Professional Documents
Culture Documents
إن الدولة الزائرية تطبق النظام الداري اللمركزي بشكل واسع و بصورة ضخمة
و للجزائر فلسفة و سياسة خاصة متميزة ف أسسها و مبادئها و أهدافها و أساليبها ف نطاق
نتتبع النهجية التية تبيي الركان الت يقوم عليها النظام اللمركزي (البحث الول )ث
نوضح الشكال الت تتخذها (البحث الثان )على أن نتطرق أخيا إل تقدير و تقييم
1
انظر المادة 35من الدستور الجزائري الصادر في نوفمبر .1976
2
ب :الكيفية :يتم توزيع مظاهر و مالت الوظيفة الدارية بي الدارة الركزية و الدارة
اللمركزية وفق أسلوبي أساسيي ها :
-1السلوب الول (السلوب النليزي ) :و مؤداه أن بي الشرع (القانون )السلطات
و الختصاصات الختصة بالجهزة اللمركزية على سبيل الصر و عداها فهو من
اختصاصات الدارة الركزية باعتبارها من الصال الوطنية .
-2السلوب الثان (السلوب الفرنسي ) :مقتضى هذا السلوب أو التصور أن يعمد
الشرع إل ذكر اليادين الت تدخل فيها الدارة الركزية على أن تترك مالت و ميادين
عمل و نشاط الوحدات اللمركزية واسعة و غي مددة .
و لقد اعتمد الشرع الفرنسي ف تنظيمه لدارة الحلية هذه الطريقة حينما ذكر السلطات و
الصلحيات الت تتمتع با الوحدات و اليئات اللمركزية و أن بصورة و كيفية عامة و غي
مددة أي بطريقة حصرية nom limitativeهو السلوب نفسه الذي اعتمده الشرع
الزائري ف تنظيمه الدارة الحلية .1
و من هذا قرر الفقهاء انه مت اتصلت الهام بإقليم واحد أمام شؤون ملية كشؤون
الواصلت و السكن و غيها و مت كانت تصر مموع الواطني و كل الناطق فهي شان
من شؤون السلطة الركزية و نتيجة هذا التنوع برر على الستوى الفقهي مصطلح الشؤون
البلدية و الشؤون القليمية و الشؤون الوطنية . 2
الطلب الثان :إنشاء و قيام أجهزة ملية منتخبة و مستقلة .
يقصد بذا الركن أن هذه اليئات الحلية و الصلحية استقلت عن السلطة
الركزية و هذا الستقلل يكنها من حق اتاذ القرار و تسيي شؤونا بيدها دون تدخل من
الهاز الركزي و منه يب العتراف للوحدة الدارية الحلية أو الرفقية بالشخصية العنوية
(يتم العلن الرسي لفصلها عن الدولة ) و ما يولا الستقلل القانون من حيث قدرتا
الذاتية على اكتساب القوق و تمل اللتزامات و منه أن تشكيل تلك الجهزة الحلية
بالنتخاب يعد من شروط قيام النظام اللمركزي ,فمت يتحقق استقلل اليئات و
الوحدات الدارية و اللمركزية عن السلطات الدارية الركزية لبد من اعتماد أسلوب
1في تحديد لصلحيات البلدية لم يضع قانون البلدية (المواد من 84إلى 111ال اطارا عاما لذلك مثل ما ورد في المادة 84منه ).
2الدكتور خالد قباني اللمركزية و مسالة تطبيقها في لبنان ,نشر مشترك بيروت باريس ,منشورات البحر المتوسط و منشورات
عويدات 1981ص 47
3
النتخاب ف اختيار العضاء السية للدارة الركزية الذاتية لا للهيئات و الصال اللمركزية
و لكي يتجسد مبدأ الديقراطية الدارية و مبدأ الشاركة .
النظام القانون الذي يكم الدارة الذاتية الستقلة يشتمل على ثلث عناصر ماور
أساسية هي :
-1الستقلل عن طريق التشخيص القانونية للهيئات اللمركزية و منحهم سلطة البت
النهائي .
-2أسلوب النتخاب ف انتقاء و اختيار أعضاء الجهزة و اليئات الدارية اللمركزية كما
ورد ف الادة 16من الدستور (يثل الجلس النتخب قاعدة لمركزية و مكان مشاركة
الواطني ف تسيي الشؤون العمومية ).
-3تديد نطاق و الصال الهوية القليمية التميزة عن الصال العامة الوطنية .
الطلب الثالث :خضوع الجهزة لنظام الرقابة الوصائية .
با أن أسلوب النظام الداري اللمركزي هو مرد وسيلة فنية و قانونية
إدارية لتقني و توزيع سلطات و امتيازات الوظيفة الدارية فقط بي السلطات الدارية
الركزية و السلطات الدارية اللمركزية ضمن و ف نطاق مبدأ وحدة الدولة الدستورية و
السياسية و الوطنية و ليسي أسلوب من أساليب تقني فكرة السيادة الوطنية و السلطات
الدستورية و السياسية و التشريعية و عليه فان المر يستلزم قيام علقة بي الدارة الركزية و
وحدات الدارة اللمركزية ف صورة رقابة أو وصاية إدارية تتلف ف جوهرها عن السلطة
الرئاسية القائمة بي الرئيس و الرؤوس ف ظل النظام الركزي ,فما هي مظاهر الرقابة
الدارية البسوطة على وحدات الدارة اللمركزية ؟ ..و ما هي البادئ و القواعد الساسية
الت تكم تلك الرقابة و تيزها ,خاصة عن السلطة الرئاسية ؟.
الفرع الول :الظاهــر :
تتجلى الرقابة ف النظام اللمركزي ف الرقابة أو الوصاية الدارية البسوطة و النصبة
أما على :
-هيئات و مالس اللمركزية .
-على الشخاص و العضاء ف تلك اليئات .
-على العمال و التصرفات الصادرة عن الدارة الركزية .
4
-1الرقابة على اليئات :
من حيث إنشاء و حل وحدات الدارة اللمركزية البلدية م اختصاص
القانون يتم بوجب قانون صادر عن السلطات الدارية الركزية فان ذلك القانون النشئ
لتلك الوحدات يول السلطات الدارية الركزية سلطة إيقاف و حل أجهزة الدارة
اللمركزية دون الساس بالشخصية العنوية لتلك الدارة .
ا-اليقاف : suspensionيكن للدارة الركزية (سلطة ) الوصاية طبقا
للشروط و الجراءات القانونية أن تعمد إل إيقاف و تعطيل نشاط و سي أعمال ملس أو
هيئة لفترة معينة ,تستند إل مبدأ الشروعية .
ب-الل : dissolutionيقصد به العدام القانون للمجلس و تريد العضاء
من صفتهم كمنتخبي " و هذا من اخطر مظاهر الرقابة و الوصاية الدارية لساسه ببدأ
الديقراطية و الختبار الشعب ,و لكن هذا الل يب أن يكون ف حدود القانون التمثل ف
استقلل وحدات الدارة اللمركزية .
-2الرقابة على الشخاص .
تارس السلطة الوصية إجراءات رقابتها على الشخاص العنيي بالوحدات
اللمركزية كما يكن الرقابة على الشخاص 1النتخبي و مثال ذلك النظام الداري
الزائري مركز الوال على مستوى الولية كذلك الدير العام للمؤسسات العامة الدارية و
الشركات و الدواوين الوطنية و الكاتب العمومية 2و من أهم هذه الظاهر للمراقبة الدارية
على الشخاص و الفراد القائمي على إدارة و تسيي اليئات الحلية ف :
-توقيف العضو بالدارة اللمركزية لدة مددة عن مارسة الهام (شهرا مثل ).
-القالة لسباب عملية ,كتول العضو لهام إدارية ف جهة أخرى .
-العزل أو الطرد أو الفصل بسبب ارتكاب أعمال مالفة للقانون (جرائم).
5
-1التعديل :ل يكنها (سلطة الوصاية) تعديل أي تصرفات و قرارات اليئات
اللمركزية ,لن يشكل ف حقيقة أمرا لحقا لا من شانه الس باستقللا .
-2التصديق و اللغاء :إخضاع بعض قرارات الدارة الحلية لتزكية السلطة
الركزية و أطلق عليه بالصادقة و تكون صرية ضمنية .
الصادقة الصرية :عندما تلجا السلطة الركزية أو الهة الوصاية إل إصدار
قرار يفصح فيه صراحة عن تزكيتها للقرار الصادر عن الهة التابعة لا .
الصادقة الضمنية :عندما تلزم سلطة الشراف الصمت و إزاء العمل
العروض عليها و ذلك لدة حددها القانون و بعد انتهاء الدة دليل على قبول و موافقة على
العمل أو القرار العروض عليها و قد اعتبت الحكمة العليا أن للقرار الضمن نفس آثار
القرار الصحيح . 1
و ف نفس الصياغ فان سلطة اللغاء الحدودة و الخولة للسلطة الوصية بالنسبة
لبعض قرارات الدارة اللمركزية يكن طلب مراجعتها و الظفر فيها أمام السلطات الدارية
(ولئيا أو رئاسيا ) أو أمام الهة القضائية الختصة برفع دعوى قضائية للغائها .
اللـول :
يقصد به حلول السلطة الركزية أو سلطة الوصاية مل السلطة اللمركزية ف
اتاذ القرارات الت تؤمن سي الصال العامة 2و من هذا التعريف أن اللول يعد إجراء
خطيا لذا وجب تقييده بشروط تكفل و تضمن استقلل اليئات اللمركزية و هو يتمثل
أساسا فيما يلي :
ل حلول إل إذا ما الزم القانون الدارة اللمركزية بالقيام بعمل معي كما هو الال
لنفقات اللزامية . dépenses obligatoires 3
تقاعس و امتناع الدارة اللمركزية رغم اعذارها و تنبيهها عن القيام بذلك العمل .
6
-1القاعدة العامة ل وصاية إل بنص :بينما مارسة السلطة الرئاسية ف النظام الركزي
مفترضة فالوال ل يتدخل ف شؤون البلدية بمارسة الوصاية و الرقابة عليها طبقا لنص
قانون البلدية .
-2أن نظام اليئات اللمركزية لا أهلية و حق التقاضي من حيث إمكانية
الطعن ف قرارات و تصرفات السلطة الوصية حيالا للدفاع عن مصالها الحلية التميزة .
-3من حيث السؤولية :تبقى جهة السلطة الرئاسية مسؤولة إل جانب
مسؤولية الرؤوس بينما اليئة اللمركزية تتحمل مسؤوليتها .
7
هذا المر فرض على الدولة اعتماد اللمركزية القليمية الت ترتكز على الختصاص
القليمي بواسطة هيئات لمركزية معترف لا بالشخصية العنوية تسي الشؤون الحلية ف
نطاق جغراف معي ,كما هو الشان بالنسبة لوحدات الدارة الحلية (البلدية ,الولية ).
لذا كان من التمي وجود نظام الرقابة و الوصاية الدارية الت ل تارسها إل ف حدود
القانون و النصوص ,السلطات الدارية الركزية على السلطات الدارية اللمركزية من اجل
ضمان الفاظ على وحدة الدولة الدستورية و السياسية و الوطنية من ماطر الشطط و
الروج عنها من قبل السلطات و اليئات الدارية اللمركزية خاصة القليمية و تعريض
كيان الدولة للنيار و التهدي ,و تتفرغ اليئات الدارية اللمركزية القليمية أو الفنية إل
الضطلع بإدارة و تسيي الشؤون الارية و اليومية لشباع الاجات العامة الحلية
للمواطني با يقق الصلحة العامة ف كافة الجالت القتصادية و الجتماعية و الثقافية .
الرفقية .la décentralisation par service الطلب الثان :اللمركزية
و تتمثل ف انفصال مرفق معي عن الدولة و تتعه بقدر من الستقلل
ليشكل مؤسسة وعامة وطنية أو ملية ,و على الرغم من عدم توافر حقيقي و تام لميع
أركان اللمركزية ف شكل اللمركزية الرفقية و تشكيك جانب من الفقه ف اعتبارها
لمركزية إدارية 1و يكن مقارنة اللمركزية الرفقية باللمركزية القليمية :
-1من حيث وجود الصال التميزة يقوم الشكلن على أساس العتراف بوجود مصال
متميزة ذات طابع ملي و إقليمي ف اللمركزية القليمية (الدارة الحلية )و ذات طابع فن
و تقن ف اللمركزية الرفقية .
-2من حيث استقلل اليئات :تتمتع اليئات ف شكلي اللمركزية بالشخصية العنوية
بكل ما ترتب على ذلك من نتائج ,فإذا كانت طريقة النتخاب تشكل وسيلة مثلى لدعم
استقلل وحدات الدارة الحلية بوجب تسييها و إدارتا من طرف مالس منتخبة مليا ,
فان إدارة الشخص العنوي الرفقي عادة ما تستند إل فئة الباء الدرى بصلحة اليئة
اللمركزية الرفقية .
-3من حيث الوصاية (الرقابة الدارية) :يضع شكل اللمركزية إل نظام وصائي مفوف
باعتبارات سياسية ف اللمركزية القليمية و باعتبارات فنية ف اللمركزية الرفقية .
1
انظر حول ذلك خاصة
8
و اللمركزية الدارية يطلق عليها الشرع الزائري الؤسسات العامة الدارية مثل :التعليم ,
النقل ,الصحة ....ال ,فاللمركزية الرفقية أو الصلحية ترتكز على الختصاص
الوضوعي و الوظيفي .
البحث الثالث :تقدير اللمركزية الدارية .
الطلب الول :مزايا(ماسن) اللمركزية الدارية . les avantages
تتميز اللمركزية الدارية بملة من الزايا هي:
-1الانب السياسي :
-يشكل نظام اللمركزية الدارية مال لترقية مارسة الريات العامة .
-يكرس النظام اللمركزي مبدأ الديقراطية بتمكي الشعب من تسيي شؤونه بنفسه عن
طريق مثليه ف الجالس الحلية النتخبة فاللمركزية أداة فعالة لتجسيد فكرة الديقراطية ,بل
هناك من قال أن الديقراطية من الناحية السياسية تظل نظاما اجوفا إذا ل تلزمها ديقراطية
إدارية و القيقة أن هناك من اعتب اليزة عيبا فقيل أن اللمركزية تتيح استقللية للوحدات
الدارية الختلفة و هو من شانه يشكل خطرا على وحدة الدولة و تاسكها .
-يشفع النظام اللمركزي انه القوى على تمل و مواجهة الزمات ذلك انه بالتجربة ف
أوقات الرب و عند اعتماد النظام الركزي و أن احتلل العاصمة وحده كاف للتأثي على
بقية أجزاء القليم على خلف الوضع .
-2الانب الداري :يقق تطبيق اللمركزية ف الجال الداري حلة من الفوائد :
-تفيف العبء عن الدارة الركزية بوجب نقل و تويل كثي من الهام الول اليئات
اللمركزية لتتفرغ الول للقضايا ذات البعد الوطن .
-تسي الوظيفة الدارية نظرا لدارة و تسيي الشؤون اللمركزية من ظرف أشخاص لم
مصال مباشرة و حقيقية ما يدفعهم الول زيادة الهتمام لتلبية الحتياجات الحلية ف
صورة اللمركزية القليمية .
-تنب الروتي الداري و ما يترتب عنه من آثار سلبية من حيث تبسيط الجراءات
الدارية و تقريب الدارة من الواطن .
-يكفل النظام اللمركزي للمنتخبي فرصة للتدريب على العمل الداري و الشاركة ف
دراسة الشؤون الحلية و يكن لؤلء الرتقاء لهام القيادة .
9
-3الانب الجتماعي :يترتب على النظام اللمركزي من الانب الجتماعي خلق نوع
من التضامن و التعاون فيما بي أفراد الماعة الواحدة فتتظافر جهودهم من اجل بلوغ
هدف واحد منشود
-4الجال القتصادي :
يكن تبير الخذ باللمركزية الدارية استنادا الول مبدأ :مركزية
التخطيط و لمركزية التنفيذ من توضع الطة العامة بالدولة من طرف الدارة الركزية و ل
يكن تطبيقها إل بواسطة أجهزة و هيئات لمركزية .
الطلب الثان :عيوب (مساوئ )اللمركزية الدارية . les inconvénient
تتجلى عيوب و مساوئ اللمركزية الدارية و هي ضئيلة مقارنة بزاياها ف
الخاوف الذي يبديها البعض من حيث ما قد يترتب عنها خاصة ف الجال السياسي و
الداري و الال :
الجال السياسي :
-إن النظام اللمركزي يؤدي الول الساس بوحدة الدولة من جراء توزيع
الوظائف و العتراف باستقللية بعض أجزاء القليم عن الدولة و تتعها بالشخصية العنوية ,
غي إن هذه الستقللية ل تعطي للهيئة الحلية الستقلة حق النفصال عن الدولة و تعترف
لا بسلطة التشريع بل تظل تابعة للدولة الم ف كثي من السائل ,و يب إل يغيب عن بالنا
أيضا إن الوارد الالية للهيئات الحلية تعتمدها و تنحها السلطة الركزية من ث نرى إن هذه
الستقللية ل يكن إن تشكل أي خطر من الجال السياسي .
10
الجج الدارية ,بل إن هذه العدالة الت تسعى النظم القانونية الول تقيقها يكن توفيها
عن طريق وضوح التشريعات عامة ,و التشريعات التعلقة بالدارة الحلية خاصة .
كما يكن تقيقها بتفعيل أجهزة الرقابة و منها الرقابة الوصائية ,و كذلك عقد
لقاءات بي الفترة و الخرى تضم النتخبي الحليي لتكون بثابة فرصة لطرح بعض اللول
بدف ضمان التجانس ف أداء العمل الداري .
الجال الداري :
-لعل أهم نقد وجه للنظام الركزي إن تطبيقه ف الوسط الداري ينجم
عنه ظاهرة تبديد النفقات العامة ,ذلك إن العتراف للجهزة الحلية و الراق العامة على
اختلف أنواعها بالستقلل الال سيتبعه دون شك تمل الزينة العامة لبالغ ضخمة سنويا
و نفقات كثية .
و مقولة "شارل بران " تقول ":النظام الركزي يؤدي الول اقتصاد ف النفقات "
و ذلك بكم التقليل من أحد المرين بالصرف و هو مثلي السلطة الركزية ,إذا استقللية
القليم من الناحية القانونية و كذلك استقللية الرفق تفرض العتراف بذمة مالية مستقلة
عن الدولة .
11