Professional Documents
Culture Documents
2
والعاقات والخلل الذي ينتاب الفراد ،بما في ذلك المراض العقلية والنفعالية .وتشمل
التدخلت المهنية الموجهة للتفاعلت الفردية والتغيرات النفسية سوء التوافق مع الذات".
ويعد منظور الشخص في الموقف person-in the-environmentأساسيا في الخدمة
الجتماعية الكلينيكية ( .)Clinical Social Work Council, 1984ويضيف إيوالت (
)Ewalt, 1979إن الخدمة الجتماعية الكلينيكية تشتمل إحداث التوافق بين الفراد
والزواج والجماعات الصغيرة ،مع احتمالية التدخل المهني مع أنظمة اجتماعية أكبر .ويرى
قولدستاين ( )Goldstein, 1979أن الخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين هم "مساعدون
للناس" وليسوا "محدثي تغيرات في المجتمع".
3
بالحداث التاريخية التي شهدتها المهنة في ذلك الوقت ،فلقد كقانت تلك الحقبة الزمنية
حقبة حروب لمريكا مع فيتنام ،وفترة حركة حقوق النسان في أمريكا والحروب ضد الفقر.
ولقد قللت هذه المور كلهقا من التركيز على الممارسقة المباشرة وتحول الدعم والهتمام
-مرحليا وجزئيا -للمجتمعات المحلية والسياسات الجتماعية والمشكلت الجتماعية التي
يواجهها المجتمع في ذلك الوقت (.)Helen, 1995
وانعكس هذا التجاه العام على المؤسسة المهنية NASWومن خللها قل الهتمام
بالممارسة المباشرة وتوجهت الطاقات والهتمامقات والمصادر المتاحة آنذاك لمساندة
الضطرابات والحركات السياسية ،حتى لم يعد لخدمقة الفرد وخدمة الجماعة -كنموذجين
سائدين آنذاك للممارسة المباشرة -دور فعال داخل المؤسسة المهنية ،NASWحتى إن
بعض أعلم المهنة بدأ يتساءل عن مدى ارتبقاط الممقارسة المباشرة بالمهنة .وهكذا
أصبح الخلف بين الممارسة من خلل النساق الصغرى ( )Micro Practiceوالممارسة
من خلل النساق الكبرى ( )Macro Practiceفي أوجه (.)Swenson, 1995
فلقد انتقد المهتمون بالممارسة من خلل النساق الكبرى ،الممارسة المباشرة أو
الممارسة من خلل النساق الصغرى ،أنها غير فعقالة وخاصة مع الفقراء والقليات
العرقية ( .)Alinsky, 1965; Piven & Cloward, 1972وكانت منطلقاتهم ،أنه من
العبث مساعدة أفراد محدودين ،بينما أساس المشكلة لم يحل ،فلقد كانت نظرتهقم أن الحلول
يجب أن تكون جذرية .كما انتقدت الممارسة المباشرة -ول سيما خدمة الفرد -أنها غير
فعالة ،وأنها ل تقوم على أساس منهجي علمي يتم فيه تقويم فاعلية التدخلت المهنية التي
تقدم للعملء ( .)Fischer, 1978; Wood, 1978ولقد كانت الحملة ضد الممارسة
المباشرة قوية جدا وشرسة ،لدرجة أن هيلين هايس Helen Harrisكتبت مقالً عنوانه
"خدمة الفرد ماتت" ،وتبعها مقال فيشر الشهير "هل خدمة الفرد فعالة؟" (.)Fischer, 1973
كل هذه المور شكلت تحديا كبيرا لنصار الممارسة المباشرة.
وتزامنت هذه الحداث مع الحاجة للمزيد من الخصائيين الجتماعيين آنذاك ،مما
جعل مجلس تعليم الخدمة الجتماعية يفتتح العديد من برامج البكالوريوس في الخدمقة
الجتماعية ،وقامت المنظمة المهنية NASWبمنح خريجي البكالوريوس عضويتها (كانت
عضوية المنظمة المهنية قاصرة على من يحمل ماجستير ودكتوراة في الخدمقة
الجتماعية) .أثارت هذه الحداث الخصائيين الجتماعيين من حملة الماجستير ،مما حمل
الكثير منهم على التنقازل عن عضويتهم في المنظمة المهنية ،وافتتاح مراكز ومكاتب
علجية خاصة بهقم ،وتنظيم أول جمعية للخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين في
4
كاليفورنيا .وتبع هذه الجمعية جمعيات أخرى كثيرة في وليات أخرى ،مما أدى بدوره إلى
إنشاء منظمة فدرالية للخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين ،تلها أول دورية للخدمة
الجتماعية الكلينيكية .وكان الخصائيون الجتماعيون الكلينيكيون عاقدي العزم على الرقي
بمستوى الممارسة المباشرة ،وتقديم خدمات فعالة لعملئهم ،منطلقين من أطر نظرية
متعددة ،ومن ما تم تجريبه وثبتت فاعليته بالفعل (Barker, 1991; Biggerstaff,
.)1992; Frost, 1991
كل هذه التطورات حدثت سريعقا ،مما نبه المنظمة المهنية NASWفي واشنطن
دي سي .Washington, D.Cفي الوليات المتحدة المريكية إلى ضرورة اتخاذ إجراء
لحتواء النشقاق في صفوف العاملين في المهنة .فكان أن قامت المنظمة المهنية في عام
1974م بحركة تنم عن اعتراف بالخدمة الجتماعية الكلينيكية وذلك بإنشاء سجل وطني
للخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين National register of clinical social
.workersومن ثم تم تبني تعريف خقاص بالخدمة الجتماعية الكلينيكية في عام 1979م
من قبل المؤسسة المهنية ،وكذلك العتراف بالخدمة الجتماعية الكلينيكية كنمط ممارسة
وتخصص مستقل عالي المستوى في مهنة الخدمة الجتماعية (.)Helen, 1995
ترتكز الخدمة الجتماعية الكلينيكية على مقومات عدة تجعلها بحق متميزة عن
غيرها من أنماط الممارسة المهنية الخرى في الخدمة الجتماعية ،وهذه المقومات هي كما
يلي:
5
والخدمقة الجتماعية الكلينيكية تعتمد في ممارستها على عدد كبير من النظريات
ونماذج الممارسقة المهنية المتاحة في العديد من التخصصات وثيقة الصلة بالخدمة
الجتماعية (محمد .)51 :1983 ،مما ل شك فيه أن كثرة هذه النظريات والنمقاذج النظرية
تجعل الخصائيين الجتمقاعيين الكلينيكييقن في حيرة من أمرهم فيما يتعلق بعملية تحديد
النظرية أو النموذج النظري أو المدخل النظري المنقاسب لطبيعقة تدخلتهم المهنية (
:Yegidis & Weinbach, 1991محمد .)59 :1983 ،ولقد وجد ثاير Thyerأن الغالبية
العظمى من الخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين ل يوظفون نظريقة محددة أثناء ممارستهم
للمهنة ،وأنهم يصفون توجهاتهم النظرية على أنها انتقائية ( .)Thyer, 1987: 150وتنطلق
النتقائية من النموذج النتقائي eclectic modelوهو نتاج محاولت الدمج النظري في
الخدمة الجتماعية الذي يتم فيه مزج أجزاء متفرقة من نظريات مختلفة لتفسير سلوك
العملء clientsوتقديم العلج الكلينيكقي لهم ( .)Malcolm, 1990والنتقائية النظرية
على الرغم من أنها ليست جزءا من تعريف الخدمة الجتماعية الكلينيكية ،إل أنها مع ذلك
هي الملحظة والسائدة في الممارسة المهنية للخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين (
.)Russell, 1990
وتجدر الشارة إلى أن هناك في الواقع أنواعا ومستويات متعددة من النظريات
أعلها وأكبرها "المدرسة" school of thoughtوتستخدم كلمة مدرسة لتدل على اتجاه
عام في النظريات يشمل عادة تحته مجموعة من النظريات العامة .ومن أمثال ذلك المدرسة
الوظيفية ،والتي تندرج تحتها نظرية النساق العامة ،ونظرية النساق الجتماعية ونظرية
الدور .وكذلك هناك المدرسة السلوكية behavioral schoolالتي يندرج تحتها مجموعة
نظريات تسمى بنظريات التعلم ،مثل نظرية الرتباط الشتراطي والتعلم عن طريق الممارسة
والخطأ والتعلم عن طريق الثواب والعقاب.
أما المستوى الثاني من النظريات فهو النظريات العامة ،theoriesوالتي تعد أقل
في المستوى من المدرسة ،مثل نظرية التحليل النفسي والنظريات المتفرعة منها ،مثل
نظريقة مفهوم الذات .وهناك أيضا نظرية النساق العامة ونظرية النساق الجتماعية
ونظريات التعلم.
أما المستوى الثالث فهو النماذج النظرية modelsالتي قد تكون مشتقة من إحدى
النظريات العامة أو مستقلة بذاتها .والنموذج النظري يستخدم عادة لتفسير ظاهرة محددة.
مثال على ذلك النموذج المرضي للكحولية ،the disease modelوالذي يستخدم لتفسير
الكحولية ،وهو نموذج نظري مستقل ل يتبع لنظرية معينة .أما نموذج التحكم في الشرب
6
controlled drinking modelفهو نموذج نظري يستخدم أيضا لتفسير الكحولية ،ولكنه
نابع أساسا من نظريات (.)Heather & Robertson, 1983
والمستوى الرابع والخير هو المداخل النظرية (وتسمى أحيانا بالمنظورات جمع
منظور ،و تسمى أحيانا بنظريات الممارسة) ،approachesوهذه المداخل النظرية هي أقل
مستويات النظريات وأقربها للواقع من الناحية التطبيقية ،فهي تحوي طريقة عمل وطريقة
ممارسة منطلقة من نظرية أو أكثر من النظريات العامة.
وللنظرية وظائف عدة يمكن للخصائي الجتماعي الكلينيكي الستفادة منها كلها
متى ما توافر له الفهم الكافي للنظرية ،والستيعاب التام لمفاهيمها وفرضياتها ،وأتيحت له
الفرصة المهنية لذلك وصقلت معرفته النظرية بتدريب مناسب .ويمكن تحديد وظائف النظرية
في أنها أولً :تساعد على فهم وتفسير الظواهر .وثانيا :تساعد على تنظيم المفاهيم .وثالثا:
تمكن من التنبؤ .بالضافة إلى ذلك فإنها توجه الممارسة المهنية ،فهي بمثابة كشاف يقود
الممارسة المهنية .فالدراسة في الخدمة الجتماعية الكلينيكية تعني أساسا اللمام التام
بظروف العميل الذاتية والبيئية انطلقا من نظرية .والتشخيص الكلينيكي هو تحديد المشكلة
التي يعاني منها العميل تحديدا دقيقا ،ويكون مبنيا على دراسة متأنية لمشكلة العميل
وظروفه الجتماعية وقدراته الذاتية ،كما يكون منطلقا من إطار نظري محدد مسبقا (قبل
البدء في عملية الدراسة أو أثناء القيام بها) ،أو يكون بناء على نتائج تجريبية لحالت
مشابهة .والتدخل المهني أو العلج هو ما يقوم به الخصائي الجتماعي الكلينيكي بهدف
إحداث تغيير مقصود في سلوك العميل أو وضعه أو مشكلته .والتدخل المهني هو تدخل
مدروس مخطط له مسبقا ،وموجه نحو تحقيق أهداف علجية تم تحديدها مسبقا .ويستخدم
الخصائي الجتماعي الكلينيكقي في تدخله المهني مهاراته الكلينيكية وتقنيات الممارسة
المهنية ،ويستند إلى أطر نظرية متاحة له .ويكون التدخل المهني دائما في حدود إمكانات
المؤسسة ومتسقا مع أهدافها وفلسفتها ،ومتسقا كذلك مع أهداف وفلسفة مهنة الخدمة
الجتماعية ومبادئها.
إذا كانت مهنة الخدمة الجتماعية تحتاج في ممارستها لمتخصصين درسوا الخدمة
الجتماعية في معاهد أو جامعات معترف بها ،وتلقوا تدريبا ميدانيا لصقل هذه المعرفة
العلمية ،فإن الخدمة الجتماعية الكلينيكية كتخصص في الخدمة الجتماعية ،تحتاج
بالضافة إلى ذلك إلى أن يكون الخصائي الجتماعي الكلينيكي مزودا بمهارات عدة تساعده
7
على أداء مهامه وتمكنه من فهم عملئه والمساعدة في حل مشكلتهم .والمهارات التي نحن
بصدد تناولها هنا هي مهارات تتعلق بطبيعة التفاعل النساني ،ومنطلقة من فهمنا لطبيعة
البشر بالدرجة الولى ،وفي الوقت نفسه مبنية على خبرات تراكمية في مجال الخدمة
الجتماعية ناتجة عن التعامل المستمر مع الحالت المختلفة.
والمهارات الكلينيكية هي الدوات التي تمكن الخصائي الجتماعي الكلينيكي من
كسب ثقة العميل ،وبالتالي تخليصه من الشك والحيل الدفاعية التي غالبا ما تكون لديه في
بداية تعامله مع الخصائي الجتماعي الكلينيكي ،وبالتالي تحرره مما قد يمنعه من التجاوب
مع أسئلة الخصائي الجتمقاعي الكلينيكي التي تهدف بالدرجة الولى إلى فهم المشكلة
وتشخيصها تشخيصا سليما ،ومن ثم وضع استراتيجيات المساعدة والعلج .كما تمكن
المهارات الكلينيكية الخصائي الجتمقاعي الكلينيكي من إدارة دفة المقابلة بينه وبين
العميل ،وتوجيهها الوجهة التي تخدم أغراضهقا ،بما يحقق الختصار في الوقت من ناحية،
والتركيز على ما يجب التركيز عليه من ناحية أخرى.
والمهارات الكلينيكية وإن كانت من الناحية المنطقية سهلة الفهم نظريا ،إل أن
تطبيقهقا والحتراف في تطبيقها يحتاج إلى صقل وتدريب وممارسة ،فهي عبارة عن
مفاهيم يتعمق فهمها مع الممارسة من جهة ،وطريقة ممارسة يتحسن أداؤها مع الوقت من
جهة أخرى.
والمهارات الكلينيكية هي ما يجب أن يتسلح به كل أخصائي اجتماعي إكلينيكي
يسعى إلى تطبيق عمله بجد وفاعلية .لذا يجب أن يكون التركيز من قبل الخصائي
الجتماعي الكلينيكي موجها نحو فهمها وفهم الهدف منها ،والتوقيت الذي يجب أن يتم
استخدام كل منها فيه ،والطريقة المثلى التي يجب تطبيقها من خللها .وفيما يلي عرض
لهم المهارات في مجال الخدمة الجتماعية الكلينيكية:
تقبل العميل
مبدأ القبول من مبادئ مهنة الخدمة الجتماعية ،ويتطلب هذا المبدأ مهارة خاصة
من الخصائي الجتماعي الكلينيكي ،فالقبول هو كل ل يتجزأ ،ويشمل قبول العميل كشخص
وقبول شكلقه ولونه ورائحته وأخلقه وتصرفاته وعقليته ومنطقه .والقبول بالشخص ل
يعني بالضرورة الرضا عن سلوكه إذا كان خارجا عن حدود اللياقة والدب ،أو خارجا عن
القانون والشرع والعرف ،أو القبول بمشكلته من الناحية السلوكية ،إذا كانت انحرافا أو
إدمقانا ،ولكن القبول يعني تقبل العميل كما هو ل كما يجب أن يكون عليه ،والنطلق
8
بالعميل إلى الوجهة التي يرغب الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن يرى العميل عليهقا (
.)Woods & Robinson, 1996: 566وتتطلب هذه المهارة من الخصائي الجتماعي
الكلينيكي قدرات خاصة منها :المعرفة بالعادات والتقاليد الخاصة بالعملء على اختلف
ثقافاتهم الفرعية ،وكذلك المعرفة باللغقة الدراجة لديهم ومدلولتها ،بحيث يتم التعامل مع
العملء حسب فهمهم وبالطريقة التي يقدرونها مما يحسسهم أن الخصائي الجتماعي
الكلينيكي قريب منهم وبالتالي يتقبلونه بشكل أكبر.
تتطلب عملية كسب ثقة العميل من الخصائي الجتماعي الكلينيكي -كمهارة بحد
ذاتها -توافر مهارات عدة لديه يمارسها ،منها مهارة التقبل ومهارة المحافظة على أسرار
العميل ومهارة في التعقامل بمهنية ،ومهارة القناع ومهارة اللباقة في الحديث ومهارة
الوضوح .كل هذه المهقارات في مجملها إذا تم تطبيقها بطريقة مهنية تجعل العميل يثق
بدرجة أكبر في الخصائي الجتماعي الكلينيكي .والثقة تعني توطد العلقة المهنية بين
الخصائي والعميل ،وتؤدي بالضرورة إلى انفتاح العميل في الحديث مع الخصقائي
الجتماعي الكلينيكي عن مشكلتقه وتوضيح خباياها ،والبوح بأسراره التي تؤدي بدورها
إلى جعل الخصائي الجتماعي الكلينيكي أقدر على فهم المشكلة وكل ما يرتبط بها ،وبالتالي
المساعدة في حلها.
النصات
9
استدراج العميل للكلم
يعد العميل هو المصدر الساس لكافة المعلومات والبيانات التي يحتاجها الخصائي
الجتماعي الكلينيكي لدراسة مشكلته من أجل فهمها فهما جيدا ،وتشخيصها تشخيصا
سليما ،وبالتالي وضع استراتيجيات تدخل مهني علجية مناسبة لها .ولكن ماذا يحدث عندما
يكون العميل غير راغب في الحديث عن مشكلته مع الخصائي الجتماعي الكلينيكي؟ قبل
الجابة عن هذا السؤال ،من المهم الشارة إلى أن حالت تمنع العملء عن الحديث عن
مشكلتهم والتفاعل مع الخصائي الجتماعي الكلينيكي بانفتاح تحدث مع حالت الطفال
والمراهقين والمنحرفين بكثرة ،وكذلك مع الحالت التي تكون أساسا غير راغبة في حل
مشكلتها ،أو ل تحس أن لديها مشكلت ،مثل المدمنين ونزلء السجون ،كما أنها تحدث
بنسبة أقل لدى بقية فئات عملء الخدمة الجتماعية الذين يتحرجون من البوح بمشكلتهم
خوفا من الفضيحة أو لسريتها ومساسها جانبا قد يكون حساسا لديهم .عودة للسؤال ،نقول
في هذه الحالة يجب أن يعلم الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن العميل الذي يتعامل معه
لقم يثق به بعد ،وأن العلقة المهنية لم تتكون بعد .وفي هذه الحالة يجب أن يكون عمل
الخصائي الجتماعي الكلينيكي مركزا على بناء العلقة المهنية عن طريق الممارسة الفعلية
لمبادئ التقبل والسرية.
يأتي بعض العملء للمؤسسة الجتماعية ولديهم توقعات مسبقة عما قد تسفر عنه
زيارتهم للمؤسسة ،والخدمات التي سيحصلون عليها والنتائج المتوقعة من مقابلتهم
الخصائي الجتماعي الكلينيكي .وغالبا ما تكون هذه التوقعات مبالغا فيها أو بعيدة عن
الواققع ،وهي في أفضل الحوال غير دقيقة .ومهمة الخصائي الجتماعي الكلينيكي في
هذه المهارة إزالة هذه التوقعات المسبقة وإحلل الواقعية مكانها ،حيث يبدأ الخصائي
الجتماعي الكلينيكي منذ المقابلة الولى التوضيح عما يمكن أن يحصل عليه العميل من
خدمات ،وما يمكن أن يتوقعه من نتائج التدخل المهني بواقعية وبدون مبقالغات ،ويتحاشى
غرس آمال غير منطقية أو واقعية لدى العميل ،ويكتفي بأن يشير إلى أن نتائج التدخل
المهني ستعتمد إلى حد كبير على مدى صراحقة العميل ووضوحه في طرح مشكلتقه
وتوضيح كافة الجوانب المرتبطة بها ،وتعتمد كذلك على مدى رغبته الصقادقة في إيجاد
حل لها والمساهمة الفعلية في ذلك من خلل الدوار التي سيكلف بها إذا تطلب المر ذلك.
الوضوح مع العميل
10
الوضوح سمة أساسية من سمات التعامل المهني في الخدمة الجتماعية الكلينيكية،
والوضوح بحد ذاته مهارة يمارسها الخصائي الجتماعي الكلينيكي مع عملئه .فعدم
الوضوح أو الغموض في التعامل مع العملء يولد لديهم الحساس بالجهل والعجز وعدم
وضوح الرؤية فيما يتعلق بمشكلتهم ،كما قد يولد لديهم توقعات غير منطقية وواقعية
للتدخل المهني والخدمات التي من الممكن أن يحصلوا عليها ،كما قد يولد لديهم مشاعر
سلبية تعوق تقبلهم للخصائي ،اعتقادا منهم أنه لم يتقبلهم .فالوضوح مطلوب من
الخصائي الجتمقاعي الكلينيكي ،ونقصد بالوضوح هنا الوضوح في التعامل وفي التوقعات
وفي الخدمات ،بحيث ل يقول العميل جملة معينة –على سبيل المثال -قد يرى الخصائي
الجتماعي الكلينيكي أنها غير دقيقة أو غير سليمة أو في غير محلها ،ويتجاهلها دون أن
يصححها ويوضحها للعميل .ويحرص الخصائي الجتماعي الكلينيكي دائما على أن يكون
كلمه محددا وواضحا ،غير قابل للتأويل ،ومن الممكن أن يسأل العميقل عن مدى فهمه لما
قال ،حتى ل يكون هناك مجال لتفسير كلمه تفسيرات أخرى قد تضر بالعملية العلجية
برمتها (.)Lantz, 1996: 103
اليقاف
التعاقد
11
الجتماعي الكلينيكي والعميل في العمل على حل المشكلة ،مما يخفف من سلبيقة العميل،
ويجعله مشاركا بدرجة أكبر في حل مشكلته .ثانيا :أن التعاقد يحدد الهداف المرجوة من
التدخل المهني وكذلك الدوار المناطة بالخصائي الجتماعي الكلينيكي ،وهو ما يجعل
الخصائي الجتماعي الكلينيكي أكثر تركيزا في عمله وأكثر تنظيما لوقته ،حيث يعرف
مسبقا ما هو مطلوب منه تجاه كل عميل ،وبالتالي تنفيذ دوره فيما يتعلق بكل عميل على
الوجه الكمل .ثالثا :أنه قد يحدث خلل عملية التفاعل المهني بين العميل والخصائي
الجتماعي الكلينيكي عملية ارتباط attachmentمن قبل العميل للخصائي الجتماعي
الكلينيكي ،هذا الرتباط العاطفي قد يجعل عملية إنهاء التدخل المهني مؤلمة للعميل ،ولها
آثار سلبية .وتزيد هذه الثار واللم كلما كانت مدة العلقة المهنية طويلة (Hepworth,
،)Mooney & Lareson, 1997: 533-534وبالتالي فإن عملية التعاقد تهيئ العميل
لعملية النفصال وإنهاء العلقة المهنية منذ البداية ،وتخفف بالتالي من الصدمة التي قد
يلقيها العميل عند انتهاء العلقة المهنية بينه وبين الخصائي الجتماعي الكلينيكي .رابعا:
أن عملية التعاقد قد تحدد المدة الزمنية للتدخل المهني مع العميل ،وهذا يحقق استفادة من
الوقت واختصارا للجهد ،حيث كانت عملية التدخل المهني سابقا غير محددة بوقت ،مما
يجعل هذه العملية تستغرق جهدا كثيرا ووقتا طويلً وبدون ضمقانات لتحقيق تدخل مهني
فعال .وعملية التعقاقد تحدد الوقت والجهد ،وكمقا سبق أن أشرنا تحدد أيضا الهداف
والمهام والدوار ،وهو ما يتيح الفرصة للخصائي الجتماعي الكلينيكي لتقييم عملية
التدخل المهني بعدها ،ومدى فاعليته ،ومدى تجاوب العميل مع العملية العلجية ،ومدى
مساهمته فيها من خلل الدوار التي كلف بها (.)Rowe, 1996: 47
التفاوض
12
تقدير الموقف
غالبا ما يأتي العميل لمقابلة الخصائي الجتماعي الكلينيكي وهو محمل بمشاعر
السخط والغضب ،الذي عادة ما تكون نتيجة للظروف التي ألمت به ،مما يجعله يلجأ
للخرين لمساعدته .وكذلك ربما تكون هذه المشاعر موجهة لشخاص محيطين به .وربما
تكون أول مهام الخصائي الجتماعي الكلينيكي -منذ المقابلت الولى -امتصاص هذا
الغضب من العميل .وهذا ل يتأتى إل باستخدام مهارات التعامل النساني الموجهة ،حيث
يقوم الخصائي الجتماعي الكلينيكي باستدراج العميل للحديث عن مشكلته ،ومن ثم توضيح
أن جميع الناس بدون استثناء يمرون بمثل هذه المرحلة في حياتهم ،وأن المشكلت
والصعوبات هي جزء ل يتجزأ من الحياة النسانية ،لذا ،فل بأس أن يمر الفراد بمشكلت،
ول بأس أن يطلبوا المساعدة من الخرين ،وإن لم يكن من المحيطين بهم ،فمن
المتخصصين .ويجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن يشد على يد العميل بقراره
13
بطلب المساعدة المهنية من متخصصين ،موضحا بأن قراره هذا هو القرار السليقم .هذا
باعتقادنا كفيل بأن يؤدي إلى امتصاص غضب العميل ،وبالتالي إزالة شحنة سلبية كبيرة من
مشاعره كانت تقف عائقا أمام انفتاحه مع الخصائي الجتماعي ،وحجر عثرة أمام عملية
المساعدة المرجوة.
نزع أسلحة العميل الدفاعية disarmingهي مهارة تستخدم في الحالت التي يأتي
فيها بعض العملء للمؤسسة الجتماعية لمقابلة الخصائي الجتماعي الكلينيكقي وهو
مسلح ،armedبل إن بعضهم يأتي شاهرا أسلحته في وجه الخصائي الجتماعي
الكلينيكي .ونقصد بذلك السلحة الدفاعيقة مثل النكار (وإنكار المشاعر من أساسها) أو
إنكار دوره السلبي (إن كان له دور سلبي) في مشكلته ،أو السقاط (إسقاط المشكلة على
الغير) ،أو التحويل (تحويل المشكلة على غيره) ،أو التقليل من قيمة ودور الخصائي
الجتماعي الكلينيكي ،وتشكيكه في قدرته على المساعدة .وقد يكون ذلك مستغربا لدى
الخصائي الجتماعي الكلينيكي قليل الخبرة ،أما الخصائي الخبير ،فيعرف بأن ذلك قد يكون
طبيعيا ،ل سيما إذا كسب ثقة العميل .حيث يعد العميل المصدر الساس لجمع المعلومات
التي يسعى الخصائي الجتماعي الكلينيكي للحصول عليها أثناء عملية التفاعل الجتماعي
بينه وبين العميل ،وذلك حتى يتمكن من فهم مشكلة العميل فهما جيدا ،ويتمكن بالتالي من
تشخيص المشكلة تشخيصا سليما ،ومن ثم وضع الخطة العلجية الملئمة للعميل حسب
ظروفه وإمكاناته.
ولما كانت عملية التفاعل بين شخصين ل تتم عادة بسرعة شديدة ،وخصوصا إذا
كان هذا التفاعل يمس جانبا حساسا وربما مخجلً من حياة العميل ،كان لزاما على
الخصائي الجتماعي الكلينيكي كسب ثقة العميل .ويتأتى ذلك عن طريق شخصية الخصائي
الجتماعي الكلينيكي الذي يجب أن تكون هادئة ومتزنة ،وتتم ثانيا عن طريق عملية
استعراض يقوم به الخصائي الجتماعي الكلينيكي للعميل يهدف من خلله إلى توضيح
دوره ،وأنه مهني متخصص معد إعدادا علميا وعمليا ،وأن من طبيعة عمله التعامل مع هذه
المشكلت ،وأن كثيرا منها قد مر عليه ،وتعامل مع مثلها ،وأن حالة العميل قابلة للعلج،
وأن وضعه قابل للمساعدة متى ما كان لدى العميل الرغبة الصادقة لذلك.
14
يمكن للعميل أن يفكر بشكل منطقي في مشكلته عندما يتحرر من كافة الضغوط
النفسية الداخلية والضغوط الخارجية المحيطة به ،ومن ثم فإن دور الخصائي الجتماعي
الكلينيكي في هذه المهارة يرتكز على تحرير العميقل من الضغوط الداخلية والخارجية.
وتعد هذه المهارة من المهارات اللزمة للخصقائي الجتماعي الكلينيكي ،حيث يحضر
معظم العملء لمقابلة الخصائي الجتماعي الكلينيكي سعيا لحل مشكلتهم ،بعد أن تكون قد
تفاقمت وتعقدت وبالتالي كثرت الضغوط عليهم .وكثرة الضغوط تجعل قدرة العميل على
التفكير المنطقي محدودة جدا ،وبالتالي غير قادر على رؤية المور بشكلها السليم .لذا فإن
الخصائي الجتماعي الكلينيكقي عندما يحرر العميل من الضغوط التي تؤثر عليه ،يكون قد
أتاح المجال للعميل للتفكير بمنطق ورؤية المقور بشكل واضح وسليم ،ومن ثم المساهمة
في حل مشكلته.
عند بداية التفاعل المهني مع العميل أثناء المقابلة المهنية ،فإن العميل يكون عادة
واقعا تحت ضغوط معينة ويحمل مشاعر معينة هي في الغالب سلبية .وقد تكون تلك
المشاعر إحساسه باللم أو بالظلم أو إحساسه بالعجز وقلة الحيلة أو التفريط أو الهمال أو
الجهل .وبغض النظر عن تلك المشقاعر وماهيتها ،يفترض أن يكون الخصائي الجتماعي
الكلينيكي مقدرا لتلك المشاعر ،وأن يشارك العميل فيها بالتعبير المباشر عن ألمه للمه
وعن حزنه لظلمه وعن تقديره لجهله وتفهمه لكل مشاعره .ومن المهم أيضا أن يشير
الخصائي الجتماعي الكلينيكي للعميل أنه قد ل يكقون جرب تلك المشاعر أو بعضها
بنفسه ،ولكنه قطعا يشعر بكم هي مؤلمة ،وقطعقا يشعر باللم أو الحزن الذي ألم بالعميل.
هذا التعبير عن مشاركة الخصائي الجتماعي الكلينيكي لمشقاعر العميل من شأنه أن
يكسر كثيرا من الحواجز الدفاعية لدى العميل ،ومن شأنه أن يزيد من عملية التقبل من قبل
العميل للخصائي الجتماعي وبالتالي تقوية العلقة المهنية بينهما (.)Rowe, 1996: 80
15
عائلته يعاني من مشكلة قد تكون دراسية أو سلوكية .وعندما يقوم الخصقائي الجتماعي
الكلينيكي بدراسة الحالة دراسة متأنية ،يجد أن أساس المشكلة هو رب السرة نفسه ،فهو
مهمل لمنزله وأسرته ،ل يراهم إل قليلً ول يخصص لهم من وقته إل الشيء اليسير .ولو
حاول الخصائي توضيح ذلك للعميل رب السرة لواجه عمليات إنكار ،لذا يلجأ الخصائي
الجتماعي الكلينيكي في هذه الحالة لعملية التققارير (اليومية أو السبوعية) .فيطلب من
رب السرة أن يكتب له تقريرا أسبوعيا –على سبيل المثال -عن تحركاته وتصرفاته هو،
ويقدمها له بحجة أن ذلك سيساعد الخصائي الجتماعي الكلينيكي في حل مشكلة البن.
وعندما يبدأ رب السرة بكتابة التقارير السبوعية ،يكتشف من تلققاء نفسه أنه مهمل
لمنزله وأولده ولسرته .حيث يلحظ هو أنه يخرج من الصباح لعمله ،وبعد أن يكون
الولد قد ذهبوا لمدارسهم ،ويعود في المساء بعد أن يكون أولده قد ناموا .هذه التقارير
كفيلة بإعادة رب السرة للواقع وجعله يعرف أنه مهمقل ومقصر ،وفي الحالت التي ل
يعترف بها رب السرة بذلك ،يتولى الخصائي الجتماعي الكلينيكي ذلك ،بعد أن يكون لديه
ما يثبت إهمال رب السرة ،وذلك عن طريق المواجهة المبقاشرة confrontationمعه،
بهدف تكسير حواجز النكار لديه ليعرف أنه سبب المشكلة (.)Lantz, 1996: 105
التوثيق
مهارة التوثيق هي مهارة منهجية في المقام الول ،وتدل على التفكير المنطقي
والرؤية العلمية للمور من قبل الخصائي الجتماعي الكلينيكي .ونقصد بالتوثيق عملية
التأكد من كل ما يقوله العميل ،ويزعمه أثناء مقابلته الولى مع الخصائي الجتماعي
الكلينيكي ،مثل المرض والحالة الجتماعية والتقارير النفسية والفقر .كل هذه المور
وغيرها كثير ،يجب أل يأخذهقا الخصائي الجتماعي الكلينيكي على أنها مسلمات حين
يتعامل مع عملئه .فالعملء أنواع ،منهم من هو صادق ومنهم من هو غير ذلك ،ومنهم من
يتوهم المرض ،ومنهم من يدعي الفقر ،لذا فإن الخصائي الجتماعي الكلينيكي في هذه
الحالة يطلب شهادات ثبوتية وتقارير لتوثيق كلم العميل ومزاعمه .وتكون المهارة في
الطريقة التي يطلب بها الخصائي الجتماعي الكلينيكي هذه التقارير والثباتات واللباقة التي
يجب أن يتحلى بها بحيث ل يجرح شعور العميل وأحاسيسه.
16
من الضرورة أن يكقون الخصائي الجتماعي الكلينيكي ملما بكافة المصادر
المجتمعية المتاحة لعملئه ،ونقصد بذلك المؤسسقات الجتماعية باختلف أنواعها ،بحيث
تشمل معرفته شروط الستحقاق لتلك المؤسسات والخدمات التي تقدمها ،والفئات التي
تخدمها وعناوينها وأرقام هواتفها .هذه المهارة تتطلب من الخصائي الجتماعي الكلينيكي
أن يكون متابعا لكل ما يستجد من خدمات وما يفتتح من مؤسسات ،ومتابعا بالضرورة
لشروط الستحقاق وتغيرها ،وتكتسب هذه المهارة أهميتها من كون المشكلت التي يعاني
منها عملء الخدمة الجتماعية هي في الغالب مشكلت مركبة ليست بسيطة ،ومستقلة عن
بقية أجزاء حيقاته ،بل قد تكون نتيجة لمشكلت أخرى تفاقمت وعجز عن حلها .وبالتالي
قد يتطلب المقر –بالضافة إلى التدخل المهني الذي يقدمه الخصائي الجتماعي
الكلينيكي– تحويل العميل (أو أحد أفراد أسرته – حسب المشكلة) لمؤسسة اجتماعية أو
أكثر ليستفيد من خدماتها .المر الخر ،أن العميل قد يلجأ للمؤسسة التي يعمل بها
الخصائي الجتماعي الكلينيكي طقالبا خدمات قد ل توفرها هذه المؤسسة ،وانطلقا من
مبدأ أن الساس في مهنة الخدمة الجتماعية هو مساعدة العميل بقدر المستطاع ،فصرف
العميل بدعوى أن المؤسسة ل تقدم الخدمات التي يطلبها في رأينا غير كاف ،ومن الضرورة
بمكان أن يكون لدى الخصائي الجتماعي الكلينيكي متسع من الوقت ورحابة الصدر بحيث
يساعد العميل ويوجهه إلى المؤسسة أو المؤسسات التي تقدم الخدمات التي يرغب في
الحصول عليها ،وبذا يكون العميل قد غقادر المؤسسقة وقد تمت مساعدته جزئيا وأصبح
-بدون شك -بوضع أحسن مما كان عليه ،حيث يملك خيارات أكثر لحل مشكلته (
.)Hepworth, Mooney & Larsen, 1997: 589-590
17
هذا الفهم للعميل بطريقة يفهمها وبدون مجاملت ،مع اللتزام باللباقة في طرح النقاط
الحساسة التي تتطلب مواجهة مباشرة مع العميل.
فمتى ما استطاع العميل رؤية المشكلة من وجهة نظر محايدة (الخصائي الجتماعي
الكلينيكي) ،فهو سيتقبلها أولً ،ويبدأ بالتفكير فيها ثانيا ،والسعي لحلها أخيرا.
يتطلب علج المشكلت الجتماعية تشخيصها تشخيصا سليما ،وهذا بدوره يتطلب
دراسة هذه المشكلت دراسة وافية تمكن من فهمها فهما دقيقا .وحتى يتمكن الخصائي
الجتماعي الكلينيكي من فهم مشكلة العميل بشكل سليم ،يتطلب المر منه في المقام الول
رؤية المشكلة من وجهة نظر العميل (بغض النظر عن مدى اقتناع الخصائي الجتماعي
الكلينيكي بها) ،حيث أن ذلك يسمح للخصائي برؤية المشكلة من زاوية معينة ،هي نفس
الزاوية التي يراها العميل ،وبالتالي يصبح الخصائي الجتماعي الكلينيكقي على وعي
ودراية بموقف العميل الحالي من المشكلة ،ومن ثم عندما يخطط للعملية العلجية تكون
خطته منطلقة من النقطة التي يقف عندها العميل ،وبالتالي تكون واقعية وقابلة للتنفيذ مما
يساهم في تحقيق أهداف التدخل المهني المرجوة.
توجيه العميل
يأتي العميل للمؤسسة الجتماعية في الغالب بعد أن ضاقت حيلته وأقفلت في وجهه
البواب التي من الممكن أن يسعى لهقا لمساعدته في تجاوز موقف المشكلة الذي يعاني
منه .والعميل في هذه الحالة قد فقد الكثير من قدرته على التفكير المنطقي نتيجة للضغوط
التي تسببها له المشكلة ،وأصبح غير قادر على اتخاذ قرارات سليمة من ناحية ،ورؤية
المقور بشكلها الحقيقي من ناحية أخرى ،وبالتالي ل يعلم ما يجب أن يفعل
،disorientedوهنا تكون مهمة الخصائي الجتماعي الكلينيكي توجيه العميل الوجهة
الملئمة ،حتى يتمكن من المضي بحياته قدما دون الوقوع في أخطاء نتيجة لعدم قدرته على
التصرف السليم.
اليحاء
18
الخصائي الجتماعي في هذه الحالة باستخدام عملية اليحاء للعميل ليجعل رؤيته للمور
أكثر وضوحا ،كأن يققول للعميل" :إذا أنت تعتقد أنك لو بدأت في التركيز على علقتك
الزوجية وحاولت إعادة بنائها من جديد بشكل إيجابي ،سيؤدي ذلك إلى تخفيف التوتر بينك
وبين زوجتك؟" .حيث تفيد عملية اليحاء في أنها تجعل العميل يعتقد أنه مصدر الحل
لمشكلته ،وبالتالي يتحمس أكثر للمساهمة في تحقيق ذلك والتعاون مع الخصائي الجتماعي
الكلينيكي في العملية العلجية.
19
وتعتمد الخدمة الجتماعية الكلينيكية في تقويم فاعلية الممارسة المهنية على التصميمات
التجريبية مع الحالت الفردية أو ما يسمى أحيانا بتصميمات النسق المفرد single system
designsالتي تمكن من قياس فاعلية التدخل المهني أثناء الممارسة المهنية (Fischer,
.)1981فالخصائي الجتمقاعي الكلينيكي هو باحث-ممارس يملك معرفة منهجية ومعرفة
نظرية علمية مهنية ،يقوم بتوظيفهما في الممارسة المهنية لتحقيق أكبر قدر من الفاعلية
لعملئه (الدامغ.)1996 ،
وتتميز التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية عن غيرها من تصميمات البحث
التجريبية التي يعتمد تطبيقها على جماعات بتكرار تطبيق المقياس repeated measures
خقلل فترة زمنية معينة ،فالخصائي الجتماعي الكلينيكي يقوم بتطبيقق المقياس المراد
تطبيقققه على مرحلتين متصلتين ،مرحلقة الخقط الققاعدي ومرحلقة التدخل المهني (
.)Hayes, 1981:195; Nelson, 1981:31ويبدأ القياس عادة في مرحلة مبكرة بقدر
المستطاع ،كما يفضل استخدام أكثر من مقيقاس متى كان ذلك متاحا حتى تزداد مصداقية
البحث ،وتلعب خبرة الخصائي الجتماعي الكلينيكي دورا كبيرا في إمكانية تكوين تصور
ملئم للمشكلة قبل نهاية المقابلة الولى .وحين بدء القياس من المقابلة الولى فإنه مع
نهاية الفترة الطبيعية التي تستغرقها عملية التشخيص ،سوف يكون الخصائي قد حصل
على خط قاعدي أو قياس للمشكلة أو السلوك المراد تغييره أو تعديله ،وبصفة عامة فإن
إجراء القياس في مرحلة مبكرة يساعد الخصائي الجتماعي الكلينيكي في التأكد من
الفروض التشخيصية ،ومن ثم التوصل إلى التشخيص النهائي (.)Hayes, 1981:195
ويساعد الخط القاعدي على تكوين فكرة ثابتة وواضحة عن المشكلة التي يعاني
منها العميل ،حيث يقوم الخصائي الجتماعي الكلينيكي بقياس أبعاد الموقف الشكالي أو
السلوك المراد تغييره أو تعديله ،والذي يعد بمثابة المتغير التابع ،دون إحداث تدخل مهني أو
تقديم مساعدة للعميل .ويتعين أن يكون القياس بصورة متكررة ودورية ولفترة من الزمن
تختلف حسب طبيعة المشكلة ،بهدف التأكد من ثبقات ذلك المتغير ،بمعنى التأكد من أن
الموقف الشكالي أو السلوك المراد تغييره أو تعديله يمثل الواقع الفعلي الذي يتفق العميل
مع الخصائي على أهمية إخضاعه للتغيير المطلوب (الدامغ.)1999 ،
وبعد أن يتأكد الخصائي الجتماعي الكلينيكي من ثبات المتغير التابع إلى درجة
تسمح بملحظة أي تغيير قد يطرأ عليه ،يقوم الخصائي الجتماعي الكلينيكي بالتدخل مهنيا
مع العميل وتقديم عملية المساعدة .والتدخل المهني هو كل ما يعمله الخصائي الجتماعي
الكلينيكي ،أو يقوله أو يقدمه للعميل بهدف حل المشكلة التي يعاني منها أو التقليل من
20
حدتها وآثارها السلبية عليه .وتستمر عملية قياس المشكلة (المتغير التابع) خلل فترة تقديم
التدخل المهني بالطريقة الدورية نفسها التي جرى اتباعها في مرحلة الخط القاعدي.
المقابلت مع العميل
ملحظة :الجهة اليسرى من الشكل رقم ( )1المرقمة من واحد إلى عشرة تمثل مقياسا افتراضيا.
21
كلما تطورت المهن بصفة عامة ،تطورت ضوابطها ومعاييرها ومتطلباتها .وينطبق
هذا المر على الخدمة الجتماعية ،حيث صاحب تطورها ،تطور في ممارستها وتقنين لكيفية
تقديمها وتطور في أسلوبها وتقنياتها ،وكذلك تطور في ضوابط ممارستها ومعاييرها ول
سيما الخلقية .وحيث أن الخدمة الجتماعية –كمهنة -تتطلب التفاعل المباشر بين
الخصائيين الجتماعيين والعملء من ناحية ،وبين الخصائيين الجتماعيين مع بعضهم
البعض من ناحية أخرى ،فإن هذه التفاعلت كان ل بد لها من ضوابط تقننها وتنظمها
وتكون مرجعا يحتكم إليه في حالة وجود خلفات أو شكاوى ،المر الذي مهد لولدة الميثاق
الخلقي للخدمة الجتماعية social work code of ethicsالذي مر بدوره بمراحل
تطور عديدة .ولقد تفرع من هذا الميثاق الخلقي العديد من المواثيق الخلقية المخصصة
لكل فرع أو تخصص في الخدمة الجتماعية ،كان آخرها الميثاق الخلقي للخصائيين
الجتماعيين الكلينيكيين.
ويشمل الميثاق الخلقي للخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين الصادر من الجمعية
الوطنية للخصائيين الجتماعيين المريكيين ( )NASW, 1996ما يلي:
وتركز على أن مصلحة العميل لها الولوية ضمن مسئوليات الخصائي الجتماعي
الكلينيكي ،حيث:
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أداء دوره المهني تجاه العميل .1
بإخلص وكفاءة.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن ل يحول العلقة المهنية مع .2
العميل لخدمة مصالحه الشخصية.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن يلتزم بالموضوعية والحياد، .3
بمعنى عدم التحيز لمؤسسة أو لهيئة أو لطبقة أو لجنس ،أو للون أو لمرحلة
عمرية ،أو لحالة اجتماعية.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن ل يرتبط مع العميل بعلقة .4
شخصية بأي شكل من الشكال.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي -وبدون أي حالة استثناء -عدم .5
إقامة علقة عاطفية بينه وبين العميل أو أحد أقاربه.
22
على الخصائي الجتماعي الكلينيكي تزويد العميل بمعلومات كاملة ودقيقة .6
عن حدود وطبيعة الخدمات التي يمكنه الحصول عليها.
على الخصائي الجتماعي الكلينيكي تقييم مواقع الخطورة التي قد يتعرض .7
لها العميل والحقوق ،والفرص ،واللتزامات التي يتوجب عليه تأديتها للحصول على
الخدمات.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي السعي من أجل الحصول على .8
النصيحة والستشارة من الزملء المتخصصين والمشرفين ،عندما يشعر أن
الستشارة هي أفضل الحلول لتقديم خدمة أفضل للعميل.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي إيقاف الخدمات التي يحصل عليها .9
العميل عندما تنتهي الحاجة لها ،وإنهاء العلقة المهنية عندما يتم تقديم كافة
الخدمات الممكنة للعميل.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي سحب الخدمات بسرعة فقط في .10
أوضاع وظروف معينة ،إل أنه يتوجب عليه أن يأخذ في العتبار الشديد جميع
العناصر المكونة للحالة ،والحرص على التقليل من الثار السلبية التي قد يتعرض
لها العميل نتيجة لذلك.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي الذي يتوقع إنهاء خدمات العميل .11
أو انقطاعها ،إبلغ العميل فوريا ،والسعي من أجل تحويل العميل لمؤسسات أخرى
بناء على الحتياجات المتبقية لديه.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي بذل قصارى جهده من أجل تعزيز وتأكيد
حق العميل في تقرير المصير:
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن يعمل كمدافع عن العميل .1
(العاجز) ومطالب لمصالحه ،كما يجب عليه حماية مصالح العميل وحقوقه.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي خلل تعامله مع الفراد الذين .2
منحوا حق الوصاية على العميل ،أن يضع الولوية لمصلحة العميل وحقوقه.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي عدم المساهمة في أي عمل قد .3
يعرض العميل لنتهاك حقوقه أو اغتصاب حقوقه المدنية أو القانونية.
23
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي احترام خصوصية العملء ،والمحافظة
على سرية كل المعلومات التي تم الحصول عليها خلل الممارسة المهنية:
24
يجب على الخصقائي الجتماعي الكلينيكي أن يتعامل باحترام وبدقة .4
وبعدالة وبكفاءة عندما يناقش أو يحتج مع ضرورة احترام وجهات النظر الخرى
والهتمام بترك انطبقاع جيد عند الزملء ،واستخدام أفضل الساليب للتعبير عن
الرأي والحكم على المور.
يجب على الخصقائي الجتماعي الكلينيكي الذي حل محل أخصائي .5
اجتماعي إكلينيكقي آخر ،أن يؤدي دوره المهني واضعا في العتبار ،اهتمامات
الموظف الخر ،ومميزاته الشخصية والمحافظة على سمعته.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أل يستغل حالة نزاع بين زملء .6
العمل ورئيس العمل من أجل خدمة مصالحه الشخصية فيما يتعلق بمركزه الوظيفي.
على الخصائي الجتماعي الكلينيكي السعي من أجل المشورة ووجهات .7
النظر المحايدة عندما يكون الصراع مع الزملء في العمل يتطلب قرارا رسميا أو
موقفا صارما لسباب تتعلق بأخلقيات المهنة.
على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن يحافظ على العلقات الجيدة .8
والمحترمة مع زملء العمل في التخصصات الخرى ،وبدرجة مساوية لعلقاته مع
زملئه من نفس التخصص.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي الذي يقوم بدور المدير أو صاحب .9
جهة العمل أو المشرف أو المنسق أن يضع ترتيبا أو تنسيقا محددا فيما يتعلق
بطبيعة العلقات المستمرة بين الموظفين.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي الذي يقوم بمهمة تعيين وتقييم .10
الموظفين ،أن يكون قادرا على تحمل مسئولية أداء دوره الوظيفي بشكل عادل
معتمدا على معايير واضحة للداء المهني.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن ل يستغل القوة التي يستمدها .11
من المنصب الوظيفي (المدير ،المشرف ،المدرب ،أو الستشاري) لخدمة مصالحه
الشخصية.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي الذي من مسئولياته تقييم الداء .12
المهنقي للموظفين والمشرفين أو الطلب المتدربين ،إشراك هؤلء الفراد عند
وضع التقييم أو القيام بالعملية التقويمية.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي تقديم الستشارة لحد الزملء من .13
الخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين ،إذا كان يعاني من مشكلة شخصية ،أذى نفسي
25
اجتماعي ،أو صعوبات في الصحة النفسية ،ومساعدته في اتخاذ موقف علجي
لمشكلته.
هناك مسئولية تقع على عاتق الخصائي الجتماعي الكلينيكي عندما يتعامل مع
إحدى الحالت التي سبق أن قدم لها خدمات زميل آخر من نفس جهة العمل مع العتبار
المهني الكامل:
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي عدم تقديم أي مساعدة أو .1
استشارة مهنية لي حالة قد تمت خدمتها من زميل آخر سواء في نفس جهة العمل
أو من جهة عمل أخرى ،إل بعد التصال بالزميل الخر ومناقشة الوضاع الراهنة
للحالة.
يتوقع من الخصائي الجتماعي الكلينيكي الذي يقوم بخدمة أحد العملء .2
الذين سبق خدمتهم من قبل زميل عمل آخر ولكن لظروف غياب ،أو إجازة عمل ،تم
تحويلهم إليه أن يقدم الخدمة المناسبة والكافية لحتياجات العميل على أكمل وجه،
ودون أي تأخير أو تأجيل للجراءات.
اللتزام لجهة العمل :يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي المحافظة على
اللتزام تجاه جهة العمل:
26
من أجل المحافظة على سمعة ومكانة التخصص المهني ،يجب على الخصائي
الجتماعي الكلينيكي أن يثبت ويطور القيم والخلقيات والمعرفة المتخصصة والرسالة
المهنية للتخصص:
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي حماية وتعزيز وقار واستقامة .1
التخصص المهني ،كما يجب أن يكون على قدر من المسئولية عند مناقشة أو انتقاد
المهنة.
يجدر بالخصائي الجتماعي الكلينيكي استخدام القنوات المناسبة .2
والمتخصصة ،فيما يتعلق بأي سلوك غير لئق أخلقيا قد صدر من أحد
المتخصصين المهنيين.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي أن يعمل من أجل وقاية التخصص .3
من ممارسة مهنية غير مرخصة ،أو دون توافر مؤهل علمي.
يجب على الخصائي الجتماعي الكلينيكي عدم تقديم صورة غير واقعية من .4
خلل الدعاية والعلن ،فيما يتعلق بالكفاءات والخدمات ،أو الهداف المرجوة
والنتائج المتوقعة.
تعليق
تعد الخدمة الجتماعية الكلينيكية تخصصا فرعيا داخل مهنة الخدمة الجتماعية،
وهي بذلك تشترك مع بقية المهنة في القيم والهداف .وتتبنى الخدمة الجتماعية الكلينيكية
أساسا علميا في الممارسة ،فهي تتبع المنهج العلمي الذي يمكنها من تحديد أي التدخلت
المهنية أنسب مع أي فئة من العملء وفي أي مجال وتحت أي ظروف ،وهي بذلك توفر
النموذج المثل لتوظيف البحث ونتائجه في الممارسة المهنية مع عملء المهنة .كما أنها
توظف المنهج العلمي ول سيما التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية لتقويم فاعلية
الممارسة المهنية ،بحيث يتم دائما معرفة مدى التقدم الذي أحرزه الخصائي الجتماعي
الكلينيكي مع العميل.
ولقد أصبحت الخدمة الجتماعية الكلينيكية في السنوات القليلة الماضية الكثر طلبا
من قبل المؤسسات الجتماعية وذلك من خلل وصف الوظائف المتاحة لديها (& Billups
.)Julia, 1979وتعد الزيادة المطردة في استخدام مفهوم الخدمة الجتماعية الكلينيكية
ل مهما على زيادة التقبل لهذا الفرع من فروع الخدمة الجتماعية .وبالرغم من وجود
دلي ً
عوامل عدة ساهمت في استخدام مصطلح الخدمة الجتماعية الكلينيكية وزيادة الطلب علي
27
المتخصصين فيه ،إل أن أهم هذه السباب على الطلق هو القوانين والنظمة الجتماعية
التي سنت بهدف جعل الخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين مسؤولين ليس فقط تجاه
مؤسساتهم المهنية التي يعملون فيها ،ولكن تجاه المجتمع ككل ،فالقوانين التي فرضت
تراخيص ممارسة مهنية أدت إلى وجود معايير مهنية يمكن الحتكام إليها قانونيا (
.)Kutchins & Kirk, 1987
ومن الهمية بمكان الشارة إلى أنه ل يوجد في الوقت الراهن فهم مشترك للخدمة
الجتماعية الكلينيكية ،فبالرغم من وجود تعريف محدد للخدمة الجتماعية الكلينيكية من
قبل الجمعية الوطنية المريكية للخصائيين الجتماعيين ، NASWإل أن هذا التعريف مر
بمراحل كثيرة ،وتم تطويره عدة مرات منذ اعتراف الجمعية بالخدمة الجتماعية الكلينيكية
كتخصص مستقل داخل المهنة ،مما يدل على أن مفهوم الخدمة الجتماعية الكلينيكية لم
يستقر بعد ،وأنه ربما يكون ل يزال هناك مجال لتطويره وبلورته بشكل أفضل .المر الخر،
أن وجود التعريف ل يعكس عدم التفاق في فهم ماهية الخدمة الجتماعية الكلينيكية
الموجودة بين الخصائيين الجتماعيين الكلينيكيين أنفسهم وبين الخصائيين الجتماعيين
بصفة عامة وبين الخصائيين الجتماعيين والمتخصصين المهنيين الخرين وكذلك بين
المؤسسات الجتماعية المختلفة.
ومع يقيننا أن الخدمة الجتماعية الكلينيكية في مرحلة تطور وبلورة ،إل أننا نعتقد
أيضا أنها بحد ذاتها تمثل تطورا في الخدمة الجتماعية كمهنة ،حيث تم فيها ربط مقومات
المهنة كافة ،كما تدرس للطلب في الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة في الخدمة
الجتماعية .والخدمة الجتماعية الكلينيكية وإن كانت تطبق جزئيا وتدرس جزئيا وتحت
مسميات مختلفة في العالم العربي ،حيث لم تحظ بالهتمام الكافي في الكتابات العربية ،إل
أنه من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة كتابات أكثر عنها ،وبلورة أدق وأعمق لمفاهيمها
وماهيتها بما يعكس أهميتها.
28
المصادر العربية
المصادر النجليزية
Alinsky, S.
1965 The War on Poverty: Political Pornography. Journal of
Social Issues. 21, 1, 41-47.
29
Barker, R.
1991 Social Work in Private Practice (2nd ed.). Silver Spring,
MD: NASW Press.
Biggerstaff, M.
1992 Survey of Private Practitioners. Paper Presented at the
Annual Program Meeting of the Council on Social Work
Education. Kansas City.
Dorfman, R.
1996 Clinical Social Work: Definition, Practice and Vision.
New York: Brunner/Mazel Publishers.
Ewalt, P.
1979 Toward A Difinition of Clinical Social Work. Washington,
D.C.:NASW.
Fischer, J.
1973 Is Case Work Effective? A Review. Social Wok. 18, 1, 5-
20.
Fischer, J.
1981 The Social Work Revolution. Social Work 26, 5, 199 -
207.
Fischer, J.
1978 Effective Casework Practice: An Eclectic Approach. New
York: McGraw-Hill.
Frost, A.
30
1991 Private Practice in Eastern Massachusetts: Prelininary
Findings. Unpublished Manuscript. Simmons College
School of Social Work. Boston.
Goldstein, E.
1979 Knowledge Base in Clinical Social Work. In P. L. Ewalt
(Ed.), Toward A Difinition of Clinical Social Work (pp.
403-422) Washington, D.C.: NASW.
Goldstein, E.
1995 Ego psychlogy and Social Work Practice. New York: The
Free Press.
Hayes, S.
1981 Single Case Experimental Designs and Empirically
Clinical Practice. Journal of Consulting and Clinical
Psychology, 49, 2, 193-211.
Helen, N.
1995 Clinical Social Work: Knowledge and Skills. Second
Edition. New York: Columbia University Press.
31
Malcolm, P.
1991 Modern Social Work Theory: A Critical Introduction.
London: The Macmillan Press LTD.
NASW
1996 Code of Ethics. National Association of Social Workers.
Washington, DC.
Nelson, J.
1981 Issues in Single-Subject Research for Nonbehaviorists.
Social Work Research & Abstracts. 17, 2, 31-37.
Rowe, W.
1996 Client-Centered Theory: A Person-Centered Approach,
In F. J. Turner (Ed.), Social Work Treatment (pp. 69-93).
New York: The Free Press.
Russell, M.
1990 Clinical Social Work: Research and Practice. Newbury
Park, CA: SAGE Publications, Inc.
Swenson, C.
1995 Clinical Social Work. Encyclopedia of Social Work. 19th
Edition (pp 502-512). Washington, D.C.: NASW Press.
32
Thyer, B.
1987 Contingency Analysis: Toward a Unified Theory for
Social Work Practice. Social Work 32 (March-April) 150
- 155.
Wood, K.
1978 Casework Effectiveness: A new Look at the Research
Evidence. Social Work. 23, 437-458.
33