Professional Documents
Culture Documents
الجمعية العلمية
نادي الدراسات القتصادية
محاضرة بعنوان
مدخل
لم يكن من الممكن شروع الجزائر في إجراء إصلحات اقتصادية دون إصلح
المحيط القتصادي والمالي للمؤسسة ومنه المحيط الضريبي ،ولهذا السبب قامت الجزائر
1989 بإنشاء لجنة وطنية لصلح النظام الضريبي منذ سنة ،1987والتي أنهت أشغالها سنة
مقدمة اقتراحاتها ضمن تقرير يتضمن معالم الصلح الضريبي الجديد ،فما هي محتوياته،
وأهدافه ،وهل استطاع تحقيق هذه الهداف ،وما هو مستقبل هذا النظام أمام تحديات
اللفية الثالثة؟.
-Aأهداف ومحتوى الصلح الضريبي لسنة .1992
سعى الصلح الضريبي إلى تحقيق مجموعة من الهداف ،يمكن إجمالها فيما
يلي:
-تحقيق نمو القتصادي عن طريق ترقية الدخار وتوجيهه نحو
الستثمار النتاجي ،مع تخفيف الضغط الضريبي المفروض على
المؤسسات ،الناجم عن تعدد الضرائب من جهة وارتفاع معدلتها من
جهة أخرى.
-خلق الشروط الملئمة لتحقيق توازن خارجي عن طريق تنويع
الصادرات ،لكون هذه الخيرة مهيمنا عليها بالمنتجات البترولية في ظل
أوضاع أصبحت فيها السوق النفطية تتمتع بعدم الستقرار.
-إعادة توزيع المداخيل بشكل عادل والعمل على حماية القوة الشرائية
للعملة بدفع الضريبة لكي تكون عامل من عوامل التحكم في التضخم،
بالنظر إلى معدلت التضخم العالية التي كان يعرفها القتصاد الوطني
آنذاك.
-المساهمة في تحقيق أهداف جهود اللمركزية السياسية والقتصادية
للبلد ،إدراكا من السلطات بأن هناك حالة من عدم التوازن الجهوي،
وتباين الستفادة من جهود التنمية بين مناطق وجهات البلد.
-تحسين شفافية النظام الضريبي الجزائري بتبسيط إجراءاته ،ومكوناته
بشكل يسهل التحكم فيه ،بالنظر إلى تواضع مستوى تأهيل الدارة
الضريبية.
ولقد أسفر الصلح عن بنية جديدة للنظام الضريبي تعتمد على العناصر التالية:
/1الفصل بين الضرائب العائدة للدولة وتلك العائدة للجماعات المحلية :ويدخل
هذا ضمن التجاهات العالمية السائدة الرامية إلى تعزيز لمركزية الحكم من جهة ،وتمييز
الجماعات المحلية بمواردها الخاصة التي يمكن توجيهها نحو جهود التنمية المحلية.
ولقد أسفر هذا التمييز على تعيين الضرائب التالية لصالح الدولة.
الضريبة على الدخل الجمالي :وتأتي في سياق إصلح الضرائب على الدخل -i
بالنتقال من نظام على فروع الدخل إلى نظام إجمالي من جهة وكذلك للتمييز بين
الضرائب المفروضة على مداخيل الشخاص الطبيعيين والشخاص المعنويين،
وتفرض هذه الضريبية على الدخل الجمالي الصافي للمكلف ،وهي سنوية،
تصريحية ،يخضع اقتطاعها لسلم تصاعدي بالشرائح.
ويخضع لها الشخاص ذوي محل إقامة جبائية بالجزائر ،أو الذين تكون مداخيلهم من
مصدر جزائري حتى وإن كان مصدر تكليفهم خارج الجزائر.
-iiالضريبة على أرباح الشركات :وهي ضريبة سنوية تفرض على الرباح المحققة
من قبل شركات الموال وفق معدل سنوي ثابت ،بعد أن يتم التصريح بالرباح لدى
الدارة الضريبية.
-iiiالضرائب على النفاق :وتتضمن هذه الضرائب مجموعة من الرسوم أهمها الرسم
على القيمة المضافة الذي حل محل الرسم الوحيد الجمالي على النتاج والرسم
الوحيد الجمالي على تأدية الخدمات ،ويمس الرسم على القيمة المضافة مجالت
واسعة بما يمكنه من رفع مردودية الخزينة العمومية.
ويأتي اللجوء إلى الرسم على القيمة المضافة في سياق النسجام مع الممارسات
العالمية في المجال الضريبي من جهة ولكون الرسم على القيمة المضافة يمكن من
تحقيق بعض الهداف أهمها:
-إنعاش النمو القتصادي لكونه ل يمس الستثمارات وبالتالي فإن تكاليف
الستثمار تنخفض بشكل محسوس.
-رفع تنافسية المؤسسات الجزائرية على مستوى السواق الخارجية بإعفاء
المنتجات المصدرة من هذا الرسم.
-زيادة الشفافية لعتماد الرسم أساسا على الفوترة وشفافية المعاملت.
كما يندرج ضمن هذه الضرائب (أي على النفاق) الرسم الداخلي على الستهلك
الذي يهدف إلى تحصيل موارد مالية هامة بفرضه في الغالب على منتجات ضعيفة
أو عديمة مرونة الطلب.
وهذا الرسم رسم نوعي يفرض على منتجات في الغالب ضارة بالصحة مثل
الجعة ،مواد التبغ والكبريت.
وضمن الضرائب على النفاق نشير إلى الرسم على المنتجات البترولية والمماثلة
لها وهو كذلك رسم نوعي.
الضرائب على رأسالمال :وهي ضرائب تفرض على حركة رؤوس الموال د-
الطبيعية أو العرضية وتتمثل أساسا في الضرائب على الشركات وحقوق التسجيل
والطابع.
هـ -الضرائب على التجارة الخارجية :ويكتسب هذا النوع من الضرائب أهمية كبيرة
بالنظر إلى تأثيره المزدوج على اليرادات العامة من جهة وعلى تدفق السلع
والخدمات من وإلى الخارج .فضل عن مساهمته في حماية القتصاد الوطني.
وتتكون هذه الضرائب أساسا من حقوق الجمارك التي تفرض على أساس القيمة
لدى الجمارك على الواردات واستثناء على بعض الصادرات.
/2الفصل بين الجباية البترولية والجباية العادية :وذلك في إطار السعي إلى إحلل
الجباية البترولية بالجباية العادية بالنظر إلى عدم استقرار الولى وخضوعها لمتغيرات
كثيرة خارج سيطرة السلطة ،خاصة بعد الهزة التي عرفتها السوق النفطية سنة .1986
ومن أهم أهداف الصلح الضريبي تقليص تبعية الميزانية العامة للمعطيات النفطية.
لم يراجع الجباية البترولية لما تتمتع به هذه 1992 إل أن الصلح الضريبي لسنة
الخيرة من خصائص:
-إن مراجعة الجباية البترولية ترتبط بتطور تقنيات الستكشاف
والستغلل في المجال النفطي.
-إن الجباية البترولية تخضع لقواعد وأعراف تتجاوز الدولة وترتبط
بالقواعد العامة المنتهجة من قبل منظمة الوبك لهذا الشأن ،والممارسة
الضريبية في الدول الصناعية على استهلك الطاقة.
-إن أساس فرض الضرائب البترولية هو كونها مقابل الترخيص الممنوح
من قبل الدولة لستغلل باطن الرض التي تعتبر ملكا للجماعة
الوطنية ،في حين أن أساس فرض الضرائب العادية هو المساهمة في
العباء العامة للدولة دون مقابل مباشر.
-ومن هنا فإن إصلح الجباية البترولية في الجزائر ارتبط بإصلح
القوانين المتعلقة بالستكشاف ،الستغلل والنقل عن طريق القنوات
والتي يعود آخرها إلى القانون 14-86المعدل والمتمتم بالقانون .21-91
وأمام الرغبة في النفتاح على الستثمار الجنبي المباشر ،وتقليص وجود الدولة
في القطاعات القتصادية ،فإن القانون يتضمن جوانب قصور تتطلب المراجعة منها:
-أن مشاركة الطرف الجنبية ل يمكن أن تكون إل عن طريق التعاون
مع سوناطراك في صيغة المساهمة أو تقاسم النتاج أو شركة مختلطة.
-أن سوناطراك تقوم بدور مزدوج لكونها تسير مصالح الدولة الجزائرية
في المجال النفطي ،في ذات الوقت الذي تعتبر فيه شركة تجارية ،وهذا
ما يخلق حالة من التناقض في تعاملها مع الطراف الجنبية بين دورها
الشراكي ودورها كنائب عن السلطات العمومية.
رغم أن هدف الصلح الضريبي كان إحلل الجباية النفطية بالجباية العادية إل أن مكانة
هذه الخيرة نجدها ما فتئت تتعزز وتتدعم وذلك لعدة أسباب:
-ضعف أداء المؤسسات العمومية وحل البعض منها نتيجة التزام الدولة
تجاه المؤسسات الدولية بإخضاعها لمنطق الفلس وخوصصة ما هو
قابل منها للخوصصة ،وهذا ما أدى إلى حرمان الخزينة العمومية من
تحصيل ضرائب كانت تحصلها من ذي قبل.
-كثرة العفاءات والتخفيضات الرامية إلى تشجيع الستثمار والتصدير
والتشغيل مما خلق حالة من السعي نحو الستفادة من هذه المزايا ،حتى
باللجوء إلى الغش والحتيال أحيانا.
-وجود توجه كبير نحو التهرب الضريبي الناجم عن الحجم الكبير للقطاع
الموازي وعن وجود بعض السباب التاريخية ،السياسية والجتماعية
مع ضعف تأهيل الدارة الضريبية.
-تطور حصيلة الجباية البترولية الناجم عن ارتفاع أسعار البترول
باستثناء سنة ،1998وانخفاض قيمة الدينار الجزائري مما يؤثر إيجابيا
على الحصيلة بالدينار الجزائري.
ومثل هذا الوضع يعكس الحاجة إلى تغيير بنية القتصاد الجزائري بتوجيه
الستثمارات نحو القطاعات غير النفطية ،وتشجيع تكوين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
بتبسيط إجراءات التكوين بشكل يزيد من مساهمتها في الناتج المحلي الخام.
-2مستوى الجباية المحلية:
تشكل الجباية المصدر الساسي لتمويل المجموعات المحلية بالنظر إلى قصور
عوائد ممتلكاتها ،لكونها تنازلت عن معظمها .ومحدودية تدخلتها الهادفة إلى تحقيق
الربح .وهي بهذا تمثل أكثر من %90من موارد ميزانيات البلديات .ورغم تخصيص
بعض الضرائب لصالح المجموعات المحلية فإن البلديات خصوصا تعرف عجزا ماليا ما
فتئ يتطور من سنة إلى أخرى .وعدد البلديات العاجزة ما فتئ يتضاعف إذ انتقل عددها
من 889بلدية سنة 1995إلى 1090بلدية سنة 1996م ،إلى 1159بلدية سنة 1998وإلى
1242بلدية سنة ،2000بديون إجمالية مقدارها 22مليار دينار جزائري .وهذه الوضعية
جعلت الصندوق المشترك للجماعات المحلية غير قادر على تغطية العجز إل في حدود
%57من الطلب المعبر عنه.
وتعود هذه الوضعية إلى:
-سوء تقدير المشاريع ذلك أن معظم البلديات ل تتوفر على هياكل فنية
ملئمة ول موارد بشرية مؤهلة و %38,99من موظفي البلديات ل
يعرفون القراءة ول الكتابة ،و %26,86ذوي مستوى ابتدائي و %17,17
ذوي مستوى متوسط.
-حل الكثير من المؤسسات المحلية في إطار برامج الصلح القتصادي
مما قلص من حجم اليرادات الجبائية .وأدى تسريح العمال بدوره إلى
تقليص الدفع الجزافي.
-المجال الواسع لتدخل البلديات باعتبارها البوابة الولى للمواطن ،مع
ضعف فعالية الجمعيات والهيئات الجوارية وفقدانها لوسائل المساعدة
والعون.
-الجراءات التحفيزية للستثمار المتخذة من قبل الحكومة والتي لها
انعكاس سلبي على موارد الجماعات المحلية مثل إلغاء الرسم النوعي
الضافي وتخفيض معدل الدفع الجزافي ،والرسم على النشاط المهني.
الضغط الضريبي: -3
يعبر الضغط الضريبي عن نسبة القتطاع الضريبي مقارنة بالناتج المحلي الخام،
وهو إحدى المؤشرات المستخدمة لتقييم النظمة الضريبية بسماحه بالمقارنة بينها ،فضل عن
أن ارتفاعه فوق مستويات معينة يمكن أن يكبح النشاط القتصادي .ولقد تراوح مستوى
الضغط الضريبي العام في الجزائر من %28,15سنة %29,74 ،93سنة %33,48 ،1994سنة ،1995
%34,84سنة %35,34 ،1996سنة %28,44 ،1997سنة %30,95 ،1998سنة .1999إل أن هذا المعدل
مضلل بهذا الشكل لكون جزء كبير من الناتج المحلي الخام يصل أحيانا إلى %35هو عبارة
عن نفط ،وأن الجباية البترولية كانت مساهمتها دائما أكبر من %53من الحصيلة الضريبية.
ومن هنا فإن اعتماد الضغط الضريبي للجباية العادية منسوبا إلى الناتج المحلي الخام خارج
المحروقات يكون أكثر دللة وتعبيرا.
وهكذا نسجل المعدلت التالية للسنوات 1999-93م على التوالي،%18,95 ،%16,27 :
%19,33 ،%20,51 ،%20,43 ،%22,02و .%18,65ومثل هذه المعدلت تعتبر أقل مما هو سائد في
الكثير من الدول .ففي الدول الصناعية الكبرى السبع يتجاوز معدل القتطاع أحيانا %42,5
ول يقل عن .%27وهذا يؤشر على ضعف الدارة الضريبية في إيجاد الوعية الضريبية
الملئمة ذات المردودية .فالكثير من الضرائب المكونة للهيكل الضريبي الجزائري ذات
مردودية ضعيفة.
استقرار النظام الضريبي الجزائري: -4
لم يستطع النظام الضريبي الجزائري التخلص من آفة التعديلت المستمرة ،مما
يؤشر على عدم وضوح الرؤية لدى السلطات القتصادية وهيمنة العقلية المالية الرامية
إلى البحث عن الموارد وهكذا نرى ظهور الكثير من الضرائب الجديدة لعتبارات ظرفية
لكن ريثما تترسخ ،فعلى سبيل المثال نشير إلى تأسيس:
-الرسم على النشطة الملوثة والخطيرة على البيئة(ق.م .)1992
-مساهمة التضامن الوطني (ق.م .)1994
-الرسم النوعي الضافي (ق.م .)1994
-التاوة على استعمال الماء (ق.م .)1996
-الرسم على السكن في الوليات الكبرى :الجزائر ،قسنطينة ،وهران
وما بعده) .ومثل هذه الضافة تعمل شيئا فشيئا على إثقال 97 (ق.م
النظام الضريبي ومنها تعقيده.
فل يكاد يخلو قانون مالية من تدابير تعديلية في المجال الضريبي ،فقانون المالية
1995 إجراءا ضريبيا ما بين تعديل ،إلغاء و/أو اتمام ،قانون المالية لسنة 45 تضمن 1993 لسنة
تضمن 2001 إجراءا ضريبيا من نفس الطبيعة السابقة .وقانون المالية التكميلي لسنة 49 تضمن
إجراء ضريبيا ما بين تعديل ،إلغاء و/أو إتمام. 19 بدوره
إل أن هذه التعديلت يجب أل تحجب بعض التجاهات اليجابية للنظام والمتمثلة في:
-تخفيض نسبة القتطاع الخاصة بالضريبة على أرباح الشركات إلى
.%30
-تخفيض نسبة القتطاع العليا للضريبة على الدخل الجمالي إلى %40
د.ج. 60.000 ورفع الحد الدنى المعفى من الخضاع إلى
-تخفيض معدلت الرسم على القيمة المضافة من أربع معدلت عند
التأسيس إلى معدلين.
-مراجعة التعريفة الجمركية باعتماد أربع معدلت أقصاها .%30
-Aتحديات اللفية الثالثة والجباية في الجزائر
يعيش القتصاد الجزائري في عالم تحكمه مجموعة من المؤثرات القتصادية،
الجتماعية والسياسية .وهي كلها في اللفية الثالثة نتاج العولمة القتصادية التي أصبحت
المحدد لسلوكات الدول والمنظمات الدولية ،والتي أفرزت في ذات الوقت مجموعة من
الحقائق تمثل تحديا أمام القتصاد الجزائري أهمها:
نمو التجارة العالمية :باعتبارها اليوم هي المحرك الساسي للنمو القتصادي، -1
بحيث تسعى الدول لدعم وترقية الصادرات في ظل القوة المتزايدة للشركات متعددة
الجنسيات .واعتبارا لكون اتساع حجم السوق يساهم في الفادة من وفورات الحجم.
والشكال المطروح أمام القتصاد الجزائري كون الصادرات النفطية تمثل نسبة %96
وهيكل الصادرات خارج النفط يتكون من السلع نصف التامة (الزيوت ،مشتقات النفط،
الحديد والصلب) بنسبة %2,44من الحجم الجمالي للصادرات ،التجهيزات الصناعية
بنسبة ،%0,24المواد الخام (الفوسفات…الخ) .بنسبة %0,21وبعض المواد الغذائية
كالتمور بنسبة .%0,15وهذه الرقام ل تمثل إسهاما في التجارة الدولية ،ول تعكس أداء
متميزا للمؤسسات الجزائرية .مما يجعل المؤسسات الجزائرية أمام رهان التنافسية
والتحكم في قواعد الصنع ،الصحة والبيئة بشكل يمكنها من جهة من الدخول إلى السواق
الدولية ،ومنافسة المؤسسات الجنبية في السوق الجزائرية خاصة بعد إبرام اتفاق الشراكة
الورومتوسطية من جهة أخرى.
إن نمو التجارة يتحدد في النهاية بمدى قدرة المؤسسات الجزائرية على أداء
الخدمات التي أصبحت تتجاوز خمس التجارة العالمية .وهذا من شأنه أن يجعل الصناعات
التي تعتمد في نجاحها على كفاءة الخدمات في وضع حرج.
ورغم التدابير الضريبية المتعلقة بإعفاء الصادرات من بعض الرسوم والضرائب
فإن ذلك لم يكن له الثر على رفع تنافسية المؤسسات لن جزءا كبيرا من المدخلت
الصناعية لنتاج المواد مستورد ويخضع لرسوم جمركية مرتفعة ،وأحيانا إلى رسوم
أخرى كالرسم النوعي الضافي الذي تم إلغاؤه أو الرسم الضافي المؤقت أو الرسم
الداخلي على الستهلك.
ومثل هذه الوضعية تتطلب تحليل دقيقا لكل قطاع اقتصادي لتحديد درجة اندماجه
الداخلي ومعاملته ضريبيا على هذا الساس ،بالضافة إلى كون الضرائب على الجور
والشتراكات الجتماعية تؤثر تأثيرا واضحا على تكلفة العمل ومن ثم على سعر التكلفة.
-2نمو الستثمارات الجنبية :حيث أصبح ينظر إليها على أنها الشكل التمويلي البديل
للمديونية وتعمل الدول على ترقيته وتحفيزه بتهيئة المناخ الملئم له .وإذا كانت تدفقات
الستثمار الجنبي تتوطن بنسبة %70في الدول الصناعية الكبرى فإن ذلك لما تتمتع به
جاذبية في كل مكونات المناخ الستثماري.
والجزائر بالرغم من التدابير الجبائية الكثيرة الواردة في القانون 93/22المتعلق
المتعلقة بترقية الستثمار وبعده المر 03-01المتعلق بتطوير الستثمار ،فإن استقطابها
للستثمارات الجنبية محدود خاصة في القطاعات غير النفطية ،فمجمل عقود الستثمار
التي تمت مع الشركات القابضة العمومية سنتي 97و 98لم تبلغ مستوى مليار دولر
أمريكي .وهو مبلغ ضئيل مقارنة بحجم القتصاد الجزائري .ويعود جزء من ذلك إلى
طبيعة النظام الضريبي الجزائري المتسم بتعقد إجراءاته الدارية .وعدم اعتماد الدارة
الضريبية فكرة الزبونية في علقتها مع الغير ،إذ تنظر بعين الريبة لكل متعامل اقتصادي
على أنه محتال مفترض .كما تتميز الدارة الضريبية ببطئها نتيجة عدم اعتمادها على
العلم اللي في التسيير وانخفاض مستوى تأهيل مواردها البشرية.
ولقد دعم هذا الحجام ارتياب الجانب في نجاح الجزائر في النتقال إلى اقتصاد السوق.
تطور التصالت وانتشار الشبكة العالمية للنترنت :بشكل أصبحت معه الحدود -3
الجغرافية غير ذات معنى ،وإذا كان التعامل بالنترنيت متاحا اليوم للجميع فإنه يقتضي
من الدول النامية ومن بينها الجزائر تحرير اقتصادياتها والنسجام مع المعايير الدولية في
مختلف المجالت.
إذ أن الكثير منها يفتقر إلى البنية الساسية والمهارات الفنية واللغوية لستخدام
هذه الشبكة ،التي أصبحت تلعب دورا بارزا في مجال المعاملت التجارية ،فلقد بلغ حجم
التجارة اللكترونية سنة 1996مستوى 03مليار دولر ليرتفع إلى 84مليار سنة 1998
ويتوقع أن يصل إلى حدود 1234مليار دولر .وتطرح التجارة اللكترونية مجموعة من
التحديات الضريبية لكون هناك من يرفض أصل إخضاعها لمبدأ الضريبة وهذا قصد
تسهيل تعميمها .إل أنه على اعتبار ضرورة إخضاعها ،معاملة لها بالمثل مع التجارة
العادية ،فإن ثمة مشكلت منها:
-صعوبة تحديد مكان إجراء المعاملت بالنظر إلى طبيعة المؤسسات
القائمة بهذا النوع من المعاملت فأغلبها مؤسسات افتراضية.
-صعوبة إثبات المعاملت والعقود حيث ل تخضع عملية التسليم لنقطة
جغرافية واضحة ،خاصة وأن جزءا كبيرا من المنتجات ذو طبيعة
رقمية كالبرمجيات ،الموسيقى ،الستشارات…الخ.
-صعوبة إيجاد الساس الذي يتم بموجبه إخضاع المعاملت للضريبة،
ورغم وجود بعض القتراحات في هذا المجال فإن تجسيدها في أرض
الواقع ليس سهل لنها تتضارب مع قوانين السرية والمن ،وتتجاوز
منطق الخصوصيات والحريات الفردية.
-ضرورة إيجاد إدارة ضريبية عالية الكفاءة مجهزة بأحدث وسائل
العلم اللي مدعومة بكوادر يتحكمون في تقنيات التجارة اللكترونية،
وهذا أمر صعب في الواقع الجزائري ،فل زال العلم اللي لم يعمم
في المدارس والمعاهد ،وشبكة النترنيت الجزائرية من أضعف شبكات
النترنيت من حيث ضعف التدفق وارتفاع تكلفة الستخدام.
-4التجاه المتزايد نحو تشكيل التجمعات القليمية :باعتباره رافدا من روافد العولمة
وعامل مساعدا على خلق السواق الكبيرة .ومثل هذا التجاه يدفع بالدول إلى تنسيق
سياساتها الضريبية .والجزائر تنتمي في الواقع إلى اتحاد المغرب العربي الذي سعت دوله
منفردة إلى إبرام اتفاقيات شراكة مع دول أوربا .وهذا مؤشر انعدام التنسيق بين هذه
الدول .إل أن التحديات الراهنة تفرض عليها تفعيل التحاد لمواجهة التهديدات القتصادية
للتجمعات القليمية الخرى ،ولتتمكن من التفاوض من موقع قوة في المنابر الدولية.
إن تنسيق النظمة الضريبية المغاربية ل بد أن ينصب على الجوانب التالية:
-تنسيق مدونة الضرائب بتوحيد التسميات والمفاهيم الضريبية المستعملة.
-تنسيق المعدلت الضريبية المستخدمة لتوفير جو سليم للتنافس على
استقطاب الستثمارات.
-تنسيق أنظمة الهتلك المعتمد والمعدلت المستخدمة بما يوفر ظروف
متشابهة لستخدام القيم الثابتة.
-تنسيق أنظمة العفاء والتخفيض الضريبي.
-العمل على تفادي الزدواج الضريبي بتفعيل التفاقية المغاربية المؤرخة
في 14/07/1993والتي تضمنت:
-إرساء قواعد التعاون المتبادل في ميدان الضرائب على الدخل.
-تكريس مبدأ التعاون المستمر لبناء صرح مغرب عربي موحد.
القائمة الولى
10,89%
0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 100
القائمة الثانية
9,84%
0 0 0 0 0 0 20 20 20 20 20 0
القائمة الثالثة
55,08%
10 15 15 15 15 15 15 0 0 0 0 0
ومثل هذا التفكيك يؤدي إلى انخفاض اليرادات الجمركية بالنظر إلى الحجم الكبير
للتعامل الجزائري مع التحاد الوربي الذي يتجاوز ،%65من التجارة الخارجية للجزائر،
ولهمية حاصل الجمارك ضمن اليرادات العادية للميزانية فهي تمثل أزيد من %2,50
من الناتج المحلي الخام.
ومثل هذا الوضع يطرح أمام النظام الضريبي مشكلة كيفية تعويض النقص في
اليرادات .وإذا كان التحاد الوربي يلتزم بالمساعدة على تأهيل الجهاز النتاجي الوطني
تحسبا للمنافسة ،فهل تتمكن هذه المؤسسات من الفادة من هذه المساعدات ،والوصول إلى
التنافسية العالمية في ظرف زمني قصير.
خاتمة
من خلل العرض السابق تبدو اللفية الثالثة مليئة بالمتغيرات الجديدة التي يمكن أن
تؤدي إلى قلب معطيات الواقع القتصادي وتغير من آليات سيره بالنظر إلى التحولت
التي تفرزها العولمة من يوم إلى آخر .والقتصاد الجزائري ل يمكنه أن يكون بعيدا عن
هذه التحولت مما يدفعه إلى التكيف معها بتكييف آليات تسييره ،وتكييف سلوك العوان
القتصاديين ،وهنا يلعب النظام الجبائي دورا محوريا في تحقيق الهداف القتصادية
وتوجيه التحول يشكل يقلل من العباء ويضمن استمرارية المرفق العمومي بضمان تحقيق
اليرادات الضريبية.
د /قدي عبد المجيد
ق ائم ة ال مر اجع
أول باللغة العربية:
-عبد البديع محمد" ،اقتصاد حماية البيئة" في مصر المعاصرة ،العدد
419/420يناير أفريل .1990
-جامعة الدول العربية ،التنسيق الضريبي لتنمية الستثمارات العربية
المشتركة ،القاهرة :جامعة الدول العربية.1995 ،
-الصادق على توفيق ،البلبل على أحمد الحرير ،العولمة وإدارة القتصاد
الوطنية ،أبو ظبي :صندوق النقد العربي.2001 ،
-المجلس الوطني القتصادي والجتماعي ،مشروع التقرير حول الظرف
القتصادي والجتماعي للسداسي الول من سنة ،2001نوفمبر .2001
-قدي عبد المجيد ،فعالية التمويل بالضريبة في ظل التغيرات الدولية:
دراسة حالة النظام الضريبي الجزائري في الفترة ،1995-1988
أطروحة دكتوراه دولة :جامعة الجزائر .1995
-حروشي جلول ،الضغط الضريبي في الجزائر ،1999-1993 :رسالة
ماجستير ،جامعة الجزائر.2001 ،
-عرابي فتحي ،الستثمار الجنبي المباشر :دراسة حالة الجزائر خلل
التسعينيات ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر.2000 ،
-بن جرادي فارس ثابت ،أثر اليورو على اقتصاديات الدول العربية ،أبو
ظبي ،صندوق النقد العربي.2000 ،
-قدي عبد المجيد" ،الدور الجديد للدولة في ظل المستجدات القتصادية
الحالية" ،مداخلة في الملتقى الحادي عشر هواري بومدين ،المجتمع
ديسمبر29-27 ورقلة،بين المتطلبات الوطنية والتحديات الدولية
.2001
في،" " الضرائب في عالم العمال اللكترونية،رضوان رأفت وآخرون-
.2000 يونيو، العدد الثاني،مجلة التنمية والسياسات القتصادية
التطور الذي يجب إضفاؤه،المجلس الوطني القتصادي والجتماعي-
.2001 جويلية، المحلية في منظور اقتصاد السوق،على تسيير المالية
:ثانيا بالفرنسية
BENBITOUR Ahmed, l’Algérie au troisième millénaire: défis et
potentialité Alger : éditions Marinoor, 1998
MOSTEFAOUI Ahmed, fiscalité des hydrocarbures et investissements in
« IEDF » Partenariat et fiscalité, 1999.
Commission Nationale d’évaluation du système fiscal Algérien, Rapport
final, décembre 1997.
MONNIER, J.M. les prélèvements obligatoires: paris, Economica, 1998.