You are on page 1of 83

‫خطوات ذهبية‬

‫للمرأة السعودية‬
‫أ‪ .‬عائشة بنت سعد بن حمد القحطاني‬

‫الطبعــة الولى‬
‫‪1427‬هـ ـــ ‪2006‬م‬

‫إهداء‬
‫إلى من هو عون‬
‫وسند لي‬
‫إلى البهجة والسعادة‬
‫في حياتي‬
‫إلى من أضاء نور‬
‫دربي‬
‫إلى توأم روحي ‪..‬‬
‫زوجي‬
‫إليك أهدي كتابي‬
‫تعبيرا ً عن امتناني‬
‫عائشة‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫شكر‬
‫(( من ل يشكر الناس ل يشكر الله ))‬

‫أتقدم بالشكر والتقدير لبنتي الغالية ( ريانة ) على‬


‫جهودها التي بذلتها ليظهر هذا الكتاب إلى النور ‪ ،‬فقد‬
‫كان لها الثر الكبير في جمع البيانات والتصال بالجهات‬
‫المختلفة التي خدمت هذا الكتاب بالشيء الكثير ‪ ..‬وفقك‬
‫الله يا غاليتي وجعل عملك في موازين حسناتك ‪.‬‬
‫الشكر موصول للستاذة الفاضلة ‪ /‬خولة الهياش‬
‫على تعاونها ومساعدتها في المراجعة اللغوية ‪.‬‬
‫و للســـيدات الفاضلت اللتـــي لم يبخلن بتزويدنـــا‬
‫بسـيرهن الذاتيـة لتكون إشراقـة هذا الكتاب ودعـم لنتائج‬
‫تجربة المرأة السعودية المتميزة والرائدة ‪.‬‬

‫في الماضي كان وصول المرأة السعودية إلى موقع قيادي‬


‫يدرج في قائمة المستحيل حيث التاريخ في مختلف وجوهه كان‬
‫مــن صــناعة الرجــل ‪ ،‬ولم يكــن دور المرأة وفعاليتهــا يتخطيان‬
‫حدود البيـت والسـرة وفـي أحسـن الحوال مسـاندة الرجـل فـي‬
‫عمله من موقع هامشي ‪.‬‬
‫ومع التطورات الهائلة التي شهدها ويشهدها عصرنا انبرت‬
‫المرأة السعودية متسلحة بالعلم والخبرة والثقة بالنفس لمجاراة‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫الرجل والتفوق عليه في أكثر من ميدان من ميادين العمل‬


‫والنتاج ‪.‬‬
‫جيل جديد من النساء يفتح أفقا ً جديدا ً للمرأة السعودية‬
‫من خلل التحديات والنجاحات التي يحرزها في ميدان الحياة‬
‫والعمل ‪.‬‬
‫لم يكن للمرأة حضوٌر في عصر من العصور مثلما هي‬
‫عليه الحال في عصرنا الحالي فهي تتقدم بخطوات ذهبية على‬
‫رمال الصحراء لتحتل المواقع المهنية والعلمية والفنية والثقافية‬
‫التي كان من المستحيل أن تصل إليها في الزمنة الماضية ‪.‬‬
‫الجيل الجديد من النساء السعوديات يبني على إنجازات‬
‫الجيل الذي سبقه ومهد له الطريق ‪ ،‬ويحقق إنجازات أكبر وأهم‪،‬‬
‫ل نقول بخطوات ولكن بقفزات بحيث نجد في وقتنا الحاضر‬
‫نساء يصلن إلى مراكز مهمة وهن ل يزلن في طور الشباب ‪.‬‬
‫المرأة السعودية سلكت طرق عديدة لتحقق النجاح‬
‫وواجهت الصعاب والتحديات بالمال والتطلعات التي تحمل‬
‫للمستقبل ‪.‬‬
‫إنها رائدة والحديث عن مسيرتها في التعليم مفيد للجيال‬
‫القادمة من الفتيات السعوديات اللتي يتطلعن بشجاعة وثقة‬
‫إلى المستقبل ‪.‬‬
‫عائشة بنت سعد‬
‫القحطاني‬
‫‪1427‬هـ‬

‫تمهيـــد ‪:‬‬
‫من هي المـــرأة ؟‬
‫المرأة هي الم ‪ ،‬وهي الخت ‪ ،‬وهي البنة ‪ ،‬هي الحبيبة‬
‫وهي الزوجة ‪ ،‬والمرأة حرث الرجل وخير متاع الدنيا ‪ ،‬كما‬
‫أخبرنا الرسول الكريم أن الزوجة الصالحة هي التي إذا أمرها‬
‫زوجها أطاعته وإذا أقسم عليه أبرته ‪ ،‬وإذا غاب عنها حفظته في‬
‫ماله وعرضه ‪.‬‬
‫ولما كانت المرأة شريك الرجل في بناء الطفال على‬
‫ً‬ ‫سياسيا‬ ‫القيم والمبادئ السلمية الرفيعة ومن ثم بناء المجتمع‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫ملحة ‪..‬‬‫واقتصاديا ً واجتماعيا ً ‪ ..‬فإن تعليمها وتثقيفها كان ضرورة ُ‬


‫ول غير في ذلك فإن وراء كل رجل عظيم امرأة‪ ،‬ووراء كل بيت‬
‫سعيد سليم امرأة‪ ،‬وأساس أي عمل ناجح ونافع امرأة سواء‬
‫كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة فإن لم تساهم في هذا‬
‫العمل البناء بنفسها فإن ابنها أو زوجها هو الذي يؤديه بكفاءة‬
‫واقتدار لما يشعر به من استقرار نفسي وعاطفي ‪.‬‬
‫وكان للمرأة بفطنتها دوٌر كبيٌر في نشر رسالة الدين‬
‫السلمي ‪ ،‬فالسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ضربت‬
‫أفضل مثل للزوجة المخلصة للناس جميعا ً عندما آوت الرسول‬
‫الكريم قبل البعث وهي التي آمنت به وزملته عندما أُنزل عليه‬
‫الوحي من السماء وأخذت بيده الشريفة إلى ابن عمها ورقة بن‬
‫نوفل الذي بشره بأنه رسول هذا الزمان وأنه خاتم النبياء ‪.‬‬
‫والسيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمنت برسالة‬
‫السلم وأول من آزرت زوجها الرسول أثناء فترة البعث وأثناء‬
‫غزواته وأثناء فتوحاته السلمية معنويا ً وماديا ً ‪ ،‬وكانت رضي الله‬
‫عنها أول من صدقته حين كذبه الناس ‪ ..‬وهي رضي الله عنها‬
‫سيدة أهل الجنة ‪.‬‬
‫وبذلك نجد أن للمرأة دورا ً عظيما ً – قديما ً وحديثا ً – في‬
‫جميع ميادين الحياة ‪ ،‬فدورها رئيسي في تربية البناء وفي‬
‫المنزل ‪ ،‬وفي المدرسة ‪ ،‬وفي العمل ‪ ،‬وأصبحت تشارك الرجل‬
‫في كافة المور ‪ ،‬وأصبحت بجدارة تعتلي جميع المناصب الدارية‬
‫والسياسية والقتصادية والجتماعية ‪.‬‬
‫والمرأة كأم مثقفة واعية لها دور هام في المجتمع لما لها‬
‫من قدرة فائقة على المساهمة بعملها وثقافتها في بناء مجتمع‬
‫إنساني متطور وبما تبثه من معتقدات وقيم وأفكار في أسرتها‬
‫والتي تعتبر اللبنة الساسية لبناء المجتمع المتطور ‪ ،‬وهذا ما‬
‫تنبهت له الحكومة السعودية وفتحت الباب واسعا ً أمام تعليم‬
‫الفتيات السعوديات في كافة المجالت بما يتفق مع المبادئ‬
‫والخلق السلمية الرفيعة ‪.‬‬
‫لقد بدأت التفكير في إنجاز هذا العمل خلل أزمة حقوق‬
‫المرأة ومطالبتها بتفعيل ما منحها السلم من حقوق هضمها‬
‫وحجبها عنها المجتمع وما أشارت إليه كذلك الستاذة ‪ /‬ناهد‬
‫باشطح إلى أهمية الشادة بإنجازات المرأة السعودية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫لذا فقد ارتأيت أن أساهم بهذا الجهد الفكري المتواضع‬


‫للقي الضوء على مشوار المرأة السعودية ورحلتها الشاقة على‬
‫طريق العلم لتصل إلى المعرفة والثقافة وتكون نصف المجتمع‬
‫الفعال بعد أن تم صقل مهاراتها وقدراتها بالمبادئ العلمية‬
‫الرفيعة والقيم السديدة البناءة بعيدا ً عن كل ما هو هدام‬
‫ويتعارض مع مبادئ الشريعة السلمية ‪.‬‬
‫وقد جاء هذا الكتاب على خمس فصول حيث يناقش‬
‫الفصل الول‪ :‬التعليم من حقوق المرأة في السلم ‪ ،‬والفصل‬
‫الثاني‪ :‬يناقش رحلة تعليم المرأة السعودية ‪ ،‬الفصل الثالث ‪:‬‬
‫يضع نظرة تحليلية كمية لتعليم الفتاة في المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ ،‬الفصل الرابع ‪ :‬يتضمن مجموعة من المقالت التي‬
‫تحدثت عن المرأة السعودية ‪ ،‬أما الفصل الخير ‪ :‬أعرض فيه‬
‫سيرات ذاتية وشخصيات مختلفة للمرأة السعودية التي تشهد‬
‫لهن إنجازاتهن في المجتمع بأنهن دانات مضيئة في بحر العلم‬
‫والمعرفة ‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق ‪،،،‬‬
‫المؤلفة‬
‫الرياض …‬
‫‪1426‬هـ‬

‫الصفح‬ ‫المـوضــــــــــــوع‬
‫ة‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل الول ‪ ( :‬التعليم من حقوق المرأة في‬ ‫‪‬‬
‫السلم ) ……………………‪. .‬‬
‫‪10‬‬ ‫المرأة في المجتمعات الحديثة ………………………………‪…….‬‬ ‫‪‬‬
‫………………‪. .‬‬
‫‪13‬‬ ‫حقوق المرأة في السلم ………………………………………‪…….‬‬ ‫‪‬‬
‫………………‪..‬‬
‫‪19‬‬ ‫خصائص وسمات المجتمع السعودي ………‪.…..…………...‬‬ ‫‪‬‬
‫…………………‪. .‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪21‬‬ ‫……‬ ‫الفصل الثاني ‪ ( :‬رحلة تعليم الفتاة السعودية )‬ ‫‪‬‬


‫…‪..……………..……….‬‬
‫‪25‬‬ ‫مدارس البنات الهلية………‪………….………………….……………..‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪26‬‬ ‫لماذا تأخر التعليم الحكومي للفتاة في المملكة‬ ‫‪‬‬
‫العربية السعودية‪..…..‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ ( :‬نحو نظرة تحليلية لتعليم البنات )‬ ‫‪‬‬
‫………………‪..……….‬‬
‫‪32‬‬ ‫الخريطة التنظيمية لول جهاز للرئاسة العامة‬ ‫‪‬‬
‫التعليم البنات (‪..….. )1‬‬
‫‪33‬‬ ‫الخريطة التنظيمية (‪………….………….…….…………………… )2‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪34‬‬ ‫الخريطة التنظيمية (‪………….……………………………………… )3‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪36‬‬ ‫أنواع التعليم في المملكة ………………………‪……….……….…….‬‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..‬‬
‫‪38‬‬ ‫التطور الكمي لتعليم البنات في المملكة ………‪….…….‬‬ ‫‪‬‬
‫…………………‪..‬‬
‫‪40‬‬ ‫مقارنة بين التطور الكمي لتعليم البنات وتعليم‬ ‫‪‬‬
‫البنين …………………‪..‬‬
‫‪41‬‬ ‫تطور التعليم المتوسط للبنات مقارنة بالبنين …………‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫……‪.…………….…..‬‬
‫‪42‬‬ ‫تطور التعليم الثانوي للبنات مقارنة بالبنين …………‪….‬‬ ‫‪‬‬
‫………‪.…………….‬‬
‫‪43‬‬ ‫تطور التعليم العالي للبنات مقارنة بالبنين ………………‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..………...‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ ( :‬مقالت عن المرأة السعودية ) ……‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..…………..‬‬
‫‪49‬‬ ‫شاعرية المرأة البدوية ‪ .‬بقلم ‪ /‬خالد القشطيني ……‬ ‫‪‬‬
‫……‪..………….…….‬‬
‫‪51‬‬ ‫نساء من بلدي ‪ .‬بقلم ‪ /‬د‪ .‬أميمة الجلهمة …………‪….‬‬ ‫‪‬‬
‫………‪..………….‬‬
‫‪55‬‬ ‫ماذا يريدون من المرأة السعودية ‪ .‬بقلم ‪ /‬نوال‬ ‫‪‬‬
‫اليوسف ……‪..…………….‬‬
‫‪61‬‬ ‫المرأة السعودية والعمل عن بعد ‪ .‬بقلم ‪ /‬ندى‬ ‫‪‬‬
‫الفايز ………‪..…………….‬‬
‫‪64‬‬ ‫المرأة السعودية وحقها في الحوار ‪ .‬بقلم ‪ /‬نوال‬ ‫‪‬‬
‫اليوسف …………‪..…….‬‬
‫‪69‬‬ ‫مكاسب جديدة للمرأة السعودية بمنتدى جدة …………‬ ‫‪‬‬
‫…………………‪..‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪73‬‬ ‫…………………………‬ ‫المرأة السعودية ‪ .‬بقلم ‪ /‬داليا مؤمن‬ ‫‪‬‬


‫………‪..………..‬‬
‫‪75‬‬ ‫ممرضة سعودية تقنع ‪ 150‬ممرضة باعتناق السلم‬ ‫‪‬‬
‫……………………‪..‬‬
‫‪76‬‬ ‫كلمة صاحبة السمو الملكي ‪ /‬فهدة بنت سعود بن‬ ‫‪‬‬
‫عبد العزيز ……‪..‬‬
‫‪80‬‬ ‫المرأة السعودية بين التنظير والتطبيق ‪ .‬بقلم ‪ /‬ثريا‬ ‫‪‬‬
‫الشهري ……‪..……..‬‬
‫‪84‬‬ ‫هناك ما هو أهم من قيادة المرأة للسيارة ………………‬ ‫‪‬‬
‫……………………‪..‬‬
‫الصفح‬ ‫المـوضــــــــــــوع‬
‫ة‬
‫‪86‬‬ ‫لماذا تجلس أمي في المقعد الخلفي ؟؟ بقلم ‪ /‬عبد‬ ‫‪‬‬
‫الله المغلوث…………‪..‬‬
‫‪88‬‬ ‫ريم الطويرقي د‪ .‬عالمة الفيزياء السعودية ‪ .‬بقلم ‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫إيمان الحازمي …‪..‬‬
‫‪90‬‬ ‫الفصل الخامس ‪ ( :‬دانات مضيئة ) ………………………‪..…..‬‬ ‫‪‬‬
‫…………………‪..‬‬
‫‪92‬‬ ‫موجز لسيدات سعوديات متميزات ……………………‪……….‬‬ ‫‪‬‬
‫………………‪. .‬‬
‫‪99‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬إنصاف بخاري ……………‪…………….………………….‬‬ ‫‪‬‬
‫………‪..‬‬
‫‪101‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬بدرية البشير ……………………‪…………...……………….‬‬ ‫‪‬‬
‫………‪..‬‬
‫‪103‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬ثريا عبيد …………‪………………………………….………….‬‬ ‫‪‬‬
‫……‪..‬‬
‫‪104‬‬ ‫الكاتبة ‪ /‬رانيا سليمان سلمة ……………‪………….……………..‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪106‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬ريم الطويرقي ………………………………‪…………...‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪109‬‬ ‫الكاتبة ‪ /‬سهام حسين القحطاني ……………………‪………..….‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪112‬‬ ‫الخصائية ‪ /‬عائشة سعد الشهري ………………………‪……….‬‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..‬‬
‫‪113‬‬ ‫المشرفة التربوية ‪ /‬عواطف فهد الحارثي ……………‪….‬‬ ‫‪‬‬
‫……………………‪..‬‬
‫‪116‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬فوزية صالح الشمري ………………………‪……….‬‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..‬‬
‫‪120‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬فوزية محمد أبا الخيل ……………………‪.………….‬‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫…………‪..‬‬
‫‪127‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬منيرة سليمان العلول ………………‪.…...…………..‬‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..‬‬
‫‪135‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬منى سعد الغامدي ………………‪…………….……..‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪136‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬منيرة صالح الغصون ………………………‪………….‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪142‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬منيرة عبد الله القاسم ……………………‪..……….‬‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..‬‬
‫‪144‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬موضي فهد النعيم ……………………‪………..……….‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪146‬‬ ‫الكاتبة ‪ /‬نوال راشد الراشد ………………………‪…………….…….‬‬ ‫‪‬‬
‫………‪..‬‬
‫‪149‬‬ ‫المشرفة التربوية ‪ /‬نورة سعد القحطاني ………………‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫……………………‪..‬‬
‫‪151‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬نورة خالد السعد ……………………‪……….………….‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪155‬‬ ‫الدكتورة ‪ /‬نورة عبد العزيز عبد العزيز المبارك ……‬ ‫‪‬‬
‫………‪. …………...‬‬
‫‪171‬‬ ‫…………‪….………….‬‬ ‫المشرفة التربوية ‪ /‬نورة مزيد المزيد‬ ‫‪‬‬
‫……‪..…………….‬‬
‫‪173‬‬ ‫الصحفية ‪ /‬هداية درويش سلمان ………‪…….….……………..‬‬ ‫‪‬‬
‫………………‪..‬‬
‫‪176‬‬ ‫الستاذة ‪ /‬هند محمد العميل ……………‪………….……………….‬‬ ‫‪‬‬
‫…………‪..‬‬
‫‪177‬‬ ‫الميرة ‪ /‬هيلة عبد الرحمن آل سعود …………‪…….……….‬‬ ‫‪‬‬
‫………………‪..‬‬
‫‪179‬‬ ‫الكاتبة ‪ /‬وفاء إبراهيم السبيل ………………………………‪……….‬‬ ‫‪‬‬
‫………‪..‬‬
‫‪181‬‬ ‫الستاذة ‪ /‬وفاء محمد الطجل ……………………‪……………….‬‬ ‫‪‬‬
‫……………‪..‬‬
‫‪184‬‬ ‫الخاتمة ……………………‪………………….…………………….……..………….‬‬ ‫‪‬‬
‫…‪..‬‬
‫‪186‬‬ ‫المراجع ……………………‪……………….………………….…………………….‬‬ ‫‪‬‬
‫……‪..‬‬

‫الفصل الول‬
‫التعليم من حقوق المرأة‬
‫‪8‬‬
‫في السلم‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫لقد حظيت المرأة في السلم بمكانة كبيرة لم تحظ بها‬


‫على مر الزمن قديما ً وحديثا ً فلقد رفع السلم من شأنها‬
‫ومكانتها وهيأ لها في المجتمع مكانة ومنزلة عالية ‪ ،‬وقبل أن‬
‫نتناول حق المرأة في التعليم بالدراسة والتحليل دعنا نتعرف‬
‫على نظرة المجتمعات القديمة وبعض المجتمعات الحديثة‬
‫للمرأة ‪:‬‬
‫‪-1‬الصين ‪:‬‬
‫كانت المرأة في المجتمع الصيني تحتل مكانة بسيطة حيث‬
‫كتبت إحدى سيدات الطبقة العليا بالصين رسالة تصف فيها وضع‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المرأة في المجتمع جاء فيها " ‪ ...‬نشغل نحن النساء آخر مكان‬
‫في الجنس البشري ويجب أن يكون من نصيبنا أحقر العمال …‬
‫"‪.‬‬
‫" … أل ما أتعس حظ المرأة ليس في العالم كله شيء‬
‫أقل فيه منها ‪ ..‬إن الذكور يقضون متكئين على البواب كأنهم‬
‫آلهة سقطوا من السماء أما البنت ل يأبه أحد ٌ بمولدها … وإذا‬
‫كبرت اختبأت في حجرتها تخشى أن تنظر في وجه‬
‫إنسان … "‬
‫‪-2‬اليونان ‪:‬‬
‫كان اليونانيون ينظرون إلى المرأة نظر متسلطة فتكون‬
‫تابعة لبيها وهي في بيت أبيها ثم مملوكة لزوجها ‪ ،‬ثم خاضعة‬
‫لبنها وهي أرملة وقد يقوم بيعها في السوق أو يوصى بها‬
‫لشخص آخر قبل مماته وكانوا يزعمون أن أصنامهم لم تكن‬
‫ترضى عنهم إل إذا قدموا إليها القرابين من عذارى الفتيات ‪.‬‬
‫‪-3‬الهند ‪:‬‬
‫كانت نظرة المجتمع الهندي وكما صورتها لنا أساطير"‬
‫مانو " أن مانو عندما خلق النساء فرض عليهن حب الفراش ‪،‬‬
‫والتجرد من الشرف ‪ ،‬وسوء السلوك ‪ ، " ...‬وفي تشريع مانو‬
‫أن الزوجة الوفية ينبغي أن تخدم زوجها كما لو كان إلها ً وأل‬
‫تأتي بأي شيء يؤرقه أو يؤلمه حتى وإن خل من الفضائل ‪..‬‬
‫وكانت المرأة تخاطب زوجها في خشوع قائلة يا مولي ‪ ،‬يا إلهي‬
‫وكانت تمشي خلفه بمسافة وكانت تأكل مما يتبقى بعده ‪.‬‬
‫‪-4‬الرومانيون ‪:‬‬
‫كان الرومانيون ينظرون إلى المرأة على أنها وسيلة‬
‫للمتعة ول تعدو عن كونها نوعا ً من أدوات الزينة في المنزل ‪،‬‬
‫وللرجل عليها حق السيطرة لعدم كفاءتها وكانوا يعتقدون أن‬
‫الفتاة وسيلة من وسائل الغراء الشيطانية وينبغي أن تسخر‬
‫حياتها في طاعة الصنام باعتبارها رجسا ً من عمل الشيطان‬
‫وعليها أن تقوم على خدمة زوجها أناء الليل وأطراف النهار لنها‬
‫تستحق الذل والهوان ‪ ،‬وليس من حق المرأة أيضا ً أن تضحك أو‬
‫تأكل اللحوم ‪.‬‬
‫وقد عرف الرومانيون الزواج " الزواج بالسيادة " وبناء‬
‫عليه تدخل المرأة في سيادة زوجها وتصير في حكم ابنته‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫وتنقطع صلتها بوالديها وأشائقها ‪ ،‬وكانت إذا ارتكبت جريمة تحال‬


‫إلى زوجها ليحكم عليها وكان يحكم عليها بالعدام أحياناً‪.‬‬
‫‪-5‬الجاهلية ‪:‬‬
‫فكان الكثير من العرب ل يرحبون بميلد النثى وكان ذلك‬
‫أمرا ً طبيعيا ً نظرا ً لكثرة النزاعات والخلفات بين القبائل وقدرة‬
‫الذكور – الرجال – على البلء والتضحية في تلك الغزوات ‪ ،‬أما‬
‫النثى فل مجال لها في تلك النزاعات ‪ ،‬بالضافة إلى أنها في‬
‫نظر الخصم تعتبر غنيمة مطلوبة للخدمة أو الستمتاع ‪ ،‬فكان‬
‫الرجل إذا ولدت له أنثى إما أن يبقيها على مضض ومهانة أو‬
‫يتخلص منها بقتلها أو دفنها حية في التراب كما قال رب العزة‬
‫سوَدّاً‬ ‫حدُهُم بالُنْثَى ظ َ َّ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ ( :‬وإذ َا ب ّ َ‬
‫م ْ‬‫ه ُ‬ ‫ج ُه ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫شَر أ َ‬ ‫َِ ُ ِ‬
‫َ‬
‫سك ُ ُ‬
‫ه‬ ‫م ِ‬‫شَر بِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ ِ‬ ‫سوءِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن الْقَوْم ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬‫م * يَتَوَاَرى ِ‬ ‫وَهُوَ كَظِي ٌ‬
‫َ‬ ‫ع َلَى هُو َ‬
‫ن ) (النحل‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ب أل َ‬
‫ساءَ َ‬ ‫ه فِي التَُّرا ِ‬
‫س ُ‬‫م يَد ُ ُّ‬
‫نأ ْ‬ ‫ٍ‬
‫‪. ) 59-58‬‬
‫‪-6‬اليهودية ‪:‬‬
‫دعــت بعــض طوائف اليهود إلى اعتبار البنــت دون مرتبــة‬
‫أخيها وأنزلوها إلى مرتبة الخدم وكانت ل ترث مع إخوتها الذكور‬
‫وكان لبيهـا أن يبيعهـا وهـي طفلة أو دون البلوغ ‪ ،‬وكانوا يروا أن‬
‫المرأة المتوفى عنها زوجها تؤول إلى أخيه تلقائيا ً في حالة عدم‬
‫إنجابها من زوجها المتوفى ول تحل لغير هذا الخ إل إذا تبرأ منها‬
‫أمام مجلس شيوخ بنــي إســرائيل وإذا حملت مــن الزوج الثانــي‬
‫فإن هذا المولود يحمــل اســم الزوج الول ويخلفــه فــي تركتــه‬
‫ووظائفه وتسمى هذه الحالة باسم " يابا ماد " ‪.‬‬
‫وتؤكد التوراة في سفر التكوين ‪ ،‬الصحاح ‪ 28‬اليات ( ‪، 6‬‬
‫‪ ) 7‬على هذه الصورة فتقول ‪ " :‬إن يهودا قد أخذ زوجة ( العير‬
‫بكر ) واسمها ( شامار ) وكان‬
‫( عير بكر ) شريرا ً في عيني الرب وقال يهوذا ( الومان )‬
‫شقيق ( عير ) أدخل على امرأة أخيك وتزوج بها وأقم نسلً‬
‫لخيك ‪.‬‬
‫‪-7‬المسيحية ‪:‬‬
‫لم يأخذ رجال الدين المسيحي بمبدأ مساواة المرأة‬
‫بالرجل ويؤكدون إنه ل يستقيم الرجل فيه ذره من رجوله أن‬
‫ينقاد لمرأة ‪ ،‬وأن يسير وراء مشورتها لضعف خلقها وفساد‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫طبعها ‪ ،‬واتجه ( قرطاجه ) إلى أن المرأة ليست بإنشائه وليس‬


‫لها حق القتراب من الهيكل المقدس لنها نجس وليس لها حق‬
‫التعليم وأنها لم تخلق إل لخدمة الرجل‪.‬‬
‫ولما انتشرت الديانة المسيحية بمبادئها الروحية والخلقية‬
‫خففت من القيود المفروضة على المرأة ونبذ أهميتها ودأبت في‬
‫تخفيف سيادة الزوج وهيمنة الب وقسوته وكما ورد في‬
‫موسوعة تاريخ العالم ترجمة وزارة المعارف المصرية أن رجال‬
‫الكنيسة – دعاة شريعة الحب والرحمة – يقولون أن النساء‬
‫أولى لهن أن يخجلن من إنهن نساء وأن يعشن في ندم متصل‬
‫جزاء ما جلبن على الرض من لعنات ‪ ،‬وكان يقول مانو فيهن أن‬
‫النساء باب الجحيم وأنهن الخطيئة مجسمة وقد ذهب البعض‬
‫إلى أبعد من ذلك فزعموا أن أجسام النساء من عمل الشيطان‬
‫وينبغي أن يلعن النساء لنهن سبب الغواية ‪ ،‬كما أن الشيطان‬
‫مولع بالظهور في شكل أنثى ‪. ...‬‬
‫مما سبق يتضح أن إنسانية المرأة لم يكن لها اعتبارها ولم‬
‫تحظى بأدنى أهمية وإنها خلقت لخدمة الرجل وأن الرجل هو‬
‫سيدها وهو الذي له الحق في التحكم في جميع أمورها ‪ ،‬وظلت‬
‫وضعية المرأة هكذا حتى ظهر الدين السلمي الحنيف وأتى به‬
‫وسطع نور الحقيقة وتوهج ضوءها في شبه‬ ‫الرسول الحبيب‬
‫الجزيرة العربية ونزلت رسالة السلم من السماء على رسولنا‬
‫الكريم سيدنا محمد بن عبد الله بمبادئ وقيم رفيعة تعالج‬
‫جميع شؤون الحياة الدنيا والخرة لكافة الفراد دون التمييز بين‬
‫جنس وآخر أو جنسية وأخرى أو فردا ً وآخر فالجميع في السلم‬
‫متساوون ل فرق بين رجل أو امرأة أعجمي أو عربي إل بتقوى‬
‫الله عز وجل ‪ ،‬وقرر السلم للمرأة العديد من الحقوق‬
‫والواجبات والخصائص النفسية ‪ ،‬فقد قرر لها أهميتها القتصادية‬
‫والمالية وجعل لها ذمة مالية مستقلة ومنفصلة عن زوجها ‪ ،‬كما‬
‫قرر لها أهليتها الجتماعية ‪ ،‬وقرر أهليتها للعبادة والتكاليف‬
‫الشرعية ‪ ،‬كما أبرز السلم دوَر المرأة في إصلح المجتمع‬
‫وحراسة قيمه وتقويم انحرافاته واليمان بعقائده ومبادئه للسمو‬
‫ل للرجل في جميع‬ ‫ك فعا ٌ‬‫بها إلى أفضل ما يستطاع فهي شري ٌ‬
‫ميادين العمل وجميع أمور الحياة بما يضمن إصلح المجتمع‬
‫ورعاية مثله وعقائده ‪.‬‬
‫ونؤكد هنا أن النساء للرجال خلقن ‪ ،‬ولهن خلق الرجال‬
‫وأن نظرة السلم للمرأة نظرة احترام وتقدير فهي مصانة في‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫جميع مراحل حياتها فحسن تربيتها واجبة في الصغر ‪ ،‬بل الجنة‬


‫جزاء لمن وقف على تربيتها ‪ ،‬وعندما تشب أحاطها بسياج أمين‬
‫وأحاطها بمجموعة من التعاليم التي تحافظ عليها من السفور‬
‫والتبرج ‪.‬‬
‫وهي – المرأة – فضل ً عن ذلك راعية في بيتها مسؤولة‬
‫عن أولدها لها دور في الحياة ل يقل أهمية عن دور الرجل فل‬
‫توجد شريعة إلهية ول قوانين وضعية أعطت للمرأة حقها‬
‫وحافظت على كرامتها وصانت هيبتها كما فعلت الشريعة‬
‫السلمية ‪ ،‬فمن حقوق المرأة في السلم ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬حق التملك ‪:‬‬
‫فقد قرر السلم للمرأة حق تملك الموال المنقولة وغير‬
‫المنقولة وشرع لها حق الرث والمهر عند الزواج والتجارة‬
‫وإبرام العقود وشرع لها من الحكام ما يحافظ على هذه‬
‫الملكية ‪ ،‬وحرم العتداء على هذه الموال وشرع لها طرق‬
‫الكسب وطرق التنمية بحيث تكون مشروعة ونافعة ‪.‬‬
‫وما يؤكد أن السلم جعل للمرأة ذمة مالية مستقلة عن‬
‫الذمة المالية لزوجها ما جاء فيما رواه المام البخاري – رحمه‬
‫الله – بإسناده إلى أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه قال ‪:‬‬
‫( جاءت زينب امرأة ابن مسعود فقالت يا رسول الله إنك أمرت‬
‫حلي لي ‪ ،‬فأردت أن أتصدق بها ‪،‬‬‫اليوم بالصدقة وكان عندي ُ‬
‫فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من أتصدق به عليهم ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬صدق ابن مسعود ‪ ،‬زوجك وولدك أحق من تصدقت‬ ‫النبي‬
‫به عليهم ) ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬حق العمل ‪:‬‬
‫إن السلم ل يوجب على المرأة ضرورة الخروج من البيت‬
‫والعمل لكسب قوتها وإهمال تربية أبنائها والقيام بشئون السرة‬
‫‪ ،‬وفي الوقت ذاته لم يحرم السلم على المرأة المسلمة في‬
‫المجتمع السلمي العمل إذا احتاجت إليه ‪ ،‬ماديا ً أو معنويا ً أو إذا‬
‫احتاج إليها المجتمع ‪.‬‬
‫ل‬
‫جا ِ‬
‫ولعمل المرأة مستند شرعي في قوله تعالى ‪ ( :‬لِلّرِ َ‬
‫ن )(النساء‪ :‬من‬ ‫ما اكْت َ َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫م َّ‬
‫ب ِ‬
‫صي ٌ‬
‫ساءِ ن َ ِ‬ ‫ما اكْت َ َ‬
‫سبُوا وَلِلن ِّ َ‬ ‫م َّ‬
‫ب ِ‬
‫صي ٌ‬
‫نَ ِ‬
‫الية ‪. )32‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫ومن مجالت عمل المرأة التعليم فقد كان بعض النساء‬


‫يعلمن الصغار تلوة القرآن وحفظ أحاديث رسول الله ويكفي‬
‫أن نعلم أن عدد اللئي سمع منهن مؤرخ دمشق ابن عساكر ‪،‬‬
‫حديث الرسول في صباه نيف وثمانون امرأة ‪.‬‬
‫هذا وكانت رفيدة السلمية تقوم بمداواة الجرحى وكان لها‬
‫خيمة في مسجد رسول الله تعالج فيها جرحى المعارك من‬
‫الصحابة – رضوان الله عليهم ‪. -‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬حق الرث ‪:‬‬
‫حيث أكد السلم الحنيف حق المرأة في الرث وحقها في‬
‫تنمية هذه الملكية سواء كانت أموال ً عينية أو منقولة أو غير‬
‫ك الْوَالِدَا ِ‬
‫ن‬ ‫ما تََر َ‬‫م َّ‬
‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬
‫ل نَ ِ‬
‫جا ِ‬ ‫منقولة ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬لِلّرِ َ‬
‫لَ‬ ‫م َّ‬
‫ما قَ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬
‫ن وَالقَْربُو َ‬ ‫ْ‬ ‫ما تََر َ‬
‫م َّ‬ ‫وَالَقَْربُو َ‬
‫ك الوَالِدَا ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬
‫ساءِ ن َ ِ‬‫ن وَلِلن ِّ َ‬
‫مفُْروضاً) (النساء‪. )7:‬‬ ‫من َ‬
‫صيبا ً َ‬ ‫ه أوْ كَثَُر ن َ ِ‬‫ِ ْ ُ‬
‫رابعا ً ‪ :‬حق المهــر ‪:‬‬
‫أوجب السلم أن يكون في عقد النكاح مبلغ من المال‬
‫على الزوج لزوجته تكريما ً لها وليس ثمنا ً لها فهو على سبيل‬
‫حلَة )‬ ‫صدُقَات ِ ِه َّ‬
‫ن نِ ْ‬ ‫ساءَ َ‬
‫الهبة والتكريم ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬وَآتُوا الن ِّ َ‬
‫(النساء‪ :‬من الية ‪ )4‬وهذا المال ملك للمرأة وليس لحد فيه حق‬
‫سواء كان من الهل أو الزوج ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬حق العشرة الحسنة ‪:‬‬
‫للزوجة حق المعاشرة الحسنة من زوجها فعليه أن يحسن‬
‫معاملتها ويخاطبها بلغة الود والحترام ويتجنب اللفاظ النابية‬
‫عن الذوق والدب والشرع ويتجنب السباب والشتائم وسائر‬
‫أنواع التقبيح لها ‪ ،‬ولقد أوصى الرسول بالنساء خيرا ً ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة رضي الله عنه قال ‪ ( :‬من كان يؤمن بالله واليوم الخر‬
‫فل يؤذ جاره ‪ ،‬واستوصوا بالنساء خيرا ً ‪. ) ...‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬حق النفقة ‪:‬‬
‫للمرأة على الزوج حقوقا ً غير حق المهد وهو حق النفقة‬
‫لم يكلف السلم المرأة بالعمل من أجل كسب قوتها بل أوجب‬
‫ذلك على الرجل وأوجب عليه النفقة على زوجته وأبنائه وبناته ‪.‬‬
‫َ َ َ َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض‬
‫ما ف ّ‬ ‫ن ع َلَى الن ِّ َ‬
‫ساءِ ب ِ َ‬ ‫مو َ‬‫ل قَوَّا ُ‬
‫جا ُ‬ ‫قال تعالى ‪ ( :‬الّرِ َ‬
‫م )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضهُ ْ َ‬
‫موَالِهِ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ما أنْفَقُوا ِ‬ ‫ض وَب ِ َ‬
‫م ع َلى بَعْ ٍ‬ ‫بَعْ َ‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬
‫سوَتُهُ َّ‬
‫ن‬ ‫موْلُود ِ ل َ ُ‬
‫ه رِْزقُهُ َّ‬
‫ن وَك ِ ْ‬ ‫وقال تعالى ‪ ( :‬وَع َلَى ال ْ َ‬
‫بِال ْ َ‬
‫معُْروف ) ‪.‬‬
‫سابعا ً ‪ :‬حق الطلق ‪:‬‬
‫موقف السلم من حق طلق المرأة نفسها في الحالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬تملك إيقاع الطلق إذا اشترطته عند عقد الزواج ‪.‬‬
‫‪-2‬لها أن تفتدي نفسها من الزوج بدفع مبلغ من المال ليوقعا‬
‫الطلق ‪.‬‬
‫‪-3‬الطلب إلى القاضي إيقاع الطلق إذا كان الزوج مصاباً‬
‫بأمراض جنسية تدل على عجز الرجل ‪ ،‬أو أمراض‬
‫مستعصية ‪ ،‬أو أمراض منفرة ‪.‬‬
‫‪-4‬الطلب إلى القاضي أن يطلقها إذا عجز الزوج عن النفاق‬
‫عليها ‪.‬‬
‫‪-5‬الطلب إلى القاضي أن يطلقها إذا غاب الزوج غيابا ً طويل ً ‪،‬‬
‫كالحكم عليه بالسجن المؤبد ‪ ،‬أو كان مفقودا ً (‪.)1‬‬
‫ثامنا ً ‪ :‬حق الحضانة ‪:‬‬
‫قرر السلم الحضانة للمرأة لنها أقدر من الرجل على‬
‫رعاية شئون الطفال واحتوائهم بعاطفتها التي فطرها الله عليها‬
‫‪.‬‬
‫وفي حديث رسول الله عن أبي هريرة – رضي الله عنه‬
‫قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي‬
‫؟ قال ‪ :‬أمك قال ‪ :‬ثم من ؟ قال ‪ :‬أمك قال‪ :‬ثم من ؟ قال ‪:‬‬
‫أمك قال ثم من ؟ قال ‪ :‬أبوك ‪.‬‬
‫واستدل ابن حزم رحمه الله من هذا الحديث على إيجاب‬
‫الحضانة للم لنها صحبة ‪.‬‬
‫تاسعا ً ‪ :‬حق التقاضي ‪:‬‬
‫جعل السلم للمرأة حق المقاضاة غيرها من النساء‬
‫والرجال بأن ترفع دعوى تطالب بحق لها أو تجيب على دعوى‬
‫إذا رفعت ضدها ويترتب عليها حقوق البيع والدين والجارة‬
‫والوكالة والهبة والوصية وغير ذلك من العقود ‪.‬‬

‫‪ )(1‬حقوق المرأة ‪ ،‬دكتور محمد أبو فارس ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫عاشرا ً ‪ :‬حرية الرأي ‪:‬‬


‫لم يحجر السلم على رأي المرأة بل منحها ما منح الرجل‬
‫في أن تبدي رأيها في المور المختلفة سواء كانت علمية أو‬
‫اجتماعية أو اقتصادية ولنا في رسول الله قدوة حسنة ‪ ،‬حيث‬
‫كانت المرأة تعبر عن رأيها وقد يكون مخالف لرأي الخر ‪ ،‬بل‬
‫تقوم بتصويبه إن أخطأ وكان رسول الله يأخذ برأي عائشة‬
‫رضي الله عنها إن كان صوابا ً ‪.‬‬

‫إحدى عشر ‪ :‬الحرية السياسية ‪:‬‬


‫للمرأة المسلمة أن تنصح الحاكم ولها أن تنتقده وتأمره‬
‫بالمعروف وتنهاه عن المنكر ولها أن تشكو من المراء والحكام‬
‫وتحصل على حقوقها المادية والمعنوية ‪.‬‬
‫لها أن تسهم في مجلس الشورى ‪ ،‬وتشكل الجمعيات‬
‫لنهضة المة والصلح وتساهم فيها كما لها أن تثقف غيرها من‬
‫النساء سياسيا ً وتنشر الوعي السياسي بالطرق المشروعة التي‬
‫ت‬‫ج ْ‬
‫خرِ َ‬ ‫مةٍ أ ُ ْ‬‫خيَْر أ ُ َّ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫ل تخالف فيها ولة المر ‪ .‬قال تعالى ‪ ( :‬كُنْت ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن بِالل ّهِ ) ‪.‬‬ ‫منُو َ‬ ‫منْكَرِ وَتُؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫ن عَ ِ‬
‫ف وَتَنْهَوْ َ‬ ‫ن بِال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫مُرو َ‬
‫س تَأ ُ‬ ‫َ‬
‫لِلن ّا ِ‬
‫اثنا عشر ‪ :‬الدعوة إلى الله ‪:‬‬
‫أوجــب الســلم على المرأة اليمان بالله وتوحيده وعبادتــه‬
‫وطلب مـن المرأة أن نقوم بالدعوة إلى الله وتبليـغ النسـاء مـن‬
‫بنات جنسهن بهذا الدين وطلب منها الصبر على الدعوة وتخطي‬
‫العقبات في طريقة هذه الدعوة ‪ .‬من المثلة المشرفة للداعيات‬
‫الستاذة الفاضلة أسماء الروشيد ‪.‬‬
‫ويتحقق للمرأة ما وهبها السلم من حقوق عليها أن تكون‬
‫قادرة على قراءة حقوقها وواجباتها لتحصل عليها من مجتمعها‬
‫الذي هضم تلك الحقوق وطالبها بالواجبات ‪ ،‬فمن أهم حقوق‬
‫المرأة في السلم حقها في العلم ‪.‬‬
‫إن المتتبع ليات القرآن الكريم والمتفحص في السنة‬
‫النبوية الشريفة يجد أن حق التعليم من أهم الحقوق التي كفلها‬
‫الدين السلمي الرشيد للرجل والمرأة على حد سواء فيقول‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل يَعْل َ ُ‬
‫مون )‬ ‫ن وَال ّذِي َ‬ ‫ن يَعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ستَوِي ال ّذِي َ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫تعالى ‪ ( :‬قُ ْ‬
‫ل هَ ْ‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬
‫َّ‬
‫ه‬
‫عبَاد ِ ِ‬‫ن ِ‬
‫َّ َّ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ه ِ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬
‫شى الل‬ ‫(الزمر‪ :‬من الية ‪ ، )9‬وقوله تعالى ‪ ( :‬إِن َّ َ‬
‫ما ي َ ْ‬
‫ن‬
‫ه الذِي َ‬ ‫(فاطر‪ :‬من الية ‪ ، )28‬ويقول تعالى ‪ ( :‬يَْرفَِع الل ُ‬ ‫ماءُ )‬
‫َ‬ ‫الْعُل َ‬
‫آمنوا منك ُم والَّذي ُ‬
‫جات ) (المجادلة‪ :‬من الية ‪)11‬‬ ‫ن أوتُوا الْعِل ْ َ‬
‫م دََر َ‬ ‫ِ ْ ْ َ ِ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪.‬‬
‫وهناك في السنة المحمدية الشريفة الكثير من الحاديث‬
‫التي تحض على طلب العلم للناس كافة سواء كان رجل ً أم‬
‫امرأة ‪ ،‬فقد روى المام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي‬
‫" أيما رجل كانت عنده‬ ‫برده عن أبيه قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ‪ ،‬ثم اعتقها‬
‫وتزوجها فله أجران "‬
‫( صحيح البخاري بفتح الباري ‪. )11/28‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله‬
‫" من كان له ثلث بنات أو ثلث أخوات أو بنتان أو أختان‬
‫فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة " ( سنن الترمذي‬
‫‪. )4/320‬‬
‫ويقول الرسول " طلب العلم فريضة على كل مسلم " (‬
‫رواه ابن ماجه ) وهو نص يشمل الرجل والمرأة باتفاق علماء‬
‫السلم ويدخل في ذلك إعدادهم لتبعات الحياة الساسية وأمور‬
‫المعيشة ‪.‬‬
‫إن ســـيرة الســـيدة فاطمـــة بنـــت الشيـــخ علء الديـــن‬
‫الســـمرقندي الفقيـــه الحنفـــي الكـــبير صـــاحب تحفـــة الفقهاء‬
‫والمتوفـى عام ‪ 529‬هجريـة صـاحب البدائع الذي بسـط فيـه كتاب‬
‫شيخـه السـمرقندي حتـى قيـل عنـه شرح تحفتـه وزوجـه ابنتـه ‪،‬‬
‫وكانـت فاطمـة مـن جللهـا فـي أمور الفقـه إن أخطـأ زوجهـا ردتـه‬
‫إلى الصــواب وكانــت الفتوى تأتــي فتخرج وعليهــا خطهــا وخــط‬
‫أبيهـا ‪ ،‬فلمـا تزوجـت بصـاحب البدائع كانـت الفتوى تخرج وعليهـا‬
‫خطها وخط أبيها وخط زوجها ‪.‬‬
‫ولنا في رسول الله قدوة حسنة حيث طبق مبدأ تعليم‬
‫المرأة وتثقيفها بما كان يضعه مع المسلمات من تخصيص يوم‬
‫يجلس لهن فيه ومن تعليم أمهات المؤمنين ‪.‬‬
‫وقدم لنا البلزري في مؤلفه " فتوح البلدان " أن الشفعاء‬
‫العدوية وهي سيدة من بني عدي رهط عمر بن الخطاب رضي‬
‫الله عنه كانت كاتبة في الجاهلية وكانت تعلم الفتيات وأن‬
‫السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذت عنها‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫ولما تزوجها خير البشر‬ ‫القراءة والكتابة قبل زواجها بالرسول‬


‫طلب من الشقعاء العدوية أن تتابع تثقيفها وأن تعلمها تحسن‬
‫الخط والرقية من مرض النملة الذي ظهر حين ذاك ‪.‬‬
‫وذكر ابن فلكان أن السيدة نفيسة بنت الحسن النور بن‬
‫زيد البلج ابن الحسن بن علي بن أبي طالب كان لها مجلس‬
‫علم في مصر كان يحضره المام الشافعي رضي الله عنه ‪.‬‬
‫وفي نهاية هذا الفصل وقبل أن نسير مع المرأة السعودية‬
‫على طريق علمها أود أن أشير إلى بعض خصائص وسمات‬
‫المجتمع السعودي ولكن في بادئ المر أو أن أذكر ميزة ينفرد‬
‫بها المجتمع السعودي ‪.‬‬
‫•يتميز أبناء وبنات المجتمع السعودي بقدرتهم على المزج بين‬
‫الصالة والعلم بحيث ترى الشخص منا يصل إلى أعلى درجات‬
‫العلم والثقافة ولكن في داخله النسان الصيل المنتمي لعاداته‬
‫وتقاليده ول يخرج عن مجتمع أسرته وقبيلته ‪ ،‬لذا وبكل فخر‬
‫أجد في مجتمعنا التركيبة العجيبة التي تميز عن غيرنا لنكون‬
‫أشبه بالمجتمع الفاضل حيث ل ننزع جذورنا إذا حملنا الشهادات‬
‫ول ننسى من نحن إذا وجدنا في مجتمع غريب عنا ‪.‬‬
‫•بعض خصائص وسمات المجتمع السعودي ‪:‬‬
‫‪)1‬امتداد القرابة بين أفراد المجتمع ‪:‬‬
‫حيث يوجد في المجتمع السعودي مستويات متتالية من‬
‫القرابة تبدأ بالسرة الصغيرة كلبنة لبناء المجتمع ‪ ،‬فالعشيرة‬
‫فالقبيلة وتحتل القبيلة قمة الهرم التنظيمي لنسق القرابة في‬
‫المجتمع ‪ ،‬ويتباين وضع القرابة في المجتمع السعودي حسب‬
‫أيكولوجية السرة ‪ ،‬بمعنى تتباين القرابة بين الفراد حسب ما‬
‫إذا كانت السرة من البدو أم الريف أم الحضر ‪ ،‬وهناك عدة‬
‫عوامل تساهم في تحديد القرابة منها ‪:‬‬
‫•الشريعة السلمية التي يدين بها جميع أفراد المجتمع السعودي‬
‫وما تدعو إليه من ضرورة صلة الرحم ‪.‬‬
‫•النظام القبلي السائد في المجتمع السعودي والذي يحدد الكثير‬
‫من العلقات بين أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫•العادات والتقاليد السائدة في المجتمع السعودي والتي ينفرد‬
‫بها بالمقارنة بباقي الشعوب العربية والسلمية والتي تشكل‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫مسارا ً أساسيا ً للعلقات الجتماعية والدوار المختلفة لفراد‬


‫السرة الواحدة والتي تشمل الوالدين والبناء والجداد والحفاد‬
‫والعمام ليمثلوا جميعا ً وحده العشيرة ثم القبيلة ‪.‬‬
‫‪)2‬أن المجتمع السعودي ينتمي إلى دوائر حضارية متعددة ‪،‬‬
‫الدائرة الخليجية ‪ ،‬الدائرة العربية ‪ ،‬والدائرة السيوية ‪،‬‬
‫والدائرة السلمية ‪ ،‬ثم الدائرة العالمية بمعناها الواسع كما‬
‫يجسدها النظام العالمي الجديد بأنظمته ومؤسساته ‪ ،‬وبما‬
‫يعكس أهداف وسياسات وشخصية المجتمع ‪.‬‬
‫‪)3‬إن المجتمع السعودي يتميز بضرورة المشاركة الجماعية في‬
‫قرارات السرة وتوجيهاتها وفقا ً لمبادئ الشريعة السلمية‬
‫والذي ساعد على ذلك انتشار التعليم بين أفراد المجتمع‬
‫وزيادة الوعي الديني والقتصادي والثقافي لدى أبناء المجتمع‬
‫السعودي ‪.‬‬
‫‪)4‬ارتفاع مستويات المعيشة لقطاعات الفراد وما ترتب على‬
‫ذلك من تزايد النزاعات الستهلكية والرغبة في التسوق‬
‫واقتناء الجهزة الكثر تطورا ً ‪ ،‬كما أدت سنوات الطفرة‬
‫القتصادية إلى انتشار السرة النووية ( الصغيرة ) وتفكك‬
‫السرة الممتدة إلى حد ٍ ما ‪.‬‬
‫‪)5‬التغير في الدور الجتماعي والثقافي للسرة في المجتمع‬
‫السعودي وتزايد الطلب الجتماعي على الثقافة والتعليم‬
‫وانحسار المية بين قطاعات المجتمع المختلفة ومن أهمها‬
‫قطاعات المرأة وتزايد الجهود الحكومية والشعبية في‬
‫مواجهة مشكلة المية ‪.‬‬
‫‪)6‬التغيرات الجوهرية في النظرة الجتماعية لوضعية المرأة‬
‫وخاصة بعد فتح أبواب العلم والتعليم أمامها ‪ ،‬وما ترتب على‬
‫ذلك من تغير في نمط العلقات داخل محيط السرة ‪ ،‬والتغير‬
‫في دورها الجتماعي في المنزل ومشاركتها الفعالة في كافة‬
‫مجالت النتاج والخدمات للمساهمة في إحداث التنمية‬
‫القتصادية والجتماعية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫الفصل الثاني‬
‫رحـلة تعليم الفتاة‬
‫السعــودية‬

‫انطلقا ً مما تعرضنا له في الفصل السابق من حقوق‬


‫للمرأة وما عليها من واجبات وفقا ً لتوجيهات الشريعة السلمية‬
‫السمحاء ‪ ،‬وتأكيدا ً لحق المرأة في التعليم جاء الميثاق العالمي‬
‫لحقوق النسان الصادر عام ‪1948‬م والذي أكد في مادته‬
‫السادسة والعشرون على أن لكل إنسان الحق في التعليم على‬
‫أن يكون التعليم مجانا ً في المراحل التعليمية الولى والساسية‬
‫وبنبغي أن يكون التعليم الساسي إجباري كحد أدنى لكل فرد‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫في المجتمع ‪ .‬وأن يكون التعليم الفني والعالي ممكنا ً لكل فرد‬
‫على قدم المساواة وتكافؤ الفرص ‪.‬‬
‫ويتضح لنا من قراءة الميثاق العالمي لحقوق النسان‬
‫ضرورة أن تسعى حكومات الدول إلى توفير فرص التعليم لكافة‬
‫أفراد المجتمع بكافة فئاته وطوائفه ودون التمييز بين الفراد‬
‫لسباب الجنس أو الديانة وغير ذلك ‪.‬‬
‫وفي السياق نفسه صدر من منظمة المم المتحدة في‬
‫السابع من نوفمبر ‪1967‬م إعلنا ً يقضي بضرورة إلغاء التمييز بين‬
‫الرجل والمرأة في مجال التعليم ‪ .‬وتقضي المادة الثالثة من هذا‬
‫العلن بضرورة أن تتخذ كافة الدول جميع الجراءات المناسبة‬
‫والتي من شأنها تنوير الرأي العام وتوجيه كافة التطلعات‬
‫القومية نحو القضاء على التفرقة والتمييز ضد المرأة في مجال‬
‫التعليم والمعرفة ‪.‬‬
‫وبعيدا ً عن هذه المواثيق والقوانين الوضعية فإن ديننا‬
‫السلمي الحنيف يدعونا إلى ضرورة المساواة بين الرجل‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ن آيَاتِهِ أ ْ‬‫م ْ‬ ‫والمرأة في كافة مجالت الحياة فيقول تعالى ‪ ( :‬وَ ِ‬
‫خلَق لَك ُم من أَن ُفسك ُ َ‬
‫موَدَّةً‬
‫م َ‬‫ل بَيْنَك ُ ْ‬ ‫سكُنُوا إِلَيْهَا وَ َ‬
‫جعَ َ‬ ‫م أْزوَاجا ً لِت َ ْ‬
‫ْ ِ ْ ْ ِ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة إ ِ َّ‬
‫ن ) (الروم‪. )21:‬‬ ‫ت لِقَوْم ٍ يَتَفَك ُّرو َ‬‫ك ليا ٍ‬‫ن فِي ذَل ِ َ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬‫وََر ْ‬
‫وهذا يؤكد الدور العظيم للمرأة في الحياة العامة والخاصة‬
‫‪ ،‬والمتتبع لتاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية‬
‫وعندما بدأ تأسيسها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود‬
‫فــي ينايــر ‪ 1902‬ســنة ‪1319‬هجريــة دولة عربيــة إســلمية دينهــا‬
‫السـلم ودسـتورها القرآن الكريـم والسـنة ‪ ،‬كان نشـر العلم بيـن‬
‫أفراد المجتمـع السـعودي ول يزال بشكـل أولويـة قصـوى للنهوض‬
‫بالنسـان السـعودي ذكرا ً كان أو أنثـى وبمـا يسـاعد على تحقيـق‬
‫أهداف التنمية القتصادية والجتماعية الشاملة ‪.‬‬
‫ونادى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه‬
‫الله – بتوطين البادية كمشروع تعليمي وإنمائي واجتماعي يهدف‬
‫إلى نشر التعليم بين أفراد مجتمع البادية والنتقال بهم من‬
‫الحياة البدوية إلى حياة اجتماعية مستقرة ونشر المعارف‬
‫بينهم ‪ ،‬وبعد دخول الملك عبد العزيز – رحمه الله – مكة‬
‫المكرمة بعد أن ضم القاليم الخرى إلى المملكة عام‬
‫‪1343‬هجرية بادر إلى تطوير التعليم في المسجد الحرام‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫والشراف عليه كما أمر بتأسيس أول مديرية للمعارف لنشر‬


‫التعليم في جميع أنحاء المملكة ‪.‬‬
‫وبناء على المر الملكي رقم ‪ 7‬والصادر في ‪27/1/1346‬هـ‬
‫بشأن تشكيل أول مجلس للمعارف في المملكة وذلك في‬
‫‪2/2/1346‬هـ برئاسة مدير المعارف ‪ /‬كامل القصاب وبعضوية‬
‫أربعة من الموظفين العموميين وأربعة من أهل العلم غير‬
‫الموظفين ‪ ،‬وقد جاء في قرار إنشائه أن على أعضائه وضع‬
‫نظام تعليمي في الحجاز يلتزم بمراعاة عدد من السس وبناء‬
‫عليه قام المجلس بوضع نظام تعليمي في الحجاز أخذ في‬
‫اعتباره توحيد مقررات التعليم والعمل على جعل التعليم‬
‫البتدائي ميسرا ً لكل طفل بالمجان وجعل سلم التعليم مكوناً‬
‫من أربع مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي وجامعي ‪.‬‬
‫في ‪ 22‬جمادى الولى عام ‪1351‬هـ الموافق ‪1932‬م تم‬
‫تحويل المملكة الحجازية النجدية إلى اسم المملكة العربية‬
‫السعودية وواكب ذلك اتساع صلحيات مديرية المعارف‬
‫وأصبحت مهمتها الشراف على جميع شئون التعليم في المملكة‬
‫ما عدا التعليم العسكري ‪.‬‬
‫أما تعليم المرأة السعودية كانت بداياته خطوات خجولة‬
‫تتقدم باستحياء تحكم سيرها العراف والتقاليد ونظرة المجتمع‬
‫غير المؤيدة لهذه الخطوات ‪ ،‬حيث تأخر التعليم النظامي للمرأة‬
‫السعودية عن باقي الدول العربية والسلمية وأقطار المغرب‬
‫العربي فضل ً عن البيئة في المملكة ‪.‬‬
‫عندما دخل الملك عبد العزيز آل سعود الحجاز لم يكن‬
‫يوجد بها حينذاك من المدارس النظامية سوى خمس مدارس‬
‫أهلية هي المدرسة الصولتية التي تأسست عام ‪1292‬هـ‬
‫والمدرسة الفخرية التي تأسست عام ‪1298‬هـ والمدرسة‬
‫العثمانية ومدرسة الفلح التي تأسست عام ‪1323‬هـ بجدة وفي‬
‫مكة عام ‪1330‬هـ وليس معنى ذلك أن هذه المدراس هي بداية‬
‫حركة التعليم بل كان هناك العديد من الكتاتيب التي كانت تؤهل‬
‫لحضور حلقات الدروس في الحرمين الشريفين بمكة والمدينة ‪.‬‬
‫كما كان هناك بعض الكتاتيب في بلد عسير وتشير هذه‬
‫المعلومات إلى وجود هذا النوع من التعليم في مختلف مناطق‬
‫المملكة العربية السعودية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫بدأ تعليم المرأة قبل تأسيس المملكة العربية السعودية‬


‫عن طريق الكتاتيب حيث كانت تقوم سيدة أو مجموعة من‬
‫السيدات بتعليم القرآن الكريم ومبادئ الكتابة والحساب وغالباً‬
‫ما كان ذلك يتم في منزل المعلمة ‪ .‬وكانت المعلمة تلقب‬
‫بألقاب مختلفة من منطقة إلى أخرى مثل – الفقيهة ‪،‬‬
‫المدّرِسة ‪ ،‬المطوّعة ‪ ،‬وكانت أشهر مناطق السعودية في تعليم‬
‫البنات هي منطقة الحجاز ومن أشهر الكتاتيب في مكة لتعليم‬
‫البنات كتَّاب " السيدة آسية " الذي تم تأسيسه في أوائل القرن‬
‫الرابع عشر الهجري وكتّاب " فخرية هانم " في الساحة وكتّاب "‬
‫فاطمة هانم " استمرت هذه الكتاتيب بعد تأسيس المملكة‬
‫العربية السعودية ودخول الملك عبد العزيز الحجاز ‪.‬‬
‫في منطقة نجد كانت المرأة تحضر عند المعلمة لتحضر‬
‫درس القرآن أو الحديث وانتشرت الكتاتيب في مختلف أنحاء‬
‫نجد وقام على تأسيسها مجموعة من السيدات اللتي أسهمن‬
‫إسهاما ً ملموسا ً في حركة التعليم في القرن الرابع عشر‬
‫الهجري ومن أشهرهن ‪:‬‬
‫منيرة بنت راشد عبد الله الرشيد ‪ ،‬وهيا آل شتوي ‪ ،‬وهيلة‬
‫المقحم ‪ ،‬ومنيرة الشعلن ‪.‬‬
‫بلغ عدد الكتاتيب ‪ 368‬كتابا ً موزعة على جميع أنحاء‬
‫المملكة ‪.‬‬
‫مرحلة الكتاتيب الهلية كانت الخطوة الولى للمرأة‬
‫السعودية في طريق التعليم وبداية الرحلة لها ‪.‬‬
‫لم تستمر الكتاتيب على حالها السابق الذكر ولكنها‬
‫تطورت على أيدي بعض الهالي لتصبح مدارس أكثر تنظيماً‬
‫ودواما ً ومن هذه المدارس في ذلك الوقت ‪:‬‬
‫مدرسة البنات الهلية بمكة المكرمة ‪:‬‬
‫أنشئت في ربيع أول عام ‪1362‬هـ وهي من أقدم المدارس‬
‫الهلية لتعليم البنات تأسست قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات‬
‫بحوالي ثمانية عشر عاما ً وكانت أول من تولى إدارة المدرسة‬
‫زوجة السيد ‪ /‬حسين عبد الغني فلمبان ثم تولت الدارة بعدها‬
‫السيدة ‪ /‬خيرية هاشم وعند إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات‬
‫عام ‪ 1380‬تولت إدارة المدرسة السيدة ‪ /‬أمينة نوري بنجر ‪.‬‬
‫مدرسة الفتاة للثقافة والتدبير المنزلي ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫أسسها حسين عبد الغني فلمبان عام ‪ 1367‬هـ وتولت‬


‫إدارتها زوجته سميت هذه المدرسة فيما بعد بمدرسة الفتاة‬
‫الهلية ‪.‬‬
‫مدرسة " خوجة هانم " بالطائف ‪:‬‬
‫أسست عام ‪1360‬هـ قامت هذه المدرسة بجهود السيدة ‪/‬‬
‫ألطاف صائب ‪ ،‬عنيت المدرسة بالدراسات القرآنية وتعليم‬
‫مبادئ القراءة والكتابة ‪.‬‬
‫مدرسة الزهراء للبنات بمكة المكرمة ‪:‬‬
‫تأسست عام ‪1378‬هـ واهتمت في بداية تأسيسها بتعليم‬
‫الطفال في سن الروضة ‪.‬‬
‫مدرسة دار الحنان للبنات بجدة ‪:‬‬
‫تأسست هذه المدرسة على يد الملك فيصل بن عبد‬
‫العزيز – رحمه الله – بأمواله الخاصة عام ‪1375‬هـ وكان الهدف‬
‫من تأسيسها أن تكون دار لرعاية اليتام من البنات ‪.‬‬
‫تطوير الكتاتيب إلى مدارس أهلية للبنات كانت الخطوة‬
‫الثانية في رحلة تعليم المرأة السعودية المثابرة للوصول إلى‬
‫أعلى درجات العلم والمعرفة ‪.‬‬
‫من ثم بدأت تتراءى على الرمال خيال للخطوة الهامة‬
‫والذهبية في مشوار المرأة السعودية نحو تحقيق الحلم‬
‫والطموح العالي عندما رأى كبار المسؤولين والتربويين وبعض‬
‫الرواد المهتمين بالتعليم ضرورة تأسيس مدارس أهلية نظامية‬
‫للبنات مزودة بأجهزة إدارية وفنية مؤهلة وتم ذلك بإنشاء‬
‫مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض عام ‪1370‬هـ ومعهد‬
‫الرياض النموذجي بالرياض ‪1371‬هـ ومؤسسة الثقافة الشعبية‬
‫بجدة عام ‪1371‬هـ وروضة المعارف بجدة ‪1375‬هـ المدرسة‬
‫النصفية بجدة عام ‪1377‬هـ وحديقة الطفال بجدة عام ‪1377‬هـ‬
‫والمدرسة النموذجية بالدمام عام ‪1378‬هـ والمدرسة النموذجية‬
‫بالرياض ‪1378‬هـ والمدرسة النموذجية بمكة عام ‪1379‬هـ ‪.‬‬
‫تتابع افتتاح المدارس الهلية إلى أن وصل عددها إلى‬
‫خمس وأربعون مدرسة منها أربع عشرة مدرسة في مكة‬
‫المكرمة وأربع مدارس في الرياض ‪ ،‬وسبع عشرة مدرسة في‬
‫جدة وثلث مدارس في كل من المدينة والطائف ومدرسة‬
‫واحدة في كل من الدمام والخبر والقطيف وبلغ عدد الطالبات‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫في هذه المدارس عام ‪1380‬هـ ( ‪ )6556‬طالبة موزعات على‬


‫‪ 232‬فصل ً دراسيا ً ‪.‬‬
‫بعد ذلك تطلعت المرأة السعودية إلى أكثر من ذلك‬
‫وحلمت بأن تحقق الدولة لها فرصة التعليم الحكومي الذي يكون‬
‫بمثابة العتراف الرسمي للجميع بحقها في التعليم وأخذ فرصتها‬
‫كاملة في تفعيل دورها في المجتمع ومنها صفة الرسمية بأنها‬
‫النصف الخر الذي سيدفع عجلة التنمية والتطور في البلد ‪.‬‬
‫وشاء الله تعالى لها أن يقفز بها صدور المر السامي في‬
‫‪20/4/1379‬هـ الموافق ‪22/10/1959‬م ليقدم لها خريطة طريق‬
‫العلم والمعرفة لتسير خطواتها نحو مرادها وحلمها وتتقدم بكل‬
‫فخر وعزة وثقة لتكمل طريق النجاح الذي بدأته بخطوات‬
‫صغيرة متقاربة ل يلحظ فيها سيرها لتكون خطوات واسعة‬
‫تختصر فيها ما فاتها ‪.‬‬
‫ولعل ما يتبادر إلى الذهن لماذا تأخر التعليم الحكومي‬
‫للفتاة في المملكة العربية السعودية ؟‬
‫تعود الجابة إلى عدة عوامل منها ‪- :‬‬
‫‪)1‬العوامل الجتماعية ‪:‬‬
‫وهي تمسك المجتمع بعقائد ومعتقدات سيئة سادت‬
‫حينذاك ‪ ،‬حيث كان ذكر المرأة يعتبر عيبا ً وعارا ً مما أدى إلى‬
‫انهيار المكانة الجتماعية للمرأة وشكل عائقا ً أمام حقها في‬
‫التعليم ‪.‬‬
‫‪)2‬ظلم الرأي العام للمرأة ‪:‬‬
‫حيث سادت في تلك الفترة معارضة شديدة لخروج المرأة‬
‫ة للمجتمع ودمارا ً للعادات‬‫من بيتها وطلب العلم واعتبر ذلك فتن ً‬
‫والتقاليد وتمسك البعض بحرمانها من التعليم سدا ً للذرائع وظهر‬
‫هذا الموقف آنذاك واضحا ً في الصحف المحلية التي تكتب بها‬
‫القلم الذكورية المعارضة لتعليم المرأة ‪.‬‬
‫لم تعارض الحكومة الرأي العام منعا ً للتصادم حيث أن‬
‫المجتمع لم يبلغ مستوى متقدما ً من العلم والثقافة حيث يمكن‬
‫فتح باب الحوار والمناقشة وتمسك المجتمع الشديد بما هو عليه‬
‫ورفض كل تغير لذلك ‪.‬‬
‫ولكن عالجت الدولة الموضوع بحكمة وسياسة بوضع‬
‫ضوابط لتعليم الفتاة السعودية وتتلخص فيما يلي ‪- :‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪-1‬يجري فتح المدارس لتعليم العلوم الدينية وغيرها من العلوم‬


‫التي تتمشى والعقيدة السلمية ‪.‬‬
‫‪-2‬تشكل هيئة تحت إشراف سماحة المفتي ( الشيخ محمد بن‬
‫إبراهيم آل الشيخ آنذاك ) لتنظيم تعليم البنات ووضع برامجه‬
‫ومراقبة سيرة واختيار المعلمات اللتي يتحقق فيهن حسن‬
‫العقيدة وصدق اليمان ‪.‬‬
‫‪-3‬يستهدف تعليم الفتاة تربيتها تربية إسلمية صحيحة لتقوم‬
‫بمهمتها في الحياة فتكون ربة بيت ناجحة وزوجة مثالية وأماً‬
‫صالحة ولعدادها بما يناسب فطرتها كالتدريس والتمريض‬
‫والتطبيب ‪.‬‬
‫‪-4‬إتاحة الفرصة أمام المرأة السعودية لتلقي أنواع التعليم‬
‫الملئمة لطبيعتها والملئمة لحاجات البلد ‪.‬‬
‫‪-5‬منع الختلط بين البنين والبنات في جميع مراحل التعليم إل‬
‫في دور الحضانة ورياض الطفال ‪.‬‬
‫‪-6‬أن يتم هذا النوع من التعليم في جو من الحشمة والوقار‬
‫والعفة ويكون في كيفيته وأنواعه متفقا ً مع أحكام السلم ‪.‬‬
‫وقد تضمن نص المر السامي بعض هذه الضوابط إذ ينص‬
‫على ‪-:‬‬
‫" الحمد لله وحده وبعد فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ‬
‫رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة العربية في فتح مدارس‬
‫لتعليم البنات العلوم الدينية من قرآن وعقائد وفقه وغير ذلك‬
‫من العلوم التي تتماشى مع عقائدنا الدينية كإدارة المنزل وتربية‬
‫الولد وتأديبهم مما ل يخشى فيه عاجل ً أو آجل ً أي تغير على‬
‫معتقداتنا لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهه من‬
‫المؤثرات التي تؤثر على النشء في أخلقهم وصحة عقيدتهم‬
‫وتقاليدهم ‪ .‬وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين‬
‫يتحلون بالغيرة على الدين لتشرف على نشء المسلمين في‬
‫تنظيم هذه المدارس ووضع برامجها بمراقبة حسن سيرها فيما‬
‫أنشئت له وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب‬
‫السماحة المفتي الكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ على‬
‫أن تختار المدرسات من أهل المملكة وغيرهن اللواتي يتحقق‬
‫فيهن حسن العقيدة واليمان ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫ويدخل إلى هذه المدارس ما سبق فتحه من مدارس‬


‫للبنات في عموم المملكة وتكون جميعا ً مرتبطة في التوجيه‬
‫والتنظيم بهذه اللجنة تحت إشراف سماحته مع العلم أن‬
‫التشكيل يتقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس ونأمل أن‬
‫يكون ذلك في وقت قريب ‪ .‬والله الموفق ول حول ول قوة إل‬
‫بالله ‪.‬‬
‫على ضوء هذه الضوابط أنشئت الرئاسة العامة لتعليم‬
‫البنات عام ‪1380‬هـ إيذانا ً ببدء التعليم الحكومي للبنات بالمملكة‬
‫العربية السعودية ‪.‬‬
‫لم تكن بداية تعليم الفتاة السعودية بداية سهلة ولكن بدأ‬
‫الكثيرون في تقبل مبدأ تعليم الفتاة في المدارس الحكومية‬
‫حتى إن الفئات التي كانت تعارض إنشاء الدولة لمدارس البنات‬
‫بدأت في المطالبة بفتح المزيد من المدارس للبنات في القرى‬
‫والرياف ‪.‬‬
‫كانت بداية التعليم الحكومي للمرأة السعودية نقطة تحول‬
‫هيأت الظروف لتطورات متلحقة لتعليم الفتاة لتسير قُدما ً نحو‬
‫طريق العلم لتصبح من الرائدات في العالم العربي ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫نحو نظرة تحليلية لتعليم‬
‫البنات بالمملكة العربية‬
‫‪8‬‬
‫السعودية‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫استكمال ً لما سبق عرضه سوف نناقش في هذا الفصل‬


‫موضوعات تحظى بالهتمام نبدأ بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم‬
‫البنات ‪.‬‬
‫نظرا ً لتزايد اهتمام الحكومات المتعاقبة للمملكة حفظهم‬
‫الله بضرورة تزايد الهتمام بتعليم الفتاة السعودية إمعانا ً منهم‬
‫بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الفتاة في تنمية المجتمع ‪،‬‬
‫وإيمانا ً منهم بقدرتها على العطاء وبناء السرة السوية التي تعد‬
‫بمثابة اللبنة الساسية لقامة النظام الجتماعي وبناء المجتمع ‪.‬‬
‫وبعد سبع سنوات من إنشاء وزارة المعارف اعترفت‬
‫المملكة العربية السعودية بضرورة تعليم البنات كما سبق أن‬
‫ذكرنا وصدر المرسوم الملكي الكريم في ربيع الخر من عام‬
‫‪1379‬هـ يقضي بضرورة إنشاء وفتح مدارس لتعليم البنات ‪.‬‬
‫وكانت البداية صعبة للغاية حيث كان هناك تخوف من‬
‫جانب أفراد المجتمع من تعليم الفتاة ولكن مع إصرار الحكومة‬
‫ونشر الوعي العلمي بين أفراد المجتمع تمكنت المملكة من فتح‬
‫الرئاسة العامة لتعليم البنات في عام ‪1380‬هـ في خلل أقل من‬
‫عشر سنوات استطاعت أن تحقق نظاما ً كامل ً لتعليم الفتاة‬
‫السعودية تدرج من التعليم البتدائي الذي بدأ عام ‪1380/1381‬هـ‬
‫ثم التعليم المتوسط الذي بدأ عام ‪1383‬هـ فالتعليم الثانوي الذي‬
‫بدأت أول مدارسه في نفس العام ‪ ،‬وصاحب ذلك نظام جيد‬
‫لعداد المعلمات والذي بدأ في نفس العام الذي بدأت فيه‬
‫الرئاسة العامة لتعليم البنات وتطور هذا ليشمل معاهد إعداد‬
‫المعلمات نظام الخمس سنوات ‪ ،‬ومعاهد المعلمات الثانوية ‪،‬‬
‫وكتطور عظيم للرئاسة أنشئت الكليات المتوسطة للبنات لعداد‬
‫المعلمات المؤهلة للمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫وبتوضيح أكثر لنشأة الرئاسة العامة لتعليم البنات نجد أنه‬


‫مع بداية إنشاء الرئاسة في عام ‪ 1380‬هـ ثم افتتاح خمسة عشر‬
‫مدرسة تضم خمسة آلف طالبة وكانت أول مدرسة في الرياض‬
‫في شارع السلم وكانت أول مديرة للتوجيه والشراف عليها‬
‫السيدة ‪ /‬فايزة الدباغ وكان عدد المدارس المتوسطة حين بداية‬
‫افتتاحها عام ‪1383/1384‬هـ أربع مدارس متوسطة للبنات ثم‬
‫ازدادت إلى سبع مدارس في العام التالي ‪ ،‬وكانت أول مدرسة‬
‫حكومية ثانوية للبنات ملحقة بمعهد الرياض النموذجي ‪.‬‬
‫هذا وكانت الرئاسة تقدم مناهج دراسية مماثلة لما تقدمه‬
‫وزارة المعارف مع إجراء بعض التعديلت الطفيفة التي تلئم‬
‫احتياجات الفتيات وقدراتهن ‪ ،‬وتشرف الرئاسة العامة لتعليم‬
‫البنات على التعليم العام البتدائي والمتوسط والثانوي للبنات ‪،‬‬
‫وإعداد المعلمات ‪ ،‬ووكالة الرئاسة لكليات البنات حيث تشرف‬
‫على كليات التربية للناث ‪ ،‬كما تشرف على المعهد العالي‬
‫للخدمة الجتماعية للناث بالرياض ‪.‬‬
‫وكانت الرئاسة العامة لتعليم البنات منذ إنشائها تسعى‬
‫إلى تحقيق العديد من الهداف منها ‪- :‬‬
‫♦تنفيذ السياسة العامة لتعليم البنات في المملكة ‪.‬‬
‫♦القيام بكافة النشطة التي من شأنها تثقيف وتربية الفتاة‬
‫السعودية على اختلف مراحل التعليم وتعدد أغراضه ‪.‬‬
‫♦القيام بالشراف على كلية التربية للبنات وأعمالها‬
‫ومناهجها الدراسية والتربوية ‪.‬‬
‫♦وضع المناهج المقررة والخطط الدراسية اللزمة لجميع‬
‫مراحل تعليم البنات ‪.‬‬
‫وفيما يلي مجموعة من الخرائط التنظيمية التي توضح أول‬
‫هيكل تنظيمي للرئاسة العامة لتعليم البنات بالمملكة وبعض‬
‫التعديلت التي حدثت على الهيكل التنظيمي للرئاسة في عدة‬
‫سنوات ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫الرئيس‬
‫العـــــام‬

‫مدير التفتيش‬
‫سكرتير‬ ‫المدير العام‬
‫الرئيس‬ ‫للرئاسة‬

‫مدير‬ ‫مدير‬ ‫مدير‬ ‫مدير‬


‫المستودعا‬ ‫المتحانات‬ ‫شئون‬ ‫مدير‬ ‫الدارة‬
‫ت‬ ‫الموظفين‬ ‫الدارة‬ ‫المالية‬

‫مندوبية المدينة‬ ‫مندوبية‬ ‫مندوبية‬


‫المنورة‬ ‫المنطقة‬ ‫المنطقة‬
‫الغربية‬ ‫الشرقية‬

‫شكل رقم (‪)1‬‬


‫الخريطة التنظيمية لول جهاز للرئاسة العامة لتعليم البنات‬
‫عام ‪1380‬هـ‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫شكل رقم (‪)2‬‬


‫خريطة تنظيمية لجهاز الرئاسة العامة لتعليم البنات في ذي‬
‫الحجة ‪1404‬هـ‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫شكل رقم (‪)3‬‬


‫خريطة تنظيمية للرئاسة العامة لتعليم البنات في ‪9/8/1410‬هـ‬
‫وكما سبق وأن أوضحنا أن عدد المدارس التي أنشأتها‬
‫الرئاسة العامة لتعليم البنات بلغ ‪ 15‬مدرسة وكان بها ‪5180‬‬
‫طالبة ثم تضاعف وتضاعف عدد مدارس تعليم البنات حتى بلغ‬
‫في نهاية عام ‪1420‬هـ ‪ 5793‬مدرسة ابتدائية فقط تضم ‪53239‬‬
‫فصل ً وتضم ‪ 10488105‬طالبة ويعمل بهذه المدارس ‪97865‬‬
‫معلمة ويعمل بها ‪ 3587‬إدارية ‪ ،‬وسنتابع المزيد من التحليل‬
‫الكمي لعداد المدارس والطالبات الملتحقة بها في موضع قادم‬
‫من هذا الفصل ‪.‬‬
‫ومن الملحظ أن الرئاسة العامة لتعليم البنات اجتهدت‬
‫وعملت على نشر المدارس بمراحلها المختلفة في جميع أنحاء‬
‫المملكة ‪ ،‬وواجهتها العديد من المشاكل كان من أهمها عدم‬
‫توافر الكوادر التعليمية الوطنية مما أدى إلى الستعانة بعدد كبير‬
‫من المعلمات من العديد من الدول العربية ‪ ...‬وهذا ما دفع‬
‫الرئاسة إلى إنشاء معاهد المعلمات المتوسطة والتي تقبل‬
‫الطالبة بعد إنهاء المرحلة البتدائية ‪ ،‬ورغبة من الرئاسة في‬
‫تطوير أداء المعلمات الوطنيات ورفع كفاءتهن بادرت بإنشاء‬
‫معهد المعلمات الثانوي وتلتحق به الطالبة بعد إنهاء التعليم‬
‫المتوسط وتقضي فيه الطالبة ثلث سنوات ثم تتخرج معلمة في‬
‫المرحلة البتدائية ‪ ،‬ورغبة من الرئاسة في تطوير أداء المعلمات‬
‫أكثر وأكثر ليستطعن مواجهة التحديات في مجال العلم‬
‫والمعرفة أسست وأنشأت الكليات المتوسطة التي تلتحق بها‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫الطالبة بعد النتهاء من دراسة المرحلة الثانوية لتمضي بها ثلث‬


‫سنوات ثم تتخرج الطالبة فتعمل مدرسة بالمرحلة البتدائية ‪.‬‬
‫وبذلك توسعت الرئاسة العامة لتعليم البنات في تأسيس‬
‫وفتح العديد من المدارس في جميع أنحاء العالم ‪.‬‬
‫لذا فإن أسس التعليم التي أوردها المر الملكي الكريم‬
‫ووثيقة التعليم بالمملكة كانت خير دافع لنطلق تعليم الفتاة‬
‫السعودية بما يساير تطور المجتمعات النسانية ‪ ،‬حيث أصبح‬
‫ينظر إلى تعليم الفتاة كأداة أساسية لتحسين جودة الحياة لي‬
‫مجتمع ‪ ،‬وهذا ما دفع بالحكومات السعودية المتعاقبة إلى‬
‫الهتمام بالعملية التعليمية فمنذ إنشاء مديرية المعارف ‪ ،‬فوزارة‬
‫المعارف ‪ ،‬فتأسيس وإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات ‪ ،‬ثم‬
‫دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات في وزارة المعارف تحت‬
‫مسمى وزارة التربية والتعليم – كما سنتعرض له فيما بعد – ثم‬
‫قيام المملكة واهتمامها بإنشاء الجامعات لتعليم البنين وتعليم‬
‫البنات ‪ ،‬وكذا قيام المملكة بوضع وصياغة وثائق السياسة‬
‫التعليمية واحدة تلو الخرى مما يؤكد للجميع أن المملكة‬
‫استطاعت وبجدارة رسم سياستها التعليمية وتحديد ملمحها‬
‫وبناء نظام تعليمي فعال قادر على تحقيق أهدافه ليصبح ركيزة‬
‫التنمية الرئيسية في المملكة اقتصاديا ً واجتماعيا ً ‪.‬‬
‫وبعد أن ازدهرت الرئاسة العامة لتعليم البنات وترعرعت‬
‫ازدهارها وبدأ يشعر المجتمع بجني ثمرات جهودها الكريمة في‬
‫مجال التربية والتعليم للفتيات السعوديات ثم دمج الرئاسة‬
‫العامة لتعليم البنات في وزارة المعارف في ‪ 11‬محرم ‪1423‬هـ‬
‫وكان ذلك بهدف تنسيق الجهود المبذولة النتشار التعليم العام‬
‫للبنين والبنات في كافة المجالت التربوية من تخطيط وتنظيم‬
‫إداري وتطوير وتحديد للخطط والبرامج التعليمية والتربوية وبما‬
‫يحقق أفضل استثمار ممكن للقوى البشرية والمادية‬
‫والتكنولوجية في الرئاسة والوزارة لتوظيف خبراتهم التعليمية‬
‫والتربوية في مجال التطوير التربوي وما يرتبط به من مناهج‬
‫دراسية وبحوث والقياس التقويم والتخطيط التربوي وتقنيات‬
‫التعليم بما يعود بالنفع والفائدة على القطاعات التعليمية‬
‫المجتمع ‪ ،‬واستهدف هذا الدمج أيضا ً تخصيص المصاريف على‬
‫العملية التعليمية وتقليصها ومنع الزدواجية في الدارات‬
‫المختلفة مما يساعد على التوسع في إقامة المدارس وتطوير‬
‫التجهيزات المدرسية والرتقاء بمستوى العملية التعليمية في‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المملكة لتكون قادرة على مسايرة ومنافسة العمليات التعليمية‬


‫في الدول المتقدمة ‪.‬‬
‫وأصبحت وزارة التربية والتعليم حاليا ً تشرف على أنواع‬
‫التعليم التية ‪- :‬‬
‫‪)1‬تعليم رياض الطفال ( بنين وبنات ) ‪.‬‬
‫‪)2‬التعليم العام للبنين والبنات بمراحله المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -1‬المرحلة البتدائية ومدتها ست سنوات ‪.‬‬
‫‪-2‬المرحلة المتوسطة ومدتها ثلث سنوات ‪.‬‬
‫‪-3‬المرحلة الثانوية ومدتها ثلث سنوات ‪.‬‬
‫‪)3‬التعليم العام الهلي للبنين والبنات بمراحله الثلث والذي‬
‫ازدهر ازدهارا ً كبيرا ً في الونة الخيرة بجانب التعليم‬
‫الحكومي ‪.‬‬
‫‪)4‬مدارس تحفيظ القرآن الكريم والتي تكثف مناهج دراسة‬
‫القرآن الكريم حتى يتمكن الطلب من حفظ وتلوة القرآن‬
‫الكريم وهذه المدارس تشابه مدارس التعليم العام بمراحله‬
‫الثلث ‪.‬‬
‫‪)5‬مدارس التعليم ومحو أمية الكبار من البنين والبنات ويمنح‬
‫الدارس في نهاية الفترة شهادة تعادل شهادة إتمام المرحلة‬
‫البتدائية ‪.‬‬
‫‪)6‬معاهد وبرامج التربية الخاصة وهي معاهد تقدم خدمات‬
‫تعليمية موازية للتعليم العام ‪ ،‬وتقدم خدماتها التعليمية‬
‫لصحاب الظروف الصحية الخاصة من إعاقة ذهنية أو سمعية‬
‫أو بصرية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫التطور الكمي لتعليم البنات في المملكة ‪:‬‬


‫بداية يمكننا عرض بعض الحصائيات التي توضح تطور‬
‫تعليم الفتاة بالمملكة العربية السعودية ‪:‬‬

‫جدول يوضح التطور النوعي لتعليم البنات الحكومي حسب‬


‫المراحل‬
‫الجهة‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫السنة‬ ‫المرحلة‬
‫المشرفة‬ ‫الدراسية المدارس الطالبات‬ ‫التعليمية‬
‫‪200‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1395/1396‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪21501‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪1401/1402‬‬ ‫رياض الطفال‬

‫‪92509‬‬ ‫‪1028‬‬ ‫‪1421/1422‬‬


‫‪5180‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1380/1381‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪397456‬‬ ‫‪2205‬‬ ‫‪1401/1402‬‬ ‫البتدائية‬

‫‪1107862‬‬ ‫‪6318‬‬ ‫‪1421/1422‬‬


‫‪225‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1383/1384‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪97252‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪1401/1402‬‬ ‫المتوسطة‬

‫‪494281‬‬ ‫‪2814‬‬ ‫‪1421/1422‬‬


‫‪21‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1383/1384‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪41819‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪1401/1402‬‬ ‫الثانوية‬

‫‪386411‬‬ ‫‪16501 1421/1422‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1380/1381‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬
‫‪1343‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1401/1402‬‬ ‫معاهد المعلمات‬
‫الثانوية‬
‫‪7621‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪1421/1422‬‬
‫‪406‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1399/1400‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪1081‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الكليات المتوسطة ‪1401/1402‬‬
‫‪15357‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1421/1422‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1390/1391‬‬
‫الرئاسة العامة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪8779‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كليات جامعية للبنات ‪1401/1402‬‬
‫‪165511‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪1421/1422‬‬
‫الرئاسة العامة‬ ‫مراكز التدريب‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪137‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1392/1393‬‬ ‫المهني‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪1289‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1401/1402‬‬


‫‪1997‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪1421/1422‬‬
‫الرئاسة العامة‬ ‫المعاهد الثانوية‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪2779‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1421/1422‬‬ ‫المهنية‬
‫الرئاسة العامة‬ ‫معاهد التربية الخاصة‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪4132‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪1421/1422‬‬ ‫للمعوقين‬
‫‪1400‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1392/1393‬‬
‫الرئاسة العامة‬ ‫مراكز محو المية‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪54366‬‬ ‫‪1291‬‬ ‫‪1401/1402‬‬ ‫وتعليم الكبار‬
‫‪73299‬‬ ‫‪2361‬‬ ‫‪1421/1422‬‬
‫الرئاسة العامة‬ ‫مراكز تعليم الكبيرات‬
‫لتعليم البنات‬ ‫‪1541‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1421/1422‬‬ ‫المتوسطة‬

‫المصــدر ‪ :‬الرئاســة العامــة لتعليــم البنات ‪ ،‬إحصــائيات عــن تعليــم المرأة‬


‫السعودية ‪ ،‬سنوات مختلفة ‪.‬‬
‫يتضح من الجدول السابق أن التعليم الحكومي للمرأة‬
‫السعودية بدأ في عام ‪1380/1381‬هـ بإنشاء ‪ 15‬مدرسة ابتدائية‬
‫والتحق بها ‪ 200‬طالبة ثم تتابع بناء المدارس في أنحاء متفرقة‬
‫من المملكة حتى وصل عدد المدارس البتدائية بالمملكة في‬
‫عام ‪1421/1422‬هـ والتحق بها ‪ 93509‬طالبة ‪.‬‬
‫كما بدأ التعليم المتوسط الحكومي للمرأة السعودية في‬
‫عام ‪1383/1384‬هـ بافتتاح ‪ 4‬مدارس متوسطة وملحقة كفصول‬
‫بالمدارس البتدائية وكان بها ‪ 235‬طالبة ثم تضاعف وتضاعف‬
‫عدد المدارس المتوسطة والتي تعهدت حكومات المملكة‬
‫المتعاقبة بإنشائها حتى بلغ عدد المدارس في عام ‪1421/1422‬هـ‬
‫‪ 2814‬مدرسة تضم ‪ 494281‬طالبة ‪.‬‬
‫وبدأ التعليم الحكومي للبنات في المرحلة الثانوية في عام‬
‫‪1383/1384‬هـ بافتتاح أول مدرسة ثانوية ملحقة بمعهد الرياض‬
‫النموذجي والتحق بها ‪ 21‬طالبة ثم تزايد عدد المدارس الثانوية‬
‫الحكومية للبنات في المملكة حتى بلغ في عام ‪1421/1422‬هـ (‬
‫‪ 1650‬مدرسة ) والتحق بها ‪ 386411‬طالبة ‪.‬‬
‫وبدأت الدراسة بمعاهد المعلمات الثانوية في عام ‪1380‬‬
‫وكانت مدة الدراسة بها ثلث سنوات بعد البتدائية ‪ ،‬ثم تطور‬
‫نظام الدراسة بهذه المعاهد لتصبح مدة الدراسة بها خمس‬
‫سنوات ثم حدث تطور آخر لهذه المعاهد حيث أصبحت مدة‬
‫الدراسة بها ثلث سنوات بعد المرحلة المتوسطة وكانت‬
‫المصلحة العامة للدولة تقضي بضرورة تخفيض عدد هذه‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المعاهد وخاصة بعد إنشاء كليات البنات ( كلية التربية ) حيث تم‬
‫إنشاء أول كلية متوسطة لعداد المعلمات عام ‪1399‬هـ حيث تم‬
‫إنشاء ‪ 4‬كليات والتحق بها ‪ 406‬طالبة واستمر إنشاء هذه‬
‫الكليات حتى وصل عددها إلى ‪ 16‬كلية في عام ‪1421/1422‬هـ‬
‫والتحق بها ‪ 15357‬طالبة ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1390/1391‬هـ حدث تطور هائل في تعليم الفتاة‬
‫السعودية كان بمثابة طفرة هائلة في تعليم المرأة السعودية‬
‫حيث تم إنشاء أول كلية جامعية لتعليم البنات والتحق بها ‪80‬‬
‫طالبة واستمر تزايد هذه الكليات وانتشارها في أرجاء المملكة‬
‫حتى بلغ عددها ‪ 58‬كلية والتحق بها ‪ 165511‬طالبة من جميع‬
‫أنحاء المملكة ‪.‬‬
‫ويمكننا توضيح التطور الكمي لتعليم البنات مقارنة بالتطور‬
‫الكمي لتعليم البنين والذي يعكس تزايد اهتمام الحكومة‬
‫السعودية بتعليم البنات بعد أن تيقنت للدور الساسي الذي‬
‫يمكن أن تلعبه المرأة السعودية المتعلمة والمثقفة ‪ ،‬ولعل‬
‫الرقام تتحدث عن ذلك في الجدول التالي ‪:‬‬
‫البنات‬ ‫البنين‬
‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬
‫عدد‬
‫الطالبا المعلم‬ ‫الفص‬ ‫المدار‬ ‫السنة‬ ‫المعلم‬ ‫الفص‬ ‫المدا‬ ‫السنة‬
‫ت‬ ‫الطلب‬
‫ات‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ين‬ ‫ول‬ ‫رس‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪80/13‬‬ ‫‪2975‬‬ ‫‪1 89/1‬‬
‫‪113‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪097‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪353 390‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪90/13‬‬ ‫‪5170‬‬ ‫‪3 99/1‬‬
‫‪271‬‬ ‫‪357‬‬ ‫‪815‬‬ ‫‪660‬‬
‫‪353‬‬ ‫‪645‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪638 400‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1400/‬‬ ‫‪9199‬‬ ‫‪4 09/1‬‬
‫‪888‬‬ ‫‪443‬‬ ‫‪466‬‬ ‫‪538‬‬ ‫‪276‬‬
‫‪810‬‬ ‫‪1401‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪806 410‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1410/‬‬ ‫‪1138‬‬ ‫‪5 19/1‬‬
‫‪481‬‬ ‫‪655‬‬ ‫‪307‬‬ ‫‪574‬‬ ‫‪774‬‬
‫‪527‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪847‬‬ ‫‪881 420‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪23/14‬‬ ‫‪1219‬‬ ‫‪6 23/1‬‬
‫‪018‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪575‬‬ ‫‪637‬‬ ‫‪146‬‬
‫‪494‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪569‬‬ ‫‪386 424‬‬
‫‪06‬‬ ‫‪645‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪8 24/14‬‬ ‫‪1621‬‬ ‫‪7 24/1‬‬
‫‪392‬‬ ‫‪531‬‬ ‫‪773‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪418‬‬
‫‪252‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪670 425‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪901‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪6‬‬
‫المصدر ‪ -1 :‬وزارة المعارف ‪ :‬إحصائيات التعليم ‪ ،‬سنوات مختلفة ‪.‬‬
‫‪ -2‬وزارة التربية والتعليم ‪ ،‬إحصائيات التعليم ‪ ،‬سنوات مختلفة ‪.‬‬

‫يتضح من الجدول السابق أنه بالرغم من أن التعليم‬


‫البتدائي الحكومي للبنات بدأ بعد التعليم الحكومي للبنين إل أن‬
‫معدل التطور الكمي لمدارس البنات كان أكثر بكثير من مدارس‬
‫البنين ‪ ،‬وهذا إنما يعكس وعي الحكومة السعودية بأهمية تعليم‬
‫البنات وضرورة توفير فرص التعليم لهن بكافة أرجاء المملكة‬
‫إيمانا ً منها بمبدأ تكافؤ الفرص وأن تثقيف المرأة يعني ثقافة‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫وتأكيدا ً لذلك فإننا نوضح المزيد من الهتمام بتعليم الفتاة‬
‫من خلل عرض الجدول التالي ‪- :‬‬

‫جدول يوضح تطور التعليم المتوسط للبنات بالمقارنة بالبنين‬


‫البنات‬ ‫البنين‬
‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬
‫عدد‬ ‫عدد‬
‫المعلما‬ ‫الطالبات‬
‫المدار‬ ‫السنة‬ ‫المعلمي‬ ‫المدار‬ ‫السنة‬
‫الطلب‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫‪78/13‬‬ ‫‪78/13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3515‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪83/13‬‬ ‫‪88/13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪51234 2796‬‬ ‫‪300‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪14930‬‬ ‫‪98/13‬‬
‫‪1296‬‬ ‫‪28302‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪93/94‬‬ ‫‪10302‬‬ ‫‪937‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪99‬‬
‫‪11319‬‬ ‫‪03/14 25834‬‬ ‫‪08/14‬‬
‫‪9210‬‬ ‫‪677‬‬ ‫‪18978‬‬ ‫‪1635‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪32113‬‬ ‫‪13/14 53763‬‬ ‫‪18/14‬‬
‫‪23854‬‬ ‫‪1720‬‬ ‫‪40379‬‬ ‫‪3068‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪50477‬‬ ‫‪23/14 58917‬‬ ‫‪23/14‬‬


‫‪48052‬‬ ‫‪3069‬‬ ‫‪49079‬‬ ‫‪3666‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬
‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫إن التعليم المتوسط للبنين بدأ عام ‪73/1374‬هـ بإنشاء‬
‫اثنتي عشرة مدرسة والتحق بها ‪ 1697‬طالب ثم تطور بعد ذلك‬
‫تطورا ً كبيرا ً حتى بلغت عدد المدارس المتوسطة للبنين ‪937‬‬
‫مدرسة في عام ‪98/1399‬هـ والتحق بها ‪ 10302‬طالب وسرعان‬
‫ما تطور وتزايد عدد المدارس المتوسطة للبنين بالمملكة وبلغت‬
‫‪ 3666‬مدرسة والتحق بها ‪ 589174‬طالب في عام ‪23/1424‬هـ ‪.‬‬
‫وبالمقارنة بدأ التعليم المتوسط الحكومي للبنات في عام‬
‫‪83/1384‬هـ بإنشاء خمسة مدارس والتحق بها ‪ 235‬طالبة ثم‬
‫اجتهدت الرئاسة العامة لتعليم البنات بإنشاء خمسة مدارس‬
‫والتحق بها ‪ 235‬طالبة ثم اجتهدت الرئاسة العامة لتعليم البنات‬
‫بإنشاء العديد من المدارس حتى بلغ عدد المدارس ‪ 85‬مدرسة‬
‫عام ‪93/1394‬هـ والتحق بها ‪ 28302‬طالبة وتزايدت الجهود‬
‫وتضافرت حتى تضاعف وتضاعف عدد المدارس المتوسطة‬
‫للبنات في كافة أرجاء المملكة حتى بلغت ‪ 677‬مدرسة في عام‬
‫‪1403/1404‬هـ والتحق بها ‪ 113194‬طالبة وبلغ عدد المدارس‬
‫المتوسطة للبنات في عام ‪1413/1414‬هـ (‪ 1720‬مدرسة ) والتحق‬
‫بها ‪ 321137‬طالبة وتضاعف هذا الرقم أكثر من مرتين حتى بلغ‬
‫عدد المدارس ‪ 3069‬مدرسة في عام ‪1423/1424‬هـ والتحق بها‬
‫‪ 504372‬طالبة ‪.‬‬
‫ونرى أن هذا التطور المذهل في عدد المدارس الحكومية‬
‫لتعليم البنات وكذا التطور الهائل في أعداد الطالبات إنما يعكس‬
‫جهود الحكومة السعودية وإيمانها بأهمية استثمار عقول وفكر‬
‫البنات السعوديات أفضل استثمار ممكن توتثقيفهن بما يعود‬
‫عليهن بالفائدة وعلى المجتمع ككل بالنفع والنمو والزدهار‬
‫والقدرة على التحدي للغزو الفكري السافر في كافة المجالت ‪،‬‬
‫ويتضح هذا الهتمام من جانب الحكومة أيضا ً من خلل عرض‬
‫التطور الكمي للتعليم الثانوي للبنات بالمقارنة بالتعليم الثانوي‬
‫للبنين وهي ما يوضحه الجدول التالي ‪- :‬‬
‫جدول يوضح تطور التعليم الثانوي للبنات بالمقارنة بالتعليم‬
‫الثانوي للبنين ‪.‬‬
‫البنات‬ ‫البنين‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬
‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬
‫عدد‬ ‫عدد‬
‫المعلما‬ ‫المدار‬ ‫السنة‬ ‫المعلمي‬ ‫المدار‬ ‫السنة‬
‫الطالبات‬ ‫الطلب‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫‪73/13‬‬ ‫‪73/13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪1697‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪83/13‬‬ ‫‪83/13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪3856‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪93/13‬‬ ‫‪93/11‬‬
‫‪239‬‬ ‫‪5795‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1356 36774‬‬ ‫‪141‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪394‬‬
‫‪03/14‬‬ ‫‪03/14‬‬
‫‪3967‬‬ ‫‪59076‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪4608 66701‬‬ ‫‪355‬‬
‫‪04‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪16532‬‬ ‫‪13/14‬‬ ‫‪15648‬‬ ‫‪13/14‬‬
‫‪13578‬‬ ‫‪797‬‬ ‫‪10677‬‬ ‫‪758‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪41332‬‬ ‫‪23/14‬‬ ‫‪44220‬‬ ‫‪23/14‬‬
‫‪35890‬‬ ‫‪1869‬‬ ‫‪32572‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪24‬‬
‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫يوضح الجدول السابق أن التعليم الثانوي الحكومي للبنين‬
‫بدأ في عام ‪1373/1374‬هـ بإنشاء وافتتاح ‪ 12‬مدرسة والتحق بها‬
‫‪ 1697‬طالبا ً في حين بدأ التعليم الثانوي الحكومي للبنات في عام‬
‫‪ 1383/1384‬وكانت مدرسة واحدة ملحقة بمعهد الرياض‬
‫النموذجي والتحق بها في ذلك الوقت ‪ 21‬طالبة ‪.‬‬
‫ورغم أن التعليم الثانوي للبنات بدأ متأخرا ً عن التعليم‬
‫الثانوي للبنين بسنوات كثيرة إل أن عدد المدارس الثانوية‬
‫الحكومية لتعليم البنات تطورت وانتشرت بوفرة في أرجاء‬
‫المملكة بالمقارنة بالمدارس الثانوية لتعليم البنين ‪ ،‬حيث بلغت‬
‫عدد المدارس الثانوية لتعليم البنات ‪ 351‬مدرسة والتحق بها‬
‫‪ 59076‬طالبة وهذا الرقم أقل بقليل من المدارس الثانوية للبنين‬
‫التي أنشأت في نفس السنة حيث بلغت المدارس الثانوية‬
‫لتعليم البنين ‪ 355‬مدرسة والتحق بها ‪ 156480‬طالب في عام‬
‫‪1403/1404‬هـ ‪.‬‬
‫كما تضاعفت المدارس الثانوية لتعليم البنات إلى ‪797‬‬
‫مدرسة في عام ‪ 13/1414‬والتحق بها ‪ 165329‬طالبة ثم ارتفعت‬
‫عدد المدارس الثانوية لتعليم البنات حتى بلغت ‪ 1869‬مدرسة‬
‫في عام ‪1423/1424‬هـ والتحق بها ‪ 413324‬طالبة وإنما هذا‬
‫يعكس تزايد اهتمام الحكومة ببناء المدارس وتوفير فرصة‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫التعليم لي فتاة سعودية راغبة في التعليم من جهة ورغبة‬


‫الفتيات السعوديات في نيل العلم والتسلح بالمعرفة وقدرتهن‬
‫على الحصول على العلوم المختلفة من مصادرها المختلفة وبما‬
‫يجعلها قادرة على القيام بواجباتها بأفضل ما يمكن سواء كانت‬
‫الواجبات المنزلية أو المجتمعية ‪ ،‬وهذا ما يتضح أكثر من خلل‬
‫عرض التطور الكمي للتعليم العالي بالمملكة من خلل الجدول‬
‫التالي ‪:‬‬
‫جدول يوضح تطور التعليم العالي للبنات بالمقارنة بالبنين في‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫البنات‬ ‫البنين‬
‫دون‬ ‫دون‬ ‫السنوات‬
‫دراسات‬ ‫دراسات‬ ‫بكالوريو‬
‫بكالوريوس‬ ‫البكالوريو‬ ‫البكالوريو‬
‫عليا‬ ‫عليا‬ ‫س‬
‫س‬ ‫س‬
‫‪13/14‬‬
‫‪332‬‬ ‫‪7627‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪12066‬‬ ‫‪164‬‬
‫‪14‬‬
‫‪17/14‬‬
‫‪545‬‬ ‫‪18931‬‬ ‫‪4701‬‬ ‫‪998‬‬ ‫‪15671‬‬ ‫‪2866‬‬
‫‪18‬‬
‫‪20/14‬‬
‫‪542‬‬ ‫‪27126‬‬ ‫‪7752‬‬ ‫‪1082‬‬ ‫‪20474‬‬ ‫‪4482‬‬
‫‪21‬‬
‫مقيدون‬
‫خريجون‬
‫‪14245‬‬ ‫‪21/14‬‬
‫‪23178‬‬ ‫‪195196‬‬ ‫‪57177‬‬ ‫‪16273‬‬ ‫‪30136‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪22‬‬
‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ‪.‬‬

‫يتضــح مــن الجدول الســابق تزايــد اهتمام الفتاة الســعودية‬


‫بالتعليم الجامعي حيث ارتفع عدد الطالبات من ‪ 7627‬طالبة عام‬
‫‪13/1414‬هــ إلى ‪ 18931‬طالبـة عام ‪20/1421‬هــ ‪ ،‬وهذا يؤكـد لنـا نجاح‬
‫المرأة السـعودية فـي تحصـيل العلوم المختلفـة مـن جهـة والتغيـر‬
‫اليجابـــي الذي حدث فـــي بعـــض القيـــم الجتماعيـــة للمجتمـــع‬
‫الســعودي نحــو تعليــم المرأة مــن جهــة أخرى وإيمانا ً مــن هذا‬
‫المجتمع بدور المرأة الرائد في المسيرة الجتماعية ‪.‬‬
‫يتضح من خلل العرض الحصائي السابق لمسيرة تعليم‬
‫الفتاة السعودية عدة حقائق هي ‪:‬‬
‫‪)1‬تزايد القبال من الفتيات السعوديات على التعليم بكافة‬
‫مراحله ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪)2‬ل تتأخر فتاة في الوقت الراهن عن دخول المدرسة عند‬


‫بلوغها ‪ ،‬وإذ لم تكن التحقت من قبل بدور الحضانة وذلك‬
‫على مستوى كافة أنحاء المملكة ‪.‬‬
‫‪)3‬أن الكبيرات واللئي لم يحصلن على التعليم في الماضي‬
‫لسباب اجتماعية أو اقتصادية أقبلن بشكل كبير على مراكز‬
‫تدريب وتعليم الكبيرات ‪.‬‬
‫‪)4‬أن الرئاسة العامة لتعليم البنات ووكالة الرئاسة لكليات‬
‫البنات ( سابقا ً ) لم تدخر جهدا ً في السعي قُدما ً لنشاء‬
‫المزيد من مدارس تعليم البنات وكليات البنات منذ إنشائها‬
‫في عام ‪1380‬هـ وحتى انضمامها لوزارة المعارف ومن ثم‬
‫ب جديد ٍ والعمل الجدي على‬ ‫مولد وزارة التربية والتعليم بثو ٍ‬
‫تعليم وتثقيف الفتاة السعودية ‪.‬‬
‫‪)5‬إن كان تعليم الفتيات بالمملكة تأخر كثيرا ً عن تعليم البنين‬
‫وخاصة التعليم الحكومي لسباب اجتماعية إل أن البنات‬
‫تفوقن على البنين في مجالت علمية عديدة وتزايد إقبالهن‬
‫على التعليم أكثر من إقبال البنين على التعليم ‪.‬‬
‫‪)6‬إن المرحلة الثانوية من مراحل تعليم الفتاة تعد بمثابة‬
‫الرضية الصلبة التي تعد الفتاة لتحمل مسئولياتها من خلل‬
‫تزويدها بالقيم السلمية والجتماعية الرفيعة‪ ،‬وتوفير قدر‬
‫كاف من المعارف والمهارات والخبرات ‪ ،‬بما يجعلها تعتمد‬
‫على نفسها في التفكير واتخاذ القرارات ‪ ،‬والقبال على‬
‫الحياة العملية أو مواصلة المسيرة نحو التعليم الجامعي‬
‫واستكمال الدراسات العليا ونيل أعلى الدرجات العلمية ‪.‬‬
‫‪)7‬هناك تطور مستمر وتحديث في مسيرة تعليم البنات‬
‫بمراحلها الثلث فضل ً عن التعليم الجامعي وفوق الجامعي ‪،‬‬
‫لنجاز ما تم وضعه لها من أهداف طموحه ‪ ،‬وتحقيق ما ع ُلق‬
‫عليها من آمال عريضة ‪،‬حتى تُلبي بصورة فعالة حاجات‬
‫وتوجهات المجتمع السعودي ومتطلبات التنمية القتصادية‬
‫والجتماعية والوطنية ‪.‬‬
‫‪)8‬مثلما اهتمت الدولة بتوفير التعليم العام للبنات السعوديات‬
‫قامت أيضا ً بتوفير كافة الدعائم اللزمة لقامة وتوفير التعليم‬
‫المهني إيمانا ً منها بأن السلم دين علم وعمل ‪ ،‬فرص‬
‫وتطبيق ‪ ،‬وتوجد آيات كثيرة وأحاديث نبوية تؤكد على العمل‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫وتربطه بالعلم ‪ ،‬والعمل الصالح دليل على صدق اليمان ‪،‬‬


‫قال تعالى ‪:‬‬
‫َ‬
‫سيِّئَاتِه ) (التغابن‪:‬‬ ‫صالِحا ً يُكَفِّْر ع َن ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن بِالل ّهِ وَيَعْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬‫ن يُؤ ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫( وَ َ‬
‫من الية ‪ ، )9‬وقال رسولنا الحبيب " إن الله يحب‬
‫المحترفين " أخرجه البيهقي ‪.‬‬
‫وانطلقا ً من دعوة السلم للعمل وفي إطار الوعي بقيمته‬
‫وأهميته جاءت سياسة التعليم مؤكدة هذا التجاه وداعية إلى‬
‫حب العمل وغرسه في نفوس الطلب والطالبات من خلل‬
‫سياسة التعليم المهني‪.‬‬
‫وبدأ التعليــم المهنــي للبنات مــن خلل بثــه فــي المناهــج‬
‫الدراســية ‪ ،‬ففــي مناهــج التربيــة النســوية بالمملكــة نجــد التدبر‬
‫المنزلي ‪ ،‬وأشغال البرة والنسـيج والتطريـز وغيره مـن العمال‬
‫التي لها علقة وثيقة بطبيعة المرأة ‪.‬‬
‫ويعتبر بداية التعليم المهني للفتاة السعودية كان عام‬
‫‪ 85/1386‬وبعد أن افتتحت الرئاسة العامة لتعليم البنات عدد‬
‫معاهد فنية لقبول الطالبات التي يحصلن على شهادة المرحلة‬
‫البتدائية ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 92/1393‬افتتحت الرئاسة مراكز للتدريب المهني‬
‫ليجاد فرص عمل للبنات اللئي ل يستطعن مواصلة الدراسة‬
‫لية أسباب ‪ ،‬وقد أسهمت هذه المراكز بدور كبير في تأهيل‬
‫أعداد كبيرة من الفتيات السعوديات للعمل في العدد من‬
‫المجالت التي تتلءم مع طبيعتهن والتي تتمثل في القتصاد‬
‫المنزلي والخياطة والعمال الدارية ‪ ،‬والحاسب اللي ‪ ،‬وبعض‬
‫الصناعات الخفيفة ‪ ،‬والمكتبات ‪ ،‬وتقنيات التعليم ‪.‬‬
‫وفي عام ‪1415‬هـ استحدثت الرئاسة المعاهد المهنية‬
‫الثانوية للبنات بهدف فتح مجالت علمية وعملية جديدة أمام‬
‫البنات لتلبي احتياجات البلد من الكوادر الوطنية المدربة القادرة‬
‫على التحدي والمنافسة للعمالة الوافدة ‪ ،‬ومدة الدراسة بهذه‬
‫المعاهد ثلث سنوات بعد إتمام المرحلة المتوسطة ‪ ،‬وتحصل‬
‫الطالبة في نهاية فترة الدراسة بالمعهد شهادة إتمام الدراسة‬
‫الثانوية المهنية ‪ ،‬ويمكن للطالبة العمل بهذه الشهادة في‬
‫مجالت عديدة كما يمكن لها مواصلة التعليم الجامعي في نفس‬
‫مجال التخصص ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫وانطلقا ً من إرادة المرأة السعودية وتحديها للعاقة التي‬


‫منيت بها – من عند الله سبحانه وتعالى – زاد إقبالهن على‬
‫مدارس ومعاهد التربية الخاصة ‪ ،‬حتى ينصهرن في المجتمع‬
‫ويصبحن أعضاء فعالين فيه وبما يتناسب مع قدراتهن ‪.‬‬
‫ولقد قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات بجهد موفور ودورٍ‬
‫بارزٍ في هذا المجال وخاصة بعد إسنادها بمسئولية تقديم تعليم‬
‫التربية الخاصة للفتيات والشراف عليها في عام ‪ – 1414‬حيث‬
‫كان هذا التعليم من قبل تابعا ً لوزارة المعارف – حيث بلغ عدد‬
‫المعاهد الثانوية للتربية الخاصة للبنات ‪ 18‬معهدا ً في عام ‪1414‬هـ‬
‫منهم ‪ 9‬معاهد للصم وتسمى معاهد المل ‪ 6 ،‬معاهد للمتخلفات‬
‫عقليا ً من الفتيات اللئي يمكن تعليمهن وسميت باسم معاهد‬
‫التربية الفكرية ومعهدين للبنات الكفيفات وتسمى معاهد النور ‪.‬‬
‫ولم تدخر الرئاسة العامة لتعليم البنات في إنشاء العديد‬
‫والعديد من معاهد التربية الخاصة للبنات حتى وصل عدد هذه‬
‫المعاهد ‪ 24‬معهدا ً في عام ‪1420‬هـ والتحق بهذه المعاهد ‪3706‬‬
‫طالبة وقام بتعليمهن ‪ 1009‬معلمة ‪.‬‬
‫وقامت الرئاسة بتوفير كافة سبل الرعاية الصحية‬
‫والجتماعية للملتحقات بمعاهد التربية الخاصة وقدمت لهن‬
‫مكافآت وأنشأت لهن أمانة عامة لتعليمهن وتدريبهن على كافة‬
‫المهارات التي تتناسب وقدراتهن ‪ ،‬وإقامة برامج اجتماعية‬
‫وصحية ونفسية وبما يتفق مع مبادئ الشريعة السلمية ‪،‬‬
‫وقدمت لهن الرعاية الداخلية للمقيمات منهن ووفرت لهن سبل‬
‫النقل المختلفة ‪.‬‬
‫وأن تزايد أعداد معاهد التربية الخاصة للبنات وانتشارها‬
‫بالمملكة إنما يؤكد – وبحق – جدارة المرأة السعودية وقدرتها‬
‫على التحدي والعتزاز بشخصيتها والحتفاظ بكرامتها وأن يكون‬
‫لها دور فعال في المجتمع ‪.‬‬
‫وهناك تحدٍّ آخر من جانب المرأة السعودية وهو رغبتهن‬
‫في محو أميتهن ومن هنا قامت الدولة ممثلة في الرئاسة العامة‬
‫للبنات بإنشاء العديد من المراكز لمحو أمية الكبيرات من النساء‬
‫السعوديات ‪ ،‬حيث كان عدد هذه المراكز ‪ 5‬مراكز في عام‬
‫‪92/1393‬هـ والتحق بها ‪ 1400‬طالبة وسرعان ما ارتفع عدد هذه‬
‫المراكز وتضاعف أكثر وأكثر بسبب تزايد إقبال البنات الكبيرات‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫عليها حتى بلغت ‪ 3204‬مدرسة في عام ‪1420‬هـ وكان يدرس بها‬


‫‪ 74281‬دراسة ‪.‬‬
‫وبهذه الجهود المخلصة من جانب حكومة المملكة‬
‫استمرت مسيرة تعليم الفتاة السعودية وستستمر بفضل الله‬
‫سبحانه في التحسن والتطوير والزدهار بسبب تزايد إقبال‬
‫المرأة السعودية بكافة مراحلها العمرية على التعليم ‪،‬‬
‫والتغيرات الجتماعية اليجابية للمجتمع السعودي ‪ ،‬والنمو‬
‫القتصادي المذهل للمملكة في السنوات الماضية والتي‬
‫ساعدت على ظهور وجوه مشرفة سعودية عكست مدى ثقافة‬
‫مجتمع المرأة السعودية ‪ ،‬فقد تقلدت المرأة السعودية المناصب‬
‫العديدة عندما أتيحت لها الفرصة وأفسح لها المجال للعطاء‬
‫وخدمة الوطن ‪.‬‬
‫وبذلك نرى أن رغبة المرأة السعودية في التعليم ‪ ،‬وتأكيد‬
‫قدراتها على استيعاب كافة العلوم ‪ ،‬في ضوء ما وفرته المملكة‬
‫من وسائل عديدة ساعدت على نيل المرأة السعودية أعلى‬
‫الشهادات العلمية في كافة العلوم ‪.‬‬
‫والمتتبع لرحلة تعليم المرأة السعودية السابق عرضها‬
‫يتضح له تزايد إقبال البنات السعودية على التعليم ورغبتهن فيه‬
‫حتى ممن فاته سن التعليم منهن لم ييأسن والتحقن بمراكز‬
‫تعليم الكبيرات لمحو أميتهن ورغبتهن أن يكون لهن دوٌر بارٌز في‬
‫المجتمع وتشارك بفعالية في كافة أمور الحياة ‪.‬‬
‫وبذلك أسأل الله أن أكون قد وفقت في عرض مسيرة‬
‫تعليم المرأة السعودية مع إبراز رغبتها الحقيقية في التعليم‬
‫بكافة أنواعه وعلى كافة مستوياته لما لذلك من أثر بالغ ودور‬
‫عظيم في نمو وتقدم المجتمع السعودي ‪ ،‬حيث أن المرأة نصف‬
‫المجتمع وبدورها وجهودها المخلصة تكتمل سيمفونية الحياة ‪،‬‬
‫ول سيما عندما تكون امرأة متعلمة ومثقفة قادرة على بناء‬
‫المجتمع من خلل حسن بناء أسرتها على أسس ومبادئ‬
‫إسلمية صحيحة وكيانات علمية فعالة ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫مقالت عن المرأة‬
‫‪8‬‬
‫السعودية‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫شاعرية المرأة البدوية ‪ :‬خالد القشطيني ‪.‬‬


‫الشيء الذي يغيب عن انتباه سائر المعلقين على وضع‬
‫المرأة العربية والمسلمة ‪ ،‬أن ما يعرفونه عنها محصور على‬
‫الغلب في المرأة الحضرية ونساء الطبقة المتوسطة ‪ .‬هنا‬
‫تكون القيود ويسود الفصل ‪ .‬ولكنك عندما تذهب إلى الريف‬
‫والبادية ‪ ،‬تجد امرأة من نوع آخر وفي وضع اجتماعي مختلف ‪.‬‬
‫أول ما تلحظه ‪ ،‬هو أن الفصل الموجود بين الجنسين من نساء‬
‫الطبقة المتوسطة في المدن ‪ ،‬يختفي ويصبح للمرأة دور فعال‬
‫وتختلط بالرجال وتعمل معهم ‪ .‬هذا شيء عرفته في الريف‬
‫العراقي ‪ ،‬لكنني فوجئت بأن الحالة الجتماعية نفسها ‪ ،‬كانت‬
‫سائدة في أرياف وبوادي الجزيرة العربية ‪ .‬لمست ذلك في هذا‬
‫الكتاب المفيد والطريف والمشكور " مقتطفات من القصص‬
‫والنوادر والمثال والشعار النجدية " ‪ ،‬لمؤلفه عبد الرحمن بن‬
‫عبد العزيز المانع ‪ .‬تعرفت فيه على كثير من الشاعرات‬
‫المجيدات للشعر الشعبي ‪ .‬واستدل من شروح المؤلف‬
‫الفاضل ‪ ،‬أن هؤلء النساء كن يجالسن الرجال ويتبادلن الشعر‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫معهم ‪ .‬وفي هذه المناسبات ‪ ،‬أظهرن قدرة أدبية هائلة إلى الحد‬
‫الذي جعل زميلتي هادية سعيد ‪ ،‬تثير الشكوك في مصداقية‬
‫الرواية ‪.‬‬
‫نقرأ كيف أن البندري بنت مطلق الجرباء ‪ ،‬زوجة صفوق‬
‫الجرباء ‪ ،‬كانت تمسك بالربابة ‪ ،‬وافترض أنها كانت تعزف‬
‫عليها ‪ ،‬فناداها أحدهم أن تعطيها له ‪ ،‬فناولته إياها وراح يغني‬
‫ويجر الربابة ‪ .‬ثم استضافهم رجل من عتيبة ومعه رمح ‪ ،‬فأعجب‬
‫به أخوها ‪ ،‬فتحداهما العتيبي وقال إنه سيهدي هذا الرمح لمن‬
‫يعطيه خمسة أبيات ينتهي آخر كل بيت بكلمة " آكله " ‪.‬‬
‫فتطوعت البندري بنت مطلق الجرباء فقال ‪:‬‬
‫ما حل لك وليد سارح في الذويد‬
‫ما حل يوم يقبل مناداك له‬
‫َ‬
‫ما حل تل ّة الحنظلي الجديل‬
‫تالي الليل قلطت يمناك له‬
‫ما حل رمية التيس وسط الشعيب‬
‫غافل ما درا وين مرماك له‬
‫ما حل وفاية الدين قبل العميل‬
‫ما تحرى عميلك ول جاك له‬
‫يا العتيبي لعبنا وجاك النديب‬
‫كِْز بالرمح مندوبنا جاك له‬
‫مما تجدر ملحظته أن البندري هي التي أجابت التحدي‬
‫وقالت هذا الشعر المعقد المفرط في اللوذعية ن في حين كان‬
‫أخوها ساكتا ً عاجزا ً عن الطلب ‪.‬‬
‫يروي المؤلف عبـــد الرحمـــن المانـــع نماذج أخرى مـــن‬
‫المشاركات النثويـة فـي هذا الميدان الدبـي والغنـي مـن التراث‬
‫الســعودي ‪ ،‬ممــا يكشــف عــن دور مجهول ومطمور مــن حياة‬
‫المرأة السعودية وأدب البادية في نجد ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫نساء من بلدي‬
‫د‪ .‬أميمة بنت أحمد الجلهمة ‪.‬‬
‫أكاديمية سعودية ‪ ..‬جامعة الملك فيصل الدمام ‪.‬‬
‫كما آمل أن يتمكن القائمين على المر من إعداد مؤتمر‬
‫عالمي نسائي على أرض الوطن ‪ ،‬تعمل نساء بلدي من خلله‬
‫على تصحيح الصورة المقلوبة لنا كنساء متمسكات بانتمائنا‬
‫السلمي وفخورات بوطننا ‪.‬‬
‫ابنة بلدي الحرة الفخورة بدينها ثم بوطنها وبقوامة زوجها‬
‫‪ ..‬الفخورة بعباءتها وحجابها ‪ ،‬الحريصة عليه المتمسكة به ‪ ،‬تلك‬
‫هي الشاعرة والكاتبة ( سارة بنت محمد الخثلن ) التي غادرت‬
‫الوطن السبوع المنصرم إثر دعوة خاصة وجهت لها … للحضور‬
‫ضمن من تحدثن عن إبداع المرأة العربية في القاهرة ‪ ،‬خلل‬
‫المؤتمر الذي انعقد برعاية ( سوزان مبارك ) قرينة رئيس‬
‫جمهورية مصر العربية ‪.‬‬
‫تلك السيدة الفاضلة ل تخفي ما انتابها من التردد يشوبه‬
‫شيء من الخوف ‪ ،‬قبل أن تشعر أن واجبها تجاه بلدها ونساء‬
‫الوطن بشكل عام ‪ ،‬والمبدعات منهن بشكل خاص يحتم عليها‬
‫قبول الدعوة ‪ ،‬فالصورة التي عممت عن المرأة السعودية‬
‫خاصة بعد أحداث ( ‪ 11‬سبتمبر ) مبتورة ‪ ،‬مشوهة وقائمة لواقع‬
‫رائع للمرأة السعودية‪.‬‬
‫لقد غادرت ابنة بلدي الوطن برفقة زوج قدّر لها عظيم‬
‫اهتمامها وانتمائها لبلدها ‪ ،‬زوج افتخر بالسير إلى جانب زوجة‬
‫احتضنت عباءتها كما احتضنت أسرتهما بكل حب وحنان ‪ ،‬وهكذا‬
‫غادرا البلد لتتحدث أمام جمع من النساء العربيات والغربيات‬
‫جئن من أقاصي الرض لينصتن لبداع المرأة العربية … ولدورها‬
‫في وطنها وخارجه …‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫ولنها ممن امتهن مهنة الكتابة شعرا ً … ونثرا ً ‪ ،‬اعتقدت‬


‫الحاضرات أن ما ستقدمه لهن لن يخرج عن التجاه الدبي ‪،‬‬
‫ولكنها حملت إليهن نوعا ً آخر من إبداع المرأة السعودية ‪ ،‬إبداع‬
‫بهر الحاضرات … ولتختم حديثها إليهن بقولها ‪ ( :‬إن خلف أمثال‬
‫هذا الحجاب إبداع مميز ‪ ..‬لنساء مميزات ‪ ،‬هن بنات الصحراء‬
‫المقبلت من الجزيرة العربية … من المملكة العربية السعودية‬
‫…)‪.‬‬
‫وإليكم رد فعل الحاضرات ‪ ..‬فما أن نزلت عن المنصة ‪،‬‬
‫حتى أقبلت إحداهن من دولة السودان بالتحديد لتحتضنها وتعلن‬
‫إعجابها وفخرها بحال المرأة السعودية المغيب تماما ً عن‬
‫الساحة العلمية والثقافية ليس عالميا ً فقط ‪ ،‬بل عربيا ً أيضا ً ‪،‬‬
‫وأخرى أعلنت أن ما سمعته منها لم تسمع به من قبل ‪ ،‬يا له‬
‫من أمر رائع يكاد ل يصدق ‪ ،‬ولتقف التية من دولة الكويت‬
‫الشقيقة أمامها لتعلن فخرها قائلة … إن ما تحدثت عنه لن‬
‫يكون مدعاة فخر للسعودية فقط ‪ ،‬بل للكويت ‪ ،‬ولدول الخليج‬
‫بأسرها … وهنا تقدمت أخرى لتطلب وبإلحاح عقد مؤتمر‬
‫نسائي على أرض المملكة العربية السعودية ‪ ،‬توجه الدعوة فيه‬
‫لسناء عربيات وغربيات ‪ ،‬يتمكن من خلله مشاهدة وسماع‬
‫صاحبات هذا البداع وغيرهن من مبدعات أنجبتهن المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫فما الذي تحدثت عنه السيدة والكاتبة الفاضلة سارة بنت‬
‫محمد الخثلن ليترك هذا الثر اليجابي في نفوس ووجدان‬
‫الحاضرات … فبعد أن بينت ( سارة ) أن المرأة السعودية‬
‫أبدعت في مجالت إنسانية شتى ‪ ،‬وقفت عند إبداع المرأة‬
‫السعودية في المجال الطبي … إبداع أفرغ أفواه علماء الغرب‬
‫من رجال ونساء ‪ ،‬وكيف ل يكونون كذلك وقد تفوقت عليهم‬
‫نساء سعوديات أنجبتهن الصحراء … وأرضعتهن رمال الجزيرة‬
‫العربية …‬
‫ولقد عرضت الكاتبة الكثير من إبداعات هؤلء النجيبات‬
‫أمثال الدكتورة‬
‫( إلهام أبو الجدايل ) والدكتورة ( سميرة بنت إبراهيم بن‬
‫إسلم ) والدكتورة ( سلوى بنت عبد الله الهزاع ) والدكتورة‬
‫( حياة سندي ) إنهن حقيقة رائعة وزكية لعقول مبدعة اقُتطِف ْ‬
‫ت‬
‫من حديقة سعودية … وإليكم بعض ما جاء في الدراسة التي‬
‫طرحتها الكاتبة سارة بنت محمد الخثلن ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫‪‬الدكتورة إلهام أبو الجدايل ‪:‬‬


‫لقد ألقت الضوء على اكتشافها لقدرة الجسم البالغ على‬
‫إنتاج لخليا أولية معمليا ً ‪ ،‬اكتشاف مذهل سيغني بعون الله عن‬
‫نقل العضاء وزرعها في جسم المريض … وبالتالي سيحمي‬
‫المرضى من احتمال رفض أجسامهم للعضاء المزروعة ‪،‬‬
‫وسيحمي العالم من التوجه لستنساخ أجنة بغية استخدام‬
‫أعضائها لهذا الغرض … اكتشاف وثق في جامعة ( كمبريدج )‬
‫البريطانية ‪.‬‬
‫‪‬الستاذة سميرة بنت إبراهيم بن إسلم ‪:‬‬
‫ثم عرجت لتشير إلى إبداع امرأة أخرى بدأت ضمن كتاب‬
‫مكة المكرمة ‪ ،‬وجدة ‪ ،‬ولتتمكن بعلمها وإبداعها بعد توفيق الله‬
‫سبحانه ‪ ،‬من إدخال الدراسة النظامية للطالبات في جامعة‬
‫الملك عبد العزيز ‪ ،‬ولتكون خلف تأسيس كلية الطب فيها ‪ ،‬كما‬
‫كانت أول السعوديين الحائزين درجة الستاذية في علم الدوية‬
‫عام ‪1983‬م ‪.‬‬
‫لقد وقفت هذه الطبيبة السعودية على اكتشاف مذهل ‪،‬‬
‫ففي كل اثنين من ثلث سعوديين بطيئي الستجابة للمفعول‬
‫الدوائي ‪ ،‬وبالتالي يحتاجون لتكرار الجرعة الموصى بها لسريعي‬
‫الستجابة … ولينتهي بها المطاف للحصول على جائزة‬
‫اليونسكو لعام ‪2000‬م ‪.‬‬
‫‪‬الدكتورة سلوى بنت عبد الله الهزاع ‪:‬‬
‫هي العضو التنفيذي للمجلس العالمي للعيون الذي يضم‬
‫‪ 130‬جمعية من مختلف أنحاء العالم ‪ ،‬ويتألف من أعضاء يتم‬
‫اختيارهم بواسطة التحاد الدولي لجمعيات طب العيون ‪ ،‬التي‬
‫تمثل الجمعيات القليمية والقارية ‪ ،‬وذلك كأول طبيبة من‬
‫منطقة الشرق الوسط ‪ ،‬والعضو الوحيد من الناث من العالم‬
‫العربي والسيوي والوروبي والمريكي … كما حصلت على‬
‫جائزة أحسن بحث علمي حول اللتهابات البكتيرية في زرع‬
‫القرنية ‪ ،‬ثم لقبت بامرأة عام ‪2000‬م ‪ ،‬تم اختيارها من بين‬
‫مبدعات من العالم في مجال طب العيون ‪.‬‬
‫كما أهَّلها تفوقها وإبداعها لتكون الممثلة للشرق الوسط‬
‫في تحرير مجلة أمراض العيون الوراثية التي تصدر في الوليات‬
‫المتحدة المريكية وذلك للمرة الثالثة على التوالي ‪ ،‬وهذه‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المجلة تعد أعلى مرجع تحريري لنشر البحاث المستجدة في‬


‫مجال جراحة وأمراض العيون ‪.‬‬
‫‪‬الدكتورة حياة سندي ‪:‬‬
‫وأخيرا ً تحدثت عن الدكتورة ( حياة ) التي توجهت إلى‬
‫جامعة ( كمبردج ) لتدرس البكالوريوس في علم الدوية ‪ ،‬ولكن‬
‫سرعان ما اخترعت مجسا ً متعدد الستخدامات يمكن استخدامه‬
‫في الكشف عن المراض وكذا في عمليات المراقبة …‬
‫ولتتسابق اليدي من هنا وهناك للستفادة منه … كوكالة الفضاء‬
‫المريكية (ناسا ) ‪ ،‬وهيئة الملحة الجوية المريكية ‪ ،‬ووزارة‬
‫الصحة الكندية ‪ ،‬والحكومة البريطانية ‪ ،‬وبعض الشركات الخاصة‬
‫بإنتاج السيارات اليابانية ‪ ،‬كل من هذه الهيئات استخدم مجس‬
‫حياة بشكل مختلف ‪ ،‬وكل منها كان حريصا ً على الستفادة من‬
‫إبداع المرأة السعودية ‪..‬ز وأخيرا ً منحت عضوية ( مجموعة‬
‫العلماء الشبان الكثر تفوقا ً في بريطانيا ) التابع لمجلس العموم‬
‫البريطاني ‪.‬‬
‫هذا بعض مما جاء في الدراسة العلمية التي صاغت‬
‫( سارة ) حروفها بأسلوب أدبي رائع … دراسة آمل أن تتداولها‬
‫اليدي داخل السعودية وخارجها … كما آمل أن يتمكن القائمون‬
‫على المر من إعداد مؤتمر عالمي نسائي على أرض الوطن ‪،‬‬
‫تعمل نساء بلدي من خلله على تصحيح الصورة المقلوبة لنا‬
‫كنساء متمسكات بانتمائنا السلمي وفخورات بوطننا … هي‬
‫فرصة لمشاهدة الواقع الذي نعيشه لعلنا نجد منهن منصف‬
‫يقول كلمة حق فينا … ولعل محارم النساء المدعوين معهن‬
‫يقفون على جوانب رائعة أخرى في بلدي تتعلق بعالم الرجل‬
‫في وطننا الغالي ‪.‬‬

‫ماذا يريدون من المرأة السعودية ؟!!‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫نوال اليوسف ‪..‬‬


‫تعيـش المرأة السـعودية هذه اليام ‪ ،‬أزمـة حقيقيـة بيـن مـا‬
‫تريــد أن تحققــه لذاتهــا ومجتمعهــا وأمتهــا مــن طموح ومشاركــة‬
‫فاعلة ومؤثرة فــي رفــع معدل إنتاجيتهــا‪ ،‬وبيــن مــا تريده الفئات‬
‫الدينيـــة المتشددة فـــي دولتهـــا وخارج نطاق دولتهـــا ‪ ،‬والرجال‬
‫العادييــن الذيــن يشغلون درجــة الزواج والباء والبناء والقرباء‬
‫والغرباء إضافـــة إلى الكتاب والمثقفيـــن الذيـــن يقعون ضمـــن‬
‫تصــنيفين آخريــن غيــر تصــنيف التيار الســلمي المتشدد والخــر‬
‫الذي يتســتر بســتار التســامح فــي التعامــل مــع حقوق المرأة‬
‫ورغبتهــا الملحــة فــي التأثيــر والمشاركــة الفاعلة والبناءة خارج‬
‫نطاق السـرة وهمـا اللبرالي والعلمانـي ( مـن الرجال ) الذيـن ل‬
‫يتوانون عن مصادرة حقها في العيش بسلم ‪ ،‬وحقها في التعبير‬
‫بحرية عما تتطلع إليه من طموح يظن البعض من هؤلء أنه غير‬
‫مشروع لها ‪.‬‬
‫مؤخرا ً كتبت جريدة الوطن السعودية عن داعية ل يمانع‬
‫من خروج المرأة كداعية لتقوم بدور توعية النساء الدينية عبر‬
‫الفضائيات العربية وذكر أيضا ً أن ‪ %90‬من السناء السعوديات ل‬
‫يمانعن من كشف الوجه مع اللتزام بالحجاب الشرعي مدللين‬
‫على شرعية ذلك بإجازة بعض الفقهاء كشف الوجه والكفين ‪،‬‬
‫مما آثار حفيظة رجال الدين ومن بينهم الشيخ الفوزان الذي رد‬
‫على ما كتب بأن صوت المرأة ل يزال عورة ‪ ،‬وبأن كشف الوجه‬
‫محرم لكون صورتها أيضا ً عورة ‪ ،‬بينما نرى في كافة الدول‬
‫السلمية عدى السعودية والتي تدين بالسلم بأن النساء‬
‫يمشين بعضهن دون حجاب ‪ ،‬وبعضهن يرتدين الجلباب الواسع‬
‫والحجاب وهذا هو اللباس السلمي الشرعي المعترف به عند‬
‫سائر علماء وفقهاء المسلمين في العالم العربي والسلمي ‪،‬‬
‫دون أن يقمن أو يرغمن على تغطية الوجه على اعتبار أن كشف‬
‫الوجه للمرأة ليس محرما ً في السلم ‪ ،‬وإن المرأة المسلمة ل‬
‫تأثم إذا ما قامت بارتداء الحجاب السلمي دون تبرج مع كشف‬
‫الوجه ‪ ،‬والسؤال المطروح الن هو لماذا كل هذا العنف من‬
‫العلماء السعوديين تجاه أمر كشف المرأة السعودية للوجه ؟!‬
‫ولماذا يصادرون حقها دائما ً في أن تنعم بسماحة الدين السلمي‬
‫الذي يقر لها بعض فقهائه بهذا الحق ؟ ولماذا ل يسعى بعض من‬
‫علماء وفقهاء السنة المتشددين وغيرهم إلى الخذ بالقياس في‬
‫هذا الموضوع وسواء بشأن ما يتعلق بزيادة نسب مشاركة‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المرأة السعودية في الحياة العامة؟ لم يقفلون باب الجتهاد في‬


‫الموضوعات والقضايا التي تتعلق بحقوق المرأة ؟ لم يريدون لها‬
‫أن تبقى على الدوام جاهلة بحقوقها ؟ لم يريدون تغييب دورها‬
‫في الحياة باعتبارها عارا ً على مجتمعها وأن صوتها وصورتها‬
‫عورة ولهذا يجب أن تقبر وهي على قيد الحياة حتى ل يراها‬
‫الخر ؟ أي كان هذا الخر قريبا ً من بني عمومتها أو خئولتها ‪ ،‬أو‬
‫ابنا ً من أبناء وطنها ‪ ،‬أو أخا ً لها في النسانية والحضارة الممتدة‬
‫على مسرح الحياة في العالم أجمع ؟!‬
‫أل يكفي أنها حرمت من التعليم باكرا ً بسبب جهل الرجال‬
‫السابقين بأهمية تعليمها ! أل يكفي أنهم حصروها في مجال‬
‫عمل وتعليم وتمريض وتطبيب النساء فحسب رغم أنها لو‬
‫منحت الفرص لحققت للوطن وللمة المسلمة ما قد يعجز عن‬
‫صنعه الرجال ‪ ،‬لماذا ينظر الرجال للمرأة على أنها شر وعلى‬
‫أن خروجها للعمل بشكل أوسع في المجتمع سوف يجلب له‬
‫العار والخزي – أليس الفضل لها أن تعمل وتشغل فكرها‬
‫بالعمل بدل ً من شغله بالستهلك لكل شيء حتى درجة العداء‬
‫للمجتمع الذي يحرمها من التنفس والحياة بصورة أفضل ؟ أليس‬
‫ة في المجتمع ‪ ،‬ودورا ً فعال ً في‬‫الفضل أن تشعر بأن لها رسال ً‬
‫نهضته بدل ً من حبسها في المنازل بصورة دائمة وبقائها أمام‬
‫شاشات الفضائيات المليئة بالفساد ؟ هل يعتقد الرجال أنهم إذا‬
‫ما أوصدوا البواب ‪ ،‬كل البواب ‪ ،‬أمام المرأة التي تريد‬
‫المشاركة في المجتمع أنها ستربي وتخرج أجيال ً مهذبة متعلمة‬
‫ومتلهفة لخدمة المجتمع ؟ إن فاقد الشيء ل يعطيه ومن يعش‬
‫الكسل من رأسه حتى أخمص قدميه ل يمكن أن يزرع قيمة‬
‫حب العمل في نفوس الجيال الجديدة إذا ما كان هو شاعراً‬
‫بمسؤولية وشغف العمل ومؤمن بالدور والرسالة التي يقدمها‬
‫في الحياة ‪ ،‬ودليل ذلك العداد الكبيرة من هذا الجيل والجيل‬
‫الذي سبقه الذين لهم أمهات غير عاملت لسبب أو لخر أصبح‬
‫أبناؤهن منحرفين ضالين ‪ ،‬ضائعين في الحياة ‪ ،‬فبعضهم أصبح‬
‫إرهابيا ً – وبعضهم الخر أصبح لصا ً محترفا ً ‪ ،‬يسرق بيوت المنين‬
‫ليجلب له ما يسعده من مخدرات ‪ ،‬وسيارات ‪ ،‬ووسائل اتصال‬
‫حديثة ‪.‬‬
‫ل أدري لماذا عند الحديث عن المرأة السعودية واحتياجاتها‬
‫وقضاياها ينسون أو يتجاهلون صوتها ‪ ،‬وإذا ما أعطوها فرصة‬
‫انتقوا نساء يتفقن مع وجهات نظر الرجال الذين ل يريدون‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫للعالم أن يسمع صوتها كامرأة سعودية ويعلم عن إنجازاتها‬


‫ورغبتها في الحياة والمشاركة الطموحة ‪ ،‬رغم أن المستقبل‬
‫القادم للنساء كما ذكر أعرق معهد للبحاث العلمية في العالم‬
‫من خلل عرض ملخص دراسة نشرتها الشرق الوسط الصادرة‬
‫من لندن وذلك حسب توقع عالمة بريطانية كبيرة هي البارون‬
‫سوزان غرينفيلد البروفسورة في جامعة أوكسفورد وأول امرأة‬
‫تتولى إدارة المعهد الملكي في بريطانيا وهو معهد مستقل‬
‫للبحاث العلمية في العالم ومقره لندن ‪ ،‬حيث قالت ‪:‬‬
‫" إن التطور السريع الذي تشهده تقنية النتاج ووتيرة التغيير‬
‫الذي تشهده أماكن العمل تمحو الفروق بين الرجل والمرأة ‪ ،‬بل‬
‫وتمنح المرأة الفرصة الكبر للحصول على الوظائف التي كانت‬
‫تقليديا ً من حصة الرجال ‪.‬‬
‫كما أن التطور الطبي يساعد النساء على التأخير في‬
‫تأسيس العائلة‪ ،‬بل وحتى تكوين عائلة بدون الحاجة إلى وجود‬
‫رجل ‪ ،‬مثل الحمل بالتلقيح الصناعي أو زرع النسجة ‪ ،‬مما يقلل‬
‫بل يعدم دور الرجل " ولم يعدن بحاجة إلى الرجال " كما قالت‬
‫البارونة غرينفيلد التي أوردت صحيفة " الديلي ميل " البريطانية‬
‫توقعاتها مؤخرا ً وقالت غرينفيلد أن الضغوط على المرأة لكي‬
‫تختار بين العائلة والعمل ستختفي كليا ً لن التكنولوجيا الجديدة‬
‫وفرت لها أن تجمد بويضاتها وتحفظها لكي تستعملها مستقبل ً ‪.‬‬
‫وأكثر من هذا ‪ ،‬أعلن علماء أمريكيون حديثا ً أنهم نجحوا‬
‫في إلغاء سن اليأس عمليا ً بإزالة خليا مبيض امرأة شابة‬
‫وتجميدها ثم إعادة زرعها في المبيض نفسه بعد سنوات‬
‫عديدة ‪ ،‬أي في عنفوان خصوبة البويضات وأنت تعرفين أن‬
‫بإمكانك أن تختاري المرحلة العمرية التي ترغبين في استعمالها‬
‫لنتاج الطفال " ‪.‬‬
‫إن مثل هذه التقنية تعطي الحرية الكاملة للمرأة لكي‬
‫تختار حياتها العملية وفي الوقت نفسه تؤسس حياتها العائلية‬
‫متى تشاء ‪ ،‬فما هو إذن دور الرجل ‪ ،‬بل ما هي فائدته أساساً‬
‫كما تساءلت البارونة ؟ وجاءت توقعات البارونة بمناسبة عرض‬
‫القناة الثانية للتلفزيون البريطاني ( بي بي سي ‪ ) 2‬عمل ً درامياً‬
‫مثيرا ً بعنوان " ماذا لو حكمت النساء ؟ " ومع ازدياد القوة‬
‫النسائية في كل مجالت الحياة ‪ ،‬وتفوق الطالبات على الطلب‬
‫أكاديميا ً ‪ ،‬فإن سيطرة النساء قد بدأت فعل ً كما ترى البارونة‬
‫غرينفيلد التي تؤكد أن المستقبل سيبنى على هذا الساس "‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المستقبل سيكون أنثويا ً لسباب كثيرة ‪ ،‬لعل أبرزها أننا نتحول‬


‫من نمط النتاج الصناعي الثقيل الذي يتطلب قوة عضلية إلى‬
‫العمل بأدمغتنا أمام شاشات الكمبيوتر " وأضافت " المرأة لم‬
‫تعد في وضع ضعيف لنها غير قادرة على حمل اللت الثقيلة أو‬
‫استعمالها ‪ ،‬وإن شروط العمل اللينة من " البيت أتاحت لها‬
‫الدمج بين العمل وتربية الطفال " ‪.‬‬
‫وتشير الحصاءات الرسمية البريطانية أن ‪ %55‬من‬
‫المهات اللواتي لديهن أطفال دون الخامسة من أعمارهم هن‬
‫عاملت في مختلف المجالت ‪ ،‬وبذلك أصبحت النساء القابعات‬
‫في البيت أقلية لول مرة في التاريخ ‪.‬‬
‫وتقول ثلث من بين خمس أمهات جديدات أنهن يعدن‬
‫للعمل لنهن غير قادرات على البقاء في البيت لسباب مادية ‪،‬‬
‫لكن البارونة ترى أن هذا الوضع سيتغير " سريعا ً " لن العمل‬
‫من البيت سيصبح شائعا ً أكثر مع اليام " ‪.‬‬
‫صحيح إننا ل نتفق مع كل ما جاء في ملخص الدراسة‬
‫النفة الذكر ولكن نريد أن يفهم الرجال أن الوضع تغير ولم تعد‬
‫المرأة السعودية مجرد ربة منزل ل تخرج منه إل للقبر كما يريد‬
‫بعض الرجال وللسف الشديد لها ونحن في القرن الواحد‬
‫والعشرين فذلك الزمان الذي ل ترى فيه النساء السعوديات إل‬
‫متشحات بالسواد قد ولى خصوصا ً في خضم ظاهرة الرهاب‬
‫التي تستشري في وطننا وتستر الرهابيين والمجرمين بملبس‬
‫النساء وعباءتهن السوداء هربا ً من رجال المن ‪ .‬كما أن انخراط‬
‫النساء السعوديات اللتي يمثلن نصف المجتمع في وظائف‬
‫سوق العمل الجديد يتطلب منهن الكتفاء بالحجاب واللباس‬
‫السلمي دون نقاب وغطاء الوجه إذا ما أردن من الدولة منحهن‬
‫فرص أكبر للمشاركة في الحياة العامة وهذا المر ل يعد تخلي‬
‫المرأة السعودية المسلمة عن عفتها وطهارتها ‪.‬‬
‫وإذا ما صار العرف السائد في المجتمع هو خروج المرأة‬
‫السعودية للعمل بالحجاب السلمي فسيتقبل المجتمع ذلك‬
‫ويصبح أمر خروجها به أمرا ً طبيعيا ً مادام ل يخالف الشرع ول‬
‫الثوابت الشرعية ‪.‬‬

‫كشف الدكتور محمد كامل عارف ‪ ،‬مستشار العلوم‬


‫والتكنولوجيا في تقرير التنمية العربية النسانية الذي تصدره‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المم المتحدة سنويا ً في شهر يونيو ‪ ،‬عن أن التقرير هذا العام‬


‫سيركز بشكل أساسي على وضع المرأة العربية ‪ ،‬وسيتناول‬
‫جميع القضايا المتعلقة بتنمية المرأة في البلدان العربية ‪.‬‬
‫وقال عارف الذي يزور جدة كمحطة ثانية في زيارته‬
‫للمملكة بعد الرياض ‪ ،‬بغرض استكمال المعلومات المطلوبة‬
‫لصدار التقرير ‪ ،‬بأن مشاهداته لواقع الباحثة والعالمة السعودية‬
‫أصابته بالدهشة إلى مدى التطور الذي وصلت إليه المرأة‬
‫السعودية في مجالت العلوم المختلفة في فترة ضئيلة جدا ً ‪.‬‬
‫واعتبر عارف بأن صعوبة الحصول على المعلومات‬
‫والحصاءات حول الواقع العلمي والبحثي للمرأة السعودية ‪،‬‬
‫كانت هي الصعوبة الوحيدة التي واجهها واستدعت مجيئه‬
‫شخصيا ً إلى المملكة ‪ ،‬وقال ‪ " :‬المعلومات عن المرأة‬
‫السعودية غير متوافرة ‪ ،‬وربما كان السبب هو اتساع رقعة‬
‫المملكة المر الذي يجعل من الحصول على المعلومات‬
‫المطلوبة في وقت محدود مهمة عسيرة ‪ ،‬لكن المبادرة التي‬
‫قدمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هيأت لنا فرصة‬
‫اللقاء بالباحثات السعوديات كما قامت لجنة الباحثات‬
‫السعوديات التي مقرها الرياض بمبادرة شبيهة ‪ ،‬واليوم في جدة‬
‫قامت الدكتورة سميرة إسلم بمبادرة شخصية منها لجمعنا‬
‫ببعض الباحثات والكاديميات " ‪.‬‬
‫واستطرد قائل ً ‪ " :‬من النتائج والمعلومات التي جمعناها‬
‫حتى الن أستطيع القول إن التقرير سيعكس للمرأة السعودية‬
‫قوتها ومجالت تفوقها ‪ ،‬كما سيعكس للعلم بأجمعه مكانتها‬
‫المتقدمة ‪ ،‬وأكاد أقول بأن الصورة التي سيعكسها للعالم تكاد‬
‫تكون مناقضة تماما ً لصورة المرأة السعودية لديه ‪ ،‬فما يعرفه‬
‫العالم عن المرأة السعودية معلومات بسيطة ونمطية وخاطئة‬
‫في أغلب الحيان " ‪ .‬وأضاف ‪ ":‬تقريرنا سيعطي بالرقام‬
‫والحصائيات والسماء فكرة متكاملة عن النساء السعوديات‬
‫وماذا يعملن ‪ ،‬والمجالت المختلفة التي يعملن فيها ‪ ،‬وكيف‬
‫استطعن خلل فترة بسيطة جدا ً تحقيق ما احتاجت إليه النساء‬
‫في دول أخرى إلى سنين وعقود لتحقيقها‪.‬‬
‫وأبدى عارف إعجابه بتفوق السعوديات العلمي ‪ " ،‬ليس‬
‫فقط من الناحية الكمية حيث يعادل عدد الفتيات اللتي يدرسن‬
‫الطب والهندسة والعلوم في السعودية الذكور ‪ ،‬ويتفوقن عليهم‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫في بعض الحيان ‪ ،‬وإنما من حيث النوع والمنجزات التي تقوم‬


‫بها السعودية " كما قال ‪.‬‬
‫وقال عارف ‪ " :‬من بين المور التي أثارت دهشتي أن‬
‫عمل المرأة العلمي في السعودية ليس فقط العمل التقليدي‬
‫من خلل البحوث في المختبرات وداخل أروقة الجامعة ‪ ،‬وإنما‬
‫لديها قنوات عديدة لبث معارفها وخدمة المجتمع ‪ ،‬وإنشاء‬
‫منظمات طوعية في صدد التوعية بأمراض ضمن اختصاصها مثلً‬
‫‪ ،‬وهذا يتجاوز عمل النساء في مجتمعات أخرى " ‪ .‬وتابع " المر‬
‫الخر الذي أثار دهشتي هو أن الباحثات السعوديات يعملن على‬
‫الخطوط المامية في مجالت العلوم المختلفة ‪ ،‬وهذا يؤكد أن‬
‫السعوديات لسن معزولت عن مجتمعهن ‪ ،‬كما أنهن لسن‬
‫معزولت عن المجتمع العلمي وهذا ما سأحمله معي إلى العالم‬
‫" ‪ .‬وأضاف عارف الذي يزور المنطقة الشرقية حاليا ً في السياق‬
‫نفسه ‪ " ،‬أعتقد أن الكشف عن الواقع الحالي للنساء‬
‫السعوديات في مجال العلوم والطب والهندسة سيؤدي إلى ما‬
‫فيه الخير للوطن ‪ ،‬وسيتيح للسعوديات المزيد من التقدم " ‪.‬‬
‫وكشف عارف عن علمه بنية إحدى أهم المؤسسات‬
‫العلمية بالمملكة عقد دورة لعداد الصحافيين العلميين ‪ ،‬خلل‬
‫الشهر القليلة المقبلة ‪ ،‬وقال عارف ‪ " :‬نمى إلى علمنا أن أهم‬
‫مؤسسة علمية بالمملكة ستأتي بأفضل الخبراء العالميين ‪ ،‬كما‬
‫ستأتي بأحدث وسائل النشر ‪ ،‬وأكثرها تطورا ً ‪ ،‬لتدريب صحافيين‬
‫ومحررين علميين على أعلى المستويات " ‪.‬‬

‫المرأة السعودية والعمل عن بعد ‪ ..‬فرص عديدة وواقع مختلف‬


‫‪..‬‬
‫ندى الفايز‬
‫قد يكون من حسن الطالع أن تجيء معطيات القرن‬
‫المقبل في صالح مرمى المرأة السعودية عبر توافق آليات‬
‫العصر الحديث مع ثقافة المرأة السعودية ‪ ،‬وذلك عبر ما تتيحه‬
‫ثورة المعلومات من إمكانيات هائلة للتصال عن بُعد‬
‫بالمؤسسات الكونية عبر شبكة المعلومات الدولية ( النترنت ) ‪.‬‬
‫وعليه يمكن استشراق مستقبل مزهر للمرأة السعودية‬
‫الطموحة شريطة توفر الخلفية الثقافية والمعرفة المعلوماتية‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫بمعطيات القرن الجديد ‪ ،‬المر الذي يتطلب توفر أرضية خصبة‬


‫للنهوض بقطاع نسائي واعد ‪.‬‬
‫وقبل المضي في الحديث لبد من الشارة إلى احتمال‬
‫اندثار أنماط وظيفية عديدة واستحداث أنماط أخرى تماشيا ً مع‬
‫معطيات قرن المفاجآت ‪ .‬ولمزيد من الفصاح ل التعقيد ‪ ،‬قد‬
‫يكون من المفيد الحديث عن انكماش نمط الوظيفة الحكومية‬
‫بمفهومها التقليدي وساعات دوامها نظرا ً لتباع استراتيجية‬
‫التخصص شبه الكامل للمرافق الحكومية عبر طرح مؤسساتها‬
‫للقطاع الخاص الذي سيعد اللعب الرئيسي في الساحة‬
‫القتصادية الحديثة ‪.‬‬
‫ورغم أن القطاع الحكومي هو الموظف الكبر للقوى‬
‫العاملة النسائية إل إنه بالمقابل ستتيح شبكة النترنت فرصاً‬
‫وظيفية أرحب للسعوديات من خلل مفهوم العمل عن بعد ‪،‬‬
‫الذي سيمتص الطاقات النسائية المؤهلة للندماج مع التطورات‬
‫الحاصلة في العالم الذي تحول اليوم لقرية صغيرة وغدا ً لرصيف‬
‫ضيق ‪.‬‬
‫استنادا ً لما تقدم ‪ ،‬يمكن للمرأة السعودية النيرة ‪ ،‬بصفة‬
‫عامة ‪ ،‬اختراق أسواق العمل المحلية والعالمية من المقعد‬
‫المنزلي عبر الضغط على أزرار لوحة المفاتيح بجهاز الكمبيوتر ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك إمكانية استفادة سيدات العمال بصفة‬
‫خاصة من خاصية التصال اللكتروني لتمام الجراءات‬
‫والحصول على التراخيص اللزمة من الجهات المعنية لتمام‬
‫سير العمال التجارية من دون الحاجة لمدير أعمال ( وكيل ) أو‬
‫حتى طاقم واسع من الموظفين لتمام العمل التجاري‬
‫التقليدي ‪ ،‬ناهيك من عدم الحاجة الملحة لتشييد مكاتب فاخرة‬
‫بديكورات جذابة في المباني التجارية المرموقة ‪ .‬فالبريد‬
‫اللكتروني يعد البديل المثل لسيل المراسلت والمكاتبات من‬
‫دون الحاجة لعنوان ثابت في مقر فاخر بشارع رئيسي ‪.‬‬
‫ومما يعنينا في ذلك السياق أن مستجدات الحياة العصرية‬
‫ستتيح للمرأة السعودية استمرارية المحافظة على خصوصيتها‬
‫ووضعها الجتماعي ومواكبة القفزات الحاصلة أو حتى المرتقبة‬
‫في ظل انخفاض مستوى تكاليف التشغيل والدارة‪.‬‬
‫وعليه ارتفعت دالة تفضيل التحاق السعوديات بالمراكز‬
‫التعليمية والتأهيلية لفنون استخدام أنظمة وتطبيقات المعلومات‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫والشبكات كنتيجة حتمية للرغبة النسائية الجامحة في الندماج‬


‫المتناغم مع التطورات التقنية بالشكل الذي يساعد على‬
‫الستفادة القصوى من المنظومة المعلوماتية من جهة أخرى‬
‫وثيقة الصلة بالموضوع ‪ ،‬من الصعوبة حصر عدد السجلت‬
‫التجارية المحلية المسجلة بأسماء نسوية من قبل الغرف‬
‫التجارية ‪ ،‬نظرا ً لمكانية استفادة المرأة من مزايا التجارة‬
‫اللكترونية التي ل تتطلب ضرورة النتساب لعضوية الغرف‬
‫التجارية بقدر ما يتطلب المر الحصول على شهادة مطابقة‬
‫المواصفات والمن العالمية ‪ ،‬وهي التي ستحل بدورها محل‬
‫شهادة مطابقة المواصفات والمقاييس المحلية ( اليزو ) ‪ ،‬وذلك‬
‫بغية ضمان سلمة التجار الدولي عبر السلك اللكترونية ‪.‬‬
‫إلى ذلك ‪ ،‬من المفيد الحديث عن تعثر المضي في عملية‬
‫التخطيط القوي نتيجة ضبابية الرؤية اللكترونية التي تتطلب‬
‫جهودا ً مضاعفة من وزارة التخطيط التي يؤخذ عليها عدم تطعيم‬
‫طاقم عملها بدماء جديدة وأدمغة بشرية واعية تتعامل مع أدوات‬
‫التخطيط الحديث بأفضل صورة وتلمس واقع الجيل الواعد ‪.‬‬
‫وعودة للموضوع الرئيسي المتعلق باستشراف مستقبل‬
‫المرأة السعودية في مطلع القرن الميلدي الجديد ‪ ،‬أعرج‬
‫للحديث عن الجانب التعليمي الذي يتطلب ضرورة حث الجهات‬
‫المعنية بأعلى مستوياتها على تنظيم لوائح العتراف الرسمي‬
‫بالتعليم عن بعد عبر شبكة النترنت وحصر معلن للجامعات‬
‫الجنبية المعترف بها لتكتسب حواء السعودية مؤهلت تعليمية‬
‫حديثة من دون الحاجة للبتعاث الخارجي ‪ .‬هذا بالضافة إلى‬
‫إمكانية اللتحاق المحلي بالجامعات الجنبية العريقة عند تدشين‬
‫فروع محلية لها تتبع الجامعة الم وذلك تماشيا ً مع العولمة‬
‫المرتقبة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمجال الصحي فأعتقد أن إمكانية التخاطب‬
‫اللكتروني مع الستشاريين العالميين بالمراكز الصحية المتقدمة‬
‫‪ ،‬وكذا الحضور اللكتروني للندوات والمؤتمرات العالمية ‪،‬‬
‫سيرفعان درجة الوعي الصحي لدى المرأة السعودية بمعدلت‬
‫مطردة في ما يخص بنود الصحة والتطبيب ‪ .‬وقطعا ً ‪ ،‬يبقى‬
‫للتذكير ‪ ،‬أن تحرير السواق العالمية وفتح أبواب القطاع‬
‫التجاري على مصاريعها سيتيح للمرأة السعودية ‪ ،‬بجانب المزايا‬
‫النفة ‪ ،‬مواكبة أحدث خطوط الموضة العالمية والزياء الراقية‬
‫بأسعار معقولة تتطابق مع أسعار الدولة الم ( المنتجة ) نظراً‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫لعدم تحميل سعر البضائع النفة هوامش مالية إضافية ‪،‬‬


‫كبوليصة الشحن والتعرفة الجمركية ونحوه ‪ ،‬المر الذي سيمكن‬
‫عاشقات الموضة والتجميل من الستمتاع بآخر خطوط صرعات‬
‫الزياء العالمية وبأسعار معتدلة وفي أوقات طرح خطوط‬
‫الموضة ‪ .‬هذا مع التسليم الكامل بأن " ميكانزم " الحياة‬
‫العصرية واسعة من الزياء وأدوات التجميل ‪.‬‬
‫إن المعطيات الحالية والمستجدات المستقبلية باتت‬
‫تتطلب أكثر من أي زمن مضى التسلح بالتعليم العالي والتأهيل‬
‫الحديث بغية إمكانية الستمرار في التناغم مع آليات القفزات‬
‫والتطورات المرتقبة والتي ستصبح من سمة القرن الجديد الذي‬
‫يستدعي طموحات المرأة السعودية للستفادة من المنظومة‬
‫المعلوماتية التي تتوافق بدورها مع خصوصية وضع النساء‬
‫السعوديات وثقافة المجتمع السعودي الصيل ‪ ،‬الذي يستطيع‬
‫توظيف تلك التقنيات لصالحه شريطة أن تتوفر الرضية الخصبة‬
‫والمهارات اللزمة لقتناص ما يتوافق مع تطلعات مفردات‬
‫المجتمع السعودي بمختلف شرائحه ‪.‬‬

‫المرأة السعودية وحقها الحواري ‪..‬‬


‫نوال اليوسف ‪9/2/2004 -‬م‬
‫استبشرت المرأة في مملكتنا الغالية خيرا ً عندما أعلن‬
‫على المل نبأ مشاركتها في المرة الماضية من مؤتمر الحوار‬
‫الوطني خيرا ً ‪ ،‬حيث كان التمثيل الول لها الذي منحت فيه‬
‫فرصة التعبير عن رأيها في قضية من قضايا الوطن المؤرقة جداً‬
‫للقيادة وللمواطن سواء كان ذكرا ً أم أنثى ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كون هذا التمثيل لم يكن بالمشاركة في‬
‫تقديم أوراق العمل الخاصة بالملتقى الحواري الهام إل أن وجود‬
‫عشر نساء يمثلن مختلف الشرائح والطياف النسائية هو بحد‬
‫ذاته نصر جديد للمرأة السعودية التي تعيش ضمن مجتمع‬
‫تسوده أعراف وعادات وتقاليد ‪ ،‬وهيمنة سلطة المجتمع‬
‫الذكوري بالكامل ‪ ،‬وذلك نتيجة للخلط القائم بين مبادئ الدين‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫السلمي الذي أعز المرأة وكرمها ورفع شأنها وبين تلك‬


‫العراف والتقاليد والعادات المجتمعية المقيتة والبالية ‪ ،‬كما أنه‬
‫إنجاز للدولة التي منحتها هذه الفرصة الفريدة ‪ ،‬إل أن الوشايات‬
‫التي ظهرت بعد مشاركتها ل تتنبأ بخير لها ول للوطن الذي سمح‬
‫لها بالمشاركة ‪ ..‬لكن قرار القيادة والمسؤولين عن تنظيم‬
‫وقيادة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ‪ ،‬وقرار‬
‫المؤتمرون في توصياتهم للمؤتمر السابق للحوار بإشراك المرأة‬
‫السعودية في الحوار الوطني الثالث ‪ ،‬وتفعيل مشاركتها فيه من‬
‫خلل جعل المحور الساسي له مرتبطا ً بدور المرأة السعودية‬
‫في المشاركة الوطنية لشك أنه أثلج صدري كامرأة سعودية‬
‫شيعية المذهب تتطلع لنيل مكانتها البارزة والمؤثرة جدا ً في‬
‫صناعة القرار الوطني العالي الهمية بالنسبة للمرأة وللوطن‬
‫وللقيادة التي تتطلع لدوري كامرأة بناء ل امرأة هدم لهذا الكيان‬
‫الشامخ خصوصا ً وإني ومثيلتي من النساء السعوديات نتحمل‬
‫العبء الكبر في بناء شخصيات الرجال والنساء الذين نخرجهم‬
‫للمجتمع كمشاركين بنهضته فإذا ما توجهت القيادة نحونا كنساء‬
‫دون النظر إلى مذاهبنا الدينية وتوجهاتنا الفكرية التي بل شك‬
‫تصب في صالح الوطن واستقراره ‪ ،‬فإنها بل شك سوف تحصد‬
‫نتاج ما غرسته يانعا ً حيث أننا النساء المربيات للجيال سوف‬
‫نشعر بأننا عناصر فعالة ‪ ،‬ومؤثرة في مجتمعنا السعودي ‪،‬‬
‫وصانعة للقرارات الهامة التي تحمي الوطن والمواطن من‬
‫النصياع للقوى الخارجية المدمرة لنسان وطننا ‪ ،‬ومشاركتنا في‬
‫الحوار الوطني الثالث بالحضور ‪ ،‬أو تقديم أوراق العمل ‪ ،‬أو‬
‫المشاركة في المدخلت ما هي إل دليل على إدراك القيادة‬
‫لهمية دورنا كنساء لنا ثقلنا ووزننا وتأثيرنا أيضا ً على صناع‬
‫القرار والقادة والمسؤولين الحكوميين ‪ ،‬فالمرأة السعودية اليوم‬
‫ما عادت كالسابق جاهلة بمجريات المور كما أنها الن وصلت‬
‫من العلم إلى أرقى الدرجات وحان الوقت الذي يجب فيه على‬
‫الرجل أي كانت صفة هذا الرجل قائد دولة – رجل دين – رجل‬
‫سياسة ‪ ،‬اقتصاد – إعلم – اجتماع – نفس – طب أم رب أسرة‬
‫ابن – أخ – عم – خال – أم كفيل غارم … إلخ ) أن يعي تماماً‬
‫احتياجات النساء وإنهن لم يعدن جاريات لدى الزواج والباء ‪،‬‬
‫والخوة وحتى لدى صناع القرار ‪ ،‬ورجال الدين الذين ل يمنحون‬
‫أنفسهم فرص للجتهاد فيما يتعلق بحقوق المرأة التي صانها‬
‫السلم ككيان وكحقوق ‪ .‬ولكن ليس معنى هذا أن تخرج المرأة‬
‫السعودية سواء المشاركة في الحوار الوطني ‪ ،‬أو سواه على‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬
‫شاشة القناة الخبارية سافرة ‪ ،‬أو متبرجة تبرجا ً عظيما ً واضحاً‬
‫لكونها امرأة وفتاة مسلمة أول ً وأخيرا ً ‪.‬‬
‫والحجاب فرض عليها ل إلزام من الدولة ‪ ،‬أو العرف ‪،‬‬
‫وبالنسبة لي ل أجد ما يمنع من مشاركة المرأة السعودية مع‬
‫الرجل في حوار واحد دون شبكات تلفزيونية مغلقة … وهي في‬
‫كامل أناقتها واحتشامها ‪ ،‬ول أجد ما يمنع أيضا ً من حوارها‬
‫المباشر مع الرجل ‪ ،‬أو جلوسها معه على طاولة واحدة للحوار‬
‫الذي يصب في صالح الوطن والمواطن في جلسة عامة خالية‬
‫من الفتن والشبهة ‪.‬‬
‫أتمنى أن يكون التوجيه أو التوجه الرسمي لتفعيل دور‬
‫المرأة السعودية في المجتمع السعودي نابعا ً من اليمان بهذا‬
‫الدور الذي نتمنى أن يكون طليعيا ً ‪ ،‬كما نتمنى أن تحض النساء‬
‫كل النساء في دولتنا بأفضل الخدمات التي تدعم دورهن وتعلي‬
‫مكانتهن في المجتمع حتى تثمر كما أثمرت في السابق‬
‫بالنجازات الرائدة التي تعزز وتدفع دورها اليجابي في عملية‬
‫التنمية ‪ ..‬وفي استنهاض النساء السعوديات العاملت وغير‬
‫العاملت منهن المتعلمات وغير المتعلمات منهن لنيل حقوقهن‬
‫كاملة لدى أسرة التنشئة أول ً ‪ ،‬ثم لدى أسرة النجاب ‪ -،‬أثر ذلك‬
‫لدى المجتمع – ولدى صناع القرار في الدولة ‪ ،‬وأل تكون‬
‫مشاركتها في منتدى الحوار الوطني الثالث مجرد مشاركة‬
‫إعلنية إعلمية دعائية للتلفزة والصحف ومختلف وسائل‬
‫التصالت الحديثة العالمية والعربية والخليجية والمحلية لكي‬
‫يقال أن السعودية فتحت أبواب وأدوار جديدة للمرأة في حين‬
‫إن هذه الدوار مقيدة بقرارات رجال الدين وعادات وتقاليد‬
‫وأعراف وقوانين المجتمع القروي البدوي الموغل في التخلف‬
‫والرجعية والذي ل يرى المرأة السعودية إل ناقصة عقل ودين ‪،‬‬
‫وناقصة علم ورزانة واتزان وفطنة ‪ ،‬كما ل يرى فيها إل الجسد‬
‫الذي يجلب لها العار والفضيحة ‪ ،‬وحتى تكون خطوة القادة‬
‫وصناع القرار نحو مشاركة المرأة في الحوار الوطني القادم‬
‫خطوة كبيرة ومؤثرة وجريئة ينبغي تعزيز دور المشاركة الشعبية‬
‫للمرأة في ممارسة العمل التنفيذي والتشريعي على حد سواء‬
‫من خلل دراسة إمكانية منح السعوديات فرص أكبر في صناعة‬
‫القرار وتنفيذه ومنحهن فرص المشاركة السياسية عبر مجلس‬
‫الشورى ‪ ،‬والعمل في السلك الدبلوماسي مع التزامهن بالحجاب‬
‫الشرعي ‪ ،‬ومنحهن فرصة العمل كوزيرات للتعليم والصحة‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫والعمل والشئون الجتماعية ‪ ،‬والخدمة المدنية ‪ ،‬وإفساح‬


‫المجال لهن للنخراط في العمل العسكري ‪ ،‬والعمل في وسائل‬
‫العلم المختلفة دون وجود مكاتب للنساء وأخرى للرجال وقبل‬
‫ذلك إيجاد فرص الدراسة للمرأة في تخصص العلم حتى تجيد‬
‫هذه المهنة دون الحاجة للرجل الذي يستقل عملية عدم وجود‬
‫تخصص لها في مثل هذا المجال بشكل يسيء لها وللمهنة التي‬
‫تزاولها ‪.‬‬
‫كما ينبغي أن تكون مشاركة السعوديات في هذا المؤتمر‬
‫الحواري الهام منطلقا ً من اليمان بدورهن الحيوي في المجتمع‬
‫إذ على القيادة السياسية أن تخطو خطوات واسعة ‪،‬ومتسارعة‬
‫وحثيثة – نحو مشاركة المرأة السعودية في صنع القرار أي كان‬
‫نوع القرار سياسيا ً أو اجتماعيا ً ‪ ،‬أم اقتصاديا ً ‪ ،‬أم ثقافيا ً ‪ ،‬أم‬
‫إعلميا ً ‪ ،‬أم دينيا ً ‪ ،‬وهذا ل يتأتى برأيي إل من خلل وجود إرادة‬
‫سياسية قوية تتمثل في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد‬
‫الله بن عبد العزيز ‪ ،‬وولي عهده المير سلطان بن عبد العزيز‬
‫الذي نعرف ونجزم بإيمانه العميق بقدرة المرأة السعودية على‬
‫العطاء وضرورة تفعيل مشاركتها الوطنية في التنمية الشاملة ‪،‬‬
‫والتي من شأنها أن تجعل المرأة السعودية تندفع نحو المساهمة‬
‫والمشاركة في المناصب القيادية العليا وبقوة ‪.‬‬
‫كما أود أن أشير هنا إلى أن مشاركة المرأة السعودية في‬
‫المؤتمرات الداخلية عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة تتم منذ أمد‬
‫بعيد ولكن الذي استجد على الواقع الجتماعي الفعلي للمجتمع‬
‫السعودي هو مشاركة المرأة بشكل مباشر مع شقيقها‬
‫السعودي ضمن قاعة حوارية واحدة وهذا ما حصل في المؤتمر‬
‫القتصادي الذي عقد في مكة المكرمة مؤخرا ً وثار حفيظة رجال‬
‫الدين ‪ ،‬وفئات من المجتمع ‪ .‬كما أن هذه المشاركة أيضا ً تعد‬
‫مختلفة تماما ً عما تعودت المرأة مناقشته في قضاياها الخاصة‬
‫كمشاكل السرة والمرأة والزواج والطلق والعنوسة ‪ ،‬ورعاية‬
‫الطفولة والمومة ‪ ،‬وقضايا تعليم المرأة وعملها ‪.‬‬
‫وأخيرا ً أقول أن مسؤولية تثقيف المرأة نحو المشاركة‬
‫الفعالة في مجتمعها ينصب أول ً على صناع القرار ودعمهم لها ‪،‬‬
‫من خلل توعية المجتمع الذكوري ومن يتحملون مسؤولية‬
‫الفتاء على دولتنا المسلمة فتثقيف المرأة وبناء شخصيتها‬
‫مسؤولية الجميع ‪ ،‬كما إن تفعيل دورها هو واجب على كل فرد‬
‫في الوطن ‪ ،‬وكذلك توعية المرأة نحو أهمية تحمل مسؤولية‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫تثقيف نفسها لكي تتحمل فيما بعد أعباء مجتمعها المسلم أمر‬
‫لبد أن تكون هي شريكة فيه ‪ ،‬حيث إنه في الوقت الحاضر لبد‬
‫من وضع الخطوط السليمة لنطلقة المرأة السعودية حتى‬
‫يتجدد عطاؤها ويستمر ويتوهج خدمة لنفسها ولمجتمعها المسلم‬
‫على أن يتم كل هذا وهي محافظة على كرامتها ‪ ،‬وعفتها‬
‫وحجابها السلمي وبهذا فهي لن تغيب عن أداء دورها ورسالتها‬
‫في التوجيه الحضاري وبناء المة وتفريخ وصناعة الجيال التي‬
‫تنهض بالوطن وتعزز من مكانته بين المم ‪.‬‬
‫ل سيما إذا ما عرفنا أن السلم الذي ندين به اعتبر المرأة‬
‫أما ً وأختا ً وزوجة وابنة ومجاهدة وعالمة في كل ميادين الحياة‬
‫حتى الخروج إلى الجهاد والقتال في سبيل الله … لذا يجب أن‬
‫تعطى المرأة في وطننا الحبيب السعودية الفرصة لكي تكون‬
‫فاعلة وحاضرة من خلل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني‬
‫وسواه ‪ .‬دون أن تكون متخلفة عن ركب النساء المتقدمات في‬
‫الوطان المجاورة لنا والبعيدة عنا ‪ ،‬ودون أن تكون مهانة وتابعة‬
‫للرجل السيد الذي يقهرها ويوؤدها ويذلها باستقلله لقوامته‬
‫الشرعية عليها ‪ .‬فالسلم جعل المرأة كالرجل فهي ليست تابعة‬
‫ول ذليلة ولبد أن تفهم ذلك حتى ل يستقل حقوقها الرجل‬
‫ويجعلها مجرد آلة للتفريخ مغيبة الوعي ‪ ،‬مهدرة الكرامة‬
‫ومسلوبة الرادة والحقوق ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫مكاسب جديدة للمرأة السعودية بمنتدى جدة ‪..‬‬


‫في سابقة تاريخية ‪ ،‬شهدت جلسات منتدى جدة‬
‫القتصادي الخامس المنعقد بمدينة بالمملكة العربية السعودية‬
‫مكاسب جديدة للمرأة السعودية تمثلت في مشاركتها مباشرة‬
‫بجلسات جدول العمال دون اللجوء للدوائر التلفزيونية‬
‫المغلقة ‪ ،‬كما جرت العادة خلل المؤتمرات التي تشهد حضوراً‬
‫نسائيا ً ‪ ،‬فيما يعد إضافة جديدة لمحاولت المرأة السعودية إثبات‬
‫ذاتها واقتحام المجالت القتصادية والسياسية والجتماعية ‪.‬‬
‫وطالبت المرأة السعودية السلطات بإصلحات اجتماعية‬
‫وسياسية لن البلد " لن تشهد من دونها تقدما ً حقيقيا ً " ‪.‬‬
‫كان المير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة‬
‫المكرمة قد رعى حفل الفتتاح للمنتدى مساء السبت‬
‫‪17/1/2004‬م ‪ ،‬فيما ستتواصل جلسات العمل لمدة ‪ 3‬أيام مقسمة‬
‫على محاور ‪ ،‬منها المحلي والقليمي والدولي ‪ ،‬وسيشارك نحو‬
‫‪ 60‬متحدثا ً من أكثر من ‪ 12‬دولة ‪.‬‬
‫وافتتحت سيدة أعمال سعودية – لول مرة أيضا ً – جلسات‬
‫المنتدى الذي حظي بمشاركة واسعة من قبل السيدات‬
‫السعوديات ‪ ،‬وشارك فيه أيضا ً كل من رئيس الوزراء التركي‬
‫رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحرير‬
‫والرئيس المريكي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الماليزي‬
‫السابق محاضير محمد والملكة رانيا ملكة الردن ‪ ،‬وفقا ً لموقع‬
‫جريدة الشرق الوسط على النترنت ‪.‬‬
‫وشهد المركز العلمي للمنتدى – للمرأة الولى أيضا ً –‬
‫مؤتمرا ً صحفيا ً لكل من الدكتورة ثريا العريض مديرة التخطيط‬
‫بشركة أرامكو ‪ ،‬والدكتورة ناهد طاهر خبيرة القتصاد في البنك‬
‫الهلي السعودي ‪ ،‬بحضور عدد كبير من الصحفيين السعوديين‬
‫والعرب والجانب ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫مطالبة بإصلحات ‪:‬‬


‫واستغلت المرأة السعودية افتتاح أعمال المنتدى‬
‫القتصادي الخامس بجدة لمطالبة السلطات في الرياض‬
‫بإصلحات اجتماعية وسياسية لن البلد " لن تشهد من دونها‬
‫تقدما ً حقيقيا ً " ‪ ،‬على حد قولهن ‪.‬‬
‫ودعت لبنى العليان التي ألقت كلمة الفتتاح – وهي تدير‬
‫مجموعة من ‪ 40‬شركة سعودية إلى " توفير فرص عمل للنساء‬
‫والرجال على حد سواء في المملكة " ‪.‬‬
‫وأشارت العليان – التي تشغل منصب المديرة التنفيذية‬
‫لمجموعة العليان للتمويل – إلى أن عام ‪ 2003‬كان عاما ً استثنائياً‬
‫مع تحيق زيادة ‪ %4.6‬من إجمالي الناتج المحلي ‪ ،‬وأن تحقيق‬
‫تغيير ونمو سريعين أمر ممكن ‪ ،‬ولفت النتباه إلى أن مجرد‬
‫إلقائها خطابا ً في هذا لمنتدى يشكل في حد ذاته إشارة إلى‬
‫حدوث " تغيير وتقدم حقيقيين " ‪.‬‬
‫واتفقت معها ناهد طاهر خبيرة القتصاد في البنك الهلي‬
‫السعودي ‪ ،‬وأضافت قائلة ‪ " :‬بصفتي سعودية ‪ ،‬أعتقد اليوم أننا‬
‫كتبنا التاريخ " ‪ .‬وقالت ناهد طاهر ‪ " :‬إن النساء بسبب التمييز‬
‫عشن منعزلت داخل المنازل ‪ ..‬لكن هناك اليوم رغبة سياسية‬
‫في قبولهن في الحياة اليومية " ‪.‬‬
‫وأضافت أن " القوانين تتطلب التغيير لتعزيز دور النساء‬
‫( … ) وهو دور مكمل لدور الرجال " ‪ ،‬مشيرة إلى أن هذه‬
‫القوانين يجب أن تطبق " في إطار احترام الهوية العربية‬
‫والسلمية " ‪.‬‬
‫دور القطاع الخاص ‪:‬‬
‫ونقل موقع " ميدل ايست أون لين " على النترنت عن‬
‫هيفاء جمال عميدة " معهد عفة " – وهو مؤسسة تعليمية‬
‫للبنات بالمملكة العربية السعودية – تأكيدها على أنها تعتزم حث‬
‫القطاع الخاص على توضيح الدور الذي قد تلعبه النساء لتسريع‬
‫التقدم ‪.‬‬
‫وعقدت يوم الحد ‪18/1/2004‬م جلسة مناقشة حول موضوع‬
‫" النساء ‪ ..‬قوة محركة للنمو القتصادي " ‪ ،‬تديرها سلوى الحزة‬
‫رئيسة قسم طب العيون في مستشفى الملك فيصل ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫وشهدت الفترة الماضية مشاركة فاعلة من قبل المرأة‬


‫بالمملكة العربية السعودية في إطار محاولت دؤوبة للحصول‬
‫على الموافقة على مشاركة المرأة في مختلف المجالت‬
‫السياسية والجتماعية ‪ .‬وآخر تلك الفعاليات ‪ ،‬المشاركة في "‬
‫اللقاء الفكري الثاني للحوار الوطني " بالسعودية الذي استمرت‬
‫أعماله ‪ 5‬أيام ‪ ،‬واختتم الربعاء ‪31/12/2003‬م بمكة المكرمة ‪.‬‬
‫وشارك في هذا اللقاء الفكري الثاني ‪ 60‬مفكرا ً وباحثاً‬
‫وشخصية عامة سعودية ‪ ،‬بينهم ‪ 10‬من النساء ‪.‬‬
‫خطوة رائعة ‪:‬‬
‫وكانت الكاتبة السعودية سهيلة زين العابدين حماد قد‬
‫اعتبرت في ذلك الوقت أن مشاركة المرأة في الجولة الثانية‬
‫من الحوار بعد تجاهلها في الحوار الول الذي جرى في يونيو‬
‫‪ 2003‬تعد " خطوة رائعة في إطار العتراف بدور المرأة في‬
‫الحياة السعودية بشكل خاص " ‪.‬‬
‫وأضافت في تصريحات خاصة لـ " إسلم أون لين ‪ .‬نت "‬
‫الربعاء ‪2003-2-1-31‬م أن " المشاركة النسائية في هذه الجولة‬
‫من الحوار جاءت عقب احتجاج نسائي قوي على تجاهل دعوتنا‬
‫في الجولة الولى " ‪.‬‬
‫وقالت الكاتبة السعودية ‪ " :‬لقد وجدنا كافة البحوث تخلو‬
‫من الشارة إلى ظاهرة الغلو والتطرف من الرجال تجاه المرأة‬
‫في السعودية ‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالفهم المغلوط للرجل‬
‫السعودي لقضية ولية الرجل على المرأة " ‪ ،‬على حد وصفها ‪.‬‬
‫وأشادت بـ " الحرية غير المسبوقة في الرأي التي شهدها‬
‫المؤتمر وموافقة العديد من الرجال لكافة أطروحاتنا الداعية‬
‫إلى منح المرأة حقوقها السياسية بشكل كامل " ‪.‬‬
‫وقال ولي العهد السعودي في كلمة وجهها إلى الشعب‬
‫السعودي الربعاء ‪ " : 14/1/2004‬إن هذه التوصيات سوف تلقى ما‬
‫تستحقه من عناية الدولة ‪ ،‬وإنني أتطلع إلى انعقاد اللقاء القادم‬
‫في رحاب المدينة المنورة مدينة نبينا وسيدنا محمد ؛ ليبحث‬
‫موضوعين هامين ‪ ،‬هما التعليم والمرأة " ‪.‬‬
‫ونشرت صحيفة الوطن السعودية في ‪ 4/1/2004‬توصيات‬
‫اللقاء الفكري الثاني للحوار الوطني ‪ ،‬وكان من بينها العمل على‬
‫" تعزيز دور المرأة في كافة المجالت ‪ ،‬والدعوة لتأسيس‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫هيئات وطنية متخصصة ‪ ،‬تعنى بشئون الطفل ‪ ،‬والمرأة‪،‬‬


‫والسرة " ‪ .‬وفي بادرة اعتبرت أيضا ً دعما ً للصلحات في مجال‬
‫المرأة السعودية ‪ ،‬ظهرت أول مذيعة سعودية على الفضائيات‬
‫العربية من خلل شاشة ‪ MBC‬في‬
‫يناير ‪2004‬م ‪.‬‬

‫تحرير ‪ /‬د‪ .‬داليا مؤمن – مصر ‪.‬‬


‫كثر الحديث عن المرأة السعودية – في الونة الخيرة –‬
‫وتفجر مناقشات حول حقوقها ومن يتصفح مواقع النترنت‬
‫ويقلب في القنوات الفضائية يفاجأ بكثير مما نشر حول هذا‬
‫الموضوع ‪ ،‬فما الذي فجر الحديث عن هذا الموضوع ؟ وما هي‬
‫الحقوق التي تطالب بها المرأة السعودية ؟ ومن الذي له أن‬
‫يتحدث باسمها ؟ وهل موضوع قيادة السيارة هو مشكلتها‬
‫وتنتهي المعاناة ؟ هل هناك سيدات سعوديات ناجحات بالفعل ؟‬
‫وهل هن ظاهرة أم مجرد حالت فردية ؟ هل هناك أمل في‬
‫الصلح ؟ وما الصلح الذي تطمح فيه أو إليه ؟‬
‫في البداية ‪..‬‬
‫لنبدأ أول ً بمصطلح " قضية المرأة السعودية " ‪ ،‬ترى هل‬
‫هناك قضية بالفعل للمرأة السعودية ‪ ،‬أم أن المصطلح هو من‬
‫تأليف المثقفين ؟ فهل القضية هي قضية المرأة فقط أم أنها‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫قضية مجتمع بأسره ؟ ودون أن ندخل في تعريف المصطلحات‬


‫لنبدأ بفكرة ما الذي فجر الحديث عن المرأة السعودية ؟ يبدو‬
‫أن هناك تدخلت سياسية غربية ولنقل أمريكية تري أن تفرض‬
‫سيطرتها على بعض الشؤون الداخلية ومنها إتاحة القيادة للمرأة‬
‫بالسعودية ومشاركتها في القضايا السياسية وغيرها ‪ ،‬كأن هذين‬
‫الجانبين يعكسان وضع المرأة بالمملكة … ولنقل لنهم‬
‫يخططون – أقصد الغربيون – فإن علم النفس الجتماعي يرى‬
‫أنه كي تغير من اتجاهات الناس نحو موضوع معين عليك أن‬
‫تطرحه للنقاش ول تفرض التغيير دفعة واحدة !! ولننا –‬
‫كمجتمعات عربية – ل نكون المبادئين بل تكون تصرفاتنا هي رد‬
‫فعل بدأت نتحدث في الموضوع … فكرت كثيرا ً في إمكانية أن‬
‫نصمت إل أن الواقع يقتضي أن نغمض أعييننا ونسد آذاننا ونكف‬
‫ألسنتنا عن الحديث في أن الجميع يتكلم ‪ ،‬وطالما أن كل‬
‫القضايا مطروحة للمناقشة فإن خيار الصمت غير مطروح أصل ً ‪.‬‬
‫هناك دراسات دولية رأت حاجة المرأة السعودية لستعادة‬
‫بعض الحقوق دون البعض الخر ‪ ،‬ولن هذه الدراسات تجهل‬
‫طبيعة مجتمعاتنا فقد طرحت قضايا للنقاش قد ل تكون من‬
‫أولويات المرأة السعودية ‪ ،‬أو لنقل أنها من أولويات فئة بعينها‪،‬‬
‫وهناك قضايا أخرى تطرحها بعض السعوديات ويرين أنها أكثر‬
‫أهمية مثل حاجتها أن تعامل كإنسانة ‪.‬‬
‫في أوقات كثيرة نرى ازدواجية في التعامل مع المرأة‬
‫فهي تحترم وتصان كرامتها وتعامل بأفضل طريقة خارج منزلها ‪،‬‬
‫ولكنها تعامل بطريقة مختلفة بداخله حي يقل تواصل الرجل‬
‫معها سواء كان زوجا ً أو أبا ً أو أخا ً وكثيرا ً ما يكون دور الب هو‬
‫تربية البناء الذكور فقط دون الناث التي يعاملن كأنهن من‬
‫الدرجة الثانية ‪ ،‬وهذا التمييز ألحظه ببلدي أيضا ً في القرى ‪،‬‬
‫فالذكور تتاح لهم كثير من الحريات التي ل تتاح للناث والتمييز‬
‫بين الجنسين داخل السرة أمر عادي جدا ً !‬
‫هذه المعاملة لبد وأن تنعكس في تعاملها مع أبنائها ومع‬
‫نفسها فسلوكها داخل بلدها يختلف عن خارجها ‪ ،‬وربما سلوكها‬
‫داخل الفندق – ببلدها – يختلف عنه خارجا ً وهكذا ‪ ،‬وانطلقا ً من‬
‫أن تخصصي نفسي أكثر منه اجتماعي فأحب أن أشير أن‬
‫السعودية ككل بلد العالم بها نسبة من المشكلت النفسية‬
‫ة نوعا ً ما ‪.‬‬
‫ولكنها قد تكون مختلف ً‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫ولننتقل إلى فكرة التغيير فهل هو ممكن ؟ بالطبع نجد‬


‫الخير في أمة‬
‫محمد إلى يوم الدين … وفي المجتمع السعودي – كما‬
‫عايشته – خيرات كثيرة فقد كانت معلوماتي أعلى من زميلتي‬
‫بمصر ‪ ،‬عرفت كثير عن الدين لم تنتشر في عالمنا السلمي –‬
‫إل في فترة الصحوة الدينية الخيرة – كما أن لغتي العربية‬
‫والنجليزية أيضا ً كانت ول تزال أفضل بكثير ‪ ،‬تعلمت تطبيق‬
‫الدين في الحياة وتعلمت كيف أحب النجاح والتفوق ‪ ..‬وأذكر‬
‫زميلتي بالصف اللتي سعدن بنجاحي وتفوقي وشعرن أن‬
‫نجاحي هو نجاح لهن !! فحين حصلت على المرتبة الولى‬
‫بالثانوية العامة التفت حولي صديقاتي ومدرساتي بكم من‬
‫المشاعر الطيبة … نعم لقد تعلمت الكثير وأدين للسعودية‬
‫بالكثير ‪ ،‬فالحمد لله من قبل ومن بعد ‪.‬‬

‫ممرضة سعودية تنجح في إقناع ‪ 150‬ممرضة باعتناق السلم ‪..‬‬


‫تبنت إحدى الممرضات السعوديات بالدارة العامة‬
‫للتمريض بوزارة الصحة فكرة الدعوة للسلم بين الممرضات‬
‫بعدد من المستشفيات والمستوصفات الحكومية ليصل عدد من‬
‫دخل إثر ذلك إلى ‪ 150‬ممرضة من مختلف الجنسيات البريطانية‬
‫والمريكية والفلبينية والكندية واللمانية وجنسيات أخرى ‪.‬‬
‫نوير الشلوي المفعلة للفكرة وصاحبتها قالت إن الدعوة‬
‫كانت مقبولة جدا ً في محيط الممرضات كونهن أكثر استشعاراً‬
‫للعمال النسانية والخيرة في محيط عملهن ‪ ،‬كما ورد بصحيفة‬
‫المؤتمر ‪ ،‬وأكدت نوير أنها متشجعة على الستمرار في‬
‫مشوارها بالتنسيق التطوعي مع مكاتب الدعوة والرشاد التي‬
‫أنهى إجراءات تسجيلهن كمسلمات وتزودهن بمطبوعات‬
‫تعريفية عن السلم يمختلف اللغات ‪.‬‬
‫وتقول نوير إن الفكرة وجدت استجابة ‪ ،‬وحماسا ً شديداً‬
‫لدى الكثير من الممرضات السعوديات اللتي ساعدن في تنفيذ‬
‫الفكرة ‪ ،‬وأكدت أن مثل هذه الفكرة واجبة وتلقى نجاحا ً إن‬
‫تمثلت الداعيات بالخلق والمثالية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫نوير الشلوي تحمل درجة الماجستير في التمريض وتملك‬


‫أسلوبا ً دعويا ً مميزا ً يتسم بالعمق النساني ‪ ،‬استطاعت به أن‬
‫تجتذب هذا العدد الكبير من الممرضات إلى الدخول في السلم‬
‫‪.‬‬

‫كلمة صاحبة السمو الملكي الميرة ‪ /‬فهدة بنت سعود بن عبد‬


‫العزيز ‪..‬‬
‫رئيسة الجمعية الفيصلية الخيرية بجدة‬
‫حقوق المرأة في العالم السلمي أضحت ‪ ،‬مؤخرا ً ‪،‬‬
‫الشغل الشاغل للمم المتحدة ويتم تصعيدها إعلميا ً بصورة‬
‫ملحوظة حيث تعد ورقة ضغط تستخدمها القوى الجنبية‬
‫والمنظمات الدولية بحجتي الصلح والديمقراطية ؛ وهنا – أجد‬
‫أنه لبد من التأكيد على أن – المجتمعات السلمية قد انحرفت‬
‫عن المسار القويم الذي وضعه السلم لحقوق المرأة وواجباتها‬
‫تماما ً كما انحرفوا عنه في كافة مناحي حياتهم ‪.‬‬
‫ثمة فجوة عميقة بين ما يؤمن به المسلمون وبين تطبيقهم‬
‫له ‪ ،‬وقد أخذت هذه الفجوة بالتساع خلل قرون وقد بلغت‬
‫مداها الخمسينات من القرن الماضي بعد حركات الستقلل عن‬
‫الستعمار الجنبي بعرض العالم السلمي من مراكش إلى‬
‫بنغلدش ‪ ،‬ذلك لن إرادة الشعوب دحرت الحتلل العسكري‬
‫ولكن ما استطاعت القيادات ول قوى المثقفين من التحرر من (‬
‫عقدة الدنى ) التي غرسها المستعمر في ثقافتهم فلم يقدموا أو‬
‫يتبنوا مشروعا ً نهضويا ً إسلميا ً بل ظلوا حبيسي الفكر الجنبي‬
‫والمشروع الجنبي فنادوا به وروجوا له ودعموه ؛ وبالرغم من‬
‫فشله في إحياء أمتنا أو رد اعتبارها ومكانتها على المستوى‬
‫العالمي ل زلنا نجد من يتشدق به إلى الن ويدافع عنه وينتهز‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫كل غيبوبة اجتماعية لتمريره دون أن يعوا حقيقة أن الحتلل‬


‫العسكري ولى لزمن واستبدله المستعمر بالحتلل الثقافي‬
‫مؤقتا ً مسخرا ً طاقاتهم ومواردهم في هذه العملية المعقدة من‬
‫استئصال ثقافة حية في الوجدان لتذوب أمتهم وبالتالي تهيئتها‬
‫للنقراض ‪.‬‬
‫إن تبني معتقدات وأفكار أجنبية له تبعات كارثية على‬
‫العالم السلمي ‪ ،‬هذا لن السلم ليس ممارسات روحية‬
‫فحسب بل هو منهج حياة متكامل يشمل المعاملت والعبادات‬
‫والعلقات على مستوى الفراد والجماعات ‪ ،‬كان تجاهل شمولية‬
‫السلم وممارسة النتقائية والحصر عليه هو السبب الرئيسي‬
‫في التخلف الحضاري والتفكك الجتماعي والتبعية السياسية‬
‫والفلس العلمي والركود الثقافي ‪.‬‬
‫إن أي محاولة للصلح الشامل والمتكامل في العالم‬
‫السلمي يجب أن تنصب في إعادة الفروع إلى الصول ‪ ،‬وفي‬
‫رأب الصدع ‪ ،‬وفي تقريب الممارسات للمعتقدات إلى حد‬
‫التطابق ‪ ،‬ل في تعميق الفجوة وتغييب المعتقد وفصل الدين ؛‬
‫إن المشكلة الحقيقة هي انفصالنا عن حقيقة السلم وروحه‬
‫وليست في ارتباطنا الوثيق به ) على الغرب أن يدرك هذه‬
‫الحقائق والبعاد عندما يتعامل مع مجتمعنا ‪ ،‬يجب أن يدرك أن‬
‫السلم رسالة سلم وحرية واستقلل ليس لنا فحسب إنما‬
‫للعالمين‪.‬‬
‫أشرت في مقدمتي لعدة عوامل وخلفيات سياسية‬
‫واقتصادية واجتماعية لما لها من أثر مباشر على الستقرار‬
‫والتنمية وبالتالي العمل الجتماعي ذلك أن الستقرار يعد عصب‬
‫التنمية والعمل الجتماعي هو أكثر أدوات التنمية تطورا ً وكفاءة‬
‫وقد وطن السلم هذه المفاهيم وقننها ودعا إليها على مستوى‬
‫الفراد والمجتمعات وقد تأثرت تأثرا ً مباشرا ً بعد الحادي عشر‬
‫من سبتمبر وتداعياته على مستوى العالم لنه وصم العالم‬
‫السلمي عموما ً والمملكة العربية السعودية خصوصا ً بفرية‬
‫الرهاب فوقعنا في فخ التبرير والدفاع عن أنفسنا وعاجلتنا‬
‫الضربات الواحدة تلو الخرى من أفغانستان إلى العراق إلى‬
‫جرح ل زال ينزف في فلسطين ‪ ،‬أصبحت أمتنا بمقدراتها‬
‫ومواردها على خط النار تعاني من الهجمات العلمية‬
‫والقتصادية والعسكرية ومن الختراق الجتماعي والثقافي وكان‬
‫للعمل الخيري النصيب الوفر من تلك الضربات ففرضت‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫الوصاية الجنبية عليه وجففت موارده وتقلصت أدواره وحجمت‬


‫إمكاناته ‪.‬‬
‫تمتعنا في مؤسستنا الخيرية ‪ ،‬على مدى العقود الربعة‬
‫الماضية ‪ ،‬بثقة المجتمع والدولة على حد سواء حيث كانت‬
‫مهمتنا التمكين بمنظور شامل ‪ ،‬تمكين يسعى لمحورة دور‬
‫المرأة في السرة التي تعد النواة الساسية في بناء المجتمع‬
‫وهدفنا أن نعزز الروابط للحد من التفكك والفوضى ؛ كانت‬
‫برامجنا ومشاريعنا مصممة وفق أولوياتنا لتعالج مشاكلنا برؤية‬
‫إسلمية وعربية ‪ ،‬أما الن فإن النفتاح المفروض على العمل‬
‫الجتماعي في المنطقة يحتم علينا التعاون مع منظمات أهلية‬
‫أجنبية ودولية لها برامجها وأهدافها المعلنة والغير معلنة بخلفيات‬
‫مغايرة لنا وأولويات ليست بالضرورة كأولوياتنا ‪.‬‬
‫يوم المرأة العالمي انطق عام ‪ 1908‬من كوبنهاجن‬
‫بالدنمرك وطالبت النساء فيه بالخير العام والمساواة بينهن وبين‬
‫الرجال من حيث الجور ‪ ،‬وحق التملك ‪ ،‬وحق التصويت ونحن‬
‫كفل لنا السلم هذه الحقوق وأكثر منذ ‪ 14‬قرن ونيف ل على‬
‫أساس المساواة فحسب إنما على ميزان العدل والفضل فأجر‬
‫العمل للمرأة مساو للرجل إن لم يفق على قاعدة ( الجزاء من‬
‫جنس العمل ) ولها حق التملك ( للنساء نصيب مما اكتسبن‬
‫وللرجال نصيب ) ولها حق التصويت والنتخاب ( مبايعة النبي‬
‫والصحابة ) ولها حق النفقة كابنة وزوجة وأخت وأم ولها حق‬
‫الحتفاظ باسمها بعد الزواج ولها حق الخلع ولها حق التعلم ولها‬
‫حق العمل ‪.‬‬
‫هدفنا ومهمتنا تنصب في عملية تمكين السرة وأفرادها‬
‫من نساء وأطفال على وجه الخصوص عن طريق التعليم‬
‫والتدريب والتوظيف والنصح والرشاد القانوني؛ تلك الخبرات‬
‫والمهارات التي اكتسبناها على مر العقود لم يتم الستفادة منها‬
‫حيث تم الستعاضة عن هذا الدور بمراكز التدريب الممولة‬
‫والمدعومة من قبل المنظمات الغير حكومية ببرامجها المعلنة‬
‫والغير معلنة بهدف التغيير دون الخذ بعين العتبار قيمنا‬
‫ومعتقداتنا واحتياجاتنا وتجاربنا ‪.‬‬
‫وبالرغم من أن أولوياتنا تختلف في جوهرها وطبيعتها عن‬
‫أولويات النساء في الغرب إل أن معظم الدول السلمية لم‬
‫تفعل قوانين الحقوق والواجبات وفق النظم السلمية بل‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫استوردت وتبنت مطالب المرأة في الغرب وعممتها على‬


‫مجتمعات مسلمة حفظ السلم حقوق أفرادها ‪.‬‬
‫الخيارات أمامنا محدودة ‪ ،‬فإما أن نقف معا ً كأمة واحدة‬
‫رجال ً ونساءً ونستمد قوتنا من تعاليم السلم لنبني مستقبلنا‬
‫مسلحين بالثقة بالله واليمان بأنفسنا وبالعلم والعمل والتعاون‬
‫في سبيل حلم مشترك ومصير موحد ؛ أو أن نضيع قيمنا ونجمد‬
‫معتقدنا ونهدر طاقاتنا فيسهل تفتيتنا والسيطرة علينا ‪.‬‬
‫في يوم المرأة العالمي ‪ ،‬أدعوكم لنقف كنساء مسلمات‬
‫في مقدمة الصفوف أمام العالم كحصن منيع لندافع عن أنفسنا‬
‫ونحمي مقدراتنا وموروثاتنا حتى يذكرنا ونسعى لتخليد مسيرتنا‬
‫تيمنا ً بالنساء الوائل وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة‬
‫بنت خويلد رضي الله عنها ‪ ،‬عندها فقط سيصبح بإمكاننا أن‬
‫نحتفل بيومنا الخاص للمرأة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المرأة السعودية ‪ ..‬بين التنظير والتطبيق ‪..‬‬


‫ثريا الشهري‬
‫لم تكن الدولة في المجتمع السعودي محور تكوين‬
‫العلقات الجتماعية وما يمارسه مجتمعها المدني على أفراده‬
‫من سلطوية ‪ ،‬وإنما لعبت دور الوسيط الذكي ما بين هذا الولء‬
‫المحلي المقيد بالموروث ‪ ،‬والولء الجماعي لمة تدين بالسلم‬
‫‪ .‬وعليه ‪ ،‬فإن المقارنات المجتمعية الحضارية بشأن المرأة‬
‫السعودية مجحفة في حقها ‪ .‬ففي نظرة متفحصة للتاريخ‬
‫( سجل الشعوب ) يرى المدقق أن المرأة العربية قد حكمت‬
‫بعوائق أقل من تلك التي كبلت بها المرأة السعودية ‪ .‬فجغرافية‬
‫المكان ‪ ،‬وضروراته السياسية والقتصادية ‪ ،‬وحواجزه الجتماعية‬
‫‪ ،‬ساهمت جميعها في تكوين شخصية المرأة السعودية ‪،‬‬
‫وحصرها في نمطية تقليدية ‪ ،‬منعتها منذ البداية من المشاركة‬
‫الفعلية في القاعدة الساسية لبناء المجتمع ‪ .‬ومن منظور‬
‫فلسفي واقعي يمكن القول أنه وبالرغم من التعليم الذي‬
‫حظيت به المرأة السعودية ‪ ،‬إل أنها لم تقترب من مفهوم‬
‫الوعي بمعناه الحضاري التطوري ‪ .‬فل الدولة قدمت لها أكثر من‬
‫مشاركة محصورة في تدريس أو تمريض ‪ ،‬ول المجتمع المحيط‬
‫اقتنع بأكثر من هذا التمثيل ‪ ،‬لتظل المور آخذة في هذا التعويض‬
‫السطحي من دون محاولت تذكر للتغيير ‪ .‬فمن جهة ‪ ،‬ل تريد‬
‫الدولة إثارة التيارات المتحفظة التي ل ترى في حقوق المرأة‬
‫أكثر من بيت وأطفال ‪ ،‬ومن جهة أخرى ‪ ،‬ل ينادي المجتمع‬
‫بضرورة إثراء الوعي لدى المرأة ‪ ،‬فما هو الداعي لنضج قد يفتح‬
‫عيونا ً وأبوابا ً ظلت عقودا ً مقفلة ! ‪.‬‬
‫ومن الواضح أن طبيعة " مجتمع الرجل " وتغلغل السيئ‬
‫من التقاليد والعصبيات تحت سطح البناء ( وفوقه ) حال دون‬
‫مناقشة أي انفتاح يطال المرأة ‪ .‬وبسبب هذه الهلمية ‪ ،‬والبهام‬
‫الثقافي ما بين السلم والعراف ‪ ،‬وقعت " النقطاعة التاريخية‬
‫" للمرأة السعودية ‪ ،‬ومع هذا ‪ ،‬وانطلقا ً من واقع العصر المتجدد‬
‫‪ ،‬ومتغيرات الظروف القتصادية والسياسية ‪ ،‬بدأ التفهم الواقعي‬
‫للمور يأخذ وضعه في إعادة النظر في مسألة التقليل من أهمية‬
‫عامل المرأة في مسيرة التنمية ‪ .‬وأصبح واضحا ً أن التمسك‬
‫بتهميش هذا العامل الحيوي من شأنه تقديم صورة مشوهة‬
‫لحقيقة الوضع السياسي الراهن الذي تعيشه البلد ‪ ،‬عدا عن‬
‫موجة التصحر ( بمعناه النساني ) وآثارها على المرأة ككيان‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫إنساني سيستمر يعيشه تناقضا ً بين حقوق علم بوجودها على‬


‫الورق ‪ ،‬ولم ير لها التفعيل المطلوب على الرض ‪ ،‬ومن هنا ‪،‬‬
‫جاءت الصوات المطالبة بتصحيح الولويات ‪ ،‬وفق ترتيب من‬
‫شأنه خلق جسور لصوت المرأة ‪ ،‬لعملها ‪ ،‬لهمومها ‪ ،‬ولحقوقها ‪،‬‬
‫في صورة ل تطالب الدولة والمجتمع بأكثر مما يحتمل ‪ ،‬بمعنى‬
‫أن التوهم بإمكانية التحول من عامل هيكلي ضعيف إلى آخر‬
‫قوي في غضون مرحلة زمنية قصيرة يحمل معه تجاوزا ً ساذجاً‬
‫لجوهر التحدي بشقيه ‪ :‬البشري والحضاري ‪ .‬فالسلطة المركزية‬
‫التي تعود الرجل لن يمارسها وحده ‪ ،‬ليست بأمر ذي سهل قابل‬
‫للتنازل لمجرد الستجابة لتغيير قد ل يرى ضرورته ‪ ،‬بل حتى‬
‫وإن أثبتت التجارب الشخصية أن هذا العتراض خارج نطاق‬
‫المنطق الذي يلح على توسيع دائرة مشاركة المرأة المجتمعية ‪،‬‬
‫فشعار الرفض الذكوري يظل قائما ً في نزعة مرتبطة النسيج‬
‫بوطأة الصراع القبلي في كل ما يتعلق بالمرأة ‪.‬‬
‫ولكي يستقيم ميزان الحق في هذا السياق ‪ ،‬ل بد من‬
‫التنويه بموقف المرأة نفسه ‪ .‬وفي هذا السياق ‪ ،‬فإن المر الذي‬
‫قد يدعو الرائي للدهشة هو أن القصاء قد يكون أحيانا ً بمحض‬
‫اختيار المرأة ورضاها ‪ ،‬وقد تقرأ الواحدة منهن مقال ً كهذا‬
‫فتتساءل ‪ :‬عن أي تغيير يتحدثون ؟! ومن نادى به ؟! إن في‬
‫هكذا موقف ما قد يهون من القضية برمتها ‪ ،‬إذ كيف تنبري‬
‫للدفاع عمن ل ترى لدفاعك عنها حاجة ! ‪.‬‬
‫ولكن ‪ ،‬بالرغم من وجود هذه الفئة ‪ ،‬التي تعودت على‬
‫الخضوع فاستمرأته ‪ ،‬هناك من النساء من ل تقل في علمها ‪،‬‬
‫وعزيمتها ‪ ،‬ورجاحة عقلها ‪ ،‬عن غيرها من إخوانها الرجال ‪ ،‬نساء‬
‫سعوديات ل يرضيهن أبدا ً أن تختزل قضاياهن في حكم عباءة‬
‫على الرأس ‪ ،‬أو قيادة سيارة ‪ ،‬أو سفور وجه ‪ .‬ول يرضيهن أيضاً‬
‫ما ينطوي عليه توظيف الدين في الترويج لمور محددة بينما‬
‫الدين منها براء ‪ ،‬أو أنها تقبل اجتهادات فقهية ‪ ،‬مع ملحظة أن‬
‫قوامها هو التأخير ‪ ،‬والوقوف عند نقطة جمود ‪ ،‬إن حاولت‬
‫المرأة الخروج عليها فهي " المارقة " من طوق الجماعة ‪ ،‬وأن‬
‫وقفت عندها تغدو " المتخلفة " عن ركب الحضارة ‪.‬‬
‫على أية حال ‪ ،‬إن ما ذكر إنما يرتبط بالتحديات التي قد‬
‫تواجه محاولت النتقال بالمرأة من صفوف خلفية إلى أخرى‬
‫متقدمة ‪ .‬أما وقد ذكرت أن المر ل يقف عند هذا الحد ‪ ،‬وإنما‬
‫يتعداه إلى تلك المثبطات المتعلقة بالصبغة النهضوية المدنية‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫بالنسبة لباقي الدول ‪ ،‬فليس من الحكمة بمكان أن تطالب‬


‫المرأة السعودية بالعبور فوق حواجز تلخص الفارق بين مجتمع‬
‫مسلم لم يعش متعصبا ً لدينه فقط ‪ ،‬وإنما لموروثه بكل ما فيه (‬
‫الحميد منه وغير الحميد ) ‪ ،‬وبين نساء لم تتقيد مجتمعاتهن‬
‫بالفهم المتشدد للدين ‪ ،‬مجتمعات عاشت عصورا ً في ظل‬
‫الحتلل ‪ ،‬بكل ما خلفه وراءه من ثقافات أجنبية دخلت في‬
‫صلب النسيج التكويني لهؤلء النساء ‪.‬‬
‫في ضوء ذلك ‪ ،‬وبتحليل إجمالي لهذه المعطيات نجد‬
‫أنفسنا أمام استفسارات مركبة تدور في فلك المرأة السعودية ‪،‬‬
‫وتقييم حصيلتها في ضوء خلفيتها التاريخية ‪ ،‬والوضاع التي‬
‫يعيشها وطنها اليوم ‪ .‬فهل وصل المر مرتبة تنبئ بتحقيق‬
‫ه‬
‫طموحات المرأة السعودية ‪ ،‬أم أنه اقتصر على تقديم تما ٍ‬
‫رمزي حول موضوع الحريات وإحقاقها!‬
‫الحقيقة ‪ ،‬كما يراها المستنيرون ‪ ،‬هي أن المرأة السعودية‬
‫لم يتحقق لها بعد ما من شأنه أن يضمن لها الشعور بالمان‬
‫النفسي والفكري والمادي داخل محيطها الذاتي ( السرة ) قبل‬
‫محيط مجتمعها ( الوطن ) ‪ ..‬فعلى صعيد البيت ‪ ،‬قلما تجد من‬
‫يساندها ول يسفه رأيها ‪ ،‬ونادرا ً ما تحظى بفرصة الدعم الممثل‬
‫في أب ن أو زوج ‪ ،‬أو حتى أخ في ما لو صدر عنها فعل يدخل‬
‫في منطقة إثبات الذات ‪ ،‬واستغلل الطاقات ‪ ،‬وأن يستمر هذا‬
‫المخلوق في العيش على ذات المنوال المضمحل الذي خطط‬
‫له ‪ ،‬لهو أسلم للرجل من خوض تجربة يخاف عاقبتها ‪.‬‬
‫أما على مستوى الدول ‪ ،‬فالحوائل أكبر كما هي القرارات‬
‫أشمل ‪ .‬فمن معوقات قانونية ل تراعي مرونة الجراءات ‪ ،‬أو‬
‫حتى توفير قنوات نسائية مستقلة تمكن المرأة من متابعة‬
‫قضاياها بنفسها ‪ ،‬إلى معوقات تعليمية تعود إلى طرق أساليب‬
‫التعليم ‪ ،‬وافتقار المناهج إلى المهارات الدارية ‪ ،‬والفنية ‪،‬‬
‫والرياضية ‪ ،‬أو تلك العملية التدريبية المؤهلة للمستقبل المهني‬
‫بشكلها الذي ل يتعارض مع ثوابت الدين ‪ ،‬إلى معوقات اجتماعية‬
‫تتعلق بصعوبة التحرك ‪ ،‬والتوظيف ‪ ،‬والتراخي في توفير‬
‫البديل ‪ ،‬أو مقاومة " الغث " من العادات ‪ ،‬إلى معوقات‬
‫اقتصادية نتيجة التخطيط الذي لم يراع أن يضم المرأة إلى‬
‫قائمة أولوياته ‪ ،‬وما ترتب عليه من نقص في القنوات التمويلية ‪،‬‬
‫وفي المجالت الوظيفية المتاحة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫الن ‪ ،‬بعد هذا العرض المسهب ‪ ،‬هل يمكن لنا أن ننتقل‬


‫إلى خطوة مشاركة المرأة في اللقاء الثاني للحوار الوطني‬
‫السعودي الذي عقد من ‪ 28‬إلى ‪ 31‬من ديسمبر الماضي في‬
‫مكة المكرمة ‪ ،‬فنعتبرها لبنة في بناء غد محمل بالمزيد من‬
‫الحريات ‪ ،‬وحفظ الحقوق ؟ هل نغض النظر عن التحفظات التي‬
‫تناولت آلية الحوار ‪ ،‬وكيف قدر لها أن تتم في عزلة تامة ‪،‬‬
‫وكأنها أسرار حربية ‪ ،‬ول نقف كثيرا ً أمام انتقائية قامت على‬
‫اختيار لمشاركات لم يمثلن شرائح المجتمع بطبقاته المتعددة ؟‬
‫ثم ‪ ،‬وهل إذ نحن ذكرنا أن اللقاء المقبل للحوار الوطني ‪ ،‬الذي‬
‫تقرر عقده في المدينة المنورة ‪ ،‬قد جعل من موضوع المرأة‬
‫محورا ً أساسيا ً له ‪ ،‬علمنا أننا إزاء استراتيجية تأسيسية مقبلة‬
‫حريصة على المرأة وإحقاق منزلتها ‪ ،‬بقدر حرص المرأة نفسها‬
‫على هذه المكانة ؟!‬
‫هذا ما سيسفر عنه " نص " اليام التية ‪ ،‬وهو نص نتمنى‬
‫أن يتخلص من كل الهوامش ‪ ،‬والملحق التي أعاقت قراءته في‬
‫الماضي ‪ .‬فالسلم وثوابته المفروضة ل تقبل المساومة ‪ ،‬مهما‬
‫كان الثمن ‪ ،‬كما قال المير عبد الله بن عبد العزيز ‪ ،‬وما عدا‬
‫ذلك من الممكن عرضه وتفنيده ‪ ،‬والخذ بالصالح منه ‪ ،‬بما‬
‫يتناسب ومجتمعنا‪ ..‬حتى وإن كان مستوردا ً ‪.‬‬

‫هناك ما هو أهم من قيادة المرأة للسيارة ‪..‬‬


‫منيرة الغامدي ‪.‬‬
‫كثرت في الونة الخيرة المطالبة بحقوق المرأة وهذا‬
‫إيجابي في حد ذاته وإن كانت تلك الحقوق مضمونة وموفرة‬
‫بشرع الله سبحانه لو طبقنا كما هو ‪ .‬لكن السلبي في تلك‬
‫المطالبات أنها تركز على موضوع وإن كان على شيء من‬
‫الهمية إل أنه ليس أهم موضوعات المرأة وحقوقها وهو سواقة‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫المرأة السعودية للسيارة ‪ ،‬وليعترض من يشاء إل أننا نتفق أن‬


‫للناس وللنساء خاصة ظروفهن التي تختلف معها نسب‬
‫احتياجهن لقيادة السيارة ‪ .‬ومع هذا الحتياج الملح إل أن هناك‬
‫أمور أكثر إلحاحا ً ‪ ،‬المرأة بحاجة للنظر فيها ‪.‬‬
‫ومن تلك على سبيل المثال ل الحصر النظر في حقوق‬
‫المطلقات ‪ .‬المرأة تنفصل عن زوجها بعد سنوات عديدة قضتها‬
‫بسبب رغبته في تجديد شبابه المنقرض ليتزوج بأخرى صغيرة‬
‫ويلقي بتلك القديمة المستهلكة التي لم يعد لها من الدنيا أحد‬
‫سواه ‪ .‬أين القانون الذي يضمن لها على القل مصروفها‬
‫ومسكنها من ذلك الزوج حتى نهاية عمرها ؟‬
‫المرأة تطلق ‪ ،‬وأيا كانت السباب ‪ ،‬ولها العديد من‬
‫الطفال الذين يستطيع منعها من رؤيتهم بحجة أنهم تجاوزوا‬
‫سن الحضانة ‪ ،‬لتبقى تتابع قضيتها من قاض إلى آخر ‪ ،‬كل‬
‫يوصيها بالصبر والحتساب أو بتأجيل القضية لشهر وأشهر لعل‬
‫المرأة المسكينة تستكين وتنسى أطفالها وكأنهم ل يعلمون أن‬
‫الحيوانات ‪ ،‬وهي حيوانات ‪ ،‬تستميت في سبيل أطفالها فكيف‬
‫بالبشر ؟‬
‫المرأة تضرب وتهان ومــا زال فــي تركيبتهــا النفســية أنهــا‬
‫تسـتحق ذلك وأن هذا معنـى القوامـة وأن عليهـا الصـبر فللرجال‬
‫أسبابه ومبرراته التي عليها القبول بها دونما حق للعتراض عليها‬
‫أو حتى معرفتها ‪ ،‬فليس لديها القدرة العقلية على استيعاب تلك‬
‫الموضوعات الكــبيرة ‪ ،‬أليســت مســؤولية اجتماعيــة وشرعيــة‬
‫تعريـف المرأة بمـا لهـا ومـا عليهـا ؟ فكيـف يمكـن للمجتمـع تقويـة‬
‫المرأة وتمكينهــا ؟ ول أعنــي بهذا التمرد على الزوج خصــوصية‬
‫تلك الموضوعات وعدم التشهيــر العلمــي الذي يمكــن أن يزيــد‬
‫الموضوعات تعقيدا ً ‪.‬‬
‫مسؤولية من هي حماية المرأة من النظرة الظالمة لها‬
‫حين يتحرش بها الرجل ؟ وليت هنا بصدد الدفاع عن أولئك‬
‫النساء اللئي يضعن أنفسهن في موضع الشبهات سواء بالشكل‬
‫أو المضمون ‪ .‬أليست مسؤولية مجتمعية تغيير تلك النظرة التي‬
‫تعاقب المرأة وتبيح للرجل التصرف كيفما شاء ؟‬
‫من ينصف المرأة حين تستبشر خيرا ً بصدور قرارات‬
‫تخدمها مثل بيع المستلزمات النسائية " الخاصة جدا ً " لتصدم‬
‫بتأجيل القرار أو إلغائه ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫من ينصف المرأة حين تستبشر خيرا ً بصدور قرارات‬


‫تخدمها مثل بيع المستلزمات النسائية " الخاصة جدا ً " لتصدم‬
‫بتأجيل القرار أو إلغائه ‪.‬‬
‫من ينصف المرأة " السجينة " ويتقبلها حين يتخلى عنها‬
‫ذووها ويرفضونها لمجرد أنها أخطأت ؟ ول نبرر الخطيئة ! لكن‬
‫كل ابن آدم خطاء ‪ ،‬فمن لها ؟ ومن يحتويها ؟ ومن ينتشلها من‬
‫براثن البيئة التي أدت بها إلى الوقوع في ذلك الخطأ ؟‬
‫كثيرة هي الموضوعات النسائية الموجعة في الصميم التي‬
‫تحتاج إلى مطالبة ‪ ،‬ولعل خير من يتحدث عنها هي نفسها ‪،‬‬
‫ليس انتقاصا ً من قدرة الرجل الخ والزوج والب والبن ‪ ،‬لكن‬
‫تبقى المرأة هي القرب والكثر إحساسا ً بما يكدر صفو حياتها أو‬
‫ربما يعيقها ‪.‬‬
‫الموضوعات التي تمس المرأة معروفة وليس شخصي‬
‫المتواضع من يعرف بها ‪ ،‬لكن يجب أن يكون لدينا القدرة أو‬
‫ربما الجرأة لطرح ومناقشة تلك الموضوعات ‪ ،‬ليس بالضرورة‬
‫على صفحات ‪ ،‬لكن في مواقع صنع القرار والعتراف بالقصور‬
‫وأننا لسنا المجتمع المثالي ول يوجد أصل ً مجتمع مثالي ‪ ،‬ول‬
‫أتحدث عن المجتمعات المتقدمة كقدوة بل أنظر إلى مجتمعنا‬
‫سواء في الريف أو البادية وكيف كانت المرأة حينها معززة‬
‫مكرمة – وما زالت إلى حد كبير مقارنة بغيرها من المجتمعات‬
‫المدنية – وتقوم الدنيا ول تقعد حين تعرضها لي خطأ أو خطر‬
‫ولنطبق ونكيف من تلك العادات والقيم والمبادئ القديمة‬
‫الجميلة ما يسانده ديننا العادل والسمح وما يتوافق وحاجة‬
‫المجتمع الحالية ‪.‬‬

‫لماذا تجلس أمي في المقعد الخلفي ؟‬


‫عبد الله المغلوث‬
‫يرافقني سؤال بدين ‪ ،‬لديه لسان طويل ‪ ،‬كلما استقلت‬
‫السيارة بمعية والدتي ووالدي يصرخ في عقلي قائل ً ‪ :‬لماذا‬
‫تجلس أملك في المقعد الخلفي بينما أنت تستلقي في المام ‪.‬‬
‫هذا السؤال الذي ينبت في داخلي وجواري دائما ً ‪ ،‬أتصفحه‬
‫أيضا ً في وجوه غير السعوديين عندما يشاهدون أمهاتنا يتقاطرن‬
‫على المقاعد الخلفية كأحد التقاليد التي توارثناها دون سائر‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫شعوب الرض ولم ينزل الله بها من سلطان ‪ .‬المرأة في بلدنا‬


‫رغم ما تكبدته من جهد وعمل وقبل ذلك إنجابنا وتربيتنا ورعايتنا‬
‫ما زالت تقطن المقعد الخلفي في المشهد المحلي ‪ .‬فهي غير‬
‫مكتملة في نظر الكثير مما يحول دون ترجمة واستثمار أفكارها‬
‫المتعددة ‪ .‬تقول الدكتورة بدرية البشر في مقالة نشرت في‬
‫صحيفة " الشرق الوسط " ‪ ،‬بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر عام ‪2005‬م ‪" :‬‬
‫تخيل أنك امرأة تكتب في صحيفة ‪ ،‬وكلما كتبت عن همومكن‬
‫وقضاياكن وفقركن وبطالتكن وأحوال القضاء والمحاكم معكن‬
‫قالوا عنك ‪ :‬خلها عنك ‪ ،‬كل حكيها حكي حريم ! " ‪.‬‬
‫طالبات جامعيات يعاقبن إذا ارتدين ملبس غير مطابقة‬
‫لللوان التي فرضتها كلياتهن ‪ ،‬وأخريات يحرمن من دخول‬
‫الختبارات إذا ضبطن متلبسات بأجهزة جوال مزودة بكاميرات ‪.‬‬
‫في حين أن أشقاءهن الذكور يتمتعون بارتداء آخر صرعات‬
‫الموضة والكلم عبر جوالت تملك غير كاميرا دون أن يتعرضوا‬
‫لترهيب وتأديب كحال شقياتهم اللتي يعشن رعبا ً منذ سنوات‬
‫مضت ‪.‬‬
‫ل تنسى الروائية السعودية الشابة ‪ ،‬آلء الهذلول ‪ ،‬الحاصلة‬
‫على الماجستير في الضرائب وقانون العمال من فرنسا ‪،‬‬
‫المولودة في أمريكا ‪ ،‬المنحدرة من القصيم‬
‫( وسط السعودية ) لحظات التفتيش " المرعبة " التي مرت بها‬
‫" عند الدخول والخروج من المدرسة للتأكد من تطابق العباءات‬
‫مع المواصفات والمقاييس العرفية " على حد قولها ‪ .‬ما زالت‬
‫تعلق في ذاكرة آلء بعض المواقف التي صاحبت دراستها في‬
‫السعودية من بينها طريقة اللبس ‪ ،‬حيث كان عليها ورفيقاتها‬
‫اللتزام بألوان محددة لربطات الشعر ‪ ،‬الحذية ‪ ،‬وعدم ارتداء‬
‫الكسسوارات ‪ .‬تقول الهذلول " إذا قدر الله على أحدهن‬
‫وجاءت بربطة حذاء ملونة فهي على موعد لتتعلم كيف توقع‬
‫كون غالبية الفتيات في تلك السن لم يمررن بتجربة التوقيع بعد‬
‫"‪.‬‬
‫هذا التضييق المبكر سيدفع بل شك إلى إحساس عارم‬
‫بالضطهاد ينعكس على أداء النثى وتربيتها التي ستنجب أبناء‬
‫مرتبكين ‪.‬‬
‫تقول سيدة العمال في الخبر نهى السالم ‪ ،‬إنها أرسلت‬
‫ابنتها عبير إلى لندن عندما بلغت ‪ 16‬عاما ً " لتعتمد على نفسها "‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫وتعود قوية وقادرة على هزيمة الحباطات التي ستواجهها إثر‬


‫تسلط الرجل ‪.‬‬
‫استبدادية بعض الرجال وتوقهم إلى القيادة أدى إلى‬
‫انصراف مثقفات سعوديات عن الزواج حسب الصحفية‬
‫والروائية السعودية الشابة ‪ ،‬نداء أبو على (‪ 24‬عاما ً ) التي قالت‬
‫في " إيلف " بتاريخ ‪ 12‬أبريل عام ‪2006‬م " إيجاد رجل يحترم‬
‫المثقفة ويغوص في أفكارها ليشاركها إياها في الوقت الذي‬
‫يؤازرها فيه دون غيره أو خشية لن تتفوق عليه وجعلها قرينته‬
‫وليس فقط تقبل فكرة زمالتها له أمر نادر " تصنيف " كثيرا ً ما‬
‫نلحظ مثقفين يتزوجون من امرأة تقليدية ‪ ،‬ذلك ما يسود‬
‫حضاراتنا خاصة العربية منها غير القائمة على المساواة بسبب‬
‫تقاليدنا المترفة في تقديس وتضخيم الرجل والبحث عن وسائل‬
‫خنوع المرأة وكيفية خضوعها " ‪.‬‬
‫فكما نطالب المرأة بأن تتجرد من تقاعسها وعدم مطالبتها‬
‫بحقوقها يجب علينا أن نعمل على تفتيت سطوة القيادة والتملك‬
‫في دواخلنا تجاه المرأة علنا نمنحها جزاء يسير من حريتها‬
‫المسلوبة ‪.‬‬
‫فليس من المنطق بمكان أن أستاذة جامعية ل تذهب‬
‫للقاء محاضراتها لن ابنها المراهق لم يرغب في إيصالها‬
‫بسيارته التي ابتاعها له كوننا كمجتمع وهبناه زمام القيادة إثر‬
‫جنسه ل أكثر ‪.‬‬
‫صحفي بحريني سألني السبوع الماضي ‪ .‬كيف ترى المرأة‬
‫في وطنك ؟ أجبته ‪ :‬سأخبرك عندما تجلس أمي في مقعد‬
‫السيارة المامي بينما أسكن الخلفي ‪.‬‬
‫ريم الطويرقي د‪ .‬عالمة الفيزياء السعودية ورسالتها للمرأة في‬
‫العالم ‪.‬‬
‫أ‪ .‬إيمان الحازمي‬
‫في أحد أهم المواقف التي تسجل للمرأة المسلمة ‪،‬‬
‫خرجت د‪ .‬ريم الطويرقي إلى فرنسا لتلقي خطابها الفيزيائي‬
‫معلنة أن الحرية ل يعوقها حجاب أو شريعة ‪ ..‬كانت تتكلم وتؤكد‬
‫عمليا ً أن السلم كفل للمرأة حقوقها العلمية والفكرية ‪ ،‬بينما‬
‫لم يجد بعض مريدي الحقوق سوى الحجاب عقبة لذلك ‪ ،‬وأرادوا‬

‫‪8‬‬
‫خطوات ذهبية للمرأة السعودية‬

‫من المرأة السعودية أن تخلع عنها ذلك الغطاء حتى تكون امرأة‬
‫عصرية ‪.‬‬
‫فتشوا عن الرجل السعودي ونعتوه بالعنف ‪ ،‬وصوروه حجر‬
‫عثرة في طريقها ‪،‬ولم تكن ريم الطويرقي هي الوحيدة ‪ ،‬ولم‬
‫تكن الولى ولكنها نموذج ظهر للعالم يمثل نسبة كبيرة من‬
‫النساء السعوديات اللتي يحظين بامتياز العلم والتمسك‬
‫بالحجاب الشرعي ‪.‬‬
‫وعندما نتحدث عنها بفخر واعتزاز فإن ذلك ل يدل على‬
‫ندرة هذا النموذج الرائع ‪ ،‬ولكن لن المرأة المسلمة عموماً‬
‫والمرأة السعودية خصوصا ً تتعرض لموجة تغريب تريد منها‬
‫الخروج عن تعاليم الدين السلمي ‪ ،‬فبحثوا عن نماذج ل تشكل‬
‫نسبة كبيرة من مجتمعنا وأظهروها على السطح ‪ ،‬جعلوا منها‬
‫قضية مجتمع بينما الواقع يخالف أوهام العلم الذي يريد منها أن‬
‫تكون جسدا ً يتمايل ويثير الشهوات ‪.‬‬
‫لقد سئمنا من إعلم يبحث عن نقاط هشة يرتكز عليها ‪،‬‬
‫بينما الدعائم الثابتة يتجاهلها ‪ ،‬مطالبا ً بما يسمى حرية ‪ ..‬تركنا‬
‫العلم يعلن وصايته علينا ‪ ،‬ويمثلنا كما يريد ل كما نريد نحن ول‬
‫كما نطمح ‪ ..‬أين من يندبن حظ الحرية التي اختلقوها كذبة‬
‫يصدقها مدعوها ؟!‬
‫هنا نطالب المرأة السعودية أن ترفع عنها وصاية العلم‬
‫المضلل ‪ ،‬وتثبت للعالم أنها امرأة دين ودنيا ولن يكون ذلك إذا‬
‫آثرت الصمت ‪ ،‬ولكن بإثبات وجودها بنفسها واطلع الخرين‬
‫على النشاطات التي تقوم بها والتي تخدم مجتمعها وتقوده نحو‬
‫حضارة الروح قبل الجسد ‪ ،‬حيث الكرامة التي لن تشعر بها من‬
‫تخلت عن أمر بها وألقت بحجابها ضعفا ً واستكانة ‪ ،‬عندما‬
‫أحست غفلة أن العلم والتقدم لن يكون إل بشعر مسدل‬
‫وماكياج مزعج ‪.‬‬
‫لقد كرم معهد العالم العربي د‪ .‬ريم الطويرقي في قلب‬
‫العاصمة باريس بينما هي كرمت المرأة السعودية هناك بتلك‬
‫الصورة المشرفة وكأنها ترسل رسالة تطبيقية لكل امرأة‬
‫مسلمة أن الحجاب والدين السلمي لن يعوقا أي تقدم حضاري‬
‫وبشري فما عليها سوى أن تتقدم بخطى واثقة نحو العالم‬
‫وتقول هأنذا بعزتي وكرامتي أخدم أمتي ‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like