Professional Documents
Culture Documents
"ضــــــــــــــــد"
-1السيد المستشار وزير العدل
-2السيد المستشار النائب العام
-3الممثل القانوني لشركة إسكندرية للتبريد
"الجـــــراءات"
بتاريخ الثامن من أبريل سنة 2000أودع المدعى صحيفة هذه الدعوى قلم كتاب المحكمة ،طالباً وقف تنفيذ
الحكم الصادر في الجنحة رقم 8484لسنة 1994جنح قصر النيل والمؤيد بالحكم الصادر في الجنحة المستأنفة
رقم 6128لسنة 1995وسط القاهرة ،وفى الموضوع بتنفيذ الحكم الصادر من هيئة التحكيم في الطلب رقم 4
لسنة 1994فيما تضمنه من إلزام الشركة المدعى عليها الثالثة بأن ترد إلى المدعى بصفته الشيك رقم 678144
بمبلغ 259200دولر .
وبتاريخ 1/10/2000أمر المستشار رئيس المحكمة برفض طلب وقف التنفيذ .
وبعد تحضير الدعوى ،أودعت هيئة المفوضين تقريراً برأيها .
ونظرت الدعوى على الوجه المبين بمحضر الجلسة ،وقررت المحكمة إصدار الحكم فيها بجلسة اليوم .
"الـــــمـــــحــــــكـــمـــــــــة"
بعد الطلع على الوراق ،والمداولة.
حيث إن الوقائع -على ما يبين من صحيفة الدعوى وسائر الوراق -تتحصل في أنه بتاريخ 15/7/1992
أبرمت الشركة المدعية عقد شراكة مع الشركة المدعى عليها الثالثة بغرض استيراد صفقات من الجبن " الشيدر"
من الوليات المتحدة المريكية وتوزيعها بمصر ،وإذ ثار خلف بين الطرفين حول تنفيذ ذلك العقد فقد بادرت
الشركة المدعى عليها الثالثة إلى إقامة الجنحة المباشرة رقم 8484لسنة 1994أمام محكمة جنح قصر النيل ضد
المدعى بصفته متهمة إياه بتحرير الشيك رقم 678144بتاريخ 20/10/1992بمبلغ 259200دولر أمريكي
دون أن يكون له رصيد قائم وقابل للسحب ،وبتاريخ 12/2/1995حكم فيها غيابياً بحبس المدعى ثلث سنوات
وبإلزامه بأن يؤدى المدعى عليه الثالث تعويضاً مقداره 501جنيه ،فعارض فيه ،وبجلسة 29/9/1995قضى
بالرفض والتأييد .ومن جهة أخرى كانت الشركة المدعية قد أقامت طلب التحكيم رقم 4لسنة 1994أمام التحاد
العام للغرف التجارية و غرفتي القاهرة والسكندرية ،وبجلسة 31/10/1995قضت هيئة التحكيم بإلزام الشركة
المدعى عليها الثالثة أن تعيد إلى المدعى الشيك رقم 678144المتنازع عليه ،وقد أصبح هذا الحكم واجب النفاذ
برفض الدعوى ببطلنه وإذ ارتأى أن ثمة تناقضا بين الحكم النهائي الصادر في الجنحة رقم 8484لسنة 1994
قصر النيل ،وبين الحكم الصادر في طلب التحكيم رقم .........لسنة 1994بما يتعذر معه تنفذيهما معاً ،فقد أقام
الدعوى الماثلة .
وحيث إن المحكمة -بما لها من هيمنة على الدعوى -هي التي تعطيها وصفها الحق وتكيفها القانوني الصحيح ،
على ضوء طلبات رافعها ،بعد استظهار حقيقة أبعادها ومراميها دون التقيد بحرفية ألفاظها ومبانيها ،وكان ما
يهدف إليه المدعى من دعواه هو فض التناقض بين الحكم الصادر في قضية الجنحة المباشرة -في شقيه الجنائي
والمدني المتعلق بالتعويض المؤقت -وبين حكم هيئة التحكيم ،والعتداد بالحكم الخير دون الحكم الول ،فإن
الدعوى الماثلة - ،في تكيفها الصحيح -تعد من المنازعات المنصوص عليها في البند " ثالثًا " من المادة 25من
قانون المحكمة الدستورية العليا الصادر بالقانون رقم 48لسنة ، 1979مما يستنهض ولية المحكمة للفصل فيها
.
و حيث إن قضاء هذه المحكمة قد جرى على أن مناط قبول طلب الفصل في النزاع الذي يقوم بشأن تنفيذ حكمين
قضائيين نهائيين متناقضين ،طبقا للبند الثالث المشار إليه ،هو أن يكون أحد الحكمين صادرًا من أية جهة من
جهات القضاء .أو هيئة ذات اختصاص قضائي ،والثاني من جهة أخرى منها ،و أن يكونا قد تصادما ليغدو
متعذراً -عقل ومنطقا -اجتماع تنفيذهما معاً ،مما يستوجب أن تتولى المحكمة الدستورية العليا حسم هذا
التناقض بالمفاضلة بين الحكمين على أساس من قواعد الختصاص الولئى لتحدد على ضوئها أيهما صدر من
الجهة التي لها ولية الفصل في الدعوى ،وأحقهما بالتالي بالتنفيذ .
وحيث أن الموضوع في الدعويين إنما يتعلق بمحل واحد هو الشيك المتنازع عليه ،فالحكم الصادر من المحكمة
الجنائية ينصب على تحرير هذا الشيك بغير رصيد وحكم هيئة التحكيم يقضى برد الشيك ذاته إلى مصدره ،ومن
ثم فقد تعامد الحكمان على محل واحد ،وتناقضا مما يتعذر معه تنفيذهما معاً .
وحيث أن البين من الوراق أن رحى النزاع قد احتدمت بين الطرفين ،حول أحقية المدعى عليه الثالث في
الحتفاظ بالشيك رقم 678144المشار إليه واتخاذ إجراءات صرفه عند حلول أجل استحقاقه ،مما حدا بالمدعى
إلى إقامة طلب التحكيم لبراءة ذمته من مقابل الوفاء به ،فواجهه المدعى عليه الثالث بالدعاء المباشر موضوع
الجنحة رقم 8484لسنة 1994قصر النيل ،طالبا عقابه جنائياً ،فضل عن إلزامه بتعويض مؤقت ،لما كان ذلك
وكان الفصل في طلب براءة الذمة من الدين استصحاباً للصل فيها -ولو كان هذا الدين يمثل مقابل الوفاء في
ورقة تجارية -ورد سند الدين إلى محرره ،هو من اختصاص هيئة التحكيم التي ارتضاها الطرفان للفصل فيما
يثور بينهما من منازعات ،فإن جهة القضاء العادى إذ عادت وهى بصدد الفصل في الدعاء المباشر إلى بحث
انشغال ذمة المدعى بمقابل وفاء الشيك رقم 678144محل الدين ذاته ،بعد صدور قضاء نهائي من الجهة
المختصة برد ذلك الشيك إلى صاحبه ،وصدوره يد المستفيد عليه يدا عارضة بما ل يبيح له التقدم لصرف قيمته
في ميعاد استحقاقه ،تكون قد سلبت اختصاصًا محجوزا لهيئة التحكيم برضاء طرفي مشارطه و في حدود
القانون ،ومن ثم ،فإن قضاء هيئة التحكيم -دون الحكم الصادر من جهة القضاء العادى -يكون هو الحق
بالتنفيذ .