوبر ‪1981‬م تت إشراف الجلس‬
‫الفيدرال اللوثران الذي نوقشت فيه نتائج مؤتري لوزان وكولورادو وخرج بدراسة مستفيضة‬
‫عن التنصي لا وراء البحار بدف التركيز على دول العال الثالث‪.‬‬

‫‪ -‬ومن مؤتراتم كذلك‪:‬‬


‫‪ -1‬مؤتر استانبول‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤتر حلوان بصر‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤتر لبنان التبشيي‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤتر لبنان بغداد التبشيي‪.‬‬
‫‪ -5‬مؤتر قسنطينة التبشيي ف الزائر وذلك قبل الستقلل‪.‬‬
‫‪ -6‬مؤتر شيكاغو‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر مدارس التبشيي ف بلد الند‪ ،‬وكان ينعقد هذا الؤتر كل عشر سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتر بلتيمور بالوليات التحدة المريكية ‪1942‬م وهو مؤتر خطي جدا‪ ،‬وقد حضره‬
‫من اليهود بن غوريون‪.‬‬
‫‪ -‬بعد الرب العالية الثانية اتذت النصرانية نظاما جديدا إذ ينعقد مؤتر للكنائس(*) مرة‬
‫كل ست أو سبع سنوات متنقلً من بلد إل آخر‪.‬‬
‫‪ -1‬مؤتر امستردام ‪1948‬م – هولندا‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤتر ايفانستون ‪1954‬م – أمريكا‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤتر نيودلي ‪1961‬م – الند‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤتر أوفتال ‪1967‬م – أوفتال بأوروبا‪.‬‬
‫‪ -5‬مؤتر جاكرتا ‪1975‬م – أندونيسيا‪ ،‬وقد اشترك فيه ‪ 3000‬مبشر نصران‪.‬‬
‫‪ -‬عقد الؤتر السادس لجلس الكنائس العالي ف يوليو سنة ‪1980‬م ف كاليفورنيا بالوليات‬
‫التحدة وقد حث الؤتر على ضرورة زيادة البعثات التنصيية بي مسلمي الشرق الوسط‬
‫خاصة ف دول الليج العرب‪.‬‬

‫· أشهر الراكز والعاهد التنصيية‪:‬‬


‫‪ -‬معهد صموئيل زوير ف ولية كاليفورنيا‪ ،‬فقد ت إنشاؤه بناء على توصية من قرارات مؤتر‬
‫كولورادو‪.‬‬
‫‪ -‬الركز العالي للباث والتبشي ف كاليفورنيا الذي قام بتقدي الشخاص اللزمي للعداد‬
‫لؤتر كولورادو مع تيئة عوامل ناح هذا الؤتر‪.‬‬
‫‪ -‬الامعة المريكية ف بيوت (الكلية السورية النيلية سابقا) أنشئت عام ‪1865‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الامعة المريكية ف القاهرة أنشئت لتكون قريبة من الزهر ومنافسة له‪.‬‬
‫‪ -‬الكلية الفرنسية ف لهور‪.‬‬
‫‪ -‬جعية التبشي الكنسية النليزية وهي أهم جعية بروتستانتية وقد مضى على إنشائها قرابة‬
‫قرني من الزمان‪.‬‬
‫‪ -‬إرساليات التبشي المريكية‪ ،‬أهها المعية التبشيية المريكية والت يرجع عهدها إل سنة‬
‫‪1810‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جعية إرساليات التبشي اللانية الشرقية‪ ،‬أسسها القسيس(*) لبسيوس سنة ‪1895‬م‪ .‬وقد‬
‫بدأ عملها فعلً سنة ‪1900‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أسس النليز ف سنة ‪1809‬م المعية اللندنية لنشر النصرانية بي اليهود وبدأ عملها بأن‬
‫ساقت اليهود التفرقي ف شتات الرض إل أرض فلسطي‪.‬‬

‫· بعض الكتب ووسائل الدعاية التنصيية‪:‬‬


‫‪ -‬جعت موضوعات مؤتر القاهرة ‪1906‬م ف كتاب كبي اسه وسائل التبشي بالنصرانية‬
‫بي السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬صنف زوير كتابا جع فيه بعض التقارير عن التبشي أساه العال السلمي اليوم تدث فيه‬
‫عن الوسائل الؤدية للحتكاك بالشعوب غي السيحية(*) وجلبها إل حظية السيح(*) مع‬
‫بيان الطط الت يب على البشر إتباعها‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ التبشي‪ :‬للمبشر أدوين بلس البوتستانت‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب الستر فاردنر‪ :‬ركز فيه حديثه عن إفريقيا وسبل نشر النصرانية فيها وعوائق ذلك‬
‫ومعالاته‪.‬‬
‫‪ -‬ملة إرساليات التبشي البوتستانتية الت تصدر ف مدينة بال بسويسرا والت تدثت عن‬
‫مؤتر أدنبه سنة ‪1910‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ملة الشرق السيحي اللانية تصدرها جعية التبشي اللانية منذ سنة ‪1910‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة العارف السلمية الت صدرت بعدة لغات حية‪.‬‬
‫‪ -‬موجز دائرة العارف السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬طبع النيل(*) بشكل أنيق وبأعداد هائلة وتوزيعه مانا وإرساله بالبيد لن يطلبه وأحيانا‬
‫لن ل يطلبه أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع أشرطة الفيديو والكاسيت السجل عليها ما يصرف السلم عن دينه واستخدام‬
‫الوجات الذاعية والتليفزيونية الت تبث سومها وتصل إل السلمي ف مادعهم وتعتمد على‬
‫التمثيليات والبامج الترفيهية والثقافية والرياضية من أجل خدمة أهدافهم البيثة‪.‬‬

‫· وسائل أخرى لا تأثي واسع‪:‬‬


‫‪ -‬من هذه الوسائل ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقدي الدمات الطبية بدف استغلل هذه الهنة ف التنصي‪:‬‬
‫‪ .1‬بول هاريسون له كتاب الطبيب ف بلد العرب يقول‪" :‬لقد وُجدنا نن ف بلد العرب‬
‫لنجعل رجالا ونساءها نصارى"‪.‬‬
‫‪ .2‬س‪.‬أ‪ .‬موريسون مرر ف ملة العال السلمي يقول‪" :‬وحينئذٍ تكون الفرصة سانة حت‬
‫يبشر هذا الطبيب بي أكب عدد مكن من السلمي ف القرى الكثية ف طول مصر‬
‫وعرضها"‪.‬‬
‫‪ .3‬البشرة ايد هاريس تقول‪" :‬يب على الطبيب أن ينتهز الفرصة ليصل إل أذان السلمي‬
‫وقلوبم"‪.‬‬
‫‪ .4‬الستر هاربر يقول بوجوب الكثار من الرساليات الطبية لن رجالا يتكون دائما‬
‫بالمهور ويكون لم تأثي على السلمي أكثر ما للمبشرين الخرين (مؤتر القاهرة‬
‫‪1906‬م)‪.‬‬
‫‪ .5‬من البشرين الطباء ‪ :‬آن أساوودج‪ ،‬فورست‪ ،‬كار نيليوسي فانديك‪ ،‬جورج بوست‪،‬‬
‫وتشالرز كلهون‪ ،‬ماري أوي‪ ،‬الدكتور طومسون‪.‬‬

‫‪ -2‬التعليم ‪:‬‬
‫‪ .1‬إنم يضعون كل ثقلهم ف استغلل التعليم وتوجيهه با يدم أهدافهم التنصيية‪.‬‬
‫‪ .2‬إنشاء الدارس والكليات والامعات والعاهد العليا وكذلك إنشاء دور للحضانة ورياض‬
‫للطفال واستقبال الطلبة ف الراحل البتدائية والتوسطة والثانوية‪.‬‬
‫‪ .3‬لقد وزعوا خلل مائة وخسي عاما ما يزيد عن ألف مليون نسخة من نسخ العهد القدي‬
‫والديد مترجة إل ‪ 1130‬لغة عدا النشرات والجلت الت تبلغ قيمتها با يقدر بـ ‪7000‬‬
‫مليون دولر‪.‬‬
‫‪ .4‬الستشراق والتنصي يتعاونان تعليميا ف خدمة أهدافهما الشتركة‪.‬‬

‫‪ -3‬العمال الجتماعية‪:‬‬
‫‪ .1‬إياد بيوت للطلبة من الذكور والناث‪.‬‬
‫‪ .2‬إياد الندية‪.‬‬
‫‪ .3‬الهتمام بدور الضيافة واللجىء للكبار ودور لليتامى واللقطاء‪.‬‬
‫‪ .4‬العتناء بالعمال الترفيهية وحشد التطوعي لمثال هذه العمال‪.‬‬
‫‪ .5‬إنشاء الكتبات التبشيية واستغلل الصحافة بشكل واسع‪.‬‬
‫‪ .6‬إنشاء ميمات الكشافة الت تستغل أفضل استغلل ف التنصي‪.‬‬
‫‪ .7‬زيارة السجوني والرضى ف الستشفيات وتقدي الدايا والدمات لم‪.‬‬
‫‪ .8‬تكلمت الس ولسون ومس هلداي ف مؤتر القاهرة ‪1906‬م عن دور الرأة كمبشرة‬
‫لتقوم بنشر ذلك بي نساء السلمي السلمات‪.‬‬

‫‪ -4‬النسل ‪:‬‬
‫ف اجتماع البابا(*) شنودة ف ‪5/3/1973‬م مع القساوسة(*) والثرياء ف الكنيسة(*)‬
‫الرقسية بالسكندرية طرحوا بعض القررات وقد كان منها تري تديد النسل أو تنظيمه بي‬
‫شعب الكنيسة وتشجيع الكثار من النسل بوضع الوافز والساعدات الادية والعنوية مع‬
‫تشجيع الزواج البكر بي النصارى‪ .‬وبالقابل تديد النسل وتنظيمه بي السلمي خاصة علما‬
‫بأن أكثر من ‪ %65‬من الطباء وبعض القائمي على الدمات الصحية هم من شعب‬
‫الكنيسة‪.‬‬

‫‪ -5‬الفت والروب ‪:‬‬


‫‪ .1‬يعملون على تشجيع الروب والفت وذلك لضعاف الشعوب السلمية‪.‬‬
‫‪ .2‬إثارة الضطرابات الختلفة بإذكاء نار العداوة والبغضاء وإيقاظ روح القوميات القليمية‬
‫الطائفية الضيقة كالفرعونية ف مصر والفينيقية ف الشام وفلسطي ولبنان‪ ،‬والشورية ف العراق‬
‫والببرية ف شال إفريقيا واستغلل جيع ذلك ف التنصي‪.‬‬
‫‪ .3‬يقول زوير ف مؤتر التبشي ف لكهنؤ بالند ‪1911‬م‪" :‬إن النقسام السياسي الاضر ف‬
‫العال السلمي دليل بالغ على عمل يد ال ف التاريخ واستثارة للديانة(*) السيحية(*) كي‬
‫تقوم بعملها"‪.‬‬

‫‪ -6‬المكانات‪:‬‬
‫أ‍‪ -‬ف أندونيسيا يسيطرون على وسائل العلم‪ ،‬ولديهم إذاعات تبشيية وصحف قومية‪،‬‬
‫وإحصائية ‪1975‬م تكشف بأن فيها ‪ 8919‬كنيسة لطائفة البوتستانت و ‪ 3897‬قسيسا و‬
‫‪ 8504‬مبشرين متفرغي‪ ،‬ولطائفة الكاثوليك ‪ 7250‬كنيسة(*) و ‪ 2630‬قسيسا (*) و‬
‫‪ 5393‬مبشرا متفرغا وقد وضعوا خطة للنتهاء من تنصيها ف عام ‪ 2000‬ميلدية‪.‬‬
‫ب‍‪ -‬ف بنجلديش إرساليات تبشيية كثية لتنصي السلمي هناك‪.‬‬
‫ت‍‪ -‬ف كينيا‪ :‬يعدون لتنصيها تاما ف عام ‪ 2000‬ميلدية أيضا‪.‬‬
‫ث‍‪ -‬إن التنصي يلقي بثقله ف ماليزيا ودول الليج وإفريقيا‪.‬‬
‫ج‍‪ -‬ذكر ف مؤتر عدم النياز ف كواللبور بأن هناك حوال ‪ 2500‬مطة إذاعية بـ ‪64‬‬
‫لغة قومية تشن هجوما صريا وضاريا ضد السلم‪.‬‬
‫ح‍‪ -‬مموع الرساليات الوجودة ف ‪ 38‬بلدا إفريقيا يبلغ ‪ 111.000‬إرسالية بعضها‬
‫يلك طائرات تنقل الطباء والدوية والمرضات لعلج الرضى ف الغابات وأحراش البال‪.‬‬
‫خ‍‪ -‬يوجد الن ف العال ما يربو على ‪ 220‬ألف مبشر منهم ‪ 138.000‬كاثوليكي‬
‫والباقي ‪ 82.000‬بروتستانت‪ ،‬وف إفريقيا وحدها ‪ 119.000‬مبشر ومبشرة ينفقون بليون‬
‫دولر سنويا‪.‬‬
‫د‍‪ -‬يستخدمون سفنا معدة إعدادا خاصا يسمح بإقامة الفلت على ظهرها للستعانة با‬
‫ف توزيع الطبوعات الكنسية وإقامة الفلت الت تستغل لهدافهم الاصة ف التنصي ويعلنون‬
‫عنها باسم إقامة معرض عائم للكتاب‪.‬‬
‫ذ‍‪ -‬يقوم ملس الكنائس العالي والفاتيكان(*) وهيئات أخرى بالشراف والتوجيه والدعم‬
‫الال لكافة النشطة التنصيية وتتوفر مصادر تويل ثابتة من متلف الكومات والؤسسات ف‬
‫الدول الغربية وعن طريق الشروعات القتصادية والراضي الزراعية والرصدة ف البنوك‬
‫والشركات التابعة لذه الركات التنصيية مباشرة وحلت جع التبعات الت يقوم با‬
‫القساوسة(*) من حي لخر‪ .‬وتوجد هيئات ومراكز للبحوث والتخطيط يعمل با نبة متازة‬
‫من الباحثي الؤهلي ومن أهم هذه الراكز‪:‬‬
‫‪ -1‬مركز البحوث التابع للفاتيكان‪.‬‬
‫‪ -2‬مركز البحوث التابع لجلس الكنائس(*) العالي‪.‬‬
‫‪ -3‬حركة الدراسات السيحية(*) ف كاليفورنيا‪.‬‬
‫‪ -4‬مركز البحث ف كولورادو‪.‬‬
‫‪ -5‬الركز السيحي ف نيوب (كينيا وقد أنشىء ف عام ‪1401‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -6‬مركز العلومات السيحي ف نيجييا‪.‬‬
‫‪ -7‬الركز السيحي الدراسي ف روالبندي (باكستان) وقد تأسس سنة ‪1966‬م ويعتب من‬
‫أكب الراكز ف آسيا‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫· يبلغ عدد البشرين ف أناء العال ما يزيد على ‪ 220‬ألف منهم ‪ 138000‬كاثوليكي‬
‫والباقي وعددهم ‪ 62000‬من البوتستانت‪.‬‬
‫· لقد بدأ التنصي وتوسع إثر النزامات الت من با الصليبيون طوال قرني من الزمان ‪1099‬‬
‫– ‪1254‬م أنفقوها ف ماولة الستيلء على بيت القدس وانتزاعه من أيدي السلمي‪.‬‬
‫· الب اليسوعي ميبز يقول‪" :‬إن الروب الصليبية الادئة الت بدأها مبشرونا ف القرن السابع‬
‫عشر ل تزال مستمرة إل أيامنا‪ ،‬إن الرهبان(*) الفرنسيي والراهبات الفرنسيات ليزالون‬
‫كثيين ف الشرق"‪.‬‬
‫· يرى الستشرق اللان بيكر ‪ Becker‬بأن "هناك عداء من النصرانية ضد السلم بسبب‬
‫أن السلم عندما انتشر ف العصور الوسطى أقام سدّا منيعا ف وجه انتشار النصرانية‪ ،‬ث إن‬
‫السلم قد امتد إل البلد الت كانت خاضعة لصولانا"‪.‬‬
‫· التنصي ف أساسه يهدف إل تكي الغرب النصران من البلد السلمية وهو مقدمة أساسية‬
‫للستعمار(*) وسبب مباشر لتوهي قوة السلمي وإضعافها‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· لقد انتشر التنصي وامتد إل كل دول العال الثالث‪.‬‬
‫· إنه يتلقى الدعم الدول الائل من أوروبا وأمريكا ومن متلف الكنائس(*) واليئات‬
‫والامعات والؤسسات العالية‪.‬‬
‫· إنه يلقي بثقله بشكل كثيف حول العال السلمي عن طريق فتح الدارس الجنبية وتصدير‬
‫البعوث والرساليات التبشيية وتشجيع انتشار الجلت الليعة والكتب العابثة والبامج‬
‫التلفزيونية الفاسدة والسخرية من علماء الدين والترويج لفكرة تديد النسل والعمل على‬
‫إفساد الرأة السلمة وماربة اللغة العربية وتشجيع النعرات القومية‪.‬‬
‫· إنه يتمركز ف أندونيسيا وماليزيا وبنجلديش والباكستان وف إفريقيا بعامة‪.‬‬
‫· يزداد تيار التنصي نتيجة لسياسة التساهل من قبل الكام ف بعض البلدان السلمية فبعضهم‬
‫يضر القداس بنفسه وبعضهم يتبع باله لبناء الكنائس(*) وبعضهم يتغافل عن دخول‬
‫السيحيي(*) بصورة غي مشروعة‪ .‬والطلوب اتاذ سياسة حازمة ليقاف تيار التنصي قبل‬
‫فوات الوان‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التنصي حركة سياسية استعمارية تستهدف نشر النصرانية بي المم الختلفة ف دول العال‬
‫الثالث عامة وبي السلمي على وجه الصوص‪ .‬ويستغل زعماؤها انتشار الهل والفقر‬
‫والرض للتغلغل بي شعوب تلك المم متوسلي بوسائل العلم التقليدية من كتب‬
‫ومطبوعات وإذاعة وتلفاز وأشرطة سعية ومرئية فضلً عن الخيمات والتعليم والطب إل‬
‫جانب النشطة الجتماعية النسانية والغاثية الوجهة لنكوب الفت والروب وغفلة وتساهل‬
‫حكام بعض الدول السلمية‪ .‬وتعتمد تلك الركة ف تقيق أهدافها على تشويه صورة‬
‫السلم وكتابه ورسوله صلى ال عليه وسلم مسخرين إمكاناتم الضخمة لتحقيق مآربم‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الفكر السلمي الديث‪ ،‬د‪ .‬ممد البهي – ط ‪ – 8‬مكتبة وهبة بالقاهرة – ‪1395‬هـ‪/‬‬
‫‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التبشي والستعمار‪ ،‬الستشار ممد عزت إساعيل الطهاوي – الطابع الميية بالقاهرة –‬
‫‪1397‬هـ‪1977 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التبشي والستعمار‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الالدي ود‪ .‬عمر فروخ – ط ‪1973 – 5‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الغارة على العال السلمي‪ ،‬أ‪.‬ل‪ .‬شاتليه‪ ،‬ترجة مب الدين الطيب ومساعد الياف – ط‬
‫‪ – 3‬الطبعة السلفية – ‪1385‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬معاول الدم والتدمي ف النصرانية والتبشي‪ ،‬إبراهيم سليمان البهان – ط ‪ -4‬عال‬
‫الكتب – الرياض – ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أضواء على الستشراق‪ ،‬د‪ .‬ممد عبد الفتاح عليان – ط ‪ – 1‬دار البحوث العلمية‬
‫‪1400‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬قادة الغرب يقولون‪ ،‬جلل العال –ط ‪1395 – 2‬هـ‪1975 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ملة البلغ‪ ،‬العدد ‪ 484‬ف ‪14/2/1979‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة العارف السلمية ‪.The Encyclopaedia of Islam ،‬‬
‫‪ -‬دائرة معارف الدين والخلق‪Encyclopaedia of religion and Ethics ،‬‬
‫‪.11 – Focus on Christian – Muslim relations‬‬
‫‪ -‬التبشي بالنصرانية خطر مغلف‪ ،‬ندوة عقدتا جريدة الرياض السعودية ونشرت بتاريخ‬
‫‪ 13‬ربيع الول سنة ‪1403‬هـ الوافق ‪ 28‬ديسمب ‪1982‬م العدد ‪.5312‬‬
‫‪ -‬ملة المة القطرية‪ ،‬عدد شوال ‪1401‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬التنصي ف الليج ‪ ،‬معال عبد الميد حودة‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرة عن التنصي‪ ،‬رابطة العال السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬التنصي‪ :‬خطة تنصي العال السلمي‪ ،‬وهي ترجة لبحوث مؤتر كلورادو عام ‪1978‬م‬
‫صدر بالنليزية بعنوان ‪.The Gospel And Islam :‬‬
‫العلمانية‬
‫التعريف‪:‬‬
‫العلمانية ‪ SECULArISM‬وترجتها الصحيحة‪ :‬اللدينية أو الدنيوية‪ ،‬وهي دعوة إل‬
‫إقامة الياة على العلم الوضعي والعقل(*) ومراعاة الصلحة بعيدا عن الدين(*)‪ .‬وتعن ف‬
‫جانبها السياسي بالذات اللدينية ف الكم‪ ،‬وهي اصطلح ل صلة له بكلمة العلم‬
‫‪ SCIENCE‬وقد ظهرت ف أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إل الشرق ف بداية‬
‫القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إل مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ث تونس‬
‫ولقتها العراق ف ناية القرن التاسع عشر‪ .‬أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها ف القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وقد اختيت كلمة علمانية لنا أقل إثارة من كلمة ل دينية‪.‬‬

‫ومدلول العلمانية التفق عليه يعن عزل الدين عن الدولة وحياة الجتمع وإبقاءه حبيسا ف‬
‫ضمي الفرد ل يتجاوز العلقة الاصة بينه وبي ربه فإن سح له بالتعبي عن نفسه ففي الشعائر‬
‫التعبدية والراسم التعلقة بالزواج والوفاة ونوها‪.‬‬

‫تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية ف فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ول‬
‫سلطة الكنيسة (*)‪ .‬وهذا واضح فيما يُنسب إل السيد السيح(*) من قوله‪" :‬إعط ما لقيصر‬
‫لقيصر وما ل ل"‪ .‬أما السلم فل يعرف هذه الثنائية والسلم كله ل وحياته كلها ل {قُلْ‬
‫ب الْعَاَلمِيَ} [سورة النعام ‪ :‬آية‪.]162 :‬‬
‫إِ ّن صَلَتِي وَُنسُكِي وَ َمحْيَايَ وَ َممَاتِي لِلّ ِه رَ ّ‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات ‪:‬‬

‫· انتشرت هذه الدعوة ف أوروبا وعمت أقطار العال بكم النفوذ الغرب والتغلغل الشيوعي‪.‬‬
‫وقد أدت ظروف كثية قبل الثورة (*) الفرنسية سنة ‪1789‬م وبعدها إل انتشارها الواسع‬
‫وتبلور منهجها(*) وأفكارها وقد تطورت الحداث وفق الترتيب التال‪:‬‬
‫‪ -‬تول رجال الدين إل طواغيت (*) ومترفي سياسيي ومستبدين تت ستار الكليوس(*)‬
‫والرهبانية(*) والعشاء الربان(*) وبيع صكوك الغفران‪.‬‬

‫‪ -‬وقوف الكنيسة (*) ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيلها لحاكم التفتيش واتام‬
‫العلماء بالرطقة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ -1‬كوبرنيكوس‪ :‬نشر سنة ‪1543‬م كتاب حركات الجرام السماوية وقد حرمت‬
‫الكنيسة هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ -2‬جرادانو‪ :‬صنع التلسكوب فعُذب عذابا شديدا وعمره سبعون سنة وتوف سنة‬
‫‪1642‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬سبينوزا‪ :‬صاحب مدرسة النقد التاريي وقد كان مصيه الوت مسلولً‪.‬‬
‫‪ -4‬جون لوك طالب بإخضاع الوحي(*) للعقل(*) عند التعارض‪.‬‬

‫ظهور مبدأ العقل والطبيعة(*)‪ :‬فقد أخذ العلمانيون يدعون إل ترر العقل وإضفاء صفات‬
‫الله(*) على الطبيعة‪.‬‬

‫‪ -‬الثورة(*) الفرنسية‪ :‬نتيجة لذا الصراع بي الكنيسة(*) من جهة وبي الركة الديدة من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬كانت ولدة الكومة الفرنسية سنة ‪1789‬م وهي أول حكومة ل دينية تكم‬
‫باسم الشعب‪ .‬وهناك من يرى أن الاسون استغلوا أخطاء الكنيسة والكومة الفرنسية وركبوا‬
‫موجة الثورة لتحقيق ما يكن تقيقه من أهدافهم‪.‬‬

‫‪ -‬جان جاك روسو سنة ‪1778‬م له كتاب العقد الجتماعي الذي يعد إنيل الثورة‪،‬‬
‫مونتسكيو له روح القواني‪ ،‬سبينوزا (يهودي) يعتب رائد العلمانية باعتبارها منهجا(*) للحياة‬
‫والسلوك وله رسالة ف اللهوت(*) والسياسة‪ ،‬فولتي صاحب القانون الطبيعي كانت له‬
‫الدين(*) ف حدود العقل وحده سنة ‪1804‬م‪ ،‬وليم جودين ‪1793‬م له العدالة السياسية‬
‫ودعوته فيه دعوة علمانية صرية‪.‬‬

‫‪ -‬ميابو الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية‪.‬‬


‫‪ -‬سارت الموع الغوغائية لدم الباستيل وشعارها البز ث تول شعارها إل (الرية(*)‬
‫والساواة والخاء) وهو شعار ماسون و"لتسقط الرجعية" وهي كلمة ملتوية تعن الدين وقد‬
‫تغلغل اليهود بذا الشعار لكسر الواجز بينهم وبي أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية‬
‫وتولت الثورة(*) من ثورة على مظال رجال الدين إل ثورة على الدين نفسه‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية التطور‪ :‬ظهر كتاب أصل النواع سنة ‪1859‬م لتشارلز دارون الذي يركز على‬
‫قانون النتقاء الطبيعي وبقاء النسب وقد جعلت الد القيقي للنسان جرثومة صغية‬
‫عاشت ف مستنقع راكد قبل مليي السني‪ ،‬والقرد مرحلة من مراحل التطور الت كان‬
‫النسان آخرها‪ .‬وهذه النظرية أدت إل انيار العقيدة الدينية ونشر اللاد(*) وقد استغل‬
‫اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور نيتشة‪ :‬وفلسفته الت تزعم بأن الله(*) قد مات وأن النسان العلى (السوبر مان)‬
‫ينبغي أن يل مله‪.‬‬
‫‪ -‬دور كاي (اليهودي) ‪ :‬جع بي حيوانية النسان وماديته بنظرية العقل المعي‪.‬‬
‫‪ -‬فرويد (اليهودي) ‪ :‬اعتمد الدافع النسي مفسرا لكل الظواهر‪ .‬والنسان ف نظره حيوان‬
‫جنسي‪.‬‬
‫‪ -‬كارل ماركس (اليهودي)‪ :‬صاحب التفسي الادي للتاريخ(*) الذي يؤمن بالتطور‬
‫التمي(*) وهو داعية الشيوعية ومؤسسها الول الذي اعتب الدين أفيون الشعوب‪.‬‬
‫‪ -‬جان بول سارتر‪ :‬ف الوجودية وكولن ولسون ف اللمنتمي ‪ :‬يدعوان إل الوجودية‬
‫واللاد‪.‬‬

‫‪ -‬التاهات العلمانية ف العال العرب والسلمي نذكر ناذج منها‪:‬‬


‫‪ -1‬ف مصر‪ :‬دخلت العلمانية مصر مع حلة نابليون بونابرت‪ .‬وقد أشار إليها البت ف‬
‫تاريه – الزء الخصص للحملة الفرنسية على مصر وأحداثها – بعبارات تدور حول معن‬
‫العلمانية وإن ل تذكر اللفظة صراحة‪ .‬أما أول من استخدم هذا الصطلح العلمانية فهو نصران‬
‫يُدعى إلياس بقطر ف معجم عرب فرنسي من تأليفه سنة ‪1827‬م‪ .‬وأدخل الديوي إساعيل‬
‫القانون الفرنسي سنة ‪1883‬م‪ ،‬وكان هذا الديوي مفتونا بالغرب‪ ،‬وكان أمله أن يعل من‬
‫مصر قطعة من أوروبا‪.‬‬
‫‪ -2‬الند‪ :‬حت سنة ‪1791‬م كانت الحكام وفق الشريعة السلمية(*) ث بدأ التدرج من‬
‫هذا التاريخ للغاء الشريعة بتدبي النليز وانتهت تاما ف أواسط القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫‪ -3‬الزائر‪ :‬إلغاء الشريعة السلمية(*) عقب الحتلل الفرنسي سنة ‪1830‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬تونس ‪ :‬أدخل القانون الفرنسي فيها سنة ‪1906‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬الغرب ‪ :‬أدخل القانون الفرنسي فيها سنة ‪1913‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬تركيا‪ :‬لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء اللفة(*) واستقرار المور تت سيطرة‬
‫مصطفى كمال أتاتورك‪ ،‬وإن كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة‪.‬‬
‫‪ -7‬العراق والشام‪ :‬ألغيت الشريعة أيام إلغاء اللفة العثمانية وت تثبيت أقدام النليز‬
‫والفرنسيي فيهما‪.‬‬
‫‪ -8‬معظم أفريقيا‪ :‬فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الستعمار(*)‪.‬‬
‫‪ -9‬أندونيسيا ومعظم بلد جنوب شرقي آسيا‪ :‬دول علمانية‪.‬‬
‫‪ -10‬انتشار الحزاب(*) العلمانية والنعات القومية‪ :‬حزب البعث‪ ،‬الزب القومي السوري‪،‬‬
‫النعة الفرعونية‪ ،‬النعة الطورانية(*)‪ ،‬القومية العربية‪.‬‬
‫‪ -11‬من أشهر دعاة العلمانية ف العال العرب والسلمي‪ :‬أحد لطفي السيد‪ ،‬إساعيل مظهر‪،‬‬
‫قاسم أمي‪ ،‬طه حسي‪ ،‬عبدالعزيز فهمي‪ ،‬ميشيل عفلق‪ ،‬أنطون سعادة‪ ،‬سوكارنو‪ ،‬سوهارتو‪،‬‬
‫نرو ‪ ،‬مصطفى كمال أتاتورك‪ ،‬جال عبد الناصر‪ ،‬أنور السادات صاحب شعار "ل دين ف‬
‫السياسة ول سياسة ف الدين"‪ ،‬د‪ .‬فؤاد زكريا‪ .‬د‪ .‬فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخرا‪،‬‬
‫وغيهم‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫· بعض العلمانيي ينكرون وجود ال أصلً‪.‬‬
‫‪ -‬وبعضهم يؤمنون بوجود ال لكنهم يعتقدون بعدم وجود أية علقة بي ال وبي حياة‬
‫النسان‪.‬‬
‫· الياة تقوم على أساس العلم الطلق وتت سلطان العقل(*) والتجريب‪.‬‬
‫· إقامة حاجز سيك بي عالي الروح والادة(*)‪ ،‬والقيم الروحية لديهم قيم سلبية‪.‬‬
‫‪ -‬فصل الدين(*) عن السياسة وإقامة الياة على أساس مادي‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق مبدأ النفعية ‪ Pragmatism‬على كل شيء ف الياة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ اليكيافيلية ف فلسفة الكم والسياسة والخلق(*)‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الباحية والفوضى الخلقية وتدي كيان السرة باعتبارها النواة الول ف البنية‬
‫الجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬أما معتقدات العلمانية ف العال السلمي والعرب الت انتشرت بفضل الستعمار(*)‬
‫والتبشي فهي‪:‬‬
‫‪ -‬الطعن ف حقيقة السلم والقرآن والنبوة(*)‪.‬‬
‫‪ -‬الزعم بأن السلم استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية‪.‬‬
‫‪ -‬الزعم بأن الفقه (*) السلمي مأخوذ عن القانون الرومان‪.‬‬
‫‪ -‬الزعم بأن السلم ل يتلءم مع الضارة ويدعو إل التخلف‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إل ترير الرأة وفق السلوب الغرب‪.‬‬
‫‪ -‬تشويه الضارة السلمية وتضخيم حجم الركات(*) الدامة ف التاريخ السلمي والزعم‬
‫بأنا حركات إصلح‪.‬‬
‫‪ -‬إحياء الضارات القدية‪.‬‬
‫‪ -‬اقتباس النظمة والناهج اللدينية عن الغرب وماكاته فيها‪.‬‬
‫‪ -‬تربية الجيال تربية ل دينية‪.‬‬
‫· إذا كان هناك عذر ما لوجود العلمانية ف الغرب فليس هناك أي عذر لوجودها ف بلد‬
‫السلمي لن النصران إذا حكمه قانون مدن وضعي(*) ل ينعج كثيا ول قليلً لنه ل‬
‫يعطل قانونا فرضه عليه دينه وليس ف دينه ما يعتب منهجا للحياة‪ ،‬أما مع السلم فالمر متلف‬
‫حيث يوجب عليه إيانه الحتكام إل شرع ال‪ .‬ومن ناحية أخرى فإنه إذا انفصلت الدولة‬
‫عن الدين بقى الدين النصران قائما ف ظل سلطته القوية الفتية التمكنة وبقيت جيوشها من‬
‫الرهبان(*) والراهبات والبشرين والبشرات تعمل ف مالتا الختلفة دون أن يكون للدولة‬
‫عليهم سلطان بلف ما لو فعلت ذلك دولة إسلمية فإن النتيجة أن يبقى الدين(*) بغي‬
‫سلطان يؤيده ول قوة تسنده حيث ل بابوية له ول كهنوت(*) ول أكليوس(*)‪ ،‬وصدق‬
‫الليفة الثالث عثمان بن عفان رضي ال عنه حي قال‪" :‬إن ال يزع بالسلطان ما ل يزع‬
‫بالقرآن"‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫· العداء الطلق للكنيسة(*) أولً‪ ،‬وللدين ثانيا أيّا كان‪ ،‬سواء وقف إل جانب العلم أم عاداه‪.‬‬
‫· لليهود دور بارز ف ترسيخ العلمانية من أجل إزالة الاجز الدين الذي يقف أمام اليهود‬
‫حائلً بينهم وبي أمم الرض‪.‬‬
‫· يقول ألفرد هوايت هيو‪" :‬ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إل وكان الصواب بانب‬
‫العلم والطأ حليف الدين" وهذا القول إن صح بي العلم واللهوت(*) ف أوروبا فهو قول‬
‫مردود ول يصح بال فيما يص السلم حيث ل تعارض إطلقا بي السلم وبي حقائق‬
‫العلم‪ ،‬ول يقم بينهما أي صراع كما حدث ف النصرانية‪ .‬وقد نقل عن أحد الصحابة قوله‬
‫عن السلم‪" :‬ما أمر بشيء‪ ،‬فقال العقل(*)‪ :‬ليته نى عنه‪ ،‬ولنى عن شيء‪ ،‬فقال العقل‪ :‬ليته‬
‫أمر به"‪ .‬وهذا القول تصدقه القائق العلمية والوضوعية وقد أذعن لذلك صفوة من علماء‬
‫الغرب وأفصحوا عن إعجابم وتصديقهم لتلك القيقة ف مئات النصوص الصادرة عنهم‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم نظرية (العداء بي العلم من جهة والدين من جهة) لتشمل الدين السلمي على‬
‫الرغم من أن الدين السلمي ل يقف موقف الكنيسة ضد الياة والعلم بل كان السلم‬
‫سباقا إل تطبيق النهج(*) التجريب ونشر العلوم‪.‬‬

‫· إنكار الخرة وعدم العمل لا واليقي بأن الياة الدنيا هي الجال الوحيد للمتع واللذات‪.‬‬

‫· لاذا يرفض السلم العلمانية‪:‬‬


‫‪ -‬لنا تغفل طبيعة النسان البشرية باعتباره مكونا من جسم وروح فتهتم بطالب جسمه‬
‫ولتلقي اعتبارا لشواق روحه‪.‬‬
‫‪ -‬لنا نبتت ف البيئة الغربية وفقا لظروفها التاريية والجتماعية والسياسية وتعتب فكرا غريبا‬
‫ف بيئتنا الشرقية‪.‬‬
‫‪ -‬لنا تفصل الدين(*) عن الدولة فتفتح الجال للفردية والطبقية والعنصرية والذهبية والقومية‬
‫والزبية والطائفية‪.‬‬
‫‪ -‬لنا تفسح الجال لنتشار اللاد(*) وعدم النتماء والغتراب والتفسخ والفساد‬
‫والنلل‪.‬‬
‫‪ -‬لنا تعلنا نفكر بعقلية الغرب‪ ،‬فل ندين العلقات الرة بي النسي وندوس على‬
‫أخلقيات الجتمع ونفتح البواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة‪ ،‬وتبيح التعامل بالربا‬
‫وتعلي من قدر الفن للفن‪ ،‬ويسعى كل إنسان لسعاد نفسه ولو على حساب غيه‪.‬‬
‫‪ -‬لنا تنقل إلينا أمراض الجتمع الغرب من إنكار الساب ف اليوم الخر ومن ث تسعى لن‬
‫يعيش النسان حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الدين‪ ،‬مهيجة للغرائز الدنيوية كالطمع‬
‫والنفعة وتنازع البقاء ويصبح صوت الضمي عدما‪.‬‬
‫‪ -‬مع ظهور العلمانية يتم تكريس التعليم لدراسة ظواهر الياة الاضعة للتجريب والشاهدة‬
‫وتُهمل أمور الغيب من إيان بال والبعث والثواب والعقاب‪ ،‬وينشأ بذلك متمع غايته متاع‬
‫الياة وكل لو رخيص‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ ‪:‬‬


‫· بدأت العلمانية ف أوروبا وصار لا وجود سياسي مع ميلد الثورة(*) الفرنسية سنة‬
‫‪1789‬م‪ .‬وقد عمت أوروبا ف القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العال ف‬
‫السياسة والكم ف القرن العشرين بتأثي الستعمار(*) والتبشر‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫· أن العلمانية دعوة إل إقامة الياة على أسس العلم الوضعي والعقل(*) بعيدا عن الدين الذي‬
‫يتم فصله عن الدولة وحياة الجتمع وحبسه ف ضمي الفرد ول يصرح بالتعبي عنه إلّ ف‬
‫أضيق الدود‪ .‬وعلى ذلك فإن الذي يؤمن بالعلمانية بديلً عن الدين ول يقبل تكيم الشرعية‬
‫السلمية(*) ف كل جوانب الياة ول يرم ما حرم ال يعتب مرتدا ول ينتمي إل السلم‪.‬‬
‫والواجب إقامة الجة عليه واستتابته حت يدخل ف حظية السلم وإل جرت عليه أحكام‬
‫الرتدين الارقي ف الياة وبعد الوفاة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬جاهلية القرن العشرين‪ ،‬ممد قطب‪.‬‬
‫‪ -‬الستقبل لذا الدين‪ ،‬سيد قطب‪.‬‬
‫‪ -‬تافت العلمانية‪ ،‬عماد الدين خليل‪.‬‬
‫‪ -‬السلم والضارة الغربية‪ ،‬ممد ممد حسي‪.‬‬
‫‪ -‬العلمانية‪ ،‬سفر بن عبد الرحن الوال‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ المعيات السرية والركات الدامة‪ ،‬ممد عبدال عنان‪.‬‬
‫‪ -‬السلم ومشكلت الضارة‪ ،‬سيد قطب‪.‬‬
‫‪ -‬الغارة على العال السلمي‪ ،‬ترجة مب الدين الطيب ومساعد الياف‪.‬‬
‫‪ -‬الفكر السلمي ف مواجهة الفكار الغربية‪ ،‬ممد البارك‪.‬‬
‫‪ -‬الفكر السلمي الديث وصلته بالستعمار الغرب‪ ،‬ممد البهي‪.‬‬
‫‪ -‬السلم والعلمانية وجها لوجه‪ ،‬د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ -‬العلمانية‪ :‬النشأة والثر ف الشرق والغرب‪ ،‬زكريا فايد‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب تكيم الشريعة السلمية للخروج من دائرة الكفر العتقادي‪ ،‬د‪ .‬ممد شتا أبو‬
‫سعد‪ ،‬القاهرة‪1413 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬جذور العلمانية‪ ،‬د‪ .‬السيد أحد فرج دار الوفاء النصورة ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ -‬علمان وعلمانية‪ ،‬د‪ .‬السيد أحد فرج – بث ضمن العجمية الدولية بتونس ‪1986‬م‪.‬‬
‫الستشراق‬
‫التعريف‪:‬‬
‫الستشراق ‪ Orientalism‬تعبي يدل على التاه نو الشرق‪ ،‬ويطلق على كل من يبحث‬
‫ف أمور الشرقيي وثقافتهم وتاريهم‪ .‬ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل ف إجراء‬
‫الدراسات الختلفة عن الشرق السلمي‪ ،‬والت تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته‪.‬‬
‫ولقد أسهم هذا التيار ف صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العال السلمي‬
‫بصورة خاصة‪ ،‬معبا عن اللفية الفكرية للصراع الضاري بينهما‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات ‪:‬‬

‫البدايات ‪:‬‬
‫‪ -‬من الصعب تديد بداية للستشراق‪ ،‬إذ أن بعض الؤرخي يعودون به إل أيام الدولة‬
‫السلمية ف الندلس‪ ،‬ف حي يعود به آخرون إل أيام الصليبيي‪ ،‬بينما يرجعه كثيون إل‬
‫أيام الدولة الموية ف القرن الثان الجري‪ .‬وأنه نشط ف الشام بواسطة الراهب(*) يوحنا‬
‫الدمشقي ‪ John of Damascus‬ف كتابي الول‪ :‬حياة ممد‪ .‬والثان‪ :‬حوار بي‬
‫مسيحي ومسلم‪ .‬وكان هدفه إرشاد النصار ف جدل(*) السلمي‪ .‬وأيّا كان المر فإن حركة‬
‫الستشراق قد انطلقت بباعث دين يستهدف خدمة الستعمار(*) وتسهيل عمله ونشر‬
‫السيحية(*)‪.‬‬
‫‪ -‬وقد بدأ الستشراق اللهوت بشكل رسي حي صدور قرار ممع فيينا الكنسي عام‬
‫‪1312‬م وذلك بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية ف عدد من الامعات الوروبية‪.‬‬
‫‪ -‬ل يظهر مفهوم الستشراق ‪ Orientalism‬ف أوروبا إل مع ناية القرن الثامن عشر‪،‬‬
‫فقد ظهر أولً ف إنلترا عام ‪1779‬م‪ ،‬وف فرنسا عام ‪1799‬م كما أدرج ف قاموس‬
‫الكاديية الفرنسية عام ‪1838‬م‪.‬‬
‫‪ -‬هربر دي أورلياك (‪1003 – 938‬م) ‪ Herbert de Oraliac‬من الرهبانية(*)‬
‫البندكتية‪ ،‬قصد الندلس‪ ،‬وقرأ على أساتذتا ث انتخب – بعد عودته – حبا أعظم باسم‬
‫سلفستر الثان ‪1003 – 999‬م فكان بذلك أول بابا(*) فرنسي‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1130‬م قام رئيس أساقفة(*) طليطلة بترجة بعض الكتب العلمية العربية‪.‬‬
‫‪ -‬جيار دي كريونا ‪1187 – 1114‬م ‪ Gerard de Gremona‬إيطال‪ ،‬قصد‬
‫طليطلة وترجم ما ل يقل عن ‪ 87‬مصنفا ف الفلسفة(*) والطب والفلك وضرب الرمل‪.‬‬
‫‪ -‬بطرس الكرم ‪1156 – 1094‬م ‪ Prerre le venerable‬فرنسي من الرهبانية‬
‫البندكتية‪ ،‬رئيس دير كلون‪ ،‬قام بتشكيل جاعة من الترجي للحصول على معرفة موضوعية‬
‫عن السلم‪ .‬وقد كان هو ذاته وراء أول ترجة لعان القرآن الكري إل اللغة اللتينية‬
‫‪1143‬م الت قام با النليزي روبرت أوف كيتون ‪.robert of Ketton‬‬

‫‪ -‬يوحنا الشبيلي‪ :‬يهودي متنصر ‪ Juan de Sevilla‬ظهر ف منتصف القرن الثان عشر‬
‫وعن بعلم التنجيم(*)‪ ،‬نقل إل العربية أربعة كتب لب معشر البلخي ‪1133‬م وقد كان‬
‫ذلك بعاونة إدلر أوف باث‪.‬‬
‫‪ -‬روجر بيكون ‪1294 – 1214‬م ‪ roger Bacon‬إنليزي‪ ،‬تلقى علومه ف أكسفورد‬
‫وباريس حيث نال الدكتوراه ف اللهوت(*)‪ ،‬ترجم عن العربية كتاب مرآة الكيمياء‬
‫نورمبج ‪1521‬م‪.‬‬
‫‪ -‬رايوند لول ‪1314 – 1235‬م قضى تسع سنوات ‪1275 – 1266‬م ف تعلم العربية‬
‫ودراسة القرآن وقصد بابا روما وطالبه بإنشاء جامعات تدّرس العربية لتخريج مستشرقي‬
‫قادرين على ماربة السلم‪ .‬ووافقه البابا‪ .‬وف مؤتر فينا سنة ‪1312‬م ت إنشاء كراسٍ للغة‬
‫العربية ف خس جامعات أوربية هي‪ :‬باريسُ‪ ،‬اكسفورد‪ ،‬وبولونيا بإيطاليا‪ ،‬وسلمنكا بأسبانيا‪،‬‬
‫بالضافة إل جامعة البابوية ف روما‪.‬‬
‫‪ -‬قام الستشرقون بدراسات متعددة عن السلم واللغة العربية والجتمعات السلمة‪ .‬ووظفوا‬
‫خلفياتم الثقافية وتدريبهم البحثي لدراسة الضارة السلمية والتعرف على خباياها لتحقيق‬
‫أغراض الغرب الستعمارية والتنصيية‪.‬‬
‫وقد اهتم عدد من الستشرقي اهتماما حقيقيّا بالضارة السلمية وحاول أن يتعامل معها‬
‫بوضوعية‪ .‬وقد نح عدد قليل منهم ف هذا الجال‪ .‬ولكن حت هؤلء الذين حاولوا أن‬
‫ينصفوا السلم وكتابه ورسوله صلى ال عليه وسلم ل يستطيعوا أن ينفكوا من تأثي ثقافاتم‬
‫وعقائدهم فصدر منهم ما ل يقبله السلم من الغالطات والتحريفات؛ ولذا يطئ من يظنهم‬
‫منصفي ‪ ( .‬انظر للتوضيح ‪ :‬رسالة " النرافات العقدية والعلمية ف القرني الثالث عشر‬
‫والرابع عشر الجري " لعلي بيت الزهران ‪.‬‬

‫· مستشرقون يُزعم أنم منصفون‪:‬‬


‫‪ -‬هادريان ريلند ت ‪1718‬م ‪ Hardrian roland‬أستاذ اللغات الشرقية ف جامعة‬
‫أوترشت بولندا‪ ،‬له كتاب الديانة الحمدية ف جزأين باللغة اللتينية ‪1705‬م‪ ،‬لكن‬
‫الكنيسة(*) ف أوروبا وضعت كتابه ف قائمة الكتب الحرم تداولا‪.‬‬
‫‪ -‬يوهان ج‪ .‬رايسكه ‪1774 – 1716‬م ‪ J.J.reiske‬وهو مستشرق ألان جدير‬
‫بالذكر‪ ،‬اتم بالزندقة (*) لوقفه الياب من السلم‪ ،‬عاش بائسا ومات مسلولً‪ ،‬وإليه يرجع‬
‫الفضل ف إياد مكان بارز للدراسات العربية بألانيا‪.‬‬
‫‪ -‬سلفستر دي ساسي‪1838 :‬م ‪ Silvestre de Sacy‬اهتم بالدب والنحو مبتعدا ًعن‬
‫الوض ف الدراسات السلمية‪ ،‬وإليه يرجع الفضل ف جعل باريس مركزا للدراسات‬
‫العربية‪ ،‬وكان من اتصل به رفاعة الطهطاوي‪.‬‬
‫‪ -‬توماس أرنولد ‪1930-1864‬م إنليزي‪ ،‬له الدعوة إل السلم الذي نقل إل التركية‬
‫والردية والعربية‪.‬‬
‫‪ -‬غوستاف لوبون‪ :‬مستشرق وفيلسوف مادي(*)‪ ،‬ل يؤمن بالديان(*) مطلقا‪ ،‬جاءت أباثه‬
‫وكتبه الكثية متسمة بإنصاف الضارة السلمية ما دفع الغربيي إل إهاله وعدم تقديره‪.‬‬
‫‪ -‬زيريد هونكه‪ :‬اتسمت كتابتها بالنصاف وذلك بإبرازها تأثي الضارة العربية على‬
‫الغرب ف مؤلفها الشهي شس العرب تسطع على الغرب‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم‪ :‬جاك بيك‪ ،‬أنا ماري شل‪ ،‬وكارليل‪ ،‬ورينيه جينو‪ ،‬والدكتور جرينيه‪ ،‬وجوته‬
‫اللان‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬ج‪ .‬أربري ‪ ،A.J. Arberry‬من كتبه السلم اليوم صدر ‪1943‬م‪ ،‬وله التصوف‬
‫صدر ‪1950‬م‪ ،‬وترجة معان القرآن الكري‪.‬‬

‫· مستشرقون متعصبون‪:‬‬
‫‪ -‬جولدزيهر ‪Goldizher 1850-1920‬م مري يهودي‪ ،‬من كتبه تاريخ مذاهب‬
‫التفسي السلمي‪ .‬والعقيدة والشريعة‪ .‬ولقد أصبح زعيم السلميات ف أوروبا بل منازع‪.‬‬
‫‪ -‬جون ماينارد ‪ .Maynard J‬أمريكي‪ ،‬متعصب‪ ،‬من مرري ملة الدراسات السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬ص م‪ .‬زوير ‪ S.M. Zweimer‬مستشرق مبشر‪ ،‬مؤسس ملة العال السلمي‬
‫المريكية‪ ،‬له كتاب السلم تد لعقيدة صدر ‪1908‬م‪ ،‬وله كتاب السلم عبارة عن‬
‫مموعة مقالت قدمت للمؤتر التبشيي الثان سنة ‪1911‬م ف لكهنئو بالند‪.‬‬
‫‪ -‬غ‪ .‬فون‪ .‬غرونباوم ‪ G. Von Grunbaum‬ألان يهودي‪ ،‬درّس ف جامعات أمريكا‪،‬‬
‫له كتاب العياد الحمدية ‪1951‬م ودراسات ف تاريخ الثقافة السلمية ‪1954‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬ج‪ .‬فينسينك ‪ A.J. Wensink‬عدو للسلم‪ ،‬له كتاب عقيدة السلم ‪1932‬م‪.‬‬
‫وهو ناشر العجم الفهرس للفاظ الديث النبوي ف لغته الول‪.‬‬
‫‪ -‬كينيث كراج ‪ K. Gragg‬أمريكي‪ ،‬متعصب‪ ،‬له كتاب دعوة الئذنة ‪1956‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لوي ماسينيون ‪ L.Massignon‬فرنسي‪ ،‬مبشر‪ ،‬مستشار ف وزارة الستعمرات‬
‫الفرنسية لشؤون شال أفريقيا‪ ،‬له كتاب اللج الصوف شهيد السلم ‪1922‬م‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ب‪ .‬ماكدونالد ‪ D.B. Macdonald‬أمريكي‪ ،‬متعصب‪ ،‬مبشر‪ ،‬له كتاب تطور‬
‫علم الكلم(*) والفقه والنظرية الدستورية ‪1930‬م‪ .‬وله الوقف الدين والياة ف السلم‬
‫‪1908‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مايلز جرين ‪ M. Green‬سكرتي ترير ملة الشرق الوسط‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬س‪ .‬مرجليوث ‪D.S. Margoliouth 1885 – 1940‬م إنليزي‪ ،‬متعصب‪ ،‬من‬
‫مدرسته طه حسي وأحد أمي‪ ،‬وله كتاب التطورات البكرة ف السلم صدر ‪1913‬م‪ .‬وله‬
‫ممد ومطلع السلم صدر ‪1905‬م وله الامعة السلمية صدر ‪1912‬م‪.‬‬
‫‪ -‬بارون كارادي فو ‪ Baron Carra de Voux‬فرنسي‪ ،‬متعصب‪ ،‬من كبار مرري‬
‫دائرة العارف السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬هـ‪.‬أ‪.‬ر‪ .‬جب ‪H.A.r. Gibb 1895 – 1965‬م إنليزي‪ ،‬من كتبه الذهب(*)‬
‫الحمدي ‪1947‬م والتاهات الديثة ف السلم ‪1947‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ر‪.‬أ‪ .‬نيكولسون ‪ r.A. Nicholson‬إنليزي‪ ،‬ينكر أن يكون السلم دينا روحيّا وينعته‬
‫بالادية وعدم السمو النسان‪ ،‬وله كتاب متصوفو السلم ‪1910‬م وله التاريخ الدب للعرب‬
‫‪1930‬م‪.‬‬
‫‪ -‬هنري لمنس اليسوعي ‪1937 – 1872‬م ‪ H.Lammans‬فرنسي ‪ ،‬متعصب‪ ،‬له‬
‫كتاب السلم وله كتاب الطائف‪ ،‬من مرري دائرة العارف السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬جوزيف شاخت ‪ J. Schacht‬ألان ‪ ،‬متعصب ضد السلم‪ ،‬له كتاب أصول الفقه‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬بلشي‪ :‬كان يعمل ف وزارة الارجية الفرنسية كخبي ف شؤون العرب والسلمي‪.‬‬
‫‪ -‬ألفرد جيوم ‪ A. Geom‬إنليزي‪ ،‬متعصب ضد السلم من كتبه السلم‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫أهداف الستشراق‪:‬‬
‫الدف الدين ‪:‬‬
‫كان هذا الدف وراء نشأة الستشراق‪ ،‬وقد صاحبه خلل مراحله الطويلة‪ ،‬وهو يتمثل ف‪:‬‬
‫‪ -1‬التشكيك ف صحة رسالة النب(*)صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والزعم بأن الديث النبوي إنا‬
‫هو من عمل السلمي خلل القرون الثلثة الول‪ .‬والدف البيث من وراء ذلك هو ماربة‬
‫السّنة بدف إسقاطها حت يفقد السلمون الصورة التطبيقية القيقية لحكام السلم ولياة‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وبذلك يفقد السلم أكب عناصر قوته‪.‬‬
‫‪ -2‬التشكيك ف صحة القرآن والطعن فيه‪ ،‬حت ينصرف السلمون عن اللتقاء على هدف‬
‫واحد يمعهم ويكون مصدر قوتم وتأى بم اللهجات القومية عن الوحي باعتباره الصدر‬
‫الساسي لذا الدين (تنيل من حكيم حيد)‪.‬‬
‫‪ -3‬التقليل من قيمة الفقه السلمي واعتباره مستمدا من الفقه الرومان‪.‬‬
‫‪ -4‬النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتا على مسايرة ركب التطور وتكريس دراسة‬
‫اللهجات لتحل مل العربية الفصحى‪.‬‬
‫‪ -5‬إرجاع السلم إل مصادر يهودية ونصرانية بدلً من إرجاع التشابه بي السلم وهاتي‬
‫الديانتي إل وحدة الصدر‪.‬‬

‫‪ -6‬العمل على تنصي السلمي‪.‬‬


‫‪ -7‬العتماد على الحاديث الضعيفة والخبار الوضوعة ف سبيل تدعيم آرائهم وبناء‬
‫نظرياتم‪.‬‬
‫‪ -8‬لقد كان الدف الستراتيجي الدين من حلة التشويه ضد السلم هو حاية أوروبا من‬
‫قبول السلم بعد أن عجزت عن القضاء عليه من خلل الرب الصليبية‪.‬‬

‫‪ -‬الدف التجاري ‪:‬‬


‫لقد كانت الؤسسات والشركات الكبى‪ ،‬واللوك كذلك‪ ،‬يدفعون الال الوفي للباحثي‪ ،‬من‬
‫أجل معرفة البلد السلمية وكتابة تقارير عنها‪ ،‬وقد كان ذلك جليّا ف عصر ما قبل‬
‫الستعمار(*) الغرب للعال السلمي ف القرني التاسع عشر والعشرين‪.‬‬

‫‪ -‬الدف السياسي يهدف إل‪:‬‬


‫‪ -1‬إضعاف روح الخاء بي السلمي والعمل على فرقتهم لحكام السيطرة عليهم‪.‬‬
‫‪ -2‬العناية باللهجات العامية ودراسة العادات السائدة لتمزيق وحدة الجتمعات السلمة‪.‬‬
‫‪ -3‬كانوا يوجهون موظفيهم ف هذه الستعمرات إل تعلم لغات تلك البلد ودراسة آدابا‬
‫ودينها ليعرفوا كيف يسوسونا ويكمونا‪.‬‬
‫‪ -4‬ف كثي من الحيان كان الستشرقون ملحقي بأجهزة الستخبارات لسب غور حالة‬
‫السلمي وتقدي النصائح لا ينبغي أن يفعلوه لقاومة حركات البعث السلمي‪.‬‬

‫الدف العلمي الالص ‪:‬‬


‫‪ -‬بعضهم اته إل البحث والتمحيص لعرفة القيقة خالصة‪ ،‬وقد وصل بعض هؤلء إل‬
‫السلم ودخل فيه‪ ،‬نذكر منهم‪:‬‬
‫‪ -1‬توماس أرنولد الذي أنصف السلمي ف كتابة الدعوة إل السلم‪.‬‬
‫‪ -2‬الستشرق الفرنسي رينيه فقد أسلم وعاش ف الزائر وله كتاب أشعة خاصة بنور السلم‬
‫مات ف فرنسا لكنه دفن ف الزائر‪.‬‬

‫· أهم الؤلفات ‪:‬‬


‫‪ -‬تاريخ الدب العرب‪ :‬كارل بروكلمان ت ‪1956‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة العارف السلمية‪ :‬ظهرت الطبعة الول بالنليزية والفرنسية واللانية وقد صدرت‬
‫ف الفترة ‪1938-1913‬م‪ .‬غي أن الطبعة الديدة قد ظهرت بالنليزية والفرنسية فقط من‬
‫عام ‪1945‬م وحت عام ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العجم الفهرس للفاظ الديث الشريف والذي يشمل الكتب الستة الشهورة بالضافة إل‬
‫مسند الدارمي وموطأ مالك ومسند أحد بن حنبل وقد وضع ف سبعة ملدات نشرت ابتداءً‬
‫من عام ‪1936‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لقد بلغ ما ألفوه عن الشرق ف قرن ونصف قرن (منذ أوائل القرن التاسع عشر وحت‬
‫منتصف القرن العشرين) ستي ألف كتاب‪.‬‬

‫· الؤترات والمعيات‪:‬‬
‫‪ -‬عقد أول مؤتر دول للمستشرقي ف باريس سنة ‪1873‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تتابعت الؤترات بعد ذلك حت بلغت أكثر من ثلثي مؤترا دوليّا‪ ،‬فضلً عن الندوات‬
‫واللقاءات القليمية الكثية الاصة بكل دولة من الدول كمؤتر الستشرقي اللان الذي عقد‬
‫ف مدينة درسدن بألانيا عام ‪1849‬م‪ ،‬وما تزال تنعقد مثل هذه الؤترات باستمرار حت‬
‫الن‪.‬‬
‫‪ -‬يضر هذه الؤترات مئات من العلماء الستشرقي‪ ،‬حيث حضر مؤتر أكسفورد تسعمائة‬
‫‪ 900‬عال من خس وعشرين دولة وثاني جامعة وتسع وستي جعية علمية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك العديد من المعيات الستشراقية كالمعية السيوية ف باريس تأسست عام‬
‫‪1822‬م‪ ،‬والمعية اللكية السيوية ف بريطانيا وأيرلندا عام ‪1823‬م‪ ،‬والمعية الشرقية‬
‫المريكية عام ‪1842‬م والمعية الشرقية اللانية عام ‪1845‬م‪.‬‬
‫· الجلت الستشراقية‪:‬‬
‫للمستشرقي اليوم من الجلت والدوريات عدد هائل يزيد على ثلثائة ملة متنوعة وبختلف‬
‫اللغات نذكر منها على سبيل الثال‪:‬‬
‫‪ -1‬ملة العال السلمي ‪ The Muslim World‬أنشأها صمويل زوير ت ‪1952‬م ف‬
‫بريطانيا سنة ‪1911‬م وقد كان زوير هذا رئيس البشرين ف الشرق الوسط‪.‬‬
‫‪ -2‬ملة عال السلم ‪ Mir Islama‬ظهرت ف بطرسبج عام ‪1912‬م لكنها ل تعمر‬
‫طويلً‪.‬‬
‫‪ -3‬ملة ينابيع الشرق أصدرها هامر برجشتال ف فيينا من ‪ 1809‬إل ‪1818‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬ملة ‪ :‬السلم ظهرت ف باريس عام ‪1895‬م ث خلفتها عام ‪1906‬م ملة العال‬
‫السلمي الت صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية ف الغرب وقد تولت بعد ذلك إل ملة‬
‫الدراسات السلمية‪.‬‬
‫‪ -5‬ف عام ‪1910‬م ظهرت ملة السلم ‪. Der Islam‬‬

‫· الستشراق ف خدمة الستعمار(*)‪:‬‬


‫كارل هنييش بيكر ‪ Kar Heinrich Beeker‬ت ‪1933‬م مؤسس ملة السلم‬
‫اللانية‪ ،‬قام بدراسات تدم الهداف الستعمارية ف أفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬بارتولد ‪ Barthold‬ت ‪1930‬م مؤسس ملة عال السلم الروسية‪ ،‬قام ببحوث تدم‬
‫مصال السيادة الروسية ف آسيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ -‬الولندي سنوك هرجرونه ‪Snouck Hurgonje, G. 1857-1936‬م قدم إل‬
‫مكة عام ‪1884‬م تت اسم عبد الغفار‪ ،‬ومكث مدة نصف عام‪ ،‬وعاد ليكتب تقارير تدم‬
‫الستعمار ف الشرق السلمي‪ .‬وقد سبق له أن أقام ف جاوه مدة ‪ 17‬سنة وقد صدرت‬
‫الصور الت أخذها لكة والماكن القدسة ف كتاب بناسبة مرور مائة سنة على تصويرها‪.‬‬
‫معهد اللغات الشرقية بباريس الؤسس عام ‪1885‬م كانت مهمته الصول على معلومات عن‬
‫البلدان الشرقية وبلدان الشرق القصى ما يشكل أرضية تسهل عملية الستعمار ف تلك‬
‫الناطق‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا نرى أن مثل هؤلء الستشرقي جزء من مطط كبي هو الخطط الصهيون الصليب‬
‫لحاربة السلم‪ ،‬ول نستطيع أن نفهمهم على حقيقتهم إل عندما نراهم ف إطار ذلك‬
‫الخطط الذي يهدف إل تريج أجيال ل تعرف السلم أو ل تعرف من السلم إل‬
‫الشبهات‪ ،‬وقد ت انتقاء أفراد من هذه الجيال لتتبوأ أعلى الناصب ومراكز القيادة والتوجيه‬
‫لتستمر ف خدمة الستعمار(*)‪.‬‬

‫· آراء استشراقية خطرة‪:‬‬


‫‪ -‬جورج سيل ‪ G.Sale‬زعم ف مقدمة ترجته لعان القرآن ‪1736‬م‪ ،‬أن القرآن إنا هو‬
‫من اختراع ممد ومن تأليفه وأن ذلك أمر ل يقبل الدل(*)‪.‬‬
‫‪ -‬ريتشارد بل ‪ richard Bell‬يزعم بأن النب(*) ممد ‪ r‬قد استمد القرآن من مصادر‬
‫يهودية ومن العهد القدي (*) بشكل خاص‪ ،‬وكذلك من مصادر نصرانية‪.‬‬
‫‪ -‬دوزي ت ‪1883‬م‪ :‬يزعم أن القرآن الكري ذو ذوق رديء للغاية ول جديد فيه إل‬
‫القليل‪ ،‬كما يزعم أن فيه إطنابا بالغا وملً إل حد بعيد‪.‬‬
‫‪ -‬جاء ف تقرير وزير الستعمرات البيطان أو مسب غو لرئيس حكومته بتاريخ ‪ 9‬يناير‬
‫‪1938‬م‪" :‬أن الرب علمتنا أن الوحدة السلمية هي الطر العظم الذي ينبغي على‬
‫المباطورية أن تذره وتاربه‪ ،‬وليس المباطورية وحدها بل فرنسا أيضا‪ ،‬ولفرحتنا فقد‬
‫ذهبت اللفة(*) وأتن أن تكون إل غي رجعة"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول شيلدون آموس‪" :‬إن الشرع الحمدي ليس إل القانون الرومان للمباطورية الشرقية‬
‫معد ًل وفق الحوال السياسية ف المتلكات العربية‪ ،‬ويقول كذلك‪" :‬إن القانون الحمدي‬
‫ليس سوى قانون جستنيان ف لباس عرب"‪.‬‬
‫‪ -‬قال رينان الفرنسي‪" :‬إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بأحرف عربية"‪.‬‬
‫‪ -‬أما لويس ماسينيون فقد كان زعيم الركة الرامية إل الكتابة ف العامية وبالرف اللتين‪.‬‬
‫ولكن‪:‬‬
‫‪ -‬ما ل شك فيه أن للمستشرقي فضلً كبيا ف إخراج الكثي من كتب التراث ونشرها‬
‫مققة مفهرسة مبوبة‪.‬‬
‫‪ -‬ول شك أن الكثي منهم يلكون منهجية علمية تعينهم على البحث‪.‬‬
‫‪ -‬ول ريب ف أن لدى بعضهم صبا ودأبا وجلدا ف التحقيق والتمحيص وتتبع السائل‪.‬‬
‫‪ -‬وما على السلم إل أن يلتقط الي من مؤلفاتم متنبها إل مواطن الدس والتحريف ليتجنبها‬
‫أو ليكشفها أو ليد عليها لن الكمة ضالة الؤمن أن وجدها فهو أحق الناس با‪ ،‬خاصة وأن‬
‫الفكر الستشراقي العاصر قد بدأ يغي من أساليبه وقسماته من أجل الحافظة على الصداقة‬
‫والتعاون بي العال الغرب والعال السلمي وإقامة حوار بي السيحية(*) والسلم‪ ،‬وماولة‬
‫تغيي النظرة السطحية الغربية إل السلمي‪ ،‬وربا كمحاولة لستقطاب القوى السلمية‬
‫وتوظيفها لدمة أهدافهم فلنكن حذرين‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· لقد كان الستشراق وليد الحتكاك بي الشرق السلمي والغرب النصران أيام الصليبيي‪،‬‬
‫وعن طريق السفارات والرحلت‪ .‬ويلحظ دائما أن هناك تقاربا وتعاونا بي الثالوث الدمر‪:‬‬
‫التنصي والستشراق والستعمار(*)‪ ،‬والستعمرون يساندون الستشرقي والنصرين لنم‬
‫يستفيدون منهم كثيا ف خططهم الستعمارية‪.‬‬
‫· كان الدافع الساسي هو الانب اللهوت(*) النصران بغية تطيم السلم من داخله بالدس‬
‫والكيد والتشويه‪ ،‬ولكن الستشراق بعد ذلك وف الونة الخية بدأ يتحلل من هذا القيد‬
‫نوعا ما ليتوجه توجها أقرب إل الروح العلمية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· الغرب هو السرح الذي يتحرك فوق أرضه الستشرقون‪ ،‬فمنهم اللان ومنهم البيطانيون‬
‫والفرنسيون والولنديون والجريون‪ ،‬وظهر بعضهم ف إيطاليا وف أسبانيا‪ ،‬وقد عل نم‬
‫الستشراق ف أمريكا وصارت له فيها مراكز كثية‪.‬‬
‫· ل تبخل الكومات‪ ،‬ول اليئات ول الشركات ول الؤسسات ول الكنائس ف يوم من‬
‫اليام ف دعم حركة الستشراق ومدّها با تتاجه من مال‪ ،‬وتأييد وإفساح الطريق أمامها ف‬
‫الامعات حت بلغ عدد هؤلء الستشرقي آلفا كثية‪.‬‬
‫· لقد كانت حركة الستشراق مُسخّرة ف خدمة الستعمار‪ ،‬وف خدمة التنصي وأخيا ف‬
‫خدمة اليهودية والصهيونية الت يهمها إضعاف الشرق السلمي وإحكام السيطرة عليه بشكل‬
‫مباشر أو غي مباشر‪.‬‬
‫· استطاع الستشرقون أن يتسللوا إل الجامع العلمية وقد عُيّن عدد كبي منهم أعضاء ف هذه‬
‫الجامع ف سوريا ومصر‪ ،‬كما استطاعوا أن يؤثروا على الدراسات العربية والسلمية ف‬
‫العال السلمي من خلل تلميذهم ومؤلفاتم‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫· أن الستشراق تيار فكري‪ ،‬يتجه صوب الشرق‪ ،‬لدراسة حضارته وأديانه وثقافته ولغته‬
‫وآدابه‪ ،‬من خلل أفكار اتسم معظمها بالتعصب‪ ،‬والرغبة ف خدمة الستعمار‪ ،‬وتنصي‬
‫السلمي‪ ،‬وجعلهم مسخا مشوها للثقافة الغربية‪ ،‬وذلك ببث الدونية فيهم‪ ،‬وبيان أن دينهم‬
‫مزيج من اليهودية والنصرانية‪ ،‬وشريعتهم هي القواني الرومانية مكتوبة بأحرف عربية‪ ،‬والنيل‬
‫من لغتهم‪ ،‬وتشويه عقيدتم وقيمهم‪ ،‬ولكن بعضهم رأى نور القيقة فأسلم وخدم العقيدة‬
‫السلمية‪ ،‬وأثّرَ ف ُمحْدثيهم‪ ،‬فبدأت كتاباتم تنح نو العلمية‪ ،‬وتنحو نو العمق بدلً من‬
‫السطحية‪ ،‬وربا صدر ذلك عن رغبة من بعضهم ف استقطاب القوى السلمية وتوظيفها‬
‫لدمة أهدافهم الستشراقية‪ ،‬وهذا يقتضي الذر عند التعامل مع الفكر الستشراقي الذي‬
‫يتدثر الن بدثار الوضوعية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الستتشراق‪ ،‬إدوارد سعيد‪ -‬ترجة كمال أبو ديب‪ -‬مؤسسة الباث العربية – بيوت‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الستشرقون‪ ،‬نيب العقيقي – دار العارف – القاهرة – ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الستشراق والستشرقون‪ ،‬د‪ .‬مصطفى السباعي – ط ‪ -2‬الكتب السلمي – ‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السنة ومكانتها ف التشريع السلمي‪ ،‬د‪ .‬مصطفى السباعي – بيوت ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج الستشرقي‪ ،‬مالك بن نب‪.‬‬
‫‪ -‬أوروبا والسلم‪ ،‬هشام جعيط – ترجة طلل عتريسي – دار القيقة – بيوت –‬
‫‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة الغربية ف رعاية الشرق الوسط‪ ،‬د‪ .‬جورج سارطون – ترجة د‪ .‬عمر فروخ –‬
‫ط ‪ -1‬مكتبة العارف – بيوت – ‪1952‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الستشراق واللفية الفكرية للصراع الضاري‪ ،‬د‪ .‬ممود حدي زقزوق – ط ‪– 1‬‬
‫كتاب المة ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الفكر السلمي الديث وصلته بالستعمار الغرب‪ ،‬ممد البهي – دار الفكر – بيوت‬
‫‪1973‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدخل لدراسة الشريعة السلمية‪ ،‬د‪ .‬عبد الكري زيدان – مؤسسة الرسالة – بيوت –‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الٍسلم ف الفكر الغرب‪ ،‬ممود حدي زقزوق – دار القلم – الكويت ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسات السلمية بالعربية ف الامعات اللانية‪ ،‬رودي بارت – ترجة د‪ .‬مصطفى‬
‫ماهر – القاهرة ‪1967‬م‪.‬‬
– ‫ – دار البحوث العلمية‬1 ‫ ممد عبد الفتاح عليان – ط‬.‫ د‬،‫ أضواء على الستشراق‬-
.‫م‬1980 ‫الكويت‬
.‫ ماضرة للستاذ ممد قطب‬،‫ الستشرقون والسلم‬-
.‫ أحد غراب‬.‫ د‬،‫ الستشرقون والوضوعية‬-

: ‫الراجع الجنبية‬
.rudi Parel: Der Koran Uebersetzung Stuttgart 1980 -
C.E. Bosworth: Orientalism and Orientalists (in Arab Islamic -
.Bibliography( 1977 Great Britain
.H.A. Flacher – Bernicol: Die Islamische revolution Stuttgart 1981
.Johann Fueck: Die Arabischon Studien in Europa Leipzig 1955-
Custar Pfonn Mueller: Handbuch der Islami Leteratur Berlin-
.1933
.M. rodinson, Mohammed: Frank Furt 1975 -
‫التغريب‬
‫التعريف‪:‬‬
‫التغريب هو تيار فكري كبي ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية‪ ،‬يرمي إل صبْغ حياة‬
‫المم بعامة‪ ،‬والسلمي باصة‪ ،‬بالسلوب الغرب‪ ،‬وذلك بدف إلغاء شخصيتهم الستقلة‬
‫وخصائصهم التفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· بدأ الشرقيون ف العال السلمي مع ناية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر بتحديث‬
‫جيوشهم وتعزيزها عن طريق إرسال بعثات إل البلد الوروبية أو باستقدام الباء الغربيي‬
‫للتدريس والتخطيط للنهضة الديثة‪ ،‬وذلك لواجهة تطلع الغربيي إل بسط نفوذهم‬
‫الستعماري إثر بدء عهد النهضة الوروبية‪.‬‬
‫· لا قضى السلطان ممود الثان على النكشارية العثمانية سنة ‪1826‬م أمر باتاذ الزيّ‬
‫الوروب الذي فرضه على العسكريي والدنيي على حد سواء‪.‬‬
‫· أصدر السلطان العثمان عبد الجيد منشورا ‪1255‬هـ‪1839 /‬م يسمح فيه لغي السلمي‬
‫بأن يلتحقوا بالدمة العسكرية‪.‬‬
‫· استقدم السلطان سليم الثالث الهندسي من السويد وفرنسا والجر وانلترا وذلك لنشاء‬
‫الدارس الربية والبحرية‪.‬‬
‫· قام ممد علي وال مصر‪ ،‬والذي تول سنة ‪1805‬م‪ ،‬ببناء جيش على النظام الوروب‪،‬‬
‫كما عمد إل ابتعاث خريي الزهر من أجل التخصص ف أوروبا‪.‬‬
‫· أنشأ أحد باشا باي الول ف تونس جيشا نظاميا‪ ،‬وافتتح مدرسة للعلوم الربية فيها ضباط‬
‫وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنليز‪.‬‬
‫· افتتحت أسرة القاجار الت حكمت إيران كلية للعلوم والفنون على أساس غرب سنة‬
‫‪1852‬م‪.‬‬
‫· منذ عام ‪1860‬م بدأت حركة التغريب عملها ف لبنان عن طريق الرساليات‪ ،‬ومنها‬
‫امتدت إل مصر ف ظل الديوي إساعيل الذي كان هدفه أن يعل مصر قطعة من أوروبا‪.‬‬
‫· التقى الديوي إساعيل ف باريس مع السلطان العثمان عبد العزيز ‪1284‬هـ‪1867/‬م‬
‫حينما لبّيا دعوة المباطور نابليون الثالث لضور العرض الفرنسي العام‪ ،‬وقد كانا يسيان ف‬
‫تيار الضارة الغربية‪.‬‬
‫· ابتعث كل من رفاعة الطهطاوي إل باريس وأقام فيها خس سنوات ‪1831 – 1826‬م‬
‫وكذلك ابتعث خي الدين التونسي إليها وأقام فيها أربع سنوات ‪1856 – 1852‬م وقد‬
‫عاد كل منهما مملً بأفكار تدعو إل تنظيم الجتمع على أساس علمان عقلن‪.‬‬
‫· منذ ‪1830‬م بدأ البتعثون العائدون من أوروبا بترجة كتب فولتي وروسو ومونتسكيو ف‬
‫ماولة منهم لنشر الفكر الوروب الذي ثار ضد الدين(*) الذي ظهر ف القرن الثامن عشر‬
‫(على النحو الذي فصلنا‪ ،‬ف مادة العلمانية)‪.‬‬
‫· أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالسكندرية لتربية جيل من أبناء الكام والزعماء والوجهاء ف‬
‫ميط إنليزي ليكونوا أداة الستقبل ف نقل ونشر الضارة الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬قال اللورد لويد (الندوب السامي البيطان ف مصر) حينما افتتح هذه الكلية سنة‬
‫‪1936‬م‪" :‬كل هؤلء لن يضي عليهم وقت طويل حت يتشبعوا بوجهة النظر البيطانية‬
‫بفضل العشرة الوثيقة بي العلمي والتلميذ"‪.‬‬
‫· كان نصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيية وبالرساليات ومن السارعي‬
‫بتلقي الثقافة الفرنسية والنليزية‪ ،‬كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية وذلك لعدم‬
‫إحساسهم بالولء تاه الدولة العثمانية‪ ،‬فبالغوا من اظهار إعجابم بالغرب ودعوا إل القتداء‬
‫به وتتبع طريقه‪ ،‬وقد ظهر ذلك جليا ف الصحف الت أسسوها وعملوا فيها‪.‬‬
‫· كان ناصيف اليازجي ‪1871 – 1800‬م وابنه إبراهيم اليازجي ‪1906-1847‬م على‬
‫صلة وثيقة بالرساليات المريكية النيلية‪.‬‬
‫· أسس بطرس البستان ‪1883 – 1819‬م ف عام ‪1863‬م مدرسة لتدريس اللغة العربية‬
‫والعلوم الديثة فكان بذلك أول نصران يدعو إل العروبة والوطنية إذ كان شعاره "حب‬
‫الوطن من اليان"‪ ،‬كما أصدر صحيفة النان سنة ‪1870‬م الت استمرت ستة عشرة سنة‪.‬‬
‫وقد تول منصب الترجة ف قنصلية أمريكا ببيوت مشاركا ف الترجة البوتستانتية للتوراة(*)‬
‫مع المريكيَيْن سيث وفانديك‪.‬‬
‫· أنشأ جورجي زيدان ‪1914 – 1861‬م ملة اللل ف مصر وذلك ف سنة ‪1892‬م‪،‬‬
‫وقد كان على صلة بالبعوثي المريكان‪ ،‬كما كانت له سلسلة من القصص التاريية الت‬
‫حشاها بالفتراءات على السلم والسلمي‪.‬‬
‫· أسس سليم تقل صحيفة الهرام ف مصر وقد سبق له أن تلقى علومه ف مدرسة عربية‬
‫بلبنان والت أنشأها البشر المريكي فانديك‪.‬‬
‫· أصدر سليم النقاش صحيفة القتطف الت عاشت ثانية أعوام ف لبنان انتقلت بعدها إل‬
‫مصر ف سنة ‪1884‬م‪.‬‬
‫· توّل جال الدين الفغان ‪1897-1838‬م كثيا ف العال السلمي شرقا وغربا‪ ،‬وقد‬
‫أدخل نظام المعيات السرية ف العصر الديث إل مصر‪ ،‬كما يقال بأنه انضم إل الحافل‬
‫الاسونية‪ ،‬وكان على صلة بالستر بلنت البيطان‪.‬‬
‫· كان الشيخ ممد عبده ‪1905-1849‬م من أبرز تلميذ الفغان‪ ،‬وشريكه ف إنشاء ملة‬
‫العروة الوثقى‪ ،‬وكانت له صداقة مع اللورد كرومر والستر بلنت‪ ،‬ولقد كانت مدرسته –‬
‫ومنها رشيد رضا – تدعو إل مهاجة التقاليد‪ ،‬كما ظهرت لم فتاوى تعتمد على أقصى ما‬
‫تسمح به النصوص من تأويل(*) بغية إظهار السلم بظهر التقبل لضارة الغرب‪ ،‬كما دعا‬
‫الشيخ ممد عبده إل إدخال العلوم العصرية إل الزهر لتطويره وتديثه‪.‬‬
‫· كان الستشرق مستر بلنت‪ :‬يطوف هو وزوجته مرتديا الزي العرب‪ ،‬داعيا إل القومية‬
‫العربية وإل إنشاء خلفة عربية بغية تطيم الرابطة السلمية‪.‬‬
‫· قاد قاسم أمي ‪1908 – 1865‬م وهو تلميذ ممد عبده‪ ،‬الدعوة إل ترير الرأة وتكينها‬
‫من العمل ف الوظائف والعمال العامة‪ .‬وقد كتب ترير الرأة – ‪1899‬م والرأة الديدة‬
‫‪1900‬م‪.‬‬
‫· كان سعد زغلول‪ :‬الذي صار وزيرا للمعارف سنة ‪1906‬م شديد التأثر بآراء ممد عبده‪،‬‬
‫وقد نفذ فكرة كرومر القدية والداعية إل إنشاء مدرسة للقضاء الشرعي بقصد تطوير الفكر‬
‫السلمي من خلل مؤسسة غي أزهرية منافسة له‪.‬‬
‫· كان أحد لطفي السيد ‪1963 – 1872‬م‪ :‬من أكب مؤسسي حزب(*) الحرار‬
‫الدستوريي الذين انشقوا عن سعد زغلول سياسيا‪ ،‬وكان يدعو إل القليمية الضيقة وهو‬
‫صاحب العبارة الشهورة الت أطلقها عام ‪1907‬م وهي "مصر للمصريي"‪ .‬وقد تول شؤون‬
‫الامعة الصرية منذ تسلمتها الكومة الصرية عام ‪1916‬م وحت ‪1941‬م تقريبا‪.‬‬
‫· وكان طه حسي ‪1973 -1889‬م من أبرز دعاة التغريب ف العال السلمي‪ ،‬حيث تلقى‬
‫علومه على يد الستشرق دور كاي وقد نشر أخطر آرائه ف كتابيه الشعر الاهلي ومستقبل‬
‫الثقافة ف مصر‪.‬‬
‫‪ -‬يقول ف كتابه الشعر الاهلي ص ‪" :26‬للتوراة(*) أن تدثنا عن إبراهيم وإساعيل وللقرآن‬
‫أن يدثنا أيضا‪ ،‬ولكن ورود هذين السي ف التوراة والقرآن ل يكفي لثبات وجودها‬
‫التاريي"‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول بعد ذلك‪" :‬وقد كانت قريش مستعدة كل الستعداد لقبول هذه السطورة ف‬
‫القرن السابع للمسيح(*)"‪ .‬كما أنه ينفي فيه نسب النب (*) ‪ r‬إل أشراف قريش‪.‬‬
‫‪ -‬لقد بدأ طه حسي ماضرة له ف اللغة والدب بمد ال والصلة على نبيه ث قال‪:‬‬
‫"سيضحك من بعض الاضرين إذا سعن أبدأ هذه الحاضرة بمد ال والصلة على نبيه لن‬
‫ذلك يالف عادة العصر"‪( .‬ملة اللل‪ ،‬عدد أكتوبر ونوفمب ‪1911‬م)‪.‬‬
‫· ازدهرت حركة التغريب بعد سيطرة التاديي عام ‪1908‬م على الكم ف الدولة العثمانية‬
‫وسقوط السلطان عبد الميد‪.‬‬
‫· وف سنة ‪1924‬م ألغت حكومة مصطفى كمال أتاتورك اللفة(*) العثمانية ما مهد‬
‫لنضمام تركيا إل الركب العلمان الديث‪ ،‬وفرض عليها التغريب بأقصى صورة وأعنفها‪.‬‬
‫· علي عبدالرزاق‪ :‬نشر سنة ‪1925‬م كتابه السلم وأصول الكم الذي ترجم إل النليزية‬
‫والردية‪ .‬ياول فيه الؤلف أن يقنع القارىء بأن السلم دين(*) فقط وليس دينا ودولة‪ .‬وقد‬
‫ضرب سيث مثلً به عندما أشار إل أن التحررية العلمانية والعالية ل تروج ف العال‬
‫السلمي إل إذا فسرت تفسيا إسلميا مقبولً‪ ،‬وقد حوكم الكتاب والؤلف من قبل هيئة‬
‫العلماء بالزهر ف ‪12/8/1925‬م وصدرت ضده إدانة أخرجته من زمرة العلماء‪ .‬وكان‬
‫يشرف على ملة الرابطة الشرقية‪ ،‬كما أقام حفل تكري لرنست رينان ف الامعة الصرية‬
‫بناسبة مرور مائة سنة على وفاة هذا الستشرق الذي ل يدخر وسعا ف مهاجة العرب‬
‫والسلمي‪.‬‬
‫· وكان ممود عزمي من أكب دعاة الفرعونية ف مصر‪ ،‬درس على أستاذه دور كاي الذي‬
‫كان يقول له‪" :‬إذا ذكرت القتصاد فل تذكر الشريعة(*)‪ ،‬وإذا ذكرت الشريعة فل تذكر‬
‫القتصاد"‪.‬‬
‫· وسبق أن قدم منصور فهمي ‪1959-1886‬م‪ :‬أول أطروحة للدكتوراه على أستاذه ليفي‬
‫بريل مهاجا نظام الزواج ف السلم الت موضوعها حالة الرأة ف التقاليد السلمية‬
‫وتطوراتا‪ .‬وف هذه الرسالة يقول‪" :‬ممد يشرع لميع الناس ويستثن نفسه" ويقول‪" :‬إل أنه‬
‫أعفى نفسه من الهر والشهود"‪ ،‬لكنه انتقد بعد ذلك حركة(*) التغريب ف سنة ‪1915‬م‬
‫وجاهر بآرائه ف الخطاء الت حلها طه حسي ومدرسته‪.‬‬
‫· ويعتب إساعيل مظهر من أئمة مدرسة التغريب لكنه ل يلبث أن تول عنها إبان عصر‬
‫النهضة الديثة‪.‬‬
‫· وكان زكي مبارك ف مقدمة تلميذ طه حسي‪ .‬درس على أيدي الستشرقي‪ ،‬وسبق له أن‬
‫قدم أطروحة للدكتوراه ف الغزال والأمون مهاجا الغزال هجوما عنيفا‪ ،‬لكنه رجع عن ذلك‬
‫فيما بعد وكتب مقاله العروف إليك أعتذر أيها الغزال‪.‬‬
‫· ويعتب ممد حسي هيكل ‪1956 – 1888‬م رئيس ترير جريدة السياسة ف الفترة الول‬
‫من حياته من أبرز الستغربي‪ ،‬وقد أنكر السراء بالروح والسد معا انطلقا من نظرة عقلنية‬
‫حياة ممد‪ .‬لكنه عدل عن ذلك وكتب معبا عن توجهه الديد ف مقدمة كتابه ف منل‬
‫الوحي‪.‬‬
‫· وكان الشيخ أمي الول وهو من مدرسي مادت التفسي والبلغة بالامعة الصرية‪ ،‬يروج‬
‫لفكار طه حسي ف الدعوة إل دراسة القرآن دراسة فنية بغض النظر عن مكانته الدينية‪ ،‬وقد‬
‫استمر ف ذلك حت كشفه الشيخ ممود شلتوت سنة ‪1947‬م‪.‬‬
‫· وقاد شلب شيل ‪1917 – 1860‬م الدعوة إل العلمانية ومهاجة قيم الديان(*)‬
‫والخلق(*)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫· أفكار تغريبية‪:‬‬
‫‪ -‬الستشرق النليزي جب ألف كتاب إل أين يتجه السلم الذي يقول فيه‪" :‬من أهم‬
‫مظاهر سياسة التغريب ف العال السلمي تنمية الهتمام ببعث الضارات القدية"‪ .‬وقد أعلن‬
‫ف بثه هذا صراحة أن هدفه معرفة" إل أي مدى وصلت حركة تغريب الشرق وما هي‬
‫العوامل الت تول دون تقيق هذا التغريب"‪.‬‬
‫‪ -‬عندما دخل اللورد اللنب القدس عام ‪1918‬م أعلن قائلً‪" :‬الن انتهت الروب الصليبية"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول لورنس براون‪" :‬إن الطر القيقي كامن ف نظام السلم وف قدرته على التوسع‬
‫والخضاع وف حيويته‪ .‬إنه الدار الوحيد ف وجه الستعمار(*) الغرب"‪ .‬ولذا فلبد من‬
‫الدعوة إل أن يطبع العال السلمي بطابع الغرب الضاري‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع فكرة إياد فكر إسلمي متطور يبر الناط الغربية ومو الطابع الميز للشخصية‬
‫السلمية بغية إياد علئق مستقرة بي الغرب وبي العال السلمي خدمة لصاله‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إل الوطنية ودراسة التاريخ القدي والدعوة إل الرية(*) باعتبارها أساس نضة المة‬
‫مع عرض النظم القتصادية الغربية عرضا مصحوبا بالعجاب‪ ،‬وتكرار الكلم حول تعدد‬
‫الزوجات ف السلم وتديد الطلق واختلط النسي‪.‬‬
‫‪ -‬نشر فكرة العالية والنسانية الت يزعم أصحابا بأن ذلك هو السبيل إل جع الناس على‬
‫مذهب(*) واحد تزول معه اللفات الدينية والعنصرية لحلل السلم ف العال‪ ،‬ولتصبح‬
‫الرض وطنا واحدا يدين بدين(*) واحد ويتكلم بلغة واحدة وثقافة مشتركة‪ ،‬بغية تذويب‬
‫الفكر السلمي واحتوائه ف بوتقة القوياء السيطرين أصحاب النفوذ العالي‪.‬‬
‫‪ -‬إن نشر الفكر القومي كان خطوة على طريق التغريب ف القرن التاسع عشر وقد انتقل من‬
‫أوروبا إل العرب واليرانيي والترك والندونيسيي والنود‪ ،‬بغية تزيق الكتل الكبية إل‬
‫كيانات جزئية تقوم على رابط جغراف يمع أناسا ينتمون إل أصول عرقية مشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الهتمام ببعث الضارات القدية‪ ،‬يقول الستشرق جب‪" :‬وقد كان من أهم مظاهر‬
‫سياسية التغريب ف العال السلمي تنمية الهتمام ببعث الضارات القدية الت ازدهرت ف‬
‫البلد الختلفة الت يشغلها السلمون الن… وقد تكون أهيته مصورة الن ف تقوية شعور‬
‫العداء لوروبا ولكن من المكن أن يلعب ف الستقبل دورا مهما ف تقوية القوميات الحلية‬
‫وتدعيم مقوماتا"‪.‬‬
‫‪ -‬عرض روكفلر الصهيون التعصب تبعه بعشرة مليي دولر لنشاء متحف للثار‬
‫الفرعونية ف مصر وملحق به معهد لتخريج التخصصي ف هذا الفن‪.‬‬
‫‪ -‬إن كلً من الستعمار‪ )*( ،‬والستشراق‪ ،‬والشيوعية‪ ،‬والاسونية وفروعها‪ ،‬والصهيونية‪،‬‬
‫ودعاة التوفيق بي الديان" وحدة الديان(*)"‪ ،‬قد تآزروا جيعا ف دعم حركة(*) التغريب‬
‫وتأييدها بدف تطويق العال السلمي وتطويعه ليكون أداة لينة بأيديهم‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الذاهب الدامة كالفرويدية‪ ،‬والداروينية‪ ،‬والاركسية‪ ،‬والقول بتطور الخلق(*)‬
‫(ليفي بريل) وبتطور الجتمع (دور كاي) والتركيز على الفكر الوجودي والعلمان‪،‬‬
‫والتحرري‪ ،‬والدراسات عن التصوف السلمي‪ ،‬والدعوة إل القومية والقليمية والوطنية‪،‬‬
‫والفصل بي الدين والجتمع‪ ،‬وحلة النتقاص من الدين‪ ،‬ومهاجة القرآن والنبوة(*)‬
‫والوحي(*) والتاريخ السلمي‪ ،‬والتشكيك ف القيم السلمية‪ ،‬والدعوة إل التخلي عن‬
‫الصالة والتميز‪ ،‬والتخويف من الوت أو الفقر وذلك لقعاد السلمي عن فكرة الهاد‪)*(،‬‬
‫وإشاعة فكرة أن سبب تأخر العرب والسلمي إنا هو السلم‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار القرآن فيضا من العقل الباطن مع الشادة بعبقرية النب(*) ممد ‪ r‬وألعيته وصفاء‬
‫ذهنه ووصف ذلك بالشراق(*) الروحي تهيدا لزالة صفة النبوة عنه‪.‬‬
‫مؤترات تغريبية‪:‬‬ ‫·‬

‫‪ -‬عقد مؤتر ف بلتيمور عام ‪1942‬م وهو يدعو إل دراسة وابتعاث الركات السرية ف‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1947‬م عقد ف جامعة برنستون بأمريكا مؤتر لدراسة (الشؤون الثقافية‬
‫والجتماعية ف الشرق الدن) وقد ترجت بوث هذا الؤتر إل العربية تت رقم ‪ 116‬من‬
‫مشروع اللف كتاب ف مصر‪ .‬شارك فيه كويلر يونغ وحبيب كوران وعبد الق أديوار‬
‫ولويس توماس‪.‬‬
‫‪ -‬عقد مؤتر (الثقافة السلمية والياة العاصرة) ف صيف عام ‪1953‬م ف جامعة برنستون‬
‫وشارك فيه كبار الفكرين من مثل ميل بروز‪ ،‬وهارولد سيث‪ ،‬وروفائيل باتاي‪ ،‬وهارولد ألن‪،‬‬
‫وجون كرسويل‪ ،‬والشيخ مصطفى الزرقا‪ ،‬وكنت كراج‪ ،‬واشتياق حسي‪ ،‬وفضل الرحن‬
‫الندي‪.‬‬
‫‪ -‬وف عام ‪1955‬م عقد ف لهور بالباكستان مؤتر ثالث لكنه فشل وظهرت خطتهم‬
‫بحاولتهم إشراك باحثي من السلمي والستشرقي ف توجيه الدراسات السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬انعقد مؤتر للتأليف بي السلم والسيحية(*) ف بيوت ‪1953‬م‪ ،‬ث ف السكندرية‬
‫‪1954‬م وتتالت بعد ذلك اللقاءات والؤترات ف روما وغيها من البلدان لنفس الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬ف سبتمب ‪1994‬م عقد بالقاهرة مؤتر السكان والتنمية بدف نشر أفكار التحلل النسي‬
‫"الغربية" بي السلمي – من إتاحة للتصالت غي الشروعة بي الراهقي والجهاض‬
‫والزواج الر والسفاح والتدريب على موانع المل‪ ،‬وقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالملكة‬
‫العربية السعودية فتوى بضرورة مقاطعته والذر من توصياته وأهدافه‪.‬‬

‫· كتب تغريبية خطرة‪:‬‬


‫‪ -‬السلم ف العصر الديث لؤلفه ولفرد كانتول سيث مدير معهد الدراسات السلمية‬
‫وأستاذ الدين القارن ف جامعة ماكجيل بكندا‪ ،‬حصل على الدكتوراه من جامعة برنستون‬
‫سنة ‪1948‬م تت إشراف الستشرق هـ‪ .‬أ‪.‬ر‪ .‬جب الذي تتلمذ عليه ف جامعة كمبيدج‬
‫وهذا الكتاب يدعو إل التحررية ‪ Liberalism‬والعلمانية ‪ Secularism‬وإل فصل‬
‫الدين(*) عن الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر هـ‪.‬أ‪.‬ر‪ .‬جب كتابه إل أين يتجه السلم؟ ‪ ?Whither Islam‬الذي نشر‬
‫بلبنان سنة ‪1932‬م كان قد ألفه مع جاعة من الستشرقي‪ ،‬وهو يبحث ف أسباب تعثر‬
‫عملية التغريب ف العال السلمي ووسائل تقدمها وتطورها‪.‬‬
‫‪ -‬إن بروتوكولت حكماء صهيون(*) الت ظهرت ف العال كله عام ‪1902‬م ظلت منوعة‬
‫من الدخول إل الشرق الوسط والعال السلمي حت عام ‪1952‬م تقريبا أي إل ما بعد‬
‫قيام إسرائيل ف قلب المة العربية والسلمية‪ .‬ول شك بأن منعها كان خدمة لركة التغريب‬
‫عموما‪.‬‬
‫‪ -‬تصوير بعض الشخصيات السلمية ف صور من البتذال والعهر والزاجية كما ف كتب‬
‫جورجي زيدان‪ ،‬وكذلك تلك الكتب الت تضيف الساطي القدية إل التاريخ السلمي‬
‫علىهامش السية لطه حسي والكتب الت تعتمد على الصادر غي الوثوقة مثل ممد رسول‬
‫الرية للشرقاوي وكتبه عن اللفاء الراشدين والئمة التسعة‪.‬‬

‫· الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· لقد ارتدت الملة الصليبية مهزومة بعد حطي‪ ،‬وفتح العثمانيون عاصمة الدولة البيزنطية‬
‫ومقر كنيستهم(*) عام ‪1453‬م واتذوها عاصمة لم وغيوا اسها إل اسلمبول أي دار‬
‫السلم‪ ،‬كما أن جيوش العثمانيي قد وصلت أوروبا وهددت فيينا سنة ‪1529‬م وقد ظل‬
‫هذا التهديد قائما حت سنة ‪1683‬م‪ .‬وسبق ذلك كله سقوط الندلس وجعلها مقرا‬
‫للخلفة(*) الموية‪ ،‬كل ذلك كان مدعاة للتفكي بالتغريب‪ ،‬والتبشي فرع منه‪ ،‬ليكون‬
‫السلح الذي يطم العال السلمي من داخله‪.‬‬
‫· إن التغريب هجمة نصرانية‪ ،‬صهيونية‪ ،‬استعمارية‪ )*(،‬ف آن واحد‪ ،‬التقت على هدف‬
‫مشترك بينها وهو طبع العال السلمي بالطابع الغرب تهيدا لحو الطابع الميز للشخصية‬
‫السلمية‪.‬‬

‫· النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· لقد استطاعت حركة(*) التغريب أن تتغلغل ف كل بلد العال السلمي‪ ،‬وإل كل البلد‬
‫الشرقية على أمل بسط بصمات الضارة الغربية الادية(*) الديثة على هذه البلد وربطها‬
‫بالغرب فكرا وسلوكا‪.‬‬
‫· لقد تفاوت تأثي حركة التغريب إذ أنه قد ظهر بوضوح ف مصر‪ ،‬وبلد الشام‪ ،‬وتركيا‪،‬‬
‫وأندونيسيا والغرب العرب‪ ،‬وتتدرج بعد ذلك ف البلد السلمية القل فالقل‪ ،‬ول يل بلد‬
‫إسلمي أو مشرقي من آثار وبصمات هذه الركة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التغريب تيار مشبوه يهدف إل نقض عرى السلم والتحلل من التزاماته وقيمه‬
‫واستقلليته‪ ،‬والدعوة إل التبعية للغرب ف كل توجهاته ومارساته‪ .‬ومن واجب قادة الفكر‬
‫السلمي كشف مططاته والوقوف بصلبة أمام سومه ومفترياته‪ ،‬الت تبثها الن‪ ،‬شخصيات‬
‫مسلمة‪ ،‬وصحافة ذات باع طويل ف ماولت التغريب‪ ،‬وأجهزة وثيقة الصلة بالصهيونية‬
‫العالية والاسونية الدولية‪ .‬وقد استطاع هذا التيار استقطاب كثي من الفكرين العرب‪،‬‬
‫فمسخوا هويتهم‪ ،‬وحاولوا قطع صلتهم بدينهم‪ ،‬والذهاب بولئهم وانتمائهم لمتهم‬
‫السلمية‪ ،‬من خلل موالة الغرب والزهو بكل ما هو غرب‪ ،‬وهي أمور ذات خطر عظيم‬
‫على الشباب السلم‪.‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬حصوننا مهددة من داخلها‪ ،‬د‪ .‬ممد ممد حسي – مؤسسة الرسالة – بيوت – ط ‪1402 – 7‬هـ‪/‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العال السلمي والكائد الدولية خلل القرن الرابع عشر الجري‪ ،‬فتحي يكن‪ -‬مؤسسة الرسالة – بيوت – ط‬
‫‪1403 -2‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التاهات الوطنية ف الدب العاصر‪ ،‬د‪ .‬ممد ممد حسي – دار الرشاد – بيوت – طبعة عام ‪1389‬هـ‪/‬‬
‫‪1970‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السلم والضارة الغربية ‪ ،‬د‪ .‬ممد ممد حسي – مؤسسة الرسالة – بيوت ‪1402 – 54‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شبهات التغريب ف غزو الفكر السلمي‪ ،‬أنور الندي‪ -‬الكتب السلمي – بيوت – طبعة عام ‪1398‬هـ‪/‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يقظة الفكر العرب‪ ،‬أنور الندي – مطبعة زهران – القاهرة – ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ترير الرأة‪ ،‬قاسم أمي – ط ‪ – 2‬مطبعة روز اليوسف – ‪1941‬م‪.‬‬
‫‪ -‬زعماء الصلح ف العصر الديث‪ ،‬أحد أمي – ط ‪ – 1‬نشر مكتبة النهضة الصرية – ‪1948‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الدعوة إل العامية وآثارها ف مصر‪ ،‬الدكتورة نفوسة زكريا – دار الثقافة بالسكندرية – ‪1393‬هـ‪/‬‬
‫‪1964‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حاضر العال السلمي‪ ،‬لوثروب ستودارد – ترجة عجاج نويهض وتعليق شكيب أرسلن – مصر‬
‫‪1343‬هـ‪1925 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الغارة على العال السلمي‪ ،‬أ‪.‬ل‪ .‬شاتليه – ترجة مساعد الياف ومب الدين الطيب – مصر ‪1350‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مستقبل الثقافة ف مصر‪ ،‬طه حسي – مصر – ‪1944‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اليوم والغد‪ ،‬سلمة موسى – مصر – ‪1927‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إل أين يتجه السلم‪ ،‬هـ‪.‬أ‪.‬ر‪ .‬جب – ط لبنان – ‪1932‬م‪.‬‬
‫الراجع الجنبية ‪:‬‬
‫‪.Islam in Modern History W.C.Smith, Princeton University Press New Jersy 1957‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Whither Islam? : H.A.r. Gibb. London 1932‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Arabic Thought in the Liberal Age: A. Hourani, Oxford 1962‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Egypt Since Cromer: Lord Loyd, London 1933‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Modern Egypt The Earl of Cromer: London 1911‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)Great Britain Egypt (F.W. Polson Newmen 1928‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.reports by His Majesty’s Agent and Consul General on the Finances‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Administration and Condition of Egypt and the Sudan‬‬ ‫‪-‬‬
‫الديان الشرقية‬
‫‪-1‬مقدمة الديان الشرقية‬
‫‪-2‬الصابئة الندائيون‬
‫‪-3‬الندوسية‬
‫‪-4‬الشنتوية‬
‫‪-5‬الطاوية‬
‫‪-6‬الينية‬
‫‪-7‬الكونفوشيوسية‬
‫‪-8‬البوذية‬
‫‪-9‬السيخية‬
‫‪-10‬الهاريشية‬
‫الديان الشرقية‬
‫مقدمة عـامة ‪:‬‬
‫تتشابه الديان الشرقية ف عدد من الصائص الت تمعها مع الديانات العالية الخرى‪ ،‬إل أنا‬
‫تتجاذبا نزعتان متلفتان تام الختلف‪ ،‬فيما يتعلق باللة(*)‪ ،‬وهاتان النعتان ها نزعتا‬
‫الوحدانية وتعدد اللة‪.‬‬
‫فقلما ند دولة من الدول أو شعبا من شعوب الديانات الشرقية‪ ،‬ل تتمثل إلا لكل قوى‬
‫الطبيعة النافعة والضارة يستنصرونه ف الشدائد ويلجأون إليه ف اللمات‪ ،‬ويتضرعون إليه‬
‫ليبارك لم ف ذرياتم وأموالم‪ ،‬ول يصل هؤلء إل عبادة هذه الظواهر دفعة واحدة وإنا مروا‬
‫براحل انتهت بم إلىعبادتا‪ ،‬ولقد كثر اللة عندهم‪ ،‬لسيما عند الندوس‪ ،‬كثرة كبية‬
‫وكانوا يسمون إلهم بكل اسم حسن ويصفونه بكل صفة كاملة وياطبونه باسم "رب‬
‫الرباب" أو "إله اللة" توقيا وتعظيما وإجللً‪.‬‬
‫وف القرن التاسع قبل اليلد‪ ،‬استطاع بعض كهنة(*) تلك الدول‪ ،‬اختصار اللة‪ ،‬فقد جعوا‬
‫اللة ف إله واحد‪ ،‬وقالوا إنه هو الذي أخرج العال من ذاته‪.‬‬
‫ث ظهرت حركات عقلية آمنت بالتناسخ(*)‪ ،‬وظهرت حركات أخرى آمنت بالله أساسا‬
‫لفلسفة الدين(*)‪ ،‬وعندما فتح ممود الغزنوي الند‪ ،‬وأخضعها للحكم السلمي‪ ،‬قدّم أروع‬
‫المثلة على ساحة الدين السلمي عندما ترك الرية(*) للهنود فيما يعبدون‪ ،‬وانتشر السلم‬
‫ف الند ومنها انتقل إل دول شرقية أخرى تركت لا حرية العبادة كذلك‪ ،‬ولكن الناس‬
‫كانت تد ف عقيدة التوحيد ملذها فاندفعت إليها عن حرب ورضا‪.‬‬
‫ومن أهم أهداف هذه الوسوعة‪ ،‬وضع يد القارىء على كثي من القائق التعلقة بالديان‬
‫الشرقية‪ ،‬وقد يكن القول أن كثيا من هذه الديانات ربا بدأت كديانات توحيد ساوية‪،‬‬
‫إعمالً لقوله تعال‪{ :‬وإن من أمة إل خل فيها نذير} [فاطر‪ .]24:‬ولكن التحريف لق هذه‬
‫الديان ‪ ،‬كما لق غيها‪ ،‬ودليل ذلك أن فكرة التوحيد كان لا وجود بشكل أو بآخر ف‬
‫هذه الديانات‪ ،‬كما أن بعض كتب هذه الديان(*) انطوت على إشارات إل نبوة(*)‬
‫الرسول(*) صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومبعثه‪ ،‬ولذا فإن هذه الوسوعة عندما تشي إل حقائق‬
‫هذه الديان ف الوقت الاضر‪ ،‬فإنا ل تنفي عن أصل نشأتا إمكانية أن تكون ديانات توحيد‬
‫قبل أن يلحقها التحريف وتتطرق إليها الوثنية(*)‪.‬‬
‫وأيّا ما كان المر‪ ،‬فقد عالت هذه الوسوعة أهم الديان الشرقية العاصرة‪ ،‬كما هي ل كما‬
‫كانت‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫(‪ )1‬الصابئة الندائيون‪:‬‬


‫وتعد من أقدم الديانات الت تعتقد بأن الالق واحد وهي بذا الوصف تعتب من الديانات‬
‫السماوية ويعتب أتباعها أتباع دين كتاب‪.‬‬

‫(‪ )2‬الندوسية ‪:‬‬


‫وتسمى أيضا البهية(*) وهي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الند‪ ،‬وليس ف الندوسية دعوة‬
‫إل التوحيد‪ ،‬بل إنم يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إليها(*) يعبد‪ ،‬ث قالوا بوجود آلة‬
‫ثلثة من عبد أحدها فقد عبدها جيعا وهي براها(*) وفشنو(*) وسيفا(*)‪.‬‬

‫(‪ )3‬الشنتوية‪:‬‬
‫وهي ديانة ظهرت ف اليابان منذ وقت طويل وقد بدأت بعبادة الرواح ث قوى الطبيعة ث‬
‫عبادة المباطور مؤخرا حيث يعتبونه من نسل اللة‪.‬‬

‫(‪)4‬الطاوية ‪:‬‬
‫وهي إحدى أكب الديانات الصينية القدية الت تستلزم العودة إل الياة الطبيعية مع ضرورة‬
‫اليان بوحدة الوجود إذ الالق والخلوق شيء واحد‪.‬‬

‫(‪ )5‬الينية‪:‬‬
‫وهي ديانة منشقة عن الندوسية وتدعو إل التحرر من كل قيود الياة‪ ،‬والعيش بعيدا عن‬
‫الشعور بالقيم كالعيب والث والي والشر‪.‬‬

‫(‪ )6‬الكونفوشيوسية‪:‬‬
‫وهي ديانة أهل الصي وتدعو إل إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية الت ورثها‬
‫الصينيون عن أجدادهم‪ ،‬مع إضافة بعض آراء الكيم كونفوشيوس إليها وهي تقوم على عبادة‬
‫الله(*) العظم وعبادة أرواح الباء والجداد وتقديس اللئكة‪.‬‬

‫(‪ )7‬البوذية ‪:‬‬


‫وهي الديانة الت ظهرت ف الند بعد الباهية (الندوسية) ف القرن الامس قبل اليلد‪ ،‬وهي‬
‫تدعو إل التصوف والشونة ونبذ الترف والناداة بالتسامح‪ ،‬ويعتقد البوذيون أن بوذا(*) هو‬
‫ابن الله عندهم وأنه ملّص البشرية من مآسيها‪.‬‬

‫(‪ )8‬السيخية‪:‬‬
‫وهي ديانة السيخ الذين هم جاعة دينية هندية تدعو إل دين جديد تزعم فيه شيئا من‬
‫الديانتي السلمية والندوسية تت شعار (ل هندوس ول مسلمي)‪.‬‬

‫(‪ )9‬الهاريشية‪:‬‬
‫وهي نلة هندوسية دهرية ملحدة(*) انتقلت إل أمريكا وأوروبا داعية إل طقوس كهنوتية‬
‫بغية تصيل السعادة الروحية‪.‬‬
‫الصابئة الندائيون‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الصابئة الندائية هي طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إل اليوم والت تعتب يي عليه السلم نبيّا لا‪،‬‬
‫يقدّس أصحابا الكواكب والنجوم ويعظمونا‪ ،‬ويعتب التاه نو نم القطب الشمال وكذلك‬
‫التعميد(*) ف الياه الارية من أهم معال هذه الديانة الت ييز أغلب فقهاء السلمي أخذ‬
‫الزية من معتنقيها أسوة بالكتابيي من اليهود والنصارى‪.‬‬
‫ولقد حقق شيخ السلم ابن تيمية ف كتاب الرد على النطقيي ط ‪( 6‬ص ‪ 454‬وما بعدها)‬
‫حقيقة الصابئة كما وردت ف القرآن الكري فقال ما حاصله‪:‬‬
‫إن الصابئة نوعان‪ :‬صابئة حنفاء وصابئة مشركون‪.‬‬
‫أما الصابئة النفاء فهم بنلة من كان متبعا لشريعة التوراة(*) والنيل(*) قبل النسخ‬
‫والتحريف(*) والتبديل من اليهود والنصارى‪ .‬وهؤلء حدهم ال وأثن عليهم‪ .‬والثابت أن‬
‫الصابئي قوم ليس لم شريعة مأخوذة عن نب(*)‪ ،‬وهم قوم من الجوس(*) واليهود‬
‫والنصارى ليس لم دين(*)‪ ،‬ولكنهم عرفوا ال وحده‪ ،‬ول يدثوا كفرا‪ ،‬وهم متمسكون‬
‫"بالسلم الشترك" وهو عبادة ال وحده وإياب الصدق والعدل وتري الفواحش والظلم‬
‫ونو ذلك ما اتفقت الرسل على إيابه وتريه وهم يقولون "ل إله إل ال" فقط وليس لم‬
‫كتاب ول نب‪ .‬والصحيح أنم كانوا موجودين قبل إبراهيم عليه الصلة والسلم بأرض‬
‫اليمن‪.‬‬
‫وأما الصابئة الشركون فههم قوم يعبدون اللئكة ويقرؤون الزبور ويصلون‪ ،‬فهم يعبدون‬
‫الروحانيات العلوية‪.‬‬
‫وعلى ذلك فمن دان من الصابئة بدين أهل الكتاب فهو من أهل الكتاب‪ ،‬ومن ل يدن بدين‬
‫أهل الكتاب فهو مشرك ومثالم من يعبد الكواكب‪ .‬كمن كانوا بأرض حران عندما أدركهم‬
‫السلم وهؤلء ل يل أكل ذبائحهم ول نكاح نسائهم وإن أظهروا اليان بالنبيي(*) وقد‬
‫أفت أبو سعيد الصطخري بأن ل تقبل الزية منهم‪ ،‬ونازعه ف ذلك جاعة من الفقهاء‪.‬‬
‫التأسيس وأبرز الشخصيات ‪:‬‬
‫· يدّعى الصابئة الندائيون بأن دينهم(*) يرجع إل عهد آدم عليه السلم‪.‬‬
‫· ينتسبون إل سام بن نوح عليه السلم‪ ،‬فهم ساميون‪.‬‬
‫· يزعمون أن يي عليه السلم هو نبيهم الذي أرسل إليهم‪.‬‬
‫· كانوا يقيمون ف القدس‪ ،‬وبعد اليلد طردوا من فلسطي فهاجروا إل مدينة حران فتأثروا‬
‫هناك بن حولم وتأثروا بعبدة الكواكب والنجوم من الصابئة الرانيي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن حران هاجروا إل موطنهم الال ف جنوب العراق وإيران وما يزالون فيه‪ ،‬حيث‬
‫يعرفون بصابئة البطائح‪.‬‬
‫· منهم الكنبرا الشيخ عبد ال بن الشيخ سام الذي كان مقيما ف بغداد سنة ‪1969‬م وهو‬
‫الرئيس الروحي لم‪ ،‬وقد كان ف عام ‪1954‬م يسكن ف دار واقعة بوار السفارة البيطانية‬
‫ف الكرخ ببغداد‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬

‫· كتبهم‪:‬‬
‫‪ -‬لديهم عدد من الكتب القدسة مكتوبة بلغة سامية قريبة من السريانية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكناربّا‪ :‬أي الكتاب العظيم ويعتقدون بأنه صحف آدم عليه السلم‪ ،‬فيه موضوعات‬
‫كثية عن نظام تكوين العال وحساب الليقة وأدعية وقصص‪ ،‬وتوجد ف خزانة التحف‬
‫العراقي نسخة كاملة منه‪ .‬طبع ف كوبنهاجن سنة ‪1815‬م‪ ،‬وطبع ف ليبزيغ سنة ‪1867‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬دراشة إديهيا‪ :‬أي تعاليم يي‪ ،‬وفيه تعاليم وحياة النب(*) يي عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -3‬الفلستا‪ :‬أي كتاب عقد الزواج‪ ،‬ويتعلق بالحتفالت والنكاح الشرعي والطبة‪.‬‬
‫‪ -4‬سدرة إدنشاماثا‪ :‬يدور حول التعميد(*) والدفن والداد‪ ،‬وانتقال الروح من السد إل‬
‫الرض ومن ثّ إل عال النوار‪ ،‬وف خزانة التحف العراقي نسخة حديثة منه مكتوبة باللغة‬
‫الندائية‪.‬‬
‫‪ -5‬كتاب الديونان‪ :‬فيه قصص وسي بعض الروحانيي مع صور لم‪.‬‬
‫‪ -6‬كتاب إسفر ملواشه‪ :‬أي سفر البوج لعرفة حوادث السنة القبلة عن طريق علم الفلك‬
‫والتنجيم(*)‪.‬‬
‫‪ -7‬كتاب النبات‪ :‬أي الناشيد والذكار الدينية‪ ،‬وتوجد نسخة منه ف التحف العراقي‪.‬‬
‫‪ -8‬كتاب قماها ذهيقل زيوا‪ :‬ويتألف من ‪ 200‬سطر وهو عبارة عن حجاب يعتقدون بأن‬
‫من يمله ل يؤثر فيه سلح أو نار‪.‬‬
‫‪ -9‬تفسي بغره‪ :‬يتص ف علم تشريح جسم النسان وتركيبه والطعمة الناسبة لكل طقس‬
‫ما يوز لبناء الطائفة تناوله‪.‬‬
‫‪ -10‬كتاب ترسسر ألف شياله‪ :‬أي كتاب الثن عشر ألف سؤال‪.‬‬
‫‪ -11‬ديوان طقوس التطهي‪ :‬وهو كتاب يبي طرق التعميد(*) بأنواعه على شكل ديوان‪.‬‬
‫‪ -12‬كتاب كداواكدفيانا‪ :‬أي كتاب العوذ‪.‬‬

‫· طبقات رجال الدين ‪:‬‬


‫يشترط ف رجل الدين أن يكون سليم السم‪ ،‬صحيح الواس‪ ،‬متزوجا منجبا‪ ،‬غي متون‪،‬‬
‫وله كلمة نافذة ف شؤون الطائفة كحالت الولدة والتسمية والتعميد والزواج والصلة‬
‫والذبح والنازة‪ ،‬ورتبهم على النحو التال‪:‬‬
‫‪ -1‬اللل‪ :‬ويسمى "الشماس"(*) يسي ف النازات‪ ،‬ويقيم سنن الذبح للعامة‪ ،‬وليتزوج‬
‫إل بكرا‪ ،‬فإذا تزوج ثيبا سقطت مرتبته ومنع من وظيفته إل إذا تعمد هو وزوجته ‪360‬مرة‬
‫ف ماء النهر الاري‪.‬‬
‫‪ -2‬الترميدة‪ :‬إذا فقه اللل الكتابي القدّسي سدره إنشماثا والنيان أي كتابَ ْي التعميد‬
‫والذكار فإنه يتعمد بالرتاس ف الاء الوجود ف الندي ويبقى بعدها سبعة أيام مستيقظا ل‬
‫تغمض له عي حت ل يتلم‪ ،‬ويترقى بعدها هذا اللل إل ترميدة‪ ،‬وتنحصر وظيفته ف العقد‬
‫على البنات البكار‪.‬‬
‫‪ -3‬البيسق‪ :‬الترميدة الذي يتص ف العقد على الرامل يتحول إل أبيسق ول ينتقل من‬
‫مرتبته هذه‪.‬‬
‫‪ -4‬الكنبرا‪ :‬الترميدة الفاضل الذي ل يعقد على الثيبات مطلقا يكنه أن ينتقل إل كنبرا‬
‫وذلك إذا حفظ كتاب الكناربّا فيصبح حينئذٍ مفسرا له‪ ،‬ويوز له ما ل يوز لغيه‪ ،‬فلو قتل‬
‫واحدا من أفراد الطائفة ل يقتص منه لنه وكيل الرئيس اللي عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬الريش أمه‪ :‬أي رئيس المة‪ ،‬وصاحب الكلمة النافذة فيها ول يوجد بي صابئة اليوم من‬
‫بلغ هذه الدرجة لنا تتاج إل علم وفي وقدرة فائقة‪.‬‬
‫‪ -6‬الربّان‪ :‬وفق هذه الديانة ل يصل إل هذه الدرجة إل ييي بن زكريا عليهما السلم كما‬
‫أنه ل يوز أن يوجد شخصان من هذه الدرجة ف وقت واحد‪ .‬والربان يرتفع ليسكن ف عال‬
‫النوار وينل ليبلغ طائفته تعاليم الدين ث يرتفع كرة أخرى إل عاله الربان النوران‪.‬‬

‫· الِله(*)‪:‬‬
‫‪ -‬يعتقدون من حيث البدأ – بوجود الِله الالق الواحد الزل الذي لتناله الواس‬
‫وليفضي إليه ملوق‪.‬‬
‫‪ -‬ولكنهم يعلون بعد هذا الله ‪ 360‬شخصا خلقوا ليفعلوا أفعال الله‪ ،‬وهؤلء الشخاص‬
‫ليسوا بآلة ول ملئكة‪ ،‬يعملون كل شيء من رعد وبرق ومطر وشس وليل ونار…‬
‫وهؤلء يعرفون الغيب‪ ،‬ولكل منهم ملكته ف عال النوار‪.‬‬
‫‪ -‬هؤلء الشخاص الـ ‪ 360‬ليسوا ملوقي كبقية الكائنات الية‪ ،‬ولكن ال ناداهم‬
‫بأسائهم فخلقوا وتزوجوا بنساء من صنفهم‪ ،‬ويتناسلون بأن يلفظ أحدهم كلمة فتحمل‬
‫أمرأته فورا وتلد واحدا منهم‪.‬‬
‫‪ -‬يعتقدون بأن الكواكب مسكن للملئكة‪ ،‬ولذلك يعظمونا ويقدسونا‪.‬‬

‫· الندي‪:‬‬
‫‪ -‬هو معبد الصابئة‪ ،‬وفيه كتبهم القدسة‪ ،‬ويري فيه تعميد(*) رجال الدين‪ ،‬يقام على‬
‫الضفاف اليمن من النر الارية‪ ،‬له باب واحد يقابل النوب بيث يستقبل الداخل إليه نم‬
‫القطب الشمال‪ ،‬لبدّ من وجود قناة فيه متصلة باء النهر‪ ،‬ول يوز دخوله من قبل النساء‪،‬‬
‫ول بدّ من وجود علم يي فوقه ف ساعات العمل‪.‬‬
‫· الصلة‪:‬‬
‫‪ -‬تؤدى ثلث مرات ف اليوم‪ :‬قبيل الشروق‪ ،‬وعند الزوال‪ ،‬وقبيل الغروب‪ ،‬وتستحبّ أن‬
‫تكون جاعة ف أيام الحاد والعياد‪ ،‬فيها وقوف وركوع وجلوس على الرض من غي‬
‫سجود‪ ،‬وهي تستغرق ساعة وربع الساعة تقريبا‪.‬‬
‫‪ -‬يتوجه الصلي خللا إل الدي بلباسه الطاهر‪ ،‬حاف القدمي‪ ،‬يتلو سبع قراءات يجد فيها‬
‫الرب مستمدا منه العون طالبا منه تيسي اتصاله بعال النوار‪.‬‬
‫· الصوم ‪:‬‬
‫‪ -‬صابئة اليوم يرمون الصوم لنه من باب تري ما أحل ال‪.‬‬
‫‪ -‬وقد كان الصوم عند الصابئة على نوعي‪ :‬الصوم الكبي‪ :‬ويشمل الصوم عن كبائر الذنوب‬
‫والخلق(*) الرديئة ‪ ،‬والصوم الصغي الذي يتنعون فيه عن أكل اللحوم الباحة لم لدة ‪32‬‬
‫يوما متفرقة على طول أيام السنة‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الندي التوف سنة ‪385‬هـ ف فهرسته‪ ،‬وابن العبي التوف سنة ‪685‬هـ ف تاريخ‬
‫متصر الدول ينصان على أن الصيام كان مفروضا عليهم لدة ثلثي يوما من كل سنة‪.‬‬

‫· الطهارة‪:‬‬
‫‪ -‬الطهارة مفروضة على الذكر والنثى سواء بل تييز‪.‬‬
‫‪ -‬تكون الطهارة ف الاء الي غي النقطع عن مراه الطبيعي‪.‬‬
‫‪ -‬النابة تتاج إل طهارة وذلك بالرتاس ف الاء ثلث دفعات مع استحضار نية الغتسال‬
‫من غي قراءة لنا ل توز على جنب‪.‬‬
‫‪ -‬عقب الرتاس ف الاء يب الوضوء‪ ،‬وهو واجب لكل صلة‪ ،‬حيث يتوضأ الشخص وهو‬
‫متجه إل نم القطب‪ ،‬فيؤديه على هيئة تشبه وضوء السلمي مصحوبا بأدعية خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬مفسدات الوضوء‪ :‬البول‪ ،‬الغائط‪ ،‬الريح‪ ،‬لس الائض والنفساء‪.‬‬

‫· التعميد(*) وأنواعه‪:‬‬
‫‪ -‬يعتب التعميد من أبرز معال هذه الديانة ول يكون إل ف الاء الي‪ ،‬ول تتم الطقوس إل‬
‫بالرتاس ف الاء سواء أكان الوقت صيفا أم شتاءً‪ ،‬وقد أجاز لم رجال دينهم مؤخرا‬
‫الغتسال ف المامات وأجازوا لم كذلك ماء العيون النابعة لتحقيق الطهارة‪.‬‬
‫‪ -‬يب أن يتم التعميد(*) على أيدي رجال الدين‪.‬‬
‫‪ -‬يكون العماد ف حالت الولدة‪ ،‬والزواج‪ ،‬وعماد الماعة‪ ،‬وعماد العياد وهي على النحو‬
‫التال‪:‬‬
‫‪ -1‬الولدة‪ :‬يعمد الولود بعد ‪ 45‬يوما ليصبح طاهرا من دنس الولدة حيث يُدخل هذا‬
‫الوليد ف الاء الاري إل ركبتيه مع التاه جهة نم القطب‪ ،‬ويوضع ف يده خات أخضر من‬
‫الس‪.‬‬
‫‪ -2‬عماد الزواج‪ :‬يتمّ ف يوم الحد وبضور ترميدة وكنبرا‪ ،‬يتم بثلث دفعات ف الاء مع‬
‫قراءة من كتاب الفلستا وبلباس خاص‪ ،‬ث يشربان من قنينة ملئت باء أُخذ من النهر يسمى‬
‫(مبوهة) ث يطعمان (البهثة) ويدهن جبينهما بدهن السمسم‪ ،‬ويكون ذلك لكل العروسي‬
‫لكل واحد منهما على حدة‪ ،‬بعد ذلك ل يُلمسان لدة سبعة أيام حيث يكونان نسي وبعد‬
‫اليام السبعة من الزواج يعمدان من جديد‪ ،‬وتعمد معهما كافة القدور والوان الت أكل فيها‬
‫أو شربا منها‪.‬‬
‫‪ -3‬عماد الماعة‪ :‬يكون ف كل عيد (بنجة) من كل سنة كبيسة لدة خسة أيام ويشمل‬
‫أبناء الطائفة كافة رجالً ونساءً كبارا وصغارا‪ ،‬وذلك بالرتاس ف الاء الاري ثلث دفعات‬
‫قبل تناول الطعام ف كل يوم من اليام المسة‪ .‬والقصود منه هو التكفي عن الطايا‬
‫والذنوب الرتكبة ف بر السنة الاضية‪ ،‬كما يوز التعميد ف أيام البنجة ليلً ونارا على حي‬
‫أن التعميد ف سائر الواسم ل يوز إل نارا وف أيام الحاد فقط‪.‬‬
‫‪ -4‬عماد العياد‪ :‬وهي‪:‬‬
‫أ‍‪ -‬العيد الكبي‪ :‬عيد ملك النوار حيث يعتكفون ف بيوتم ‪ 36‬ساعة متتالية ل تغمض لم‬
‫عي خشية أن يتطرق الشيطان إليهم لن الحتلم يفسد فرحتهم‪ ،‬وبعد العتكاف مباشرة‬
‫يرتسمون‪ ،‬ومدة العيد أربعة أيام‪ ،‬تنحر فيه الراف ويذبح فيه الدجاج ول يقومون خلله بأي‬
‫عمل دنيوي‪.‬‬
‫ب‍‪ -‬العيد الصغي‪ :‬يوم واحد شرعا‪ ،‬وقد يتد لثلثة أيام من أجل التزاور‪ ،‬ويكون بعد‬
‫العيد الكبي بائة وثانية عشر يوما‪.‬‬
‫ت‍‪ -‬عيد البنجة‪ :‬سبق الديث عنه‪ ،‬وهو خسة أيام تكبس با السنة‪ ،‬ويأت بعد العيد الصغي‬
‫بأربعة أشهر‪.‬‬
‫ث‍‪ -‬عيد يي‪ :‬يوم واحد من أقدس اليام‪ ،‬يأت بعد عيد البنجة بستي يوما وفيه كانت‬
‫ولدة النب يي عليه السلم الذي يعتبونه نبيّا(*) خاصا بم‪ ،‬والذي جاء ليعيد إل دين آدم‬
‫صفاءه بعد أن دخله النراف بسبب تقادم الزمان‪.‬‬
‫· تعميد الحتضر ودفنه‪:‬‬
‫ج‍‪ -‬عندما يتضر الصابء يب أن يؤخذ – وقبل زهوق روحه – إل الاء الاري ليتمّ‬
‫تعميده‪.‬‬
‫ح‍‪ -‬من مات من دون عماد نس ويرم لسه‪.‬‬
‫خ‍‪ -‬أثناء العماد يغسلونه متجها إل نم القطب الشمال‪ ،‬ث يعيدونه إل بيته ويلسونه ف‬
‫فراشه بيث يواجه نم القطب أيضا حت يوافيه الجل‪.‬‬
‫د‍‪ -‬بعد ثلث ساعات من موته يغسل ويكفن ويدفن حيث يوت إذ ل يوز نقله مطلقا من‬
‫بلد إل بلد آخر‪.‬‬
‫ذ‍‪ -‬من مات غيلة أو فجأة‪ ،‬فإنه ل يغسل ول يلمس‪ ،‬ويقوم الكنبرا بواجب العماد عنه‪.‬‬
‫ر‍‪ -‬يدفن الصابء بيث يكون مستلقيا على ظهره ووجهه ورجله متجهة نو الدي حت إذا‬
‫بعث واجه الكوكب الثابت بالذات‪.‬‬
‫ز‍‪ -‬يضعون ف فم اليت قليلً من تراب أول حفرة تفر لقبه فيها‪.‬‬
‫س‍‪ -‬يرم على أهل اليت الندب والبكاء والعويل‪ ،‬والوت عندهم مدعاة للسرور‪ ،‬ويوم الأت‬
‫من أكثر اليام فرحا حسب وصية يي لزوجته‪.‬‬
‫ش‍‪ -‬ل يوجد لديهم خلود ف الحيم‪ ،‬بل عندما يوت النسان إما أن ينتقل إل النة أو‬
‫الطهر حيث يعذب بدرجات متفاوتة حت يطهر فتنتقل روحه بعدها إل الل العلى‪ ،‬فالروح‬
‫خالدة والسد فان‪.‬‬

‫· أفكار ومعتقدات أخرى‪:‬‬


‫‪ -‬البكارة‪ :‬تقوم والدة الكنبرا أو زوجته بفحص كل فتاة عذراء بعد تعميدها وقبل تسليمها‬
‫لعريسها وذلك بغية التأكد من سلمة بكارتا‪.‬‬
‫‪ -‬الطيئة‪ :‬إذا وقعت الفتاة أو الرأة ف جرية الزن فإنا ل تقتل‪ ،‬بل تجر‪ ،‬وبإمكانا أن تكفر‬
‫عن خطيئتها بالرتاس ف الاء الاري‪.‬‬
‫‪ -‬الطلق‪ :‬ل يعترف دينهم بالطلق إل إذا كانت هناك انرافات أخلقية خطية فيتمّ التفريق‬
‫عن طريق الكنبرا‪.‬‬
‫‪ -‬السنة الندائية‪ 360 :‬يوما‪ ،‬ف ‪ 12‬شهرا‪ ،‬وف كل شهر ثلثون يوما مع خسة أيام كبيسة‬
‫يقام فيها عيد البنجة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتقدون بصحة التاريخ الجري ويستعملونه‪ ،‬وذلك بسبب اختلطهم بالسلمي‪ ،‬ولن‬
‫ظهور النب(*) ممد صلى ال عليه وسلم كان مذكورا ف الكتب القدسة الوجودة لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬يعظمون يوم الحد كالنصارى ويقدسونه ول يعملون فيه أي شيء على الطلق‪.‬‬
‫‪ -‬ينفرون من اللون الزرق النيلي ول يلمسونه مطلقا‪.‬‬
‫‪ -‬ليس للرجل غي التزوج من جنة ل ف الدنيا ول ف الخرة‪.‬‬
‫‪ -‬يتنبئون بوادث الستقبل عن طريق التأمل ف السماء والنجوم وبعض السابات الفلكية‪.‬‬
‫‪ -‬لكل مناسبة دينية ألبسة خاصة با‪ ،‬ولكل مرتبة دينية لباس خاص با ييزها عن غيها‪.‬‬
‫‪ -‬إذا توف شخص دون أن ينجب أولدا فإنه يرّ بالطهر ليعود بعد إقامته ف العال الخر إل‬
‫عال النوار ث يعود إل حالته البدنية مرة أخرى حيث تتلبس روحه ف جسم روحان فيتزوج‬
‫وينجب أطفالً‪.‬‬
‫‪ -‬يؤمنون بالتناسخ(*) ويعتقدون بتطبيقاته ف بعض جوانب عقيدتم‪.‬‬
‫‪ -‬للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء على قدر ما تسمح له به ظروفه‪.‬‬
‫‪ -‬يرفضون شرب الدواء‪ ،‬ول يعترضون على الدهون والقن اللدية‪.‬‬
‫‪ -‬الشباب والشابات يأتون إل الكهان(*) ليخبوهم عن اليوم السعيد الذي يكنهم أن‬
‫يتزوجوا فيه‪ ،‬وكذلك يبون السائلي عن الوقت الناسب للتجارة أو السفر‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق علم النجوم‪.‬‬
‫‪ -‬ل تؤكل الذبيحة إل أن تذبح بيدي رجال الدين وبضور الشهود‪ ،‬ويقوم الذابح – بعد أن‬
‫يتوضأ – بغمسها ف الاء الاري ثلث مرات ث يقرأ عليها أذكارا دينية خاصة ث يذبها‬
‫مستقبلً الشمال‪ ،‬ويستنف دمها حت آخر قطرة‪ ،‬ويرم الذبح بعد غروب الشمس أو قبل‬
‫شروقها إل ف عيد البنجة‪.‬‬
‫‪ -‬تنص عقيدتم على أن يكون الياث مصورا ف البن الكب‪ ،‬لكنهم لجاورتم السلمي‬
‫فقد أخذوا بقانون الواريث السلمي‪.‬‬

‫· الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· تأثر الصابئة بكثي من الديانات والعتقدات الت احتكوا با‪.‬‬
‫· أشهر فرق الصابئة قديا أربعة هي‪ :‬أصحاب الروحانيات‪ ،‬وأصحاب الياكل‪ ،‬وأصحاب‬
‫الشخاص‪ ،‬واللولية‪.‬‬
‫· لقد ورد ذكرهم ف القرآن مقترنا باليهود والنصارى والجوس والشركي (انظر اليات‬
‫‪ /62‬البقرة ‪ /69 -‬الائدة‪/17 ،‬الج)‪ ،‬ولم أحكام خاصة بم من حيث جواز أخذ الزية‬
‫منهم أو عدمها أسوة بالكتابيي من اليهود والنصارى‪.‬‬
‫· عرف منهم الصابئة الرانيون الذين انقرضوا والذين تتلف معتقداتم بعض الشيء عن‬
‫الصابئة الندائيي الاليي‪.‬‬
‫· ل يبق من الصابئة اليوم إل صابئة البطائح النتشرون على ضفاف النر الكبية ف جنوب‬
‫العراق وإيران‪.‬‬
‫· تأثروا باليهودية‪ ،‬وبالسيحية(*)‪ ،‬وبالجوسية(*) لجاورتم لم‪.‬‬
‫· تأثروا بالرانيي الذين ساكنوهم ف حران عقب طردهم من فلسطي فنقلوا عنهم عبادة‬
‫الكواكب والنجوم أو على القل تقديس هذه الكواكب وتعظيمها وتأثروا بم ف إتقان علم‬
‫الفلك وحسابات النجوم‪.‬‬
‫· تأثروا بالفلطونية الديثة الت استقرت فلسفتها ف سوريا مثل العتقاد بالفيض(*) الروحي‬
‫على العال الادي‪.‬‬
‫· تأثروا بالفلسفة(*) الدينية الت ظهرت أيام إبراهيم الليل ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬فقد كان الناس‬
‫حينها يعتقدون بقدرة الكواكب والنجوم على التأثي ف حياة الناس‪.‬‬
‫· تأثروا بالفلسفة(*) اليونانية الت استقلت عن الدين(*)‪ ،‬ويلحظ أثر هذه الفلسفة اليونانية ف‬
‫كتبهم‪.‬‬
‫· لدى الصابئة قسط وافر من الوثنية(*) القدية يتجلى ف تعظيم الكواكب والنجوم على‬
‫صورة من الصور‪.‬‬

‫· النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· الصابئة الندائيون الاليون ينتشرون على الضفاف السفلى من نري دجلة والفرات‪،‬‬
‫ويسكنون ف منطقة الهوار وشط العرب‪ ،‬ويكثرون ف مدن العمارة والناصرية والبصرة وقلعة‬
‫صال واللفاية والزكية وسوق الشيوخ والقرنة وهي موضع اقتران دجلة بالفرات‪ ،‬وهم‬
‫موزعون على عدد من اللوية مثل لواء بغداد‪ ،‬واللة‪ ،‬والديوانية والكوت وكركوك‬
‫والوصل‪ .‬كما يوجد أعداد متلفة منهم ف ناصرية النتفق والشرش ونر صال والبابيش‬
‫والسليمانية‪.‬‬
‫· كذلك ينتشرون ف إيران‪ ،‬وتديدا على ضفاف نر الكارون والدز ويسكنون ف مدن إيران‬
‫الساحلية‪ ،‬كالحمرة‪ ،‬وناصرية الهواز وششتر ودزبول‪.‬‬
‫· تدمت معابدهم ف العراق‪ ،‬ول يبق لم إل معبدان ف قلعة صال‪ ،‬وقد بنوا معبدا منديا‬
‫بوار الصاف ف بغداد‪ ،‬وذلك لكثرة الصابئي النازحي إل هناك من أجل العمل‪.‬‬
‫· يعمل معظمهم ف صياغة معدن الفضة لتزيي اللي والوان والساعات وتكاد هذه الصناعة‬
‫تنحصر فيهم لنم يرصون على حفظ أسرارها كما ييدون صناعة القوارب الشبية‬
‫والدادة وصناعة الناجر‪.‬‬
‫· مهاراتم ف صياغة الفضة دفعتهم إل الرحيل للعمل ف بيوت ودمشق والسكندرية ووصل‬
‫بعضهم إل إيطاليا وفرنسا وأمريكا‪.‬‬
‫· ليس لديهم أي طموح سياسي‪ ،‬وهم يتقربون إل أصحاب الديانات الخرى بنقاط التشابه‬
‫الوجودة بينهم وبي الخرين‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫إن الصابئة من أقدم الديانات(*) الت تعتقد بأن الالق واحد وقد جاء ذكر الصابئي ف القرآن‬
‫باعتبار أنم أتباع دين كتاب‪ .‬وقد اختلف الفقهاء حول مدى جواز أخذ الزية منهم‪ ،‬إن‬
‫كانوا أحدثوا ف دينهم ما ليس منه‪ .‬وقد أصبحت هذه الطائفة كأنا طائفة وثنية تشبه صابئة‬
‫حران الذين وصفهم شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬وعموما فالسلم قد جب ما قبله ول يعد لي‬
‫دين(*) من الديانات السابقة مكان بعده‪.‬‬

‫‪---------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الصابئة الندائيون‪ ،‬الليدي دراوور – مطبعة الرشاد – بغداد – ‪1969‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مندائي أو الصابئة القدمون‪ ،‬عبد الميد عبادة – طبع ف بغداد – ‪1927‬م‪.‬‬
‫‪-‬الصابئة ف حاضرهم وماضيهم‪ ،‬عبد الرزاق السن – طبعة لبنان – ‪1970‬م‪.‬‬
‫‪-‬الكناربّا‪ ،‬وهو كتاب الصابئة الكبي ومنه نسخة ف خزانة التحف العراقي‪.‬‬
‫‪ -‬الفهرست‪ ،‬ابن الندي – طبع ف القاهرة – ‪1348‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الختصر ف أخبار البشر‪ ،‬تأليف أب الفداء – طبع ف القاهرة – ‪1325‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬اللل والنحل‪ ،‬للشهرستان – طبعة لبنان – ‪1975‬م‪.‬‬
.‫م‬1906 – ‫ لياقوت الموي – طبع ف القاهر‬، ‫ معجم البلدان‬-
.‫م‬1901 – ‫ ملة الشرق – بيوت‬،‫ مقالة لنستاس الكرملي‬-
.‫م‬1897 – ‫ ملة القتطف – القاهرة‬،‫ مقالة لزوير‬-
.‫م‬1897 – ‫ ملة البيان – القاهرة‬،‫ مقالة لبراهيم اليازجي‬-
‫ مطبعة الركان ببغداد‬،‫ لعبد الفتاح الزهيي‬،‫ الوجز ف تاريخ الصابئة الندائي العرب البائدة‬-
.‫هـ‬1403
.‫م‬1988 ‫ لرافد الشيخ عبد ال نم – بغداد‬،‫ الصلة الندائية وبعض الطقوس الدينية‬-
.‫هـ‬1356 – ‫ فخر الدين الرازي – القاهرة‬،‫ اعتقادات فرق السلمي والشركي‬-
-139 ‫ عباس ممود العقاد – دار الكتاب العرب – بيوت – لبنان – صفحة‬،‫إبراهيم أبو النبياء‬-
.‫م‬1967/‫هـ‬1386 ‫ طبعة عام‬148
: ‫الراجع الجنبية‬
.Handbook of Classical and Modern Mandai, Berlin 1965 -
.Mandaean Bibliography, Oxford University Press, 1933 -
Die Mandaer: ihre relligion und ihre Geschichte Muller: Amsterdam -
.1916
Frankfort Dr. Henri Archeology and the Sumerian Problem, Chicago -
Studies in Ancient Oriental Civilization. No. 4 (Univ. of Chicago Press,
.)1932
.J.B. Tavernier, Les Six Voyaojes, Paris 1713 -
.M.N. Siouffi, Etudes Sur la religion des Soubbas, Paris 1880 -
.E.S. Drower, The Mandaeans of Iraq and Iran, London 1937 -
H. Pognon, Inscriptions Mandaites des Coupes de Khouberir, Paris -
.1898
‫الندوسية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الندوسية ويطلق عليها أيضا البهية(*) ديانة(*) وثنية(*) يعتنقها معظم أهل الند‪ ،‬وهي‬
‫مموعة من العقائد والعادات والتقاليد الت تشكلت عب مسية طويلة من القرن الامس عشر‬
‫قبل اليلد إل وقتنا الاضر‪ .‬إنا ديانة تضم القيم الروحية واللقية إل جانب البادىء القانونية‬
‫والتنظيمية متخذة عدة آلة بسب العمال التعلقة با‪ ،‬فلكل منطقة إله(*)‪ ،‬ولكل عمل أو‬
‫ظاهرة إله‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ل يوجد للديانة الندوسية مؤسس معي‪ ،‬ول يعرف لعظم كتبها مؤلفون معينون‪ ،‬فقد تّ‬
‫تشكّل الديانة وكذلك الكتب عب مراحل طويلة من الزمن‪.‬‬
‫· الريّون الغزاة الذين قدموا إل الند ف القرن الامس عشر قبل اليلد هم الؤسسون الوائل‬
‫للديانة الندوسية‪.‬‬
‫‪ -‬ديانة الفاتي الديدة ل تح الديانة القدية للهنود‪ ،‬بل مازجتها وتأثرت كل منهما‬
‫بالخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ف القرن الثامن قبل اليلد تطورت الندوسية على أيدي الكهنة(*) الباهة الذين يزعمون‬
‫أن ف طبائعهم عنصرا إليّا‪.‬‬
‫‪ -‬ث تطورت مرة أخرى ف القرن الثالث قبل اليلد عن طريق قواني منوشاستر(*)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫نستطيع فهم الندوسية من خلل كتبها‪ ،‬ونظرتا إل الله‪ ،‬ومعتقداتا وطبقاتا إل جانب‬
‫بعض القضايا الفكرية والعقائدية الخرى‪.‬‬

‫· كتبها ‪:‬‬
‫للهندوسية عدد هائل من الكتب عسية الفهم غريبة اللغة وقد ُألّفت كتب كثية لشرحها‬
‫وأخرى لختصار تلك الشروح‪ ،‬وكلها مقدسة وأهها‪:‬‬
‫‪ -1‬الفيدا ‪ : veda‬وهي كلمة سنسكريتية معناها الكمة والعرفة‪ ،‬وتصور حياة الريي‪،‬‬
‫ومدارج الرتقاء للحياة العقلية من السذاجة إل الشعور الفلسفي‪ ،‬وفيه أدعية تنتهي بالشك‬
‫والرتياب كما أن فيه تأليها يرتقي إل وحدة الوجود‪ ،‬وهي تتألف من أربعة كتب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬رج فيدا أو راجا فندا (أي الفيدا اللكية) وترجع إل ‪ 3000‬سنة قبل اليلد‪ ،‬فيها ذكر‬
‫لله(*) اللة(إنذار) ث لله النار (أغن) ث الله (فارونا) ث الله سوريه (إله الشمس)‪.‬‬
‫‪ -2‬يور فيدا ‪ Yajur veda‬يتلوها الرهبان(*) عند تقدي القرابي‪.‬‬
‫‪ -3‬سم فيدا ‪ :Sama veda‬ينشدون أناشيده أثناء إقامة الصلوات والدعية‪.‬‬
‫‪ -4‬أثروا فيدا ‪ :Atharva veda‬عبارة عن مقالت من الرقي (*) والتمائم (*) لدفع‬
‫السحر والتوهم والرافة والساطي والشياطي‪ .‬وكل واحد من هذه الفيدات يشتمل على‬
‫أربعة أجزاء هي‪-:‬‬
‫‪َ -i‬س ْمهِتا‪ :‬تثل مذهب(*) الفطرة‪ ،‬وأدعيته كان يقدمها سكان الند القدمون للتهم قبل‬
‫زحف الريي‪.‬‬
‫‪ -ii‬الباهن‪ :‬يقدمها الباهة للمقيمي ف بلدهم مبينة أنواع القرابي‪.‬‬
‫‪-iii‬آرانياك‪ :‬وهي الصلوات والدعية الت يتقدم با الشيوخ أثناء إقامتهم ف الكهوف‬
‫والغاور وبي الحراش والغابات‪.‬‬
‫‪ -iv‬آبا نيشادات‪ :‬وهي السرار والشاهدات النفسية للعرفاء من الصوفية‪.‬‬

‫‪ -2‬قواني منو‪ :‬وضعت ف القرن الثالث قبل اليلد ف العصر الويدي الثان‪ ،‬عصر انتصار‬
‫الندوسية على اللاد(*) الذي تثل ف (الينية والبوذية)‪ .‬وهذه القواني عبارة عن شرح‬
‫للويدات بي معال الندوسية ومبادئها وأسسها‪.‬‬
‫‪ -1‬كتب أخرى‪:‬‬
‫أ‍‪ -‬مها بارتا‪ :‬ملحمة هندية تشبه اللياذة(*) والوديسة(*) عند اليونان ومؤلفها (وياس)‬
‫ابن العارف (بوسرا) الذي وضعها سنة ‪ 950‬ق‪.‬م وهي تصف حربا بي أمراء من السر‬
‫الالكة‪ ،‬وقد اشتركت اللة ف هذه الرب‪.‬‬
‫ب‍‪ -‬كيتا‪ :‬تصف حربا بي أمراء من أسرة ملكية واحدة‪ ،‬وينسب إل كرشنا(*) فيها‬
‫نظرات فلسفية واجتماعية‪.‬‬
‫ت‍‪ -‬يوجا(*) وأسستها‪ :‬تتوي على أربعة وستي ألف بيت‪ ،‬ألفت إبتداء من القرن السادس‬
‫عب مرحلة طويلة على أيدي مموعة من الناس‪ ،‬فيها أمور فلسفية ولهوتية‪.‬‬
‫ث‍‪ -‬رامايانا‪ :‬يعتن هذا الكتاب بالفكار السياسية والدستورية وفيه خطب للك أسه (راما)‪.‬‬

‫· نظرة الندوسية إل اللة‪:‬‬


‫‪ -‬التوحيد‪ :‬ل يوجد توحيد بالعن الدقيق‪ ،‬لكنهم إذا أقبلوا على إله(*) من اللة أقبلوا عليه‬
‫بكل جوارحهم حت تتفي عن أعينهم كل اللة الخرى‪ ،‬وعندها ياطبونه برب الرباب أو‬
‫إله(*) اللة‪.‬‬
‫‪ -‬التعدد‪ :‬يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلا يُعبد‪ :‬كالاء والواء والنار والبال‪..‬‬
‫وهي آلة كثية يتقربون إليها بالعبادة والقرابي‪.‬‬
‫التثليث(*)‪ :‬ف القرن التاسع قبل اليلد جع الكهنة اللة ف إله واحد أخرج العال من ذاته‬
‫وهو الذي أسوه‪:‬‬
‫‪ -1‬براها(*)‪ :‬من حيث هو موجود‪.‬‬
‫‪ -2‬فشنو(*)‪ :‬من حيث هو حافظ‪.‬‬
‫‪ -3‬سيفا(*)‪ :‬من حيث هو مهلك‪.‬‬
‫فمن يعبد أحد اللة الثلثة فقد عبدها جيعا أو عبد الواحد العلى ول يوجد أي فارق بينها‪.‬‬
‫وهم بذلك قد فتحوا الباب أمام النصارى للقول بالتثليث‪.‬‬
‫‪ -‬يلتقي الندوس على تقديس البقرة وأنواع من الزواحف كالفاعي وأنواع من اليوان‬
‫كالقردة ولكن تتمتع البقرة من بينها جيعا بقداسة تعلو على أي قداسة ولا تاثيل ف العابد‬
‫والنازل واليادين ولا حق النتقال إل أي مكان ول يوز للهندوكي أن يسها بأذى أو‬
‫بذبها وإذا ماتت دفنت بطقوس دينية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتقد الندوس بأن آلتهم قد حلت كذلك ف إنسان اسه كرشنا وقد التقى فيه الله(*)‬
‫بالنسان أو حل اللهوت(*) ف الناسوت(*)‪ ،‬وهم يتحدثون عن كرشنا كما يتحدث‬
‫النصارى عن السيح‪ ،‬وقد عقد الشيخ ممد أبو زهرة – رحه ال – مقارنة بينهما مظهرا‬
‫التشابه العجيب‪ ،‬بل التطابق‪ ،‬وعلق ف أخر القارنة قائلً‪" :‬وعلى السيحيي(*) أن يبحثوا عن‬
‫أصل دينهم"‪.‬‬

‫· الطبقات ف الجتمع الندوسي‪:‬‬


‫‪ -‬منذ أن وصل الريون إل الند شكّلوا طبقات ما تزال قائمة إل الن‪ ،‬ول طريق لزالتها‬
‫لنا تقسيمات أبدية من خلق ال (كما يعتقدون)‪.‬‬
‫‪ -‬وردت الطبقات ف قواني منو على النحو التال‪:‬‬
‫‪ -1‬الباهة‪ :‬وهم الذين خلقهم الله(*) براها من فمه‪ :‬منهم العلم والكاهن(*)‪ ،‬والقاضي‪،‬‬
‫ولم يلجأ الميع ف حالت الزواج والوفاة‪ ،‬ول يوز تقدي القرابي إل ف حضرتم‪.‬‬
‫‪ -2‬الكاشتر‪ :‬وهم الذين خلقهم الله من ذراعيه‪ :‬يتعلمون ويقدمون القرابي ويملون‬
‫السلح للدفاع‪.‬‬
‫‪ -3‬الويش‪ :‬وهم الذين خلقهم الله من فخذه‪ :‬يزرعون ويتاجرون ويمعون الال‪ ،‬وينفقون‬
‫على العاهد الدينية‪.‬‬
‫‪ -4‬الشودر‪ :‬وهم الذين خلقهم الله من رجليه‪ ،‬وهم مع الزنوج الصليي يشكلون طبقة‬
‫النبوذين‪ ،‬وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلث السابقة الشريفة ويتهنون الهن القية‬
‫والقذرة‪.‬‬
‫‪ -‬يلتقي الميع على الضوع لذا النظام الطبقي بدافع دين‪.‬‬
‫‪ -‬يوز للرجل أن يتزوج من طبقة أعلى من طبقته ويوز أن يتزوج من طبقة أدن على أن ل‬
‫تكون الزوجة من طبقة الشودر الرابعة ول يوز للرجل من طبقة الشودر أن يتزوج من طبقة‬
‫أعلى من طبقته بال من الحوال‪.‬‬
‫‪ -‬الباهة هم صفوة اللق‪ ،‬وقد ألقوا باللة‪ ،‬ولم أن يأخذوا من أموال عبيدهم "شودر" ما‬
‫يشاؤون‪.‬‬
‫‪ -‬البهي الذي يكتب الكتاب القدس هو رجل مغفور له ولو أباد العوال الثلثة بذنوبه‪.‬‬
‫‪ -‬ليوز للملك – مهما اشتدت الظروف – أن يأخذ جباية أو إتاوة من البهي‪.‬‬
‫‪ -‬إن استحق البهي القتل ل يز للحاكم إل أن يلق رأسه ‪ ،‬أما غيه فيقتل‪.‬‬
‫‪ -‬البهي الذي هو ف العاشرة من عمره يفوق الشودري الذي ناهز الائة كما يفوق الوالد‬
‫ولده‪.‬‬
‫‪ -‬ل يصحّ لبهي أن يوت جوعا ف بلده‪.‬‬
‫‪ -‬النبوذون أحط من البهائم وأذل من الكلب بسب قانون منو(*)‪.‬‬
‫‪ -‬من سعادة النبوذين أن يدموا الباهة وليس لم أجر أو ثواب‪.‬‬
‫‪ -‬إذا مدّ أحد النبوذين إل برهي يدا أو عصا ليبطش به قطعت يده‪ ،‬وإذا رفسه فُدِعت‬
‫رجله‪.‬‬
‫‪ -‬إذا َهمّ أحد من النبوذين بجالسة برهي فعلى اللك أن يكوي استه وينفيه من البلد‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ادّعى أحد النبوذين أنه يعلّم برهيا فإنه يسقى زيتا مغليّا‪.‬‬
‫‪ -‬كفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة النبوذة‬
‫سواء‪.‬‬
‫‪ -‬ظهر مؤخرا بعض التحسن البسيط ف أحوال النبوذين خوفا من استغلل أوضاعهم‬
‫ودخولم ف أديان أخرى ل سيما النصرانية الت تغزوهم أو الشيوعية الت تدعوهم من خلل‬
‫فكرة صراع الطبقات‪.‬‬
‫‪ -‬ولكن كثيا من النبوذين وجدوا العزة والساواة ف السلم فاعتنقوه‪.‬‬
‫معتقداتم‪:‬‬
‫‪ -‬تظهر معتقداتم ف الكارما‪ ،‬وتناسخ الرواح(*)‪ ،‬والنطلق‪ ،‬ووحدة الوجود‪:‬‬
‫‪ -1‬الكارما‪ :‬قانون الزاء أي أن نظام الكون إلي قائم على العدل الحض‪ ،‬هذا العدل الذي‬
‫سيقع ل مالة إما ف الياة الاضرة أو ف الياة القادمة‪ ،‬وجزاء حياةٍ يكون ف حياة أخرى‪،‬‬
‫والرض هي دار البتلء كما أنا دار الزاء والثواب‪.‬‬
‫‪ -2‬تناسخ الرواح(*)‪ :‬إذا مات النسان يفن منه السد وتنطلق منه الروح لتتقمص وتل‬
‫ف جسد آخر بسب ما قدم من عمل ف حياته الول‪ ،‬وتبدأ الروح ف ذلك دورة جديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬النطلق‪ :‬صال العمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة متكررة لتثاب فيها الروح أو‬
‫لتعاقب على حسب ما قدمت ف الدورة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬من ل يرغب ف شيء ولن يرغب ف شيء وترر من رق الهواء‪ ،‬واطمأنت نفسه‪ ،‬فإنه ل‬
‫يعاد إل حواسه بل تنطلق روحه لتتحد بالباها‪.‬‬
‫‪ -‬يؤخذ على هذا البدأ أنه جعل التصوف والسلبية أفضل من صال العمال لن ذلك طريق‬
‫للتاد بالباها‪.‬‬
‫‪ -4‬وحدة الوجود‪ :‬التجريد الفلسفي ارتقى بالنادكة إل أن النسان يستطيع خلق الفكار‬
‫والنظمة والؤسسات كما يستطيع الحافظة عليها أو تدميها‪ ،‬وبذا يتحد النسان مع‬
‫اللة(*) وتصي النفس هي عي القوة الالقة‪.‬‬
‫أ‍‪ -‬الروح كاللة أزلية سرمدية‪ ،‬مستمرة‪ ،‬غي ملوقة‪.‬‬
‫ب‍‪ -‬العلقة بي النسان وبي اللة كالعلقة بي شرارة النار والنار ذاتا‪ ،‬وكالعلقة بي‬
‫البذرة وبي الشجرة‪.‬‬
‫ت‍‪ -‬هذا الكون كله ليس إل ظهورا للوجود القيقي‪ ،‬والروح النسانية جزء من الروح‬
‫العليا‪.‬‬

‫· أفكار ومعتقدات أخرى ‪:‬‬


‫‪ -‬الجساد ترق بعد الوت لن ذلك يسمح بأن تتجه الروح إل أعلى وبشكل عمودي‬
‫لتصل إل اللكوت العلى ف أقرب زمن‪ ،‬كما أن الحتراق هو تليص للروح من غلف‬
‫السم تليصا تاما‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تتخلص الروح وتصعد‪ ،‬يكون أمامها ثلثة عوال‪:‬‬
‫‪ -1‬إما العال العلى‪ :‬عال اللئكة‪.‬‬
‫‪ -2‬وإما عال الناس‪ :‬مقر الدميي باللول‪.‬‬
‫‪ -3‬وإما عال جهنم‪ :‬وهذا لرتكب الطايا والذنوب‪.‬‬
‫‪ -‬ليس هناك جهنم واحدة‪ ،‬بل لكل أصحاب ذنب جهنم خاصة بم‪.‬‬
‫‪ -‬البعث ف العال الخر إنا هو للرواح ل للجساد‪.‬‬
‫‪ -‬يترقى البهي ف أربع درجات‪:‬‬
‫‪ -1‬التلميذ وهو صغي‪.‬‬
‫‪ -2‬رب السرة‪.‬‬
‫‪ -3‬الناسك ويقوم بالعبادة ف الغابات إذا تقدم به السن‪.‬‬
‫‪ -4‬الفقي ‪ :‬الذي يرج من حكم السد وتتحكم فيه الروح ويقترب من اللة‪.‬‬
‫‪ -‬الرأة الت يوت عنها زوجها ل تتزوج بعده‪ ،‬بل تعيش ف شقاء دائم‪ ،‬وتكون موضعا‬
‫للهانات والتجريح‪ ،‬وتكون ف مرتبة أقل من مرتبة الادم‪.‬‬
‫‪ -‬قد ترق الرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفاديا للعذاب التوقع الذي ستعيش فيه‪ ،‬وقد حرم‬
‫القانون هذا الجراء ف الند الديثة‪.‬‬
‫‪ -‬الديانة الندية تيز عقد القران للطفال وهم َيحْبُون‪ ،‬ويدث أن يوت الولد فتشب البنت‬
‫أرملة ابتداء‪ ،‬ولكن القانون الندي الديث حرم ذلك ومنع عقد القران إل ف سن الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬ليس للفرد أهية إل إذا كان عضوا ف جاعة‪ ،‬وتكون هذه الماعة عضوا ف جاعة أكب‪،‬‬
‫ذلك لن العناية للجماعة ل للفرد‪.‬‬
‫‪ -‬يلحظ هبوط الستوى القتصادي لعتنقي الندوسية لن بعض الطبقات ل تعمل؛ ذلك‬
‫لن العمل ل يليق بكانتها السامية كطبقة الباهة مثلً‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الطبقات يعطل مبدأ تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬رفضت الندوسية حركة الصلح الداخلي التمثلة ف السلم وقاومتها متفظة بتعليماتا‬
‫ومعتقداتا‪.‬‬
‫‪ -‬حاول الزعيم الندي (غاندي) تقليص الدة بي الطبقات وبي النبوذين ولكن ماولته‬
‫ذهبت أدراج الرياح‪ ،‬بل كان هو ذاته ضحية لذه الحاولة‪.‬‬
‫‪ -‬حاولت جاعة (السيخ) إنشاء دين(*) موحد من الندوسية والسلم لكنهم فشلوا إذ‬
‫سرعان ما انغلقوا على أنفسهم وصاروا طبقات متميزة يرفضون التزاوج مع غيهم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· ف القرن الامس عشر قبل اليلد كان هناك سكان الند الصليي من الزنوج الذين كانت‬
‫لم أفكار ومعتقدات بدائية‪.‬‬
‫· جاء الغزاة الريون مارّين ف طريقهم باليرانيي فتأثرت معتقداتم بالبلد الت مروا با‪ ،‬ولا‬
‫استقروا ف الند حصل تازج بي العتقدات تولدت عنه الندوسية كدين فيه أفكار بدائية من‬
‫عبادة الطبيعة والجداد والبقر بشكل خاص‪.‬‬
‫· وف القرن الثامن قبل اليلد تطورت الندوسية عندما وُضع مذهب البهية وقالوا بعبادة‬
‫براها(*)‪.‬‬
‫· عصفت بالديانة(*) الندية حركتان قويتان ها الينية والبوذية‪.‬‬
‫· ظهرت قواني منو(*) فأعادت إليها القوة وذلك ف القرن الثان والثالث قبل اليلد‪.‬‬
‫· انتقلت فكرة التثليث(*) من الفكر الندي إل الفكر النصران بعد رفع السيح عليه السلم‪.‬‬
‫· انتقل فكر التناسخ(*) واللول(*) ووحدة الوجود (*) إل بعض السلمي الذين ضلّوا‬
‫فظهرت هذه العقائد عند بعض التصوفة‪ ،‬وكذلك ظهرت عند الساعيلية وعند الفرق الضالة‬
‫كالحدية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ ‪:‬‬


‫كانت الديانة الندوسية‪ ،‬تكم شبه القارة الندية وتنتشر فيها على اختلف ف التركيز‪ ،‬ولكن‬
‫البون الشاسع بي السلمي والندوس ف نظرتيهما إل الكون والياة وإل البقرة الت يعبدها‬
‫الندوس ويذبها السلمون ويأكلون لمها؛ كان ذلك سببا ف حدوث التقسيم حيث أُعلن‬
‫عن قيام دولة الباكستان بزأيها الشرقي والغرب والت معظمها من السلمي‪ ،‬وبقاء دولة هندية‬
‫معظم سكانا هندوس والسلمون فيها أقلية كبية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن الديانة الندوسية مزيج من الفلسفة(*) الندية والديانتي اليهودية(*) والسيحية كما أنا‬
‫عقيدة مدودة التباع‪ .‬ويعتقد الندوس أنا جاءت عن طريق الوحي(*)‪ ،‬ولو صح هذا فل بد‬
‫أنه قد حصل لا الكثي من التحريف والتبديل حت أصبحت أسلوبا ف الياة أكثر ما هي‬
‫عقيدة واضحة العال‪ .‬وتشمل من العقائد ما يهبط إل عبادة الشجار والحجار والقرود‬
‫والبقار‪ ..‬إل غي ذلك من أنواع الوثنية(*) الت تتناف مع أبسط قواعد التوحيد‪ .‬كما أن‬
‫التقسيم الطبقي فيها يتعارض مع كرامة النسان ويعلها بعيدة عن الوحي الربان‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫أديان الند الكبى‪ ،‬دكتور أحد شلب – ط ‪ -6‬مكتبة النهضة – الصرية – ‪1981‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماضرات ف مقارنات الديان‪ ،‬الشيخ ممد أبو زهرة – مطبعة يوسف – مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حقائق عن الند‪ ،‬منشورات قلم الستعلمات الندي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حضارة الند‪ ،‬غوستاف لوبون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أديان العال الكبى‪ ،‬لصه عن النليزية حبيب سعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال‪ ،‬عباس ممود العقاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ السلم ف الند ‪ ،‬عبد النعم النمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فلسفة الند القدية‪ ،‬ممد عبد السلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الراجع الجنبية ‪:‬‬
‫‪.Weech and rylands: Peoples and religions of India -‬‬
‫‪.Hinduism Ed. By Lewis renan -‬‬
‫‪.Wells. A Short History of the World -‬‬
‫الشنتوية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الشنتوية ديانة وضعية اجتماعية ظهرت ف اليابان منذ قرون طويلة‪ ،‬ول زالت الدين(*)‬
‫الصيل فيها‪ ،‬وقد بدأت بعبادة الرواح‪ ،‬ث قوى الطبيعة‪ ..‬ث تطور احترام الجداد والزعماء‬
‫والبطال إل عبادة المباطور اليكادو الذي يعد من نسل اللة‪ ،‬كما يزعمون‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· ل تنتسب الشنتوية إل شخص معي كما ند ذلك ف البوذية‪ ،‬مثلً‪ ،‬بل هي دين اجتماعي‬
‫مر بأدوار كما رأينا ف التعريف‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫· تشيع ف الشنتوية الالية عبادة الطبيعة وقواها النتجة‪ ،‬وهي من خصائص الديان الفطرية‬
‫الول‪ ،‬لذلك فإن الناس يعظمون الشمس وكذلك الرز – الغذاء الرئيسي لم‪ -‬والذي تكثر‬
‫معابده ف القاليم الزراعية‪.‬‬
‫· وف الشنتوية يوقر الناس الجداد والسلف من الزعماء والبطال واللوك‪ ..‬وهناك فرق بي‬
‫عبادة السلف ف الصي وبي توقي اليابانيي واحترامهم لجحدادهم‪.‬‬
‫· يطلق الشنتويون لفظ كامي على كل إله(*) أو شيء يسمو فوق النسان كالسماء أو‬
‫السلطان‪.‬‬
‫· تطورت فكرة احترام الجداد إل عبادتم‪ ،‬وانصرت هذه العبادة والتأليه ف المباطور‬
‫اليكادو الالد ف نظرهم‪ ،‬النه عن العيوب والنقائص‪ ،‬والسمو به إل درجة ل يشاركه فيها‬
‫سواه‪ .‬وقد جاء ف منشور صدر عن وزارة العارف اليابانية عام ‪1937‬م "إن أرضنا بلد إلية‬
‫يكمها المباطور وهو إله(*)"‪ .‬ول ندري كيف يتمع هذا السخف مع التقدم العلمي ف‬
‫اليابان الديثة‪.‬‬
‫· المباطور والدولة ها كل شيء‪ ،‬ول قيمة للفرد ف الديانة(*) الشنتوية لذلك تعد التضحية‬
‫به شرف عظيم له‪.‬‬
‫· يعد الهتمام بالنظافة أمرا مقدسا‪ ،‬ويكره أتباع الشنتوية كل شيء يدنس السد أو الثوب‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية (تطور الشنتوية وصلتها بالبوذية)‪:‬‬
‫· تطورت الشنتوية من احترام وتوقي السلف من زعماء القبائل أو البطال إل عبادتم‪.‬‬
‫وكان رجال قبيلة ياتو أشد الناس إحياء لتوقي السلف من القبائل‪ ،‬وهم الذين صاروا سادة‬
‫اليابان فيما بعد‪ ،‬وكان زعيمهم العروف باليكادو مركز دينهم وعبادتم‪ .‬ث زعموا أن‬
‫الشمس تتّ إليهم بصلة القرب‪ ،‬ومنها تدد اليكادو فحسبوه مثل الشمس وآلة السماء على‬
‫الرض‪.‬‬
‫· وكانت عبادة أسلف القبائل الذائعة ف اليابان قبل إخضاع أسرة ياتو لا خي مهد لذه‬
‫العقيدة الديدة‪ ،‬وفعل رجال ياتو الكثي لتبسيطها وتقريبها إل أذهان العامة بأن أدخلوا عليها‬
‫آلة(*) صغرى هم زعماء القبائل الت دانت بالطاعة والولء لكم السرة الغالبة‪ ،‬وكان لذا‬
‫المع بي الراء السياسية والدينية أثره الكبي ف وجود توقي يكاد يبلغ حد العبادة لشخص‬
‫المباطور‪.‬‬
‫· وف منتصف القرن السادس اليلدي هاجر إل اليابان بعض الكهنة(*) البوذيي من كوريا‬
‫والصي‪ ،‬وكان لم أثر عميق ف البلط اللكي‪ ،‬فقد حاولوا أن ينشروا البوذية ف اليابان‬
‫ولكنهم أخفقوا إخفاقا عظيما وذلك لتمسك الشعب اليابان بالشنتوية‪.‬‬
‫· وف القرن الثامن اليلدي استطاع راهب بوذي أن يؤثر ف الشنتوية على اعتبار أن آلتها‬
‫مظاهر مسدة لبوذا(*)‪.‬‬
‫· وف العصر الديث حينما استيقظ الشعور القومي ف اليابان‪ ،‬وبلغ ذروته ف ثورة ‪1868‬م‬
‫نفر الشعب من كل ما هو أجنب‪ ،‬ومنه البوذية فأزيلت تاثيل بوذا(*) من العابد‪ ،‬وأوقف‬
‫الكهنة البوذيون عن مارسة وظائفهم وعادت الشنتوية دينا قوميا‪ .‬وكانت الكومة اليابانية‬
‫تعمل على توطيد الشنتوية ف البلد للحتفاظ بعبادة المباطور اليكادو‪.‬‬
‫· بعد انزام اليابان ف الرب العالية الثانية ‪1945 – 1939‬م عملت السياسة المريكية‬
‫على إبطال عبادة المباطور‪ ،‬وحاولت القضاء على الوطنية الفائقة الت تغرسها الشنتوية ف‬
‫النفس اليابانية‪ ،‬الت أفرزت أثناء الرب العالية الفرق النتحارية الت أنكت السطول‬
‫المريكي‪.‬‬
‫· ومن اللحظ أن البوذية دخلت اليابان ول ترج منه‪ ،‬إل أن البوذية اليابانية تتلف عن‬
‫البوذية الندية والصينية ف كثي من التعاليم‪.‬‬
‫· ولكن التسامح سائد بي البوذية اليابانية والشنتوية‪ ،‬ولذا نرى الناس ف اليابان ينتقلون من‬
‫هيكل بوذي إل معبد شنتوي دون حرج‪ ،‬والعقائد الت يعتنقها الفرد اليابان العادي مزيج من‬
‫الشنتوية والكونفشيوسية والبوذية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫الشنتوية منتشرة ف اليابان فقط‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الشنتوية ديانة وضعية اجتماعية ظهرت ف اليابان منذ قرون طويلة‪ ،‬ول زالت الدين(*)‬
‫الصيل فيها‪ ،‬وقد بدأت بعبادة الرواح وقوى الطبيعة وانتهت بعبادة المباطور الذي‬
‫يعتبونه من نسل اللة(*) كما يزعمون‪ ،‬هناك تسامح ف اليابان بي البوذية اليابانية وبي‬
‫الشنتوية وقد أصبحت عقيدة الفرد العادي الن مزيا من الشنتوية والكونفوشيوسية والبوذية‪.‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬اللل والنحل‪ ،‬للشهرستان – بتحقيق ممد سيد كيلن (طبعة مزيدة من الحقق)‪.‬‬
‫‪ -‬ماضرات ف مقارنات الديان‪ :‬الديان القدية‪ ،‬ممد أبو زهرة – مطبعة يوسف – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬أديان العال الكبى‪ ،‬لصه عن النليزية حبيب سعد‪.‬‬
‫‪ -‬الديانات والعقائد ف متلف العصور‪ ،‬أحد عبد الغفور عطار – مكة الكرمة –‬
‫‪1401‬هـ – ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪.Encyclopedia Britannica 1968 -‬‬
‫‪.Berey: religions of the World -‬‬
‫الطاوية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الطاوية إحدى أكب الديانات(*) الصينية القدية الت ما تزال حية إل اليوم إذ ترجع إل القرن‬
‫السادس قبل اليلد‪ ،‬تقوم ف جوهر فكرتا على العودة إل الياة الطبيعية والوقوف موقفا‬
‫سلبيا من الضارة والدنية‪ .‬كان لا دور هام ف تطوير علم الكيمياء منذ آلف السني وذلك‬
‫من خلل مسيتا ف البحث ف إكسي الياة ومعرفة سر اللود‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· يعتقد بأن لوتس ‪ Laotse‬الذي كان ميلده عام ‪ 507‬ق‪.‬م هو صاحب مذهب الطاوية‬
‫الت تُرجع بعض معتقداتا إل زمن سحيق‪ .‬وقد وضع كتابه طاو – ت – تشينغ ‪Tao – te‬‬
‫‪ – ching‬أي كتاب طريق القوة‪ .‬وقد التقى به كونفوشيوس فأخذ عنه أشياء وخالفه ف‬
‫أشياء أخرى‪.‬‬
‫· بقيت الطاوية خلل أكثر من ألفي سنة تؤثر ف الفكر الصين وف التغيات التاريية الصينية‪.‬‬
‫· ظهر شوانغ تسو الذي يرجع إل القرن الرابع والثالث قبل اليلد زاعما بأن لوتس كان أحد‬
‫العلمي السماويي‪ ،‬كما قام بشرح كتاب معلمه لوتس مضيفا إليه شيئا من فلسفته‪.‬‬
‫· لقد نت الطاوية النظمة ف منطقة جبال شي شوان قبل غيها‪.‬‬
‫· ف عام ‪142‬م زعم شانغ طاولينغ أنه قد جاءه الوحي(*) من الرب تعال بأن يتحمل تبعات‬
‫إصلح الدين الطاوي‪ ،‬وأنه قد ارتقى وسي العلم السماوي‪ .‬وقاد ذلك التنظيم الذي صار‬
‫تبعا لسللته الذين عرفوا بالعلمي السماويي‪.‬‬
‫· ف القرن الثان اليلدي انتشرت الطاوية الشعبية بفضل حركة السلم الكبي ‪Tai-ping‬‬
‫وقد كان للمعلمي السماويي دور كبي ف نشرها‪.‬‬
‫· ف عام ‪220‬م زالت أسرة هان ما أدى إل انقسام الصينيي إل ثلثة أقسام المر الذي ترك‬
‫أثره على الختلفات الدينية القليمية فيما بينهم‪.‬‬
‫· عقب سقوط أسرة هان‪ ،‬وف القرني الثالث والرابع اليلديي ظهرت الطاوية الديدة‪.‬‬
‫· ف عام ‪477 -406‬م ظهر الصلح لوهيوشنغ الذي يرجع إليه مفهوم القانون الكنسي‬
‫لميع الكتب القدسة الطاوية‪.‬‬
‫· مؤسسو أسرت تانغ ‪907 – 618‬م ومينغ ‪1644 – 1368‬م قد استخدموا التنبؤات‬
‫الطاوية والسحر لكسب التأييد الشعب‪.‬‬
‫· تدّعي عائلة شانغ الالية للمعلمي السماويي بأنا من سللة شانغ طاو لينغ العلم السماوي‬
‫الول الذي ظهر أيام أسرة هان‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب لوتس السمى طاو – ت تشينغ ل يكن ليكتب لول رجاء حارس المر ين شي الذي‬
‫طلب من العلم الشيخ أن يدون أفكاره‪ .‬وهذا الكتاب مموعة قطع أدبية تيط بطبيعة طاو‬
‫كما تشمل قواعد عامة وأمثلة للحاكم الذي يتلك زمام أمر الطاو‪ ،‬وهو كتاب غامض ف‬
‫كثي من عباراته إذ أن ذلك الغموض مقصود لذاته‪.‬‬
‫‪ -‬شوانغ تسو‪ :‬بث ف النظرة الطاوية الفلسفية‪ ،‬كما أجرى مقابلة بي السماء والبشر‪ ،‬وبي‬
‫الطبيعة والجتمع‪ ،‬طالبا من الطاويي طرح كل اليل الصطنعة‪ ،‬وفيه قصص عن بشر كاملي‬
‫يستطيعون الطيان هم الالدون الذين ل يتأثرون بالعناصر الطبيعية ول يسهم حر ول قر‪،‬‬
‫أصحاب أرواح تتاز برية ف تصرفها‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب هوانغ – ت – ن – تشينغ وهو من القرن الثالث قبل اليلد‪ ،‬فيه تارب على بعض‬
‫العادن والنباتات والواد اليوانية وذلك انطلقا من اهتمامهم بالحافظة على الصحة وإطالة‬
‫الياة‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب باو – بو – تسو الذي انتهوا من تأليفه عام ‪317‬م يبحث ف علوم الكيمياء القدية‬
‫وفيه ماولت لتحويل العادن إل ذهب وإطالة الياة بواسطة بعض الكاسي‪.‬‬
‫‪ -‬لم أدب فلسفي ودين سري‪ ،‬قسم منه يعود إل القرن الرابع والقرن الثان قبل اليلد‬
‫ويركز على إقناع الكام‪ ،‬وقسم يبدأ منذ ناية القرن الثان اليلدي وهو يثل حركات(*)‬
‫دينية منظمة وينتقل من الشيخ إل تلميذه من أداء القسم للمحافظة على سريته‪.‬‬

‫· فكرتم عن الله(*)‪:‬‬
‫‪ -‬الله – لديهم – ليس بصوت‪ ،‬ول صورة‪ ،‬أبدي ل يفن‪ ،‬وجوده سابق وجود غيه وهو‬
‫أصل الوجودات‪ ،‬وروحه تري فيها‪.‬‬
‫‪ -‬إن طاو هو الطلق الكائن‪ ،‬وهو مراد الكون‪ ،‬إنه ليس منفصلً عن الكون بل هو داخل فيه‬
‫دخولً جوهريّا‪ ،‬انبثقت عنه جيع الوجودات‪.‬‬
‫‪ -‬إنم يؤمنون بوحدة الوجود(*) إذ إن الالق والخلوق شيء واحد ل تنفصل أجزاؤه وإل‬
‫لقى الفناء‪.‬‬
‫‪ -‬إن نظرتم إل الله قريبة جدّا من مذهب اللولية الذي يذهب إل أن الالق حالّ ف كل‬
‫الوجودات‪ ،‬كما أن الالق ل يستطيع أن يتصرف أو يعمل إل بلوله ف الشياء‪.‬‬
‫‪ -‬يؤمنون بالقانون السماوي العظم الذي هو أصل الياة والنشاط والركة لميع‬
‫الوجودات ف السماء والرض‪.‬‬
‫‪ -‬يرى شونغ تسي بأن النسان قد جاء إل الوجود مع الكون‪ ،‬فهو يب ال ولكنه يب‬
‫الصدر الذي جاء منه ال أكثر من حبه ال‪ ،‬فهو تصور يدل على أنم يعتقدون بأن هناك مبدأ‬
‫قبل ال – تعال ال عما يقولون علوا كبيا‪-‬‬

‫· الحتفالت الدينية والطقوس الطاوية‪:‬‬


‫‪ -‬هناك طقس شيو ‪ Chioo‬وهو أقدم الطقوس إذ هو تديد لعلقة الماعة باللة(*)‪ ،‬ول‬
‫يزال هذا الطقس موجودا ف تايوان إل اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬هناك طقوس لتنصيب الكهنة(*)‪ ،‬وأخرى عند ميلد اللة‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الكهنة يارسون طقوسا معينة ف مناسبات الدفن والزواج والولدة‪.‬‬
‫‪ -‬من طقوسهم معالة الريض وذلك بإدخاله إل غرفة هادئة يقضي فيها بعض الوقت متأملً‬
‫منشغلً بذنوبه‪ ،‬كما يقوم بعضهم باستعمال الوسطاء الذين يسترخون ف سبات ويزعمون‬
‫أنم يقومون بنقل آراء اللة أو الموات أو القارب‪.‬‬
‫‪ -‬حرق البخور موضوع أساسي لكل عبادة طاوية فضلً عن استعمال الناجر والاء السحور‬
‫والوسيقى‪ ،‬والقنعة والكتب القدسة‪.‬‬

‫· أفكار طاوية أخرى‪:‬‬


‫‪ -‬إنم متصوفة‪ ،‬إذ إنه يب على الطاوي أن ينظف نفسه من جيع الشاغل والشوائب ليوجد‬
‫ف داخله فراغا هو ف القيقة المتلء نفسه‪ ،‬وذلك بالوصول إل القائق الجردة‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫عن طريق التجرد من الاديات ليصبح النسان روحا خالصا‪.‬‬
‫‪ -‬أعلى مراتب التصوف هي مرحلة الوحدة التامة بي الفرد والقانون العظم وذلك بصول‬
‫اندماج بي التصوف والذات العليا لتصيا شخصية واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ارتقى النسان إل العرفة القة عندها يستطيع أن يصل إل الالة الثيية حيث ل موت‬
‫ول حياة‪.‬‬
‫‪ -‬إن الطاوية تتجه اتاها سلبيا – على عكس الكونفوشيوسية – ذلك لن الفضيلة لديهم‬
‫تكمن ف عدم العمل والقتصاد على التأمل داعي إل الياة على البال القدسة وقرب الزر‬
‫النائية‪.‬‬
‫‪ -‬إنم يهاجون الشرائع والقواني والعلم وما إل ذلك من مظاهر الدنية الت عملت على‬
‫إفساد فطرة النسان الذي ولد خَيّرا‪ .‬إن مثلهم العلى ف ذلك هو ف العودة إل النظام‬
‫الطبيعي التميز بنقاء الفطرة وسلمتها‪.‬‬
‫‪ -‬اهتم الطاويون بطول العمر‪ ،‬ويعتب التقدم ف السن دليلً على القداسة حت صار من‬
‫أهداف التصوف الطاوي السعي لطالة العمر واللود‪ ،‬وقد ذهب بعضهم إل ادعاء إمكانية‬
‫إطالة العمر مئات السني‪ .‬وأفضل الالدين – ف نظرهم – هم الذين يصعدون إل السماء ف‬
‫وضح النهار‪ ،‬هذا اللود الذي من المكن أن يتم بواسطة تدريبات ورياضات خاصة جسدية‬
‫وروحية كما يزعمون‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الهتمام ف البحث عن إكسي الياة كان عاملً مهمّا ف تقدم الطب والكيمياء على‬
‫أيديهم فضلً عن السحر والشعوذة والدجل ما أدى إل ثراء الكهنة ثراءً فاحشا‪.‬‬
‫‪ -‬إنم يؤكدون حرصهم على التعاليم الخلقية وعلى ضرورة الشاركة ف الحتفالت‬
‫الماعية الوسية‪.‬‬
‫‪ -‬ليس لديهم بعث ول حساب‪ ،‬إنا يكافأ الحسن بالصحة وبطول العمر بينما يازى السيء‬
‫بالرض وبالوت البكر‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· الفاهيم الطاوية ترجع إل زمن سحيق لكنها تبلورت على يد مؤسسها لوتس‪.‬‬
‫· هناك عوامل تأثر وتأثي بي الطاوية والكنفوشيوسية والبوذية بسبب توطن هذه الديانات(*)‬
‫ف منطقة واحدة متجاورة‪ ،‬حيث يكن ملحظة فكرة التصوف الت يعب عنها بأساليب متلفة‬
‫ولكن ف مضمون واحد‪.‬‬
‫· الطاوية أقرب إل الكنفوشيوسية منها إل البوذية‪.‬‬
‫· أخذ الطاويون عن البوذيي بناء الديرة وتقرير الرهبنة(*) والعزوبية‪.‬‬
‫· يذكر دوان ف كتابه خرافات التوراة(*) وما ياثلها ف الديانات الخرى (ص ‪ ،)172‬بأن‬
‫ف الطاوية تثليث(*)‪ ،‬فطاو هو العقل(*) الزل الول‪ ،‬انبثق من واحد‪ ،‬ومن هذا انبثق ثالث‬
‫كان مصدر كل شيء‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫· ف عام ‪1958‬م أُعلن أن ثلثي ألفا من الكهنة الطاويي ل يزالون ناشطي ف متلف أناء‬
‫الصي‪ .‬ومعلوم أن الثقافة الصينية التقليدية ما تزال الطاوية حية فيها‪.‬‬
‫· ف عام ‪1949‬م هرب أخر العلمي السماويي شانغ اين بو إل تايوان‪ ،‬وف عام ‪1960‬م‬
‫انبعثت هذه الديانة من جديد وظهرت العابد الطاوية الضخمة كمعبد شهنان قرب تايبيه‬
‫والذي يضم تثال لو يونغ ين الذي تقمصته روح إله الطاو كما يزعمون‪ ،‬وف عام ‪1970‬‬
‫مات هذا العلم السماوي ليخلفه ابنه شانغ يوان هسي‪.‬‬
‫· توجد فئات طاوية ف بعض نواحي ماليزيا وبينيانغ وسنغافورة وبانكوك‪.‬‬
‫· تعتب اليابان من أوسع البلد علما بالطاوية ف أيامنا الالية‪.‬‬
‫· أما تايوان فهي أهم ملجأ للطاوية ف القرن العشرين بسبب الجرة الطاوية إليها ف القرني‬
‫السابع عشر والثامن عشر‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الطاوية ديانة(*) صينية مؤسسها الفيلسوف لوتس الذي رأى أن الي ف الزهادة والعتزال‬
‫والعفو والتسامح مع الناس وعدم مقابلة السيئة بالسيئة‪ .‬ول يثبت أنا ديانة ساوية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬اللل والنحل للشهرستان وذيله‪ ،‬الكتاب من تأليف الشهرستان لكن الذيل اللحق به من‬
‫تأليف ممد سيد كيلن – جـ ‪ – 2‬دار العرفة – بيوت – ط ‪1395 – 2‬هـ‪/‬‬
‫‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الديانات والعقائد ف متلف العصور‪ ،‬أحد عبد الغفور عطار – ط ‪ – 1‬مكة الكرمة –‬
‫‪1401‬هـ‪1981/‬م‪.‬‬

‫باللغة الجنبية ‪:‬‬


‫‪.Encyclopaedia Britannica, 1968, 17.P. 1034 – 1054-‬‬
‫‪Doane: Bible Myths and Their Parallels in other religion.-‬‬
‫‪.P. 172‬‬
‫الينية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الينية ديانة(*) منشقة عن الندوسية‪ ،‬ظهرت ف القرن السادس قبل اليلد على يدي مؤسسها‬
‫مهافيا وما تزال إل يومنا هذا ‪ .‬إنا مبنية على أساس الوف من تكرار الولد‪ ،‬داعية إل‬
‫التحرر من كل قيود الياة والعيش بعيدا عن الشعور بالقيم كالعيب والث والي والشر‪.‬‬
‫وهي تقوم على رياضات بدنية رهيبة وتأملت نفسية عميقة بغية إخاد شعلة الياة ف نفوس‬
‫معتنقيها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫· يعتقد الينيون أن ديانتهم ساهم ف تأسيسها ‪ 24‬ترنكارا أو جينا‪ ،‬حيث يظهر كل منهم‬
‫ف نصف دورة زمنية بدأت منذ الزل‪ .‬وسوف تستمر إل ما ل ناية‪ .‬كان أول هؤلء هو‬
‫ريشابا أو أديناثا‪ .‬ويعتب وجود هؤلء الينيات من قبيل الساطي الت ل تثبت تارييّا‪.‬‬
‫· نيميناثا أو أريشتمانيمي‪ :‬هو الين الثان والعشرون ويعتبونه ابن عم كرشنا‪ ،‬ووصل إل‬
‫مرحلة النيفانا(*) (اللص) ف مدينة سوراسترا ف ولية كوجرات‪.‬‬
‫· برشفا ابن ملك فاراناس يعتب الين الثالث والعشرين‪ ،‬وهو أول الشخصيات التاريية‪.‬‬
‫عاش ف القرن الثامن قبل اليلد‪.‬‬
‫· يعتب مهافيا الؤسس القيقي للجينية‪ ،‬وقد ولد عام ‪ 599‬ق‪.‬م وترهب ف سن الثلثي‪،‬‬
‫وعلى يديه تبلورت معتقداته الت ما تزال قائمة إل يومنا هذا‪ ،‬وقد سار بدعوته بنجاح حت‬
‫بلغ الثانية والسبعي من العمر‪ ،‬وتوف عام ‪ 527‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ينحدر مهافيا من أسرة من طبقة الكاشتر الختصة بشؤون السياسة والرب‪.‬‬
‫‪ -‬أبوه سدهارتا أمي مدينة ف ولية بيهار‪ ،‬ومهاويرا هو البن الثان له‪.‬‬
‫‪ -‬عاش حياته الول ف كنف والديه متمتعا بالدم واللذات العادية‪ ،‬وكان شديد التقدير‬
‫والحترام لوالديه‪ ،‬تزوج ورزق بابنة‪.‬‬
‫‪ -‬لا توف والده‪ ،‬استأذن أخاه ف التخلي عن ولية العهد والتنازل عن اللك واللقاب‪.‬‬
‫‪ -‬حلق رأسه ونزع حليّه‪ ،‬وخلع ملبسه الفاخرة‪ ،‬وبدأ مرحلة الزهد واللوة والتبتل‪ ،‬وكانت‬
‫سنه آنذاك ثلثي عاما‪.‬‬
‫‪ -‬صام يومي ونصف يوم‪ ،‬ونتف شعر جسده‪ ،‬وهام ف البلد عاريا مهتما بالرياضات‬
‫الصعبة والتأملت العميقة‪.‬‬
‫‪ -‬اسه الصلي فردهامانا لكن أتباعه يسمونه مهافيا ويزعمون أن هذا السم من اختيار اللة‬
‫له ومعناه البطل العظيم‪ ،‬ويطلقون عليه كذلك جينا أي القاهرة لشهواته والتغلب على رغباته‬
‫الادية‪.‬‬
‫‪ -‬يدعي أتباع هذه الطائفة بأن الينية ترجع إل ثلثة وعشرين جينيا‪ ،‬ومهافيا هو الين‬
‫الرابع والعشرون‪.‬‬
‫‪ -‬تلقى مهافيارا علومه على يدي بارسواناث الذي يعتبونه الين الثالث والعشرين‪ ،‬وقد‬
‫أخذ عنه مبادىء الينية‪ ،‬وخالفه بعد ذلك ف بعض المور‪ ،‬وزاد على هذه الطريقة شيئا‬
‫استخلصه من تاربه وخبته ما جعله الؤسس القيقي لا‪.‬‬
‫‪ -‬غرق ف تأملته ورهبانيته وعرى جسده هائما ف البلد لدة ثلثة عشر شهرا مداوما على‬
‫مراقبة نفسه ف صمت مطبق‪ ،‬يعيش على الصدقات الت تقدم إليه‪ .‬حصل بعدها على الدرجة‬
‫الرابعة مباشرة إذ كان مزودا بثلثة منها أصلً كما يقولون‪.‬‬
‫‪ -‬تابع بعد ذلك رحلة عدم الحساس حت حصل على الدرجة الامسة وهي كما يزعمون‬
‫درجة العلم الطلق ووصوله إل مرحلة النجاة‪.‬‬
‫‪ -‬بعد سنة من الصراع والتهذيب النفسي فاز بدرجة الرشد‪ ،‬وبدأ بذلك مرحلة الدعوة‬
‫لعتقده‪ ،‬فدعا أسرته ث عشيته‪ ،‬ث أهل مدينته‪ ،‬ومن ث دعا اللوك والقواد‪ ،‬فوافقه كثي منهم‬
‫لا ف دعوته من ثورة على الباهة(*)‪.‬‬
‫‪ -‬استمر بدعوته حت بلغ الثانية والسبعي حيث توف سنة ‪ 527‬ق‪.‬م‪ .‬ملفا وراءه خطبا‬
‫وأتباعا ومذهبا‪.‬‬
‫· أرياشاما‪ :‬عاش ف القرن الرابع بعد مهافيا‪.‬‬
‫· كونداكاوندا أكياريا‪ :‬تقدره فرقة الديامبا وكتب بعض الكتب والشروح‪ ،‬عاش ف القرون‬
‫السيحية(*) الول‪.‬‬
‫· انقسمت الينية بعده إل عدة أقسام وصلت إل ثان فرق أو أكثر‪ ،‬أهها الن‪:‬‬
‫‪ -‬ديامبا‪ :‬أي أصحاب الزيّ السماوي العراة‪ ،‬وهم طبقة الاصة الذين ييلون إل التقشف‬
‫والزهد ومعظمهم من الكهان(*) والرهبان(*) والتنسكي الذين يتخذون من حياة مهاويرا‬
‫قدوة لم‪ ،‬وقد انقسموا مؤخرا إل عدد من الفرق‪.‬‬
‫‪ -‬سويتامبا‪ :‬أي أصحاب الزي البيض‪ ،‬وهم طبقة العامة العتدلون الذين يتخذون من حياة‬
‫مهاويرا الول ف رعاية والديه نباسا لم حيث كان يتمتع حينها بالدم واللذات‪ ،‬إذ يفعلون‬
‫كل أمر فيه خي ويبتعدون عن كل أمر فيه شرّ أو إزهاق لرواح كل ذي حياة‪ ،‬يلبسون‬
‫الثياب‪ ،‬ويطبقون مبادىء الينية العامة على أنفسهم‪.‬‬
‫· أقبل اللوك والكام ف الند على اعتناق الينية ما سجل انتصارا على العصر الويدي‬
‫الندوسي الول‪ ،‬ذلك أنا تدعو إل عدم إيقاع الذى بذي روح مطلقا‪ ،‬كما توجب أن‬
‫يطيع الشعب حاكمه وتقضي بذبح من يتمرد على الاكم أو يعصي أوامره‪ ،‬فصار لم نفوذ‬
‫كبي ف بلط كثي من اللوك والكام ف العصور الوسطى‪.‬‬
‫‪ -‬نالوا كثيا من الحترام والتقدير أيام الكم السلمي للهند‪ ،‬وقد بلغ المر بالمباطور‬
‫أكب الذي حكم الند من ‪1605 – 1556‬م أن ارتد عن السلم واعتنق بعض معتقدات‬
‫الينية واحتضن معلم الينية هياوييا مطلقا عليه لقب معلم الدنيا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ -‬نزل مهاويرا قبل موته ف مدينة بنابوري ف ولية تَبْنا وألقى خسا وخسي خطبة‪ ،‬وأجاب‬
‫عن ستة وثلثي سؤالً‪ .‬فهذه الطب وتلك السئلة أصبحت كتابم القدس‪.‬‬
‫‪ -‬يضاف إل ذلك الطب والوصايا النسوبة للمريدين والرهبان والنسّاك الينيي‪.‬‬
‫‪ -‬انتقل تراثهم مشافهة‪ ،‬وقد حاولوا تدوينه ف القرن الرابع قبل اليلد لكنهم فشلوا ف جع‬
‫كلمة الناس حول ما كتبوه‪ ،‬فتأجلت كتابته إل سنة ‪57‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ف القرن الامس اليلدي اجتمع كبار الينيي ف مدينة ويلبي حيث قاموا بتدوين التراث‬
‫الين باللغة السنسكريتية ف حي أن لغته الصلية كانت أردها مدى‪.‬‬
‫‪ -‬ويوجد الن عدد من الكتب والشروح والساطي الكثية يتلف العتراف با من طائفة‬
‫إل أخرى‪.‬‬

‫الله(*)‪:‬‬
‫‪ -‬الينية ف الصل ثورة على الباهة‪ ،‬لذا فإنم ل يعترفون بآلة الندوس وبالذات اللة‬
‫الثلثة (برها(*) – فشنو(*) – سيفا(*))‪ ،‬ومن هنا سيت حركتهم بالركة اللادية(*)‪.‬‬
‫‪ -‬لتعترف الينية بالروح الكب أو بالالق العظم لذا الكون لكنها تعترف بوجود أرواح‬
‫خالدة‪.‬‬
‫‪ -‬كل روح من الرواح الالدة مستقلة عن الخرى ويري عليها التناسخ(*)‪.‬‬
‫‪ -‬ل يستطيعوا أن يتحرروا تررا كاملً من فكرة اللوهية‪ ،‬فاتذوا من مهافيا معبودا لم‬
‫وقرنوا به الينيات الثلثة والعشرين الخرين لتكمل ف أذهانم صورة الدين(*) وليسدوا‬
‫الفراغ الذي أحدثه عدم اعترافهم بالله الوحد‪.‬‬
‫‪ -‬خلق السالة والجاملة دفعهم إل العتراف بآلة الندوس (عدا اللة الثلثة) ث أخذوا‬
‫يلّونا‪ ،‬لكنهم ل يصلوا با إل درجة تقديس الباهة(*) لا‪ ،‬ودعوا كذلك إل احترام براهة‬
‫الندوس باعتبارهم طائفة لا مكانتها ف الدين الندوسي‪.‬‬
‫‪ -‬ل توجد لديهم صلة‪ ،‬ول تقدي قرابي‪ ،‬ول يعترفون بالطبقات ‪ ،‬بل هم ثورة عليها‪ ،‬إذ‬
‫ليس لديهم سوى طبقت الاصة والعامة‪ .‬ول يعلوا لاصتهم من الرهبان (*) أية امتيازات ما‬
‫جعل الرهبنة ذات مشقة وتضحية وتكليف ذات‪.‬‬

‫· من معتقداتم الخرى‪:‬‬

‫· الكارما‪:‬‬
‫‪ -‬الكارما لديهم كائن مادي يالط الروح وييط با ول سبيل لتحرير الروح منها إل بشدة‬
‫التقشف والرمان من اللذات‪.‬‬
‫‪ -‬يظل النسان يولد ويوت ما دامت الكارما متعلقة بروحه ول تطهر نفسه حت تتخلص من‬
‫الكارما حيث تنتهي رغباته وعندها يبقى حيّا خالدا ف نعيم النجاة‪ .‬وهي مرحلة النيفانا(*)‬
‫أو اللص الت قد تصل ف الدنيا بالتدريب والرياضة أو بالوت‪.‬‬

‫· النجاة‪:‬‬
‫‪ -‬إنا تعن الفوز بالسرور الالد الال من الزن والل والموم‪ ،‬وتعن التطهر من أدران‬
‫اليوانية الادية‪ ،‬إنا ترمي إل التخلص من تكرار الولد والوت والتناسخ(*)‪.‬‬
‫‪ -‬طريق الوصول إل النجاة يكون بالتمسك بالي والبتعاد عن الشرور والذنوب والثام‪،‬‬
‫ول يصل إليها النسان إل بعد تاوز عوائق ومتاعب الياة البشرية بقتل عواطفه وشهواته‪.‬‬
‫‪ -‬الشخص الناجي مكانه فوق اللء الكون‪ ،‬إنا ناة أبدية سرمدية‪.‬‬
‫· تقديس كل ذي روح‪:‬‬
‫‪ -‬يقدسون كل ما فيه روح تقديسا عجيبا‪.‬‬
‫‪ -‬يسك بعض الرهبان بكنسة ينظف با طريقه أو ملسه خشية أن يطأ شيئا فيه روح‪.‬‬
‫‪ -‬يضع بعضهم غشاءً على وجهه يتنفس من خلله خوفا من استنشاق أي كائن حي من‬
‫الوام العالقة ف الواء‪.‬‬
‫‪ -‬ل يعملون ف الزراعة حذرا من قتل الديدان والشرات الصغية الوجودة ف التربة‪.‬‬
‫‪ -‬يذبون اليوانات‪ ،‬ول يأكلون لومها وهم نباتيون‪.‬‬
‫‪ -‬ل يشتركون ف معركة ول يدخلون ف قتال خوفا من إراقة الدماء وقتل الحياء من البشر‬
‫فهم مسالون بعيدون عن كل مظاهر العنف‪.‬‬

‫· العواف‪:‬‬
‫‪ -‬يب قهر العواطف والشاعر جيعا‪ ،‬حت ليشعر الراهب بب أو كره‪ ،‬بزن أو سرور‪،‬‬
‫برّ أو برد‪ ،‬بوف أو حياء‪ ،‬بي أو شرّ‪ ،‬بوع أو عطش‪ ،‬فيجب أن يصل إل درجة المود‬
‫والمود والذهول بيث تقتل ف نفسه جيع العواطف البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬ترى أحدهم ينتف شعر جسده دون أن يشعر بأي أل ف ذلك‪.‬‬

‫· العري‪:‬‬
‫‪ -‬قمة قتل العواطف هي الوصول إل مرحلة العري الذي يعتب أبرز مظاهر الينية حيث يشي‬
‫الشخص ف الشوارع بدون كساء يستر جسده من غي شعور بالرج أو الياء أو الجل‪.‬‬
‫وهذا تطبقه فرقة ديامبا من الينية‪.‬‬
‫‪ -‬الرهبان(*) يعيشون عراة‪ ،‬وذلك نابع من فكرة نسيان العار أو الياء ما يكنه من اجتياز‬
‫الياة إل مرحلة النجاة واللود‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تذكر النسان العاري الياة والسن والقبح فذلك يعن أنه مازال متعلقا بالدنيا ما‬
‫يجبه عن الفوز والنجاة‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالياء يتضمن تصور الث‪ ،‬وعدم الشعور بالياء معناه عدم تصور الث‪ .‬فمن أراد‬
‫الياة البيئة البعيدة عن الشعور باللم فما عليه إل أن يعيش عاريا متخذا من السماء والواء‬
‫كساء له‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫· الينية ثورة على الندوسية مستنكرة آلتها وطبقاتا‪ ،‬لكنها ل تستطع أن تتحرر من طابعها‬
‫العام ومن ساتا البارزة فاتذت لنفسها آلة(*) خاصة با‪.‬‬
‫· الفكر الين يقوم أصلً على أفكار هندوسية كالنطلق‪ ،‬والكارما‪ ،‬والنجاة‪ ،‬والتناسخ‬
‫وتكرار الولد‪ ،‬والدعوة إل السلبية مع صبغ هذه الفاهيم بالصبغة الينية وتطويرها لتلئم‬
‫العتقد الين‪.‬‬
‫· َتدّعي الينية بأن فلسفتها ترجع إل الين الول الذي كان حيّا ف التاريخ البعيد‪ ،‬وإل‬
‫جيناتا الذين تتابعوا واحدا إثر الخر حت كان الين الثالث والعشرون بارسواناث؛ والرابع‬
‫والعشرون مهافيا الذي استقرت على يديه معال هذه الديانة الت تشكلت خلل مرحلة‬
‫طويلة من الزمن‪.‬‬
‫· كان ظهورها مواكبا لظهور البوذية‪ ،‬وكلتاها ثورتان داخل الفكر الندوسي‪.‬‬
‫· يعتقد بأن النصرانية قد أخذت عن الينية فكرة الصيام عن كل ما فيه حياة إذ إنم يصومون‬
‫عن اللحوم وعن جيع الشتقات اليوانية ليام معدودة ويعيشون خلل ذلك على الطعمة‬
‫النباتية‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ ‪:‬‬
‫ل ترج الينية من الند‪ ،‬فمعابدهم منتشرة ف كلكتا ودلوارا‪ ،‬ولم معابد ف كهجورا وجبل‬
‫آبو‪ ،‬وهي تعدّ من عجائب الدنيا زينة وزخرفة‪ ،‬وف القرن الثان قبل اليلد نتوا كهفهم‬
‫العظيم السمى هات كنبا ف منطقة إدريسه ولم كهوف أخرى منتشرة ف أناء الند ما يدل‬
‫على براعتهم ف نت التماثيل ورسوخ قدمهم ف فن معمار العابد وزخرفتها وتزيينها‬
‫بالنقوش العجيبة‪ .‬يبلغ تعدادهم الال حوال الليون نسمة يعملون ف التجارة وإقراض البنوك‪،‬‬
‫فمعظمهم من الغنياء ما ساعدهم على نشر الكتب والتأثي على الثقافة الندية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الينية حركة(*) عقلية متحررة مطبوعة بطابع الذهن الندوسي العام‪ ،‬فمنشؤها الزهد‬
‫والتقشف‪ ،‬وطريقتها الرياضة الشاقة‪ ،‬ومظهرها الرهبانية‪ ،‬وهم يعترفون بآلة الندوس‪،‬‬
‫ويعيشون شبه عراة‪ ،‬معرضي أجسامهم لظواهر الطبيعة‪ ،‬وأحيانا يلجئون إل قطع الروابط‬
‫بالياة عن طريق النتحار‪ ،‬ويعتبونه غاية ل تتاح إل للخاصة من الرهبان‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬حضارة الند‪ ،‬غوستاف لوبون‪.‬‬
‫‪ -‬مهافيا‪ :‬مؤسس الينية‪ ،‬ثقافة الند – يسدمب ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الفلسفة الينية‪ ،‬مي الدين اللوائي‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ السلم ف الند‪ ،‬عبد النعم النمر‪.‬‬
‫‪ -‬فلسفة الند القدية‪ ،‬مولنا ممد عبد السلم الرامبوري‪.‬‬
‫‪ -‬أديان الند الكبى‪ ،‬د‪ .‬أحد شلب – ط ‪ – 6‬النهضة الصرية‪.‬‬
‫‪ -‬حقائق عن الند‪ ،‬منشورات إدارة الستعلمات الندي‪.‬‬
‫‪ -‬أديان العال الكبى‪ ،‬حبيب سعيد‪.‬‬
‫‪ -‬الدخل إل دراسة الديان والذاهب‪ ،‬العميد عبد الرزاق ممد أسود ‪.‬‬
: ‫الراجع الجنبية‬
.H.G. Wells: A Short History of the World -
.Berry : religions of the World -
.History of Buddhist Thought: Edward Thomas -
.Weeche and rylamds: The Peoples and religions of India -
‫الكونفوشيوسية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الكونفوشيوسية ديانة(*) أهل الصي‪ ،‬وهي ترجع إل الفيلسوف كونفوشيوس الذي ظهر ف‬
‫القرن السادس قبل اليلد داعيا إل إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية الت ورثها‬
‫الصينيون عن أجدادهم مضيفا إليها جانبا من فلسفته وآرائه ف الخلق والعاملت والسلوك‬
‫القوي‪ .‬وهي تقوم على عبادة إله(*) السماء أو الله العظم‪ ،‬وتقديس اللئكة‪ ،‬وعبادة أرواح‬
‫الباء والجداد‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫·كونفوشيوس‪:‬‬
‫‪ -‬يعتب كونفوشيوس الؤسس القيقي لذه العقيدة الصينية‪.‬‬
‫‪ -‬ولد سنة ‪ 551‬ق‪.‬م ف مدينة تسو ‪ Tsou‬وهي إحدى مدن مقاطعة لو ‪.Lu‬‬
‫‪ -‬اسه كونج ‪ Kung‬وهو اسم القبيلة الت ينتمي إليها‪ ،‬وفوتس ‪ Futze‬معناه الرئيس أو‬
‫الفيلسوف‪ ،‬فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها‪.‬‬
‫‪ -‬ينتسب إل أسرة عريقة‪ ،‬فجدّه كان واليا على تلك الولية‪ ،‬ووالده كان ضابطا حربيّا‬
‫متازا‪ ،‬وكان هو ثرة لزواج غي شرعي‪ ،‬توف والده وله من العمر ثلث سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬عاش يتيما‪ ،‬فعمل ف الرعي‪ ،‬وتزوج ف مقتبل عمره قبل العشرين‪ ،‬ورزق بولد وبنت‪،‬‬
‫لكنه فارق زوجته بعد سنتي من الزواج لعدم استطاعتها تمل دقته الشديدة ف الأكل‬
‫واللبس والشرب‪.‬‬
‫‪ -‬تلقى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس ‪ Laotse‬صاحب النِحلة‬
‫الطاوية‪ ،‬حيث كان يدعو إل القناعة والتسامح الطلق‪ ،‬ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد‬
‫داعيا إل مقابلة السيئة بثلها وذلك إحقاقا للعدل‪.‬‬
‫‪ -‬عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة(*)‪ ،‬تكاثر‬
‫تلميذه حت بلغوا ثلثة آلف تلميذ‪ ،‬بينهم حوال ثاني شخصا عليهم أمارات‪.‬‬
‫‪ -‬تنقل ف عدد من الوظائف فقد عمل مستشارا للمراء والولة‪ ،‬وعيّن قاضيا وحاكما‪،‬‬
‫ووزيرا للعمل‪ ،‬ووزيرا للعدل ورئيسا للوزراء ف سنة ‪ 496‬ق‪.‬م حيث أقدم حينها على‬
‫إعدام بعض الوزراء السابقي وعددا من رجال السياسة وأصحاب الشغب حت صارت‬
‫مقاطعة لو نوذجية ف تطبيق الراء والبادئ الفلسفية الثالية الت ينادي با‪.‬‬
‫‪ -‬رحل بعد ذلك وتنقل بي كثي من البلدان ينصح الكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث‬
‫بينهم تعاليمه حاثّا لم على الخلق(*) القوية‪.‬‬
‫‪ -‬أخيا عاد إل مقاطعة لو فتفرغ لتدريس أصدقائه ومبيه منكبّا على كتب القدمي‬
‫يلخّصها‪ ،‬ويرتبها‪ ،‬ويضمنها بعض أفكاره‪ ،‬وحدث أن مات وحيده الذي بلغ المسي من‬
‫عمره‪ ،‬وفقد كذلك تلميذه الحبّب إليه هووي فبكى عليه بكاءً مرّا‪.‬‬
‫‪ -‬مات ف سنة ‪ 479‬ق‪.‬م بعد أن ترك مذهبا(*) رسيّا وشعبيّا استمرّ حت منتصف القرن‬
‫العشرين الال‪.‬‬

‫· صفاته الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬دمث‪ ،‬مرح‪ ،‬مؤدّب‪ ،‬يبّ النكتة‪ ،‬يتأثر لبكاء الخرين‪ ،‬يبدو قاسيا وغليظا ف بعض‬
‫الحيان‪ ،‬طويل‪ ،‬دقيق ف الأكل واللبس والشرب‪ ،‬مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم‬
‫والعرفة والداب‪.‬‬
‫‪ -‬مغرم بالبحث عن منصب سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والخلقية لتحقيق الدينة‬
‫الفاضلة الت يدعو إليها‪.‬‬
‫‪ -‬خطيب بارع‪ ،‬ومتكلّم مفوّه‪ ،‬ل ييل إل الثرثرة‪ ،‬وعباراته موجزة تري مرى المثال‬
‫القصية والكم البليغة‪.‬‬
‫‪ -‬لديه شعور دين‪ ،‬يترم اللة الت كانت معبودة ف زمانه‪ ،‬ويداوم على تأدية الشعائر‬
‫الدينية‪ ،‬يتوجه ف عباداته إل الِله (*) العظم أو إله السماء‪ ،‬يصلي صامتا‪ ،‬ويكره أن يرجو‬
‫الله النعمة أو الغفران إذ إن الصلة لديه ليست إل وسيلة لتنظيم سلوك الفراد‪ ،‬والدّين(*) –‬
‫ف نظره – أداة لتحقيق التآلف بي الناس‪.‬‬
‫‪ -‬كان يغن‪ ،‬وينشد‪ ،‬ويعزف الوسيقى‪ ،‬وقد ترك كتاب الغان ‪ Book of Songs‬كما‬
‫أنه كان مغرما بالفلت والطقوس‪ ،‬إل جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة‬
‫والرياضة (الساب) ودراسة التاريخ‪.‬‬

‫· انقسمت الكونفوشيوسية إل اتاهي‪:‬‬


‫‪ -‬مذهب(*) متشدد حرف ويثله منسيوس إذ يدعو إل الحتفاظ برفية آراء كونفوشيوس‬
‫وتطبيقها بكل دقة‪ ،‬ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس إذ إنه ل يتلق علومه مباشرة‬
‫عنه بل إنه أخذها عن حفيدة وهو ‪ Tsesze‬الذي قام بتأليف كتاب النسجام الركزي‬
‫‪.Central Harmony‬‬
‫‪ -‬والذهب التحليلي‪ ،‬ويثله هزنتسي ‪ Hsuntse‬ويانتسي ‪ ،Yangtse‬إذ يقوم مذهبهما‬
‫على أساس تليل وتفسي آراء العلم واستنباط الفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي‪.‬‬

‫· أما أبرز الشخصيات إضافة إل ما سبق فهم‪:‬‬


‫‪ -‬تسي كنج ‪ Tsekung‬ولد سنة ‪520‬م وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي‬
‫الصين‪.‬‬
‫‪ -‬تسي هسيا ‪ Tsehsia‬ولد سنة ‪507‬م وأصبح من كبار التفقهي ف الدين‬
‫الكونفوشيوسي‪.‬‬
‫‪ -‬تسينكتن ‪ Tsengtse‬كان أستاذا لفيد كونفوشيوس‪ ،‬ويأت ترتيبه الثان بعد منسيوس‬
‫من حيث الهية‪.‬‬
‫‪ -‬تشي هزيوان ‪ Chi- Husan‬عاش ف عصر أسرة هان ‪ 200– 127‬ميلدية‪.‬‬
‫‪ -‬تشو هزي ‪ Cho-Hsi 1130 – 1200‬ميلدية قام بنشر الكتب الربعة الت كانت‬
‫تدرس ف الدارس الولية والبتدائية ف الصي‪ ،‬ويعد الجة الوحيدة‪.‬‬
‫‪ -‬الفيلسوف موتزي ‪ Motze 470 – 381‬ق‪.‬م أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله‬
‫(*) السماء بشخص عظيم يشبه الدميي‪.‬‬
‫* ف سنة ‪422‬م أقيم معبد لكونفوشيوس ف ‪ Chufu‬حيث قبه‪.‬‬
‫* ف سنة ‪ 505‬م أقيم معبد آخر ف العاصمة‪ ،‬وأصبحت كتبه تدرس ف الدارس على أنا‬
‫كتب مقدسة‪.‬‬
‫* ف سنة ‪630‬م أمر أحد الباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس ف جيع أناء‬
‫المباطورية‪ ،‬كما أمر بإنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزا للوحدتي‬
‫السياسية والدينية‪.‬‬
‫* ف سنة ‪735‬م منح كونفوشيوس لقب ملك‪.‬‬
‫ف سنة ‪1013‬م منح لقب القديس العظم‪.‬‬
‫ف سنة ‪1330‬م منح الفراد النحدرون من سللته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة‬
‫النبلء‪.‬‬
‫ف سنة ‪1530‬م بدّلت التماثيل الوجودة ف العابد بصور ولوحات حت ل تتلط‬
‫الكونفوشيوسية بالوثنية‪.‬‬
‫ف سنة ‪1905‬م بدأ نم الكونفوشيوسية بالفول‪ ،‬حيث أُلغي المتحان الدين الذي كان‬
‫يعتب ضروريا للتعيي ف الوظائف‪.‬‬
‫ف سنة ‪1910‬م ظهر شهاب هال ‪ Halley‬ف الجواء الصينية فاعتب ذلك استياء من‬
‫اللة(*) على أسرة مانتشو الت بلغ الفساد ف عهدها قمته ما أدى إل ثورة(*) شعبية انتهت‬
‫بتنازل المباطور عن العرش سنة ‪1912‬م وتول الصي إل النظام المهوري (*) ما أدى‬
‫إل اختفاء الكونفوشيوسية من الياة الدينية والسياسية‪ ،‬لكنها بقيت ماثلة ف الخلق(*)‬
‫والتقاليد الصينية‪.‬‬
‫ف سنة ‪1928‬م صدر قرار بتحري تقدي القرابي لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية‬
‫له‪.‬‬
‫عندما استول اليابانيون على منشوريا عادت الصي إل استنهاض المم بالعودة إل‬
‫الكونفوشيوسية وعاد الناس ف عام ‪1934 – 1930‬م إل تقدي القرابي مرة ثانية‪ ،‬كما‬
‫أعيد تدريس الكونفوشيوسية ف كل مكان لعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إل إهالم تعاليم‬
‫العلم الكب‪ ،‬وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك‪ ،‬وقد استمرت هذه‬
‫الركة إل ما بعد الرب العالية الثانية‪.‬‬
‫ف عام ‪1949‬م سيطرت الشيوعية على الصي‪ ،‬ولكن شيئا فشيئا بدأت اللفات بي الصي‬
‫والتاد السوفيت بالظهور ما أوجد تباينا بي كل منهما‪ ،‬وبعد موت الزعيم الصين الشيوعي‬
‫الشهي ماو تسي تونج بدأ التراجع عن الشيوعية ف الصي‪ ،‬وبدأت رياح الغرب تب عليها‪.‬‬
‫يعتقد الباحثون بأن الروح الكونفوشيوسية ستعمل على تغيي معال الشيوعية ما يعلها أبعد ما‬
‫تكون عن الشيوعية الروسية الت انارت‪ ،‬لا للكونفوشيوسية من سيطرة روحية على الشعب‬
‫الصين‪.‬‬

‫· الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫هناك مموعتان أساسيتان تثلن الفكر الكونفوشيوسي فضلً عن كثي من الشروح‬
‫والتعليقات والتلخيصات‪ ،‬الجموعة الول تسمى الكتب المسة‪ ،‬والثانية تسمى الكتب‬
‫الربعة‪.‬‬
‫الكتب المسة‪ :‬وهي الكتب الت قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب القدمي وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب الغان أو الشعر‪ :‬فيه ‪ 350‬أغنية إل جانب ستة تواشيح دينية تغن بصاحبة‬
‫الوسيقى‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب التاريخ‪ :‬فيه وثائق تاريية تعود إل التاريخ الصين السحيق‪.‬‬
‫‪-3‬كتاب التغييات‪ :‬فيه فلسفة تطور الوادث النسانية‪ ،‬وقد حوّله كونفوشيوس إل كتاب‬
‫علمي لدراسة السلوك النسان‪.‬‬
‫‪ -4‬كتاب الربيع والريف‪ :‬كتاب تاريي يؤرخ للفترة الواقعة بي ‪ 481 – 722‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬كتاب الطقوس‪ :‬فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القدية مع معالة النظام الساسي‬
‫لسرة تشو تلك السرة الت لعبت دورا هاما ف التاريخ الصين البعيد‪.‬‬
‫الكتب الربعة‪ :‬وهي الكتب الت ألفها كونفوشيوس وأتباعه مدوّني فيها أقوال أستاذهم مع‬
‫التفسي تارة والتعليق أخرى‪ ،‬إنا تثل فلسفة كونفوشيوس ذاته وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب الخلق(*) والسياسة‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب النسجام الركزي ‪Central Harmony.‬‬
‫‪ -3‬كتاب النتجات ‪ Analects‬ويطلق عليه اسم إنيل كونفوشيوس‪.‬‬
‫‪ -4‬كتاب منسيوس‪ :‬وهو يتألف من سبعة كتب‪ ،‬ومن الحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس‬
‫نفسه‪.‬‬

‫· العتقدات الساسية ‪:‬‬


‫تتمثل العتقدات الساسية لديهم ف الله(*) أو إله السماء‪ ،‬واللئكة‪ ،‬وأرواح الجداد‪.‬‬
‫‪ -1‬الله‪:‬‬
‫يعتقدون بالله العظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة‪ ،‬كما أن عبادته وتقدي القرابي‬
‫إليه مصوصة باللك‪ ،‬أو بأمراء القاطعات‪.‬‬
‫للرض إله‪ ،‬وهو إله الرض‪ ،‬ويعبده عامة الصينيي‪.‬‬
‫الشمس والقمر‪ ،‬والكواكب‪ ،‬والسحاب‪ ،‬والبال‪ ..‬لكل منها إله وعبادتا وتقدي القرابي‬
‫إليها مصوصة بالمراء‪.‬‬
‫‪ -2‬اللئكة ‪ :‬إنم يقدسون اللئكة ويقدمون إليها القرابي‪.‬‬
‫‪ -3‬أرواح الجداد‪ :‬يقدس الصينيون أرواح أجدادهم القدمي‪ ،‬ويعتقدون ببقاء الرواح‪،‬‬
‫والقرابي عبارة عن موائد يدخلون با السرور على تلك الرواح بأنواع الوسيقى‪ ،‬ويوجد ف‬
‫كل بيت معبد لرواح الموات وللة النل‪.‬‬

‫· معتقدات وأفكار أخرى‪:‬‬


‫ل يكن كونفوشيوس نبيّا(*)‪ ،‬ول يدّع هو ذلك‪ ،‬بل يعتقدون أنه من الذين وهبوا تفويض‬
‫السماء لم ليقوموا بإرشاد الناس وهدايتهم‪ ،‬فقد كان مداوما على إقامة الشعائر والطقوس‬
‫الدينية‪ ،‬وكان يعبد الله العظم واللة الخرى على غي معرفة بم ودون تثبّت من حقيقة‬
‫الراء الدينية تلك‪.‬‬
‫كان كونفوشيوس مغرما بالسعي لتحقيق الدينة الفاضلة الت يدعو إليها وهي مدينة مثالية‬
‫لكنها تتلف عن مدينة أرسطو الفاضلة‪ ،‬إذ إنّ مدينة كونفوشيوس مثالية ف حدود واقعٍ مكن‬
‫التحقيق والتطبيق‪ ،‬بينما مدينة أرسطو تنح إل مثالية خيالية بعيدة عن مستوى التطبيق‬
‫البشري القاصر‪ .‬وكل الفيلسوفي متعاصران‪.‬‬
‫النة والنار‪ :‬ل يعتقدون بما‪ ،‬ول يعتقدون بالبعث أصلً‪ ،‬إذ إنّ هّهم منصبّ على إصلح‬
‫الياة الدنيا‪ ،‬ول يسألون عن مصي الرواح بعد خروجها من الجساد‪ .‬وقد سأل تلميذٌ‬
‫أستاذه كونفوشيوس عن الوت‪ ،‬فقال‪" :‬إننا ل ندرس الياة بعد‪ ،‬فكيف نستطيع أن ندرس‬
‫الوت"‪.‬‬
‫الزاء والثواب‪ :‬إنا يكونان ف الدنيا‪ ،‬إن خيا فخي‪ ،‬وإن شرّا فشر‪.‬‬
‫القضاء والقدر(*)‪ :‬يعتقدون بذلك‪ ،‬فإن تكاثرت الثام والذنوب كان عقاب السماء لم‬
‫بالزلزل والباكي‪.‬‬
‫الاكم ابن للسماء‪ :‬فإذا ما قسا وظلم وجانب العدل فإن السماء تسلّط عليه من رعيته من‬
‫يلعه ليحلّ ملّه شخص آخر عادل‪.‬‬
‫الخلق(*)‪ :‬هي المر الساسي الذي تدعو إليه الكونفوشيوسية‪ ،‬وهي مور الفلسفة(*)‬
‫وأساس الدين(*)‪ ،‬وهي تسعى إليه بتربية الوازع الداخلي لدى الفرد ليشعر بالنسجام الذي‬
‫يسيطر على حياته النفسية ما يضعها للقواني الجتماعية بشكل تلقائي‪.‬‬

‫تظهر الخلق ف‪:‬‬


‫‪ -1‬طاعة الوالد والضوع له‪.‬‬
‫‪ -2‬طاعة الخ الصغر لخيه الكب‪.‬‬
‫‪ -3‬طاعة الاكم والنقياد إليه‪.‬‬
‫‪ -4‬إخلص الصديق لصدقائه‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم جرح الخرين بالكلم أثناء مادثتهم‪.‬‬
‫‪ -6‬أن تكون القوال على قدر الفعال‪ ،‬وكراهية ظهور الشخص بظهر ل يتفق مع مركزه‬
‫وحاله‪.‬‬
‫‪ -7‬البعد عن الحسوبية ف الوساطة أو الحاباة‪.‬‬

‫وتظهر أخلق الاكم ف‪:‬‬


‫‪ -1‬احترام الفراد الديرين باحترامه‪.‬‬
‫‪ -2‬التودّد إل من تربطهم به صلة قرب وقيامه بالتزاماته حيالم‪.‬‬
‫‪ -3‬معاملة وزرائه وموظفيه بالسن‪.‬‬
‫‪ -4‬اهتمامه بالصال العام‪ ،‬مع تشجيعه للفنون النافعة والنهوض با‪.‬‬
‫‪ -5‬العطف على رعايا الدول الخرى القيمي ف دولته‪.‬‬
‫‪ -6‬تقيق الرفاهية لمراء المباطورية ولعامة أفرادها‪.‬‬
‫تترم الكونفوشيوسية العادات والتقاليد الوروثة‪ ،‬فهم مافظون إل أبعد الدود‪ ،‬فيقدّسون‬
‫العلم والمانة‪ ،‬ويترمون العاملة اللينة من غي خضوع ول استجداء لبوت‪.‬‬
‫يقوم الجتمع الكونفوشيوسي على أساس احترام اللكية الفردية مع ضرورة رسم برنامج‬
‫إصلحي يؤدي إل تنمية روح الحبّة بي الغنياء والفقراء‪.‬‬
‫يعترفون بالفوارق بي الطبقات‪ ،‬ويظهر هذا جليّا حي تأدية الطقوس الدينية وف العياد‬
‫الرسية وعند تقدي القرابي‪.‬‬
‫النظام الطبقي لديهم نظام مفتوح‪ ،‬إذ بإمكان أي شخص أن ينتقل من طبقته إل أية طبق‬
‫اجتماعية أخرى إذا كانت لديه إمكاناته تؤهله لذلك‪.‬‬
‫ليس النسان إل نتيجة لتزاوج القوى السماوية مع القوى الرضية أي لتقمص الرواح‬
‫السماوية ف جواهر العناصر الرضية المسة‪ .‬ومن هنا وجب على النسان أن يتمتع بكل‬
‫شيء ف حدود الخلق النسانية القوية‪.‬‬

‫يبنون تفكيهم على فكرة "العناصر المسة"‪:‬‬


‫‪ -1‬فتركيب الشياء‪ :‬معدن – خشب – ماء – نار – تراب‪.‬‬
‫‪ -2‬الضاحي والقرابي خسة‪.‬‬
‫‪ -3‬الوسيقى لا خسة مفاتيح‪ ،‬واللوان الساسية خسة‪.‬‬
‫‪ -4‬الهات خس ‪ :‬شرق وغرب وشال وجنوب ووسط‪.‬‬
‫‪ -5‬درجات القرابة خس‪ :‬أبوّة – أمومة – زوجية – بنوّة – أخوّة‪.‬‬
‫تلعب الوسيقى دورا هاما ف حياة الناس الجتماعية‪ ،‬وتسهم ف تنظيم سلوك الفراد وتعمل‬
‫على تعويدهم الطاعة والنظام‪ ،‬وتؤدي إل النسجام واللفة واليثار‪.‬‬
‫الرجل الفاضل هو الذي يقف موقفا وسطا بي ذاته الركزية وبي انفعالته ليصل إل درجة‬
‫الستقرار الكامل ‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬ ‫·‬


‫ترجع الكونفوشيوسية إل معتقدات الصينيي القدماء‪ ،‬تلك العتقدات الت ترجع إل ‪2600‬‬
‫سنة قبل اليلد‪ .‬وقد قبلها كونفوشيوس أولً‪ ،‬والكونفوشيوسيون ثانيا‪ ،‬دون مناقشة أو‬
‫جدال(*) أو تحيص‪.‬‬
‫ف القرن الرابع قبل اليلد حدثت إضافة جديدة وهي عبادة النجمة القطبية لعتقادهم بأنا‬
‫الحور الذي تدور السماء حوله‪ ،‬ويعتقد الباحثون بأن هذه النعة قد وفدت إليهم من ديانة‬
‫بعض سكان حوض البحر التوسط‪.‬‬
‫تغلبت الكونفوشيوسية على النعة الشيوعية والنعة الشتراكية(*) اللتان طرأتا عليها ف‬
‫القرني السابقي للميلد وانتصرت عليهما‪ .‬كما أنا استطاعت أن تصهر البوذية بالقالب‬
‫الكونفوشيوسي الصين وتنتج بوذية صينية خاصة متميزة عن البوذية الندية الصلية‪.‬‬
‫ل تزال العتقدات الكونفوشيوسية موجودة ف عقيدة أكثر الصينيي العاصرين على الرغم من‬
‫السيطرة السياسية للشيوعيي‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ ‪:‬‬


‫انتشرت الكونفوشيوسية ف الصي‪.‬‬
‫منذ عام ‪1949‬م أبعدت الكونفوشيوسية عن السرحي السياسي والدين لكنها ما تزال‬
‫كامنة ف روح الشعب الصين المر الذي يؤمل أن يؤدي إل تغيي ملمح الشيوعية الاركسية‬
‫ف الصي‪.‬‬
‫ما تزال الكونفوشيوسية ماثلة ف النظم الجتماعية ف فرموزا أو (الصي الوطنية)‪.‬‬
‫انتشرت كذلك ف كوريا وف اليابان حيث درست ف الامعات اليابانية‪ ،‬وهي من السس‬
‫الرئيسية الت تشكل الخلق(*) ف معظم دول شرق آسيا وجنوبا الشرقي ف العصرين‬
‫الوسيط والديث‪.‬‬
‫حظيت الكونفوشيوسية بتقدير بعض الفلسفة الغربيي كالفيلسوف ليبنتز (‪– 1646‬‬
‫‪1716‬م) وبيتر نويل الذي نشر كتاب كلسيكيات كونفوشيوس سنة ‪1711‬م كما ترجت‬
‫كتب الكونفوشيوسية إل معظم اللغات الوروبية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن الكونفوشيوسية ليست دينا(*) ساويا معروفا‪ .‬وقد تتضمن بعض تعاليمها دعوة إل خلق‬
‫حيد أو رأي سليم أو سلوك قوي‪ ،‬ولكنها ليست ما يتقرب إل ال به‪{ :‬ومن يبتغ غي‬
‫السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين}‪ .‬وهي تاثل البوذية والندوسية‬
‫وغيها من الديان الباطلة‪.‬‬
‫وعموما فقد جبّ السلم ما قبله من الديان(*) {إن الدين عند ال السلم}‪ .‬وللحق فليس‬
‫هناك ما ينفي أو يثبت ابتعاث رسول معي إل الشعوب الخرى ودعوى ذلك ل تلو من‬
‫الدس والتخمي والقرآن الكري يقول‪{ :‬ولقد أرسلنا رسلً من قبلك منهم من قصصنا عليك‬
‫ومنهم من ل نقصص عليك}‪.‬‬
‫وقد كان الزج الحكم بي الفلسفة اللقية والتعاليم الدينية على أت وضوح ف‬
‫الكونفوشيوسية وصاحبها كونفوشيوس الذي ل يكن رسولً (*) مبعوثا ول مدعيا لرسالة‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬الوار‪ ،‬كونفوشيوس فيلسوف الصي الكب‪ ،‬ترجة ممد مكي – الطبعة السلفية –‬
‫القاهرة – ‪1354‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬كونفوشيوس‪ :‬النب الصين‪ ،‬د‪ .‬حسن شحاتة سعفان – مكتبة نضة مصر‪.‬‬
‫ انظر الذيل الذي هو من‬.‫ الطبعة الثانية – دار العرفة – بيوت‬،‫ اللل والنحل للشهرستان‬-
.19 ‫تأليف ممد سيد كيلن صفحة‬
.‫ ممد أبو زهرة مطبعة يوسف – مصر‬،‫ماضرات ف مقارنات الديان‬-

: ‫مراجع أجنبية‬
.Lin Yutang: The Wisdom of Confucius, N.Y. 1938 -
.K. Wilhelm: Kungte, Leben und Lehre, 1925 -
.Kuntse und Konfuzianismus, 1930 -
.H.A. Giles: Confucianism and its rivals, London 1915 -
.M.G. Pouthie: Doctrine de confucius, Paris -
.P. Masson – oursel: La philosophieen Orient. 1938 -
.Social Philosophers -
Ch. Luan: la Philosophie Morale et pollitique de Mencius,-
.1927
‫البوذية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫هي فلسفة(*) وضعية انتحلت الصبغة الدينية‪ ،‬وقد ظهرت ف الند بعد الديانة البهية‬
‫الندوسية ف القرن الامس قبل اليلد‪ .‬وكانت ف البداية تناهض الندوسية وتتجه إل العناية‬
‫بالنسان‪ ،‬كما أن فيها دعوة إل التصوف والشونة ونبذ الترف والناداة بالحبة والتسامح‬
‫وفعل الي‪ .‬وبعد موت مؤسسها تولت إل معتقدات باطلة‪ ،‬ذات طابع وثن(*)‪ ،‬ولقد غال‬
‫أتباعها ف مؤسسها حت ألّهوه‪.‬‬
‫وهي تعتب نظاما أخلقيا ومذهبا(*) فكريا مبنيا على نظريات فلسفية‪ ،‬وتعاليمها ليست‬
‫وحيا(*)‪ ،‬وإنا هي آراء وعقائد ف إطار دين‪ .‬وتتلف البوذية القدية عن البوذية الديدة ف‬
‫أن الول صبغته أخلقية‪ ،‬ف حي أن البوذية الديدة هي تعاليم بوذا متلطة بآراء فلسفية‬
‫وقياسات عقلية عن الكون والياة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫أسسها سدهارتا جوتاما اللقب ببوذا(*) ‪ 480 – 560‬ق‪.‬م وبوذا تعن العال ويلقب أيضا‬
‫بسكيا مون ومعناه العتكف‪ .‬وقد نشأ بوذا ف بلدة على حدود نيبال‪ ،‬وكان أميا فشبّ‬
‫مترفا ف النعيم وتزوج ف التاسعة عشرة من عمره ولا بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته‬
‫منصرفا إل الزهد والتقشّف والشونة ف العيشة والتأمل ف الكون ورياضة النفس وعزم على‬
‫أن يعمل على تليص النسان من آلمه الت منبعها الشهوات ث دعا إل تبن وجهة نظره‬
‫حيث تبعه أناس كثيون‪.‬‬
‫اجتمع أتباع بوذا بعد وفاته ف مؤتر كبي ف قرية راجاجراها عام ‪ 483‬ق‪.‬م لزالة اللف‬
‫بي أتباع الذهب(*) ولتدوين تعاليم بوذا خشية ضياع أصولا وعهدوا بذلك إل ثلثة‬
‫رهبان(*) هم‪:‬‬
‫‪ -1‬كاشيابا وقد اهتم بالسائل العقلية‪.‬‬
‫‪ -2‬أويال وقد اهتم بقواعد تطهي النفس‪.‬‬
‫‪ -3‬أناندا وقد دون جيع المثال والحاورات‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫يعتقد البوذيون أن بوذا(*) هو ابن ال‪ ،‬وهو الخلّص للبشرية من مآسيها وآلمها وأنه يتحمل‬
‫عنهم جيع خطاياهم‪.‬‬
‫يعتقدون أن تسد بوذا قد ت بواسطة حلول روح القدس(*) على العذراء مايا‪.‬‬
‫ويقولون إنه قد دل على ولدة بوذا نم ظهر ف أفق السماء ويدعونه نم بوذا‪.‬‬
‫ويقولون أيضا إنه لا ولد بوذا فرحت جنود السماء ورتلت اللئكة أناشيد الحبة للمولود‬
‫البارك‪.‬‬
‫وقد قالوا‪ :‬لقد عرف الكماء بوذا وأدركوا أسرار لهوته‪ .‬ول يض يوم واحد على ولدته‬
‫حت حيّاهُ الناس‪ ،‬وقد قال بوذا لمه وهو طفل إنه أعظم الناس جيعا‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬دخل بوذا مرة أحد الياكل فسجدت له الصنام‪ .‬وقد حاول الشيطان إغواءه فلم‬
‫يفلح‪.‬‬
‫ويعتقد البوذيون أن هيئة بوذا قد تغيّرت ف أخر أيامه‪ ،‬وقد نزل عليه نور أحاط برأسه‪ .‬وأضاء‬
‫من جسده نور عظيم فقال الذين رأوه‪ :‬ما هذا بشرا إن هو إل إله(*) عظيم‪.‬‬
‫يصلي البوذيون لبوذا ويعتقدون أنه سيدخلهم النة‪ .‬والصلة عندهم تؤدى ف اجتماعات‬
‫يضرها عدد كب من التباع‪.‬‬
‫لا مات بوذا قال أتباعه‪ :‬صعد إل السماء بسده بعد أن أكمل مهمته على الرض‪.‬‬
‫يؤمنون برجعة بوذا ثانية إل الرض ليعيد السلم والبكة إليها‪.‬‬
‫يعتقدون أن بوذا هو الكائن العظيم الواحد الزل وهو عندهم ذاتٌ من نور غي طبيعية‪ ،‬وأنه‬
‫سيحاسب الموات على أعمالم‪.‬‬
‫يعتقدون أن بوذا ترك فرائض ملزمة للبشر إل يوم القيامة‪ ،‬ويقولون إن بوذا أسس ملكة دينية‬
‫على الرض‪.‬‬
‫قال بعض الباحثي إن بوذا أنكر اللوهية والنفس النسانية وأنه كان يقول بالتناسخ(*)‪.‬‬
‫الانب الخلقي ف الديانة البوذية‪:‬‬
‫ف تعاليم بوذا(*) دعوة إل الحبة والتسامح والتعامل بالسن والتصدق على الفقراء وترك‬
‫الغن والترف وحل النفس على التقشف والشونة وفيها تذير من النساء والال وترغيب ف‬
‫البعد عن الزواج‪.‬‬
‫يب على البوذيّ التقيد بثمانية أمور حت يتمكن من النتصار على نفسه وشهواته‪:‬‬
‫‪ -1‬التاه الصحيح الستقيم الال من سلطان الشهوة واللذة وذلك عند القدام على أي‬
‫عمل‪.‬‬
‫‪ -2‬التفكي الصحيح الستقيم الذي ل يتأثر بالهواء‪.‬‬
‫‪ -3‬الشراق(*) الصحيح الستقيم‪.‬‬
‫‪ -4‬العتقاد الستقيم الذي يصحبه ارتياح واطمئنان إل ما يقوم به‪.‬‬
‫‪ -5‬مطابقة اللسان لا ف القلب‪.‬‬
‫‪ -6‬مطابقة السلوك للقلب واللسان‪.‬‬
‫‪ -7‬الياة الصحيحة الت يكون قوامها هجر اللذات‪.‬‬
‫‪ -8‬الهد الصحيح التجه نو استقامة الياة على العلم والق وترك اللذ‪.‬‬

‫ف تعاليم بوذا أن الرذائل ترجع إل أصول ثلثة‪:‬‬


‫‪ -1‬الستسلم للملذ والشهوات‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء النية ف طلب الشياء‪.‬‬
‫‪ -3‬الغباء وعدم إدراك المور على وجهها الصحيح‪.‬‬
‫من وصايا بوذا‪ :‬ل تقض على حياة حي‪ ،‬ل تسرق ول تغتصب‪ ،‬ل تكذب‪ ،‬ل تتناول‬
‫مسكرا‪ ،‬ل تزن‪ ،‬ل تأكل طعاما نضج ف غي أوانه‪ ،‬ل ترقص ول تضر مرقصا ول حفل‬
‫غناء‪ ،‬ل تتخذ طبيبا‪ ،‬ل تقت فراشا وثيا‪ ،‬ل تأخذ ذهبا ول فضة‪.‬‬

‫ينقسم البوذيون إل قسمي‪:‬‬


‫‪ -1‬البوذيون التدينون‪ :‬وهؤلء يأخذون بكل تعاليم بوذا وتوصياته‪.‬‬
‫‪ -2‬البوذيون الدنيون‪ :‬هؤلء يقتصرون على بعض التعاليم والوصايا فقط‪.‬‬
‫الناس ف نظر بوذا(*) سواسية ل فضل لحد إل بالعرفة والسيطرة على الشهوات‪.‬‬
‫وقد احتفظت البوذية ببعض صورها الول ف منطقة جنوب آسيا وخاصة ف سيلن وبورما‪،‬‬
‫أما ف الشمال وعلى الخص ف الصي واليابان فقد ازدادت تعقيدا وانقسمت إل مذهبي‬
‫ها‪:‬‬
‫‪ -1‬مذهب ماهايانا (مذهب الشمال) ويدعو إل تأليه بوذا وعبادته وترسّم خطاه‪.‬‬
‫‪ -2‬مذهب هنايانا (مذهب النوب) وقد حافظ على تعاليم بوذا‪ ،‬ويعتب أتباع هذا الذهب‬
‫أن بوذا هو العلم الخلقي العظيم الذي بلغ أعلى درجة من الصفاء الروحي‪.‬‬
‫وقد عبوا عن بلوغ النفس الكمال السى والسعادة القصوى وانطلقها من أسر الادة‬
‫وانعتاقها من ضرورة التناسخ(*) بالينرفانا(*) وتعن اللص من أسر العاناة والرغبة‪،‬‬
‫واكتساب صفاء الدين(*) والروح‪ ،‬والتحرر من أسر العبودية واللذة‪ ،‬وانبثاق نور العرفة عن‬
‫طريق تعذيب النفس ومقاومة النعات‪ ،‬مع بذل الهد والتأمل والتركيز الفكري والروحي‪،‬‬
‫وهو هدف البوذية السى‪.‬‬
‫علقتهم بالسلمي الن ل تمل طابع العداء العنيف ويكن أن يكونوا مالً خصبا للدّعوة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫ت منسوبة إل بوذا أو‬
‫كتب البوذية‪ :‬كتبهم ليست منلة ول هم يدّعون ذلك بل هي عبارا ٌ‬
‫حكاية لفعاله سجلها بعض أتباعه‪ ،‬ونصوص تلك الكتب تتلف بسبب انقسام البوذيي‪،‬‬
‫فبوذيو الشمال اشتملت كتبهم على أوهام كثية تتعلق ببوذا أما كتب النوب فهي أبعد قليلً‬
‫عن الرافات‪.‬‬

‫تنقسم كتبهم إل ثلثة أقسام‪:‬‬


‫‪ -1‬مموعة قواني البوذية ومسالكها‪.‬‬
‫‪ -2‬مموعة الطب الت ألقاها بوذا(*)‪.‬‬
‫‪ -3‬الكتاب الذي يوي أصل الذهب(*) والفكرة الت نبع منها‪.‬‬
‫وتعتمد جيع كتبهم على الراء الفلسفية وماطبة اليال وتتلف ف الصي عنها ف الند لنا‬
‫تضع لتغيات الفلسفة‪.‬‬
‫شعار البوذية عبارة عن قوس نصف دائري وف وسطه قائم ثالث على رأسه ما يشبه الوردة‬
‫وأمام هذا التمثال صورة مسمة لرة الاء وبوارها فيل يتربع عليه بوذا ف لباسه التقليدي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫ليس هناك ما يثبت أن للبوذية جذورا فكرية أو عقائدية إل أن الناظر ف الديانات الوضعية‬
‫الت سبقتها أو عاصرتا يد بينها وبي البوذية شبها من بعض الوانب مثل‪:‬‬
‫الندوسية ‪ :‬ف القول بالتناسخ(*) والتاه نو التصوف‪.‬‬
‫الكونفوشيوسية‪ :‬ف التاه إل العتناء بالنسان وتليصه من آلمه‪.‬‬
‫ينبغي أن يلحظ التشابه الكبي بينها وبي النصرانية وباصة فيما يتعلق بظروف ولدة‬
‫السيح(*) وحياته والظروف الت مرّ با بوذا(*) ما يؤكد تأثر النصرانية با ف كثي من‬
‫معتقدات هذه الخية‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬
‫الديانة(*) البوذية منتشرة بي عدد كبي من الشعوب السيوية حيث يدين با أكثر من ستمائة‬
‫مليون نسمة‪ ،‬ولم معبد ضخم ف كاتندو بالنيبال‪ ،‬وهو عبارة عن مبن دائري الشكل‬
‫وتتوسطه قبة كبية وعالية وبا رسم لعيني مفتوحتي وجزء من الوجه‪ ،‬ويبلغ قطر البن ‪40‬‬
‫مترا‪ ،‬أما الرتفاع فيزيد عن خسة أدوار مقارنة بالبان ذات الدوار‪ ،‬والبوذية مذهبان كما‬
‫تقدم‪:‬‬
‫الذهب الشمال‪ :‬وكتبه القدسة مدونة باللغة السنسكريتية‪ ،‬وهو سائد ف الصي واليابان‬
‫والتبت ونيبال وسومطره‪.‬‬
‫الذهب النوب‪ :‬وكتبه القدسة مدونة باللغة البالية‪ ،‬وهو سائد ف بورما وسيلن وسيام‪.‬‬
‫ويكن تقسيم انتشار البوذية إل خس مراحل‪:‬‬
‫‪ -1‬من مطلع البوذية حت القرن الول اليلدي وقد دفع اللك آسوكا البوذية خارج حدود‬
‫الند وسيلن‪.‬‬
‫‪ -2‬من القرن الول حت القرن الامس اليلدي وفيها أخذت البوذية ف النتشار نو الشرق‬
‫إل البنغال ونو النوب الشرقي إل كمبوديا وفيتنام ونو الشمال الغرب إل كشمي وف‬
‫القرن الثالث اتذت طريقها إل الصي وأواسط آسيا ومن الصي إل كوريا‪.‬‬
‫‪ -3‬من القرن السادس حت القرن العاشر اليلدي وفيه انتشرت ف اليابان ونيبال والتبت وتعد‬
‫من أزهى مراحل انتشار البوذية‪.‬‬
‫‪ -4‬من القرن الادي عشر إل القرن الامس عشر وفيها ضعفت البوذية واختفى كثي من‬
‫آثارها لعودة النشاط الندوسي وظهور السلم ف الند فاتهت البوذية إل لوس ومنغوليا‬
‫وبورما وسيام‪.‬‬
‫‪ -5‬من القرن السادس عشر حت الن وفيه تواجه البوذية الفكر الغرب بعد انتشار الستعمار‬
‫الوروب وقد اصطدمت البوذية ف هذه الفترة بالسيحية(*) ث بالشيوعية بعد أن صار الكم‬
‫ف أيدي الكومات الشيوعية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البوذية فلسفة(*) وضعية انتحلت الصبغة الدينية وقد ظهرت ف الند بعد الديانة البهية‪،‬‬
‫وقامت على أساس أن بوذا(*) هو ابن ال(*) وملص البشرية من مآسيها‪ ،‬وقد قال لمه وهو‬
‫طفل إنه أعظم الناس جيعا‪ ،‬ولا مات بوذا قال أتباعه‪ :‬إنه صعد إل السماء بسده بعد أن‬
‫أكمل مهمته على الرض وإنه سيجع ثانية إل الرض ليعيد السلم والبكة إليها‪ ،‬ويقول‬
‫البعض‪ :‬إن بوذا أنكر اللوهية والنفس النسانية وأنه كان يقول بالتناسخ(*)‪ ،‬وتعتمد جيع‬
‫كتب البوذيي على الراء الفلسفية وماطبة اليال وتتلف البوذية ف الصي عنها ف الند‬
‫بسب نظرة الفلسفة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫اللل والنحل جـ ‪ ،2‬ممد بن عبد الكري الشهرستان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقارنة الديان (الديانات القدية)‪ ،‬ممد أبو زهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ف العقائد والديان‪ ،‬د‪ .‬ممد جابر عبد العال الين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجلة العربية ‪ :‬مقال للدكتور ممد بن سعد الشويعر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدخل إل دراسة الديان والذاهب ‪ ،‬للعميد عبد الرزاق أسود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)Encyclopedia Britannica, Vol. 3 P. 369 – 414 (Press 1979-‬‬
‫السيخية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫السيخ‪ :‬جاعة دينية من النود الذين ظهروا ف ناية القرن الامس عشر وبداية القرن السادس‬
‫عشر اليلديي داعي إل دين(*) جديد زعموا أن فيه شيئا من الديانتي السلمية والندوسية‬
‫تت شعار"ل هندوس ول مسلمون"‪ .‬وقد عاد السلمي خلل تاريهم‪ ،‬وبشكل عنيف‪ ،‬كما‬
‫عاد الندوس بدف الصول على وطن خاص بم‪ ،‬وذلك مع الحتفاظ بالولء(*) الشديد‬
‫للبيطانيي خلل فترة استعمار الند‪ .‬وكلمة سيخ كلمة سنسكريتية تعن الريد أو التابع‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫كابر‪ ،‬ولد من أبوين هندوسيي ف بنارس‪ ،‬وعرف عنه نقده لديانة آبائه الندوسية‪.‬‬
‫الؤسس تاناك ويدعى غورو أي العلم‪ ،‬ولد سنة ‪1469‬م ف قرية ري بوي دي تلفندي الت‬
‫تبعد ‪ 40‬ميلً عن لهور‪ ،‬كانت نشأته هندوسية تقليدية‪.‬‬
‫لا شب عمل ماسبا لزعيم أفغان ف سلطانبور‪ ،‬وهناك تعرف على عائلة مسلمة ماردانا‬
‫كانت تدم هذا الزعيم‪ .‬وقد أخذ ينظم الناشيد الدينية‪ ،‬كما نظّم مقصفا ليتناول السلمون‬
‫والندوس الطعام فيه‪.‬‬
‫درس علوم الدين‪ ،‬وتنقل ف البلد‪ ،‬كما قام بزيارة مكة والدينة‪ ،‬وزار أناء العال العروفة‬
‫لديه وتعلم الندية والسنسكريتية والفارسية‪.‬‬
‫ادعى أنه رأى الرب حيث أمره بدعوة البشر‪ ،‬ث اختفى أثناء استحمامه ف أحد الداول‪،‬‬
‫وغاب لدة ثلثة أيام ظهر بعدها معلنا "ل هندوس ول مسلمون"‪.‬‬
‫كان يدّعي حب السلم‪ ،‬مشدودا إل تربيته وجذوره الندوسية من ناحية أخرى‪ ،‬ما دفعه‬
‫لن يعمل على التقريب بي الديانتي فأنشأ دينا جديدا ف القارة الندية‪ ،‬وبعض الدارسي‬
‫ينظرون إليه على أنه كان مسلما ف الصل ث ابتدع مذهبه(*) هذا‪.‬‬
‫أنشأ العبد الول للسيخ ف كارتاربور بالباكستان حاليّا وقبل وفاته عام ‪1539‬م عيّن أحد‬
‫أتباعه خليفة له‪ ،‬وقد دفن ف بلدة ديرة باباناناك من أعمال البنجاب الندية الن‪ ،‬ول يزال له‬
‫ثوب مفوظ فيه مكتوب عليه سورة الفاتة وبعض السور القصية من القرآن‪.‬‬
‫خلفه من بعده عشرة خلفاء معلمون أخرهم غوبند سنغ ‪1708 – 1675‬م الذي أعلن‬
‫انتهاء سلسلة العلمي‪.‬‬
‫صار زعماؤهم بعد ذلك يعرفون باسم الهراجا ومنهم الهراجا رانيت سنغ التوف سنة‬
‫‪1839‬م‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫خلفية فكرية‪:‬‬
‫يدعون إل العتقاد بالق واحد‪ ،‬ويقولون بتحري عبادة الصنام‪ ،‬وينادون بالساواة بي الناس‪.‬‬
‫يؤكدون على وحدانية الالق الي الذي ل يوت‪ ،‬والذي ليس له شكل‪ ،‬ويتعدى أفهام‬
‫البشر‪ ،‬كما يستعملون عدة أساء للله(*) منها واه غورو والاب‪ ،‬وأفضلها عند ناناك "الالق‬
‫الق" وكل ما عداه وَ ْهمٌ (مايا)‪.‬‬
‫ينعون تثيل الله ف صور‪ ،‬ول يقرون بعبادة الشمس والنار والشجار الت يعبدها الندوس‪،‬‬
‫كما ل يهتمون بالتطهر والج إل نر الغانج‪ ،‬وقد انفصلوا تدرييّا عن الجتمع الندوسي‬
‫حت صارت لم شخصية دينية متميزة‪.‬‬
‫أباح ناناك المر‪ ،‬وأكل لم النير‪ ،‬وقد حرم لم البقر ماراة للهنادكة‪.‬‬
‫أصول الدين(*) لديهم خسة بانج كهكها أي الكافات المس ذلك أنا تبدأ برف الكاف‬
‫باللغة الكورمكية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك الشعر مرسلً بدون قص من الهد إل اللحد‪ ،‬وذلك لنع دخول الغرباء بينهم بقصد‬
‫التجسس‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يلبس الرجل سوارا حديدا ف معصميه بقصد التذلل والقتداء بالدراويش‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يلبس الرجل تبانا وهو أشبه بلباس السباحة تت السراويل رمزا للعفة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يضع الرجل مشطا صغيا ف شعر رأسه‪ ،‬وذلك لتمشيط الشعر وترجيله وتذيبه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يتمنطق السيخي بربة صغية أو خنجر على الدوام‪ ،‬وذلك لعطائه قوة واعتدادا‪،‬‬
‫وليدافع به عن نفسه إذا لزم المر‪.‬‬
‫يُعتقد بأن هذه المور ليست من وضع ناناك بل هي من وضع الليفة العاشر غوبند سنغ‬
‫الذي حرّم أيضا التدخي على أتباعه‪ ،‬ويقصد بذه المور التميز عن جيع الناس‪.‬‬
‫معلمو السيخ ينكرون العجزات والقصص والرافات ذات الساطي‪ ،‬إل أنه على الرغم من‬
‫ذلك فقد خلّد السيخ معابد لم غور دوارا مبنية على قصص تتحدث عن معجزات وقعت‪.‬‬
‫للمعلم ويسمي عندهم غورو درجة دينية تأت بعد مرحلة الرب‪ ،‬فهو الذي يدل – ف نظرهم‬
‫– على الق والصدق‪ ،‬كما أنم يتعبدون الله بإنشاد الناشيد الدينية الت نظمها العلمون‪.‬‬
‫يعتقدون بأن ترديد أساء الله(*) الناما يطهر الرء من الذنوب ويقضي على مصادر الشر ف‬
‫النفوس‪ ،‬وإنشاد الناشيد كيتا والتأمل بتوجيه من معلم غورو كل هذا يؤدي إل التصال‬
‫بالله‪.‬‬
‫يعتقدون بأن روح كل واحد من العلمي تنتقل منه إل العلم التال له‪.‬‬
‫هناك بعض التنبؤات وأسها ساوساكي الائة قصة والنسوبة إل العلم غوبند سنغ والت تدور‬
‫حول النقلبات ف الكم القائم وميء ملص ينشر السيخية ف جيع أناء العال‪.‬‬
‫يؤمنون بولدة النسان وموته ث إعادة ولدته كارما بيث تتقرر حياة النسان الستقبلية على‬
‫ضوء حياته السابقة‪ ،‬ويتوقف خلصه على هذه الرحلة‪.‬‬
‫إن توجيه العلم غورو أساسي للوصول إل مرحلة النعتاق موكا‪.‬‬
‫يقدسون العدد خسة الذي له معن صوف ف أرض البنجاب أي النار المسة‪.‬‬
‫اللفات الدينية يلها ملس دين يعقد ف أمر تيسار وقرارات هذا الجلس لا قوة روحية‪.‬‬
‫ليس لديهم طبقة دينية مشابة للباهة الندوس‪ ،‬إذ إنم – عموما – يرفضون مبدأ الطبقات‬
‫الندوسي كما يعارضون احتكار طبقة الباهة(*) للتعاليم الدينية‪.‬‬
‫يقسمون أنفسهم على أساس عرقي‪ ..‬منهم الات (قبائل زراعية) وغي الات‪ ،‬والذاهب‪،‬‬
‫وهم النبوذون‪ ،‬لكن وضعهم أفضل بكثي من وضع النبوذين لدى الندوس‪.‬‬
‫يتزوجون من زوجة واحدة فقط‪.‬‬
‫أعياد السيخ هي نفس أعياد هندوس الشمال ف الند بالضافة إل عيد مولد أول وأخر غورو‬
‫وعيد ذكرى استشهاد الغورو الامس والتاسع‪.‬‬

‫خالصادال (الباختا)‪:‬‬
‫تعرض السيخ لضطهاد الغول الذين أعدموا اثني من معلميهم‪ ،‬وقد كان أشد الغول عليهم‬
‫نادر شاه ‪1839 – 1738‬م الذي هاجهم ما اضطرهم إل اللجوء إل البال والشعاب‪.‬‬
‫قام غوبند سنغ وهو العلم العاشر بإنشاء منظمة الباختا أي خالصادال الت سى رجالا‬
‫"أسودا" ونساءها "لبؤات"‪.‬‬
‫هدف شباب السيخ أن يصبحوا مؤهلي لن يكونوا من رجال الالصادال ويطلعوا على‬
‫تعاليمها‪.‬‬
‫إن الالصادال مموعة من الشباب الذين يرتبطون بنظام سلوكي دين قاس‪ ،‬حيث ينصرفون‬
‫إل الصلة والقتال من أجل الق والعدل الذي يعتقدون به متنعي عن الخدرات والسكرات‬
‫والتبغ‪.‬‬
‫صاروا بعد عام ‪1761‬م حكاما للبنجاب وذلك بعد ضعف الغول‪ ،‬حيث احتلوا لهور عام‬
‫‪1799‬م‪ .‬وف عام ‪1819‬م امتدت دولتهم إل بلد الباتان‪ ،‬وقد وصلت إل مر خيب ف‬
‫عهد الهراجا رانيت سنغ ت ‪1839‬م متغلبي على الفغان‪.‬‬
‫عندما وصل النليز حصلت مصادمات بينهم وبي السيخ واضطروهم لن يتراجعوا ويتوقفوا‬
‫عند نر سوتلج واعتبار ذلك حدودا لدولة السيخ من الناحية النوبية الشرقية‪.‬‬
‫انكسروا بعد ذلك وتراجعوا أكثر‪ ،‬وأجبهم البيطانيون على دفع غرامة كبية وتسليم جامو‬
‫وكشمي‪ ،‬كما عينوا ف لهور مقيما بريطانيا يدير بقية ملكة السيخ‪.‬‬
‫صاروا بعد ذلك شديدي الولء(*) للنليز‪ ،‬بل ساعدوهم على احتلل البنجاب‪.‬‬
‫تول السيخ إل أداة ف أيدي النليز يضطهدون بم حركات التمرد ‪1857‬م‪.‬‬
‫حصلوا من النليز على امتيازات كثية‪ ،‬منها منحهم أراض زراعية وإيصال الاء إليها عب‬
‫قنوات ما جعلهم ف رخاء مادي يتازون به عن جيع القيمي ف النطقة‪.‬‬
‫ف الرب العالية الول كانوا يشكلون أكثر من ‪ %20‬من اليش الندي البيطان‪.‬‬
‫انضموا إل حركة غاندي ف طلب الرية(*) وذلك إثر قيام مشكلت بينهم وبي النليز‪.‬‬
‫بعد عام ‪1947‬م صاروا مقسمي بي دولتي‪ :‬الند والباكستان‪ ،‬ث اضطر مليونان ونصف‬
‫الليون منهم أن يغادروا باكستان إل الند إثر صدامات بينهم وبي السلمي‪.‬‬
‫ألغت الكومة الندية المتيازات الت حصل عليها السيخ من النليز ما دفعهم إل الطالبة‬
‫بولية البنجاب وطنا لم‪.‬‬
‫على إثر الصادمات الستمرة بي الندوس والسيخ أمرت أنديرا غاندي رئيسة وزراء الند ف‬
‫شهر يونيو ‪1984‬م باقتحام العبد الذهب ف أمرتيسار حيث اشتبك الطرفان وقتل فيه حوال‬
‫‪ 1500‬شخص من السيخ و ‪ 500‬شخص من اليش الندي‪.‬‬
‫وف يوم ‪ 31‬أكتوبر ‪1984‬م أقدم السيخ على قتل رئيسة الوزراء هذه انتقاما لقتحام العبد‪،‬‬
‫وقد حصلت مصادمات بي الطرفي عقب الغتيال قتل بسببها عدة آلف من السيخ يقدرها‬
‫بعضهم بوال خسة آلف شخص‪.‬‬
‫اشتهر السيخ خلل حكمهم بالعسف والظلم والور والغلظة على السلمي من مثل منعهم‬
‫من أداء الفرائض الدينية والذان وبناء الساجد ف القرى الت يكونون فيها أكثرية وذلك فضلً‬
‫عن الصادمات السلحة بينهما والت يقتل فيها كثي من السلمي البرياء‪.‬‬

‫كتبهم‪:‬‬
‫كتاب آدي غرانت وهو مموعة أناشيد دينية ألفها العلمون المسة الوائل وتبلغ نوا من‬
‫‪ 6000‬نشيد دين‪ ،‬كما ضم إليها العلم الخي غوبند سنغ ‪ 115‬نشيدا نظمها أبوه تيغ‬
‫بادور كما تتوي على أناشيد نظمها شيوخ من الالصادال الباختا وبعض رجال الصوفية‬
‫السلمي من مثل ابن الفارض على وجه الصوص وبعض شعراء بلط غورو‪ ،‬وهذا الكتاب‬
‫هو الكتاب القدس الذي يعتب أساس السلطة الروحية لديهم‪.‬‬
‫أقدم مصدر عن حياة ناناك كتب بعد وفاته بمسي إل ثاني عاما‪ ،‬ومعظم علماء السيخ‬
‫يرفضون عددا من القصص الواردة فيه‪.‬‬
‫هناك كتابات تاريية سيخية ترجع إل القرني الثامن عشر والتاسع عشر‪.‬‬
‫لم كتاب مقدس مكتوب باللغة الكورمكية يسمونه كرانته صاحب‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫ترجع حركتهم ف الصل إل ظهور حركة فيسنافا باخت الت بدأت بالظهور بي الندوس ف‬
‫منطقة التأمل‪ ،‬ووصلت إل الشمال على يد رامانوجا ‪1137 – 1050‬م‪.‬‬
‫وف القرني الرابع عشر والامس عشر‪ ،‬وبعد الحتكاك بالسلمي ‪ ،‬انتشرت هذه الركة ف‬
‫سهل الغانج‪.‬‬
‫لذا يقال بأن ناناك ‪1538 – 1469‬م ل يكن الول ف مذهبه(*) السيخي هذا‪ ،‬وإنا سبقه‬
‫إليه شخص آخر صوف اسه كابي ‪1518 – 1440‬م درس الدين(*) السلمي والندوكي‬
‫وكان حركة اتصال بي الديني إذ أراد أن يؤلف بينهما عن طريق التوجيه والتأمل الصوف‪.‬‬
‫كان كابي هذا يتساهل ف قبول كثي من العقائد الندوكية ويضمها إل السلم شريطة بقاء‬
‫التوحيد أساسا‪ ،‬لكنه ل يفلح إذ انقرض مذهبه بوته ملفا مموعة أشعار باللغة البنجابية تُظهر‬
‫تازج العقيدتي الختلفتي الندوسية والسلمية مرتبطتي برباط صوف يمع بينهما‪.‬‬
‫أصل نظريتهم عن الكون مستمدة من النصوص الندوسية‪.‬‬
‫إنم يرقون موتاهم كالندوس‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫لم بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتم الهمة‪ ،‬وهي مدينة أمرتيسار من أعمال البنجاب وقد‬
‫دخلت عند التقسيم ف أرض الند‪.‬‬
‫هناك أربعة عروش تتمتع بالقداسة عقل تت وهي ف أمرتيسار‪ ،‬وأناندبور‪ ،‬وباتنا‪ ،‬وباندد‪.‬‬
‫لم ف مدينة أمرتيسار أكب معبد يجون إليه ويسمى دربار صاحب أي مركز ديوان السيد‬
‫اللك‪ ،‬وأما سائر العابد فتسمى كرو داوره أي مركز الستاذ‪.‬‬
‫أكثرية السيخ وهم القلية الثالثة بعد السلم والسيحية(*) تقطن البنجاب إذ يعيش فيها‬
‫‪ %85‬منهم‪ ،‬فيما تد الباقي ف ولية هاريانا‪ ،‬وف دلي‪ ،‬وف أناء متفرقة من الند‪ ،‬وقد‬
‫أستقر بعضهم ف ماليزيا وسنغافورة وشرق إفريقيا وإنلترا والوليات التحدة وكندا‪ ،‬ورحل‬
‫بعضهم إل دول الليج العرب بقصد العمل‪.‬‬
‫لم لنة تتمع كل عام منذ سنة ‪1908‬م‪ ،‬تنشئ الدارس وتعمل على إنشاء كراسي ف‬
‫الامعات لتدريس ديانة السيخ ونشر تاريها‪.‬‬
‫انشق قسم من السيخ عن التاه العام متبعي ابن ناناك الكب وسوا أدواسي إذ يتجه هؤلء‬
‫نو التصوف‪ ،‬أما الالصادال فل يؤمنون بانتهاء سللة الغورو غوبند سنغ العاشر ‪ ،‬بل‬
‫يعتقدون بأن هنالك معلما حيا بي الناس ما يزال موجودا‪.‬‬
‫لديهم اعتقاد راسخ بضرورة إياد دولة لم وأن ذلك أحد أركان اليان لديهم إذ ينشدون ف‬
‫ناية كل عبادة نشيدا يقولون فيه‪" :‬سيحكم رجال الالصادال" كما يلمون بأن تكون‬
‫عاصمتهم ف شانديغار‪.‬‬
‫يقدر عدد السيخ حاليّا بوال ‪ 15‬مليون نسمة داخل الند وخارجها‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫إن عقيدة السيخ تعتب إحدى حركات الصلح الدين الت تأثرت بالسلم واندرجت ضمن‬
‫ماولت التوفيق بي العقائد ولكنها ضلت الطريق حيث ل تتعرف على السلم با فيه‬
‫الكفاية من ناحية ولن الديان(*) ينل با الوحي(*) من السماء ول مال لجتهاد البشر‬
‫بالتلفيق والتوليف واختيار عناصر العقيدة من هنا وهناك‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫ملة الدعوة الصرية‪ ،‬العدد ‪ – 95‬ذو الجة ‪1404‬هـ سبتمب ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪.Encyclopaedia Britannica, 1974 -‬‬
‫‪.)J.D. Cunningham: History of the Sikhs, 2 nd ed. (1953 -‬‬
‫‪.)M.A. Macauliffe: The Sikh religion, 6 Vol. (1909 -‬‬
‫‪.)Sher Singh: Philosophy of Sikhism (1944 -‬‬
Khushwant Singh: A History of the Sikhs, 2 Vol, (1963 – -
.)1966
.)W.H. Ncloed: Guru Nanak and the Sikh religion (1968 -
‫الهاريشية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الهاريشية نلة هندوسية دهرية ملحدة‪ ،‬انتقلت إل أمريكا وأوروبا متخذة ثوبا عصريّا من‬
‫الفكار الت ل تف حقيقتها الصلية‪ ،‬وهي تدعو إل طقوس كهنوتية من التأمل التصاعدي‬
‫(التجاوزي) بغية تصيل السعادة الروحية‪ ،‬وهناك دلئل تشي إل صلتها بالاسونية والصهيونية‬
‫الت تسعى إل تطيم القيم والثل الدينية وإشاعة الفوضى الفكرية والعقائدية والخلقية بي‬
‫الناس‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات ‪:‬‬


‫مؤسسها فقي هندوسي لع نمه ف الستينات واسه مهاريشي – ماهيش – يوجي انتقل من‬
‫الند ليعيش ف أمريكا ناشرا أفكاره بي الشباب الضائع الذي يبحث عن التعة الروحية بعد‬
‫أن أنكته الياة الادية الصاخبة‪.‬‬
‫بقي ف أمريكا مدة ‪ 13‬سنة حيث التحق بركب نلته الكثيون‪ ،‬ومن ث رحل لينشر فكرته‬
‫ف أوروبا وف متلف بلدان العال‪.‬‬
‫ف عام ‪1981‬م انتسب إل هذه الفرقة ابن روكفلر عمدة نيويورك السابق وخصص لا جزءً‬
‫من أمواله يدفعها سنويّا لذه الركة‪ ،‬ومعروف انتماء هذه السرة اليهودية إل الركة‬
‫الصهيونية والؤسسات الاسونية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫ل يؤمن أفراد هذه النحلة بال سبحانه وتعال‪ ،‬ول يعرفون إل الهاريشي إلا(*) وسيدا‬
‫للعال‪.‬‬
‫ل يؤمنون بدين(*) من الديان السماوية‪ ،‬ويكفرون بميع العقائد والذاهب(*)‪ ،‬ول يعرفون‬
‫التزاما بعقيدة إل بالهاريشية الت تنحهم الطاقة الروحية – على حد زعمهم – وهم يرددون‪:‬‬
‫ل رب ‪ ..‬ل دين‪.‬‬
‫ل يؤمنون بشيء اسه الخرة أو النة أو النار أو الساب‪ ..‬ول يهمهم أن يعرفوا مصيهم‬
‫بعد الوت لنم يقفون عند حدود متع الياة الدنيا ل غي‪.‬‬
‫حقيقتهم اللاد(*)‪ ،‬لكنهم يظهرون للناس أهدافا براقة لتكون ستارا يفون با تلك القيقة‪.‬‬
‫فمن ذلك أنم يدعون إل التحالف من أجل العرفة أو علم الذكاء اللق ويفسرون ذلك‬
‫على النحو التال‪:‬‬
‫علم‪ :‬من حيث دعوتم إل البحث النهجي التجريب‪.‬‬
‫الذكاء‪ :‬من حيث الصفة الساسية للوجود متمثلً ف هدف ونظام للتغيي‪.‬‬
‫اللق‪ :‬من حيث الوسائل القوية القادرة على إحداث التغييات ف كل زمان ومكان‪.‬‬
‫وهم يصلون إل ذلك عن طريق (التأمل التجاوزي) الذي يأخذ بأيديهم – كما يعتقدون‪-‬‬
‫إل إدراك غي مدود‪.‬‬
‫(التأملت التجاوزية) تتحقق عن طريق السترخاء‪ ،‬وإطلق عنان الفكر والضمي والوجدان‬
‫حت يشعر النسان منهم براحة عميقة تنساب داخله‪ ،‬ويستمر ف حالته الصامتة تلك حت يد‬
‫حلّ للعقبات والشكلت الت تعترض طريقه‪ ،‬وليحقق بذلك السعادة النشودة‪.‬‬
‫يضع النتسب للتدريب على هذه التأملت التصاعدية خلل أربع جلسات موزعا على أربعة‬
‫أيام‪ ،‬وكل جلسة مدتا نصف ساعة‪.‬‬
‫ينطلق الشخص بعد ذلك ليمارس تأملته بفرده على أن ل تقل كل جلسة عن عشرين دقيقة‬
‫صباحا ومثلها مساءً كل يوم وبانتظام‪.‬‬
‫من المكن أن يقوموا بذلك بشكل جاعي‪ ،‬ومن المكن أن يقوم به عمال ف مصنع رغبةً ف‬
‫تاوز إرهاقات العمل وزيادة النتاج‪.‬‬
‫ييطون تأملتم بو من الطقوس الكهنوتية ما يعلها جذابة للشباب الغرب الغارق ف الادة‬
‫والذي يبحث عما يلب له أشواقه الروحية‪.‬‬
‫ينطلقون ف الشوارع يقرعون الطبول‪ ،‬وينشدون‪ ،‬دون إحساس بشيء اسه الجل أو العيب‬
‫أو القيم‪ ،‬ويرسلون شعورهم ولاهم‪ ،‬ولعل بعضهم يكون حليق الرأس على نو شاذ‪،‬‬
‫وهيئتهم رثة‪ ،‬كل ذلك جذبا للنظار‪ ،‬وتعبيا عن تللهم من كل القيود‪.‬‬
‫استعاض الهاريشية عن النبوة(*) والوحي(*) بتأملتم الذاتية‪ ،‬واستعاضوا عن ال بالراحة‬
‫النفسية الت يدونا‪ ،‬وبذلك أسقطوا عن اعتبارهم مدلولت النبوة والوحي واللوهية‪.‬‬
‫يطلقون العنان لشبابم وشاباتم لمارسة كل أنواع اليول النسية الشاذة والنحرفة‪ ،‬إذ إن‬
‫ذلك‪ -‬كما يعتقدون – يقق لم أعلى مستوى من السعادة‪ .‬وقد وجد بينهم ما يسمى‬
‫بالبانكرز وما يسمى بالنس الثالث‪.‬‬
‫يدعون شبابم إل عدم العمل‪ ،‬وإل ترك الدراسة‪ ،‬وإل التخلي عن الرتباط بأرض أو وطن‪،‬‬
‫فل يوجد لديهم إل عقيدة الهاريشي‪ ،‬فهي العمل وهي الدراسة وهي الرض وهي الوطن‪.‬‬
‫عدم إلزام النفس بأي قيد يول بينها وبي مارسة نوازعها اليوانية الطبيعية‪.‬‬
‫يثون شبابم على استخدام الخدرات كالاريوانا والفيون حت تنطلق نفوسهم من عقالا‬
‫سابة ف بر من السعادة الوهومة‪.‬‬
‫يلزمون أتباعهم بالطاعة العمياء للمهاريشي وعدم الضوع إلّ له إذ إنه هو الوحيد الذي‬
‫يكنه أن يفعل أي شيء‪.‬‬
‫يلخصون أهدافهم ومالت عملهم بسبع نقاط براقة تضفي على حركتهم جوّا من الروح‬
‫العلمية النسانية العالية وهي أهداف ل يكاد يكون لا وجود ف أرض الواقع وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تطوير كل إمكانات الفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬تسي النازات الكومية‪.‬‬
‫‪ -3‬تقيق أعلى مستوى تعليمي‪.‬‬
‫‪ -4‬التخلص من كل الشكلت القدية للجرية والشر‪ ،‬ومن كل سلوك يؤدي إل تعاسة‬
‫النسانية‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة الستغلل الذكي للبيئة‪.‬‬
‫‪ -6‬تقيق الطموحات القتصادية للفرد والجتمع‪.‬‬
‫‪ -7‬إحراز هدف روحي للنسانية‪.‬‬
‫أما وسائلهم العتمدة لتحقيق هذه الفكار فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬افتتاح الامعات ف الرياف والدن‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر دراسات عن علم الذكاء اللق والدعوة إل تطبيقها على الستوى الفردي‬
‫والكومي والتعليمي والجتماعي وف متلف البيئات‪.‬‬
‫‪ -3‬إياد تلفزيون ملون عالي لبث التعاليم من عدة مراكز ف العال‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫إنا ديانة(*) هندوسية مصبوغة بصبغة عصرية جديدة من الرية(*) والنطلق‪.‬‬

‫إنا مزيج من اليوغا(*) ومن الرياضات العروفة عند الندوس‪.‬‬


‫خالطت معتقداتا طقوس صوفية بوذية هندية‪.‬‬
‫تأثر مذهبهم بنظرية أفلوطي السكندري ف الفلسفة الشراقية‪.‬‬
‫إن استشراف الق عن طريق التأمل الذات نظرية قدية ف الفلسفة(*) اليونانية وقد بعثت هذه‬
‫النظرية من جديد على يد ماكس ميلر‪ ،‬وهربرت سبنسر‪ ،‬وبرجسون‪ ،‬وديكارت‪ ،‬وجيفونس‪،‬‬
‫وأوجست‪ ،‬وغيهم‪.‬‬
‫كان لفلسفة فرويد ونظريته ف التحليل النفسي ولرائه ف الكبت وطرق التخلص منه النصيب‬
‫الوافر ف معتقدات هذه النحلة الت راحت تبحث عن سعادتا عن طريق الرواء النسي بشت‬
‫صوره‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬
‫مؤسسها هندوسي ل يد له مكانا ف الند لضايقة الندوس له لوفهم من استقطابه التباع‬
‫بسبب إتباعه سياسة النفتاح النسي‪.‬‬
‫انتقل إل أمريكا وأنشأ جامعة ف كاليفورنيا‪ ،‬ومن ث انتقل إل أوروبا وصار له أتباع فيها‪،‬‬
‫ورحل بركته إل أفريقيا ليقيم لا أرضية ف ساليسبورغ‪ ،‬ووصلت دعوته إل الليج العرب‬
‫ومصر حيث يزرع التباع هنا وهناك ويتحرك فوق ثروة مالية هائلة‪.‬‬
‫وتلك الهاريشية إمكانيات مادية رهيبة تدعو إل التساؤل والستغراب‪ ،‬وتشي إل اليدي‬
‫الصهيونية والاسونية الت تقف وراءها مستفيدة من تدميها لخلق(*) وقيم المم‪.‬‬
‫ف عام ‪1971‬م أنشأ زعيمهم جامعة كبية ف كاليفورنيا ساها (جامعة الهاريش العالية)‬
‫ويقول بأنه فعل ذلك بعد أن أحس بتقبل مذهبه ف أكثر من ‪ 600‬كلية وجامعة ف أناء‬
‫العال‪.‬‬
‫وف عام ‪1974‬م أُعلن عن قيام الكومة العالية لعصر النبثاق برئاسة مهاريشي – ماهيشي‬
‫– يوجي ومقرها سويسرا كما أن لذه الدولة دستورا ووزراءً وأتباعا وثروة طائلة‬
‫واستثمارات ف متلف أناء العال‪.‬‬
‫ف كانون الول ‪1978‬م ادعوا بأن حكومتهم الهاريشية قد أرسلت إل إسرائيل بعثة من‬
‫‪ 400‬مافظ ليقيموا دورة هناك لثلثائة رجل حت تعل الشعب أكثر اجتماعية وأقل حدةً‬
‫وتوترا‪.‬‬
‫يعتب عام ‪1978‬م عام السلم لديهم حيث إنم قد أعلنوا أنه لن تقهر أمة ف العال بعد ذلك‪.‬‬
‫وقد دعوا ف ذلك العام إل عقد مؤتر ف ساليسبورغ لتكوين نظام عدم القهر لية أمة‪ ،‬كما‬
‫أسس فيه الجلس النياب لعصر النبثاق‪.‬‬
‫كتبهم ومطبوعاتم تكتب باء الذهب‪ ،‬وهم يتلكون أكب الصانع والعقارات ف أوروبا‪ ،‬وقد‬
‫اشتروا قصر برج مونتمور ف بريطانيا لتأسيس عاصمتهم الديدة هناك‪.‬‬
‫يرصون دائما على اعتبار مؤسستهم مؤسسة خيية معفاة من الضرائب على الرغم من غناهم‬
‫الفاحش‪.‬‬
‫يدم مع الهاريشي سبعة آلف خبي‪ ،‬ويشتري هذا الهاريشي‪ ،‬الفقي أصلً‪ ،‬عشرات القصور‬
‫الفارهة فمن أين له ذلك؟‬
‫إن اليهودية قد وجدت فيها خي وسيلة لنشر النلل والفوضى بي البشر فتبنتها ووقفت‬
‫وراءها مسخرة لا الموال والصحافة وعقدت لا الناقشات لطرح نظريتها والدعوة إليها‪.‬‬
‫وصل بعضهم إل دب وعقدوا اجتماعا ف فندق حياة رينسي يدعون فيها علنية لذهبهم‬
‫وقد ألقي القبض على هؤلء الشخاص الربعة الذين قدموا إليها بتأشية سياحية ث أُبعدوا‬
‫عن البلد‪.‬‬
‫وصل بعضهم إل الكويت وتقدموا بطلب للحصول على ترخيص لم باعتبارهم مؤسسة‬
‫خيية غي تارية‪ ،‬وقد نشروا ف الصحافة الكويتية أكثر من مقال وبث لم التلفزيون الكويت‬
‫بعض القابلت قبل أن تتضح أهدافهم القيقية‪.‬‬
‫نظموا دورة لوظفي وزارة الواصلت ف الكويت ف فندق هيلتون وقد دعوا الوظفي أثناء‬
‫الدورة إل مراجعة مواريثهم العقائدية والفكرية‪.‬‬
‫طُرد الهاريشي من ألانيا بعد أن ظهر أثره السيئ على الشباب‪.‬‬
‫نشرت رابطة العال السلمي ف مكة بيانا أوضحت فيه خطر هذا الذهب على السلم‬
‫والسلمي مؤكدة ارتباطه بالدوائر الاسونية والصهيونية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الهاريشية دين(*) هندوسي وضعي دهري ملحد‪ ،‬ل يعترف بالخرة‪ ،‬ويدعو إل إلغاء‬
‫كافة العقائد والديان السابقة‪ ،‬ويطالب التخلي عن كل القيود والتعاليم اللقية‪ ،‬ويسعى‬
‫لستقطاب الشباب وإغراقه ف متاهات التأمل التجاوزي والنلل النسي والسقوط فريسة‬
‫سهل للمخدرات‪.‬‬
‫والقيقة أن الهاريشية ما هي إل ضللة جديدة انتهزت فرصة إخفاق النصرانية ف احتواء‬
‫الشباب‪ ،‬وظهور صرعات اليبيز والنافس وأبناء الزهور‪ ،‬فتقدمت لتمل الفراغ‪ ،‬تت وهم‬
‫جلب الراحة النفسية ومطاردة موجات القلق والضطراب‪ ،‬عن طريق الرياضات الروحية‪،‬‬
‫بعيدا عن طريق الوحي(*) والنبوات(*)‪.‬‬
‫ول يستبعد أن تكون ذراعا جديدا للماسونية‪ ،‬ويرى الكثيون ف ماهيش يوغي مؤسس‬
‫الهاريشية أنه راسبوتي العصر‪ ،‬لطابع الدجل والستغلل والنراف الذي يتحلى به‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫ملة الجتمع الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 286‬ف ‪ 10‬صفر ‪1396‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملة الجتمع الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 296‬ف ‪ 20‬ربيع الخر ‪1396‬هـ‪ 20 /‬إبريل ‪1976‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملة الجتمع الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 299‬ف مايو ‪1976‬م‪ /‬جادى الول ‪1396‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملة نيوزويك‪ ،‬العدد الصادر ف ‪ 8‬مارس ‪1976‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملة الصلح الجتماعي‪ ،‬المارات – شعبان ‪1404‬هـ‪ /‬مايو ‪1984‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملة الندي السلم‪ ،‬الملكة العربية السعودية – العدد ‪ 35‬ربيع الول ‪1405‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الفلسفية والدارس الدبية‬
‫‪-1‬وحدة الوجود‬
‫‪ -2‬اللذة‬
‫‪-3‬الفلطونية الديثة‬
‫‪-4‬العقلنية‬
‫‪-5‬النعة النسانية‬
‫‪-6‬اللاد‬
‫‪-7‬النفعة‬
‫‪-8‬الوضعية‬
‫‪-9‬الثالية‬
‫‪-10‬الوجودية‬
‫‪-11‬الفرويدية‬
‫‪-12‬الذرائعية "البجاتية"‬
‫‪-13‬الروحية الديثة‬
‫وحدة الوجود‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫وحدة الوجود مذهب(*) فلسفي ل دين يقول بأن ال والطبيعة(*) حقيقة واحدة‪ ،‬وأن ال‬
‫هو الوجود الق‪ ،‬ويعتبونه – تعال ال عما يقولون علوا كبيا – صورة هذا العال الخلوق‪،‬‬
‫أما مموع الظاهر الادية فهي تعلن عن وجود ال دون أن يكون لا وجود قائم بذاته‪.‬‬

‫ونن نوضح هذا الذهب لن آثاره وبعض أفكاره ل زالت مبثوثة ف فكر أكثر أهل الطرق‬
‫الصوفية النتشرة ف العال العرب والسلمي‪ ،‬وف أناشيدهم وأذكارهم وأفكارهم‪.‬‬

‫والذهب كما سنرى موجود ف الفكر النصران واليهودي أيضا‪ ،‬وقد تأثر النادون بذا الفكر‬
‫من أمثال‪ :‬ابن عرب‪ ،‬وابن الفارض وابن سبعي والتلمسان بالفلسفة الفلطونية الحدثة‪،‬‬
‫وبالعناصر الت أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ونصرانية وفارسية الصل ومنها الذهب‬
‫الانوي والذهب الرزرادشت وفلسفة(*) فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيي(*)‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات وأهم آرائها‪:‬‬


‫إن فكرة وحدة الوجود قدية جدا‪ ،‬فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيي القدماء‪،‬‬
‫وهي كذلك ف الندوسية الندية‪ .‬وانتقلت الفكرة إل بعض الغلة من متصوفة السلمي من‬
‫أبرزهم‪ :‬مي الدين ابن عرب وابن الفارض وابن سبعي والتلمسان‪ .‬ث انتشرت ف الغرب‬
‫الوروب على يد برونو النصران وسبينوزا اليهودي‪.‬‬

‫ومن أبرز الشخصيات وأفكارهم‪:‬‬


‫ابن عرب ‪560‬هـ – ‪638‬هـ‪:‬‬
‫هو مي الدين ممد بن علي بن ممد بن عبد ال العرب‪ ،‬الاتي‪ ،‬الطائي‪ ،‬الندلسي وينتهي‬
‫نسبه إل حات الطائي‪ ،‬أحد مشاهي الصوفية‪ ،‬وعرف بالشيخ الكب ولد ف مرسية سنة‬
‫‪560‬هـ وانتقل إل أشبيلية‪ ،‬حيث بدأ دراسته التقليدية با ث عمل ف شبابه كاتبا لعدد من‬
‫حكام الوليات‪.‬‬
‫ف سن مبكرة وبعد مرض أل به كان التحول الكبي ف حياته‪ ،‬حيث انقلب بعد ذلك زاهدا‬
‫سائحا منقطعا للعبادة واللوة‪ ،‬ث قضى بعد ذلك حوال عشر سني ف مدن الندلس الختلفة‬
‫وشال إفريقية بصحبة عدد من شيوخ الصوفية‪.‬‬
‫ف الثلثي من عمره انتقل إل تونس ث ذهب إل فاس حيث كتب كتابه السمى‪ :‬السراء إل‬
‫مقام السرى ث عاد إل تونس‪ ،‬ث سافر شرقا إل القاهرة والقدس واته جنوبا إل مكة‬
‫حاجا‪ ،‬ولزم البيت الرام لعدد من السني‪ ،‬وألف ف تلك الفترة كتابه تاج الرسائل‪ ،‬وروح‬
‫القدس ث بدأ سنة ‪ 598‬هـ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات الكية‪.‬‬
‫ف السني التالية ند أن ابن عرب ينتقل بي بلد الناضول وسورية والقدس والقاهرة ومكة‪،‬‬
‫ث ترك بلد الناضول ليستقر ف دمشق‪ .‬وقد وجد ملذا لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من‬
‫السرة اليوبية الاكمة بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح‪ ،‬بل التكفي(*)‬
‫والزندقة(*)‪ .‬وف تلك الفترة ألف كتابه فصوص الِكَم وأكمل كتابه الفتوحات الكية وتوف‬
‫ابن عرب ف دار القاضي ابن الزكي سنة ‪638‬هـ ودفن بقبة العائلة على سفح جبل‬
‫قسيون‪.‬‬

‫· مذهبه ف وحدة الوجود‪:‬‬


‫يتلخص مذهب ابن عرب ف وحدة الوجود ف إنكاره لعال الظاهر ول يعترف بالوجود‬
‫القيقي إل ل‪ ،‬فاللق هم ظل للوجود الق فل موجود إل ال فهو الوجود الق‪.‬‬
‫فابن عرب يقرر أنه ليس ثة فرق بي ما هو خالق وما هو ملوق ومن أقواله الت تدل على‬
‫ذلك‪:‬‬
‫"سبحان من أظهر الشياء وهو عينها"‪.‬‬
‫ويقول مبينا وحدة الوجود وأن ال يوي ف ذاته كل الخلوقات‪:‬‬
‫يا خالق الشياء ف نفسه *** أنت لا تلق جامع‬
‫تلق ما ل ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيق الواسع‬
‫ويقول أيضا ‪:‬‬
‫فالق خلق بذا الوجه فاعتبوا *** وليس خلقا بذاك الوجه فاذكروا‬
‫جّع وفرّق فإن العي واحدة *** وهي الكثية ل تبقي ول تذرْ‬
‫وبناءً على هذا التصور فليس ثة خلق ول موجود من عدم بل مرد فيض(*) وتليّ ومادام‬
‫المر كذلك‪ ،‬فل مال للحديث عن علة أو غاية‪ ،‬وإنا يسي العال وفق ضرورة مطلقة ويضع‬
‫لتمية(*) وجبية(*) صارمة‪.‬‬
‫وهذا العال ل يتكلم فيه عن خي وشر ول عن قضاء(*) وقدر(*) ول عن حرية(*) أو إرادة‬
‫ومن ث ل حساب ول مسؤولية وثواب ول عقاب‪ ،‬بل الميع ف نعيم مقيم والفرق بي النة‬
‫والنار إنا هو ف الرتبة فقط ل ف النوع‪.‬‬
‫وقد ذهب ابن عرب إل تريف آيات القرآن لتوافق مذهبه(*) ومعتقده‪ ،‬فالعذاب عنده من‬
‫العذوبة‪ ،‬والريح الت دمرت عاد هي من الراحة لنا أراحتهم من أجسامهم الظلمة‪ ،‬وف هذه‬
‫الريح عذاب وهو من العذوبة‪:‬‬
‫وما يؤكد على قوله بالب(*) الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد‪:‬‬
‫الكم حكم الب والضطرار *** ما ث حكم يقتضي الختيار‬
‫إل الذي يعزى إلينا ففي *** ظاهره بأنه عن خيار‬
‫لو فكر الناظر فيه رأى *** بأنه الختار عن اضطرار‬
‫وإذا كان قد ترتب على قول ابن عرب بوحدة الوجود قوله بالب ونفى الساب والثواب‬
‫والعقاب‪ .‬فإنه ترتب على مذهبه أيضا قوله بوحدة الديان(*)‪ .‬فقد أكد ابن عرب على أن من‬
‫يعبد ال ومن يعبد الحجار والصنام كلهم سواء لنم ف القيقة ما عبدوا إل ال إذ ليس ثة‬
‫فرق بي خالق وملوق‪.‬‬
‫يقول ف ذلك‪:‬‬
‫لقد صار قلب قابلً كل صورة *** فمرعى لغزلن ودير لرهبان‬
‫وبيت لوثان وكعبة طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن‬
‫فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عرب يعل الالق والخلوق وحدة واحدة سواء‬
‫بسواء‪ ،‬وقد ترتب على هذا الذهب نتائج باطلة قال با ابن عرب وأكدها وهي قوله بالب‬
‫ونفيه الثواب والعقاب وكذا قوله بوحدة الديان‪.‬‬
‫وقد تابع ابن عرب ف القول بوحدة الوجود تلميذ له أعجبوا بآرائه وعرضوا لذلك‬
‫الذهب(*) ف أشعارهم وكتبهم من هؤلء‪ :‬ابن الفارض وابن سبعي والتلمسان‪.‬‬
‫أما ابن الفارض فيؤكد مذهبه ف وحدة الوجود ف قصيدته الشهورة بالتائية‪:‬‬
‫لا صلت بالقام أقيمها *** وأشهد أنا ل صلّت‬
‫كلنا مصل عابد ساجد إل *** حقيقة المع ف كل سجدة‬
‫وما كان ل صلى سواي فلم تكن *** صلت لغيي ف أداء كل ركعة‬
‫ومازالت إياها وإياي ل تزل *** ول فرق بل ذات لذات أحبت‬
‫فهو هنا يصرح بأنه يصلي لنفسه لن نفسه هي ال‪ .‬ويبي أنه ينشد ذلك الشعر ل ف حال‬
‫سُكْر(*) الصوفية بل هو ف حالة الصحو(*) فيقول‪:‬‬
‫ففي الصحو بعد الحو ل أك غيها *** وذات ذات إذا تلت تلت‬
‫والصوفية معجبون بذه القصيدة التائية ويسمون صاحبها ابن الفارض بسلطان العاشقي‪ ،‬على‬
‫الرغم ما يوجد ف تلك القصيدة من كفر صريح والعياذ بال‪.‬‬
‫وأما ابن سبعي فمن أقواله الدالة على متابعة ابن عرب ف مذهب وحدة الوجود‪ :‬قوله ‪ :‬رب‬
‫مالك‪ ،‬وعبد هالك‪ ،‬وأنتم ذلك ال فقط‪ ،‬والكثرة وهم‪.‬‬
‫وهنا يؤكد ابن سبعي أن هذه الوجودات ليس له وجود حقيقي فوجودها وهم وليس ثة‬
‫فرق بي اللق وبي الق‪ ،‬فالوجودات هي ال!!‬
‫أما التلمسان وهو كما يقول المام ابن تيمية من أعظم هؤلء كفرا‪ ،‬وهو أحذقهم ف‬
‫الكفر(*) والزندقة(*)‪ .‬فهو ل يفرق بي الكائنات وخالقها‪ ،‬إنا الكائنات أجزاء منه‪ ،‬وأبعاض‬
‫له بنلة أمواج البحر ف البحر‪ ،‬وأجزاء البيت من البيت‪ ،‬ومن ذلك قوله‪:‬‬
‫البحر ل شك عندي ف توحده *** وإن تعدد بالمواج والزبد‬
‫فل يغرنك ما شاهدت من صور *** فالواحد الرب ساري العي ف العدد‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫فما البحر إل الوج ل شيء غيه *** وإن فرقته كثرة التعدد‬
‫ومن شعره أيضا‪:‬‬
‫أحن إليه وهو قلب وهل يرى *** سواي أخو وجد ين لقلبه؟‬
‫ويجب طرف عنه إذ هو ناظري *** وما بعده إل لفراط قربه‬
‫فالوجود عند التلمسان واحد‪ ،‬وليس هناك فرق بي الالق والخلوق‪ ،‬بل كل الخلوقات إنا‬
‫هي ال ذاته‪.‬‬
‫وقد وجد لذا الذهب(*) اللادي(*) صدى ف بلد الغرب بعد أن انتقل إليها على يد‬
‫برونو اليطال و َروّج له اسبينوزا اليهودي‪.‬‬
‫جيور وانو برونو ‪1611-1548‬م وهو مفكر إيطال‪ ،‬درس الفلسفة واللهوت ف أحد‬
‫الديرة الدينية‪ ،‬إل أنه خرج على تعاليم الكنيسة(*) فرمي بالزندقة‪ ،‬وفرّ من إيطاليا‪ ،‬وتنقل‬
‫طريدا ف البلدان الوروبية وبعد عودته إل إيطاليا وشي به إل ماكم التفتيش فحكم عليه‬
‫بالوت حرقا‪.‬‬
‫باروخ سبينوزا ‪1677 – 1632‬م وهو فيلسوف هولندي يهودي‪ ،‬هاجر أبواه من البتغال‬
‫ف فترة الضطهاد الدين لليهود من قبل النصارى‪ ،‬ودرس الديانة اليهودية والفلسفة كما هي‬
‫عند ابن ميمون الفيلسوف اليهودي الذي عاش ف الندلس وعند ابن جبيل وهو أيضا‬
‫فيلسوف يهودي عاش ف الندلس كذلك‪.‬‬
‫ومن أقوال سبينوزا الت تؤكد على مذهبه ف وحدة الوجود‪:‬‬
‫ما ف الوجود إل ال‪ ،‬فال هو الوجود الق‪ ،‬ول وجود معه ياثله لنه ل يصح أن يكون ث‬
‫وجودان متلفان متماثلن‪.‬‬
‫إن قواني الطبيعة(*) وأوامر ال الالدة شيء واحد بعينه‪ ،‬وإن كل الشياء تنشأ من طبيعة ال‬
‫الالدة‪.‬‬
‫ال هو القانون الذي تسي وفقه ظواهر الوجود جيعا بغي استثناء أو شذوذ‪.‬‬
‫إن للطبيعة عالا واحدا هو الطبيعة وال ف آن واحد وليس ف هذا العال مكان لا فوق‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫ليس هناك فرق بي العقل(*) كما يثله ال وبي الادة كما تثلها الطبيعة(*) فهما شيء واحد‪.‬‬
‫يقول المام ابن تيمية بعد أن ذكر كثيا من أقوال أصحاب مذهب(*) وحدة الوجود‬
‫"يقولون‪ :‬إن الوجود واحد‪ ،‬كما يقول ابن عرب – صاحب الفتوحات – وابن سبعي وابن‬
‫الفارض والتلمسان وأمثالم – عليهم من ال ما يستحقونه – فإنم ل يعلون للخالق سبحانه‬
‫وجودا مباينا لوجود الخلوق‪ .‬وهو جامع كل شر ف العال‪ ،‬ومبدأ ضللم من حيث ل يثبتوا‬
‫للخالق وجودا مباينا لوجود الخلوق وهم يأخذون من كلم الفلسفة شيئا‪ ،‬ومن القول‬
‫الفاسد من كلم التصوفة والتكلمي شيئا ومن كلم القرامطة والباطنية(*) شيئا فيطوفون‬
‫على أبواب الذاهب ويفوزون بأخسّ الطالب‪ ،‬ويثنون على ما يذكر من كلم التصوف‬
‫الخلوط بالفلسفة" (جامع الرسائل ‪ – 1‬ص ‪.)167‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫لقد قال بفكرة وحدة الوجود فلسفة قدماء‪ :‬مثل الفيلسوف اليونان هياقليطس فال –‬
‫سبحانه وتعال – عنده نار وليل وصيف وشتاء‪ ،‬ووفرة وقلة‪ ،‬جامد وسائل‪ ،‬فهو كالنار‬
‫العطرة تسمى باسم العطر الذي يفوح منها‪.‬‬
‫وقالت بذلك الندوسية الندية‪ :‬إن الكون كله ليس إل ظهورا للوجود القيقي والروح‬
‫النسانية جزء من الروح العليا وهي كاللة(*) سرمدية غي ملوقة‪.‬‬
‫وف القرن السابع الجري قال ابن عرب بفكرة وحدة الوجود وقد سبق ذكر أقواله‪.‬‬
‫وف القرن السابع عشر اليلدي ظهرت مقولة وحدة الوجود لدى الفيلسوف اليهودي‬
‫سبينوزا‪ ،‬الذي سبق ذكره‪ ،‬ويرجح أنه اطلع على آراء ابن عرب الندلسي ف وحدة الوجود‬
‫عن طريق الفيلسوف اليهودي الندلسي ابن ميمون‪.‬‬
‫وقد أعجب سبينوزا بأفكار برونو اليطال الذي مات حرقا على يد ماكم التفتيش‪ ،‬وخاصة‬
‫تلك الفكار الت تتعلق بوحدة الوجود‪ .‬ولقد قال أقوالً اختلف فيها الفكرون‪ ،‬فمنهم من‬
‫عدّوه من أصحاب وحدة الوجود‪ ،‬والبعض نفى عنه هذه الصفة‪.‬‬
‫وف القرن التاسع عشر اليلدي ند أن مقول وحدة الوجود قد عادت تتردد على ألسنة بعض‬
‫الشعراء الغربيي مثل بيس شلي ‪1822 – 1792‬م فال سبحانه وتعال ف رأيه – تعال‬
‫عما يقول‪" :‬هو هذه البسمة الميلة على شفت طفل جيل باسم‪ ،‬وهو هذه النسائم العليلة‬
‫الت تنعشنا ساعة الصيل‪ ،‬وهو هذه الشراقة التألقة بالنجم الادي‪ ،‬ف ظلمات الليل‪ ،‬وهو‬
‫هذه الورود اليانعة تتفتح وكأنه ابتسامات شفاه جيلة إنه المال أينما وجد‪."..‬‬
‫وهكذا فإن لذهب وحدة الوجود أنصار ف أمكنة وأزمنة متلفة‪.‬‬

‫موقف السلم من الذهب‪:‬‬


‫السلم يؤمن بأن ال جل شأنه خالق الوجود منّه عن التاد(*) بخلوقاته أو اللول(*)‬
‫فيها‪ .‬والكون شيء غي خالقه‪ ،‬ومن ث فإن هذا الذهب(*) يالف السلم ف إنكار وجود‬
‫ال‪ ،‬والروج على حدوده‪ ،‬ويالفه ف تأليه الخلوقات وجعل الالق والخلوق شيئا واحدا‪،‬‬
‫ويالفه ف إلغاء السؤولية الفردية‪ ،‬والتكاليف الشرعية‪ ،‬والنسياق وراء الشهوات البهيمية‪،‬‬
‫ويالفه ف إنكار الزاء السؤولية والبعث والساب‪.‬‬
‫ويرى بعض الدعاة أن وحدة الوجود عنوان آخر لللاد(*) ف وجود ال وتعبي ملتوٍ للقول‬
‫بوجود الادة فقط وأن هذا الذهب تكئة لكل إباحي يلتمس السبيل إل نيل شهواته تت‬
‫شعار من العقائد أو ملحد يريد أن يهدم السلم بتصيد الشهوات أو معطل ياول التخلص‬
‫من تكاليف الكتاب والسنة‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن هذا الذهب(*) الفلسفي هو مذهب ل دين‪ ،‬جوهره نفي الذات اللية‪ ،‬حيث يوحّد ف‬
‫الطبيعة بي ال تعال وبي الطبيعة(*)‪ ،‬على نو ما ذهب إليه الندوس أخذا من فكرة يونانية‬
‫قدية‪ ،‬وانتقل إل بعض غلة التصوفة كابن عرب وغيه‪ ،‬وكل هذا مالف لعقيدة التوحيد ف‬
‫السلم‪ ،‬فال سبحانه وتعال منه عن التاد بخلوقاته أو اللول فيها‪.‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬مترجة من النليزية بإشراف زكي نيب ممود دار القلم‬
‫بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العلوم الجتماعية‪ ،‬د‪ .‬أحد زكي بدوي‪ ،‬مكتبة لبنان – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الفلسفة الديثة‪ ،‬أحد أمي‪ ،‬وآخر‪ ،‬لنة التأليف والنشر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬جامع الرسائل الجموعة الول‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬تقيق ممد رشاد سال‪ ،‬مطبعة الدن –‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬النقذ من الضلل‪ ،‬دراسة د‪ .‬عبد الليم ممود‪ ،‬دار الكتاب اللبنان بيوت ط‪1979 .‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فصوص الكم‪ ،‬ابن عرب‪.‬‬
‫‪ -‬الفتوحات الكية‪ ،‬ابن عرب‪.‬‬
.‫ برهان الدين البقاعي‬،‫ تنبيه الغب إل تكفي ابن عرب ومعه نقد تائية ابن الفارض‬-
.‫ إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ابن قيم الوزية‬-
History of Philosophy by F.C. Copestone Burns – -
.London 1947
History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London -
.1956
.Ethics by B. de Spinosa. Tr. Boyle. London 1955 -
Political Works by B. de Spinosa with tr. A. Wornham. -
.O.V.P. Oxford ad New York 1958
Vindication of metaphysics: A study in the Philosophy of -
.Spinoza by r.L. Saw Macmillan London 1951
‫اللــذة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫اللذة‪ :‬مذهب(*) غي أخلقي فلسفي‪ ،‬يرى أن اللذة هي الشيء اليّر الوحيد ف الوجود‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫اللذة مذهب قدي جديد ف نفس الوقت‪ ،‬فهو قد تأسس بالفعل ف العهد اليونان القدي‪،‬‬
‫وظهر بثوبه الديد ف مذهب النفعة الذي نادى به فلسفة أوروبا ف الوقت الاضر‪.‬‬

‫ومن أبرز شخصياته القدية والديدة‪:‬‬


‫الفيلسوف أبيقور اليونان ‪ 270 – 343‬ق‪.‬م‪ ،‬ولد ف أثينا ف اليونان‪ ،‬وقد اختلف الكتّاب‬
‫ف أفكاره وحياته الاصة‪ ،‬فبعض الكتّاب التأخرين يصف حياته بالياة النعمة اللأخلقية‪ ،‬إل‬
‫أن البعض الخر يقول بأن كل خطاباته تدل على أنه كان متواضعا ف طعامه‪ ،‬وأن مفهوم‬
‫اللذة عنده ل يقصد به الباحية الخلقية أو ما شابه ذلك من مفاهيم‪.‬‬
‫جيمي بنتام ‪1823 – 1748‬م وهو أول فيلسوف إنكليزي أبرز مذهب اللذة ف القرن‬
‫التاسع اليلدي‪ ،‬وذلك ف كتابه مقدمة لصول الخلق والتشريع‪.‬‬
‫جون ستيوارت ميل ‪1873 – 1806‬م – وهو الفيلسوف النكليزي الذي نادى باللذة‬
‫والنفعة أيضا‪.‬‬
‫جون لوك ‪1704 – 1632‬م وهو فيلسوف إنكليزي‪ .‬قال بأن فكرة الي‪ :‬يب أن تُعرّف‬
‫بأنا هي نفسها كلمة اللذة أو على القل تعرف تعريفا يردها إل اللذة وعارض نظرية الق‬
‫اللي‪ ،‬وقال بأن الختيار هو أساس العرفة‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫يكن إجال الفكار الساسية لصحاب مذهب(*) اللذة فيما يلي‪:‬‬
‫إن اللذة هي وحدها الي‪ ،‬وهي خي الدوام‪ ،‬ول توجد اللذة إل من خلل إقصاء الل وكل‬
‫ما يعكر صفو العقل(*)‪ .‬ول يقصد باللذة لذّات أصحاب الشهوات السية ول إدمان‬
‫الشراب‪.‬‬
‫اللذة نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬لذة جسمية تبلغ أوج صورها ف الصحة السمية الكاملة‪.‬‬
‫‪ -2‬لذة عقلية وتعن التحرر الكامل من الوف والقلق‪.‬‬
‫إن آلم العقل أقسى من آلم البدن الت يكن تملها والت تنتهي ل مالة بالوت‪ ،‬والوت أمر‬
‫طبيعي ل يوصف بأنه شر ول بأنه خي كذلك‪.‬‬
‫ل يستطيع النسان أن ييا حياة سعيدة ما ل يقض هذه الياة ف كل ما هو فاضل بالفعل‪،‬‬
‫والياة الفاضلة هي مصدر اللذة‪ ،‬لن النسان يقضيها ف تصيل العلم أساسا‪.‬‬
‫اللذة هي الشيء الوحيد الذي "هو خي ف ذاته"‪ .‬والل هو الشيء الوحيد الذي هو "شر ف‬
‫ذاته"‪ ،‬والسعادة تشمل اللذة والتخلص من الل‪ ،‬وإن رجحان كفة اللذة يعن صيورة حياة‬
‫النسان مصدرا للمزيد من اللذة‪.‬‬

‫الذور الفكرية العقائدية‪:‬‬


‫إن كلمة ‪ Hedonism‬مشتقة من الكلمة اليونانية ‪ Hoedone‬ومعناها‪" :‬اللذة" السية‬
‫الدنيوية‪ ،‬وهي وحدها أساس اهتمام الفلسفة الذين نادوا با‪.‬‬
‫فأبيقور كان فيلسوفا علميّا‪ ،‬إذ ل يهتم بالفلسفة النظرية الت كان معاصروه يهتمون با‪..‬‬
‫فتوجه إل البحث عن سر السعادة البشرية سيما وأن الياة اليونانية الوثنية(*) ل تتم بالياة‬
‫الخرة‪ ،‬وليس فيها أية قواني خلقية روحية‪ .‬وقد وجد أبيقور سر السعادة ف اللذة‪ ،‬الت ل‬
‫تعن إل الي‪ ..‬ولذا فقد أساء البعض فهم اللذة عند أبيقور عندما تصوروا أنه ل يدعو إل إل‬
‫اللذة السية‪.‬‬
‫أما الفلسفة الحدثون أمثال بنتام ولوك وميل الذين قالوا بالنفعة‪ ،‬فهم من الفلسفة الاديي‬
‫السيي‪ ..‬ولذا فإن قولم بذهب النفعة(*)‪ ،‬ل يعن سوى النفعة الادية السية‪.‬‬

‫يتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن اللذة مذهب(*) غي أخلقي فلسفي يرى أن اللذة هي الشيء اليّر الوحيد ف الوجود‪،‬‬
‫واللذة إما أن تكون جسمية وإما أن تكون عقلية‪ ،‬وإذا كانت آلم العقل أقسى من آلم‬
‫البدن‪ ،‬فإن النسان يب أن ييا حياة فاضلة حت يستشعر اللذة‪ ،‬لن رجحان كفة اللذة الت‬
‫هي مبعث السعادة‪ ،‬يعن صيورة حياة النسان مصدرا للمزيد من اللذة‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬مترجة عن النكليزية‪ ..‬دار القلم – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الفلسفة الديثة‪ ،‬أحد أمي وآخر‪ -‬لنة التأليف والنشر – القاهرة – ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العلوم الجتماعية‪ ،‬د‪ .‬أحد زكي – مكتبة لبنان – بيوت‪.‬‬
‫‪.History of Philosophy by F.C. Copleston Burns – London 1947 -‬‬
‫‪.Epicurus and his gods Y.A.J. Festugire tre. C.W. Chilton, Oxford 1955 -‬‬
‫‪Bentham, ed. W. Harrison Blackwell, Oxford and Macmillan. New York -‬‬
‫‪.1948‬‬
‫‪Two Treatises of Government by J. Locke ed T. Cook, Hafner, London -‬‬
‫‪.1956‬‬
‫‪.J. Looke by D.J. O’connor, London 1952 -‬‬
‫الفلطونية الديثة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الفلطونية الديدة تسمية حديثة لراء مموعة من الفلسفة والفكرين اللحدة تتد من‬
‫‪ 250‬ق‪.‬م حت ‪550‬م وهذه الراء تاول إعطاء تفسي للكون والنسان والياة‪ ،‬لتلبية‬
‫طموح النسان من النواحي الدينية والخلقية والعقلية‪ .‬وهي تتلف اختلفا جوهريّا عن آراء‬
‫أفلطون اليونان‪ :‬إذ إنا تؤمن بإله(*) مفارق للكون‪ .‬وهذا الله يفيض(*) عنه الكون‬
‫والوجود كله با فيه من ملوقات‪.‬‬
‫والفلطونية الديدة أثّرت كثيا – ف طور أحدث – بأفكار بعض الفلسفة السلمي أمثال‬
‫ابن سينا وغيه‪ ،‬ول تزال تؤثر ف كثي من الطرق الصوفية ف العال السلمي‪ ..‬ومن هنا كان‬
‫اهتمامنا بتوضيحها للقارئ السلم‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫تأسست الفلطونية الديدة ف مدينة السكندرية على يد أفلوطي ‪270 – 205‬م الذي‬
‫درس الفلسفة(*) اليونانية واطلع على الديانات القدية والساطي والسحر والشعوذة‪ ..‬وكتب‬
‫كتابات كثية ف مذهبه الذي سنوضح أفكاره لحقا‪.‬‬
‫ث جاء فرفرويوس ‪ 305– 234‬م ونشر كتابات أفلوطي وهاجم النصرانية بكتابه ضد‬
‫السيحيي وله عدة مؤلفات أخرى‪.‬‬
‫ث أتى مبليخوس توف عام ‪330‬م الذي ألف عدة رسائل فلسفية‪ ،‬منها أسرار مصرية وهي‬
‫تفسي فلسفي لطقوس مصر وتعاليمها الدينية قبل السلم‪.‬‬
‫وجاء أبرقلس ‪485 – 410‬م الرجل الدرسي ف الفلطونية الديدة الذي عرض الذهب‬
‫ف مؤلفي‪ :‬مبادئ اللهوت ولهوت أفلطون‪.‬‬
‫أما أوغسطي ‪440 – 354‬م القديس الذي ولد ف الزائر من أم نصرانية وأب وثن‪ ،‬فقد‬
‫انتسب إل الفلطونية الديدة‪ ،‬وقارن بينها وبي النصرانية‪ ،‬وقال بأن النصرانية هي الفلسفة‬
‫القة!!‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫الفلطونية الديدة خليط من الفكار والفلسفات والعتقدات الوثنية(*) واليهودية والنصرانية‪،‬‬
‫والساطي‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫تدعو الفلطونية إل إله(*) تفيض عنه الشياء جيعا بيث ل تنفصل عنه‪ ،‬فيضا ل يتحدد‬
‫بزمن أو تاريخ ول يتقيد بإرادة ول ينقطع‪ ،‬وهذا الفيض(*) ل ينقص مصدره‪ ،‬بل يظل كاملً‬
‫غي منقوص‪.‬‬
‫وهذا الله البدأ السى للوجود يطلق عليه واحد غي مدد بسيط ل كيف له‪ ،‬وهو الي‬
‫الطلق عندهم‪.‬‬
‫عملية الفيض الزلية تبدأ أولً بالعقل(*) أو الروح ث النفس ث الواقع السي ف الزمان‬
‫والكان‪.‬‬
‫عملية الفيض دقيقة موزونة بيث ل تترك نقصا أو ثغرات ف الكون‪ ،‬أما النقص الذي ف‬
‫النسان أو الشر فهو ناتج عن ابتعاد النسان عن الي أو عن اللوهية‪ ،‬وينتج عن ذلك‬
‫الشوق إل العودة إل ال‪.‬‬
‫اللوهية ل يكن الوصول إليها عن طريق العقل‪ ،‬لنه قاصر عن ذلك وإنا يكن الوصول إليها‬
‫عن طريق نوع آخر من العرفة ل يتوصل إليها إل بعد القضاء على نوازع السم الادي‪،‬‬
‫والتطهي‪ ،‬ث الفناء(*) ف الواحد‪ ،‬وهذه هي حالة الوجد أو النشوة الت يطمح أن يصل إليها‬
‫النسان‪.‬‬
‫تأثي هذه الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫أثرت الفلطونية الديدة ف تفكي كثي من الفلسفة السلمي أمثال ابن سينا والفاراب‬
‫وغيهم وأخذوا عنها نظرية الفيض اللي‪ ،‬الت تدعي أن العال ييء صدورا عن ال ف‬
‫صورة فيض‪ ،‬فمرتبة تفيض عن مرتبة‪ ..‬وهكذا حت تصل إل أدن الراتب‪.‬‬
‫وأثرت الفلطونية الديدة ف التصوف السلمي أيضا وخاصة ف أولئك التصوفة التأثرين‬
‫بالفلسفة(*)‪ ..‬ث فشا تأثيها ف طرق التصوف‪ .‬وخاصة فيما يتعلق بعملية التطهي أو التزكية‬
‫للوصول إل العرفة الكاملة أو اليان الكامل‪ ،‬وهو سعي النسان جاهدا للوصول إل الصدر‬
‫الذي صدر عنه والفناء فيه‪ ،‬وما يتاج إليه ذلك من ماهدة شديدة الصلبة لماتة نوازع‬
‫السد الفطور عليها‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫أخذت الفلطونية الديدة من أفلطون خيالته ف عال الثل‪ ،‬ومن أرسطو تساؤلته عن‬
‫العان الكلية وهل لا وجود مستقل؟ ومن الرواقيي(*) السمو اللقي والترقي الروحي‪ ،‬ومن‬
‫النصرانية تأثياتا الروحية واللقية‪ ،‬ومن البوذية مسألة التطهي والتزكية والفناء(*) ف الصدر‬
‫الول‪.‬‬
‫إل أن ما جاء به أفلوطي من أفكار وآراء حول عملية الفيض(*) أو الصدور عن ال يعد‬
‫جديدا ف بابه كما يرى كثي من الفكرين‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫تأسست الفلطونية الديدة ف السكندرية‪ ،‬وانتشرت ف الفكر الورب اللهوت كله‬
‫والفكر الصوف النصران والسلمي‪.‬‬
‫ول شك أن هذه الراء مرفوضة من وجهة النظر السلمية وقد أبان مفكرو السلم تافتها‬
‫من أكثر من وجه‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الفلطونية الديدة‪ ،‬هي خلصة آراء بعض الفلسفة اللحدين‪ ،‬وهي خليط من الفكار‬
‫والفلسفات والعتقدات الوثنية(*) واليهودية والنصرانية والساطي وغيها‪ ،‬تقول بوجود‬
‫إله(*) "هو البدأ السى للوجود‪ ،‬بسيط ل نظي له‪ ،‬وهو الي الطلق عند أتباعها‪ ،‬وهذا الله‬
‫تفيض عنه الشياء جيعا ول تنفصل عنه‪ ،‬والعقل(*) هو الساس الوحيد لدراك حقيقة‬
‫اللوهية الت ل يكن الوصول إليها عن طريق نوع آخر من أنواع العرفة"‪ .‬ول شك أن هذه‬
‫الراء مرفوضة من وجهة النظر السلمية وقد أبان مفكرو السلم تافتها من أكثر من وجه‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫تافت الفلسفة‪ ،‬لب حامد الغزال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشارات والتنبيهات‪ ،‬لبن سينا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نشأة الفكر الفلسفي ف السلم‪ ،‬د‪ .‬علي سامي النشار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفلطونية الحدثة عند العرب‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن بدوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الراجع الجنبية ‪:‬‬
‫‪.History of Philosophy by F.C. Copleston Burns, London 1947 -‬‬
‫‪The Philosophy of Plotinus by W.r. Inge Logmans. London and New -‬‬
‫‪.York, rev. ed. 1948‬‬
‫‪The Architecture of the Intelligible Universe in the Philosophy of -‬‬
‫‪.Plotinus by A.H. Armstrong. C.U.P. Cambridge 1940‬‬
‫‪Complete English Translation by S. Mackenma rev. B.S. page Warner, -‬‬
‫‪.London 1917-30‬‬
‫‪.Saint Augustine by II. Marron. Longmans. London 1957 -‬‬
‫‪.Avicenna on Theology by A.J. Arberry. Murray. London 1951 -‬‬
‫العقلنيــة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫العقلنية مذهب(*) فكري يزعم أنه يكن الوصول إل معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق‬
‫الستدلل العقلي بدون الستناد إل الوحي(*) اللي أو التجربة البشرية وكذلك يرى‬
‫إخضاع كل شيء ف الوجود للعقل(*) لثباته أو نفيه أو تديد خصائصه‪.‬‬
‫وياول الذهب إثبات وجود الفكار ف عقل النسان قبل أن يستمدها من التجربة العملية‬
‫الياتية أي أن الدراك العقلي الجرد سابق على الدراك الادي الجسد‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫العقلنية مذهب قدي جديد بنفس الوقت‪ .‬برز ف الفلسفة(*) اليونانية على يد سقراط‬
‫وأرسطو‪ ،‬وبرز ف الفلسفة الديثة والعاصرة على أيدي فلسفة أثّروا كثيا ف الفكر البشري‬
‫أمثال‪ :‬ديكارت وليبنتز وسبينوزا وغيهم‪.‬‬
‫رينيه ديكارت ‪1650 – 1596‬م فيلسوف فرنسي اعتمد النهج(*) العقلي لثبات الوجود‬
‫عامة ووجود ال على وجه أخص وذلك من مقدمة واحدة عُدت من الناحية العقلية غي قابلة‬
‫للشك(*) وهي‪" :‬أنا أفكر فأنا إذن موجود"‪.‬‬
‫ليبنتز‪1716 – 1646 :‬م فيلسوف ألان‪ ،‬قال بأن كل موجود حي وليس بي الوجودات‬
‫مِنْ تفاوت ف الياة إل بالدرجة – درجة تيز الدراك – والدرجات أربع‪ :‬مطلق الي أي ما‬
‫يسمى جادا‪ ،‬والنبات فاليوان فالنسان‪.‬‬
‫وف الجتمع السلمي ند العتزلة تقترب من العقلنية جزئيّا‪ ،‬إذ اعتمدوا على العقل(*)‬
‫وجعلوه أساس تفكيهم ودفعهم هذا النهج إل تأويل(*) النصوص من الكتاب والسنة الت‬
‫تالف رأيهم‪ .‬ولعل أهم مقولة لم قولم بسلطة العقل وقدرته على معرفة السن والقبيح ولو‬
‫ل يرد با شيء‪ .‬ونقل العتزلة الدين(*) إل مموعة من القضايا العقلية والباهي النطقية‬
‫وذلك لتأثرهم بالفلسفة(*) اليونانية‪.‬‬
‫وقد فنّد علماء السلم آراء العتزلة ف عصرهم‪ ،‬ومنهم المام أحد بن حنبل ث جاء بعد ذلك‬
‫ابن تيمية وردّ عليهم ردّا قويّا ف كتابه درء تعارض العقل والنقل وبيّن أن صريح العقل(*) ل‬
‫يكن أن يكون مالفا لصحيح النقل‪ .‬وهناك من ياول اليوم إحياء فكر العتزلة إذ يعدونم‬
‫أهل الرية الفكرية ف السلم‪ ،‬ول يفى ما وراء هذه الدعوة من حرب على العقيدة‬
‫السلمية الصحيحة‪ ،‬وإن لبست ثوب التجديد(*) ف السلم أحيانا‪.‬‬

‫العقائد والفكار‪:‬‬
‫تعتمد العقلنية على عدد من البادئ الساسية هي‪:‬‬
‫العقل ل الوحي(*) هو الرجع الوحيد ف تفسي كل شيء ف الوجود‪.‬‬
‫يكن الوصول إل العرفة عن طريق الستدلل العقلي وبدون لوء إل أية مقدمات تريبية‪.‬‬
‫عدم اليان بالعجزات(*) أو خوارق العادات‪.‬‬
‫العقائد الدينية ينبغي أن تتب بعيار عقلي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫كانت العقلنية اليونانية لونا من عبادة العقل وتأليهه وإعطائه حجما أكب بكثي من حقيقته‪.‬‬
‫كما كانت ف الوقت نفسه لونا من تويل الوجد إل قضايا تريدية‪.‬‬
‫وف القرون الوسطى سيطرت الكنيسة(*) على الفلسفة الوروبية‪ ،‬حيث سخّرت العقل‬
‫لخراج تريفها للوحي(*) اللي ف فلسفة عقلية مسلّمة ل يقبل مناقشتها‪.‬‬
‫وف ظل الرهاب الفكري الذي مارسته الكنيسة انكمش نشاط العقل الوروب‪ ،‬وانصر فيما‬
‫تليه الكنيسة والجامع القدسة‪ ،‬واستمرت على ذلك عشرة قرون‪.‬‬
‫وف عصر النهضة(*)‪ ،‬ونتيجة احتكاك أوروبا بالسلمي – ف الروب الصليبية والتصال‬
‫براكز الثقافة ف الندلس وصقلية والشمال الفريقي – أصبح العقل الورب ف شوق شديد‬
‫لسترداد حريته ف التفكي‪ ،‬ولكنه عاد إل الاهلية(*) الغريقية ونفر من الدين(*) الكنسي‪،‬‬
‫وسخّر العقل(*) للبعد عن ال‪ ،‬وأصبح التفكي الر معناه اللاد(*)‪ ،‬وذلك أن التفكي الدين‬
‫معناه عندهم الضوع للفقيد الذي قيدت به الكنيسة العقل وحجرت عليه أن يفكر‪.‬‬

‫يتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن العقلنية مذهب(*) فكري فلسفي يزعم أن الستدلل العقلي هو الطريق الوحيد للوصول‬
‫إل معرفة طبيعة الكون والوجود‪ ،‬بدون الستناد إل الوحي(*) اللي أو التجربة البشرية‪ ،‬وأنه‬
‫ل مال لليان بالعجزات أو خوارق العادات‪ ،‬كما أن العقائد الدينية يكن‪ ،‬بل ينبغي أن‬
‫تتب بعيار عقلي‪ ،‬وهنا تكمن علله الت تعله مناوئا ليس فقط للفكر السلمي‪ ،‬بل أيضا‬
‫لكل دين ساوي صحيح‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬مذاهب فكرية معاصرة‪ ،‬ممد قطب‪ ،‬دار الشروق – بيوت ط ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬بإشراف د‪ .‬زكي نيب ممود دار القلم ‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الفلسفة الديثة‪ ،‬أحد أمي‪ ،‬زكي نيب ممود‪ ،‬لنة التأليف والنشر القاهرة‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفلسفة الديثة‪ ،‬يوسف كرم‪ ،‬دار العارف – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬درء تعارض العقل والنقل‪ ،‬ابن تيمية ط‪ .‬جامعة المام ممد بن سعود السلمية‪ ،‬بتحقيق‬
‫د‪ .‬ممد رشاد سال‪.‬‬
‫النعة النسانية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫النعة النسانية هي اتاه فكري عام تشترك فيه العديد من الذاهب(*) الفلسفية والدبية‬
‫والخلقية والعلمية‪ ،‬ظهرت النعة النسانية ف عصر النهضة(*)‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫ظهر الذهب النسان ف إيطاليا ف بداية عصر النهضة الوروبية‪.‬‬
‫وأبديات النعة إنا تترجم النتفاضة الت عبّرت عنها النهضة الوروبية باعتبارها تغيا ف‬
‫الفكر نم عنه تغي ف جيع شؤون الياة‪ .‬فالنسان الول كان مكبلً بقيود الكنيسة(*)‬
‫طوال فترة الظلم الفكري السماة بالعصور الوسطى والت استطالت إل أكثر من عشرة‬
‫قرون‪ ،‬إذ كان خللا مطالبا بالطاعة العمياء لرجال الدين وكان يُساق كما يساق القطيع‪،‬‬
‫ويكفي أنه من طبيعة فاسدة بسبب الطيئة الصلية!! أما الرأة‪ ،‬فهي ل ينبغي أن تُحب لنا‬
‫سبب الطيئة‪ ،‬لذا عزف رجال الدين عن الزواج با‪ .‬وإذا سحوا لغيهم بالرتباط با‬
‫بالزواج فذلك فقط باعتبارها وسيلة للناب واستمرار البشرية‪ .‬أما الرجال فهم وسيلة أيضا‬
‫لتحقيق أهداف الكنيسة‪ ،‬وكل من خرج على هذه الهداف يواجه الوت حرقا‪.‬‬
‫ومن أساء الرواد الوائل للمذهب النسان بوجيو وبرون‪ ،‬والحامي البارز مونتبلشيانو‬
‫وكلهم عاشوا خلل القرن الامس عشر اليلدي‪.‬‬
‫أراسس ولد ف روتردام سنة ‪1466‬م ويعد من أكب مثلي الذهب النسان من ناحية معرفته‬
‫بالدب اليونان واللتين‪.‬‬
‫ف فرنسا مثل الذهب ستيفانوس وسكاليجر ودوليه‪.‬‬
‫ويعد رينيه ديكارت ‪1650 – 1956‬م الفيلسوف الفرنسي من أنصار الذهب النسان‬
‫ولكنه يؤمن بوجود ال تعال‪.‬‬
‫وكذلك سبينوزا ‪1677 – 1632‬م الفيلسوف الولندي وهو يشبه ديكارت ف العتقاد‪.‬‬
‫وكتابات جان جاك روسو ‪1778 – 1712‬م تمل الطابع النسان‪.‬‬
‫وجون لوك ‪1704 – 1632‬م الفيلسوف النليزي كان إنسان الذهب(*)‪.‬‬
‫والفيلسوف اللان كانت ‪1804 – 1724‬م ف مذهبه النتقادي كان إنسان الذهب‪.‬‬
‫والفيلسوف شيلر التوف سنة ‪1937‬م النليزي اللان الصل‪.‬‬
‫والكاتب الفرنسي فرانسيس بوتر‪ ،‬ألف كتابا بعنوان الذهب النسان بوصفه ديانة جديدة‪.‬‬
‫والديب النليزي ت‪.‬س‪ .‬إليوت ‪1965 – 1888‬م يعتب نفسه من أتباع الذهب‬
‫النسان‪ ،‬وهو من أبرز مثلي الشعر الر‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬

‫تأكيد الفردية النسانية‪:‬‬


‫ف مال الدين(*)‪ :‬الستجابة لكم الفرد الاص ضد سلطة الكنيسة(*) وتأييد فكرة ظهور‬
‫الدول القومية‪.‬‬
‫ف مال الفلسفة(*)‪ :‬تأكيد ديكارت للوعي الفردي عند الفكر وشدة العتماد على الفعل‬
‫وتغليب وجهة النظر الادية الدنيوية‪.‬‬
‫قصر الهتمام النسان على الظاهر الادية للنسان ف الزمان والكان‪.‬‬
‫الذهب النسان أوحى بالفكار التحررية لقادة الفكر ف عصر النهضة(*) الوروبية ووصل‬
‫إل ذروته إبان الثورة(*) الفرنسية‪.‬‬
‫الثقة بطبيعة النسان وقابليته للكمال‪ ،‬وإمكان حدوث التقدم الستمر‪.‬‬
‫تأكيد أن الشرور والنقائض الت اعترضت طريق النسان ل يكن سببها الطيئة كما تقرر‬
‫النصرانية‪ ،‬وإنا كان سببها النظام الجتماعي السيئ‪.‬‬
‫الدفاع عن حرية(*) الفرد‪.‬‬
‫إمكان ميء العصر السعيد والفردوس الرضي‪ ،‬ويكون ذلك بالرخاء القتصادي‪ ،‬وتقيق‬
‫ذلك يكون بتبديد الرافات والوهام ونشر التربية العملية‪.‬‬
‫وقد نقد الفلسفة والفكرون النسانية ومن أهم ما جاء ف نقدهم‪:‬‬
‫إن تقدم العلم الديث ل يصحبه تقدم ف قدرة النسان على حسن استعمال العلم‪.‬‬
‫وإن البشر وجهوا اهتماماتم جيعا إل السائل الدنيوية‪ ،‬ونسوا كل ما يسمو على ذلك‬
‫وتركزت مطامعهم ف الشياء الزائلة الت يسرها لم العلم‪ ،‬وحدث من جراء ذلك صدع بي‬
‫تقدم النسان ف العرفة وتقدمه الخلقي‪.‬‬
‫إن النسانية تؤكد على زيادة خطر السراف ف العتماد على اللة‪ ،‬فهذا السراف قد يقضي‬
‫على الصالة والبتكار‪.‬‬
‫كما أن السس الخلقية ل تصلح إل إذا استندت إل العتقاد بوجود نظام أسى من النظام‬
‫الدنيوي واليان بالبادئ الالدة الطلقة‪ ،‬أما إذا اقتصرت الداب على أن تكوم خاضعة‬
‫للمواءمة بي النسان وبيئته‪ ،‬كلما تغيت الظروف وتبدلت الحوال‪ ،‬فإنا بذلك تفقد قيمتها‬
‫العامة‪.‬‬
‫وطريق اللص هو رفع الخلق(*)‪ ،‬ول يدث هذا إل بإياء من اليان الدين‪ ،‬أما الداب‬
‫العلمانية فل تنحنا اللص‪.‬‬
‫إن الذهب النسان قدم للنسانية وعودا ل يققها‪ ،‬كما أنه أفقد الناس الشعور بالقائق‬
‫الروحية‪ ،‬وجعل الناس عبيدا للقوى الادية(*) العمياء‪.‬‬
‫إن وجود الشر ينقض أداء الذهب(*) النسان لصلح النسان وقابليته للتقدم‪.‬‬
‫وقد عزى الناقدون إخفاق عصبة المم ف تسوية الشكلت ف العال وانتشار الفاشية والنازية‬
‫إل ظهور الذهب النسان‪.‬‬
‫إن عيوب الدنية الغربية ترجع ف الغالب العم منها إل الذهب النسان ف تياره‬
‫اللادي(*)‪.‬‬
‫ومن أهم الفكار الت تبنتها النعة النسانية ما يلي‪:‬‬
‫يب على النسان أن يبحث دائما عن معن وجوده وحياته‪.‬‬
‫الياة ف حد ذاتا شيء رائع ويستحق أن يعيشها النسان مهما احتوت على صراعات‬
‫وتناقضات وآلم‪.‬‬
‫على النسان أن يواجه الل ويتسلح بالمل ف نفس الوقت‪.‬‬
‫على النسان أن يهتم بالادة قبل الروح لنا الشيء الوحيد الذي يستطيع إدراكه والسيطرة‬
‫عليه‪.‬‬
‫إن الطريقة الوحيدة كي يقق النسان إنسانيته هي ف التمتع بكل اللذات السدية والسية‬
‫لنا الشيء الوحيد الذي يستطيع النسان لسه وإدراكه‪.‬‬
‫النسانية ترحب بالقومية والوطنية والحلية‪ ،‬ولكنها تأب العنصرية لنا امتهان صارخ لبقية‬
‫العوامل الشكلة للنسيج النسان الشامل‪ ،‬والدب العنصري ليس سوى جسما غريبا ف‬
‫نسيج الدب النسان سرعان ما يلفظه ويأباه‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫إن الركة الفكرية الت نشأت ف عصر النهضة(*) الوروبية هي الساس ف ظهور النسانية‪.‬‬
‫وكان الوقود الذي أشعل هذه الركة يتوي على الفكر اليونان الوثن(*) العارض للفكر‬
‫الدين‪ ،‬والداب اليونانية واللتينية ومن هنا كان شعار النسانية كلمة الفيلسوف اليونان‬
‫القدي "إن النسان مقياس للشياء جيعها" فضلً عن انغماس النسان بالادة ف بدايته‪ ،‬وحب‬
‫اكتناز الال والثروات‪ ،‬والستمتاع بالياة الزائلة‪.‬‬
‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫انتشرت النسانية ف أوروبا ث عمت الغرب والشرق ومعظم سلبيات الدنية الغربية الاضرة‬
‫تعتب ثرة من ثارها‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن النعة النسانية هي مذهب(*) فلسفي أدب مادي ل دين‪ ،‬يؤكد فردية النسان ضد‬
‫الدين(*) ويغلب وجهة النظر الادية(*) الدنيوية وهو من أسس فلسفة(*) كونت الوضعية‬
‫وفلسفة بتنام النفعية وكتابات برتراند راسل اللادية(*)‪ ،‬وهذا يعن فشل هذا الذهب على‬
‫الصعيد العقدي‪ ،‬أما فشله على الصعيد العملي الواقعي الؤثر بصورة ملموسة ف أسلوب‬
‫سلوك الفرد‪ ،‬فدليله أنه منّى النسان بأمان كاذبة ل تتحقق على الطلق‪ ،‬ونسي أن طريق‬
‫اللص ل يكن أن يتم إل من خلل خات الديان ‪ .‬وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له السلم وهو‬
‫يتعامل مع نتاج هذا الذهب حيث أن السلم قد كرم النسان‪ ،‬وتعاليمه كلها إنسانية(ولقد‬
‫كرمنا بن آدم‪ )..‬؛ لكن بعض الناس يتار الكفر فيسلبه ال هذا التكري ( أولئك هم شر‬
‫البية ) ‪.‬‬

‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬شيلر‪ :‬من نوابغ الفكر الغرب‪ ،‬د‪ .‬عثمان أمي‪.‬‬
‫‪ -‬ملة عال الفكر‪ ،‬الجلد الثان العدد الثالث ‪1974‬م‪ .‬مقال بعنوان اليومانزم‪.‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬ترجة فؤاد كامل ورفاقه‪ ،‬دار القلم – بيوت‪.‬‬
‫‪Studies in Humanism by F.C.S. Schiller, Macmillan, -‬‬
‫‪.London, 2nd ed. 1912‬‬
‫‪Humanism: Phillosophical Essays by F.C.S. Schiller, -‬‬
‫‪.Macmillan. London 1912‬‬
Essay Concerning Human Understanding by J. Locke ed. -
.r. Wilburn. London 1947
History of Philosophy by F.C. Copleston Burns, London -
.1947
History of Modern Philosophy by H. Hoffding, London -
.1956
‫اللــاد‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫اللاد(*) هو ‪ :‬مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود ال الالق‬
‫سبحانه وتعال‪:‬‬
‫فيدّعي اللحدون بأن الكون وجد بل خالق‪.‬‬
‫وأن الادة أزلية أبدية‪ ،‬وهي الالق والخلوق ف نفس الوقت‪.‬‬
‫وما ل شك فيه أن كثيا من دول العال الغرب والشرقي تعان من نزعة إلادية عارمة جسدتا‬
‫الشيوعية النهارة والعلمانية الخادعة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫اللاد بدعة جديدة ل توجد ف القدي إل ف النادر ف بعض المم والفراد‪.‬‬
‫يعد أتباع العلمانية هم الؤسسون القيقيي لللاد‪ ،‬ومن هؤلء ‪ :‬أتباع الشيوعية والوجودية‬
‫والداروينية‪.‬‬
‫الركة الصهيونية أرادت نشر اللاد ف الرض فنشرت العلمانية لفساد أمم الرض باللاد‬
‫والادية(*) الفرطة والنسلخ من كل الضوابط التشريعية والخلقية كي تدم هذه المم‬
‫نفسها بنفسها‪ ،‬وعندما يلو الو لليهود يستطيعون حكم العال‪.‬‬
‫نشر اليهود نظريات ماركس ف القتصاد والتفسي الادي للتاريخ(*) ونظريات فرويد ف علم‬
‫النفس ونظرية دارون ف أصل النواع ونظريات دور كاي ف علم الجتماع‪ ،‬وكل هذه‬
‫النظريات من أسس اللاد ف العال‪.‬‬
‫أما انتشار الركات اللادية بي السلمي ف الوقت الاضر‪ ،‬فقد بدأت بعد سقوط‬
‫اللفة(*) السلمية‪.‬‬
‫صدر كتاب ف تركيا عنوانه‪ :‬مصطفى كمال للكاتب قابيل آدم يتضمن مطاعن قبيحة ف‬
‫الديان وباصة الدين السلمي‪ .‬وفيه دعوة صرية لللاد بالدين(*) وإشادة بالعقلية‬
‫الوروبية‪.‬‬
‫إساعيل أحد أدهم‪ .‬حاول نشر اللاد ف مصر‪ ،‬وألف رسالة بعنوان لاذا أنا ملحد؟ وطبعها‬
‫بطبعة التعاون بالسكندرية حوال سنة ‪1926‬م‪.‬‬
‫إساعيل مظهر أصدر ف سنة ‪1928‬م ملة العصور ف مصر‪ ،‬وكانت قبل توبته تدعو لللاد‬
‫والطعن ف العرب والعروبة طعنا قبيحا‪ .‬معيدا تاريخ الشعوبية(*)‪ ،‬ومتهما العقلية العربية‬
‫بالمود والنطاط‪ ،‬ومشيدا بأماد بن إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم‪.‬‬
‫أسست ف مصر سنة ‪1928‬م جاعة لنشر اللاد تت شعار الدب واتذت دار العصور‬
‫مقرا لا واسها رابطة الدب الديد وكان أمي سرها كامل كيلن‪ ..‬وقد تاب إل ال بعد‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ومن أعلم اللاد ف العال‪:‬‬


‫أتباع الشيوعية‪ :‬ويتقدمهم كارل ماركس ‪1883 – 1818‬م اليهودي اللان‪ .‬وإنلز عال‬
‫الجتماع اللان والفيلسوف السياسي الذي التقى باركس ف إنلترا وأصدرا سويا الانيفستو‬
‫أو البيان الشيوعي سنة ‪1895 – 1820‬م‪.‬‬
‫أتباع الوجودية‪ :‬ويتقدمهم‪:‬‬
‫جان بول سارتر‪.‬‬
‫وسيمون دوبرفوار‪.‬‬
‫والبي كامي‪.‬‬
‫وأتباع الداروينية‪.‬‬

‫ومن الفلسفة والدباء‪:‬‬


‫نيتشه‪ /‬فيلسوف ألان‪.‬‬
‫برتراند راسل ‪1970 – 1872‬م فيلسوف إنكليزي‪.‬‬
‫هيجل ‪1831 – 1770‬م فيلسوف ألان قامت فلسفته على دراسة التاريخ‪.‬‬
‫هربرت سبنسر ‪1903 – 1820‬م إنكليزي كتب ف الفلسفة(*) وعلم النفس‬
‫والخلق(*)‪.‬‬
‫فولتي ‪1778 – 1694‬م أديب فرنسي‪.‬‬
‫ف سنة ‪1930‬م ألف إساعيل مظهر حزب الفلح ليكون منبا للشيوعية والشتراكية(*)‪.‬‬
‫وقد تاب إساعيل إل ال بعد أن تعدى مرحلة الشباب وأصبح يكتب عن مزايا السلم‪.‬‬
‫ومن الشعراء اللحدة الذين كانوا ينشرون ف ملة العصور‪.‬‬
‫الشاعر عبد اللطيف ثابت الذي كان يشكك ف الديان ف شعره‪..‬‬
‫والشاعر الزهاوي يعد عميد الشعراء الشككي ف عصره‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫إنكار وجود ال سبحانه‪ ،‬الالق البارئ‪ ،‬الصور‪ ،‬تعال ال عمّا يقولون علوا كبيا‪.‬‬
‫إن الكون والنسان واليوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ول توجد حياة بعد‬
‫الوت‪.‬‬
‫إن الادة أزلية أبدية وهي الالق والخلوق ف نفس الوقت‪.‬‬
‫النظرة الغائية(*) للكون والفاهيم الخلقية تعيق تقدم العلم‪.‬‬
‫إنكار معجزات النبياء(*) لن تلك العجزات ل يقبلها العلم‪ ،‬كما يزعمون‪ .‬ومن العجب أن‬
‫اللحدين الاديي(*) يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة الت تقول با الداروينية ول سند لا إل‬
‫الوس واليال‪.‬‬
‫عدم العتراف بالفاهيم الخلقية ول بالق والعدل ول بالهداف السامية‪ ،‬ول بالروح‬
‫والمال‪.‬‬
‫ينظر اللحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والماقة وخيبة المل وقصته ل تعن شيئا‪.‬‬
‫العرفة الدينية‪ ،‬ف رأي اللحدة ‪ ،‬تتلف اختلفا جذريّا وكليّا عن العرفة بعناها العقلي أو‬
‫العلمي!!‬
‫النسان مادة تنطبق عليه قواني الطبيعة(*) الت اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيه من‬
‫الشياء الادية‪.‬‬
‫الاجات هي الت تدد الفكار‪ ،‬وليست الفكار هي الت تدد الاجات‪.‬‬
‫نظريات ماركس ف القتصاد والتفسي الادي للتاريخ(*) ونظرية فرويد ف علم النفس ونظرية‬
‫دارون ف أصل النواع ونظرية دور كهاي ف علم الجتماع من أهم أسس اللاد ف العال‪..‬‬
‫وجيع هذه النظريات هي ما أثبت العلماء أنا حدس وخيالت وأوهام شخصية ول صلة لا‬
‫بالعلم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫نشأ اللاد الديث مع العقلنية والشيوعية والوجودية‪.‬‬
‫وقد نشر اليهود اللاد ف الرض‪ ،‬مستغلي حاقات الكنيسة(*) وماربتها للعلم‪ ،‬فجاءوا‬
‫بثورة العلم ضد الكنيسة‪ ،‬وبالثورة(*) الفرنسية والداروينية والفرويدية‪ ،‬وبذه الدعوات الدامة‬
‫للدين(*) والخلق(*) تفشى اللاد ف الغرب‪ ،‬والدف الشرير لليهودية العالية الن هو‬
‫إزالة كل دين على الرض ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين!!‬

‫النتشار وأماكن النفوذ ‪:‬‬


‫انتشر اللاد أولً ف أوروبا‪ ،‬وانتقل بعد ذلك إل أمريكا‪ ..‬وبقاع من العال‪.‬‬
‫وعندما حكمت الشيوعية ف ما كان يعرف بالتاد السوفيت قبل انياره وتفككه‪ ،‬فرضت‬
‫اللاد فرضا على شعوبه‪ ..‬وأنشأت له مدارس وجعيات‪.‬‬
‫وحاولت الشيوعية نشره ف شت أناء العال عن طريق أحزابا‪ .‬وإن سقوط الشيوعية ف‬
‫الوقت الاضر ينبئ عن قرب سقوط اللاد – بإذن ال تعال‪.‬‬
‫يوجد الن ف الند جعية تسمى جعية النشر اللادية‪ ،‬وهي حديثة التكوين وتركز نشاطها‬
‫ف الناطق السلمية‪ ،‬ويرأسها جوزيف إيدا مارك‪ ،‬وكان مسيحيّا من خطباء التنصي‪ ،‬ومعلما‬
‫ف إحدى مدارس الحد‪ ،‬وعضوا ف اللجنة الركزية للحزب الشيوعي‪ ،‬وقد ألف ف عام‬
‫‪1953‬م كتابا يدعى‪ :‬إنا عيسى بشر فغضبت عليه الكنيسة(*) وطردته فتزوج بامرأة‬
‫هندوكية وبدأ نشطاه اللادي‪ ،‬وأصدر ملة إلادية باسم إيسكرا أي شرارة النار‪ .‬ولا‬
‫توقفت عمل مراسلً لجلة كيال شبدم أي صوت كيال السبوعية‪ .‬وقد نال جائزة اللاد‬
‫العالية عام ‪1978‬م ويعتب أول من نالا ف آسيا‪.‬‬

‫يتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن اللاد(*) مذهب(*) فلسفي يقوم على إنكار وجود ال سبحانه وتعال‪ ،‬ويذهب إل أن‬
‫الكون بل خالق‪ ،‬ويعد أتباع العقلنية هم الؤسسون القيقيي لللاد الذي ينكر الياة‬
‫الخرة‪ ،‬ويرى أن الادة(*) أزلية أبدية‪ ،‬وأنه ل يوجد شيء اسه معجزات النبياء فذلك ما ل‬
‫يقبله العلم ف زعم اللحدين‪ ،‬الذين ل يعترفون أيضا بأية مفاهيم أخلقية(*) ول بقيم الق‬
‫والعدل ول بفكرة الروح‪ .‬ولذا فإن التاريخ عند اللحدين هو صورة للجرائم والماقات‬
‫وخيبة المل وقصته ول تعن شيئا‪ ،‬والنسان مرد مادة تطبق عليه كافة القواني الطبيعية(*)‬
‫وكل ذلك ما ينبغي أن يذره الشاب السلم عندما يطالع أفكار هذا الذهب البيث‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬صراع مع اللحدة‪ ،‬عبد الرحن اليدان‪.‬‬
‫‪ -‬اللل والنحل‪ ،‬للشهرستان ط‪1400(.‬هـ‪1980 -‬م)‪ .‬بتحقيق ممد سيد كيلن‪ ،‬وهي‬
‫طبعة فريدة – لذاهب جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬الفلسفات الكبى‪ ،‬بياردو كاسيه – سلسلة زدن علما‪ -‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬اللاد وعلقته باليهود والنصارى ‪ ،‬مقال للدكتور ممد بن سعد الشويعر‪ ،‬نشر بجلة‬
‫البحوث السلمية العدد ‪.14‬‬
‫الراجع الجنبية ‪:‬‬
‫‪History of Philosophy by F.C. Copleston. Burns. London -‬‬
‫‪.1947‬‬
‫‪Existentialism and Humanism by J.P. Sartre, London -‬‬
‫‪.1955‬‬
‫‪History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London -‬‬
‫‪.1956‬‬
‫النفعة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫النفعة مذهب(*) أخلقي اجتماعي ل دين‪ ،‬يعل من نفع الفرد والجتمع مقياسا للسلوك‪،‬‬
‫وأن الي السى هو تقيق أكب سعادة لكب عدد من الناس‪.‬‬
‫وف مال القتصاد يقرر مذهب النفعة أن قيمة السلعة تتوقف على قدر منفعتها وليس على‬
‫نفقة العمل أو التكلفة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫تأسس مذهب النفعة ف إنكلترا ومن أبرز شخصياته‪:‬‬
‫جيمي بنتام ‪1832 – 1748‬م ويعد زعيم القائلي بذهب النفعة‪ ،‬ولد ف لندن‪ ،‬وقدم‬
‫نظريته ف النفعة ف كتابه مقدمة لصول الخلق والتشريع‪.‬‬
‫جون ستيوارت ميل ‪1873 -1806‬م وهو فيلسوف إنكليزي‪ ،‬ألف كتاب مذهب النفعة‬
‫ونادى بالرية الفردية‪.‬‬
‫هربرت سبنسر ‪1903 – 1820‬م وهو فيلسوف إنكليزي قال بتطور النواع قبل دارون‪.‬‬
‫ج‪.‬أ‪ .‬مور ‪1958 – 1873‬م وهو فيلسوف إنكليزي – ألف كتاب أصول الخلق‬
‫وأدخل تعديلت على مذهب النفعة إذ قبل الرأي القائل بأن صواب أي فعل من الفعال‬
‫يتوقف على النتائج السنة والسيئة الت تترتب عليه‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫يعد مذهب النفعة نظرية ف الخلق(*)‪ ،‬طبعت أتباعها بطابع ميز‪ ..‬إذ كان كل ههم‬
‫الهتمام بالياة الدنيا والغتراف من لذاتا‪.‬‬
‫ويكن تلخيص أفكاره فيما يلي‪:‬‬
‫إن صواب أي عمل من العمال‪ ،‬إنا يكم عليه بقدار ما يسهم ف زيادة السعادة النسانية‬
‫أو ف التقليل من شقاء النسان‪ ،‬بصرف النظر عن السداد الخلقي لقاعدة ما‪ ،‬أو مطابقتها‬
‫للوحي(*) أو للسلطة أو للتقليد أو للحس الخلقي أو للضمي‪.‬‬
‫اللذة هي الشيء الوحيد الذي هو خي ف ذاته‪ ،‬والل هو الشيء الوحيد الذي هو شرّ ف‬
‫ذاته‪ ،‬والسعادة تشمل اللذة والتخلص من الل‪ ،‬وإن رجحان كفة اللذة قد يعود هو نفسه‬
‫فيصبح مصدرا للمزيد من اللذة‪.‬‬
‫يكن دفع الناس إل التصرف على نو يؤدي إل السعادة العامة من خلل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون بقصاصه‪ ،‬والرأي العام بزاءاته من ثواب وعقاب‪ ،‬فهما يولن بي الناس وبي‬
‫أن يأتوا من العمال ما يضاد الصال العام‪.‬‬
‫‪ -2‬النفعة الذاتية الستنية تدل الناس على أن الصال العام ينطوي ف أغلب الحوال على‬
‫منفعتهم الاصة‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫إن لنظرية النفعة جذور ف الفكر اليونان‪ ،‬وعند الفيلسوف أبيقور ‪ 270 – 342‬ق‪.‬م‬
‫بشكل خاص‪.‬‬
‫ويكن ف الوقت الاضر أن ند جذور مذهب(*) النفعة عند كل من‪:‬‬
‫تومامس هوبز ‪1679 – 1588‬م الفيلسوف النكليزي الذي يرى أن كلمة خي يقصد با‬
‫الشهوة‪ ،‬وكلمة شر يقصد با النفور‪.‬‬
‫وجون لوك ‪1704 – 1632‬م الفيلسوف النكليزي وفرنسيس هتشون ‪– 1694‬‬
‫‪1747‬م الفيلسوف اليرلندي‪ ،‬ونظريته ف الس الخلقي تعب ف بعض جوانبها عن مذهب‬
‫النفعة إل أنا ترتكز على الدين(*)‪.‬‬
‫كما ند جذور مذهب النفعة أيضا عند ديفيد هيوم ‪1776 – 1711‬م الفيلسوف‬
‫النكليزي الذي يرى أنه ل شيء يؤثر ف الفعل الرادي غي اللذة والل‪ ،‬وقد يكون التأثي‬
‫مباشرا‪.‬‬
‫وعندما جاء جيمي بنتام مؤسس مذهب النفعة‪ ،‬استفاد من كل من سبقوه منتهيا إل نظرية‬
‫متكاملة‪ ،‬ف رأيه‪ ،‬ومستخدما إياها على أوسع نطاق‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن النفعة فكرة فلسفية ل تلتزم بالصول الدينية‪ ،‬إذ تقيس صواب العمل بقدار ما يققه من‬
‫منفعة وسعادة بصرف النظر عن توافقه مع الخلق(*) أو مطابقته للدين‪ ،‬وترى أن كلّ ما‬
‫يُلزم به الدين‪ ،‬يكن للقانون بقصاصه والرأي العام بزاءاته أن يأت به‪ .‬ول شك أن ف هذا‬
‫تاوزا يهدم أسس العقيدة ويول الجتمعات إل غابة تتصارع فيها النافع بل ضابط أو رابط‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬ترجة فؤاد كامل ورفاقه دار العلم – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العلوم الجتماعية‪ ،‬د‪ .‬أحد زكي بدوي مكتبة لبنان – بيوت –‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفلسفة الديثة ‪ ،‬د يوسف كرم‪ .‬دار العارف – القاهرة‪.‬‬
‫الراجع الجنبية ‪:‬‬
‫‪.The Utility of religion and Theism by John S. Mill Wath. London 1904 -‬‬
‫‪On Liberty: representative Government and Utilitarianism by John s. -‬‬
‫‪.Mill, London, New York 1954‬‬
‫‪.History of Philosophy by F.C. Copleston Burns, London 1947 -‬‬
‫‪.History of Modern Philosophy by H. Hoffding, London 1936 -‬‬
‫الوضعية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الذهب(*) الوضعي مذهب فلسفي ملحد يرى أن العرفة اليقينية هي معرفة الظواهر الت تقوم‬
‫على الوقائع التجريبية‪ ،‬ول سيما تلك الت يتيحها العلم التجريب‪ .‬وينطوي الذهب على إنكار‬
‫وجود معرفة تتجاوز التجربة السية‪ ،‬ولسيما فيما يتعلق با وراء الاد وأسباب وجودها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫تأسس الذهب الوضعي ف فرنسا على يد الفيلسوف كونت ومعظم من جاء بعده طبّق‬
‫منهجه ف العلم والعرفة‪ .‬ومن أبرز شخصيات الذهب‪:‬‬
‫أوغست كونت ‪1857 – 1798‬م وهو الفيلسوف الفرنسي الؤسس للمذهب‪ ،‬عمل أمينا‬
‫للسر(سكرتيا) للفيلسوف الشتراكي(*) سان سيمون وبدأ بإلقاء ماضرات عن فلسفته‬
‫الوضعية سنة ‪1826‬م‪ ،‬ث أصيب برض عقلي وحاول النتحار‪ ..‬وقد نشر كتابه بعد ذلك‬
‫تت عنوان‪ :‬ماضرات ف الفلسفة(*) الوضعية بسط فيه نظريته ف العرفة والعلوم‪.‬‬
‫نادى بضرورة قيام دين(*) جديد هو الدين الوضعي يقوم على أساس عبادة النسانية كفكرة‬
‫تل مل ال – سبحانه وتعال – ف الديان السماوية‪.‬‬
‫سان سيمون‪ ..‬وهو فيلسوف فرنسي اشتراكي النعة‪ ..‬ف كتابه مقال ف علوم النسان سنة‬
‫‪1813‬م أطلق كلمة وضعي على العلوم القائمة على الوقائع القائمة على الوقائع الاضعة‬
‫للملحظة والتحليل‪ ،‬والعلوم الت ل تؤسس على هذا النحو يسميها العلوم الظنية‪.‬‬
‫ريتشاد كونريف‪ ..‬وهو مفكر إنكليزي ناصر الوضعية واعتنق أفكارها‪.‬‬
‫زكي نيب ممود وهو مفكر عرب مصري‪ ،‬تبع الفلسفة الوضعية اللحدة‪ ،‬وتبن أفكارها‪..‬‬
‫وألف كتاب النطق الوضعي‪.‬‬
‫أ‍‪.‬إير فيلسوف إنليزي‪.‬‬
‫ب‍‪ .‬برتراند راسل فيلسوف إنليزي‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫صاغ الفيلسوف الفرنسي كونت مبادئ وأفكار الذهب(*) الوضعي‪ ،‬ث بلور من جاء بعده‬
‫من الوضعيي هذه الفكار وسار على منهجها العلمي‪.‬‬
‫* وهذه خلصة لتلك الفكار مع نقد الفكرين والفلسفة لا‪:‬‬
‫* استحوذت على تفكي كونت فكرة التقدم النسان‪.‬‬
‫‪ -‬وضع كونت قانون التقدم النسان‪ ،‬وهو قانون الالت الثلث الذي يتقدم العقل(*)‬
‫البشري بقتضاه من الرحلة اللهوتية إل الرحلة اليتافيزيقية ث إل الرحلة الوضعية الخية‪.‬‬
‫وقد قسم كونت الرحلة اللهوتية إل ثلث مراحل ‪:‬‬
‫الرحلة الوثنية(*) – والرحلة التعددية(*) – والرحلة التوحيدية(*) وهي الرحلة الخية الت‬
‫بدأت بظهور النصرانية والسلم‪.‬‬
‫والرحلة الوضعية بدأت بالثورة(*) الفرنسية‪ ،‬وهي الرحلة الت تفسر الظواهر عن طريق‬
‫الستقرار القائم على اللحظة‪.‬‬
‫* ويطبق كونت هذا القانون ف التطور على جيع العلوم النسانية والجتماعية مثل الضارة‬
‫والسياسة والفن والخلق(*)‪.‬‬

‫· نقد القانون‪:‬‬
‫‪ -‬وقد نقد طائفة من الفكرين قانون الالت الثلثة با يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتب كونت أن النسانية كلّ ل يتجزأ وأنا خاضعة لقانون واحد بينما ند أن هناك‬
‫متمعات ل تسي ف تطورها وتقدمها على نط واحد ف فهم وإدراك الظواهر‪.‬‬
‫‪ -2‬يتلف الطريق الذي سلكه العقل النسان عن ذلك الذي حدده كونت ففي كثي من‬
‫المور كان الفهم الوضعي للمور يسي مع الفهم الدين أو اليتافيزيقي(*)؛ ففي مال فهم‬
‫القائق الرياضية والفلكية مثلً أمور كانت تسي مع الفهم الدين قديا‪ .‬ول تزال بعض‬
‫الجتمعات تفسر القائق العلمية القائمة تفسيا دينيّا‪ .‬على الرغم من أننا نتاز حاليا الرحلة‬
‫الوضعية ف نظر كونت‪.‬‬
‫‪ -3‬ل يستمد قانون الراحل الثلث حقائقه من التاريخ‪ ،‬وإنا هو فكرة فلسفية اختار لا‬
‫كونت متمعات معينة حاول تطبيقها عليها دون استقراء لتاريخ الجتمعات النسانية‪.‬‬
‫‪ -4‬يفسر هذا القانون بأنه التقدم‪ ،‬بينما ند الضارة عبارة عن مستوى عام للحياة الادية(*)‬
‫والروحية للمجتمع دون النظر إل تقدمها أو تأخرها‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫* لقد اعتب فرنسيس بيكون ‪1626-1561‬م نفسه داعية للعلوم الديدة‪ ،‬وهي العلوم الت‬
‫كانت ف طريقها إل النفصال عن الفلسفة (*) ف القرنيي السادس عشر والسابع عشر‬
‫اليلديي‪ .‬وربا عدّ بيكون بادئ الوضعية وواضع السم الذي سيت به ف القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬ففي كتابه ف البادئ والصول ‪1623‬م أطلق بيكون صفة وضعي على القائق الولية‬
‫الت يب تقلبها إيانا بصدق البة‪.‬‬
‫وقد كان بيكون موضع تقدير كبي من الفلسفة التجريبيي ف القرن التاسع عشر ف كل من‬
‫إنكلترا وفرنسا‪ .‬وأصبحت كلمة وضعي تطلق على مناهج العلوم الطبيعية‪ ،‬نظرا لعتماد هذه‬
‫الناهج على اللحظة واستخدمها للتجربة‪ ،‬ولقد سبق بيان كيف أن سان سيمون الذي عمل‬
‫كونت ف خدمته‪ ،‬قد أطلق كلمة وضعي ف كتابه مقال ف علوم النسان على العلوم القائمة‬
‫على الوقائع الاضعة للملحظة والتجريب‪ ..‬وقد اقتبس كونت هذه الفكار وأقام عليها‬
‫نظريته وقانونه الوضعي‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫* زحف الذهب الوضعي من فرنسا إل إنكلترا‪ ،‬واعتنق بعض الفلسفة مبادئ الذهب‬
‫الوضعي‪ .‬إل أن بعض كبار الفكرين والفلسفة رفضوا متابعة كونت ف مفهوم دين(*)‬
‫النسانية الذي وضعه‪ ،‬وبالرغم من ذلك فقد أُنشئت جعيات وضعية ف أجزاء متلفة من‬
‫العال على غرار النموذج الذي أسسه كونت نفسه عام ‪1848‬م‪ .‬وف هذه المعيات كانت‬
‫النسانية هي موضوع الشعائر الدينية‪ ،‬واتذ من علم الجتماع سندا لثل هذه الديانة‬
‫الجتماعية‪ ،‬وقويت هذه الركة بصورة خاصة ف أمريكا اللتينية‪ ،‬ولكنها ازدهرت لعدة‬
‫سنوات ف إنكلترا…‬
‫* وقد صدرت الجلة الوضعية الت أطلق عليها فيما بعد اسم النسانية من عام ‪1893‬م إل‬
‫عام ‪1925‬م‪ .‬وقامت ماولت لحياء الوضيعة ف إنكلترا بعد الرب العالية الثانية مباشرة‪،‬‬
‫من خلل أعمال الفلسفة النليز إير وراسل‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫* أن الذهب(*) الوضعي مذهب فلسفي ملحد‪ ،‬يركز العرفة اليقينية ف الظواهر التجريبية‪،‬‬
‫وينكر وجود معرفة مطلقة‪ ،‬ويقول إن التقدم بدأ ف العلوم الطبيعية وبدأ ينتقل للعلوم‬
‫الجتماعية وأن العقل البشري يتقدم من الرحلة اللهوتية الدينية إل الرحلة اليتافيزيقية (*)‬
‫لكي يصل ف النهاية إل الرحلة الوضعية الت هي قمة التخلي عن كل العقائد الدينية‪.‬وبذا‬
‫تتضح ماطر هذا الذهب على كل مسلم‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫‪ -‬قصة الفلسفة الديثة‪ ،‬أحد أمي‪ ،‬وآخر‪ -‬مطبعة التأليف والنشر‪ -‬القاهرة ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العلوم الجتماعية‪ ،‬د‪ .‬أحد زكي بدوي – مكتبة لبنان – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفلسفة الديثة‪ ،‬د‪ .‬يوسف كرم‪ -‬دار العارف‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫‪.Course de Philosophies Positive Par A. Comte, Paris. 1830 -‬‬
A Discourse on the Positive Spirit by A. Comte, Tr. S. Beesley. -
.revers. London 1903
Dialogues Concerning Natural religion by D. Hume. Ed. N. -
.Kemp Smith O.V.P. Oxford 1935
.History of Philosophy by F.C. Copleston Burns. London 1947 -
.History of Modern Philosophy by H. Hoffding, London 1956 -
‫الثالـية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الثالية مذهب(*) فلسفي يشمل جانبا كبيا من الذاهب اليتافيزيقية(*) (ما بعد الطبيعة أو‬
‫الغيبية) وهي اتاه فلسفي يبحث عن مسألة الوجود (أوْ النطولوجيا) ف حي أن العقلنية‬
‫اتاه مذهب يبحث ف أصل العرفة ويرد هذا الصل إل العقل فقط وينكر دور الواس أو‬
‫العرفة القلبية أو العرفة عن طريق الوحي(*)‪ ،‬وعكس العقلنية التجريبية وهذه الخية تعتمد‬
‫على التجربة السية فقط من دون العقل الجرد‪.‬‬
‫وعكس الثالية "الادية"(*)‪ .‬والثالية تعطي الولوية ف الوجود للروح على أن يكون وجود‬
‫الادة ثانويا ف حي أن الادية (*) تعطي الولوية ف الوجود للمادة‪ ،‬على أن تكون الروح‬
‫انعكاسا للمادة وظلً لا‪.‬‬
‫وتقترب الثالية كثيا من الفلسفة لنا تبلور مباحث الفلسفة الثلثة الرئيسية‪ :‬الق والي‬
‫والمال‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫ظهرت الثالية ف القرن الثامن عشر اليلدي‪ ،‬ومن أبرز الفلسفة الذين أثروا ف الذهب‪،‬‬
‫وكان لم تأثي كبي ف مرى الفكر الوروب عامة‪:‬‬
‫جورج باركلي ‪1753 – 1685‬م وهو راهب(*) أيرلندي‪ ،‬كان على جانب كبي من‬
‫النشاط والاذبية الفطرية والقدرة على القناع ويعد الؤسس القيقي للمثالية‪ ،‬وكانت أفكاره‬
‫ذات تأثي كبي فيمن جاء بعده من الفكرين والفلسفة‪.‬‬
‫عمانوئيل كانت ‪1804 – 1724‬م وهو فيلسوف ألان‪ ،‬ألف كتبا مشهورة أهها نقد‬
‫العقل(*) الالص ونقد العقل العملي‪ ،‬وكان يعتقد أن هناك حجة أخلقية كافية للبهان على‬
‫وجود ال هي القانون الخلقي‪.‬‬
‫جوهان فيشته ‪1814 – 1762‬م وهو فيلسوف ألان‪ ،‬درس اللهوت والفلسفة وتتلمذ‬
‫على يد كانت وكان لطبه الشهية ف برلي بي عامي ‪1808 – 1807‬م عميق الثر ف‬
‫إحياء بروسيا بعد هزائمها على يد نابليون بونابرت القائد الفرنسي الشهي‪.‬‬
‫جورج فلهلم هيجل ‪1831 – 1770‬م وهو فيلسوف ألان كان من أكب الفلسفة تأثيا‬
‫ف فلسفات(*) عدة مثل الوجودية والاركسية والذرائعية ف مال الديالكتيك (الدل)(*)‬
‫وكان يعتقد أن الوجود الادي مظهر للروح‪.‬‬
‫آرثر شوبنهور ‪1860 – 1788‬م وهو فيلسوف ألان‪ ،‬تأثر كثيا بفلسفة أفلطون الثالية‬
‫وكانت من كتبه العال إرادة وفكرة وقد تأثر بالبوذية‪ ،‬لكنه ل يقبل مذهب(*) تناسخ‬
‫الرواح(*)‪.‬‬
‫ت‪.‬هـ‪ .‬جرين ‪1924 – 1836‬م وهو فيلسوف إنليزي‪ ،‬أثر تأثيا كبيا ف أكسفورد‪،‬‬
‫واهتم بشكل خاص بالربط بي الثالية والنصرانية وبي الثالية والفكار السياسية الرة‪.‬‬
‫ف‪.‬هـ‪ .‬برادل ‪1924 – 1846‬م وهو فيلسوف إنليزي‪ ،‬قال بأنه ينبغي علينا افتراض‬
‫وجود مطلق ياوز نطاق الفكر‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫إن جوهر القيقة روحي‪ ،‬والروح ل تستطيع أن تدرك نفسها إل ف علقتها بعنصر مادي‬
‫موضوعي‪ ،‬وهذا هو علة وجود الادة أو كما قال هيجل‪" :‬الاد مظهر تتبدّى به الروح"‪.‬‬
‫إن الرواح هي الفاعل وهي الت تلك إرادة‪.‬‬
‫إن الشياء الادية الحسوسة ليست سوى مموعات من الفكار على حد تعبي باركلي أو من‬
‫العطيات السية على حد تعبي من جاءوا بعده‪ .‬وإننا ل نستطيع أن نتصور الصفات الت‬
‫ننسبها إل الشياء الادية مردة من تربتنا السية لا‪.‬‬
‫إن الشياء الطبيعية الت ل يدركها النسان موجودة ف علم ال‪( ،‬باركلي)‪.‬‬
‫إن معرفتنا مقتصر على الظواهر‪ ،‬ول نستطيع معرفة الشياء ف ذاتا‪ ،‬كانت‪.‬‬
‫ترى الثالية أن الشر شيء عارض وعابر ف الياة؛ والدب الثال ياول الكشف دائما عن‬
‫الطبيعة الية والميلة للنسان‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫مؤسس الثالية جورج باركلي الفيلسوف اليرلندي كان راهبا(*) عاش طوال حياته متشبعا‬
‫بالفكر الدين مولعا بالفلسفة والفكر اللهوت‪ ،‬ومدافعا عن اليان الدين والدراك الفطري‬
‫السليم‪ .‬فضلً عن ماولته وهو ف منتصف عمره‪ ،‬إقامة جامعة لتخريج مبشرين بالنصرانية‪.‬‬
‫هذه الذور الدينية العميقة كان لا أكب الثر ف توجهه الفلسفي نو القول بالثالية‪ .‬وأنه ل‬
‫حقيقة إل للروح ولالقها‪ ،‬ال – تعال‪ -‬وأن الوجود الادي وجود ظاهري يس به النسان‬
‫ويدركه بعقله فقط‪ .‬ويظهر الثر الباشر لراء باركلي ف الفيلسوف كانت اللان‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ ‪:‬‬


‫انتشرت الثالية ف أوروبا عامة وألانيا بصفة خاصة‪.‬‬

‫يتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن الثالية مذهب(*) فلسفي‪ ،‬يرى أن العقل(*) هو أساس العرفة وأنه هو القيقة النهائية‪،‬‬
‫فالادة مظهر تتبدّى فيه الروح‪ ،‬والرواح هي الفاعل وهي الت تلك إرادة‪ ،‬كما يقول الذهب‬
‫النقدي عند الفيلسوف كانت‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬ترجة فؤاد كامل ورفاقه‪ ،‬دار القلم بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفلسفة الديثة‪ ،‬يوسف كرم – دار العارف – القاهرة‪.‬‬
Dialogues between Hylar and Philonour by G. Berkeley, -
.Collier, New York 1910
Philosophy of right. G. Hegel, tr. T.M. Knox O.U.P. -
.Oxford. 1942
.Hegel: A re – examination by J.N. Findlay, London 1958 -
History of Philosophy by F.C. Copleston Burns. London -
.1947
History of Modern Philosophy by H. Hoffoling, London -
.1956
‫الوجوديـة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الوجودية اتاه فلسفي يغلو ف قيمة النسان ويبالغ ف التأكيد على تفرده وأنه صاحب تفكي‬
‫وحرية وإرادة واختيار ول يتاج إل موجه‪ .‬وهي فلسفة عن الذات أكثر منها فلسفة(*) عن‬
‫الوضوع‪ .‬وتعتب جلة من التاهات والفكار التباينة الت تتعلق بالياة والوت والعاناة‬
‫والل‪ ،‬وليست نظرية فلسفية واضحة العال‪ .‬ونظرا لذا الضطراب والتذبذب ل تستطع إل‬
‫الن أن تأخذ مكانا بي العقائد والفكار‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫يرى رجال الفكر الغرب أن سورين كيكجورد ‪1855 – 1813‬م هو مؤسس الدرسة‬
‫الوجودية‪ .‬ومن مؤلفاته‪ :‬رهبة واضطراب‪.‬‬
‫أشهر زعمائها العاصرين‪ :‬جان بول سارتر الفيلسوف الفرنسي الولود سنة ‪1905‬م وهو‬
‫ملحد ويناصر الصهيونية له عدة كتب وروايات تثل مذهبه(*) منها‪ :‬الوجودية مذهب‬
‫إنسان‪ ،‬الوجود والعدم‪ ،‬الغثيان‪ ،‬الذباب‪ ،‬الباب الغلق‪.‬‬
‫ومن رجالا كذلك‪ :‬القس كبييل مارسيل وهو يعتقد أنه ل تناقض بي الوجودية والنصرانية‪.‬‬
‫كارل جاسبز ‪ :‬فيلسوف ألان‪.‬‬
‫بسكال بليز ‪ :‬مفكر وفيلسوف فرنسي‪.‬‬
‫وف روسيا‪ :‬بيد يائيف‪ ،‬شيسوف‪ ،‬سولوفييف‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫يكفرون بال ورسله وكتبه وبكل الغيبيات وكل ما جاءت به الديان(*) ويعتبونا عوائق‬
‫أمام النسان نو الستقبل‪ .‬وقد اتذوا اللاد مبدأ ووصلوا إل ما يتبع ذلك من نتائج مدمرة‪.‬‬
‫يعان الوجوديون من إحساس أليم بالضيق والقلق واليأس والشعور بالسقوط والحباط لن‬
‫الوجودية ل تنح شيئا ثابتا يساعد على التماسك واليان وتعتب النسان قد أُلقي به ف هذا‬
‫العال وسط ماطر تؤدي به إل الفناء‪.‬‬
‫يؤمنون إيانا مطلقا بالوجود النسان وتذونه منطلقا لكل فكرة‪.‬‬
‫يعتقدون بأن النسان أقدم شيء ف الوجود وما قبله كان عدما وأن وجود النسان سابق‬
‫لاهيته‪.‬‬
‫يعتقدون أن الديان والنظريات الفلسفية الت سادت خلل القرون الوسطى والديثة ل تل‬
‫مشكلة النسان‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬إنم يعملون لعادة العتبار الكلي للنسان ومراعاة تفكيه الشخصي وحريته‬
‫وغرائزه ومشاعره‪.‬‬
‫يقولون برية النسان الطلقة وأن له أن يثبت وجوده كما يشاء وبأي وجه يريد دون أن‬
‫يقيده شيء‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬إن على النسان أن يطرح الاضي وينكر كل القيود دينية كانت أم اجتماعية أم‬
‫فلسفية أم منطقية‪.‬‬
‫يقول الؤمنون منهم إن الدين(*) مله الضمي أمّا الياة با فيها فمقودة لرادة الشخص‬
‫الطلقة‪.‬‬
‫ل يؤمنون بوجود قيم ثابتة توجه سلوك الناس وتضبطه إنا كل إنسان يفعل ما يريد وليس‬
‫لحد أن يفرض قيما أو أخلقا معينة على الخرين‪.‬‬
‫أدى فكرهم إل شيوع الفوضى اللقية والباحية النسية والتحلل والفساد‪.‬‬
‫رغم كل ما أعطوه للنسان فإن فكرهم يتسم بالنطوائية الجتماعية والنزامية ف مواجهة‬
‫الشكلت التنوعة‪.‬‬
‫الوجودي الق عندهم هو الذي ل يقبل توجيها من الارج إنا يسيّر نفسه بنفسه ويلب نداء‬
‫شهواته وغرائزه دون قيود ول حدود‪.‬‬
‫لا الن مدرستان‪ :‬واحدة مؤمنة والخرى ملحدة وهي الت بيدها القيادة وهي القصودة‬
‫بفهوم الوجودية التداول على اللسنة فالوجودية إذا قائمة على اللاد‪.‬‬
‫الوجودية ف مفهومها ترد على الواقع التاريي وحرب على التراث الضخم الذي خلفته‬
‫النسانية‪.‬‬
‫تثل الوجودية اليوم واجهة من واجهات الصهيونية الكثية الت تعمل من خللا وذلك با تبثّه‬
‫من هدم للقيم والعقائد والديان‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫إن الوجودية جاءت كردّ فعل على تسلط الكنيسة(*) وتكمها ف النسان بشكل متعسف‬
‫باسم الدين(*)‪.‬‬
‫تأثرت بالعلمانية وغيها من الركات الت صاحبت النهضة الوروبية ورفضت الدين‬
‫والكنيسة‪.‬‬
‫تأثرت بسقراط الذي وضع قاعدة "اعرف نفسك بنفسك"‪.‬‬
‫تأثروا بالرواقيي(*) الذين فرضوا سيادة النفس‪.‬‬
‫كما تأثروا بختلف الركات الداعية إل اللاد والباحية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫ظهرت ف ألانيا بعد الرب العالية الول ث انتشرت ف فرنسا وإيطاليا وغيها‪ .‬وقد اتذت‬
‫من بشاعة الروب وخطورتا على النسان مبرا للنتشار السريع‪ .‬وترى حرية النسان ف‬
‫عمل أي شيء متحللً من كل الضوابط‪ .‬وهذا الذهب يعد اتاها إلاديّا يسخ الوجود‬
‫النسان ويلغي رصيد النسانية‪.‬‬
‫انتشرت أفكارهم النحرفة التحللة بي الراهقي والراهقات ف فرنسا وألانيا والسويد والنمسا‬
‫وإنلترا وأمريكا وغيها حيث أدت إل الفوضى اللقية والباحية النسية واللمبالة‬
‫بالعراف الجتماعية والديان‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الوجودية اتاه إلادي(*) يسخ الوجود النسان ويلغي رصيد النسانية من الديان‬
‫وقيمها الخلقية‪ .‬وتتلف نظرة السلم تاما عن نظرية الوجودية حيث يقرر السلم أن‬
‫هناك وجودا زمنيا بعن عال الشهادة ووجودا أبديّا بعن عال الغيب‪ .‬والوت ف نظر‬
‫السلم هو النهاية الطبيعية للوجود الزمن ث يكون البعث والساب والزاء والعقاب‪.‬‬
‫أما الفلسفة الوجودية فل تسلم بوجود الروح ول القوى الغيبية وتقوم على أساس القول‬
‫بالعدمية والتعطيل فالعال ف نظرهم وجد بغي داع ويضي لغي غاية والياة كلها سخف‬
‫يورث الضجر والقلق ولذا يتخلص بعضهم منها بالنتحار‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫الوجودية وواجهتها الصهيونية‪ ،‬د‪ .‬مسن عبد الميد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مباحث ف الثقافة السلمية‪ ،‬د‪ .‬نعمان السامرائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سقوط الضارة ‪ ،‬كولن ولسن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسات ف الفلسفة العاصرة‪ ،‬د‪ .‬زكريا إبراهيم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوجودية الؤمنة واللحدة‪ ،‬د‪ .‬ممد غلب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقائد الفكرين ف القرن العشرين‪ ،‬عباس ممود العقاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب العاصرة وموقف السلم منها‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن عمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفرويديـة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الفرويدية مدرسة ف التحليل النفسي أسسها اليهودي سيجموند فرويد ‪Sigmund‬‬
‫‪ Freud‬وهي تفسر السلوك النسان تفسيا جنسيّا‪ ،‬وتعل النس هو الدافع وراء كل‬
‫شيء‪ .‬كما أنا تعتب القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف أمام الشباع النسي ما يورث‬
‫النسان عقدا وأمراضا نفسية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫الؤسس وحياته‪:‬‬
‫ولد سيجموند فرويد ف ‪ 6‬مايو ‪1856‬م ف مدينة فريبورج بقاطعة مورافيا بتشيكوسلوفاكيا‬
‫الالية من والديْن يهوديي‪.‬‬
‫استقرت أسرة أبيه ف كولونيا بألانيا زمنا طويلً‪.‬‬
‫ولدت أمه بدينة برودي ف الزء الشمال من غاليسيا ولا شبت تزوجت من جاكوب فرويد‬
‫والد سيجموند فرويد حيث أنبت له سبعة أبناء‪.‬‬
‫ل رئيسيّا ليهود شرق أوروبا‪،‬‬
‫وغاليسيا مدينة ببولندا جاء منها والد فرويد وكانت معق ً‬
‫وبسبب ظروف الشغب رحلت السرة إل برسلو بألانيا وعمر سيجموند حينها ثلث‬
‫سنوات‪ ،‬ث رحلوا مرة أخرى إل فيينا حيث أمضى معظم حياته وبقي فيها إل سنة ‪1938‬م‬
‫حيث غادرها إل لندن ليقضي أيامه الخية فيها مصابا بسرطان ف خده وقد أدركته الوفاة‬
‫ف ‪ 23‬سبتمب ‪1939‬م‪.‬‬
‫تلقى تربيته الول وهو صغي على يدي مربية كاثوليكية دميمة عجوز متشددة كانت تصحبه‬
‫معها أحيانا إل الكنيسة(*) ما شكل عنده عقدة ضدّ السيحية(*) فيما بعد‪.‬‬
‫نشأ يهوديّا‪ ،‬وأصدقاؤه من غي اليهود نادرين إذ كان ل يأنس لغي اليهود ول يطمئن إليهم‪.‬‬
‫دخل الامعة عام ‪1873‬م وعقّب على ذلك بأنه يرفض رفضا قاطعا أن يشعر بالدونية‬
‫والجل من يهوديته‪ .‬لكن هذا الشعور الوهوم بالضطهاد ظل يلحقه على الرغم من احتلله‬
‫أرقى الناصب‪.‬‬
‫ف سنة ‪1885‬م غادر فيينا إل باريس وتتلمذ على شاركوت ‪ Charcot‬مدة عام حيث‬
‫كان أستاذه هذا يقوم بالتنوي الغناطيسي لعالة الستييا وقد أعجب فرويد به عندما أكّد له‬
‫بأنه ف حالة من حالت المراض العصبية ل بد من وجود اضطراب ف الياة النسية‬
‫للمريض‪.‬‬
‫أخذ يتعاون مع جوزيف بروير ‪1925 – 1842‬م وهو طبيب نساوي صديق لفرويد‪ ،‬وهو‬
‫فيزيولوجي ف الصل لكنه انتقل إل العمل الطب إذ كان من يستعملون التنوي الغناطيسي‬
‫أيضا‪.‬‬
‫بدأ الثنان باستعمال طريقة التحدث مع الرضى فنجحا بعض النجاح ونشرا أباثهما ف‬
‫عامي ‪ 1893‬و ‪1895‬م وصارت طريقتهما مزيا من التنوي والتحدث‪ ،‬ول يض وقت‬
‫طويل حت انصرف بروير عن الطريق كلها‪.‬‬
‫تابع فرويد عمله تاركا طريقة التنوي معتمدا على طريقة التحدث طالبا من الريض أن‬
‫يضطجع ويتحدث مفصحا عن كل خواطره‪ ،‬وساها طريقة (الترابط الر) سالكا طريق رفع‬
‫الرقابة عن الفكار والذكريات‪ ،‬وقد نحت طريقته هذه أكثر من الطريقة الول‪.‬‬
‫أخذ يطلب من مريضه أن يسرد عليه حلمه الذي شاهده ف الليلة الاضية‪ ،‬مستفيدا منه ف‬
‫التحليل‪ ،‬وقد وضع كتاب تفسي الحلم الذي نشره سنة ‪1900‬م‪ ،‬ث كتاب علم النفس‬
‫الرضي للحياة اليومية ث توالت كتبه وصار للتحليل النفسي مدرسة سيكولوجية صرية منذ‬
‫ذلك الي‪.‬‬
‫انضم عام ‪1895‬م إل جعية بناي برث أي أبناء العهد‪ ،‬وكان حينها ف التاسعة والثلثي من‬
‫عمره‪ ،‬وهذه المعية ل تقبل بي أعضائها غي اليهود‪.‬‬
‫كان يعرف تيودور هرتزل الذي ولد عام ‪1860‬م‪ ،‬كما سعيا معا لتحقيق أفكار واحدة‬
‫لدمة الصهيونية الت ينتميان إليها‪ ،‬مثل فكرة معاداة السامية الت ينشرها هرتزل سياسيّا‪،‬‬
‫ويللها فرويد نفسيّا‪.‬‬

‫من أصحابه وتلميذه‪:‬‬


‫لرنست جونز‪ ،‬مؤرخ السية الفرويدية‪ ،‬مسيحي(*) مولدا‪ ،‬ملحد فكرا‪ ،‬يهودي شعورا‬
‫ووجدانا‪ ،‬حت إنم خلعوا عليه لقب‪ :‬اليهودي الفخري‪.‬‬
‫أوتو رانك ‪1939 – 1884‬م قام بوضع نظرية تقوم أساسا على أفكار فرويد الصلية مع‬
‫شيء من التعديل الام‪.‬‬
‫الفرِد آدلر‪ :‬ولد ف فيينا ‪1937 – 1870‬م‪ ،‬وقد انضم إل جاعة فرويد مبكرا لكنه افترق‬
‫عنه بعد ذلك مؤسسا مدرسة ساها مدرسة علم النفس الفردي مستبدلً بالدوافع النسية عند‬
‫فرويد عددا من الدوافع الجتماعية مع التأكيد على الرادة القوية والجهودات الشعورية‪.‬‬
‫كارل جوستاف يونج ‪1961 – 1875‬م ولد ف زيوريخ‪ ،‬وهو مسيحي(*)‪ ،‬نصّبه فرويد‬
‫رئيسا للجمعية العالية للتحليل النفسي‪ ،‬لكنه خرج على أستاذه معتقدا بأن هذه الدرسة‬
‫التحليلية ذات جانب واحد وغي ناضجة‪ ،‬وكان لروجه أثر بالغ على فرويد‪ .‬وضع نظرية‬
‫السيكولوجيا التحليلية مشيا إل وجود قوة دافعة أكب هي طاقة الياة مؤكدا على دور‬
‫البات اللشعورية التصلة بالعِرق أو العنصر‪.‬‬

‫الفرويديون الحدثون‪:‬‬
‫حدث انسلخ كبي عن الفرويدية الصلية‪ ،‬وذلك عندما تكونت الفرويدية الديثة الت كان‬
‫مركزها مدرسة واشنطن للطب العقلي‪ ،‬وكذلك معهد إليام ألنسون هوايت ف الوليات‬
‫التحدة المريكية‪ ،‬وهي مدرسة تتميز بالتأكيد على العوامل الجتماعية معتقدة أن ملمح‬
‫النسان الساسية إيابية‪ ،‬وهم يلحّون على نقل التحليل النفسي إل علم الجتماع للبحث‬
‫عن أصول الوافز البشرية ف تلبية مطالب الوضع الجتماعي‪ ،‬ومن أبرز شخصياتم‪:‬‬
‫أريك فروم‪ :‬ظهر بي ‪1947 – 1941‬م‪ .‬كان ينظر إل النسان على أنه ملوق اجتماعي‬
‫بالدرجة الول بينما ينظر إليه فرويد على أنه ملوق مكتفٍ بذاته‪ ،‬تركه عوامل غريزية‪.‬‬
‫كارن هرون‪ :‬استعملت طريقة فرويد خسة عشر عاما ف أوروبا وأمريكا إل أنا أعادت‬
‫النظر فيها إذ وضعت نظرية جديدة ترر فيها التطبيق العلجي من كثي من القيود الت‬
‫تفرضها النظرية الفرويدية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فإن الفرويديي الحدثي ما يزالون متمسكي بأشياء كثية من نظرية‬
‫فرويد الصلية مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬أهية القوى النفعالية بوصفها مضادة للدفع العقلي والرتكاسات الشتراطية وتكوين‬
‫العادات‪.‬‬
‫‪ -2‬التداعي اللشعوري‪.‬‬
‫‪ -3‬الكبت والقاومة وأهية ذك ف التحليل أثناء العلج‪.‬‬
‫‪ -4‬الهتمام بالناعات الداخلية وأثرها على التكوين النفسي‪.‬‬
‫‪ -5‬التأثي الستمر للخبات الطفولية البكرة‪.‬‬
‫‪ -6‬طريقة التداعي الر‪ ،‬وتليل الحلم‪ ،‬واستعمال حقيقة النقل‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫السس النظرية‪:‬‬
‫السس الثلثة الت تركز عليها الدرسة التحليلية هي‪ :‬النس – الطفولة – الكبت‪ .‬فهي‬
‫مفاتيح السيكولوجية الفرويدية‪.‬‬
‫نظرية الكبت‪ :‬هي دعامة نظرية التحليل النفسي وهي أهم قسم فيه إذ إنه ل بد من الرجوع‬
‫إل الطفولة البكرة وإل الجمات اليالية الت يراد با إخفاء فاعليات العشق الذات أيام‬
‫الطفولة الول إذ تظهر كل الياة النسية للطفل من وراء هذه اليالت‪.‬‬
‫يعتب فرويد مص الصابع لدى الطفل نوعا من السرور النسي الفمي ومثل ذلك عض‬
‫الشياء‪ ،‬فيما يعد التغوط والتبول نوعا من السرور النسي الست كما أن الركات النتظمة‬
‫للرجلي واليدين عند الطفل إنا هي تعبيات جنسية طفولية‪.‬‬
‫اللبيدو ‪ Libido‬طاقة جنسية أو جوع جنسي‪ ،‬وهي نظرية تعتمد على أساس التكوين‬
‫البيولوجي للنسان الذي تعتبه حيوانا بشريا فهو يرى أن كل ما نصرح ببه أو حب القيام‬
‫به ف أحاديثنا الدارجة يقع ضمن دائرة الدافع النسي‪ .‬فالنس عنده هو النشاط الذي‬
‫يستهدف اللذة وهو يلزم الفرد منذ مولده إذ يصبح الداة الرئيسية الت تربط الطفل بالعال‬
‫الارجي ف استجابته لنبهاته‪.‬‬
‫الدفع‪ :‬يقول بأن كل سلوك مدفوع‪ ،‬فإل جانب الفعال الرادية الت توجهها الدوافع‬
‫والتمنيات هناك الفعال غي الرادية أو العارضة‪ .‬فكل هفوة مثلً ترضي تنيا وكل نسيان‬
‫دافعه رغبة ف إبعاد ذلك الشيء‪.‬‬
‫الشلل أو العمى لديه قد يكون سببه الروب من حالة صعبة يعجز النسان عن تقيقها‪ ،‬وهذا‬
‫يسمى انقلب الرغبة إل عرض جسدي‪.‬‬
‫اللم عنده هو انراف عن الرغبة الصلية الستكنة ف أعماق النفس وهي رغبة مكبوتة‬
‫يقاومها صاحبها ف مستوى الشعور ويعيدها إل اللشعور‪ ،‬وأثناء النوم عندما تضعف الرقابة‬
‫تأخذ طريقها باحثة لا عن مرج‪.‬‬
‫يتكلم فرويد عن تطبيق مبدأين ها اللذة والواقع‪ ،‬فالنسان يتجه بطبيعته نو مبدأ اللذة‬
‫العاجلة لباشرة الرغبة لكنه يواجه بقائق الطبيعة الحيطة به فيتجنب هذه اللذة الت تلب له‬
‫آلما أكب منها أو يؤجل تقيقها‪.‬‬
‫يفترض فرويد وجود غريزتي ينطوي فيهما كل ما يصدر عن النسان من سلوك وها غريزة‬
‫الياة وغريزة الوت‪ .‬غريزة الياة تتضمن مفهوم اللبيدو وجزءً من غريزة حفظ الذات‪ ،‬أما‬
‫غريزة الوت فتمثل نظرية العدوان والدم موجهة أساسا إل الذات ث تنتقل إل الخرين‪.‬‬
‫الرب لديه إنا هي ماولة جاعية للبقاء على الذات نفسيا‪ ،‬والذي ل يارب إنا يعرض‬
‫نفسه لتاه العدوان إل الداخل فيفن نفسه بالصراعات الداخلية‪ ،‬فالول به أن يفن غيه‬
‫إذن‪ ،‬والنتحار هو مثل واضح لفشل الفرد ف حفظ حياته‪ .‬وهذا الفهوم إنا يعطي تبيرا‬
‫يريح ضمائر اليهود أصحاب السلوك العدوان الدمر‪.‬‬
‫اللشعور‪ :‬هو مستودع الدوافع البدائية النسية وهو مقر الرغبات والاجات النفعالية‬
‫الكبوتة الت تظهر ف عثرات اللسان والخطاء الصغية والفوات وأثناء بعض الظاهر الغامضة‬
‫لسلوك النسان‪ .‬إنه مستودع ذو قوة ميكانيكية دافعة وليس مرد مكان تلقى إليه الفكار‬
‫والذكريات غي الامة‪.‬‬
‫الـ (هو)‪ :‬مموعة من الدوافع الغريزية الوجودة لدى الطفل عند ولدته الت تتاج إل‬
‫الشعور الوجه‪ ،‬وهي غرائز يشترك فيها النس البشري بكافة‪ .‬إنا باطن النفس‪ ،‬وقد نتجت‬
‫عن (النا) إل أنا تبقى مزوجة با ف العماق أي حينما تكون (النا) ل شعورية‪ ،‬وهي‬
‫تشمل القوى الغريزية الدافعة‪ ،‬فإذا ما كبتت هذه الرغبات فإنا تعود إل الـ (هو) (‪.)Ego‬‬

‫(النا)‪ :‬بعد قليل من ميلد الطفل يزداد شعورا بالواقع الارجي فينفصل جزء من مموعة‬
‫الدوافع الـ (هي) لتصبح ذاتا ووظيفتها الرئيسية هي اختيار الواقع حت يستطيع الطفل بذلك‬
‫تويل استجاباته إل سلوك منظم يرتبط بقائق الواقع ومقتضياته‪ ،‬إنا ظاهرة النفس الت ترتبط‬
‫بالحيط‪.‬‬
‫(النا العليا)‪ :‬هي الضمي الذي يوجه سلوك الفرد والانب الكب منه ل شعوري وهو ما‬
‫نسميه بالضمي أو الوجدان الخلقي‪ ،‬لا زواجر وأوامر تفرضها على (النا)‪ ،‬وهي سة‬
‫خاصة بالنسان‪ ،‬إذ إنا أمور حتمية صادرة من العال الداخلي‪.‬‬
‫النقل‪ :‬وهي أن الريض قد ينقل حبّه أو بغضه الكبوت ف أعماق الذكريات إل الطبيب مثلً‬
‫خلل عملية العالة‪ .‬وقد تعرض بروير لب واحدة من اللوات كان يعالهن إذ نقلت‬
‫عواطفها الكبوتة إليه‪ ،‬فكان ذلك سببا ف انصرافه عن هذه الطريقة بينما تابع فرويد عمله‬
‫بعالة الواحدة منهن بنقل عواطفها مرة أخرى والوصول با إل الواقع‪.‬‬
‫استفاد كثيا من عقدة أوديب تلك السطورة الت تقول بأن شخصا قد قتل أباه وتزوج أمه‬
‫وأنب منها وهو ل دري‪ .‬ولا علم بقيقة ما فعل سل عينيه‪ ،‬فقد استغلها فرويد ف‬
‫إسقاطات نفسية كثية واعتبها مركزا لتحليلته الختلفة‪.‬‬
‫شخصية النسان هي حصيلة صراع بي قوى ثلث‪ :‬دوافع غريزية‪ ،‬واقع خارجي‪ ،‬ضمي‪،‬‬
‫وهي أمور رئيسية تتحدد بشكل ثابت بانتهاء الوقف الوديب حوال السنة الامسة أو‬
‫السادسة من العمر‪.‬‬

‫الثار السلبية للفرويدية‪:‬‬


‫ل ترد ف كتب وتليلت فرويد أية دعوة صرية إل النلل – كما يتبادر إل الذهن –‬
‫وإنا كانت هناك إياءات تليلية كثية تتخلل الفاهيم الفرويدية تدعو إل ذلك‪ .‬وقد استفاد‬
‫العلم الصهيون من هذه الفاهيم لتقديها على نو يغري الناس بالتحلل من القيم وييسر لم‬
‫سبله بعيدا عن تعذيب الضمي‪.‬‬
‫كان يتظاهر باللاد ليعطي لتفكيه روحا علمانية‪ ،‬ولكنه على الرغم من ذلك كان غارقا ف‬
‫يهوديته من قمة رأسه إل أخص قدميه‪.‬‬
‫كان يناقش فكرة معاداة السامية وهي ظاهرة كراهية اليهود‪ ،‬هذه النغمة الت يعزف اليهود‬
‫عليها لستدرار العطف عليهم‪ ،‬وقد ردّ هذه الظاهرة نفسيا إل اللشعور وذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ -1‬غية الشعوب الخرى من اليهود لنم أكب أبناء ال وآثرهم عنده حاشا ل‪.‬‬
‫‪ -2‬تسّك اليهود بطقس التان الذي ينبه لدى الشعوب الخرى خوف الصاء ويقصد‬
‫بذلك النصارى لنم ل يتتنون‪.‬‬
‫‪ -3‬كراهية الشعوب لليهود هو ف الصل كراهية للنصارى السيحيي(*)‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫النقل إذ أن الشعوب الت ُتنِل الضطهاد النازي باليهود إنا كانت شعوبا وثنية(*) ف الصل‪،‬‬
‫ث تولت إل النصرانية بالقوة الدموية‪ ،‬فصارت هذه الشعوب بعد ذلك حاقدة على النصرانية‬
‫لكنها بعد أن توحدت معها نقلت القد إل الصل الذي تعتمد عليه النصرانية أل وهو‬
‫اليهودية‪.‬‬
‫يركن إل إشباع الرغبة النسية‪ ،‬وذلك لن النسان صاحب الطاقة النسية القوية والذي ل‬
‫تسمح له النصرانية إل بزوجة واحدة؛ إما أن يرفض قيود الدنية ويتحرر منها بإشباع رغباته‬
‫النسية وإما أن يكون ذا طبيعة ضعيفة ل يستطيع الروج على هذه القيود فيسقط صاحبها‬
‫فريسة للمرض النفسي ونبا للعقد النفسية‪.‬‬
‫يقول بأن المتناع عن التصال النسي قبل الزواج قد يؤدي إل تعطيل الغرائز عند الزواج‪.‬‬
‫عقد فصلً عن تري العذرة وقال بأنا تمل مشكلت وأمراضا لكل الطرفي‪ ،‬واستدل على‬
‫ذلك بأن بعض القوام البدائية كانت تقوم بإسناد أمر فض البكارة لشخص آخر غي الزوج‪،‬‬
‫وذلك ضمن احتفال وطقس رسي‪.‬‬
‫لقد برّر عشق الحارم لن اليهود أكثر الشعوب مارسة له بسبب انغلق متمعهم الذي يرم‬
‫الزواج على أفراده خارج دائرة اليهود‪ ،‬وهو يرجع هذا التحري إل قيود شديدة كانت تغل‬
‫الروح وتعطلها‪ ،‬وهو بذلك يساعد اليهود أولً على التحرر من مشاعر الطيئة كما يسهل‬
‫للخرين اقتحام هذا الباب الطي بإسقاط كل التحريات واعتبارها قيودا وأغللً وهية‪ .‬وقد‬
‫استغل اليهود هذه النظرية وقاموا بإنتاج عدد من الفلم النسية الفاضحة الت تعرض ناذج‬
‫من الزن بالحارم‪.‬‬
‫ل يعتب التصعيد أو العلء – كما يسميه – إل طريقا ضعيفا للتخلص من ضغط الدافع‬
‫النسي إذ أن هذا الطريق لن يتيسر خلل مرحلة الشباب إل لقلّة ضئيلة من الناس وف فترات‬
‫متقطعة وبأكب قدر من العنت والشقّة ‪ ،‬أما الباقون – وهم الغالبية العظمى – فليس أمامهم‬
‫إل الرض النفسي يقعون صرعاه‪ .‬كما أن أصحاب التصعيد هؤلء إنا هم ضعاف يضيعون ف‬
‫زحة الماهي الت تنع إل السي بإرادة مسلوبة وراء زعامة القوياء‪.‬‬
‫ف كفاحه ضد القيود‪ ،‬والوامر العليا الوجهة إل النفس‪ ،‬صار إل ماربة الدين(*) واعتباره‬
‫لونا من العصاب النفسي الوسواسي‪.‬‬
‫تطورت فكرة اللوهية لديه على النحو التال‪:‬‬
‫‪ -1‬كان الب هو السيد الذي يلك كل الناث ف القبيلة ويرمها على ذكورها‪.‬‬
‫‪ -2‬قام البناء بقتل الب‪ ،‬ث التهموا جزءً نيئا من لمه للتوحد معه لنم يبونه‪.‬‬
‫‪ -3‬صار هذا الب موضع تبجيل وتقدير باعتباره أباهم أصلً‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن ث اختاروا حيوانا مرهوبا لينقلوا إليه هذا التبجيل فكان اليوان هو الطوطم(*)‪.‬‬
‫‪ -5‬الطوطمية أول صورة للدين ف التاريخ البشري‪.‬‬
‫‪ -6‬كانت الطوة الول بعد ذلك هي التطوّر نو الله(*) الفرد‪ ،‬فتطورت معها فكرة الوت‬
‫الذي صار بذا العتبار خطوة إل حياة أخرى يلقى النسان فيها جزاء ما قدم‪.‬‬
‫‪ -7‬ال – إذن – هو بديل الب أو بعبارة أصح هو أب عظيم‪ ،‬أو هو صورة الب كما‬
‫عرفها الرء ف طفولته‪.‬‬
‫نلص من هذا إل أن العقائد الدينية – ف نظره – أوهام ل دليل عليها‪ ،‬فبعضها بعيد عن‬
‫الحتمال ول يتفق مع حقائق الياة‪ ،‬وهي تقارن بالذيان‪ ،‬ومعظمها ل يكن التحقق من‬
‫صحته‪ ،‬ولبدّ من ميء اليوم الذي يصغي فيه النسان لصوت العقل(*)‪.‬‬
‫حديثه عن الكبت فيه إياءات قوية وصارخة بأن الوقاية منه تكمن ف النطلق والتحرر من‬
‫كل القيود‪ ،‬كما يرم الدانة اللقية على أي عمل يأتيه الريض مركّزا على الثار النفسية‬
‫الترتبة على هذه الدانة ف توريثه العقد الختلفة ما يرفه عن السلوك السوي‪.‬‬
‫ما ساعد على انتشار أفكاره ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكر الداروين الذي أرجع النسان إل أصول حيوانية مادية‪.‬‬
‫‪ -2‬التاه العقلن الذي ساد أوروبا حينذاك‪.‬‬
‫‪ -3‬الفكر العلمان الذي صبغ الياة بثورته ضد الكنيسة (*) أو ًل وضد الفاهيم الدينية ثانيا‪.‬‬
‫‪ -4‬اليهود الذين قدّموا فكرة للنسانية باستخدام متلف الوسائل العلمية بغية نشر الرذيلة‬
‫والفساد وتسهيل ذلك على ضمي البشرية ليسهل عليهم قيادة هذه الرعاع من الشعوب‬
‫اللهثة وراء النس‪ ،‬التحللة من كل القيود والقيم‪.‬‬
‫من أكب الثار الدمرة لراء فرويد‪ ،‬أن النسان حي كان يقع ف الث كان يشعر بالذنب‬
‫وتأنيب الضمي‪ ،‬فجاء فرويد لييه من ذلك‪ ،‬ويوهه بأنه يقوم بعمل طبيعي ل غبار عليه‪،‬‬
‫وبالتال فهو ليس باجة إل توبة‪ ،‬وبذلك أضفى على الفساد صفة أخلقية إذا صح التعبي‪.‬‬
‫ألّف نو ثلثي كتابا ف الدراسات النفسية من أشهرها‪ :‬الذات والذات السفلى والطواطم(*)‬
‫والحرمات وتفسي الحلم‪ ،‬وثلث مقالت ف النظرية السية والمراض النفسية النتشرة ف‬
‫الياة اليومية‪ .‬وكلها تدور – من زوايا متلفة‪ -‬حول موضوع واحد مكرر فيها جيعا هو‬
‫التفسي النسي للسلوك البشري‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫لقد دخل التنوي الغناطيسي إل حقل العلم والطب على يد مسمر ‪Mesmer 1780‬م إل‬
‫أنه قد مزج بكثي من الدجل ما نزع بالطباء إل أن ينصرفوا عنه انصرافا دام حت أيام‬
‫مدرست باريس ونانسي‪.‬‬
‫لقد كان الدكتور شاركوت ‪Charcot 1825 – 1893‬م أبرز شخصيات مدرسة‬
‫باريس‪ ،‬إذ كان يعال الصابي بالستييا عن طريق التنوي الغناطيسي(*)‪.‬‬
‫من تلميذ شاركوت بيي جانه ‪ Pierr Janet‬الذي اهتم بالفعال العصبية غي الشعورية‬
‫والت ساها الليات العقلية‪.‬‬
‫ساهت مدرسة نانسي بفرنسا ف التنوي الغناطيسي العتدل وقالت إنه أمر يكن أن يدث‬
‫لكل السوياء‪ ،‬ذلك لنه ليس إل حالة انفعال وتلقّ منشؤها الياء‪ ،‬وقد استعملته هذه‬
‫الدرسة ف معالة الالت العصبية‪.‬‬
‫أما فرويد فقد أخذ السس النظرية من سبقه‪ ،‬وأدخل أفكاره ف تليل التنوي الغناطيسي‬
‫باستخدام طريقة التداعي الرّ‪ .‬لكن لذا الوجه العلميّ الظاهر وجه آخر هو التراث اليهودي‬
‫الذي استوحاه فرويد واستخلص منه معظم نظرياته الت قدمها للبشرية خدمة لهداف‬
‫صهيون‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫بدأت هذه الركة ف فيينا‪ ،‬وانتقلت إل سويسرا‪ ،‬ومن ث عمت أوروبا‪ ،‬وصارت لا مدارس‬
‫ف أمريكا‪.‬‬
‫وقد حلت اليام هذه النظرية إل العال كله عن طريق الطلب الذين يذهبون إل هناك‬
‫ويعودون لنشرها ف بلدهم‪.‬‬
‫تلقي هذه الركة اعتراضات قوية من عدد من علماء النفس الغربيي اليوم‪.‬‬
‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الفرويدية تدعو إل التحرر من كل القيود لنا تسبب العقد النفسية والضطرابات‬
‫العصبية‪ ،‬وبذلك تريد للمجتمع أن يكون بل دين(*) ول أخلق (*) ول تقاليد فتتسع هوة‬
‫الرذيلة والفساد وتسهل لليهود السيطرة على الشعوب التحللة خدمة لهداف الصهيونية‪.‬‬
‫وبطبيعة الال فإنا تنادي بأن الدين الذي يضع الضوابط لطاقة النس ل يستحق التباع ول‬
‫يستوجب الحترام‪.‬‬
----------------------------
: ‫مراجع للتوسع‬
‫ سوين – ترجة أحد عبد العزيز سلمة‬.‫ تأليف ريتشارد م‬،‫ علم المراض النفسية والعقلية‬-
.‫م‬1979 – ‫– دار النهضة العربية – القاهرة‬
– 4 ‫ فاخر عاقل – دار العلم للمليي – بيوت – ط‬.‫ تأليف د‬،‫ مدارس علم النفس‬-
.‫م‬1979
‫ صبي جرجس – عال الكتاب‬.‫ تأليف د‬،‫ التراث اليهودي الصهيون ف الفكر الفرويدي‬-
.‫م‬1970 ‫– طبعة‬
.‫م‬1917 ‫ تأليف سيجموند فرويد – طبعة‬،‫ كتاب تاريخ حركة التحليل النفسي‬-
Brown, J.A.C. Freud and The post-0Freudians, Penguin Books London -
.1962
Munroe, r.L. Schools of Psycho-analytic Thought, Mutchinson Medical -
.Publications- London 1957
Fundametals of Behavior Pathology by richard M. Suninn- New York -
.1970
Bakan. D. “Sigmund Freud and the Jewish Mystical Tradition”. Van -
.Nostrand, New York 1958
.Encyclopedia Britannica, 1965 edition, Vol 1,2,3,4,9,17,21,24 -
‫الذرائعية (البجاتية)‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الذرائعية مذهب(*) فلسفي اجتماعي يقول بأن القيقة توجد ف جلة التجربة النسانية‪ :‬ل ف‬
‫الفكر النظري البعيد عن الواقع‪ .‬وأن العرفة آلة أو وظيفة ف خدمة مطالب الياة‪ ،‬وأن صدق‬
‫قضية ما ‪ :‬هو ف كونا مفيدة للناس‪ ،‬وأن الفكر ف طبيعته غائي‪.‬‬
‫وقد أصبحت الذرائعية طابعا ميزا للسياسة المريكية وفلسفة العمال المريكية كذلك‪ ،‬لنا‬
‫تعل الفائدة العملية معيارا للتقدم بغض النظر عن الحتوى الفكري أو الخلقي أو العقائدي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫نشأت الذرائعية (البجاتية) كمذهب عملي ف الوليات التحدة المريكية مع بداية القرن‬
‫العشرين‪ :‬وقد وجدت ف النظام الرأسال الر الذي يقوم على النافسة الفردية‪ ،‬خي تربة‬
‫للنمو الزدهار‪.‬‬
‫ومن أبرز رموز الذهب وأغلبهم من المريكيي‪:‬‬
‫تشارلس بيس ‪1914 – 1839‬م ويعد مبتكر كلمة البجاتية ف الفلسفة العاصرة‪ .‬عمل‬
‫ماضرا ف جامعة هارفارد المريكية‪ ،‬وكان متأثرا بدارون ووصل إل مثل آرائه‪ ..‬وكان أثره‬
‫عميقا ف الفلسفة المريكيي الذين سنذكرهم فيما يلي‪:‬‬
‫وليم جيمس ‪1910 – 1842‬م وهو عال نفسي وفيلسوف أمريكي من أصل سويدي بن‬
‫مذهب الذرائعية البجاتية على أصول أفكار بيس ويؤكد أن العمل والنفعة ها مقياس صحة‬
‫الفكرة ودليل صدقها‪ .‬كان كتابه الول‪ :‬مبادئ علم النفس ‪1890‬م الذي أكسبه شهرة‬
‫واسعة ث توالت كتبه‪ :‬موجز علم النفس ‪1892‬م وإرادة العتقاد ‪1897‬م وأنواع التجربة‬
‫الدينية ‪1902‬م والباجاتية ‪1907‬م وكون متكثر ‪1909‬م يعارض فيه وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويؤكد جيمس ف كتبه الدينية أن العتقاد الدين صحيح لنه ينظم حياة الناس ويبعث فيهم‬
‫الطاقة‪.‬‬
‫جون ديوي ‪1952 – 1856‬م فيلسوف أمريكي‪ ،‬تأثر بالفلسفة الذرائعية‪ ،‬وكان له تأثي‬
‫واسع ف الجتمع المريكي وغيه من الجتمعات الغربية‪ ،‬إذ كان يعتقد أن الفلسفة(*) مهمة‬
‫إنسانية قلبا وقالبا وعلينا أن نكم عليها ف ضوء تأثرها الجتماعي أو الثقاف‪.‬‬
‫كتب ف فلسفة ما بعد الطبيعة (اليتافيزيقا) (*) وفلسفة العلوم والنطق(*) وعلم النفس وعلم‬
‫المال والدين(*)‪.‬‬
‫وأهم مؤلفاته‪ :‬دراسات ف النظرية النطقية ‪1903‬م‪ ،‬وكيف تفكر ‪ 1910‬والعقل الالق‬
‫‪1917‬م والطبيعة النسانية والسلوك ‪1922‬م وطلب اليقي ‪1929‬م‪.‬‬
‫شيلر ‪1937 – 1864‬م وهو فيلسوف بريطان‪ ،‬كان صديقا لوليم جيمس‪ ،‬وتعاطف معه‬
‫ف فلسفة الذرائعية‪ :‬وقد آثر أن يطلق على آرائه وموقفه‪ :‬الذهب النسان أو الذهب‬
‫الرادي(*)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫من أهم أفكار ومعتقدات الذهب الذرائعي (البجاتية) ما يلي‪:‬‬
‫إن أفكار النسان وآراءه ذرائع يستعي با على حفظ بقائه أولً ث السي نو السمو والكمال‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫إذا تضاربت آراء النسان وأفكاره وتعارضت كان أحقها وأصدقها أنفعها وأجداها‪ ،‬والنفع‬
‫هو الذي تنهض التجربة العملية دليلً على فائدته‪.‬‬
‫إن العقل خُلق أداة للحياة ووسيلة لفظها وكمالا‪ ،‬فليست مهمته تفسي عال الغيب‬
‫الجهول‪ ،‬بل يب أن يتوجه للحياة العملية الواقعية‪.‬‬
‫العتقاد الدين ل يضع للبيئات العقلية‪ :‬والتناول التجريب الوحيد له هو آثاره ف حياة‬
‫النسان والجتمع إذ يؤدي إل الكمال‪ ،‬با فيه من تنظيم وحيوية‪.‬‬
‫النشاط النسان له وجهتان‪ :‬فهو عقل‪ ،‬وهو أداة‪ ،‬ونوه كعقل ينتج العلم‪ ،‬وحي يتحقق‬
‫كإرادة يتجه نو الدين(*)‪ ،‬فالصلة بي العلم والدين ترد إل الصلة بي العقل والرادة‪.‬‬

‫تقوي الذرائعية‪:‬‬
‫تعرضت الذرائعية لنتقادات معينة‪ ،‬وعرضت على أنا تبير لخلقيات رجال العمال‬
‫المريكيي‪.‬‬
‫أما عن فكرة العتقاد فمن رأي جيمس "أنا مفيدة لنا صادقة" و"أنا صادقة لنا مفيدة"‪.‬‬
‫وقد أنكر معظم الدارسي هذه العادلة إذ أن موقف جيمس يسمح بصدق الفكرة لنا "مفيدة‬
‫ونافعة" لشخص ما‪ ،‬ويكذبا لعدم وجودها عند الخرين‪.‬‬
‫وهكذا فإن جيمس طرح القيقة على أنا لعبة ذاتية للفكار الت تستهوي النسان فائدتا‪:‬‬
‫فيعتقد ف صدقها‪.‬‬
‫إن الذرائعية اندثرت كحركة فكرية فردية‪ ،‬ولكنها كمجموعة أفكار ما زالت تعمل ف الفكر‬
‫البشري‪ ..‬ومن أهم آثار هذه الفكار تفسي الفكر والعن على أنما من أشكال السلوك النائي‬
‫عند النسان‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫إن البجاتية أو الذرائعية ثورة ضد الفكر النظري البعيد عن الواقع وعن النسان خاصة‬
‫والذي ل يدم النسان ف حياته العملية‪ .‬أما كلمة (برجاتية) فكانت قليلة الستعمال ف اللغة‬
‫النكليزية ول تكن تستعمل مطلقا ف سياق الديث الفلسفي‪ ،‬حت أدخلها الفيلسوف‬
‫المريكي بيس عام ‪1878‬م كقاعدة منطقية‪ :‬معرفا البجاتية بأنا النظرية القائلة‪" :‬بأن‬
‫الفكرة إنا تنحصر فيما نتصوره لا من أثر على مسلك الياة"‪.‬‬
‫وقد استعار وليم جيمس ورفاقه الذرائعيون هذا الصطلح وأعطوه معان جديدة وفق ما‬
‫أوضحناه ف أفكار ومعتقدات الذهب‪ .‬مؤكدين على أن كل شيء حت الفكر‪ ،‬ل بد أن‬
‫يفهم ف ضوء الغرض النسان‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫تأسس الذهب(*) ف الوليات التحدة المريكية‪ ،‬ث انتقل إل أوروبا وبريطانيا بشكل خاص‪.‬‬

‫يتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن الذرائعية أو الباجاتية مذهب فلسفي نفعي يرى أن القيقة توجد من خلل الواقع العملي‬
‫والتجربة النسانية‪ ،‬وأن صدق قضية ما يكمن ف مدى كونا مفيدة للناس‪ ،‬كما أن أفكار‬
‫الناس هي مرد ذرائع يستعي با النسان لفظ بقائه ث البحث عن الكمال‪ .‬وعندما تتضارب‬
‫الفكار فإن أصدقها هو النفع والجدى‪ ،‬والعقل ل يلق لتفسي الغيب الجهول‪ ،‬ولذا فإن‬
‫العتقاد الدين ل يضع للبينات العقلية‪ .‬ولا كان نشاط النسان يتمثل ف العقل والرادة‪،‬‬
‫وكان العقل(*) ينتج العلم‪ ،‬وحينما يتحقق العلم كإرادة يتجه نو الدين(*)‪ ،‬لذا فإن الصلة‬
‫بي العلم والدين ترجع إل الصلة بي العقل والرادة‪ .‬وماطر هذا الذهب الفلسفي على‬
‫العقيدة واضحة جلية فهو مذهب يبذ إلغاء دور العقل ف الفادة من معطيات النقل أو‬
‫الوحي(*)‪ .‬وقد رأينا ف واقعنا العاصر كيف أفلست الذرائعية كما أفلست سواها من‬
‫الفلسفات الادية(*) وعجزت عن إسعاد النسان بعدما أدت إل تأجيج سعار الادية‪،‬‬
‫وأهدرت القيم والخلق السامية الت دعت إليها جيع الديان السماوية‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬ترجة فؤاد كامل ورفاقه – دار القلم – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العلوم الجتماعية‪ ،‬د‪ .‬أحد زكي بدوي – مكتبة لبنان – بيوت –‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفلسفة الديث‪ ،‬يوسف كرم – دار العارف – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الفلسفة الديثة‪ ،‬أحد أمي وزكي نيب ممود – مطبعة لنة التأليف والنشر –‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫مراجع أجنبية ‪:‬‬
‫‪Philosophy of John Dewey: by P.A Schelop, Chicago -‬‬
‫‪.1951‬‬
‫‪.The Will to Belive: By W. James Dever New York -‬‬
‫‪John Dewey an Intellectual Portriat: by S. Hook Day, -‬‬
‫‪.New York. 1939‬‬
‫‪History of Philosophy: by F.C. Coplestion, Burns London -‬‬
‫‪.1947‬‬
‫‪History of Modern Philosophy by H. Hoffding London -‬‬
‫‪.1956‬‬
‫الروحية الديثة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الروحية الديثة دعوة هدامة وحركة مغرضة مبنية على الشعوذة‪ .‬تدّعي استحضار أرواح‬
‫الوتى(*) بأساليب علمية وتدف إل التشكيك ف الديان(*) والعقائد وتبشر بدين جديد‬
‫وتلبس لكل حالة لباسها‪ .‬ظهرت ف بداية هذا القرن ف أمريكا ومن ورائها اليهود ث انتشرت‬
‫ف العالي العرب والسلمي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫ل يعرف لا مؤسس ف أوروبا وأمريكا ولكن الدعوة إليها قد نشطت ف بداية هذا القرن‬
‫اليلدي من قبل عدة شخصيات منها‪:‬‬
‫‪ -‬جان آثر فندل وكتابه الشهور‪ :‬على حافة العال الثيي‪.‬‬
‫‪ -‬أدين فردريك باورز وكتابه الشهور‪ :‬ظواهر حجرة تضي الرواح‪.‬‬
‫‪ -‬آثر كونان دويل ف كتابه‪ :‬حافة الجهول‪.‬‬
‫‪ -‬اليهودي العروف‪ :‬دافيد جيد‪.‬‬
‫‪ -‬السيدة وود سث‪.‬‬
‫كما ظهرت لا ف تلك البلد عدة مؤسسات مثل‪( :‬العهد الدول للبحث الروحي) بأمريكا‬
‫و(جعية مارلبورن الروحية) بإنلترا‪.‬‬
‫أما ف العال السلمي فقد تمس لا عدة أشخاص وحلوا رايتها منهم‪:‬‬
‫الستاذ أحد فهمي أبو الي أمي عام (المعية الصرية للبحوث الروحية) وقد أصدر ملة‬
‫عال الروح وهي الناطقة باسم هذه الدعوة الدامة‪ ،‬وقد بدأ نشاطه منذ سنة ‪1937‬م وقام‬
‫بترجة كتاب فندل وباورز سابقي الذكر‪.‬‬
‫الستاذ وهيب دوس الحامي ت ‪1958‬م وهو رئيس المعية الذكورة‪.‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الليل راضي رئيس (جعية الهرام الروحية) له كتاب بعنوان مشاهدات ف جعية‬
‫لندن الروحية‪.‬‬
‫حسن عبد الوهاب وكان سكرتيا للجمعية لفترة ث اكتشف زيف الروحية الديث وأزاح‬
‫ال عن عينيه غشاوة الضلل واكتشف ما ف هذه الدعوة الاكرة من سوم وثبت له يقينا‬
‫الشخصيات الت تضر ف جلسات التحضي وتزعم أنا أرواح من سبقونا من الهل‬
‫والحباب إن هي إل شياطي وقرناء من الن يلبسون على الناس ما يلبسون‪.‬‬
‫الشاعر اللبنان حليم دموس الذي كان يقدس روحّا نصرانيا اسه د‪ .‬داهش ويرفعه إل مقام‬
‫النبوة(*) وله مقالت ف ملة عال الروح بعنوان ‪ :‬الرسالة الدهشية‪ .‬ود‪ .‬داهش له أتباع ف‬
‫لبنان وربا خارجه كما أن له كتابات يجد فيها الرسول ‪ r‬ويؤمن برسالته الاتة‪ .‬وقد أنكر‬
‫بعض أتباع د‪ .‬داهش أن يكون قد ادعى النبوة بعناها الدين السلمي‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫يقولون بأنم يضرون الرواح(*) ويستدعون الوتى لستفتائهم ف مشكلت الغيب‬
‫ومعضلته والستعانة بم ف علج مرضى البدان والنفوس والرشاد عن الجرمي والكشف‬
‫عن الغيب والتنبؤ بالستقبل‪.‬‬
‫يزعمون أن هذه الرواح تساعدهم ف كشف الرائم والدللة على الثار القدية كما يدعون‬
‫أنم يعالون مرضى النفوس من هذه الرواح كذلك‪.‬‬
‫يدعون أنم يستطيعون التقاط صور لذه الرواح بالشعة تت المراء‪.‬‬
‫ياولون إضفاء الانب العلمي على عملهم وهو ف الواقع ل يرج عن كونه شعوذة وخداعا‬
‫وتأثيا مغناطيسيا على الاضرين‪ ،‬واتصالً بالن‪.‬‬
‫يقومون بذا التحضي ف حجرات خاصة شبه مظلمة وف ضوء أحر خافت وكل ما يدّعونه‬
‫من التجسد للرواح وماطبتها ل يراه الاضرون وإنا ينقله إليهم الوسيط وهو أهم شخص‬
‫ف العملية‪.‬‬
‫"الوسيط" عندهم يرى غي النظور ويسمع غي السموع ويتلقى الكتابة التلقائية وله قدرة على‬
‫التواصل عن بعد (التلباثي)(*)‪.‬‬
‫ل يثبتون للنبياء والرسل عليهم الصلة والسلم إل هذه الوساطة فقط‪.‬‬
‫يتحكمون ف حضور جلسة التحضي(*) من حيث الكم والنوع وإذا وجد نساء يكون‬
‫اللوس‪ :‬رجل‪ ،‬امرأة‪ … ،‬كما يعزفون الوسيقا أحيانا وكل هذا لصرف أذهان الضور عن‬
‫حقيقة ما يري‪ ،‬ويزعمون أن لكل جلسة روحا حارسا يرسها‪.‬‬
‫يعتقدون أن معجزات النبياء هي ظواهر روحية كالت تري ف غرفة تضي الرواح(*)‬
‫ويقولون أن بإمكانم إعادة معجزات النبياء‪.‬‬
‫يرفضون الوحي(*) ويقولون إنه ليس ف الديان(*) ما يصح الركون إليه ويسخرون من‬
‫التديني‪.‬‬
‫يقولون بأن إلهم أظهر من إله(*) الرسل وأقل صفات بشرية وأكثر صفات إلية‪.‬‬
‫يلوحون بشعارات براقة كالنسانية والخاء والرية(*) والساواة للتمويه على السذج‬
‫والبسطاء‪.‬‬
‫كل عملهم منصب على زعزعة العقائد الدينية والعايي اللقية‪.‬‬
‫يدّعون أن الرواح الت تاطبهم تعيش ف هناء وسعادة رغم أنا كافرة ليهدموا بذلك عقيدة‬
‫البعث والزاء ويقولون إن باب التوبة مفتوح بعد الوت كذلك‪ ،‬وأن النة والنار حالة عقلية‬
‫يسمها الفكر ويصنعها اليال‪.‬‬
‫عندهم نصوص كثية تجد الشيوعيي والوثنيي(*) والفراعنة والنود المر ويقولون إنم‬
‫أقوى الرواح‪.‬‬
‫يبرون الرائم بأن أصحابا مبورون عليها وبالتال ل يعاقبون‪.‬‬
‫يسعون لضمان سيطرة اليهودية على العال لتقوم دولتهم على أنقاض الراب الشامل‪.‬‬
‫أعلنت ملة سينتفك أمريكان عن جائزة مالية ضخمة لن يقيم الجة على صدق الظواهر‬
‫الروحية ولكنها ل تزال تنتظر من يفوز با وكذلك الال بالنسبة للجائزة الت وضعها الساحر‬
‫المريكي دنر لنفس الغرض… وهذا من أكب الدلة على بطلنا‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫ثبت أن للروحية اتصالت شخصية وفكرية بالاسونية وشهود يهوه‪ .‬كما أن نوادي الروتاري‬
‫تشجع هذه الظاهرة وتد لا يد الساعدة وتتول ترويها‪ ،‬كما أنا تأثرت باليهودية ف كثي‬
‫من معتقداتا‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬


‫لا نفوذ غريب وخاصة ف أمريكا وأوروبا إذ ل تكاد تلو مدينة من فرع لذه الدعوة وهناك‬
‫كثي من الصحف والجلت الت تتكلم باسها‪ .‬وف أمريكا يوجد الركز العالي للبحوث‬
‫الروحية‪ ،‬وكذلك ف العال العرب والسلمي فإن سرعة انتشارها تدعو إل العجب وخاصة‬
‫ف مصر حيث توجد لا عدة جعيات وهناك عدة ملت وصحف أخرى تروج لا مثل‪ :‬ملة‬
‫صباح الي‪ ،‬أخر ساعة‪ ،‬الصور‪ ،‬القتطف‪ ،‬وصحيفة الهرام فضلً عن ملة عال الروح‬
‫الاصة با‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أنه رغم التفسيات التنوعة الت يتناقلها علماء معاصرون عن الروح فإن أمرها من عال الغيب‬
‫كما ذكر القرآن الكري (قل الروح من أمر رب) وقد قام الدكتور عبد ال اليسون (آرثر‬
‫اليسون رئيس قسم الندسة الكهربائية واللكترونية بامعة سيت البيطانية) بإجراء تارب‬
‫معملية استخدم فيها جهاز "كيبلي" الذي يصور الالة حول السم فأثبت أن النوم هو الوت‬
‫والروح ترج من السم ف الالتي غي أنا تعود ف حالة النوم ول تعود ف حالة الوت وف‬
‫ذلك يقول تعال‪( :‬ال يتوف النفس حي موتا والت ل تت ف منامها فيمسك الت قضى‬
‫عليها الوت ويرسل الخرى إل أجل مسمى إن ف ذلك ليات لقوم يتفكرون) [سورة‬
‫الزمر‪ ،‬آية‪.]42 :‬‬
‫والذي يدعيه بعض علماء الغرب من تضي أرواح(*) الوتى كذب وضلل قائم على السحر‬
‫والشعوذة والتصال بالن والشياطي ول يثبت بأي حال‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫مشاهدات ف جعية لندن الروحية‪ ،‬د‪ .‬علي عبد الليل راضي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظواهر حجرة تضي الرواح‪ ،‬ترجة أحد فهمي أبو الي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫على حافة العال الثيي‪ ،‬ترجة أحد فهمي أبو الي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حافة الجهول‪ ،‬آرثر كونان دويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الروحية الديثة دعوة هدامة‪ ،‬د‪ .‬ممد ممد حسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الفلسفية العاصرة‪ ،‬ساح رافع ممد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من الدارس الدبية‬
‫‪-1‬السلمية ف الدب‬
‫‪-2‬الكلسيكية‬
‫‪-3‬الرومانسية‬
‫‪-4‬الرمزية‬
‫‪-5‬الداثة‬
‫‪-6‬الواقعية‬
‫‪-7‬العدمية‬
‫‪-8‬البناسية "مذهب الفن للفن"‬
‫‪-9‬النطباعية "التأثرية "‬
‫‪-10‬الوجودية‬
‫‪-11‬التعبيية‬
‫‪-12‬العبثية‬
‫‪-13‬البنيوية‬
‫‪-14‬السريالية‬
‫‪-15‬اليتافيزيقية‬
‫السلمية ف الدب‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫● السلمية (ف الدب) هي انطلق الديب ف العملية البداعية من رؤية أخلقية تبز‬
‫مصداقيته ف اللتزام بتوظيف الدب لدمة العقيدة والشريعة والقيم وتعاليم السلم‬
‫ومقاصده‪ ،‬وتبي إيابيته عند معالة قضايا العصر والياة‪ ،‬الت ينفعل با الديب انفعالً‬
‫مستمرا‪ ،‬فل يصدر عنه إل نتاج أدب متفق مع أخلق السلم وتصوراته ونظرته الشاملة‬
‫للكون والياة والنسان‪ ،‬ف إطار من الوضوح الذي يبلور حقيقة علقة النسان بالديان(*)‪،‬‬
‫وعلقته بسائر الخلوقات فرادى وجاعات‪ ،‬وبشكل ل يتصادم مع حقائق السلم‪ ،‬ول‬
‫يالفها ف أي جزئية من جزئياتا ودقائقها‪.‬‬

‫· معيار السلمية‪:‬‬
‫‪ -‬ينطوي التعريف التقدم‪ ،‬على مموعة معايي متكاملة‪ ،‬يؤدي توافرها إل صيورة العمل‬
‫الدب متسما بالسلمية‪ ،‬وبعض هذه العايي موضوعي يتعلق بوهر العمل وبعضها عضوي‬
‫أو شكلي يتعلق بإطار التعبي عن العمل‪ ،‬بيث يتفاعل كل منهما مع الغاية من العمل الدب‬
‫المثل للسلمية‪ ،‬وأهم هذه العايي‪ :‬اللتزام والصداقية والوضوح واليابية والقدرة‬
‫والستمرارية‪.‬‬

‫‪ -1‬اللتزام ‪:‬‬
‫ويعن وجوب تقيد الديب بإشاعة الرؤية العقدية ف تيار العمل الدب التدفق خدمة للعقيدة‬
‫والشريعة(*) والقيم السلمية والخلق (*) وكليات السلم ومقاصده‪ ،‬وأهدافه العامة‬
‫وبشرط أل يالف الحساس الفطري بقائق السلم‪.‬‬

‫‪ -2‬الصداقية‪:‬‬
‫وتعن قدرة الديب على إعطاء التلقي إحساسا صادقا ف كافة أعماله الدبية بأنا قد صدرت‬
‫عن تصور إسلمي‪ ،‬ودعوة إل مكارم الخلق‪ ،‬وإشاعة الي والعروف‪ ،‬ونأي عن كل ما‬
‫هو منكر وغي مألوف ف الوجدان السلمي‪ ،‬فإذا كانت بعض أعمال الديب فقط هي الت‬
‫تتسم بالصداقية السلمية‪ ،‬فإن ذلك ل يكفي لرفعه إل مصاف أنصار السلمية‪.‬‬

‫‪ -3‬الوضوح ‪:‬‬
‫السلمية جوهر ومظهر‪ ،‬أو مضمون وشكل‪ ،‬لذا يب أن يكون مضمون العمل وشكله معا‬
‫من الوضوح‪ ،‬ف الدللة على السلمية‪ ،‬بيث يتسن لي متلقٍ‪ ،‬أن يصنف الديب‪ ،‬بسهولة‪،‬‬
‫ضمن أنصار السلمية‪ ،‬بجرد إطلعه على ممل أعماله‪.‬‬

‫‪ -4‬اليابية‪:‬‬
‫وتعن أنه ل يكفي ف الديب النتمي إل السلمية‪ ،‬أن يلتزم بالتصور العقدي السلمي‪ ،‬ول‬
‫يالفه‪ ،‬بل يب عليه فضلً عن ذلك‪ ،‬أن يكون إيابيا ف توجهه‪ ،‬فيقف مع السلم‪ ،‬ويدافع‬
‫عنه‪ ،‬ويتصدى لناهضيه‪ ،‬فكرا وقولً وعملً وسلوكا‪ ،‬فالسلمية تستلزم اتاذ الديب موقفا‬
‫ل تدع ظروف الال شكا ف دللته على دفاع صاحبه عن عقيدته ف كل الظروف‬
‫والحوال‪.‬‬

‫‪ -5‬القدرة ‪:‬‬
‫وتعن قدرة الديب على إفراغ العمل الدب ف الطار الشكلي الذي يدم الوضوع‪ ،‬ويناسب‬
‫الضمون‪ ،‬ويشد القارىء ويقنع التلقي بوجه عام‪.‬‬

‫‪ -6‬الستمرارية‪:‬‬
‫وتعن وجوب قيام الديب النتمي للسلمية بتعميق انتمائه باستمرار‪ ،‬فإن أصبح غي قادر‬
‫على العطاء السلمي‪ ،‬فيجب أل يصدر عنه ما يعارض صراحة أو ضمنا أعماله السابقة الت‬
‫تتسم بالسلمية‪ ،‬وقد يكون للستمرارية معن أخص‪ ،‬بالنسبة لن كانوا غي ملتزمي من قبل‬
‫ث انتموا للسلمية‪ ،‬إذ تعن الستمرارية عدم عودتم إل مثل ما كانوا عليه قبل التزامهم‪ ،‬وقد‬
‫نلمح هذا عند كعب بن زهي وحسان بن ثابت وغيها من الشعراء الخضرمي(*)‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫· كعب بن زهي رضي ال عنه ‪:‬‬


‫من المكن توسيع دائرة السلمية ف الدب لتبدأ بكعب بن زهي‪ ،‬ذلك أن السلمية إطار‬
‫عام‪ ،‬ل يكن نسبته إل شخص بعينه أو زمن بعينه ف العال السلمي‪ ،‬وعندما جاهد بعض‬
‫علماء السلم ف سبيل تكوين مدرسة للدب السلمي فإنم ف القيقة‪ ،‬كانوا يريدون‬
‫التعبي عن مضمون أعمق من مرد الطار الشخصي هو النعة السلمية ف الدب أو ف‬
‫كلمة واحدة "السلمية ‪ "Islamism‬وهي نزعة يكن أن نلمحها من لظة إلقاء‬
‫رسول(*) ال ‪ r‬بردته على كعب بن زهي عندما أنشده قصيدته اللمية ف مدحه ‪ ،r‬فسر‬
‫بالتزامه ومصداقيته‪ ،‬وصحح له الشطرة الت تقول‪" :‬مهند من سيوف الند مسلول" إل "مهند‬
‫من سيوف ال مسلول" فهذا شعر ذو هدف نبيل وغاية شريفة ف مال الدعوة بل غلوٍ (*)‬
‫ول تاوز‪ ،‬وهي نزعة حبذها الزمشري ف الكشاف بعبارات جلية‪.‬‬

‫· حسان بن ثابت رضي ال عنه‪:‬‬


‫حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكان من الشعراء الخضرمي(*) الذين‬
‫حضروا الاهلية(*) والسلم‪ ،‬وقد أسلم مع السابقي من الزرجيي‪ ،‬ومنذ شرح ال صدره‬
‫للسلم وهو شاعر العقيدة الذي يسجل أحداث السلمي‪ ،‬ويجد غزوات الرسول‪ ،‬ويرد‬
‫على شعراء الشركي بزالة‪ ،‬قال النثر(*) والنظر ف بيان عظمة السلم والدعوة إل التأدب‬
‫بآدابه والعمل بأحكامه ‪ ،‬وقد سفه قريشا ف أشعاره‪ ،‬ونوّه بالقرآن الكري كمصدر أول‬
‫للتشريع السلمي وأساسا لشريعة الق ونب الدى‪ ،‬وبي بلء دور الدب ف بيان حقائق‬
‫السلم‪ ،‬وقال أفضل أشعاره يوم قريظة وف غزوة الحزاب وف رثائه لنبينا ممد ‪ r‬بي أن‬
‫قيمة السلم تكمن ف التوحيد‪.‬‬

‫· عبد ال بن رواحة رضي ال عنه‪:‬‬


‫كان أحد شعراء الرسول صلى ال عليه وسلم الثلثة الذين نافحوا عن الرسالة‪ ،‬ورغم أنه‬
‫استشهد ف السنة الثامنة من الجرة(*)‪ ،‬وأن ما وصل إلينا من شعره كان قليلً‪ ،‬إل أن ما‬
‫كتبه كان يسد أهم قيم السلم كالشجاعة النابعة من أعماقه‪ ،‬والب لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬والرص على التمسك بالدين والدفاع عنه‪ ،‬وطاعة ال تعال ورسوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ولذا فقد كان عبد ال بن رواحة ‪ -‬بق – رائد شعر الهاد(*) السلمي‪،‬‬
‫تشهد على ذلك أشعاره‪ .‬يقول الدكتور ممد بن سعد الشويعر‪" :‬من اللفتات النبوية الكرية‬
‫استمد عبد ال بن رواحة التوجه إل الطريق المثل‪ ،‬الذي يب أن يسلكه الشعر السلمي‪،‬‬
‫والطار الذي يسن أن يبز فيه‪ :‬صدق ف التعبي‪ ،‬وسلمة ف القصد‪ ،‬وعدم الفحش ف ذكر‬
‫الثالب‪ ،‬أو النيل من العراض‪ ،‬واعتدال ف القول"‪.‬‬

‫· عمر بن الطاب رضي ال عنه‪:‬‬


‫ربا كان العقاد من أكثر الكتاب التزاما بالسلمية ف الدب‪ ،‬ف مواجهة تيار التغريب الذي‬
‫قاده طه حسي‪ ،‬ولذا فإن كلم العقاد له وزنه ف هذا الصدد وما قاله ف عبقرية عمر‪:‬‬

‫كان عمر بن الطاب أديبا مؤرخا فقيها (ص ‪ )344‬عظيم الشغف بالشعر والمثال‬
‫والطرف الدبية‪ ،‬وكان يروي الشعر ويتمثل به‪ ،‬ول يزل عمر الليفة هو عمر الديب طوال‬
‫حياته‪ ،‬ل ينكر من الشعر إل ما ينكره السؤول عن دين(*)‪ ،‬أو القاضي التحرز المي‪ ،‬ولذا‬
‫فقد نى عن التشبيب بالحصنات‪ ،‬ونى عن الجاء‪ ،‬وأعجبته الشعار الت تنطوي على معان‬
‫سامية‪ ،‬دعى إليها السلم‪ ،‬وكان يرى أن للشعر غاية تعليمية تربوية فقد كتب إل أب موسى‬
‫الشعري قائلً‪ :‬مر من قبلك بتعلم الشعر فإنه يدل على معال الخلق وصواب الرأي‬
‫ومعرفة النساب‪ ..‬وقال لبنه يا بن‪ ..‬احفظ ماسن الشعر يسن أدبك‪ ..‬فإن من ل يفظ‬
‫ماسن الشعر ل يؤد حقا ول يقترف أدبا‪.‬‬

‫وف معايي السلمية قال‪" :‬ارووا من الشعر أعفه ومن الديث أحسنه‪ ..‬فمحاسن الشعر تدل‬
‫على مكارم الخلق وتنهي عن مساويها"‪.‬‬

‫وما يؤكد تصور السلمية ف الدب عنده رضي ال عنه‪ ،‬أنه عزل النعمان بن عدي عندما‬
‫تاوز ف شعره غايات السلم ومقاصده‪ ،‬بالرغم من أنه كان أحد ولته‪ ،‬ول يقبل اعتذاره‬
‫وتعلله بأنه مرد شاعر ول يصنع شيئا ما رواه ف إحدى قصائده البنية على الغزل الفاحش‪،‬‬
‫كما سجن الطيئة عندما هجا الزبرقان بن بدر‪ ،‬فلم يكن لثل عمر أن يفعل غي ذلك‬
‫فالسلمية التزام إجباري إن صح التعبي‪ ،‬وإذا كانت السلمية التزام فإنا تستلزم السؤولية‪.‬‬

‫· عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه‪:‬‬


‫يعتب عمر بن عبد العزيز من أبرز مؤسسي السلمية على الطلق لنه ل يكتف بالديث‬
‫عن وجوب اللتزام والتقيد التام بالسلم عند مباشرة العالة الدبية‪ ،‬بل قدم أسلوبا عمليّا‬
‫لذلك‪ ،‬ف موقف كان يكن أن يتقبل فيه الناتج الدب النطوي على مدحه ولكنه قدم درسا‬
‫تطبيقيا ف اليلولة دون تطي الدب غاية السلمية فقد منع الشعراء أن يدحوه‪ ،‬فلما أل‬
‫عليه كثي بن عبد الرحن ف إنشاده‪ ،‬وضع معيار القيقة كأساس لقبول ساع البداع‬
‫الشعري‪ ،‬فقد قال لكثي ‪ :‬نعم‪ .‬ول تقل إل حقا‪.‬‬

‫وما يؤكد عدم تساهل عمر بن عبد العزيز ف التزام الدب بالخلق(*) والهداف السامية‬
‫قصته الشهورة مع الشعراء عندما تول اللفة(*) وقيل له إنم بالباب يريدون الثول بي يديه‪.‬‬
‫وعندما توسط أحد جلسائه للشعراء وأخبه أن الرسول ‪ ، r‬قد سع الشعر وأجاز الشعراء‬
‫سأل من بالباب من الشعراء‪ ،‬وعندما أخب بأسائهم رفضهم واحدا تلو الخر مع تبيان أسباب‬
‫الرفض باستشهاد من أشعارهم ول يدخل إل جريرا حيث وجده أقل الجموعة فحشا‪.‬‬
‫· ابن قتيبة وآخرون‪:‬‬
‫فضل ابن قتيبة الشعر الذي ينطوي على فائدة ف العن‪ ،‬سواء تعلق هذا العن بالقيم الدينية أو‬
‫اللقية أو الكم‪ .‬ومثله كذلك مهلهل بن يوت بن الزرع وابن وكيع التنيئسي والثعالب‬
‫وعمرو بن عبيد‪ ،‬ومسكوية وابن شرف القيوان وابن حزم الذي نى عن الغزل وغال ف‬
‫وضع القيود على الدب لتحقيق السلمية حسبما تصورها‪ ،‬رغم أنه خرج على ذلك أحيانا‬
‫كثية ف طوق المامة‪ .‬ول شك أن الشعر مرد فن من فنون الدب ولكن ضوابطه السلمية‬
‫ومعاييها بشأنه تصلح لكل فروع الدب‪.‬‬

‫· علي أحد باكثي‪:‬‬


‫يوصف بأنه من طلئع السلمية ف الدب ف مال الشعر والقصة والسرحية‪ ،‬وكان لنشأته‬
‫وبنائه الفكري واتساع أفقه وتنوع مصادره الثقافية أكب الثر ف تكوين شخصيته وقلمه‪،‬‬
‫ولذا كتب السرحية الديثة عن فهم ووعي وعن دراسة وتعمق ف معرفة أصول الصنعة‬
‫السرحية‪.‬‬
‫ولقد كان الوجه الرئيسي لباكثي ف فنه الدب هو عقيدته السلمية وقيمها وتصوراتا‬
‫الصائبة للحياة‪ .‬يقول د‪ .‬نيب الكيلن عن مسرحيته حبل الغسيل إنا كانت صرخة شجاعة‬
‫أدانت فساد النهج(*) وعفن الدارة وانراف الؤسسات الشعبية حينما استبد الشيوعيون‬
‫بقاليد المور ف مصر ف النصف الول من عقد الستينات‪ ،‬حيث صنعوا من الشعارات‬
‫واجهة للبلد بينما هم يستغلونه وينفذون مططا موحى به إليهم من سادتم خارج البلد وف‬
‫ذلك إدانة للفكر الاركسي وتربته الشينة بصر‪.‬‬

‫· مصطفى صادق الرافعي ‪:‬‬


‫كانت السلمية ف أدبه تيارا متدفقا‪ ،‬فقرظ ممود سامي البارودي شعره اللتزم‪ ،‬وأثن عليه‬
‫مصطفى لطفي النفلوطي‪ ،‬وحيّاه الشيخ ممد عبده قائلً‪" :‬أسأل ال أن يعل للحق من‬
‫لسانك سيفا يحق الباطل" وقد كان‪ .‬ففي كافة مؤلفاته وأشعاره ودراساته ونثره‪ ،‬جعل‬
‫السلم غايته وخدمة عقيدة التوحيد مقصده وبغيته‪ .‬وقد وقف أمام مؤامرات النليز ضد‬
‫السلم ومؤامرات الصهيونية ف فلسطي ومؤامرات الذين أرادوا إحياء العامية والقضاء على‬
‫اللغة العربية‪ ،‬وأبرز قضايا السلمية عند الرافعي هي قضية إعجاز القرآن الكري‪ ،‬وقضية‬
‫البلغة النبوية وقضية القالت(*) السلمية‪.‬‬

‫· أحد شوقي‪:‬‬
‫كانت السلمية واضحة ف بعض أشعار أحد شوقي‪ ،‬ول يكن يلتزم ف هذه الشعار‬
‫بالقاصد السلمية فقط‪ ،‬بل إنه خاض بعض معارك الدفاع عن البادىء السلمية وقضاياه‪،‬‬
‫فقد بيّن أن الرب ف السلم ل تكن حرب عدوان وإنا كانت حرب جهاد(*) ودفاع‪،‬‬
‫وبيّن أن السراء كان بالروح والسد معا‪ ،‬وربط بي الفاهيم الدينية وبي قضايا النضال‬
‫واليقظة والتحرر ودافع عن الفضائل السلمية والرية(*) والنظام والشورى‪ ،‬ويكن القول‬
‫كذلك أن حافظ إبراهيم رغم ثقافته الزهرية التواضعة وأحد مرم شاعر العروبة والسلم‬
‫كانا يستظلن كذلك بظل السلمية ف أدائهما اللتزم‪.‬‬

‫· ممد إقبال‪:‬‬
‫وفكرة السلمية عند الشاعر ممد إقبال ‪1873‬م تستلزم توافر ثلث مراحل‪ :‬الول‪:‬‬
‫الوقوف على القاصد الشرعية الت بيّنها الدين(*) السلمي فهي حقائق أبدية ل تتغي‪ ،‬والثانية‬
‫الهاد(*) الدين ف سبيل تقيقها كل ف ماله‪ ،‬وعلى الديب أن يعتصم ف سبيل ذلك بالصب‬
‫وهذا يستلزم النقياد التام لمر ال تعال عن عقيدة ثابتة وإيان راسخ‪ ،‬وماربة نوازع النفس‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬انطلق الذوات السلمية كلها لتحقيق أهداف المة السلمية‪.‬‬

‫· الشيخ أبو السن علي السن الندوي‪:‬‬


‫ف ‪ 2‬ربيع الول ‪1405‬هـ (‪24/11/1984‬م) أعلن الشيخ الديب والفكر الداعية أبو‬
‫السن علي السن الندوي ف لقاء ضم الكثي من مفكري وأدباء العال السلمي عن ولدة‬
‫رابطة الدب السلمي‪ ،‬الت أعطت الدب السلمي كيانا متميزا عن بقية الذاهب الدبية‬
‫الخرى‪ ،‬على أنه يب ملحظة أن مفهوم السلمية سبق العلن عن الرابطة بسني طويلة‪،‬‬
‫فإنا ند الدعوة للدب السلمي ف كتابات الداعية والديب سيد قطب حينما كان يشرف‬
‫على باب الدب ف الريدة الت كان يرأس تريرها ف مصر عام ‪1952‬م‪ .‬وندها أيضا ف‬
‫كتابات أخيه ممد قطب عام ‪1961‬م وخاصة ف كتابه منهج الفن السلمي‪ ،‬وندها أيضا‬
‫عند الدكتور نيب الكيلن سنة ‪1963‬م ف كتابه‪ :‬السلمية والذاهب الدبية‪ ،‬وندها‬
‫أيضا عند الدكتور عماد الدين خليل عام ‪1392‬هـ (‪1972‬م) ف كتابه‪ :‬النقد السلمي‬
‫العاصر وكتابه‪ :‬ماولت جديدة ف النقد السلمي الذي أصدره عام ‪1401‬هـ (‬
‫‪1982‬م) وف كتابه‪ :‬فن الدب السلمي العاصر دراسة وتطبيق وف كتاباته الدبية الت‬
‫سبقت نشر هذا الكتاب ومنذ عام ‪1961‬م ف ملة‪ :‬حاضرة السلم الدمشقية‪.‬‬

‫ولذا فإن الشيخ أبا السن علي السن الندوي رئيس جامعة ندوة العلماء ف الند ورئيس‬
‫رابطة الدب السلمي العالية يعتب أحدث دعاة السلمية والؤسسي لا‪ ،‬وإنه وإن كانت‬
‫الرابطة ل تتشح باسم السلمية متخذة اسم الدب السلمي‪ ،‬إل أن المر مرد اصطلح‪،‬‬
‫ول مشاحة ف الصطلحات‪.‬‬

‫· الدكتور عبد الرحن رأفت الباشا‪:‬‬


‫‪ -‬رحه ال – نائب رئيس الرابطة للبلد العربية‪ ،‬وكان أستاذا للدب والنقد ف جامعة المام‬
‫ممد بن سعود السلمية‪ ،‬ويعتب من أوائل من نظر للسلمية ودافع عن الدب السلمي‪.‬‬

‫· الدكتور عبد القدوس أبو صال‪:‬‬


‫أستاذ الدب والنقد ف جامعة المام ممد بن سعود السلمية ونائب رئيس الرابطة ورئيس‬
‫مكتب البلد العربية‪.‬‬

‫· الشيخ ممد الرابع الندوي‪:‬‬


‫نائب رئيس الرابطة ورئيس مكتب الند‪.‬‬

‫· الستاذ ممد حسن بريغش‪:‬‬


‫أمي سر الرابطة للبلد العربية وعضو ملس الفتاء ف الرابطة‪.‬‬

‫· الدكتور عدنان رضا النحوي ‪:‬‬


‫الشاعر والديب السعودي وعضو ملس أمناء رابطة الدب السلمي العالية‪.‬‬

‫· الستاذ ممد قطب‪:‬‬


‫الفكر والداعية العروف‪ ،‬والستاذ ف جامعة اللك عبد العزيز وعضو الشرف ف الرابطة‪ ،‬فقد‬
‫تابع جهود شقيقه سيد قطب – رحه ال – ف السلمية ف الدب‪.‬‬

‫· الدكتور عبد الباسط بدر‪:‬‬


‫الستاذ ف الامعة السلمية بالدينة النورة‪ ،‬وأمي سر ملس أمناء الرابطة‪.‬‬

‫· الدكتور حسن المران‪:‬‬


‫(مغرب)‪ :‬عضو رابطة الدب السلمي ورئيس ترير ملة الشكاة الت تعن بالدب‬
‫السلمي‪.‬‬

‫· الدكتور ممد مصطفى هدارة‪:‬‬


‫(مصري) عضو الرابطة والستاذ ف جامعة السكندرية‪ ..‬وهو أول من أظهر حقيقة‬
‫مذهب(*) الداثة الفكري والدب وأهدافه الدامة‪.‬‬

‫· الدكتور عبد الرحن العشماوي‪:‬‬


‫وهو يعتب أبرز الصوات الشابة اللتزمة بالسلم والدافعة عن القضايا السلمية والتصور‬
‫اليان‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫● جعل التصور السلمي الصحيح للنسان والكون والياة‪ ،‬أهم أركان العمل الدب أيّا‬
‫كان نوعه‪.‬‬
‫اللتزام بالتصور السلمي‪ ،‬ل يعن التوجيه القسري على غرار ما يفرضه أصحاب التفسي‬
‫الادي للتاريخ(*) وإنا هو أخذ النفس البشرية بالتصور السلمي للحياة ف سائر فنون‬
‫الدب‪ ،‬وبذا تتميز السلمية عن فكرة اللتزام عند كل من الواقعية والشتراكية(*)‬
‫والوجودية‪ ،‬فاللتزام عند الول هو اللتزام بقضايا الماهي حسب الفهوم الاركسي النهار‪،‬‬
‫واللتزام عند الثانية – ف النثر فقط دون الشعر – بقضايا الرية حسب الفهوم الوجودي‬
‫فحسب‪.‬‬

‫● التعبي الؤثر‪ ،‬له أهية ف مال الدب ول يستغن عنه بجة سلمة الضمون‪ ،‬وبذلك يتميز‬
‫الدب عن الكلم العادي‪ ،‬فذلك ما يقق غاية السلمية‪.‬‬
‫وغاية السلمية هي وجود أدب هادف‪ ،‬فالديب السلم ل يعل الدب غاية لذاته كما يدعو‬
‫أصحاب مذهب‪( :‬الفن للفن) وإنا يعله وسيلة إل غاية‪ ،‬وهذه الغاية تتمثل ف ترسيخ اليان‬
‫بال عز وجل ‪ ،‬وتأصيل القيم الفاضلة ف النفوس‪.‬‬

‫● حرية التفكي والتعبي من متطلبات البداع(*) والصدق الدب وهي وسيلة لثراء الدب‬
‫كما وكيفا‪.‬‬

‫● وقد وضع السلم حدودا للحرية(*) ف كل مالتا‪ ،‬ومنها مال الدب إذ إنه ل يعترف‬
‫برية القول الت منحت للدباء وغيهم إذ رأى فيها خطرا يهدد سلمة الجتمع وأمنه‬
‫العقدي أو الخلقي أو الجتماعي أو القتصادي‪.‬‬

‫● الدب طريق مهم من طرق بناء النسان الصال والجتمع الصال وأداة من أدوات الدعوة‬
‫إل ال والدفاع عن الشخصية السلمية‪.‬‬
‫● السلمية حقيقة قائمة قديا وحديثا وهي تبدأ من القرآن الكري والديث النبوي‪،‬‬
‫ومعركة شعراء الرسول(*) صلى ال عليه وسلم مع كفار قريش‪ ،‬وتتد إل عصرنا الاضر‬
‫لتسهم ف الدعوة إل ال وماربة أعداء السلم والنحرفي عنه‪.‬‬

‫● السلمية هي أدب الشعوب السلمية على اختلف أجناسها ولغاتا‪ ،‬وخصائصها هي‬
‫الصائص الفنية الشتركة بي آداب الشعوب السلمية كلها‪.‬‬

‫● ترفض السلمية أي ماولة لقطع الصلة بي الدب القدي والدب الديث بدعوى التطور‬
‫أو الداثة أو العاصرة وترى أن الدب الديث مرتبط بذوره القدية‪.‬‬

‫● ترفض السلمية الذاهب(*) الدبية الت تالف التصور السلمي والدب العرب الزور‪،‬‬
‫والنقد الدب البن على الجاملة الشبوهة أو القد الشخصي‪ ،‬كما ترفض اللغة الت يشوبا‬
‫الغموض وتكثر فيها الصطلحات الدخيلة والرموز الشبوهة وتدعو إل نقد واضح بناء‪.‬‬

‫● تستفيد السلمية من الجناس الدبية جيعها شعرا ونثرا ول ترفض أي شكل من أشكال‬
‫التعبي‪ ،‬وتعن بالضمون الذي يدد طبيعة الشكل اللئم للداء‪.‬‬

‫● والسلمية ف الدب تأب النراف عن القيود الواردة ف تعريف السلمية‪ ،‬فهي كما‬
‫يقول أحد الباحثي تأب مثلً "تأليه النسان (كلسيكيا)‪ ،‬وإغراقه الذات النان (رومنسيا)‪،‬‬
‫وتجيد لظات الضعف البشري (واقعيّا‪ ،‬وتصوير النراف الفكري أو النفسي أو الخلقي‬
‫(وجوديّا)" فليس ثة عبث وليس ثة حرية أخلقية مطلقة من كل قيد كما يرى (سارتر)‬
‫وليس ثة تناقضات نفسية ل ناية لا تنتهي دائما بالضياع كما يرى (ديستوفيسكي)‪.‬‬

‫● والسلمية إطار واقعي للعمل الدب‪ ،‬فهي ليست مالً لتحقيق اليال الامح أو التعبي‬
‫عن شطحات منبتة الصلة بالواقع‪ ،‬وواقع السلمية أنا فكرة غائية عقدية‪ ،‬وغايتها ليست‬
‫تقيق مصلحة ذاتية أو شخصية كإطار للباجاتية وإنا تقيق مصلحة العقيدة وكل من‬
‫يتمسك بذه العقيدة‪ ،‬فالسلمية إطار للحقيقة ل الزيف والستقامة ل النراف‪ ،‬ذلك أنا‬
‫تدور مع وجود السلم‪ ،‬وللوجود النسان غاية إسلمية كبى هي الكدح والعمل والعبادة‬
‫حسِبُْتمْ أَّنمَا خَلَقْنَا ُكمْ عَبَثًا وَأَنّ ُكمْ ِإلَيْنَا لَا ُترْجَعُونَ } [الؤمنون‪{ ]115 :‬وَأَن لّيْ َ‬
‫س‬ ‫{ َأَف َ‬
‫لِلْإِنسَانِ ِإلّا مَا سَعَى} [النجم‪ ]39 :‬وهذه الواقعية توجد ف القرآن الكري ذاته‪ ،‬فأحد معجزاته‬
‫أنه قدم أمثلة عليا للداء الفن التجانس ف القصة وغيها وما قصة يوسف عليه السلم عنا‬
‫ببعيد‪.‬‬
‫● والسلمية ليست قيدا على البداع(*) وإنا هي إطار موضوعي وشكلي لتحصي العمل‬
‫الدب من السفاف الذي قد يقضي على الديب‪ ،‬أما التحرر الطلق من كل القيم الذي ينهي‬
‫وجود الديب‪ ،‬أو الروج عن منطق الدب ذاته‪ ،‬فهذا أمر يفرغ العمل الدب من مضمونه‪،‬‬
‫فمنطق السلمية‪ ،‬ينبثق من حضارة إسلمية‪ ،‬تتيح للديب فرصة التعبي عن كل ما يول‬
‫باطره‪ ،‬فيطرح الضمون الذي يريد ف الشكل الذي يريد طالا كان ف إطار التصور‬
‫السلمي‪.‬‬
‫● وترتيبا على ما تقدم فإن السلمية تتلف عن سائر الضمونات الدينية البعيدة عن العقيدة‬
‫السلمية سواء كانت دينية ساوية أو دينية وضعية‪ ،‬ولذا فإن النفتاح على العمال الدبية‬
‫يب أن يتم من خلل وجدان إسلمي راق وحسّ إنسان مرهف‪ ،‬للتخفيف من هوم‬
‫النسان ومعاناته ل دفعه ف أتون الصراع اللنائي بي العبث واللمعقول‪ ،‬والعدمية‬
‫والوجودية‪ ،‬وغيها من الذاهب الت ل تروي الظمأ الدين لدى التلقي ول تسمو بأحاسيسه‬
‫ومشاعره‪ ،‬بل تلغي له الزمن ف العمل الدب‪ ،‬وتفكك له الحداث‪ ،‬وتلغي له الشخصيات‪،‬‬
‫وتس جوهر العمل‪ ،‬فمسخ العمل أو تشويهه ليس من طبيعة السلمية‪.‬‬
‫بل إن هذا العمل ل يكن أن يرتطم بطبائع المور ول النظرة السلمية للكون والياة‬
‫والوجود‪ ،‬ومن أجل هذا فإنه وإن كان ل يوز دمج السلمية ف غيها من الذاهب إل أن‬
‫السلمية ل تأب التعايش مع أي نتاج أدب عالي‪ ،‬طالا ل تدم الواجز بي المرين‪،‬‬
‫فخصوصية السلمية أنا وليدة الزمن والكان‪ ،‬وأنا نسيج لقاء العقيدة بالنسان‪ ،‬ولذا فإنا‬
‫عالية الثر‪ ،‬كونية الرؤية‪ ،‬شولية النعة‪ ،‬توفق بي النظور الواقعي والغيب اللمرئي‪ ،‬وتوائم‬
‫بي الادي والروحي‪ ،‬وتانس بي الثابت والتغي‪ ،‬ول يوجد فيها أي تنافٍ لوجود الحدود‬
‫مع الطلق‪ ،‬ومعالة الزئي مع الكلي‪ ،‬طالا أن الدف الساسي للسلمية هو صنع عال‬
‫سعيد لبن البشر‪ ،‬يعينهم على تاوز متاعبهم‪ ،‬ويزيل التاريس الت تقف أمام انطلق عقيدتم‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذه التاريس النتاج الدب التأثر بالنصرانية والذي نده عند لويس شيخو‪ ،‬وسلمة‬
‫موسى‪ ،‬وغال شكري‪ ،‬ولويس عوض‪ ،‬وإيليا حاوي‪ ،‬وخليل حاوي‪ ،‬وسعيد عقل‪ ،‬وجبا‬
‫إبراهيم جبا وغيهم‪ ،‬وقد تأثر بم بدر شاكر السياب وصلح عبد الصبور وغيهم‪.‬‬

‫‪ -‬والسلمية كبنيان أدب عقدي‪ ،‬تد ف السلم مالً رحبا‪ ،‬يقدم الدباء من خلله فكرهم‬
‫البناء‪ ،‬وسلوكهم الادف‪ ،‬وتصورهم الصائب‪ ،‬وقضايا النسان الت تتاج إل معالة‪.‬‬
‫والسلمية تعل كل هذه المور ذات بنيان متجانس السمات‪ ،‬غي متنافر الهداف‬
‫والغايات‪ ،‬ول حجر ف أن تكون السلمية فكرة عقدية‪ ،‬فليس الطلوب منا أن نذوب ف‬
‫غينا أو أن نكون انعكاسا لقائق أو أوهام تزرع ف غي تربتنا‪ ،‬وحسبنا أن نعود إل ماضينا‬
‫لندرك عظمة توجيه الرسول(*) صلى ال عليه وسلم الشعراء إل الدفاع عن الجتمع السلم‬
‫والهاد بالكلمة‪ ،‬ولنعي أن البنية اللقية السلمية‪ ..‬أحدثت انقلبا عميقا ف النفوس‪ ،‬ولذا‬
‫عاشت السلمية وأمكن استخلصها من بطون الكتب‪ ،‬وكانت توجيهات اللفاء الراشدين‬
‫للشعراء باللتزام بالبنية الخلقية السلمية‪ ،‬وف العصر العباسي علت دعوة أب العتاهية إل‬
‫الزهد‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫أصبح للسلمية أنصار ف جيع أناء العال‪ ..‬ولا مكتبات ف الند وف البلد العربية وعقدت‬
‫رابطة الدب السلمية العالية عدة مؤترات ف الند وتركيا ومصر‪ ،‬واشترك فيها عدد كبي‬
‫من أدباء العال السلمي‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن السلمية ذات مدلول شامل ف الزمان والكان‪ ،‬فهي قدية قدم الدعوة السلمية‪ ،‬ومتدة‬
‫مع السلم عب الزمان‪ .‬وهي ل تتص باللسان العرب السلم دون سواه‪ ،‬بل تتعلق بكل‬
‫مسلم أيا كان مكان ولدته أو نشأته‪ .‬والسلمية ليست حبيسة صفحات الكتاب التفرغي‬
‫للدب والعنيي به‪ ،‬وإنا توجد ف ثنايا كتابة تعرض لي مسألة‪ ،‬حت وإن كانت من مسائل‬
‫العلم ف شت فروعه‪ .‬ومن هذا النطلق فإن الدرسة الدبية السلمية الندية أو الباكستانية أو‬
‫الندونيسية أو التشادية أو السنغالية أو غيها تعتب تسيدا للسلمية ف الدب‪ ،‬كما تعتب‬
‫الكتابات العلمية ذات السس المالية والبنيانات الفنية من هذا القبيل أيضا‪ ،‬فآداب الشعوب‬
‫السلمية غي العربية هي رافد من روافد السلمية مادام أنا ف إطار التصور السلمي‬
‫للكون والنسان والياة ول تعرض ما يرفض السلم أو يتعارض مع منهجه الفكري‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬للدكتور عبد الرحن رأفت الباشا‪ .‬ط‪ .‬جامعة المام‬
‫ممد بن سعود السلمية ‪1405‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬منهج الفن السلمي‪ ،‬ممد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيوت‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ف الدب السلمي العاصر‪ ،‬ممد حسن بريغش‪ ،‬مكتبة النار‪ ،‬الردن الزرقاء‪.‬‬
‫‪ -‬الدب ف خدمة الياة والعقيدة‪ ،‬عبد ال حد العويشق‪ ،‬ط‪ .‬كلية اللغة العربية بالرياض‪،‬‬
‫‪1389‬هـ‪1390/‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرات ف الدب‪ ،‬لب السن الندوي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق ‪1408‬هـ‪1988/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدب السلمي وصلته بالياة‪ ،‬ممد الرابع الندوي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1405 1‬هـ‪/‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أدب الصحوة السلمية‪ ،‬واضح الندوي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ط ‪1405 ،1‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف برابطة الدب السلمي‪ ،‬إصدار الرابطة عام ‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ملة الشكاة‪ .‬العدد ‪ 13‬السنة الرابعة ‪1410‬هـ‪1990/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬النقد الدب أصوله ومفاهيمه‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬السلمية والذاهب الدبية‪ ،‬د‪ .‬نيب الكيلن‪ /‬مؤسسة الرسالة ط ‪1401( 2‬هـ)‪.‬‬
‫الكلسيكيـة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الكلسيكية مذهب(*) أدب‪ ،‬ويطلق عليه أيضا "الذهب التباعي" أو الدرسي‪ ..‬وقد كان‬
‫يقصد به ف القرن الثان اليلدي الكتابة الرستقراطية(*) الرفيعة الوجهة للصفوة الثقفة‬
‫الوسرة من الجتمع الوروب‪.‬‬

‫أما ف عصر النهضة(*) الوروبية‪ ،‬وكذلك ف العصر الديث‪ :‬فيقصد به كل أدب يبلور الثل‬
‫النسانية التمثلة ف الي والق والمال "وهي الثل الت ل تتغي باختلف الكان والزمان‬
‫والطبقة الجتماعية" وهذا الذهب له من الصائص اليدة ما يكنه من البقاء وإثارة اهتمام‬
‫الجيال التعاقبة‪ .‬ومن خصائصه كذلك عنايته الكبى بالسلوب والرص على فصاحة اللغة‬
‫وأناقة العبارة وماطبة جهور مثقف غالبا والتعبي عن العواطف النسانية العامة وربط الدب‬
‫بالبادىء الخلقية وتوظيفه لدمة الغايات التعليمية واحترام التقاليد الجتماعية السائدة‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫● يعد الكاتب اللتين أولوس جيليوس هو أول من استعمل لفظ الكلسيكية على أنه‬
‫اصطلح مضاد للكتابة الشعبية‪ ،‬ف القرن الثان اليلدي‪.‬‬

‫● وتعد مدرسة السكندرية القدية أصدق مثال على الكلسيكية التقليدية‪ ،‬الت تنحصر ف‬
‫تقليد وبلورة ما أنزه القدماء وخاصة الغريق دون ماولة البتكار والبداع(*)‪.‬‬

‫● وأول من طور الكلسيكية الكاتب اليطال بوكاتشيو ‪1375-1313‬م فألغى الوة بي‬
‫الكتابة الرستقراطية والكتابة الشعبية‪ ،‬وتعود له أصول اللغة اليطالية العاصرة‪.‬‬

‫● كما أن رائد الدرسة النكليزية شكسبي ‪1616-1564‬م طور الكلسيكية ف عصره‪،‬‬


‫ووجه الذهان إل الدب اليطال ف العصور الوسطى ومطالع عصر النهضة(*)‪.‬‬
‫● أما الذهب الكلسيكي الديث ف الغرب‪ ،‬فإن الدرسة الفرنسية هي الت أسسته على يد‬
‫الناقد الفرنسي نيكول بوالو ‪1711 – 1636‬م ف كتابه الشهي فن الدب الذي ألفه عام‬
‫‪1674‬م‪ .‬حيث قنن قواعد الكلسيكية وأبرزها للوجود من جديد‪ ،‬ولذا يعد مُنظر‬
‫الذهب(*) الكلسيكي الفرنسي الذي يظى باعتراف الميع‪.‬‬

‫● ومن أبرز شخصيات الذهب الكلسيكي ف أوروبا بعد بوالو‪:‬‬


‫‪ -‬الشاعر النكليزي جون أولدهام ‪1773 – 1653‬م وهو ناقد أدب ومن الؤيدين‬
‫للكلسيكية‪.‬‬
‫‪ -‬الناقد اللان جوتشهيد ‪1766 – 1700‬م الذي ألف كتاب فن الشعر ونقده‪.‬‬
‫‪ -‬الديب الفرنسي راسي ‪1699 – 1639‬م وأشهر مسرحياته فيدرا والسكندر‪.‬‬
‫‪ -‬والديب كورن ‪1784 – 1606‬م وأشهر مسرحياته السيد – أوديب‪.‬‬
‫‪ -‬الديب موليي ‪1673 – 1622‬م وأشهر مسرحياته البخيل – طرطوف‪.‬‬
‫‪ -‬والديب لفونتي ‪1695 – 1621‬م الذي اشتهر بالقصص الشعرية وقد تأثر به أحد‬
‫شوقي ف مسرحياته‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫● يقوم الذهب الكلسيكي الديث‪ ،‬الذي أنشأته الدرسة الفرنسية مؤسسة الذهب على‬
‫الفكار والبادىء التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقليد الدب اليونان والرومان ف تطبيق القواعد الدبية والنقدية وخاصة القواعد الرسطية‬
‫ف الكتابي الشهيين‪ :‬فن الشعر وفن الطابة لرسطو‪.‬‬
‫‪ -‬العقل(*) هو الساس والعيار لفلسفة المال ف الدب‪ ،‬وهو الذي يدد الرسالة‬
‫الجتماعية للديب والشاعر‪ ،‬وهو الذي يوحد بي التعة والنفعة‪.‬‬
‫‪ -‬الدب للصفوة الثقفة الوسرة وليس لسواد الشعب‪ ،‬لن أهل هذه الصفوة هم أعرف بالفن‬
‫والمال‪ ،‬فالمال الشعري خاصة ل تراه كل العيون‪.‬‬
‫‪ -‬الهتمام بالشكل وبالسلوب وما يتبعه من فصاحة وجال وتعبي‪.‬‬
‫‪ -‬تكمن قيمة العمل الدب ف تليله للنفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع‬
‫ودقيق وموضوعي‪ ،‬بصرف النظر عما ف هذه النفس من خي أو شر‪.‬‬
‫‪ -‬غاية الدب هو الفائدة اللقية من خلل التعة الفنية‪ ،‬وهذا يتطلب التعلم والصنعة‪ ،‬ويعتمد‬
‫عليها أكثر ما يعتمد على اللام والوهبة‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫● ارتبط الذهب(*) الكلسيكي بالنظرة اليونانية الوثنية‪ ،‬وحل كل تصوراتا وأفكارها‬


‫وأخلقها وعاداتا وتقاليدها‪.‬‬

‫● والدب اليونان ارتبط بالوثنية(*) ف جيع الجناس الدبية من نقد أدب وأسطورة إل شعر‬
‫ومسرح‪.‬‬

‫● ث جاء الرومان واقتبسوا جيع القيم الدبية اليونانية وما تويه عن عقائد وأفكار وثنية‪.‬‬

‫● وجاءت النصرانية وحاربت هذه القيم باعتبارها قيما وثنية‪ ،‬وحاولت أن تصبغ الدب ف‬
‫عصرها بالطابع النصران‪ ،‬وتستمد قيمها من النيل(*) إل أنا فشلت‪ ،‬وذلك لقوة الصول‬
‫اليونانية وبسبب التحريف الذي أصابا‪.‬‬

‫● وبعد القرن الثالث عشر اليلدي ظهرت ف إيطاليا بداية حركة إحياء للداب اليونانية‬
‫القدية‪ ،‬وذلك بعد اطلع النقاد والدباء على كتب أرسطو ف أصولا اليونانية وترجاتا‬
‫العربية‪ ،‬الت نقلت عن طريق الندلس وصقلية وبلد الشام بعد الروب الصليبية‪.‬‬
‫● وازدهر الذهب الكلسيكي ف الدب والنقد بعد القرن السادس عشر والسابع عشر‬
‫اليلدي‪.‬‬

‫‪ )1‬الكلسيكية الديثة‬
‫تطورت الكلسيكية ف الوقت الاضر إل ما أطلق عليه النقاد (النيوكلسيكية) أو‬
‫الكلسيكية الديثة‪ ،‬والت حاولت أن تنظر إل المور نظرة تمع بي الوضوعية الامدة‬
‫للكلسيكية القدية والذاتية التطرفة للرومانسية الديدة‪ .‬وقد بدأت هذه الدرسة ف الظهور‬
‫على يد كل من ت‪ .‬س‪ .‬اليوت الكاتب والديب المريكي‪ ،‬وأ‪ .‬أ‪ .‬ريتشاردز وغيهم من‬
‫النقاد العاصرين‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‬


‫● تعد فرنسا البلد الم لكثر الذاهب الدبية والفكرية ف أوروبا‪ ،‬ومنها الذهب‬
‫الكلسيكي‪ ،‬وفرنسا – كما رأينا – هي الت قننت الذهب ووضعت له السس والقواعد‬
‫النابعة من الصول اليونانية‪.‬‬
‫● ث انتشر الذهب(*) ف إيطاليا وبريطانيا وألانيا‪ ..‬على يد كبار الدباء مثل بوكاتشيو‬
‫وشكسبي‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن الكلسيكية مذهب أدب يقول عنه أتباعه إنه يبلور الثل النسانية الثابتة كالق والي‬
‫والمال‪ ،‬ويهدف إل العناية بأسلوب الكتابة وفصاحة اللغة وربط الدب بالبادىء الخلقية‪،‬‬
‫ويعتب شكسبي رائد الدرسة الكلسيكية ف عصره‪ ،‬ولكن الذهب الكلسيكي الديث‬
‫ينسب إل الدرسة الفرنسية‪ ،‬حيث تبناه الناقد الفرنسي نيكول بوالو ‪1711 – 1636‬م ف‬
‫كتابه الشهي علم الدب‪ .‬ويقوم الذهب الكلسيكي الديث على أفكار هامة منها‪ ،‬تقليد‬
‫الدب اليونان والرومان من بعض التاهات‪ ،‬واعتبار العقل(*) هو الساس والعيار لفلسفة‬
‫المال ف الدب‪ ،‬فضلً عن جعل الدب للصفوة الثقفة الوسرة وليس لسواد الشعب مع‬
‫الهتمام بالشكل والسلوب وما يستتبع ذلك من جال التعبي‪ ،‬على نو تتحقق معه فكرة‬
‫تليل النفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي‪.‬‬

‫● ومن أهم الوانب الت تستحق التعليق ف الكلسيكية أنا تعلي من قدر الدبي اليونان‬
‫والرومان مع ارتباطهما بالتصورات الوثنية‪ ،‬ورغم ما فيهما من تصوير بارع للعواطف‬
‫النسانية فإن اهتماماتما توجه بالدرجة الول إل الطبقات العليا من الجتمع وربا استتبع‬
‫ذلك النصراف عن الهتمام بالشكلت الجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن رأفت الباشا‪.‬‬
‫‪ -‬مذاهب الدب الغرب‪ ،‬د‪ .‬عبد الباسط بدر‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار العودة – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬الدخل إل النقد الديث ‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار العودة – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية‪ ،‬د‪ .‬جيل نصيف التكريت – دار الشؤون الثقافية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مقالت عن شعر الكلسيكية والرومانتيكية والبناسية ف ‪:‬الجلة أعداد يوليو وأغسطس‬
‫وسبتمب ‪1959‬م‪.‬‬

‫الراجع الجنبية ‪:‬‬


‫‪.Braunschvig: Notre Litterature Etudiee dans le Texte. Paris 1949 -‬‬
‫‪.Lanson: Historire de la litterature Francaise paris 1916 -‬‬
‫‪.De Segur (Nicola(: Histoire de la littrature Europeenne 1959 -‬‬
‫الرومانســية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫● الرومانسية أو الرومانتيكية مذهب(*) أدب يهتم بالنفس النسانية وما تزخر به من عواطف‬
‫ومشاعر وأخيلة أيا كانت طبيعة صاحبها مؤمنا أو ملحدا‪ ،‬مع فصل الدب عن الخلق(*)‪.‬‬
‫ولذا يتصف هذا الذهب بالسهولة ف التعبي والتفكي‪ ،‬وإطلق النفس على سجيتها‪،‬‬
‫والستجابة لهوائها‪ .‬وهو مذهب متحرر من قيود العقل(*) والواقعية اللذين ندها لدى‬
‫الذهب الكلسيكي الدب‪ ،‬وقد زخرت بتيارات ل دينية وغي أخلقية‪.‬‬

‫‪ -‬ويتوي هذا الذهب على جيع تيارات الفكر الت سادت ف أوروبا ف أواخر القرن الثامن‬
‫عشر اليلدي وأوائل القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫‪ -‬والرومانسية أصل كلمتها من ‪ :‬رومانس ‪ romance‬باللغة النليزية ومعناها قصة أو‬


‫رواية تتضمن مغامرات عاطفية وخيالية ول تضع للرغبة العقلية التجردة ول تعتمد السلوب‬
‫الكلسيكي التأنق وتعظم اليال الجنح وتسعى للنطلق والروب من الواقع الرير‪ ،‬ولذا‬
‫يقول بول فاليي‪" :‬ل بد أن يكون الرء غي متزن العقل إذا حاول تعريف الرومانسية"‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫● بدأت الرومانسية ف فرنسا عندما قدّم الباحث الفرنسي عام ‪1776‬م ترجة لسرحيات‬
‫شكسبي إل الفرنسية‪ ،‬واستخدم الرومانسية كمصطلح ف النقد الدب‪.‬‬

‫● ويعد الناقد اللان فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كنقيض للكلسيكية‪.‬‬

‫● ث تبلورت الرومانسية كمذهب أدب‪ ،‬وبدأ الناس يدركون معناها القيقي التجديدي‬
‫وثورتا ضد الكلسيكية‪.‬‬
‫● وترجع الرومانسية النكليزية إل عام ‪1711‬م ولكن على شكل فلسفة فكرية‪ ..‬ونضجت‬
‫الرومانسية النكليزية على يد توماس جراي وويليام بليك‪.‬‬

‫● ول شك أن الثورة(*) الفرنسية ‪1798‬م هي أحد العوامل الكبى الت كانت باعثا‬


‫ونتيجة ف آن واحد للفكر الرومانسي التحرر والتمرد على أوضاع كثية ‪ ،‬أهها الكنيسة(*)‬
‫وسطوتا والواقع الفرنسي وما فيه‪.‬‬

‫● وف إيطاليا ارتبط الدب بالسياسة عام ‪1815‬م وأصبح اصطلح رومانسي ف الدب‬
‫يعن ليباليا (أي‪ :‬حرا أو حرية) ف السياسة‪.‬‬

‫● ومن أبرز الفكرين والدباء الذين اعتنقوا الرومانسية‪:‬‬


‫‪ -‬الفكر والديب الفرنسي جان جاك روسو ‪1788 – 1712‬م ويعد رائد الرومانسية‬
‫الديثة‪.‬‬
‫‪ -‬الكاتب الفرنسي شاتو بريان ‪1848 – 1768‬م ويعد من رواد الذهب الذين ثاروا على‬
‫الدب اليونان القائم على تعدد اللة‪.‬‬
‫‪ -‬مموعة من الشعراء النكليز‪ ،‬امتازوا بالعاطفة الياشة والذاتية والغموض رغم أنم تغنوا‬
‫بمال الطبيعة وهم ‪ :‬توماس جراي ‪1771 – 1716‬م ووليم بليك ‪1927 – 1757‬م‬
‫وشيلي ‪1822 – 1762‬م كيتش ‪1821 – 1795‬م وبايرون ‪1824 – 1788‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشاعر اللان جوته ‪1832 – 1749‬م مؤلف رواية آلم فرتر عام ‪1782‬م وفاوست‬
‫الت تظهر الصراع بي النسان والشيطان‪.‬‬
‫‪ -‬الشاعر اللان شيلر ‪1805 – 1759‬م ويعد أيضا من رواد الذهب(*)‪.‬‬
‫‪ -‬الشاعر الفرنسي بودلي ‪1867 – 1821‬م الذي اتذ الذهب الرومانسي ف عصره شكل‬
‫اللاد(*) بالدين(*)‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫● لقد كانت الرومانسية ثورة ضد الكلسيكية‪ ،‬وهذا ما نراه واضحا من خلل أفكارها‬
‫ومبادئها وأساليبها الت قد ل تكون واحدة عند جيع الرومانسيي‪ ،‬ويكن إجال هذه الفكار‬
‫والباديء فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الذاتية أو الفردية‪ :‬وتعد من أهم مبادىء الرومانسية ‪ ،‬وتتضمن الذاتية عواطف الزن‬
‫والكآبة والمل‪ ،‬وأحيانا الثورة على الجتمع‪ .‬فضلً عن التحرر من قيود العقل والواقعية‬
‫والتحليق ف رحاب اليال والصور والحلم‪.‬‬

‫التركيز على التلقائية والعفوية ف التعبي الدب‪ ،‬لذلك ل تتم الرمانسية بالسلوب التأنق‪،‬‬
‫واللفاظ اللغوية القوية الزلة‪.‬‬

‫تنع بشدة إل الثورة وتتعلق بالطلق واللمدود‪.‬‬

‫‪ -‬الرية الفردية أمر مقدس لدى الرومانسية‪ ،‬لذلك ند من الرومانسيي من هو شديد التدين‬
‫مثل‪ :‬شاتوبريان وند منهم شديد اللاد مثل شيلي‪ .‬ولكن معظمهم يتعال على الديان‬
‫والعتقدات والشرائع الت يعدها قيودا‪.‬‬

‫‪ -‬الهتمام بالطبيعة(*)‪ ،‬والدعوة بالرجوع إليها حيث فيها الصفاء والفطرة السليمة‪ ،‬وإليها‬
‫دعا روسو‪.‬‬

‫‪ -‬فصل الدب عن الخلق‪ ،‬فليس من الضروري أن يكون الديب الفذ فذ اللق‪ .‬ول أن‬
‫يكون الدب الرائع خاضعا للقواني اللقية‪.‬‬

‫‪ -‬البداع(*) والبتكار القائمان على إظهار أسرار الياة من صميم عمل الديب‪ ،‬وذلك‬
‫خلفا لا ذهب إليه أرسطو من أن عمل الديب ماكاة الياة وتصويرها‪.‬‬

‫‪ -‬الهتمام بالسرح لنه هو الذي يطلق الخيلة الثية الت تؤدي إل جيشان العاطفة‬
‫وهيجانا‪.‬‬
‫‪ -‬الهتمام بالداب الشعبية والقومية‪ ،‬والهتمام باللون الحلي الذي يطبع الديب بطابعه‪،‬‬
‫وخاصة ف العمال القصصية والسرحية‪.‬‬

‫الذور الفكرية العقائدية‪:‬‬

‫● تعد الرومانسية ثورة ضد الكلسيكية التشددة ف قواعدها العقلية والدبية‪ ،‬وكذلك ثورة‬
‫ضد العقائد اليونانية البنية على تعدد اللة(*)… ومن جذور هذه الثورة ظهور التيارات‬
‫الفلسفية الت تدعو إل التحرر من القيود العقلية والدينية والجتماعية‪ .‬فضلً عن اضطراب‬
‫الحوال السياسية ف أوروبا بعد الثورة(*) الفرنسية الداعية إل الرية(*) والساواة وما يتبع‬
‫ذلك من صراع على الستعمرات‪ ،‬وحروب داخلية‪ ..‬كل هذه المور تركت النسان‬
‫الوروب قلقا حزينا متشائما‪ ،‬فانتشر فيه مرض العصر‪ ،‬وهو الحساس بالكآبة والحباط‬
‫وماولة الروب من الواقع‪ ،‬وكان من نتيجة ذلك ظهور اتاهات متعددة ف الرومانسية‪ ،‬إذ‬
‫توغلت ف العقيدة والخلق(*) والفلسفة(*) والتاريخ والفنون الميلة‪.‬‬

‫‪ -‬ودخلت الرومانسية ف الفلسفة وتلت ف نظرية النسان العلى (السوبرمان) عند نيتشة‬
‫‪1900 – 1844‬م ونظرية الوثبة اليوية عند برغسون ‪1941 – 1859‬م‪.‬‬

‫● الرومانسية الديدة‪:‬‬

‫● انسرت الرومانسية ف مطلع القرن العشرين عندما أعلن النقاد الفرنسيون هجومهم عليها‬
‫– وذلك لنا تسلب النسان عقله ومنطقه – وهاجوا روسو الذي نادى بالعودة إل‬
‫الطبيعة(*)‪ .‬وقالوا‪ :‬ل خي ف عاطفة وخيال ل يكمهما العقل(*) الفكر والذكاء النسان‬
‫والكمة الواعية والرادة الدركة‪.‬‬

‫وكان من نتيجة ذلك نشوء الرومانسية الديدة ودعوتا إل الربط بي العاطفة التلقائية‬
‫والرادة الواعية ف وحدة فكرية وعاطفية‪ ،‬ومن ث نشأت الرومانسية الديدة حاملة معها‬
‫أكثر العتقدات القدية للرومانسية‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫● تعد فرنسا موطن الذهب(*) الرومانسي‪ ،‬ومنها انتقل إل ألانيا ومنها إل إنكلترا وإيطاليا‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الرومانسية أو الرومانتيكية مذهب أدب يقول أنصاره أنه يهدف إل سب أغوار النفس‬
‫البشرية واستظهار ما تزخر به من عواطف ومشاعر وأحاسيس وأخيلة‪ ،‬للتعبي من خلل‬
‫الذاتية عن عواطف الزن والسى والكآبة والل والمل‪ ،‬ومن خلل العفوية الالية من تأنق‬
‫السلوب وجزالة اللفظ ودقة التراكيب اللغوية‪ ،‬مع الهتمام بالطبيعة وضرورة الرجوع إليها‪،‬‬
‫وفصل الخلق(*) عن الدب‪ ،‬والهتمام بالداب الشعبية‪.‬‬

‫وقد اعتنق كثي من الداثيي الرومانسية بل عدها بعضهم أحد اتاهات الداثة‪.‬‬

‫● تعقيب ‪:‬‬
‫ومن وجهة النظر السلمية فإن أي تيار أدب ل بد أن يكون ملتزما بالدين(*) والخلق‬
‫كجزء من العقيدة‪ ،‬وإذا كانت ملزمة الزن والتعبي عنه لا سلبيات كثية‪ ،‬فإن السلم‬
‫يتطلب من معتنقيه مواجهة الظروف الت يتعرضون لا بشجاعة والتسليم بقضاء ال وتلمس‬
‫السباب للخروج من الزمات دون يأس أو إحباط‪ ،‬وكل إنسان مسئول عن تصرفاته‬
‫وماسب عليها بي يدي ال‪ ،‬طالا كان يلك أهلية التصرف‪ ،‬أما الكره فهو معذور وتسقط‬
‫عنه الوزار فيما يرتكبه قسرا‪ ،‬ولكنه ل يعذر ف التعبي الر عما يناف العقيدة ويتعارض‬
‫معها‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن رأفت الباشا – ط‪ .‬جامعة المام‬
‫ممد بن سعود السلمية – الرياض‪.‬‬
‫مذاهب الدب الغرب‪ ،‬د‪ .‬عبد الباسط بدر‪ /‬نشر دار الشعاع – الكويت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدب القارن ‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار العودة – بيوت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدخل إل النقد الديث‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – القاهرة‪1959 :‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرومانتيية‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – القاهرة ‪1955 :‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدب القارن ‪ ،‬ماريوس فرنسوا غويار – (سلسلة زدن علما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الدبية الكبى‪ ،‬فيليب فان تيغيمة (سلسلة زدن علما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪Braunschvig: Notre Litterature Etudiee dans le Texte. -‬‬
‫‪.Paris 1949‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de La Litterature Francaise. Paris. 1960 -‬‬
‫‪De Segur (Nicola(: Histoire de la litterature Europieenne, -‬‬
‫‪.Paris, 1959‬‬
‫الرمزيــة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫● الرمزية مذهب(*) أدب فلسفي ملحد‪ ،‬يعب عن التجارب الدبية والفلسفية الختلفة‬
‫بواسطة الرمز أو الشارة أو التلميح‪.‬‬
‫‪ -‬والرمز معناه الياء‪ ،‬أي التعبي غي الباشر عن النواحي النفسية الستترة الت ل تقوى اللغة‬
‫على أدائها أو ل يراد التعبي عنها مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬ول تلو الرمزية من مضامي فكرية واجتماعية‪ ،‬تدعو إل التحلل من القيم الدينية واللقية‪،‬‬
‫بل تتمرد عليها؛ متسترة بالرمز والشارة‪.‬‬
‫‪ -‬وتعد الرمزية الساس الؤثر ف مذهب الداثة الفكري والدب الذي خلفه‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫● رغم أن استعمال الرمز قدي جدا‪ ،‬كما هو عند الفراعنة واليونانيي القدماء إل أن الذهب‬
‫الرمزي بصائصه التميزة ل يعرف إل عام ‪1886‬م حيث أصدر عشرون كاتبا فرنسيّا بيانا‬
‫نشر ف إحدى الصحف يعلن ميلد الذهب الرمزي‪ ،‬وعرف هؤلء الكتّاب حت مطلع القرن‬
‫العشرين بالدباء الغامضي‪ .‬وقد جاء ف البيان‪ :‬إن هدفهم "تقدي نوع من التجربة الدبية‬
‫تستخدم فيها الكلمات لستحضار حالت وجدانية‪ ،‬سواء كانت شعورية أو ل شعورية‪،‬‬
‫بصرف النظر عن الاديات الحسوسة الت ترمز إل هذه الكلمات‪ ،‬وبصرف النظر عن‬
‫الحتوى العقلي الذي تتضمنه‪ ،‬لن التجربة الدبية تربة وجدانية ف القام الول"‪.‬‬

‫● ومن أبرز الشخصيات ف الذهب الرمزي ف فرنسا وهي مسقط رأس الرمزية‪:‬‬
‫‪ -‬الديب الفرنسي بودلي ‪1967 – 1821‬م وتلميذه رامبو‪.‬‬
‫‪ -‬ومالرراميه ‪1898 – 1842‬م ويعد من رموز مذهب الداثة أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬بول فاليي ‪1945 – 1871‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وف ألانيا ر‪.‬م‪ .‬ريلكه وستيفان جورج‪.‬‬
‫‪ -‬وف أمريكا يي لويل‪.‬‬
‫‪ -‬وف بريطانيا‪ :‬أوسكار وايلد‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫من الفكار والراء الت تضمنتها الرمزية‪:‬‬
‫● البتعاد عن عال الواقع وما فيه من مشكلت اجتماعية وسياسية‪ ،‬والنوح إل عال اليال‬
‫بيث يكون الرمز هو العب عن العان العقلية والشاعر العاطفية‪.‬‬

‫● البحث عن عال مثال مهول يسد الفراغ الروحي ويعوضهم عن غياب العقيدة الدينية‪،‬‬
‫وقد وجد الرمزيون ضالتهم ف عال اللشعور والشباح الرواح‪.‬‬

‫● اتاذ أساليب تعبيية جديدة واستخدام ألفاظ موحية‪ ،‬تعب عن أجواء روحية‪ ،‬مثل لفظ‬
‫الغروب الذي يوحي بصرع الشمس الدامي والشعور بزوال أمر ما‪ ،‬والحساس بالنقباض‪.‬‬
‫وكذلك تعمد الرمزية إل تقريب الصفات التباعدة رغبة ف الياء مثل تعبيات‪ :‬الكون‬
‫القمر‪ ،‬الضوء الباكي‪ ،‬الشمس الرة الذاق‪ ..‬ال‪.‬‬

‫● ترير الشعر من الوزان التقليدية‪ ،‬فقد دعى الرمزيون إل الشعر الطلق مع التزام القافية أو‬
‫الشعر الر وذلك لتساير الوسيقى فيه دفعات الشعور‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫● لقد انبثقت الرمزية عن نظرية الثل لدى أفلطون‪ ،‬وهي نظرية تقوم على إنكار القائق‬
‫اللموسة‪ ،‬وتعب النظرية عن حقائق مثالية‪ ،‬وتقول‪ :‬إن عقل(*) النسان الظاهر الواعي عقل‬
‫مدود‪ ،‬وأن النسان يلك عقلً غي واعٍ أرحب من ذلك العقل‪.‬‬

‫● وف أواخر القرن التاسع عشر تمعت عوامل عقدية واجتماعية وثقافية لولدة الرمزية على‬
‫يد‪ :‬بودلي وغيه من الدباء‪:‬‬
‫● العوامل العقدية‪ :‬وتتمثل ف انغماس النسان الغرب ف الادية(*) الت زرعتها الفلسفة(*)‬
‫الوضعية‪ ،‬ونسيان كيانه الروحي‪ ،‬وقد فشلت الادية واللاد(*) ف ملء الفراغ الذي تركه‬
‫عدم اليان بال‪.‬‬

‫● العوامل الجتماعية‪ :‬وتتمثل ف الصراع الجتماعي الاد بي ما يريده بعض الدباء‬


‫والفكرين من حرية مطلقة وإباحية أخلقية‪ ،‬وبي ما يارسه الجتمع من ضغط وكبح‬
‫لماحهم‪ ،‬ما زاد بتأثرهم بنظرية الثل الفلطونية وكتابات الكاتب المريكي ادجار الن بو‬
‫– اليالية التميزة‪.‬‬

‫‪ -‬العوامل الفنية ‪ :‬وذلك باعتقادهم أن اللغة عاجزة عن التعبي عن تربتهم الشعورية العميقة‪،‬‬
‫فلم يبق إل الرمز ليعب فيه الديب عن مكنونات صدره‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫● بدأت الرمزية ف فرنسا حيث ولدت أكثر الذاهب(*) الدبية والفكرية‪ ،‬ث انتشرت ف‬
‫أوروبا وأمريكا‪.‬‬

‫● ويكاد يكون هذا الذهب نتيجة من نتائج تزق النسان الوروب وضياعه بسبب طغيان‬
‫النعة الادية وغيبة القيقة‪ ،‬والتعلق بالعقل البشري وحده للوصول إليها‪ ،‬من خلل علوم‬
‫توهم باللص عند السي ف دروب المال‪ ،‬ول شك أن الرمزية ثرة من ثرات الفراغ‬
‫الروحي والروب من مواجهة الشكلت باستخدام الرمز ف التعبي عنها‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الرمزية مذهب أدب يتحلل من القيم الدينية‪ ،‬ويعب عن التجارب الدبية الفلسفية من خلل‬
‫الرمز والتلميح‪ ،‬نأيا من عال الواقع وجنوحا إل عال اليال‪ ،‬وبثا عن مثالية مهولة تعوض‬
‫الشباب عن غياب العقيدة الدينية‪ ،‬وذلك باستخدام الساليب التعبيية الديدة‪ ،‬واللفاظ‬
‫الوحية‪ ،‬وترير الشعر من كافة قيود الوزن التقليدية‪ .‬ولشك ف خطورة هذا الذهب على‬
‫الشباب السلم إن درسه دون أن يكون ملما سلفا بأسسه التقدمة والت تدر القيم الدينية‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن رأفت الباشا‪.‬‬
‫‪ -‬مذاهب الدب الغرب‪ ،‬د‪ .‬عبد الباسط بدر‪ ،‬نشر دار الشعاع – الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب‪.‬‬
‫‪ -‬مقالة‪" :‬الداثة ف الدب العرب العاصر هل انفض سامرها"‪ ،‬للدكتور ممد مصطفى هدارة – ملة الرس الوطن‬
‫عدد ربيع الخرة ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الدب الرمزي‪ ،‬تأليف هنري بي – ترجة هنري زغيب‪.‬‬
‫‪ -‬السريالية‪ ،‬إيف دوليس (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬مايوس فرانسوا غويار (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬العجم الدب ‪ ،‬جبور عبد النور – دار العلم للمليي – بيوت‪.‬‬

‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪.Clourad (H(: Histoire de la litterature Francaise du symbolisme a nor jours. Paris 1944 – 1949 -‬‬
‫‪.Cazamian (L(: Symbolisme et Poesie. L’Exemple anglais. Paris 1947‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.G. Kahon: let originer du symbolisme, Paris, 1936‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.De Segur: Historire de la litterature Europieenne, paris 1959‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.P. Mortino, Parnasse et. Symbolisme, Paris, 1947‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la litterature Europieenne, paris 1960‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Stphane Mallarme, Qeurres Completer, Paris. Ed. De la pleiade. 1951‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Guy Michaud Message Poetique du symbolisme paris 1947‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Enquete de jules Huret, in Mallarme et le – Symbolisme, classiquer Larousse 1972‬‬ ‫‪-‬‬
‫الداثــة‬
‫التعريف ‪:‬‬

‫● الداثة مذهب(*) فكري أدب علمان‪ ،‬بن على أفكار وعقائد غربية خالصة مثل الاركسية‬
‫والوجودية والفرويدية والداروينية‪ ،‬وأفاد من الذاهب الفلسفية والدبية الت سبقته مثل‬
‫السريالية والرمزية… وغيها‪.‬‬

‫● وتدف الداثة إل إلغاء مصادر الدين(*)‪ ،‬وما صدر عنها من عقيدة وشريعة وتطيم كل‬
‫القيم الدينية والخلقية والنسانية بجة أنا قدية وموروثة لتبن الياة على الباحية والفوضى‬
‫والغموض‪ ،‬وعدم النطق‪ ،‬والغرائز اليوانية‪ ،‬وذلك باسم الرية(*)‪ ،‬والنفاذ إل أعماق الياة‪.‬‬
‫والداثة خلصة مذاهب خطية ملحدة‪ ،‬ظهرت ف أوروبا كالستقبلية والوجودية والسريالية‬
‫وهي من هذه الناحية شر لنا إملءات اللوعي ف غيبة الوعي والعقل(*) وهي صبيانية‬
‫الضمون وعبثية ف شكلها الفن وتثل نزعة الشر والفساد ف عداء مستمر للماضي والقدي‪،‬‬
‫وهي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة ف الجتمع الوروب ولظهور الشك(*) والقلق ف‬
‫حياة الناس ما جعل للمخدرات والنس تأثيها الكبي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫● بدأ مذهب الداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر اليلدي تقريبا ف باريس على يد كثي‬
‫من الدباء السرياليي والرمزيي والاركسيي والفوضويي والعبثيي‪ ،‬ولقي استجابة لدى‬
‫الدباء الاديي والعلمانيي واللحدين ف الشرق والغرب‪ .‬حت وصل إل شرقنا السلمي‬
‫والعرب‪.‬‬

‫● ومن أبرز رموز مذهب(*) الداثة من الغربيي‪:‬‬


‫‪ -‬شارل بودلي ‪1867 – 1821‬م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى النسية‬
‫والفكرية والخلقية‪ ،‬ووصفها بالسادية أي مذهب التلذذ بتعذيب الخرين‪ .‬له ديوان شعر‬
‫باسم أزهار الشر مترجم للعربية من قبل الشاعر إبراهيم ناجي‪ ،‬ويعد شارل بودلي مؤسس‬
‫الداثة ف العال الغرب‪.‬‬
‫‪ -‬الديب الفرنسي غوستاف فلوبي ‪1880 – 1821‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مال راميه ‪1898 – 1842‬م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز الذهب الرمزي‪.‬‬
‫‪ -‬الديب الروسي مايكوفسكي‪ ،‬الذي نادى بنبذ الاضي والندفاع نو الستقبل‪.‬‬

‫● ومن رموز مذهب(*) الداثة ف البلد العربية‪:‬‬


‫‪ -‬يوسف الال – الشاعر النصران وهو سوري الصل رئيس ترير ملة شعر الداثية‪ .‬وقد‬
‫مات منتحرا أثناء الرب الهلية اللبنانية‪.‬‬
‫‪ -‬أدونيس ( علي أحد سعيد) نصيي سوري‪ ،‬ويعد الُروّج الول لذهب الداثة ف البلد‬
‫العربية‪ ،‬وقد هاجم التاريخ السلمي‪ ،‬والدين(*) والخلق(*) ف رسالته الامعية الت قدمها‬
‫لنيل درجة الدكتوراه من جامعة "القديس يوسف" ف لبنان وهي بعنوان الثابت والتحول‪،‬‬
‫ودعا بصراحة إل ماربة ال عز وجل‪ .‬وسبب شهرته فساد العلم بتسليط الضواء على كل‬
‫غريب‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز القال – وهو كاتب وشاعر يان‪ ،‬وهو الن مدير لامعة صنعاء وذو فكر‬
‫يساري‪.‬‬
‫‪ -‬عبد ال العروي – ماركسي مغرب‪.‬‬
‫‪ -‬ممد عابد الابري مغرب‪.‬‬
‫‪ -‬الشاعر العراقي الاركسي عبد الوهاب البيات‪.‬‬
‫‪ -‬الشاعر الفلسطين ممود درويش – عضو الزب الشيوعي السرائيلي أثناء إقامته بفلسطي‬
‫الحتلة‪ ،‬وهو الن يعيش خارج فلسطي‪.‬‬
‫‪ -‬كاتب ياسي ماركسي جزائري‪.‬‬
‫‪ -‬ممد أركون جزائري يعيش ف فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬الشاعر الصري صلح عبد الصبور – مؤلف مسرحية اللج‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬

‫● نمل أفكار ومعتقدات مذهب الداثة كما هي عند روادها ورموزها وذلك من خلل‬
‫كتاباتم وشعرهم فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬رفض مصادر الدين(*)‪ ،‬الكتاب والسنة والجاع(*)‪ ،‬وما صدر عنها من عقيدة إما‬
‫صراحة أو ضمنا‪.‬‬
‫‪ -‬رفض الشريعة(*) وأحكامها كموجه للحياة البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إل نقد النصوص الشرعية‪ ،‬والناداة بتأويل جديد لا يتناسب والفكار الداثية‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إل إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة(*) على النظمة السياسية الاكمة لنا ف منظورها رجعية متخلفة أي غي حداثية‪،‬‬
‫وربا استثنوا الكم البعثي‪.‬‬
‫‪ -‬تبن أفكار ماركس الادية(*) اللحدة‪ ،‬ونظريات فرويد ف النفس النسانية وأوهامه‪،‬‬
‫ونظريات دارون ف أصل النواع وأفكار نيتشة‪ ،‬وهلوسته‪ ،‬والت سوها فلسفة ف النسان‬
‫العلى (السوبر مان)‪.‬‬
‫‪ -‬تطيم الطر التقليدية والشخصية الفردية‪ ،‬وتبن رغبات النسان الفوضوية والغريزية‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة على جيع القيم الدينية والجتماعية والخلقية النسانية‪ ،‬وحت القتصادية‬
‫والسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬رفض كل ما يت إل النطق والعقل‪.‬‬
‫‪ -‬اللغة – ف رأيهم – قوة ضخمة من قوى الفكر التخلف التراكمي السلطوي‪ ،‬لذا يب أن‬
‫توت‪ ،‬ولغة الداثة هي اللغة النقيض لذه اللغة الوروثة بعد أن أضحت اللغة والكلمات‬
‫بضاعة عهد قدي يب التخلص منها‪.‬‬
‫‪ -‬الغموض والبام والرمز – معال بارزة ف الدب والشعر الداثي‪.‬‬
‫‪ -‬ول يقف الجوم على اللغة وحدها ولكنه يتد إل الرحام والوشائح حت تتحلل السرة‪،‬‬
‫وتزول روابطها‪ ،‬وتنتهي سلطة الدب وتنتصر إرادة النسان وجهده على الطبيعة والكون‪.‬‬

‫● ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتها ف بعض نواحي شذوذها‬
‫وتتابع ف الوقت نفسه مسيتا ف الصائص الرئيسية للحداثة‪.‬‬

‫● إن الداثة هي خلصة سوم الفكر البشري كله‪ ،‬من الفكر الاركسي إل العلمانية الرافضة‬
‫للدين(*)‪ ،‬إل الشعوبية(*)‪ ،‬إل هدم عمود الشعر‪ ،‬إل شجب تاريخ أهل السنة كاملً ‪ ،‬إل‬
‫إحياء الوثنيات(*) والساطي‪.‬‬

‫● ويتخفى الداثيون وراء مظاهر تقتصر على الشعر والتفعيلة والتحليل‪ ،‬بينما هي تقصد‬
‫رأسا هدم اللغة العربية وما يتصل با من مستوى بلغي وبيان عرب مستمد من القرآن‬
‫الكري‪ ،‬وهذا هو السر ف الملة على القدي وعلى التراث وعلى السلفية(*)‪.‬‬

‫تطور مذهب الداثة ف الغرب وف البلد العربية‪:‬‬


‫● إن حركة الداثة الوروبية بدأت قبل قرن من الزمن ف باريس بظهور الركة البوهيمية‬
‫فيها بي الفناني ف الحياء الفقية‪.‬‬

‫‪ -‬ونتيجة للمؤثرات الفكرية‪ ،‬والصراع السياسي والذهب والجتماعي شهدت ناية القرن‬
‫التاسع عشر اليلدي ف أوروبا اضمحلل العلقات بي الطبقات‪ ،‬ووجود فوضى حضارية‬
‫انعكست آثارها على النصوص الدبية‪ .‬وبلغت التفاعلت السياسية والجتماعية والقتصادية‬
‫ف أوروبا ذروتا ف أعقاب الرب العالية الول‪ .‬وبقيت باريس مركز تيار الداثة الذي يثل‬
‫الفوضى الدبية‪.‬‬

‫‪ -‬وقد تبنت الداثة كثيا من العتقدات والذاهب الفلسفية والدبية والنفسية أهها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الدادائية‪ :‬وهي دعوة ظهرت عام ‪1916‬م‪ ،‬غالت ف الشعور الفردي ومهاجة‬
‫العتقدات‪ ،‬وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬السريالية‪ :‬واعتمادها على التنوي الغناطيسي(*)‪ ،‬والحلم الفرويدية‪ ،‬بجة أن هذا هو‬
‫الوعي الثوري للذات‪ ،‬ولذا ترفض التحليل النطقي‪ ،‬وتعتمد بدلً عنه الوس والعاطفة‪.‬‬
‫‪ -3‬الرمزية‪ :‬وما تتضمنه من ابتعاد عن الواقع والسباحة ف عال اليال والوهام‪ ،‬فضلً عن‬
‫التحرر من الوزان الشعرية‪ ،‬واستخدام التعبيات الغامضة واللفاظ الوحية برأي روادها‪.‬‬

‫‪ -‬وقد واجهت الداثة معارضة شديدة ف كل أناء أوروبا‪ ،‬حت ف باريس مسقط رأسها‪،‬‬
‫من الدافعي عن اللغة والتراث ومن ينيطون بالدب مهمة التوصيل ف إطار العقل والوعي‬
‫النسان‪.‬‬

‫‪ -‬وكثي من أدباء القرن العشرين ل يعترفوا بالداثة ول با جاءت به من تريد جال وثورة‬
‫وعدم تواصل‪ ،‬وعدّ كثي من الفكرين الغربيي الداثة نزوة عابرة ف تاريخ الفكر الغرب‪.‬‬

‫● والداثة العربية هي حداثة غربية ف كل جوانبها وأصولا وفروعها إل أنا تسللت إل‬
‫العال العرب دون غرابة‪ ،‬وذلك لنا اتذت صورة العصرية‪ ،‬والتاه التجديد (*) ف الدب‪،‬‬
‫وارتباط مفهوم الداثة ف أذهان بعض الثقفي بركة ما يسمى بالشعر الر أو شعر التفعيلة‪.‬‬

‫‪ -‬اصطلح الداثة بفهومه الغرب‪ ،‬ل يقتحم الدب العرب إل ف فترة السبعينات بينما‬
‫تسربت مضامينه منذ الثلثينات من هذا القرن‪ ،‬وذلك ف ماولت الروج على علم العروض‬
‫العرب‪ ،‬وف الربعينات ظهرت بعض ظواهر التمرد والثورة والرفض وتريب بعض التاهات‬
‫الدبية الغربية كالتعبيية والرمزية والسريالية‪.‬‬

‫ث ظهرت ملة شعر الت رأس تريرها ف لبنان يوسف الال عام ‪1957‬م وتوقفت عام‬
‫‪1964‬م للتمهيد لظهور حركة(*) الداثة بصفتها حركة فكرية‪ ،‬لدمة التغريب‪ ،‬وصرف‬
‫العرب عن عقيدتم ولغتهم الفصحى‪ ..‬لغة القرآن الكري‪.‬‬
‫وبدأت تربتها خلف ستار تديث الدب‪ ،‬فاستخدمت مصطلح الداثة عن طريق ترجة شعر‬
‫رواد الداثة الغربيي أمثال‪ :‬بودلي ورامبو ومالراميه‪ ،‬وبدأ رئيس تريرها – أي‪ :‬ملة شعر‬
‫– بكشف ما تروج له الداثة الغربية حي دعا إل تطوير اليقاع الشعري‪ ،‬وقال بأنه ليس‬
‫للوزان التقليدية أي قداسة ويب أن يعتمد ف القصيدة على وحدة التجربة والو العاطفي‬
‫العام ل على التتابع العقلي والتسلسل النطقي كما أنه قرر ف ملته أن الداثة موقف حديث‬
‫ف ال والنسان والوجود‪.‬‬

‫● كان لعلي أحد سعيد (أدونيس) دور مرسوم ف حركة الداثة وتكينها على أساس ما‬
‫دعاه من الثبات والتحول فقال‪" :‬ل يكن أن تنهض الياة العربية ويبدع النسان العرب إذا ل‬
‫تتهدم البنية التقليدية السائدة ف الفكر العرب والتخلص من البن الدين التقليدي التباعي"‪.‬‬
‫استخدم أدونيس مصطلح الداثة الصريح ابتداءً من ناية السبعينات عندما أصدر كتابه‪:‬‬
‫صدمة الداثة عام ‪1978‬م وفيه ل يعترف بالتحول إل من خلل الركات الثورية السياسية‬
‫والذهبية‪ ،‬وكل ما من شأنه أن يكون تردا على الدين(*) والنظام تاوزا للشريعة(*)‪.‬‬

‫‪ -‬لقد أسقط أدونيس مفهوم الداثة على الشعر الاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمرو بن‬
‫أب ربيعة‪ ،‬وأب نواس وبشار بن برد وديك الن المصي‪ ،‬كما أسقط مصطلح الداثة على‬
‫الواقف اللادية لدى ابن الرواندي وعلى الركات الشعوبية(*) والباطنية(*) واللادية‬
‫العادية للسلم أمثال‪ :‬ثورة الزنج والقرامطة‪.‬‬
‫‪ -‬ويعترف أدونيس بنقل الداثة الغربية حي يقول ف كتابه الثابت والتحول‪" :‬ل نقدر أن‬
‫نفصل بي الداثة العربية والداثة ف العال"‪.‬‬

‫أهم خصائص الداثة ‪:‬‬


‫‪ -‬ماربة الدين (*) بالفكر وبالنشاط‪.‬‬
‫‪ -‬الية والشك (*) والقلق والضطراب‪.‬‬
‫‪ -‬تجيد الرذيلة والفساد واللاد‪.‬‬
‫‪ -‬الروب من الواقع إل الشهوات والخدرات والمور‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة على القدي كله وتطيم جيع أطر الاضي‪ ،‬إل الركات الشعوبية والباطنية(*)‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة على اللغة بصورها التقليدية التعددة‪.‬‬
‫‪ -‬امتدت الداثة ف الدب إل متلف نواحي الفكر النسان ونشاطه‪.‬‬
‫‪ -‬قلب موازين الجتمع والطالبة بدفع الرأة إل ميادين الياة بكل فتنتها‪ ،‬والدعوة إل تريرها‬
‫من أحكام الشريعة(*)‪.‬‬
‫‪ -‬عزل الدين ورجاله واستغلله ف حروب عدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬تبن الصادفة والظ والوس واليال لعالة الالت النفسية والفكرية بعد فشل العقل ف‬
‫مابة الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬امتداد الثورة على الطبيعة(*) والكون ونظامه وإظهار النسان بظهر الذي يقهر الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬ولذا نلمس ف الداثة قدحا ف التراث السلمي‪ ،‬وإبرازا لشخصيات عرفت بنوحها‬
‫العقدي كاللج والسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيهم‪ .‬وهذا النهج يعب‬
‫به الدباء التحللون من قيم الدين والمانة‪ ،‬عن خلجات نفوسهم وانتماءاتم الفكرية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الداثة تصور إلادي جديد – تاما – للكون والنسان والياة‪ ،‬وليست تديدا(*) ف‬
‫فنيات الشعر والنثر وشكلياتا‪ .‬وأقوال سدنة الداثة تكشف عن انرافهم باعتبار أن مذهبهم‬
‫يشكل حركة مضللة ساقطة ل يكن أن تنمو إل لتصبح هشيما تذروه الرياح وصدق ال‬
‫العظيم إذ يقول‪ { :‬ث يهيج فتراه مصفرا ث يكون حطاما }‪.‬‬

‫حسبنا ف التدليل على سعيهم لدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الداثة ف‬
‫العال العرب ف كتابه فن الشعر ص ‪" :76‬إن فن القصيدة أو السرحية أو القصة الت يتاج‬
‫إليها المهور العرب ليست تلك الت تسليه أو تقدم له مادة استهلكية‪ ،‬وليست تلك الت‬
‫تسايره ف حياته الادة‪ ،‬وإنا هي الت تعارض هذه الياة! أي تصدمه‪ ،‬وترجه من سباته‪،‬‬
‫تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه‪ ،‬إنا الت تابه السياسة ومؤسساتا‪ ،‬الدين ومؤسساته‪،‬‬
‫العائلة ومؤسساتا‪ ،‬التراث ومؤسساته‪ ،‬وبنية الجتمع القائم‪ .‬كلها بميع مظاهرها‬
‫ومؤسساتا‪ ،‬وذلك من أجل تديها كلها! أي من أجل خلق النسان العرب الديد‪ ،‬يلزمنا‬
‫تطيم الوروث الثابت‪ ،‬فهنا يكمن العدو الول للثورة والنسان"‪.‬‬
‫ول يعن التمرد على ما هو سابق وشائع ف متمعنا إل التمرد على السلم وإباحة كل شيء‬
‫باسم الرية(*)‪.‬‬
‫‪ -‬فالداثة إذن هي منهج(*) فكري عقدي يسعى لتغيي الياة ورفض الواقع والردة عن‬
‫السلم بفهومه الشمول والنسياق وراء الهواء والنعات الغامضة والتغريب الضلل‪.‬‬
‫وليس النسان السلم ف هذه الياة ف صراع وتد مع الكون كما تقول كتابات أهل الداثة‬
‫وإنا هم الذي يتنصلون من مسئولية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العرب ويسعون‬
‫إل القضاء على الخلق والسلوك باسم التجريد وتاوز جيع ما هو قدي وقطع صلتهم به‪.‬‬
‫‪ -‬ونستطيع أن نقرر أن الداثيي فقدوا النتماء لاضيهم وأصبحوا بل هوية ول شخصية‪.‬‬
‫ويكفي هراء قول قائلهم حي عب عن مكنونة نفسه بقوله‪:‬‬
‫ل ال اختار ول الشيطان *** كلها جدار‬
‫كلها يغلق ل عين *** هل أبدل الدار بالدار‬

‫تعال ال عما يقولون علوا كبيا‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪" -‬الداثة ف الدب العرب العاصر"‪ ،‬مقال مطول للدكتور ممد مصطفى هدارة ملة الرس الوطن – ربيع الخر‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الداثة ف ميزان السلم‪ ،‬عوض القرن‪.‬‬
‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن رأفت الباشا ‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل‪.‬‬
‫الواقعــية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الواقعية مذهب(*) أدب فكري مادي(*) ملحد‪ ،‬إذ يقتصر ف تصويره الياة والتعبي عنها على‬
‫عال الادة‪ ،‬ويرفض عال الغيب واليان بال‪ ،‬ويصور النسان باليوان الذي تسيه غرائزه ل‬
‫عقله‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫● ارتبطت نشأة الذهب الواقعي بالفلسفات الوضعية والتجريبية والادية(*) الدلية(*) الت‬
‫ظهرت ف النصف الول من القرن التاسع عشر وما بعده‪ ،‬وسارت الواقعية ف ثلثة اتاهات‪:‬‬
‫الواقعية النقدية والواقعية الطبيعية والواقعية الشتراكية‪ .‬وللواقعية أعلم ف شت فروعها‪:‬‬

‫● أعلم الواقعية النقدية‪:‬‬


‫‪ -‬القصّاص الفرنسي أنوريه دي بلزاك ‪1850 – 1799‬م ومن قصصه روايته الشهورة‬
‫اللهاة النسانية ف ‪ 94‬جزءً‪ ،‬صور فيها الياة الفرنسية بي عام ‪1948 – 1829‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الكاتب النكليزي شارل ديكن ‪1850 – 1812‬م وله الرواية الشهورة قصة مدينتي‪.‬‬
‫‪ -‬الديب الروسي تولستوي ‪1910 – 1828‬م وله القصة الشهورة الرب والسلم‪.‬‬
‫‪ -‬الديب الروسي دستوفسكي مؤلف الرية والعقاب‪.‬‬
‫‪ -‬والديب المريكي أرنست هنجواي ‪1961 – 1899‬م وله القصة الشهورة العجوز‬
‫والبحر وقد مات منتحرا‪.‬‬

‫· أعلم الواقعية الطبيعية‪:‬‬


‫‪ -‬إميل زول الديب الفرنسي ‪1920 – 1840‬م مؤلف قصة اليوان البشري وفيها يطبق‬
‫نظريات دارون ف التطور‪ ،‬ونظريات مندل ف الوراثة‪ ،‬وكلود برنار ف الطب‪.‬‬
‫‪ -‬جوستاف فلوبي ‪1880 -1821‬م الديب الفرنسي ومؤلف القصة الشهورة مدام‬
‫بوفاري‪.‬‬

‫· أعلم الواقعية الشتراكية(*)‪:‬‬


‫‪ -‬مكسيم جوركي ‪1936 – 1868‬م كاتب روسي‪ ،‬عاصر الثورة(*) الروسية الشيوعية‪،‬‬
‫ومؤلف قصة الم‪.‬‬
‫‪ -‬ماياكو فسكي ‪1930 – 1892‬م وهو شاعر الثورة الروسية الشيوعية‪ ،‬وقد مات‬
‫منتحرا‪.‬‬
‫‪ -‬لوركا ‪1936 – 1898‬م وهو شاعر أسبان‪.‬‬
‫‪ -‬بابللو نيودا ‪1973 – 1904‬م وهو شاعر تشيلي‪.‬‬
‫‪ -‬جورج لوكاش – وهو كاتب فرنسي حديث‪.‬‬
‫‪ -‬كما كان من أعلمها ‪ :‬روجيه جارودي – وهو مفكر فرنسي اهتدى إل السلم وسى‬
‫نفسه رجاء جارودي وإن كان مازال يتأرجح بي ماضيه وحاضره‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫● تشعب الذهب(*) الواقعي‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬إل ثلثة اتاهات‪.‬‬

‫‪ -‬الواقعية النقدية ومن أفكارها‪:‬‬


‫‪ -1‬الهتمام بنقد الجتمع ومشكلته‪.‬‬
‫‪ -2‬التركيز على جوانب الشر والرية‪.‬‬
‫‪ -3‬اليل إل التشاؤم واعتبار الشر عنصرا أصيلً ف الياة‪.‬‬
‫‪ -4‬الهمة الرئيسية للواقعية النقدية الكشف عن حقيقة الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -5‬اختيار القصة وسيلة لبث الفكار الت يريدونا‪.‬‬
‫‪ -‬الواقعية الطبيعية‪:‬‬

‫تتفق مع الواقعية ف جيع آرائها وأفكارها وتزيد عليها‪:‬‬


‫‪ -1‬التأثر بالنظريات العلمية والدعوة إل تطبيقها ف مال العمل الدب‪.‬‬
‫‪ -2‬النسان ف نظرها حيوان تسيه غرائزه‪ ،‬وكل شيء فيه يكن تليله‪ ،‬فحياته الشعورية‬
‫والفكرية والسمية ترجع إل إفرازات غددية‪.‬‬

‫الواقعية الشتراكية‪:‬‬
‫وقد نادت با الاركسية ومن أفكارها‪:‬‬
‫‪ -1‬إن النشاط القتصادي(*) ف نشأته وتطوره هو أساس البداع(*) الفن‪ ،‬لذلك يب‬
‫توظيف الدب لدمة الجتمع حسب الفهوم الاركسي‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل الدب الفن عليه أن يهتم بتصوير الصراع الطبقي بي طبقة العمال والفلحي‬
‫وطبقة الرأسالية والبجوازيي(*)‪ ،‬وانتصار الول الت تمل الي والبداع على الثانية الت‬
‫هي مصدر الشرور ف الياة‪.‬‬
‫‪ -3‬رفض أي تصورات غيبية‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بالعقائد السماوية‪.‬‬
‫‪ -4‬استغلل جيع الفنون الدبية لنشر الذهب(*) الاركسي‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫إن السس الت قامت عليها الواقعية هي الذاهب الفلسفية الادية(*)‪ ،‬مثل الفلسفة (*)‬
‫الوضعية الت انتشرت ف فرنسا ف النصف الول من القرن التاسع عشر ورائدها الفيلسوف‬
‫الفرنسي كونت الت ترفض كل ما هو غيب‪ ،‬وتقتصر على عال الادة والس‪.‬‬

‫وكذلك تعد الفلسفة التجريبية الت تلتقي مع الوضعية ف رفض الغيبيات من جذور الواقعية‪.‬‬
‫ومن الذور الفكرية العميقة للواقعية الشتراكية(*)‪ :‬الفلسفة الادية الدلية(*) الت نادى با‬
‫ماركس وإنلز الت تعد العقيدة الرسية للشيوعية الدولية والت من مفاهيمها أن الادة هي‬
‫الوجود القيقي‪ ،‬وأن القيم العقلية انبثقت من العلقات الادية بي الناس‪.‬‬

‫وكذلك ترتبط الواقعية بالنظرية الفلسفية الت ترى أن الياة تنبت على الشر‪ ،‬وأن ما يبدو من‬
‫مظاهر الي ليس إل طلءً زائفا يوه واقع الياة الفكرية ويفي طبيعة النسان القيقية‪.‬‬

‫وقد عب الفيلسوف النكليزي هوبز عن هذا التاه بقوله‪" :‬إن النسان ذئب ل هم له إل‬
‫الفتك بالنسان"‪.‬‬

‫وقد عمل دعاة الواقعية على ربط النسان الغرب بغرائزه وحيوانيته‪ ،‬وتوجيه نظره إل التراب‬
‫ل إل السماء‪ ،‬وزادوا ف ماديته‪ ،‬وساعدوا على إفساده وإيقاظ شهوته‪.‬‬

‫أما دعاة الواقعية الشتراكية أو الشيوعية‪ ،‬الذين سطروا الكتب والقالت والقصص‬
‫والسرحيات والشعار ف تجيد الشيوعية‪ ،‬والزعم أنا القيقة للسعادة البشرية‪ ،‬فقد زادوا‬
‫النسانية شقاء وتعاسة ومعيشة ضنكا‪ ،‬وقد تطمت فلسفتهم ف أوروبا الشرقية تت مطارق‬
‫الواقع الؤل‪ ..‬كما نرى بأم أعيننا الن‪ ،‬إذ بدأت تتراجع بطى سريعة إل عفن التاريخ الذي‬
‫ل يرحم‪ ،‬وتفكك ما كان يعرف بالتاد السوفيت‪ ،‬وعاد السلم إل الدول السلمية‪.‬‬

‫والسلم يدعو إل الهتمام بالدنيا" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا" ويرفض النظر بتشاؤم إل‬
‫تصاريف القدر وليس ثة ما ينع النسان من التأثي والتغيي ف حياته والجتمع الذي يعيش‬
‫فيه‪ .‬وقد كرم السلم النسان ول يضعه ف مصاف القرود واهتم بانبه الروحي باعتباره –‬
‫أي النسان – جسدا وروحا‪ ،‬ولكلّ مطالبه الت ل يوز إغفالا ول القتصار على أحدها‬
‫دون الخر‪ .‬والسلم يرفض النظرية الفلسفية الت تقول‪" :‬إن الياة قد بنيت على الشر"‬
‫والديان (*) عموما جاءت للقضاء على الشر والنهوض بالنفس البشرية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الواقعية مذهب(*) أدب فكري مادي ملحد‪ ،‬يصور الياة كمادة ويرفض عال الغيب ول‬
‫يؤمن بال‪ ،‬ويرى أن النسان عبارة عن مموعة من الغرائز اليوانية‪ ،‬ويتخذ كل ذلك أساسا‬
‫لفكاره الت تقوم على الهتمام بنقد الجتمع وبث مشكلته مع التركيز على جوانب الشر‬
‫والرية‪ ،‬واليل إل النعات التشاؤمية وجعل مهمة النقد مركزة ف الكشف عن حقيقة‬
‫الطبيعة(*) كطبيعة بل روح أو قيم‪ .‬ومن هنا كانت آثار هذا الذهب الدب الدمرة على‬
‫الشباب السلم إذا ل يضع هذه المور ف حسبانه وهو يتعامل مع الفرازات الدبية لذا‬
‫الذهب‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن رأفت الباشا – ط‪ .‬جامعة المام –‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬مذاهب الدب الغرب‪ ،‬د‪ .‬عبد الباسط بدر – نشر دار الشعاع – الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار الثقافة – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬ماريوس فرانسوا غويا‪( ،‬سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية الكبى‪ ،‬فيليب فان تيفيم (سلسلة زدن علما)‪.‬‬

‫مراجع أجنبية ‪:‬‬


‫‪.Lanson: Histoire de la litterature francaise. Paris 1960 -‬‬
‫‪.De segure: Histoire de la letterature Europieenne, 1959 -‬‬
‫العدمــية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫العدمية مذهب(*) أدب وفلسفي ملحد‪ ،‬اهتم بالعدم باعتباره الوجه الخر للوجود‪ ،‬بل هو‬
‫ناية الوجود‪ ،‬وبه نعرف حقيقة الياة بعيدا عن النظرة الثالية والنظرة الواقعية السطحية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫= من أهم الشخصيات العدمية ف مال الدب ديستوفسكي الروائي الروسي‪ ،‬وف مال‬
‫الفلسفة نيتشه صاحب مقولة (موت الله) والعدمية ترى أن الوجود اللي وعدمه سواء‬
‫وليسن أن يهد الناس أنفسهم ف هذا الوضوع‪ .‬والؤرخون يفرقون بي اللاد والعدمية‬
‫من حيث أن اللحد يتار جانب اللاد(*) الصريح (سارتر مثلً) أما العدمي فيى أن السألة‬
‫سواء (يستوي الوجود اللي وعدمه) وديستوفسكي يرى أنه إذا كان الله(*) غي موجود‬
‫فكل شيء مباح ول معن للخلق(*)‪.‬‬

‫= وهذا الذهب مرفوض إسلميّا لننا مطالبون أولً بتقرير الوجود اللي والتوحيد الالص‬
‫وثانيا تقرير ارتباط قيام الخلق على التشريع السلمي ف مصدرية الساسيي‪ ،‬فالديب‬
‫والفيلسوف العدمي يناقضان السلم‪.‬‬

‫= برزت العدمية ف روايات الواقعية النقدية لوستاف فلوبي ‪1880 – 1821‬م وأندريه‬
‫دي بلزاك ‪1850 – 1799‬م وف أعمال الطبيعة النطباعية لميل زول ‪– 1840‬‬
‫‪1902‬م ف القرن التاسع عشر‪ .‬إل أن الديب الفرنسي جوستاف فلوبي هو العب الول عن‬
‫العدمية ف رواياته‪ ،‬ث أصبحت مذهبا أدبيا لعدد كبي من الدباء ف القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫= ويعد الشاعر والناقد جوتفريد بن ‪1956 – 1886‬م من أبرز العدميي الذين وضحوا‬
‫معن العدمية كمذهب أدب‪ ،‬إذ قال بأن العدمية ليست مرد بث الياس والضوع ف نفوس‬
‫الناس بل مواجهة شجاعة وصرية لقائق الوجود‪.‬‬
‫= وقد رحب هذا الشاعر بالكومة النازية عندما قامت ف الثلثينات من هذا القرن على‬
‫أساس أنا مواجهة حاسة للوجود الراكد‪ .‬إل أنه ُعدّ عدوا للنازية لنه قال بأن البشر‬
‫متساوون أمام العدم والفناء وليس هناك جنس مفضل على غيه‪ .‬وقد صودرت جيع أعماله‬
‫الدبية عام ‪1937‬م‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬

‫= إن النسان خُلق وله إمكانات مدودة‪ ،‬وعليه لكي يثبت وجوده‪ ،‬أن يتصرف ف حدود‬
‫هذه المكانات‪ ،‬بيث ل يتحول إل يائس متقاعس أو حال منون‪.‬‬

‫= إن البشر يتصارعون‪ ،‬وهم يدركون جيدا أن العدم ف انتظارهم وهذا الصراع فوق طاقتهم‬
‫البشرية‪ ،‬لذلك يتحول صراعهم إل عبث ل معن له‪.‬‬

‫= ينحصر التزام الديب العدمي ف تذكرة النسان بدوده حت يتمكن من استغلل حياته‬
‫على أحسن وجه‪.‬‬

‫= العمل الدب يثبت أن لكل شيء ناية‪ ،‬ومعناه يتركز ف نايته الت تنح الدللة للوجود‪ ،‬ول‬
‫يوجد عمل أدب عظيم بدون ناية وإل فقد معناه‪ ،‬وكذلك الياة تفقد معناها إذا ل تكن لا‬
‫ناية‪.‬‬

‫= الرومانسية الثالية ف نظر الديب العدمي مرد هروب مؤقت ل يلبث أن يصدم النسان‬
‫بقسوة الواقع وبالعدم الذي ينتظره‪ ،‬وقد يكون ف هذا الصطدام انياره أو انرافه‪.‬‬

‫= يهدف اللتزام الدب للعدمية إل النضوج الفكري للنسان ورفعه من مرتبة اليوان الذي‬
‫ل يدرك معن العدم‪.‬‬
‫= تدف العدمية إل الغاء الفواصل الصطنعة بي العلم والفن‪ ،‬لن العرفة النسانية ل تتجزأ‬
‫ف مواجهة قدر النسان‪ ،‬وإذا اختلف طريق العلم عن طريق الفن فإن الدف يبقى واحدا‬
‫وهو‪ :‬الزيد من العرفة عن النسان وعلقته بالعال‪.‬‬

‫= إن اتام العدمية بالسلبية وإشاعة روح اليأس‪ ،‬يرجع إل الوف من لفظ العدم ذاته وهذه‬
‫نظرة قاصرة‪ ،‬لن تاهل العدم ل يلغي وجوده من حياتنا‪.‬‬

‫= العدمية ليست مرد إبراز الوت والبشاعة والعنف والقبح ولكن الديب العدمي هو الذي‬
‫ينفذ من خلل ذلك إل معن الياة‪ ،‬وبذلك يوضح بأن العدم هو الوجه الخر للوجود‪ ،‬ول‬
‫يكن الفصل بينهما لن معن كل منهما يكمن ف الخر‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫= ترجع العدمية ف أفكارها إل مسرحيات الغريق القدامى‪ ،‬الت تصور النسان وصراعه مع‬
‫القدار وكأنه صراع ضد فكرة العدم‪.‬‬

‫= وكذلك العقائد النصرانية وما تتضمنه من معان الوت‪ ،‬وناية العال‪ ،‬واليوم الخر‪،‬‬
‫والساب ‪ ..‬ال‪.‬‬

‫= إل أن العدمية ل تبلور العقيدة الدينية ف الياة والوت‪ ..‬ف اليان الذي يبعث على عمل‬
‫الي والد‪ ،‬والجتهاد لعمار الرض لتكون الياة عليها سعيدة مطمئنة‪ .‬وإنا اقتصرت على‬
‫تصوير معان العدم والانب السلب ف الياة‪ ،‬على نو يوحي بأن العدم هو الوجود الالد‪،‬‬
‫وطالا كان المر كذلك فإن اللاد ييط بالعدمية من كل جانب‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫= انتشرت العدمية ف فرنسا وإنكلترا بشكل خاص والعال الغرب عامة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن العدمية مذهب(*) أدب ملحد يعتب العدم ناية الوجود‪ ،‬ووفقا لذا الذهب ينحصر التزام‬
‫الديب العدمي ف تذكي النسان بدوده حت يستغل حياته استغللً عدميّا‪ ،‬ينضج معه فكر‬
‫النسان‪ ،‬حسب زعم هذا الذهب‪ ،‬نضجا يرفعه من مرتبة اليوان الذي ل يدرك معن العدم‬
‫إل مرتبة الديب الدرك له والذي يلغي الفواصل الصطنعة بي العلم والفن‪ ،‬فالديب العدمي‬
‫هو الذي ينفذ من خلل الوت والبشاعة والعنف والقبح إل معن الياة العدمية‪ ،‬فالعدم هو‬
‫الوجه الخر للوجود‪ .‬ول شك أن هذه الفكار ل تدم أية فكرة أخلقية أو دينية‪ ،‬بل إنا‬
‫تتناف كلية معهما‪.‬‬

‫‪---------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫الدخل إل النقد الدب الديث‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – ط ‪ -2‬القاهرة ‪1962‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدب القارن‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي – ط ‪ -2‬القاهرة ‪1962‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الدبية الكبى‪ ،‬فليب فان تيغيم – (سلسلة زدن علما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Braunschvig. La Literature Contemporaine Etudiee dans les textes‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Braunschvig: Notre Litterature Etudiee dans le texte. Paris 1949‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la litterature Francaise, Paris. 1916‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.De Segur (Nicola(: Histoire de la Litterature Europeenne. 1959‬‬ ‫‪-‬‬
‫البناسية (مذهب الفن للفن)‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫البناسية مذهب(*) أدب فلسفي ل دين قام على معارضة الرومانسية من حيث أنا مذهب‬
‫الذاتية ف الشعر‪ ،‬وعرض عواطف الفرد الاصة على الناس شعرا واتاذه وسيلة للتعبي عن‬
‫الذات‪ ،‬بينما تقوم البناسية على اعتبار الفن غاية ف ذاته ل وسيلة للتعبي عن الذات‪ ،‬وهي‬
‫تدف إل جعل الشعر فنا موضوعيّا هه استخراج المال من مظاهر الطبيعة أو إضفائه على‬
‫تلك الظاهر‪ ،‬وترفض البناسية التقيد سلفا بأي عقيدة أو فكر أو أخلق(*) سابقة‪.‬‬

‫وهي تتخذ شعار "الفن للفن"‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫= أطلق أحد الناشرين الفرنسيي على مموعة من القصائد لبعض الشعراء الناشئي اسم‬
‫"البناس العاصر" إشارة إل جبل البناس الشهي باليونان الت تقطنه "آلة الشعر" كما كان‬
‫يعتقد قدماء اليونان إل أن السم ذاع وانتشر للتعبي عن اتاه أدب جديد‪ .‬وإن كان دعاة هذا‬
‫الذهب قد انتسبوا إل مذاهب أدبية أخرى تشكلت فيما بعد ومنهم‪:‬‬

‫‪ -‬شارل بودلي ‪1867 – 1821‬م وهو شاعر فرنسي‪ ،‬نادى بالفوضى النسية‪ ،‬ووصف‬
‫بـ "السادية" أي التلذذ بتعذيب الخرين‪.‬‬

‫‪ -‬ومنهم تيوفيل جوتييه ‪1872 – 1811‬م وهو من أكب طلئع البناسية‪.‬‬

‫‪ -‬ومنهم لو كنت دي ليل ويعد رئيس هذا الذهب‪ ،‬وقد تبلورت مبادئه بعد منتصف القرن‬
‫التاسع عشر وانتهى به المر إل أن ترك النصرانية إل البوذية‪.‬‬

‫‪ -‬ومال راميه ‪1898 – 1842‬م وهو شاعر فرنسي‪ ،‬ويعد من أشد الدافعي عن هذا‬
‫الذهب‪ .‬ومن أعمدة الذهب الرمزي أيضا‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫= اعتبار الدب والفن غاية ف ذاتيهما وأن مهمتهما المتاع فقط ل النفعة‪ ،‬وإثارة الشاعر‬
‫وإلاب الحساس ليتذوق النسان الفن اليد‪.‬‬

‫= تطيم القدي وتدميه لبناء العال الديد الال من الضياع‪ ،‬حسب زعمهم‪ ،‬والقدي ف‬
‫رأيهم‪ ،‬هو كل ما ينطوي على العقائد والخلق والقيم‪.‬‬

‫= يقق النسان سعادته عن طريق الفن ل عن طريق العلم‪.‬‬

‫= استبعاد التعليم والتوجيه التربوي عن الشعر والفن عامة‪ .‬والهتمام بالشكل والتعبي الدب‬
‫أكثر من اهتمامهم بالضامي الفنية والدبية‪.‬‬

‫= إن الياة تقليد للفن وليس العكس‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫= كان أرسطو الفيلسوف اليونان ‪ 322 – 383‬ق‪.‬م أول من هاجم التاه التعليمي‬
‫والخلقي ف الشعر‪ ،‬وكان يرد بذلك على أفلطون الذي قرر أن الشعر خادم الفلسفة(*)‬
‫الخلقية وفكرة الرشاد التعليمي‪.‬‬

‫= وبعد سقوط المباطورية الغريقية‪ ،‬وسيطرة المباطورية الرومانية بكل اتاهاتا العملية‬
‫والنفعية‪ ،‬سيطر التاه التعليمي على الدب‪.‬‬

‫= سيطرت الكنيسة (*) على الفلسفة والدب وبقي التاه التعليمي ف الشعر هو السائد‪.‬‬
‫ومع ذل وجد من يتذوق الشعر من أجل القيم المالية‪ ،‬كالقديس أوغسطيوس ف كتابه‬
‫النظرية السيحية(*) حيث يؤكد على التعة الفنية الت تذوقها هو ف السلوب الدب الذي‬
‫كتبت به الناجيل(*)‪.‬‬
‫= ورغم تطور النقد الدب ف القرن السادس عشر إل أنه ل يتغلب على التاه التعليمي ف‬
‫الدب‪.‬‬

‫= وف القرن السابع عشر يؤكد بيكورن أن الدف الساسي ف الشعر السرحي هو التعة‬
‫الفنية‪.‬‬

‫= وبرور الزمن ازداد الجوم على الانب التعليمي للفن من قبل ورد زورث ‪-1770‬‬
‫‪1850‬م والشاعر شيللي ‪1822 – 1792‬م ورواد الدرسة الرمزية أمثال بودلي ومال‬
‫راميه‪.‬‬

‫= وف مطلع القرن العشرين اعتب النقاد نظرية الفن للفن‪ ..‬دفاعا مستميتا عن الفن حت ل‬
‫تستخدم ف الغراض النفعية الؤقتة‪.‬‬

‫= والواقع أن الضمون الفكري والعقائدي لذا الذهب(*) ‪ -‬غي الصورة الارجية التعلقة‬
‫بالتعة الفنية – هو رفض كل فكرة وعقيدة وأخلق سابقة وخاصة ما يتعلق بالدين(*) وإن‬
‫كان هذا المر ل يكن واضحا ف آثار أصحاب الذاهب‪.‬‬

‫= لذلك كان الجوم على مدرسة الفن للفن‪ ،‬بعد انرافها الكبي عن الياة الواعية العاقلة من‬
‫قبل بعض النقاد أمثال ت‪.‬س‪ .‬اليوت الذي اتم أصحابا بالطأ وقصر النظر‪ ،‬وقرر أنه لبد‬
‫من اللتزام للديب أو الشاعر‪ .‬وأن غاية الشعر والنقد تُلزم كل شاعر وناقد أن تكون الكتابة‬
‫ذات نفع اجتماعي ما للقارىء‪.‬‬

‫النتشار ومناطق النفوذ‪:‬‬

‫= مذهب(*) الفن للفن مثل بقية الذاهب الدبية نشأ ف أوروبا‪ ،‬وأشد التحمسي له كانوا ف‬
‫فرنسا‪ ،‬أم الذاهب تقريبا‪ ،‬ولكن كان له أنصار ف ألانيا وإيطاليا‪ ،‬ووصل الذهب إل أمريكا‬
‫وغيها من الدول‪.‬‬
‫إل أنه تقلص بعد ذلك وتقوقع على نفسه بعد أن وجه له النقد الشديد لنرافه عن كثي من‬
‫الصول الت بن عليها‪ ،‬والقيم الت كان يلزمه التقيد با‪.‬‬

‫= ملحظـة‪:‬‬
‫‪ -‬يلحظ أن البناسية تعزل الدب عن قضايا الياة الجتماعية والسياسية وتعله غاية ف حد‬
‫ذاته‪ ،‬والسلم يدد غايات النسان ف الياة‪ ،‬ول يقبل أن يكون الدب غاية ف ذاته‪ ،‬كما‬
‫يرفض السلم الدب الكشوف الذي يستخدم كأداة للنراف ويقيس قيمته بوازين الي‬
‫والشر‪ ،‬وإذا صدر الدب عن تصور يرفض القيم الدينية فهو مرفوض شكلً وموضوعا مهما‬
‫ست قيمته الدبية وفقا لقاييس الصياغة أو حسن التعبي‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البناسية مذهب أدب فلسفي ل دين‪ ،‬يعارض الرومانسية من حيث أنا مذهب الذاتية ف‬
‫الشعر‪ ،‬وهو يعتب الدب والفن غاية ف حد ذاتيهما‪ ،‬ل وسيلة للتعبي عن الذات‪ ،‬ويرنو إل‬
‫تطيم كل ما هو قدي وتدميه من أجل بناء العال الديد الال من الضياع حسب زعم‬
‫أنصار الذهب‪ .‬ولا كان القدي ف هذا الذهب يعن كل ما ينطوي على العقائد والخلق(*)‬
‫والقيم‪ ،‬فإن تطيم القدي يعن ف هذا الذهب(*) وجوب تطيم الدين(*) والقيم الخلقية‬
‫المر الذي يب أن يتنبه له الشباب السلم وهو يدرس هذا الذهب ويتعامل مع حصاده‬
‫الفكري‪.‬‬

‫الرد السلمي على نظرية الفن للفن‪:‬‬

‫‪ -‬الدب ف السلم والفن يب أن يكون ملتزما بالقيم السلمية وبراعاة مبدأ التوحيد‬
‫الالص وبراعاة ني السلم عن التصوير والتجسيد‪ ،‬أما الفن للفن فإتباع للهوى وقد يؤدي‬
‫بالفنان إل تصوير ما يثي الشهوات ويفسد الخلق‪ ،‬وذلك مناقض لا تب مراعاته من‬
‫ضرورة اللتزام بأصول الفقه وأهم قواعده (ل ضرر ول ضرار) والفن للفن يؤدي إل إضرار‬
‫أو إل عدم منفعة وكلها موقف غي إسلمي‪.‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع‪:‬‬
‫نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر ‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية ‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذاهب الدب الغرب ‪،‬د‪ .‬عبد الباسط بدر – مكتبة البيت – الكويت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدب القارن ‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار الثقافة – بيوت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪.De Segur: Histoire de la litterature Europeenne. Paris. 1959 -‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la litterature Francaise Paris. 1960 -‬‬
‫‪The Oxford Companion to English Literature. Edited by -‬‬
‫‪.Margaret Drabble‬‬
‫‪The Cambridge Guide to Literature in English, edited by Ian -‬‬
‫‪.Ousby‬‬
‫‪.Encyclopedia Britanicca V 10 Literature – Westing -‬‬
‫النطباعية (التأثرية)‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫النطباعية مذهب(*) أدب فن‪ ،‬ظهر ف النصف الثان من القرن التاسع عشر ف فرنسا‪ ،‬وهو‬
‫يعتب الحساس‪ ،‬والنطباع الشخصي الساس ف التعبي الفن والدب‪ ،‬ل الفهوم العقلن‬
‫للمور‪ .‬ويرجع ذلك إل أن أي عمل فن بث لبد أن ير بنفس الفنان أولً‪ ،‬وعملية الرور‬
‫هذه هي الت توحي بالنطباع أو التأثي الذي يدفع الفنان إل التعبي عنه‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫= أطلقت النطباعية ف البداية على مدرسة ف التصوير ترى أن الرسام يب أن يعب ف ترد‬
‫وبساطة عن النطباع الذي ارتسم فيه حسيّا‪ ،‬بصرف النظر عن كل العايي العلمية‪ ،‬وباصة‬
‫ف ميدان النقد الدب‪ ،‬فالهم هو النطباع الذي يضفيه الضوء مثلً على الوضوع ل الوضوع‬
‫نفسه‪.‬‬

‫ومن أهم شخصياتا‪:‬‬

‫‪ -‬أناتول فرانس ‪1924 – 1844‬م – الديب الفرنسي‪ ،‬وهو يعد رائد النطباع ف الدب‪،‬‬
‫بعد أن انتقل الصطلح من الرسم إل الدب‪ ،‬ويرى أن قيمة أي عمل أدب تكمن ف نوعية‬
‫النطباعات الت يتركها ف نفس القارىء وهذا النطباع هو الدليل الوحيد على الوجود الي‬
‫للعمل الدب‪.‬‬

‫‪ -‬إنطونان بروست‪ :‬ويعد من أبرع من جسد النطباعية الدبية فهو حي يصف مشهدا أو‬
‫ينقل أحاسيسه إزاء مشهد‪ ،‬تتجسد أمامنا لوحة انطباعية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫= طالا أن قيمة أي عمل أدب تكمن ف نوعية النطباعات الت يتركها ف نفس القارىء‪ ،‬فإن‬
‫على الديب أن يضع هذه القيقة نصب عينيه‪ ،‬لن النطباع هو الدليل الوحيد على الوجود‬
‫الي للعمل الدب‪.‬‬
‫= إن الفنان يس أو يتأثر أولً‪ ،‬ث ينقل هذا النطباع أو التأثي عن طريق التعبي‪ .‬ول يكترث‬
‫للمعايي التبعة للنقد الدب‪.‬‬
‫= النطباعية تقول‪( :‬أنا أحس إذن أنا موجود) بدلً من العقلنية الت تقول على لسان‬
‫ديكارت‪( :‬أنا أفكر إذن أنا موجود)‪.‬‬
‫= كل معرفة ل يسبقها إحساس با ل تدي‪..‬‬
‫= الضمون هو الهم ل الشكل الفن عند الديب النطباعي ف نقل انطباعه الذات للخرين‪.‬‬
‫= العال الارجي مرد تربة خاصة وأحاسيس شخصية وليس واقعا موضوعيّا موجودا‬
‫بشكل مستقل عن حواس الفرد‪.‬‬
‫= من النقد الذي وجه للنطباعيي أنم جروا وراء التسجيل الرف للنطباع ونسوا القيمة‬
‫المالية الت تتم وجود الشكل الفن ف العمل الدب‪.‬‬
‫= وأن أدب العترافات والطابات الدبية اللذين أدت إليهما النطباعية‪ ،‬حيث يعب فيهما‬
‫الدباء عن مكنونات صدورهم‪ ،‬تول إل مرد مرآة لياة الديب الداخلية‪ ،‬أي أن هؤلء‬
‫ينظرون للدب على أنه مرد ترجة ذاتية أو سية شخصية للديب‪.‬‬
‫= وهكذا فقد أصبح النقد الدب والتذوق الفن مرد تعبي عن النفعالت الشخصية‬
‫والحاسيس الذاتية الت يثيها العمل الدب ف الناقد‪.‬‬
‫= والفرق بي النطباعية الشكلية والنطباعية الدبية هو أن النطباعية الشكلية تتم بالشكل‬
‫(تسليط الضوء على الطار الارجي)‪ ،‬بينما تتم النطباعية الدبية بالضمون الدب من خلل‬
‫تأثي الديب النطباعي على القارىء‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫= إن العال الديث وما يتضمنه من أنانية فردية‪ ،‬وذاتية غي أخلقية هو الذي أفرز مذهب‬
‫النطباعية حيث فرض على الفرد العزلة‪ ،‬فأصبحت أفكاره تدور حول ذاته‪ ،‬وليس العال عنده‬
‫سوى مموعة من الؤثرات السية العصبية‪ ،‬والنطباعات والحوال النفسية‪ ،‬ول يهمه‬
‫الهتمام بالعال وإصلحه أو تغييه إل الفضل‪.‬‬

‫النتشار وأماكن النفوذ‪:‬‬


‫بدأت النطباعية ف فرنسا‪ ،‬ث انتشرت ف أوروبا‪ ..‬وهي اتاه يدخل ف جيع الدارس‬
‫الدبية ‪ ،‬حيث النطباع عنصر أول ف أي عمل فن‪ ،‬ولكنه ليس كل شيء‪ ..‬ولذلك اندثرت‬
‫عندما اقتصرت على فكرة أن النطباع هو الدف الوحيد والادة الام الت يتشكل منها أي‬
‫عمل فن‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن النطباعية أو التأثيية مذهب(*) أدب فن ظهر ف النصف الثان من القرن التاسع عشر ف‬
‫فرنسا‪ ،‬ومضمونه اعتبار النطباع الشخصي والحساس‪ ،‬بثابة الساس ف التعبي الفن‬
‫والدب‪ ،‬بيث تكمن قيمة العمل الدب ف نوعية النطباعات الت يتركها هذا العمل ف نفس‬
‫القارىء‪ ،‬المر الذي يستلزم تبن الديب أو الفنان لذه القيقة‪ ،‬فالحساس وليس العقل(*)‬
‫والتفكي‪ ،‬هو معيار وجود النسان وفق هذا الذهب‪ ،‬وكل معرفة ل يسبقها إحساس با فهي‬
‫معرفة غي مدية‪ ،‬والعبة بضمون العمل الفن وليس بشكله‪ ،‬ول يعبأ هذا الذهب بإصلح‬
‫أحوال الناس أو تغيي العال إل الفضل‪ .‬ومن هنا كانت الثغرات الخلقية والجتماعية ف‬
‫هذا الذهب الدب ذات أثر كبي على كل من يطلع على نتاجه دون أن يكون ملما سلفا‬
‫بفكرته تلك ولن الفنان النطباعي غي ملتزم إل بالرؤية السية وتصوير ما انطبع على حواسه‬
‫حت لو ل يره الخرون‪ ،‬وحت لو عارضت انطباعاته القيم السامية وأدت من ث للضرار‬
‫بالناس‪.‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫الدب القارن ‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار الثقافة – بيوت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدخل إل النقد الدب الديث‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – القاهرة ‪1959‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النطباعية‪ ،‬تأليف موريس سيول – ترجة هنري زغيب – منشورات عويدات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النقد المال‪ ،‬أندريه ريشار – ترجة هنري زغيب (سلسلة زدن علما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المالية الفوضوية‪ ،‬أندريه رستسلر – ترجة هنري زغيب (سلسلة زدن علما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفن النطباعي‪ ،‬موريس سيول – (سلسلة زدن علما )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.J. Leymarie, L’Impressionmisme. Paris 1959. 2 Vol‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.G. Moore, Modern Painting, London – New York – 1893‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوجــودية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫= الوجودية مذهب (*) فلسفي أدب ملحد‪ ،‬وهو أشهر مذهب استقر ف الداب الغربية ف‬
‫القرن العشرين‪.‬‬
‫= ويركز الذهب على الوجود النسان الذي هو القيقة اليقينية الوحيدة ف رأيه‪ ،‬ول يوجد‬
‫شيء سابق عليها‪ ،‬ول بعدها‪ ،‬وتصف الوجودية النسان بأنه يستطيع أن يصنع ذاته وكيانه‬
‫بإرادته ويتول خلق أعماله وتديد صفاته وماهيته باختياره الر دون ارتباط بالق أو بقيم‬
‫خارجة عن إرادته‪ ،‬وعليه أن يتار القيم الت تنظم حياته‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫= دخل الذهب الوجودي مال الدب على يد فلسفة فرنسيي‪ :‬هم جبييل مارسيل الولود‬
‫عام ‪1889‬م‪ .‬وقد أوجد ما أساه الوجودية السيحية(*)‪ ،‬ث جان بول سارتر الفيلسوف‬
‫والديب الذي ولد ‪1905‬م‪ .‬ويعد رأس الوجوديي اللحدين والذي يقول‪ :‬إن ال خرافة‬
‫ضارة‪ .‬وهو بذا فاق اللحدين السابقي الذين كانوا يقولون إن ال خرافة نافعة‪ – ..‬تعال ال‬
‫عما يقول الكافرون علوا كبيا – ومن قصصه ومسرحياته ‪ :‬الغثيان‪ ،‬الذباب‪ ،‬الباب الغلق‪.‬‬
‫= ومن الشخصيات البارزة ف الوجودية‪ :‬سيمون دي بوفوار وهي عشيقة سارتر‪ .‬الت قضت‬
‫حياتا كلها معه دون عقد زواج تطبيقا عمليّا لبادىء الوجودية الت تدعو إل التحرر من كل‬
‫القيود التوارثة والقيم الخلقية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫= الوجود اليقين للنسان يكمن ف تفكيه الذات‪ ،‬ول يوجد شيء خارج هذا الوجود ول‬
‫سابقا عليه‪ ،‬وبالتال ل يوجد إله(*) ول توجد مثل ول قيم أخلقية متوارثة لا صفة اليقي‪،‬‬
‫ولكي يقق النسان وجوده بشكل حر فإن عليه أن يتخلص من كل الوروثات العقدية‬
‫والخلقية‪.‬‬
‫= إن هدف النسان يتمثل ف تقيق الوجود ذاته‪ ،‬ويتم ذلك بمارسة الياة برية مطلقة‪.‬‬
‫= اللتزام ف موقف ما – نتيجة للحرية(*) الطلقة ف الوجودية – من مبادىء الدب‬
‫الوجودي الرئيسة‪ ..‬حت سيت الوجودية‪ :‬أدب اللتزام أو أدب الواقف‪ ..‬أي الدب الذي‬
‫يتخذ له هدفا أساسيا أصحابه هم الذين يتارونه‪ .‬وبذلك جعلوا القيمة المالية والفنية‬
‫للدب بعد القيمة الجتماعية اللتزمة‪.‬‬
‫= ولقد نتج عن الرية(*) واللتزام ف الوجودية‪ ،‬القلق والجران واليأس‪:‬‬
‫‪ -‬القلق نتيجة لللاد(*) وعدم اليان بالقضاء والقدر(*)‪ ..‬ونبذ القيم الخلقية والسلوكية‪.‬‬
‫‪-‬والجران الذي هو إحساس الفرد بأنه وحيد ل عون له إل نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬واليأس الذي هو نتيجة طبيعية للقلق والجران‪ ،‬وقد حاول سارتر معالة اليأس بالعمل‪،‬‬
‫وجعل العمل غياة ف ذاته ل وسيلة لغرض آخر‪ ،‬وحسب الوجودي أن يعيش من أجل العمل‬
‫وأن يد جزاءه الكامل ف العمل ذاته وف لذة ذلك العمل‪.‬‬

‫الذور الفكرية ‪:‬‬


‫= ترجع بذور مذهب(*) الوجودية إل الكاتب الدانركي كيكا جورد ‪1855 – 1813‬م‬
‫وقد نّى آراءه وتعمق فيها الفيلسوفان اللانيان مارتن هيدجر الذي ولد عام ‪1889‬م‪،‬‬
‫وكارك يسبز الولود عام ‪1883‬م‪.‬‬
‫وقد أكد هؤلء الفلسفة أن فلسفتهم ليست تريدية عقلية‪ ،‬بل هي دراسة ظواهر الوجود‬
‫التحقق ف الوجودات‪.‬‬
‫= والفكر الوجودي لدى كيكاجورد عميق التدين‪ ،‬ولكنه تول إل ملحد إلالدا صريا‬
‫لدى سارتر‪.‬‬
‫‪ -‬ومهما حاول بعض الوجوديي العرب‪ ،‬وغيهم‪ ،‬تزيي صورة الوجودية‪ ،‬إل أنا ستبقى‬
‫مذهبا هداما للديان والعقائد والقيم الخلقية‪.‬‬
‫أماكن النتشار‪:‬‬

‫= انتشرت الوجودية اللحدة ف فرنسا بشكل خاص‪ ،‬وكانت قصص ومسرحيات سارتر من‬
‫أقوى العوامل الت ساعدت على انتشارها‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الوجودية مذهب فلسفي أدب ملحد‪ ،‬وهو أشهر الذاهب الدبية الت استقرت ف الداب‬
‫الغربية ف القرن العشرين ويرى أن الوجود النسان هو القيقة اليقينية الوحيدة عند‬
‫الوجوديي‪ ،‬بيث إنه ل يوجد شيء سابق على الوجود النسان كما أنه ل يوجد شيء‬
‫لحق له‪ ،‬ولذا فإن هدف النسان يتمثل ف تقيق الوجود ذاته‪ ،‬ويتم ذلك بمارسة الياة‬
‫برية مطلقة‪ .‬وقد أفرز هذا الذهب(*) أمورا عديدة منها القلق واليأس نتيجة لللاد وعدم‬
‫اليان وها من ركائز هذا الذهب‪ .‬لذا يب أن يعي الشباب السلم حقيقة هذا الذهب وهو‬
‫يتعامل مع إفرازاته‪.‬‬

‫ول شك أن السلم يرفض الوجودية بميع أشكالا ويرى فيها تسيدا لللاد(*) كما أن‬
‫قضايا الرية(*) والسؤولية واللتزام الت تدعو إليها الوجودية غي مقيدة بأخلق(*) أو‬
‫معتقدات دينية‪ .‬وهي تنادي بأن النسان ل يدري من أين جاء ول لاذا يعيش وهذه جيعها‬
‫أمور مسومة ف السلم وواضحة كل الوضوح ف عقل وضمي كل مسلم آمن بال ربا‬
‫وبالسلم دينا وبحمد صلى ال عليه وسلم رسولً (*) نبيّا (*) وقدوة وإماما‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬

‫مراجع التوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬للدكتور عبد الرحن رأفت الباشا – ط جامعة‬
‫المام ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬للدكتور ممد غنيمي هلل‪.‬‬
‫‪ -‬الدب ومذاهبه‪ ،‬للدكتور ممد مندور – دار نضة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الوسوعة الفلسفية الختصرة‪ ،‬لجموعة من الؤلفي – دار القلم – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬للدكتور نبيل راغب‪ -‬مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬

‫الراجع الجنبية ‪:‬‬


‫‪.Existentialism and Humanism by J.P. Sartre, London, 1955‬‬
‫‪Literary and Philosophical Essays by J.P. Sartre, London,‬‬
‫‪.1955‬‬
‫‪.Histoire de la litterature Francaise Paris 1960‬‬
‫التعبييـة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫= التعبيية مذهب(*) أدب فلسفي تريب ل انطباعي‪ ،‬إذ يعطي الديب فيه للتجربة بعدا ذاتيّا‬
‫ونفسيّا وذلك على عكس النطباعية الت تركز على التعبي عن النطباع الارجي عن الذات‪.‬‬
‫= وقد اهتمت التعبيية بالسرح كما اهتمت بضروب الدب الخرى‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫= لقد تفرعت الدرسة التعبيية إل اتاهات متعددة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬التاه التطبيقي‪ :‬ويقول أصحاب هذا التاه‪ :‬إن مهمة الدب هي تنشيط عقل النسان‬
‫ووجدانه‪ ،‬ومنعهما من الركود والبلدة‪ ،‬وليس مرد تقدي صورة لا يراه النسان بالفعل ف‬
‫حياته اليومية ‪.‬‬

‫ومن شخصيات هذا التاه توللر وهاسي كليفر وبيتشر وكابر والمريكي جون هاورد‬
‫لوسون‪.‬‬

‫‪ -‬التاه اللعقلن‪ :‬ويقول أصحاب هذا التاه إن العقول هو ما اتفق عليه الناس‪ ،‬وعلى‬
‫السرح أن يعال ما ل يتفق عليه الناس بعد‪.‬‬

‫= ومن شخصيات هذا التاه‪:‬‬


‫‪ -‬صمويل بيكيت الولود سنة ‪1906‬م وهو روائي ومسرحي أيرلندي الصل‪ .‬كان يكتب‬
‫مسرحياته بالفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬أونسكو الولود سنة ‪1912‬م وهو مسرحي رومان الصل‪ ،‬ويعد من أركان مسرح‬
‫اللمعقول‪.‬‬
‫‪ -‬ومن رموز التعبيية أيضا كافكا وأونيل الذي بلغت التعبيية قيمتها ف إحدى مسرحياته‬
‫التأخرة أيام بل ناية‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫= يتركز هدف الفن التعبيي ف التجسيد الوضعي الارجي للتجربة النفسية الجردة‪ ،‬عن‬
‫طريق توسيع أبعادها‪ ،‬وإلقاء أضواء جديدة عليها‪ ،‬لكي تكشف عن الشياء الت يفيها‬
‫النسان أو الت ل يستطيعون رؤيتها لقصر نظرهم‪.‬‬

‫= وتسد التعبيية جوهر الشياء‪ ،‬دون إظهار خارجها‪ ،‬ولذلك فهي ل تعترف بأن هناك‬
‫تشابا بي الظاهر والباطن‪.‬‬

‫= تتم التعبيية بالنسان كله‪ ،‬ولذا فإن الشخصيات ف السرح التعبيي تتحول إل مرد‬
‫أناط أكثر منها أناس من لم ودم‪ .‬وأحيانا تتحول إل مرد أرقام أو مسميات عامة‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم السرحية التعبيية على شخصية مورية تر بأزمة نفسية أو عاطفية‪ ،‬لذلك يستعي‬
‫الؤلف بعلم النفس ف أحيان كثية حت يبلور مأساة الشخصية الداخلية‪.‬‬

‫= ركز أصحاب الذهب(*) التعبيي علي مهمة الدب التقليدي الذي غالبا ما يتميز‬
‫بالحدودية والغباء وضيق الفق‪.‬‬

‫= التاه اللعقلن ف التعبيية يعد البن الشرعي للمذهب السريال الم‪ .‬ولذلك يعد ثورة‬
‫على منطق الياة وعلى العقل‪ ،‬لذلك ل يضع لقواعد الفن‪ .‬ويعتقد بأن الياة ف جوهرها‬
‫وف حقيقتها التجريدية شيء ل معقول أي غي مفهوم وغي قابل للفهم أو للتفسي‪.‬‬

‫‪ -‬ويعد هذا التاه أيضا من أمراض العصر الاضر الملوء بالقلق واليأس من الياة‪ ،‬والصي‬
‫الظلم الذي ينتهي بالوت‪.‬‬

‫نقد للتاه اللعقلن ف التعبيية‪:‬‬

‫‪ -‬هاجم الناقد الفرنسي‪ :‬مورياك‪ ..‬ف كتابه الدب العاصر أدب بيكيت اللمعقول‪ .‬فقال‪":‬‬
‫إننا ل نعرف من بيكيت شيئا مققا أو واضحا ول نفهم شيئا ما يقول على حقيقته"‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك هاجم أدب اللمعقول‪ ،‬الناقد أندريه مارسيل فقال‪ ":‬يبدو أن الدف الرئيسي‬
‫لبيكيت هو كتابة العمل الدب الذي ل يكتب والذي ل يكن تأليفه‪ ،‬إنا ماولة نو‬
‫الستحيل‪ ،‬وهي مأساة فشل ل مفر منه‪ ،‬ومرد أكوام من الطب الحترق الت تل الو دخانا‬
‫ف أرض مبهمة مهولة"‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫= تعد الرب العالية الثانية‪ ،‬وما تركته من دمار ف الرض‪ ،‬ودمار ف النفوس والفكار‬
‫الحضن القيقي للتاه اللعقلن ف الدب‪ ،‬لذلك كان اليأس والتشاؤم والقلق هو الغالب‬
‫على مسرحيات هذا التاه‪ ،‬إذ إن كثيا من الفكرين والدباء الوروبي فقدوا المل ف‬
‫الفكر العقلن الواعي‪ ،‬لن ما جرى خلل الرب يناف العقل والنطق(*) ف رأيهم‪.‬‬

‫النتشار وأماكن النفوذ‪:‬‬

‫نشأت التعبيية ف فرنسا وألانيا وانتشرت بعد ذلك ف أوربا والعال الغرب كله‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن التعبيية مذهب أدب فلسفي‪ ،‬يهتم بالتجربة النسانية‪ ،‬ويعطيها بعدا ذاتيا ونفسيّا‪ ،‬فالعبة‬
‫فيه بوهر الشيء ل بظهره‪ ،‬لنه ل يوجد أي تشابه بي الظاهر والباطن‪ .‬وف مال السرح‬
‫يركز هذا الذهب على فكرة الشخصية الحورية الت تتاز أزمة نفسية أو عاطفية ويتم تليل‬
‫أبعادها الارجية من خلل معطيات علم النفس وأدواته‪ .‬ويعد هذا الذهب مظهرا من مظاهر‬
‫أمراض العصر الذي يغصّ بالقلق واليأس من الياة والصي الظلم الذي يسود كثيا من دول‬
‫الغرب وينتهي بكثي من الناس إل فقدان الحساس بقيمة الياة والقيم الروحية الت تثريها‬
‫وتعل للنسان فيها هدفا ولوجوده معن‪.‬‬

‫= تعقيب ‪:‬‬
‫‪ -‬السلم ل ينع التعبي عن مكنونات النفس إذا كان ذلك ل يتعارض مع معطيات الشرع‪،‬‬
‫كالفضاء بأسرار الياة الزوجية مثلً أو الدعوة إل الباحية وهكذا‪ ،‬وف نفس الوقت يبب‬
‫حياة الد والعمل والجتهاد‪ ،‬ويحو مفاهيم الفوضى والعدمية واللمعقول من عقول الناس‬
‫حت ل تسيطر عليها وتيل الياة إل جحيم ل يطاق‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الدب ومذاهبه‪ ،‬د‪ .‬ممد مندور دار نضة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية الكبى ف فرنسا‪ ،‬فليب فان يتغيم‪ ،‬ترجة فريد أنطوانيوس – (سلسلة‬
‫زدن علما)‪.‬‬

‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪De Segur: Histoire de la litterature Europieenne. Paris -‬‬
‫‪.1959‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la litterature Francaise Paris 1960 -‬‬
‫العبثيـة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫العبثية مدرسة أدبية فكرية‪ ،‬تدعي أن النسان ضائع ل يعد لسلوكه معن ف الياة العاصرة‪،‬‬
‫ول يعد لفكاره مضمون وإنا هو يتر أفكاره لنه فقد القدرة على رؤية الشياء بجمها‬
‫الطبيعي ‪ ،‬نتيجة للرغبة ف سيطرة اللة على الياة لتكون ف خدمة النسان حيث انقلب المر‬
‫فأصبح النسان ف خدمة اللة‪ ،‬وتول الناس إل تروس ف هذه اللة الجتماعية الكبية‪.‬‬
‫وجاءت مدرسة العبث كمرآة تعكس وتكبّر ما يعان منه إنسان النصف الثان من القرن‬
‫العشرين عن طريق تسيده ف أعمال مسرحية ورواية شعرية‪ ،‬لعله ينجح ف التخلص من هذا‬
‫النفلت ف حياته ويفتح الطريق أمام ثورة هائلة ف المكانيات ومن التجديد ف وسائل‬
‫التعبي فيتولد لديه النسجام والفهم لا يدث‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫= نشأ مذهب(*) العبث ف الدب الوروب وانتقل إل الداب العالية العاصرة بصفة عامة‪،‬‬
‫والدول الت عانت من الرب العالية الول والثانية بصفة خاصة‪ ،‬وهي الدول الت فقدت‬
‫ثقتها ف مرد السلك العقلي النطقي الذي يكن أن يدمر ف لظات كل ما يبنيه النسان من‬
‫مدنية عندما تكمه شهوة السيطرة والتدمي‪ ،‬كما فعل هتلر ف الرب العالية الثانية‪.‬‬
‫= ومن العبث التفتيش عن معن للسلوك النسان‪ ،‬ف رأي أصحاب مذهب العبث؛ فإن اللة‬
‫الت اخترعها النسان قد سيطرت عليه‪ ،‬وأصبح هو نفسه ترسا فيها‪ ،‬ما أدى إل إحساسه‬
‫بالعبث والضياع ف الضحك الؤل‪.‬‬

‫= ومن أبرز شخصيات مذهب العبث الفرنسيي‪:‬‬


‫‪ -‬صامويل بيكيت ‪1906‬م ‪ 000‬الرائد الول لذهب العبث‪ ،‬وقد ألف ف جيع الشكال‬
‫الدبية‪ ،‬ومنح جائزة نوبل عام ‪1969‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أوجي يونسكو ‪ 0000-1912‬وهو كاتب فرنسي ويعد من أركان مسرح اللمعقول‪.‬‬
‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫= يكن إجال أفكار ومعتقدات مذهب(*) العبثية الدب والفكري فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انعدام العن والضمون وراء السلوك النسان ف العال العاصر وذلك نتيجة ما قيل إنه‬
‫الفراغ الروحي والبتعاد عن اليان الذي ل يكون للحياة معن وغاية بدونه‪.‬‬
‫‪ -‬إن اللة الت سيطرت على النسان ف الدنية الغربية‪ ،‬أدت إل تلل الجتمع وتفككه ول‬
‫يعد هناك روابط أسرية أو اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إن تصوير الياة العاصرة وما فيها من تشتت وفقدان للرؤية الواضحة ورتابة ملة‪ ،‬وقلق‬
‫وعدم أمان‪ ،‬يول الياة إل وجود ل طعم فيه ول معن‪.‬‬
‫‪ -‬التأثر بآراء فرويد ف علم النفس التحليلي وما فيه من إياءات وأحلم وخيالت وأوهام‪.‬‬
‫‪ -‬الوف والرهبة من الكون‪ ،‬وهذا الوف يقضي على كل تفكي عقلن متماسك‪.‬‬
‫إتباع أسلوب اللغاز والغموض ف التعبي‪ ،‬حيث ل يفهم النقاد ما ينتجون من أدب وشعر‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫= تعد مدرسة السريالية الفرنسية الساس لذهب العبث‪ ،‬وذلك لا تويه من شطحات العقل‬
‫الباطن‪ ،‬وهلوسة عال الحلم الزاخر بالواجس واللم والمال‪.‬‬
‫= كما تعد الدرسة الرمزية من جذور مذهب العبث وما تويه من صور مشوشة مضطربة‬
‫تمع بي المال والقبح والسطورة والواقع‪ ،‬كذلك فإن آراء فرويد النفسية وما تويه من‬
‫إياءات وأحلم نتيجة تليله النفسي للمرضى والعتوهي تعتب من الذور الفكرية لذهب‬
‫العبث‪.‬‬

‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫بدأ مذهب العبثية ف فرنسا ث انتشر ف كافة أوروبا والعال الغرب خاصة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن العبثية مدرسة أدبية فكرية ل تقيد نفسها بكثي من القيم النسانية‪ ،‬ول ترى أن هناك أي‬
‫مضمون حقيقي وراء السلوك النسان‪ ،‬الذي تلل ف الجتمع الغرب بسبب سيطرة اللة على‬
‫مسارات الياة حت أنا جعلت النسان ترسا ف هذه اللة الضخمة‪ .‬وقد تأثرت هذه الدرسة‬
‫بآراء فرويد ف علم النفس التحليلي وما فيه من أحلم وأوهام وخيالت‪ ،‬وترى وجوب إتباع‬
‫أسلوب الغموض واللغاز ف التعبي بيث ل يفهم النقاد نتاج هذه الدرسة الت يقوم فكرها‬
‫على أساس الوف من الكون والرهبة منه وهو خوف يقضي على كل تفكي عقلن‪ .‬ومع‬
‫كل ما تقدم فإنا ترجع ضياع النسان ف الغرب إل الفراغ الروحي‪ ،‬ولكنها ل تلزم نفسها‬
‫بأية قيم دينية سلفا‪ ،‬ولذا وجب النظر إل نتاجها الفكري بذر واهتمام‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬للدكتور‪ .‬نبيل راغب مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬د‪ .‬ممد عفيفي هلل‪ ،‬دار العروة‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬ف الدب‪ ،‬د‪ .‬ممد مندور‪.‬‬
‫‪ -‬الدب ومذاهبه‪ ،‬د‪ .‬ممد مندور‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية الكبى ف فرنسا‪ ،‬ترجة فريد أنطونيوس (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬الفوضوية‪ ،‬هنري أرفون (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬المالية الفوضوية‪ ،‬أندريه رستسلر (سلسل زدن علما)‪.‬‬
‫مراجع أجنبية‪:‬‬
‫‪.De Segur. Histoire de la letterature Europeenne. Paris. 1959 -‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la letterature Francaise, Paris, 1960 -‬‬
‫‪.Caramian (L( Symbolisme et poesie, l’Exemple anglais. Paris. 1947 -‬‬
‫‪Clouard (H(. Histoire de la letterture Francaise du Symbolisme a nos jurs 1944 – -‬‬
‫‪.1949‬‬
‫البنيويــة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫= البنيوية‪ :‬منهج(*) فكري وأداة للتحليل‪ ،‬تقوم على فكرة الكلية أو الجموع النتظم‪.‬‬
‫اهتمت بميع نواحي العرفة النسانية‪ ،‬وإن كانت قد اشتهرت ف مال علم اللغة والنقد‬
‫الدب‪ ،‬ويكن تصنيفها ضمن مناهج النقد الادي اللحدة‪.‬‬
‫‪ -‬اشتق لفظ البنيوية من البنية إذ تقول‪ :‬كل ظاهرة‪ ،‬إنسانية كانت أم أدبية‪ ،‬تشكل بنية‪،‬‬
‫ولدراسة هذه البنية يب علينا أن نللها (أو نفككها) إل عناصرها الؤلفة منها‪ ،‬بدون أن‬
‫ننظر إل أية عوامل خارجية عنها‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫= كانت البنيوية ف أول ظهورها تتم بميع نواحي العرفة النسانية ث تبلورت ف ميدان‬
‫البحث اللغوي والنقد الدب وتعتب الساء التية هم مؤسسو البنيوية ف القول الذكورة‪:‬‬

‫‪ -‬ففي مال اللغة برز فريدنان دي سوسي الذي يعد الرائد الول للبنيوية اللغوية الذي قال‬
‫ببنيوية النظام اللغوي التزامن‪ ،‬حيث أن سياق اللغة ل يقتصر على التطورية ‪،Diachronie‬‬
‫أن تاريخ الكلمة مثلً ل يعرض معناها الال‪ ،‬ويكن ف وجود أصل النظام أو البنية‪ ،‬بالضافة‬
‫إل وجود التاريخ‪ ،‬ومموعة العان الت تؤلف نظاما يرتكز على قاعدة من التمييزات‬
‫والقابلت‪ ،‬إذ إن هذه العان تتعلق ببعضها‪ ،‬كما تؤلف نظاما متزامنا حيث أن هذه العلقات‬
‫مترابطة‪.‬‬

‫‪ -‬وف مال علم الجتماع برز كل من‪ :‬كلود ليفي شتراوس ولوي التوسي الذين قال‪ :‬إن‬
‫جيع الباث التعلقة بالجتمع‪ ،‬مهما اختلفت‪ ،‬تؤدي إل بنيويات؛ وذلك أن الجموعات‬
‫الجتماعية تفرض نفسها من حيث أنا مموع وهي منضبطة ذاتيا‪ ،‬وذلك للضوابط الفروضة‬
‫من قبل الماعة‪.‬‬
‫‪ -‬وف مال علم النفس برز كل من ميشال فوكو وجاك ل كان اللذين وقفا ضد التاه‬
‫الفردي ‪ Test is Contest‬ف مال الحساس والدراك وإن كانت نظرية الصيغة (أو‬
‫الشتلت) الت ولدت سنة ‪1912‬م تعد الشكل العب للبنيوية النفسية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬

‫إن دراسة أي ظاهرة أو تليلها من الوجهة البنيوية‪ .‬يعن أن يباشر الدارس أو الحلل وضعها‬
‫بيثياتا وتفاصيلها وعناصرها بشكل موضوعي‪ ،‬من غي تدخل فكره أو عقيدته الاصة ف‬
‫هذا‪ ،‬أو تدخل عوامل خارجية (مثل حياة الكاتب‪ ،‬أو التاريخ) ف بنيان النص‪ .‬وكما يقول‬
‫البنيويون‪" :‬نقطة الرتكاز هي الوثيقة ل الوانب ول الطار ‪ Test is Contest‬وأيضا‪:‬‬
‫"البنية تكتفي بذاتا‪ .‬ول يتطلب إدراكها اللجوء إل أي من العناصر الغريبة عن طبيعتها"‪.‬‬

‫وكل ظاهرة – تبعا للنظرية البنيوية – يكن أن تشكل بنية بد ذاتا؛ فالحرف الصوتية بنية‪،‬‬
‫والضمائر بنية‪ ،‬واستعمال الفعال بنية‪ ..‬وهكذا‪.‬‬

‫= تتلقى الواقف البنيوية عند مبادىء عامة مشتركة لدى الفكرين الغربيي‪ ،‬وف شت‬
‫التطبيقات العملية الت قاموا با‪ ،‬وهي تكاد تندرج ف الحصلت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬السعي لل معضلة التنوع والتشتت بالتوصل إل ثوابت ف كل مؤسسة بشرية‪.‬‬


‫‪ -‬القول بأن فكرة الكلية أو الجموع النتظم هي أساس البنيوية‪ ،‬والر ّد الت تؤول إليه ف‬
‫نتيجتها الخية‪.‬‬

‫‪ -‬لئن سارت البنيوية ف خط متصاعد منذ نشوئها‪ ،‬وبذل العلماء جهدا كبيا لعتمادها‬
‫أسلوبا ف قضايا اللغة‪ ،‬والعلوم النسانية والفنون‪ ،‬فإنم ما اطمأنوا إل أنم توصلوا‪ ،‬من‬
‫خللا‪ ،‬إل النهج الصحيح الؤدي إل حقائق ثابتة‪.‬‬
‫= ف مال النقد الدب‪ ،‬فإن النقد البنيوي له اتاه خاص ف دراسة الثر الدب يتخلص‪ :‬ف أن‬
‫النفعال والحكام الوجدانية عاجزة تاما عن تقيق ما تنجزه دراسة العناصر الساسية الكونة‬
‫لذا الثر‪ ،‬لذا يب أن تفحصه ف ذاته‪ ،‬من أجل مضمونه‪ ،‬وسياقه‪ ،‬وترابطه العضوي‪ ،‬فهذا‬
‫أم ٌر ضروري ل بد منه لكتشاف ما فيه من ملمح فنية مستقلة ف وجودها عن كل ما ييط‬
‫با من عوامل خارجية‪.‬‬

‫= إن البنيوية ل تلتزم حدودها‪ ،‬وآنست ف نفسها القدرة على حل جيع العضلت وتليل‬
‫كل الظواهر‪ ،‬حسب منهجها‪ ،‬وكان ييل إل البنيويي أن النص ل يتاج إل إل تليل بنيوي‬
‫كي تنفتح للناقد كل أبنية معانيه البهمة أو التوارية خلف نقاب السطح‪ .‬ف حي أن التحليل‬
‫البنيوي ليس إل تليلً لستوى واحد من مستويات تليل أي بنية رمزية‪ ،‬نصيّة كانت أم غي‬
‫نصيّة‪ .‬والسس الفكرية والعقائدية الت قامت عليها‪ ،‬كلها تعد علوما مساعدة ف تليل البنية‬
‫أو الظاهرة‪ ،‬إنسانية كانت أم مأدبية‪.‬‬

‫= ل تتم البنيوية بالسس العَقَديّة والفكرية لي ظاهرة إنسانية أو أخلقية أو اجتماعية‪ ،‬ومن‬
‫هنا يكن تصنيفها مع الناهج(*) الادية (*) اللادية(*)‪ ،‬مثل مناهج الوضعية ف البحث‪ ،‬وإن‬
‫كانت هي بذاتا ليست عقيدة وإنا منهج وطريقة ف البحث‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫تعد الفلسفة(*) الوضعية لدى كونت‪ ،‬الت ل تؤمن إل بالظواهر السية – الت تقوم على‬
‫الوقائع التجريبية – الساس الفكري والعقدي عند البنيوية‪.‬‬

‫فهي تؤمن بالظاهرة – كبنية – منعزلة عن أسبابا وعللها‪ ،‬وعما ييط با‪ ..‬وتسعى لتحليلها‬
‫وتفكيكها إل عناصرها الولية‪ ،‬وذلك لفهمها وإدراكها‪ ..‬ومن هنا كانت أحكامها شكلية‬
‫كما يقول منتقدوها‪ ،‬ولذا فإن البنيوية تقوم على فلسفة غي مقبولة من وجهة نظر تصورنا‬
‫الفكري والعقدي‪.‬‬
‫أماكن النتشار‪:‬‬
‫البنيوية منهج مستورد من الغرب‪ ،‬وتعد أوروبا وأمريكا أماكن انتشارها‪ ،‬وأرضها الصلية‪.‬‬
‫وهي تنتشر ببطء ف باقي بلد العال‪ ،‬ومنها البلد العربية‪.‬‬

‫يتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن البنيوية منهج فكري نقدي مادي ملحد غامض‪ ،‬يذهب إل أن كل ظاهرة إنسانية كانت‬
‫أم أدبية تشكل بنية‪ ،‬ل يكن دراستها إل بعد تليلها إل عناصرها الؤلفة منها‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫دون تدخل فكر الحلل أو عقيدته الاصة ونقطة الرتكاز ف هذا النهج(*) هي الوثيقة‪،‬‬
‫فالبنية‪ ،‬ل الطار‪ ،‬هي مل الدراسة‪ ،‬والبنية تكفي بذاتا ول يتطلب إدراكها اللجوء إل أي‬
‫عنصر من العناصر الغريبة عنها‪ ،‬وف مال النقد الدب‪ ،‬فإن النفعال أو الحكام الوجدانية‬
‫عاجزة عن تقيق ما تنجزه دراسة العناصر الساسية الكونة لذا الثر‪ ،‬ولذا يب فحصه ف‬
‫ذاته من أجل مضمونه وسياقه وترابطه العضوي‪ ،‬والبنيوية‪ ،‬بذه الثابة‪ ،‬تد أساسها ف‬
‫الفلسفة الوضعية لدى كونت‪ ،‬وهي فلسفة ل تؤمن إل بالظواهر السية‪ ،‬ومن هنا كانت‬
‫خطورتا‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬البنيوية‪ ،‬تأليف جان بياجيه – ترجة عارف منيمنة وبشي أوبري – منشورات عويدات –‬
‫بيوت – باريس‪ ،‬ط ‪1985 4‬م‪( .‬سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬العجم الدب‪ ،‬تأليف جبور عبد النور – دار العلم لليي – بيوت‪ ،‬ط ‪1984 2‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جريدة الياة‪ ،‬العددان (‪ 10380‬و ‪ 26 )10381‬و ‪ 27‬ذو الجة ‪1411‬هـ مقال‬
‫بعنوان‪ :‬البنيوية كما يراها ثلثة نقاد‪.‬‬
‫مراجع أجنبية‪:‬‬
‫‪.O. Ducrot. T. Todorov. Et… qu’est ce que le Structuralism. Paris 1968 -‬‬
‫‪.Z. S. Harris, Methods in Structural Linguistics, Chicago, 1951 -‬‬
‫الســريالية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫= السريالية "أي ما فوق الواقعية أو ما بعد الواقع" هي مذهب(*) أدب فن فكري‪ ،‬أراد أن‬
‫يتحلل من واقع الياة الواعية‪ ،‬وزعم أن فوق هذا الواقع أو بعده واقع آخر أقوى فاعلية‬
‫وأعظم اتساعا‪ ،‬وهو واقع اللوعي أو اللشعور‪ ،‬وهو واقع مكبوت ف داخل النفس البشرية‪،‬‬
‫ويب ترير هذا الواقع وإطلق مكبوته وتسجيله ف الدب والفن‪ .‬وهي تسعى إل إدخال‬
‫علقات جديدة ومضامي غي مستقاة من الواقع التقليدي ف العمال الدبية‪ .‬وهذه الضامي‬
‫تستمد من الحلم؛ سواء ف اليقظة أو النام‪ ،‬ومن تداعي الواطر الذي ل يضع لنطق‬
‫السبب والنتيجة‪ ،‬ومن هواجس عال الوعي واللوعي على السواء‪ ،‬بيث تتجسد هذه الحلم‬
‫والواطر والواجس الجردة ف أعمال أدبية‪ .‬وهكذا تعتب السريالية اتاها يهدف إل أبراز‬
‫التناقض ف حياتنا أكثر من اهتمامه بالتأليف‪.‬‬

‫يعتب مسرح العبث البن الشرعي للسريالية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات ‪:‬‬

‫= ف أعقاب الرب العالية الول‪ ،‬أصابت النسان الوروب صدمة هزت النفوس وبلبلت‬
‫الفهام‪ ،‬نتيجة للدمار الكامل وإزهاق الرواح بل حساب‪ ،‬فنشأت نزعة جارفة للتحلل من‬
‫القيم الخلقية(*)‪ ،‬وترير الغرائز والرغبات الكبوتة ف النفس البشرية‪ ،‬وامتدت هذه النعة‬
‫إل الفن والدب ما أدى إل ظهور الذهب العروف بالسريالية ف فرنسا سنة ‪1924‬م الت‬
‫بدأت بالسريالية النفسية‪ ،‬ث دخلت السريالية مالت الدب والجتماع والقتصاد(*) والفن‪،‬‬
‫ومن أبرز الشخصيات السريالية‪:‬‬
‫‪ -‬أندريه بريتون ‪1966 – 1896‬م وهو عال نفس وشاعر فرنسي يعده النقاد مؤسس‬
‫السريالية‪.‬‬
‫‪ -‬ثورنتون وأيلور وهو كاتب مسرحي‪ ،‬ألف مسرحية جلد النسان بي السنان سنة‬
‫‪1942‬م‪ ،‬وهي مسرحية تنح إل اليال والعنف الناتج عن اللشعور عند شخصيات‬
‫السرحية‪.‬‬
‫‪ -‬سلفادور دال ولد سنة ‪1904‬م وهو رسام أسبان‪ ،‬ويعد من أبرز دعاة السريالية‪ ،‬وقد‬
‫أضاف إليها إضافات كثية أبرزها أسلوبه الذي تيز به الذي دعاه "النقد البن على اللوسة"‬
‫وكان يؤكد دائما أنه أقرب إل النون منه إل الاشي نوما‪ ،‬والعرفة عنده تقوم على التداعي‬
‫والتأويل‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫= يكن إجال أفكار ومعتقدات السريالية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العتماد الكلي على المور غي الواقعية‪ :‬مثل الحلم والخيلة‪.‬‬
‫‪ -‬الكتابة التلقائية الصادرة عن اللوعي‪ ،‬والبعيدة عن رقابة العقل‪ ،‬بدعوى أن الكلمات ف‬
‫اللوعي ل تارس دور الشرطي ف رقابته على الفكار‪ ،‬ولذا تنطلق هذه الفكار نشيطة‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬إهال العتقدات والديان(*) والقيم الخلقية(*) السائدة ف الجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على الانب السياسي والبحث عن برنامج وضعي (مادي ومسوس) يصلح لتطوير‬
‫الفاهيم الجتماعية‪ ،‬لذلك تودد السرياليون للحزب الشيوعي‪ ،‬وبذلوا جهدوا كبية من أجل‬
‫توسيع مال تطبيق الادية الدلية الاركسية(*)‪.‬‬
‫‪ -‬الثورة لتغيي حياة الناس‪ ،‬وتشكيل متمع ثوري بدلً من الجتمع القائم‪ ،‬وشلت الثورة‬
‫ثورة على اللغة التقليدية‪ ،‬وإحداث لغة جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تزيت السريالية بأزياء متلفة‪ ،‬فتارة تظهر كمجموعة من السحرة‪ ،‬وتارة تبدو كعصابة من‬
‫قطاع الطرق‪ ،‬وتظهر تارة أخرى كأعضاء ف خلية ثورية فهي حركة سرية هدفها تقويض‬
‫الوضع الراهن‪.‬‬
‫‪ -‬ويعد الغموض ف التعبي الدب أو الفن ف مال الرسم‪ ،‬هدفا ثابتا للسرياليي‪.‬‬
‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫= تأثرت السريالية بآراء فرويد عال النفس اليهودي ف تليله للنفس النسانية وخاصة تلك‬
‫الت تتحدث عن اللشعور والحلم‪ ،‬والكبت ودعوته إل ترير الغرائز النسانية والرغبات‬
‫الكبوتة ف النفس البشرية‪ ،‬وإشباع الغرائز والرغبات إشباعا حرا حت ل تصاب بالمراض‬
‫النفسية كما يدّعي‪ .‬وهذه الراء تتلءم مع دعوتم إل التحلل الخلقي ف الجتمع البشري‪.‬‬
‫= وكذلك تأثرت السريالية بالفكر الاركسي الشيوعي ودعوته إل الثورة(*) لتغيي الجتمع‪،‬‬
‫واستخدام العنف ف سبيل ذلك‪ ..‬وبظهور الزاج الثوري حلت الفوضى السياسية والصراع‬
‫الكامل مل النظام والنسجام‪.‬‬
‫= وقد تأثرت السريالية أيضا بركة سبقتها تُدعى الدادية الت ولدت ف زيورخ بسويسرا سنة‬
‫‪1916‬م‪ .‬وهي حركة فوضوية تكفر بالقيم السائدة والعتقدات والتقاليد الجتماعية وتدعو‬
‫إل العودة إل البداية‪ .‬ورائد هذه الركة هو ترستان تزارا الذي يصفه كاتب أوروب بأنه‬
‫"الروّج للفوضوية الفنية والجتماعية"‪.‬‬
‫ولذا عد النقاد أن السريالية وريثة هذه الركة الدادية ف أفكارها وتوجهاتا وأسلوبا‪.‬‬
‫= بداية السريالية ونايتها‪:‬‬
‫‪ -‬بدأت السريالية بجال النفس البشرية‪ ،‬ث دخلت مالت الدب والفكر والسياسة‬
‫والجتماع والفن‪ ،‬ث اقتحمت بشذوذها الثوري مال العقيدة الدينية والتقاليد الجتماعية‬
‫واللغة‪ ،‬وأثارت جدالً عنيفا بي أقصى الكاثوليكية ف الغرب وأقصى الشيوعية ف الشرق‪.‬‬
‫‪ -‬وأخذت السريالية ف النكماش والتقوقع بعد ربع قرن من نشوئها‪ ،‬وشعر دعاتا بعجزهم‬
‫عن تقيق أي هدف‪ ،‬وبعقم ثورتم ضد القيم والعتقدات الدينية‪ ،‬وإخفاقهم ف إياد‬
‫مسيحية(*) جديدة‪ ،‬تلص النسان من عذابه وضياعه – حسب زعمهم – وتول عددٌ منهم‬
‫بعد الرب العالية الثانية إل الشيوعية واللاد‪ ،‬و ُجنّ بعضهم وأدخل الصحات العقلية‬
‫والنفسية‪ ،‬وتول البعض الخر إل العبثية ف الدب العب عن انعدام العن العام وراء السلوك‬
‫النسان ف العال العاصر‪.‬‬
‫‪ -‬أما أفكارها ومبادئها فقد تبناها مذهب الداثة الدب الفكري حيث صبت جيع جداول‬
‫السريالية ف مستنقعه الكبي‪.‬‬
‫وهكذا انتهت السريالية‪ ،‬العبة عن فقدان النسان الغرب العقيدة الصحيحة‪ ،‬واعتماده على‬
‫ضللت فرويد النفسية ف اللشعور والحلم‪ .‬هذه الضللت الت أدت إل التحلل‬
‫الخلقي وإطلق الغرائز من عقالا‪ ،‬ما أودى با بعد ربع قرن من نشوئها‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن السريالية مذهب(*) أدب فن فكري غي ملتزم بالديان(*)‪ ،‬يهدف إل التحلل من واقع‬
‫الياة الواعية‪ ،‬والرنو إل واقع آخر هو واقع اللوعي أو اللشعور الكبوت ف النفس البشرية‪،‬‬
‫بيث يتم تسجيل هذا الواقع ف الدب والفن‪ ،‬من خلل العتماد الكلي على المور غي‬
‫الواقعية والكتابة التلقائية الصادرة عن اللوعي‪ ،‬وإهال الديان والعتقدات والقيم الخلقية‬
‫السائدة ف الجتمع‪ ،‬والتركيز على الانب السياسي وإذكاء الثورة(*) لتغيي حياة الناس‬
‫وتشكيل متمع ثوري بدلً من الجتمع القائم‪ ،‬وتقويض الوضع القائم ف الجتمع‪ .‬وكل تلك‬
‫الصائص والغايات تبر مدى خطورة مثل هذا الذهب الدب على القيم الدينية‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسـع ‪:‬‬
‫‪ -‬نو مذهب إسلمي ف الدب والنقد‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن رأفت الباشا‪ .‬نشر جامعة المام ممد بن سعود السلمية‬
‫الرياض ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مذاهب الدب الغرب‪ ،‬د‪ .‬عبد الباسط بدر‪ ،‬دار الشعاع‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – مكتبة مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الدب ومذاهبه‪ ،‬د‪ .‬ممد مندور‪.‬‬
‫‪ -‬السريالية‪ ،‬إيف دوبليس (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬الدب الرمزي‪ ،‬هنري بي‪.‬‬
‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪.Braunschvig: Notre litterature Etudiee dans le texte. Paris 1949 -‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la litterature Francaise Paris 1961 -‬‬
‫‪.Segur (Nicola(: Histoire de la litterature Europeene 1959 -‬‬
‫اليتافـيزيقـية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫اليتافيزيقية(*) اتاه أدب وفلسفي يبحث ف ظواهر العال بطريقة عقلية وليست حدسية صوفية‬
‫ويزج العقل بالعاطفة ويبتدع أساليب أدبية تمع بي الختلف والؤتلف من الخيلة الفكرية‬
‫والظواهر الطبيعية‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫= جون دن ‪1631 – 1572‬م الشاعر النكليزي الذي أسس الدرسة اليتافيزيقية ف الشعر‬
‫النكليزي مع باقي الشعراء ف القرن السابع عشر من أمثال‪ ،‬جون هيبرت‪ ،‬وهنري فون‪،‬‬
‫وروبرت كرشوا وأندرو مارفيل وإبراهام كاول‪ ،‬وهم الشعراء الذين ساروا على نج جون‬
‫دن ف أسرار الوجود‪.‬‬

‫= جون درايدن‪ :‬شاعر إنكليزي نقد جون دن‪ ،‬وقال إن شعره مفعم بالفلسفة العويصة‬
‫الفهم… والشعر الرهف الرقيق ل يستطيع حل الفكار الفلسفية الثقيلة‪.‬‬

‫= هـ‪ .‬ج‪ .‬س‪ .‬جريرسون‪ :‬ناقد إنكليزي من الكلسيكية الديثة‪ ،‬أحيا الدرسة اليتافيزيقية‬
‫ف كتابه عن الشعار اليتافيزيقية سنة ‪1921‬م‪.‬‬

‫= ت‪.‬س‪ .‬إليوت ناقد وأديب إنكليزي‪ ،‬أحيا اليتافيزيقية بعد أن كادت أن تندثر ف كتابه‬
‫الشعراء اليتافيزيقيون ودراسة خاصة عن الشاعر اليتافيزيقي أندرو مارفيل سنة ‪1921‬م‪.‬‬

‫= وف مال الفلسفة هيجل وبرادل وصمويل الكسندر وغيهم‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬
‫= ماولة تفسي الظواهر اليتافيزيقية‪ ،‬بأساليب تسيدية تقرب بينها وبي الظواهر الطبيعية‬
‫كتشبيه الب بعلم التجميع وتشبيه الروح بقطرة الذل‪.‬‬

‫= إن النسان يستطيع أن يقترب من القوى اليتافيزيقية عندما يدها متجسدة ف أعمال‬


‫مسرحية وشعرية وروائية‪.‬‬

‫= اليتافيزيقيا(*) ف مال الفلسفة تعتمد على العقل(*) ف إنشاء نظرية إلية – عن الوجود‬
‫اللي – بديلة عن التثليث (*)‪ ،‬من ذلك فلسفة (*) هيجل الروح الطلق وكلها مذاهب‬
‫يعارضها التوحيد الالص معارضته للصليبية نفسها‪.‬‬
‫= الشعر اليتافيزيقي يعد نوذجا لتحليل الشعور النسان وليس لتجسيده والبحث عن‬
‫الفلسفة الكامنة وراء الب بكل أنواعه وليس تعبيا عن التجربة النفسية الت يوضها الحبون‪.‬‬
‫= تأكيد الدللت الدينية‪ .‬والخلقية الكامنة وراء القوى اليتافيزيقية‪ ،‬والشعر هو خي أداة‬
‫للتعبي عن هذه الدللت عن طريق إثارة قوى التفكي والتأمل لدى النسان العادي‪.‬‬
‫= السلوب السهل والتعبي الميل هو الوسيلة الوحيدة لنقل الفكار العميقة إل القراء والتأثي‬
‫فيهم‪ ،‬وإن أدى إل البالغة الشعرية‪.‬‬
‫= يتلف الشعر اليتافيزيقي عن الشعر الصوف الذي يدعو إل وحدة الوجود‪ ،‬وإل الب‬
‫اللي الذي يسمو على الب الادي الفان والذي ينتهي بدود الزمان والكان‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫يرى بعضهم أن العقائد الدينية النصرانية هي اللفية الفكرية للمذهب اليتافيزيقي الدب…‬
‫ولعل عجز النسان عن فهم المور الغيبية ف الياة‪ ،‬دفعه إل التعبي عن جيع الظواهر الغيبية‬
‫مثل الروح والياة‪ ،‬والقدر والوت‪ ..‬عن طريق الشعر والرواية والسرحية‪ ..‬لعل النسان‬
‫يستطيع التوصل إل فهم كنه هذه الظواهر‪.‬‬
‫أماكن النفوذ والنتشار ‪:‬‬
‫بدأ الذهب(*) اليتافيزيقي ف إنكلترا… وإن كانت أفكاره أثرت تأثيا كبيا ف أدباء‬
‫الكلسيكية الديدة ف أوروبا كلها والعال الغرب برمته‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫اليتافيزيقية هي اتاه أدب‪ ،‬يبحث عن ظواهر العال بطريقة عقلية مزوجة بالعاطفة‪ ،‬من أجل‬
‫المع بي كل ما هو مؤتلف ومتلف من الخيلة الفكرية والظواهر الطبيعية‪ ،‬وإبرازه ف‬
‫أعمال مسرحية وشعرية وروائية تسد الفلسفة الكامنة وراء الب‪ ،‬بأسلوب سهل وتعبي‬
‫سلس‪ .‬ومع أن هذا التاه يؤكد الدللت الدينية والخلقية الكامنة وراء القوى اليتافيزيقية‬
‫إل أنه يتبن‪ ،‬كاليال الصوف الامح‪ ،‬فكرة وحدة الوجود‪ ،‬ومن هنا كانت خطورة التعبيات‬
‫الدبية ف هذا التاه على الشباب السلم الذي يب أن يعيها بدقة ويعرف أبعادها قبل أن‬
‫ينجرف مع تيارها عندما يتعامل مع إفرازات هذا الذهب الدب‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬الذاهب الدبية من الكلسيكية إل العبثية‪ ،‬د‪ .‬نبيل راغب – نشر مكتبة مصر‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة اليتافيزيقا‪ ،‬تأليف جاعة من الفلسفة النكليز‪( .‬سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬د‪ .‬ممد غنيمي هلل – دار العودة – بيوت‪.‬‬
‫‪ -‬الدب القارن‪ ،‬ماريوس فرانسوا غويار (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫‪ -‬فلسفة إنسانيون‪ ،‬كارل ياسب (سلسلة زدن علما)‪.‬‬
‫الراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪.Braunschvig: Notre Litterature Etudiee dans le texte. Paris 1949 -‬‬
‫‪.Lanson: Histoire de la Litterature Francais Paris 1916 -‬‬
‫‪.De Segur (Nicola(: Histoire de la Litterature Europieenne -‬‬
‫من الفلسفات السياسية والقتصادية والجتماعية والعلمية‬
‫‪-1‬الرأسالية‬
‫‪-2‬الشيوعية‬
‫‪-3‬الداروينية‬
‫الرأسالية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الرأسالية نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية‪ ،‬يقوم على أساس إشباع حاجات‬
‫النسان الضرورية والكمالية‪ ،‬وتنمية اللكية الفردية والحافظة عليها‪ ،‬متوسعا ف مفهوم‬
‫الرية‪ ،‬معتمدا على سياسة فصل الدين(*) نائيا عن الياة‪ .‬ولقد ذاق العلم بسببه ويلت‬
‫كثية نتيجة إصراره على كون النفعة واللذة ها أقصى ما يكن تقيقه من السعادة للنسان‪.‬‬
‫وما تزال الرأسالية تارس ضغوطها وتدخلها السياسي والجتماعي والثقاف وترمي بثقلها على‬
‫متلف شعوب الرض‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫= كانت أوروبا مكومة بنظام المباطورية الرومانية الت ورثها النظام القطاعي ‪Feudal‬‬
‫‪.System‬‬
‫= لقد ظهرت ما بي القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البجوازية(*) ‪Bourgeois‬‬
‫تالية لرحلة القطاع ومتداخلة معها‪.‬‬
‫= تلت مرحلة البجوازية مرحلة الرأسالية وذلك منذ بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل‬
‫متدرج‪.‬‬
‫= فقد ظهرت أولً الدعوة إل الرية(*) ‪ Liberation‬وكذلك الدعوة إل إنشاء القوميات‬
‫اللدينية‪.‬‬
‫= ظهر الذهب الر (الطبيعي(*) ) ف النصف الثان من القرن الثامن عشر ف فرنسا حيث‬
‫ظهر الطبيعيون ‪ Phisiocrates Les‬ومن أشهر دعاة هذا الذهب‪:‬‬
‫‪ -‬فرنسوا كنن ‪Francois Quensnay 1694 – 1778‬م ولد ف فرساي بفرنسا‪،‬‬
‫وعمل طبيبا ف بلط لويس الامس عشر‪ ،‬لكنه اهتم بالقتصاد وأسس الذهب الطبيعي‪ ،‬فلقد‬
‫نشر ف سنة ‪1756‬م مقالي عن الفلحي وعن النوب‪ ،‬ث أصدر ف سنة ‪1758‬م الدول‬
‫القتصادي ‪ Tableau Economique‬وشبّه فيه تداول الال داخل الماعة بالدورة‬
‫الدموية‪ .‬وقد قال ميابو حينذاك عن هذا الدول بأنه‪" :‬يوجد ف العال ثلثة اختراعات‬
‫عظيمة هي الكتابة والنقود والدول القتصادي)‪.‬‬
‫‪ -‬جول لوك ‪Jonn Locke 1632 – 1704‬م صاغ النظرية الطبيعية الرة حيث يقول‬
‫عن اللكية الفردية‪" :‬وهذه اللكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة النسان‪،‬‬
‫فليس لحد أن يعارض هذه الغريزة"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن مثلي هذا التاه أيضا تورجو ‪ Turgot‬وميابو ‪ Mirabour‬وجان باتست ساي‬
‫‪ J.B. Say‬وباستيا‪.‬‬
‫= ظهر بعد ذلك الذهب(*) الكلسيكي الذي تبلورت أفكاره على أيدي عدد من الفكرين‬
‫من أبرزهم‪:‬‬
‫= آدم سيث ‪A. Smith 1723 – 1790‬م وهو أشهر الكلسيكيي على الطلق‪ ،‬ولد‬
‫ف مدينة كيكالدي ف اسكوتلنده‪ ،‬ودرس الفلسفة(*)‪ ،‬وكان أستاذا لعلم النطق(*) ف‬
‫جامعة جلسجو‪ .‬سافر إل فرنسا سنة ‪1766‬م والتقى هناك بأصحاب الذهب الر‪ .‬وف‬
‫سنة ‪1776‬م أصدر كتاب بث ف طبيعة وأسباب ثروة المم هذا الكتاب الذي قال عنه‬
‫أحد النقاد وهو أدمون برك‪" :‬إنه أعظم مؤلف خطه قلم إنسان"‪.‬‬
‫‪ -‬دافيد ريكاردو ‪David ricardo 1772 – 1823‬م قام بشرح قواني توزيع الدخل‬
‫ف القتصاد(*) الرأسال‪ ،‬وله النظرية العروفة باسم قانون تناقص الغلة ويقال بأنه كان ذا اتاه‬
‫فلسفي متزج بالدوافع الخلقية لقوله‪" :‬إن أي عمل يعتب منافيا للخلق ما ل يصدر عن‬
‫شعور بالحبة للخرين"‪.‬‬
‫‪ -‬جون استيوارت مل ‪J. Stuart Mill 1806 – 1873‬م يعدّ حلقة اتصال بي‬
‫الذهب الفردي والذهب الشتراكي(*) فقد نشر سنة ‪1836‬م كتابه مبادىء القتصاد‬
‫السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬اللورد كين ‪Keyns 1883 – 1946‬م صاحب النظرية الت عرفت باسه الت تدور‬
‫حول البطالة(*) والتشغيل وقد تاوزت غيها من النظريات إذ يرجع إليه الفضل ف تقيق‬
‫التشغيل الكامل للقوة العاملة ف الجتمع الرأسال‪ .‬وقد ذكر نظريته هذه ضمن كتابه النظرية‬
‫العامة ف التشغيل والفائدة والنقود الذي نشره سنة ‪1936‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دافيد هيوم ‪1776 – 1711‬م صاحب نظرية النفعية ‪ Pragmatism‬الت وضعها‬
‫بشكل متكامل والت تقول بأن "اللكية الاصة تقليد اتبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لن‬
‫ف ذلك منفعتهم"‪.‬‬
‫‪ -‬أدمون برك من الدافعي عن اللكية الاصة على أساس النظرية التاريية أو نظرية تقادم‬
‫اللكية‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫= أسس الرأسالية‪:‬‬
‫البحث عن الربح بشت الطرق والساليب إل ما تنعه الدولة لضرر عام كالخدرات مثلً‪.‬‬
‫‪ -‬تقديس اللكية الفردية وذلك بفتح الطريق لن يستغل كل إنسان قدراته ف زيادة ثروته‬
‫وحايتها وعدم العتداء عليها وتوفي القواني اللزمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة ف‬
‫الياة القتصادية إل بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد المن‪.‬‬
‫‪ -‬النافسة والزاحة ف السواق ‪.Perfect Competition‬‬
‫‪ -‬نظام حرية السعار ‪ Price System‬وإطلق هذه الرية وفق متطلبات العرض‬
‫والطلب‪ ،‬واعتماد قانون السعر النخفض ف سبيل ترويج البضاعة وبيعها‪.‬‬

‫= أشكال رأسالية‪:‬‬
‫‪ -‬الرأسالية التجارية الت ظهرت ف القرن السادس عشر إثر إزالة القطاع‪ ،‬إذ أخذ التاجر‬
‫يقوم بنقل النتجات من مكان إل آخر حسب طلب السوق فكان بذلك وسيطا بي النتج‬
‫والستهلك‪.‬‬

‫‪ -‬الرأسالية الصناعية الت ساعد على ظهورها تقدم الصناعة وظهور اللة البخارية الت‬
‫اخترعها جيمس وات سنة ‪1770‬م والغزل الل سنة ‪1785‬م ما أدى إل قيام الثورة‬
‫الصناعية ف إنلترا أولً وف أوروبا عامة إبان القرن التاسع عشر‪ .‬وهذه الرأسالية الصناعية‬
‫تقوم على أساس الفصل بي رأس الال وبي العامل‪ ،‬أي بي النسان وبي اللة‪.‬‬

‫‪ -‬نظام الكارتل ‪ Cartel System‬الذي يعن اتفاق الشركات الكبية على اقتسام السوق‬
‫العالية فيما بينها ما يعطيها فرصة احتكار(*) هذه السواق وابتزاز الهال برية تامة‪ .‬وقد‬
‫انتشر هذا الذهب ف ألانيا واليابان‪.‬‬

‫‪ -‬نظام الترست ‪ Trust System‬والذي يعن تكون شركة من الشركات التنافسة لتكون‬
‫أقدر ف النتاج وأقوى ف التحكم والسيطرة على السوق‪.‬‬

‫أفكار معتقدات أخرى‪:‬‬

‫= إن الذهب الطبيعي الذي هو أساس الرأسالية إنا يدعو إل أمور منها‪:‬‬

‫‪ -‬الياة القتصادية تضع لنظام طبيعي ليس من وضع أحد حيث يقق بذه الصفة نوا للحياة‬
‫وتقدما تلقائيا لا‪.‬‬

‫‪ -‬إنه يدعو إل عدم تدخل الدولة ف الياة القتصادية وأن تقصر مهمتها على حاية الفراد‬
‫والموال والحافظة على المن والدفاع عن البلد‪.‬‬
‫‪ -‬الرية القتصادية لكل فرد حيث إن له الق ف مارسة واختيار العمل الذي يلئمه وقد‬
‫عبوا عن ذلك بالبدأ الشهور‪" :‬دعه يعمل دعه ير" ‪Laser Faire, Laisser‬‬
‫‪.Passer‬‬

‫‪ -‬إن إيان الرأسالية بالرية(*) الواسعة أدى إل فوضى ف العتقاد وف السلوك ما تولدت‬
‫عنه هذه الصراعات الغريبة الت تتاح العال معبة عن الضياع الفكري والواء الروحي‪.‬‬

‫‪ -‬إن انفاض الجور وشدة الطلب على اليدي العاملة دفع السرة لن يعمل كل أفرادها ما‬
‫أدى إل تفكك عرى السرة وانلل الروابط الجتماعية فيما بينها‪.‬‬

‫‪ -‬من أهم آراء آدم سيث أن نو الياة القتصادية وتقدمها وازدهارها إنا يتوقف على الرية‬
‫القتصادية‪ ،‬وتتمثل هذه الرية ف نظره با يلي‪-:‬‬

‫‪ -‬الرية الفردية الت تتيح للنسان حرية اختيار عمله الذي يتفق مع استعداداته ويقق له‬
‫الدخل الطلوب‪.‬‬

‫‪ -‬يرى الرأساليون بأن الرية ‪ Liberation‬ضرورية للفرد من أجل تقيق التوافق بينه وبي‬
‫الجتمع‪ ،‬ولنا قوة دافعة للنتاج‪ ،‬لكونا حقا إنسانيا يعب عن الكرامة البشرية‪.‬‬

‫= عيوب الرأسالية‪:‬‬
‫‪ -‬الرأسالية نظام وضعي يقف على قدم الساواة مع الشيوعية وغيها من النظم الت وضعها‬
‫البشر بعيدا عن منهج ال الذي ارتضاه لعباده وللقه من بن النسان‪ ،‬ومن عيوبا‪:‬‬

‫‪ -‬النانية‪ :‬حيث يتحكم فرد أو أفراد قلئل بالسواق تقيقا لصالهم الذاتية دون تقدير‬
‫لاجة الجتمع أو احترام للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬الحتكار(*)‪ :‬إذ يقوم الشخص الرأسال باحتكار البضائع وتزينها حت إذا ما فقدت من‬
‫السواق نزل با ليبيعها بسعر مضاعف يبتز به الستهلكي الضعفاء‪.‬‬
‫‪ -‬لقد تطرفت الرأسالية ف تضخيم شأن اللكية الفردية كما تطرفت الشيوعية ف إلغاء هذه‬
‫اللكية‪.‬‬

‫‪ -‬الزاحة والنافسة‪ :‬إن بنية الرأسالية تعل الياة ميدان سباق مسعور إذ يتنافس الميع ف‬
‫سبيل إحراز الغلبة‪ ،‬وتتحول الياة عندها إل غابة يأكل القوي فيها الضعيف‪ ،‬وكثيا ما‬
‫يؤدي ذلك إل إفلس الصانع والشركات بي عشية وضحاها‪.‬‬

‫‪ -‬إبتزاز اليدي العاملة‪ :‬ذلك أن الرأسالية تعل اليدي العاملة سلعة خاضعة لفهومي العرض‬
‫والطلب ما يعل العامل معرضا ف كل لظة لن يُستبدَل به غيه من يأخذ أجرا أقل أو‬
‫يؤدي عملً أكثر أو خدمة أفضل‪.‬‬

‫‪ -‬البطالة(*)‪ :‬وهي ظاهرة مألوفة ف الجتمع الرأسال‪ ،‬وتكون شديدة البوز إذا كان النتاج‬
‫أكثر من الستهلك ما يدفع بصاحب العمل إل الستغناء عن الزيادة ف هذه اليدي الت‬
‫تثقل كاهله‪.‬‬

‫‪ -‬الياة الحمومة‪ :‬وذلك نتيجة للصراع القائم بي طبقتي إحداها مبتزة يهمها جع الال من‬
‫كل السبل وأخرى مروقة تبحث عن القومات الساسية لياتا‪ ،‬دون أن يشملها شيء من‬
‫التراحم والتعاطف التبادل‪.‬‬

‫‪ -‬الستعمار(*)‪ :‬ذلك أن الرأسالية بدافع البحث عن الواد الولية‪ ،‬وبدافع البحث عن أسواق‬
‫جديدة لتسويق النتجات تدخل ف غمار استعمار الشعوب والمم استعمارا اقتصاديّا أولً‬
‫وفكريّا وسياسيّا وثقافيّا ثانيا‪ ،‬وذلك فضلً عن استرقاق الشعوب وتسخي اليدي العاملة فيها‬
‫لصلحتها‪.‬‬

‫‪ -‬الروب والتدمي‪ :‬فلقد شهدت البشرية ألوانا عجيبة من القتل والتدمي وذلك نتيجة طبيعية‬
‫للستعمار الذي أنزل بأمم الرض أفظع الهوال وأشرسها‪.‬‬
‫‪ -‬الرأساليون يعتمدون على مبدأ الديقراطية ف السياسة والكم‪ ،‬وكثيا ما تنح الديقراطية‬
‫مع الهواء بعيدة عن الق والعدل والصواب‪ ،‬وكثيا ما تستخدم لصال طائفة الرأساليي أو‬
‫من يسمون أيضا (أصحاب الكانة العالية)‪.‬‬

‫‪ -‬إن النظام الرأسال يقوم على أساس ربوي‪ ،‬ومعروف أن الربا هو جوهر العلل الت يعان‬
‫منها العال أجع‪.‬‬

‫‪ -‬إن الرأسالية تنظر إل النسان على أنه كائن مادي وتتعامل معه بعيدا عن ميوله الروحية‬
‫والخلقية‪ ،‬داعية إل الفصل بي القتصاد وبي الخلق‪.‬‬

‫‪ -‬تعمد الرأسالية إل حرق البضائع الفائضة‪ ،‬أو تقذفها ف البحر خوفا من أن تتدن السعار‬
‫لكثرة العرض‪ ،‬وبينما هي تقدم على هذا المر تكون كثي من الشعوب أشدَ معاناة وشكوى‬
‫من الجاعات الت تتاحها‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم الرأساليون بإنتاج الواد الكمالية ويقيمون الدعايات الائلة لا دونا التفات إل‬
‫الاجات الساسية للمجتمع ذلك أنم يفتشون عن الربح والكسب أولً وأخرا‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم الرأسال ف أحيان كثية بطرد العامل عندما يكب دون حفظ لشيخوخته إل أن أمرا‬
‫كهذا أخذت تف حدته ف الونة الخية بسبب الصلحات الت طرأت على الرأسالية‬
‫والقواني والتشريعات الت سنتها المم لتنظيم العلقة بي صاحب رأس الال والعامل‪.‬‬

‫= الصلحات الت طرأت على الرأسالية‪:‬‬


‫‪ -‬كانت إنلترا حت سنة ‪1875‬م من أكب البلد الرأسالية تقدما‪ .‬ولكن ف الربع الخي من‬
‫القرن التاسع عشر ظهرت كل من الوليات التحدة وألانيا‪ ،‬وبعد الرب العالية الثانية ظهرت‬
‫اليابان‪.‬‬
‫‪ -‬ف عام ‪1932‬م باشرت الدولة تدخلها بشكل أكب ف انلترا‪ ،‬وف الوليات التحدة زاد‬
‫تدخل الدولة إبتداء من سنة ‪1933‬م‪ ،‬وف ألانيا بدءً من العهد التلري وذلك لجل الحافظة‬
‫على استمرارية النظام الرأسال‪.‬‬

‫‪ -‬لقد تثل تدخل الدولة ف الواصلت والتعليم ورعاية حقوق الواطني وسن القواني ذات‬
‫الصبغة الجتماعية‪ ،‬كالضمان الجتماعي والشيخوخة والبطالة(*) والعجز والرعاية الصحية‬
‫وتسي الدمات ورفع مستوى العيشة‪.‬‬

‫‪ -‬لقد توجهت الرأسالية هذا التوجه الصلحي الزئي بسبب ظهور العمال كقوة انتخابية‬
‫ف البلدان الديقراطية وبسبب لان حقوق النسان‪ ،‬ولوقف الد الشيوعي الذي يتظاهر‬
‫بنصرة العمال ويدعي الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتم‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫= تقوم جذور الرأسالية على شيء من فلسفة الرومان القدية‪ ،‬يظهر ذلك ف رغبتها ف امتلك‬
‫القوة وبسط النفوذ والسيطرة‪.‬‬

‫= لقد تطورت متنقلة من القطاع إل البجوازية (*) إل الرأسالية وخلل ذلك اكتسبت‬
‫أفكارا ومبادىء متلفة تصب ف تيار التوجه نو تعزيز اللكية الفردية والدعوة إل الرية‪.‬‬

‫= قامت ف الصل على أفكار الذهب الر والذهب الكلسيكي‪.‬‬

‫= إن الرأسالية تناهض الدين(*) متمردة على سلطان الكنيسة(*) أولً وعلى كل قانون‬
‫أخلقي أخيا‪.‬‬

‫= ل يهم الرأسالية من القواني الخلقية إل ما يقق لا النفعة ول سيما القتصادية منها على‬
‫وجه الصوص‪.‬‬
‫= كان للفكار والراء الت تولدت نتيجة للثورة الصناعية ف أوروبا دور بارز ف تديد‬
‫ملمح الرأسالية‪.‬‬

‫= تدعو الرأسالية إل الرية(*) وتتبن الدفاع عنها‪ ،‬لكن الرية السياسية تولت إل حرية‬
‫أخلقية واجتماعية‪ ،‬ث تولت هذه بدورها إل إباحية‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫= ازدهرت الرأسالية ف إنلترا وفرنسا وألانيا واليابان والوليات التحدة المريكية وف معظم‬
‫العال الغرب‪.‬‬

‫= كثي من دول العال تعيش ف جو من التبعية إما للنظام الشيوعي وإما للنظام الرأسال‪،‬‬
‫وتتفاوت هذه التبعية بي التدخل الباشر وبي العتماد عليهما ف الشؤون السياسية والواقف‬
‫الدولية‪.‬‬

‫= وقف النظام الرأسال مثله كمثل النظام الشيوعي إل جانب إسرائيل دعما وتأييدا بشكل‬
‫مباشر أو غي مباشر‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق ‪:‬‬


‫أن الرأسالية مذهب(*) مادي جشع يغفل القيم الروحية ف التعامل مع الال ما يزيد الغنياء‬
‫غن والفقراء فقرا‪ .‬وتعمل أمريكا الن باعتبارها زعيمة هذا الذهب(*) على ترقيع الرأسالية‬
‫ف دول العال الثالث بعد أن انكشفت عوارها ببعض الفكار الشتراكية(*)‪ ،‬مافظة على‬
‫مواقعها القتصادية‪ ،‬وكي تبقى سوقا للغرب الرأسال وعميلً له ف النتاج والستهلك‬
‫والتوزيع‪ .‬وما يراه البعض من أن السلم يقترب ف نظامه القتصادي من الرأسالية خطأ‬
‫واضح يتجاهل عددا من العتبارات‪:‬‬
‫= أن السلم نظام ربان يشمل أفضل ما ف الديان والذاهب من إيابيات ويسلم مّا فيها من‬
‫سلبيات إذ أنه شريعة الفطرة تلل ما يصلحها وترم ما يفسدها‪.‬‬

‫= أن السلم وجد وطبق قبل ظهور النظم الرأسالية والشتراكية‪ ،‬وهو نظام قائم بذاته‪،‬‬
‫والرأسالية تنادي بإبعاد الدين(*) عن الياة‪ ،‬وهو أمر مالف لفطرة النسان‪ ،‬كما تزن أقدار‬
‫الناس با يلكون من مال‪ ،‬والناس ف السلم يتفاضلون بالتقوى‪.‬‬

‫= ترى الرأسالية أن المر والخدرات تلب حاجات بعض أفراد الجتمع‪ ،‬وكذلك المر‬
‫بالنسبة لدمات راقصة البالية‪ ،‬ومثلة السرح‪ ،‬وأندية العراة‪ ،‬ومن ث تسمح با دون اعتبار لا‬
‫تسببه من فساد‪ ،‬وهي أمور ل يقرها الضمي السلمي‪ .‬وف سبيل تنمية رأس الال تسلك كل‬
‫الطرق دونا وازع أخلقي مانع فالغاية عندهم دائما تبر الوسيلة‪.‬‬

‫= النواحي القتصادية ف السلم مقيدة بالشرع وما أباحه أو حرمه ول يصح أن نعتب‬
‫الشياء نافعة لجرد وجود من يرغب ف شرائها بصرف النظر عن حقيقتها واستعمالا من‬
‫حيث الضرر أو النفع‪.‬‬

‫= القول بأن الندرة النسبية هي أصل الشكلة القتصادية قول مالف للواقع فالول سبحانه‬
‫وتعال خلق الكون والنسان والياة وقدر القوات با يفي بياة البشرية‪ ،‬وقدّر الرزاق وأمر‬
‫بالتكافل بي الغن والفقي‪.‬‬

‫= أدى النظام الرأسال إل مساوىء وويلت‪ ،‬وأفرز ما يعانيه العال من استعمار ومناطق نفوذ‬
‫وغزو اقتصادي ووضع معظم ثروات العال ف أيدي الحتكارات(*) الرأسالية وديون‬
‫تراكمية‪.‬‬

‫مراجع للتوسع ‪:‬‬


‫‪ -‬أسس القتصاد بي السلم والنظم العاصرة‪ ،‬تأليف أب العلى الودودي‪ -‬ترجة ممد‬
‫عاصم حداد – ط ‪1391 – 3‬هـ‪1971/‬م مطبعة المان – لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬الذاهب القتصادية الكبى‪ ،‬تأليف جورج سول – ترجة راشد الباوي‪.‬‬
‫‪ -‬النظم القتصادية ف العال‪ ،‬د‪ .‬أحد شلب – ط ‪ – 1‬النهضة الصرية – ‪1976‬م‬
‫‪ -‬معركة السلمية والرأسالية‪ ،‬سيد قطب – ط ‪ – 2‬مطبعة دار الكتاب العرب –‬
‫‪1371‬هـ‪1952/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القتصاد ف السلم‪ ،‬حزة الميعي الدهومي – ط ‪ – 1‬مطبعة التقدم بالقاهرة –‬
‫‪1399‬هـ‪1978/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القتصاد السلمي‪ ،‬مفاهيم ومرتكزات‪ ،‬د‪ .‬ممد أحد صقر – ط ‪ – 1‬مطابع سجل‬
‫العرب – نشر دار النهضة العربية بالقاهرة – ‪1398‬هـ‪1978 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصادنا‪ ،‬ممد باقر الصدر – دار الكتاب اللبنان – دار الكتاب الصري – ‪1398‬هـ‪/‬‬
‫‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فلسفتنا‪ ،‬ممد باقر الصدر – دار التعارف للمطبوعات – بيوت – لبنان – ‪1379‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬القتصاد السلمي‪ ،‬الركز العالي للباث والقتصاد – ط ‪1400 -1‬هـ‪1980/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حركات ومذاهب ف ميزان السلم‪ ،‬فتحي يكن – مؤسسة الرسالة – ط ‪-2‬‬
‫‪1397‬هـ‪1977/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حكم السلم ف الرأسالية‪ ،‬د‪ .‬ممود الالدي‪.‬‬

‫الراجع الجنبية ‪:‬‬


‫‪D. Villey: A La recherche d’une Doctrine Economiques, Ed.; Genen, -‬‬
‫‪.Paris, 1967‬‬
‫‪.J. Marchal: “ Cours D’economie politique” paris 1956 -‬‬
‫‪J.J. Kenes, General Theory of Employment, Interst and Money -‬‬
‫‪.)(Harcourt, Brace and Company. 1933‬‬
‫‪George N. Halm, Economic: A Comparative Analysis, Hotlt, rinchart & -‬‬
‫‪.Winston Ltd. New York‬‬
‫‪Gunnar Myrdal, Against The Stream, Published by Pantheon press, -‬‬
‫‪.Cambridge University Press 1972‬‬
Lord Bowdan and S.T.S Al- Hasani “The profit and the loss or a fair -
.share of the proceeds. The Guradian, Thursday. June 5 – 1975
Abdul – Hamid Ahmad Abu Sulayman: The Theory of the Economics of -
Islam, Proceedings of the Third East Coast regional Conference. Theme
contermporary Aspects of Economic and social Thinking in Islam, Moslem
.Students Association, Holiday Hills, April 12, 1968. PP. 26 – 83
.Adam Smith, The Wealth of Nations -
.Encyclopaedia Britannica, Vol 2, P. 535, 1976 -
‫الشــيوعية‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫الشيوعية مذهب(*) فكري يقوم على اللاد وأن الادة هي أساس كل شيء ويفسر التاريخ‬
‫بصراع الطبقات وبالعامل القتصادي‪ .‬ظهرت ف ألانيا على يد ماركس وإنلز‪ ،‬وتسدت ف‬
‫الثورة البلشفية(*) الت ظهرت ف روسيا سنة ‪1917‬م بتخطيط من اليهود‪ ،‬وتوسعت على‬
‫حساب غيها بالديد والنار‪ .‬وقد تضرر السلمون منها كثيا‪ ،‬وهناك شعوب ميت بسببها‬
‫من التاريخ‪ ،‬ولكن الشيوعية أصبحت الن ف ذمة التاريخ‪ ،‬بعد أن تلى عنها التاد‬
‫السوفيت‪ ،‬الذي تفكك بدوره إل دول مستقلة‪ ،‬تلت كلها عن الاركسية‪ ،‬واعتبتا نظرية‬
‫غي قابلة للتطبيق‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬

‫= وضعت أسسها الفكرية النظرية على يد كارل ماركس اليهودي اللان ‪– 1818‬‬
‫‪1883‬م وهو حفيد الاخام اليهودي العروف مردخاي ماركس‪ ،‬وكارل ماركس شخص‬
‫قصي النظر متقلب الزاج‪ ،‬حاقد على الجتمع‪ ،‬مادي النعة‪ ،‬ومن مؤلفاته‪:‬‬
‫‪ -‬البيان الشيوعي الذي صدر سنة ‪1848‬م‪.‬‬
‫‪ -‬رأس الال ظهر سنة ‪1867‬م‪.‬‬

‫= ساعده ف التنظي للمذهب فردريك إنلز ‪1895 – 1820‬م وهو صديق كارل ماركس‬
‫الميم وقد ساعده ف نشر الذهب كما أنه ظل ينفق على ماركس وعائلته حت مات‪ ،‬ومن‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫‪ -‬أصل السرة‪.‬‬
‫‪ -‬الثنائية ف الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬الشتراكية الرافية والشتراكية العلمية(*)‪.‬‬
‫= ليني‪ :‬واسه القيقي‪ :‬فلديي أليتش بوليانوف‪ ،‬وهو قائد الثورة البلشفية الدامية ف روسيا‬
‫‪1917‬م ودكتاتورها الرهوب‪ ،‬وهو قاسي القلب‪ ،‬مستبد برأيه‪ ،‬حاقد على البشرية‪ .‬ولد‬
‫سنة ‪1870‬م‪ ،‬ومات سنة ‪1924‬م‪ ،‬وهناك دراسات تقول بأن ليني يهودي الصل‪ ،‬وكان‬
‫يمل اسا يهوديّا‪ ،‬ث تسمى باسه الروسي الذي عرف به مثله مثل تروتسكي ف ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬وليني هو الذي وضع الشيوعية موضع التنفيذ وله كتب كثية وخطب ونشرات أهها ما‬
‫جع ف ما يسمى مموعة الؤلفات الكبى‪.‬‬

‫= ستالي‪ :‬واسه القيقي جوزيف فاديونوفتش زوجا شفلي ‪1954-1879‬م وهو سكرتي‬
‫الزب الشيوعي ورئيسه بعد ليني‪ ،‬اشتهر بالقسوة والبوت والطغيان والدكتاتورية وشدة‬
‫الصرار على رأيه‪ ،‬يعتمد ف تصفية خصومه على القتل والنفي كما أثبتت تصرفاته أنه مستعد‬
‫للتضحية بالشعب كله ف سبيل شخصه‪ .‬وقد ناقشته زوجته مرة فقتلها‪.‬‬

‫= تروتسكي‪ :‬ولد سنة ‪1879‬م واغتيل سنة ‪1940‬م بتدبي من ستالي‪ ،‬وهو يهودي واسه‬
‫القيقي بروشتاين‪ .‬له مكانة هامة ف الزب وقد تول الشؤون الارجية بعد الثورة(*) ث‬
‫أسندت إليه شؤون الزب‪ ..‬ث فصل من الزب بتهمة العمل ضد مصلحة الزب ليخلو الو‬
‫لستالي الذي دبر اغتياله للخلص منه نائيا‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات ‪:‬‬


‫= إنكار وجود ال تعال وكل الغيبيات والقول بأن الادة هي أساس كل شيء وشعارهم‪:‬‬
‫نؤمن بثلثة‪ :‬ماركس وليني وستالي‪ ،‬ونكفر بثلثة‪ :‬ال‪ ،‬الدين(*)‪ ،‬اللكية الاصة‪ ،‬عليهم‬
‫من ال ما يستحقون‪.‬‬

‫= فسروا تاريخ البشرية بالصراع بي البجوازية(*) والبوليتاريا(*) (الرأساليي والفقراء)‬


‫وينتهي هذا الصراع حسب زعمهم بدكتاتورية البوليتاريا‪.‬‬
‫= ياربون الديان ويعتبونا وسيلة لتخدير الشعوب وخادما للرأسالية والمبيالية(*)‬
‫والستغلل مستثني من ذلك اليهودية لن اليهود شعب مظلوم يتاج إل دينه ليستعيد حقوقه‬
‫الغتصبة!!‬

‫= ياربون اللكية الفردية ويقولون بشيوعية الموال وإلغاء الوراثة‪.‬‬

‫= تتركز اهتماماتم بكل ما يتعلق بالادة وأساليب النتاج‪.‬‬

‫= إن كل تغيي ف العال ف نظرهم إنا هو نتيجة حتمية(*) لتغيّر وسائل النتاج وإن الفكر‬
‫والضارة والثقافة هي وليدة التطور القتصادي‪.‬‬

‫= يقولون بأن الخلق(*) نسبية وهي انعكاس لله النتاج‪.‬‬

‫= يكمون الشعوب بالديد والنار ول مال لعمال الفِكر‪ ،‬والغاية عندهم تبر الوسيلة‪.‬‬

‫= يعتقدون بأنه ل آخرة ول عقاب ول ثواب ف غي هذه الياة الدنيا‪.‬‬

‫= يؤمنون بأزلية الادة وأن العوامل القتصادية هي الحرك الول للفراد والماعات‪.‬‬

‫= يقولون بدكتاتورية الطبقة العاملة ويبشرون بالكومة العالية‬

‫= تؤمن الشيوعية بالصراع والعنف وتسعى لثارة القد والضغينة بي العمال وأصحاب‬
‫العمال‪.‬‬

‫= الدولة هي الزب(*) والزب هو الدولة‪.‬‬

‫= تكون الكتب السياسي الول للثورة(*) البلشفية(*) من سبعة أشخاص كلهم يهود إل‬
‫واحدا وهذا يعكس مدى الرتباط بي الشيوعية واليهودية‪.‬‬

‫= تنكر الاركسية الروابط السرية وترى فيها دعامة للمجتمع البجوازي وبالتال ل بد من‬
‫أن تل ملها الفوضى النسية‪.‬‬
‫= ل يجمون عن أي عمل مهما كانت بشاعته ف سبيل غايتهم وهي أن يصبح العال‬
‫شيوعيا تت سيطرتم‪ .‬قال ليني‪» :‬إن هلك ثلثة أرباع العال ليس بشيء إنا الشيء الام‬
‫هو أن يصبح الربع الباقي شيوعيّا«‪ .‬وهذه القاعدة طبقوها ف روسيا أيام الثورة وبعدها‬
‫وكذلك ف الصي وغيها حيث أبيدت مليي من البشر‪ ،‬كما أن اكتساحهم لفغانستان بعد‬
‫أن اكتسحوا المهوريات السلمية الخرى كبُخاري وسرقند وبلد الشيشان والشركس‪،‬‬
‫إنا ينضوي تت تلك القاعدة االجرامية‪.‬‬

‫= يهدمون الساجد ويولونا إل دور ترفيه ومراكز للحزب‪ ،‬وينعون السلم إظهار شعائر‬
‫دينية‪ ،‬أما اقتناء الصحف فهو جرية يعاقب عليها بالسجن لدة سنة كاملة‪.‬‬

‫= لقد كان توسعهم على حساب السلمي فكان أن احتلوا بلدهم وأفنوا شعوبم وسرقوا‬
‫ثرواتم واعتدوا على حرمة دينهم ومقدساتم‪.‬‬

‫= يعتمدون على الغدر واليانة والغتيالت لزاحة الصوم ولو كانوا من أعضاء الزب‪.‬‬

‫الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬


‫= ل تستطع الشيوعية إخفاء تواطئها مع اليهود وعملها لتحقيق أهدافهم فقد صدر منذ‬
‫السبوع الول للثورة قرار ذو شقي بق اليهود‪:‬‬
‫‪ -‬يعتب عداء اليهود عداء للجنس السامي يعاقب عليه القانون‪.‬‬
‫‪ -‬العتراف بق اليهود ف إنشاء وطن قومي ف فلسطي‪.‬‬

‫= يصرح ماركس بأنه اتصل بفيلسوف الصهيونية وواضع أساسها النظري هو موشيه هيس‬
‫أستاذ هرتزل الزعيم الصهيون الشهي‪.‬‬

‫‪ -‬جدّ ماركس هو الاخام اليهودي الشهور ف الوساط اليهودية مردخاي ماركس‪.‬‬

‫= تأثرت الاركسية إضافة إل الفكر اليهودي بملة من الفكار والنظرات اللادية منها‪:‬‬
‫‪ -‬مدرسة هيجل العقلية الثالية‪.‬‬
‫‪ -‬مدرس كونت السية الوضعية‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسة فيورباخ ف الفلسفة(*) النسانية الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسة باكوني صاحب الذهب(*) الفوضوي التخبط‪.‬‬

‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫= حكمت الشيوعية عدة دول منها‪:‬‬


‫‪ -‬التاد السوفيت‪ ،‬الصي‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬الجر‪ ،‬بلغاريا‪ ،‬بولندا‪ ،‬ألانيا الشرقية‪ ،‬رومانيا‪،‬‬
‫يوغسلفيا‪ ،‬ألبانيا‪ ،‬كوبا‪.‬‬

‫ومعلوم أن دخول الشيوعية إل هذه الدول كان بالقوة والنار والتسلط الستعماري‪ .‬ولذلك‬
‫فإن جل شعوب هذه الدول أصبحت تتململ بعد أن عرفت الشيوعية على حقيقتها وأنا‬
‫ليست الفردوس الذي صور لم وبالتال بدأت النتفاضات والثورات تظهر هنا وهناك‪ ،‬كما‬
‫حدث ف بولندا والجر وتشيكوسلوفاكيا‪ ،‬كما أنك ل تكاد تد دولتي شيوعيتي ف وئام‬
‫دائم‪.‬‬

‫= أما ف العال السلمي فقد استفاد الشيوعيون من جهل بعض الكام وحرصهم على تدعيم‬
‫كراسيهم ولو على حساب الدين(*)‪ ،‬إذ اكتسحت الشيوعية أفغانستان وشردت شعبها‬
‫السلم كما تكمت ف بعض الدول السلمية الخرى بواسطة عملئها‪.‬‬

‫= تقوم الدول الشيوعية بتوزيع مليي الكتيّبات والنشرات مانا ف كافة أناء العال داعية إل‬
‫مذهبها‪.‬‬

‫= أسست الشيوعية أحزابا لا ف كل الدول العربية والسلمية تقريبا فنجد لا أحزابا ف‬


‫مصر‪ ،‬سورية‪ ،‬لبنان‪ ،‬فلسطي‪ ،‬والردن‪ ،‬تونس وغيها‪.‬‬

‫= إنم يؤمنون بالمية ويسعون لتحقيق حلمهم بالكومة العالية الت يبشرون با‪.‬‬
‫انيار الاركسية‪:‬‬
‫‪ -‬انارت الشيوعية ف معاقلها بعد قرابة السبعي عاما من قيام الكم الشيوعي وبعد أربعي‬
‫عاما من تطبيق أفكارها ف أوروبا الشرقية وأعلن كبار السؤولي ف التاد السوفيت قبل‬
‫تفككه أن الكثي من البادىء الاركسية ل تعد صالة للبقاء وليس بقدورها أن تواجه‬
‫مشاكل ومتطلبات العصر المر الذي تسبب ف تلف البلدان الت تطبق هذا النظام عن‬
‫مثيلتا الرأسالية‪ .‬وهكذا يتراجع دعاة الفكر الادي الشيوعي عن تطبيقه لعدم واقعيته وتلفه‬
‫عن متابعة التطور الصناعي والعلمي وتسببه ف تدهور الوضع القتصادي وهدم العلقات‬
‫الجتماعية وإشاعة البؤس والرمان والظلم والفساد ومصادمة الفطرة ومصادرة الريات‬
‫وماربة الديان(*)‪ .‬وقد تأكد بوضوح بعد التطبيق لذه الفترة الطويلة أن من عيوب‬
‫الاركسية أنا تنع اللكية الفردية وتاربا وتلغي الرث الشرعي وهذا مالف للفطرة وطبائع‬
‫الشياء ول تعطي الرية للفرد ف العمل وناتج العمل ول تقيم العدالة الجتماعية بي أفراد‬
‫الجتمع وأن الشيوعي يعمل لتحقيق مصلحته ولو هدم مصال الخرين وينحصر خوفه ف‬
‫حدود رقابة السلطة وسوط القانون وأن الاركسية تدم أساس الجتمع وهو السرة فتقضي‬
‫بذلك على العلقات الجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬اقتنع الميع بأنا نظرية فاسدة يستحيل تطبيقها حيث تمل ف ذاتا بذور فنائها وقد ظهر‬
‫لن مارسوها عدم واقعيتها وعدم إمكانية تطبيقها ومن أكب ناقدي الاركسية من الاركسيي‬
‫أنفسهم الفيلسوف المريكي أريخ مزوم ف كتابه الجتمع السليم‪ ،‬ومن غي الاركسيي كارل‬
‫بوبر صاحب كتاب الجتمع الفتوح‪ ،‬وغيها‪ ،‬وييء جورباتشوف كتابه البيوسريكا أو‬
‫إعادة البناء ليفضح عيوب تطبيق الشيوعية ف التاد السوفيت‪.‬‬

‫وتبي بعد انيارها أنا ل تفلح ف القضاء على القوميات التنافرة بل زادتا اشتعالً ول تسمح‬
‫بقدر ولو ضئيل من الرية بل عمدت دائما إل سياسة الظلم والقمع والنفي والقتل وحولت‬
‫أتباعها إل قطيع من البشر‪ .‬وهكذا باءت جيع نبوءات كارل ماركس بالفشل وأصبح مصي‬
‫النظرية إل مزبلة التاريخ‪ ،‬ث انتهى المر بتفكك التاد السوفيت ذاته‪ ،‬وأصبح اسه مرد أثر‬
‫ف تاريخ الذاهب الدامة‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن الشيوعية مذهب(*) إلادي يعتب أن النسان جاء إل هذه الياة بحض الصادفة وليس‬
‫لوجوده غاية وبذلك تصبح الياة عبثا ل طائل تته ويرم معتنقها من سكينة النفس ونعيم‬
‫الروح ومن ث فل يكن أن يتمع السلم والاركسية ف قلب رجل واحد لنما متناقضان‬
‫كل التناقض ف العقيدة والفكر والنهج(*) والسلوك‪.‬‬

‫‪-----------------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫السرطان الحر ‪ ،‬د‪ .‬عبد ال عزام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بلشفة السلم‪ ،‬د‪ .‬صلح الدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حقائق الشيوعية‪ ،‬ناد الغادري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيوعية والشيوعيون ف ميزان السلم‪ ،‬د‪ .‬عبد الليل شلب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السراب الكب‪ ،‬أسامة عبد ال الياط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذاهب العاصرة وموقف السلم منها‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن عمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حوار مع الشيوعيي ف أقبية السجون‪ ،‬عبد الليم خفاجي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لذا نرفض الاركسية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحن البيضان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيوعية وليدة الصهيونية‪ ،‬أحد عبد الغفور عطار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الداروينيـة‬
‫التعريف ‪:‬‬
‫تنتسب الركة(*) الفكرية الداروينية إل الباحث النليزي شارلز داروين الذي نشر كتابه‬
‫أصل النواع سنة ‪1859‬م الذي طرح فيه نظريته ف النشوء والرتقاء ما زعزع القيم الدينية‪،‬‬
‫وترك آثارا سلبية على الفكر العالي‪.‬‬

‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬


‫= شارلز داروين‪ :‬صاحب هذه الدرسة ولد ف ‪ 12‬فباير ‪1809‬م وهو باحث إنليزي نشر‬
‫ف سنة ‪1859‬م كتابه أصل النواع‪ ،‬وقد ناقش فيه نظريته ف النشوء والرتقاء معتبا أصل‬
‫الياة خلية كانت ف مستنقع آسن قبل مليي السني‪ .‬وقد تطورت هذه اللية ومرت براحل‬
‫منها‪ ،‬مرحلة القرد‪ ،‬انتهاء بالنسان‪ ،‬وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية الت تعل النسان‬
‫منتسبا إل آدم وحواء ابتداء‪.‬‬

‫= آرثر كيت‪ :‬داروين متعصب‪ ،‬يعترف بأن هذه النظرية ل تزال حت الن بدون براهي‬
‫فيضطر إل كتابتها من جديد وهو يقول‪" :‬إن نظرية النشوء والرتقاء ل زالت بدون براهي‪،‬‬
‫وستظل كذلك‪ ،‬والسبب الوحيد ف أننا نؤمن با هو أن البديل الوحيد المكن لا هو اليان‬
‫باللق الباشر وهذا غي وارد على الطلق"‪.‬‬

‫= جليان هكسلي‪ :‬داروين ملحد‪ ،‬ظهر ف القرن العشرين‪ ،‬وهو الذي يقول عن النظرية‪:‬‬

‫‪" -‬هكذا يضع علم الياة النسان ف مركز ماثل لا أنعم به عليه كسيد للمخلوقات كما‬
‫تقول الديان(*)"‪.‬‬

‫‪" -‬من السلّم به أن النسان ف الوقت الاضر سيد الخلوقات ولكن قد تل مله القطة أو‬
‫الفأر"‪.‬‬
‫‪ -‬ويزعم أن النسان قد اختلق فكرة ال إبان عصر عجزه وجهله‪ ،‬أما الن فقد تعلم وسيطر‬
‫على الطبيعة بنفسه‪ ،‬ول يعد باجة إليه‪ ،‬فهو العابد والعبود ف آنٍ واحد‪.‬‬

‫‪ -‬يقول‪" :‬بعد نظرية داروين ل يعد النسان يستطيع تنب اعتبار نفسه حيوانا"‪.‬‬

‫= ليكونت دي نوى‪ :‬من أشهر التطوريي الحدثي‪ ،‬وهو ف القيقة صاحب نظرية تطورية‬
‫مستقلة‪.‬‬

‫= د‪.‬هـ‪ .‬سكوت‪ :‬داروين شديد التعصب ‪ ،‬يقول‪" :‬إن نظرية النشوء جاءت لتبقى‪ ،‬ول‬
‫يكن أن نتخلى عنها حت لو أصبحت عملً من أعمال العتقاد"‪.‬‬

‫= برتراند راسل‪ :‬فيلسوف ملحد‪ ،‬يشيد بالثر الداروين مركزا على الناحية اليكانيكية ف‬
‫النظرية‪ ،‬فيقول‪" :‬إن الذي فعله جاليليو ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم‬
‫الياة"‪.‬‬

‫الفكار والعتقدات‪:‬‬

‫= نظرية داروين‪ :‬تدور هذه النظرية حول عدة أفكار وافتراضات هي‪:‬‬
‫‪ -‬تفترض النظرية تطور الياة ف الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إل الدقة‬
‫والتعقيد‪.‬‬
‫‪ -‬تتدرج هذه الكائنات من الحط إل الرقى‪.‬‬
‫‪ -‬الطبيعة(*) وهبت النواع القوية عوامل البقاء والنمو والتكيف مع البيئة لتصارع الكوارث‬
‫وتتدرج ف سلم الرقي ما يؤدي إل تسن نوعي مستمر ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد‪،‬‬
‫وأنواع أرقى تتجلى ف النسان‪ ،‬بينما ند أن الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من النواع‬
‫الضعيفة فتعثرت وسقطت وزالت‪ .‬وقد استمد داروين نظريته هذه من قانون النتقاء الطبيعي‬
‫لالتوس‪.‬‬
‫‪ -‬الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعا جديدة مع مرور الحقاب الطويلة‪.‬‬
‫‪ -‬الطبيعة تعطي وترم بدون خطة مرسومة‪ ،‬بل خبط عشواء‪ ،‬وخط التطور ذاته متعرج‬
‫ومضطرب ل يسي على قاعدة مطردة منطقية‪.‬‬
‫‪ -‬النظرية ف جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم النظرية على أصلي كل منهما مستقل عن الخر‪:‬‬
‫‪ -1‬الخلوقات الية وجدت ف مراحل تاريية متدرجة ول توجد دفعة واحدة وهذا الصل‬
‫من المكن البهنة عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬هذه الخلوقات متسلسلة وراثيّا ينتج بعضها عن بعض بطريقة التعاقب خلل عملية‬
‫التطور البطيئة الطويلة‪ .‬وهذا الصل ل يتمكنوا من البهنة عليه حت الن لوجود حلقة أو‬
‫حلقات مفقودة ف سلسلة التطور الذي يزعمونه‪.‬‬

‫‪ -‬تفترض النظرية أن كل مرحلة من مراحل التطور أعقبت الت قبلها بطريقة حتمية(*)‪ ،‬أي‬
‫أن العوامل الارجية هي الت تدد نوعية هذه الرحلة‪ ،‬أما خط سيها ذاته براحله جيعها فهو‬
‫خط مضطرب ل يسعى إل غاية مرسومة أو هدف بعيد لن الطبيعة الت أوجدته غي عاقلة‬
‫ول واعية‪ ،‬بل إنا تبط خبط عشواء‪.‬‬

‫الثار الت تركتها النظرية‪:‬‬


‫‪ -‬قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إل حرية العتقاد بسبب الثورة(*) الفرنسية‪ ،‬ولكنهم‬
‫بعدها أعلنوا إلادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبا إل بقاع العال‪.‬‬

‫‪ -‬ل يعد هناك أي معن لدلول كلمة‪ :‬آدم‪ ،‬وحواء‪ ،‬النة‪ ،‬الشجرة الت أكل منها آدم وحواء‪،‬‬
‫الطيئة( حسب اعتقاد النصارى بأن السيح(*) قد صلب ليخلص البشرية من أغلل الطيئة‬
‫الوروثة الت ظلت ترزح تتها من وقت آدم إل حي صلبه)‪.‬‬

‫‪ -‬سيطرة الفكار الادية(*) على عقول الطبقة الثقفة وأوحت كذلك بادية النسان‬
‫وخضوعه لقواني الادة‪.‬‬

‫‪ -‬تلت جوع غفية من الناس عن إيانا بال تليّا تامّا أو شبه تام‪.‬‬
‫‪ -‬عبادة الطبيعة(*)‪ ،‬فقد قال داروين‪" :‬الطبيعة تلق كل شيء ول حد لقدرتا على اللق"‪.‬‬
‫ولكن ل يبي ما هي الطبيعة وما الفرق بي العتقاد بوجود ال الالق ووجود الطبيعة؟‬

‫وقال‪ :‬إن تفسي النشوء والرتقاء بتدخل ال هو بثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة ف وضع‬
‫ميكانيكي بت‪.‬‬

‫‪ -‬ل يعد هناك جدوى من البحث ف الغاية والدف من وجود النسان لن داروين قد جعل‬
‫بي النسان والقرد نسبا‪ ،‬بل زعم أن الد القيقي للنسان هو خلية صغية عاشت ف‬
‫مستنقع راكد قبل مليي السني‪.‬‬

‫‪ -‬أهلت العلوم الغربية بملتها فكرة الغائية(*) بجة أنا ل تم الباحث العلمي ول تقع ف‬
‫دائرة علمه‪.‬‬

‫‪ -‬استبد بالناس شعور باليأس والقنوط والضياع وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء‬
‫روحي‪ ،‬حت أن القرد – جدهم الزعوم – أسعد حالً من كثي منهم‪.‬‬

‫‪ -‬طغت على الياة فوضى عقائدية‪ ،‬وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع‪.‬‬

‫= كانت نظرية داروين إيذانا ليلد نظرية فرويد ف التحليل النفسي‪ ،‬ونظرية برجسون ف‬
‫الروحية الديثة‪ ،‬ونظرية سارتر ف الوجودية‪ ،‬ونظرية ماركس ف الادية‪ ،‬وقد استفادت هذه‬
‫النظريات جيعا من الساس الذي وضعه داروين واعتمدت عليه ف منطلقاتا وتفسياتا‬
‫للنسان والياة والسلوك‪.‬‬

‫= (فكرة التطور) أوحت بيوانية النسان‪ ،‬و(تفسي عملية التطور) أوحت باديته‪.‬‬

‫= نظرية التطور البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إل التطور الطلق ف كل شيء‪،‬‬
‫تطور ل غاية له ول حدود‪ ،‬وانعكس ذلك على الدين(*) والقيم والتقاليد‪ ،‬وساد العتقاد بأن‬
‫كل عقيدة أو نظام أو خلق هو أفضل وأكمل من غيه‪ ،‬مادام تاليا له ف الوجود الزمن‪.‬‬
‫= استمد ماركس من نظرية داروين مادية النسان وجعل مطلبه ف الياة ينحصر ف الصول‬
‫على (الغذاء والسكن والنس) مهملً بذلك جيع العوامل الروحية لديه‪.‬‬

‫= استمد فرويد من نظرية داروين حيوانية النسان فالنسان عنده حيوان جنسي‪ ،‬ل يلك إل‬
‫النصياع لوامر الغريزة وإل وقع فريسة الكبت الدمر للعصاب‪.‬‬

‫= استمد دور كاي من نظرية داروين حيوانية النسان وماديته وجع بينهما بنظرية العقل‬
‫المعي‪.‬‬

‫= استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيه لتطور الخلق(*) الذي تطور عنده من الحرم‬
‫(التابو) ال أخلق الطاعة اللية ومن ث إل أخلق الجتمع العلمي‪.‬‬

‫= والتطور عند فرويد أصبح مفسّرا للدين(*) تفسيا جنسيّا‪" :‬الدين هو الشعور بالندم من‬
‫قتل الولد لبيهم الذي حرمهم من الستمتاع بأمهم ث صار عبادة للب‪ ،‬ث عبادة‬
‫الطوطم(*) ‪ ،‬ث عبادة القوى الفية ف صورة الدين السماوي‪ ،‬وكل الدوار تنبع وترتكز على‬
‫عقدة أوديب"‪.‬‬

‫· دور اليهود والقوى الدامة ف نشر هذه النظرية‪:‬‬


‫ل يكن داروين يهوديّا‪ ،‬بل كان نصرانيّا‪ ،‬ولكن اليهود والقوى الدامة وجدوا ف هذه النظرية‬
‫ضالتهم النشودة فعملوا على استغللم لتحطيم القيم ف حياة الناس‪.‬‬

‫‪ -‬تقول بروتوكولت حكماء صهيون(*)‪" :‬ل تتصوروا أن تصرياتنا كلمات جوفاء‬


‫ولحظوا هنا أن ناح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل‪ ،‬والثر غي الخلقي‬
‫لتاهات هذه العلوم ف الفكر المي سيكون واضحا لنا على التأكيد"‪.‬‬

‫· نقدها‪:‬‬
‫‪ -‬نقدها آغاسيز ف إنلترا‪ ،‬وأوين ف أمريكا‪" :‬إن الفكار الداروينية مرد خُرافة علمية وأنا‬
‫سوف تنسى بسرعة"‪ .‬ونقدها كذلك العال الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الامعات ف القرن‬
‫الاضي‪.‬‬

‫‪ -‬كريسي موريسون‪" :‬إن القائلي بنظرية التطور ل يكونوا يعلمون شيئا عن وحدات الوراثة‬
‫(الينات) وقد وقفوا ف مكانم حيث يبدأ التطور حقا‪ ،‬أعن عند اللية"‪.‬‬

‫‪ -‬أنتون ستاندن صاحب كتاب العلم بقرة مقدسة يناقش اللقة الفقودة وهي ثغرة عجز‬
‫الداروينيون عن سدها فيقول‪" :‬إنه لقرب من القيقة أن تقول‪ :‬إن جزءً كبيا من السلسلة‬
‫مفقودة وليس حلقة واحدة‪ ،‬بل إننا لنشك ف وجود السلسلة ذاتا"‪.‬‬

‫‪ -‬ستيوارت تشيس‪" :‬أيد علماء الحياء جزئيّا قصة آدم وحواء كما ترويها الديان‪ ،‬وأن‬
‫الفكرة صحيحة ف مملها"‪.‬‬

‫‪ -‬أوست كلرك‪" :‬ل توجد علمة واحدة تمل على العتقاد بأن أيا من الراتب اليوانية‬
‫الكبى ينحدر من غيها‪ ،‬إن كل مرحلة لا وجودها التميز الناتج عن عملية خلق خاصة‬
‫متميزة‪ ،‬لقد ظهر النسان على الرض فجأة وف نفس الشكل الذي الذي تراه عليه الن"‪.‬‬

‫‪ -‬أبطل باستور أسطورة التوالد الذات‪ ،‬وكانت أباثه ضربة قاسية لنظرية داروين‪.‬‬

‫= الداروينية الديثة‪:‬‬

‫‪ -‬اضطرب أصحاب الداروينية الديثة أمام النقد العلمي الذي وجه إل النظرية‪ ،‬ول يستطيعوا‬
‫أمام ضعفها إل أن يرجوا بأفكار جديدة تدعيما لا وتدليلً على تعصبهم الشديد حيالا‬
‫فأجروا سلسلة من التبديلت منها‪:‬‬

‫‪ -‬إقرارهم بأن قانون الرتقاء الطبيعي قاصر عن تفسي عملية التطور واستبدلوا به قانونا‬
‫جديدا أسوه قانون التحولت الفاجئة أو الطفرات‪ ،‬وخرجوا بفكرة الصادفة‪.‬‬
‫‪ -‬أرغموا على العتراف بأن هناك أصولً عدة تفرعت عنها كل النواع وليس أصلً واحدا‬
‫كما كان سائدا ف العتقاد‪.‬‬

‫‪ -‬أجبوا على القرار بتفرد النسان بيولوجيا رغم التشابه الظاهري بينه وبي القرد‪ ،‬وهي‬
‫النقطة الت سقط منها داروين ومعاصروه‪.‬‬

‫‪ -‬كل ما جاء به أصحاب الداروينية الديثة ما هو إل أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن‬
‫نستطيع تفسي النظام اليات والكون الذي يسي بدقة متناهية بتدبي الكيم (الذي أعطى كل‬
‫شيء خلقه ث هدى)‪.‬‬

‫‪ -‬الذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫= لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين‪ ،‬وقد لحظ العلماء أن النواع التأخرة ف الظهور أكثر‬
‫رقيا من النواع التقدمة ومن هؤلء‪ :‬رأي باكنسون‪ ،‬لينو‪.‬‬

‫= قالوا‪" :‬بأن التطور خطة مرسومة فيها رحة للعالي"‪ ،‬ولكن نظريتهم وصفت بأنا لهوتية‬
‫فنسيت داخل معامل الحياء‪.‬‬

‫= استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان‪ ،‬ومن نظرية مالتوس بالذات‪ ،‬فقد استفاد‬
‫من قانونه ف النتخاب أو النتفاء الذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لصلحة القوياء‪.‬‬

‫= استفاد من أباث ليل اليولوجية حيث تكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور‪.‬‬

‫= صادفت هذه النظرية جوا مناسبا إذ كان ميلدها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين‪ ،‬وبعد‬
‫الثورة(*) الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسي الياة تفسيا ماديّا‬
‫بتا‪ ،‬ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إل مزيد من اللاد والبعد عن التفسيات‬
‫اللهوتية‪ ،‬مصيبة كانت أم مطئة‪.‬‬
‫النتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬

‫= بدأت الداروينية سنة ‪1859‬م‪ ،‬وانتشرت ف أوروبا‪ ،‬وانتقلت بعدها إل جيع بقاع العال‪،‬‬
‫وما تزال هذه النظرية تدرّس ف كثي من الامعات العالية‪ ،‬كما أنا قد وجدت أتباعا لا ف‬
‫العال السلمي بي الذين تربوا تربية غربية‪ ،‬ودرسوا ف جامعات أوروبية وأمريكية‪.‬‬

‫= والواقع أن تأثي نظرية داروين قد شل معظم بلدان العال كما شل معظم فروع العرفة‬
‫النسانية من علمية وأدبية وغيها‪ .‬ول يوجد ف التاريخ البشري نظرية باطلة صبغت مناحي‬
‫الفكر الغرب كما فعلت نظرية النشوء والرتقاء الداروينية‪.‬‬

‫ويتضح ما سبق‪:‬‬
‫أن نظرية داروين دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون مندل الوراثي‬
‫واكتشاف وحدات الوراثة (الينات(*) ) باعتباره الشفرة السرية للخلق واعتبار أن‬
‫الكروموسومات تمل صفات النسان الكاملة وتفظ الشبه الكامل للنوع‪.‬‬

‫ولذا يرى النصفون من العلماء أن وجود تشابه بي الكائنات الية دليل واضح ضد النظرية‬
‫لنه يوحي بأن الالق واحد ول يوحى بوحدة الصل‪ ،‬والقرآن الكري يقرر بأن مادة اللق‬
‫الول للكائنات هي الاء {وَاللّهُ َخلَقَ كُلّ دَابّةٍ مِن مّاء} [سورة النور‪ ،‬آية‪{ ]45 :‬وَجَعَلْنَا‬
‫مِ َن الْمَاء كُلّ شَيْءٍ حَيّ }‪[ .‬سورة النبياء‪ ،‬الية‪.]30 :‬‬

‫وقد أثبت العلم القائم على التجربة بطلن النظرية بأدلة قاطعة وإنا ليست نظرية علمية على‬
‫الطلق‪.‬‬

‫والسلم وكافة الديان السماوية تؤمن بوجود ال الالق البارىء الدبر الصور الذي أحسن‬
‫صنع كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من سللة من طي ث خلقه م نطفة ف قرار مكي‪،‬‬
‫والنسان يبقى إنسانا بشكله وصفاته وعقله ل يتطور ول يتحول { َوفِي أَن ُفسِكُمْ َأفَلَا‬
‫تُْبصِرُونَ} ‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬
‫مراجع للتوسع ‪:‬‬
‫‪ -‬أصل النواع‪ ،‬تشارلز داروين – ترجة إساعيل مظهر – بيوت ‪1973‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سلسلة تراث النسانية‪ ،‬مموعة من الساتذة – اليئة العامة للكتاب مصر‪.‬‬
‫‪ -‬الطريق الطويل للنسان‪ ،‬روبرت ل‪ .‬ليمان – ترجة ثابت جرجس بيوت – ‪1973‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معركة التقاليد ‪ ،‬ممد قطب – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬العلم وأسراره وخفاياه‪ ،‬هارولد شابلي وزميله – ترجة الفندي وزميله – مصر‬
‫‪1971‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ العال‪ ،‬جع جون أ‪ .‬هخامرتن – ترجة إدارة الترجة – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬مصي النسان‪ ،‬ليكونت دي نوي – ترجة خليل الر – النشورات العربية‬
‫‪ -‬الديناميكا الرارية‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم الشريف – مصر ‪1970‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العلم يدعو إل اليان‪ ،‬كريس موريسون – ترجة ممود صال الفلكي – مصر ‪1962‬م‪.‬‬
‫‪ -‬العلمانية‪ ،‬سفر بن عبد الرحن الوال – مكة الكرمة ‪1402/1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬النسان والعلقات البشرية‪ ،‬ستيوارت تشيس – ترجة أحد حودة مصر ‪1955‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معال تاريخ النسانية ‪ ،‬هـ‪ .‬ج‪ .‬ويلز – ترجة عبد العزيز توفيق جاويد – القاهرة –‬
‫‪1967‬م‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية داروين بي مؤيديها ومعارضيها‪ ،‬قيس القرطاس – بيوت – ‪1391‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬التطور والثبات‪ ،‬ممد قطب‪.‬‬
‫‪ -‬اللمنتمي‪ ،‬كولن ولسون – ترجم أنيس زكي حسن – بيوت ‪1958‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أثر العلم ف الجتمع ‪ ،‬برتراند راسل – ترجة تام حسان – مصر‪.‬‬
‫‪ -‬منازع الفكر الديث‪ ،‬تأليف حود – ترجة عباس فضلي – العراق ‪1375‬هـ‪.‬‬
‫النسان بي الادية والسلم‪ ،‬ممد قطب – مصر ‪1957‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العقل والدين‪ ،‬وليم جيمس – ترجة ممود حسب ال – مصر ‪1368‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العقل والادة‪ ،‬برتراند راسل – ترجة أحد إبراهيم الشريف – القاهرة – ‪1975‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذهب النشوء والرتقاء ‪ ،‬منية علي القاديان – تقدي ممد البهي‪ -‬مصر ‪1395‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بروتوكولت حكماء صهيون‪ ،‬ترجة ممد خليفة التونسي – مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معال التحليل النفسي‪ ،‬سيجموند فرويد‪ -‬ترجة عثمان نات القاهرة ‪1966‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أصل النسان‪ ،‬موريس بوكاي (إصدار مكتب التربية العربية لدول الليج)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like