You are on page 1of 44

‫القسم الول‬

‫‪1‬‬
‫حلّجيات‬

‫القصيدة الولى‪ :‬التلبية‬

‫لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي‬ ‫لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي‬


‫ت إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي‬
‫أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ نادي ُ‬
‫يا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي و عباراتي و إعيائـي‬
‫يا جملتي و تباعيضي و أجزائي‬ ‫ل كلّي يا سمعي و يا بصري‬
‫يا ك ّ‬
‫و كل كـلّك ملبوس بمعنائــي‬ ‫يا ك ّل كـلّي و كلّ الكـلّ ملتبس‬
‫ت رهينا تحت أهوائي‬
‫وجدا فصر َ‬ ‫يا من به عُل َقتْ روحي فقد تلفت‬
‫أبكي على شجني من فرقتي وطني طوعا و يسعدني بالنوح أعدائـي‬
‫شوق تمكّن في مكنون أحشائـي‬ ‫أدنو فيبعدني خوف فيقلقنــي‬
‫ل من سقمي أطبّائـي‬
‫مولي قد م ّ‬ ‫فكيف أصنع في حبّ كَلِ ْفتُ به‬
‫يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـي‬ ‫قالوا تدا َو به منه فقلت لهـم‬
‫فكيف أشكو إلى مولي مولئـي‬ ‫حبّي لمولي أضناني و أسقمني‬
‫فما يترجم عنه غير ايمائـــي‬ ‫اّني لرمقه و القلب يعرفـه‬
‫ي منّي فإنّي اصل بلوائـــي‬
‫يا ويحَ روحي من روحي فوا أسفي عل ّ‬
‫تَغوثّا و هو في بحر من المـاء‬ ‫كانّني غَرق تبدو أناملــه‬
‫ل منّي في سويدائـي‬
‫إل الذي ح ّ‬ ‫وليس َيعْلَم ما لقيت من احدٍ‬
‫و في مشي ِئتِه موتي و إحيائــي‬ ‫ذاك العليم بما لقيت من دنفٍ‬
‫يا عيش روحي يا ديني و دنيائي‬ ‫يا غاية السؤل و المأمول يا سكني‬
‫ِلمْ ذا اللجاجة في بُعدي و‬ ‫قُلْ لي فَ َد ْي ُتكَ يا سمعي و يا بصري‬
‫إقصائي‬
‫فالقلب يرعاك في البعاد و النائي‬ ‫ح َتجِبا‬
‫إِن كنتَ بالغيب عن عينيّ ُم ْ‬

‫***‬

‫‪2‬‬
‫القصيدة الثانية‪ :‬جواب في حقيقة اليمان‬

‫و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب‬ ‫ل و لليمان ترتيــــب‬


‫للعلم أه ٌ‬
‫و البحر بحران مركوب و مرهوب‬ ‫و العلم علمان منبوذ و مكتســب‬
‫و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب‬ ‫و الدهر يومان مذموم و ممتــدح‬
‫و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب‬ ‫فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ‬
‫له مَراقٍ على غيري مصاعيـــب‬ ‫إني ارتقيتُ إلى طو ٍد بل قـــدمٍ‬
‫ضتْ ُه روحي و قلبي منه مرغـوب‬
‫خا َ‬ ‫خضْتُ بحرا و لم يرسب به قدمي‬
‫و ُ‬
‫لكــنه ِب َيدِ الفهــام منهـــوب‬ ‫ن منـه يــدٌ‬
‫حصْبَاؤُه جوهرٌ لم َتدْ ُ‬
‫َ‬
‫و الماء قد كان بالفواه مشـــروب‬ ‫شربتُ من مائــه رَيا بغير فــم‬
‫لن روحي قديما فيه قدْ عطشــتْ و الجسم [ما] ماسَ ُه من قبل تركيــب‬
‫ت مكروب‬
‫إنـي يتيمٌ و لي أبٌ أَلوُذ بــــه قلبــي لِغ ْي َبتِ ِه ما عشـــ ُ‬
‫ت مقلــوب‬
‫و لــي كلم إذا ما شئ ُ‬ ‫أعمى بَصيرٌ و إنـي أبْلَه فَطِــنٌ‬
‫صحْ ِبيَ ومن ُيحْظ بالخيرات مصحوب‬
‫َ‬ ‫ذُ ِو فَتَا عرفوا [ما] قد عرفت َفهْـمُ‬
‫ت شمسهم و الدهــر غربيـب‬
‫فأشرقَ ْ‬ ‫تعارفَتْ في قديم الذّر َأنْفُسهـــم‬

‫***‬

‫‪3‬‬
‫القصيدة الثالثة‪ :‬جواب إلى شبلي‬

‫و يا مكان السرّ من خاطـري‬ ‫يا موضع الناظر من ناظـري‬


‫أحبّ من بعضي و من سائري‬ ‫ل التي كلهــــا‬
‫يا جملة الك ّ‬
‫ُمعَلَق في مخلبي طائــــر‬ ‫تراك ترثي للذي قلبــــه‬
‫يهرب من قفر إلى آخـــر‬ ‫مدَلَ ٌه حيرانُ مستوحـــ ٌ‬
‫ش‬
‫تسري كلمح البارق النائــر‬ ‫يسري و ما يدري و أسراره‬
‫على دقيق الغامض الغابـر‬ ‫كسرعة الوهم ِلمَنْ وهمه‬
‫لطائف من قدرة القـــادر‬ ‫ج بحر الفكر تجري به‬
‫في ل ّ‬

‫***‬

‫‪4‬‬
‫القصيدة الرابعة‪ :‬مراحل على الطريق‬

‫جدٌ ثم َرمْـــس‬
‫و عِ ْلمٌ ثم َو ْ‬ ‫خرْسُ‬ ‫ت ثم َ‬‫سكوتٌ ثم صم ٌ‬
‫و بر ٌد ثم ظلّ ثم شمـــس‬ ‫و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ‬
‫حرٌ ثم َيبْــــس‬‫و نهر ثم َب ْ‬ ‫حزْنٌ ثم سهل ثم قَفْـٌـر‬ ‫و َ‬
‫و قرب ثم وفر ثم ُأنْــــس‬ ‫و سكر ثم صَحْ ٌو ثم شوقٌ‬
‫طمْـــس‬ ‫و فرق ثم جمع ثم َ‬ ‫و َقبْضٌ ثم بسط ثم َمحْوٌ‬
‫و وصف ثم كشف ثم لبــس‬ ‫خذٌ ثم ردّ ثم جـذبٌ‬‫و َأ ْ‬
‫لديهم هذه الدنيا و فِلْــــس‬ ‫عبارات لقوامٍ تسـاوتْ‬
‫عبارات الورى في القرب همس‬ ‫و أصوات وراء الباب لكن‬
‫إذا بلغ المدَى حظّ و نفـــس‬ ‫ع ْبـٌد‬
‫وآخر ما يَؤول إليه َ‬
‫و حقّ الحقّ في التحقيق‬ ‫لنّ الخلق خدّام المانـي‬
‫قُـدْس‬

‫***‬

‫‪5‬‬
‫القصيدة الخامسة‪ :‬الهوال أمانات عند أهلها‬

‫غشّاشـا‬ ‫و لم يراع اتّصالً كان َ‬ ‫مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا‬


‫فكل ما خلت من عقلها حاشـا‬ ‫إذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت‬
‫لم يأمنوه على السرار ما عاشا‬ ‫من لم يصن سرّ موله و سيّـده‬
‫لنْس ايحاشــا‬ ‫و أبدلوه مكان ا ُ‬ ‫و عاقبوه على ما كان من زَلَـل‬
‫لمّا رأوه على السرار نبّاشــا‬ ‫و جانبوه فلم يصلح لِ ُق ْر ِبهِـــم‬
‫فذاك مثل يبين الناس طيّاشــا‬ ‫من أطلعوه على س ّر فنمّ بـــه‬
‫ل يصبرون على ما كان فحّاشا‬ ‫هم أهل السرّ و للسرار قد خُلقوا‬
‫ستْرا كان َوشْواشا‬
‫و ل يحبّون ِ‬ ‫ل يقبلون مذيعا في مجالسهــم‬
‫حاشا جللهم من ذلِكم حاشـا‬ ‫ل يصطفون مضيفا بعْض سرّهم‬
‫إليهم ما بقي الدهر هشّاشــا‬ ‫َفكُنْ لهم و بهم في كلّ نائبــةٍ‬

‫***‬

‫‪6‬‬
‫القصيدة السادسة‪ :‬ناي (في وصف فقد حاله)‬

‫فيما وراء الحيثِ يَلْقَى شاهد ال ِقدَم‬ ‫َأ ْنعَى إليك نفوسا طاح شاهدُها‬
‫سحائبُ الوحي فيها أ ْبحُر الحكـم‬ ‫أنْعي إليك قلوبا طالما َهطَلَتْ‬
‫أنعي إليك لسان الحق مُذ زمن أودى و تذكاره في الوهم كالعـدم‬
‫أقوال كل فصيح ٍمِ ْقوَل فهـــم‬ ‫أنعي إليك بيانا تستكين له‬
‫لم يبق منهنّ إل دارس الرمــم‬ ‫أنعي إليك أشارات العقول معا‬
‫كانت مطاياهم من مكمد الكظـم‬ ‫حبّك أخلقا لِطائفةٍ‬‫أنعي و ُ‬
‫ضيّ عادٍ و فـقـدانَ الُلى ِإرَم‬ ‫َمضَى الجميع فل عين و ل أثـر ُم ِ‬
‫و خَلّفوا معشرا يجرون لبستهم أعْمى من البهم بلْ أعمى من النعم‬

‫***‬

‫‪7‬‬
‫القصيدة السابعة‬

‫بخالصٍ من خِفّي وَهْم‬ ‫أشار لحظي بعين علِــم‬


‫أدقّ من فهم وهم همّي‬ ‫و لئحٌ لح في ضميـري‬
‫ج بحر فكري أ ُمرّ فيه كمرّ سهـــم‬ ‫و خضتُ في ل ّ‬
‫و طار قلبي بريش شوقـي مركّب في جناح عزمي‬
‫إلى الذي عن سُئلتُ عنـه رمزت رمزا و لم اسمّي‬
‫جزْتُ كل حــدّ في فلوات الدنّو أَ ْهمِـي‬ ‫حتّى إذا ُ‬
‫سجَـالٍ فما تجاوزتُ حدّ َرسْمي‬ ‫نظرت إذ ذاك في َ‬
‫حدّ قيادي بكفّ سلْمـي‬ ‫ت مستسلما إليــه‬ ‫فجئ ُ‬
‫بميسم الشوق أي وسـم‬ ‫ب منه قلبي‬
‫قد وسم الح ّ‬
‫و غاب عنّي شهود ذاتي بالقرب حتّى نسيتُ اسمي‬

‫***‬

‫‪8‬‬
‫القصيدة الثامنة‬

‫لم يبق بيني و بين الحقّ ِت ْبيَانـي و ل دليل و ل آيات برهــان‬


‫هذا تجلّى طلوع الحقّ ِ نائــرةً قد َأزْ َهرَتْ في تلليها بسلطـان‬
‫كان الدليل له منه إليه بــــه مِن شاهدِ الحقّ ِبل عِلما ِب ِتبْيـان‬
‫كان الدليل له منه به و لــــه حقـًا وجدناه في تنزيل فـرقان‬
‫ث يـنْـبـي بأزمـان‬ ‫حدَ ٌ‬‫ل يستدلّ على الباري بصنعتــه و َأ ْن ُتمُ َ‬
‫ـدُ توحيدي و إيماني‬ ‫هذا وجودي و تصريحي و معتقدي هذا تـوَح ُ‬
‫هذا عبارة أهل النفراد بـــه ذوي المعارف في سرّ و إعلن‬
‫بني التجانـس ِأصحابي وخُلّاني‬ ‫ن لـه‬
‫هذا وجودُ وجودِ الواجدي َ‬

‫***‬

‫‪9‬‬
‫القصيدة التاسعة‬

‫يا مُنـيـةَ المُتـ َمنّـي‬ ‫ت منك و منــي‬ ‫عجب ُ‬


‫ت أنـك أنـــي‬ ‫ظنن ُ‬ ‫أدنيتـني منك حتــى‬
‫أفنيتنـي بك عنـــي‬ ‫وغبتُ في الوجد حتـى‬
‫و راحتي بعد دفنـــي‬ ‫يا نعمتي في حياتــي‬
‫من حيث خوفي وأمنـي‬ ‫ما لي بغيرك أُنــسٌ‬
‫قد حّويْـت كل فنــي‬ ‫يا من رياض معانيـهْ‬
‫فأنت كل التمنــــي‬ ‫وإن تمنيْت شيْــــا‬

‫***‬

‫‪10‬‬
‫القصيدة العاشرة‬

‫ُأ ْقتُلُوني يا ثقاتـــي إنّ في قتـلي حياتــــي‬


‫و حياتي في مماتـي‬ ‫و مماتـي في حياتـي‬
‫من أجّل المكرمـات‬ ‫أنّ عنـدي محْو ذاتـي‬
‫سيّئــات‬‫من قبيح ال ّ‬ ‫و بقائـي في صفاتـي‬
‫في الرسوم الباليـات‬ ‫س ِئمَتْ نفسـي حياتـي‬ ‫َ‬
‫بعظامـي الفانيــات‬ ‫فاقتلونـي واحرقونـي‬
‫في القبور الدارسـات‬ ‫ثم مـرّوا برفاتـــي‬
‫في طوايا الباقيــات‬ ‫تجدوا سـرّ حبيبــي‬
‫في عل ّو الدارجــات‬ ‫إننـي شيـخ كبيــر‬
‫في حجور المرضعات‬ ‫ثم إنـي صرتُ طفـل‬
‫ض سبَخــات‬ ‫في أرا ٍ‬ ‫ساكنـا في لحد قبــر‬
‫ن ذا من عجبـاتـي‬ ‫أّ‬ ‫ت ُأمّــي أباهـا‬ ‫وَلدَ ْ‬
‫ن كـ ـن بناتـي أخواتــــي‬ ‫فبناتـــي َبعْـدَ أ ْ‬
‫ل و ل فعل الزنــات‬ ‫ليس من فعل زمــان‬
‫من جسـورٍ نيــرات‬ ‫فاجمعوا الجزاء جمعا‬
‫ثم من ماء فـــرات‬ ‫من هـواء ثم نــار‬
‫تـ ْربُها تـرب مـوات‬ ‫ل بأرض ٍ‬ ‫فازْرعوا الك ّ‬
‫من كـؤوس دائـرات‬ ‫وتعاهـدها بســقي‬
‫و سـواق ٍجاريــات‬ ‫من جـوار ٍساقيـات‬
‫ت خير نبــات‬ ‫أنبتـ ْ‬ ‫فإذا أتممت سبعـــا‬

‫***‬

‫‪11‬‬
‫القصيدة الحادية عشر‬

‫حكِي ضياءُها القمـرْ‬


‫غبْنا عن أشباح النظـر بنقطَة ٍت ْ‬
‫يا طالما ِ‬
‫من سمسم و شيرج و أحــرف و ياسمين في جبين قد سطر‬
‫تمشوا و نمشي و نرى أشخاصكم و أنتم ل ترونـَا يا دبــر‬

‫***‬

‫‪12‬‬
‫مقطعات‬

‫(‪)1‬‬

‫و أيّ أرض تخلو منك حتّى تعالوا يطلبونك في السمـاء‬


‫تراهم ينظرون إليك جهـرا وهم ل يبصرون من العماء‬

‫***‬

‫(‪)2‬‬

‫تبارز من يراك و ل تـــراه‬ ‫إلى كم أنت في بحر الخطايــا‬


‫و فعْلك فعل متـبع هـــواه‬ ‫وسمتـك سمت ذي ورع ٍتـقّي ٍ‬
‫وعين ال شــاهدة تـــراه‬ ‫فيـا من بات يخلو بالمعاصـي‬
‫عصمتَ و أنت لم تطلب رضاه‬ ‫أتطمع أن تنــال العفو ممّــا‬
‫يلقي العبد ما كسـبت يــداه‬ ‫فـتـبْ قبل الممات وقبل يـوم‬
‫و تنسـاه و ل أحد ســـواه‬ ‫أتفرح بالذنـوب والخطـايــا‬

‫***‬

‫(‪)3‬‬

‫ت مـذْ راءَتـك العين أهوائي‬


‫فاستجمعَ ْ‬ ‫كانـت لقلبي أهوا ٌء مفرّقــة‬
‫وصرتُ مولى الورى ُمذْ صرتَ مولئي‬ ‫فصار يحسدني من كنت احسده‬
‫إلّـا لغفلتهم عن عظـم بلوائــــي‬ ‫ما لمني فيك أحبابي و أعدائي‬
‫شغلً بحبـك يا ديني و دنيائــــي‬ ‫ت للناس دنياهم و دينهـم‬‫ترك ُ‬
‫بين الضلوع و أخرى بين أحشائــي‬ ‫أشعلتَ في كبدي نارين واحدة‬

‫***‬

‫‪13‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ونادى الياس بقطع الرجـا‬ ‫إذا دهمَتـك خيول البعـــاد‬


‫و شـدّ اليمين بسيف البكـا‬ ‫فخُذْ في شمالك ترس الخضوع‬
‫على حذر من كمين الجفـا‬ ‫ن خائفـا‬
‫و نَـ ْفسَـك نَ ْفسَك كُ ْ‬
‫سرْ في مشاعل نور لصفا‬ ‫فِ‬ ‫فإن جاء الهجر في ظلمـــة‬
‫فجُدْ لي بعفوك قبل اللقــا‬ ‫فقـلْ للحبيب ترى ذلـــتي‬
‫ب إلّا ِبعَوْض ِالمنـا‬
‫عن الحِ ّ‬ ‫ب ل تنثنِي راجعــا‬ ‫فـ َو الحُ ّ‬

‫***‬

‫(‪)5‬‬

‫سبحان من اظهر ناسوتـهُ سـر سنا لهوتِه الثاقـب‬


‫ثم بـدا في خلقه ظاهـرا في صورة الكل و الشارب‬
‫حظِة الحاجب بالحاجـب‬ ‫حتـى لقد عَايـنَ ُه خَلْقـه كل ْ‬

‫***‬

‫(‪)6‬‬

‫كتبتُ ولم أكـتبْ إليك و إنـما كتبتُ على روحي بغير كتا ِ‬
‫ب‬
‫و ذلك أنّ الروح ل فرق بينها و بين ُمحِبـيّها بِ َفصْلِ خطابِ‬
‫ل كتابٍ صادر منك وارد إليك بل ردّ الجواب جـواب‬ ‫وكّ‬

‫***‬

‫(‪)7‬‬

‫أُريدُك ل أريدك للثواب و لكنـي أريـدك للعقـاب‬


‫ت منها سوى ملذو ِذ وجدي بال َعذَاب‬
‫فكلّ مآربي قد نِلْ ُ‬

‫***‬

‫‪14‬‬
‫(‪)8‬‬

‫حزَنا أنّي أُناديـك دائمـــا كأنـي بعيدٌ أو كأنـك غائب‬‫كَفَى َ‬


‫ب منك الفضل من غير رغبةٍ فلم أر قبلي زاهدا فيك راغب‬ ‫و َأطْلُ ُ‬

‫***‬

‫(‪)9‬‬

‫ب بَليّلٍ فـ ـاستنارت فما عليها من غروب‬


‫طََلعَتْ شمس من أح ّ‬
‫عن شمس النهار تطلع باليلـ ـلِ وشمس القلوب ليس تغيـب‬

‫***‬

‫(‪)10‬‬

‫رأَيتُ ربّي بعين قلبِ فقلتُ من أنت قال أنت‬


‫و ليس أين بحيثُ أنت‬ ‫فليس للين منك أينٌ‬
‫فيعلم الوهم أين أنت‬ ‫و ليس للوهم منك وهمٌ‬
‫ن أنت‬‫ن فأي َ‬
‫حزْتَ كل أين بنحو ل أي َ‬‫أنت الذي ُ‬
‫و في فنائي فنا فنائي و في فنائي وجدت أنت‬

‫***‬

‫(‪)11‬‬

‫لي حبيبٌ أزور في الخلـوات حاضر غائب عن اللحظات‬


‫ما تراني أصغي إليه بسمــع ٍ كي أعي ما يقول من كلمات‬
‫كلمات من غير شكل ول نطق و ل مثل نغمة الصــوات‬
‫فكأنّـي مخاطب كنت إيــًاه على خاطري بذاتي لذاتــي‬
‫حاضـر غائب قريب بعيــدٌ وهو لم تحوه رسوم الصفات‬
‫هو أدل من الضمير إلى الوهم و أخفى من لئح الخطـرات‬

‫***‬

‫(‪)12‬‬
‫‪15‬‬
‫لفْق ِمن نور بـطيّات‬
‫في جانب ا ُ‬ ‫س ّر السرائر َمطْــ ِويّ بـاثـبَات ِ‬
‫فالغيب باطنه للذاتِ بالـــذات‬ ‫فكيف والكيف معروف بظاهــره‬
‫قصدا و لم يعرفوا غير الشارات‬ ‫تـا َه الخلئقُ في عميا َء مظلمــةٍ‬
‫نحوَ الهواء يناجون السمــاوات‬ ‫ق مطلبهـم‬‫بالظنّ و الوهم نحو الح ّ‬
‫ل حالتهم في كل ساعــات‬ ‫ُمحِ ّ‬ ‫و الــربّ بينهم في كـل منقـلب‬
‫و ما خل منهم في كل أوقــات‬ ‫و ما خلوا منه طرف عين لو علموا‬

‫***‬

‫(‪)13‬‬

‫ن القرب والبُعد واحد‬


‫ـنْتُ أ ّ‬
‫فما لي ُب ْعدٌ َب ْعدَ ُب ْع ِدكَ َب ْعدَمــــــا تـيَق َ‬
‫ب واجد‬
‫ح الهجر والحُ ّ‬‫جرُ صاحبـي وكيف يص ّ‬ ‫ت فـال َه ْ‬ ‫وإنّي وإن أُ ْهجِر ُ‬
‫لك الحمد في التوفيق في محض ِخالصٍ لعبدٍ زكـي ٍما لغيرك ساجــد‬

‫***‬

‫(‪)14‬‬

‫جرْ سيـدي فإنـي وحيد‬ ‫ل تـلمنّي فاللوم منـي بعيـد وَأ ِ‬


‫ن في البدء بدء أمري شديد‬ ‫ن في الوعد َوعْدك الحقّ حقا إ ّ‬
‫إّ‬
‫مَن أراد الكتاب هذا خطابـي فاقرؤُا وأعلموا بأنّي شهيـد‬

‫***‬

‫(‪ )15‬و (‪)16‬‬

‫ت و هل يصـ ـبرُ قلبي عــن فؤادي‬


‫قد تصبّر ُ‬
‫في دنـ ٍو وبعــادي‬ ‫ت روحُك روحي‬
‫مازجَ ْ‬
‫فأنا أنت كمــا أنـ ـك أنــي و مـــرادي‬

‫ل وادي‬
‫أنتم ملكتم فؤادي فهِمْت في ك ّ‬
‫ق على فؤادي فقد عدمت رقادي‬ ‫ود ّ‬

‫‪16‬‬
‫بكم يطول إِنفرادي‬ ‫أنا غريبا وحيدا‬

‫***‬

‫(‪)17‬‬

‫حقيقة الحقّ ُمسْتـنِـيَر صارخه بالنبا خبيــر‬


‫حقيقة الحقّ ِقد تجلـَتْ َمطْلب من رامها عسير‬

‫***‬

‫(‪)18‬‬

‫أنت المُوَلـِ ُه لي ل الذكر ولّهنـي حاشا لقلبي َأنْ َيعْلَق به ِذكَـرى‬


‫ـحَهُ من خاطري فكري‬ ‫الذكر واسطةٌ تـخْفِيك عن نظري إذا توش َ‬

‫***‬

‫(‪)19‬‬

‫ن عجزَتْ عنْها فهوم الكابر‬ ‫و إِ ْ‬ ‫جدَ الحـــقّ كـلّها‬ ‫حقّ ٍَأ ْو َ‬


‫مواجِيدُ َ‬
‫تـنَشـي لهيبا بين تلك السرائر‬ ‫وما الوجد إل خطرة ثم نظـــرة‬
‫ثلثة أحوال لهل البصائـــر‬ ‫ق السريرةَ ضُوعفـتْ‬ ‫إذا سكن الح ّ‬
‫حضِرُ ُه بالوجد في حال‬ ‫وتـ ْ‬ ‫ل تـبي ُد السرّ عن كنْه ِوجِــدِه‬ ‫فحا ٌ‬
‫حائر‬
‫ل ناظر‬‫إلى مُنـظِ ِر أفناه عن ك ّ‬ ‫ت قوى السرّ فآنـثنَتْ‬
‫ل به زُمّ ْ‬
‫و حا ٌ‬

‫***‬

‫(‪)20‬‬

‫الحتمال الول‬
‫إذا بلغ الصبّ الكمال من ال َفتَى ويذهل عن وصل الحبيب من السّكر‬
‫فيشهد صدْقا حيث أشهده الهوى بأنّ صلة العاشقين من الكفـــر‬

‫‪17‬‬
‫الحتمال الثاني‬
‫وغاب عن المذكور في سطوة الذكر‬ ‫إذا بلغ الصبّ الكمال من‬
‫الهوى‬
‫فشاهد حقـا حين يشهده الهوى بأنّ صلة العارفين من الكفـــر‬

‫***‬

‫(‪)21‬‬

‫عَقـدْ النبوّة مِصْباح من النــور ُمعَّلقُ الوَحي في مشكاة تأمــور‬


‫خ نَفْـخ الروح في جََلدِي بخاطري نَ ْفخَ اسرافيلَ في الصور‬
‫بال ُينْـفَ ُ‬
‫إذا تجلّى لطــوري أن يُكـلّمني رََأيْتُ في غيبتي موسى على الطور‬

‫***‬

‫(‪)22‬‬

‫لَنوار نور الدين في الخلق أنوا ُر و للسرّ في سرّ المسرّين أسرار‬


‫وللكون في الكوان كون ُمكَـوّن ٍ يكنّ له قلبي و يهدي و يختـار‬
‫تأمّلْ بعين العقل ما أنا واصـف فللعقل ِأسماع وُعَاة و أبصـار‬

‫***‬

‫(‪)23‬‬

‫ل فليهنك الجـارُ‬
‫فليَ ْهنِك الدار ب ْ‬ ‫سكنتَ قلبي و فيه منك أســــرار‬
‫ظرْ بعينك هل في الدار‬ ‫فأنْ ُ‬ ‫ت بـــه‬
‫ما فيه غيرك من سرّ عَِلمْ ُ‬
‫ديّار‬
‫ل فيه وتذكـــار‬ ‫فمؤنسي أم ٌ‬ ‫ن طالتْ و إن َقصُرَ ْ‬
‫ت‬ ‫و ليلة الهجر ِإ ْ‬
‫يا قاتلي و ِلمَا تختار اختــار‬ ‫إنّي لراض ٍبما يرضيك من تلفــي‬

‫***‬
‫(‪)24‬‬

‫ن أن تدنو من الحـــذر‬‫وغاية المْ ِ‬ ‫الحبّ ما دام مكتوما على خطــ ٍر‬


‫كالنارِ ل تأتِ نفعا و هي في الحجـر‬ ‫ب ما نمّ الحديث بــه‬
‫و أطيب الح ّ‬
‫العوانُ و امتطّ أسمى صاحب الخبر‬ ‫من بعْ ِد ما حضر السحاب و اجتمعا‬
‫إذا تبرّأت من سَمعي ومن بصــري‬ ‫أرجُو لنفسي براء من محبّتكـــم‬

‫‪18‬‬
‫***‬

‫(‪)25‬‬

‫ت فرحتي و سروري‬‫ت عن ضميري و صرْ َ‬‫غبْتَ و ما غب َ‬


‫ِ‬
‫وانفصل الفصل بافتـــراق فصار في غيبتي حضوري‬
‫ب همّـــي أخفى من الوهم في ضميري‬
‫فأنت في سرّ غي ِ‬
‫وأنت عند الدجى سميري‬ ‫تؤنسني بالنهار حقــــا‬

‫***‬

‫(‪)26‬‬

‫يا شمس يا بدر يا نهار أنت لنا جنـة و نـار‬


‫تَجنّبُ الثِم فيك ثم إثمٌ وخاصّية العار فيك‬
‫عار‬
‫يخلعُ فيك العذار قـومٌ وكيف من ل له عـذار‬

‫***‬

‫(‪)27‬‬

‫أحرف أربع بها هام قلبي و تلشت بها همومي و فكري‬


‫أِلفٌ تألف الخلئق بالصنــ ـع ِولمٌ على الملمة تجـري‬
‫ثمّ لمٌ زيادة في المعانـي ثمّ ها ٌء أهي ُم بهـا أتــدري‬

‫***‬

‫(‪ )28‬و(‪)29‬‬
‫لماذا رفض الشيطان السجود لدم‬

‫الحتمال الول‬
‫جحودي فيك تقديس و عقلي فيك تهويـس‬
‫و من في البين إبليس‬ ‫و مـــا آدم‬
‫إلك‬

‫الحتمال الثاني‬
‫جنُوني لك تقديـس و ظنّي فيك تهويـس‬ ‫ُ‬
‫و قد حيّرني حِـبّ وط ْرفٌ فيه تقويــس‬

‫‪19‬‬
‫و قد دلّ دليل الحُبّ أن القرب تَـلْبيــس‬
‫فـمــن آدم إلك ومن في البين إبليـس‬

‫***‬

‫(‪)30‬‬

‫حبّك يا قـدْسي تكاشفني حتـى كأنـك في نفسـي‬‫ل ُ‬‫ت بكـلّي ك ّ‬


‫حوي ُ‬
‫أُقلّب قلبي في سواك فــل أرى سوى وحشتي منه و منك به ُأنْسـي‬
‫فها أنا في حَبس الحياة مجمّــع من النس فاقبضْني إليك من الحبْس‬

‫***‬

‫(‪)31‬‬

‫وال ما طلعت شمسٌ ول غربت إل و حبّـك مقـرون بأنفاسـي‬


‫إل و أنت حديثي بين جلســي‬ ‫ت إلى قوم أحدّثهــم‬
‫ول خلو ُ‬
‫إل و أنت بقلبي بين وسواســـي‬ ‫ول ذكرتك محزونا و ل فَرِحا‬
‫ول هممت بشرب الماء من عطش إل رََأيْتُ خيالً منك في الكـــأس‬
‫سعيا على الوجه أو مشيا على الرأس‬ ‫ولو قدرتُ على التيان جئتـكم‬
‫ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي‬
‫ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس‬ ‫ما لي وللناس كم يلحونني سفها‬

‫***‬

‫(‪)32‬‬

‫يا نسيم الروح قولي للرشـا لم يزدني الـورْد إل عطشـا‬


‫لي حبيبٌ حبّه وسط الحشـا إن يشا يمشي على خدّي مشا‬
‫ت يشـا‬
‫روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئتُ وإن شئ ُ‬

‫***‬

‫(‪)33‬‬

‫ت لكلّي كيف يحمله بعضـــي ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضــي‬
‫عجب ُ‬
‫لئن كان في بسط من الرض َمضْجَعٌ فبعضي على بسط من الرض في قبضي‬

‫‪20‬‬
‫***‬

‫(‪)34‬‬

‫ج و انح ّ‬
‫ط‬ ‫يـرفـعـني المَـوْ ُ‬ ‫ما زلتُ أطفو في بحار الهوى‬
‫وتـارة أهــوى وانـغــطّ‬ ‫فتار ًة يـرفعـني مَـ ْوجُـهـا‬
‫إلى مـكـان مـا لـه شــطّ‬ ‫حتّى إذا صيّرني في الـهوى‬
‫ولم َأخُـنْـ ُه في الهــوى قطّ‬ ‫ناديتُ يا من لم َأبُـح بِاسمـه‬
‫ما كان هذا بيننــا شــرط‬ ‫تقيك نفسي السّـوء من حاكم‬

‫***‬

‫(‪)35‬‬

‫مكانُك من قلبي هو القلب كـلّــه فليس لخلق ٍفي مكانك موضـــع‬


‫حطّتْك روحي بين جلدي وأعظامي فكيف تراني إن فقدتك اصنـــع‬‫وَ‬

‫***‬

‫(‪)36‬‬

‫إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاع‬


‫وصار كلّي قلوبا فيك داعية للسقم فيها ولللم إســراع‬

‫***‬

‫(‪)37‬‬

‫إلى شيءٍ من الحيـف‬ ‫نديمي غير منسـو ٍ‬


‫ب‬
‫كفعل الضيف بالضيف‬ ‫سقاني مثلما يشـرب‬
‫دعا بالنطع و السيـف‬ ‫فلما دارت الكــأس‬
‫مع التِـنين في الصيف‬ ‫كذا من يشرب الراح‬

‫***‬
‫(‪)38‬‬

‫‪21‬‬
‫صيّرني الحقّ بالحقيقـةْ بالعهد والعقد والوثيقـ ْة‬
‫َ‬
‫شَا َهدَ سرّي بل ضميري هذاك سرّي وذا الطريقةْ‬

‫***‬
‫(‪)39‬‬

‫صدْق ٍ مـا إلـيه من المسـالك طَرقُ‬ ‫ح ْدنِي واحدي بتوحيِد ِ‬


‫َو ّ‬
‫لبِـسٌ ذاتَـ ُه فما ثـمّ فَــ ْرقُ‬
‫ق َ‬
‫ق حـ ّ‬
‫أنا الحقّ و الحقّ للح ّ‬
‫قد َتجَلّتْ طوال ٌع زاهــراتٌ يتـشعشعْنَ في لـوامـع بَـرْقِ‬

‫***‬

‫(‪)40‬‬

‫ق ومعنى العبارة فيه تدقّ‬ ‫ركوبُ الحقيقة للحقّ حـ ّ‬


‫َر ِكبْتُ الوجودَ بعين الوجودِ وقلبي على قسو ٍة ل َي ِرقّ‬

‫***‬
‫(‪)41‬‬

‫جبلتْ روحك في روحي كما تجبل العنبر بالمسك الفتقْ‬


‫فإذا مسّـك شيءٌ مسّـنــي فإذا أنت أنا ل نفتــرقْ‬

‫***‬

‫(‪)42‬‬

‫صدْق‬
‫ت بناسوتي لديك على الخلق ولولك لهوتِي خَرجْتُ من ال ِ‬ ‫َدخَلْ َ‬
‫ن لسان الغيب جلّ عن النطــق‬ ‫فإنّ لسان العلم للنطق و الهدى وإ ّ‬
‫ت عن الخلـق‬ ‫ت لفتيــ ٍة فتاهوا وضلّوا واحتجب َ‬
‫ظهرتَ لقوم ٍوالتبس َ‬
‫فتظهر لللباب في الغرب تارة ً وطورا على اللباب تغرب في الشرق‬

‫***‬

‫(‪)43‬‬

‫‪22‬‬
‫س إليك ودليل يدلّ منك عليْـك‬ ‫فيك معنى يدعو النفو َ‬
‫ب له إليك عيـونٌ ناظراتٌ وكلّ ُه في ي َديْك‬
‫لِـيَ قلـ ٌ‬

‫***‬
‫(‪)44‬‬

‫هّمي بـه وَلٌَـه عـليـك يا من إشارتنا إليك‬


‫حتِك وفي‬‫ِم ْد َ‬ ‫روحان ضمهما الهَوَى في‬
‫لديـك‬

‫***‬

‫(‪)45‬‬

‫لستُ أعرف حالهـا‬ ‫عنِي كأنّـي‬


‫ُد ْنيَا ُتخَادِ ُ‬
‫وأنا اجتنبت حللهـا‬ ‫ذمّ الِإلـ ُه حرامهــا‬
‫فرددْتها وشمالهــا‬ ‫ت إلـىّ يمينهــا‬ ‫مدّ ْ‬
‫فوهبتُ جملتها لهـا‬ ‫ورايتـها محتاجــة‬
‫حتـى أخاف مللها‬ ‫ومتى عرفت وصالها‬

‫***‬

‫(‪)46‬‬

‫عليـك يا نفـس بالتسلّــي العـزّ بالزهد و التخلّـي‬


‫عليـك بالطلْــعة التــي مشكاتها الكشف و التجلّي‬
‫ل كلـي‬ ‫قد قام بعضي ببعض بعضي و هام كلـي بكـ ّ‬

‫***‬

‫(‪)47‬‬

‫ُمزِجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلل‬


‫فـإذا مسّـك شيء مسّنــي فإذا أنت أنا في كلّ حـال‬

‫***‬
‫‪23‬‬
‫(‪)48‬‬

‫ح فيها من حُلَى خِـلـلـ ْه‬


‫ِن ْعمَ الِعَا َنةُ َر ْمزٌ في خفا ُلطُـف ٍ في بارق ٍل َ‬
‫والحال يرمقني طورا وَأ ْرمُـقـه ُ إن شا يغشى على الخوان من قـلَـلِـهْ‬
‫حال إليه رأى به فيه بـهـمّتـه عن فيض بحرٍ من التمويه من مِـلَـلـهْ‬
‫مع الحقيقة ل بالشخص من طـلـلـ ْه‬ ‫فالكـلّ يشهده كـلّا وأشهــده‬

‫***‬

‫(‪)49‬‬

‫عجْـمَ فيهـا ومعجومان ِوانقطع الكـلم‬ ‫ثلثة أحرف ل ُ‬


‫فمعجـو ٌم يشاكـل واجديِـهِ ومتروكٌ ُيصَـدّقـهُ‬
‫النـام‬
‫حرْف ِمرمو ٌز ُم َعمّى فل سفر ينـال و ل مقـام‬
‫وباقي ال َ‬

‫***‬

‫(‪)50‬‬

‫شعَبا جّما‬ ‫فألفيتها اصلً له ُ‬ ‫تفكّرتُ في الديان ج ّد تحقّق ٍ‬


‫صدّ عن الصل الوثيق وإنّما‬ ‫ُي َ‬ ‫فل تـطُْلبَنْ للمرء دينا فإنّه‬
‫جميعُ المعالي والمعاني فـيَ ْف َهمَـا‬ ‫يطالبه اصلٌ يعبّر عنده‬

‫***‬

‫(‪)51‬‬

‫يا لئمي في هواه كم تلوم فـلَ ْو ع َرفْتَ منـه الـذي عنيت لـم تـلُم ِ‬
‫جتِي َو َدمِي‬
‫ج ولي حجّ إلى سـكني ُت ْهدَى الضاحي وأُ ْهدِي ُم ْه َ‬
‫للناس ح ّ‬
‫تطوف بالبيت قومٌ ل بجـارحة ٍ بالِ طافوا فأغنـاهم عـن الحَــرَم ِ‬

‫‪24‬‬
‫***‬

‫(‪)52‬‬

‫بدا لك سـرّ طال عنـك اكتتامه ولح صباحٌ كنت أنت ظلمه‬
‫وأنت حجاب القلب عن سرّ غيبه ولولك لم يطبع عليه خاتمـه‬

‫***‬
‫(‪)53‬‬

‫ي الصميم صمديّ الروح ديّـان عليـم‬ ‫هيكليّ الجسم نور ّ‬


‫عـاد بالـروح إلى أربابها فبقي الهيكل في الترب رميم‬

‫(‪)54‬‬

‫قلبك شيء وفيه منك أسماء ل النور يدري به كلّا ول الظلـم‬


‫ونور وجهك سرّ حين أشهده هذا هو الجود والحسان والكرم‬
‫حبّي أنت تعلمه ل اللـوح يعلمه حقا ول القلـم‬‫خذْ حديثي ِ‬
‫فُ‬

‫***‬

‫(‪)55‬‬

‫حاشاي حاشاي مِن إثبـات أثـنَـيْـن ِ‬ ‫آ ٍه أنا أم أنْتَ؟ هَـ َذيْـن ِإل َهيْــن ِ‬
‫كـلّي على الكلّ تلبيسٌ بـ َوجْـهـيْـن ِ‬ ‫هــويةٌ لـك في ليئتي ابَــدا‬
‫فـقد تـبَيـنَ ذاتـي حيت ل أيــن‬ ‫ن ذاتك عنّي حيث كنت أرى‬ ‫فـَأيْ َ‬
‫في ناظـر القلب أم في ناظـر العيـن‬ ‫جهُـك مقصود بناظرتّـي‬ ‫ن َو ْ‬ ‫وَأيْ َ‬
‫فارفعْ بـأنـَك َأنّـي مِـن الـبـيـن‬ ‫ح ُمنِــي‬‫َب ْينِـي و َبيْنـك أ ّنيٌ يُزا ِ‬

‫***‬

‫(‪)56‬‬
‫‪25‬‬
‫أل أبْـلـغْ أحبّـائي بأنّــي ركبتُ البحر وانكَسرَ السفين ْة‬
‫على دين الصليب يكون موتي و ل البطحا أريد ول المدينة‬

‫***‬
‫(‪)57‬‬

‫نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا‬ ‫أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا‬
‫فـإذا أبصرتـني أبصرتـهُ و إذا أبصرتـهُ أبصرتـنـا‬

‫***‬

‫(‪)58‬‬

‫هلّ عـرفـتَ حقيقتـي وبيانـي‬ ‫يا غـافلً لجهالـ ٍة عن شأني‬


‫أعِبـادة لِلّ ِه ستـة أحــرف ٍ مِـن بينها حرفـان معجومــان‬
‫شكْلُـه في العجـم منسوب إلى إيـماني‬
‫حرفان اصليّ وآخُـر َ‬
‫فإذا بدا رأس الحروف أمامها حرفٌ يقـوم مقـام حرف ثـان‬
‫أبصرتَني بمكان موسى قائما في النور فوق الطور حين تراني‬

‫***‬
‫(‪)59‬‬

‫خاطَبنِي الحقّ من جناني فكان علمي عـلى لساني‬


‫قربّني منه َبعْـدَ ُبعْــدٍ وخصّني ال و اصطفاني‬

‫***‬

‫(‪)60‬‬

‫كـذا اجتباني وأَدناني وشرّفنــي والكـلّ بالكـلّ أوصاني وعرّفني‬


‫لم يبق في القلب والحشاءِ جارحةٌ إلّا وأعْـرفه فـيـهـا ويعرفنـي‬

‫***‬

‫(‪)61‬‬

‫‪26‬‬
‫ت بين الشغاف والقلب تجري مثل جري الدموع من أجفاني‬ ‫أنْ َ‬
‫ل الضميرَ جوفَ فــؤادي كحلول الرواح فـي البدان‬ ‫و ُتحِ ّ‬
‫ح ّركْتَ ُه خَفّي المكــان‬
‫ح ّركَ إلّا أنت َ‬
‫ليس من ســاكن ٍ َت َ‬
‫يا هـللً بدا لربع عشـر ٍ لثمـان ٍوأربـع ٍو اثنــان‬

‫***‬
‫(‪)62‬‬

‫حمّلْتَ بالقلب ما ل يحمل ال َبدَنُ والقلب يحمل ما ل تحمل البُـدُن‬


‫َ‬
‫ت أدنى من يلوذ بكم عينـا لنظركـم أم ليتنـي أُذن‬ ‫يا ليتني كن ُ‬

‫***‬
‫(‪)63‬‬

‫بيَان بيان الحـقّ أنت بيانـه وكـل بيـان ٍأنت منـه لسانـ ُه‬
‫ت إلى حقّ ٍبحق ٍوكل من أشـار إلى حقّ فأنْـتَ أَمـانـهُ‬ ‫أشر ُ‬
‫تشير بحقّ ِالحقّ والحق ناطقٌ وكـل لسـان ٍقـد أتـاك أوانـهُ‬
‫إذا كان نعْت الحقّ للحقّ َبيّنـا فما باُلهُ في الناس َيخْفَـي مكانـه‬

‫***‬

‫(‪)64‬‬

‫حبّــهِ واثنـان ِمنّـي شـاهـدَان ِتـرانـي‬


‫رقَـيـبَـان ِمنّي شاهدَان ِل ُ‬
‫فما جـال في سرّي لغيرك خاطـر ول قـال إل فـي هـواك لسـانـي‬
‫ت غربا أنت نصب عيانـي‬ ‫فإِنْ ُرمْتُ شرقا أنت في الشرق شرقهُ وإن رمـ ُ‬
‫وإن رمتُ فوقا أنت في الفوق فوقه وإن رمـتُ تحتا أنـت كـل مكـان‬
‫وأنـت محـلّ الكـ ّل بـل ل محلّهُ وأنـت بكـلّ الكـلّ ليـس بـفـان ِ‬
‫فقلبي وروحي والضمير وخاطري وتـرداد أنفـاسي وعقـد جنـانـي‬

‫***‬

‫(‪)65‬‬

‫ت إلّا هــو‬‫ن الغـاي َة ال فـل إِلـهَ إذا بالغْ َ‬


‫أرجعْ إلى ال إ ّ‬
‫وإنّه لمَـعَ الخَلْق الذين لهـم في الميم والعين والتقديس معناه‬
‫ل معتقدا عن التهجّي إلى خلق ٍله فاهـوا‬ ‫معناه في شفَتي من ح ّ‬

‫‪27‬‬
‫حتّى يقول بـنَفْي ِالشكّ هذا هو‬ ‫ن تشكّ ف ِدّبرْ قول صاحبكم‬
‫فإ ْ‬
‫والعيـن بفتـح أقصـاه وأدناه‬ ‫فالميـم يفتح أعله وأسفلـه‬

‫***‬

‫(‪)66‬‬

‫من رامه بالعقل مسترشدا أسرحَهُ في حيرة تلهـو‬


‫قد شاب بالتلبيس أسرارهُ يقول في حيرته هَلْ هو‬

‫***‬

‫(‪)67‬‬

‫لستُ بالتوحيدِ ألهـو غير أنّي عنه أسْهـو‬


‫كيف أسهو كيف ألهو وصحيح أنّـني هـو‬

‫***‬

‫(‪)68‬‬

‫تُخفي على وهم كل حّي ِ‬ ‫يا سـرّ سـرّي تدقّ حتّى‬


‫في كلّ شيء لكل شـيء‬ ‫وظـاهـرا باطنا تجـلّى‬
‫يِ‬‫عظْم شكّي وفرط ع ّ‬
‫وُ‬ ‫لئن اعتذاري إليك جهـلٌ‬
‫فما اعتذاري إذا إلــيّ ِ‬ ‫ل لسْتَ غيري‬‫يا جملةَ الك ّ‬

‫***‬

‫(‪)69‬‬

‫ليعلموا منه معنىً من معانيه‬ ‫اسمٌ مع الخلق قد تاهوا به‬


‫وَلَها‬
‫وال ل يصلوا منه إلى سبـبٍ حتّى يكون الذي أبداه يبديـه‬

‫‪28‬‬
‫***‬

‫يتامى‬

‫(‪)1‬‬

‫مثالُك في عيني وذكُرك في فمي ومَثـواك في قلبي فأين تغيب‬

‫***‬

‫(‪)2‬‬

‫كفرت بدين ال والكفر واجب لديّ وعـنـد المسلمين قبـح‬

‫***‬

‫(‪)3‬‬

‫ن في تناولها بُـعْـدٌ‬
‫فَقـلْتُ اخلّائي هي الشمسُ نورها قريبٌ ولك ْ‬

‫***‬

‫(‪)4‬‬

‫قد كنتُ في نعمة الهوى بطرا فأدر َكتْني عقـوبة البطـر‬

‫***‬
‫(‪)5‬‬

‫شرطُ المعارف محو الكلّ منك إذا بدا المريدُ بلحظٍ غير مطـلع‬

‫‪29‬‬
‫***‬
‫(‪)6‬‬

‫ِذ ْكرُهُ ذكري وذكري ِذكْرُهُ هل يكونـا الذاكران ِإلّا معَا‬

‫***‬
‫(‪)7‬‬

‫ل ُت ِعرّضْ بهذا فهذا بنانٌ قد خضبناه بدم‬


‫العشّاق‬

‫***‬

‫‪30‬‬
‫القسم الثاني‬

‫آ – قصائد مستعارة من شعراء سابقين‬

‫‪ – 1‬لعبد الصمد بن المضحل البصري‬


‫ن على المهج‬ ‫ل و الغنج لك سلطا ٌ‬
‫يا بديع الـد ّ‬
‫سرُج‬
‫إن بيتـا أنت سـاكنه غير محتاج إلى ال ّ‬
‫وجهك المأمول حجّتنا يوم يأتي الناس بالحج‬

‫***‬

‫‪ – 2‬لحسين بن الضحاك الخالي‬


‫لما غلب الصبر‬ ‫ت فكاشفتـك‬
‫تجاسر ُ‬
‫ما ينتهك الستـر‬ ‫وما أحسن في مثلك‬
‫لئن عنـَفني الناس ففي وجهك لي عذر‬
‫إلى وجهك يا بـدر‬ ‫ن البدر محتـاج‬
‫كا ّ‬

‫***‬

‫‪ – 3‬لشعراء مجهولين‬

‫آ‬
‫دلل بعد أن شاب العـذار‬ ‫دللٌ يا حبيبي مستعــا ْر‬
‫ت به وقـرّ به القـرار‬‫لعب َ‬ ‫ملكتَ وحرمة الخلوات قلبا‬
‫ول قلب يقـلّقه ِادّكـــار‬ ‫فل عيـن ي َؤرّقها اشتيـاقٌ‬
‫ت فما نزور ول تـزار‬ ‫و تب ُ‬ ‫نزلتَ بمنزل العداء منّـي‬
‫فما رجعَتْ ول رجع الحمار‬ ‫كما ذهب الحمار بُأمِ عمروٍ‬

‫‪31‬‬
‫ب‬
‫وبدا له من بعدما اندمل الهوى برقٌ تـأَلّـق موهنا لمعَـانُه‬
‫صعب الذرى ممتنعا أركانه‬ ‫يبدو كحاشية الرداء ودونه‬
‫نظرا إليه وصده أشجانه‬ ‫فأتى لينظر كيف لح فلم يطق‬
‫فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه والماء ما سمحت به أجفانه‬

‫‪3‬‬
‫فَـقـد الليف لـه نطق بإضمار‬ ‫ض الشام افـرده‬ ‫وطائرٍ حَلّ أر َ‬
‫في غيضَ ِة الَيكِ في أغصان أشجار‬ ‫بالفهِ كان قصرا صـار مسكنه‬
‫يبغي الغريبَ ويُهوِى كـل صبّـار‬ ‫س ِعدَه‬
‫فضلّ يندب حتّى الصبح ُم ْ‬
‫َفيُسْليِك نَـ ْوحُ ُه نطقـا بإضمــار‬ ‫في نطقه رقة تسليك عن حُ َرقٍ‬

‫***‬
‫‪ – 4‬لبو العتاهية‬

‫آ‬
‫النفس للشيء الممنّع مُوْلعة والحادثات أصـولهـا متفرّعة‬
‫والنفس للشيء البعيد مُريدة والنفس للشيء القريب مُضيّعة‬
‫كل يحاول حيل ًة يرجو بها دفع المضّرة واجتلب المنفعة‬

‫ب‬
‫ت للكــدر‬
‫وكيـف ذاك وقد هيي ُ‬ ‫ت لقلبي راح ًة ابــدا‬
‫وما وجد ُ‬
‫جبَـا ممّن يريد النجا في المسلك الخطر‬
‫عَ‬‫لقد ركبت على التغرير وا َ‬
‫كـأنّـنـي بين أمواج تقّلبُنــي مقلّب بين إِصعادٍ و منحــــدر‬
‫حزْن في مهجتي والنار في كبدي والدمع يشهد لي فاستشهدوا بصري‬ ‫ال ُ‬

‫ج‬
‫وما على الكأس من شرّابها‬ ‫الكأس سهّل الشكوى ب ُم ْنتَابكم‬
‫درك‬
‫فما لمضْجع جنبي كـلّه حسـك‬ ‫هبْني ادّعيتُ بأنّي مدنفٌ سَ ِقمٌ‬
‫مالي يدور بمـا ل أشتهي الفلك‬ ‫ل ل أَسرّ به‬ ‫هجرٌ يسوء ووص ٌ‬
‫كـأنــني شمعة تبكي فتنسبك‬ ‫فكلما زاد دمعي زادني قلقـا‬

‫د‬

‫‪32‬‬
‫فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرّا‬ ‫طلبتُ المست َقرّ بكـل أرض‬
‫ولو أنّي قنعتُ لكنتُ حرّا‬ ‫أطعتُ مطامعي فاستعب َدتْني‬

‫وكان مناله حلْوا و ُمرّا ]‬ ‫[ فنِلْتُ من الزمان ونال منّي‬

‫س الضرّ حتّى ألفتُه وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر‬


‫تم ّ‬
‫تع ّوضْ ُ‬

‫***‬

‫التستري‬ ‫‪ - 5‬لسهل‬
‫ترى ما ل يراه الناظرون‬ ‫قلـوب العارفين لها عيون‬
‫تغيب عن الكرام الكاتبين‬ ‫وألسنة بأسـرار تنـاجـي‬
‫ب العالمين‬
‫إلى ملكوت ر ّ‬ ‫وأجنحة تطير بغير ريـش ٍ‬
‫تشفّ على علوم القدمين‬ ‫فأورثنا الشراب علوم غيبٍ‬
‫تبطل كل دعوى المدعين‬ ‫شواهـدها عليها ناطقـات‬

‫***‬
‫‪ - 6‬لجنيد البغدادي‬

‫آ‬
‫الوجد يُطرب من في الوجد راحته والوجد عند وجود الحقّ مفقــود‬
‫قد كان يوحشني وجدي و يؤنسني بروية الوجد من في الوجد موجود‬

‫ب‬
‫ما لي جَ ِفيْتَ وكنتُ ل أُخفي ودلئل الهجران ل ُتخْفَـى‬
‫و أراك تخلطني وتشـربني ولقدْ عهدتك شاربي صرفا‬

‫ج‬
‫فتناجاك لسانـي‬ ‫ت في سرّي‬ ‫قد َتحَقّقْ ُ‬
‫وافترقنا لمعـان‬ ‫فاجتمعنا بمعــان ٍ‬
‫عن لحظ العيـان‬ ‫غيّبك العـزّة‬
‫فلئن َ‬
‫من الحشاء دان ٍ‬ ‫فلقد صيّرك الوجدُ‬

‫***‬
‫‪ – 7‬لبو الحسن النوري‬
‫كـادت سرائر سرّي أن تسرّ بما أوليتني مـن جميـل ل اسميــه‬
‫وصـاح بالسرّ سرّ منك يـرقيه كيـف السرور يسـر دون مبديـه‬
‫فظـل يلحظني سرّي للحظـه والحـقّ يلحظني أن ل أخـلـيـه‬
‫ق يخفيني وأبـديـه‬
‫وأقبل الوجد يفني الكل من صفتي وأقبـل الحـ ّ‬

‫‪33‬‬
‫***‬

‫‪ – 8‬لسمنون‬

‫آ‬
‫ت فل أعطيت ما ُمنّـيَـتْ وَتـمَـنّـتِ‬ ‫متى سهرَتْ عيني لغيرك أو بكـ ْ‬
‫جنّتِ‬
‫جنَـتَـيْـك و َ‬
‫ض َمرَتْ يوما سواك فل رَعَتْ رياض ال ُمنَى من و ْ‬
‫وإن ُأ ْ‬

‫ب‬
‫ت في ثوبي عديـم لقد بليا على ح ّر كريـم‬ ‫لئن أمسي ُ‬
‫فل يحزنك إن أبصرتَ حالً مغيّرة عن الحال القديـم‬
‫فلي نفسٌ ستتلف أو سترقـى َل َع ْمرُ أبي إلى أمر جسيم‬

‫ج‬
‫ت بعدك مـن هـمّ ومـن حزن‬ ‫أرسلتَ تسأل عنّي كيف كنتُ ومـا لقي ُ‬
‫ت إن كنتُ أدري كيف كنتُ ول "ل كنتُ" إن كنت أدري كيف لم أكن‬‫ل كن ُ‬

‫***‬

‫‪34‬‬
‫ب – قصائد مستعارة من شعراء لحقين‬

‫‪ – 1‬لبي فراس الحمداني‬


‫وليتكَ تحلـو والحيـاة مريرةٌ وليتـكَ ترضى فالنام غضاب‬
‫وليتَ الذي بيني وبينك عامـر وبيني وبين العالمَين خــراب‬
‫ت شرابي من ودادك صافيا وشربي من ماء المعين سراب‬ ‫ولي َ‬
‫إذا صحّ منك الودّ فالكلّ هين وكل الذي فوق التراب تـراب‬

‫***‬

‫‪ – 2‬لبو نصر السرّاج‬


‫ن مقالتـي يـا صاح وأقبل هدية ناصـح نصّاح‬ ‫ل َتسْأمـ ّ‬
‫ليس التصـوّف حيـلةً وتكلّفـا وتقشّفا وتواجدا وصيــاح‬
‫ليس التصوّف كِــذبةً وتظالما وجهـالةً ودعـابة ومِـزاح‬
‫بـلْ عفّة ومُــرُوءَ ًة وفتـوّةً وقنـاع ًة وطهـارة وصلح‬
‫َوقْفـا وعِلمـا واقتدا وصفـا ورضا وصِدءقا ووفا وسماح‬
‫متيقـنا متصبّــرا متشمّـرا مستمطـرا مستقصّـدا سيّاح‬
‫متعـزّزا متحـرّزا متواضعـا متبـدّل الشبـاح و الرواح‬
‫تاء التقى صاد الصفا واء الوفاء فـاء الفتوّة فاغتنمْ يـا صاح‬
‫مـن قـام فيه بحقّـه و حقوقه وخـل عن الحدثان والشباح‬
‫تتشعشع النـوار من أسـراره كتشعشع المشكاة في المصباح‬

‫‪ – 3‬لشاعر مجهول‬
‫سبْحَانـي‬
‫سبْحانك ُ‬
‫أنت أنا بل شــكّ ف ُ‬
‫فتوحيدك توحيـدي وعصيانك عصياني‬
‫واسخاطك اسخاطي وغفرانك غفرانـي‬
‫وِلمْ ُأجْلَد يا ربّــي إذا قيل هو الزانـي‬

‫***‬

‫‪ – 4‬لعين القضاة الحمداني‬


‫ألقا ُه في البحر مشدودا وقال له إيّاك إيّاك أن تـبـتـلّ بالماء‬

‫‪35‬‬
‫***‬

‫‪ – 5‬مدرسة ابن عربي‬


‫ت جميع ما عقدوه‬
‫عَ َق َد الخلئقُ في الله عقائدا وأنا اعتقد ُ‬

‫***‬
‫ج ‪ -‬في لسان حال الحلّج‬

‫‪ – 1‬في الحبّ اللهي والتوق إلى العذاب‬

‫‪ - 1‬القزويني‬
‫ن المُريد بشوق مزيـد أنين المريض لفقد طبيـب‬ ‫حَني ُ‬
‫قد اشتدّ حال المريدين فيه لفقد الوصال و ُبعْد الحبيب‬

‫***‬

‫‪2‬‬
‫عجْـبُ‬
‫نواله منك ُ‬ ‫الصـبّ ِإ ْرثِي ُمحِ ّ‬
‫ب‬
‫وبُعده فيك قــرب‬ ‫عـذابه فيـك عَذبٌ‬
‫بل أنت عندي أحبّ‬ ‫وأنت عندي كروحي‬
‫وأنـت للقلب قلب‬ ‫فـأنـت للعين عين‬
‫ب محـبّ‬ ‫بمـا يح ّ‬ ‫ب أنّي‬
‫حتّى من الح ّ‬

‫***‬

‫‪3‬‬
‫بمن أهواهُ والفقـدُ‬ ‫لقد أعجبني الوجد‬
‫ول وصل ول صدّ‬ ‫فل بعد ول قرب‬
‫ول قبـل ول بعـد‬ ‫ول فوق ول تحت‬
‫ول يـأس ول وعد‬ ‫ول عُرف ول نكر‬
‫وهـو الواحد الفرد‬ ‫فهذا منتهى سولي‬

‫***‬

‫‪4‬‬
‫العيـن تبصر من تهـواه وتفقده ونـاظر القلب ل يخلو مـن النظر‬
‫إن كان ليس معي فالذكر منه معي يراه قلبي وإن قد غاب عن بصري‬

‫***‬
‫‪36‬‬
‫‪5‬‬
‫أجريتُ فيك دموعي فالـدمع منك عليـك‬
‫و أنت غاية سـؤلي و الطرف وسنَى عليك‬
‫فإن ُفنِي فيك بعضي حُفظـتُ منـك لديك‬

‫***‬
‫‪6‬‬
‫ت فمـن لـي ومـن يجمّل كـلّي‬ ‫إذا هجر َ‬
‫ومـن لروحي وراحي يا أكثـري وأقـلّي‬
‫حبّـكَ البعض مـنـي فقد ذهبت بكـــلّي‬ ‫َأ َ‬
‫يا كـ ّل كـلّي فكـنْ لي إنْ لم تكن لي فمن لي‬
‫يا كـل كـلّي و أهـلي عنـد انقطاعي وذلّي‬
‫لِ‬
‫ما لي سوى الروح خذها والـروح جهد المق ّ‬

‫***‬

‫‪7‬‬
‫غير حبّك حرام‬ ‫ب عـلى قلبٍ‬ ‫كل ح ّ‬
‫وزهر ومـدام‬ ‫أنت لي رَوْحٌ وراح‬
‫وشفاء وسقـام‬ ‫وسـرور و همـوم‬
‫هوى فيك سلم‬ ‫فعلـىَ كلّ هوى بْعدَ‬

‫***‬

‫‪8‬‬
‫سنِي الغرام وقد براني‬
‫وأَ ْل َب َ‬ ‫رماني بالصدود كمـا تراني‬
‫إذا ما كان مولئي يـراني‬ ‫ووقتي كـلّه حلـوٌ لـذيـذ‬
‫ولستُ بكاره ما قد رمـاني‬ ‫رضيتُ بصنعه في كل حال‬
‫لقد غيبت عن عين ترانـي‬ ‫فيا من ليس يشهد مـا أراه‬

‫***‬

‫‪9‬‬
‫صرْتُ عقلي بالهوية طاليا فعـاد ضعيفا في المطالب هاريا‬ ‫و َق ّ‬
‫ت في التطلّب جاريا‬‫ستَ ْعجِلْ أنْ َ‬
‫ت لربّ العالمين نصرةً فل َت ْ‬ ‫و ُكنْ َ‬
‫عيُ ُه جاهل ومـرائيـا‬‫فمن ُيدْ ِ‬ ‫تح ّققْ بأن الحقّ ليس ِبمُد ِركٍ‬
‫ولكنّه يبـدو مرارا فيختفي فيعرفه مـن كـان بالعلـم خاليا‬

‫***‬
‫‪37‬‬
‫الحمداني‬ ‫‪- 10‬‬
‫ل ما فيهـا‬‫إلّا وذكـرك فيهـا َنيْـ ُ‬ ‫ال يعلمُ مـا فـي النفس جارحةٌ‬
‫تجري بك الروح منّي في مجاريها‬ ‫ومـا تنفّستُ إلّا كنتَ مـع نَ َفسِي‬
‫إلـى سـواك فخانتهـا مـآقيهـا‬ ‫إن كانت العين مُذ فار ْقتَها نظرتْ‬
‫خـلقا عـداك مـا نالت أمانيهـا‬ ‫أو كـانت النفس بعد ال ُبعْد آلفة‬

‫***‬

‫‪ – 2‬في السكر الروحاني والعذاب‬

‫‪11‬‬
‫س للسقام تـتْلِفُها إلّا لعلمي بأنّ الموت يُحييهـا‬
‫لم ُأسْلِم النفْ َ‬
‫ونظرةٌ منك يا سؤلي ويا أملي أشهى إلي من الدنيا وما فيها‬
‫ب على اللم صابرة لعـلّ ُمسْقمها يوما يداويهـا‬ ‫نفْسُ المح ّ‬

‫***‬

‫‪12‬‬
‫ح قلبي وما جنا‬
‫نظري بَـدْء علّتي َويْ َ‬
‫عنّي على الضنا‬
‫يا معين الضنا علّى َأ ِ‬

‫***‬

‫‪13‬‬
‫ن يطمع في إفساده الدَهْ ُر‬
‫وحُرمة ال ِودّ الذي لـم يك ْ‬
‫س ول مسّني الضرّ‬ ‫مـا نالني عند هجوم البـل بؤ ٌ‬
‫عضْوٌ ول مفصل إلّا وفيه لـكـم ِذكْـر‬ ‫ما ُقدّ لي َ‬

‫***‬

‫‪14‬‬
‫سَقَوْني وقالوا ل ُتغَنّ ولو سقوا جبال حُنين ما سقيتُ لغنّـتِ‬
‫تمنّتْ سَُل ْيمَى أن أموت بحبّهـا وأسهل شيء عندنا ما تمنّت‬

‫***‬

‫‪38‬‬
‫‪15‬‬
‫عجَب‬‫ن سُكري بالمحّبة َأ ْ‬
‫سكرْتَ من المعنى الذي هو طيب ولـك ّ‬
‫ب سكران ول يتأدّب‬ ‫حدّ بواجبٍ فـفي الح ّ‬
‫و مـا كـلّ سكران ُي َ‬
‫تقوم السكارى عن ثمانين جلدة صحا ًة وسكران المحبّة ُيصْلَب‬

‫***‬

‫‪16‬‬
‫ت عنّي‬
‫ل بلء علّي منّي فليتَني قد أخذ ُ‬
‫كّ‬

‫***‬

‫‪17‬‬
‫لحتْ على دكّة الخمّار أسـرار وأشرقت في وجـوه القوم أنوار‬
‫وطاف بالبيت ساق ٍل شبيه لـه هـذا العقيق وهـذا الربع والدار‬
‫فاستيقظوا يا سكارى بعد رقدتكم واستغنموا الوقت إن الدهر غدّار‬
‫مـن باح بالسرّ كان القتل شيمته بين الرجال ولم يُؤخذ لـه ثـار‬

‫***‬

‫‪18‬‬
‫ب أو قتلى لما حنثوا‬ ‫وال لـو حلـف العشّـاق أنّهـم موتى من الح ّ‬
‫قومٌ إذا أهجروا من بعد ما وصلوا ماتـوا وإن عاد وصْل بعد ُه بُعثوا‬
‫ترى المحبّين صرعى في ديارهم كفتية الكهف ل يدرون كـم لبثوا‬

‫***‬

‫‪19‬‬
‫مواجيد أهل الحق تصدق عن وجدي وأسرار أهل السر مكشوفة‬
‫عندي‬

‫***‬

‫‪20‬‬
‫حصْنا ل يُـرام‬
‫ِل َيكُنْ صدرُك للسرار ِ‬

‫‪39‬‬
‫ق بالسـرّ و يُفْشيـه الّلئامُ‬
‫إنّمـا ينطـ ُ‬

‫***‬

‫‪21‬‬
‫وما شرب العشّاق إلّا بَقيّتي وما وردوا في الحبّ إلّا على ورْدي‬

‫***‬

‫‪40‬‬
‫د – قصائد مكرّسة لموت الحلّج‬

‫‪ – 1‬لبو الحسن علي مسفر السبتي‪ :‬قصيدة حول الشهادة‬


‫ح َزنَـا‬
‫قـلْ لخـوان رآوني ميّتـا فبكوني إذ رآوني َ‬
‫أتظنـون بأنّـي مـيْـتـكم لستُ ذاك الميت وال أنا‬
‫أنـا كنزٌ وحـجابي طلسـم من تراب قد تهيّا للفنــا‬
‫ت السجنا‬ ‫أنـا عصفور وهـذا قفصي كان سجني فأبي ُ‬
‫وذروا الكـل دفينا بيننـا‬ ‫فاهدموا البيت فرضّوا‬
‫قفصي‬
‫وقميصي مزّقـوه رمـمـا وذروا الطلسم بعدي وثنا‬
‫ق عيانا بيّنـا‬‫فاخلعوا الجساد عن أنفسكم تبصروا الح ّ‬
‫مـا أرى نفسي إلّا أنـتـمُ واعتقادي أنكم أنتـم أنـا‬
‫وكذا الجسام جسم‬ ‫عُنصر النفس شيء واحد‬
‫عمّنـا‬

‫***‬

‫‪ – 2‬للعز المقدسي‬

‫آ‬
‫وحلّ لها في حكمها ما استحلّت‬ ‫أباحَتْ دمي إذ باح قلبي بحبّها‬
‫وحلّت تلعا لم تكن قبل حُلّت‬ ‫أباحَتْ حمى لم يرعه الناس قبلها‬
‫عروس هواها في ضميري تجلّت‬ ‫و ما كنتُ ممّن يظهر السـرّ إنّما‬
‫فـلح لجـلّاسي خفايـا طويّتي‬ ‫فألقَـتْ على سـرّي أشعّة نورها‬
‫فغابت بها عن كلّ كـلّي وجملتي‬ ‫وشـاهدتها فاستغرقتني حـيـرة‬
‫فإياي إيّـاهـا إذا مـا تبـدّت‬ ‫ل منّي بكلها‬‫وحلّـت محـلّ الكـ ّ‬
‫عليهـا بهـا بين البـريّة نَـمّتِ‬ ‫ت على سرّي فكانت هي التي‬ ‫ونمّ ْ‬
‫بقائي إذا فـنـيت فيك هويّتي‬ ‫إذا سَألَت من أنت قلت أنـا الذي‬
‫هو الحـقّ في حسن بغير معية‬ ‫أنا الحقّ في عشقي كما أن سيّدي‬
‫حكمـت بتمزيق الفؤاد المفتّت‬ ‫فإن كنتُ في سكري شطحتُ فإنّني‬
‫فنار الـهوى للعاشقين أعدّتي‬ ‫ول غر َو إن أصليت نار تحرّقـي‬
‫وقد أعلقوا أيدي الهوى بأعنّـة‬ ‫ومـن عجب الذيـن أحـبّـهـم‬
‫جبال حُنين ما سقوني لغـنّت‬ ‫سقوني وقالوا ل تُغنّ ولو سقـوا‬

‫***‬

‫ب‬

‫‪41‬‬
‫كلّا ول صـلـبـوه‬ ‫هيهاتَ مــا قتلـوه‬
‫عن وجـده شبّهـوه‬ ‫لكنهم حيـن غابـوا‬
‫غيّبــوه‬
‫عليه قـد َ‬ ‫أحبابه حين غـاروا‬
‫كتمان مـا أوعـدوه‬ ‫سقوه صرفا وراموا‬
‫لثقل مـا حّملــوه‬ ‫فمـا أطـاق ثبوتـا‬
‫أنا الذي أفــردوه‬ ‫فتـاهَ سكـرا ونادى‬
‫ب ما أظهروه‬‫وفي الح ّ‬ ‫يا لئمي كيف أخفي‬
‫بالشوق قد مزّقـوه‬ ‫أم كيف يكتـم قلبا‬

‫***‬

‫‪ – 3‬لعلي الششتري‬

‫آ – (مستوحاة من قصيدة لبن عربي)‬


‫مقدسة عن إدراك العياني‬ ‫شهدت حقيقتي وعظيم شأني‬
‫أنا القرآن والسبع المثاني‬ ‫فقال مترجما عنــي لساني‬
‫وروح الروح ل روح الواني‬
‫أنا فـي مستوى عرشي قـديـم ِلذِي َأ ّنيّتي العـظـمى نـديـم‬
‫وفـي بلـوى محبّتكـم أهـيـم فـؤادي عنـد معلومي مقيـم‬
‫غيْركم لساني‬‫يناجيه و َ‬
‫بما أظهرت من وسم ورسـم‬ ‫سترت حقيقتي عـن كـل فهـم‬
‫فل تنظر بطرفك نحو جسمي‬ ‫فإن تطلب ترى صفتي مع اسمي‬
‫عدّ عن نعيم بالمغاني‬ ‫َو َ‬
‫وللطَّلسْـم فـي العي َنيِنْ كـسّـرْ وحـقّـقْ سرّ معنـائي وحـرّرْ‬
‫ص في بحر ذات الذات تبصرْ‬ ‫وللمسجـور مـن بحري فبحّـرْ وغ ْ‬
‫عجايب ليس تبدو للعيان‬
‫فـإن شـاهدتني فـي كـل ذات باسمـآي عيانـا في صفاتـي‬
‫ستفهـم مـا خفي فـي الكاينات وأسـرار تـرآت مبـهـمـات‬
‫مستّر ًة بأرواح المعاني‬
‫فعند شهـودك السـرار منهـا فل تك غائبا فـي الكون عنهـا‬
‫و َوحّـدْ واتّحـدْ كيمـا ت ُكنْهــا فمـن فهـم الشارة فليصنْهـا‬
‫و إل سوف يُقتل بالسنان‬
‫فمـن َأ ْورَى زناد الحـق ُردّتْ حقيقتـه وعنـه البـاب سُـدّتْ‬
‫وكعبتـه بفـاس الشرع هُـدّتْ كحـلّاج المحـبّـة إذ تـبـدّتْ‬
‫له شمس الحقيقة بالتداني‬
‫وبالسـم العظيم قـد تجلّـى‬ ‫فلـمـا إن دنـا منهـا تدلّـى‬
‫فقـال أنـا هو الحقّ الذي ل‬ ‫تـوحّد عنـد ذاك و مـا تولّى‬
‫يُغيّر ذاتَه مرّ الزمان‬

‫***‬

‫ب – قصيدة في السناد‬
‫بفكر رمى سهما فعدّا به عَدنا‬ ‫حسْنى‬
‫أرى طالبا منّا الزيادة ل ال ُ‬

‫‪42‬‬
‫صُنعنا بدفع الحر سجنا لنا منّا‬ ‫فنحـن كدود القزّ يحصرنا الذي‬
‫وحسبك من سقراط أسكنه الدنا‬ ‫وتـيـمّ أرباب الهرامس كلّهـم‬
‫وأبدى لفلطون في المثل الحسنا‬ ‫وجـرّد أمثـال العوالم كـلهـا‬
‫ث الذي ألقى إليه وما ضنّـا‬ ‫وب ّ‬ ‫وهام أرسطو أو مشى من هيامه‬
‫تبدا به وهو الذي طلب العينـا‬ ‫وكان لذي القرنَيْن عونا على الذي‬
‫عطّى عين إذ ردّه عينا‬ ‫وبالبحث َ‬ ‫ويفحص عن أسباب ما قد سمعتم‬
‫فقال أنـا مـن ل يحيط بـه معْنى‬ ‫وذّوق للحلج طعـم اتــحاده‬
‫شربت مُداما كلّ من ذاقها غـنّـى‬ ‫فقيل له أرجع عن مقالك قـال ل‬
‫أشار بها لمّا محا عنده الكـونـا‬ ‫وانطـق للشبلي بالوحـدة التي‬
‫وكشط عن طواره الغيم والدجنـا‬ ‫وأظهر منه الغافقي لما جنـى‬
‫عن أعرابهم لم يرفع اللبس واللحنا‬ ‫وبيّن أسرار العبودية التـي‬
‫فأصبح ظهرا ما رأيتم له بطنـا‬ ‫كشفنا غطاء من تداخل سرّها‬
‫لـعـزته ألـبابـنـا وله هُدنا‬ ‫هدانا لدين الحقّ من قد تولهَتْ‬
‫تقـدّس يأتي الن يأخذه عـنّـا‬ ‫فمن كان يبغي السير للجانب الذي‬

‫***‬

‫‪ – 4‬يافي‬
‫سل ٌم على قومٍ شموس هدىً غدا بهم في الهوى سكر إلى حشرهم غدا‬
‫أدار عليهم كـأس راح محبّــةٍ جمالٌ سقى الحباب لـمـا لهم بـدا‬
‫به هام بعضٌ في اّلرّءىِ وبعضهم به وله ظنّوا حـبـوبـا فَـقُـيّـدا‬
‫وبعض من الكوان بانَ وبعضهم به جـاوز السكارُ حدّا فَـعَـ ْربَـدَا‬
‫حدودا فرا الحلّاج مـاض ٍمـردّدا‬ ‫فسلّ عليه الشرع سيفا حمى به‬
‫وكم عندكم يخرج عن القوم ملحدا‬ ‫فمات شهيدا عندكم من محقق‬
‫حمى عن عنايات عزيزا ممجّــدا‬ ‫ولكن فتى بسطام موقى بحاله‬

‫***‬

‫‪ – 5‬حريفش مكّي‪ :‬قصة الحلّج‬

‫ومجلس الذكر تسبيحي وعيدانـي‬ ‫الخم ُر ِدنّي ودِن الخمر ريحانـي‬


‫ويطلق النوم لم تغمض له أجفاني‬ ‫ما يشرب الخمر إلّا من يكن َبطَلٌ‬
‫حتّى بقي جفن عيني ساهرا فاني‬ ‫ت نومي ولم اسل حلوتـه‬ ‫طلّق ُ‬
‫ت سندانَهم من عظم برهـاني‬ ‫ذوبّ ُ‬ ‫أنا الحسين أنا الحلّاج يا فقَـراء‬
‫حلجتُ قطني بتقـواي وإيمـاني‬ ‫أنا الذي شاع ذكري بالمل العلى‬
‫والولياء أتت مـن أرض جيلنِ‬ ‫ب أتى نحوي صافحني‬ ‫الباز الشه ْ‬
‫شربت من خمرة عن بكرة ُم ِزجَت شِبه العروس انجلت في وسط بستانِ‬
‫وابن أدهم سيّبْ مُلكـه الفـانـي‬ ‫ابن الرفاعي رقا وقتا بها وعل‬
‫حاشا من البغي لكن صرتُ ربّانـي‬ ‫افتوا علّي وقالوا قد طغى و بغى‬
‫انّي سمعت لديِك العرش بـآذاني‬ ‫ن قلت ما حكيتْ‬ ‫طَلْع المؤذّنْ يوذّ ْ‬
‫من خاض بحر الهوى من غير معرفة يبلعه الحوتُ يبقى يـونس الثانـي‬
‫خرِجُ جواهرها أل ينادي عليه يا بطّـال كسلني‬ ‫من خاض بحر الهوى ُي ْ‬

‫‪43‬‬
‫الدر ينباعُ بالقسطاس يا أخواني‬ ‫من باع ُدرّا إلى الفحام ضَـيّـعْ ُه‬
‫وأغلـظْ عليـه طوعـا بإذعـان‬ ‫ن قليل الصـل تظّـلمه‬ ‫خدَعَ ّ‬
‫ل َت ْ‬
‫ن‬
‫و لو سكبتَ عليه البحـر ما ل ِ‬ ‫ن الحديدَ تـذيب النـار قـوّتـه‬ ‫أّ‬
‫ن‬
‫شهْـدَ من أنياب ثعبا ِ‬
‫كطالب ال ُ‬ ‫ت كَمدا‬ ‫يا طالب النصرَ من أعداك مُ ْ‬
‫كواقد الشمع في قاعات عميان‬ ‫يا قـارئ العلم بيـن الجاهلين خَطـأ‬
‫ن‬
‫كواضع الريح في أكمام عريا ِ‬ ‫يا واضع السرّ مع مـن ليس يكْتمـه‬
‫بين الرجال ويُضحى اليوم خجلنِ‬ ‫من باح بالسرّ كـان القتـل شيمته‬
‫حلّاج حلّاج أنت في البلدْ زانـي‬ ‫ن لــه‬ ‫شدّوا وثـاقي وقـالوا اقتلو ّ‬
‫لول يقولوا دعـا الحلج بهتـانِ‬ ‫ل والِ والـرحـمن خـالقنــا‬ ‫وا ِ‬
‫وأهدم بغداد ما خل لـهـا اركـانِ‬ ‫أصيح فيهم كما صاح ال َفتَى البَـدَوي‬
‫ن‬
‫فمُتْ شهيدا كما ماتْ ابـن عفـا ِ‬ ‫لكن سمعـت رجـال ال قـائـلـهْ‬
‫والربعين يقولـوا هكـذا كـانـي‬ ‫والخضـر واقـفْ قبالي ل يكلّمـني‬
‫ثلث مائ ْة وهـم يتلـون قـرآنـي‬ ‫حتّى أتى القطب والقطاب تـتبعه‬
‫سبعين مرّةْ بـأذن ال مـا ذانـي‬ ‫أنا مك ّتفْ وسيف الشـرع يلفحْنـي‬
‫لبّيك لبّيك يا حـلجُ يـا دانـي‬ ‫صرختُ بالسيف قال السيف ألفْ نعمْ‬
‫هـم أحرقـوه وكـانوا الكل عميانِ‬ ‫و هـذه قصّة الحلّاج قـد فـرِغَـتْ‬
‫خير البريّ ْة بُعثْ مـن نسْـل عدنانِ‬ ‫بعـد الصلة علـى المختار سيّدِنـا‬
‫منّي سلمٌ فـهمْ أهلي و جيرانـي‬ ‫والمسلمين عليهـم دائمـا ابَــدا‬

‫‪44‬‬

You might also like