You are on page 1of 37

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫المملكة‬
‫المغربية‬
‫جامعة‬
‫القرويين‬
‫كلية أصول‬
‫الدين‬
‫تطوان‬
‫بحث لنيل الجازة في أصول‬
‫الدين والتواصل الحضاري‬
‫موضوع البحث‪:‬‬

‫من إعداد الطالب‪ :‬المصطفى المرابط‬


‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬
‫رقم التسجيل‪8113 :‬‬
‫محمادي الخياطي‬

‫السنة الجامعية‪ 1428 / 1427 :‬هـ‬


‫المــــــــوافــــــق‪ 2007 / 2006 :‬م‬
‫بسم الله‬
‫الرحمان الرحيم‬
‫إن هذا القرآن يهدي للتي‬
‫هي أقوم ويبشر المومنين‬
‫الذين يعملون الصالحات أن‬
‫لهم أجرا كبيرا‬

‫‪2‬‬
‫إهداء‬
‫إلى كل من وقف إلى جانبي وساعدني بفعل أو بكلمة طيبة أو دعاء صادق أو‬
‫حتبى بنظرة تشجيبع ودعبم‪ .‬أهدي هذا البحبث المتواضبع‪ ،‬وأخبص بالذكبر أحباببا يعود‬
‫إليهم الفضل ول المن والفضل كله‪:‬‬
‫إلى مبن أحببتبه دون أن أرى نور وجهبه الكريبم‪ .‬نببيي وشفيعبي يوم يفرالمرء‬
‫‪.‬‬ ‫من أخيه محمد‬
‫إلى أبي الذي عانى وكافح من أجل تربيتي وتعليمي‪.‬‬
‫إلى أمبي التبي مرضبت لمرضبي وشفيبت لشفائي‪ ،‬وأرضعتنبي مبع حليبهبا حبب‬
‫العلم والمعرفة‪.‬‬
‫إلى إخوتبي الذيبن عشبت معهبم حلو العيبش ومرَه‪ :‬فاطمبة – رشيدة – عزيبز –‬
‫عادل – بثينة والصغير خالد‪.‬‬
‫إلى كل من علمني حرفا‪ ،‬أساتذتي‪ ،‬حملة العلم وورثة النبياء‪.‬‬
‫إلى أصببحابي الذيببن أنعببم ال علي برفقتهببم الحميدة‪ ،‬وخصببوصا صببديقي فببي‬
‫الكفاح من أجل العلم الستاذ السعيد الدريوش‪.‬‬
‫إلى كبل هؤلء أهدي ثمرة هذا الجهبد وأدعبو ال أن يجزيهبم عنبي خيبر الجزاء‬
‫وينعم عليهم بمغفرته ورحمته إنه مجيب الدعاء‪.‬‬
‫ولمبة السبلم أدعبو بالنصبر والتأييبد‪ ،‬ربنبا انتصبر لنبا كمبا وعدتنبا فإنبك قلت‬
‫ويومئذ‬ ‫وكان حقــا علينــا نصــر المؤمنيــن‬ ‫وقولك الحبببق‬
‫يفرح المومنون بنصر الله‬
‫ربنا فرحنا بنصرك وأيدنا بروح منك‪.‬‬

‫آمين يارب العالمين‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الحمببد ل رب العالميببن‪ ،‬خالق الخلق ومدبر الكون ومنزل الذكببر الحكيببم منارا وهدى‬

‫إنـا نحـن نزلنـا الذكـر وإنـا له‬ ‫للناس أجمعيبن‪ ،‬وهبو القائل فبي كتاببه العزيبز‬

‫( والصببلة والسببلم التمان الكملن على رسببوله الميببن محمببد خاتببم‬ ‫‪(1‬‬
‫لحافظون‬

‫النبببياء والمرسببلين والمكلف بالبلغ والتبببيين مصببداقا لقوله تعالى‪ :‬وأنزلنـا إليـك‬

‫( فنسبأل ال أن يجزيبه خيبر مبا جازى‬ ‫‪(2‬‬


‫الذ كر ل تبين للناس ما نزل إلي هم‬

‫نبيبا عبن أمتبه‪ ،‬ورسبول على حسبن أداء رسبالته‪ ،‬وأن يؤتيبه الوسبيلة والفضيلة‪ ،‬وأن يبعثبه‬

‫المقام المحمود الذي وعده‪ ،‬إن ربي ل يخلف الميعاد‪.‬‬

‫إن هذا القرآن يهدي للتــي هــي‬ ‫قال ال تعالى فبببي كتاببببه العزيبببز‬

‫"خيركبببم مبببن تعلم القرآن‬ ‫( وقال رسبببول ال‬ ‫‪(3‬‬


‫أقوم ويبشــر المؤمنيــن‬

‫وعلمه"(‪ (4‬عمل بمقتضى اليات الكريمة والحاديث الشريفة الواردة في هذا الباب‪ ،‬ووعيا‬

‫منهبم بأهميبة كتاب ال كأهبم مصبدر للتشريبع السبلمي‪ ،‬كان مبن الطببيعي أن تكون علوم‬

‫القرآن – ومبن بينهبا علم التفسبير أول العلوم التبي عنبي بهبا المسبلمون وقبد بدأ هذا الهتمام‬

‫بهذه العلوم فببي مرحلة مبكرة جدا مببن تاريببخ الدولة السببلمية‪ ،‬إذ جرى الهتمام بجمببع‬

‫‪ ،‬وذكببببر مصباحفهم وترتيبب‬ ‫القرآن الكريبم وبيان المرويات عبن جماعبه على عهبد النببي‬

‫سور القبببرآن‪ ،‬وأخبار القراء السببعببة‪ ،‬وأسبماء‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬سورة الحجر – الية ‪.9 :‬‬
‫(‪)2‬سورة النحل – الية‪.44 :‬‬
‫(‪)3‬سورة السراء – الية‪9 :‬‬
‫(‪(4‬رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عثمان بن عفان رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫رواياتهببم وقراءاتهببم‪ ،‬ثببم تفرعببت علوم القرآن وتشعبببت‪ ،‬فجرى الهتمام بأسببباب النزول‪،‬‬

‫ومعانببببي القرآن‪ ،‬ومشكله ومجازه وغريبببببه‪ ،‬ولغاتببببه‪ ،‬والقراءات‪ ،‬والوقببببف‪ ،‬والمحكبببم‬

‫والمتشابه‪ ،‬وناسخه ومنسوخه‪ ،‬وأحكامه‪ ،‬وإعجازه وإعرابه وتفسيره وهو أهمها جميعا‪.‬‬

‫وفيمبا يخبص علم التفسبير‪ ،‬فقبد نشأت مدارس متعددة كان لهبا كببير الثبر فبي الهتمام‬

‫به وإثرائه ومن بين هذه المدارس مدرسة التفسير بالندلس‪ ،‬ولما كان موضوع هذا البحث‬

‫أحد أعلمها الكبار وهو أبو حيان الغرناطي كان من الضروري أن نقدم نبذة عن ولدة هذه‬

‫المدرسة‪.‬‬

‫إننبا نسبتطيع القول بأن هذا العلم نشبأ مبع تحول أهبل الندلس إلى السبلم الذي يسبتمد‬

‫قواعده وأصوله‪ ،‬وتنظيماته وعلومه‪ ،‬من القرآن الكريم‪ ،‬فكان الناس بحاجة ماسة إلى فهم‬

‫آياته والوقوف على معانيه‪ ،‬وكان المسجد هو المدرسة التي انطلق منها هذا العلم جنبا إلى‬

‫جنبب مبع غيره مبن العلوم السبلمية‪ ،‬إلى أن جاء القرن الثالث الهجري الذي طالعنبا بولدة‬

‫أول علم مببن أعلم المفسببرين فببي الندلس‪ ،‬أل وهببو بقببي بببن مخلد (ت ‪ 276‬هببب( صبباحب‬

‫التفسير الذي يقع في سبعين جزءا كما ذكر أصحاب التراجم الندلسيون(‪ (1‬وغيرهم(‪.(2‬‬

‫ثم جاء من بعده مكي بن أبي طالب القيسي (ت ‪ 437‬هب( المفسر القارئ النحوي‪ ،‬ثم‬

‫تبعبه أببو بكبر ببن العرببي (ت ‪ 543‬هبب(‪ ،‬صباحب كتاب (أحكام القرآن(‪ ،‬ثبم كانبت ولدة شيبخ‬

‫المفسبرين الندلسبيين عبدالحبق ببن عطيبة (ت ‪ 546‬هبب( صباحب كتاب (المحرر الوجيبز(‪ .‬ثبم‬

‫تبعببه المام المفسببر أحمببد بببن أبببي بكببر بببن فرح القرطبببي (ت ‪ 671‬هببب((‪ (7‬صبباحب كتاب‬

‫(الجامع لحكام القرآن( ثم جاء ابن جزي الكلبي (ت ‪ 741‬هب( صاحب كتاب (التسهيل لعلوم‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬الحميدي – جذوة المقتبس – ص ‪ ،351‬الضبي – بغية الملتمس – ص ‪ 469‬ابن بشكوال – الصلة – قسم ‪ 2‬ص ‪.631‬‬
‫(‪)2‬الزركلي – العلم – جب ‪ 2‬ص ‪ ،33‬الداودي – طبقات المفسرين – جب ‪ 1‬ص ‪.116‬‬
‫‪5‬‬
‫التنزيل( – ثم كان ختامهم أبو حيان الغرناطي (ت ‪ 745‬هب( صاحب (البحر المحيط(‪.‬‬

‫وخلصبة مبا تقدم‪ ،‬فإن علم التفسبير فبي الندلس نشبأ فبي القرن الثالث الهجري كعلم‬

‫بارز من بين العلوم‪ ،‬ثم نما وترعرع في القرن الخامس الهجري‪ ،‬ثم بلغ عظمته في القرن‬

‫السادس الهجري على يد شيخ التفسير في الندلس ابن عطية‪ ،‬ثم نضج في القرنين السابع‬

‫والثامن الهجريين حيث برزت له مميزات واتجاهات‪.‬‬

‫وقبببد اخترت مبببن خلل بحثبببي المتواضبببع أن أسبببلط الضوء على تفسبببير أببببي حيان‬

‫الغرناطي الندلسي من خلل موضوع "منهج أبي حيان في التفسير من خلل سورة طه"‬

‫ول يفوتني هنا أشكر الستاذ الفاضل "محمدي الخياطي" الذي اقترح علي هذا الموضوع‪.‬‬

‫وقد اعتمدت التقسيم المنهجي التالي في هذا البحث‪:‬‬

‫•مقدمة‪:‬‬

‫•الببفبصبببببل الول ‪ :‬التعريف بأبي حيان وبمنهجه في التفسير‪.‬‬

‫‪-‬البمببحث الول ‪ :‬نسبه ونسبته وتفقهه في الدين‪.‬‬

‫‪ :‬التعريبف بمنهبج أببي حيان وبالمصبادر الذي اعتمبد عليهبا‬ ‫‪-‬المبحث الثاني‬

‫في التفسير من خلل سورة طه‪.‬‬

‫•الفصل الثاني‪ :‬منهج أبي حيان في التفسير اللغوي النحوي والبياني من خلل سورة‬

‫طه‪.‬‬

‫‪ :‬منهجبه اللغوي والنحوي والبيانبي فبي التفسبير مبن‬ ‫‪-‬المبحث الول‬

‫خلل سورة طه‪.‬‬

‫‪-‬المبحببث الثانببي‪ :‬منهجببه فببي توجيببه وترجيببح القراءات وفببي الهتمام‬

‫بالحكام الفقهية وموقفه من الروايات السرائيلية‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫•خاتمة‪:‬‬

‫أسال ال أن يثيبني عن هذا العمل وأن يرزقني التوفيق والفلح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل‬
‫الول‬
‫التعريف بأبي‬
‫حيان وبمنهجه‬
‫في التفسير‬

‫‪8‬‬
‫‪ :‬اسـمه ونسـبه وتفقهـه فـي‬ ‫الـــمــبــحـث الول‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪ :‬نسبه ونسبته‪.‬‬ ‫الــمــطـــلـب الول‬
‫هببو عمدة البلغاء والمحققيببن‪ ،‬وشيببخ النحاة والمفسببرين واللغوييببن‪ ،‬المام القدوة‪،‬‬

‫الثبت الحجة أثير الدين أبي عبدال محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الندلسي‬

‫الغرناطي الجياني‪ .‬وقيل أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان‬

‫النفزي الثري الغرناطبي(‪ .(1‬وقيبل أثيبر الديبن أببو حيان الندلسبي الجيانبي(‪ .(2‬ويبدو أن هذه‬

‫النسببة والتسبمية وال أعلم هبي الرجبح والقرب إلى الصبواب حيبث رجحهبا وأكدهبا تلميذه‬

‫الثيبر لديبه الصبفدي‪ .‬والنفبس تميبل إليهبا اعتمادا على تأكيبد هذا التلميبذ لهبا باعتباره كان‬

‫أقرب الناس إليه وألصق الطلب به(‪.(3‬‬

‫ولد رحمبه ال فبي مدينبة مطخشارش مبن أعمال غرناطبة أواخبر شهبر شوال المبارك‬

‫سبنة أرببع وخمسبين وسبتمائة للهجرة(‪ .(4‬أمبا نسببته فهبو بحسبب مبا أشارت إليبه المصبادر‬

‫وأكده علماء النسباب فهبو مبن أصبل بربري(‪ (5‬الرومبة والصبل‪ ،‬مبن قببيلة نفزة البربريبة‬

‫المغربية الشهيرة‪.‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪ (1‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.535‬‬
‫(‪ (2‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.537‬‬
‫(‪ (3‬انظر تعريف الصفدي لنسب شيخه المذكور في نفح الطيب الصفحة ‪ 537‬المجلد ‪.2‬‬
‫(‪ (4‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ (5‬ظهر السلم أحمد أمين‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الصفحة ‪.94‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تفقهه في الدين‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ولد أببو حيان هذا العالم الربانبي الكببير رحمبه ال فبي أسبرة متدينبة شهبد لهبا بالعلم‬

‫والديانة‪ ،‬رسخت في قلبه حب العلوم الشرعية وغيرها منذ نعومة أظافره‪ ،‬فنشأ رحمه ال‬

‫فبي بيئة تعشبق العلم مبع جودة فبي الفهبم‪ ،‬وقوة فبي الذكاء‪ ،‬وصببر فبي الخبذ‪ ،‬فل عجبب إذا‬

‫رأيناه يزاحببم بالركببب فببي كثيببر مببن العلوم القران‪ ،‬فدرس على كثيببر مببن الشيوخ وأجلء‬

‫العلماء فبي عصبره حتبى أتقبن كثيرا مبن علوم الشريعبة وصبارت له اليبد الطولى فبي الفنون‬

‫العلميببة الخرى الكثيرة‪ ،‬ول تسببعفنا المصببادر التاريخيببة بمعبببلومات متببى بدأ طلبببه فببي‬

‫تحصببيل العلوم‪ ،‬إل أن المرجببح أن سببعيه فببي طلبهببا كان مبكرا والدليببل على صببحة هذا‬

‫الفتراض وقوة هذا الرأي كثرة مصبنفاته ورحلتبه المبكرة في طلب الشيوخ‪ ،‬وقد تنقبل بعبد‬

‫حفظه لكتاب ال العزيز‪ ،‬في بداية أمره في ديار موطنه الندلس السلمية‪.‬‬

‫أمبا التفسبير فقبد حظبي باهتمامبه وعنايتبه الفائقبة‪ ،‬فكثرت دراسبته حوله وعنبه مفسبرا‬

‫لياتبه‪ ،‬مبينبا لحكامبه‪ ،‬وأسبباب نزوله‪ ،‬شارحبا لناسبخه ومنسبوخهن‪ ،‬وقبد ترك فبي تفسبير‬

‫كتاب ال سبفرا جليل طار صبيته فبي الفاق‪ ،‬وسبارت بذكره الركبان‪ ،‬وقبد درس أببو حيان‬

‫رحمبه ال مادة التفسبير على شيوخ الندلس فبي عصبره وزمانبه‪ ،‬منهبم القاضبي المام أببو‬

‫علي عبدالعزيبز ببن الحوص القرشبي والحافبظ أببي الربيبع سبليمان ببن موسبى ببن سبالم‬

‫الكلعي(‪ ،(1‬وعن القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدال النصاري المعروف بابن حبيش‪،‬‬

‫وعبن القاضبي الحول المتكلم أببو الحسبن محمبد ببن القاضبي الصبولي المتكلم أببي عامبر‬
‫(‪(2‬‬
‫يحيى بن عبدالرحمن الشعري‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬التفسير الكبير‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.11‬‬
‫(‪(2‬نفسه‪.‬‬
‫وتفسبيره الكبير والهام المسبمى بالبحر المحيط‪ .‬عمدة في التفسبير‪ .‬وحجة في التبليغ‬

‫عن رب العالمين‪ ،‬وهو أكبر كتبه ومصنفاته‪ ،‬ويقع في ثمانية أجزاء كبار(‪ ،(1‬وقد اختصره‬
‫‪10‬‬
‫فبي تفسبير آخبر سبماه "النهبر الماد مبن البحبر المحيبط"(‪ ،(2‬وقبد فاق بتصبنيفه لهذا السبفر‬

‫الجليبل القران‪ ،‬وذاع صبيته فبي الفاق‪ ،‬وسبار فبي الدنيبا مسبرى الشمبس فبي الوجود‪ .‬فل‬

‫غرابببة إذا اعترف الكببل بببه‪ ،‬واقتنببع حكام عصببره مببن ملوك المماليببك فببي الديار المصببرية‬

‫بكفاءتبه العلميبة‪ .‬فأسبندوا له رحمبه ال مهمبة تدريبس التفسبير بالقببة المنصبورية(‪ .(3‬وكان‬

‫ذلك فببي سببنة عشببر وسبببعمائة للهجرة وكان عمره آنذاك سبببع وخمسببون سببنة(‪ .(4‬وتجدر‬

‫الشارة أن تفسبيره هذا صبنفه وهبو فبي مصبر بعبد هذه السبنة بقليبل أو على إثرهبا‪ .‬وهذا مبا‬

‫يظهر من كلمه وقوله‪" :‬فعكفت على تصنيف هذا الكتاب"(‪.(5‬‬

‫وإلى جانبب القراءات والتفسبير درس رحمبه ال العلوم الشرعيبة الخرى مبن أصبول‬

‫الفقبه والديبن‪ .‬حيبث درس الولى على شيخبه أببي جعفبر ببن الزبيبر الذي درس عليبه كتبب‬

‫الباجبي والغزالي‪ ،‬ودرس كذلك المادة ذاتهبا على الشيبخ الخطيبب أببي الحسبن ببن فضيلة‪،‬‬

‫والشيبخ علم الديبن العراقبي‪ ،‬وشمبس الديبن الصببهاني‪ ،‬وعلء الديبن الباجبي‪ ،‬ودرس قليل‬

‫من أصول الدين والمنطق‪.‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.3‬‬
‫(‪(2‬انظر الشذرات‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪)3‬مدرسبة بناهبا المنصبور قلوون المملوكبي المتوفبى عام ‪ 676‬هبب رتبب فيهبا دروسبا للفقهاء على المذاهبب الربعبة‪ .‬ودروسبا للحديبث‬
‫والتفسير والوغط‪ .‬تحت إشراف المدرسين والقراء‪ .‬وتم تزويدها بخزانة كتب‪ .‬أوقف عليها أوقافا جليلة وأجرى لموظفيها رواتبا‪.‬‬
‫(‪(4‬نفسه‪.‬‬
‫(‪(5‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.542‬‬
‫أما النحو فقد برع فيه وانتهت إليه الرئاسة والمشيخة فيه (‪ ،(1‬وقد بدأ التعاطي له أيام‬

‫وجوده فبي الندلس حيبث درسبه على الشيبخ اببن مالك جمال الديبن أببو محمبد ببن عبدال‬

‫‪11‬‬
‫الجيانبي(‪ .(2‬وأخذه عبن أببي الشلوبينبي(‪ ،(3‬واطلع على كتاب سببويه(‪ ،(4‬ولمبا قدم مبن بلده‬

‫واسبتقر بمصبر لزم حلقبة الشيبخ النحوي البهاء ببن النحاس(‪ .(5‬وخلفبه فبي تدريبس النحبو‪،‬‬

‫حتى صار "أمير المؤمنين في النحو‪ ،‬والشمس السافرة شتاء في يوم الصحو"(‪ (6‬مع كثرة‬
‫(‬
‫فبي التصبنيف فيبه‪ .‬واشتغبل فبي الدب وتعلم على الشيبخ بهاء الديبن الذي لزمبه مدة طويلة‬

‫‪ .(7‬هذا فضل عن علومه في اللغة العربية وغيرها من اللغات الخرى(‪ .(8‬واهتمامه بتراجم‬

‫الناس ومعرفة طبقا تهم لسيما المغاربة(‪.(9‬‬

‫وهذه العلوم المحصبلة اسبتفادها مبن شيوخبه الكثيريبن الذيبن بلغوا نحوا مبن أربعمائة‬

‫وخمسبببين شيخبببا(‪ (10‬حصبببل منهبببم على الجازات مبببن الندلس والشام والعراق ومصبببر‬

‫والحجاز‪ .‬منهببم أبببو الحسببن بببن ربيببع وابببن أبببي الحوص والقطببب القسببطلني‪ ،‬والشرف‬

‫الدمياطي‪ .‬وابن دقيق العيد‪ ،‬والتقي بن رزين وأبو اليمن بن عساكر(‪.(11‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬نفبح الطيبب مبن غصبن الندلس الرطيبب‪ ،‬المقري التلمسباني‪ ،‬المجلد الثانبي‪ ،‬الصبفحة ‪ .542‬وانظبر أيضبا انظبر الشذرات‪ ،‬اببن‬
‫العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.145‬‬
‫(‪(2‬ظهر السلم‪ ،‬أحمد أمين‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الصفحة ‪.94‬‬
‫(‪(3‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.91‬‬
‫(‪(4‬التفسير الكبير‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬أبي حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.10‬‬
‫(‪)5‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.541‬‬
‫(‪(6‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.537‬‬
‫(‪(7‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.541‬‬
‫(‪(8‬ظهر السلم‪ ،‬أحمد أمين‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الصفحة ‪.94‬‬
‫(‪)9‬انظر الشذرات‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪ .145‬وانظر أيضا النفح‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪ ،541‬وتفسير النهر‬
‫الماد من البحر المحيط‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.2‬‬
‫(‪(10‬انظر الشذرات‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪ .145‬وانظر النفح‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪(11‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.145‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وفاته‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫توفي رحمه ال‪ .‬بمنزله بالقاهرة‪ ،‬عصر يوم السبت الثامن والعشرين من صفر سنة‬

‫خمببس وأربعيببن وسبببعمائة هجريببة(‪ ،(1‬وصببلي عليببه مببن الغببد ودفببن بمقابر الصببوفية(‪.(2‬‬

‫وارتجبت دمشبق لموتبه رحمبه ال – وصبلي عليبه فبي جامعهبا صبلة الغائب فبي شهبر ربيبع‬

‫الخبر‪ .‬ورثاه الشعراء وبكوه رثاء حارا وصبادقا‪ .‬منهبم تلميذه الشيبخ الصبفدي الذي قال فبي‬

‫شأنه(‪.(3‬‬

‫فاستعبر الببببببببارق واستعبرا‬ ‫مات أثير الدين شيخ الورى‬

‫واعتل في السحار لما سبرى‬ ‫ورق مببن حزن نسيم الصبا‬

‫يحترى إماما والورى في ورا‬ ‫مات إمببببببام كان فببببي فنه‬

‫فضمه القبر عبلبببببببى ماترى‬ ‫أمسببببى منادى للبلى مفردا‬

‫كمبا رثاه غيره‪ .‬أمبا مداحبه مبن فحول الشعراء‪ ،‬وأجلء الشيوخ الفضلء فهبم القاضبي‬

‫محيبي الديبن ببن عبدالظاهبر‪ ،‬وشرف الديبن ببن الوحيبد‪ ،‬ونجبم الديبن إسبحاق ببن ألمبي تركبي‬

‫وغيرهم(‪.(4‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.538‬‬
‫(‪(2‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.538‬‬
‫(‪(3‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.538‬‬
‫(‪(4‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.538‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مصنفاته‪.‬‬
‫أما مصنفاته فكثيرة‪ .‬وقد شملت مجالت متعددة وهي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫مصنفاته في النحو‪:‬‬

‫‪-‬إعراب القرآن‪ :‬وهو كتيب صغير ل يتجاوز عدد أوراقه ‪ 176‬ورقة‪ .‬وهو بخط‬

‫عربي مغربي حسب ما وقفت عليه الدكتورة خديجة الحديثي(‪.(1‬‬

‫‪-‬نهاية العراب في علمي التصريف والعراب(‪.(2‬‬

‫‪-‬غايببة الحسببان فببي الصببرف والنحببو(‪ .(3‬وقام بتحقيقببه الدكتور الفتلي سببنة‬

‫‪.1985‬‬

‫‪-‬المبدع في التصريف(‪.(4‬‬
‫(‪(5‬‬
‫‪-‬منهج السالك في الكلم على ألفية ابن مالك‬

‫‪-‬التقريب في مختصر المقرب لبن عصفور(‪.(6‬‬

‫‪-‬التدريب في شرحه(‪.(7‬‬

‫‪-‬اللمحة والشدرة في النحو(‪.(8‬‬

‫‪-‬التجريد لحكام كتاب سيبويه(‪.(9‬‬

‫‪-‬السفار الملخص من شرح سيبويه للصغار(‪.(10‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.3‬‬
‫(‪(2‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.553‬‬
‫(‪(3‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.4‬‬
‫(‪(4‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(5‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.553‬‬
‫(‪(6‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪ .3‬وانظر الشذرات‪ ،‬حج ‪ ،3‬ج ‪ ،6‬ص ‪.147‬‬
‫(‪(7‬الشذرات‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬الجزء ‪ ،6‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(8‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.4‬‬
‫(‪(9‬نفسه‪ ،‬وانظر كذلك الشذرات‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬الجزء ‪ ،6‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(10‬انظر الشذرات‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫‪-‬التذييل والتكميل في شرح التسهيل في النحو(‪ .(1‬وهو شرح لتسهيل ابن مالك‬

‫رحمه ال‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-‬التذكرة(‪.(2‬‬

‫‪-‬الموفور(‪.(3‬‬

‫‪-‬شرح الشذافي مسألة كذا(‪ .(4‬ذكره في كتابه النكت الحسان‪.‬‬

‫‪-‬تحفة الندس في نحاة الندلس(‪.(5‬‬

‫‪-‬فضل النحو(‪.(6‬‬

‫مصنفاته في علوم القرآن‪:‬‬

‫أول‪ :‬التفسير‪.‬‬

‫‪-1‬البحر المحيط في التفسير في ثمانية أجزاء كبيرة(‪.(7‬‬

‫‪-2‬مختصر له سماه النهر الماد من البحر المحيط(‪.(8‬‬

‫ثانيا‪ :‬القراءات‪.‬‬

‫‪-‬إتحاف الريب بما في القرآن من الغريب(‪.(9‬‬


‫(‪(10‬‬
‫‪-‬الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية‬
‫(‪(11‬‬
‫‪-‬النافع في قراءة نافع‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬انظر الشذرات‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(2‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪)3‬و (‪ (4‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪ (5‬نفسه‪ ،‬لكنه ورد في الشذرات باسم نحاة الندلس انظر الصفحة ‪ 147‬من المجلد ‪ ،3‬ج ‪ .6‬وانظر كذلك تفسير النهر الماد من البحر‬
‫المحيط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.4‬‬
‫(‪ (6‬مخطوط في مكتبة برلين ذكره أنخيل خشالت بالنشيا في تاريخ الفكر الندلسي‪ ،‬الصفحة ‪.189‬‬
‫(‪ (7‬انظر تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬لبي حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.3‬‬
‫(‪(8‬نفسه‪ ،‬وانظر كذلك الشذرات لبن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(9‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬لبي حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪ .3‬وقد نسبه السيوطي رحمه ال له‪.‬‬
‫(‪(10‬ورد فبي شذرات الذهبب فبي أخبار مبن ذهبب‪ ،‬لببن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬ج ‪ ،6‬صبفحة ‪ 147‬باسبم الحلل الحاليبة فبي أسبانيد‬
‫القراءات العالية‪.‬‬
‫(‪(11‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬الصفحة ‪.552‬‬
‫( ‪(1‬‬
‫‪-‬الثير في قراءة ابن كثير‬
‫(‪(2‬‬
‫‪-‬المورد الغمر في قراءة أبي عمرو‬

‫‪15‬‬
‫( ‪(3‬‬
‫‪-‬الروض الباسم في قراءة عاصم‬
‫(‪(4‬‬
‫‪-‬المزن الهامر في قراءة ابن عامر‬
‫(‪(5‬‬
‫‪-‬الرمزة في قراءة حمزة‬

‫(‪(6‬‬
‫‪ -‬تقريب النائي في قراءة الكسائي‬
‫(‪(7‬‬
‫‪ -‬غاية المطلوب في قراءة يعقوب‬
‫(‪(8‬‬
‫‪ -‬قصيدة النير الجلي في قراءة زيد بن علي‬
‫(‪(9‬‬
‫‪ -‬عقد الللي في القراءات على وزن الشاطبية وقافيتها‬

‫مصنفاته في العربية‪:‬‬

‫‪-‬ارتشاف الضرب مببن لسببان العرب توجببد منببه مخطوطات عديدة فببي كببل مببن مصببر‬

‫والعراق(‪ ،(10‬وقببد أشاد أحببد العلماء الحنابلة بببه وأشار إلى أنببه لم يصببنف فببي العربيببة‬
‫(‪(11‬‬
‫مثله‬
‫(‪(12‬‬
‫‪-‬مختصر له‬
‫(‪(13‬‬
‫‪-‬التذكرة في العربية في أربع مجلدات‬
‫(‪(14‬‬
‫‪-‬الرتضاء في الضاد والطاء‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪ ،(5( ،(4( ،(3( ،(2( ،(1‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪ (6‬و(‪ (7‬و(‪ (8‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪ (9‬شذرات الذهبب فبي أخبار مبن ذهبب‪ ،‬اببن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السبادس‪ ،‬ص ‪ .147‬وانظبر النهبر الماد مبن البحبر‬
‫المحيط‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.4‬‬
‫(‪ (10‬تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬لبي حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.3‬‬
‫(‪ (11‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(12‬نفسه‪.‬‬
‫(‪(13‬نفسه‪ ،‬وانظر تفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬لبي حيان‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الصفحة ‪.3‬‬
‫(‪(14‬ورد في نفح الطيب للمقري التلمساني‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬الصفحة ‪ ،552‬باسم الرتضاء في الفرق بين الضاء والطاء‪.‬‬
‫مصنفاته في اللغة‪:‬‬
‫( ‪(1‬‬
‫‪-‬خلصة التبيان في علم البديع والبيان‬

‫‪16‬‬
‫( ‪(2‬‬
‫‪-‬كتاب في اللغة التركية سماه الدراك للسان التراك‬
‫( ‪(3‬‬
‫‪-‬وآخر سماه زهو الملك في نحو الترك‬
‫( ‪(4‬‬
‫‪-‬وآخر سماه الفعال في لسان التراك‬
‫( ‪(5‬‬
‫‪-‬كتاب في اللغة الفارسية سماه منطق الخرس في لسان الفرس‬
‫( ‪(6‬‬
‫‪-‬كتاب في اللغة الحبشية سماه رجز نور الغبش في لسان الحبش‬

‫مصنفاته في الفقه‪:‬‬
‫(‪(7‬‬
‫‪-‬الوهاج في اختصار المنهاج للنووي‬

‫‪-‬النور الجلى في اختصار المحلى(‪ (8‬لبن حزم الظاهري‪.‬‬


‫( ‪(9‬‬
‫‪-‬العلم بأركان السلم‬

‫‪-‬مسلك الرشد في تجريد مسائل نهاية بن رشد(‪ (10‬القرطبي‪.‬‬

‫مصنفاته في علوم الحديث‪:‬‬

‫‪-‬فهرست مسموعاتي(‪.(11‬‬

‫‪-‬مشيخة ابن أبي منصور(‪.(12‬‬

‫‪-‬جزء من حديث(‪.(13‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.553‬‬
‫(‪(2‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪(3‬نفسه‪.‬‬
‫(‪(4‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪ (6‬نفسه‪.‬‬ ‫(‪)5‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.553‬‬
‫(‪ (7‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬الصفحة ‪.147‬‬
‫(‪ (8‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.553‬‬
‫(‪ )9‬و (‪ (10‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪ 552‬و ‪.553‬‬
‫(‪ (11‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪ (13‬نفسه‪.‬‬ ‫(‪ (12‬نفسه‪.‬‬
‫مصنفاته في التاريخ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-‬رجز مجتني الهصر في آداب وتواريخ لهل العصر(‪.(1‬‬

‫‪-‬نفحة المسك في سيرة الترك(‪.(2‬‬

‫مصنفاته في الدب‪:‬‬

‫‪-‬نثر الزهر ونظم الزهر(‪.(3‬‬


‫( ‪(4‬‬
‫‪-‬نوافث السحر في دمائث الشعر‬

‫مصنفاته في العروض‪:‬‬

‫‪-‬البيات الوافية في علم القافية(‪.(5‬‬

‫المصنفات المتنوعة الخرى‪:‬‬

‫‪-‬المحنور في لسان اليخمور(‪.(6‬‬

‫‪-‬الفضل في أحكام الفصل(‪.(7‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪(1‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪ ،553‬وانظر كذلك الشذرات‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬ج ‪ ،6‬ص ‪ 147‬وتفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.4‬‬
‫(‪(2‬نفح الطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.552‬‬
‫(‪(3‬نفسه‪.‬‬
‫(‪(4‬نفسه‪.‬‬
‫(‪(5‬نفسه‪ ،‬وانظر كذلك الشذرات‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬ج ‪ ،6‬ص ‪ 147‬وتفسير النهر الماد من البحر المحيط‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.4‬‬
‫(‪(6‬نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب‪ ،‬المقري التلمساني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.253‬‬
‫(‪(7‬نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.252‬‬

‫‪18‬‬
‫المبحـــث الثانـــي‪ :‬التعريـــف بمنهـــج أبـــي حيان‬
‫وبالمصـادر التـي اعتمـد عليهـا فـي التفسـير‬
‫من خلل سورة "طه"‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التعريف بسورة طه‪.‬‬

‫سبورة طبه مكيبة وعدد آياتهبا خمبس وثلثون ومائة وهبي تبحبث عبن نفبس الهداف‬

‫للسور المكية‪ ،‬وغرضها تركيز أصول الدين "التوحيد‪ ،‬والنبوة‪ ،‬والبعث والنشور"‬

‫‪ ،‬فبي شبد أزره‪ ،‬وتقويبة روحبه‪،‬‬ ‫فبي هذه السبورة الكريمبة تظهبر شخصبية الرسبول‬

‫حتى ل يتأثر بما يلقى إليه من الكيد والعناد‪ ،‬والسبتهزاء والتكذيب‪ ،‬ولرشاده إلى وظيفتبه‬

‫السبباسية‪ ،‬وهببي التبليببغ والتذكيببر‪ ،‬والنذار والتبشيببر‪ ،‬وليببس عليببه أن يجبببر الناس على‬

‫اليمان‪.‬‬

‫وتطمينببا لقلبببه الشريببف‪،‬‬ ‫عرضببت السببورة لقصببص النبببياء‪ ،‬تسببلية لرسببول ال‬

‫فذكرت بالتفصبيل قصبة "موسبى وهارون" مبع فرعون الطاغيبة الجبار ويكاد يكون معظبم‬

‫السبورة فبي الحديبث عنهبا وبالخبص موقبف المناجاة بيبن موسبى ورببه‪ ،‬وموقبف المبارزة‬

‫بينبه وبيبن السبحرة‪ ،‬وتتجلى فبي ثنايبا تلك القصبة رعايبة ال لموسبى‪ ،‬نببيه وكليمبه‪ ،‬وإهلك‬

‫ال لعدائه الكفرة المجرمين‪.‬‬

‫وعرضببت السببورة لقصببة آدم بشكببل سببريع خاطببف‪ ،‬برزت فيببه رحمببة ال لدم بعببد‬

‫الخطيئة‪ ،‬وهدايتببه لذريتبه بإرسبال الرسبل مبشريبن ومنذريبن‪ ،‬ثبم ترك الخيار لهبم لختيار‬

‫طريق الخير أو الشر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وفبي ثنايبا السبورة الكريمبة تببرز بعبض مشاهبد القيامبة‪ ،‬وفبي عبارات يرتجبف لهبا‬

‫الكون‪ ،‬وتهتبببز لهبببا القلوب هلعبببا وجزعبببا‪ ،‬ويعتري الناس الذهول والسبببكون "وخشعبببت‬

‫الصوات للرحمن فل تسمع إل همسا"‪.‬‬

‫وعرضبت السبورة ليوم الحشبر الكببر‪ ،‬حيبث يتبم الحسباب العادل‪ ،‬ويعود الطائعون إلى‬

‫الجنة‪ ،‬ويذهب العصاة إلى النار‪ ،‬تصديقا لوعد ال الذي ل يتخلف‪ ،‬بإثابة المؤمنين وعقاب‬

‫المجرمين‪.‬‬

‫في الصبر وتحمل الذى في سبيل ال‬ ‫وختمت ببعض التوجيهات الربانية للرسول‬

‫حتى يأتي نصر ال‪.‬‬

‫التسبمية‪ :‬سميت "سورة طه" وهو اسم من أسمائه الشريفة عليه الصلة والسلم‪،‬‬

‫تطييببا لقلببه‪ ،‬وتسبلية لفؤاده عمبا يلقاه مبن صبدود وعناد‪ ،‬ولهذا ابتدأت السبورة بملطفتبه‬
‫(‪(1‬‬
‫بالنداء "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طريقة أبي حيان في التفسير‪.‬‬

‫يرسم أبو حيان طريقة في تفسير آيات الكتاب الكريم خطوة خطوة – وهي‪:‬‬

‫أن يبتدئ أول بالكلم على مفردات الية التي يفسرها لفظة لفظة فيما يحتاج إليه من‬

‫اللغبة والحكام النحويبة‪ ،‬التبي لتلك اللفظبة قببل التركيبب‪ ،‬وإذا كانبت الكلمبة تحتمبل أكثبر مبن‬

‫معنى ذكر ذلك في أول موضع تقع فيه‪.‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪ (1‬صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني ج ‪ 2‬ص ‪.230‬‬

‫‪20‬‬
‫ثم يشرع في تفسير الية ذاكرا سبب نزولها إذا كان لها سبب‪ ،‬ومناسبتها لما قبلها‪،‬‬

‫مبع ذكبر أوجبه القراءات فيهبا‪ ،‬موجهبا ومرجحبا‪ ،‬مسبتعينا على ذلك باللغبة العربيبة‪ ،‬فبي غيبر‬

‫تكرار‪ ،‬وإن عرض التكرار فيكون لمزيد فائدة‪.‬‬

‫ثببم يتعرض بالنقببل لقوال الفقهاء فببي الحكام الشرعيببة‪ ،‬متعرضببا للخلف مببع ذكببر‬

‫الدليبل‪ ،‬ومبا دل عليبه ظاهبر اللفبظ‪ ،‬ثبم يعمبد إلى العراب على أحسبن وجبه وأحسبن تركيبب‪،‬‬

‫منزها القرآن عن وجوه العراب التي تخرج به عن الفصاحة والعجاز‪.‬‬

‫ثبم يختتبم الكلم فبي جملة مبن اليات‪ ،‬التبي فسبرها إفرادا وتركيببا‪ ،‬بمبا ذكبر فيهبا مبن‬

‫صور بلاغية‪ ،‬متبعا ذلك كله بكلم منثور و يشرح مضمون تلك اليات ملخصا جملها أجمل‬

‫تلخيص‪.‬‬

‫ويتعرض أحيانببا إلى كلم بعبببض الفرق كالصبببوفية‪ ،‬والمعتزلة‪ ،‬وذلك للرد والبطال‪،‬‬

‫لنه يعتبر ذلك هذيانا افتروه على ال‪ ،‬وتأولوا كلمه بما ل يكاد يخطر بذهن عاقل(‪.(1‬‬

‫فقد كان رحمه ال بحرا من العلوم و علما يهتدى به في كل فن‪ ،‬ونورا يستضيء به‬

‫كل طالب علم‪ ،‬فجدير أن يقال في الشعار‪ ،‬رثاء له‪ ،‬لن موته أطفأ نبراسا بدد ظلم الجهل‪.‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬انظر‪ :‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول‪ ،‬الصفحة‪.4 :‬‬

‫‪21‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المصــادر التــي اعتمــد عليهــا فــي‬
‫تفسيره البحر المحيط‪:‬‬
‫يعتببر القرآن الكريبم المصبدر الول لتفسبير آياتبه‪ ،‬إذ أنبه يفسبر بعضبه بعضبا‪ ،‬فمبا ورد‬

‫منه مجمل في موضع فصل وبسط في موضع آخر‪ ،‬وما ورد منه مبهما في مكان فسر في‬

‫مكان آخبر‪ ،‬وكذا بالنسببة للعموم والطلق‪ ،‬ولهذا نجبد أببا حيان قبد أوله عنايبة كببرى فبي‬

‫تفسيره – البحر المحيط –‪.‬‬

‫أمبا المصبدر الثانبي مبن مصبادر التفسبير التبي اعتمبد عليهبا فهبو السبنة النبويبة لن‬

‫الرسببول عليببه الصببلة والسببلم هببو المبلغ الول على ربببه الذي أنزل عليببه الكتاب‪ ،‬وأمره‬

‫بتبليغبه وبيانبه فقال‪" :‬يبا أيهبا الرسبول بلغ مبا أنزل إليبك مبن رببك وإن لم تفعبل فمبا بلَغبت‬

‫رسبالته وال يعصبمك مبن الناس"(‪ .(1‬فقبد جاءت السبنة النبويبة مؤكدة لمبا ورد فبي القرآن‬

‫ومفصبلة لمبا أجمبل وموضحبة لمبا أشكبل منبه كمبا أنهبا خصبصت مبا ورد منبه على وجبه‬

‫العموم‪ ،‬وقيدت بعض ما أطلق فيه‪.‬‬

‫ومبن أشهبر المفسبرين الذيبن اسبتفاد منهبم أببو حيان – المام أببو جعفبر اببن جريبر‬

‫الطبري والمام الزمخشري الذي تأثر ببه كثيرا والذي توفي سنة (‪ 537‬هب( صاحب تفسير‬

‫الكشاف المشهور‪ ،‬واببن عطيبة الندلسبي المتوفبى سبنة (‪ 546‬هبب( صباحب تفسبير المحرر‬

‫الوجيز‪.‬‬

‫وقد أشاد أبو حيان في مقدمة تفسيره بهذين المفسرين‪ ،‬وذكر بأنهما إمامان من أئمة‬

‫التفسبير واللغبة والنحبو‪ ،‬وفارسبان مبن فرسبان الفصباحة والبيان‪ ،‬كمبا أشار إلى أن الكشاف‬

‫والمحرر الوجيز من أجل ما صنف في علم التفسير(‪.(2‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬سورة المائدة – الية ‪.67‬‬

‫‪22‬‬
‫(‪)2‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة‪ 9 :‬و ‪.10‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل‬
‫الثاني‬
‫منهج أبي حيان‬
‫في التفسير‬
‫اللغوي والنحوي‬
‫والبياني من‬
‫خلل سورة طه‬

‫‪24‬‬
‫المبحــث الول‪ :‬منهجــه اللغوي والنحوي والبيانــي‬
‫في التفسير‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬منهجه اللغوي‪.‬‬
‫يرى أببو حيان أن المشتغبل بعلم التفسببير‪ ،‬ل ببد له مبن المعرفبة بعلوم العربيبة‪ ،‬إذ ل‬

‫غنى عنها‪ ،‬لن بها يتم تحصيل معاني الحروف والسماء والفعال‪ ،‬التي ل يفهم المقصود‬

‫من كلم ال تعالى وألفاظه إل بمعرفتها والطلع عليها‪ ،‬وقد صرح بهذا في مقدمة تفسيره‬

‫فقال‪" :‬النظبر فبي تفسبير كتاب ال مبن وجوه‪ :‬الوجبه الول‪ :‬علم اللغبة اسبما وفعل وحرفبا‪،‬‬

‫الحروف لقلتهببا تكلم على معانيهببا النحاة فيؤخببذ ذلك مببن كتبهببم‪ ،‬وأمببا السببماء والفعال‬

‫فيؤخذ ذلك من كتب اللغة‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬معرفة الحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها‪ ،‬ومن جهة تركيبها‪،‬‬

‫ويؤخذ ذلك من علم النحو(‪.(1‬‬

‫ومما تقدم فإننا نجد أبا حيان يولي اللغة والنحو – في التفسير – عناية فائقة‪ ،‬وأهمية‬

‫بالغبة‪ ،‬كأداة ينبغبي أن تتوفبر فبي المفسبر إذا هبو أقدم على هذه المهمبة الصبعبة‪ ،‬ولذلك فإننبا‬

‫نلحظبه يعزو كثيرا ممبا وقبع فيبه المفسبرون مبن الخطاء لعدم تعمقهبم فبي اللغبة والنحبو‪،‬‬

‫وجهلهم بأساليب العرب(‪ ،(2‬وقد عمد أبو حيان أحيانا إلى الستشهاد بالشعر في بيان بعض‬

‫معاني اللفاظ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬يقول في شرح كلمة "قاع" في قوله تعال في سورة طه‪" :‬فيذرها قاعا‬
‫صفصفا"(‪.(3‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة‪.3 :‬‬
‫(‪)2‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة‪.6 :‬‬
‫(‪)3‬سورة طه – الية ‪.106‬‬

‫‪25‬‬
‫القاع قال ابببببن العرابببببي الرض الملسبببباء ل نبات فيهببببا ول بناء وقال الجوهري‬

‫المستوي من الرض ومنه قول ضرار بن الخطاب‪:‬‬

‫فقعة القاع في أكف الماء‬ ‫ليكونن بالبطاح قريش‬

‫والجمبع أقوع وأقواع وقيعان‪ .‬وحكبى مكبي أن القاع فبي اللغبة المكان المنكشبف‪ .‬وقال‬

‫بعض أهل اللغة القاع مستنفع الماء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منهجه النحوي‪.‬‬


‫لقبد أفاض أببو حيان فبي المسبائل النحويبة حتبى امتل تفسبيره بهبا‪ ،‬فكان يذكبر أوجبه‬

‫العراب للفبظ القرآنبي مبع توجيههبا على المعانبي‪ ،‬ثبم يتعرض لراء النحوييبن البصبريين‬

‫والكوفييبن وغيرهبم‪ ،‬ويناقشهبا مناقشبة علميبة تببرز مبن خللهبا دقتبه وبراعتبه فبي اختيار‬

‫وجوه العراب التي تعتمد القواعد الصحيحة المتفق عليها عند جمهور النحاة وما ورد في‬

‫أشعار العرب‪ ،‬ورد الوجوه الضعيفة مبينا أسباب الضعف فيها مستندا في ذلك إلى القواعد‬

‫النحوية‪ ،‬وما يحفظ من الشعر العربي(‪.(1‬‬

‫ومببن أمثلة ذلك عنببد تفسببير قوله تعالى فببي سببورة طببه‪" :‬لنريـك مـن آياتنـا‬
‫( ‪(2‬‬
‫الكبرى"‬
‫يقول أبو حيان‪:‬‬

‫واللم في لنريك قال الحوفى متعلقة باضمم ويجوز أن تتعلق بتخرج‪ ،‬وقال أبو البقاء‬

‫تتعلق بهذا المحذوف يعنبي المقدر جعلناهبا أو آتيناك ويجوز أن تتعلق بمبا دل عليبه آيبة أي‬

‫دللنا بها لنريك‪ ،‬وقال الزمخشري لنريك أي خذ هذه الية أيضا بعد قلب العبببصاحية لنببريك‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬مدرسة التفسير في الندلس لمصطفى إبراهيم المشيني – الطبعة الولى – الصفحة ‪.436‬‬
‫(‪)2‬سورة طه – الية ‪.23‬‬

‫‪26‬‬
‫بهاتيبن اليتيبن بعبض آياتنبا الكببرى أو لنريبك بهمبا الكببرى مبن آياتنبا أو لنريبك مبن آياتنبا‬

‫الكببرى فعلنبا ذلك ونعنبي أنبه أجاز أن يكون مفعول لنريبك الثانبي الكببرى أو يكون مبن آياتنبا‬

‫فبي موضبع المفعول الثانبي وتكون الكببرى صبفة لياتنبا على حبد السبماء الحسبنى وآرب‬

‫أخرى بجريان مثبل هذا الجمبع مجرى الواحدة المؤنثبة وأجاز هذيبن الوجهيبن مبن العراب‬

‫الحوفى وابن عطية وأبو البقاء الذي نختاره أن يكون من آياتنا في موضع المفعول الثاني‬

‫والكببرى صبفة لياتنبا لنبه يلزم مبن ذلك أن تكون آياتبه تعالى كلهبا هبي الكببر لن مبا كان‬

‫بعبض اليات الكببر صبدق عليبه أنبه الكببرى وإذا جعلت الكببرى مفعول فل يمكبن أن يكون‬

‫صبفة للعصبا واليبد معبا لنهمبا كان يلزم التثنيبة فبي وصبفيهما فكان يكون التركيبب الكببريين‬

‫ول يمكن أن يخص أحدهما لن كل منهما فيها معنى التفضيبل ويبعد ما قال الحسن من أن‬

‫اليبد أعظبم فبي العجاز مبن العصبا لنبه ذكبر عقيبب اليبد لنريبك مبن آياتنبا الكببرى لنبه جعبل‬

‫الكبرى مفعول ثانيا لنريك‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬منهجه البياني‪.‬‬

‫جعبل أببو حيان علم البلغبة مبن العلوم التبي يحتاجهبا المفسبر فبي التفسبير‪ ،‬لن بهذا‬

‫يسبتطيع المفسبر معرفبة حسبن التراكيبب وإدراك فصباحتها‪ ،‬وتحسبس مواطبن الجمال فيهبا‪،‬‬

‫وبهذا صرح في مقدمة تفسيره فقال‪( :‬الوجه الثالث‪ :‬كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح‬

‫ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع‪ ،‬وقد صنف الناس في ذلك تصانيف كثيرة((‪.(1‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪ (1‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة‪.6 :‬‬

‫‪27‬‬
‫ويذهبب أببو حيان إلى تأكيبد هذا المفهوم وتعزيزه‪ ،‬فببين أن علم التفسبير ليبس متوقفبا‬

‫على علم النحببو فقببط‪ ،‬وإنمببا ل بببد مببن المعرفببة بعلم البلغببة وفنون الفصبباحة‪ ،‬ولذلك عزا‬

‫كثيرا ممببا عزف عنبه العلماء مبن التأليببف فببي التفسببير إلى عدم القدرة على التصببرف فبي‬

‫فنون الفصباحة والبلغبة‪ ،‬يقول أببو حيان‪( :‬ولنببين أن علم التفسبير ليبس متوقفبا على علم‬

‫النحببو فقببط كمببا يظنببه بعببض الناس‪ ،‬بببل أكثببر أئمببة العربيببة هبم بمعزل عببن التصببرف فببي‬

‫الفصباحة والتفنبن فبي البلغبة‪ ،‬ولذلك قلت تصبانيفهم فبي علم التفسبير‪ ،‬وقبل أن ترى نحويبا‬

‫بارعا في النظم والنثر‪ ،‬كما قل أن ترى بارعا في الفصاحة يتوغل في علم النحو((‪.(1‬‬

‫ولقببد أوضببح أبببو حيان موقفببه هذا مببن علم البلغببة أثناء حديثببه عببن منهجببه فببي‬

‫التفسبير‪ ،‬الذي حدد معالمبه فبي مطلع كتاببه – البحبر المحيبط – فقال‪( :‬ثبم أختتبم الكلم فبي‬
‫(‬
‫جملة من اليات التي فسرتها إفرادا وتركيبا بما ذكر فيها من علم البيان والبديع ملخصا(‬

‫‪.(2‬‬

‫مثال‪ :‬يقول أبببو حيان فببي تفسببير قوله تعالى فببي سببورة طببه‪" :‬إن لك أن ل تجوع‬

‫فيهـا ول تعرى وأنـك ل تضمـأ فيهـا ول تضحـى"(‪ (3‬لمببا كان الشبببع‬

‫والري والكسبوة والسبكن هبي المور الضروريبة للنسبان‪ ،‬اقتصبر عببلبيها لكونهبا كافيبة له‬

‫وما أحسن للمقابلة في هذه الربعة فقابل الجوع بخلو البطن والتعري بخلو الظاهر والضمأ‬

‫بإحراق الباطبن والضحبو بإحراق الظاهبر فقاببل الخلو بالخلو والحراق بالحراق وأورد ذلك‬

‫مورد النفي(‪.(4‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة‪.9 :‬‬
‫(‪)2‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة‪.5 :‬‬
‫(‪)3‬سورة طه – الية ‪.118‬‬
‫(‪)4‬تفسير أبو حيان – البحر المحيط – الجزء ‪ – 8‬الصفحة ‪.282‬‬

‫‪28‬‬
‫مثال آخببر‪ :‬ويقول فببي تفسببير قوله تعالى‪" :‬قال ل تخافـا إننـي معكمـا‬

‫أسـمع وأرى"(‪ (1‬المعيبة هنبا بالنصبرة والعون أسبمع أقوالكمبا "وأرى" أفعالكمبا وقال‬

‫ابن عباس أسمع جوابه لكما وأرى ما يفعل بكما وهما كناية عن العلم‪.‬‬

‫المبحـــث الثانـــي ‪ :‬منهجـــه فـــي توجيـــه وترجيـــح‬


‫القراءات و في الهتمام بالحكام الفقهية‬
‫وموقفه من الروايات السرائيلية‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬منهــــج أبــــي حيان فــــي ترجيــــح‬
‫القراءات‪.‬‬
‫لقد ركز أبو حيان على علم القراءات كأداة يحتاجها المفسر في تفسيره‪ ،‬وركيزة يقوم‬

‫عليها تفسير كتاب ال عز وجل‪ ،‬لظهار معانيه العظيمة وما يشتمل عليه من دقيق اللفاظ‬

‫وتناسبببها‪ ،‬فقال فببي مقدمببة تفسببيره‪( :‬الوجببه السببابع‪ :‬اختلف اللفاظ بزيادة أو نقببص أو‬

‫تغييببر حركببة‪ ،‬أو إتيان لفببظ بدل لفببظ‪ ،‬وذلك بتواتببر وآحاد‪ ،‬ويؤخببذ هذا الوجببه مببن علم‬

‫القراءات((‪.(2‬‬

‫لذلك فإننا نجد أبا حيان – إلى جانب اهتمامه بالعلوم الخرى في التفسير – يصب جل‬

‫اهتمامه على القراءات للستفادة منها في تفسير كتاب ال العزيز‪ ،‬ففي مجال الستفادة من‬

‫القراءات المتواترة فقبد اعتمدهبا أببو حيان فبي تفسبيره ليات كتاب ال عبز وجبل وأشار إلى‬

‫صحتها‪ ،‬من غير أن يرجح بعضها على بعض‪ ،‬إذ أنه يعتبرها في درجة واحدة‪ ،‬صدرت عن‬

‫الذي نطق به في موضوع واحد‪.‬‬ ‫فل وجه للترجيح بين كلم الرسول‬ ‫النبي‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬سورة طه – الية ‪.46‬‬
‫(‪)2‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء ‪ – 1‬الصفحة ‪.7‬‬

‫‪29‬‬
‫ولذا فإننا نجد أبا حيان ينتقد المفسرين الذين رجحوا القراءات المتواترة على بعضها‬

‫فقال‪( :‬وهذا الترجيببح الذي يذكره المفسببرون بيببن القراءتيببن ل ينبغببي‪ ،‬لن هذه القراءات‬

‫‪ ،‬ولكل منها وجه ظاهر حسن في العربية‪،‬‬ ‫كلها صحيحة ومروية وثابتة عن رسول ال‬

‫فل يمكن ترجيح قراءة على قراءة((‪.(1‬‬

‫وأما ما يتعلق بالقراءات الشاذة فقد أوردها في تفسيره ووقف منها موقفين‪:‬‬

‫الول‪ :‬يتجلى فبي ذكره للقراءات الشاذة مبع التنويبه بذلك‪ ،‬غيبر أنبه يوجههبا لموافقبة‬

‫قراءة الجمهور من حيث المعنى فقط‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ذكره للقراءات الشاذة وتضعيفها وإسقاطها‪.‬‬


‫(‬
‫مثال‪ :‬عند تفسيره لقوله تعالى في سورة طه‪" :‬وأهش بها على غنمي"‬
‫‪ (2‬يقول أبو حيان‪:‬‬
‫وقرأ الجمهور وأهببش بضببم الهاء والشيببن المعجمببة والنخعببى بكسببرها كذاذ كببر أبببو‬

‫الفضبل الرازي واببن عطيبة وهبي بمعنبى المضمومبة الهاء والمفعول محذوف وهبو الورق‪،‬‬

‫قال أبببو الفضببل ويحتمببل ذلك أن يكون مببن هببش يهببش هشاشببة إذا مال أي أميببل بهببا على‬

‫غنمى بما أصلحها من السوق وتكسير العلف ونحوهما يقال منه هش الورق والكل والنبات‬

‫إذا جف ولن انتهى‪ ،‬وقرأ الحسن وعكرمة وأهس بضم الهاء والسين غير معجمة والهس‬

‫السبوق ومبن ذلك الهبس والهسباس غيبر معجمبة فبي الصبفات ونقبل اببن خالويبه عبن النخعبى‬

‫أنبه قرأ وأهبس بضبم الهمزة مبن أهبس رباعيبا وذكبر صباحب اللوامبح عبن عكرمبة ومجاهبد‬

‫وأهبش بضبم الهاء وتخفيبف الشيبن قال ول أعرف وجهبه إل أن يكون بمعنبى العامبة لكبن فبر‬

‫مببن قراءتبه مببن التضعببيف لن الشببيبن فيه تفش فاستثقل الجمع بين التضعيف والتفشي‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)1‬أبو حيان – البحر المحيط – الجزء ‪ – 2‬الصفحة ‪.265‬‬

‫‪30‬‬
‫(‪)2‬سورة طه – الية ‪.18‬‬
‫فيكون كتخفيببف ظلت ونحوه وذكببر الزمخشري عببن النخعببى أنببه قرأ وأهببش بضببم الهمزة‬

‫والشيببن المعجمببة مببن أهببش رباعيببا قال وكلهمببا مببن هببش الخبببز يهببش أذا كان يتكسببر‬

‫لهشاشته‪.‬‬

‫المطلب الثانــي‪ :‬موقــف أبــي حيان مــن الروايات‬


‫السرائيلية‪.‬‬
‫أدرك أبو حيان كغيره من المفسرين – الذين احتاطوا في رواية القصص السرائيلي–‬

‫خطبر هذه الروايات‪ ،‬التبي ل تقوم على سبند صبحيح – ولم يوافقهبا نبص مبن الكتاب ول مبن‬

‫السبنة‪ ،‬فسبلك فبي تفسبيره المسبمى – البحبر المحيبط – مسبلكا عنبي فيبه بالتنببيه على الكثيبر‬

‫منهبا‪ ،‬والشارة إلى ضعفهبا وفسبادها وحذر القارئ مبن الغترار بهبا وتصبديقها‪ ،‬ودعبا إلى‬

‫تركها‪.‬‬

‫وقبد صببرح بذلك فبي مقدمبة تفسببيره فقال‪" :‬إن الحكايات التبي ل تناسبب والتواريببخ‬

‫السرائيلية ل ينبغي ذكرها في علم التفسير"(‪.(1‬‬

‫لذلك فإننا نجد أبا حيان في مواضع كثيرة من تفسيره يضرب صفحا عنها‪ ،‬مشيرا إلى‬

‫بطلنهببا‪ ،‬على أنببه كان يذكرهببا أحيانببا بإيجاز‪ ،‬ومببن ثببم يتصببدى لهببا بالرد مظهرا زيفهببا‪،‬‬

‫مشيرا إلى مبا تقوم عليبه مبن خرافات وأباطيبل ل تتفبق مبع العقبل السبليم والنظبر السبديد‪،‬‬

‫فضل عن أنها تتنافى مع عصمة النبياء‪.‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬

‫‪31‬‬
‫(‪)1‬ابو حيان – البحر المحيط – الجزء ‪ – 1‬الصفحة ‪.5‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اهتمام أبــــــــــــي حيان بالحكام‬
‫الفقهية‪.‬‬
‫لم يهمببل أبببو حيان جانببب الهتمام بالحكام الفقهيببة فببي تفسببيره المسببمى – البحببر‬

‫المحيط – وإنما تعرض لها بالذكر والتوجيه‪ ،‬غير أن عنايته هذه لم تبلغ في درجتها عناية‬

‫أسبلفه مبن المفسبرين الندلسبيين كاببن العرببي والقرطببي فبي هذا المجال‪ ،‬كمبا أنبه لم يعبن‬

‫بذكر أدلة الحكام الفقهية ومناقشتها وردها وترجيحها‪ ،‬وإن كان ينوه بذلك أحيانا‪ ،‬بل كان‬

‫يكتفببي بذكببر أوجببه خلف الفقهاء مببن السببلف والخلف ممببن تقدمببه‪ ،‬محيل القارئ لينظببر‬

‫أدلتها وحججها في كتب الفقه‪.‬‬

‫ولقببد أشار أبببو حيان فببي مقدمببة كتابببه – البحبر المحيبط – إلى موقفببه هذا فببي جملة‬

‫حديثبه عبن منهجبه فبي التفسبير فقال‪ ...( :‬ناقل أقاويبل الفقهاء الربعبة وغيرهبم فبي الحكام‬

‫الشرعية فيما يتعلق باللفظ محيل على الدلئل التي في كتب الفقه((‪.(1‬‬

‫ولدى البحث في تفسير أبي حيان يلحظ أنه التزم بموقفه هذا الذي حدده لنفسه فسلك‬

‫طريقا واحدا يتلخص في ذكره للحكام الشرعية واختلفات الفقهاء فيها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫(‪)2‬ابو حيان – البحر المحيط – الجزء ‪ – 1‬الصفحة ‪.5‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫وختامبا أدعبو ال أن أكون قبد وفقبت فبي إعطاء نظرة بسبيطة عبن هذا المفسبر الكببير الذي أجمبع‬

‫العلماء الذين ترجموا له أنه كان نحوي عصره ومفسره ولغويه ومحدثه ومقرئه وأديبه‪ ،‬وذلك من خلل‬

‫مبا قدمتبه حول منهجبه فبي تفسبيره الكببير المسبمى البحبر المحيبط‪ ،‬وقبد خلصبت بعبد هذا الجهبد المتواضبع‬

‫إلى ما يلي‪:‬‬

‫التفسير اللغوي عند أبي حيان‪:‬‬

‫اعتنبى أببو حيان عنايبة بالغبة باللغبة والنحبو والصبرف‪ .‬حتبى أنبك تكاد تخرج بنتيجبة مقتضاهبا أن‬

‫كتاببه المسبمى البحبر المحيبط قلمبا يغادر لفظبا مبن ألفاظ اليات الكريمبة إل ويببين معانيبه اللغويبة وعلله‬

‫الصرفية وأوجهه العرابية ول عجي في ذلك إذ أن ثقافة أبي حيان اللغوية والنحوية الواسعة التي شهد‬

‫له بهببا العلماء‪ ،‬هببي التببي أضفببت على تفسببيره هذا الطابببع الذي تميببز بببه عببن غيره مببن المفسببرين‬

‫الندلسيين‪.‬‬

‫التفسير النحوي عند أبي حيان‪:‬‬

‫اهتبم أببو حيان بالنحبو والعراب كأسباس فبي تفسبيره لليات الكريمبة حتبى امتل تفسبيره – البحبر‬

‫المحيط – بها إذ يذكر أوجه العراب لللفاظ القرآنية مع توجيهها على المعاني‪ ،‬ثم يقدم آراء النحويين‬

‫البصريين والكوفيين وغيرهم ويناقشها مناقشة علمية‪.‬‬

‫التفسير البياني عند أبي حيان‪:‬‬

‫يذهبب أببو حيان فبي هذا الباب إلى بيان أن علم التفسبير ليبس متوقفبا على علم النحبو فقبط وإنمبا ل‬

‫ببد للمشتغبل بعلم التفسبير مبن المعرفبة بعلم البلغبة وفنون الفصباحة كبي يسبتطيع معرفبة حسبن التراكيبب‬

‫وإدراك فصاحتها وتحسس مواطن الجمال فيها‪.‬‬

‫موقف أبو حيان من القراءات المتواترة والشاذة‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫اهتبم أببو حيان بالقراءات وذلك للسبتفادة منهبا فبي تفسبير كتاب ال عبز وجبل حيبث اعتمبد على‬

‫القراءات المتواترة وأشار إلى صبحتها مبن غيبر أن يرجبح بعضهبا على بعبض‪ ،‬أمبا مبا يتعلق بالقراءات‬

‫الشاذة فقد أوردها في تفسيره ووقف منها موقفين‪:‬‬

‫•ذكرها وتوجيهها لموافقة قراءة الجمهور من حيث المعنى فقط‪.‬‬

‫•ذكرها مع تضعيفها وإسقاطها‪.‬‬

‫أمبا على المسبتوى الشخصبي فإن هذا البحبث المتواضبع يشكبل إضافبة قيمبة وهامبة إلى رصبيدي‬

‫المعرفي وخبرتي المتواضعة وذلك من خلل اطلعي على مجموعة من المراجع والكتب النفسية وكيفية‬

‫التعامبل مبع المعلومات المسبتقاة منهبا جمعبا وتنظيمبا وتوثيقبا كمبا أنبه ترك عظيبم الثبر فبي نفسبي كونبه‬

‫يتناول بالدراسة كتاب ال العزيز‪ ،‬كلية الشريعة وعمدة الملة ونور البصار والبصائر المسلمة‪.‬‬

‫فالحمبد ل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعبل له عوجبا‪ ،‬كتاب أنزله ال لخراج البشريبة مبن‬

‫ظلمات الجهبل والجاهليبة إلى نور الهدايبة والمعرفبة‪ ،‬فكان مأدببة إلهيبة أنعبم ال بهبا على عباده‪ ،‬وتفضبل‬

‫بهببا على خلقببه‪ ،‬لتكون زاده فببي مبدئهببم ومعادهببم‪ ،‬وصببدق ال العظيببم حيببن يقول‪" :‬وننزل مـن‬

‫القرآن ما هو شفاء ورحمة للمسلمين" (السراء – الية ‪.(82 -‬‬

‫وخير ما نختم به الدعاء لرب النام‪:‬‬

‫اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة‬


‫اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلوته‬
‫آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين‪.‬‬
‫وسلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫‪‬المراجع المعتمدة‬
‫•"القرآن الكريم" برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫•صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫•التفسير الكبير المسمى "البحر المحيط" لبي حيان‪ .‬المجلد الول‪ ،‬مكتبة ومطابع النصر‬

‫الحديثة‪ .‬الرياض – المملكة العربية السعودية ‪-‬‬

‫•التفسير الكبير المسمى "البحر المحيط" لبي حيان‪ .‬المجلد الثاني‪،‬‬

‫•تفسير النهر الماد من البحر المحيط لبي حيان – المجلد الول – مؤسسة الكتب للطباعة‬

‫والنشببر والتوزيببع – بيروت – لبنان ‪ .-‬ودار الجنان للطبببع والنشببر والتوزيببع بيروت –‬

‫لبنان‪ .‬الطبعة الولى ‪1407‬هب‬

‫•صببفوة التفاسببير لمحمببد علي الصببابوني – المجلد الثانببي – دار الفكببر للطباعببة والنشببر‬

‫والتوزيع‪.‬‬

‫•مدرسبة التفسبير فبي الندلس لمصبطفى إبراهيبم المشينبي‪ ،‬مؤسبسة الرسبالة – الطبعبة‬

‫الولى ‪1406‬هب‪.‬‬

‫•نفبح الطيبب مبن غصبن الندلس الرطيبب للمقري التلمسباني – المجلد الثانبي – تحقيبق‬

‫إحسان عباس دار صادر بيروت – لبنان‪.‬‬

‫•شذرات الذهبب فبي اخبار مبن ذهبب – لببي الفلح عببد الحبي ببن العماد الحنبلي – المجلد‬

‫الثالث – الجزء السادس المكتبة التجارية للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان‪.‬‬

‫•ظهر السلم – لحمد أمين – المجلد الثاني‪.‬‬

‫•الداودي – طبقات المفسرين – الجزء الول الصفحة ‪.116‬‬

‫فهرس‬
‫إهداء‬
‫‪03‬‬

‫‪35‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪04‬‬
‫الول‪ :‬التعريبببببببببببف بأببببببببببببي حيان وبمنهجبببببببببببه فبببببببببببي التفسبببببببببببير‬ ‫الفصـــــل‬
‫‪07‬‬
‫الول‪ :‬إسببببببببببببببمه ونسبببببببببببببببه وتفقهببببببببببببببه فببببببببببببببي الديببببببببببببببن‬ ‫المبحــــــث‬
‫‪08‬‬
‫الول‪ :‬نسبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه ونسبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببته‬ ‫المطلب‬
‫‪08‬‬
‫الثانــــــــــــي‪ :‬تفقهبببببببببببببببببببببببببه فبببببببببببببببببببببببببي الديبببببببببببببببببببببببببن‬ ‫المطلب‬
‫‪09‬‬
‫الثالث‪ :‬وفاتب بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه‬ ‫المطلب‬
‫‪12‬‬
‫الرابـــــــــــــــــــــــــع‪ :‬مصب ببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببنفاته‬ ‫المطلب‬
‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعريبف بمنهبج أببي حيان وبالمصبادر التبي اعتمبد عليهبا فبي التفسبير مببن خلل‬
‫سببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببورة "طببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه"‬
‫‪18‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التعريبببببببببببببببببببببببببببببف بسبببببببببببببببببببببببببببببورة "طبببببببببببببببببببببببببببببه"‬
‫‪18‬‬
‫المطلب الثانــــــــي‪ :‬طريقببببببببببببببببة أبببببببببببببببببي حيان فببببببببببببببببي التفسببببببببببببببببير‬
‫‪19‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المصببببببادر التببببببي اعتمببببببد عليهببببببا فببببببي تفسببببببيره البحببببببر المحيببببببط‬
‫‪21‬‬
‫الف صل الثا ني‪ :‬منهبج أببي حيان فبي التفسبير اللغوي والنحوي والبيانبي مبن خلل سبورة "طبه"‬
‫‪22‬‬
‫المبحــــــث الول‪ :‬مهجببببببببببببه اللغوي والنحوي والبيانببببببببببببي فببببببببببببي التفسببببببببببببير‬
‫‪23‬‬
‫المطلب الول‪ :‬منهجبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه اللغوي‬
‫‪23‬‬
‫المطلب الثانـــــــــــــــــــــــي‪ :‬منهجببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه النحوي‬
‫‪24‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬منهجبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه البيانبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببي‬
‫‪25‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منهجبه فبي توجيبه وترجيبح القراءات وفبببببببي الهتمام بالحكببببببببببام الفقهبببيبة‬
‫وموقفبه مببببببن‬
‫الروايات السببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببرائيلية‬

‫‪27‬‬

‫‪36‬‬
‫الول ‪ :‬منهببببببببببببببببب ج أببببببببببببببببببي حيان فبببببببببببببببببي ترجيبببببببببببببببببح القراءات‬ ‫المطلب‬
‫‪27‬‬
‫الثانـــــــــــي‪ :‬اهتمام أببببببببببببببببببببببببي حيان بالحكام الفقهيبببببببببببببببببببببببة‬ ‫المطلب‬
‫‪29‬‬
‫الثالث‪ :‬موقبببببببببببببببف أببببببببببببببببي حيان مبببببببببببببببن الروايات السبببببببببببببببرائيلية‬ ‫المطلب‬
‫‪30‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪31‬‬
‫المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع المعتمدة‪:‬‬
‫‪33‬‬
‫فهرس‪:‬‬
‫‪34‬‬

‫‪37‬‬

You might also like