Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
2
ويضيف " :واعتقاد البعض أن الثقافة الجنسية،
والتربية الصحية الجنسية تتعارض مع الدين ،أو ل
جعَ تتناسب ومجتمعاتنا الشرقية والسلمية ،أو أنها تش ّ
ُ
على الباحة والتَّل ّفت الخلقى ،كل هذا غير صحيح ،فقد
علمنا أن السلم تناول هذه الموضوعت بمنطق علمى
ودينى وأخلقي ،والحديث عن الغرائز وإروائها ،وعن
وظائف الجسم وأعضائه بما فى ذلك الوضيفة الجنسية
والعضاء التناسلية ،هى من العلوم النسانية والعمال
المرضية شرعاً ،ومن غير حرج أو تحقير لها ،فَوَض ْ
ع
ستار ثقيل من الهمال أو الصمت أو الحراج هو من
صنع الجهل بالدين وفنون الحياة النسانية وحقائق
الحياة .ولكن المر يحتاج إلى لغة هادئة ومنطقية بعيدة
عن الثارة والبتذال ،ودون قلق أو خوف مبالغ فيه،
وبحسب المقام والحاجة نظرا ً لحساسية الموضوع
ودقته واحتمال سوء فهمه من الخرين ،ومواجهة
المواقف بنضج ومسئولية وثقافة علمية صحيحة ودون
هروب أو إغفال ،أو إفراط أو تفريط ".
جزى الله أخانا المؤلف خير الجزاء ..ولعل قراءة
ما كتب وما أثبت من آيات وأحاديث وآراء ..يكون فيها
الغنى فى هذا المجال ..والله الموفق وعليه التكلن.
الناشر
سنة البتلء بين النوعين البشريين
ن ب ال َّ ح ُّ يقول الله عز وجل ُزي ِّ َ َ
م َ ت ِ شهَوَا ِ س ُن لِلن ّا ِ
ب َوال ْ ِ َ مقَنْطََر ِ ن وَالْقَنَاطِيرِ ال ْ ُ
ف َّ
ضةِ ن الذ ّهَ ِ م َة ِ ساءِ وَالْبَنِي َ الن ِّ َ
متَاع ُ ال ْ َ َ
مةِ وَاْلنْعَام ِ وَال ْ َ
حيَاةِ ك َ ث ذَل ِ َ حْر ِ سوَّ َ م َل ال ْ ُ خي ْ ِوَال ْ َ
َ
ب [ آل عمران] 14 : مآ ِ ن ال ْ َ
س ُ ح ْ
عنْدَهُ ُ ه ِ الدُّنْيَا وَالل ّ ُ
فحصر الله تعالى متاع الدنيا فى هذه المور ،وجعل
3
النساء منها ،وهى أحد نوعى البشر ،كما أن الله أخبرنا
فى هذه الية أن الناس ،كل الناس ،خلقوا بحكم
الفطرة وهذه المور عندهم :زينة ،ومحبَّبه ،وشهوة،
وهذا يدل على استحكام هذه المور فى النفس
ض الله سبحانه ح ّ البشرية ،وأنه ل غنى عنها ،كما َ
الناس على غير هذا المتاع القليل ،إلى ما عنده من
حسن المآب والعاقبة فى الحياة الخرة ،فهاهنا البتلء
بين هذه المتاعات وشحذ الهمة إلى ما عنده من نعيم
مقيم فى الجنة.
ومهمة البشر أن يستجيبوا لمنهج الفطرة الذى
َ َ
دعاهم الله للستقامة عليه فِطَْرة َ الل ّهِ ال ّتِي فَطََر
م وَلَك ِ َّ
ن ن الْقَي ِّ ُك الدِّي ُ ق اللَّهِ ذَل ِ َ خل ِ
ل لِ َ ْ س ع َلَيْهَا َل تَبْدِي َ النَّا َ
ن [ الروم ] 30 :وقال تعالى :إِنَّا مو َ س َل يَعْل َ ُ ِ أَكْثََر النَّا
َ
ميعًا س ِ جعَلْنَاه ُ َ شاٍج نَبْتَلِيهِ فَ َ م َن نُطْفَةٍ أ ْ م ْ ن ِ سا َ خلَقْنَا اْلِن ْ َ َ
شاكًِرا وَإَِّما كَفُوًرا ما َ ل إ ِ َّ سبِي َ صيًرا إِنَّا هَدَيْنَاهُ ال َّ بَ ِ
محتَّى نَعْل َ َ م َ [ النسان ] 3 ،2:وقال تعالى وَلَنَبْلُوَنَّك ُ ْ
خبَاَرك ُ ْ
م ن وَنَبْلُوَ أ َ ْري َ م َوال َّ
صاب ِ ِ منْك ُ ْن ِ جاهِدِي َ ال ْ ُ
م َ
[ محمد.] 31 :
ضمن منهج السلم بيانًا للنسان لكل شئ ولقد ت ّ
ابتله الله به فى الدنيا ،ومن ذلك علقة الذكر والنثى
وما يجب عليه أن ينتهجه فى ابتلء الزينة ،والحب،
والشهوة ،فذكر القرآن ذلك مجمل ً فى أمر ،ومفصلً
فى البعض ،وجاءت السنة المطهرة فاستبان 1سنراه
إن شاء الله بما يغنى عن الجتهاد.
َ
صلح ويلزم الذكر أو النثى بيَّنت الشريعة الغرا ّء ما ي َ ْ
قبل البلوغ الجنسى ،وبع البلوغ ،والعلقة بين النوعين
عاطفياً ،وسلوكياً ،وغريزياً ،وطريقة الشباع ،وفنونها،
وحللها وحرامها ،وأغراضها ،ووسائلها ،وآثارها ،وتبعاتها
4
الفردية والجتماعية بما ل يحتاج المسلم والمسلمة
َ َ
ف ال ْ َ
خبِيُر ق وَهُوَ الل ّطِي ُ
خل َ َ
ن َ
م ْ معه إلى غيرة أَل يَعْل َ ُ
م َ
[الملك]14 :
5
-3بل قد ذكر القرآن أعنف مشهد جنسى فى
التاريخ بين ذكر وأنثى فقال جل شأنه :
َ َّ َ
ت سهِ وَغلقَ ِ ن نَفْ ِ ْ ه ال ّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا ع َ وََراوَدَت ْ ُ
َ َّ
هَ
معَاذ َ اللهِ إِن ّ ُ ل َ ت لك قَا َ َ َ ت هَي ْ َ ب وَقَال ْ َ اْلَبْوَا َ
َ
ن وَلَقَ ْ
د مو َ ح الظ ّال ِ ُ ه َل يُفْل ِ ُ مثْوَايَ إِن َّ ُ ن َ س َ ح َ َربِّي أ ْ
َ َ
ن َربِّهِ ن َرأى بُْرهَا َ م بِهَا لَوَْل أ ْ ت بِهِ وَهَ َّ م ْ هَ َّ
ن
م ْ ه ِ شاءَ إِن َّ ُ ح َ سوءَ وَالْفَ ْ ه ال ُّ ف ع َن ْ ُ صر َ ك لِن َ ْ ِ كَذَل ِ َ
[ يوسف24،23 : ن صي َ خل َ ِ م ْ عبَادِنَا ال ْ ُ ِ
] ،كما قص علينا حادثة اجتماعية تتعلق بإتيان
سوَةٌ ل نِ ْ الفاحشة فقال عز من قائل :وَقَا َ
في ال ْمدينة ا َ
ن زيزِ تَُراوِد ُ فَتَاهَا ع َ ْ مَرأةُ الْعَ ِ َ ِ َ ِ ْ ِ
لضل ٍ َ حب ّا إِن ّا لنََراهَا فِي َ َ َ ً شغَفَهَا ُ سهِ قَد ْ َ نَفْ ِ
ت إِليْهِ َّ
ن َ َ َ مكْرِه ِ َّ َ
ن فَل َّ
سل ْ ن أْر َ ت بِ َ معَ ْ س ِ ما َ مب َِي ٍ ُ
نَ َ ّ ُ ً َ َ َ َ
منْهُ ّ حدَةٍ ِ ت كل وَا ِ مت ّكأ وَآت َ ْ ن ُ ت له ُ ّ وَأع ْتَد َ ْ
ْ َ َ َ َ َ
ه
ه أكبَْرن َ ُ ما َرأيْن َ ُ َ ن فَل َ ّ ج عَليْهِ َّ خُر ْ تا ْ سكِّينًا وَقَال ِ ِ
ّ ْ َ َ ّ
شًرا ما هَذ َا ب َ َ حاش لِلهِ ن وقُلن َ وَقَطعْن أيْدِيَه َ
َ َّ َ ُ ٌ ّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َّ
ن الذِي ت فذلِك ّ م قال ْ ملك كرِي ٌ ن هَذ َا إ ِل َ إِ ْ
م
ص َ ستَعْ َ سهِ فَا ْ ن نَفْ ِ ه عَ ْ متُن ّنِي فِيهِ وَلقَد ْ َراوَدْت ُ ُ َ َ لُ ْ
نم َ ن وَلَيَكُونًا ِ جن َ َّ س َ مُره ُ لَي ُ ْ ما آ ُ ل َ م يَفْعَ ْ ن لَ ْ وَلَئ ِ ْ
[ يوسف .] 32 - 30 :إنها ن صاِغرِي َ ال َّ
قصة واقعية عن حادثة تحريش جنسى بين
امرأة ورجل ،تعترف المرأة فيه أمام مجتمع
نسائى بطلب الفاحشة والمر بها ،وافتتان
النسوة برجل جميل .ولكن السلوب المعجز
والعرض الرائع للمر لم يحرك شهوة وأدَّى
الغرض الشرعى فى البيان.
َّ َ ُ َّ
ه
م الل ُ -4يقول الله تعالى :وَإِذ ْ تَقُول لِلذِي أنْعَ َ
َ ك عَلَي ْ َ َ َ
ق
ك وَات ّ ِ ج َ ك َزوْ َ س ْ م ِ ت ع َلَيْهِ أ ْ م َ عَلَيْهِ وَأنْعَ ْ
6
َ َّ
شى خ َ مبْدِيهِ وَت َ ْه ُ ما الل ّ ُ ك َ س َفي فِي نَفْ ِ
َ
خ ِه وَت ُ ْ َ الل
شاه ُ فَل َ َّ َ َ
ضى َزيْدٌ ما قَ َ خ َ ن تَ ْ حقُّ أ ْ هأ َ س وَالل ّ ُ النَّا َ
ن عَلَى ي َل يَكُو َ جنَاكَهَا لِك َ ْ منْهَا وَطًَرا َزوَّ ْ ِ
َ َ
ضوْا م إِذ َا قَ َ عيَائِهِ ْ ج فِي أْزوَاِج أد ْ ِ حَر ٌ ن َ منِي َ مؤ ْ ِال ْ ُ
َ َ
ن أْمُر الل ّهِ َمفْعُوًل ن وَطًَرا وَكَا َ منْهُ َّ ِ
[ الحزاب .] 37:إنه الحديث عن حكم
شرعى احتاج البيان فيه إلى ذكر الجماع
ولكن فى هذا الطار الطاهر البارع ( قضاء
الوطر ).
مع -5يقول الله عز وجل مبينا ً ما أحله لنبيه
جي تُْر ِ زوجاته – رضى الله عنهن
نمَ ِ شاءُ وَ َ ن تَ َ م ْ ك َ ن وَتُؤ ْوِي إِلَي ْ َ منْهُ َّ شاءُ ِ ن تَ َ م ْ َ
ك أدْنَى ك ذَل ِ َ َ
ح عَلي ْ َ جنَا َ ت فَل ُ َ ْ
ن عََزل َ م ْ م َّ ت ِ ابْتَغَي ْ َ
َ َ
نما آتَيْتَهُ َّ َ ِ نب َ ضي ْن وَيَْر َ حَز َّ ن وََل ي َ ْ ن تَقََّر أع ْيُنُهُ َّ أ ْ
َ َ كُلُّهُ َّ
ن الل ّ ُ
ه م وَكَا َ ما فِي قُلُوبِك ُ ْ م َ ه يَعْل َ ُ ن وَالل ّ ُ
ن بَعْد ُ وََل ل لَ َ ح ُّ ما َل ي َ ِ
م ْ سا ُء ِ ك الن ِّ َ حلِي ً ما َ عَلِي ً
َ َ َ
ن سنُهُ َّ ح ْ ك ُ جب َ َ ن أْزوَاٍج وَلَوْ أع ْ َ ْ م
ن ِ ل بِهِ َّ ن تَبَد َّ َ أ ْ
ه عَلَى ك ُ ِّ َ َ
يءٍ ش ْ ل َ ن الل ّ ُ ك وَكَا َ مين ُ َ ت يَ ِ ملَك َ ْ ما َ إ ِ ّل َ
[ الحزاب.] 52،51 : َرقِيب ً ا
َّ
فالميل القلبى واستحسان النساء أمور تبناها
القرآن وحكم بشرعه سواء للنبى أو لمته،
ما
م فِي َ ح عَلَيْك ُ ْ جنَا َ فقد قال سبحانه :وََل ُ
َ َ
م فِي ساءِ أوْ أكْنَنْت ُ ْ خطْبَةِ الن ِّ َ ن ِ م ْ م بِهِ ِ عََّر ْ
ضت ُ ْ
َ َ َ
ن َل ن وَلَك ِ ْ ستَذ ْكُُرونَهُ َّ م َ ه أنَّك ُ ْ م الل ّ ُ م عَل ِ َ سك ُ ْ أن ْ ُف ِ
ن تَقُولُوا قَوًْل َمعُْروفًا َ َ
سًّرا إ ِ ّل أ ْ ن ِ عدُوهُ َّ تُوَا ِ
[ البقرة.] 235 :
7
-6وقال تعالى مبينا ً الرغبة والستحسان من
النثى للذكر وبيان الميْل القلبى الطاهر
شي عَلَى م ِ ما ت َ ْ حدَاهُ َ ه إِ ْ جاءَت ْ ُ العفيف :فَ َ
َ َ
ماجَر َ كأ ْ جزي َ َ ك لِي َ ْ ِ ن أبِي يَدْع ُو َ ت إ ِ َّ حيَاءٍ قَال َ ْ ست ِ ْ ا ْ
ص
ص َ ص ع َلَيْهِ َالْقَ َ جا َءه ُ وَقَ َّ ما َ ت لَنَا فَل َ َّ سقَي ْ َ َ
ت َ
ن قال ْ َ مي َ ّ
ن القَوْم ِ الظال ِ ِ ْ م َ ت ِ جوْ َ ف نَ َ خ ْ ل ل تَ َ َ قَا َ
ن م جْره ُ إ ِ َّ ْ َ
ِ خيَْر َ ن َ ستَأ ِ تا ْ ما يَا أب َ ِ حدَاهُ َ إِ ْ
َ ُ َ ْ
ن ل إِنِّي أرِيد ُ أ ْ ن قَا َ مي ُ ت الْقَوِيُّ اْل ِ جْر َ ستَأ َ ا ْ
ن [ القصص26،2 : حدَى ابْنَت َ َّ ح َ ُ
ي هَاتَي ْ ِ ك إِ ْ أنْك ِ َ
.] 5إنها عّرضت بخطبة موسى عليه السلم
جْره ُ إ ِ َّ ْ َ
ن
م ِ خيَْر َ ن َ ستَأ ِ تا ْ بقولها يَا أب َ ِ
ْ
ن لذلك أدرك الب مي ُ ت الْقَوِيُّ اْل َ ِ جْر َ ستَأ َ ا ْ
الشفوق العارف ،فلم يقل لموسى إنى أريد
ح َ
ك أن تأجرنى ولكن قال :إنِي أُريد أ َ ُ
ن أنْك ِ َ ِ ُ ْ ِّ
ن إنه الحديث عن العجاب ي هَاتَي ْ ِ حدَى ابْنَت َ َّ إِ ْ
واستحسان الرجل من النثى العفيفة وطلب
النكاح ولكن حديث القرآن :حديث موضوعى
رصين يراعى الموقف والحال والحاجة ،وبل
ابتذال أو امتهان،
-7لقد تحدث القرآن عن العضاء التناسلية
بنفس النسق والرصانة والتَّحفَّظ فقال --:
حفَظُوا ضوا م َ
م وَي َ ْ صارِه ِ ْ ن أب ْ ِ منِين يَغُ ُّ ل لِل ْمؤ ْ ِ قُ ْ
ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ
َ
ما
خبِيٌر ب ِ َ ه َ ن الل َ م إِ ّ م ذل ِك أْزكى لهُ ْ جهُ ْ فُُرو َ
ن
م ْ ن ِ ض َض ْ ت يَغْ ُ منَا ِ مؤ ْ ِ ل لِل ْ ُ ن وَقُ ْ صنَعُو َ يَ ْ
جهُ َّ ْ َ
ن [ النور] 31،30 : ن فُُرو َ حفَظ َ ن وَي َ ْ صارِه ِ َّ أب ْ َ
مجهُ ْن فُُرو َ حافِظِي َ وقال تعالى :وَال ْ َ
ت [ الحزاب ،] 35 :وقال جل من حافِظَا ِ وَال ْ َ
8
َ َ
تصن َ ْ ح َ ن ال ّتِي أ ْ مَرا َ ع ْ
ت ِ م ابْن َ َ مْري َ َ قائل :وَ َ
َّ
جهَا [ التحريمَ ،] 12:وقال تعالى :وَالذِي َ
ن فَْر َ
ما َ َ ّ ُ
م أوْ َ جهِ ْ ن إ ِل ع َلى أْزوَا ِ حافِظو َ م َ جهِ ْ م لِفُُرو ِ هُ ْ
َ
نمي َ ملُو ِ م غَيُْر َ م فَإِنَّهُ ْ مانُهُ ْ ت أي ْ َ ملَك َ ْ َ
[ المؤمنون .] 6،5 :فالشأن ليس فى طرح
الموضوع والحديث عنه ،ولكن الشأن فى
أسلوب العرض ،وحسن القصد ،والغضاء
عن لفظ العيْب.
-8والحديث عن ممارسة الجماع ،أو ما يسمونه
بالجنس ،قد تناوله القرآن فى تشريعاته
ساؤ ُك ُ ْ
م الواجب العلم بها ،فقال تعالى :ن ِ َ
ث لَك ُم فَأْتوا حرثَك ُ َ
موا م وَقَ ِ
دّ ُ شئْت ُ ْ م أنَّى ِ ْ َ َْ ُ ْ حْر ٌ َ
َ ُ َ َ َ ّ َ ُ َ
ملقُوهُ م ُ موا أن ّك ْ ه وَاع ْل ُ م وَات ّقُوا الل َ سك ْ ِلن ْ ُف ِ
ن [ البقرة .] 223 :فسبحان منِي َ مؤ ْ ِ شرِ ال ْ ُ وَب َ ّ ِ
الحكيم العليم وهو يبيّن للمؤمنين طرق
الستمتاع بين الزوجين ويدلّهم برحمته على
أن يقدموا بينهم مرغبات الجماع والستمتاع
بالمداعبة والقبلة ولذيذ الكلم كما بينه
المفسرون ،ثم يصبغ هذا الجو الستمتاعى
بالحض على تقوى الله والخشية من ملقاته
عند الحساب ،وحتى ل تنقبض النفس فى
الستمتاع يبشرهم ربهم ليمانهم بالمتاع
الدائم فى الجنة ،ولو أن الجماع شئ مرزول
لم يكن ثوابا ً للمؤمنين فى الجنة ،فإن
المرزول منه ما خالف الشرع فالرزالة فى
المخالفة وليست فى الجماع.
9
-9يقول الله تعالى فى معرض شعيرة من
شرائع السلم وهى الصيام والعتكاف ---:
نم هُ َّ سائِك ُ ْ ث إِلَى ن ِ َ صيَام ِ الَّرفَ ُ ة ال ِّ م لَيْل َ َ ْ ل لَك ُ ح َّ أُ ِ
ن عَل ِم الل َّ َ َ
مه أنَّك ُ ْ ُ َ س لَهُ َّ م لِبَا ٌ م وَأنْت ُ ْ س لَك ُ ْ لِبَا ٌ
َ
َّ
م وَعَفَا ب عَلَيْك ُ ْ م فَتَا َ سك ُ ْ ن أن ْ ُف َ ختَانُو َ م تَ ْ كُنْت ُ ْ
ه
ب الل ُ ما كَت َ َ ن وَابْتَغُوا َ شُروهُ َّ ن بَا ِ م فَاْل َ ع َنْك ُ ْ
طخي ْ ُ م ال ْ َ ن لَك ُ ُ حتَّى يَتَبَي َّ َ شَربُوا َ م وَكُلُوا َوا ْ لَك ُ ْ
موا م أَت ِ ُّ جر ث ُ َّ ن الْفَ َ ْ ِ م َ سوَد ِ ِ ط اْل ْ
خي ْ ِ َ ن ال ْ َ َ م
ض ِ ُ اْلَبْي َ
َ
من وَأن ْ َت ُ ْ شُروهُ َّ ل وََل تُبَا ِ م إِلَى الل ّي ْ ِ صيَا َ ال ِّ
حدُود ُ الل ّهِ فَلَ ك ُ ْ
جدِ تِل َ سا ِم َ ْ
ن فِي ال َ عَاكِفُو َ
َ َّ َ َ
م
س لعَلهُ ْ ه آيَاتِهِ لِلن ّا ِ ن الل ّ ُ ك يُبَي ِّ ُ ت َ ْقَربُوهَا كَذَل ِ َ
ن [ البقرة .] 187 :إنه بيان من الله لما يَتَّقُو َ
أحله للناس من ( الَّرفث ) ( ،تختانون
( أنفسكم ) ( ،فالن باشروهن )،
وابتغوا ما كتب الله لكم ) ( ،ول تباشروهو
وأنتم عاكفون فى المساجد ) ،إن الله تعالى
كتب لنا – أى فرض – الحلل بالنكاح وجعل
الزوجين سترا ً حلل ً لكل الرغبات التى تؤدّى
َ
مم وَأنْت ُ ْ س لَك ُ ْ ن لِبَا ٌ فى الخلوة المباحة هُ َّ
ن إن تشريع فرض الصيام وبيانه س لَهُ َّ لِبَا ٌ
للناس ممزوج فى آية واحدة مع بيان
الستمتاع الجنسى ،مع أحكام العتكاف
والمساجد.
ل الحديث فيها من ذكر خ ُ -10وفريضة الحج لم ي ْ
َ
شهٌُر جأ ْ ح ُّ ( الرفث ) يقول المولى :ال ْ َ
ث وََل ج فََل َرفَ َ ح َّ ن ال ْ َ ض فِيهِ َّ ن فََر َ م ْ ت فَ َ ما ٌ معْلُو َ َ
ج ح ِّ ْ
ل فِي ال َ جدَا َ سوقَ وَل َِ فُ ُ
[ البقرة.] 197 :
10
-11وإباحة الستمتاع واستحسان الزوج وطلب
ما يرضى منه ،تشريع ذكره القرآن بقوله :
وإ َ
من َزوٍْج وَآتَيْت ُ ْ مكَا َ ل َزوٍْج َ ستِبْدَا َ ما ْ ن أَردْت ُ ُ َِ ْ
ْ َ ْ َ َ
ه
خذ ُون َ ُ شيْئًا أتَأ ُ ه َ من ْ ُ خذ ُوا ِ ن قِنْطاًرا فَل تَأ ُ حدَاهُ َّ إِ ْ
َ ْ
ضى ه وَقَد ْ أفْ َ خذ ُون َ ُ ف تَأ ُ مبِينًا وَكَي ْ َ ما ُ بُهْتَانًا وَإِث ْ ً
م ِميثَاقًا غَلِيظًا َ ضك ُ ْ َ
منْك ُ ْ ن ِ خذ ْ َ ض وَأ َ م إِلى بَعْ ٍ بَعْ ُ
[ النساء ،] 21،20 :وانظر إلى حديث القرآن
َ
ضك ُ ْ
م ضى بَعْ ُ عن الجماع فى قوله :وَقَد ْ أفْ َ
ض فل يشعر القارئ بخرج ول انقباض َ
إِلى بَعْ ٍ
نفس برغم الحديث عن عملية الجماع بين
الزوجين.
-12وفى معرض بيان المحرمات من النساء
َ
م جورِك ُ ْ ح ُ م ال ّلتِي فِي ُ يقول القرآنَ :وََربَائِبُك ُ ُ
م تَكُونُوا ن لَ ْ ن فَإ ِ ْ م بِهِ َّ خلْت ُ ْ م ال ّلتِي د َ َ سائِك ُ ُ ن نِ َ م ْ ِ
م [ النساء.] 23: ُ
ح عَليْك ْ َ جنَا َ ن فَل َُ م بِهِ َّ ْ
خلت ُ ْ دَ َ
فالتعبير عن الجماع بالدخول ل يدع للخيال
مجال لستثارة الغرائز.
-13وفى بيان التشريع لداء المهور يقول
نن فَآتُوهُ َّ منْهُ َّ م بِهِ ِ متَعْت ُ ْ ست َ ْما ا ْ القرآن :فَ َ
ُ
ة [ النساء ] 24 :فهو حديث ض ًن فَرِي َ جوَرهُ َّ أ ُ
عن الستمتاع بالنساء بل حرج ول خفاء.
-14يقول عز وجل فى معرض بيان الطهارة من
َ َ
سفَرٍ أوْ ضى أوْ ع َلَى َ مْر َ م َ ن كُنْت ُ ْ الحديث :وَإ ِ ْ
َ َ
ساءَ م الن ِّ َ ست ُ ُم ْ ط أوْ َل َ ن الْغَائ ِ ِ م َ م ِ منْك ُ ْ حد ٌ ِ جاءَ أ َ َ
صعِيدًا طَيِّبًا موا َ م ُ ما ًء فَتَي َ َّ جدُوا َ م تَ ِ فَل َ ْ
[ النساء ] 43 :فتعبير ملمسة النساء بدل ً من
لفظ مثل جامعتم النساء يصرف الذهن إلى
11
الحكم الشرعى بدل ً من فتح الخيال
الجنسى .وانظر إلى الحديث فى سياق واحد
عن المرض والسفر وقضاء الحاجة مع قضاء
الوطر من النساء ..كيف جاءت هذه الفعال
متوازية في بساطتها وضروراتها لحاجات
الناس واعتيادياتهم.
-15وانظر إلى هذا التعبير الرقيق الذى جاء فى
مناسبة مقدسة على لسان مريم البتول
َ
ن لِي وَلَدٌ ب أنَّى يَكُو ُ ت َر ِّ عليها السلم :قَال َ ْ
شٌر [ آل عمران ] 47 :كما سنِي ب َ َ س ْ م َ م يَ ْ وَل َ ْ
جاء نفس اللفظ تعبيرا ً عن الجماع فى
موضع ل يحمل ذكر الجماع فيه لنه موضع
انتهاء العلقة بين الزوجين فلم يعودا عندها
زوجين أو ممنوعين من الجماع كزوجين يباح
ن
م إِ ْ ح عَلَيْك ُ ْ جنَا َ لهما الجماع .قال تعالىَ :ل ُ
َ
نسوهُ َّ م ُّ م تَ َ ما ل َ ْسا َء َم الن ِّ َ طَل ّقْت ُ ُ
ن[ البقرة ،] 236 :وقال تعالى :وَإ ِ ْ
ن من قَب َ َ
ن [ البقرة: سوهُ َّ م ُّن تَ َ لأ ْ موهُ َّ ِ ْ ْ ِ طَل ّقْت ُ ُ
َ
نم ْ ن ِ ن يُظَاهُِرو َ .] 237وقال تعالى :وَال ّذِي َ
ن
م ْ حريُر َرقَبَةٍ ِ ما قَالُوا فَت َ ْ ِ ن لِ َ م يَعُودُو َ م ث ُ َّ
سائِهِ ْ نِ َ
ما َّ َ
سا [ المجادلة ] 3:إنه إعجاز ن يَت َ َ لأ ْ قَب ْ ِ
القرآن فى استخدام اللفظ المناسب اللئق
بالمقام.
-16وانظر الحديث عن ممارسة الجماع غير
المشروع واستخدام اللفظ الئق المناسب
ُ
ن فَإ ِ ْ
ن ص َّح ِ لهذه الحالة .يقول عز وجل :فَإِذ َا أ ْ
12
ما عَلَى شةٍ فَعَلَيْهِ َّ ح َ َ
ف َ ص ُ ن نِ ْ ن بِفَا ِ أتَي ْ َ
ب [ النساء.] 25 : ن الْعَذ َا ِ م َ ت ِ صنَا ِ ح َ م ْ ال ْ ُ
-17وعند الحديث عن العقوبة لمرتكب الجماع
غير المشروع يستخدم القرآن لفظا ً خاصاً
مى الفاعل به فيقول الله تعالى : يليق َر ْ
مائ َ َ
ة ما ِ َ ُ
جلِدُوا ك ّ ة وَال ّزانِي فَا ْ َ الَّزانِي َ ُ
منْهُ َ حد ٍ ِ ل َوا ِ
جلْدَةٍ [ النور ] 2 :كما يقول سبحانه وتعالى: َ
َ َ
ة َل ة وَالَّزانِي َ ُ شرِك َ ً م ْ ة أوْ ُ ح إ ّل َزانِي َ ً الَّزانِي َل يَنْك ِ ُ
ك [ النور ..] 3 :كما شرِ ٌ م ْ ينكحها إَّل زا َ
ن أوْ ُ َْ ِ ُ َ ِ َ ٍ
يصف عز وجل عباده البرار الطاهرين
َ
ن َل البعيدين عن َكل مخالفة لشرعه :وَال ّذِي َ
س ن النَّفْ َ خَر وََل يَقْتُلُو َ معَ الل ّهِ إِلَهًا آ َ ن َ يَدْع ُو َ
َ َ َ
ن قّ وََل يَْزنُو َ ح ِ ه إ ِ ّل بِال ْ َ م الل ّ ُ حَّر َ ال ّتِي َ
[الفرقان] 68 :
-18وعندما ينهى القرآن عن أفعال وأوضاع غير
مشروعة بين الرجال والنساء يقول عز
وجل :وآتوهُ َ ُ
تصنَا ٍ ح َ م ْ ف ُ معُْرو ِ ن بِال ْ َ جوَرهُ َّ نأ ُ ّ َ ُ
َ َ َ
ن [ النساء: خدَا ٍ تأ ْ خذ َا ِ مت ّ ِ ت وَل ُ حا ٍ سا ِف َ م َ غَيَْر ُ
ن
م َ ت ِ صنَا ُ ح َ م ْ ُ .] 25ويقول عز وجل :وَال ْ
َ
ن أُوتُوا ن ال ّذِي َ م َ ت ِ صنَا ُ ح َ م ْ ت وَال ْ ُ منَا ِ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
ُ
جوَرهُ َّ
ن نأ ُ موهُ َّ م إِذ َا آتَيْت ُ ُ ن قَبْلِك ُ ْ م ْ ب ِ الْكِتَا َ
ن خدَا ٍ خذِي أ َ ْ مت َّ ِن وََل ُ حي َ سافِ ِ م َ ن غَيَْر ُ صنِي َ ح ِ م ْ ُ
[ المائدة ] 5 :فالمسافِحة والمسافح
والخدْن ،رجل أو امرأة ،هو من يعاشر
ويجامع بطريق غير مشروع فيستحق لقباً
قبيحا ً يليق به مثل الزانى والزانية .إنه
الحديث المشروع عن الوضاع الجنسية
13
المستقبحة فى المجتمع يعرضها الشارع فى
سياق كريم يليق بالقرآن.
-19وانظر حيث تمتهن امرأة مهنة الجماع غير
المشروع ،بماذا يصفها القرآن بالوصف
المستقبح شرعا ً وعرفا ً فى كافة الزمنة
والمكنة .يقول عز وجل :وََل تُكْرِهُوا
صنًا [ النور: ح ُّ فَتياتِك ُم عَلَى الْبغَاءِ إ َ
ن تَ َ ن أَرد ْ َ ِ ْ ِ ْ ََ
َ
.] 33ويقول فى معرض الت ّب ّرى من هذه َ
ت الوصمة على لسان مريم الطاهرة :قَال َ ْ
َ
مشٌر وَل َ ْ سنِي ب َ َ س ْ م َ م يَ ْ م وَل َ ْ ن لِي غَُل ٌ أنَّى يَكُو ُ
ى والبغاء على ك بَغِيًّا [ مريم .] 20 :فالبغ ُّ أَ ُ
مدار التاريخ ل يوصم به إل أرزل من فى
المجتمع.
-20وكذلك عندما يقبَّح القرآن فعل قوم لوط
ويستنكر عليهم ذلك يقول عز وجل ---:إِنَّك ُ ْ
م
شهوة ً من دون الن ِسا ِء ب ْ َ ْ
م
ل أنْت ُ ْ َ ل َ ْ َ ِ ْ ُ ِ ّ َ جا َر َ ن ال ّ ِ لَتَأتُو َ
ن [ العراف .] 81:إنه الترفّع سرِفُو َ م ْ م ُ قَوْ ٌ
عن ذكر الفاحشة بين الرجال بذكر ( إتيان
الرجال ) شهوة ورغبة بدل ً من اشتهاء النساء
لنتكاس الفطرة البشرية فيهم.
-21وانظر كيف عالج القرآن الحديث عن كشف
العورات عند الرجال والنساء فقال عز وجل:
َ ْ َ َ
ت ملَك َ ْ ن َ م ال ّذِي َ ستَأذِنْك ُ ُ منُوا لِي َ ْ نآ َ يَا أيُّهَا ال ّذِي َ َ
م ثََل َ َ
ث منْك ُ ْ م ِ حل ُ َ م يَبْلُغُوا ال ْ ُ ن لَ ْ م وَال ّذِي َ مانُك ُ ْ أي ْ َ
ن
ضعُو َ ن تَ َ حي َ جرِ وَ ِ ة ال ْ َف ْ صَل ِلَ َ ن قَب ْ ِ م ْ ت ِ مَّرا ٍ َ
شاءِ ْ
صلةِ العِ َ َ ن بَعْد ِ َ م ْ ن الظهِيَرةِ وَ ِّ م َ م ِ ُ
ثِيَابَك ْ
م [ النور .] 58 :وكأن القرآن ت لك ُ ْ َ ث ع َوَْرا ٍ ثََل ُ
14
بواقعيه ينظم أوقات الجماع ويضفى عليها
أسباب الستر والصيانة حتى يستمتع الزواج
فى خلوة مأمونة.
-22وعندما تحدث القرآن عن الخطأ ومبدأ
الفتنة بين الرجل والمرأة وانكشاف
المخظور بتغرير الشيطان الغرور قال تعالى:
ن لِيُبْدِيَ لَهُ َ شيْطَا ُ ما ال َّ س لَهُ َ فَوَ ْ
ما وُورِيَ ما َ سوَ َ
ما [ العراف ] 20 :وقال سوْآتِهِ َ ن َ م ْ ما ِ ع َنْهُ َ
ما ذ َاقَا ال َّ ما بِغُُرورٍ فَل َ َّ َ
جَرةَ ش َ عز وجل :فَد َ ّلهُ َ
ما ن ع َلَيْهِ َ صفَا ِ خ ِ ما وَطَفِقَا ي َ ْ سوْآتُهُ َ ما َ ت لَهُ َ بَد َ ْ
جنَّةِ [ العراف ] 22 :إنه التعبير ق ال ْ َ ن وََر ِ م ْ ِ
عن الفرج فى هذا المقام ب ( السوأة ) لنه
جمع بين المخالفة والعورة واتباع الشيطان.
-23وعندما يتحدث القرآن عن المتناع عن إتيان
النساء المؤقت لعذرهن الشهرى يقول عز
ل هُوَ أَذ ًى ض قُ ْ حي ِ م ِ ن ال ْ َ ك عَ ِ سأَلُون َ َ وجل :وَي َ ْ
نض وََل تَقَْربُوهُ َّ حي ْ ِ م ِ ساءَ فِي ال ْ َ فَاع ْتَزِلُوا الن ِّ َ
ثحي ْ ُ ن َ م ْ ن ِ ن فَأتُوهُ َّ ن فَإِذ َا تَطَهَّْر َ حتَّى يَطْهُْر َ َ
ح ُّ َ ح ُّ َ ّ ه إ ِ َّ َ ّ َ
ب ن وَي ُ ِ ب الت ّوَّابِي َ ه يُ ِ ن الل َ م الل ُ مَرك ُ ُ أ َ
ن [ البقرة ] 222 :فبين القرآن متَطَهِّرِي َ ال ْ ُ
الجابة عن السؤال ولو يمتنع الشرع عن
الخوْض فى الموضوع لهمية الحديث عنه،
ثم بيّن أذاه للمجامع ،ونهاه عن الجماع فى
موضع الحرث حتى ينقطع الحيض ،وطلب
الجماع بعد التطهر صيانة ونظافة ومتعة لن
الله نظيف يحب النظافة الحسيَّة بالغتسال،
والمعنوية بالتوبة مما خالف الشرع .إن
15
أفعال البشر الفطرية تمارس ويحكمها
الشرع الحنيف ويتحدث عنها ويبيّن أحكامها
بل حرج أو خفاء ،ولكن فى تَنُّزهٍ ونقاء.
-24إن تعقل الطفال ووصولهم لمرحلة النضوج
العقلى والجسمانى بما فيه النضوج الجنسى
وبروز أعضائه وآثاره يتحدث عنه القرآن
بألفاظ يتحملها الموقف فيقول عز وجل :
ْ غ اْلَطْفَا ُ
ستَأذِن ُ َوا ك َ َ
ما م فَلْي َ ْ حل ُ َ م ال ْ ُ منْك ُ ُل ِ وَإِذ َا بَل َ َ
َ ْ
ه لَك ُ ْ
م ن الل ّ ُ ك يُبَي ِّ ُ م كَذَل ِ َ ن قَبْلِهِ ْ م ْ ن ِ ن َال ّذِي َ ستَأذ َ َ ا ْ
م [ النور .] 59 :كما بين حكِي ٌ م َ ه عَلِي ٌ آيَاتِهِ وَالل ّ ُ
الشرع الحدود الشرعية فى التعامل مع
ً
الطفال قبل البلوغ وبعد البلوغ لن شيئا ما
حدث لهم لبد ّ أن يُبيّن ويتحدث عنه ول
َ َ
منُوا نآ َ م ،فقال َ عز وجل :يَا أيُّهَا ال ّذِي ََ ْ
يتكت َّ
َ
من لَ ْ م وَال ّذِي َ مانُك ُ ْ ت أي ْ َ ملَك َ ْن َ م ال ّذِي َ ستَأذِنْك ُ ُ لِي َ ْ
ت [ النور.] 58 : مَّرا ٍ ث َ م ثََل َ منْك ُ ْ م ِ حل ُ َ يَبْلُغُوا ال ْ ُ
فللطفال قبل البلوغ حكم ولهم بعد البلوغ
حكم ..فلماذا ل يبيّن للطفال أحكام دينهم
بزعم أن ذلك فيه حرج وقد قال الله عن
حَرٍج ن َ م ْ ن ِ م فِي الدِّي ِ ل ع َلَيْك ُ ْ جعَ َ ما َ شريعته وَ َ
[ الحج.] 78 :
السنَّة المطهرة استفاضت
فى بيان العلقات الجنسية
إذا كان القرآن العظيم أجمل الحديث عن موضوع
الجنس والعلقات بين الرجال والنساء ،فإن السنة
النبويَّة قد بينت كل ما يحتاجه الناس من هذه المور،
فى وضوح شديد ل يحتاج إلى بيان آخر ،ولكن بيان
16
السنة اغترف من عذب ألفاظ القرآن واللغة ،وبأسلوب
واقعى عملى لكمال البيان ،وفيه العفَّة والطهر
والرصانة إل ما اضطر له الحال لتوصيل البيان ،فل
حياء في بيان الدين ،ومن باب :الضرورات تبيح
المحظورات.
عن أسئلة الناس ∗∗ مسائل أجاب فيها النبى
-1عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى
قال " إنما أنا لكم بمنزلة الوالد ،أعلمكم "
يعلمنا رواه أبو داود والنسائى .إن النبى
الدين بأمر الله تعالى ،فهو فى تعليمه لنا
مثل الوالد لولده يجب عليه تعليمهم ما
يلزمهم وما يحتاجون إليه ،وعليه أن يجيبَهم
عن كل أسئلتهم ل حرج ،وهكذا من باب
الوْلى على الوالدين أن يقوموا بذلك أيضاً
وبل حرج ول يمنعهم الحياء من ذلك التعليم
وذلك البيان.
-2عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال" :
بأنه ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله
تصيبه الجنابة من الليل ،فقال له رسول الله
م " رواه
" توضأ واغسل ذكرك ثم ن ً ُ
البخارى.
-3عن جابر رضى الله عنه فى أناس معه قال:
فى الحج " أهْلَلْنا أصحاب رسول الله
خالصاً ،ليس معه عمرة ،فقدم النبى
رابعة مضت من ذى الحجة ،فلما قدمنا أمرنا
17
ُ أن نح َّ
ل ،وقال :أحل ّوا وأصيبوا من النبى
َّ َّ
النساء ...فبلغه أنا نقول :لما لم يكن بيننا
وبين عرفة إل خمس أمرنا أن نحل إلى
نسائنا فنأتى عرفة تقطر مذكيرنا المذ ْى!!
:فقال قد علمتم أنى فقام رسول الله
أتقاكم لله وأصدقكم وأبّركم ،ولول هديى
َ
لحللت كما تحلون ،فحل ّوا ،فلو استقبلت من
أمرى ما استدبرت ما أهديت .فحللنا وسمعنا
وأطعنا فواقعنا النساء وتطيَّبنا بالطيب ولبسنا
ثيابنا" رواه البخارى ومسلم .فقول جابر
بلغه قول رضى الله عنه أن النبى
الصحابة – نحل إلى نسائنا فنأتى عرفة تقطر
مذكيرنا المذ ْى – يطلعنا على الحديث عن
تلك المور .دين يتعلمه الناس كما تعلمته
َ
الصحابة من رسول الله ،وكما عل ّمه جابر
رضى الله عنه لصحابه من بعد رسول الله
.
-4عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال":
جاءت أم سليم وهى جدة إسحاق إلى رسول
فقالت له وعائشة عنده :يارسول الله
الله :المرأة ترى ما يرى الرجل فى المنام،
فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه.
حت النساء فقالت عائشة :يا أم سليم فض ْ
تربت بمينك .فقال لعائشة :بل أنت فتربت
يمينك ،نعم فلتغتَسل يا أم سليم ..إذا رأت
18
ذاك " رواه مسلم .فها هى امرأة من النصار
عن احتلم المرأة وخروج تسأل النبى
وجوب ى منها ورؤيته ويبيّن لها النبى
المن ّ
الغتسال عليها ،بل ويدفع ويدفع اعتراض
عائشة ويخطئها لحراجها لم سليم فى
السؤال.
-5عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
قال ":سمعت أبا هريرة رضى الله عنه يقص
يقول فى قصصه:من أدركه الفجر جنبا ً فل
م .فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث ص ْ
يَ ُ
فأنكر ذلك ،فانطلق عبد الرحمن وانتطلقت
معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضى
الله عنهما ،فسألهما عبد الرحمن عن ذلك.
قال :فكلتاهما قالت :كان النبى rيصبح جنباً
من غير حلم ثم يصوم" رواه البخارى
ومسلم .فها هى عائشة قد تعلمت من النبى
rفأجابت الرجال كما أجاب النبى rالنساء،
فالحديث فى تلك المور للبيان والتعليم
واجب ،حتى يتعلم الجميع أمور دينهم ،وحتى
يبقى العلم بالدين باقيا ً محفوظا ً فى المة.
-6عن سليمان بن يسار " أنه سأل أم سلمة
َ
صومرضى الله عنها عن الرجل يصبح جنبا ً أي َ ُ
؟ قالت :كان رسول الله rيصبح جنبا ً من غير
احتلم ثم يصوم" رواه مسلم .وقد يتساءل
متسائل ويقول :لماذا لم يرسل أحدهم
امرأته لتسأل عن هذا المر بدل ً من أن
19
يسأل رجل امرأة؟ فأقول :العلماء يتلقون
العلم من مصادره بحسن قصد وعفّة وتقوى
ل يخطر بالبال شئ من تعاليل العقول
الفاسدة ،ولذلك تم حفظ الدين بأحكامه
وتفاصيله وانتفع الجميع بعلماء الرجال
وعالمات النساء.
-7عن عطاء بن يسار عن رجل من النصار
رضى الله عنه ":أنه قبّل امرأته وهو صائم،
فأمر امرأته أن تسأل النبى rعن ذلك.
فسألته ،فقال :إنى أفعل ذلك .فقال زوجها:
ير َّ
خص الله لنبيّه فيما يشاء ،فرجعت ،فقال:
أنا أعلمكم بحدود الله وأتقاكم" رواه عبد
الرزاق بإسناد صحيح ،كما ذكره صاحب فتح
البارى ،فهذه امرأة تسأل النبى rعن قبلة
الصائم وترجع إليه أخرى لتناقشه فى قول
زوجها والنبى rيخبرها أنه يفعل ذلك وهو
أعلم وأتقى من زوجها وأن ذلك ليس فيه
تعد َّ لحدود الله .ولذلك يروى عروة بن الزبير
عن خالته عائشة رضى الله عنها أنها قالت" :
ن كان رسول الله rليقبَّل بعض أزواجه إ ْ
وهو صائم ،ثم ضحكت" رواه مسلم ورواه
البخارى وقال ابن حجر فى شرحه :يحتمل
من خالف فى هذا ،وقد ضحكها التّع ُّ
جب م َّ
يكون الضحك خجل ً لخبارها عن نفسها بذلك.
انتهى .ولما سأل عمر بن أبى سلمة ،وهو
20
تربّى فى حجره ،لما r ربيب رسول الله
أ َّ
مه أم سلمة رضى الله عنها" ، r تزوج النبى
:أيقبل الصائم؟ فقال r أنه سأل رسول الله
س ّ
ل هذه – أم سلمة – َ : r له رسول الله
يصنع ذلك ،فقال: r فأخبرتْه أن رسول الله
قد غفر الله لك ما تقدّم من r يارسول الله
ذنبك وما تأخر .فقال له رسول الله rأما
والله إنى لتقاكم لله وأخشاهم له" رواه
مسلم .إن الحديث فى تلك المور من
المسائل المستفيضة فى المجتمع الطاهر،
مواَراةٍ ول
يسألون ليتعلموا أمور دينهم بِل َ ُ
مداراة.
ُ
-8عن عائشة زوج النبى rقالت " :إن رجلً
سأل رسول الله rعن الرجل يجامع أهله ثم
يُكْسل هل عليهما من غسل؟ -وعئشة
-فقال رسول الله : rإنى لفعل جالسة
ذلك أنا وهذه ثم نغتسل" رواه مسلم .إن
بيان أمر الدين فرض وبكافة المواقف
والطرق ،ول حرج فى أحكام الدين ،فطالما
الشأن لمر الدين فإن الغرائز تكون ساكنة،
والقلوب طاهرة ،والنفوس كبيرة ،فعن أبى
بكر بن عبد الرحمن قال " :كنت أنا وأبى
فذهبت معه حتى دخلنا على عائشة رضى
21
إن rالله عنها قالت :أشهد على رسول الله
كان ليصبح جنبا ً من جماع غير احتلم ثم
يصومه ،ثم دخلنا على أم سلمة فقالت مثل
ذلك" رواه البخارى ومسلم ،فالوالد مع ولده
وبل تحّرج يتحدثان مع امرأة أجنبية على علم
بدين ربها عن تلك المور وتجيب عن
أسئلتهما ،ثم يتأكد الحكم فيما يسألن عنه
من بعدهما بسؤال امرأة أخرى ،ثم يخبران َ
من الناس عن شأن من شئون الدين ،وليس
شأن من شئون الجنس ومثيراته.
-9عن عبد الله بن شهاب الخولّنى قال " :كنت
نازل ً على عائشة ،فاحتلمت فى ثوبى
فغمستهما فى الماء ،فرأتنى جارية لعائشة
ى عائشة فقالت :ما ت إل َّ
فأخبرتها ،فبعث ْ
حملك على ما صنعت بثوْبيك؟ قال :قلت:
رأيت ما يرى النائم فى منامه .قالت :هل
رأيت فيهما شيئاً؟ قلت :ل .قالت :فلو رأيت
شيئا ً غسلته ،لقد رأيتنى وإنى لحكّه من ثوب
رسول الله rيابسا ً بِظِفّرى" رواه مسلم.
ففى الحديث نعلم أن رجل ً ضيْفا ً على أهل
بيت فاحتلم وقام بغسل موضع المنى من
ثوبيْه وتراه امرأة من أهل البيت فتخبر
السيدة عائشة زوج النبى ،rوعندها العلم
بالدين ،فترسل لهذا الضيف وتسأله عن
صنيعه لعلمها أنه جاهل بحكم ما يصنع ،ثم
تعلمه وتخبره أن هذا الشأن علمته من
22
رسول الله ،rإنه العلم بالدين ووجوب
تعليمه وتعلّمه من الجميع ،ل فرق فى
الحديث عنه العلم بين الرجال والنساء ،إنهم
لم ينظروا للمر كنظرة أهل العصر الذين
جهلوا أمور دينهم فأخذوا شئونهم عن أهل
الغرب الذين ل يعرفون إل شئون غرائز
البهائم والحديث عما ّ أطلقوا عليه الجنس.
-10عن زينب بنت أبى سلمة " :أن أم سلمة
ت وأنا مع النبى rفى الخميلة
ض ُ
ح ْقالتِ :
ت فخرجت منها ،فأخذت ثياب سلَل َ ُ
فان ْ َ
حيضتى فلبستها ،فقال لى رسول الله :r
ت؟ قلت :نعم .قدعانى فأدخلنى معه َ
أن َ ِف ْ
س ِ
كان r فى الخميلة .قالت :وحدثتنى أن النبى
r يقبلها وهو صائم ،وكنت أغتسل أنا والنبى
من إناء واحد من الجنابة" رواه البخارى
ومسلم .زينب راوية الحديث هى بنت أم
سلمة رضى الله عنهما ،فهنا الم مع بنتها
تحدثها وتعلمها أمور الدين ،وتخبرها أنها
rعندما كانت تحت غطاء واحد مع زوجها
حاضت فانسلت فى حياء النثى لتَتَحفَّظ من
دم الحيض فيؤانسها ويرفع عنها الحرج
ويدعوها لتعود للفراش معه رغم حيضتها ،ثم
تحدَّث الم عن جوانت أخرى فى نفس
الموضوع أن القبلة للصائم مباحة وأنها
23
فعلتها مع النبى ،rثم تحدَّثها عن الغتسال
بعد الجماع مع الزوج من إناء واحد معاً .إن
الحديث يدعو كل أم أن تعلم أولدها ،وخاصة
الناث منهن ،أمور دينهم بصراحة ووضوح،
لن الجهل والتَّعتيم والخجل بهذه المور يضّر
سوِىَّ .ثمالمجتمع ويدفع الصغار لسلوك غير َ
إن أم سلمة وأخواتها من أمهات المؤمنين
ن مدارس للمجتمع وللمة رضى الله عنهن ك ُ َّ
جميعاً ،ولذلك يجب على القائمين على
التعليم بالمدارس القيام بهذا الشأن ديناً
وليس من باب الثقافة الجنسية.
-11بل أَبْعد من ذلك كله حرص معلم البشرية r
على إخبار المة بمكائد الشيطان فى هذا
المر بطريقة عملية يطبقّها بنفسه الشريفة
حتى تؤخذ عنه لشيوع خطرها وبيان التَّحصن
منها ،عن جابر بن عبد الله رضى الله
عنهما ":أن رسول الله rرأى امرأة فأتى
ة لها ،فقضىمنِيئ َ ً
س َ
معَ ُ
امرأته زينب وهى ت َ ْ
حاجته ،ثم خرج إلى أصحابه فقال :إن المرأة
تقبل فى صورة شيطان وتُدْبر فى صورة
شيطان ،فإذا أبْصر أحدكم امرأة فليأت أهله
فإن ذلك يرد ُّ ما فى نفسه" رواه مسلم.
فرحم الله علماء هذه المة الذين رأوا من
الصدق والمانة والحسان أن يحفظوا لنا
سنة رسول الله rفى أمور النكاح
والستمتاع الجنسى ،فماما ً كما حفظوا لنا
24
سنته فى أمور العبادات والمعاملت والخلق
والداب ،لن حياة النبى rبيان بالقول
والفعل والحال لكل البشر لما يريده الله
تعالى منهم ،فل يخرج فعل بشرى من بيان
نبوى ،لذلك كان النبى rيسلك مع أصحابه
وأمامهم سلوك البشر بيسر وسهولة وصدق،
فحفظت كل تلك المواقف النبوية المبيَّنة من
خلل سلسلة من العلماء نساء ورجال ،فكلها
سنن واجب نقلها والعلم بها وتبليغها.
-12عن معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما
أنه ":سأل أخته أم حبيبة زوج النبى :rهل
كان رسول الله rيصلى فى الثوب الذى
يجامعها فيه؟ قالت :نعم إذا لم ير فيه أذى"
رواه أبو داود .ففى الحديث أن الخ يسأل
أخته ويتعلم منها أمور الدين فى مسائل
الجنس ،ثم يخبر غيره بتلك المور قربة إلى
الله تعالى.
-13روى المام مالك بن أنس رحمه الله
سئل ابن عباس فىالموطأ" :عن ذفيف قالُ :
رضى الله عنهما عن العَْزل ،فدعا جارية له
فقال :أخبريهم .فكأنها استحيت ،فقال :هو
ذلك ،أما أنا فأفعله ،يعنى أنه يعزل" والعزل
هو إنزال المنى خارج فرج المرأة عند
حبْر المة ابن عباس رضى الله الجماع ،فهذا َ
عنهما يخبر بهذه الطريقة للجماع وأنها
مشروعة وأنه يفعلها مع جاريته ،ويخبر بذلك
25
أمامها رغم استحيائها ،لنه بيان للمشروع
من الدين.
-14وفى البخارى ومسلم حديث وفاة ابن أبى
طلحة من أم سليم رضى الله عنهما" :
فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ،ثم تصنَّعت
له أحسن ما كانت تصنَّعُ قبل ذلك فوقع بها،
فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت :يا
أبا طلحة أرأيت لو أن قوما ً أعاروا عاريتهم
أهل بيت ،فطلبوا عاريتهم أَلَهُم أن يمنعوهم؟
حتسب ابنك .فغضب وقال قال :ل .قالت :فا ْ
َ
تركتنى حتى تلط ّخت ثم أخبرتنى بابنى!!
فانطلق حتى أتى رسول الله فأخبره بما
كان ،فقال رسول الله :rبارك الله لكما فى
غابر ليلتكما" تلك المرأة الصالحة تصنّع
لزوجها أحسن ما كانت تصنَّع – أى تتزيَّن له
– ويخبر ابنها أنس رضى الله عنه أنه وقع بها
– أى جامعها – ثم يذهب الرجل إلى الرسول
rويخبره بكل تفصيل ،ثم يبارك النبى rذلك
الجماع ويدعو لهما ،ويخبر أنس راوى القصة
أن سليم رضى الله عنها حملت من تلك
الليلة فولدت غلماً ...
-15عن عكرمة أن رفاعة طلّق امرأته فتزوجها
عبد الرحمن بن الزبير القرظى .قالت
عائشة :وعليها خمار أخضر ،فشكت إليها
وأرتها خضرة بجلدها ،فما جاء رسول الله r
-والنساء ينصر بعضهن بعضا ً – قالت عائشة:
26
ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات!! لجلدها
أشد خضرة من ثوبها .قال :وسمع زوجها أنها
قد أتت رسول الله rفجاء ومعه ابنان له
من غيرها ،قالت :والله ما لى إليه من ذنب
إل أن ما معه ليس بأعنى عنى من هذه،
وأخذت هُدّبَة من ثوبها – وفى رواية :فلم
ة واحدة ،لم يصل منى إلى شئ يقربنى إل هَن َ ً
– وفى رواية :فسمع خالد بن سعيد قولها
وهو بالباب لم يؤذن له ،فقال خالد :يا أبا بكر
أل تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله .r
سم. فل والله ما يزيد رسول الله rعلى التَّب ُّ
ت والله يا رسول الله ،إنى فقال زوجها :كذب ْ
لنفضها نفض الديم ولكنها ناشز تريد رفاعة،
َ
فقال رسول الله :rفإن كان ذلك لم تحل ّى
سيْتك. له أو لم تصلحى له حتى يذوق من ع ُ َ
قال :وأبصر معه ابنين له،فقال :بنوك هؤلء؟
قال :نعم .قال :هذا الذى ما تزعمين ،فوالله
لهم أشبه به من الغراب بالغراب" رواه
البخارى ومسلم .فى هذا الحديث شكوى
عنَّين – أى ليس له ما زوجة من زوجها أنه ِ
ً
للرجال – وأنه لم يذنب معها شيئا غير أنها ل
صل على حقها منه عند الجماع ،ويحلف تتح ّ
زوجها أنه يجامعها كأحسن ما يجامع الرجل
زوجته ،ولكنها تريد العودة إلى زوجها السابق
r رفاعة فَتَكْذب فى دعواها .ويخبرها النبى
27
بحكم الرجوع إلى زوجها السابق بأن زوجها
الحالى لبد من أن (تذوق عسيلته) حتى تحل
للسابق إن طلقها زوجها ،ثم يكذبها النبى فى
زعمها أن زوجها عنين حيث رزق الولدين من
من فى المجلس زوجة سابقة .كل ذلك و َ
يسمع ،عائشة وخالد ،وأبو بكر وغيرهم رضى
الله عنهم ،والنبى rيقر ذلك ويبتسم ،إنها
أحكام الدين وقضايا المسلمين ل عيب فى
الحديث فيها وعلى المل ،وليست مجرد
(ثقافة جنسية).
-16عن سلمة بن صخر النصارى رضى الله عنه
ت من جماع النساء قال " :كنت رجل ً قد أوتي ُ
ما لم يؤ ْث غيرى ،فلما دخل رمضان
ى
تظاهرت من امرأتى – أى قال لها :أنت عل ّ
مى – حتى ينسلخ رمضان،فرقًا من كظهر أ َّ
أن أصيب منها فى ليلتى فأتابع فى ذلك – أى
يكرر الجماع – إلى أن يدركنى النهار وأنا ل
أقدر أن أنزع .فبينما هى تخدمنى ذات ليلة إذ
ت عليها ( وفىشف لى منها شئ ،فوثب ُ تك َّ
29
بتفصيل فيه الرحمة ،ثم ل يجد المخالف عند
رسول الله سوى السعة والبركة .لم يُبْدِ r
الكراهة من الفعل والحديث عنه ،ولم يعاتب
أو يعاقب ،بل البيان والحكم الشرعى فى
واقعية بشرية رحيمة.
-17وقريب من هذا السلوك النبوىّ سلكه تلميذ
المام مالك ،وهو القاسم بن محمد ،فقد
حدث ربيعة بن أبى عبد الرحمن" أن رجلً
َ
ت – أىأتى القاسم بن محمد فقال إنى أفَض ُ
من عرفات – وأفضت معى بأهلى ،ثم عدلت
إلى شعب فذهبت لدنو من أهلى فقالت:
إنى لم أقصر من شعرى بعد .فأخذت من
شعرها بأسنانى ،ثم وقعب بها ،فضحك
مْرها فلتأخذ من شعرها
القاسم وقالُ :
ميْن" رواه مالك فى الموطأ .والجلمين جل َ َ
بال َ
هو المقص
-18عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه " :أن
أرسل إلى رجل من النصار r رسول الله
فجاء ورأسه يقطر ،فقال النبى :rلعلنا
أعجلناك؟ فقال :نعم .فقال رسول الله :rإذا
ت أو قُحطْت فعليك بالوضوء ( وفى ُ
أع ْجل َ
رواية :فخرج يجّر إزاره ،فقال رسول الله :r
أعجلنا الرجل) رواه البخارى ومسلم .ومعنى
قحطت أى جامعت زوجتك ولم تنزل.
فالحديث عن الجماع وإنزال المنى وعدم
30
نزوله ،وأمام الناس ،وإقرار النصارى أنه
أُع ْجل ولم يتم جماعه كاملً ،كل ذلك لم
يتحرج منه الصحابة وبينهم معلمهم كالوالد
يعلمهم أمور الدين.
-19وفى القصة الطريفة التى روتها كتب
السيرة وكتب التفاسير وأنقلها عن ابن حجر
العسقلنى فى شرحه فتح البارى قال :عن
عكرمة قال :كان عبد الله بن رواحة رضى
الله عنه مضطجعا ً إلى جنب زوجته فقام إلى
جاريته ،فذكر القصة وأن زوجته شاهدته فوق
حد ذلك ،أى أنكره، ج َ
جاريته يجامعها ،وأنه َ
جنب ل ً
فطلبت منه أن يقرأ لها قرآنا لن ال ٌ
يقرأه فقال لها هذه البيات من شعره هو:
إذا وفينا رسول الله يتلو كتابه -20
انشق معروف من الفجر ساطع
به ى فقلوبناأرانا الهدى بعد العَم َ
موقنات أن ما قال واقع
إذا يبيت يجافى جنبه عن فراشه
استثقلت بالمشركين المضاجع
-21فقالت المرأة رضى الله عنها :آمنت بالله
وكذَّبت بصرى .وذهب عبد الله بن رواحة إلى
النبى rفأخبره فضحك rحتى بدت نواجذه.
إنها قصة حدثت فى الخفاء في بيت أحد
الصحابة ،فيها الحديث عن الجماع وغيرة
الزوجة من رؤيتها الزوج يجامع غيرها ،يحكيها
لطرافتها وينقلها العلماء بل r الصحابى للنبى
تحرج.
31
r -22عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبى
أخبرته " :النكاح فى الجاهلية كان على أربعة
أنحاء .فنكاح منها نكاح الناس اليوم ،يخطب
صدقها ثم الرجل إلى الرجل وليَّته أو ابنته في ُ ْ
ينكحها .ونكاح آخر:كان الرجل يقول لمرأته
– إذا طهرت من ظَمثها :أرسلى إلى فلن
فاستبضعى منه – أى اطلبى منه الجماع –
ويعزلها زوجها ول يمسها أبدا ً حتى يتبيَّن
حملها من ذلك الرجل الذى تستبضع منه،
فإذا تبيّن حملها أصابها زوجها إذا أحب ،وإنما
يفعل ذلك رغبة فى نجابة الولد ،فكان هذا
النكاح نكاح الستبضاع .ونكاح آخر :يجتمع
الرهط مادون العشرة ،فيدخلون على
المرأة ،كلهم يصيبها ،فإذا حملت ووضعت
مَّر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، وَ َ
فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى
يجتمعوا عندها ،فتقول لهم :قد عرفتم الذى
ت فهو ابنك يا فلن، كان من أمركم ،وقد ولد ُ
ى من أحبت باسمه فيلحق به ولدها ،ل تسم َّ
يستطيع أن يمتنع منه الرجل .والنكاح الرابع:
يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة ل
ن البغايا ،كن ينصبْن على تمنع من جاءها ،وه ّ
أبوابهن رايات تكون علما ً لمن أرادهن دخول
عليهن ،فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها
جمعول لها ودعوا لهم القافة ،ثم ألحقوا
ى ابنه ل ولدها بالذى يرون فالتاطته به ودُع َ
يمتنع من ذلك .فلما بعث محمد rبالحق
32
هدم نكاح الجاهلية كله إل نكاح الناس
اليوم" .رواه البخارى .فهذه أم المؤمنين
عائشة رضى الله عنها تؤَّرخ للنكاح وتتحدث
عن الجماع بين الرجال والنساء وأشكاله
ويتناقل العلماء ومنهم المام البخارى .ذلك
التاريخ على لسان السيدة عائشة رضى الله
لبيان ُر ْ
شد هذه الشريعة r عنها زوج النبى
r الغراّء ،وأن الله تعالى اختار لمة محمد
أصلح وأطهر أنواع الجماع.
السؤال عن أمور الجنس وبيان
مشروعيته
ى بن كعب رضى الله عنه أنه قال " :يا ُ
-1عن أب َ ّ
رسول الله ،إذا جامع الرجل المرأة فم يُنْزل؟
( وفى رواية :الرجل يصيب من المرأة ثم
يُكْسل؟) قال :يغسل ما م َّ
س المرأة منه ثم
يتوضأ ويصلى" .رواه البخارى ومسلم .فهذا
وضع يحدث للناس ،فكيف ل يبينه الشرع؟!!
ورضى الله عن الصحابة الطهار إذا سألوا عن
هذه الوضاع للجماع ،فعلمنا أحكام الشرع
فعبدنا الله تعالى على علم ،ورحم الله علماء
السلم إذ ْ بيَّنوا ما نُسخ من هذه الحكام وما
بقى حكه.
-2عن زيد بن خالد أنه سأل عثمان بن عفان
رضى الله عنه قال " :أرأيت إذا جامع فلم
ن ؟ قال عثمان :يتوضأ كما يتوضأ للصلة م ِ
يُ ْ
ويغسل ذكره" رواه البخارى ومسلم .فذكر
33
الجماع والمنى والغسل وعضو الرجل أمور
تذكر للعلم والعبادة ،ويسأل عنها ويجاب
عليها ،وبل حرج.
-3عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال":
قال عتبان :يا رسول الله ،أرأيت الرجل يعجل
ن ،ماذا عليه؟ قال رسول م ِ
عن امرأته ولم ي ُ ْ
الله :rإنما الماء من الماء" .رواه مسلم.
-4عن زيد بن أسلم رضى الله عنه " :أن رجلً
ل لى منسأل رسول الله ،rفقال :ما يَخ ُّ
37
الله :rاصنعوا كل شئ إل النكاح" .رواه
مسلم.
-15عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال" :
يارسول الله ،أينام أحدنا وهو جنٌب؟ قال :نعم،
م" .رواه البخارى توضأ واغسل ذكرك ث ُ َّ
م نَ ْ
ومسلم.
-16عن المقداد بن السود قال " :سألت رسول
الله rعن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه
مذ ْى ماذا عليه؟ فقال :إذا وجد ذلك أحدكم
ال َ
فلينضح فرجه بالماء وليتوضأ وضوءه للصلة".
رواه مالك فى الموطأ.
-17عن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه أن رسول
ضع أحدكم صدقة قالوا: الله rقال " :وفى ب ُ ْ
يارسول الله ،أيأتى أحدنا شهوته ويكون له
فيها أجر؟ قال :أرأيتم لو وضعها فى حرام
أكان عليه وِْزر؟ فكذلك إذا وضعها فى الحلل
كان له اجر" رواه مسلم .إنه تكريم لممارسة
المتعة الحلل واعتبارها من الصالحات التى
يثاب عليها المرء.
-18عن عائشة رضى الله عنها قالت ":كانت
امرأة عثمان بن مظعون تختضب وتطيّب
ى فقلت لها :مالك؟ فتركته ،فدخلت عل ّ
فقالت :عثمان ل يريد الدنيا ول يريد النساء،
فلقيه النبى rفقال :يا عثمان أما لك ف َّ
ى
أسوة؟ إن لهلك عليك حقاً ،فأتتهم المرأة بعد
ه قالت:م ْ
ذلك عطرة كأنها عروس فقلنَ :
38
أصابنا ما أصاب الناس" .رواه أحمد
والطبرانى.
-19عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ":كان
من أمر أهل الكتاب أن ل يأتوا النساء إل على
حرف ،وذلك أستر ما تكون المرأة ،فكان هذا
ى من النصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، الح ُّ
ى من قريش يشرحون النساء وكان هذا الح ّ
شرحا ً منكراً ،ويتلذَّذ ُون منهن مقبلت
ومدبرات ومستلقيات ،فلما قدم المهاجرون
المدينة ،تزوج رجل منهم امرأة من النصار
فذهب يصنع بها ذلك ،فأنكرته عليه ،وقالت:
إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإل
شرِىَ امرهما ،فبلغ ذلك فاجتنبنى ،حتى َ
رسول الله ،rفأنزل الله عز وجل :ن ِ َ
ساؤ ُك ُ ْ
م
ث لَك ُم فَأْتوا حرثَك ُ َ
م رواه أبو م أنَّى ِ
شئْت ُ ْ ْ َ ْ ُ ْ حْر ٌ
َ
داود.
-20عن أم سلمة رضى الله عنها قالت ":لما قدم
المهاجرون المدينة على النصار تزوّجوا من
جبُّون ،وكانت نسائهم ،وكان المهاجرون ي ُ ِ
جبَّى ،فأراد رجل من المهاجرين النصار ل ت ُ َ
امرأته على ذلك ،فأبت عليه تسأل رسول الله
:rقالت :فأتَتْه ،فاستحيَت أن تسأله ،فسألته
م فَأْتُوا
ث لَك ُ ْ
حْر ٌ ساؤ ُك ُ ْ
م َ أم سلمة ،فنزلت :ن ِ َ
حرثَك ُ َ
م " رواه أحمد ومعنى م أنَّى ِ
شئْت ُ ْ ْ َ ْ
َ
يجب ّبون :أى يأتون زوجاهتهم وهن مكب ّات على ُ
وجوههن.
39
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال " :جاء -21
rكان يتَّك ُ
ئ فى حجرى وأنا حائض ،فيقرأ
القرآن" رواه البخارى ومسلم.
42
مة له حدّثته " :أنها
-6عن عمارة بن غراب أن ع َ
سألت عائشة ،فقالت :إحدانا تحيض وليس لها
ولزوجها إل فراش واحد؟ فقالت عائشة:
أخبرك ما صنع رسول الله :rدخل ليل ً وأنا
حائض فمضى إلى مسجده ( قال أبو داود:
يعنى مسجد بيته ) فلم ينصرف حتى غلبتنى
منَّى،
عيناى ،وأوْجعه البرد ،فقال :ادنى ِ
ن ،اكشفى عن فقلت :إنى حائض ،فقال :وإ ْ
فخذيك ،فكشفت عن فخذىَّ فوضع خدَّه
ت عليه حتى دَفِئ، حنَي ْ ُ
وصدره على فخذى ،و َ
فنام" رواه أبو داود.
-7عن عائشة رضى الله عنها قالت " :كنت
أشرب من الناء وأنا حائض ،ثم أناوِلُه النبى
ى" رواه مسلم، ،rفيضع فاه ُ على موضع فِ َّ
ت
وهو عند أبى داود والنسائى قالت " :كن ُ
أَتَعََرقَّ العَْرقَ وأنا خائض ،فأعطيه رسول الله
مى ت فَ ِ ،rفيضع فمه فى الموْضِع الذى وضع ُ
فيه ،وكنت أشرب من القَدَح فأناوِله إيَاهُ،
فيضع فمه فى الموضع الذى كنت أشرب".
والعَْرق :العظم الذى عليه بقيّة اللحم ،وأتعَّرق
أى آكل ذلك الباقى عليه .فما أعظمه من
معلم للبشر ،rفحتَّى ل تظن الزوجة أن
حيضتها تحول بينها وبين رغبة الوزج فيها ،أو
أنه يتضرَّر من حيضها ،يريها النبى rالرغبة
فيها فيباشرها دون الفرج ،ويقترب منها،
43
ويؤكلها ويضع فمه المبارك مكان فمها،
عبا ً ومؤانسا َ وراغبا ً ومدخل ً عليها السرور.
مدا ِ
ُ
-8عن عائشة رضى الله عنها قالت " :قالت
حبَيْش لرسول الله :rإنى
فاطمة بنت أبى ُ
امرأة أُستحاض فل أطهر ،أفأدع الصلة؟ فقال
عْرق ،وليست لها رسول الله :rإنما ذلك ِ
بالحيضة ،فإذا أقبلت الحيضة فاتركى الصلة،
فإذا ذهب قدرها َ فاغسلى عنك الدم واغتسلى
وصلى" .رواه البخارى ومسلم وأبو داود
والترمذى والنسائى .وعند أبى داود" :
اغتسلى ،ثم توضئى لكل صلة وصلى".
-9عن حمنة بنت جحش رضى الله عنها قالت" :
تكنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة ،فأتْي ُ
رسول الله rأستفتيه وأخبره فوجدته فى
بيت أختى زينب بنت جحش ،فقلت :يا رسول
الله ،إنى أُستحاض حيضة كثيرة شديدة ،فما
ترى فيها؟ قد منعتنى الصلة والصوم ،قال:
ت لك الكُْرسف ،فإنه يذهب الدم،قلت :هو َ
أنْع ُ
أكثر من ذلك ،قال :فاتَّخذى ثوباً ،قالت :هو
ج ثَجاً ،قال رسول الله :r أكثر منذ لك ،إنما أَث ُ ُّ
سآمرك بأمرين ،فأيهما فعلت أجزأ عنك من
الخر ،وإن قويْت عليهما فأنت أعلم .إنما هذه
ركضة من ركضات الشيطان ،فتحيَّضى ستة
أيام ،أو سبعة أيام فى علم الله تعالى ،ثم
اغتسلى ،حتى إذا رأيت أنك قد طهرت
واستنقأت ،فصلى ثلثا َ وعشرين ليلة ،أو أربعاً
44
وعشرين ليلة وأيامها ،وصومى ،فإن ذلك
يجزيك ،وكذلك فافعلى كل شهر ،كما تحيض
النساء ،وكما يطهرن ،ميقات حيضهن
وطهرهن" رواه أبو داود والترمذى ،قال المام
الخطابى :معنى ركضة من الشيطان :أن
الشيطان قد وجد بذلك طريقا ً إلى التَّلبْيس
عليها فى أمرها وشأن دينها ،ومعنى
الكُْرسف :القطن.
-10عن أم سلمة رضى الله عنها قالت " :سألت
امرأة النبى rقالت :إنى أُستحاض ،فل أطهر،
أفأدع الصلة؟ قال :ل ،ولكن دعى قدر تلك
اليام والليالى التى كنت تحيضين فيها ثم
ستَثْفرى وصلى" .رواه أبو داوداغتسلى وا ْ
والنسائى .والستثفار :هو أن تشد َّ المرأة
فرجها بخرقة عريضة توثق طرفيها فى شئ
آخر قد شدته على وسطها بعد أن تحتشى
قطنا ً فتمنع بذلك الدم أن يجرى أو يقطر.
-11عن عكرمة قال ":كانت أم حبيبة تُستْحاض،
وكان زوجها يغشاها" .رواه أبو داود .وعنه
أيضا ً " كانت حمنة بنت جحش مستحاضة،
وكان زوجها يجامعها" .وذلك الحكم قال به
أكثر الفقهاء ،وأن للزوج أن يجامع زوجته
المستحاضة ،وذهب ابن حنبل إلى أن ذلك غذا
خاف العنت.
تطبيقات عملية فى حياة
النبى r
45
-1عن عائشة رضى الله عنها قالت" :كان رسول
الله rإذا اغتسل من الجنابة ،يبدأ فيغسل
يديه ثم يفرغ بيمينه على شمالة فيغسل
فرجه ،ثم يتوضأ وضوءه للصلة ،ثم يأخذ الماء
فيدخل أصابعه فى أصول الشعر ،حتى إذا
ن على رأسه ثلث حفَ َ
رأى أنه قد استَبْرأ َ
حفنات ،ثم أفاض على سائر جسده ،ثم غسل
رجليه" .رواه البخارى ومسلم وغيرهما.
-2عن ميمونة رضى الله عنها قالت " :وضعت
للنبى rماءً يغتسل به ،فأفرغ على يديه،
فغسلهما مرتين أو ثلثاً ،ثم أفرغ بيمينه على
شماله ،فغسل مذاكيره ،ثم دلك يده بالرض".
رواه البخارى ومسلم .فهذه امرأة تعلم المة
r أمور دينهم فتتحدّث عن كيفية غُسل النبى
بهذه المصارحة فى ذكر أعضاء الجنس.
-3عن عائشة رضى الله عنها قالت " :كنت
أغتسل أنا ورسول الله rفى تَوْر من شبَهٍ".
رواه أبو داود ،والتوْر :إناء ،من شبَةٍ :أى من
نحاس.
-4وعن عائشة رضى الله عنها قالت " :ربما
اغتسل رسول الله rمن الجنابة ثم جاء
ى وأنا لم أغتسل".متُه إل َّ
م ْ فاستدفأ بى فَ َ
ض َ
رواه الترمذى وابن ماجة .يقول ابن الثير:
وهذا الحكم قال به أهل العلم من أصحاب
والتابعين :أن الرجل إذا اغتسل r رسول الله
46
فل بأس بأن يستدفئ بامرأته وينام معها قبل
أن تغتسل .وبه يقول :الثورى ،والشافعى،
وأحمد ،وإسحاق .انتهى .وأقول :لم يَدُْر فى
عقول سادتنا العلماء عند الحديث عن ذلك
غير بيان حكم الشرع فى العلقات الجنسية
بين الزوجين ،فليست المسألة مسألة – ثقافة
– إنما دين السلم ،دين الفطرة.
-5عن عائشة رضى الله عنها وسألها أبو سلمة
رضى الله عنه" :هل كان رسول الله rيرقد
وهو جيٌب؟ قالت :نعم .كان غذا اراد أن ينام
وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلة" .رواه
البخارى ومسلم وغيرهما.
-6عن أبى بكرة رضى الله عنه قال" :إن رسول
الله rدخل فى صلة الفجر ،فأوْمأ بيده أن
مكانكم ،ثم جاء ورأسه يَقْطر ،فصلى بهم،
فلما قضى الصلة قال :إنما أنا بشر ،وإنى
كنت جنباً " .رواه أبو داود .فقول النبى " r
إنما انا بشر" فهذه أحكام البشرية من إتيان
النساء والنوم بالجنابة والنسيان للغسل ،وكل
ذلك أجرته المقادير حتى تتعلم البشرية
بواقعية أحكام الشرع اللهى ،وبل استحياء أو
خفاء.
-7عن ام سلمة رضى الله عنها قالت " :كانت
هى ورسول الله rغتسلن من إناء واحد،
فسئلت أم سلمة :أتغسل المرأة مع الرجل:
قالت :نعم إذا كانت كيَّسة .رأيتنى ورسول
47
الله rنغتسل من ِ
مْركِن واحد" .رواه البخارى
ومسلم والنسائى .والمركن نوع من الوْعية.
والكيَّس :العاقل الفطن الظريف الذى يحسن
التصّرف فى مختلف المواقف .فهذه أم
المؤمنين تعلم بنى جنسها كيف تحرص على
الستمتاع مع زوجها حتى أثناء الغتسال ،وأن
ذلك من الكياسة.
-8عن عائشة رضى الله عنها قالت " :كنت
أغتسل أنا ورسول الله rمن إناء واحد ونحن
جنٌبان" رواه البخارى ومسلم .قال الحافظ
ل الداّودىابن حجر فى شرح الحديث :واستد ّ
بهذا الحديث على جواز نطر الرجل إلى عورة
امرأته وعكسه ،ويؤيده ما رواه ابن حبان من
طريق سليمان بن موسى :أنه سئُل عن
الرجل ينظر إلى فرج امرأته فقال :سألت
عطاء فقال :سألت عائشة فذكرت هذا
الحديث .قال الحافظ :وهو نص فى المسألة:
أقول قد ورد عن حكيم عن أبيه رضى الله
عنه قال" :قلت :يارسول الله ،عوراتنا ما نأتى
منها ومانذر؟ قال :احفظ عورتك إل من
زوجك" ولن الفرج يحل له الستمتاع به،
فجاز النظر إليه ولمسه كبقية البدن.
-9عن السود قال" :سألت عائشة رضى الله
عنها :كيف صلة النبى rبالليل؟ قالت :كان
ينام أوّله ويقوم آخره فيصلى ثم يرجع إلى
فراشه ،ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى
48
حاجته ثم ينام ،فإذا أذن المؤذن وثب ،فإن
كانت به حاجة اغتسل وإل توضأ وخرج" رواه
البخارى ومسلم .إن الحديث عن الصلة وقيام
الليل تماما ً مثل الحديث عن الجماع مع الهل
والغتسال ،كلها طاعات ولها أحكام فى
الدين ،ويسأل عنها ويجاب عليها بل أدنى حرج
ولو كان السائل رجل ً والمسئول أنثى.
-10عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال" :
ت فقبَّلت وأنا صائم فقلت :يا رسول ش ْ
ش ُ هَ َ
الله ،صنعت اليوم أمرا ً عضيماً !! قبَّلت وأنا
ت لو مضمضت من الماء صائم ،قال :rأرأي َ
وأنت صائم؟ قلت :ل بأس به ،قال :فمه؟".
رواه ابو داود .إنه بيان من الشارع وقياس
جميل واقعى يرد به النبى rعمر بن الخطاب
ومن بعده المة ،إلى ميزان الشرع ل إلى
مألوف الناس وموازينهم ،فالمضمضة بالماء
للصائم فى حكم الشرع مثلها تقبيل الزوجة
للصائم.
-11روى ابن حزم فى المحلى عن حكيم بن
عقال قال " :سألت عائشة :ما يحرم على
الرجل مع امرأته إذا كان صائماً ؟ قالت:
فرجها .قلت :فما يحرم عليه منها إذا كانت
حائضاً ؟ قالت :فرجها" قال ابن حزم :وهو
قول أم سلمة أم المؤمنين ،وعن الشعبى
قال :يباشر الرجل الحائض إذا كف عنها
الذى ،وعن الحكم بن عتيبة أنه قال فى
الحائض :ل بأس أن يضع الرجل فرجه عليه
49
مالم يدخله – يعنى على فرجها – وعن
الحسن البصرى أنه كان ل يرى بأسا ً أن يقلّل
بين فخذى الحائض ،وهو قول مسروق
وإبراهيم النخعى وسفيان الثورى ومحمد بن
الحسن وأبى سليمان والمشهور عن
الشافعى .انتهى .أقول :هؤلء هم أئمة العلماء
يتناقلون أحكام الجماع والحيض ،وما يحل وما
ل يحل ،بنزاهة وصراحة وتقوى .وأن ذلك
ليس من قبيل الرفاهية الثقافية الجنسية.
-12عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال:
" أنكحنى أبى امرأة ذات حسب ،فكان يتعهَّد
كَنَّتُه فيسألها عن بعلها فتقول :نعم الرجل من
رجل ،لم يطأ لنا فراشا ً ولم يفتش لنا كنفا ً مذ
أتيناه ،فلما طال ذلك عليه ذكر للنبى rفقال:
أَلقِنى به ،فلقيته بعد فقال :كيف تصوم؟ قال:
كل يوم .قال :وكيف تختم؟ قال :كل ليلة.
م ونم ،فإن م وافطر ،وقُ ْ ص ْ
قال :فل تفعلُ ،
ً ً
الجسدك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا ".
رواه البخارى .فهذا أب شفيق يحرص على
زوج ابنه ويتابع حالته مع زوجته فتصارحه أنه
جاءته ،فيخبر الب النبى rفيخبره بحق
الزوجة فى الجماع ،ويمنعه من القيام الدائم
والصوم المستمر وفاء لحق الزوجة فى
الجماع ،الواجب عليه ،وما يفعله من صلة
جماع r وصوم ليس بواجب عليه ،فقدّم النبى
50
الزوجة على نوافل العبادات ،ألم يقل :r
"وفى بعض أحدكم صدقة"..؟.
-13بل ليس الذى يتعاهد الزوجة والد الزوج فقط
لضمان وصول حقها فى الجماع ،فعن أبى
حيْفَة عن أبيه قال " :آخى النبى rبين
ج َ
ُ
ن أبا الدرداء
سلمان وأبى الدرداء ،فزار سلما ُ
فرأى أم الدرداء متبذلة ( أى تاركة ثياب
الزينة) ،فقال لها :ما شأنك؟ قالت :أخوك أبو
الدرداء ليس له حاجة فى الدنيا .فجاء أبو
الدرداء ..فقال له سلمان :إن لربك عليك حقاً،
ولنفسك عليك حقاً ،ولهلك عليك حقاً ،فأع ْ ِ
ط
فذكر له، r كل ذى حق حقه .فأتى النبى
فقال النبى :rصدق سلمان" .رواه البخارى.
نعم صدق سلمان ،إن حق الله ،وحق الزوجة
فى الجماع واجب ل بد ّ ان يؤدّى ،وإن نصيحة
المسلم لخيه المسلم واجبة ويدخل فيها أمور
ى أمورا ً شخصية ،أو ثقافةالجماع فل تسم َّ
جنسية .إنه رفع الحرج عن كل المؤمنين الذى
قد يصيبهم إزاء ممارسة تلك المور
المشروعة .إن شابا ً من الصحابة هو جابر بن
r عبد الله رضى الله عنهما يعلمه رسول الله
فيقول جابر :قلت لرسول الله :rإنى حديث
ت أم ثيَّباً؟ قلت:
عهد بعرس ،قال :فبكرا ً تزوّج َ
بل ثيَّباً ،قال :فَهل َّ جارية تلعبها وتلعبك؟ مالك
وللعذارى ولعابها" ضبطه الكثر بكسر اللم
51
( أى لِعابها) وهو مصدر من الملعبة ،ووقع
فى رواية بضم اللم والمراد به الريق ،وفيه
غشارة إلى مص لسانها ورشف شفتيها ،وذلك
يقع عند الملعبة والتقبيل ،وليس هو ببعيد كما
قاله القرطبى .انتهى .أقول :عن عتبة بن
ساعدة النصارى عن أبيه عن جدَّه قال " :قال
رسول الله :rعليكم بالبكار ،فإنهن أعذب
افواهاً ،وأَنْتَق ارحاماً ،وارضى باليسير" .رواه
ابن ماجة.
-14عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال" :
قال لى رسول الله :rتزوجت؟ قلت :نعم.
س الكَي ْ َ
ش" .رواه قال :فإذا قدمت فالكَي ْ َ
البخارى ومسلم .قال الحافظ ابن حجر فى
الفتح :قوله ( الكْيس ) بالفتح على الغراء،
وقيل على التّحذير من ترك الجماع .وجزم
ابن حبان فى صحيحه بعد تخريج هذا الحديث
بأن الكيس هو الجماع .ويؤيده فى رواية:
"فإذا قدمت فاعمل عمل ً كيَّسا ً " .فقال جابر
رضى الله عنه " فدخلنا حين أمسينا فقلت
للمرأة :إن رسول الله rيأمرنى أن أعمل
عمل ً كيَّساً ،قالت :سمعا ً وطاعة فدونك ،قال:
ث معها حتى أصبحت " .أخرجه ابن خزيمة فَب ِ ُّ
فى صحيحه.
صور من الستمتاع الحلل
تحَّرى الحلل فى كل كسب وعمل واجب دينى على
كل مسلم ومسلمة ،فكل عمل فى الستمتاع الجنسى
52
بين الذكر والنثى بالحلل بيّنه الشرع ،بدءا ً من اختيار
الزوجة ،إلى معاشرتها ،إلى الستمتاع بالمباشرة
والجماع ،وصدق رسول الله rإذ ْ يقول " :وفى بضع
احدكم صدقة .قالوا :يا رسول الله ،ايأتى أحدنا شهوته
ويكون له فيها اجر؟! قال :ارايتم لو وضعها فى حرام
أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها فى الحلل كان
له أجر" .رواه مسلم ,إنه دستور الستمتاع بالشهوات
عبادة ودين .فالنكاح الشرعى سنة من سنن النبياء
فيه فوائد جمة :الولد ،وكسر الشهوة ،والستمتاع
والمؤانسة بالجنس الخر ،والتّشويق للخرة بالرغبة
فى تمام اللذة ودوامها فى الجنة ،فيكون باعثا ً على
عبادة الله تعالى ،كما أن ترويح النفس وإيناسها
بمجالسة الزوج والنظر والمداعبة ،فيها إراحة القلب
ل ،فتقوى النفس مل َ َ
وتقوية له على العبادةبقطع ال َ
وتنشط الطاعات ،ولعل ذلك من مفهوم ﴿ ليسكن إليها
﴾ فل بد من ترويح القلوب ،وقال " :rليتخذ أحدكم
قلبا ً شاكراً ،ولسانا ً ذاكراً ،وزوجة مؤمنة صالحة تعينه
على آخرته" .رواه ابن ماجة .وقال " :rالدنيا متاع
r وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" رواه مسلم .فجمع
ب بين متاع الدنيا ومتاع ونعيم الخرة ،كما قال ُ " :r
حب َّ َ
ت قرة عينْنى جعل ْ
ى من دنياكم :النساء ،والطيب ،و ُإل ّ
فى الصلة" ،رواه النسائى ،فالسرور للنفس البشرية
بمعاشرة النساء ،والقيام بالصلة ،فحق الله ،وحق
النفس ،وهذا وذاك شرع الله تعالى العليم الحكيم ﴿ أَلَا
53
َيعَْلمُ مَنْ خََلقَ وَهُ َو الّلطِيفُ ا ْل َخبِيرُ ﴾ فالمبشرة الزوجية بمختلف
دراجاتها من متع الحياة الدنيا المشروعة ،والمأجور
عليها فاعلها فى الخرة .يقول المام ابن حجر
العسقلنى فى فتح البارى شرح صحيح البخارى :إن
المباح إذا قصد به وجه الله صار طاعة،وقد نبه الشارع
على ذلك بأقل الحظوظ الدنيوية العادية وهو وضع
اللقمة فى فم الزوج " وإنك مهما أنفقت من نفقة
ى امرأتك" .رواهفإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى ف َّ
مسلم ،إذ ل يكون ذلك غالبا ً إل عند الملعبة
والممازحة ،ومع ذلك فيؤجر فاعله غذا قصد قصداً
صحيحاً ..فكيف بما فوق ذلك.
الستمتاع الجنسى غرض أصيل من اغراض الزواج،
فإن العفاف عن الحرام بالزواج من أغراض الزواج،
والذى يتحَّرى الحرام فى الجماع ليقصد سوى المتعة
الجنسية فقط فأحل الله له الزواج ليتمتع بالحلل .كما
أن الحاديث التى مرت بنا فى مباشرة الحائض دون
اليلج فى الفرج تعطينا الدليل على أن مقصود
المباشرة هو الستمتاع مع الزوجة وليس مقصوده
الولد .وحديث النبى " :rإذا أحدكم أعجبته المرأة
فوقعت فى قلبه فليعمد إلى امرأته" وفى صحيح
مسلم نفس الحديث "فليعمد إلى امرأته فليواقعها،
فإن ذلك يرد ما فى نفسه" فليس إتيان الهل هنا يراد
به شئ سوى إشباع الشهوة بالستمتاع بالزوجة الحلل
بديل ً عن الحرام ،لن صبر الرجل على ترك الجماع
ض الشارع النساءأضعف من صبر المرأة ،لذلك ح َّ
على المسارعة فى تلبية رغبة الزوج ولو كان عندها ما
يشغل عن الستجابة لهذا الطلب ،مراعاة ً لفطرته،
54
وحتى ل يفتح له الشيطان نافذه على الحرام .ولذلك
أيضا ً أباح الله الستمتاع الجنسى دون قصد الولد
بإباحة العزل عند الجماع ( تأجيل الحمل بالنزع بعد
اليلج لينزل خارج الفرج) فعن جابر بن عبد الله رضى
الله عنه قال " :إن رجل ً أتى رسول الله rفقال :إن
لى جارية هى خادمتنا وسانيتنا ،وأنا أطوب عليها وأنا
أكره أن تحمل .فقال :اعزل عنها إن شئت" رواه
مسلم .وقال جابر أيضاً " :كنا نعزل على عهد رسول
فلم ينهنا" رواه r الله rوالقرآن ينزل ،فبلغ نبى الله
البخارى ومسلم.
للنبى rهدى للسلم فى
الستمتاع
لقد حرص النبى rعلى تعليم المسلمين كل شئ
ينفعهم فى حياتهم وفى آخرتهم ،والسنة التى يراعيها
المسلمون هى كل قول أو فعل أو تقرير ورد عن
رسول الله ،rوكلها علم ،يجب تعلمه وتبليغه،
والستمتاع بالحلل جزء من السنة ،وقد حفظ العلماء
كل ما يتعلق بهذه المور وعلموها للمة ،مثل حفظهم
وتعليمهم الطهارات والصلة وغيرها من أمور الدين،
والتّنُّزه عن الستمتاع الجنسى والزواج رهبانية نسخها
السلم وقال rلمن اراد الصحابة أن يختصى ول ينكح:
" إنى أتزوج النساء ،فمن رغب عن سنتى فليس منى"
فليس فى ترك الحلل روع وتقوى كما قال المام
ال َ
شوْكانى رحمه الله فى إرشاد الفحول :ل يشرع
55
التَّنُّزه عن فعل الشئ الحلل ،فليس فى ترك الحلل
ن ع ََلَى النَّب ِ ِ ّ
ي ما كَا َ
َ الله العظيمَ : َ
ورع .انتهى .وصدق
خلَوْا ن َ ة الل ّهِ فِي ال ّذِي َ سن َّ َ ه لَ ُ
ه ُ ض الل ّ ُ ما فََر َ
حَرٍج فِي َ ن َم ِْ
َ ّ َ
ن أْمُر اللهِ قَدًَرا َمقْدُوًرا ل وَكَا َ
ن قَب ْ ُم ْ ِ
[ الحزاب .] 38 :وروى البخارى ومسلم عن ابى هريرة
رضى الله عنه عن النبى rقال " :قال سليمان بن
ن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل داود :لطوفَ َّ
امرأة فارسا ً يجاهد فى سبيل الله ،فقال له صاحبه :إن
ى فطاف بهن فلم تأت امرأة شاء الله ،فلم يقل ،فَن َ ِ
س َ
منهن بولد إل واحد بشق غُلم" .قال الحافظ ابن حجر:
خص به النبياء من القوّةفى الحديث ما يدل على ما ُ
ل على صحة البنيةوقوة الفحولية على الجماع ،الدا ُّ
وكمال الرجولية .انتهى .وعن أنس بن مالك رضى الله
عنه " :أن نبى الله rكان يطوف على نسائه فى اليلة
الواحدة بغسل واحد وله يومئذ تسع نسوة" .وفى
رواية" :قيل لنس :أوكان يطيقه؟ قال :كنا نتحدث انه
أُع ْطى قوة ثلثين" .رواه البخارى ومسلم .يقول
الحافظ ابن حجر فى ذلك :كان مع كونه rأخشى
الناس لله وأعلمهم به،يكثر التَّزويج ،ولظهار المعجزة
البالغة فى خرق العادة لكونه ل يجد ما يشبع به ،من
القوت غالباً ،وإن وجد كان يؤثر الصيام ،وكثيرا ً ما
يواصل ،وكثرة الصوم تكسر الشهوة ،فانخرقت هذه
العادة فى حقه ،rولم يشغله ذلك عن عبادة ربه.
َ
انتهى .وأقول :قول أنس رضى الله عنه " كنا نتحد ّث
أنه أُعطى قوة ثلثين" أن الحديث عن قوة النبى rفى
56
الجماع أنه كثلثين رجل ً فى القدرة عليه ،يدل على
جواز الحديث عن الجماع وما يتصل به بما فى ذلك
،وأن ذلك مما ل يستحى منه، r الحديث عن النبى
وأنهم كانوا يعلمون طواف النبى rعلى زوجاته
وجماعه لهن فى ليلة واحدة حتى يتعرفوا على أحكام
الدين فى الجانب الفطرى البشرى فى سلوك النبى .r
وقد روت السيدة العابدة العالمة أم المؤمنين زوج
عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله r رسول الله
عنهاقالت " :كان رسول الله rل يفضل بعضنا على
ل يوم إل وهوسم من مكْثه عندنا ،وكان قَ َّ
بعض فى القَ ْ
ُ
ً
يطوف علينا جميعا ،فيدنو من كل امرأة من غير
مسيس – وفى رواية للبيهقى .فيقبَّل ويلمس ما دون
الوقاع – حتى يبلغ إلى التى هو يومها ،فيبيت عندها".
ِ
واه أبو داود ،كما روى أبو داود عن أبى رافع رضى الله
عنه " :أن النبى rطاف ذات يوم على نسائه ،يغتسل
عند هذه وعند هذه" .وعن عائشة رضى الله عنها
قالت " :إن كانت إحدانا لتفطر فى زمان رسوول الله
،rفما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله rحتى يأتى
شعبان" .رواه مسلم ،وعند البخارى ومسلم أيضاً" :
ى الصوم من رمضان ،فما أستطيع أن كان يكون عل ّ
أقضيه إل فى شعبا ."،قال المام النووى :إن كل واحدة
rمن نسائه rكانت مهيئة نفسها لرسول الله
لستمتاعه فى جميع أوقاتها إن أراد ذلك ،وهذا من
57
الدب وإنما كانت تصومه من شعبان ،لنه rكان
يصوم معظم شعبان ،فل حاجة له فيهن حينئذ من
النهار .انتهى.
∗∗ عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :قال
رسول الله " : rإذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود
فليتوضأ – زاد ابن خزيمة فى رواية له :فإنه أنشط
للعودة" .رواه مسلم .قال الحافظ ابن حجر :استدل
ابن خزيمة على أن المور بالوضوء للندب ل للوجوب،
ويدل أيضا ً على أنه لغير الوجوب ما رواه الطحاوى من
أن النبى " :rكان يجامع ثم يعود ول يتوضأ" .وقال
المام ابن القيم :والغسل والوضوء بعد الوطء من
النشاط ،وطيب النفس ،وكمال الطهر والنظافة ،أقول:
وفى الحديث جواز الجماع وتكراره ،بل فيه شبه الحض
على ذلك ،وأنه rكان يفعله وأنه كان يتوضأ بين ذلك
أحيانا ً وأخرى ل يتوضأ.
∗∗ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :قال النبى
" :rأما لو أن أحدهم يقول حين يأتى أهله باسم الله،
اللهمجنَّبْنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا ،ثم قُدَّر
ضره الشيطان أبداً ". بينهما فى ذلك ،أو قُض ِ
ى ولد ،لم ي ّ
رواه البخارى ومسلم .ففى الحديث أن النبى rيذكَّر
الزوجين الله تعالى عند الجماع ،وبالدعاء بتجنيب
الشيطان الرجيم منهما ومن ولدهما إن قدَّر لهما بهذا
الجماع ،وهذا فى غاية الدب السلمى الذى به يتعبّد
الزوجان بهذا الفعل الذى فى ظاهره إتيان شهوة وفى
حيقته قربة لله تعالى ،بل إن الشيطان يحضر هذا
58
الفعل ليمنع الزوجين من أن يستمتع أحدهما بالخر
لشدة عداوته ،فلو حضره الشيطان الذى يفسد على
المؤمنين كل متعة وطاعة.
∗∗ عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول
الله rقال " :ل ينظر الرجل إلى عورة الرجل ،ول
ى الرجل إلى الرجلالمرأة إلى عورة المرأة ،ول يُفْض ِ
فى ثوب واحد ،ول تُفْضى المرأة إلى المرأة فى الثوب
الواحد" رواه مسلم .وهذا التحريم فى حق غير الزواج
وقد مّر بنا أن النبى rكان يغتسل مع زوجاته فى إناء
واحد .فالتحريم للنظر إلى عورات غيبر الزواج ،وكذلك
النوْم فى غطاء واحد متجردين عن الملبس كما كانت
عادة العرب ،وذلك سواء كان النائمان رجلين أو
امرأتين ،وأيضا َ فل مانع من النوم فى غطاء واحد ،ولو
متجردين عن الثياب للزوجين.
عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن رسول
قال " :اتَّق الدُّبر والحيْضة" .رواه الترمذى .وعن r الله
أبى هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول الله :r
من أَتَى امرأته فى دبرها" رواه أبو داود .وعن
"ملعون َ
خزيمة بن ثابت رضى الله عنه قال :قال رسول الله :r
" إن الله ل يستحيى من الحق ـ ثلث مرات ـ ل تأتوا
النساء فى أدبارهن " .رواه ابن ماجة .فهذا نهى صريح
من الشارع عن الستمتاع بالمرأة فى دبرها ،وقد بيّن
rأن الكلم فى هذا الشأن لبيان الحكم الشرعى ل
حياء منه .عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها" :إنها
59
كانت عند رسول الله ،rوالرجال والنساء قعود ،فقال:
ل رجل ً يقول ما يفعل بأهله ،ولع ّ
ل امرأة تخبر بما لع ّ
م القوم ،فقلت :إى والله يافعلت مع زوجها؟!! فأَر َّ
رسول الله إنهن ليفعلن ،وإنهم ليفعلون ،قال :فل
تفعلوا ،فإنما ذلك مثل الشيطان لقى شيطانة فى
طريق فغشيها والناس ينظرون" رواه أحمد ،تقول
رضى الله عنها :الرجال والنساء قعود فى مجلس فيه
رسول الله rويعلمهم رسول الله rأدب من آداب
الجماع ،بأن ل يحدث أحد بما يكون بينه وبين زوجه من
أمور الجماع ،فقد يتفاخر أحد بقدرته الجنسية ،أو
تفاخر امرأة غيرها بما يفعله الزوج معها .إنه بيان
الشرع يتعلمه الجميع ،نساء ورجال ،وبل حرج؛ لنه
تشريع الدين.
∗∗ عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال :قال
رسول الله " :rل تباشر المرأة المرأة َ فتنعتها لزوجها
كأنه ينظر إليها" .رواه البخارى .فإن السلم يسد ّ كل
ذريعة للمفسدة ،فكما حَّرم السلم النظر بشهوة إلى
العورات أو بغير شهوة حتى ل يوقع الشيطان فى قلب
الناظر الرغبة والطلب للحرام ،فذلك حّرم على المرأة
أن تصف لزوجها امرأة ل يحل له هو النظر إليها ،وإن
كان يحل للمرأة النظر فلنفسها ل لزوجها لنفس
الحكمة مخافة الوقوع فى الفتنة فيستحضر تلك
الصورة كأنه ينظر إليها.
قال: r∗∗ عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى
حرم" رواهم ْ خلُوَ َّ
ن رجل بامرأة إل مع ذى َ " ل يَ ْ
البخارى .قال ابن حجر فى شرحه :منع الخلوة بالجنبية
60
فيه إجماع الفقهاء ،لكن اختلفوا :هل يقوم غير المحرم
مقامه؟ كالنَّسوة الثقات؟ الصحيح الجواز لضعف التهمة
به ،وكذلك خلوة الرجلين والثلثة بالمرأة عند الحاجة،
ومثله خلوة الرجل بمجموعة من النساء .وقال المام
خل َ بهن قطعم رجل أجنبيات فى الصلة و َ النووى :إن أ َّ
الجمهور بالجواز ودليله الحديث " :ل يدخلن رجل بعد
مغِيبَة إل ومعه رجل أو اثنان" .انتهى.
يومى هذا على ُ
بعض أقوال الئمة فى أمور
الجنس
ث
حي ْ ُ
ن َ م ْ
ن ِ ن فَأْتُوهُ َّ
∗∗ قال الله تعالى ﴿ :فَإِذ َا تَطَهَّْر َ
َ َ
ه ﴾ [ البقرة ] 222 :قال مجاهد :سألت ابن م الل ّ ُ
مَرك ُ ُ
أ َ
َ ن من حي ُ َ ْ
م الل ّ ُ
ه مَرك ُ ُ ثأ َ عباس عن قوله تعالى ﴿ :فَأتُوهُ َّ ِ ْ َ ْ
ُ
ت أن تعتزلها ،يعنى فى ﴾ فقال :تأتيها من حيث أمرِ َ
الحيض .وقال على بن أبى طلحة عن ابن عباس أيضاً:
فى الفرج ول تَعْدُه ُ إلى غيره.
∗∗ قال المام مالك فى المدوّنة الكبرى :قلت :أرأي َ
ت
العِنَّين ـ أى العاجز عن إتيان النساء ـ متى يضرب له
الجل ،من يوم تزوجها أو من يوم ترفعه إلى
السلطان؟ قال :من يوم ترفعه إلى السلطان .أقول:
الذى ل يتمكن من إدخال فرجه فى الفرج يؤجل سنة
كاملة ليتغير عليه فصول السنة ،فإذا لم يتمكن خلل
سئل عنه السنة يحق للزوجة طلب الطلق ،وهذا ما ُ
َ
المام مالك .وكذلك قال مالك :قلت :أرأيت العِن ّين إذا
لم يجامع امرأته فى السنة وفَُّرق بينهما بعد السنة
أيكون لها الصداق كامل أم يكون لها نصف الصداق؟
قال :قال ماللك :لها الصداق كله كامل ً إذا أقام معها
61
سنة ،لنه قد أع ْطى المهلة وقد خل بها وطال زمانه
معها وتغيّر صبغها وخلعت ثيابها وتغّير جهازهما عن
حاله ،فل أرى له عليها شيئاً ،وإن كان فراقه لها قريباً
من دخوله رأيت عليه نصف الصداق ،عن عمرو ابن
قيس عن عطاء بن أبى رباح عن ابن المسيب أن عمر
بن الخطاب قضى فى الرجل يبنى بالمرأة فل يستطيع
أن يمسها ،أن يضرب له أجل سنة من يوم يأتيان
السلطان ،فإن استقرت فهى أولى بنفسها .قال :قلت:
أرأيت إت تزوّج رجل امرأة فأصابها معيبة ،من أى
العيوب يردّها فى قول مالك؟ قال :قال مالك :يردها
من الجنون والجذام والبرص والعيب الذى فى الفرج.
ن،قلت :أرأيت إن كان العيب الذى بفرجها إنما هو قََر ٌ
ل يقدر معه على أو حرق نار ،أو عيب خفيف ،أو عَفَ ٌ
الجماع ،أيكون ذلك من عيوب الفرج؟ قال :قال مالك:
قال عمر بن الخطابك ترد ّ المرأة فى النكاح من
الجنون والجذام والبرص .قال مالك :وأنا أرى داء
ن هو غدّة غليظلة أو الفرج بمنزلة ذلك .أقول :القَر َ
لحمة ملتئمة أو عظم يمنع أو يشق معه إدخال الذكر
فى الفرج ،والعَفَل هو كتلة مدوّرة تخرج من فرج
المرأة تمنع من سلوك الذكر فيه.
∗∗ قال المام الشافعى :عن خزيمة بن ثابت أن رجلً
سأل النبى rعن إتيان النساء فى أدبارهن ،فقال:
َ
حلل ،فلما وَل ّى دعاه فقال :كيف قلت :فى أى
الخربتين ،أو فى أى الخرزتين ،أو فى أى الخصفتين،
أمن دبرها فى قبلها؟ فنعم .أمن دبرها فى دبرها؟ فل
ستِحيى من الحق ،ل تأتوا النساء فىإن الله ل ي َ ْ
أدبارهن" .قال الربيع :فقيل للشافعى :فما تقول:
62
خص فيه ،بل أنهى عنه .وروى ابن فقال :فلست أر َّ
جرير الطبرى فى ـ اختلف الفقهاء ـ عن المام
الشافعى :التيان فى الدبر حتى يبلغ منه مبلغ التيان
فى القبل ،محرم بدللة الكتاب والسنة .وأما التّلذُّذ
بغير إبلغ الفرج بين الَلْيَتيْن وجميع الجسد ،فل بأس
به.
َّ
حلى :وفرض على ∗∗ قال المام ابن حزم فى الُم َ
الرجل أن يجامع امرأته التى هى زوجته ،وأدْنى ذلك
مّرة فى كل طهر إن قدر على ذلك ،وإل فهو عاص لله
تعالى :برهان ذلك قوله عز وجل ﴿ :فَإِذ َا تَطَهَّْر َ
ن
َ ن من حي ُ َ ْ
ه ﴾ [ البقرة ،.] 222 :وعن م الل ّ ُ
مَرك ُ ُ
ثأ َ فَأتُوهُ َّ ِ ْ َ ْ
عبد لله بن عامر بن ربيعة قال :كنا نسير مع عمر بن
ضت له امرأة من خزاعة شابة ،فقالت: الخطاب إذ عر َ
يا أمير المؤمنين إنى امرأة أحب ما تحب النساء من
الولد وغيره ،ولى زوج شيخ ووالله ما برحنا حتى نظر
إليه يهوى شيخ كبير ،فقال لعمر :يا أمير المؤمنين إنى
لمحسن إليها وما آلوها ،فقال له عمر :أتقيم لها
طهرها؟ ( أى هل تجامعها فى كل طهر ولو مرة
واحدة) فقال :نعم .فقال لها عمر :انطلقى مع زوجك،
والله إن فيه لما يجزى أو قال يغنى المرأة المسلمة.
∗∗ قال المام ابن تيمية فى فتاويه وقد شئل عن
الرجل إذا صبر على زوجته الشهر والشهرين ل يطؤها
فهل عليه إثم إم ل؟ وهل يطالب الزوج بذلك؟ فأجاب:
يجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف ،وهو من
أوْكد حقها عليه ،أعظم من إطعامها ،والوطء الواجب
قيل إنه واجب فى كل أربعة أشهر مرة ،وقيل بقدر
حاجتها وقدرته ،كما يطعمها بقدر حاجتها وقدرته ،وهذا
63
أصح القولين عن أحد بن حنبل .قال :وهو واجب عليه
عند أكثر العلماء ،وقيل :إنه ل يجب اكتفاء بالباعث
الطبيعى ،والصواب أنه واجب كما د ّ
ل عليه الكتاب
والسنة والصول ،وقد قال النبى rلعبد الله بن عمرو
رضى الله عنهما لما رآه يكثر الصوم" :إن لزوجك
عليك حقاً ".
قال المام أبو حامد الغزالى فى إحياء علوم
الدين :إذا قضى الرجل وطره فليتمهل على أهله حتى
تقضى هى أيضا ً نهمتها ،فإن إنزالها ربما يتأخر فيهيج
شهوتها ،ثم القعود عنها إيذاء لها ،والختلف فى طبع
النزال يوجب التّنافر كلما كان الزوج سابقا ً إلى
النزال ،والتَّواَفق فى وقت النزال ألذ ّ عندها ،وإذا
اشتغل الرجل بنفسه عنها فإنها ربما تستحيى .وينبغى
أن يأتيها فى كل اربع ليال مرة ،فهو أعدل ،إذ عدد
النساء أربعة فجاز التأخير إلى هذا الحد .نعم ينبغى أن
يزيد أو ينقص بحسب حاجتها فى التحصين ،فإن
تحصينها واجب عليه ،وإن كان ل يثبت المطالبة
بالوطء ،فذلك لعسر المطالبة والوفاء بها.
∗∗ قال المام القرطبى فى التفسير :قال ابن ُ
خوَيْزِ
منْداد :أما الزوج فيجوز له أن ينظر إلى سائر الجسد َ
وظاهر الفرج ،وكذلك المرأة يجوز أن تنظر إلى عورة
منىست َ ْ
زوجها .وقال الغزالى فى الحياء :وله أن ي َ ْ
بيديها.
∗∗ قال المام ابن قيم الجوزية فى زاد المعاد :ومما
ينبغى تقديمه على على الجماع ملعبة المرأة،
وتقبيلها ،ومص لسانها ،وكان رسول الله يلعب أهله،
ويقبلها ،وروى أبو سننه أنه " :كان يقبل عائشة ويمص
64
لسانها" .وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة،
مستفرشا ً لها بعد الملعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة
فراشاً ،كما قال رسول الله " :الولد للفراس" .وقال:
ينبغى أل يدع الجماع البئر إذ لم تُنْزح ذهب ماؤها .وقال
محمد بن زكريا :من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت
َ
قوى أعصابه وانسدت مجاريها وتقل ّص ذكره.
∗∗ قال الشيخ عبد الحليم أبو شقة فى تحرير المرأة:
على أنه تظل أذواق الناس وأمزحتهم هى التى تحكم
اختيارهم لنفسهم ،ول مجال لن ينكر أحد على أحد
محكَّما ً ذوقه ومزاجه ،فيحّرم صورة من صور
الستمتاع ،فالذوق والمزاج ل حرج فى أن يحكُما اختيار
المرء لنفسه من بين المباحات ،ولكنهما ل يُحكمان فى
تقرير ما يحل وما يحرم.
∗∗ يقول الدكتور محمد هيثم الخياط :النجاب هو
جزء من غايات العملية الجنسية وليس كل ما فيها ،لن
بعض التقاليد الموروثة عن الزواج هو النجاب ،لكن لو
كان هذا المر صحيحا ً لكان النسان له موسم خاص
للخصاب مثل الحيوانات ،وهذا غير صحيح ،فالنسان
يمارس العمل الجنسى فى أى وقت من الوقات
طوال عمره ،فالقضية ليست قضية إنجاب فقط ،فقد
ن ب ال َّ
ح ُّ قال الله تعالىُ ﴿ :زي ِّ َ َ
م َ
ت ِشهَوَا ِ س ُ
ن لِلن ّا ِ
ساءِ ﴾ [ آل عمران ]14فذكر الله لفظ الشهوة وأنها
الن ِّ َ
محببة للناس وألحقها النبى بالعبادات فقال " وقى بضع
أحدكم صدقة" وعند المام أحمد عن أبى كبشة
النمارى رضى الله عنه عن النبى " :إن مثل أعمالكم
إتيان الحلل" .وإتيان الحلل عمل جنسى مطلوب
لذاته ،كما أن الله تعالى تحدث عن عبادة الصيام وعن
65
ام
صي َ ِ م لَيْل َ َ
ة ال ِّ ل لَك ُ ْ الجماع فى أسلوب واحد فقال ﴿ :أ ُ ِ
ح َّ
[ البقرة ] 187 :ـ والرفث م﴾ ث إِلَى ن ِ َ
سائِك ُ ْ الَّرفَ ُ
هو الجماع ،فإن القضية فى أصلها إرواء لشهوة الجنس
ولكن بالحلل .انتهى بتصرف من موقع إنترنت
الجزيرة.
التربية الجنسية والصحة
الجنسية
قد مّر بنا استفاضة السلم من خلل القرآن
العظيم والسنة المطهرة بتناول العلقة بين الذكر
والنثى ،والقضايا الجنسية بتفصيل ووضوح ،وأرسى
السلم نظام الزواج والستمتاع ما بين الزوجين ،وما
يجب وما يستحسن ،وما يُنْهى عنه من طرق الستمتاع
الجنسى بين الرجل والمرأة ،ولقد استخدم الشارع
أساليب وألفاظ ومصطلحات جنسية مختلفة ،ولكنها
مناسبة فى الحديث بتلقائية الوقار والطهر والبساطة
الفطرية ،وجاءت اللفاظ والساليب مراعية للموقف
والحدث والموضوع ،فل تشعر إل بالعلم والبيان
والرشاد ،وتخلو من كل إثارة أو غرض سيئ أو دعوة
شعّة بالسعادة البشرية ،والبراءة
م ِ
للنحراف ،بل ُ
الفطرية ،والمتعة الحلل.
ولما أصابت عقول المسلمين باطلعهم على
ثقافات غير المسلمين فى الغرب ،أصابتهم الفجيعة
والخجل الفطرى للنتكاسة النسانية فى الممارسات
الجنسية بين الرجل والمرأة ،بل بين الرجل والرجل،
والمرأة والكلب والقرد ،فأمام هذه الوقاحات الجنسية،
والممارسات العلنية ،واللفاظ والمصطلحات
المستقبحة ،أغلق المسلمون عيونهم عن كل ما هو
66
سوءاْتهم ،فإخذوا يخصفون جنس وكأنما انتكشفت َ
عليها من ورق الوهام والجهل واحتقار الجنس ،ولم
يبصروا فارق الثقافة والدين والتاريخ .إن الغرب ارتد
ن فِي خلَقْنَا اْلِن ْ َ
سا َ عن الدين فانتكست فطرته ﴿ لَقَد ْ َ
ن ﴾ [ التين]5،4 : س َف َ َ ن تَقْوِيم ٍ ث ُ َّ َ
سافِلِي َ ل َ م َردَدْنَاهُ أ ْ س ِ ح َ أ ْ
َ
ولم يلتفتوا إلى قوله تعالى :ذفى الية التالية ﴿ إ ِ ّل
َ
ت ﴾ [ التين .]6 :إنه بدين حا ِ ملُوا ال َّ
صال ِ َ منُوا وَعَ ِنآ َ ال ّذِي َ
السلم ،دين الفطرة ،يسعد النسان ،ذكر أو أنثى،
لم َن عَ ِ م ْ وتطيب الحياة باتباع الدين والستقامة عليه ﴿ َ
حيَاة ً طَيِّب َ ً َ ُ
ة ه َ حيِيَن َّ ُن فَلَن ُ ْم ٌمؤ ْ ِن ذ َكَرٍ أوْ أنْثَى وَهُوَ ُ م ْ حا ِ صال ِ ًَ
﴾ [النحل .]97 :وكثير من الناس يعتبرون الحديث فى
مثل هذه الموضوعات من العيب ،بل قد يحرمه
البعض ،مما قد يؤدى إلى الحصول على المعلومات
عنها من مصادر تؤدى إلى النحراف ،لن مجتمعنا لم
يعد كالمجتمعات القديمة الهادئة ،إنما أصبح مجتمعاً
تنهال عليه من كل ناحية ،المثيرات والمهيجات
الجنسية ،فالقنوات الفضائية الباحية ،والفلم ،والصور،
والمجلت الخليعة ،وصحبة غير السوياء من الصحاب،
تبقى مصدرا ً خطرا ً للثقافة الجنسية ،وسبيل ً سهلً
للنحراف والشذوذ الجنسى.
واعتقاد البعض أن الثقافة الجنسية ،والتربية
الصحية الجنسية تتعارض مع الدين ،أو ل تتناسب
جع على ومجتمعاتنا الشرقية والسلمية ،أو أنها تش َّ
ُ
الباحة والتَّفل ّت الخلقى ،كل هذا غير صحيح ،فقد علمنا
أن السلم تناول هذه الموضوعات بمنطق علمى
ودينى وأخلقى ،والحديث عن الغرائز وإروائها ،وعن
67
وظائف الجسم وأعضائه بما فى ذلك الوظيفة الجنسية
والعضاء التناسلية ،هى من العلوم النسانية والعمال
ضعالمرضية شرعاً ،ومن غير حرج أو تحقير لها ،فَوَ ْ
ستار ثقيل من الهمال أو الصمت أو الحراج هو من
صنع الجهل بالدين وفنون الحياة النسانية وحقائق
الحياة .ولكن المر يحتاج إلى لغة هادئة ومنطقية بعيدة
عن الثارة والبتذال ،ودون قلق أو خوف مبالغ فيه،
وبحسب المقام والحاجة نظرا ً لحساسية الموضوع
ودقته واحتمال سوء فهمه من الخرين ،ومواجهة
المواقف بنضج ومسئولية وثقافة علمية صحيحة ودون
هروب أو إغفال ،أو إفراط أو تفريط.
والموضوعات التى يمكن طرحها ضمن الثقافة
الجنسية والتربية الصحية منها :الجوانب التشريحية
لجسم النسان والعضاء التناسلية ،وموضوع البلوغ
ومظاهره بالنسبة للنثى والذكر ،وموضوع الحمل
والولدة ،وموضوع النحرافات الجنسية ،وكل ما يتعلق
بفقه الطهارات والحيض والنفاس ،وموضوع الممارسة
الجنسية ومشكلتها ،وموضوع اليذاء الجنسى للصغار،
وموضوع التحرش الجنسى والشذوذ ،وموضوع الثارة
سحاق، الجنسية ومراحلها ،وموضوع العادة السرية وال َّ
وموضوع الجابة عن أسئلة الصغار ومتى يُفاتحون فى
هذه المور .وكل هذه الموضوعات تؤكد الحاجة إلى
طرح هذا الموضوع وأنه ل غنى عن الحديث فيه بما
يضمن الحد ّ من الجهل وعواقبه من جهة ،ومن الفساد
والباحية من جهة أخرى.
كيف تُفاتح الصغار
والمراهقين بالموضوع؟
68
يقول الدكتور محمد هيثم الخياط وهو أستاذ فى
كليات الطب وعضو فى كل مجامع اللغة العربية وبارع
فى الفقه ومدير البرنامج العربى فى المنظمة الصحية
العالمية ،يقول :الطفل ينشأ إنسانا ً عاديا ً ل يميز بين
عضو وعضو من اعضاء الجسم ،ول بين جهاز وجهاز
وهو فى أثناء محاولة تعرفه على الشياء فى العالم من
حوله يحاول أن يلمس كل شئ ،ويبعث بكل شئ،
ويستعمل حواسه فى معرفة كل ما حوله ،ومن جملة
ما يحاول أن يتعرف عليه أعضاؤه التى نسميها العضاء
التناسلية ،فيمر بها مرور الكرام كما يمر بغيرها من
العضاء ،ول تحدث لديه أى أمر يمكن أن يف َّ
سر
تفسيرا ً آخر ،لنه لم يصل بعد إلى معرفة هذه الشياء
هى هذه المرحلة ،ولكن كثيرا ً من الوالدين يخشون
على أطفالهم فينهرون أطفالهم أو يركزون على هذه
النقطة ،فيتلقى الطفل هذه الرسالة تلقيا ً خاطئاً،
ويشعر ان هناك شيئا ً خاصا ً بهذه العضاء يجب ان
يكون محذوراً ،وعند ذلك يبدأ بالتركيز عليها تركيزاً
خاطئا ً مخيفاً ،والصل أن يتركوه يمارس اسلوبه
العادى لنه ل ينظر إلى هذه العضاء نظرة خاصة ول
يعاملها معاملة خاصة ،فهو يتعامل معها مثلما يتعامل
مع أذنه وأنفه وفمه ،ولو أن الوالدين استطاعوا أن
يصرفوا نظره وانتباهه إلى اللعب بأشياء أخرى أو
التسلية باللعب قد يكون حسناً ،إنما بشكل ل يشعره
أن هذه العضاء يجب تجنبها ،أو أن ينهروه ،أو يقولوا ل
تفعل هذا عيب ،فإن ذلك يجعل الطفل الصغير يركز
عليها ونظر إليها نظرة قلق وإحراج .ويقول أيضاً:
ميات العضاء التناسلية وطلب الصغير أن قضية مس َّ
يعرف أسماءها ويسأل عنها ،فالفضل أن يتعارف
69
البوان على تسميات خاصة لهذه العضاء ،فيذكرانها
بهذه السماء دون إبداء الحرج فيتحدث عنها الطفل
بهذه المسميات ول تشكل حرجا ً فى الحقيقة.
متى نبدأ تربية الطفل جنسياً
يقول الدكتور هيثم الخياط :الحقيقة أن الطفل يبدأ
بإثارة هذه المور لمحاولة التَّعُّرف على كل ما يشاهده،
ومن أجل ذلك يكثر من السئلة عن كل ما يتعرف عليه
مما حوله ،لماذا لمه ثدى وهو ليس ثدى مثلها؟ لماذا
بعض الرجال فى وجوههم شعر وغيرهم ليس فيه
شعر؟ لماذا ترضع الم ولدها ول يرضعه الب؟ وهكذا
مما شابه ذلك،فهذه السئلة وأمثالها بالنسبة للصغير
عادية كما يسأل عن غيرها من المور .فيجب على أى
من الوالدين أل يظهر امتعاضا ً أو قلقا ً أو حرجاً
وبأسلوب بسيط يجيب على اى سؤال ،ويجب أن يُجاب
الصغير عن كل سؤال ،إجابة تصرفه وتقنعه ،وإل
ستبقى لديه الفكرة غامضة وترتكز فى شعوره
وتتضخم هذه الفكرة وتكون لها عواقب غير صحية،
وليس من الضرورى أن تكون الجابة تفصيلية جداً،
ولكن يجب أن يتلقى إجابة عن السؤال حين يسأل،
فمثل ً لماذا الم ترضع؟ فيقال :لن الله خلق الم لها
ثدى والب ل ثدى له ،وهذا فى حد َّ ذاته يكفى للصغير
ويصرفه عن الهتمام بهذا المر ،وإذا سأل الصغير مثلً:
من أين جئت؟ كيف ولدت؟ لماذا يتزوج الرجل
والمرأة؟ فيقال له مثلً :لقد خلقك الله فى بطن أمك
ثم أخرجك إلينا ،ثم نشرح له كيف أن الكائنات الخرى
كالزهار مثلً ،نلحظ أن هذه الزهور الجميلة وكيف
جمالها وألوانها ،ثم نريه أعضاءً فيها ونقول له :إن هذا
جزء مذكر وهذا جزء مؤنث ،والله خلقهما ويجب أن
70
يتلقى هذان الجزءان من أجل أن يتم تكوين وتوليد
كائن جديد هو نبات جديد بشكل بذرة ،ونشرح له كيف
تشكل البذرة ،ثم كيف تتوالد ومن أين أتت ،ثم بعد
ذلك نترقى إلى موضوع توالد الكائنات ،كل الكائنات،
مثل الحيوانات ،فمثل ً القطة فى البيت تلد الصغار مثل
خلَقْنَا
يءٍ َ ن ك ُ ِّ
ل َ
ش ْ النسان وهكذا ،والله يقول ﴿ وَ ِ
م ْ
ن ﴾ [االذاريات ] 49 :وينبغى أن نشرح له بوضوح جي ْ ِ
َزوْ َ
وبشكل هادئ وعادى حتى يشعر أن هذا المر طبيعى،
وليس فيه ما يثير شيئا ً غير طبيعى عنده ،وهكذا كل
السئلة نربطها بما حوله من مكونات الحياة حتى
يتلقى الجابة عن أسئلته بشعور طبيعى ،وإذا سأل
الطفل عن هذه المور فى حضور الضيوف وغيرهم
لننهره بل نقول له :سوف نحدثك عنه فيما بعد ،ثم
نحدثه عنه فى وقت مناسب حتى إذا لم يفاتحنا فيه.
فى أى عمر للصغير نفاتحه؟!
طالما وجب على الوالدين تعليم الصغير الدين ،يجب
أن يُعلمه الوالدين أمور الطهارة والستنجاء ،وبل حرج
نذكر له طهارة الدُّبر بعد الغائط وطهارة القبل بعد
البول ،بمثل ما نعلمه غسل الوجه واليدين ،وإزارة
النجاسة عن الجسم والملبس حتى يألف ويعتاد هذه
الموضوعات التى يؤديها كل الناس .وإذا اكثر الطفل
من التساؤلت عن هذه المسائل فل نزجره ونجيبه ،بل
هذا دليل على إعمال العقل وارتفاع الذكاء لديه،
والطفل الذى يسال ربما يكون هذا دليل ً على تأخر
نموه العقلى .والفضل إذا لم يسأل الصغير أن يبادر
البوان بشرح هذه المسائل خاصة إذا وجدت بعض
الوسائل التعليمية والصور ،ويقول علماء التربية:
71
الفضل أن تقوم الم بالشرح والجابة للناث ،وأن
يقوم الب بالشرح للذكور ،وإل فيقوم بذلك القدر
منهما أو القرب قبول ً منهما .وإذا ذهب الصغار إلى
المدرسة فإن كتب الدراسة فيها شرح لكثير من هذه
الوضاع ،ونستفيد بذلك بحجة شرح دروس المدرسة
لهم .ويجب أن يكون الشرح واضحا ً ومفصل ً وليس فى
ذلك حرج أو خروج عن الحياء ،فالحياء ل يمنع من
مى بالخجل المرضى، العلم ،والذى يمنع هو ما يُس َّ
شعبة من اليمان ،وقدفالحياء ل يأتى إل بالخير وهو ُ
مّر بنا من الحاديث ما يشفى ويقنع .وقد ذكر القرآن
لفظ الشهوة ،وحب النساء ،وحيض النساء ،وإتيان
النساء ،وحملهن وإرضاعهن وطهارتهن ،وكذلك شرح
النبى rبوضوح وصراحة تعليمية وبألفاظ صريحة كل
ما يتعلق بالحيض والطهارة والجماع والستمتاع
والمؤانسة والملعبة بين الرجال والنساء ،فكلمة:
الحيض ـ الشهوة ـ الجماع ـ القبلة ـ الفرج ـ الدبر ـ
الغتسال ـ وغير ذلك ليست كلمات يُستحى منها طالما
كانت فى مناسبتها أو كانت سؤال ً أو جوابا ً عن سؤال.
ومرجعيتنا السلمية تضع لنا حدودا ً عند الممارسة أو
الحديث عن الجنس ولعل استخدام لفظ ـ الجنس ـ
وتعبيره عن أغراض يمارسها أهل الغرب غير
المسلمين ،قد القت ظلل ً من الريب وسوء القصد عند
الحديث عن تلك المسائل الدينية عندنا ،فنحن نشارك
غيرنا فى الفطرة النسانية ولكن لنا مرجعيتنا الدينية
المقيدة بضوابط وآداب الشرع ،ولكنهم هناك ل ضابط
عندهم فى هذه المسائل .فالسلم قد احترم ممارسة
الفطرة لحاجات الفطرة ،فشرع لها حدودا ً وآداباً
يراعيها المسلمون ،فمثل ً قد وضع نظام الستئذان
72
ثلث مرات فى اليوم والليلة للطفال عند الدخول على
والديهم الذين يعيشون معهم فى بيت واحد ،تماما ً كما
تكلم عن الكل فى البيوت ..وهكذا فى سائر المور،
كما علمنا ذلك من القرآن والحاديث التى مرت بنا.
الحديث مع الشباب
والمراهقين
لقد خاطب النبى rالشباب فقال " :يا معشر
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" ومن معانى
الباءة :القدرة على الجماع ،فقد ذكر الحديث فى
تمامه" :فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه أحصن
للفرج وأغض للبصر" أى أن الصوم يقطع أو يخفف من
شهوة الجماع ،فأمر النبى rالشباب بالزواج لرواء
شهوة الجماع ،فمن لم يجد فعليه باتباع طريق مشروع
آخر وهو الصوم حتى يتمكن بعد ذلك من الزواج
الشرعى .فيجب أل يترك الشباب بدون تعليم أو توجيه،
وحتى ل يضطر أن يتعلم هذه المعلومات من أقران
السوء ومن القنوات الفضائية التى تبث باللغة العربية
مدبلجة عارية ،ويكون قد سبق السيف العذل ،فل أفلم ُ
ننتظر حتى يأخذ الشباب والشابات صورا ً مشوهة عن
الجنس ،فيجب أن تُعطى هذه المعلومات من الثقافة
الجنسية فى مرحلة ما قبل مرحلة المراهقة والبلوغ،
لنه سوف يفاجأ بأنه يقوم صباحا ً فيجد ملبسه مبللة،
أو تفاجأ الفتاة عندما تقوم صباحا ً فتجد ملبسها مبللة
بالدم،فيجب التعليم قبل هذه السن ،وأفضل أسلوب
هو الحديث فى الدروس الدينية فى المدارس
والمساجد ،لن ذلك يكون بطريقة تلقائية ،أو يكون
73
ذلك بواسطة الوالدين عند شرح الطهارة للصلة،
ويجب أن تُعطى هذه الدروس بجدية وطهارة ونقاء.
حدود ما يلزم أمام الولد
من جملة المور العادية أنه ينبغى للولد أن ينشئوا
على اعتياد رؤية المشاعر العاطفية العادية بين
الوالدين دونأن يصلوا إلى مرحلة العملية الجنسية،
فعلى الوالدين أن يتصرفوا بلباقة وتلقائية بأن يألف
الولد أن يقبل أخد الوالدين الخر كما يقبل الوالد أى
منهم ،وبأن يمدح أحدهما الخر لجمال ملبسه أو
طريقته فى تصفيف الشعر أو وضع الم لزينتها فى
البيت ،وبأن تلبس الم لزوجها ملبس الغراء العادية
دون أن تبدى منها العورة ،أو تبدى تبذل ً فى سلوكها
أمامه ،وخاصة أمام المراهقين من الولد ،وبذلك
يستمتع الزوجان معا ً ومع الولد بل حرج وتضييق،
وحتى يتعود الولد ذلك بعد زواجهم مع أزواجهم .كما
يحسن أن تمارس العملية الجنسية بعيدا ً عن إحساس
وعلم الولد ،الصغار منهم والكبار ،لن الصغير يتصور
أن ذلك اعتداءا ً على أمه كأنه يضربها .ولذلك بيَن
القرآن العظيم مواعيد التَّغيب عن أنظار الولد خلل
النهار والليل ،وأوجب تليمهم آداب الستئذان على
َ َ
منُوانآ َ الوالدين عند ذلك ،فقال تعالى ﴿ :يَا أيُّهَا ال ّذِي َ
َ َ َ ْ
حل ُ َ
م م يَبْلُغُوا ال ْ ُ ن لَ ْم وَال ّذِي َ مانُك ُ ْ
ت أي ْ َ ملَك َ ْ
ن َ م ال ّذِي َستَأذِنْك ُ ُ لِي َ ْ
ن
ضعُو َ ن تَ َ حي َ جرِ وَ ِ صَلةِ ال ْ َف ْ ل َ ن قَب ْ ِم ْت ِ مَّرا ٍ م ثََل َ
ث َ منْك ُ ِْ
َ ْ َ َ ّ ُ
ت ث ع َوَْرا ٍ شاءِ ث َل ُ صلةِ العِ َ ن بَعْد ِ َ م ْن الظهِيَرةِ وَ ِ م َم ِ ثِيَابَك ْ
م ﴾ [النور .] 58 :فكما يجب ستر العورة أمامهم لَك ُ ْ
يجب ستر الوقت الذى يعتاد فيه الجماع ،ولذلك أيضاً
74
قال النبى " :rاحفظ عورتك إل عن زوجتك" فينبغى أن
ل يُرى أحد البوين عاريا ً أمام الولد ،أو مجامعاً
لزوجته ،وبرغم أن الحاديث أثبتت قيام النبى r
بالغتسال مع زوجته ،إل أن قيام البوين بالغتسال معاً
أمام الولد يثير كوامن عندهم يحسن البتعاد عنها.
توجيهات نبوية للسيطرة على جماع
الشهوة
-1عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال:
قال رسول الله ،rيعنى عن ربه عز وجل" :
النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ،من
تركها من مخافتى أبدلتُه إيمانا ً يجد حلوته فى
قلبه" رواه الطبرانى والحاكم وقال :صحيح
السناد.
r -2عن أبى أمامة رضى الله عنه عن النبى
قال" :ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة،
ثم يغ َّ
ض بصره إل أحدث الله له عبادة يجد
حلوتها فى قلبه" رواه أحمد والطبرانى
والبيهقى.
-3عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن
النبى rقال" :اضمنوا لى ستا ً من أنفسكم
أضمن لكم الجنة :اصدقوا إذا حدّثتم ،وأوْفوا
إذا وعدتم ،وأدُّوا المانة إذا ائتمنتم ،واحفظوا
ضوا أبصاركم ،وكفُّوا أيديكم"
فروجكم ،وغ ُّ
رواه أحمد وابن حبان فى صحيحة والحاكم.
75
-4عن على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ أن
النبى rقال له" :ياعلى ،لتُتْبع النظرةَ
النظرةَ ،فإنما لك الولى ،وليست لك الخرة".
رواه أحمد والترمذى وأبو داود.
-5وعن جرير رضى الله عنه قال" :سألت رسول
صرفالله rعن نظرة الفُجاءة ،فقال :ا ْ
بصرك" رواه مسلم وأبو داود والترمذى.
r -6عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى
ب على ابن آدم نصيبه من الزنا ،فهو قال" :كُت ِ َ
مدرك ذلك ل محالة ،العينان زناهما النظر،
والذنان زناهما الستماع ،واللسان زناه
الكلم ،واليد زناها البطش ،والَّرجل زناها
خطى ،والقلب يهوى ويتمنّى ،ويصدَّق ذلك ال ُ
الفرج أو يكذبه" رواه البخارى ومسلم وأبو
داود والنسائى ،وفى رواية لمسلم وأبى داود:
م يزنى فزناه القُبَل". " والفَ ُ
-7عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال:
قال رسول الله " : rما من صباح إل وملكان
ل للرجال من النساء ،ووي ْ ٌ
ل للنساء يناديان :وي ْ ٌ
من الرجال" رواه ابن ماجة والحاكم وقال:
صحيح السناد.
-8عن عائشة رضى الله عنها قالت " :بينما
رسول الله rجالس فى المسجد إذ ْ دخلت
مزيْنَة تَْرفُل فى زينة لها فى
امرأة من ُ
المسجد ،فقال النبى :rيا أيها الناس انْهو
76
ختُر فىنساءكم عن لُبْس الزينة والتَّب ْ
المسجد ،فإن بنى إسرائيل لم يُلعنوا حتى
لبس نساؤهم الزينة وتبختروا فى المساجد".
رواه ابن ماجة.
-9عن عقبة بن عامر رضى الله عنه أن رسول
َ
الله rقال " :إيا ّكم والدخول على النساء،
م؟ قال:
ح ُ
فقال رجل من النصار :أفرأيت ال َ
م الموت" رواه البخارى ومسلم والترمذى، ح ُ
ال َ
ورواه المنذرى وقال :معنى الكراهة فى
الدخول على النساء ،على نحو ما روى عن
ن رجل بامرأة إل كان النبى rقال" :ل يخلوَ ّ
منم هو أبو الزوج و َ
ثالثهما الشيطان" والح ُ
أولى به كالخ والعم وابن العم ونحوهم ،وهذه
القرابة تدعو إلى الختلط مع الطمأنينة
فيؤتى الحذِر من مكمنه ،فالشر ،إذا خل
القارب بالزوجة لتمكنه من الوصول بل ريبة
من المجتمع ،يتوقع منه فتكون الفتنة.
-10عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول
الله rقال" :ل ي ْ
خلُوَ ّ
ن أحدكم بامرأة إل مع ذى
حرم" .رواه البخارى ومسلم. م ْ
َ
-11عن معقل بن يسار رضى الله عنه قال :قال
رسول الله " :rلَن يُطْعن فى رأس أحدكم
خيَط من حديد خير له من أن يمس امرأة ل بم ْ
تحل له" .رواه الطبرانى والبيهقى ورجال
ححه اللبانى.
الطبرانى رجال الصحيح وص ّ
77
عن أبى أمامة رضى الله عنه عن رسول الله -12
79
داود والنسائى .وفى رواية للبخارى ومسلم:
"والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امرأته
إلى فراشه فتأبى عليه إل كان الذى فى
السماء ساخطا ً عليها حتى يرضى عنها" .وفى
رواية للبخارى ومسلم والنسائى" :إذا باتت
المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملئكة
حتى تصبح".
-2عن طلْق بن على رضى الله عنه قال :قال
رسول الله " :rإذا دعا الرجل زوجته لحاجته
فلْتأته ،وإن كانت على التَّنُّور" رواه الترمذى
والنسائى وابن حبان فى صحيحه .والتنور:
ال ُفْرن.
r -3عن ابن أبى أوْفى رضى الله عنه عن النبى
قال" :والذى نفسى بيده ل تؤدَّى المرأة حق
ربها حتى تؤدى حق زوجها ،ولو سألهانفسها
وهى على ظهر قَتَب لم تمنعْه" رواه ابن حبان
وابن ماجة والحاكم ،ولفظه" :ول تجد امرأة
حلوة اليمان حتى تؤدَّى حق زوجها ولو سألها
نفسها وهى على ظهر قتب" .وظهر القتب:
ظهر البعير.
-4عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله
rقال" :ل يحل لمرأة أن تصوم وزوجها
شاهد إل بإذنه" رواه البخارى ومسلم ،ومعنى
شاهد :أى حاضر غير مسافر ،وذلك حتى ل
يتعارض تطوّعها بالصيام مع حق الزوج فى
تلبية رغبته معها.
80
-5عن أنس رضى الله عنه قال :قال رسول الله
ب إلى من دنياكم :النساء ،والطيب، ُ " :r
حب َّ َ
جعلت قرة عينى فى الصلة" رواه عبد الله و ُ
بن المام أحمد بن حنبل فى زوائد الزهد،
وزاد" :وأصبر عن الطعام والشراب ول أصبر
عنهن" .والحديث رواه النسائى والطبرانى.
قال المام الحافظ ابن حجر العسقلنى فى فتح
البارى شرح البخارى :كل من كان أتْقى لله كان أش َّ
د
شهوة ،وقال القاضى أبو بكر بن العربى شيخ
القرطبى فى سراج المريدين :قد آتى الله تعالى
َ
رسوله خصيصة عظمى وهى قل ّة المل والقدرة على
الجماع ،فكان أقْنع الناس فى إلْفِهِ وتقْنِعُه العلقة،
وتشبعه الحَّزة ،وكان اقوى الناس على الوطء ،وقال
القاضى عياض :النكاح متفق على التَّمدُّح بكثرته
والفخر بوُفُوره شرعا ً وعادة ،فإنه دليل الكمال
وصحة الذكورية ،ولم يزل التفاخر بكثرته عادة
معروفة ،والتمدّح به سيرة ماضية ،وأما فى الشرع
فسنّة مأثورة ،حتى لم يره العلماء مما يقدح فى
ت عينيك الزهد .انتهى .وقال الغزالى :لو حفظ َ
جنَيْد :يقولون يُحتاج ت كثيراً .وقال ال ُ
وفرجك لنكح َ
إلى النكاح كما يُحتاج إلى القوت؟ قلت :فالزوجة
على التحقيق سبب طهارة القلب.
-6عن ابن مسعود رضى الله عنه قال" :خرج
من عند سوْدة بنت زمعة زوج r رسول الله
شوَّقَة قاعدة على النبى rفإذا امرأة ُ
م َ
الطريق رجاء أن يتزوّجها ،فلما رآها رسول
81
سودة فقضى حاجته ثم ْ الله rرجع إلى زوجته
اغتسل ،فخرج إلى أصحابه ،فقال :إنما
حبسنى عنكم امرأة عرضت لى فى الطريق
ت رجاء أن أتزوجها ،فلما رأيتها شوَّقَ ْقد ت َ َ
ت حاجتى ،فمن رأى سودة قضي ْ ُ
ْ ت إلى رجع ُ
منكم امرأة تعجبه فليرجع إلى زوجته ،فإن
الذى مع زوجته مثل الذى معها" .وفى رواية
عند المام أحمد والطبرانى .فانظر هدانا
وإياك رب العالمين إلى هذا الطهر البشرى
الواقعى والتوجيه النبوى الَبوِىّ والصدق فى
التبليغ!! ثم لحظ قول النبى " :rوكذلك
فافعلوا فإنه لمن أماثل أعمالكم إتيان
َ
الحلل" .فَتَتَعل ّم أن الشهوة بشريّة ل عيب
فيها إل إذا كانت فى حرام ،وأما بشرية
وشهوة فى التحلل فهى صدقة ودين وأجر،
ثم انظر بساطة الحديث فى هذه المور
وكيف تدار بين الصحاب طالما أنها دللة على
العلم والتعليم والتوجيه!!.
فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى rأنه قال:
"إن الله ليعجب من مداعبة الرجل زوجته ،ويكتب لهما
بذلك أجراً ،ويجعل لهما بذلك رزقا ً حللً " .رواه البرهان
الهندى فى كنز العمال ،ورواه ابن عدى ،وابن لل.
r وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى
قال" :إذا نظر الرجل إلى امرأته ونظرت غليه نظر
الله تعالى إليهما نظرة رحمة ،فإذا أخذ بكفَّيها
تساقطت ذنوبهما من خلل أصابعهما" .رواه البرهان
82
الهندى فى كنزل العمال ،ورواه الرافعى فى تاريخه.
وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أن رسول الله
ج شيطانه يقول :يا ويله!! rقال" :إذا تزوّج أحدكم ع َ َّ
عصم ابن آدم منى ثلثى دينه" .رواه أيو يَعْلى .وعن
معاذ بن جبل رضى الله عنه أن النبى rقال" :اتقوا
َ
الدنيا واتقوا النساء ،فإن غبليس طلَّع رصا ّد وما هو
بشئ من فخوخه بأوْثق لصيده فى التقياء من النساء"
رواه الديلمى فى الفردوس.
83
يعجلها" .ومعنى يصدقها :أى يكون محبا ً لها
راغبا ً فيها فيؤدى حق الزوجية بإخلص.
-2عن طلق بن على رضى الله عنه أن رسول
الله rقال" :إذا جامع أحدكم امرأته فل يَتَن َ َّ
ح
حتى تقضى حاجتها كما يحب أن يقضى
حاجته" .رواه ابن عدى وسعيد بن منصور .فما
َ
خلَقَ ن َ
م ْ أرحم شرع الله بالمرأة ﴿ أَل يَعْل َ ُ
م َ
َ
خبِيُر ﴾ [الملك ] 14 :فقد قال وَهُوَ الل ّطِي ُ
ف ال ْ َ
َ
النبى " :rفُضل ّت المرأة على الرجل بتسعة
وتسعين جزءا ً من اللذه ،ولكن الله تعالى
شعب ألْقى عليهن الحياء" .رواه البيهقى فى ُ
اليمان عن أبى هريرة رضى الله عنه.
وبالطبع فإن اللذة عند المرأة هى عند
الغْتِلم ،ولكن الرجل أسرع منها استثارة وقد
مَّر بنا أنه يستثار بالنظرة أو اللمسة ولكن
المرأة تحتاج إلى مقدمات حتى تستثار فقد
م فَأْتُوا
ث لَك ُ ْ
حْر ٌ م َساؤ ُك ُ ْ قال الله تعالى﴿ ن ِ َ
حرثَك ُ َ
م ﴾ موا ِلَنْفُ ِ
سك ُ ْ م وَقَدِّ ُ شئْت ُ ْم أنَّى ِ
ْ َ ْ
[البقرة :] 223 :وبلوغ المرأة إلى درجة
الغتلم أحظى للزوج وأعون على استثارته،
لذلك روى أنس رضى الله عن النبى rأنه
ة ،عفيفة فى قال" :خير نسائكم العفيفة الغَلِم َ
فرجها غلمة على زوجها" .رواه عبد الرزاق
فى مصنفه والديلمى فى الفردوس .والغَلمة
هى التى تصل مع زوجها إلى نهاية التشوق.
84
-3عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله
rقال " :أَيَعجز أحدكم أن يجامع أهله فى كل
جمعة ،فإن له أجريْن :أجر غسله ،وأجر غسل
شعب اليمانامرأته" .رواه البهقى فى ُ
والديلمى فى الفردوس .وسبحان الله
وبحمده أن جعل فى الغسل من الجنابة من
جماع أجرين ،كما جعل الجماع نفسه صدقة
كما رأينا ،فيمتَّع الله المؤمنين بالحلل
سل.ويأجرهم ،وطوبى لمن اغتسل وغ َّ
-4عن جابر عبد الله رضى الله عنهما عن النبى
rأنه" :نهى عن المواقعة قبل الملعبة" .رواه
الخطيب البغدادى .كما روى عنه أبو الشيخ
عن النبى rأنه قال" :من أدخل على أهل بيته
سرورا ً خلق الله من ذلك السرور خلْقاً
يستغفر له إلى يوم القيامة" .فكم هى الرحمة
مع المودّة تكون بين الزوجين؟! وعن عبد الله
الوضاحى أن رجل ً قال" :يارسول الله إن لى
ت عليها قالت لى :مرحباً امرأة إذا دخل ُ
بسيَّدى وسيّد أهل بيتى!! وإذا رأتنى حزيناً
ت أمر الخرة!! قالت :ما يحزنك الدنيا وقد كُفي ِ َ
قال النبى :rأخبرها أنها عاملة من عمال الله
ولها نصف أجر المجاهد" .رواه الخرائطى فى
مكارم الخلق.
-5عن ابن عمر رضى الله عنهما قال " :خرج
عمر بن الخطاب فسمع امرأة تقول:
85
تطاول هذا الليل واسوَد َّ جانبه
وأَّرقنى أن ل حبيب أُلعبه
فوالله لول الله أنى أُراقبه
لحَّرك من هذا السرير جوانبه
ت زوجى -6فقال عمر :ومالك؟ قالت :أغرب ْ َ
ت
ت إليه!! قال :أرد ِ منذ أشهر وقد اشتق ُ
سوءاً ؟ قالت معاذ الله!! قال :فاملكى عليك
نفسك فإنما هو البريد إليه ،فبعث إليه ،ثم
دخل على حفصة فقال :إنى سائلك عن أمر
منى فافرجيه عنى ،فكم تشتاق المرأة قد أهَ َّ
إلى زوجها؟ قخفضت رأسها واستحيت،قال:
فإن الله ل يستحيى من الحق ،فأشارت بيدها
ثلثة أشهر ،وإل فأربعة أشهر ،فكتب عمر :أل
حبَس الجيوش فوْق أربعة أشهر" .رواه عبد تُ ْ
الرزاق والبيهقى.
شعبى قال" :جاءت امرأة إلى عمر بن -7عن ال ُ
الخطاب فقالت :أشكو غليك خيَر اهل الدنيا
ل مثل عمله ،يقوم م َإل رجل ً سبقه بعمل أو عَ َ
الليل حتى يصبح ،ويصوم بالنهار حتى يمسى،
ثم تَجلَّها الحياء فقالت :أَقِلْنى يا أمير
المؤمنين!! فقال :جزاك الله خيرا ً فقد
َ
أحسنت الثناء قد أَقَلْتُك ،فلما وَل ّت قال كعب
ت إليك َ
بن سوْر :يا أمير المؤمنين لقد أبلغَ ْ
الشكَوى!! فقال :ما اشتكت؟ قال :زوجها،
ى بالمرأة ،فجاءت ،فقال لها عمر: قال :عل َّ
أَصدْقينى ول بأس بالحق!! فقالت :يا أمير
المؤمنين إنى امرأةٌ لَشتهى ما تشتهى
ض بينهما فإنك قد النساء ،فقال :يا كعب اقْ ِ
86
ت من أمرها مالم أفهم .قال :فإن الله فهم َ
نم َ ب لَك ُ ْ
م ِ ما طَا َ تعالى يقول ﴿ :فَانْك ِ ُ
حوا َ
م
ص ْ ث وَُربَاعَ ﴾ [النساءُ ] 3 : مثْنَى وَثَُل َ
ساءِ َ الن ِّ َ
ل م ثلث ليا ٍ ثلثة أيام ،وأفطر عندها يوماً ،وقُ ْ
ى
ت عندها ليلة .فقال عمر :لهذا أعجب إل َّ وَب ِ ْ
من الوَّل ،فبعثه قاضيا ً لهل البصرة" .رواه
ابن سعد فى الطبقات واليشكرى فى
اليشكريات .ورواه عبد الرزاق وعنده" :فدعا
عمر زوجها وأمره أن يبيت معها من كل أربع
ل ليلة ،ويفطر من كل أربعة أيام يوماً ". ليا ٍ
-8عن زيد بن أسلم قال " :بلغنى أن عمر بن
الخطاب جاءته امرأة فقالت :إن زوجها ل
يصيبها ،فأرسل إلى زوجها فسأله فقال:
ت قوّتى ،فقال عمر :أتصيبها فى ت وذهب ْ كَبِْر ُ
كل شهر مّرة؟ قال أكثر من ذلك ،فقال عمر:
فى كم؟ قال :أصيبها فى كل طُهر مرة ،قال
عمر :غذهبى فإن فى هذا ما يكفى المرأة".
رواه عبد الرزاق والهندى فى الكنز.
-9عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أن
النبى rقال" :إن الله يحب المرأة الَملِقَ ُ
ة
ن عن غيره" .رواه صا ُ
ح َ
ة مع زوجها ال َزع َ ُ
الب َ ِ
الديلمى فى الفردوس وصاحب كنز العمال.
ومعنى الملقة :التى تتناهى فى الزينة
والجمال ،والبزعة :الظريفة الكيَّسة ،فهى مع
حلى وأجمل الحوال ،متعفَّفَة عن زوجها فى أ ْ
غير زوجها.
87
∗ ل يليق بأى من الزوجين بعد الوطء أن يتباعد
عن صاحبه ،وكأنه لم يعد له عنده مطلب ،فيستحب
استكمال الستمتاع معا ً بالغتسال سويا ً فى الحمام مع
الملعبة والمداعبة وإبداء أن الشريك الخر ل يزال
مرغوباً ،أما أن تنقطع الملطفات وتتباعد البدان
ويتظاهر الزوجان ،فهذا شبيه بسلوك بعض الحيوان.
عن عائشة رضى الله عنها قالت" :ربما اغتسل رسول
َ
ى وأنا
متُه إل َّ
ض ْ الله rمن الجنابة ثم جاء فاستدْفَأ ب ِ َ
ى فَ َ
لم أغتسل" .رواه الترمذى وابن ماجة .وعلق على
الحديث المام الترمذى بقوله :وهذا قول غير واحد من
أهل العلم من أصحاب النبى rوالتابعين ،أن الرجل إذا
اغتسل فل بأس بأن يستدفئ بامرأته وينام معها قبل
أن تغتسل ،وبه يقول :سفيان الثورى ،والشافعى،
وأحمد ،وإسحاق .انتهى .وبوَب البخارى فى صحيحه
قال :باب غسل الرجل مع امرأته ،فروى عن عائشة
r رضى الله عنها قالت" :كنت اغتسل أنا ورسول الله
فى إناء واحد" .وفى رواية "فأقول له دَع ْ لى ،ويقول:
دَعى لى" .إنها المؤانسة والملطفة والمداعبة أثناء
الغتسال معا ً بعد الستمتاع بقضاء الوطر.
90
ى المرأة فأصفر رقيق ،وقد يبيض بفضل وأما من ُّ
قوَّتها .قال إمام الحرمين والغزالى :ول خاصية له إل
التَّلذذ وفتور شهوتها عقيْب خروجه ول يعرف إل بذلك،
وخروج منيّها بشهوة او بغيرها يوجب الغسل كمنى
الرجل.
َ
وأما المذ ْىُ فهو ماء ابيض رقيق لزج يخرج عند
شهوة ،ل بشهوة ول دفق ،ول يعقبه فتور ،وربما ل
يحس بخروجه ،ويشترك الرجل والمرأة فيه ،قال إمام
الحرمين :وإذا هاجت المرأة خرج منها المذى ،وهو
اغلب فيهن منه فى الرجل.
َ
وأما الوَدْىُ فماءٌ ابيض كدٌِر ثخين ،يشبه المنى فى
الثخانة ويخالفه فى الكدورة ول رائحة له ،وهو يخرج
عقيب البول إذا كانت الطبيعة مستمسكة ،وعند حمل
شئ ثقيل ويخرج قطرة أو قطرتين ونحوهما.
وقد أجمع العلماء على أنه ل يجب الغسل بخروج
ى ،ووجوب الغسل من المنى .روى الَمذ ْ ِ
ى والوَد ْ ِ
البخارى ومسلم وغيرهما عن على رضى الله عنه قال:
مذَّاء ،فجعلت أغتسل فى الشتاء حتى "كنت رجل ً َ
تشقّق ظهرى ،فذكرت ذلك للنبى rفقال" :ل تفعل،
إذا رأيت المذى فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلة".
وفى رواية :فاستحيَيْت أن أسأل النبى rلمكان ابنته
فأمرت رجل ً فسأله" .ومعنى استحييت لمكان ابنته،
لن المذى يكون غالبا ً لمداعبة الزوجة وقبلتها ونحو
ذلك ،والدب ال يذكر الرجل مع أصهاره ما يتضمن
شيئا ً من ذلك .وقد روى سهل بن حنيف رضى الله عنه
قال" :كنت أَلْقى من المذى شدَّة وعناء فكنت أكثر من
91
الغسل ،فذكرت ذلك للنبى rفقال :إنما يجزئك من
ذلك الوضوء" رواه أبو داود والترمذى وقال :حديث
حسن صحيح.
ما يوجب الغسل بالجماع
عن عائشة رضى الله عنها قالت :قال رسول الله
ن
ن الختا َ " :rإذا جلس بين شعبها الربع وم َّ
س الختا ُ
وجب الغسل" رواه مسلم .قال النووى :وختان الرجل
هو الموضع الذى يقطع منه فى حال الختان وهو ما
دون خَّزة الحشفة .وأما ختان المرأة فإن مدخل الذكر
هو مخرج الحيض والولد والمنى ،وفوق مدخل الذكر
ثقب مثل إحليل الرجل هو مخرج البول ،وبين هذا
الثقب ومدخل الذكر جلدة رقيقة مثل ورقة بين
الشفرين ،فتلك الجلدة الرقيقة يقطع منها عند الختان.
قال :فالتقاء الختانين أن تُغَيَّب الحشفة فى الفرج ،فإذا
غابت فقد خاذى ختانه ختانها ،والمحاذاة هى التقاء
الختانين ،وليس المراد بالتقاء الختانين التصاقهما وضم
أحداهما إلى الخر ،فإنه لو وضع موضع ختانه على
موضع ختانها ولم يدخله فى مدخل الذكر لم يوجب
مة .ويجب الغسل على الرجل وعلى غسل بإجماع ال ّ
المرأة ،سواء أولج ذكره فى قُبُل المرأة دبرها ،أو دبر
رجل ،أو فى قبل بهيمة أو دبرها ،كل ذلك يوجب
الغسل بل خلف .وقال الشافعى فى الم من كتبه :لو
أولج ذكره فى فم المرأة وأذنها وإبطها وبين أَلْيَتها ولم
ينزل فل غسل عليهما ،قال النووى :نقل فيه ابن جرير
الجماع .والغسل واجب وإن لم ينزل الماء الدافق.
فعن عائشة رضى الله عنها أن رجل ً سأل النبى :r
92
"الرجل يجامع أهله ثم يُكْسل هل عليهما الغسل؟ فقال
النبى :rإنى لفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل" رواه
مسلم وغيره .وقال العلماء :إذا جومعت المرأة
فاغتسلت ثم خرج منها منى الرجل ،فل غسل عليها
وعليها فقط الوضوء.
مايوجب الغسل بالحتلم
إذا رأى الرجل أو رأت المرأة فى المنام أنه احتلم
أو أنها اتحتلمت ولم يوجد بلل فل غسل عليه أو عليها،
وإن رأى أحدهما المنى ولم يذكر احتلما ُ لزمه الغسل.
سئل عن لما روت عائشة رضى الله عنها" :أن النبى ُ r
الرجل يجد البلل ول يذكر الحتلم ،قال يغتسل ،وعن
الرجل يرى أنه احتلم ول يجد البلل قال :لغسل عليه"
رواه أبو داود والترمذى والدارمى وغيرهم وقد مّر
حديث أم سليم رضى عنها وهو فى البخارى ومسلم.
فإن رأى منيا ً فى فراش ينام فيه هو وغيره ممن
ن
م ْ
يمكن أن يمنى ،فل غسل عليه ل حتمال أنه ِ
صاحبه ،فإن رأى المنى فى فراش ينام فيه ،ول ينام
فيه غيره ،أو ثوبه الذى يلبسه ول يلبسه غيره فيلزمه
الغسل ،ويستحب أن يعيد كل صلة يحتمل أن المنى
كان موجودا ً فيها.
ما يوجب الغسل فى الحيض
والنَّفاس
أجمع العلماء على وجوب الغسل بسبب الحيض
وبسبب النفاس ،لقول النبى rلفاطمة بنت أبى
حبَيْش" :إذا أقبلت الحيضة فَدَعى الصلة ،وإذا أدبرت
ُ
93
فاغتسلى وصلى" رواه البخارى ومسلم .قال العلماء:
تغتسل الحائض إذا طهرت وانقطع دم الحيض ،وكذلك
النُّفساء إذا انقطع الدم .والجنب والحائض والنفساء
بدنهم وعرقهم طاهر بالجماع لقول النبى " :rإن
المسلم ل ينجس" رواه البخارى ومسلم.
ما يوجب الوضوء بلمس
الجنس الخر
الول :إذا الْتَقَت بشرتا رجل وامرأة بدون حائل
مى لمسا ً وملمسة ،فهل ينتقض بذلك بينهما يس ّ
اللمس الوضوء؟ فى هذا مذاهب للعلماء:
-1إن التقى بشرتى الجنبى والجنبيّة ينتقض
الوضوء ،سواء كان بشهوة وبقصد أم ل ،ول
ينتقض مع وجود حائل وإن كان رقيقاً .وبهذا
قال عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود
وعبد الله بن عمر وزيد بن أسلم ومكحول
والشعبى والنخعى وعطاء بن السائب
والزهرى ويحيى بن سعيد وربيعة ورواية عن
الوزاعى ،وهو مذهب الشافعى.
-2إن لمس بشهوة انتقض وإل فل ،وهو مروى
عن حماد والحكم والليث وإسحاق ورواية عن
الشعبى وربيعة والثورى .وهو مذهب مالك
ولحمد ثلث روايات.
-3ل ينتقض الوضوء باللمس مطلقاً .وهو عن
ابن عباس وعطاء وطاوس ومسروق والحسن
والثورى .وهو مذهب أبى حنيفة.
الثانى :ينتقض الوضوء بمس فرج الدمى بباطن
الكف ول ينتقض بغيره .وبهذا قال عمر بن الخطاب
94
وسعد بن أبى وقاص وابن عمر وابن عباس وأبو
هريرة وعائشة وسعيد بن المسيّب وعطاء وأَبان بن
عثمان وعروة ابن الزبير وسليمان بن يسار ومجاهد
وأبو العالية والزهرى والوزاعى وأبو ثور والمزنى.
وهو مذهب مالك والشافعى وأحمد وإسحاق.
-4ل ينتقض مطلقاً ،وبه قال :على بن أبى طالب
وابن مسعود وحذيفة وعمارة وعمران بن
حصين وأبو الدرداء وربيعة ،وهو مذهب أبى
حنيفة وابن المنذر .واحتج أصحاب المذهب
الول بحديث بُسرة بنت صفوان رضى الله
عنها أن النبى rقال" :إذا مس أحدكم ذكره
فليتوضأ" .رواه مالك فى الموطأ والشافعى
فى مسنده وفى الم ورواه أبو داود والترمذى
والنسائى وابن ماجة .وبحديث عائشة رضى
الله عنها ان النبى قال" :ويل للذين يمسون
فروجهم ثم يصلون ول يتوضأون .قالت :بأبى
وأمى هذا للرجل ،أفرأيت النساء؟ فقال :إذا
مست إحداكن فرجها فلتتوضأ" .رواه النووى.
س الدبر بباطن الكف ناقض للوضوء عند -5م َّ
الشافعى ورواية عن أحمد .وقال مالك وأبو
حنيفة وداود وأحمد رواية :ل ينقض.
95
ن ﴾ [البقرة ] 222 حتَّى يَطْهُْر َ ت َ ْقَربُوهُ َّ
ن َ
وللحاديث الصحيحة ،قال الشافعى :من فعل
ذلك فقد أتى كبيرة .ومن فعله يأثم ويتوب
ويتصدق .وهو مذهب مالك وأبى حنيفة
والشافعى وأحمد فى رواية ،وبه قال أكثر
العلماء .وقال الحسن البصرى :عليه ما على
المجامع فى نهار رمضان.
-2يجوز الستمتاع بالحائض ما دون لسرة
والركبة بل خلف ،واختلفوا فى الستمتاع فيما
بين السرة والركبة ودون الفرج ،لقول النبى
"اصنعوا كل شئ إل النكاح" رواه مسلم عن
سرةأنس .وتحريم المباشرة فيما بين ال ُّ
والركبة قال به أبو حنيفة ومالك والشافعى
وهو قول أكثر أهل العلم ،وأجاز الستمتاع
بالمرأة الحائض فى كل شئ إل موضع
الحرث :عكرمة مجاهد والشعبى والنخعى
والحكم والثورى والوزاعى ومحمد بن الحسن
وهو مذهب أحمد وإسحاق وابى ثور.
-3يجوز وطء المستحاضة فى الزمن المحكوم
بأنه طهر وإن كان الدم جارياً ،وهو قول
جمهور العلماء .وقال أحمد بن حنبل :ل يجوز
الوطء إل أن يخاف زوجها العنت.
والمستحاضة هى التى ل ينقطع عنها الدم.
-4دم النَّفاس يحّرم يحَّرمه الحيض ،وهو الدم
الخارج بعد الولد .والنَّفاس الولدة.
96
آداب ومحظورات الوطء
-1عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان
النبى rقال" :إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن
يعود فليتوضأ فإنه أنشط للعود" .رواه مسلم
وأحمد وابن حبان والحاكم والبيهقى.
-2عن أنس رضى الله عنه قال :قال رسول الله
" :rإذا جامع أحدكم أهله فليصدقها ،ثم إذا
قضى حاجته قبل أن تقضى حاجتها فل يعاجلها
حتى تقضى حاجتها" .رواه أبو يعلى وعبد
الرزاق.
-3عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله
rقال" :إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته
فليأت أهله ،فإن البضع واحد ،ومعها مثل الذى
معها" .رواه الخرائطى.
-4عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبى rأنه
قال" :فصل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل
كأثر المخيط فى الطين إل أن الله ليسترهن
بالحياء" .رواه الطبرانى فى الوسط ،وهو
دعوة للزوج أن يتأنى أثناء الجماع حتى تبلغ
المرأة قمة اللذة معه بصبر قصير.
-5عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :قال
رسول الله " :rلوأن أحدكم إذا اراد أن يأتى
أهله قال :بسم الله ،اللهم جنَّبنا الشيطان
وجنب الشيطان ما رزقتنا ،فإنه إن قضى
97
بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبداً "
رواه البخارى ومسلم وأحمد.
r-6عن ابن عباس رضى الله عنه أن النبى
قال " :ائتها على كل حال إذا كان فى الفرج"
رواه أحمد.
-7عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن
سباع حرام" رواه أحمدرسول الله rقال" :ال َّ
والبيهقى .والسباع :هو الفخار بكثرة الجماع.
-8عن خزيمة بن ثابت رضى الله عنه قال :قال
رسول الله " :rاستحيوا فإن الله ل يستحيى
من الحق ،ل تاتوا النساء فى أدبارهن" .رواه
النسائبى والبيهقى والطبرانى ولفظه " :إن
الله تعالى ينهاكم أن تأتوا النساء فى
أدبارهن" .رواه أحمد ورواية عند النسائى " :ل
يستحى الله من الحق!! ل يستحى الله من
الحق ،ل تأتوا النساء فى أعجازهن".
-9عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى rأنه
قال" :هل منكم رجل إذا أتى أهله فإغلق عليه
بابه وألقى عليه ستره واستتر بسترة الله،
يحدَّث بما يكون بينه وبين أهله ،أو عسى
امرأة تحدَّث بما يكون بينها وبين زوجها ،فل
تفعلوا ،فإن ذلك مثل شيطان لقى شيطانه
فى ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون".
أبو داود والطبرانى ،ورواه أحمد عن أسماء
بنت يزيد.
98
عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه "إن -10
100
النساء ،فسأل أصحاب رسول الله rعن
ذلك ،فكان من أشدَّهم يومئذ قوْل على بن
أبى طالب رضى الله عنه قال :هذا ذنب لم
تعص به أمة من المم غل أمة واحدة صنع الله
بها ما قد علمتم ،نرى أن تحرقه بالنار،
فاجتمع أصحاب رسول الله rعلى أن يحرقه
بالنار ،فكتب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد
فأمره ان يحرقه بالنار" .وقال ابن قدامة
الحنبلى فى المغنى :ومن تلوّط قُتل ،بكراً
كان أو ثيَّباً ،فى إحدى الروايتين عن أحمد بن
حنبل ،والخرى حكمه حكم الزانى .قال :ولنه
إجماع الصحابة رضى الله عنهم فإنهم أجمعوا
على قتله وإنما فيه التَّعزير ،ولكن ل يوافق أبا
حنيفة على القول بالتعزير أحد.
سحاق، مى ال َّ
-3ويحرم إتيان المرأة المرأةَ ،ويس ّ
لما روى أبو موسى الشعرى رضى الله عنه
أن النبى rقال" :إذا أتت المرأة المرأة فهما
زانيتان" .رواه البيهقى والطبرانى .واتفق
العلماء إل مالكا ً على أن فيه التّعزير دون
الحدَّ ،لنها مباشرة من غير إيلج .والتعزير هو
العقوبة غير المحدّدة بحد َّ شرعى .وقال مالك:
إذا ساحقت المرأة المرأة يجب على كل
واحدة منها الحد وهو مائة جلدة.
-4ويحرم إتيان البهيمة لقول الله عز وجل ﴿
َ َ
ن إ ِ ّل ع َلَى حافِظُو َ م َ جهِ ْ
م ل ِ ُفُرو ِ
ن هُ ْ وَال ّذِي َ
َ َ
م فَإِنَّهُ ْ
م غَيُْر مانُهُ ْ
ت أي ْ َملَك َ ْ
ما َ م أوْ َ جهِ ْأْزوَا ِ
101
م ك فَأُولَئ ِ َ
ك هُ ُ ن ابْتَغَى وََراءَ ذَل ِ َ ن فَ َ
م ِ ملُو ِ
مي َ َ
ن ﴾ [المؤمنون 5 :ـ ] 7ولما روى ابن الْعَادُو َ
عباس رضى الله عنهما أن النبى rقال" :من
وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة" رواه
أبو داود والترمذى وأحمد ورواه ابن ماجة
بلفظ" :من وقع على على ذلك محرم
فاقتلوه ،ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا
البهيمة" .وأخرجه البهقى ،ولفظه " :ملعون
من وقع على بهيمة ،وقال :اقتلوه واقتلوها ل
يقال هذه التى فعل بها كذا وكذا" .قال ابن
قدامة فى المغنى :اختلفت الرواية عن أحمد
فى الذى يأتى البهيمة ،فروى عنه أنه يعّزر ول
حد ّ عليه ،وهو مروى عن ابن عباس وعطاء
خعى والحكم وماللك والثورى والشعبى والن َّ ّ
وأبى حنيفة وإسحاق وهو قول الشافعى،
والراواية الثانية عن أحمد أن حكمه حكم
اللئط سواء.
الستمناء وحكمه
يقول المام القرطبى فى تفسيره عند قوله تعالى
َّ َ
ن إ ِلحافِظُو َم َ جهِ ْ م لِفُُرو ِ ن هُ ْ فى سورة المومنون﴿ وَال ّذِي َ
َ َ
ن ملُو ِ
مي َ م غَيُْر َ م فَإِنَّهُ ْ
مانُهُ ْ
ت أي ْ َ ملَك َ ْ
ما َ أو َ
م ْ عَلَى أْزوَا ِ
جهِ ْ
ن ﴾ [المؤمنون: م الْعَادُو َ ك هُ ُ ك فَأُولَئ ِ َن ابْتَغَى وََراءَ ذَل ِ َ فَ َ
م ِ
5ـ ] 7قال محمد بن الحكم :سمعت حرملة بن عبد
ميْرةَ ،فتل العزيز قال :سألت مالكا ً عن الرجل يجلد عُ َ
102
ن ﴾ وهذا لنهم يكنون عن ﴿ الْعَادُو َ هذه الية
الذكر بعميرة وفيه يقول الشاعر:
فاجلد إذا حللت بواد ٍ ل أنيس به
عميرة ل داء ول حرج
ويسميه أهل العراق الستمناء ،وهو استفعال من
ى .وأحمد بن حنبل على ورعه يجَّززه ويحتج بأنه المن ّ
إخراج فضلة من البدن فجاز عند الحاجة ،ولنه لم يثبت
ى ،وعامة العلماء على تحريمه .وقال ابن تيمية: فيه نَهْ ٌ
إن اضطر إليه ،مثل أن يخاف الزنا إن لم يستمن ،أو
يخاف المرض ،قهذا فيه قولن مشهوران للعلماء ،وقد
خص فى هذه الحال طوائف من السلف والخلف ر َّ
ونهى عنه آخرون .وقال الحافظ ابن حجر فى فتح
البارى :وقد أباح الستمناء طائفة من العلماء ،وهو عند
الحنابلة وبعض الحنفية لجل تسكين الشهوة .وقال
الشيخ على طنطاوى فى كتاب صور وخواطر :سألنى
أحد الشباب عن ما يعانيه من غلبة الشهوة والتعّرض
المستمر للثارة ،فإما الكبت أو الزنا أو الستمناء .قال:
تعمد ما يسمونه اليوم ـ الستمناء ـ وهو وإن كان أقل
الثلثة شرا ً وأخفها ضرراً ،ولكن إن جاوز حدّه ركب
النفس بالهم ،والجسم بالسقم ،وجعل صاحبه الشاب
كهل ً محطما ً كئيبا ً مستوحشا ً يفر من الناس .ثم قال:
لست أدعو إلى الستمناء ولكن أقَّرر حقيقة قررها كثير
من كبار الطباء ووافقوا فيها رأى الفقهاء من الحنفية.
ويقول الدكتور محمد هيثم الخياط الذى دََّرس
الطب وعلومه فى كلية الطب بجامعة دمشق وكلية
صص فى العلوم الطب بجامعة بروكسل والذى تخ ّ
الشرعية وتبحر فى علوم اللغة العربية مما يجعله
عضوا ً فى مجامع اللغة العربية فى عمان والقاهرة
103
والعراق والهند وأكاديمية نيويورك ،وهو عضو فى
عشرين جمعية علمية فى مختلف أنحاء العالم ،وعضو
مجلس أمناء المنظمة السلمية للعلوم الطبية ومدير
البرنامج العربى فى منظمة الصحة العالمية ،وله
مؤلفات باللغات العربية والنجليزية والفرنسية
واليطالية واللمانية .أقول عنه كل هذا لن له رأياً
فقهيا ً وطبيا ً يجب أن يُنظر إليه ،يقول ضمن برنامج بل
بالجزيرة :العادة السرية ،الحقيقة أن الناس يبالغون
كثيرا ً فى أضرارها ،والضرر الرئيسى للعادة السرية من
وجهة نظر الطب هو ما يحيط بها من أوهام وأباطيل
وخرافات تجعل النسان يحار بين الدوافع الشديدة
لديه لممارسة العادة السرية وبين ما يحاط بها من
تهاويل ،وبذلك يصاب بنوع من الزمة النفسية بين ما
يسمع أنه ينبغى أن يفعله وبين ما يجد دافعا ً لديه
لفعله ،هذا هو الضرر الرئيسى للعادة السرية من
الناحية الطبية .فل ضرر إطلقا ً من فعل العادة السرية،
وأنا ل أشجع على العادة السرية ولكن أفكر من الناحية
الطبية فأقول :ليس لها ضرر ،والفراط فى العادة
السرية تماما ً كإفراط الزوجين فى العلقات الجنسية ل
يصابان بشئ على الطلق ،ونفس الشئ بالنسبة
للعادة السرية ،ولم يثبت حتى الن أن العادة السرية
أى تأثير سلبى على صحة من يمارسها ،وكل من
يمارس العادة السرية وهو يخاف ،تحدث لديه من هذا
الخوف الذى ل داعى له عقد ٌ نفسية ،وشيخنا على
الطنطاوى يقول :ل أجد اى دليل على حرمتها ،وهذا
رأى كثير من علمائنا القدمين .والله أعلم.
104
الفهرس
الموضوع
مقدمة
سنة البتلء بين النوعين البشريين
منهج الفطرة
اليات الواردة فى القرآن العظيم
السنَّة المطهرة استفاضت فى بيان العلقات
الجنسية
مسائل أجاب فيها النبى عن أسئلة الناس
النبى بمنزلة الوالد
احتلم المرأة وكيفية الغسل
جنابة الفجر والصوم
قبلة الصائم
اغتسال الزوجين فى إناء واحد
مشروعية العزل
105
المرأة تتصنع لزوجها
r
التيسير من النبى
قصة طريفة
نكاح الجاهلية كما ترويه عائشة
السؤال عن أمور الجنس وبيان مشروعيته
عثمان يجيب عن السئلة الجنسية
إن الله ل يستحيى من الحق
اختلف المهاجرين والنصار حول الغسل
كيف تطهر المرأة شعرها
النبى ينهى عن الستخصاء
ل تصوم المرأة إل بإذن زوجها
وإن لهلك عليك حقا
نساؤكم حرث لكم
حيض النساء وما يحل فيهالحديث عن ْ
الرسول يباشر نساءه وهن حيض
..ويؤكلهن ويداعبهن وهن حيض
حكم المرأة المستحاضة
106
هدى للسلم فى الستمتاع r للنبى
تحريم الخلوة
بعض أقوال الئمة فى أمور الجنس
المام ماللك
المام الشافعى
المام القرطبى
107
الدكتور محمد هيثم الخياط
ثمرة غض البصر
108
الملئكة تلعن الزوجة التى ل تلبى رغبة زوجها
109
ثالثاً :إقامة الحدود
الستمناء وحكمه
110