You are on page 1of 145

‫‪1‬‬

‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫المقدمة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫المد ل وحده والصلة والسلم على من ل نب بعده‬


‫وبعد ‪:‬‬
‫فهذا الكتيب يوي بشرى للمستضعفي ف الرض الحتلة خاصة‬
‫وللمسلمي عامة ‪.‬‬
‫ولكنه ل يكتب ليبشرهم فإن ف كتاب ال وسنة رسوله من‬
‫البشرات الكثي ‪ ،‬وما عدا ذلك منـها لـه حدوده وضوابطه ‪،‬‬
‫فالضمون إذن ل يؤسس عقيدة للمسلمي ‪-‬كما قد يظن بعض القراء من‬
‫أهل الكتاب والسلمي وغيهم– وإنا كتب ليختطّ أسلوبا ف التعامل مع‬
‫السس الفكرية لعدو النسانية اللدود "الصهيونية ‪ :‬بوجهيها اليهودي‬
‫والصول النصران" ذلك العدو الذي أشغل الدنيا ومل الفضاء والورق‬
‫بالديث عن النبوءات الكتابية ‪-‬لسيما بعد النتفاضة الخية‪.-‬‬
‫ودراسة النبوءات هي أحد مواد البحث ف الدراسات الستقبلية إل‬
‫أن النبوءات كالفكار منها الصحيح ومنها الزائف ‪ ،‬ومن حق القارئ‬
‫العالي أن يد الرأي الخر ف هذا الوضوع الطي ‪ ،‬ومن حق القارئ‬
‫السلم أن يطالب باستدعاء الحتياطي ف هذه العركة الطويلة الشرسة ‪،‬‬
‫والحتياطي هنا هو الدراسة الوضوعية للصول العقدية للعدو ولنفسيته‬
‫وسلوكه من خلل مصادره وتراثه الت هي عماد روحه العنوي وإيانه‬
‫بقضيته ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وحي نفعل ذلك فإننا ف القيقة ل نأت بديد وإنا هو امتثال‬


‫للمنهج القرآن الذي علمنا الرجوع إل الصادر الكتابية لقامة الجة‬
‫وإلزام الفتري ‪:‬‬
‫‪ ‬قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ‪‬‬
‫مثلما علمنا أنم كتموا الق وألبسوه بالباطل وهم يعلمون‪.‬‬
‫وإذا كانت عدالة القضية هي أساس الروح العنوية للمقاتل فإن‬
‫التوراة ل تدل فحسب على أن قضية الندي الصهيون غي عادلة ‪ ،‬بل‬
‫تدل على أن من الواجب عليه أن يقاتل ف الصف القابل ‪ ،‬كما تفرض‬
‫على الستوطن أن يعلم أن قدومه إل هذه الرض إنا هو لستنـزال‬
‫عقوبة ال وإحلل غضبه عليه ‪ ،‬فل أقل من أن يرحل ! وإن كان الحب‬
‫إلينا أن يهتدي لنور ال ويصبح أخا لنا ف السلم الذي هو ملة إبراهيم‬
‫ويشاركنا نعمة اليان بكل كتب ال ورسله بل تفريق بي أحد منهم‪.‬‬
‫ول ينبغي أن ينتظر (يوم الغضب) لكي يرحل أو يؤمن فربا ضاعت‬
‫الفرصة العظمى قبل ذلك اليوم أو فيه‪.‬‬
‫إنن أنصح كل يهودي ف أرضنا الحتلة أل يدع التوراة حكرا على‬
‫مترف الكهانة ‪ ،‬الذين يصلون على إعفاء مان من الدمة العسكرية‬
‫بينما هو يقدم نفسه من أجلها وأجلهم ‪ ،‬إنن أنصحه أن يقرأها ولكن‬
‫بعقله ووعيه ل بشروحاتم وتأويلتم وسيى القيقة الت لبد للعال كله‬
‫أن يراها عما قريب !!‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وليعلم أنه مهما اعتدى علينا وقتل أطفالنا وأحرق مزارعنا وأفسد‬
‫علينا حياتنا فإننا لن نعامله إل با شرع ال ل با تشتهي أنفسنا‪ .‬وأننا ل‬
‫نريد لـه ول لحد من البشر إل الفوز برضى ال والسعادة ف الدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬
‫أما الساب الكامل والقصاص العادل فإنا يكون يوم القيامة بي‬
‫يدي ال الذي سيحاسبنا جيعا على ما عملنا من خي أو شر وهناك ل‬
‫ي أهل الكتاب‬ ‫تنفع الدعاوى ‪  :‬ليس بأمانيكم ول أمان ّ‬
‫من يعمل سوءا ً يجز به ول يجد لـه من دون‬
‫الله وليا ً ول نصيرا ً ‪.‬‬
‫إنا كلمة سواء نلتزم با من طرف واحد ونأمل أن يكون لدى‬
‫الطرف الخر من الشجاعة ما يعله يلتزم با أو ياول ‪...‬‬

‫المؤلف‬
‫انتفاضة رجب‬ ‫‪1‬‬

‫بعد بضع سني قليلة ف عمر الزمن لكنها طويلة ثقيلة ف ليل القهر واليأس ما الذي‬
‫حدث؟ القلوب واجفة ‪ ،‬والبصار مشدودة ‪ ،‬والنفاس لهثة ‪ ،‬عند كل إشارة إل‬
‫خب عاجل أو حدث طاريء ‪ ،‬والتساؤلت على كل شفة ‪:‬‬
‫أين‪..‬؟ من‪..‬؟ كم‪..‬؟ يهود‪ !..‬أمريكان‪ !..‬انتفاضة شهداء ‪...‬‬

‫الشاهد تتوال ف الذهان أكثر ما ف هذه الفضائيات التطورة ‪-:‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫تاوي أوراق الفاوضات واحتراقها ف لب الغضب وجحيم القهر‪.‬‬


‫خزي راعي السلم الذي يعاقب الملن الوديعة كلما هاجتها الذئاب الشرسة‪.‬‬
‫ذهول أصحاب السيوف الشبية الذين كلما داههم العدو هرعوا يدون أطرافها‬
‫على مبارد من الثلج‪.‬‬
‫انطلقة مقلع داود الذي نسجته اليدي الغلولة ‪ ،‬ووقوفه ف مواجهة صواريخ‬
‫جالوت‪.‬‬
‫عربات عسكرية تتراجع أمام حجارة ‪ ،‬ورجل واحد يقاوم مئات النود الدججي‬
‫بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا المريكية‪.‬‬
‫وحشية إسرائيل الت فضحت أصدقاءها الوالي ‪ ،‬وأحرجت أخدانا التسترين ‪،‬‬
‫وقذفت بالترددين إل صفوف العداء الصرحاء‪.‬‬
‫إجاع إسلمي ل نظي له من قبل على أن الل هو الهاد !!‬
‫ذلك ما نطق به الرؤساء والعلماء والفكرون الستراتيجيون والقادة الشعبيون‬
‫والطباء والعامة الميون الرجال والنساء والطفال‪.‬‬
‫الكل اجتمعوا على هذه الكلمة الت ما وقرت ف الذن إل ونفذت إل أعماق‬
‫القلب ث تتبعها تساؤلت ‪ :‬كيف‪..‬؟ ومن أين‪..‬؟ ومع من‪..‬؟ ومت‪..‬؟ وهل‬
‫الكام‪...‬؟ وهل المريكان‪...‬؟‬

‫شيخ أزهري رسي يصرخ ‪-‬ف أكثر الفضائيات صخبا وأوسعها انتشارا‪ -‬ل‬
‫يدي مع اليهود إل قاعدة ‪  :‬اقتلوهم حيث ثقفتموهم ‪.‬‬
‫ويسأله الذيع ‪ :‬ولكن يا شيخ هل تعن القتل فع ًل (أي هل تعي ما تقول ؟) وهل‬
‫الزهر معك؟ ويأت الواب صريا بالياب‪.‬‬
‫غضب عارم ف كل مكان ‪ ،‬وأساليب جديدة ف الرفض وماولت جديدة للحل ‪،‬‬
‫فما الذي حدث ولاذا ؟‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫بعد متاهة طويلة من الفاوضات العقيمة ‪ ،‬واللقاءات الفارغة الضمون ظهر مفهوم‬
‫"السلم" عند اليهود على حقيقته ‪ ،‬وولدت الزمة الديدة بي تفاهة تنازل " المائم "‬
‫وعنف معارضة "الصقور" ف حي كان الحاور الخر كالشاة العائرة بي الذئبي !!‬
‫(ف إسرائيل صقور وحائم) ذلك ما قيل لنا منذ رحلة السادات الشؤومة !!‬
‫وصدّقه بعضنا لن العهود ف خلق ال كلهم سواء السرة ‪ ،‬القبيلة ‪ ،‬الدولة ‪ ،‬أن‬
‫يكون فيهم طرفا نقيض ف أي قضية !!‬
‫لكن ليس ف هذه الدنيا طرفا خلفٍ أغرب وأعجب من اليهود ‪ ،‬فأنت قد تسمع‬
‫تصريات أو تقرأ بيانات ل تستطيع أن تكم على قائلها بأنه من المائم أو من الصقور‬
‫إل من اسه أو حزبه !!!‬
‫فحي تسمع زعيمي يهوديي ‪-‬أحدها سياسي والخر كاهن‪ -‬يتوعدان‬
‫الفلسطينيي ويرفضان إعادة النتشار فالتبادر إل فهمك أنما من حزب الصقور ‪،‬‬
‫لكنك حي تعرف من ها ؟ تعلم أنما من الحسوبي على المائم‪.‬‬
‫وحي تسمع أحد الصقور ينادي بالبادة التامة للفلسطينيي فاعلم أن المامة ل‬
‫تالفه إل ف الطريقة والوقت !!‬

‫وحضور مدريد أو أوسلو أو معسكر داود الثانية ل يدل على أن الاضرين حائم‪،‬‬
‫بل إنا يضر من يصادف أن يكون ف السلطة حينئذ من هؤلء أو هؤلء ‪.‬‬
‫أسلوب غريب ل نظي له ف سياسات خلق ال الخرين ‪ .‬فالنطق اليهودي يفترض‬
‫أن يكون التنافـس بيـ مـن يعلونـه صـقرا ومـن يسـمونه حامـة على التشدد والغالة‬
‫واللتواء والماطلة‪ .‬فهمـا متعارضان لكنهمـا متوازيان ‪ ،‬وليسـا وجهيـ لعملة واحدة‬
‫فقط‪ ،‬بل كل منهما يصلح وجها لكل جهة‪.‬‬
‫ورحم ال القائل ‪:‬‬
‫فل صقور ول حائم‬ ‫إن اليهود هم اليهود‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫العلة قائمة دائمة ف حال الرب وحال السلم ‪ ،‬ف حال الكومة وحال العارضة‪،‬‬
‫إنا العقيدة اليهودية والنفسية اليهودية الت ل تفقد خصائصها منذ قدي الزمان بشهادة‬
‫أسفار التوراة الجموعة على مدى قرون متعاقبة ‪-‬كما سنرى‪.-‬‬
‫فالمائم تتحايل وتاطل من أجل التنازل عن شيء أو شبه شيء ‪ ،‬والصقور تادل‬
‫وتناضل ل كي ل يتم التنازل عن ش يء ‪ ،‬وب ي تفاهة التنازل وع نف العار ضة انكش فت‬
‫تلك الطبيعة (طبيعة النفسية اليهودية والعقيدة اليهودية) فتفجرت الزمة‪.‬‬

‫أولً ‪ :‬التنازل ‪:‬‬


‫بعد سلسلة طويلة ومعقدة من الفاوضات ‪ ،‬والوساطات واللفات الجرائية‬
‫والماحكات الدلية ‪ ،‬وافق باراك أو كاد يوافق على مشروع غريب لتقسيم السجد‬
‫القصى ‪ ،‬لكنه يليق بالعقلية اليهودية اللتوية ‪ ،‬وهو أن يكون التقسيم أفقيا على ثلث‬
‫مستويات ‪:‬‬
‫‪ -1‬السجد والساحات‪.‬‬
‫‪ -2‬ما تت السجد والساحات من الرض‪.‬‬
‫‪ -3‬ما فوق ذلك من الو‪.‬‬
‫وأن تكون إسرائيل مسيطرة تاما على القسم الرضي كله ‪ ،‬حيث يتمل وجود‬
‫اليكل الزعوم ‪ ،‬وكذلك تسيطر على الو ‪-‬وهذا ل يتاج لشتراط فهي وحدها الت‬
‫تلك الروحيات والطائرات والفلسطينيون مرم عليهم ذلك مطلقا‪ -‬وينحشر نصيب‬
‫السلطة العرفاتية بينهما‪ .‬على أن يكون عبارة عن صلحية وظيفية أو (إشراف وظيفي)‬
‫على السجد والساحات ‪ ،‬وهناك احتمال بنصر رمزي للسلطة يتمثل ف رفع العلم‬
‫الفلسطين على هذه الساحة الحدودة من الدينة القدسة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العارضة ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫هبت العارضة الدينية والزبية ف وجه باراك ‪ ،‬ونددت بذا التنازل الرخيص ‪،‬‬
‫وضجت جعيات ومؤسسات اليكل ‪-‬وهي أكثر من اثنت عشرة جعية أو مؤسسة‪-‬‬
‫بالحتجاج وتوعدت باراك والسجد القصى والفلسطينيي جيعا باللك والتدمي‪.‬‬
‫وما زاد الوقف تأزما أن الفاوضات وقعت ف موسم الصوم قريبا من يوم الغفران‪،‬‬
‫وقريبا من ذكرى يوم خراب اليكل على يد "تيتس" الرومان‪.‬‬
‫ومن هنا ربط العارضون بي تيتس الجرم وباراك الائن ‪ ،‬وقال أحد الاخامات ‪:‬‬
‫((ل نبكي ف هذا الذكرى خراب اليكل قبل ألفي عام بل نبكي خرابه اليوم))‪.‬‬
‫وت إنقاذ الوقف على يد السفاح الشهي "شارون " ‪-‬صاحب صبا وشاتيل‪-‬‬
‫وكانت زيارته الشؤومة للمسجد القصى ‪ ،‬فأجهزت على الشروع أو أجلته إل‬
‫حي‪‍!!..‬‬
‫‪-‬بدون أي شك‪ -‬كانت زيارة شارون مدبرة أو معروفة لدى الكومة اليهودية‬
‫فهي الت انتدبت ألفي جندي لراسته ‪ ،‬ولدى السلطة العرفاتية حيث كان عرفات‬
‫يراهن بردة الفعل الشعبية الت كان يتوقع انفجارها لكنه ل يدرك أبعادها‪.‬‬
‫ولن القصى عزيز على كل مسلم ‪ ،‬ولن صلف اليهـود يستثي أحلم الناس‪،‬‬
‫ولن الشعوب هي الت تدفع الثمن ‪ ،‬تصدى الغيورون لشارون ‪ ،‬ورد اليهود‬
‫بوحشية التوراة الحرفة والتلمود ‪ ،‬فاشتعلت الرض الحتلة كلها وتبعتها سائر‬
‫القطار السلمية ‪ ،‬وكانت انتفاضة رجب كالعصار وتطت الواجز والسوار‬
‫وهتكت كثيا من الؤامرات والسرار‪.‬‬
‫وكان ذلك باختصار تعبيا عن ‪:‬‬
‫‪ – 1‬القهر الذي يعان منه الفلسطينيون وانتفاضة القهور ل يعدلا انتفاضة‪.‬‬
‫‪ – 2‬احتقان الغضب والرفض الصامت للشعوب طوال هذه السني العجاف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ – 3‬شعور الزعماء العرب بالهانة والتهميش حي أصبحت اللعبة ثلثية الطراف ‪:‬‬
‫إسرائيل تطالب إل ما ل ناية ‪ ،‬عرفات يستسلم ويتنازل باستمرار ‪ ،‬أمريكا الَكَم‬
‫الائر تريد منهم النسياق وراء ما تقرره ‪ ،‬والتوسط لرغام الفلسطينيي على قبوله ‪،‬‬
‫وتفرض عليهم تويل الشروعات ‪ ،‬وترير القرارات إعلميا ‪ ،‬وفرض النتائج على‬
‫الشعوب دون مراعاة للحساسية الدينية الطرة للقضية‪.‬‬
‫بعض العرب نصح أمريكا قائلً ‪[ :‬إذا أردت أن تطاع فأمر با يُستطاع] ‪،‬‬
‫ولكنها مضت ف غطرستها بل رادع‪ .‬وهذا ما شعـر به الوربيون واليابانيون فضلً‬
‫عن الروس الراعي الخر الذي تدّم بيته عليه ؛ ولذا كانت الغضبة عامة عارمة وإن‬
‫اختلفت السباب‪.‬‬
‫على أن اللمـح الديـد لنتفاضـة رجـب هــو البوز الواضـح للمصـطلحات‬
‫ال سلمية ف ل غة الطاب لدى الم يع ‪ ،‬و هو مؤ شر للقوة العنو ية لل صحوة البار كة ‪،‬‬
‫وأنا الطريق الخي والوحيد بعد انكشاف زيف الشعارات العلمانية كلها‪.‬‬
‫وأقبلت تباش ي ال صباح ليوم سينتهي بغ ضب من ال وانتقام ي سلطه على طواغ يت‬
‫الكفر وجند التخريب والجرام‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫منظور عقدي‬ ‫‪2‬‬

‫الغ يب ل يعل مه إل ال تعال ولك نه جل شأ نه يطلع ب عض عباده على ش يء م نه‬


‫لكم عظيمة‪.‬‬
‫وأعظم وسائل الطلع ‪ :‬الوحي وهو خاص بالنبياء صلوات ال وسلمه عليهم ‪،‬‬
‫والرؤيا الصادقة وهي للنبياء وحي ولغيهم بشارة أو نذارة ‪ ،‬فهي تقع للمؤمن والكافر‬
‫والب والفاجر ث تأت وسائل أخرى كالتحديث واللام والفراسة ‪.‬‬
‫وكل خب عما يدث مستقبلً يتاج لمرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬صحة الب‪.‬‬
‫‪ -2‬صحة التأويل‪.‬‬
‫وأهل الكتاب هم أكثر المم اشتغالً باللحم وأحداث الستقبل ‪ ،‬وقد شغلوا با طائفة‬
‫من السلمي منذ القدم ‪ ،‬والعلماء يعللون قلة حديث أهل الشام ومصر بالنسبة لهل‬
‫الجاز والعراق باشتغالم باللحم والسي‪ .‬وروي عن كعب الحبار ف ذلك عجائب‬
‫ل يتسع الجال لذكرها‪ .‬ومصدرهم ف ذلك كتبهم القدسة وتأويلتم وشروحهم عليها‬
‫ولسيما الرموز والرقام وما أكثرها ف السفار وشروحها‪.‬‬
‫وتبعا لا جبل عليه النسان من التلهف لكتشاف الستقبل اشتغلوا بذلك ف‬
‫العصور كلها‪ .‬ول يقتصر ذلك على رجال اللهوت ‪ ،‬بل شـمل ول يزال ‪ :‬مفكرين‬
‫علمانيي وعلماء طبيعة مشهورين من أمثال "نيوتن" ف الاضي‪ .‬وطائفة من العلماء ف‬
‫الكمبيوتر والرياضيات ف العصر الاضر ‪ ،‬ومؤلفاتم ف هذا تصعب على الصر وسيأت‬
‫بعضها ضمن مصادرنا‪.‬‬
‫وكان لتشتت اليهود وأسرهم واضطهاد الرومان للنصارى الثر الكبي ف اشتغال‬
‫أهل الكتاب بأخبار الخلّص أو النقذ ‪ ،‬وافتعال النبوءات عنه ‪ ،‬وتأويل أي نص ليدل‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عليه ‪ .‬ومن أعظم ما فعلوه بذا الشأن تريف البشارات والنبوءات لكي توافق عـصر‬
‫الفسّر أو الؤول وحالة قومه حينئذ ‪ .‬ومن هنا اختلفت التأويلت ‪ ،‬وتناقضت فوق‬
‫اختلف الذاهب والفرق‪ .‬ولكن أكثرهم ارتكب جناية كبى ‪ ،‬وهي طمس أو تريف‬
‫أي بشارة لنب آخر الزمان وأمته والتعسف ف تأويلها وصرفها إل مسيح اليهود السمى‬
‫"ملك السلم" أو إل السيح ‪.‬‬
‫كما أن اختلف النسخ وتعاور الترجات وتعدد التفسيات زاد الركام ركاما‪،‬‬
‫حت أصبحت القائق الطمورة تتاج إل عناء ضخم وصب طويل ‪ ،‬هذا مع الستنارة‬
‫بنور الوحي الحفوظ (القرآن والسنة)‪.‬‬
‫فبسبب تنكب أهل الكتاب عن هذا النور حرموا أنفسهم مصادر اليقي وظلوا ف‬
‫ظلمات ليسوا بارجي منها إل به‪.‬‬
‫وموقفنا من نبوءات أهل الكتاب هو نفس الوقف من عامة أحاديثهم وأخبارهم‬
‫فهي ثلثة أنواع ‪-:‬‬

‫أولً ‪ :‬ما هو باطل قطعا ‪:‬‬


‫وهو ما اختلقوه من عند أنفسهم أو حرفوه عن مواضعه‪ ،‬كدعوى أن نب آخر‬
‫الزمان سيكون من نسل داود ‪ ،‬وأن السيح الوعود يهودي‪ ،‬وطمسهم للبشارة بالسلم‬
‫ورسوله ‪ ،‬وعموما هو كل ما ورد الوحي الحفوظ (الكتاب والسنة الصحيحة)‬
‫بلفه‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ما هو حق قطعا ‪ ،‬وهو نوعان ‪:‬‬


‫أ )‪ -‬ما صدقه الوحي الحفوظ نصا ‪ ،‬ومن ذلك إخبارهم بتم النبوة ‪ ،‬وإخبارهم‬
‫بنـزول السيح ‪ ،‬وخروج السيح الدجال وإخبارهم باللحم الكبى ف‬
‫آخر الزمان بي أهل الكفر وأهل اليان‪ ،‬ومن هذا النوع ما قد يكون اللف‬
‫معهم ف تفصيله أو تفسيه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ب)‪ -‬ما صدقه الواقع ‪،‬كما ف صحيح البخاري عن جرير بن عبد ال رضي ال‬
‫تعال عنه قال ‪(( :‬كُنت باليمن ‪ ،‬فلقيت رجلي من أهل اليمن ‪ :‬ذا كلع وذا‬
‫عمرو‪ ،‬فجعلت أحدثهم عن رسول ال ‪ ،‬فقال ذو عمرو ‪ :‬لئن كان الذي‬
‫تذكره من أمر صاحبك فقد م ّر على أجله منذ ثلث ‪ .‬وأقبل معي حت إذا‬
‫ض‬
‫كنا ف بعض الطريق ُرفِع لنا ركب من قبل الدينة ‪ ،‬فسألناهم ‪ ،‬فقالوا ُقِب َ‬
‫رسول ال واستُخلف أبو بكر والناس صالون ‪ ،‬فقال ‪ :‬أخب صاحبك أنا‬
‫قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء ال ورجعا إل اليمن‪ .‬فحدثت أبا بكر بديثهم‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أفل جئت بم‪ .‬فلما كان بع ُد قال ل ذو عمرو ‪ :‬يا جرير إن بك عل ّي‬
‫كرامة ‪ ،‬وإن مبك خبا ‪ ،‬إنكم معشر العرب لن تزالوا بي ما كنتم إذا‬
‫هلك أمي تأمّرت ف آخر ‪ ،‬فإذا كان بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضبَ‬
‫اللوك ويرضون رضى اللوك))(‪.)1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ما ل نصدقه ول نكذبه ‪:‬‬


‫وهو ما عدا هذين النوعي كما قال ‪(( :‬ل تصدقوا أهل الكتاب ول‬
‫تكذبوهم))(‪ ،)2‬ومن ذلك إخبارهم عن الشوري ورجسة الراب وأمثالا‪ .‬وكوننا ل‬
‫نصدقه ول نكذبه يعن خروجه عن دائرة العتقاد والوحي إل دائرة الرأي والرواية‬
‫التاريية الت تقبل الطأ والصواب والتعديل والضافة ‪ .‬أي أن النهي ل يعن عدم‬
‫البحث فيه مطلقا ولكنه بث مشروط وضمن دائرة الظن والحتمال‪.‬‬
‫واليوم والعال كله تقريبا يتابع الحداث الارية على أرض فلسطي ف وسائل‬
‫العلم ند أن الناس ف أمريكا وبعض البلد الخرى لم شأن آخر ‪.‬‬

‫() البخاري ‪ ،‬الغازي حديث رقم ‪ 4359‬مع الفتح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البخاري ‪ ،‬التفسي حديث رقم ‪.4485‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فها هنا سوق آخر غي سوق العلم النظور والقروء ‪ ،‬إنه سوق النبوءات‬
‫والتكهنات ‪ ،‬وهو سوق ل يهدأ ول ينقطع ‪ ،‬بضاعته أسفار العهدين القدي والديد‬
‫وشروحها ‪ ،‬وتاره كهنة الصوليي الَرْفيي ‪ ،‬أما زبائنه فهم من كل طبقات الجتمع‬
‫ابتداءً من حكماء البيت البيض والبنتاجون وانتهاءا برجل الشارع ‪ ،‬وهذه الفئة طوائف‬
‫شت ‪ :‬فمنهم من ينتظر نـزول السيح !‬
‫ومنهم من ينتظر خروج الدجال !‬
‫ومنهم من يتوقع معركة هرمدون !‬
‫ومنهم من يتنبأ بنهاية دولة إسرائيل تبعا لقيام النتفاضة وانيار عملية‬
‫السلم !‬
‫وهذا هو ال هم عند نا لن نا ية هذه الدولة هي أك ثر القضا يا إلاحا من ح يث‬
‫الواقع وأبعدها عن الغيب الطلق والدخول ف أمر القيامة الت ل يعلمها إل ال تعال‪.‬‬
‫وبالتال فإن أي دراسة استراتيجية علمانية قد تصل إل مثل أو قريب من النتائج‬
‫الت تقود إليها النبوءات الكتابية عن ناية هذه الدولة‪.‬‬
‫والعنصر الاسم الذي تنفرد به النبوءات هو تديد ناية دولة إسرائيل‬
‫بالسنوات‪ ،‬المر الذي يعل ذلك عقيدة للمؤمني بالتوراة والناجيل ‪ ،‬وليس مرد رأي‬
‫أو اجتهاد لباحث من الدارسي ‪ ،‬ومن هنا نأمل أن ينتفع كثي منهم بالقيقة الت‬
‫سنحاول الكشف عنها خالصة لوجه الق !!‪.‬‬
‫ولا كانت الصهيونية النصرانية هي أكثر حركات العصر خطرا على النس‬
‫البشري ! وكان الساس الذي قامت عليه عقائدهم وخططهم الهنمية هو تقق النبوءة‬
‫بقيام دولة إسرائيل ؛ كان لبد لكل مب للعدل والسلم ف الرض أن يعرف القيقة‬
‫عن نبوءات هؤلء‪ ،‬وأن يد يده لن ينسف بالق والعقل الصول الت بنوا عليها‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أصوليتهم ‪ ،‬قبل أن ينسفوا هم السلم العالي ويولوا كوكبنا الضطرب إل كتلة من‬
‫اللهب !!‪.‬‬
‫إننا ف وضع كون يدرك فيه كثي من العقلء أن منظمة إرهابية ف أوربا أو روسيا‬
‫قادرة على تديد السلم العالي كله ‪ ،‬فكيف نتغافل عن هذه الركة الكبى الت‬
‫تستحوذ على عقول ثلث الشعب ف أقوى دولة ف العال ‪ ،‬وتسعى بكل إصرار‬
‫للسيطرة على مقاليد المور ف هذه الدولة ‪ ،‬وتضخ كل طاقتها وحاسها لتأييد أكب‬
‫عصابة إرهابية ف الرض ‪-‬أل وهي دولة صهيون‪ -‬؟!‪.‬‬
‫إننا نأمل –ف حال قيام العقلء ف أمريكا وغيها‪ -‬بواجبهم أن يفيء هؤلء إل‬
‫رشدهم وأن يفيق كثي من الخدوعي أو الغافلي‪ ،‬وحي نعمل معا من أجل تبصي‬
‫هؤلء بضلل تصوراتم وخطأ نبوءاتم فإننا نكون قد واجهنا الباطل بالق ‪ ،‬والعدوان‬
‫بالعدل‪ ،‬والرهاب بالنطق ‪ ،‬وهذا أحد الغايات العظمى ف دين السلم كما قال تعال‬
‫ف كتابه الجيد لرسول الرحة و ((أركون السلم)) ممد ‪:‬‬
‫‪ ‬وما أرسلناك إل رحمة للعالمين ‪. ‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫مسحاء كذابون‬ ‫‪3‬‬

‫أمريكا كما قال إدوارد سعيد – هي أكثر أمم العال انشغالً بالدين !!‬
‫وف أمريكا تيار أصول دين مهووس إل الثمالة بعودة السيح عاجلً غي آجل‬
‫ومستعد لن يرتكب ف سبيل ذلك أكب الماقات !!‬
‫وأي حاقة أكب من ماولة التسلل إل القواعد النووية وإطلق الدمار على العال‬
‫كله ؟‬
‫وعـن أي دليـل نبحـث وقـد رأيناهـم ينتحرون بالئات والعشرات ‪ ،‬ويفجرون‬
‫الؤسسات الفدرالية وينظمون اليوش والعصابات لليوم الوعود ‪.‬‬
‫والصيبة أنم يزيدون ول ينقصون ول يتكمون إل أي منطق أو عقل وإنا هي‬
‫خيالت ومنامات وماطبات من الشياطي يزعمون أنا من الروح القدس!!‬
‫بل إن عددا يصعب حصره منهم يدعي أنه هو السيح أو أن السيح حل فيه أو‬
‫خاطبه !!‬
‫ومن عقائد هؤلء ‪:‬‬
‫‪ -1‬قيام دولة إسرائيل تهيد ضروري لنـزول السيح ‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروع السلم هو تأخي لوعد ال‪.‬‬
‫‪ -3‬القدس بكاملها يب أن تكون تت سيطرة إسرائيل‪.‬‬
‫‪ -4‬إسرائيل مباركة ومبارك من يباركها وملعون من يلعنها أو يعاديها‪.‬‬
‫‪ -5‬الفلسطينيون ‪-‬والسلمون عامة– رعاع وثنيون وحزب يأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫‪ -6‬اللف سنة السعيدة يوشك أن تكون لكن بعد خطف الؤمني إل السحاب‬
‫للقاة الرب عند نـزوله و دماركل الوثنيي ف معركة هرمدون الكبى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وليس هؤلء جاعة رهبانية معتـزلة كما كان الال ف القرون الول‪ .‬بل هم‬
‫أصحاب نفوذ اجتماعي بارز ‪ ،‬وترسانة إعلمية مؤثرة ‪ ،‬ومناصب عليا ف الكومة !!‪.‬‬
‫ونبوءات التوراة مضاف إليها الكهانة والتنجيم وتضي الن هي أعظم طقوسهم ‪،‬‬
‫واعتمادا عليها تقوم نظرياتم ف السياسة والجتماع ‪ ،‬وقواعدهم ف التعامل مع سائر‬
‫البشر‪.‬‬
‫والفكرون العلمانيون ف أمريكا يعلمون أن تغيي الفكار النكوسة لؤلء القوم‬
‫شبيه بالحال‪ ،‬فالبنية العقلية مدمرة من أصلها والنفسية ف غاية التعقيد والغرابة‪.‬‬
‫والساسة العلمانيون ينافقونم لا لم من تأثي على الرأي العام ونفوذ ف عال الال‬
‫والعلم!!‪.‬‬
‫والعلم العرب قليل الديث عنهم لنه مشغول بحاربة التطرفي والرهابيي عن‬
‫الديث عن هؤلء الذين مهما فعلوا وفكروا فليسوا إرهابيي ما داموا ليسوا مسلمي !!‬
‫هم والفكرون العلمانيون على طرف نقيض ‪ ،‬لكن الشكلة أن كتلة الوسط تقل‬
‫تدرييا‪ ،‬والكثرون ييلون إل هؤلء ل إل الفكر العلمان ‪ ،‬هربا من جحيم الية‬
‫والفاف الروحي‪ ،‬ولذلك تغلغلت الصولية الهووسة ف كل مال واخترقت كل‬
‫الدود‪.‬‬
‫وقد هيأت القدار لفتنتهم ف هذا العصر ما ل يكن من قبل ‪-‬ول شك أن ل ف‬
‫ذلك حِكما عظاما‪ -‬اجتمع لم أمران كل منهما كافٍ ف ذلك ‪-:‬‬
‫‪ -)1‬وجود تمع يهودي كبي ف فلسطي وهو ما ل يُعهد من قبل‪.‬‬
‫يقول "هول ليندسي" ف كتابه ‪ " :‬كوكب الرض ‪ ،‬ذلك الراحل العظيم " ‪:‬‬
‫(( قبل أن تصبح إسرائيل دولة ‪ ،‬ل يكشف عن أي شيء ‪ ،‬أما الن وقد حدث‬
‫ذلك ‪ ،‬فقد بدأ العد العكسي لدوث الؤشرات الت تتعلق بميع أنواع النبوءات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫واستنادا إل النبوءات فإن العال كله سوف يتمركز على الشرق الوسط ‪،‬‬
‫وخاصة إسرائيل ف اليام الخية ))(‪.)3‬‬
‫‪ -)2‬حلول اللفية وبالصح عام ‪ 2000‬الت تعن عندهم بداية النهاية للعال العهود‬
‫وبداية الدخول إل العال الخر عال اللفية السيحية الذي هو بنـزلة عال الخرة أو‬
‫النة عند السلمي‪.‬‬
‫ف غمرة الماس الائج لقتراب اللفية نشط الصوليون ف العقدين الخيين من‬
‫القرن العشريـن نشاطا هائلً فـ كـل الجالت ‪ .‬إل أن مـن أههـا مال الدراسـات‬
‫والتآل يف وال صخب العل مي عن ن ـزول ال سيح واقتراب اللف ية ال سعيدة ‪ ،‬ح يث‬
‫استعجلوا بتعسف ظاهر كل حوادث آخر الزمان وأشراط الساعة ‪ ،‬وأعدوا لا تصورات‬
‫(سيناريوهات) مرعبة للغاية ‪ ،‬تقوم على افتراض واحد هو ‪ :‬حدوث العجزات الارقة‬
‫با ل يكن أن يتفق مع التتابع النطقي لحداث التاريخ بأي حال‪.‬‬
‫لقد وجد هؤلء أنه ل يكنهم تصور أو تصوير حلول اللفية السعيدة وفق الشروط‬
‫الوضوعية كالزمان والكان والظروف السياسية الالية ‪ .‬فلبد من إقحام خارقة عظمى‬
‫تقلب النظام الكون رأسا على عقب ‪ .‬ومن هنا كان أسهل الطرق لتحقيق ذلك هو‬
‫كارثة نووية تقضي على الضارة ‪ ،‬وتعيد العال إل حالة شبيهة باله عند الجيء الول‬
‫للمسيح ‪ ،‬وتهد للمجيء الثان الوعود ‪ ،‬ووجدوا ضالتهم النشودة ف معركة "هرمدون"‬
‫الشؤومة ‪ .‬ووافق ذلك شعارات ريان ونيكسون عن تدمي إمباطورية الشر "التاد‬
‫السوفيت" فافترضوا أن يأجوج ومأجوج هم الروس ‪ .‬وبسقوط التاد السوفيت وقيام‬
‫حرب الليج افترضوا أن يكون الشوري هو صدام حسي وأن يأجوج وماجوج هم‬
‫العرب أو العرب والفرس وغيهم وأن الرب النووية ل مفر منها !!‬

‫() حى سنة ‪ 2000‬ص (‪.)146‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وبعد اتفاقات "أوسلو" خدوا قليلً ‪-‬بل اضطربوا‪ -‬فلما قامت النتفاضة الخية‬
‫تنفسوا الصعداء لسيما وقد وقعت ف نفس عام ‪ ! 2000‬ومن هنا يضع كثي من‬
‫الفكرين والدارسي ف الغرب أيديهم على قلوبم ‪ ،‬خشية أن يغامر أحد الهووسي‬
‫هؤلء بماقة تكون عاقبتها كوارث ل تصى‪.‬حت أن السلطات السرائيلية نفسها‬
‫تتشدد ف دخول التطرفي من هؤلء إل إسرائيل خشية إقدامهم على شيء من هذا‬
‫القبيل‪ .‬أما الكارثة الكبى الت تقض مضاجع الراقبي فهي احتمال تسلل هؤلء إل‬
‫أحدى القواعد النووية ‪ ،‬وإشعال النار الت ل يستطيع العال أن يطفئها !!‪.‬‬
‫وينبغي أن يعلم الناس أن مرور عام ‪ 2000‬أو ما بعده دون حدوث شيء ل يعن‬
‫ناية هذه الفكار فإن هؤلء تعودوا أن يعيدوا النظر ف حساباتم ‪ ،‬وسوف تأتيهم‬
‫الشياطي وتوحي إليهم بسراب جديد يلهثون وراءه ‪ ،‬ويثيون الرعب ف العال ‪،‬‬
‫ويظلون مصدر تديد مستمر للبشرية كلها !!‪.‬‬
‫ومع اقتناعي بأن هؤلء لعقل لم أرى أنه لبد أن يتصدى لم العقلء بنسف‬
‫الساس العقدي لوهامهم وضللتم‪ .‬وإذا كان أهل الكتاب عاجزين أو مقصرين‬
‫فنحن ل يوز لنا أن نعجز أو نقصر وبي يدينا الوحي العصوم والق اللي ‪ ،‬الذي لو‬
‫عرضناه على العال لوضع ال له القبول عند الناس‪.‬‬
‫ومن هنا كان إثبات أن دولة إسرائيل القائمة ل علقة لا بالسيح من قريب ول‬
‫بعيد‪ ،‬وأن اللفية الثانية ستمر كما مرت القرون الول بل جديد ‪ ،‬هو دفع لشر هؤلء‬
‫ليس عن السلمي وحدهم بل عن النسانية جيعا وهذا هو أحد دوافع كتابة هذا‬
‫البحث الوجز والدافع الخر هو ما يتص بالسلمي وسنعرض له ل حقا‪.‬‬
‫ونن ل نطالب من شك ف أمر هؤلء من بن دينهم إل بقراءة جديدة للفصلي‬
‫الثالث والعشرين والرابع والعشرين من إنيل متّى ‪-‬لسيما عند الديث عن نبوءة‬
‫دانيال‪ -‬والتأمل جيدا ف تذير السيح من السحاء الكذبة ‪ ،‬والروجي للشاعات‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عند قيام " رجسة الراب " ف أورشليم‪ ،‬ث يسأل كل منا نفسه ؟ من هؤلء يا ترى‬
‫وكيف يب أن يكون موقفنا منهم ؟‬
‫فإن وصلوا إل القيقة –وهذا ما نعتقده‪ -‬وإل فليتابعوا السي معنا حت نليها‬
‫كاملة بإذن ال!!‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫شكل (‪)1‬‬
‫دوران التاريخ وفق النظرية النصرانية‬
‫الصولية‬
‫العهد الديد‬ ‫العهد القدي‬
‫(من ولدة السيح إل ناية اللفية)‬ ‫)‬ ‫(من خلق العال إل ميلد السيح‬

‫‪ )5‬ميـلد السيـح‬
‫( ف منتصف التاريخ )‬
‫آدم الثان‬

‫‪ )6‬عصر الكنيسة‬ ‫‪ )4‬عصر التوراة‬


‫الطوفان ‪49‬‬
‫‪)7‬الفتنة‬ ‫‪)3‬‬

‫‪ )8‬اللفية‪ /‬السيح‬ ‫‪ )2‬النة‪/‬آدم‬

‫‪ )9‬عال جديد‬ ‫‪ )1‬خلق العال‬

‫خلق عال جديد‬ ‫‪)9‬‬ ‫يقابله‬ ‫البدء خلق العال‬


‫‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫)‬ ‫عودة السيح النسان ف جنة على الرض‬


‫(‬ ‫‪)8‬‬ ‫آدم النسان ف النة يقابله‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬

‫الذنوب تسبب الفتنة‬ ‫‪)7‬‬ ‫يقابله‬ ‫الذنوب تسبب الطوفان‬ ‫‪)3‬‬

‫عصر الكنيسة شريعة السيح‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪)6‬‬ ‫عصر التوراة شريعة موسى يقابله‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫ميء السيح ف منتصف التاريخ‬ ‫‪)5‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫شكل (‪)2‬‬
‫تصورات النصارى عن اللفية ونزول‬
‫‪)(1‬‬
‫المسيح‬

‫أ )‪ -‬تصور شيوخ الكنيسة القدامى (نزول السيح سابق لللف سنة ) ‪:‬‬

‫‪ -1‬بعد رفع السيح يبدأ عصر الكنيسة‪.‬‬


‫‪ -2‬ف نايته يكون سبع سنوات من الفتنة‪.‬‬
‫‪ -3‬بعد السبع السنوات ينل السيح ويرتفع القديسون لستقباله ف السماء ث‬
‫ينـزلون إل الرض‪.‬‬
‫‪ -4‬بعد ذلك تبدأ اللفية السعيدة تت حكم السيح‪.‬‬
‫‪ -5‬ينتهي العال وتأت الرض الديدة (الرض عندهم تتبدل مرات فالرض‬
‫ف عصر آدم هي غي الرض ف هذا العصر …وهكذا)‪.‬‬

‫‪.DAVID REGAN : THE MASTER PLAN : HARVEST HOUSE ,EUGENE , OR‬‬ ‫(‪PP(154-157‬‬ ‫‪)1‬الصدر‪:‬‬ ‫(‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ب)‪ -‬تصور الل ألفية ‪:‬‬


‫وهو رأي القديس أوغسطي وممع "أفسس" وعليه الكاثوليك والكنائس الكبى‬
‫البوتستانتية‪:‬‬

‫‪-1‬عصر الكنيسة ‪ :‬هو اللف سنة والفتنة معا ‪ ،‬فمن كان السيح ف قلبه فهو‬
‫ف اللفية ومن ل يؤمن فهو ف الفتنة والنبوءات كلها رموز ((حت اللف‬
‫ل معن لا هنا))‪.‬‬
‫‪-2‬ينـزل السيح ويرفع القديسي ويعيشون كلهم ف السماء‪.‬‬

‫ج)‪ -‬تصور ما بعد اللفية ‪:‬‬


‫تصور بروتستانت من (ق‪ )17:‬إل (ق‪ )20:‬مؤسس على فكرة التطور والتقدمية‬
‫ومضاد للكنيسة الكاثوليكية ‪ .‬وقد استمر حت انيار الفكرة بقيام الرب العالية الول‬
‫‪-:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-1‬عصر الكنيسة = انتشار الكنيسة‪.‬‬


‫‪-2‬العصر الذهب = تتلك الكنيسة جيع الشعوب‪.‬‬
‫‪-3‬نزول السيح ورفع القديسي إل السماء‪.‬‬

‫د) مذهب الصوليي ف القرن العشرين ‪:‬‬


‫وهو تعديل للمذهب الول وفيه نزولن للمسيح ‪ ،‬ابتدعه بعض النليز ف (ق‪-: )19:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-1‬عصر الكنيسة‪.‬‬
‫‪-2‬ث نزول السيح ف السماء وارتفاع القديسي إليه وبقاؤهم ف السماء مدة‬
‫الفتنة‪.‬‬
‫‪-3‬تقع الفتنة على السلمي واليهود ف الرض وأولئك ف السماء‪.‬‬
‫‪-4‬ينـزل السيح والقديسون وتكون اللفية السعيدة لم‪.‬‬
‫‪-5‬ينتهي المر بتبدل الرض إل أرض جديدة !!‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫هل تغير شيء ؟‬ ‫‪4‬‬

‫ح ي أطلق النود ال صهاينة الر صاص على ال سلمي ف ساحة الق صى كان ذلك‬
‫إيذانا بإطلق ر صاصة الرح ة على مشروع ال سلم ذلك الداج الذي تع سرت ولد ته‬
‫ب ضع سني وح ي كا نت الروحيات ال سرائيلية تق صف ب عض مبا ن إدارات ال سلطة‬
‫العرفاتية فقد كانت تقصف أوسلو وملحقاتا !!‬
‫فاليهود إذن انقلبوا على ما صنعوا وأحرقوا ما زرعوا ‪ ،‬ف ما الذي تغ ي ؟ ولاذا ؟‬
‫هذا ما يقتضي منا العودة إل مبرات مدريد وأوسلو ومشروع الوليات التحدة الشرق‬
‫أوسطية ف النهج الصهيون ‪.‬‬
‫بعد مؤتر مدريد الشؤوم قلنا ما ننقله الن حرفيا ‪- :‬‬
‫(( إن مـا يسـمى مشروع السـلم ل يأت تبعا لتغيـ الظروف الدوليـة ‪ ،‬وانسـار‬
‫مرحلة الرب الباردة ‪ ،‬ووفقا لقتضيات الوفاق الدول ‪-‬كما يصور ذلك العلم الغرب‬
‫وذيله العلم العربـ‪ -‬فهذه التغيات نفسـها أعراض للمتغيـ السـاسي ‪ ،‬وهـو الطـة‬
‫الصهيونية للسيطرة على العال كافة والنطقة السلمية خاصة‪.‬‬
‫إن هذه الطة ببساطة ‪-‬قد عدلت عن فكرة إقامة دولة إسـرائيل‬
‫الكبى ‪ ،‬وبعبارة أصح قد عدّلت هذه الفكرة لسباب ذاتية ضرورية ‪،‬‬
‫أهها أن دولة اليهود وجدت نفسها بعد ‪ 40‬سنة من قيامها عبارة عن‬
‫مركب من التناقضات ‪ ،‬وكائن غريب ف ميط من العداوات‪.‬‬
‫فعلى الستوى المن ل تنجح ف السيطرة على ما ابتلعته من أرض‬
‫فلسطي فكيف تسعى لزيد من الراضي ؟ وإن لبنان الت هي أضعف‬
‫اليان وأبعدهم عن العداوات ظلت مصدر قلق وإزعاج ل ناية له ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫حت بعد اجتياحها العروف (والن ف انتفاضة رجب هي البهة‬


‫الوحيدة الفاعلة)‪.‬‬
‫والشكلة السكانية تشكل أعمق الشكلت وأبعدها تأثيا ‪ ،‬فكثي‬
‫من اليهود ل تدعهم الوعود العسولة ‪ ،‬والغراءات الباقة‪ ،‬للهجرة إل‬
‫أرض تعج بالساوئ الجتماعية‪ ،‬من اختلل المن إل الطبقية القيتة إل‬
‫التناحر الزب ‪ ..‬إل‪.‬‬
‫والفاعي عندما تتمع ‪-‬على اختلف ألوانا وأشكالا‪ -‬لبد أن‬
‫يذوق بعضها سم بعض‪ ،‬إضافة إل الجارة الت تشم رؤوسها باستمرار‬
‫من أيدي أشبال السلم ‪ ،‬فكيف إذا وصل المر إل الرصاص ؟‪.‬‬
‫ولقد رعبت دولة اليهود من ارتفاع مؤشر الجرة الضادة ‪ ،‬وقلة استجابة السكان‬
‫لدواعـي تكثيـ النسـل وأظهرت الحصـائيات الرسـية أ نه مقابـل كـل شهيـد مـن أبناء‬
‫فلسطي السلمة يولد عشرات وعشرات‪.‬‬
‫ومن تربة إسرائيل الت ل تقبل النقاش أنا أعجز ما تكون عن‬
‫استئصال القاومة بنفسها‪ ،‬فعملؤها هم الذين تولوا سحق الفلسطينيي ف‬
‫لبنان والردن وسورية والكويت وغيها‪.‬‬
‫فلماذا ل تضع يدها ف أيديهم ضمن خطة أخرى تتنازل فيها عن‬
‫أوسع حدود الرض التوراتية إل أضيقها ؟ ول غرابة ف هذا على عقيدة‬
‫اليهود الت تؤمن بالبداء وبأن الحبار يصححون أخطاء الرب ‪-‬تعال ال‬
‫عما يصفون‪.-‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ث إن إسرائيل لكي تقنع النسان الغرب الفتون بدعوى الديقراطية‬


‫وحقوق النسان ل يكن أن تظل ثكنة عسكرية وسجنا كبيا إل البد‪.‬‬
‫كما أن القاطعة العربية مهما بدت شكلية ‪ ،‬توفر حاجزا نفسيا‬
‫لشعوب النطقة ‪ ،‬فلبد من افتعال حركة ((تكتيكية)) يتراجع فيها اليهود‬
‫ويسلمون با يسمى ((الكم الذات الحدود)) لكي يتم الدف الكب‬
‫استراتيجيا ((التخلي عن التوسع الغراف مقابل التغلغل السياسي‬
‫والقتصادي والثقاف)) وهو ما عب عنه أكثر من مفكر ومسؤول بصطلح‬
‫((الوليات التحدة الشرق أوسطية)) !!‬
‫وهكذا سيؤدي فتح الدود الثقافية والجتماعية والقتصادية‬
‫وإعلن فتح القنوات السياسية إل أن يصبح يهود إسرائيل ف الشرق‬
‫الوسط كيهود نيويورك ف أمريكا ‪ ،‬وتصبح ثروات السلمي ركازا‬
‫لم ‪ ،‬وجامعاتم ومؤسساتم الثقافية أوكارا لفكرهم ‪ ،‬وحواضرهم‬
‫التجارية مراكز لبنوكهم وتارتم وأسواقا لبضائعهم ويصبح عامة‬
‫الشعوب العربية عمالً كادحي لدمة البارون اليهودي الربوي !!‬
‫هذا هو هدف السلم الزعوم مهما غلفوه أو قنعوه ‪ ،‬والتخطيط‬
‫الصهيون ل يتغي ارتالً ول هو نتيجة دراسات فكرية وميدانية بتة كما‬
‫يظهر ‪ -‬بل إن أسبابه وجذوره تتد إل ما هو أعمق من ذلك ‪ ،‬إل خبيئة‬
‫النفسية اليهودية وحقيقة البلّة اليهودية ‪ ،‬وواقع التاريخ اليهودي القدي‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والديث ‪ .‬فقيام كيان يهودي متميز مستقل كسائر الكيانات السياسية‬


‫أو العقدية ف العال أمر يتناف مع تلك النفسية والبلة والتاريخ ‪ ،‬والطأ‬
‫الكب الذي وقع فيه مسطرو أحلم العودة منذ السر البابلي إل‬
‫الضطهاد الورب ‪ ،‬وخطط لـه أمثال هرتسل وفيشمان ووايزمان هو‬
‫أنم غفلوا أو تغافلوا عن هذه القيقة ‪ ،‬فلما قام الكيان النشود خرجت‬
‫القيقة كالشمس من تت الركام !!‬
‫وليس باف على اليهود ول على الطلعي على الركة الصهيونية‬
‫الديثة أن جاعات وزعامات يهودية ( دينية وفكرية ) ترفض قيام دولة‬
‫يهودية متميزة بل تعكس النبوءات التوراتية ‪ ،‬على أهلها وتقول إن قيام‬
‫الدولة هو نذير اللك والفناء لليهود ‪ ،‬ولا على ذلك أدلة وشواهد من‬
‫السفار والزامي ومن واقع التاريخ ‪.‬‬
‫لقد جسد قيام دولة إسرائيل الأزق الكبي الذي وقع فيه اليهود ‪،‬‬
‫حي اصطدمت الحلم التلمودية العنصرية الت ل حدود لا بواقع النفسية‬
‫اليهودية العليلة ‪ ،‬الت ل تكن يوما من اليام رأسا ف قضية ولو كانت‬
‫قضيتها الذاتية ‪ ،‬فكيف تكون رأسا ف قضية العال كله ‪ ،‬ولذلك فإنا‬
‫تعلل نفسها بروج السيح الوعود الذي يمل عنها هذه التبعة‪.‬‬
‫فاليهود ل يكونوا ف حقبة من أحقاب تاريهم رأسا ف قضية‬
‫ولوكانت قضيتهم ‪ ،‬ولو كانوا مرة واحدة لكانت ف هذا العصر وهو ما‬
‫ل يكن!! فهم كالشجرة الطفيلية ل تنمو إل على ساق غيها ‪ ،‬أو الدودة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫العوية الت ل تأكل إل قوت غيها ‪ ،‬فمن حادثة بن قينقاع حيث كان‬
‫النافقون هم الناطقي الرسيي الظاهرين ‪-‬إل مؤامرة الحزاب‪ -‬حيث‬
‫كان الند جند قريش وحلفائها ل جند قريظة وأخواتا ‪-‬إل الدارة‬
‫المريكية‪ -‬حيث ل يزال اليهود وهم يسيطرون على الزء الكب من‬
‫القتصاد والعلم والتأثي السياسي ‪..‬إل يستخدمون أمثال نيكسون‬
‫وكارتر وريان وبوش وهم جيعا نصارى !!‬
‫وقد عاشوا ف أحشاء أوربا وتسلقوا شجرة القد الصليب فكان لم‬
‫حبل من الناس‪ .‬وعندما أصبح لم لول مرة منذ قرابة ألفي سنة دولة‬
‫وحكومة ظهرت السنة الربانية ‪‬تحسبهم جميعا ً وقلوبهم‬
‫شتى ‪[ ‬الشر ‪ ]14 :‬فهذه الدولة تعج بالتناقضات والصراعات ‪،‬‬
‫وتتكفف العال كله وتعصر اليهود وغيهم ف كل مكان عصرا لدرار‬
‫التبعات ‪ ،‬ول تستغن ف أي مفل دول عن الندوب المريكي‬
‫ونظرائه ‪ ،‬وإن كانت ف الظاهر تثل مع أمريكا دور الثعلب مع النمر !!‬
‫(‪.)4‬‬
‫إنم دائما يركون الدمى من وراء الستار ولو ظهروا على السرح‬
‫لنكشفت سوءاتم وبطل سحرهم ‪ .‬إنم يرصون على تبن أي رئيس‬
‫أمريكي والطاحة به ولكنهم ل يستطيعون أو ل يفكرون ف أن يعلوه‬

‫‪ )(4‬يقال ف الساطي إن الثعلب زعم أن الوحوش تابه كما تاب النمر ‪ .‬فكذبه النمر ف هذا ‪ ،‬فقال الثعلب ‪ :‬إن ل تصدقن فتعال معي لترى‬
‫بعينك كيف تفر كلها من !! فسار النمر معه وكلما مرا على حيوان هرب منه ل من الثعلب ‪ .‬والثعلب يقول ‪ :‬هل صدقت الن !!‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رئيسا يهوديا وحكومته حكومة يهودية صرية !! (والن رشحوا يهوديا‬


‫نائبا للرئيس)‪.‬‬
‫وأمر آخر يقض مضاجع يهود دولة إسرائيل ‪ ،‬هو أنه ليس ف وسع‬
‫الشراهة اليهودية العمياء أن تظل حبيسة الرض الت قالت عنها التوراة‬
‫أنا تفيض لبنا وعسلً ‪ ،‬مع أن النطقة الكبى حولا تفيض نفطا وذهبا ‪،‬‬
‫ث تظل رهينة الفكرة الداعية لقيام دولة ما بي الفرات والنيل وفق‬
‫النموذج النازي العسكري الذي عجزوا عجزا واضحا عن السيطرة على‬
‫ما ت لم منه‪.‬‬
‫بل إن ما تقق من هذا اللم كاف للعدول عن الفكرة الخرى الت‬
‫أقام عليها "روتشيلد" وذريته ملكة ل نظي لا ف التاريخ " ملكة الربا‬
‫والعلم والاسوسية " ‪ ،‬وهي ملكة تتفق تاما مع البلة الطفيلية ‪،‬‬
‫وليكن ما احتلوه من الرض ف حروبم التعددة ‪-‬أو جزء منه‪ -‬منطلقا‬
‫لذه الملكة ‪ ،‬وتربة لذه الشجرة الطفيلية الت سوف تترعرع وتترق‬
‫بثقافتها وفكرها ومناهجها سائر النطقة ‪ ،‬الت يسيل لعاب العال كله‬
‫لثروتا !‬
‫فإل مت يظل وصولم إل هذه الثروات الائلة والكنوز السائلة ملتويا‬
‫ير بقناة المريكان والوربيي !! وهم اليان الدنون ؟!‬
‫إن اليهود أكثر دهاءً وأكثر شراهة من أن يظلوا موغلي ف خطأ‬
‫جسيم كهذا ‪-‬خطأ التوسع الغراف غي الضمون حت لو كان هذا هو‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ما تيله أحبار التلمود منذ سحيق العهود ‪ ،‬وسواء خرج السيح أو ل‬
‫يرج !! )) أ‪.‬هـ(‪.)5‬‬
‫ذلك ما قلنا من قبل فما الثابت وما التغي ف الوضع الراهن ؟!‬
‫لقد صدقت النبوءة ف جانبها السلب ‪ ،‬لسبب واحد واضح هو أن‬
‫طبيعة النفسية اليهودية ثابتة ل تتغي بتغي استراتيجيات الرب والسلم ‪،‬‬
‫وإل فكيف تسر الدولة الصهيونية مكاسب السلم الائلة ؟ وكيف‬
‫يكون السلم الذي تسعى إليه كل المم هو سبب النيار أو الضعف ؟‬
‫إن الدولة الصهيونية هي الن أضعف ما تكون مع أنه ل ياربا أحد ‪ ،‬بل‬
‫ليس ف نية أحد أن ياربا ‪ ،‬فلماذا ؟ لبد أن السبب ذات مض ‪ ،‬وإل‬
‫فلو كانت تلك الشروعات موضوعة لشعب آخر ولو كانت تلك‬
‫التفاقات معقودة مع طرف آخر لمكن الوصول إل نتائج ثابتة ‪،‬‬
‫باحتمالت معقولة للنقض أو التحايل ‪،‬كما نرى ف سائر النـزاعات بي‬
‫سائر البشر ‪ ،‬ولكن اليهود لم طبيعة خاصة تالف سائر البشر ‪ ،‬طبيعة‬
‫خاصة ف الفاوضات ‪ ،‬وطبيعة خاصة ف العهود ‪ ،‬وطبيعة خاصة ف‬
‫التملص والنكوص‪.‬‬
‫وباختصار نقول إن السابات الت بنيت عليها قرارات مدريد‬
‫وأوسلو تقوم ‪:‬‬

‫‪ )(5‬القدس بي الوعد الق والوعد الفترى ص (‪.)13-9‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫على أساس أن السلم يكسر الواجز النفسية ‪-‬وهذا معقول إل ف‬


‫المة الت تكون نفسيتها نسيجا معقدا من الواجز ‪،‬وهي المة الغضوب‬
‫عليها "اليهود"‪.-‬‬
‫وعلى أساس أن السلم مطلب حيوي لكل المم وهذا حق إل‬
‫بالنسبة للمة الت ل تعيش إل على العدوان والوحشية والعنصرية‬
‫الاقدة !!‬
‫وحت ل يتهمنا أحد بالعنصرية ‪-‬أو ياكمونا كما حاكموا جارودي‬
‫!!‪ -‬لن نستدل على هذا بكتاب ال العزيز ول بأقوال البشر من الميي‬
‫كافة ‪ ،‬بل من التوراة نفسها الت قام الكيان الصهيون على نبوءاتا‬
‫((وليسمع من له أذنان)) !!‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫اليهود هم اليهود‬ ‫‪5‬‬

‫اليهود هم اليهود من عبدة العجل طالب اللة كما للوثنيي آلة ‪ ،‬وناقضي عهد ال‬
‫ف كل مرة والقائلي ‪ ‬لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ‪، ‬‬
‫قاعدون‬
‫‪‬‬ ‫والقائلي لرسوله الكري ‪‬اذهب أنت وربك فقاتل إنا هاهنا‬
‫ومرف الكلم عن مواضعه ‪ ،‬وأكلة السحت والربا ‪ ،‬والقائلي يد ال مغلولة ‪ ،‬وإن ال‬
‫فقي ونن أغنياء ‪ ،‬وقاتلي النبياء ‪ ،‬وكاتي الق ‪ ،‬وتاركي المر بالعروف والنهي عن‬
‫النكر ‪ ،‬اللعوني على لسان داوود وعيسى بن مري‪ ،‬والمسوخي قردة وخنازير‪ ...‬و‬
‫‪ ...‬و ‪...‬إل‪.‬‬
‫ومن قينقاع والنضي وقريظة وخيب الاحدين النور ف الظهية ‪ ،‬التآمرين مع عُبّاد‬
‫اللت والعزى ‪ ،‬الذين هوا بقتل خي البية أول مرة ‪ ،‬ث وضعوا لـه السم أخيا ‪،‬‬
‫الذين ل تصى فضائحهم ول تعد قبائحهم ‪ ،‬إل هرتسل وعصابته ‪ ،‬وبيجن وشرذمته ‪،‬‬
‫وإل السفاحي الذين جاءوا من بعدهم –وكلهم سفاحون‪ -‬ومن لبس منهم جلد الضأن‬
‫على قلوب الذئاب أو الثعالب ‪ ،‬ومن كشر عن أنيابه وجاهر بإرهابه‪...‬‬
‫إل العتاة القساة غلظ القلوب ‪ ،‬الذين استهدفوا أعي الطفال بالرصاص التفجر ‪،‬‬
‫وأحرقوا قلوب المهات ‪ ،‬وكشفوا الوجه القيقي لرجسة الراب "إسرائيل" بفظاعاتم‬
‫ووحشيتهم !!‬
‫من أولئك القدمي إل هؤلء العاصرين ل تتغي الطبيعة ‪ ،‬ول يتهذب اللق ‪ ،‬ول‬
‫تتلف العقوبة !!‬
‫فاقرأوا معي ماذا قيل ف توراتم عنهم ؟ وأَنْـزِلوا ما تقرأون على أي مرحلة‬
‫شئتم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إما على عباد العجل ‪ ،‬وإما على خونة قريظة ‪ ،‬وإما على سفاحي إسرائيل اليوم ‪،‬‬
‫بل أنـزلوه على الميع فل فرق ولذا فسوف نسوقه بل شرح ول تعقيب‪.‬‬
‫اقرأوا صفات الرؤساء ‪ ،‬وجبلة الشعب ‪ ،‬وطباع الكهنة ‪ ،‬وملمح الجتمع‬
‫الصهيون ‪ ،‬وخلقه وتعامله مع الخرين بل مع ال خالقه ‪ ،‬ف ملكت إسرائيل ويهوذا ‪،‬‬
‫وف السب البابلي‪ ،‬وف الشتات العالي ‪ ،‬وف دولة إسرائيل العاصرة ‪ ،‬لتجدوا أن شيئا ما‬
‫ل يتغي وأن ما صدق على زمن يصدق على كل زمن ‪ ،‬وهذا الذي تقرأون إنا هو‬
‫غيض من فيض وقطرات من بر ‪ ،‬من التوراة وحدها دع التلمود وما أدراك ما‬
‫التلمود؟! ‪:‬‬

‫‪ -1‬موسى ‪:‬‬
‫((أمر موسى اللويي حاملي تابوت عهد الرب قائلً ‪ :‬خذوا كتاب التوراة هذا‬
‫وضعوه بانب تابوت الرب ليكون هذا شاهدا عليكم ‪ ،‬لن عارف تردكم‬
‫ورقابكم الصلبة هوذا وأنا بعدُ حي معكم اليوم قد صرت تقاومون الرب فكم‬
‫ي بعد موت))‪.‬‬
‫بال ِر ّ‬
‫[تثنية ‪]17،16 :31‬‬

‫‪ -2‬داود ‪:‬‬
‫إن قارئ الزمور السادس بعد الائة يد التشابه بي ما ذكره ال تعال عنهم ف‬
‫سورة البقرة وما ف هذا السفر ‪ ،‬من تعداد لنعم ال تعال وآياته الت أراهم‬
‫ولكنهم كل مرة ينكصون وينكثون ويعبدون غي ال وينكرون نعمة ال ‪ ،‬ولذلك‬
‫كان الوعيد عليهم من ال ((فرفع يده مقسما ليسقطنهم ف البية ويسقطن‬
‫ذريتهم ف المم ويبددنم ف البلد‪.))...‬‬
‫[‪]27 ، 26‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((مرات كثية أنقذهم لكنهم تردوا على تدبيه وانطوا بآثامهم))‪.‬‬


‫[‪]43‬‬

‫‪ -3‬بنفس السلوب تقريبا يوبهم سفر [نميا ‪.]9 :‬‬


‫‪ -4‬وأما أشعياء فيسهب ويفصل ونن نتار ونمل ‪:‬‬
‫((استمعي أيتها السموات وأنصت أيتها الرض فإن الرب قد تكلم‪.‬‬
‫إن ربيت بني وكبّـرتم لكنهم تردوا عليّ‪.‬‬
‫عرف الثور مالكه والمار علف صاحبه لكن إسرائيل ل يعرف وشعب ل يفهم‪.‬‬
‫ويل للمة الاطئة الشعب الثقل بالثام ‪ ،‬ذرية أشرار وبني فاسدين‪.‬‬
‫إنم تركوا الرب واستهانوا بقدّوس إسرائيل وارتدوا على أعقابم‪.‬‬
‫علم تُضرَبون أيضا إذا ازددت تردا ؟ الرأس كله مريض والقلب كله سقيم‪.‬‬
‫من أخص القدم إل الرأس ل صحة فيه بل جروح ورضوض وقروح مفتوحة ل‬
‫تعال ول تعصب ول تُلَيّن بدهن))‪.‬‬
‫[‪]6 -1 : 1‬‬

‫((لول أن رب القوات تـرك لنا بقية يسية لصـرنا مثل سدوم وأشبهنا عمورة‬
‫‪-‬يعن مدينت قوم لوط‪.))-‬‬
‫[‪]8 : 1‬‬

‫((اسعوا كلمة الرب يا قواد سدوم أصغِ إل تعليم إلنا يا شعب عمورة ما فائدت‬
‫من كثرة ذبائحكم يقول الرب ؟…‬
‫أ صبح دم الثيان والملن والتيوس ل يرضي ن ‪.‬ح ي تأتون لتحضروا أما مي من‬
‫الذي التمس هذه من أيديكم حت تدوسوا دياري ؟‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رأس الشهـر والسـبت والدعوة إل الفـل‪ ...‬إناـ هـي إثـ واحتفال ‪ ،‬رؤوس‬
‫شهوركم وأعيادكم كرهتها نفسي‪.‬‬
‫فحي تبسطون أيديكم أحجب عين عنكم وإن أكثرت من الصلة ل أستمع لكم‬
‫لن أيديكم ملوءة من الدماء))‪.‬‬
‫[‪]9-15 : 1‬‬

‫واستمع إل هذا التقريع لورشليم ‪-:‬‬


‫((كيف صارت الدينة المينة زانية ؟ لقد كانت ملوءة عد ًل وفيها كان بيت‬
‫الرب أما الن فإنا فيها قَتَلة‪.‬‬
‫ِفضّتك صارت خبثا وشرابك مزج باء ‪.‬‬
‫رؤساؤك عصاة وشركاء للسراقي ‪،‬كل يب الرشوة ويسعى وراء الدايا ‪ ،‬ل‬
‫ينصفون اليتيم ‪ ،‬ودعوى الرملة ل تبلغ إليهم ‪.‬‬
‫فلذلك قال السيد رب القوات عزيز إسرائيل ‪:‬‬
‫لثأرن من خصومي وأنتقمن من أعدائي‪.‬‬
‫وأرد يدي عليك ‪ ،‬وأحرق خبثك كما بالرض وأنـزع نفاياتك كلها))‪.‬‬
‫[‪]21-25 : 1‬‬

‫ويضرب لم المثال ويهددهم بالويلت إل أن يقول ‪:‬‬


‫((ويل للقائلي للشر خيا وللخي شرا ‪ ،‬الاعلي الظلمة نورا والنور ظلمة ‪،‬‬
‫الاعلي الر حلوا واللو مرا‪.‬‬
‫ويل للذين هم حكماء ف أعي أنفسهم عقلء أمام وجوههم‪.‬‬
‫ويل للذين هم أبطال ف شرب المر ‪ ،‬وذوو بأس ف مزج السكرات‪.‬‬
‫البئي الشّرّير لجل رشوة والارمي البارّ برّة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فلذلك كما يلتهم ليب النار القش ‪ ،‬وكما يفن الشيش اللتهب ‪ ،‬يكون أصلهم‬
‫كالنت وبرعمهم يتناثر كالتراب ‪ ،‬لنم نبذوا شريعة رب القوات واستهانوا‬
‫بكلمة قدوس إسرائيل‪.‬‬
‫فاضطرم غضب الرب على شعبه فمد يده عليه وضربه ‪ ،‬فرجفت البال وصارت‬
‫جثثهم كالزبل ف وسط الشوارع ‪ ،‬ومع هذا كله ل يرتد غضبه ويده لتـزال‬
‫مدودة))‪.‬‬
‫[‪]20-25 : 5‬‬

‫وبعد هذا يتنبأ النب بالعقوبة على هؤلء ‪ -‬علما بأنه حينئذ ل يكن لليهود دولة‬
‫ول اجتماع وإنا كانوا أسرى ف بابل !! فيقول ‪:‬‬
‫((فيفع رايةً لمةٍ بعيدةٍ ويصفر لا من أقصى الرض فإذا با مقبلة بسرعة وخفة‪.‬‬
‫ليس فيها منهك ول عاثر ‪ ،‬ل تنعس ول تنام ول يل حزام حقويها ول يفك‬
‫رباط نعليها‪ .‬سهامها مددة وجيع قسيها مشدودة‪ .‬تسب حوافر خيلها صوانا‬
‫ومركباتا إعصارا‪.‬‬
‫لا زئي كاللبؤة وهي تزأر كالشبال وتزمر وتسك الفريسة وتطفها وليس من‬
‫ينقذ‪.‬‬
‫فتزمر عليه ف ذلك اليوم كزمرة البحر‪ .‬وتنظر إل الرض فإذا بالظلم والضيق‬
‫وقد أظلم النور ف غمام حالك))‪.‬‬
‫[‪]30 -26 : 5‬‬

‫وسوف نأت بزيد من صفات هذه المة الت يشرفها ال برب أعدائه من هذا‬
‫السفر وغيه‪ .‬ث يقول ‪:‬‬
‫((آثامكم فرقت بينكم وبي إلكم ‪ ،‬وخطاياكم حجبت وجهه عنكم ‪ ،‬فل يسمع‬
‫لن أكفكم تلطخت بالدم وأصابعكم بالث‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ليس من مدع بالب ول مكم بالصدق ‪ ،‬يتكلمون على الواء وينطقون بالباطل ‪،‬‬
‫يبلون الظلم ويلدون الث ‪ ،‬ينقفون بيض اليات وينسجون خيوط العنكبوت ‪.‬‬
‫وبيضهم من أكل منه يوت ‪ ،‬وما كسر منه انشق عن أفعى‪.‬‬
‫خيوطهم ل تصي ثوبا ول يكتسون ‪ ،‬بأعمالم إث ‪ ،‬وفعل العنف ف أكفهم‪.‬‬
‫أرجلهم تسعى إل الشر وتسارع إل سفك الدم البيء ‪ ،‬أفكارهم أفكار الث ‪،‬‬
‫وف مسالكهم دمار وتطيم‪.‬‬
‫ل يعرفوا طريق السلم ول حق ف سبيلهم ‪ ،‬قد جعلوا دروبم معوجة‪ ،‬كل من‬
‫سلكها ل يعرف السلم‪.‬‬
‫لذلك ابت عد ال ق ع نا ‪ ،‬ول يدرك نا الب ‪ ،‬نتر قب النور فإذا بالظلم ‪ ،‬والضياء فإذا‬
‫بنا سائرون ف الديور‪.‬‬
‫نتحسس الائط كالعميان‪ ،‬وكمن ل عين لـه نتحسس‪ ،‬نعثر ف الظهية كما ف‬
‫العتمة‪ ،‬ونن بي الصحاء كأننا أموات‪.‬‬
‫نزأر كلنا كالدباب وننوح كالمام ‪ ،‬نترقب الق ول يكون واللص وقد ابتعد‬
‫عنا‪.‬‬
‫لن معاصينا قد كثرت تاهك ‪ ،‬وخطايانا شاهدة علينا ‪ ،‬لن معاصينا معنا وآثامنا‬
‫قد عرفنا‪.‬‬
‫العصيان والكذب على الرب ‪ ،‬والرتداد من وراء إلنا ‪ ،‬والنطق بالظلم والتمرد‬
‫واليل بكلم الكذب ‪ ،‬والتمتمة به ف القلب‪.‬‬
‫فارتد الكم إل الوراء ‪ ،‬ووقف الب بعيدا ‪ ،‬لن الق عثر ف الساحة ‪ ،‬والسقامة‬
‫ل تقدر على الدخول‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وصار الق مفقودا ‪ ،‬والعرض عن الشر مسلوبا ‪ ،‬وقد رأى الرب فساء ف عينيه‬
‫س البّر كدرع …وارتدى ثياب النتقام لباسا ‪ ،‬وتلبب‬
‫أن ل يكون عدل …فَلَبِ َ‬
‫بالغية رداءا‪.‬‬
‫على حسب العمال هكذا يزي ‪ ،‬فالغضب بصومه والنتقام لعدائه ويزي‬
‫الزر النتقام))‪.‬‬
‫[‪]18 – 2 : 59‬‬

‫‪ -5‬وف سفر حزقيال نقرأ ‪:‬‬


‫((يا ابن النسان ‪ :‬إن مرسلك إل بن إسرائيل إل أناس متمردين قد تردوا عليّ‪.‬‬
‫فقد عصون هم وآباؤهم إل هذا اليوم نفسه‪ .‬فأرسلك إل البني الصلب‬
‫الوجوه‪ ،‬القساة القلوب ‪ ،‬فل تف منهم ‪ ،‬ول تف من كلمهم ‪ ،‬لنم يكونون‬
‫معك عليقا وشوكا ‪ ،‬ويكون جلوسك بي العقارب‪ .‬من كلمهم لتف ‪ ،‬ومن‬
‫وجوههم ل ترتعب ‪ ،‬فإنم بيت ترد))‪.‬‬
‫[‪]3 : 2‬‬

‫‪ -6‬وف سفر ميخا نقرأ ‪:‬‬


‫((اسعوا يا رؤساء يعقوب وقواد بيت إسرائيل أما ينبغي لكم أن تعرفوا الق ؟‬
‫أيها البغضون الي والحبون الشر النازعون جلود الناس عنهم ولومهم عن‬
‫عظامهم الذين يأكلون لوم شعب ويسلخون جلودهم عنهم ويشمون عظامهم‬
‫عنهم…‬
‫هكذا قال الرب على النبياء ( الدجالي ) الذين يضلون شعب ويعضون بأسنانم‬
‫وينادون بالسلم ومن ل يلقمهم ف أفواههم يشنون عليه حربا مقدسة))‪.‬‬
‫وف ترجة أخرى ‪:‬‬
‫((ينهشون بأسنانم وينادون سلم))‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((يا رؤساء بيت يعقوب ويا قواد بيت إسرائيل الذين يقتون الق ‪ ،‬ويعوّجون‬
‫كل استقامة الذين يبنون صهيون بالدماء ‪ ،‬وأورشليم بالظلم))‪.‬‬
‫[‪]8-12 ، 1-5 : 3‬‬

‫‪ -7‬ومع دعوى أنم شعب ال الختار تقول السفار ‪:‬‬


‫((لو أرسلتك إل هؤلء (الشعوب غي بن إسرائيل) لسمعوا لك ولكن بيت‬
‫إسرائيل ل يشاء أن يسمع لك ‪ ،‬لنم ل يشاؤون أن يسمعوا ل‪ ،‬لن كل بيت‬
‫إسرائيل صلب الباه وقساة القلوب‪ ...‬فل تف ول ترتعب من وجوههم ‪،‬‬
‫لنم بيت ترد))‪.‬‬
‫[حزقيال ‪]7-6 : 3‬‬

‫وهذه العبارة ((لنم بيت ترد)) تتكرر ف السفر نفسه كاللزمة الشعرية‪.‬‬
‫‪ -8‬وأخيا اسـتمع إل مـا يقول سـفر عاموس وكأناـ هـو ياطـب أصـحاب مشروع‬
‫السلم‪:‬‬
‫((أتركض اليل على الصخر أو يرث الصخر بالبقر حت تولوا الق إل سم‬
‫وثر الب إل مرارة… هاأنذا أقيم عليكم أمة يا بيت بن إسرائيل ‪-‬يقول الرب إله‬
‫القوات‪ -‬فيضايقونكم من مدخل حاة إل وادي العربة))‪.‬‬
‫[‪]12-14 : 6‬‬

‫وهذا غيض من فيض ما أسهبت فيه السفار عن أوصافهم ‪ ،‬وقد تضمن أيضا‬
‫نصائح للمتعاملي معهم ‪ ،‬وأعظم من ذلك تعرض لكيفية عقوبتهم ‪ ،‬وهي ما سيأت‬
‫لـه فصل خاص به بإذن ال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫شهادة قطعية‬ ‫‪6‬‬

‫مستقبل القدس هو أكب عقدة ف أخطر قضايا الصراع العالي ‪ ،‬هذا ما يتفق عليه‬
‫الساسة والراقبون والباحثون ف الدنيا‪.‬‬
‫وعقدة قضية القدس هو وضع بيت ال القدس (السجد القصى‬
‫عندنا وف التاريخ النبوي كله – اليكل الزعوم عند اليهود والصوليي‬
‫الستندين إل النبوءات الكتابية)‪.‬‬
‫إن النبوءات الكتابية تربط بوضوح بي مستقبل من اللل والبهاء‬
‫والعظمة لبيت ال وقبلته الديدة ‪ ،‬وبي المة القدسة الختارة الت تعبد‬
‫ال فيه ‪ ،‬فحيثما وجدنا ذلك البيت وجدنا تلك المة الوعودة بأن‬
‫يكثرها ال ‪ ،‬ويكنها ف الرض ‪ ،‬ويظهر دينها على كل الديان ‪،‬‬
‫ويسلطها على مالك الكفر إل البد‪.‬‬
‫وحي ند تلك المة ند قبلتها وأعظم معالها هو بيت ال ذو الجد‬
‫والبهاء والتقديس الذي ل يظى به أي معبد آخر ف الوجود‪.‬‬
‫هذا التلزم بي المة والبيت ل يكن ف يوم من اليام أكثر منه إلاحا ووضوحا‬
‫ف هذا العصر ‪ ،‬والسبب ويا للعجب هم ‪ :‬الصوليون الصهاينة ؟!‬
‫فالسلمون ‪-‬مع غفلتهم عن كثي من خصائصهم ونعم ال عليهم‬
‫ومنها هذا البيت واستقباله‪ -‬ل يرون العلقة بي مكة والقدس علقة‬
‫تضاد ول تنافس ‪ ،‬بل هي نفس العلقة بي ممد وموسى وعيسى‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عليهما السلم ‪ ،‬علقة الحبة والخوة والغاية الواحدة وإن اختلفت‬


‫مراتب الفضل بي الرسل وبي الساجد !!‬
‫أما الصوليون الصهاينة فالقضية عندهم حاسة قاطعة ‪:‬‬
‫القدس هي مدينة ال واليكل هو بيت ال الذكور ف النبوءات ول‬
‫خيار ول تفكي بل ل وجود لخر !!‪.‬‬
‫وهكذا وضعوا أنفسهم ف موقف بالغ الطورة ف مكمة القيقة الت‬
‫ل تاب أحدا فإما أن يصح ما قالوا وإما أن يكونوا أكذب الناس‬
‫وأجدرهم بالعقوبة الرادعة ‪ ،‬ول مناص‪.‬‬
‫ومن هنا كان لبد من الديث الوجز عن السجد القصى‪ ،‬وعلقته‬
‫بالسجد الرام‪ .‬والكشف عن الباهي من كتب أهل الكتاب ‪ ،‬ومن‬
‫الواقع الذي يراه كل إنسان ف العال كله على بطلن دعوى هؤلء وأن‬
‫النبوءات كلها عليهم ل لم‪.‬‬
‫إن قصة السجد القصى طويلة جدا لكن أهم معالها هو ‪-:‬‬
‫‪-1‬ثان مسجد بن ف الرض بعد السجد الرام ‪ ،‬بنص‬
‫الديث الذي رواه المام البخاري ف صحيحه عن أب‬
‫ذر رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت يا رسول ال ‪ :‬أي‬
‫مسجد وضع ف الرض أول ؟ قال ‪ :‬السجد‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الرام ‪ ،‬قال قلت ث أي ؟ قال ‪ :‬السجد القصى ‪،‬‬


‫قلت كم كان بينهما ؟ قال ‪ :‬أربعون سنة ))(‪.)6‬‬
‫‪-2‬بعد أن جدد إبراهيم (‪ )7‬البيت الرام جدد يعقوب‬
‫السجد القصى كما ورد ف بعض الثار ‪.‬‬
‫‪-3‬دخله قوم موسى بعد التيه حي جاهدوا الكفار‬
‫فنصرهم ال ودخلوا الرض القدسة الت كتب ال لم‬
‫كما ف سورة الائدة وعبدوه وحده ل شريك له(‪.)8‬‬
‫‪-4‬بلغ أوج عظمته ف البناء حي أعطى ال تعال سليمان‬
‫اللك العظيم‪ ،‬فسخر البنائي من الن والنس‬
‫لبنائه ‪ ،‬ليكون بيتا لعبادة ال وحده‪ ،‬وسأل ربه تعال‬
‫أنه أيا رجل خرج من بيته ل يريد إل الصلة ف هذا‬
‫السجد أن يرج من خطيئته كيوم ولدته أمه)(‪.)9‬‬
‫‪-5‬ساه اليهود " اليكل " وهي تسمية وثنية معروفة ‪ ،‬مع‬
‫أن التوراة تسميه بيت الرب ف مواضع كثية جدا ‪،‬‬
‫‪ )(6‬البخاري ‪ ،‬حديث رقم (‪.)3322‬‬
‫‪ )(7‬قلنا جدد لن الصحيح هو أن البيت قبل إبراهيم ‪ ،‬بناه آدم أو اللئكة وعلى ذلك أدلة منها قوله تعال ‪‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ‪‬‬
‫روى الطبي بسند صحيح عن ابن عباس قال ‪ :‬كانت القواعد قبل ذلك‪ .‬فإبراهيم ل يؤسسها بل رفعها بالبناء فوقها‪.‬‬
‫‪ )(8‬هذا هو الصحيح وإن كان اليهود يزعمون أن يوشع إنا فتح أريا وأن القدس ل تفتح إل ف زمن داود ‪ .‬وظاهر القرآن يدل على أن دخول‬
‫داود كان بعد إخراجهم منها (البقرة آية ‪ )246‬وقد نص ابن كثي =‬
‫= ف التفسي (الائدة ‪ )26 :‬أن يوشع ومن معه دخلوا بيت القدس ‪ ،‬وذكر الديث ف حبس الشمس لـه حت فتحها‪ ،‬وهذه الكرامة أليق‬
‫بالقدس منها بغيها ‪.‬فلعل الخ مسن ممد صال يرر القول ف هذا ( انظر كتابه الطريق إل القدس ص ‪ 28‬ط ‪.)3‬‬
‫‪ )(9‬أخرجه المام أحد ف السند (‪ ، )176 /2‬والنسائي ف السنن (‪ .)2/43‬وانظر الفتح شرح الديث السابق ‪ ،‬وابن كثي تفسي آية (‪ )35‬سورة‬
‫ص‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وليس الشكال ف مرد السم بل حرفوا وابتدعوا حت‬


‫صار دينهم كالوثنية‪ .‬والتوراة ف مواضع كثية تسجل‬
‫عليهم أنم عبدوا " بعلً " و " توز" و" مناة " وغيها‬
‫من الصنام‪.‬‬
‫‪-6‬تعرض لجمات عدائية وأحداث كبى سيأت بعضها‬
‫ف فقرة تالية‪.‬‬
‫‪-7‬أسري بالنب إليه قبل الجرة‪.‬‬
‫‪-8‬افتتح السلمون بيت القدس ودخله أمي الؤمني عمر‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪-9‬استول عليه اليهود سنة ‪ 1387‬هـ ‪ 1967‬وأرادوا موه‬
‫من الوجود ول يزالون ‪ .‬وأخطر حدث يكن أن يقع ف‬
‫الرحلة اللحقة هو حرقه أو نسفه ‪ ،‬أو طمس معاله‬
‫وتويله إل جزء من بناء مقترح يطط اليهود لقامته‪.‬‬
‫‪-10‬يزعم اليهود أن هيكل سليمان تته أو حواليه ‪ ،‬وقد‬
‫نبشوا الرض وجعلوها سراديب وحللوا مئات الطنان‬
‫من الثار الطمورة فما رأوا للهيكل الزعوم من عي‬
‫ول وقعوا له على أثر !!‪.‬‬
‫إنا آية من آيات ال ‪ ،‬الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ‪ ،‬ليظهره على الدين‬
‫كله ولو كره الشركون أن يب قى ب يت ال الول ‪ ،‬الذي ر فع قواعده إبراه يم ظاهرا‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫معمورا مفوظا مقدسا ما يزيد على أربعة آلف سنة بل أكثر ‪ ،‬فقد حج إليه النبياء‬
‫قبل إبراهيم ‪ ،‬وكان مصونا مقصودا زمن عاد وثود ‪ ،‬وف الوقت نفسه تندثر هياكل‬
‫با بل ونينوى وأورشل يم ‪ ،‬وتاث يل قوم نوح وأ صنام عاد وثود !! وقرون ب ي ذلك كث ي‬
‫‪..‬وأن يُ سقط أ هل الكتاب أنف سهم ف الفرة نف سها‪ ،‬مع أن م َيدّعون النت ساب إل‬
‫إبراهيـم ‪ ،‬فهـم ينقبون ملفات التاريـخ الأثور والطمور ‪ ،‬والنهايـة إمـا أل يدوا شيئا‬
‫وإما أن يدوا ما يشهد لدين ال ل لدينهم‪.‬‬
‫إن كل ما أوتيته أمريكا وإسرائيل من زينة الياة الدنيا ل يسلّيهم من‬
‫غمّ السرة ول يبل جرة السد الذي يأكل قلوبم ‪ ،‬حي يرون هذه‬
‫المة المية تلك ناصية القيقة ‪ ،‬وتتقلب ف نعيم النور ‪ ،‬هؤلء البائسون‬
‫يفرون ف تركية وشال العراق وجنوب مصر وف كل مكان فل يدون‬
‫إل بواصل تشي باستمرار إل منبع الضارة النسانية ‪ ،‬ومركز القيادة‬
‫العالية ((جزيرة المة المية))‪ .‬هذا شأنم منذ قرون ومئات الليي من‬
‫النيهات والدولرات ينفقون لتنطق الشواهد كلها عليهم ! فهل رأيت‬
‫من يستأجر ماميا لثبات دعوى خصمه‪ .‬إنا حكمة ال !!‪.‬‬
‫نن السلمي ‪-‬تشهد لنا نصوص الكتب القدسة وتدمنا حقائق‬
‫التاريخ ويُسَخّر أعداؤنا للشهادة لنا لاذا ؟‪.‬‬
‫لننا نؤمن برسل ال جيعا ونقدس كل ما قدس ال بل عنصرية ول‬
‫هوى ‪ ،‬وموقفنا واضح كالشمس ‪ :‬فالسجد الرام هو السجد الرام‬
‫سواءً حي بناه آدم وحي بناه إبراهيم وحي بنته قريش ‪-‬على شركها‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وجاهليتها‪ -‬وحي بناه السلمون ومت أعيد بناؤه ‪-‬كله أو بعضه‪ -‬إل‬
‫قيام الساعة‪.‬‬
‫وكذلك السجد القصى عندنا ‪-‬هو السجد القصى‪ -‬حي ُبنِي أول‬
‫مرة وحي بناه سليمان وحي صلى فيه النب وحي بناه السلمون‬
‫بعد ومت أعيد بناؤه إل قيام الساعة‪.‬‬
‫ونن نعتقد صحة ما جاء ف سفر اللوك من قول ال لسليمان بعد‬
‫بناء السجد وهو ‪:‬‬
‫((قدستُ هذا البيت الذي بنيته لجل وضع اسي فيه إل البد))‬

‫[‪]2 : 9‬‬
‫فهذا حق ول زلنا ول المد نقدس هذا البيت ونعبد ال فيه‪.‬‬
‫أما اليهود الذين أبوا إل العنصرية والتلبيس – فعن أي شيء‬
‫يبحثون ؟‬
‫إن كانوا يريدون الكان القدس عند ال فها هو ذا قائم ظاهر‬
‫فليعبدوا ال فيه كما شرع على لسان خات رسله وأنبيائه ومدد ملة‬
‫إبراهيم ‪ .‬وماذا عليهم لو أسلموا فاهتدوا إل الق وعرفوا القيقة ‪.‬‬
‫وإن كانوا يريدون البناء ‪-‬مرد البناء‪ -‬فما قيمة الجارة ف ذاتا إذا‬
‫كان ما يتعلق با من الشعائر منسوخا أو باطلً ل يقبله ال ‪.‬‬
‫ولو قدرنا أن هذا البحث استمر إل قيام الساعة ول يعثروا على‬
‫شيء ذي بال فما النتيجة؟‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إنا –بل ريب‪ -‬تكذيب وعد ال لسليمان ببقائه مقدسا إل البد‬


‫!‬
‫فلماذا التعامي عن حقيقة شرعية دينية وحقيقة تاريية واقعية ؟‬
‫إنه برسالة ممد وحدها تطابق حكم ال الشرعي مع حكمه‬
‫الكون القدري ‪ ،‬فالسجد القدس دينا وشرعا يقدس على أرض الواقع‬
‫حسا مشاهدا‪.‬‬
‫أما الترتيب ف الفضل والقداسة فمسألة أخرى ولا حكم عظيمة ‪،‬‬
‫أعظم بكثي من وجود اليكل أو عدمه ‪.‬‬
‫حينما كانت النبوة ف ذرية إبراهيم كان السجد القصى مور‬
‫الحداث ومسجد النبياء من ذرية إسحاق ‪ ،‬ولا أراد ال نـزع النبوة‬
‫والكتاب منهم ‪ ،‬وجعلها ف فرع إساعيل اقتضت حكمته أن يولد النب‬
‫ف البلد الرام نفسه ‪ ،‬حيث تعلم العرب قاطبة أنه من ذرية إساعيل‬
‫وأن يولد ف العام الذي صد ال أصحاب الفيل النصارى عن بيته الرام !‬
‫فأهل الكتاب لـمّا ل يدوا بيتهم الزعوم ‪-‬وعجزوا عن تسخي‬
‫القلوب للبيوت البديلة ف روما وصنعاء‪ -‬سعوا إل هدم بيت ال نفسه‬
‫وسيظلون يسعون حت يهدموه بي يدي الساعة!!‬
‫وشهد بناء البيت قبل النبوة ‪ ،‬ث بعد بعثته حي أراد ربه الكري أن‬
‫يفرض عليه أعظم شعائر السلم العملية (الصلوات المس) أسري به‬
‫أولً إل السجد القصى (وف ذلك من العلقة والرابطة ما فيه) وهناك‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫صلى بالنبياء الكرام ‪ ،‬ومن هناك عرج به إل السماء‪ ،‬وظل يصلي إل‬
‫السجد القصى مع تشوقه إل أن يصلي إل الكعبة ‪ ،‬وكان المر ف مكة‬
‫لـه مرج بأن يعل الكعبة بينه وبي القبلة ‪ ،‬وتعذر ذلك حي هاجر إل‬
‫الدينة ‪ ،‬وظل يستقبل السجد القصى بضعة عشر شهرا ‪ ،‬لكمة‬
‫جليلة لو كان أهل الكتاب يعقلون‪ ،‬فإنه إنا يتبع ما يوحى إليه من ربه‬
‫ل ما ترغبه نفسه ‪،‬كما أن ف استقباله للمسجد القصى ما ينطق بنبوته‬
‫وتعظيمه للنبياء ‪ ،‬وأنه على سنتهم ومنهاجهم ‪ ،‬ث جاءه المر من ربه‬
‫بالتحول ‪ ،‬فتحول إل بيت ال الول ومقام أبيه إبراهيم ‪ ،‬فكان ذلك‬
‫تحيصا لليان ‪ ،‬واختيارا لذه المة الوسط ‪ ،‬وحكما أبديا على من ل‬
‫يستقبل القبلة الديدة ببطلن دينه ‪ ،‬ورد عبادته ‪ ،‬وحرمانه من اتباع ملة‬
‫إبراهيم ‪ ،‬وشهادة عظيمة على أن كفر أهل الكتاب إنا هو عن حسد‬
‫وبغي مع معرفةٍ واستيقانٍ للحق‪.‬‬
‫وهكذا جاءت آيات القبلة ف كتاب ال الحفوظ ف سورة البقرة من‬
‫(‪ )150-142‬ومنها قوله تعال ‪:‬‬
‫‪‬وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق‬
‫من ربهم ‪ ‬وقوله ‪  :‬الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه‬
‫كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا ً منهم ليكتمون‬
‫يعلمون بل ند السياق يهد لذلك من أول السورة‬
‫‪‬‬ ‫الحق وهم‬
‫م ربُّه‪ ..‬حيث نص‬ ‫ولسيما من قوله تعال ‪  :‬وإذ ابتلى إبراهي َ‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫على إسلم إبراهيم وإساعيل وإسحاق ويعقوب والسباط ‪ ،‬وأمر هذه‬


‫المة باليان با أنـزل إليهم وأبطل قول أهل الكتاب بأنم كانوا هودا‬
‫أو نصارى‪.!!..‬‬
‫آية كالشمس أن يضل اليهود والنصارى عن دين إبراهيم وقبلته‬
‫ومسجده الحجوج العمور الذي ل نظي لـه ف الدنيا كلها ‪ ،‬فلو أن‬
‫كنيسا لليهود اجتمع فيه مرة واحدة ف السنة مثلما يتمع ف هذا السجد‬
‫الرام من الصلي ف فريضة واحدة من الصلوات المس اليومية لعلوه‬
‫حادثا تارييا !! ث هم يبحثون وينقبون عما ل وجود لـه إل ف ميلتهم‬
‫الت أفسدتا الوثنيات منذ القدم‪.‬‬
‫وإذا جادل أهل الكتاب ‪ ،‬وعميت أبصارهم عن هذه اليات‬
‫الباهرات ‪ ،‬فلن يستطيعوا أن يكابروا فيما هو مسطور ف نفس كتابم‬
‫القدس عن مكة والقبلة الديدة ‪ ،‬فلنذكر طرفا من ذلك ليعلم المريكان‬
‫واليهود ومن وراءهم أنه ل َحظّ لم ف اليان ‪ ،‬ول ف مياث النبياء إل‬
‫الدعاوى والمان ‪ ،‬وأن الري وراء سراب الرض الوعودة واليكل لن‬
‫يثمر لم إل البعد عن الصراط الستقيم ‪ ،‬والدخول ف التيه الذي ل مرج‬
‫فيه‪.‬‬
‫فها هي ذي بعض صفات بيت ال "الكعبة" وبلده الرام "مكة" من‬
‫كتابم القدس نورد أكثرها بالنص الرف وبعضها بالعن اختصارا ‪-:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -1‬أورشليم الديدة = أورشليم الشيحية ‪(...‬بالشي أي اللصية‬


‫الت ف عهد الشيح أي الخلّص الوعود)‪.‬‬
‫‪ -2‬ف برية أوجبال فاران ‪.‬الت عاش فيها إساعيل وأمه وأنبع ال لم‬
‫الاء فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬الدينة الت كان إبراهيم يتطلع إليها بشوق‪.‬‬
‫‪ -4‬سكانا بنو قيدار ‪( .‬ذرية إساعيل )‪.‬‬
‫‪ -5‬هي بلد المي الصادق رئيس الليقة‪.‬‬
‫‪ -6‬ليس فيها هيكل‪.‬‬
‫‪ -7‬هيكل سليمان ف كل عظمته ل يعتب شيئا بالنسبة للبيت‬
‫الديد‪.‬‬
‫‪ -8‬البيت الديد شكله مكعب‪.‬‬
‫‪ -9‬الكعّبة فيها حجر كري‪.‬‬
‫‪ -10‬تتـزين بالكليل واللي كالعروس‪.‬‬
‫‪ -11‬يهابا كل من يناوئها ول يدنو منها الرعب‪.‬‬
‫‪ -12‬عند الكعبة نبع ماء الياة مانا فيه شفاء (زمزم)‪.‬‬
‫‪ -13‬تفتح أبوابا ليلً ونارا ل تغلق‪.‬‬
‫‪ -14‬تثو عندها كل ركبة ف الكون‪.‬‬
‫‪ -15‬تكون هناك سكة وطريق يقال لا الطريق القدسة ل يعب فيها‬
‫نس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -16‬ل يدخلها شيء نس‪.‬‬


‫‪ -17‬أبناؤها أكثر من أبناء القدس‪.‬‬
‫‪ -18‬تضيق بسكانا والداعي فيها‪.‬‬
‫‪ -19‬يسجد اللوك أمامها ويلحسون غبارها !!‪.‬‬
‫‪ -20‬تزول البال والكام ول يـزول إحسان ال وسلمه عنها‪.‬‬
‫‪ -21‬تتحول إليها ثروة البحر ويأت إليها غن المم‪.‬‬
‫‪ -22‬يتمع إليها الناس ويأتون من بعيد‪.‬‬
‫‪ -23‬تضيق أرضها عن البل والغنم القادمة من الغرب والشرق ‪،‬‬
‫سبأ ومدين وفاران وقيدار ويدمها رجال مأرب‪.‬‬
‫‪ -24‬لا جبل مبارك تسي إليه المم ليعبدوا ال فيه (عرفات)‪.‬‬
‫‪ -25‬الكل عند البيت سواء ف حرية التقرب إل ال‪.‬‬
‫‪ -26‬مكتوب اسم ال على جباه أهلها !! (سيماهم ف وجوههم من‬
‫أثر السجود)‪.‬‬
‫‪ -27‬يتنع العباد حول البيت عن ما يصدر عن الطبيعة (البول‬
‫والغائط)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -28‬يكون رأس الرجل عاريا والرأة تغطي رأسها ويلبسون من‬


‫القوين إل الفخذين ويزون شعر رأسهم جزا (الحرام‬
‫والتحلل)(‪.)10‬‬
‫لقد حار مفسرو التوراة بشأن هذه الدينة ‪ -‬لنم ل يريدون القرار‬
‫بالقيقة‪.‬‬
‫صفات جليلة كالشمس ولكن مفسري "البايبل" تعاموا عنها وتبطوا‬
‫ف تفسيات متناقضة‪.‬‬
‫فتارة يزعمون أن هذه الوصاف لدينة ساوية ‪ ،‬وتارة يزعمون أنا "‬
‫أورشليم رمزية " وتارة يزعمون أنا "أورشليم الكاملة الشيحية" أي الت‬
‫ستكون ف العهد اللفي السعيد‪.‬‬
‫ول يعلموا أنم بذه التفسيات قد شهدوا على أنفسهم أنا ليست‬
‫هي أورشليم القدس العروفة وأن أهلها ليسوا بن إسرائيل هؤلء وهكذا‬
‫أشرق الصبح لذي عيني ول المد وأظهر ال القيقة ولو كره‬
‫الاسدون ‪.‬‬
‫ومن شك ف هذا من مثقفي الغرب فما عليه إل أن يشاهد النقل‬
‫الي لشعائر التراويح أو الج على الفضائيات ويقارن بي ما يقرأ من‬
‫الصفات وما يرى بأم عينه ليعلم لاذا خاطب ال علماء ملته بقوله ‪  :‬يا‬
‫‪ )(10‬انظر شروح الكتاب القدس ولسيما شرح سفر الرؤيا لبيتـز ‪ ،‬فصل أورشليم الديدة ‪ .‬وميثاق النبيي ‪ ،‬عبد السلم طويلة ‪ .‬وهداية‬
‫اليارى لبن القيم ‪ .‬والسيح الدجال لسعيد أيوب‪ .‬والواب الصحيح لن بدل دين السيح الذي نرجو استكمال بث البشارات فيه عند إخراجه‬
‫كاملً مققا بإذن ال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون‬


‫الحق وأنتم تعلمون‪ ‬ويتذكر قول السيح للمرأة السامرية حي‬
‫سألته أي قبلت بن إسرائيل أفضل ؟‬
‫((صدقين أيتها الرأة تأت ساعة فيها تعبدون الرب ل ف هذا البل‬
‫(ف السامرة) ول ف أورشليم))‪.‬‬
‫[يوحنا ‪]21 : 4‬‬
‫وإذا ثبـت هذا فالمانـة العلميـة وحريـة البحـث توجـب أن يعيـد النظـر فـ كـل‬
‫النبوءات‪ ،‬ويشك ف كل التف سيات ‪ ،‬ولن ي د حينئذٍ أي صعوبة ف التمي يز ب ي ال مة‬
‫ال صطفاة الوعودة بن صر ال ‪ ،‬وب ي ال مة اللعو نة ال ت تق يم رج سة الراب على أرض‬
‫النبياء ‪ ،‬وليعلم أن هذا مثال واحد فقط ولو عرضنا عليه نبوءات أخرى لكانت النتيجة‬
‫نفسها [ولكن توفيا لوقتنا ووقته سوف نقدم لـه الفاتيح الساس لل رموز النبوءات‬
‫كلها من خلل هذه الدية الت نرجو أن يملها إل أقرب "ربّي" أو "قسيس"]‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫(هدية إل أهل الكتاب)‬


‫يا أهل الكتاب حت مت إضاعة العمار وتبديد الهود ف تفسي‬
‫نبوءات كتابكم ؟ وإل مت تظلون غارقي ف تفكيك الرموز وحل‬
‫العادلت ؟ ويناقض بعضكم بعضا ف التأويلت بل يتناقض الفسر‬
‫الواحد منكم ف الصفحة الواحدة أو الكتاب الواحد ؟ والعملية كلها‬
‫أسهل من حل الكلمات التقاطعة ف مسابقة للطفال !!‬
‫قد كتبتم عن النبوءات ول زلتم ‪-‬ما لو جعت ملداته‪ -‬وفرشت با‬
‫أرض فلسطي للتا فلماذا ل تتصرونه ف ملد واحد غي متناقض ‪،‬‬
‫ونن نقدم لكم مانا مفاتيح الل فتأملوا ‪:‬‬
‫‪-1‬أورشليم الديدة = مكة‪.‬‬
‫‪-2‬المي الصادق = رئيس الليقة = رئيس القديسي =‬
‫الفارقليط = ممد ‪.‬‬
‫‪-3‬ابن النسان الت ف آخر الزمان = ابن الرجل نب آخر‬
‫الزمان = ممد لن السيح هو ابن الرأة وهو يب عن‬
‫الرسول العظيم الت من بعده بأنه ابن الرجل ‪ ،‬ول يستقيم‬
‫كون عيسى ابن الرجل مع حاله ول مع عقيدتم ‪ ،‬فهم‬
‫يعتقدون أنه ابن ال تعال ال عما يقولون علوا كبيا‪.‬‬
‫‪-4‬السيح = السيح عيسى بن مري عبد ال ورسوله وأخو‬
‫ممد ف الرسالة وأول النبياء به‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-5‬السيح الدجال = السيح الدجال‪.‬‬


‫‪-6‬الوحش = الصهيونية بوجهيها اليهودي والصول‪.‬‬
‫‪-7‬النب الكذاب = بولس والبابوات من بعده وكل من يدعي‬
‫أنه السيح أو أن السيح حلّ فيه ‪ ،‬أو أوحى إليه‪.‬‬
‫‪-8‬جوج = يأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫‪-9‬القرن الصغي = رجسة الراب = دولة إسرائيل‪.‬‬
‫‪-10‬بابل الديدة = الضارة الغربية العاصرة عامة والمريكية‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪-11‬المباطورية الرومانية الديدة = الوليات التحدة‪.‬‬
‫ينبغي لن يريد الق ويبحث عن اليان الصحيح والدين الذي يقبله‬
‫ال منكم أن يعيد قراءة "الكتاب القدس " وفقا لذه الفاتيح الجانية‬
‫ويقارن عمله با ف أي كتاب للصوليي والشراح قديا وحديثا ث يرى‬
‫النتيجة بنفسه مع وضع هامش احتياطي للخطأ سببه التحريف الواقع ف‬
‫الكتاب القدس منذ القدم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عودة اليهود والفجوة الكبرى‬


‫‪7‬‬

‫إن قارئ أسفار التوراة ‪-‬لسيما أنبياء عهد السب وما بعده‪ -‬يد‬
‫بوضوح تام أنا تشتمل على نبوءات عن اليهود ف آخر الزمان ‪ ،‬وأن لم‬
‫بقية يكون لا اجتماع وملكة أخرى ف فلسطي ‪ ،‬وأن ال سوف يسلط‬
‫عليهم غضبه بواسطة أمة قديرة تتمع عليهم من أطراف الرض‪.‬‬
‫ولكن قارئ الشروح والتفاسي سوف يار ويتيه لكثرة الختلف‬
‫والتناقض بينها ف تأويل هذه النبوءات وتنـزيلها على الواقع ‪ ،‬وهو ما‬
‫يتـزايد مع الزمن بظهور فرق جديدة وآراء جديدة‪.‬‬
‫لكننا نستطيع مساعدة القارئ بالقول إن جلة هذه الراء تنحو طريقتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون تلك النبوءات قد حدثت فعلً ‪ ،‬وهو رأي قدي فاليهود ف‬
‫كل عصر ينـزلون تلك النبوءات عليه ترقبا للخلص ‪ ،‬وهذا يشبه‬
‫الدول الت قامت ف التاريخ السلمي باسم الهدي النتظر ‪ ،‬كدولة‬
‫بن عبيد ودولة الوحدين وغيها‪ ،‬فآمن با أناس ‪-‬ول يزال لا‬
‫أتباع‪ -‬وكما ف إنيل " َمتّى" الذي يعل واضعه النبوءات ف‬
‫الجيء الول للمسيح‪ .‬وبذا تأثر الكاثوليك فمال أكثرهم إل هذا‬
‫الرأي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهذا الرأي هو الساس الذي بن عليه رواد مدرسة النقد‬


‫التاريي للكتاب القدس ف عصر التنوير عملهم‪ ،‬حت تطرف‬
‫بعضهم فـزعموا أن كلم النبياء إنا هو تاريخ للماضي ل حديث‬
‫عن الستقبل‪ ،‬فهم إذن مرد أخباريي نقلة وليسوا أنبياء !!‬
‫وهذا التاه مناقض لتلك النبوءات نصا وروحا ‪ ،‬إذ كيف‬
‫يقول ال لنب ((قم وتنبأ على إسرائيل)) أو ((على مصر)) أو ((على‬
‫أدوم))‪ ...‬ويكون ذلك قد وقع فعلً من قبل ؟‪.‬‬
‫وما من دليل على تأخر عصر النبياء عن الحداث الت ذكروا‬
‫إل مرد التخمي بل الجازفة‪.‬‬
‫ولذا ل ند مشقة ف رد هذا الرأي من أصله ‪ ،‬لسيما وقد‬
‫أصبح التاريخ مكشوفا لنا أكثر من ذي قبل بكثي ‪ ،‬ول يعد لنهج‬
‫الرد بالملة من مبر‪.‬‬
‫‪-2‬أن هذه النبوءات على ظاهرها حديث عن الستقبل ‪ ،‬وهو‬
‫الحتمال النطقي الصحيح‪ ،‬لسيما وأن تنـزيلها على‬
‫الجيء الول للمسيح غي معقول عقلً وواقعا فهي تتحدث‬
‫عن دولة ومالك وحروب ‪ ..‬ما ل يكن قط ف عصر‬
‫السيح‪ ،‬ولذا فإن أكثر الشراح من اليهود والنصارى وخاصة‬
‫ف القرون الخية ينـزلون مثل هذه النبوءات على العهد‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫اللصي ‪-‬أو "الشيحي" (بالشي) كما يسمونه‪ -‬أي‬


‫أحداث آخر الزمان بي يدي الدينونة الكبى أو معها ‪،‬‬
‫والعهد اللصي منوط عند النصارى بالجيء الثان للمسيح‪.‬‬
‫ف حي يعتقد اليهود أنه منوط باللك من نسل داود السمى‬
‫عندهم "ملك السلم"‪.‬‬
‫ومعن ذلك أن كل الطرفي هنا بل كل الطريقي ف دراسة النبوءات‬
‫يتفقان على أنه منذ عصر السيح أو بعده بقليل ‪ ،‬ل يوجد شيء من‬
‫أحداث التاريخ تنطبق عليه النبوءات‪ ،‬وسيظل المر كذلك إل أحداث‬
‫الساعة الكبى‪ .‬وهذا بل شك افتراض جائر ل يسوغه إل سبب عظيم‬
‫جدا !!‪.‬‬
‫إذن فل بد أن هناك أمرا ما يتعمد هؤلء تاشيه بالرب من إنـزال‬
‫هذه النبوءات على الرحلة التاريية الفاصلة بينهم وبي السيح ‪ .‬فما هو‬
‫هذا المر ؟ ولاذا هذا الصرار على ترك تلك الفجوة مفتوحة لتـزداد‬
‫اتساعا برور الزمن ‪ ،‬فربا بلغت اللف من السني والعلم عند ال تعال‬
‫وحده ؟‪.‬‬
‫ل شك أن هذا ل يأت صدفة ‪ ،‬ولكنهم وجدوا أن أعظم حدث‬
‫تاريي ف هذه الرحلة هو بعثة ممد وظهور دينه على الديان كلها ‪،‬‬
‫ول يكن أمامهم سوى أحد احتمالي ‪-:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-1‬إما أن يؤمنوا با جاء عنه من البشارات الت تضمنتها‬


‫نبوءات النبياء ‪ ،‬أو على القل با ينطبق على أمته منها ‪،‬‬
‫وهذا فيه إيان به أو إقرار بأن بعض النبوءات قد جاء عنه‪،‬‬
‫وهذا ير بتسلسل منطقي إل ما بعده ‪ ،‬وف النهاية يكن‬
‫بسهولة ووضوح وضع اللبنات الفقودة ف بناء النبوءات ‪،‬‬
‫وإذا بالبناء كله صورة ناطقة بشهادة الق للسلم ودولته‬
‫وحضارته !!‬
‫وهذا السبيل قليل من سلكه من شرّاح أهل الكتاب لن الواقع‬
‫أن من سلكه قد انتظم ف سلك هذه المة الختارة وهم أخرجوه‬
‫أن يكون منهم !!‬
‫‪ -2‬وإما أن يضربوا صفحا عن كل ما يتعلق بذا الدين ويكتموه كتما‬
‫يدهش لـه كل ناظر ‪ ،‬وهذا ما اختاروه إل قليلً منهم ‪.‬‬
‫ول بد هنا من الشارة إل أن كفارهم الولي خي منهم ‪ ،‬وأعن بم‬
‫باحثي العصور الوسطى فإنم ل يستطيعوا تاوز تلك الرحلة لكنهم‬
‫اختلفوا طوائف ‪-:‬‬
‫‪-1‬فمنهم من وجد أنه ل مناص من القرار بنبوة ممد ‪،‬‬
‫وأن بعثته وملك أمته هو أعظم حدث ف التاريخ العالي كله‬
‫‪ ،‬فل يعقل أبدا أن تأت النبوءات عن أحداث ملية لعشية‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫صغية ‪-‬كبن إسرائيل‪ -‬وتتجاهل الدث الكب الذي‬


‫يتمثل ف تقويض المباطوريات الوثنية العالية ‪ ،‬وقيام ملكة‬
‫موحدة تعبد ال وتقدس جيع رسله على أنقاضها ؟ وهي‬
‫الملكة الت بسطت نفوذها ونشرت العدل والطمأنينة على‬
‫الدين والنفس والال ف معظم العمورة ‪ ،‬وهؤلء تعارضت‬
‫عندهم هذه القيقة الصارخة مع تعصبهم العمى لدينهم‪،‬‬
‫فرأوا أن الخرج من ذلك هو الدعاء بأنم غي ماطبي‬
‫بشريعة السلم ‪ ،‬وأن السلم دين خاص بالعرب ‪ ،‬ومن‬
‫أشهر هؤلء بولس الراهب الذي رد عليه شيخ السلم ف‬
‫كتابه ((الواب الصحيح لن بدل دين السيح))‪.‬‬
‫‪-2‬ومنهم من كب عليه إثبات نبوته صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فـزعم أنه ملك من اللوك كما كان بتنصر وسنحاريب ‪،‬‬
‫وأن ملك أمته هو امتداد لتلك المباطوريات الوثنية ‪.‬‬
‫وهؤلء ف القيقة ل للنبوءات اتبعوا ‪ ،‬ول بالسلم آمنوا ‪،‬‬
‫ول لبن دينهم نفعوا فكانوا أقل من سبقهم عددا وأثرا ‪.‬‬
‫‪-3‬ومنهم من غل وطغى ‪ ،‬وعكس القيقة ‪ ،‬وجعل الليل نارا‬
‫والنهار ليلً ‪ ،‬فـزعم أن رسول ال هو "الدجال" أو‬
‫"النب الكذاب" أو "الوحش" الذكور ف النبوءات ‪ ،‬وأن‬
‫الحاربي لـه ولمته هم القديسون الطهار واللئكة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫البرار ‪ ،‬وعلى هذا التأويل الفاحش اعتمد دعاة الملت‬


‫الصليبية من البابوات والرهبان ف تأجيج حاس الماهي‬
‫الغبية وسوقها إل بلد السلم(‪.)11‬‬
‫إن النتائج السلبية الواضحة لذه الراء الثلثة جعلت خيار الصمت‬
‫والتجاهل هو الفضل لدى أكثر الباحثي لسيما التسترين بالوضوعية‬
‫العلمية !!‪.‬‬
‫وهذه الراء القدية كادت أن تتفي ف خضم الصراع العنيف ف‬
‫العصر الديث بي الكنيسة والعلم من جهة ‪ ،‬وبي الطوائف النصرانية‬
‫نفسها من جهة أخرى ‪ ،‬وصادف ذلك خضوع السلمي شبه الكامل –‬
‫للغرب وخروج اليهود من أحيائهم الاصة ((اليتو)) وجريهم وراء الذهب‬
‫والربا والحتكار متناسي أرض اليعاد وعهد اللص‪.‬‬
‫ولكن ولدة الركة الصهيونية أعادت هذه القضايا إل ساحة اليان‬
‫الدين والدل الفكري‪.‬‬
‫والعجيب أن الركة الصهيونية ل تولد يهودية بل هي نصرانية‬
‫الصل والنشأ ‪ ،‬والداعون لا من اليهود جاءوا تبعا وكانوا من العلمانيي‬
‫‪ ،‬ول تطيء العي رؤية الزارع الصهيونية "كيبوتـز" نوذجا للتطبيق‬
‫الشتراكي ‪ ،‬ول يتاج الباحث إل دليل ليقول إن كثيا من اليهود‬
‫() انظر كتاب ‪ :‬السعي وراء الفترة اللفية السعيدة ‪ ،‬تأليف ‪:‬نورمان كوهن ‪ ،‬ترجة سهيل زكار ‪ ،‬وهو الزء‬ ‫‪11‬‬

‫الرابع من الوسوعة الشامية ف تاريخ الروب الصليبية للمترجم نفسه ‪ ،‬وبث الروية الوربية للعرب والسلم‬
‫خلل العصور الوسطى للستاذ الدكتور ‪ /‬على بن ممد بن عودة الغامدي ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫يرون ف قيام هذه الدولة تاوزا لحكام ال ونذيرا بلك اليهود ‪.‬‬
‫فالركة الصهيونية النصرانية التمثلة ف الصولية السالف ذكرها هي الت‬
‫أعادت العركة جذعة ‪ ،‬وهي الت روجت ول تزال للتأويلت الباطلة‬
‫للنبوءات ‪ ،‬وهي الت اعتبت قيام الدولة اليهودية مقدمة لنـزول‬
‫السيح ‪ ،‬وابتهجت بفشل مشروع السلم وقيام النتفاضة الخية‪..‬‬
‫إن هؤلء هم الذين أظهروا بصورة عملية جلية عمق تلك الفجوة‬
‫التاريية ‪ ،‬وريبة ذلك الصمت أو التجاهل ‪ ،‬ومن ث جرّوا سائر بن‬
‫ملتهم جرا إل الوض فيها بعد أن كانت خطرا منوع القتراب !!‬
‫وهكذا وقع الفكر العالي عامة والدراسات الستقبلية خاصة ف‬
‫فوضى صاخبة ‪ ،‬وأزمة عنيفة سببها الفارقة والتصادم بي التسليم بأن كل‬
‫نبوءات اللص والعدل والسلم والمة الت يتخذها ال أداة لنتقامه ‪،‬‬
‫ويسلطها على قوى الكفر والظلم والفساد لن تتحقق إل ف ناية الزمان‬
‫وعلى يد السيح عليه السلم ‪ ،‬وبي الرفض العقلي الطلق لدعوى أن قيام‬
‫دولة إسرائيل وحلول اللفية هو بداية ناية الزمان وأن ذلك الستقبل‬
‫البعيد هو هذا الاضر الشهود ‪ ،‬والسبب ف هذا هو الفكر الكتاب‬
‫التناقض الذي فتحت طائفة من أهله الفجوة التاريية الكبى وجاءت‬
‫أخرى لتسدها بكل ما هو ل عقلي ول منطقي !!‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهكذا ضاع الق عند أهل الكتاب بي تاهل مقصود وتريف‬


‫متعمد ‪ ،‬وصدق ال تعال ‪  :‬يا أهل الكتاب لم تلبسون‬
‫الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ‪‬‬
‫وليس قلب القائق هو جرية أهل الكتاب هؤلء فحسب ‪ ،‬بل إن‬
‫قطع الرجاء لدى البشرية باللص ‪ ،‬وإفقادها المل ف انتصار الق‬
‫والي والسلم هو جرية أخرى يب أن يتفق على إنكارها العقلء من‬
‫كل ملة !!‬
‫إذ من البدهي أن عقلء العال ‪-‬ومنهم عقلء أمريكا نفسها‪ -‬لن‬
‫يؤمنوا قط بالستقبل كما يرسه هؤلء ‪ ،‬وإذن فأين اللص والرجاء‪..‬؟‬
‫أين حكمة الالق العظيم ورحته وعدله الت نطقت با الكتب ودلت‬
‫عليها الفطر واستدلت عليها العقول وشهد لا الواقع التاريي الطويل‪..‬؟‬
‫أتكون هذه هي النهاية الحزنة أو العتمة للجنس الذي كرمه ال على‬
‫سائر الخلوقات‪..‬؟‬
‫لن هذا غي مكن أبدا ‪ ،‬ولنه ل يكن إثبات القيقة وتنوير البشر‬
‫إل الباحث السلم وحده ‪ ،‬فهو الذي يتلك النقل الصحيح والعقل‬
‫الصريح معا ‪ ،‬لنه ل يتمسك بالعدل أو الياد العلمي خوفا من النقاد ‪،‬‬
‫بل تقوى ل واستجابة لمره ‪ ،‬لذلك كله ندعو السلمي إل القيام‬
‫بواجبهم ف هذا الشأن ونرجو أن يكون فيما نسطره هنا ذكرى لم‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وتنبيه لحب الي والعدل من كل ملة وأمة ‪ ،‬ولسيما أهل الكتاب الذين‬
‫نأمل أن تعيد طائفة منهم النظر ف النبوءات على ضوء القراءة الت‬
‫سنقدمها لم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫نبوءة دانيال‬ ‫‪8‬‬

‫دانيال نب من أنبياء بن إسرائيل ‪ ،‬لـه سفر باسه ف كتاب أهل‬


‫الكتاب يتميز عن أكثر السفار بأمور ‪ ،‬وإن كان يشاركها ف الشكلة‬
‫العامة وهي وقوع التحريف أو التعديل ‪ ،‬ومن ميزاته ‪-:‬‬
‫‪-1‬وضوح عقيدة التوحيد فهو يسمي ال تعال بإله السموات‬
‫خلفا لتك السفار الت تسميه رب القوات (وهي تسمية‬
‫يهودية تكشف عن النظرة اليهودية ل وللناس)‪ .‬وهو يصف‬
‫ال با ل نظي لـه ف غيه ‪ ،‬فهو الي القيوم الذي لـه‬
‫الكمة والبوت والعلم والتدبي والقدرة ‪ ،‬وأنه رب اللوك‬
‫وكاشف السرار والستحق وحده للسجود والعبادة ‪ ،‬وأن‬
‫السحر والكهانة والتنجيم باطل‪...‬ال‪.‬‬
‫‪-2‬تطابق ما فيه من النبوءات مع الواقع العلوم بالتواتر من‬
‫أحداث التاريخ بيث ل يشك فيها إل مغرض‪.‬‬
‫‪-3‬اشتماله على بشارات صرية بتم النبوة وظهور الرسالة‬
‫البدية‪.‬‬
‫‪-4‬اشتمال نبوءته على أرقام مددة ظلت مدار بث وجدل‬
‫طوال التاريخ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أما دانيال نفسه فهو أشبه النبياء بيوسف ‪ ،‬إذ هو غريب مضطهد‬
‫لكن ال يرفعه بالعلم وتعبي الرؤيا لدى اللك ‪ ،‬وهو داعية توحيد ل تثنيه‬
‫الفت عن ذلك‪.‬‬
‫ولـه ف السلم حادثة مشهورة رواها ابن إسحاق وابن أب شيبة‬
‫والبيهقي وابن أب الدنيا وغيهم ‪ ،‬عن التابعي الذين شهدوا فتح "تستر"‬
‫ومنهم أبو العالية ومطرف بن مالك‪ ،‬وفيها ما يهم موضوعنا هنا أن‬
‫اليش السلمي الفاتح وجدوا " دانيال وهو ميت على سرير ل يتغي منه‬
‫شيء إل شعيات من قفاه ‪ ،‬وعند رأسه مصحف فأخذوا الصحف‬
‫فحملوه إل عمر فدعا لـه كعب الحبار فنسخه بالعربية ((قال أبو‬
‫العالية فأنا أول رجل قرأه ‪-‬قال الراوي عنه‪ : -‬فقلت لب العالية ‪ :‬ما‬
‫كان فيه ؟ قال ‪ :‬سيتكم وأموركم ولون كلمكم وما هو كائنٌ بعدُ ))‬

‫(‪.!!)12‬‬
‫فالنص إذن مترجم إل العربية ‪ ،‬وعلى يد الاهر البي كعب‬
‫الحبار ‪ ،‬وقرأه من قرأه فل يستبعد أن يكون علماء السلم الؤلفون ف‬
‫البشارة بحمد من الكتب السابقة " كابن قتيبة وابن ظفر " قد اطلعوا‬
‫عليه ‪ ،‬وإن ل يكن المر كذلك وكان مصدرهم نسخ التوراة ف عصرهم‬

‫‪ )(12‬انظر ابن كثي ((البداية والنهاية)) ‪ )42-1/40( :‬؛ ((دلئل النبوة للبيهقي)) ‪(( ، )1/381( :‬الصنف)) لبن أب شيبة ‪ )7/4( :‬؛‬
‫و ((شفاء الصدور)) لرعي الكرمي ص (‪ )336‬تقيق جال حبيب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فهو أبلغ وأقوى ‪ .‬فهم غي متهمي ف نقلهم وأهل الكتاب العاصرون لم‬
‫ل يكذّبوهم فيه !!‬
‫بل قال ابن قتيبة كما نقل عنه شيخ السلم ف الواب الصحيح ‪:‬‬
‫((وهذه البشارة الن عند اليهود والنصارى يقرأونا ويقولون ل‬
‫يظهر صاحبها بعد))‪.‬‬
‫ومع ذلك فنحن هنا لن نعتمد على ما ننقله عن العلماء السلمي بل‬
‫على ما هو موجود بي أيدي أهل الكتاب اليوم‪.‬‬

‫نبوءة دانيال العظمى ‪:‬‬


‫رأى اللك نبوخذ نصر (أو بتنصر) رؤيا أزعجته استدعى السحرة‬
‫والعرافي لبيانا وتأويلها فعجزوا كلهم ‪ ،‬ولكن دانيال تضرع إل ال‬
‫تعال فألمه الرؤيا وتفسيها ‪ ،‬ولا دخل على اللك قال له ‪:‬‬
‫((السر الذي طلبه اللك ل تقدر الكماء ول السحرة ول الجوس‬
‫ول النجمون أن يبينوه للملك ‪ ،‬لكن يوجد إله ف السموات‬
‫كاشف السرار وقد عرّف [اللـهُ] اللكَ ما يكون ف اليام‬
‫الخية))‪.‬‬
‫وشرح ذلك قائلً ‪:‬‬
‫((أنت أيها اللك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم ‪ .‬هذا التمثال العظيم‬
‫البهي جدا وقف قبالتك ومنظره هائل ‪ .‬رأس هذا التمثال من ذهب‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫جيد‪ .‬صدره وذراعاه من فضة ‪ .‬بطنه وفخذاه من ناس ‪ .‬ساقاه من‬


‫حديد ‪ .‬قدماه بعضها من حديد والبعض من خزف ‪ .‬كنت تنظر‬
‫إل أن قطع حجر بغي يدين فضرب التمثال على قدميه اللتي من‬
‫حديد وخزف فسحقهما ‪ .‬فانسحق حينئذ الديد والزف‬
‫والنحاس والفضة والذهب معا وصارت كعصافة البيدر ف الصيف‬
‫فحملتها الريح فلم يوجد لا مكان ‪ .‬أما الجر الذي ضرب التمثال‬
‫فصار جبلً كبيا ومل الرض كلها ‪ .‬هذا هو اللم ‪ .‬فنخب بتعبيه‬
‫قدام اللك ‪-:‬‬
‫أنت أيها اللك ملك ملوك لن إله السموات أعطاك ملكة واقتدارا‬
‫وسلطانا وفخرا‪ .‬وحيثما يسكن بنو البشر ووحوش الب وطيور‬
‫السماء دفعها ليدك وسلطك عليها جيعها‪ .‬فأنت هذا الرأس من‬
‫ذهب ‪ .‬وبعدك تقوم ملكة أخرى أصغر منك وملكة ثالثة أخرى‬
‫من ناس فتتسلط على كل الرض ‪ .‬وتكون ملكة رابعة صلبة‬
‫كالديد لن الديد يدك ويسحق كل شيء وكالديد الذي يكسر‬
‫تسحق وتكسر كل هؤلء ‪ .‬وبا رأيت القدمي والصابع بعضها‬
‫من خزف الفخار والبعض من حديد فالملكة تكون منقسمة‬
‫ويكون فيها قوة الديد من حيث إنك رأيت الديد متلطا بزف‬
‫الطي ‪ .‬وأصابع القدمي بعضها من حديد والبعض من خزف‬
‫فبعض الملكة يكون قويا والبعض قصما ‪ .‬وبا رأيت الديد متلطا‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫بزف الطي فإنم يتلطون بنسل الناس ولكن ل يتلصق هذا بذاك‬
‫كما أن الديد ل يتلط بالزف ‪ .‬وف أيام هؤلء اللوك يقيم إلـه‬
‫السموات ملكة لن تنقرض أبدا وملكها ل يترك لشعب آخر‬
‫وتسحق وتفن كل هذه المالك وهي تثبت إل البد ‪ .‬لنك رأيت‬
‫أنه قد قطع حجر من جبل ل بيدين فسحق الديد والنحاس‬
‫والزف والفضة والذهب‪.‬‬
‫ال العظيم قد عرّف اللكَ ما سيأت بعد هذا ‪ .‬اللم حق وتعبيه‬
‫يقي‪.‬‬
‫حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه وسجد لدانيال وأمر بأن يقدموا‬
‫لـه تقدمة وروائح سرور‪ .‬فأجاب اللك دانيال وقال ‪ .‬حقا إن‬
‫إلكم إله اللة ورب اللوك وكاشف السرار إذ استطعت على‬
‫كشف هذا السر))‪.‬‬
‫(‪)48 – 21 : 2‬‬
‫هذا نص الرؤيا الت توصف دائما بأنا أشهر وأصدق الرؤى الكتابية‬
‫التاريية ‪ ،‬وتأويلها ل يتاج إل ذكاء ول يصح فيه اللف لن النب‬
‫نفسه قد أوّلا ‪ ،‬ولكن أهل الكتاب تعمدوا التلبيس وافتعلوا الختلف‬
‫حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبي لم الق‪ ،‬فقد أقروا بذه الرؤيا‬
‫وتأويلها قرونا ‪ ،‬دون أن يدخلهم ريب ف أنا على ظاهرها‪ ،‬وأن الملكة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الول (الرأس الذهب) هي ملكة بابل ‪ ،‬وأن الملكة الثانية (الصدر‬


‫الفضي) هي ملكة فارس ‪ ،‬الت قامت بعد بابل وسيطرت على العراق‬
‫وبلد الشام ومصر ‪ ،‬وأن الملكة الثالثة (الفخذ من النحاس) هي ملكة‬
‫اليونان الذين اجتاحوا ملكة الفرس بقيادة السكندر القدون سنة ‪333‬‬
‫ق‪.‬م ‪ ،‬وأن الملكة الرابعة (الرجلي من حديد ث حديد وخزف) هي‬
‫المباطورية الرومانية الت انقسمت إل شرقية عاصمتها "بيزنطة =‬
‫القسطنطينية" وغربية عاصمتها "روما"‪.‬‬
‫ل يكن أحد من أهل الكتاب يشك ف هذا إطلقا ‪ ،‬بل كانوا جيعا‬
‫‪-‬لشدة إيانم به‪-‬ينتظرون الملكة الامسة (ملكة ال) الت تدمر مالك‬
‫الشرك والكفر والظلم ‪ ،‬لسيما الملكة الرابعة الت اضطهدتم فهي الت‬
‫أذاقت اليهود السف والوان ودمرت القدس سنة ‪ 70‬م ‪ ،‬ونصبت‬
‫الصنام ف السجد كما اشتهر عدد من أباطرتا بتعذيب النصارى بألوان‬
‫من البشاعة والفظاعة قل نظيها ف التاريخ ‪ ،‬وليس "نيون" الطاغية‬
‫الشهور إل واحدا منهم ‪ ،‬وظلوا مضطهدين لم ثلثة قرون حت دخل‬
‫قسطنطي ف النصرانية الحرفة ‪ ،‬واستمر الضطهاد لليهود والوحدين من‬
‫النصارى وسائر الفرق الخالفة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الممالك الخمس الواردة في نبوءة دانيال التي‬


‫عبر فيها رؤيا بختنصر‬
‫(‪)13‬‬
‫وقد ذكرنا ما قبلها لليضاح‬
‫موقعها من‬ ‫أهم ملوكها‬ ‫الدولة‬
‫الرؤيا‬
‫قبل دانيال‬ ‫حكم من ‪ 973-1013‬ق‪.‬م ‪.‬‬ ‫داود‬ ‫الدولة السلمية‬
‫التي حكمت بكتاب‬
‫حكم ‪ 933 -973‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫سليمان‬
‫ال ((التوراة))‬
‫ثم انقسمت مملة بني إسرائيل إلى مملكة يهوذا وإسرائيل ‪.‬‬
‫سرجون الثاني حكم ‪ 705 – 772‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫مملكة الشوريين‬
‫أخضع الراضي المقدسة لحكم الشوريين ‪.‬‬ ‫(بابل)‬
‫المملكة الولى‬ ‫بختنصر حكم من ‪ 562 – 630‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫مملكة الكلدان‬
‫في الرؤيا‬ ‫دمر القدس وأخذ السرائيليين أسرى إلى بابل وعاصره‬ ‫(بابل)‬
‫(الرأس الذهبي)‬ ‫دانيال وعبر رؤياه المشهورة ‪.‬‬
‫المملكة الثانية‬ ‫قورش الذي قضى على الكلدان‬ ‫مملكة القدس‬
‫(الصدر الفضي)‬ ‫حكم من (‪ )529-550‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫المملكة الثالثة‬ ‫السكندر الكبير الثالث‬ ‫مملكة اليونان‬
‫(الفخذ النحاسي)‬ ‫حكم (‪ )323 – 336‬ق‪.‬م واستولى على الراضي‬
‫المقدسة (‪ )333‬ق‪.‬م ‪.‬‬
‫المملكة الرابعة‬ ‫‪ -1‬المبراطور أغسطين مؤسس النظام المبراطوري‬ ‫مملكة الروم‬
‫(الساقان‬ ‫‪.‬‬ ‫الذي في أيامه ولد المسيح‬
‫الحديديان والقدام‬
‫‪ -2‬دقليديانوس الذي قسم المبراطورية دولتين شرقية‬
‫من خزف‬
‫وغربية لكل منهما قيصر مستقل ‪ .‬حكم من ‪-248‬‬
‫وحديد)‬
‫‪ 305‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬قسطنطين الول مؤسس القسطنطينية ومعتنق‬
‫النصرانية توفي سنة ‪ 327‬م بعد مجمع نيقية بسنتين‪.‬‬
‫‪ -4‬هرقل حكم سنة ‪ 610‬م وفتح المسلمون الراضي‬
‫المقدسة في عهده وودعها إلى البد‪.‬‬
‫في ذلك الجو القاتم من الضطهاد كان أهل الكتاب ينتظرون المملكة الخامسة بفارغ الصبر‪،‬‬
‫وكانوا يعلمون يقينا أنها ستقوم على يد نبي آخر الزمان ‪ ،‬المسمى عندهم "أركون السلم" ‪ ،‬الذي على‬

‫‪ )(13‬الصدر ‪ :‬دوائر العارف العالية (حسب العلم) ومنها ((موسوعة كولومبيا)) ‪(( ،‬موسوعة بارون)) ‪(( ،‬الوسوعة العربية اليسرة))‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫كتفه خاتم النبوة ‪ ،‬والذي بشر به النبياء كلهم ‪ ،‬حتى أن المهتدين من علمائهم جمعوا من سفر أشعياء‬
‫وحده ثلثين بشرى به(‪ )14‬وكانوا يعرفون زمن بعثته بكثير من الدلئل النصية ‪ .‬والعلمات الكونية ‪،‬‬
‫ويترقبون تلك الدلئل العلمات حتى جاء اليوم الذي قال فيه المبراطور المتعبد العالم بدينهم "هرقل" ‪:‬‬
‫((قد ظهر ملك أمة الختان)) وأيقن بذلك وشهد وهو زعيم الكفر الكتابي لزعيم الكفر المي –أبي‬
‫سفيان– ((بأن ملكه سيبلغ موضع قدميّ)) كما ثبت في الحديث الصحيح المشهور‪.‬‬

‫وفعلً قامت الملكة الربانية الامسة وملكت موضع قدمي هرقل‬


‫وغادر الشام وهو يقول ‪(( :‬سلم عليكِ يا سورية ‪ ،‬سلم ل لقاء‬
‫بعده)) !!‬
‫قامت فسحقت مالك الوثنية وسيطرت على معظم العمورة بالعدل‬
‫والسلم وكانت مساحتها تزيد على مساحة القمر ودخل تت لوائها من‬
‫كل شعوب الرض طوائف عظيمة وهنا فقط تفرق أهل الكتاب‬
‫واختلفوا !!‬
‫‪ ‬وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إل من بعد ما‬
‫ة‬
‫جاءتهم البين ْ‪‬‬
‫‪ ‬وءاتيناهم بينات من المر فما اختلفوا إل‬
‫من بعد ما جاءهم العلم بغيا ً بينهم ‪!! ‬‬
‫فمنهم –وهم كثي جدا– من آمن واهتدى ‪ ،‬ومنهم من كفر وذهبوا‬
‫ف كفرهم شيعا ل حصر لا ول يزالون يتكاثرون وينقسمون كما تتكاثر‬
‫الراثيم !!‬
‫ويهمنا هنا الشارة إل اختلفهم بشأن رؤيا دانيال الواضحة ‪-:‬‬

‫‪ )(14‬انظر كتاب ‪(( :‬مسلمو أهل الكتاب‪ ))...‬ص (‪ )573–543‬للدكتور ممد بن عبد ال السحيم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫لقد انقلبوا على أعقابم !فبعد أن كانوا ل يتلفون أبدا ف تأويل‬


‫الملكة الرابعة (ملكة الروم) نراهم يتعسفون تأويلها ‪ ،‬ويتعمدون تأجيلها‬
‫أو تويلها ‪ ،‬أو على القل التعتيم عليها ‪،‬كل ذلك تلصا وهروبا من‬
‫القرار بالملكة الخية ‪ ،‬على ما سبق إيضاحه ف الفصل السابق‪.‬‬
‫وبلغ المر ذروته وعنفوانه ف الركة الصولية " الصهيونية النصرانية‬
‫"‪.‬‬
‫وقبل أن نعرض تأويلهم ومدى صحته نذكّر بأن الرؤيا رست صورة‬
‫بليغة لمالك الكفر الت تعبد الصنام النحوتة من دون ال تعال ‪ ،‬إن هذه‬
‫المالك هي بذاتا صنم لـه رأس وصدر وفخذ ورجلن وأصابع ‪ ،‬صنم‬
‫يسد الوثنيات كلها لكي تتضح ف القابل صورة البل الذي ينتصب‬
‫مكان الصنم‪.‬‬
‫رمز ف منتهى البساطة وصورة ف غاية الوضوح ‪ ،‬وما فعله هؤلء هو‬
‫تشويه هائل ل يتسق مع الصورة بال ‪.‬‬
‫فهم ‪-‬لكي يعلوا البل هو اللفية عند نـزول السيح الثان كما‬
‫يعتقد النصارى أو ملكة داود العظمى الت يرأسها السيح اليهودي كما‬
‫يعتقد اليهود– قالوا ‪ :‬إن هناك فجوة ف نبوءة دانيال ‪ ،‬وجعلوها بي‬
‫الساقي والقدمي !!! ومن العلوم أن طول السافة الزمنية بي رأس‬
‫التمثال وساقيه أي بي ملكت بابل والروم [من وفاة بتنصر إل استيلء‬
‫تيطس على القدس] هو ستة قرون تقريبا ل أكثر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهذه الفجوة الت يفتعلونا بي الساق والقدم طولا ألفا سنة !!‬
‫والصيبة أنا ستظل تطول حت قيام الساعة فلنتخيل هذا التمثال‬
‫الغريب الذي تطول الفجوة بي أعله وأسفله كل يوم !!‬
‫إنا صورة ل يصدقها العقل فضلً عن أن يقبلها فنان أو يستحسنها‬
‫ناظر‪.‬‬
‫وقد عرفنا لاذا افتعلوا هذه الفجوة فالسؤال إذن باذا سدوا الفجوة ؟‬
‫لقد انتـزعوا " قطع غيار " شاذة من تثال آخر وأرادوا إلامها‬
‫بالتمثال !!‬
‫إن هذا التـزوير ل ينجح ولكنه بل ريب ألقى ظللً من الضباب‬
‫حول الرمز لبد من تليته‪.‬‬
‫وجد هؤلء أن لدانيال رؤيا أخرى – أو بالصح ف سفره رؤيا‬
‫أخرى ف الفصل السابع هي رؤيا اليوانات الربعة ‪ ،‬فسرقوا اليوان‬
‫الرابع وركبوه ف التمثال ‪ ،‬ما يذكرنا بأكذوبة "بلتداون " الت ارتكبها‬
‫بعض الداروينيي حي أراد سد اللقة الفقودة ف سلسلة التطور فركّب‬
‫ججمة من أعضاء إنسان وأعضاء قرد !!‬
‫والفرق أن الغش ف الدين أعظم منه ف أي شيء آخر !!‬
‫تقول الرؤيا الخية ‪ :‬إن دانيال رأى أنه صعد من البحر الحيط‬
‫أربعة حيوانات عظيمة متلفة ‪ :‬الول كالسد ولـه جناحا نسر‪...‬‬
‫والثان كالدب وف فمه ثلثة أضلع‪ ،‬والثالث مثل النمر وله أربعة أجنحة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وأربعة رؤوس ‪ ،‬والرابع حيوان هائل قوي لـه أسنان من حديد أكل‬
‫وداس بقية اليوانات برجليه ‪ ،‬وله عشرة قرون طلع بينها قرن صغي‬
‫قلعت من قدامه ثلثة قرون ‪ ،‬وظهر لذا القرن الصغي عيون وفم إنسان‬
‫فتكلم بإلاد وكفر ‪ ،‬ث تكون ناية القرن الصغي هي اللك على يد قدي‬
‫اليام ذي العرش الذي تدمه اللوف الؤلفة ؟؟ !!‬
‫وبقيت اليوانات الخرى حية لكن نزع عنهم سلطانم‪.‬‬
‫(الصحاح السابع)‬
‫وقد فسرت الرواية نفسها اليوان الرابع بأنه (ملكة رابعة على‬
‫الرض مالفة لسائر المالك تأكل الرض كلها وتدوسها ‪ ،‬والقرون‬
‫العشرة من الملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو‬
‫مالف الولي ويذل ثلثة ملوك ويتكلم بكلمٍ ضد العليّ))‪.‬‬
‫وأخيا يبيد ملكه على يد "قديسي العليّ" الذين تؤكد هذه الرؤيا‬
‫مرارا أن العاقبة لم وأنم يتلكون الملكة الت ل تزول !!‬
‫ربا لن للحيوان الرابع أسنانا من حديد والملكة الرابعة تكون من‬
‫حديد قالوا إن الملكة الرابعة هي اليوان الرابع لسيما ‪-‬وكل منهما هو‬
‫‍‍"الرابع" لا سبقه‪ -‬وقالوا إن هذه الملكة رمز لوربا الت سيكون فيها‬
‫عشر دول قومية يضع لا العال قبل نزول السيح!!‪.‬‬
‫وعليه تكون الملكة الامسة هي اللفية السعيدة عند نـزول‬
‫السيح‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ومن السهل إبطال هذا الرأي من وجوه كثية ‪-:‬‬


‫‪-1‬أن يقال ما تعبي اليوانات الثلثة الخرى إذن ؟ مع أنم‬
‫مهما فسروها فل يصح أي تعبي يناقض ما فسره دانيال‬
‫نفسه ‪ ،‬فكيف تظل الثلثة المالك ف التمثال هي المالك‬
‫القدية والرابعة هي أوربا الديثة ‪ ،‬إنا مفارقة واضحة ‪،‬‬
‫النطق السليم يفرض إما أن نمل الرؤيا على الرؤيا كليا‬
‫وإما نعلهما منفصلتي كليا وهو الصحيح ‍‍!!‪.‬‬
‫‪-2‬اليوانات طلعت متجاورة وغلبها الرابع دفعة واحدة‪ .‬أما‬
‫المالك ف الرؤيا الول فمتتابعة متوالية كل منها غلب ما‬
‫قبله‪.‬‬
‫‪-3‬اليوانات الربعة طلعت من البحر الحيط والمالك الربع‬
‫قامت ف الشرق والامسة (السلمية) قامت ف النطقة‬
‫نفسها ث امتدت شرقا وغربا حت وصلت ف أيام الغول‬
‫والترك إل شال أوربا وسيطرت على شرقها كله‪.‬‬
‫‪-4‬اليوانات الثلثة تسلط عليها الرابع لكنها بقيت حية أما‬
‫المالك الثلث فقد اندثرت مطلقا‪.‬‬
‫‪-5‬تعبيهم الرؤيا الخية باطل ف نفسه فإنا ذكرت حيوانا‬
‫لـه عشرة قرون وفسرتا بأنه ملكة لا عشرة ملوك‬
‫فتفسيهم بأنا عشر مالك متجاورة باطل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهكذا فالقول بأن هذه المالك العشر هي التحالف الورب أيام‬


‫نابليون كما ذكر (بيتز ص ‪ )251‬أو التاد الورب الال كما يـزعم‬
‫العاصرون ل يصح تعبيا ول واقعا‪ ،‬فهو يناقض كل الرؤيتي ويالف‬
‫الواقع ‪ ،‬فأمريكا وحدها اليوم أقوى من التاد الورب كله والتاد‬
‫الورب ‪،‬ل يعد عشر دول بل زاد كثيا‪.‬‬
‫ونن ل نريد أن نوض ف تعبي الرؤيا لكن ف إمكاننا أن نقول ‪ :‬إن‬
‫اليوانات الربع الت طلعت من وراء الحيط هي المباطورية البيطانية‬
‫"السد" وروسيا الشيوعية "الدب"‪.‬‬
‫أما الثالث ‪ :‬شبيه النمر ذو الرؤوس الربعة و الجنحة الربعة فقد‬
‫يكون الدول الكاثوليكية الستعمارية الربع " فرنسا وإيطاليا وأسبانيا‬
‫والبتغال " أو تالف دول آسيا السماة النمور وهي ثان !!‬
‫وبالطبع سيكون اليوان الرابع الذي أكلها وداسها هو الوليات‬
‫التحدة المريكية (أو حلف الناتو عموما) ‪ ،‬أما القديسون الذين‬
‫سيدوسون أمريكا فل يتاجون إل تفسي بل إل النتظار‪.‬‬
‫ونقول للصوليي ‪:‬‬
‫إن أعجبكم هذا التعبي فخذوه واستريوا ‪ ،‬وإن رددتوه وقلتم ‪ :‬ظنّ‬
‫وتميٌ‪ .‬قلنا ‪ :‬نعم ولكن أي الظني أول ؟ ولاذا ظنكم أنتم يقي وظننا‬
‫نن وهم !!‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أما اليقي بذا الشأن فهو أمران ‪-:‬‬


‫‪-1‬أن الروم ذات قرون كما أخب النب ‪(( :‬فارس نطحة أو‬
‫نطحتان ث يفتحها ال ولكن الروم ذات القرون كلما هلك‬
‫قرن قام قرن آخر))(‪.)15‬‬
‫‪-2‬أن العركة بيننا وبينهم سجال إل أن يكون الفتح الخي‬
‫لروما وينـزل السيح ‪ ،‬وهذا ما ل يعلم زمان وقوعه إل‬
‫ال ‪ ،‬وعليه فل يعلم عدد قرون الروم إل ال تعال وربا‬
‫كانت العشرة الذكورة ف الرؤيا ل مفهوم لا بل مرد رمز‬
‫وهذا مذهبٌ لم ف العداد الذكورة ف الكتاب القدس‬
‫كله(‪ ،)16‬هذا إن ل نقل إن ف الرؤيا تريفا وإضافة !!‬
‫وعلى أي حال نن نعلم أن هذه الرؤيا واللف فيها قد ل يثي ثائرة‬
‫القوم إل إذا تعرفنا على القرن الصغي اللحد من هو ؟‬
‫فقد ذهب طائفة منهم إل أنه دولة السلم ؟‬
‫وأن التجديف واللاد هو إنكار السلمي للوهية السيح !!‬
‫وهذا عجيب إذ كيف تكون الملكة الامسة العظمى البدية قرنا‬
‫صغيا من قرون حيوان من اليوانات الربعة الذي له غي هذا القرن‬
‫عشرة قرون كبى !!‬
‫‪ )(15‬أخرجه ابن أب شيبة ف ((الصنف)) ‪ ، )4/206( :‬والارث ابن أب أسامة كما ف ((زوائد اليثمي)) ‪ ،)2/713( :‬ونعيم بن حاد ف‬
‫((الفت) ‪.)2/479( :‬‬
‫‪ )(16‬انظر كلمة ( عدد ) ف ‪ :‬دراسات ف الكتاب القدس ‪ ،‬تعريب معجم اللهوت الكتاب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وكيف تكون المة السلمية الت شلت العرب والفرس والترك‬


‫والببر والزنج والنود والتتار وغيهم مرد قرن من الروم ؟ وقرن صغي‬
‫أيضا !!‬
‫إن النـزول بالبحث العلمي إل هذا الد يوجب العراض والضرب‬
‫صفحا عن هذا اللغو لسيما وأنه ل علقة للمسيح وألوهيته بالرؤيا من‬
‫قريب ول من بعيد بل السفر كله توحيد‪.‬‬
‫وذهبت طائفة منهم إل أن القرن الصغي هو الوحش الذكور ف سفر‬
‫الرؤيا !!‬
‫وهنا ينبغي أن نعتذر للقارئ السلم عن السترسال ف ذكر الغرائب‬
‫اليوانية ‪ ،‬ول يظن أننا سنورد فيلم الرعب الطويل السمى سفر الرؤيا !‬
‫ونرجو منه أن يتأمل معنا هذا الوحش ف لقطة ل تتعدى الثوان من‬
‫هذا الفيلم ‪ ،‬وليعلم أن القوم ف الغرب أضاعوا ويضيعون ف هذا ما يعد‬
‫بالليي من ساعات العمل ‪ ،‬بل ربا من أيام العمل ‪ ،‬وأن الكتب التعلقة‬
‫با أكثر الكتب مبيعا ف أمريكا !!‬
‫فماذا علينا لو تملنا دقائق وصفحات لنردهم إل الصواب ‪ ،‬ونريهم‬
‫من العناء ونمد ال على اليقي‪.‬‬
‫يقول سفر الرؤيا ‪:‬‬
‫((ث وقفت على رمل البحر ‪ ،‬فرأيت وحشا طالعا من البحر لـه‬
‫سبعة رؤوس وعشرة قرون ‪ ،‬وعلى قرونه عشرة تيجان ‪ ،‬وعلى‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رؤوسه اسم تديف (أي إلاد وزندقة) والوحش الذي رأيته كان‬
‫شبه نر ‪ ،‬وقوائمه كقوائم دب ‪ ،‬وفمه كفم أسد‪ ،‬وأعطاه التني‬
‫قدرته وعرشه وسلطانا عظيما ‪ ،‬ورأيت واحدا من رؤوسه كأنه‬
‫مذبوح للموت وجرحه الميت قد شفي‪ ،‬وتعجبت كل الرض‬
‫وراء الوحش))‪.‬‬
‫[‪]3 – 1 : 13‬‬
‫لقد حاول "ت‪.‬ب‪.‬بيتز" ‪-‬وهو أجود شارح لسفر الرؤيا‪ -‬أن يصيب‬
‫كبد القيقة‪ ،‬ويدل قومه على القرن الصغي اللحد ‪ ،‬الذي يرج من بي‬
‫قرون الروم ‪ ،‬ولكنه ل يستطع لسباب ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مشترك بي كل الباحثي وهو اختلط الق بالباطل ف‬
‫السفار واستحالة تييز الحرّف من الباقي على أصله بله‬
‫الضاف والحذوف ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬مشترك بينه وبي أكثر باحثي أهل ملته كما أسلفنا ‪ ،‬وهو جعل النبوات‬
‫كل ها ‍‍في ز من ال سيح القادم ‪ ،‬وتاهله الط بق لل سلم ر سالة وحضارة‬
‫وملكة !!‬
‫الثالث ‪ :‬يصه ‪،‬وهو أنه هلك قبل قيام رجسة الراب "إسرائيل " فكان من‬
‫الصعب عليه أن يفسر الحداث بدقة‪.‬‬

‫لكن لا يتميز به شرحه سوف نعله نوذجا لتصحيح النهج‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫يقرر بيتز أن الوحش هو نظي القرن الصغي ف نبوة دانيال (مع التنبيه‬
‫إل أن ف سفر الرؤيا وحشي اثني !!)‪.‬‬
‫وهو ف الوقت نفسه الشكل الديد الذي ستتخذه المباطورية‬
‫سيفاجئ العال قبل نزول السيح‬ ‫الرومانية ‪ ،‬الذي‬
‫لقامة ملكوته ‪-‬الذي هو الملكة الخية البدية ف نظره‪.‬‬
‫وهو لا رأى أن الفجوة كبية ‪،‬وقرونا الزمنية كثية ‪ ،‬ل يسدها‬
‫عشرة ملوك ولو حكم كل ملك قرنا ‪ ،‬جاء بتأويل جديد هو أن القرن‬
‫ليس ملكا ! بل هو شكل من أشكال الكم كالشكل المهوري أو‬
‫المباطوري مثلً ‪ ،‬ولكل شكل ملوكه الكثيون‪ ،‬لكنه ل يفصل لنا كل‬
‫الشكال بل جعل السادس هو المباطوري ‪ ،‬وافترض أن الشكل السابع‬
‫عتيد‪.‬‬
‫أن يقوم أما الثامن والنهائي فهو حكومة الوحش الذي هو القرن‬
‫الصغي‪( .‬ص ‪.)186‬‬
‫ولول مرة ‪-‬بل من النادر‪ -‬أن تد ف كلم القوم على كثرته‬
‫وإسهابه مثل هذا الكلم الرصي الذي يشبه ف أوله كلم فقهاء‬
‫السلم ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫نلحظ وجه شبه بي هذا الوحش وبي قرن دانيال الصغي فقد‬
‫حارب القرن الصغي القديسي فغلبهم‪( .‬دا‪.)21 : 7 /‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪13‬‬ ‫كما أعطي للوحش أن يصنع حربا مع القديسي ويغلبهم‪( .‬رؤ‪/‬‬


‫‪.)7 :‬‬
‫وكما ف دانيال يتكلم القرن بكلم ضد العلي‪.)25 : 7( .‬‬
‫هكذا ف الرؤيا يفتح الوحش فمه بالتجديف على ال‪.)6 : 13( .‬‬
‫وكما أن سلطة القرن الصغي تدوم إل زمان وأزمنة ونصف زمان‬
‫(دا‪.)25 :7 /‬‬
‫كذلك سيبقى سلطان الوحش اثني وأربعي شهرا‪( .‬رؤ‪.)5 : 13 /‬‬
‫وهي نفس الدة الذكورة ف دانيال ولو اختلف الصطلح‪-189( .‬‬
‫‪.)190‬‬
‫وهنا لنا وقفة يسية فالقوم كالعادة لبد أن يتناقضوا وييوا العقل ‪،‬‬
‫إذ كيف يوجد شكل سياسي يكم فيه مموعة من اللوك ‪ ،‬ويكون‬
‫مموع حكمهم هذه الدة الوجيزة ؟ ث إنه ل يثبت على رأي واحد ‪ ،‬بل‬
‫جعله مرة شخصا حاكما وأخرى هيئة أو جعية تآمرية ‪ -‬كما سنرى‪.‬‬
‫فلنتابع معه الحوال والحداث التعلقة بالوحش لكي نعرف هذا‬
‫القرن الصغي الشؤوم ؟!‬
‫عن هذا يقرر بيتز أمورا ً‪-:‬‬
‫‪-1‬أن الوحش سيكون ف أورشليم (‪ .)193‬ويقرر ((إن أورشليم‬
‫هي النقطة الركزية الت تتجمع حولا الوادث الذكورة هنا‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫بلغة الرموز)) (‪( .)194‬ونذكّر القراء بأنه كتب هذا والقدس‬


‫شبه منسية عندهم إل من قليل من السّوّاح أو الزائرين)‪.‬‬
‫‪ -2‬الوحش (إسرائيلي لكنه ل يبال بَي ْهوَه إلـه المة ‪ ،‬ول بالسيّا‬
‫((الوعود النتظر)) رجاء المة ‪ ،‬ول حت باللة الباطلة الت طالا‬
‫مالت إليـها المة…))‪.‬‬
‫‪-3‬يتحالف الوحش مـع ((رأس المباطورية الرومانية ومركز‬
‫القوة والسلطة العالية)) (‪.)200‬‬
‫‪-4‬يزم (بيتز) أن هذا الرئيس الرومان ليس أحدا من الباطرة‬
‫السابقي ‪ ،‬بل هو الذي سيأت عند قيام رجسة الراب ‪ ،‬الت‬
‫تدث عنها دانيال ‪ ،‬وذكّر با السيح مرة أخرى ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫(من مواضع كثية ف كلمة ال ‪-‬أي الكتاب القدس‪ -‬يتبي أن‬
‫العشرة السباط سيجتمعون ف أورشليم بعد خلصها وعتقها ‪-‬أي‬
‫قبل نزول السيح‪ -‬وهناك يتملون نار الضيقة العظيمة ف أشدها ‪،‬‬
‫بينما إسرائـيل الذين رفضوا السيح سيجتمعون إليها قبل ذلك)‪.‬‬
‫(ص ‪ )217‬أي ف يوم غضب الرب على الدولة الرجسة الذي‬
‫سنعقد لـه فصلً قادما بعنوان ((يوم غضب الرب))‪.‬‬
‫مرة أخرى ينبغي أن نتذكّر أنه هلك قبل قيام دولة إسرائيل بكثي‪.‬‬
‫‪-5‬حكومة الوحش ستكون ملحدة على النظام الغرب ‪ ،‬ل على‬
‫هدي الوحي بل هي من أكب أسباب اللاد والظلم‪ .‬يقول ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ف أوربا الغربية الوطن الختار للمدنية والرية والستنارة والتقدم‬


‫كانت نتيجة تفاعل تلك البادئ البشرية هي قيام حكومة الوحش‬
‫ملتقى الطغيان والظلم والتعاسة والتجديف)) (ص ‪.)238‬‬
‫‪-6‬وتت زعامة الوحش يقرر بيتز اعتمادا على مفهومه لرؤيا‬
‫دانيال ‪:‬‬
‫((سوف تتكون عصبة من الكومات التحالفة مؤقتا)) (‪.)251‬‬
‫وصفة اللف الذي ستعقده المباطورية الرومانية الديدة هو أن ‪:‬‬
‫((العشرة ملوك الذين يكمونا يصنعون رأيا واحدا ويعطون‬
‫الوحش ملكهم)) (ص ‪.)253‬‬
‫والعجب حقا هو أنه ((ليس الوحش هو الذي يبهم على إطاعة‬
‫أمره بل هو عمل تطوعي يقومون به من جانبهم)) (ص ‪.)253‬‬
‫كما أنه ليس من شرط الوحش أن يكم كملك بل ((بواسطة نفوذه‬
‫ف مؤامرات و مشورات على أرض المباطورية الرومانية القدية أو‬
‫على القل الزء الغرب منها))!! (ص ‪.)254‬‬
‫(ونُذَكّر بأنه كتب هذا قبل قيام المم التحدة وظهور السيطرة‬
‫الصهيونية على السياسة الغربية عامة والمريكية خاصة) !!‪.‬‬
‫‪-7‬وعن عدو الوحش والعركة بينهما يقول بيتز ‪(( -:‬إن اللف‬
‫القائم بي المباطور الرومان واليهود غي الؤمني ل ينع غزو‬
‫اليش الشمال ‪ ،‬الذي ‪-‬بسبب العبادة الوثنية القائمة ف‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أورشليم ف ذلك الوقت‪ -‬سيباغتهم كسيل جارف ‪ ،‬ويلب‬


‫الراب على الرض)) (‪.)214‬‬
‫ولتفسي اليش الشمال نده يقول ‪:‬‬
‫((يمع ملوك الشرق قواتم ليغيوا على حدود أملك الوحش ومن‬
‫الناحية الخرى سيجمع الوحش باتفاقه مع ملوك الغرب قواته‬
‫ويزحف إل معركة هرمدون الشؤومة)) (ص ‪.) 240‬‬
‫‪ - 9‬وأخيا يدثنا بيتز عن نتيجة العركة ‪:‬‬
‫((قل أن يلم الوحش ومساعده الثيم أنما سيؤخذان أسيين من‬
‫ساحة القتال الت يعجلن إليها ! وأنه سيلقى بما حيي إل عذابات‬
‫بية النار البدية ‪ ،‬وقل أن يرؤ القديسون التألون الختبئون بي‬
‫البال والغاير فيؤمّلون بأنم سيفعون رؤوسهم آخر المر)) !!‪.‬‬
‫والن وقد عرفنا " الوحش " نسأل ‪ :‬هل هذه النهاية ل تكون إل ف‬
‫"هرمدون" وعلى يد السيح ؟‪.‬‬
‫إن افتراض ذلك هو الطأ الشترك بي هؤلء وبي بعض الباحثي‬
‫السلمي أيضا ‪ ،‬والفرق أن هؤلء ل يسبون حسابا للمنطق والعقل‬
‫وسنة ال ف التاريخ ‪ ،‬أما السلمون فيبحثون غالبا عن سنن طبيعية لتفسي‬
‫الحداث‪ ...‬السلمون كمن يطئ طريقه ف النهار أما هؤلء فكل‬
‫سيهم ف الظلمات إل بقايا من البصيص الباهت !!‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫لقد قلنا إن بيتـز كاد أن يصيب القيقة ‪ ،‬ولكي نساعد قراءه على‬
‫إصابتها نورد لم تلخيصه للحداث كما سطره (ص ‪ .)213‬مع حذف‬
‫العناصر الشيحانية وإبقاء الوضوع ف حدود الألوف ‪ ،‬ونقرأ كلما‬
‫بدونا فيكون هكذا ‪:‬‬
‫((سوف تعود المباطورية الرومانية إل الوجود ‪ ..‬وستكون الكتلة‬
‫اليهودية قد رجعت إل أورشليم غالبا ف عدم اليان (ونقول نن بل‬
‫قطعا)‪ ...‬وبينما هم ف أورشليم إذا بقوة عظيمة تدد ذلك الشعب‬
‫الراجع ‪ ،‬ولكي تتقي الكتلة اليهودية شر تلك القوة فإنا‪ ...‬تعقد عهدا‬
‫مع الرئيس العظيم الذي سيكون حاكما للمباطورية الرومانية ف عهدها‬
‫الديد‪ ...‬إل أن اللف القائم بي المباطور الرومان واليهود غي‬
‫الؤمني ل ينع غزو اليش‪ ...‬الذي بسبب العبادة الوثنية القائمة ف‬
‫أورشليم ف ذلك الوقت سيباغتهم كسيل جارف)) (‪.)214–213‬‬
‫ولو أعدنا نن كتابة الوضوع فسنقول ببساطة ‪:‬‬
‫‪-1‬دولة إسرائيل قرن صغي خرج من الروم من بي قرونم‬
‫الستعمارية الكبى وقد رجع إل الرض القدسة غازيا‬
‫مدنسا‪.‬‬
‫‪-2‬الوحش أو الوحشان ها ‪ :‬الصهيونية ذات الوجهي أحدها‬
‫يهودي والخر نصران‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-3‬اليهود عامة والصهيونيون خاصة هم دعاة اللاد والفساد‬


‫ف الرض وأكثر أصحاب النظريات اللادية منهم ‪:‬‬
‫ماركس ‪ ،‬وفرويد ‪ ،‬ودوركاي ‪ ،‬وفيشتة وأرلر ‪،‬‬
‫وماركوز ‪ ،‬وهسّرل ‪ ،‬وشيلر ‪ ،‬وبرجسون ‪ ،‬ومارتن بوبر‪.‬‬
‫‪-4‬قيام رجسة الراب ف القدس هو احتلل اليهود لا واتاذها‬
‫عاصمة لكمهم وهذا ما سنفصل الديث عنه لحقا‪.‬‬
‫‪-5‬المباطورية الرومانية الديدة هي الوليات التحدة‬
‫المريكية ويكن أن يشتمل السم ‪ :‬الغرب كله وهنا‬
‫تتداخل مع بابل الديدة الذكورة ف النبوءات الخرى ‪،‬‬
‫وهي التنبي الذي أعطى الوحش القدرة والسلطان !!‬
‫وسنرى ناية هذا التني مع ناية رحسه الراب ف يوم‬
‫غضب الرب‪.‬‬
‫‪-6‬اليش الت من الشمال أومن الشرق هم الجاهدون‬
‫السلمون ولذا أيضا تفصيله ف فصل آتٍ من نبوءات‬
‫أخرى !!‪.‬‬
‫وبقية القصة من التحالف والرب وحلول غضب الرب ل إشكال‬
‫فيها حينئذٍ !!‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إل أنه ل بد من الشارة إل سبب آخر يوجب تعديل كلم بيتـز ‪،‬‬
‫وهو أن التثليث الذي أفسد عقيدة هؤلء قد أفسد عقولم أيضا ‪ ،‬فهو ف‬
‫ص ( ‪ ) 211‬ينسى كل ما قال ويؤكد أن الثلثة الشخاص اللقبي‬
‫بالقرن الصغي والوحش والرئيس المباطوري كلهم ف القيقة شخص‬
‫واحد !!!‪.‬‬
‫والهم أن تغييا ذا شأن ل يس جوهر (السيناريو) وكل ما صنعناه‬
‫هو تعديل أساء شخصيات السرحية !!‪.‬‬
‫والعنصر الساس ف السرحية هو ((عودة اليهود إل الرض القدسة‬
‫بل إيان)) بل بكفرهم القدي وإلادهم الديث ‪ ،‬ومن هنا أقاموا على‬
‫الرض الباركة الطاهرة دولتهم الت ساها دانيال ((رجسة الراب)) وهذا‬
‫هو موضوع الفصل التال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رجسة الخراب‬ ‫‪9‬‬

‫رج سة الراب م صطلح كتا ب م هم جدا و هو وا ضح ل كن القوم كالعادة أحاطوه‬


‫بالة من الغموض ف لفظه وف تأويله‪.‬‬
‫وهذا التركيب بصيغة الضاف والضاف إليه له مترادفات أخرى مثل‬
‫"وحشة الراب" و "شناعة ‪-‬أو شنيعة– الراب" وله ترجات بالعن مثل‬
‫‪" :‬معصية الراب ‪ ،‬والعصية الدمرة" أو "الطيئة الدمرة"‪ ...‬وجاء بعن‬
‫أوضح وهو "الملكة الاطئة" !!‬
‫خرّب الشنيع" ويكن ترجتها بـ‬ ‫أما بيـتـز فقد حقق أنا ‪" :‬الُ َ‬
‫"الخرّب النجس أو الرجس" ولعل الصح ف الترجة والوفق لكلمات‬
‫ال أن تسمى ((الفسد الرجس)) أو ((الرجس الفسد))‪.‬‬
‫فلنقرأ ما قال سفر "دانيال" عنها فهو الذي جعل لا هذه الهية‬
‫الكبى ف التاريخ‪:‬‬
‫ونبدأ ببيان أنه بعد أن أوّل الَلَك (من اللئكة) لدانيال رؤيا‬
‫اليوانات الربعة السابق ذكرها ختم باتة حاسة فقال ‪:‬‬
‫((والملكة والسلطان وعظمة الملكة تت كل السماء تعطى لشعب‬
‫قديسي العلي‪ ،‬ملكوته ملكوت أبدي ‪ ،‬وجيع السلطي إياه يعبدون‬
‫ويطيعون ‪ .‬إل هنا ناية المر ))‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ولكن دانيال فزع كثيا ول يزال ف حاجة إل معرفة أكثر وكأنا‬


‫رأى أن رؤيا التمثال عام ٌة وتتعلق برائيها "الَلِك" ورؤيا اليوانات الربعة‬
‫ُتهِمّه هو‪ .‬فأراد تفسيا أوضح لا يري ف قريب الزمان وف نايته وها‬
‫الطرفان الهمان عادة لكل إنسان ‪ .‬أما الستقبل القريب فكل إنسان‬
‫يتطلع إل معرفة مصي هؤلء البشر ‪ ،‬وهذه الحداث الت يعيش بينها ول‬
‫يكاد أحد ‪-‬جاهلً أو عالا‪ -‬يلو من هذا ‪ ،‬وأما الستقبل البعيد فالنهاية‬
‫دائما موضع تساؤل واهتمام ‪:‬‬
‫نا ية العال كله ‪ ،‬ونا ية ال مة ال ت ينت مي إلي ها نا ية أ هل اليان وأ هل الكفران‬
‫لسيما لن كان نبيا أو من أتباع النبياء‪.‬‬
‫وهكذا كانت الرؤيا الثالثة ‪-:‬‬
‫((رأيت وإذا بكبش واقف عند النهر ‪ ،‬وله قرنان والقرنان عاليان ‪،‬‬
‫والواحد أعلى من الخر‪ ،‬والعلى طالع أخيا ‪ ،‬ورأيت الكبش‬
‫ينطح غربا وشالً وجنوبا ‪ ،‬فلم يقف حيوان قدامه ول منقذ من‬
‫يده‪ ...‬وإذا بتيس من العز جاء من الغرب على وجه كل الرض‬
‫ول يس الرض ‪ ،‬وللتيس قرن معتبٌ بي عينيه وجاء إل الكبش‬
‫صاحب القرني‪ ..‬فاستشاط عليه وضرب الكبش وكسر قرنيه ‪،‬‬
‫فلم تكن للكبش قوة على الوقوف أمامه وطرحه على الرض‬
‫وداسه‪ ..‬فتعظم تيس العز جدا ‪ ،‬ولا اعتـز انكسر القرن العظيم‬
‫وطلع عوضا عنه أربعة قرون معتبة نو رياح السماء الربع ‪ ،‬ومن‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫واحدٍ منها خرج قرن صغي وعظم جدا نو النوب ونو الشرق‬
‫ونو فخر الراضي ‪ ،‬وتعظم حت إل جند السماوات وطرح بعضا‬
‫من الند والنجوم إل الرض ‪ ،‬وداسهم وحت إل رئيس الند‬
‫تعظم ‪ ،‬وبه أبطلت الحرقة الدائمة وهدم مسكن (بيت) مَقْدِسِه‬
‫وجعل جند على الحرقة الدائمة بالعصية فطرح الق على الرض‬
‫وفعل ونح))‪.‬‬
‫قال دانيال ‪:‬‬
‫((فسمعت قدوسا واحدا يتكلم ‪ ،‬فقال قدوس واحد لفلنٍ التكلم‬
‫إل مت الرؤيا من جهة الحرقة الدائمة ومعصية الراب لبذل القدس‬
‫والند مدوسي ؟ فقال ل ‪ :‬إل ألفي وثلث مئة صباح ومساء ‪.‬‬
‫فيتبأ القدس))‪.‬‬
‫[‪]3-14 : 8‬‬
‫وف الطبعة الكاثوليكية ‪:‬‬
‫((إل ألفي وثلث مئة مساء وصباح ث تُرد إل القدس حقوقه))‪.‬‬
‫وهكذا طلب دانيال من الَلَك أن يعب الرؤيا ‪ .‬فخاطبه قائلً ‪:‬‬
‫((يا ابن آدم إن الرؤيا لوقت النتهى‪ ...‬ها أنذا أعرفك ما يكون ف‬
‫آخر السخط لن الرؤيا ليعاد النتهاء ‪ ،‬أما الكبش الذي رأيته ذا‬
‫القرني فهو ملوك مادي وفارس‪ ،‬والتيس العاف مُلْك اليونان ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والقرن العظيم الذي بي عينيه هو اللك الول‪ ،‬وإذا انكسر وقام‬


‫أربعة عوضا عنه فستقوم أربع مالك من المة ليس ف قوته(‪، )17‬‬
‫وف آخر ملكتهم عند تام العاصي يقوم ملك جاف الوجه وفاهم‬
‫اليل ‪ ،‬وتعظم قوته ولكن ليس بقوته ‪ ،‬يهلك عجبا وينجح ويفعل‬
‫ويبيد العظماء وشعب القديسي وبذاقته ينجح أيضا الكر ف يده ‪،‬‬
‫ويتعظم بقلبه وف الطمئنان يهلك كثيين ويقوم على رئيس‬
‫الرؤساء وبل يد ينكسر ‪ .‬فرؤيا الساء والصباح الت قيلت هي‬
‫حق ‪ ،‬أما أنت فاكتم الرؤيا لنا إل أيامٍ كثية))‪.‬‬
‫[‪]2-26 : 8‬‬
‫ولكـن الشوق إل العرفـة يزداد لسـيما ودانيال يعيـش زمـن أحداث كـبى بيـ‬
‫إمباطوريت بابل وفارس ‪ ،‬ويهمه جدا مصي شعبه البائس السب ‪ ،‬ويهمه شأن القدس‬
‫ومن يسيطر عليها ‪ ،‬فأخذ يتضرع ويبكي ويصلي حت أراه ال رؤيا أكثر دقة من جهة‬
‫الزمـن والعدد ‪ ،‬ولكـن تعبيهـا مشكـل جدا ول نشـك أن القوم حرفوهـا وأحالوا‬
‫وضوحها ودقتها غموضا ‪ .‬إنا رؤيا "السابيع" الشهورة وفيها يقول اللَك له ‪:‬‬
‫((سبعون أسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك القدسة لتكميل‬
‫العصية وتتميم الطايا ولكفارة الث وليؤتى بالب البدي ولتم‬
‫الرؤيا والنبوة ولسح قدوس القديسي ‪ ،‬فاعلم وافهم أنه من خروج‬

‫‪ )(17‬هذا ما حدث فعلً فبعد وفاة السكندر انقسمت ملكتهم أربعة أقسام أيام البطالة (واحدهم ‪ :‬بطليموس)‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬ل شك عندي أن هنا إسقاطا من كلم دانيال تعمده أهل الكتاب ‪ ،‬لن قوله (ف آخر ملكتهم) ل علقة له با قبله ‪ ،‬فهذا إنا يكون ف‬
‫آخر ملكة الفريسي ‪ ،‬كما هو ظاهر من السياق ومن الدة الت حددها دانيال ونبه إل أنا ف آخر الزمان مرارا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫المر لتجديد أورشليم وبنائها إل السيح الرئيس سبعة أسابيع‬


‫واثنان وستون أسبوعا‪ ))...‬إل أن يقول ‪:‬‬
‫((وشعب رئيس آتٍ يرب الدينة والقدس ‪ ،‬وانتهاؤه بغمارة‬
‫(طوفان) وإل النهاية حرب و ِخرَبٌ قضى با ‪ ،‬ويثبت عهدا مع‬
‫كثيين ف أسبوع واحد وف وسط السبوع يبطّل الذبيحة‬
‫خرّب حت يتم ويصب القضاء‬ ‫والتقدمة ‪ ،‬وعلى جناح الرجاس مُ َ‬
‫على الخرّب))‪.‬‬
‫[‪]24-27 : 9‬‬
‫وف الطبعة الكاثوليكية ‪:‬‬
‫((ويأت رئيس فيدمروا الدينة والقدس وبالطوفان تكون نايتها ‪،‬‬
‫وإل النهاية يكون ما قضى من القتال والتخريب ‪ ،‬وف أسبوع‬
‫واحد يقطع عهدا مع كثيين عهدا ثابتا وف نصف السبوع يبطل‬
‫الذبيحة والتقدمة ‪ ،‬وف جناح اليكل تكون شناعة الراب إل أن‬
‫ينصب القناء القضي على الخرب))‪.‬‬
‫إن هذا الغموض يعلنا نزم بوقوع التحريف وإن كان بعض‬
‫الباحثي بذلوا جهودا حسنة لتفسي هذه النبوءة لتطابق مولد السيح أو‬
‫بعثة ممد ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وعلى أي حال عرف دانيال التسلسل الزمن للحداث ولكن كيف‬


‫تقع ؟ ل يزال النسان ف شوق شديد إل العرفة والرب كري يعطي كل‬
‫مرة‪.‬‬
‫يعود دانيال إل الصلة والضراعة فيأتيه اللك قائلً ‪:‬‬
‫((جئت لفهمك ما يصيب شعبك ف اليام الخية لن الرؤيا إل‬
‫أيامٍ بعد))‬

‫[‪]14: 10‬‬
‫ه نا نل حظ تكرار الت نبيه إل تأ خر زمان وقوع التأو يل بذه العبارة و ما ف معنا ها‬
‫حت ل يطئ دانيال‪.‬‬
‫فقد كان دانيال يريد الستقبل القريب والرؤيا تدد الهم وهو‬
‫النهايات البعيدة ‪ ،‬واللك يوصي دانيال أل ينسى هذا فيظن أن هذا ف‬
‫القريب ‪ ،‬وهو مع ذلك يبه با سيقع مـن حروب بي ملوك فارس‬
‫واليونان وملك الشمال وملك النوب يهمنا منه قوله ‪:‬‬
‫((وتقوم منه ‪-‬أي من ملك الشمال‪ -‬أذرع وتنجّس القدس الصي‬
‫وتنـزع الحرقة الدائمة وتعل الرجس الخرّب))‪.‬‬
‫[‪]21 : 11‬‬
‫وهو يشي إل حكومة وثنية تتسلط على بيت القدس وتقيم فيه عبادتا ‪ ،‬اختلف‬
‫أهل الكتاب ما هي ؟ وهذا ل يهمنا بل الهم هو أن هذا يوضح ماهية الرجس الخرب‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ال خر الذي سيأت ب عد ويقي مه الو حش أو القرن ال صغي ف الرض نف سها وأ نه دولة ‪،‬‬
‫فالسم واحد لكن الذكور هنا وثن أما الخر فقد سبق بيان أنه إسرائيلي !!‬

‫ويتم الديث عن تلك الحداث بقيام الساعة وبعث الموات ويوصي دانيال قائلً ‪:‬‬
‫((أما أنت يا دانيال فأخفِ الكلم واختم السفر إل وقت النهاية))‪.‬‬
‫ولكن اللكي ياطب أحدها الخر ليسمع دانيال ويفهم قائلً ‪:‬‬
‫(( إذا ت تفريق الشعب القدس تتم هذه ))‪.‬‬
‫وعندها يقول دانيال ‪:‬‬
‫((وأنا سعت وما فهمت فقلت يا سيدي ما هي آخر هذه ؟ فقال ‪:‬‬
‫اذهب يا دانيال لن الكلمات مفية ومتومة إل وقت النهاية …‬
‫من وقت إزالة الحرقة الدائمة وإقامة رجس الخرّب (وف ترجة‬
‫أخرى ‪ :‬شناعة الراب) ألف ومائتان وتسعون يوما ‪ ،‬طوب لن‬
‫ينتظر ويبلغ إل اللف والثلث مئة والمسة والثلثي يوما ‪ ،‬أما‬
‫أنت فاذهب إل النهاية فتستريح …))‪.‬‬
‫وانتهـى السـفر واسـتراح دانيال ولسـيما وقـد اطمأن إل أن القدس سـتعود لــه‬
‫حقوقه بعد ‪ 45‬سنة !!‬
‫ولكن أهل الكتاب ل يستريوا ولن يستريوا بشأن هذه الحداث‬
‫إل من ترك التعصب وفتح عينيه على القائق – لقد تعبوا وأتعبوا العال‬
‫وأتعبونا‪..‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن ما تقدم هو عرض موجز لهم النبوءات ف الكتاب القدس كله‬


‫"نبوءات دانيال" ومنه نلحظ أمورا كثية ‪ ،‬منها ‪-:‬‬
‫‪-1‬زيادة توكيد لا سبق من الديث عن " القرن الصغي " فهو‬
‫ماكر متال زنديق ل يقوم بقوته بل بالعتماد على غيه ‪،‬‬
‫وعدوه هم شعب القديسي أتباع خات النبياء فهو يتعال‬
‫عليهم ويسقط رئيس رؤسائهم ((الليفة)) بل جيش وأخبث‬
‫أعماله أنه يدوس القدس ويهينها بنده ويبطل الصلة‪ 18‬ويهدم‬
‫بيت ال فيها ويقيم فيها دولته الوصوفة بالرجس الخرّب‪.‬‬
‫‪-2‬هذا القرن الصغي يفعل ذلك ف أيام سلطان الملكة الخية‬
‫ملكة القديسي ل ف أيام فارس والروم ‪ ..‬وقيام دولة الرجس‬
‫ل يدل على انقضاء تلك الملكة البدية‪ ،‬وهذا ما أكده‬
‫السفر مرارا ‪ ،‬وإنا هو حدث عارض مدود الدة والكان ‪،‬‬
‫فهو ليس من جنس ما ف رؤيا التمثال حيث تسقط ملكة‬
‫وتقوم أخرى مكانا ول من جنس ما ف رؤيا اليوانات‬
‫الربعة حيث يتغلب واحد ضخم هائل على الخرى ‪ .‬ل ‪،‬‬
‫لشيء من ذلك ‪ ،‬فهذا قرن صغي ‪ ،‬ومال سيطرته مدود ‪،‬‬
‫لكن مكره كبي ودهاؤه عظيم ووراءه قوة عظمى تده ‪،‬‬

‫‪ )(18‬أصل كلم دانيال ( ويبطل اليومية ) أي العبادة اليومية ‪ ،‬وهي الصلة اليومية لكن العبادة اليهودية مرتبطة بالحرقة فذكروا الوصوف‬
‫الحذوف وجعلوه " الحرقة " فأصبحت العبارة = "الحرقة اليومية" أو " الحرقة الدائمة " والنسخ النليزية واضحة ف هذا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ويصادف ذلك حالة ضيق شديدة [أشار إليها دانيال (‪:12‬‬


‫‪ ])1‬وضعف شديد لدى شعب القديسي ‪ ،‬لكن الضيقة‬
‫تـزول والقديسون ينتصرون من جديد ويفرحون بيوم زوال‬
‫رجسة الراب وتطهي القدس منها ‪ .‬أن هذا القرن الصغي‬
‫البيث الفسد يهدم ويقيم ‪ ،‬يهدم بيت قدس ال ويقيم‬
‫الرجسة مكانه ومن هـنا قال بعض شراح أهل الكتاب ‪ :‬إن‬
‫الرجسة هي "صنم يقوم ف اليكل" وبالصح "هيكل يقام ف‬
‫السجد" وليس هذا اللف ف معن الرجسة مؤثرا ‪ ،‬لنه ل‬
‫يقام بناءٌ أجنبّ عدوٌ ف معبد أمة ما إل بند وسلطة‪ ،‬فالرجس‬
‫مدلوله عام وخاص ‪ ،‬العام قيام الدولة الرجسة نفسها والاص‬
‫بناؤها للصنم أو الرجس الذي تتعبد لـه أو فيه !! كما أن‬
‫إزالة الصنم من بيت ال ل تكون إل بند وسلطة ‪ .‬هكذا‬
‫فعل النب حي فتح مكة وهكذا سيفعل أتباعه إذا دخلوا‬
‫السجد ووجدوا فيه بناءً رجسا لدولة الرجس !! (وربا ل‬
‫يكون الرجس الذي فيه إل علم الدولة الصهيونية) ولذا كان‬
‫أكثر الشراح ل يرتابون ف أن قيام الرجسة هو قيام دولة‬
‫رجسة مربة على أرض القدس ولكن ما هي هذه الدولة ؟!‬
‫المم الثلث الت تعظم القدس كل منها قد أقام دولته عليها‬
‫أو فتحها وغلب عليها ول شك أن واحدة منها هي الرجسة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫دون الخريي‪.‬‬
‫ومن هنا نستطيع معرفة تلك الدولة ليس من كلم دانيال فحسب بل‬
‫من شهادة التاريخ والواقع‪ .‬والمر الهم هنا هو أن هذه الدولة ستكون‬
‫بعد السيح لنه كما ف إنيل متّى وغيه أخب عما قاله دانيال‬
‫وأوضح أن ذلك سيكون ف آخر الزمان على ما سيأت تفصيله ‪ ،‬وبذا‬
‫يظهر خطأ من قال إن قيام الرجسة كان قبل السيح وأن القصود هو‬
‫هيكل الصنم " زيوس " وكذلك من قال إنا ف الحداث الت تلت وفاته‬
‫بعدة عقود (سنة ‪ 70‬أو ‪ )135‬لسباب كثية ‪:‬‬
‫‪-1‬أن تلك الحداث عادية ف قائمة أحداث التاريخ وقد‬
‫عرف التاريخ اليهودي مثلها كرات ومرات كما ف‬
‫عهود القضاة !!‬
‫‪-2‬أن اليهود حينئذ كانوا كفارا لكفرهم برسالة السيح‬
‫ن بتلك الحداث هم الؤمنون برسالته‪.‬‬ ‫والع ّ‬
‫‪-3‬أن تلك الحداث تالف الزمان والشروط الخرى‬
‫الت حددها دانيال والسيح ‪ ،‬بل تالف ما جاء ف‬
‫معظم أسفار النبياء عن عودة اليهود وماكمتهم‬
‫وتمعهم النجس وحلول غضب ال عليهم بواسطة‬
‫المة الختارة ‪ ،‬وغي ذلك ما سوف يأت الديث عنه‬
‫مفصلً بيث ل يبقى لدى القارئ شك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن الشراح اليهود بسـبب كفرهـم بالسـيح ورسـالته ل يعتدون بكلمـه أصـلً‪،‬‬
‫ومن هنا فسروا قيام الرجسة بأنا وثن يقام مكان اليكل ‪ ،‬ث احتاروا واختلفوا مت قام‬
‫أو يقوم ‪ ،‬فبعضهم جعل ذلك قبل السيح ‪ ،‬وبعضهم بعده ‪ ،‬واضطربوا اضطرابا شديدا‬
‫ف الزمن الذي حدده دانيال بدقة ولسيما من فهم منهم اليام على ظاهرها العروف ‪.‬‬
‫أما من فسرها بالسني فقد لزمه يقينا أن يعترف بأن ذلك ل يقع ولن يقع إل بعد مرور‬
‫ألفي وثلث مئة سنة ‪ ،‬وخاصة أنه ل يقع ف التاريخ أن دولة جاءت بعد ‪ 2300‬يو مٍ‬
‫وأقامت دولة لدة ‪ 45‬يوما ورحلت !!‬
‫إن هذا من التفاهة بيث ل يستحق أن يدونه التاريخ إل عبورا !!‬
‫وذلك أن السفار نفسها تدد اليوم بالسنة كما ف حزقيال ((قد‬
‫جعلت لك كل يوم بسنة‪ ))6 : 4 .‬كما أن لفظ الرؤيا ((طوب لن‬
‫ينتظر‪ ))...‬ل يدل على ‪ 45‬يوما فالنتظار إنا يكون لمسة وأربعي سنة‪.‬‬
‫على أن لدينا شهادة مهمة من اليهود أنفسهم ‪ ،‬فإن طائفة عظيمة‬
‫منهم كانت ول تـزال –تقول إن الكيان الصهيون القائم حاليا هو‬
‫الرجسة‪ -‬وهم الذين حذروا أتباعهم من الفكر الصهيون قديا وحديثا ‪،‬‬
‫ولديهم إيان عميق بأن تمع اليهود هو للول غضب ال عليهم وانتقامه‬
‫منهم ‪ ،‬وهم طائفة كبية ف أمريكا وغيها ‪ ،‬ومنهم من يؤمن بذه‬
‫القيقة ولكنه يفسرها تفسيا علمانيا وأشهرهم الفكر اللغوي العالي‬
‫"نعوم شومسكي" ‪ ،‬ومنهم مموعات ف الرض الحلة نفسها ومنهم‬
‫الاخام "هيش" وزير الشؤون اليهودية ف السلطة العرفاتية ومموعته‬
‫تسمى "ناتوري كارتا" نواطي القرية (حراس القرية)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فلندع اليهود إذن ولننظر ماذا قال النصارى ؟‬


‫إن الطأ الشترك بي الطائفتي هو أن القصود بالرجسة شعب غي اليهود ‪ ،‬وغي‬
‫اليهود هم ع ند الطائفت ي وثنيون ‪ ،‬و من ه نا كان من ال سهل و صف أي دولة وثن ية‬
‫بالرجس حت أن "بيتـز" نفسه مع إقراره بأن اليهود سيكونون وثنيي ف عبادتم فسر‬
‫الرجسة بأنا "ملكة آشور" الت تغزو الرض القدسة ف آخر الزمان (ص ‪.)209‬‬
‫وربا كان لـه العذر لكونه كتب ذلك قبل قيام دولة إسرائيل وما‬
‫كان أحد يتخيل قيام دولة لليهود ‪ ،‬ولذا هو ل يسمهم ‪-‬عند عودتم إل‬
‫أورشليم‪ -‬دولة بل كتلة أو مموعة كما رأينا‪.‬‬
‫ث إنه وأمثاله كانوا يتصورون أن اليهود سيكونون مضطهدين تت‬
‫تأثي الكم المي (العرب) ولذا فسوف يـبادرون إل اليان بالسيح‬
‫حال حلول اللفية أو حال نزوله وسيكون ذلك معجزة كما عب‬
‫"ماكينتوش" بقوله ‪:‬‬
‫((إن دهشة كل العال ف ذلك اليوم ستكون كيف أن هذه المة‬
‫النجسة قد أصبحت مقدسة للرب))(‪.)19‬‬
‫ويعلل ذلك بأن ((الثلث فقط هم الذين سينقذون من النار الكلة والضيقة)) وهذا‬
‫إشارة منه إل ما ورد ف السفار عن ناية دولة الرجس كما ف فصلٍ آتٍ‪.‬‬
‫إذن فهؤلء لديهم نصف القيقة وهو كفر اليهود وناستهم ‪ ،‬أما أن‬
‫تكون لم دولة فهو النصف الفقود ‪ ،‬وهم بل ريب أفضل حالً من سائر‬
‫شرّاح والؤرخي الذين اعتمد الصوليون العاصرون على تفسيهم‬‫ال ّ‬
‫‪ )(19‬ملة ((الراعي الضراء)) ‪ ،‬يوليو ‪ 1934‬ص ‪ 16‬ملحق بشرح الرؤيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الجرامي لرجسة الراب ‪ ،‬ومنهم "ستيفن رنسمان" مؤلف كتاب تاريخ‬


‫الروب الصليبية الشهور الذي قال ‪:‬‬
‫((ف أحد أيام شهر فباير سنة ‪ 638‬دخل إل بيت القدس الليفة عمر بن الطاب‪...‬‬
‫وسار إل جانب الليفة البطريرك صفر ونيوس باعتباره رأس رجال‬
‫الدارة ف الدينة الت أذعنت‪ ،‬على أن عمر بادر بالتوجه رأسا إل‬
‫موقع هيكل سليمان (؟!!) الذي صعد منه صاحبه سيدنا ممد إل‬
‫السماء ‪ ،‬وبينما كان البطريرك ينظر إليه أثناء وقوفه استذكر أقوال‬
‫السيح ‪ ،‬وأخذ ينبس با من خلل دموعه ‪:‬‬
‫((فمت نظرت رجسة الراب الت قال عنها دانيال النب ‪......‬‬
‫كان هذا آخر ما قام به البطريرك من العمال العامة وكان الذروة‬
‫الفاجعة لياة طويلة أنفقها ف سبيل الرثوذكسية ووحدة العال‬
‫السيحي))(‪.)20‬‬
‫وعلى هذا الرأي أيضا الؤرخ النصران العرب "فيليب حت"(‪.)21‬‬
‫وقد تصدى الهتدون من أهل الكتاب للرد على هذا ‪ ،‬بل إن بعضهم‬
‫ذكر نبوءة دخول عمر رضي ال عنه إل القدس من التوراة دون أن يعلم‬
‫من قال هذا القول الفاحش ‪ ،‬وذلك با جاء ف سفر زكريا ‪:‬‬
‫((ابتهجي جدا يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم‬

‫‪(( )(20‬تاريخ الروب الصليبية)) ‪ :‬ص (‪.)19 ، 17‬‬


‫‪(( )(21‬البشارة بنب السلم)) ‪ ،‬أحد السقا حجازي (‪ ، )2/208‬وقد وقع الؤلف ف هذا الطأ الشنيع إذ أقر كلم هؤلء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫هو ذا ملكك آتيا إليك‬


‫بارّا ملصا متواضعـا ‪...‬‬
‫ويكلم المم بالسـلم‬
‫ويكون سلطانه من البحر إل البحر‬
‫ومن النهر إل أقاصي الرض ))‬

‫[‪]9-10 : 9‬‬
‫وهي النبوءة الت يفسرها النصارى –رغما عنها– بأنا تعن دخول‬
‫السيح إل القدس زائرا وحيدا !‪ ))3‬ولو ل يكن للفتح السلمي أي نبوءة‬
‫ولو ل يكن الفاتح هو عمر بنفسه فإن وصف الرجس أبعد ما يكون عن‬
‫أمة التوحيد وفتوحاتا العظمى الت أخرجت الناس من الظلمات والرجس‬
‫إل النور والطهارة ‪ ،‬وهذا ول المد ما شهد به التاريخ كله ‪ ،‬ول ينكره‬
‫إل مكابر أسقمه التعصب وأعمى عينه القد‪.‬‬
‫ث إنه ل ينطبق عليها بال أنا بعد ‪ 2300‬سنة سواء كان البتداء من‬
‫وفاة دانيال أو من التاريخ السكندري لن دانيال توف سنة (‪)453‬‬
‫ق‪.‬م ‪ ،‬وما بي هذه السنة والفتـح السلمي هو ( ‪) = 638 + 453‬‬
‫‪ 1091‬سنة !!‬

‫(‪ )3‬ل يسبق لحدٍ من ملوك الفرس أو الروم أن تسلط على كامل الرض من بر الفرس إل بر الروم ومن نر الفرات إل عدن‪ ،‬وإنا حصل هذا‬
‫لعمر ث سائر خلفات الملكة البدية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وإن كان بالتقوي السكندري فهو ( ‪971 ) = 638 + 333‬‬


‫فقط !!‬
‫وهنا ل بد أن نعرج على أرقام دانيال ‪ ،‬وإن كنا نب تأخي الديث‬
‫عنها لن الوقائع والقائق الثابتة تعلنا ف غن عنها ‪ ،‬ولكن ما من المر‬
‫بد لستكمال الصورة ‪:‬‬
‫يقول دانيال إن قيام رجسة الراب إل ‪ 2300‬سنة أي سيكون بعد‬
‫‪ 2300‬سنة ‪-‬كما أوضحنا ‪ -‬فهذا السلوب (( إل مت ‪ ..‬إل كذا ))‬

‫متكرر ف الرؤيا نفسها وغيها من السفار ‪ ،‬وهو من الطأ ف الترجة أو‬


‫من الترجة الرفية غالبا ‪ ،‬لسيما وقد رأينا التوكيد على أنا ف آخر‬
‫الزمان وعند حلول السخط وبعيدة الوقوع‪.‬‬
‫ول يالفنا ف هذا أحد من الباحثي الذين يفسرون اليوم بالسنة وقد‬
‫تبي لنا سقوط التفسي الرف بأنه اليوم العروف‪.‬‬
‫ولكن الختلف والشكال هو من أين يبدأ ؟‬
‫يكن معرفة القوال من شرح " جانسي " الذي جعه حسب قوله‬
‫من خسة وثاني تفسيا كتابيا وقال فيه كما لصه الشيخ رحة ال‬
‫الندي ‪:‬‬
‫((تعيي زمان مبدأ هذا الب ف غاية الشكال عند العلماء من قدي اليام ومتار‬
‫الكثر أن زمان مبدئه واحد من الزمنة الربعة الت صدر فيها أربعة فرامي (مراسيم)‬
‫سلطي إيران ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الول ‪ :‬سنة ‪ 636‬قبل ميلد السيح الت صدر فيها فرمان قورش‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬سنة ‪ 518‬قبل اليلد الت صدر فيها فرمان دارا‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬سنة ‪ 458‬قبل اليلد الت حصل فيها فرمان اردشي‬
‫لعزرا‪...‬‬
‫الرابع ‪ :‬سنة ‪ 444‬قبل اليلد الت حصل فيها لنحميا فرمان أردشي‬
‫(الخي)‪..‬‬
‫والراد باليام السنون ويكون منتهى هذا الب [أي زمن وقوعه كما سبق أن أوضحنا]‬
‫باعتبار البادئ الذكورة على هذا التفصيل ‪:‬‬
‫بالعتبار الثالث بالعتبار الرابع‬ ‫بالعتبار الثان‬ ‫بالعتبار الول‬
‫سنة ‪1856‬‬ ‫سنة ‪1843‬‬ ‫سنة ‪1782‬‬ ‫سنة ‪1764‬‬

‫يقول جانسي الذي ألف كتابه سنة ‪ 1838‬م ‪:‬‬


‫((ومضت الدة الول والثانية وبقيت الثالثة والرابعة والثالثة أقوى‬
‫وعندي هي بالزم))‪.‬‬
‫ونن نقول عندنا كما عند العال كله اليوم إن هذا خطأ فماذا‬
‫بعد ؟‪.‬‬
‫ويقول جانسي ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((وعند البعض مبدؤه خروج السكندر الرومي (الصحيح اليونان)‬


‫على ملك إيشيا (آسيا) (يعن دارا الفارسي) وعلى هذا منتهى هذا‬
‫الب سنة ‪))1966‬أ‪.‬هـ(‪.)22‬‬
‫وعلق الشيخ "رحة ال" التوف سنة ‪1891‬م على هذا قائلً ‪:‬‬
‫((إن كذب البدأ الول والثان كان قد ظهر ف عهده ‪ ،‬كما اعترف‬
‫هو نفسه وقد ظهر كذب الثالث الذي كان أقوى ف زعمه جازما‬
‫به وكذا كذب الرابع ‪.. ،‬بقي البدأ الامس))(‪.)23‬‬
‫ول ا كان هم الش يخ متوجها إل إبطال كل نبوءات ال سفار لثبات أن ا مر فة أو‬
‫مشكوكا فيها فقد توقع للخامس الكذب أيضا وقال ‪:‬‬
‫((ومن يكون ف ذلك الوقت يرى أنه (يعن الامس) كاذب أيضا‬
‫إن شاء ال)) بل إن الشيخ لا نقل قول من قال منهم إن الواقع هو‬
‫الذي سيظهر حقيقة هذه النبوءة رده بتهكم وعلل ذلك بأن هؤلء‬
‫معذورون لكون الكلم فاسدا من أصله))(‪.)24‬‬
‫ونن نقول ‪:‬‬
‫رحة ال على الشيخ "رحة ال" لقد كان ف وسعه أن يعلق المر ‪ ،‬لن‬
‫الزم بنفي أمر متمل الوقوع عقلً فيه مازفة وإن كانت الغاية إثبات‬

‫‪(( )(22‬إظهار الق)) الندي رحة ال ‪ ،‬ص (‪.)94-93‬‬


‫‪ )(23‬الصدر السابق ‪ ،‬ص (‪.)94‬‬
‫‪ )(24‬الصدر السابق ‪ ،‬ص (‪.)94‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫التحريف ‪ ،‬إذ ليس كل شيء مرفا باتفاق فل أقل من أن ندع للحتمال‬


‫مالً‪.‬‬
‫ث إن الشيخ لا كانت تلك غايته ل يلتفت إل ترجيح القول الخي أو تضعيفه ف‬
‫ذاته فاقتضى ذلك أن نقول ‪-:‬‬
‫إن أصل الطأ ف القوال الربعة هو تديد البدأ بصدور الرسوم‬
‫بتجديد أورشليم‪ ،‬وهذا ما ل ذكر لـه ف الرؤيا نفسها –رؤيا الكبش‬
‫والتيس‪ -‬وإنا ورد ف رؤيا السابيع السالف ذكرها ‪ ،‬وهي رؤيا أخرى‬
‫‪-‬والرجح عندنا أن العبارة نفسها مقحمة ف الرؤيا (أي عبارة ‪ :‬منذ‬
‫صدور المر‪ )...‬وال أعلم‪ ، -‬فالذين فسروا البدأ بظهور السكندر‬
‫أرجح لنم استنبطوه من الرؤيا نفسها ‪ .‬وبعد موت دانيال اتذ الناس‬
‫التاريخ السكندري‪ .‬ومبدؤه من حادثة استيلئه على آسيا وهي سنة‬
‫‪ 334‬عند البعض ولكنها سنة ‪ 333‬على الصحيح الشهور ‪ ،‬وظل هو‬
‫التاريخ العالي حت وضعت الكنيسة التاريخ اليلدي ‪ ،‬وعليه فيكون ‪:‬‬
‫قيام رجسة الراب هو (‪ = )333-2300‬سنة ‪!! 1967‬‬
‫وهو ما حدث فعلً وكان وقعه أليما شديدا على أمة القديسي !!‬
‫وكان فرحا عظيما للصهاينة والصوليي !!‬

‫وهو فعلً –بغض النظر عن الرقام والنبوءات– أعظم حدث تاريي‬


‫لليهود منذ قرابة ألفي سنة !!‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والن وقد رأينا رجسة الراب قائمة ‪ ،‬برجسها وخرابا بوحشيتها‬


‫وشناعتها بوثنيتها وإلادها ‪ ،‬بتعطيل الصلوات ف السجد القصى وهدمه‬
‫وحرقه ‪-‬ونسأل ال أن يكف شرها فل تقضي على البقية الباقية منه‪-‬‬
‫الن نعود إل قول السيح عنها لنرى حقيقة هؤلء الصهاينة النيليي‬
‫أهم مسيحيون كما يدعون أم أتباع الوحش الصهيون وهم يشعرون أو‬
‫ل يشعرون ؟‬
‫ف إنيل متّى عن السيح ‪:‬‬
‫((وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلميذ على انفراد‬
‫قائلي ‪:‬‬
‫قل لنا مت يكون هذا (( هدم اليكل )) وما هي علمة ميئك‬
‫وانقضاء الدهر ؟‬
‫فأجاب يسوع ‪ :‬وقال لم ‪ :‬انظروا ل يضلكم أحد فإن كثيين‬
‫سيأتون باسي قائلي أنا السيح ‪ ،‬ويضلون كثيين ‪ ،‬وسوف‬
‫تسمعون بروب وأخبار حروب ‪ .‬انظروا ل ترتاعوا ‪ ،‬لنه لبد أن‬
‫تكون هذه كلها ‪ ،‬ولكن ليس النتهى بعد ‪ .‬لنه تقوم أمة على أمة‬
‫وملكة على ملكة وتكون ماعات وأوبئة وزلزل ف أماكن ولكن‬
‫هذه كلها مبتدأ الوجاع‪ ...‬ويقوم أنبياء كذبة كثيون ‪ ..‬ولكن‬
‫الذي يصب إل النتهى فهذا يلّص ويكرّز (أي يذكر‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ويعظ) ببشارة اللكوت هذه ف كل السكونة شهادة لميع‬


‫المم‪ .‬ث يأت النتهى‪.‬‬
‫فمت نظرت رجسة الراب الت قال عنها دانيال النب قائمة ف الكان‬
‫القدس ‪-‬ليفهم القارئ‪ -‬فحينئذ ليهرب الذين ف اليهودية إل‬
‫البال ‪ ،‬والذي على السطح فل ينـزل ليأخذ من بيته شيئا ‪،‬‬
‫والذي ف القل فل يرجع إل ورائه ليأخذ ثيابه‪...‬‬
‫وحينئذ إن قال لكم أحد هو ذا السيح هنا أو هناك فل تصدقوا ‪.‬‬
‫لنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة‬
‫وعجائب حت يضلوا لو أمكن الختارين أيضا ‪ .‬ها أنا قد سبقت‬
‫وأخبتكم فإن قالوا لكم ها هو ف البية فل ترجوا ‪ ،‬ها هو ف‬
‫الخدع فل تصدقوا ‪ .‬لنه كما أن البق يرج من الشارق ويظهر‬
‫إل الغارب هكذا يكون أيضا ميء ابن النسان لنه حيثما تكون‬
‫الثة فهناك تتمع النسور))‪.‬‬
‫[‪]1-8،11-20،23-28: 24‬‬
‫كالعادة‪ ..‬نصوص عن أحداث هائلة لكن غموضها مي واختلفهم‬
‫فيها شديد ‪ ،‬وذلك بسبب التحريف بالزيادة والنقصان ‪ ،‬ومع ذلك فلها‬
‫تفسي وحيد ل يصح غيه ‪ ،‬وكلما نرجوه أن يستعي أهل الكتاب‬
‫بفاتيح الرموز الت أهديناها لم مانا ‪ ،‬وسيجدون التفسيات القبولة‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-‬بشرط افتراض التحريف دائما‪ -‬والفتاح هنا هو"ابن النسان" أو "ابن‬


‫الرجل" فهو ممد وهو مذكور بذه الصفة ف الناجيل لدف واضح‬
‫وهو التفريق بينه وبي ابن العذراء عيسى ‪.‬‬
‫ورجسة الراب قد عرفناها ‪ ،‬وإذا قامت فالذي سيأت هو ابن‬
‫النسان بيوشه ل بذاته‪.‬‬
‫فالوضوع متحد بي ما ف سفر دانيال وما هنا فممالك تقوم على‬
‫مالك وخاتتها ف كليهما هو قيام ملكة ابن النسان وتداعي جيوشه‬
‫للقضاء على الرجسة أو ((الثة))‪.‬‬
‫(دانيال ‪ )14-13 : 7 :‬و (مـتّى ‪)31-24 :‬‬
‫ورجسة الراب هي هي ‪ .‬بل تصريح باسم دانيال ف مت ومرقص (‪ )15-13‬إل‬
‫أن لوقا يشرح الرجسة با يؤيد ما قلنا فهو يقول ‪:‬‬
‫((مت رأيتم أورشليم ماطة بيوش ‪ ...‬إل ‪ ))2 : 12‬فهو موضوع‬
‫واحد ل أظن أن أحدا من الصوليي وغيهم يادل فيه ‪ ،‬وعليه فما‬
‫وصية السيح وما أمره لن أدرك ذلك الزمان – زمان قيام رجسة‬
‫الراب ؟‬
‫لقد حذر أبلغ تذير من السحاء الكذابي ف أول كلمه وف آخره ‪،‬‬
‫وحذر من الغترار بقولم إن السيح نـزل أو موجود هنا أو هناك ‪،‬‬
‫وزجر عن البقاء مع الرجاس‪ ،‬مشددا على الرب العاجل من بينهم لن‬
‫عقوبة ال الليمة ستنـزل بم على يد جيوش السيح الخر ابن الرجل ل‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ابن العذراء ‪ ،‬الذي ستهاجم جيوشه دولة صهيون كما تاجم النسور‬
‫الثة ‪ ،‬وكلتاها رجس منت !!‬
‫وصية عظيمة وقضية واضحة كالشمس ‪ ،‬فهل يعي ذلك جيي‬
‫فولويل ‪ ،‬وبات روبنسون‪ ،‬وجيمي سواجارت وأمثالم وأشياعهم ؟!‬
‫وهل يسمع الختارون ( أمة السلم ) فل يضلون كما ضل أهل‬
‫الكتاب ؟‬
‫ربا يادل الصوليون ف تفسي النص كالعادة قائلي ‪(( :‬أن ابن‬
‫النسان شخصية ساوية))(‪.)25‬‬
‫فليكن ولكن ماذا يقولون ف وصية السيح حي تقوم الرجسة ؟!‬
‫أتتفق مع الضجة الكبى الت يفتعلونا والصخب الائل الذي يثيونه‬
‫فرحا وابتهاجا بقيام رجسة الراب وتبشيا للعال بأن قيامها هو تهيد‬
‫لنـزول السيح وحضا للتباع على زيارتا والج إليها للقاته حي ينل‬
‫فجأة وضغطا شديدا لكي تقف أمريكا والعال دائما مع دولة الرجس‬
‫والعدوان ؟‬
‫أليس هذا أعظم الناقضة والعاندة لا قال السيح ؟!‬
‫ث ألي ست أناجيلهم كلها تنسب قتل رب م الزعوم والتآ مر عل يه إل اليهود ‪ ،‬ف هل‬
‫رأى عقلء العال أ مة تقدس قا تل معبود ها ‪ ،‬وتعادي من ي ب ر سولا ويؤ من به أ شد‬
‫الب وأعظم اليان !!‬

‫‪ )(25‬حاشية مرقص ‪ ،‬ص (‪ )167‬العهد الديد من الطبعة الكاثوليكية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أل يصف السيح اليهود بثل ما ورد ف السفار (( ألد الفاعي‪،‬‬


‫قتلة النبياء‪ ،‬الراؤون ‪ ،‬القادة العميان ‪ ،‬الغشاشون ‪ ...‬وحسبك بالفصل‬
‫الثالث والعشرين من متّى‪..‬؟!‬
‫فمت يفيق الليي من الصوليي أتباع هؤلء السحاء الكذابي‪..‬؟‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫السفار كلها تحدد "الرجسة"‬ ‫‪10‬‬

‫إذا كان الديث عن صفات اليهود الجرامية وسلوكهم الشي عداءً للسامية كما‬
‫يدعي الصهيونيون فإن أعظم كتاب على وجه الرض معاداة للسامية هو التوراة نفسها‪،‬‬
‫فلو جع نا كل ما أ صدرته الكنائس الن صرانية من لعنات على اليهود ‪ ،‬وأضف نا إل يه ما‬
‫صورته الروايات العالية عنهم كما عند "شكسبي" و"ديكنـز" وغيها ث جعنا الشعراء‬
‫العرب وطلب نا من هم ديوانا ف هجاء إ سرائيل ‪ ،‬لو جع نا هذا كله ف كتاب وا حد فلن‬
‫يكون م ثل ما ورد ف أ سفار التوراة ول قريبا م نه ‪ ،‬ول كن ال صيبة أن أك ثر اليهود ل‬
‫يقرأون ذلك فضلً عن الهووسي بب إسرائيل من الصوليي النصارى بل إن كثيا من‬
‫العرب والعال ل يعلمون عنه شيئا‪.‬‬
‫إن التوراة كلها ‪-‬وليس سفر دانيال وحده‪ -‬تدد الراد برجسة الراب على مدى‬
‫فصـول طويلة وتبدئ وتعيـد فـ ذلك بأسـاليب متعددة فـ التعـبي والبيان مـن المثال‬
‫والستعارات والجازات ما بي تكرار وإسهاب واختصار‪.‬‬
‫أما الصفات الذمومة فل حصر لا ‪ ،‬إنا تشمل كل خلق ذميم بل استثناء ‪ ،‬إل أن‬
‫و صفا واحدا يتكرر كقاف ية الش عر العر ب ف كل سفر ‪،‬م ا يد هش قارئ التوراة أيا‬
‫كان ‪ ،‬ويزيد الدهشة أن هذا الوصف خاصة يب أن يكون أبعد الوصاف عن شعب‬
‫يدعي أنه شعب ال الختار استنادا إل هذا الكتاب نفسه ‪ ،‬هذا الوصف هو النجاسة ‪،‬‬
‫وهـي ناسـة مركبـة معجونـة بدم الطمـث ومعصـرة الوحشيـة والعنـف مزوجـة بالغدر‬
‫والصلف ‪ ،‬ناسة ذاتية ل يطهرها شيء‪..‬‬
‫((إنك لو اغتسلت بالنطرون وأكثرت من الشنان ل تـزالي ملطخة بإثك‬
‫يقول السيد الرب ‪ :‬كيف تقولي ل أتنجس ؟))‬

‫[أرميا ‪]22 : 2‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((خطئت أورشليم خطيئة لذلك صارت نسة))‪.‬‬


‫وف الترجة الخرى ‪(( :‬رجسة))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]8 : 1‬‬
‫بزناها))‬ ‫وهي ناسة زانية ‪(( :‬دنست الرض‬
‫[أرمياء ‪]2 : 3‬‬

‫((بل تت كل شجرة خضراء زنت)) وليس مع فاجر واحد بل ‪(( :‬زنت مع أخلء‬
‫كثيين)) (ن‪.‬م) ل بل ‪(( :‬زنت مع الجر ومع الشب))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]9 : 3‬‬

‫وقضى ال أن ل تطهر من ناستها أبدا‪.‬‬


‫((إن ف ناستك فجورا لن أردت أن أطهرك فلم تطهري ولن تطهري بعد اليوم‬
‫من ناستك إل أن أريح فيك غضب))‪.‬‬
‫[حزقيال ‪]13 : 24‬‬
‫ولذا يذكر سفر أرمياء أن الرب قال له ‪:‬‬
‫((إن بسبب زن الرتدة إسرائيل قد طلقتها فأعطيتها كتاب طلق))‬

‫(‪)8:3‬‬
‫وسبب هذه العقوبة واضح متكرر‪.‬‬
‫((تدنست الرض تت سكانا لنم تعدوا الشرائع ونقضوا الكم ونكثوا العهد‬
‫البدي فلذلك أكلت اللعنة الرض)) ؟؟‪.‬‬

‫هذه اللعنات مسطورة ف سفر التثنية يقول ‪:‬‬


‫((وإن ل تسمع لصوت الرب إلك حافظا وصاياه وفرائضه الت أنا آمرك با اليوم‬
‫‪ ،‬ول تعمل با تأت عليك هذه اللعنات كلها وتدركك ؛ فتكون ملعونا ف‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الدينة‪ ،‬وملعونا ف البية‪ ،‬وتكون ملعونة سلتك ومعجنك ‪ ،‬وملعونا ثر بطنك‬


‫وثر أرضك ونتاج بقرك وغنمك‪ ،‬وتكون ملعونا أنت ف دخولك ‪ ،‬وملعونا‬
‫أنت ف خروجك ‪ ،‬يرسل الرب عليك اللعنة والضطراب والوعيد ف كل ما تتد‬
‫عليه يدك وما تصنعه ‪ ،‬حت تبيد وتلك سريعا بسبب سوء أعمالك بعدما‬
‫تركتن))‪.‬‬

‫وعلى مدى أربعة وعشرين فقرة تستمر هذه اللعنات ف أسلوب ل نظـي لـه ث‬
‫تتتم قائلً ‪:‬‬
‫((هذه اللعنات كلها تأت عليك وتطاردك وتدركك حت تبيد ‪ ،‬لنك ل تسمع‬
‫لصوت الرب إلك لتحفظ وصاياه وفرائضه الت أمرك با فتكون فيك آية وخارقة‬
‫وف نسلك للبد))‪.‬‬
‫[‪]46 – 15 : 28‬‬

‫وكما أن تلك النجاسة مزيها اللعنة فإن الزي قرينها ((كما يزى السارق حي‬
‫يضبط كذلك خزي بيت إسرائيل هم وملوكهم ورؤساؤهم وكهنتهم))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]26 : 2‬‬

‫وناسة إسرائيل هذه ترج من فوق كما ترج من أسفل ولذلك قال أشعياء ف‬
‫سفره ‪(( :‬أنا مقيم بي شعب نس الشفاه))‪.‬‬
‫[‪]5 : 6‬‬
‫وحت بعد موتم وطردهم من الرض القدسة تلحقهم النجاسة ‪ ،‬ففي عاموس ‪:‬‬
‫((على بيت إسحاق هكذا قال الرب ‪ :‬إن امرأتك تـزن ف الدينة وبنيك وبناتك‬
‫يسقطون بالسيف ‪ ،‬وأرضك تقسم بالبل ‪ ،‬وتوت أنت ف أرض نسة‪،‬‬
‫وإسرائيل يطرد من أرضه طردا))‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫[‪]17 : 7‬‬
‫لقد فاقت ف رجاستها وفواحشها ومظالها أكثـر المم ناسة ف التاريخ‪:‬‬
‫((صار إث بنت شعب "أورشليم" أعظم خطيئة من سدوم الت قُلِبت ف لظة ول‬
‫تد إليها يد))‪.‬‬
‫[مراثي أرمياء ‪]6 : 4‬‬
‫((إن سدوم أختك ل تصنع هي وتوابعها مثلما صنعت أنت وتوابعك))‪.‬‬
‫[الراثي ‪]48 : 16‬‬
‫ومن أعظمها الوحشية والفراط ف سفك الدم ولذا فحي يسأل حزقيال ربه ((أتلك‬
‫جيع بقية إسرئيل ف صب غضبك على أورشليم ؟))‪.‬‬
‫(ل حظوا قوله بقية إسرائيل)‪.‬‬
‫يقول الرب ‪:‬‬
‫((إن إث بيت إسرائيل ويهودا عظيم جدا جدا وقد امتلت الرض دماءً‬
‫وامتلت الدينة انرافا))‪.‬‬
‫[‪]9 ، 8 : 9‬‬
‫وف مراثي أرمياء يصور حالة الوحشية والفوضى الصهيونية وكأنه يتحدث عن النتفاضة‬
‫العاصرة ‪:‬‬
‫((سفكوا ف وسطها دم البرار ‪ ،‬تاهوا كعميان ف الشوارع ‪ ،‬تلطخوا بالدم‬
‫حت ل يطق أحد أن يلمس ملبسهم ‪ ،‬نادوهم ‪ :‬تنحوا ‪ ،‬هناك نس ‪ ،‬تنحوا‬
‫تنحوا ول تلمسوا))‪.‬‬
‫[‪]15 -13 : 4‬‬
‫واستمعوا إل هذه التعبيات ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((لكثرة إثكِ –يعن أورشليم– كشفتْ أذيالكِ فاغتصبتِ‪ ...‬فأنا أيضا رفعت أذيالكِ‬
‫على وجهكِ وظهر عارك ‪ ،‬فسقكِ وصهيلكِ وفحش زناكِ على التلل وف القول‬
‫رأيت أقذاركِ ‪ ،‬ويل لكِ يا أورشليم إنكِ ل تطهرين فإل مت بعد))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]27 ، 26 ، 22 : 13‬‬

‫وأصبح من العتاد أن ياطبوا كما ف أشعياء ‪:‬‬


‫((يا بن السامرة نسل الفاسق والزانية بن تسخرون وعلى من تفتحون أفواهكم‬
‫وتدلعون ألسنتكم ألستم أولد العصية ونسل الكذب))‪.‬‬
‫[‪]4 : 57‬‬
‫ويقول سفر هوشع عن الرب ‪:‬‬
‫((رأيت ف بيت إسرائيل ما يقشعر منه ‪ ،‬هناك زن أفرائيم وتنجس إسرائيل))‪.‬‬
‫[‪]10 : 6‬‬
‫وحرصا على وقتنا ووقت القارئ وخوفا من مقص الرقيب الخلقي ل نفيض ف‬
‫ذكر هذه النجاسات والرجاس ونكتفي با قال حزقيال عن جرائم أفرائيم كما ف هذه‬
‫اللفاظ‪.‬‬
‫((وكانت إلّ كلمة الرب قائلً ‪ :‬وأنت يا ابن النسان ‪ ،‬هل تدين ‪ ،‬هل تدين ‪،‬‬
‫مدينة الدماء وتعلمها بميع قبائحها ‪ .‬فقل ‪ :‬هكذا قال السيد الرب ‪ :‬الدينة الت‬
‫تسفك الدم ف وسطها يأت وقتها ‪ ،‬فإنا تصنع قذارات لتتنجس با ‪ .‬لقد أثت‬
‫بدمك الذي سفكته ‪ ،‬ونستِ بقذاراتك الت صنعتها فأدنيت أيامك وبلغتِ إل‬
‫سنيّك ‪ ،‬فلذلك قد جعلتك عارا للمم وسخرة لميع الراضي ‪ .‬الدانيات منك‬
‫والقاصيات عنك يسخرن منك ‪ ،‬أيتها النجسة السم الكثية الضطراب ‪ .‬ها إن‬
‫رؤساء إسرائيل كانوا فيك لسفك الدم ‪ ،‬كل واحد على ما أطاقت ذراعه‪ .‬فيك‬
‫أهانوا أبا وأما ‪ ،‬وف وسطك عاملوا النـزيل بالظلم ‪ ،‬وفيك جاروا على اليتيم‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والرملة ‪ .‬لقد ازدريت أقداسي وانتهكت سبوت ‪ .‬رجال نيمة كانوا فيك لسفك‬
‫الدم ‪ ،‬وفيك أكلوا على البال ‪ ،‬وف وسطك صنعوا الفجور ‪ .‬فيك من كشف‬
‫عورة أبيه وفيك أُ ِذلّت التنجسة بطمثها ‪ .‬واحد صنع مع امرأة قريبه ما هو قبيحة ‪،‬‬
‫وواحد نس كنته بفجور ‪ ،‬وواحد أذل فيك أخته بنت أبيه فيك أخذت الرشوة‬
‫لسفك الدم‪ ،‬وأنت أخذت الفائدة والرب ‪ ،‬واغتصبت قريبك بالكسب ‪ ،‬ونسيتن‪،‬‬
‫يقول السيد الرب‪.‬‬
‫فها أنذا أضرب كفي على كسبك الذي اتذته وعلى الدم السفوك ف وسطك‪.‬‬
‫فهل يثبت قلبك أو تقوى يداك ‪ ،‬أيام أجري أمري معك ‪ .‬أنا الرب تكلمت‬
‫وسأفعل ‪ .‬أشتتك بي المم وأذريك ف الراضي وأزيل ناستك منك‪ ،‬وأتدنس‬
‫بك على عيون المم ‪ ،‬فتعلمي أن أنا الرب))‪.‬‬
‫…………………‬
‫((هكذا قال السيد الرب ‪ :‬با أنكم جيعا قد صرت خبثا ‪ ،‬لذلك هاءنذا أجعكم‬
‫ف وسط أورشليم ‪ ،‬جع الفضة والنحاس والديد والرصاص والقصدير ف وسط‬
‫التون ‪ ،‬لنفخ عليها النار حت أذيبها ‪ .‬هكذا أجعكم ف غضب وسخطي‬
‫وأدعكم هناك وأذيبكم ‪ .‬احشدكم وأنفخ عليكم ف نار سخطي وأذيبكم ف‬
‫وسطها‪ .‬كما تسبك الفضة ف وسط التون ‪ ،‬كذلك تذابون ف وسطها ‪،‬‬
‫فتعلمون أن أنا الرب صببت غضب عليكم))‪.‬‬
‫((إنك أرض غي مطهرة ‪ ،‬ل تطر ف يوم الغضب ‪ .‬ف وسطها مؤامرة أنبيائها‬
‫(الدجالي) ‪ .‬كأسد زائر مفترس فريسة قد التهموا النفوس وأخذوا الال‬
‫والنفيس‪ ،‬وكثروا الرامل ف وسطها ‪ .‬كهنتها تعدوا على شريعت ودنسوا‬
‫أقداسي ‪ ،‬ول ييزوا بي القدس واللل ‪ ،‬ول يُعلِموا الفرق بي النجس والطاهر‪،‬‬
‫وحجبوا عيونم عن سبوت ‪ ،‬فتدنست ف وسطهم ‪ .‬ورؤساءها ف وسطها‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫كالذئاب الفترسة الفريسة ‪ ،‬سافكي الدم ‪ ،‬مهلكي النفوس ‪ ،‬لكي يكسبوا‬


‫كسبا… جاروا جورا على شعب الرض ‪ ،‬واختلسوا خلسة وظلموا البائس‬
‫والسكي ‪ ،‬وجاروا على النـزيل بغي حق))‪.‬‬
‫[حزقيال ‪]30 : 24‬‬
‫نعـم لقـد جاروا على شعـب الرض جورا عظيما واختلسـوا أمنهـم وراحتهـم‬
‫وبلدهم ومزارعهم !‪ .‬فهل نستمر مع حزقيال ف استعراض أرجاس رجسة الراب أم‬
‫ننتقل إل حديثه عن العقوبة ؟ !!‬
‫الواب ‪ :‬يب أن نقف ليس لننا خرجنا عن منهجنا ف الختصار بل حياءً من‬
‫القارئ –وربا خوفا من مقص الرقيب الخلقي‪ -‬فإن السفر ضرب بعد هذا مث ًل‬
‫للرجستي "السامرة" و"أورشليم " اليهوديتي بامرأتي زانيتي ساها ( أهله وأهليبه ) ‪ ،‬وف‬
‫التسمية تورية لفظية عنهما ‪ ،‬وها قصتان تليقان با يكتبه العلم المريكي عن جيمي‬
‫سواجارت وأمثاله من قادة الصهيونية النصرانية أصحاب السية الخلقية السيئة ‪ ،‬لكنها ل‬
‫تليق ببحثنا ونستحيي من إيرادها ‪ .‬ول أدري هل التدينون النصارى يسمحون لبنائهم‬
‫وبناتم بقراءة مثل هذه الوضوعات ف ((الكتاب القدس ؟!! )) أم يقرأونا وحدهم عند‬
‫مشاهدة أفلم آخر الليل الت ل يراها من هم دون الثامنة عشرة ؟!‬
‫أما عقوبة "أهله " وأختها فل بأس من ذكرها كما أوردها السفر‪.‬‬
‫((هكذا قال السيد الرب لتُستدعَ عليهما جاعة ولتسلما إل الذعر والنهب‬
‫فترجهما الماعة بالجارة وتقطعهما بسيوفهما ويقتلون بنيهما وبناتما ويرقون‬
‫بيوتما بالنار فأبطل الفجور من تلك الرض))‪.‬‬
‫فهنيئا لبطال الجارة وهم يرجون "أهله وأهليبه" العاصرتي !!‬
‫أما السيف والنار فعما قريب بإذن ال‪ ،‬فالفصل التال سوف يعرض لنا بالتفصيل‬
‫ما هو ممل هنا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫محاكمة ل مصالحة‬ ‫‪11‬‬

‫يعت قد ال صهيونيون بوجهي هم –اليهودي والن صران‪ -‬أن اجتماع بق ية ب ن إ سرائيل‬


‫على أرض فلسـطي هـو تقيـق لوعـد ال بالصـالة بينـه وبيـ شعبـه الختار ‪ ،‬ولذلك‬
‫نصرهم على العرب وبارك من يباركهم "أمريكا" ولعن من يلعنهم‪!!..‬‬
‫والواقع أن أسفار التوراة ل تلو من دعوة لليهود إل الصالة مع الرب ولكن‬
‫باذا؟‬
‫إنا دعوة إل التوبة وترك الكفر بال ورسله ‪ ،‬ونبذ عبادة غي ال وحفظ فرائضه‬
‫والشفقة على الضعفاء واليتام والحسان إل اللق‪.‬‬
‫هذا ما نده بوضوح ف مع ظم ال سفار ‪ ،‬وم عه ف الو قت نف سه الوع يد الشد يد‬
‫علي هم إن هم خالفوا ذلك ونكثوا الع هد ونقضوا اليثاق ‪ ،‬و هو ما ل عل قة له ضرورة‬
‫بالنبوءات وأحداث آ خر الزمان ‪ ،‬بل هو دعوة عا مة للتو بة واليان للفرد والما عة ف‬
‫كـل مكان ‪ ،‬أمـا اجتماع البقيـة الشريرة الطرودة‪ ،‬وعودتاـ إل الرض القدسـة ليحـل‬
‫علي ها غ ضب ال ‪ ،‬فالنبوءات ف يه صرية وخا صة ‪ ،‬و هي من الكثرة والوضوح ب يث‬
‫يصعب حصرها وإيرادها إل من خلل أمثلة وإشارات فقط‪.‬‬
‫فلنبدأ با يعتمد عليه الصهيونيون من نبوءات ‪:‬‬
‫يقول سِفر حزقيال ‪:‬‬
‫((ها أنذا آخذ بن إسرائيل من بي المم الت ذهبوا إليها ‪ ،‬وأجعهم من كل ناحية‪،‬‬
‫وآت بم إل أرضهم ‪ ،‬وأصيّرهم أمةً واحدة ف الرض ‪ ،‬على جبال إسرائيل ‪ ،‬وملك‬
‫واحد يكون ملكا عليهم ول يكونون أمتي ول ينقسمون بعد إل ملكتي))‪.‬‬
‫[‪]22،21: 37‬‬
‫ربا كان هذا أقوى دليل وأصرحه للصهاينة ‪ ،‬ول بأس‪ .‬فلنكمل ما ورد ف السفر‬
‫نفسه ولنقرأ بقية الكلم ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ل تنجسون بعد بأصنامهم ول برجاساتم ول بشيء من معاصيهم بل أخلّصهم من‬


‫كل مساكنهم الت فيها أخطأوا ‪ ،‬وأطهرهم فيكونون ل شعبا وأنا أكون لم إلا ‪،‬‬
‫وداود عبدي يكون ملكا عليهم ويكون لميعهم راعٍ واحد ‪ ،‬فيسلكون ف أحكامي‬
‫ويفظون فرائضي ويعملون با))‪.‬‬
‫[‪]24 ، 23 : 37‬‬
‫ل ريب أن ذكر "داود" هنا ينفي أن يكون القصود هو دولة صهيون العاصرة بل‬
‫إن حزقيال نفسه كان بعد داود ! ومن هنا يق لنا أن نشك ف أن العبارة مرفة ‪ ،‬لكن‬
‫الصهاينة يؤولون ذلك بأنه "رمز" لدولة إسرائيل‪.‬‬

‫فلنسلّم جدلً ‪ ،‬ولنسأل ‪:‬‬


‫أهذا وعد مطلق أم مشروط ؟ وهل يتحقق ف دولة إسرائيل شيءٌ من الشروط ؟‬
‫أليسوا إل اليوم كافرين برسالت السيح وممد ودينهما الواحد ((السلم)) ؟ وهب أن‬
‫القصود أحكام التوراة النسوخة فأين هم منها ؟‪.‬‬

‫إن دولة إسرائيل هي من أكب مباءات الفواحش واللاد والجرام ف العال ‪ ،‬إنا‬
‫تنا فس أمريكا ف القمار والشذوذ والربا وارتكاب كل الوبقات‪ ،‬والؤسسون لا كانوا‬
‫ملحدة اشتراكي ي زعماء ع صابات إجرام ية وإرهاب ية‪ .‬و كل الو صايا الع شر الو سوية‬
‫مهجورة منكورة ‪ ،‬والش يء الوح يد الذي يف ظه اليهود من التوراة هو أن م ش عب ال‬
‫الختار ونسل إبراهيم ‪.‬‬
‫فلنبحث إذن عن حال هذه الدولة الت أقامتها "بقية بن إسرائيل" على حقيقتها‬
‫لنجده ف السفار واضحا كالنهار‪.‬‬
‫ولنبدأ باللخص الذي شرح به ناشرو الكتاب القدس كلمة "بقية" لدى ورودها ف‬
‫سفر أشعياء وهو ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((سيُعاقَب إسرائيل (أي الشعب) على خيانته ‪ ،‬ولكن با أن ال يب شعبه فهناك بقية‬
‫صغية تنجو من سيف الجتاحي))‪.‬‬

‫ث أحال إل مواضع كثية واستمر قائلً ‪:‬‬


‫((ستبقى هذه البقية ف أورشليم ‪ ،‬وتُ َطهّر وتصبح أمينة فتصي أمة قديرة !! وبعد‬
‫كارثة السنة ‪( 587‬يعن السب) ظهرت فكرة جديدة ‪ ،‬وهي أن البقية ستكون بي‬
‫الجلوين ‪ ،‬وتتوب ف اللء (وذكر مصادر) فيجمعها ال عندئذٍ لحياء الملكة‬
‫الشيحية (وذكر مصادر) وبعد العودة من اللء ستكون البقية غي أمينة مرة أخرى‬
‫وتطهر بالقضاء على قسم منها‪.))..‬‬

‫هذا هو م مل الفكرة حيث يز عم الصوليون أن المل كة الشيح ية قد تثلت بقيام‬


‫دولة إسرائيل الت سينـزل فيها السيح‪.‬‬
‫أما كونا ستكون غي أمينة وسوف تطهر بالقضاء على قسم منها فيغضون الطرف‬
‫عنه كأن ل يكن !!‬
‫وأما المة القديرة فإنم أنفسهم ذكروا بعد ثلث صفحات فقط أن ال يتخذ أمة‬
‫قديرة للنتقام من ب ن إ سرائيل ف هي إذن ستقضي على الق سم الق ضي عل يه بغ ضب ال‬
‫وهلكه منهم‪ .‬فأداة النتقام هي المة القديرة الطهرة المنية‪.‬‬
‫ونن سندلم على القراءة القيقية لا جاء عن هذه البقية ونوردها على ماور ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن هذه البقية ل عهد لا مع ال فليس ل عهدٌ دائمٌ مع أحدٍ إل باللتزام بتقواه‬
‫وطاعته ‪:‬‬
‫ت فأتمهن قال إني‬‫‪‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلما ٍ‬
‫جاعلك للناس إماما ً قال ومن ذريتي قال ل ينال عهدي‬
‫الظالمين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وتاريخ بن إسرائيل هو دورات متعاقبة من اليان والكفر ‪ ،‬ل يفرقه عن تاريخ‬


‫بقية المم إل غلظ كفرهم وزيادته مقارنةً بكثرة أنبيائهم ‪ ،‬وتتابع إمهال ال لم ونعمه‬
‫عليهم لعلهم يرجعون‪.‬‬

‫و ما مرحلة القضاة –الذ ين هم رؤ ساء عشائر‪ -‬إل نوذج جلي لذا‪ .‬و قد ابتدأت‬
‫هذه الرحلة من بعد يوشع غلم موسى حت داود ‪ .‬وف كل مرة ينقضون عهد ال‬
‫ويعبدون "بعلً " و "عشتروت" و "توز" وغيهـا مـن الرجاس ويذبون لاـ أبناءهـم ‪،‬‬
‫فينذرهم ال ويُرسل لم نبيا فيتوب منهم من شاء ال ‪ ،‬ث سرعان ما يعودون لشركهم‬
‫ورجسهم فيسلط ال عليهم أمةً من حولم تذيقهم سوء العذاب ‪ ،‬وهكذا مرات ومرات‬
‫!!‬

‫وهذا ما عبّر عنه سفر اللوك الثان بقوله ‪:‬‬


‫((وكان الرب قد أشهد على بن إسرائيل ويهوذا على ألسنة جيع النبياء وكل راءٍ‬
‫قائلً ‪ :‬توبوا عن طرقكم السيئة ‪ ،‬واحفظوا وصاياي وفرائضي على حسب كل‬
‫الشريعة الت أوصيت با آباءكم ‪ ،‬والت بلغتكم إياها عن يدي عبيدي النبياء ‪ ،‬فلم‬
‫يسمعوا وصلبوا رقابم مثل رقاب آبائهم الذي ل يؤمنوا بالرب إلهم ‪ ،‬ونبذوا‬
‫فرائضه وعهده الذي قطعه مع آبائهم ‪ ،‬والشهادة الت أشهدها عليهم وساروا وراء‬
‫الباطل ‪ ،‬وساروا باطلً وراء المم الت حولم ما أمر الرب أن ل يفعلوا مثلها ‪،‬‬
‫وتركوا جيع وصايا الرب إلهم ‪ ،‬وصنعوا لم عجلي (صنمي) من السبوكات ‪،‬‬
‫وأقاموا وتدا مقدسا وسجدوا لميع قوات السماء (يعن الكواكب) وعبدوا البعل‪،‬‬
‫وأمَروا بنيهم وبناتم بالنار ‪ ،‬وتعاطوا العرافة والفراسة (الكهانة)‪ ..‬فنبذ الرب جيع‬
‫ذرية إسرائيل وأذلم وأسلمهم إل أيدي الناهبي حت رذلم من وجهه))‪.‬‬
‫[‪]20 ، 13-17 : 17‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والبقية الباقية إنا تبقى للبتلء والمتحان فإن وفّت وفّى ال معها ‪ ،‬وإن نقضت‬
‫عاقبها ال ‪ ،‬وليس بقاؤها لنا طاهرة أمينة طهارة وأمانة أبديتي ‪ ،‬بل إن هذه البقية‬
‫تبقى لتكون عبة للمم كلها وإمهالً منه لا لكي تتوب ‪:‬‬
‫يقول سِفر حزقيال بعد أم أمره ال أن يتنبأ عليهم بدمارٍ هائلٍ وقتلٍ وتريبٍ‬
‫وتطهيٍ للرض من أرجاسهم ‪:‬‬
‫((لكن أبقي بقية ليكون لكم مفلتون من السيف بي المم ‪ ،‬إذ ُتذَرّون ف البلدان‬
‫فيذكرن مفلتوكم بي المم الت يسبون إليها ‪ ،‬إذ أسحق قلوبم الزانية الت حادت‬
‫عن وعيونم الت زنت ف السي وراء قذارات))‪.‬‬
‫[‪]8-10 : 6‬‬
‫ويصرح أرمياء بأكثر من هذا ‪ :‬فهو بعد أن يب عما ينالم من دمار وتنكيل ‪ ،‬حت‬
‫أن جثثهم تطرح ف الدن فتأكلها طيور السماء وبائم الرض ‪ ،‬بل حت أن عظام‬
‫ملوكهم ورؤسائهم تُنبش وتُنثر وتكون زبلً على وجه الرض يقول ‪:‬‬
‫((ويُفضّل الوت على الياة عند جيع البقية الباقي من هذه العشية الشريرة الباقي ف‬
‫جيع الماكن الت طردتم إليها))‪.‬‬
‫[‪]3 : 8‬‬

‫أما التائبون العائدون إل ال فهم قليلٌ وهم الذين يسلمون فيكونون البقية القدسة‬
‫الت سيأت الديث عنها ف آخر هذا الفصل ‪ ،‬ويكون هذا بعد أن تفقد الصهيونية القوة‬
‫الت تسندها فتسقط كل عروشها وتسر كل دعاواها‪.‬‬
‫يقول أشعياء بعد ذكر الريق الائل الذي يسلطه ال عليهم ‪:‬‬
‫((وف ذلك اليوم ل تعود بقيت إسرائيل والناجون من بيت يعقوب يعتمدون على من‬
‫ظربم ‪ ،‬وإنا يعتمدون على الرب قدوس إسرائيل حقا والبقية ترجع ‪-‬بقية يعقوب‪-‬‬
‫إل ال البار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إنه وإن كان شعبك إسرائيل كرمل البحر إنا ترجع بقية منه))‪.‬‬
‫[‪]20-22 : 10‬‬
‫وهذا يبي بل أدن شك أن اليهود ليسوا أبناء ال وأحباؤه بل هم بشر من خلق !!‬
‫وهو ما يُصرح به سفر عاموس ‪:‬‬
‫((ألستم ل كبن الكوشيي "شعب النوبة" يا بن إسرائيل يقول الرب ‪ :‬أل أُصعد‬
‫إسرائيل من أرض مصر ‪ ،‬والفلسطينيي من كفتور وآرام من قي‪ .‬ها إن عين السيد‬
‫الرب على الملكة الاطئة سأبيدها عن وجه الرض إل أن ل أبيد بيت يعقوب‬
‫إبادة يقول الرب‪ .‬فإن ها أنذا آمر وأهز بيت إسرائيل ف جيع المم هز الغربال‬
‫فل تسقط حصاة على الرض ‪ ،‬وبالسيف يوت جيع خاطئي شعب القائلون ‪ :‬إن‬
‫الشر ل يقترب منا ول يدركنا))‪.‬‬
‫[‪]10 : 7‬‬

‫وقد عرفنا أن الملكة الاطئة هي رجسة الراب فسيدمرها إل من أسلم أو هرب‬


‫أما بقية اليهود ف العال فيهزهم هزّا ويغربلهم غربلة !!‬

‫الثان ‪ :‬ل حق لا ف وراثة إبراهيم ‪:‬‬


‫يقول حزقيال ف سفره ‪:‬‬
‫((وكانت إلّ كلمة الرب قائلً ‪ :‬يا ابن النسان إن سكان تلك الخربة ف أرض‬
‫إسرائيل يتكلمون قائلي ‪ :‬كان إبراهيم وحده وورث الرض ‪ ،‬ونن كثيون فقد‬
‫أعطينا الرض مياثا‪ .‬لذلك قل لم ‪ :‬هكذا قال السيد الرب ‪ :‬إنكما تأكلون بدم‪،‬‬
‫وترفعون عيونكم إل قذاراتكم وتسفكون الدم أفترثون الرض ؟ إنكم اعتمدت‬
‫على سيوفكم وصنعتم القبيحة (وف الترجة الخرى وفعلتم الرجس) ونستم كلّ‬
‫رجلٍ امرأةَ قريبه أفترثون الرض ؟))‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إنه خطاب لشعب رجسه الراب‪ .‬وإل فقد جاءت هذه النبوءة زمن النفي وليس‬
‫لليهود قوة ول سلطان ودماؤهم هم مسفوكة ‪ ،‬أما الرجاس العاصرون فكل ما قيل‬
‫هنا صادقٌ عليهم‪.‬‬
‫ولذا يقول بعد ذلك مباشرة ‪:‬‬
‫((هكذا تقول لم ‪ :‬حي أنا ‪ ،‬إن الذين ف الخربة يسقطون بالسيف ‪ ،‬والذي على‬
‫وجه القول أجعله مأكلً للوحوش ‪ ،‬والذين ف الصون والغاور يوتون بالطاعون‪،‬‬
‫وأجعل الرض خربة ومقفرة ‪ ،‬وأزيل الكبياء عزتا فتصي جبال إسرائيل مقفرة ل‬
‫عابر فيها ‪ ،‬فيعلمون أن أنا الرب حي أجعل الرض خربة مقفرة بسبب جيع‬
‫قبائحهم الت فعلوها))‪.‬‬
‫وف الترجة الخرى ((على كل رجاستهم الت فعلوها))‪.‬‬
‫[‪]23-29 : 33‬‬

‫بل إنه ينفي نسبهم إل إبراهيم وهو عماد دعوى الياث الزعوم ‪ :‬يقول ‪:‬‬
‫((يا ابن النسان ‪ :‬أخب أورشليم بقبائحها –وف الترجة الخرى‪ -‬عرّف أورشليم‬
‫برجاستها – وقل ‪ :‬هكذا قال السيد الرب لورشليم ‪ :‬أصلك ومولدك من أرض‬
‫الكنعانيي وأبوك أموري وأمك حثية))‪.‬‬
‫[‪]1-3 : 16‬‬
‫وبعد أن يفيض ف ناستها وزناها وفجورها جدا يعود فيقول ‪:‬‬
‫((إنا أنت ابنةٌ امّك الت عافت رجلها وبنيها ‪ ،‬وأنت أخت أخواتك اللت عفن‬
‫رجالن وبنيهن إن ُأمّكن حثية وأبوكن أموري ‪ ،‬فأختك الكبى هي السامرة مع‬
‫توابعها الساكنة عن يسارك ‪ ،‬وأختك الصغرى الساكنة عن يينك هي سدوم‬
‫وتوابعها ‪ ،‬وأنت ل تقتصري على القليل ف سيك ف طريقهن وصنعت مثل‬
‫قبائحهن (ف الخرى رجاستهن) بل زدت عليهمن فسادا ف كل سلوك ‪ ،‬حي‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أنا‪ ،‬يقول السيد الرب ‪ :‬إن سدوم أختك ل تصنع هي وتوابعها مثلما صنعت أنت‬
‫وتوابعك))‪.‬‬
‫[‪]44-48 : 16‬‬

‫وسواء كان هذا من قبيل "إنه ليس من أهلك" ومن قبيل قول السيح لم ‪:‬‬
‫((أنتم من أبٍ هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا))‪.‬‬
‫[يوحنا ‪]44: 8‬‬
‫أو أنه حقيقة قد انقطعت صلتهم بإبراهيم ‪.‬‬
‫والذي ل جدال فيه أن اليهود اليوم هم خليطٌ غريبٌ من حثالت شعوب كثية ‪،‬‬
‫إل أن أغلبهم من الصل الزري ‪ ،‬وربا كان ف قوله ( حِثّيّة ) إشارة لذا فالثيون‬
‫شعب مهول ‪ ،‬كان يسكن ف جهة الشمال بالنسبة للرض القدسة –ف تركية اليوم‪-‬‬
‫فل يبعد أن يكون الوطن الصلي للخزر ‪ ،‬أو أن القصود الشارة إل تلك الهة الت‬
‫سيكون منها معظم اليهود ل سيما عند قيام رجسة الراب "دولة إسرائيل"‪.‬‬
‫لقد عجزت كل اليل الصهيونية عن إثبات النسب السامي لليهود ول يستطع أحدٌ‬
‫من يوثق بعلمه من دارسي السللت البشرية أن يشهد لم بذا !!‬
‫كيف وهم من الفلشا إل الغاربة ومن الفرس إل السبان ومن البولنديي إل‬
‫جنوب إفريقيه ؟!!‬
‫ومن هنا كان سفر "هوشع" يقطع كل صلة لؤلء بال ورسله ‪ ،‬حي رمز لم‬
‫بامرأة زانية تلد ولدا فيأمره الرب أن يسميه (يَزْراعيل) وهو الوادي الذي ستقع فيه‬
‫معركة مدو أو هرمدون ‪ ،‬ث تلد بنتا فيأمره أن يسميها (غي مرحومة) ث تلد ولدا‬
‫فيقول الرب سه (ل شعب) أو (ليس شعب) وهذا الرمز الخي هو الذي يستخمه‬
‫الكاثوليك ومن وافقهم ف تسمية اليهود !!‬
‫فنسبهم باطل وأمهم غي مرحومة وذريتهم ليست شعب ال !!‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الثالث ‪ :‬أن ال سيعيدها إل الرض القدسة للمحاكمة والعقوبة ل للصلح والثوبة ‪:‬‬
‫يقول حزقيال ‪:‬‬
‫((يقول السيد الرب ‪ :‬إن بيد قوية وذراعٍ مبسوطة وغضب مصبوب أملك عليكم‬
‫وأخرجكم من بي الشعوب وأجعكم من الراضي الت شُتّتم فيها بيد قوية وذراعٍ‬
‫مبسوطة وغضبٍ مصبوب ‪ ،‬وآت إل برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه‬
‫كما حاكمت آباءكم ف برية مصر))‪.‬‬
‫[‪]33-36 : 20‬‬
‫وهذا إحالة إل ما عاقبهم ال به من التيه أربعي سنة وما حل بم هناك من‬
‫العقوبات التتابعة‪.‬‬

‫ويوضحه ما ف سفر صفينا ‪:‬‬


‫((تكدّسي تكدّسي ‪-‬ف الترجة الخرى ‪ :‬تمّعي تمّعي‪ -‬أيتها المة الت ل حياء لا‬
‫قبل أن تطردوا كالعصافة العابرة ف يوم واحد قبل أن يل بكم اضطرام غضب الرب‬
‫قبل أن يل بكم يوم غضب الرب ! ))‪.‬‬

‫ث يتوجه بالطاب إل الظلومي الستضعفي ف أرض فلسطي ‪:‬‬


‫((التمسوا الرب يا جيع وضعاء ‪-‬ف الترجة الخرى ‪ :‬يا بائسي‪ -‬الرب الذين نفذوا‬
‫حكمه ‪ ،‬التمسوا الب ‪ ،‬التمسوا الضعة فعسى أن تستتروا ف يوم غضب الرب))‪.‬‬
‫[‪]1-3 : 2‬‬
‫وهكذا فاجتماعها إنا هو للول غضب الرب عليها ‪ ،‬وحينئذٍ تطرد وتذاد عن‬
‫الرض القدسة كما تكون العصافة ف البيدر ‪ ،‬تذهب با الرياح كل مكان ‪ ،‬وينجو‬
‫الستضعفون التمسكون ببل ال وتقواه‪.‬‬
‫لكن الطرد ل يعن أنم يستطيعون الفرار بل يلوذ بعضهم به عائدين إل مواطنهم‬
‫الول أو غيها أما الكثرون فمصيهم كما ف حزقيال ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((من حيث إنكم صرت زغلً فلذلك ها أنذا أجعكم ف وسط أورشليم جع فضة‬
‫وناس وحديد ورصاص وقصدير ‪ ،‬إل وسط كور ‪(-‬كي) (ف الكاثوليكية ‪:‬‬
‫التون)‪ -‬لنفخ النار عليها لسبكها ‪ ،‬كذلك أجعكم بغضب وسخطي وأطرحكم‬
‫وأسبككم فأجعكم فأنفخ عليكم ف نار غضب ‪ ،‬فتسبكون ف وسطها كما تسبك‬
‫الفضة ف وسط الكور ‪ ،‬كذلك تسبكون ف وسطها ‪ ،‬فتعلمون أن أنا الرب سكب‬
‫سخطي عليكم))‪.‬‬
‫[‪]19-22 : 22‬‬

‫…وهذا ما سيكون ف يوم الغضب الت ذكره قريبا‪.‬‬

‫وهنا يأت السؤال ‪:‬‬


‫ما مصي البقية من بن إسرائيل الت تبقى ف الرض بعد يوم الغضب ؟‬
‫ما مصي الشعب الصهيون بعد يوم الغضب ؟‬

‫تدد السفار مصي شعب إسرائيل حي حلول يوم الغضب على النحو التال ‪:‬‬

‫أشعياء يب عن أنم يفنون ويعاقبون إل قليلً منهم ‪:‬‬


‫((ها إن الرب يرب الرض ويدمرها‪ ،‬ويقلب وجهها‪ ،‬ويبدد سكانا‪ ،‬فيكون‬
‫الكاهن كالشعب والسيد كالعبد والسيدة كخادمتها‪ ...‬تدنست الرض تت‬
‫سكانا لنم تعدوا الشرائع ونقضوا الكم ونكثوا العهد البدي‪ ،‬فلذلك أكلت‬
‫اللعنةُ الرض وعوقب الساكنون فيها‪ ،‬ولذلك احترق سكان الرض فبقي نفرٌ‬
‫قليل))‪.‬‬
‫[‪]5-6 ، 1 : 24‬‬

‫وف زكريا تفصيل أكثر إذ يعلهم أثلثا ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ثلثي منهما يُقطعان ويوتان ‪ ،‬والثلث يبقى فيها ‪ ،‬وأُدخل الثلث ‪-‬الباقي‪ -‬ف‬
‫النار وأمّصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب))‪.‬‬
‫[‪]7-9: 13‬‬

‫أما ف حزقيال فهم كما قال ‪:‬‬


‫((أحرق ثلثا بالنار … وخذ ثلثا واضرب عليهم بالسيف … وذرّ ثلثا للريح))‪.‬‬

‫ث يقول ‪:‬‬
‫((وخذ من ذلك –(أي الثلث الشرد)‪ -‬عددا قليلً وصرّه ف ذيلك وخذ منه‬
‫أيضا وألقه ف وسط النار وأحرقه بالنار ‪ ،‬من هناك ترج نار على كل بيت‬
‫إسرائيل))‪.‬‬
‫[‪]2-4 : 5‬‬

‫ويقول صفنيا ‪:‬‬


‫((وأبقي ف وسطك –(يعن إسرائيل)‪ -‬شعبا وضيعا فقيا ‪ ،‬فتعتصم باسم الرب‬
‫بقية إسرائيل ل يرتكبون الظلم ‪ ،‬ول ينطقون بالكذب ‪ ،‬ول يوجد ف أفواههم‬
‫لسان مكر لنم سيعون ويربضون ول أحد يفزعهم))‪.‬‬
‫[‪]12-13 : 3‬‬

‫هذه البقية الؤمنة يصفها أشعياء ‪:‬‬


‫((تصي الدن خرابا بغي ساكن والبيوت بغي إنسان … وإن بقي فيها العشر من‬
‫بعد فإنا تعود وتصي إل الدمار ولكن كالبطمة والبلوطة الت بعد قطع أغصانا‬
‫يبقى جذع فيكون جذعها زرعا مقدسا))‪.‬‬
‫[‪]13 : 6‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ل خلف بين نا وب ي ال صوليي ف أن سكان إ سرائيل اليوم من اليهود كفار ل يس‬


‫بينهم معتصمب ال ول مقدّس ‪ ،‬ولكن الصوليي يقولون إنه وفقا لذه النبوءات سوف‬
‫يؤمن اليهود بالسيح عند نزوله فتكون تلك البقية القدسة‪.‬‬

‫أما نن فنقول ‪:‬‬


‫حي يسترد السلمون القدس ويدمرون الرجس تتحقق هذه النبوءات ‪ ،‬فمن اليهود‬
‫من يُقتل‪ ،‬ومنهم من يفر ويتشتت ف الرض ‪ ،‬ومنهم من يبقى فيدخل ف عهدنا وذمتنا‬
‫ويرعى ول يفزعه أحد ‪ ،‬ومنهم من يسلم وجهه ل ويهتدي وهو البقية القدسة‪.‬‬
‫ومـن البقيـة التـ تفـر ومـن اليهود الذيـن ل يأتوا إل فلسـطي أصـلً تكون البقيـة‬
‫الخية ال ت تت بع الدجال ف آ خر الزمان ‪ ،‬وح ي ينل عي سى ل يكون هناك ثل ثة‬
‫أثلث ‪ ،‬بل نصفان ‪ :‬نصفٌ يُقتل ضمن القتولي من جيش الدجال ‪ ،‬ونصفٌ ُيسْلِم مع‬
‫عي سى ل نه ك ما ث بت عند نا بال ب ال صادق ي ضع الز ية ول يق بل إل ال سلم أو‬
‫السيف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫يوم غضب الرب‬ ‫‪12‬‬

‫كيـف يلـ يوم غضـب ال وتنــزل العقوبـة على دولة الرجـس والظلم والعدوان‬
‫"إسرائيل" ‪:‬‬
‫تدثنا السفار بوضوح عن هذه المور ‪-:‬‬
‫‪-1‬صفات اليش النتصر‪.‬‬
‫‪-2‬انيار اليش الصهيون‪.‬‬
‫‪-3‬مصي اللفاء الستراتيجيي للدولة الصهيونية‪.‬‬
‫وف ثنايا كل سياق تتكرر أسباب العقوبة والراب ‪:‬‬
‫((الشرك بال والكفر برسله والتمرد على أمره ‪ ،‬سفك الدم البيء ‪ ،‬والظلم‬
‫والعدوان ‪ ،‬الكر والغش والغدر ‪ ،‬الفواحش ‪ ،‬اضطهاد البائس والرملة))…إل‪.‬‬
‫يبدأ الزمن الديد بإعلن الهاد والرجو أن تكون هذه النتفاضة هي بدايته‬
‫فإن ل تكن فهي بل شك تهيد له‪ .‬فلبد أن يعلن وأن تسقط الشعارات الخرى‪.‬‬

‫لقد وضع ناشرو الكتاب القدس عنوان ((الزمن الديد ويوم الرب)) لا جاء ف‬
‫سفر يوئيل عن تصور هذا اليوم العظيم ‪ ،‬الذي يبدأ بأن يتداعى جند ال للجهاد‬
‫‪-‬بل إن السفر نفسه يدعو ويض‪ -‬ولنه ف الغالب جهاد شعوب ل تلك‬
‫الطائرات والعتاد الثقيل ‪ ،‬بل أكثرهم ل يلك من الديد إل أدوات الفلحة ‪ ،‬ولن‬
‫بعضهم أو أكثرهم من شعوب فقية ‪ ،‬اصطلت بني الحتكار الرأسال والربا‬
‫اليهودي والتسلط الستبدادي والصار المريكي ‪ ..‬فهم ضعاف البنية ‪ ،‬ويداخلهم‬
‫لجل ذلك شيء من التخوف ‪ ،‬فالعدو جيش نووي قوي ووراءه بالطبع قوى عالية‬
‫حاشدة – لن ذلك كله واقع تأت البشرى لتنفض الوهن وتشحذا لعزائم ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((أعلنوا حربا مقدسة‬


‫وأنضوا البطال‬
‫وليتقدم رجال القتال ويصعدوا‬
‫اطرقوا ماريثكم سيوفا‬
‫ومناجلكم رماحا‬
‫وليقل الضعيف ‪ :‬إن بطل‬
‫اسرعوا وهلموا‬
‫يا جيع المم من كل ناحية‬
‫واجتمعوا هناك))‪.‬‬
‫[‪]11 – 9 : 4‬‬
‫هكذا ‪ :‬جهاد وتوكل ‪ ،‬إعداد بسب الستطاعة ‪ ،‬ل استجداء للسلح من أعداء‬
‫ال‪.‬‬

‫أما سفر أرمياء فيحث على مسابقة الزمن وتدمي دولة الترف ومتمع العنف ‪:‬‬
‫((أعلنوا عليها حربا مقدسة‬
‫قوموا نصعد عند الظهية‬
‫ويل لنا فإن النهار قد مال‬
‫وظلل الساء قد امتدت‬
‫قوموا نصعد ف الليل‬
‫وندم قصورها‬
‫فإنه هكذا قال رب القوات‬
‫إقطعوا خشبا واركموا على أورشليم مردوما‬
‫هذه هي الدينة الت ستفتقد‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الت ليس فيها إل ظلم‬


‫كما أن البئر تنبع مياهها‬
‫فكذلك هي تنبع شرها‬
‫فيها يسمع بالعنف والنهب‬
‫وأمامي كل حي مرض وضربة))‬

‫[‪]7 – 4 : 5‬‬
‫((هوذا شعب مقبل من أرض الشمال‬
‫وأمة عظيمة ناهضة من أقاصي الرض‬
‫قابضون على القوس والربة‬
‫قساة ل يرحون‬
‫صوتم كهدير البحر‬
‫وعلى اليول راكبون مصطفون‬
‫كرجل واحد للمعركة‬
‫ك يا بنت صهيون))‬‫ضدّ ِ‬
‫[‪]23 ، 22 : 6‬‬
‫ولن ال سؤال ي ظل واردا بإلاح ‪ :‬أ ين ال يش الذي ل يق هر ؟ أ ين ج يش الراب‬
‫التسمي بيش الدفاع ؟! ييب سفر أشعياء جوابا قطعيا متوما ناسخا ل منسوخا‪.‬‬
‫بأن الرب ناداه ‪:‬‬
‫((فهل ّم الن واكتب ذلك على لوح أمامهم‬
‫وارسه ف سفر‬
‫ليكون لليوم الخي‬
‫دائما وللبد !‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫با أنكم نبذت هذه الكلمة‬


‫وتوكلتم على الظلم واللتواء !‬
‫واعتمدت عليها‬
‫لذلك يكون هذا الث لكم‬
‫كصدع يصل فيتضخم ف سور عالٍ‬
‫فيحدث اندامه بغتة على الفور‬
‫فينهدم مثل إناء الزّافي‬
‫الذي يسحق بغي رفق‬
‫فل يوجد ف مسحوقه شقفة‬
‫لخذ نار من الوقد !!‬
‫أو لغرف ماء من الب !!‬
‫‪......................‬‬
‫ألف معا تاه تديد واحد !!‬
‫وتاه تديد خسة تربون !!‬
‫حت تتركوا كسارية على رأس البل‬
‫وكراية على التلة))‪.‬‬
‫[‪]17 ، 14 ، 12 ، 8 : 30‬‬
‫ويؤكد سفر عاموس ذلك ‪:‬‬
‫((قد أتت النهاية لشعب إسرائيل‬
‫فل أعود أعفو عنه‬
‫فتصي أغان القصر ولوالً‬
‫ف ذلك اليوم ‪ ،‬يقول السيد الرب‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وتكثر الثث‬
‫وتلقى ف كل مكان بصمت))‪.‬‬
‫[‪]3 ، 2 : 8‬‬
‫أما صفات الجاهدين وبسالتهم فيسها يؤئيل ف صورة بيانية بديعة ‪-:‬‬
‫((كما ينتشر الفجر على البال‬
‫شعب كثي مقتدر‬
‫ل يكن له شبيه منذ الزل‬
‫ولن يكون له من بعد‬
‫إل سن جيل وجيل‬
‫‪...................‬‬
‫قدامه النار تأكل‬
‫وخلفه اللهيب يرق‬
‫قدامه الرض كجنة عدن‬
‫وخلفه قفر وخراب‬
‫ول ينجو منه شيء‬
‫كمنظر اليل منظره‬
‫ومثل الفرسان يسرعون‬
‫كصوت الركبات‬
‫على رؤوس البال يقفزون‬
‫كصوت ليب النار الكلة القش‬
‫وكشعب مقتدر مصطف للقتال‬
‫من وجهه يرتعد الشعوب‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وجيع الوجوه قد شحبت‬


‫كالبطال يسرعون‬
‫وكرجال الرب يتسلقون السور‬
‫وكل منهم يسي ف طريقه‬
‫ول ييد عن سبله‬
‫ول يزاحم أحد أخاه‬
‫بل يسيون كل واحد ف طريقه‬
‫ومن خلل السهام يهجمون‬
‫ول يتبددون‬
‫يثبون إل الدينة‬
‫ويسرعون إل السور‬
‫ويصعدون إل البيوت‬
‫ويدخلون من النوافذ))‪.‬‬
‫[‪]9 – 2 : 2‬‬
‫‪...‬‬
‫ويصفها أشعياء هكذا ‪:‬‬
‫((فيفع راية لمة بعيدة‬
‫ويصفر لا من أقصى الرض‬
‫فإذا با مقبلة بسرعة وخفة‬
‫ليس فيها منهك ول عاثر‬
‫لتنعس ول تنام‬
‫ول يل حزام حقويها‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ول يفك رباط نعليها‬


‫سهامها مددة‬
‫وجيع قسيها مشدودة‬
‫تسب حوافر خيلها صوانا‬
‫ومركباتا إعصارا‬
‫لا زئي كاللبؤة‬
‫وهي تـزأر كالشبال‬
‫وتزمر وتسك الفريسة‬
‫وتطفها وليس من ينقذ‬
‫فتزمر عليه ف ذلك اليوم كزمرة البحر‬
‫وتنظر إل الرض فإذا بالظلم والضيق‬
‫وقد أظلم النور ف غمام حالك))(‪.)26‬‬
‫[‪]26-30 : 5‬‬
‫أما السرى الصهاينة فتحدد السفار مصيهم هكذا ‪:‬‬
‫ف سفر التثنية ‪:‬‬
‫((ويردك الرب إل مصر ف سفن ف الطريق الت قلت لك ل تعد تراها فتباعون‬
‫هناك لعدائك عبيداَ وإماءً وليس من يشتري))‪.‬‬

‫‪ )(26‬وقد نقل شيخ السلم عن ابن قتيبة وابن ظفر ( الواب الصحيح‬
‫‪ ) 5/258‬أول هذه البشارة وقالوا إنا ف أمة ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫لكن قالوا إن ذلك ف الج‪ .‬وهذا إن صدق على أولا فآخرها ف الهاد‬
‫قطعا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫[‪]68 : 28‬‬
‫ويوضحه ما ف أرمياء ‪:‬‬
‫((هاأنذا أحاكمك على قولك ل أخطئ ‪ ..‬إنك تزين من مصر كما خزيت من‬
‫آشور))‬

‫[‪]36 ، 35 : 2‬‬
‫((أعبدٌ إسرائيل أم هو مولود بيت ‪ ،‬عليه زأرة الشبال وأطلقت أصواتا وجعلت‬
‫أرضه دمارا ‪ ،‬ومدنه احترقت بل ساكن فيها وبنو نوف وتفنحيس ‪-‬مدينتان‬
‫مصريتان معروفتان ف ذلك الوقت‪ -‬أيضا حلقوا هامتك))‪.‬‬
‫[‪]14-16 : 2‬‬
‫لشك أن الجاهدين سيكونون من كل بلد السلم ولكن التبكيت والزي بصر‬
‫له دللته‪ ،‬فهي الت أخرجوا منها أول عهدهم حي أناهم ال من العبودية لل فرعون ‪،‬‬
‫والن بسبب ردتم ‪-‬الت صرح با السفر مرارا‪ -‬سيعادون إليها عبيدا‪ ،‬لكن ل أحد‬
‫يشتري هذه الرة‪ !..‬لاذا‪..‬؟ لنم رجس‪!..‬‬
‫فهم يملون ف أبدانم فيوسات اليدز ‪ ،‬ويملون ف قلوبم القد والغدر ‪ ،‬فل‬
‫يريدهم أحد ولو عبيدا وإماءً‪.‬‬
‫وف التاه القابل وفيما يشبه النفخ ف الصور يعود اللجئون الفلسطينيون إل‬
‫ديارهم ويتداعى السلمون بعد العركة الكبى والنصر العظيم إل الرض الباركة‬
‫للزيارة والعتكاف ‪ ،‬ولسيما من العراق ومصر‪.‬‬

‫يقول أشعياء ‪:‬‬


‫((ف ذلك اليوم يدوس الرب قمحه من مرى النهر إل وادي مصر ‪ ،‬وأنتم‬
‫تلقطون واحدا فواحدا يا بن إسرائيل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وف ذلك اليوم ينفخ ف بوق عظيم ويأت الالكون ف أرض آشور والنفيون ف‬
‫أرض مصر ويسجدون للرب ف جبل القدس ف أورشليم))‪.‬‬
‫[‪]13 ، 12 : 27‬‬
‫أما العراق فلن ال قد فك عنهم الصار الذي أهلكهم وأجهدهم !‬
‫وأما مصر فلنا تشعر بالرج البالغ بسبب كامب ديفيد !‬
‫أما مصي الليف الستراتيجي فقد سبق ما يهد لـه ف الكلم عن نبوءة دانيال‬
‫فهناك اتفقنا نن وهم على أن المباطورية الرومانية الديدة هي ذلك الليف ولكن‬
‫لن الذين كتبوا عن النبوءات قبل قيام دولة إسرائيل فسروا بابل الديدة بأنا القدية أي‬
‫أن النبوءة قد مضت ‪-‬أو فسروها بأنا "روما" مقر الكنيسة الكاثوليكية ‪ ،‬ولن الذين‬
‫كتبوا بعد قيام دولة الرجس أغفلوا هذا بل هم يزعمون أن عظمة أمريكا وقوتا هو‬
‫ببكة نصرتا لسرائيل‪ -‬لجل ذلك ضاعت القيقة عن مصي هذا الليف الجرم‪.‬‬

‫فلنذكر نن ما قالت السفار عن وصفه ومصيه ‪:‬‬


‫‪ -)1‬ياطب سفر أشعياء دولة الرجس قائلً ‪:‬‬
‫((إذا صرختِ فلتنقذك مموعاتك لكن الريح سترفعها جيعا والنسيم يذبا أما‬
‫الذي يعتصم ب فيملك الرض ويرث جبل قدسي))‪.‬‬
‫[‪]13-14 : 57‬‬
‫وف الترجة الخرى ‪:‬‬
‫((ولكن الريح تملهم كلهم تأخذهم نفخة أما التوكل عليّ فيملك الرض‬
‫ويرث جبل قدسي))‪.‬‬
‫ويذكرهم قائلً ‪:‬‬
‫((إذا مد الرب يده عثر الناصر وسقط النصور وفنوا كلهم جيعا))‬

‫[‪]3 : 13‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -)2‬يصف أرمياء حال بابل الديدة قائلً ‪:‬‬


‫((كيف كسرت وحطّمت مطرقة الرض بأسرها ؟ كيف صارت بابل دهشا عند‬
‫ك فخا فأُخذتِ يا بابل ول تشعري ‪ ،‬لقد وجدتِ نقيضي عليكِ‬ ‫المم ‪ ،‬نصبتُ ل ِ‬
‫لنك تديتِ الرب))‪.‬‬
‫[‪]23-24 : 50‬‬
‫ويصفها بأنا ‪:‬‬
‫((اعتدّت بنفسها على الرب ‪ ))...‬ويقول ‪:‬‬
‫((ها أنذا عليك أيها العتداد بالنفس‪ ..‬لنه قد أت يومك وقت افتقادك ‪ ،‬سيعثر‬
‫العتداد بالنفس ويسقط وليس أحد ينهضه وأوقد نارا ف مدنه فتلتهم كل ما‬
‫حوله))‪.‬‬
‫[‪]32 – 31 ، 29 : 50‬‬
‫ومن أوصافها فيه ‪-:‬‬
‫أ – هي ((كأس ذهب بيد الرب ‪ ،‬تسكر كل الرض ‪ .‬من خرها شربت‬
‫المم ولذلك فقدت رشدها))‪.‬‬
‫[‪]7 : 51‬‬
‫ب‪(( -‬قائمة على الياه الغزيرة)) و ((كثية الكنوز))‪.‬‬
‫[‪]13 : 51‬‬
‫ج‪ -‬هي خليط من الشعوب ولذلك هم عند بداية يوم غضب ال عليها ينصح‬
‫بعضهم بعضا ‪(( :‬اهجروها ولنذهب كل واحد إل أرضه فإن الكم عليها بلغ‬
‫أعلى السموات ورفع إل الغيوم))‪.‬‬
‫[‪]9 : 51‬‬
‫‪ -)3‬يذكر أشعياء أن العقوبة ف يوم الغضب ل تتص بالرجسة وحدها بل ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ف ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد ‪ ،‬لوياثان الية الاربة‪،‬‬
‫ولوياثان الية اللتوية ويقتل التني الذي ف البحر))‪.‬‬
‫لقد حار شراحهم ف تفسي ذلك ‪ ،‬ولكن التأمل ف قيام رجسة الراب يد أن ثلث‬
‫حيات أنشأتا ‪-:‬‬
‫‪-1‬الية الاربة الت أعطت وعد بلفور وهيأت للعصابات الصهيونية ث‬
‫هربت (بريطانيا)‪.‬‬
‫‪-2‬الية اللتوية الت التفت على الرض القدسة وهي دولة صهيون‪.‬‬
‫‪-3‬التني أو الية العظمى الت ف البحر ‪-‬إذ ف البحر حاملت طائراتا‬
‫ومدمراتا لرهاب السلمي‪ -‬وهي أمريكا !!‬
‫ويؤ يد ما سبق (ص ‪ 62‬و ‪ )67‬عن الو حش وأن التن ي هو الذي يعط يه القدرة‬
‫واللك‪.‬‬
‫إن الشراح البوتستانت ‪-‬وإليهم تنتمي الدرسة الصولية‪ -‬يفسرون بابل بأنا‬
‫الكنيسة الكاثوليكية ف آخر الزمان ‪-‬أي منذ بضعة قرون إل نـزول السيح‪ -‬ويؤولون‬
‫صفات بابل الديدة الواردة آنفا بأنا مدينة روما ويتنبأون بلكها‪.‬‬
‫والقيقة أن هذا الوصف ل ينطبق على مدينة ضالة ف تدينها بل هو على‬
‫إمباطورية ضالة ف غطرستها وتديها لالقها اعتدادا بقوتا وهيمنتها ‪ ،‬ولذلك فمن‬
‫السهل علينا إثبات خطأ " بيتـز " ف شرح سفر الرؤيا ‪ ،‬وذلك بذكر الصفات الت‬
‫ذكرها هو نقلً عن السفر ‪-:‬‬
‫‪((-1‬الزانية العظيمة الالسة على الياه الكثية الت زن معها ملوك الرض‬
‫وسكر كل سكان الرض من خر زناها)) (ص ‪.)245‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪((-2‬الياه الت رأيت حيث الزانية جالسة هي ‪ :‬شعوب وجوع وأمم‬


‫وألسنة)) (ص ‪.)245‬‬
‫‪-3‬بعد تدميها ((يبكي تار الرض وينوحون عليها لن بضائعهم ل‬
‫يشتريها أحد فيما بعد ‪ ،‬بضائع من الذهب والفضة والجر الكري‬
‫واللؤلؤ والبز والرجوان والرير والقرمز ‪..‬والعاج والشب والنحاس‬
‫والديد والقرفة والبخور والطيب والرد والزيت والنطة والبهائم‬
‫غنما وخيلً ومركبات‪ ...‬كل هذه البضائع تارها سيقفون من بعيد‬
‫من أجل خوف عذابا يبكون وينوحون ‪ ،‬ويقولون ويل ! ويل ! ‪...‬‬
‫خربت ف ساعة واحدة ! (انظر ‪ :‬ص ‪.) 260-259‬‬

‫إنا دولة الرفاهية والتجارة العالية والشركات العملقة ‪..‬فأين روما من هذا ؟‬
‫ث يقول السفر ‪-:‬‬
‫((رفع ملك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة ورماه ف البحر قائلً ‪ :‬هكذا بد ْفعٍ‬
‫سترمى بابل الدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد )) (ص ‪.)262‬‬

‫ويقول ‪:‬‬
‫((لن تارك كانوا عظماء الرض إذ بسحرك ضلت جيع المم وفيها وجد دم‬
‫(أتباع) أنبياء وقديسي وجيع من قتل على الرض )) (ص ‪.)263‬‬
‫وحينئذٍ كما يقول السفر ‪ :‬تلل الشعوب ويهلل من ف السماء قائلي ‪:‬‬

‫((الجد والكرامة والقدرة للرب إلنا لن أحكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية‬


‫العظيمة الت أفسدت الرض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها)) (ص ‪.)263‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إذن ليست روما ولكنها أمريكا وعقوبتها ف السفار إما ربانية "رياح " كما سبق‬
‫أو إعصار ((كيف صارت بابل دهشا بي الشعوب ؟ طلع البحر على بابل فغمرها بدير‬
‫أمواجه ‪ ،‬وصارت مدنا دمارا ‪ .‬أرضا قاحلة مقفرة…))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]43-42 : 51‬‬

‫وف دانيال ومتّى "زلزل وأوبئة" على الرض ولبابل ‪-‬بل ريب‪ -‬النصيب الوفر منها!!‬
‫‪..‬وإما بشرية يرسلها ال ‪:‬‬

‫((أيتها القائمة على الياه الغزيرة الكثية الكنوز ‪ ،‬قد حان أجلكِ ‪ ،‬بنفسه أقسم‬
‫رب القوات ‪ :‬أملك رجالً كالنادب فيصيحون عليك بتاف النتصار ؟ هو‬
‫الذي صنع الرض بقوته وثبّت الدنيا بكمته))‪.‬‬
‫‪]14-13 :‬‬ ‫[نفسه ‪51‬‬
‫فما هتاف النتصار الذي ينشده جند ال بعد تدمي رجسة الراب يقينا أو بعد‬
‫تدمي أمريكا غالبا ‪:‬‬
‫إنه هتاف عجيب يورده أشعياء ‪:‬‬
‫((استيقظي استيقظي‬
‫البسي عزك يا فلسطي ‪-‬ف الصل صهيون‪-‬‬
‫البسي ثياب فخرك يا أورشليم‬
‫يا مدينة القدس‬
‫فإنه ل يعود يدخلك أقلف ول نس‬
‫انفضي الغبار عنك‬
‫قومي اجلسي يا أورشليم‬
‫حُلّت قيود عنقك‬
‫أيتها السية))‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫[‪]1-2 : 52‬‬
‫ويت ال على عباده الؤمني الذين يفرحون بنصره قائلً ‪:‬‬
‫((لن حينئذٍ أجعل للميي (ف الصل الشعوب) شفة نقية (ل شفة نسة كشفة‬
‫إسرائيل) ليدعو جيعا باسم الرب وليعبدوه كتفا على كتف))‪.‬‬
‫[صفيناء ‪]9 : 3‬‬
‫يعلم الناس عامة وأهل الكتاب خاصة أنه ما من أمة تعبد ال كتفا على كتف كالبنيان‬
‫المرصوص إل أمة السلم‪ .‬وهم أطهر الناس شفة وحسب شفاههم طهارة أنها ل تسب ال فتقول إن‬
‫له ابنا أو إنه يجهل وينسى ويندم ‪-‬تعالى ال عما يقول المشركون علوا كبيرا‪.-‬‬
‫‪1‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فسيقولون متى هو ؟‬
‫قل عسى أن يكون قريباً‬

‫بقي السؤال الخي والصعب ‪ :‬مت يل يوم الغضب ومت يدمر ال رجسة الراب‬
‫ومت تفك قيود القدس وتعود لا حقوقها ؟‬
‫إن الجابة قد سبقت ضمنا فحي حدد دانيال الدة بي الكرب‬
‫والفرج وبي عهد الضيقة وعهد الطوب كانت كما سبق ‪ 45‬سنة !!‬
‫وقد رأينا أن تديده قيام دولة الرجس كان سنة ‪ 1967‬م وهو ما قد‬
‫وقع وعليه فتكون النهاية أو بداية النهاية سنة (‪2012 = )45 + 1967‬م‬
‫أي سنة (‪1433 = )45+1387‬هـ‪.‬‬
‫وهو ما نرجو وقوعه ول نزم – إل إذا صدقه الواقع ‪ -‬لكن لو‬
‫دخل معنا الصوليون ف رهان كما دخلت قريش مع أب بكر الصديق‬
‫بشأن الروم فسوف يسرون قطعا وبل أدن ريب وبدون أن نلتـزم‬
‫بتحديد سنة معينة !!‬

You might also like