Professional Documents
Culture Documents
المملكة
المغربية
جامعة
القرويين
كلية أصول
الدين
تطوان
بحث لنيل الجازة في أصول
الدين والتواصل الحضاري
موضوع البحث:
2
إهداء
إلى كل من وقف إلى جانبي وساعدني بفعل أو بكلمة طيبة أو دعاء صادق أو
حتبى بنظرة تشجيبع ودعبم .أهدي هذا البحبث المتواضبع ،وأخبص بالذكبر أحباببا يعود
إليهم الفضل ول المن والفضل كله:
إلى مبن أحببتبه دون أن أرى نور وجهبه الكريبم .نببيي وشفيعبي يوم يفرالمرء
. من أخيه محمد
إلى أبي الذي عانى وكافح من أجل تربيتي وتعليمي.
إلى أمبي التبي مرضبت لمرضبي وشفيبت لشفائي ،وأرضعتنبي مبع حليبهبا حبب
العلم والمعرفة.
إلى إخوتبي الذيبن عشبت معهبم حلو العيبش ومرَه :فاطمبة – رشيدة – عزيبز –
عادل – بثينة والصغير خالد.
إلى كل من علمني حرفا ،أساتذتي ،حملة العلم وورثة النبياء.
إلى أصببحابي الذيببن أنعببم ال علي برفقتهببم الحميدة ،وخصببوصا صببديقي فببي
الكفاح من أجل العلم الستاذ السعيد الدريوش.
إلى كبل هؤلء أهدي ثمرة هذا الجهبد وأدعبو ال أن يجزيهبم عنبي خيبر الجزاء
وينعم عليهم بمغفرته ورحمته إنه مجيب الدعاء.
ولمبة السبلم أدعبو بالنصبر والتأييبد ،ربنبا انتصبر لنبا كمبا وعدتنبا فإنبك قلت
ويومئذ وكان حقــا علينــا نصــر المؤمنيــن وقولك الحبببق
يفرح المومنون بنصر الله
ربنا فرحنا بنصرك وأيدنا بروح منك.
3
مقدمة:
الحمببد ل رب العالميببن ،خالق الخلق ومدبر الكون ومنزل الذكببر الحكيببم منارا وهدى
إنـا نحـن نزلنـا الذكـر وإنـا له للناس أجمعيبن ،وهبو القائل فبي كتاببه العزيبز
( والصببلة والسببلم التمان الكملن على رسببوله الميببن محمببد خاتببم (1
لحافظون
النبببياء والمرسببلين والمكلف بالبلغ والتبببيين مصببداقا لقوله تعالى :وأنزلنـا إليـك
نبيبا عبن أمتبه ،ورسبول على حسبن أداء رسبالته ،وأن يؤتيبه الوسبيلة والفضيلة ،وأن يبعثبه
إن هذا القرآن يهدي للتــي هــي قال ال تعالى فبببي كتاببببه العزيبببز
وعلمه"( (4عمل بمقتضى اليات الكريمة والحاديث الشريفة الواردة في هذا الباب ،ووعيا
منهبم بأهميبة كتاب ال كأهبم مصبدر للتشريبع السبلمي ،كان مبن الطببيعي أن تكون علوم
القرآن – ومبن بينهبا علم التفسبير أول العلوم التبي عنبي بهبا المسبلمون وقبد بدأ هذا الهتمام
بهذه العلوم فببي مرحلة مبكرة جدا مببن تاريببخ الدولة السببلمية ،إذ جرى الهتمام بجمببع
،وذكببببر مصباحفهم وترتيبب القرآن الكريبم وبيان المرويات عبن جماعبه على عهبد النببي
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1سورة الحجر – الية .9 :
()2سورة النحل – الية.44 :
()3سورة السراء – الية9 :
((4رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عثمان بن عفان رضي ال عنه.
4
رواياتهببم وقراءاتهببم ،ثببم تفرعببت علوم القرآن وتشعبببت ،فجرى الهتمام بأسببباب النزول،
والمتشابه ،وناسخه ومنسوخه ،وأحكامه ،وإعجازه وإعرابه وتفسيره وهو أهمها جميعا.
وفيمبا يخبص علم التفسبير ،فقبد نشأت مدارس متعددة كان لهبا كببير الثبر فبي الهتمام
به وإثرائه ومن بين هذه المدارس مدرسة التفسير بالندلس ،ولما كان موضوع هذا البحث
أحد أعلمها الكبار وهو أبو حيان الغرناطي كان من الضروري أن نقدم نبذة عن ولدة هذه
المدرسة.
إننبا نسبتطيع القول بأن هذا العلم نشبأ مبع تحول أهبل الندلس إلى السبلم الذي يسبتمد
قواعده وأصوله ،وتنظيماته وعلومه ،من القرآن الكريم ،فكان الناس بحاجة ماسة إلى فهم
آياته والوقوف على معانيه ،وكان المسجد هو المدرسة التي انطلق منها هذا العلم جنبا إلى
جنبب مبع غيره مبن العلوم السبلمية ،إلى أن جاء القرن الثالث الهجري الذي طالعنبا بولدة
أول علم مببن أعلم المفسببرين فببي الندلس ،أل وهببو بقببي بببن مخلد (ت 276هببب( صبباحب
التفسير الذي يقع في سبعين جزءا كما ذكر أصحاب التراجم الندلسيون( (1وغيرهم(.(2
ثم جاء من بعده مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هب( المفسر القارئ النحوي ،ثم
تبعبه أببو بكبر ببن العرببي (ت 543هبب( ،صباحب كتاب (أحكام القرآن( ،ثبم كانبت ولدة شيبخ
المفسبرين الندلسبيين عبدالحبق ببن عطيبة (ت 546هبب( صباحب كتاب (المحرر الوجيبز( .ثبم
تبعببه المام المفسببر أحمببد بببن أبببي بكببر بببن فرح القرطبببي (ت 671هببب(( (7صبباحب كتاب
(الجامع لحكام القرآن( ثم جاء ابن جزي الكلبي (ت 741هب( صاحب كتاب (التسهيل لعلوم
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1الحميدي – جذوة المقتبس – ص ،351الضبي – بغية الملتمس – ص 469ابن بشكوال – الصلة – قسم 2ص .631
()2الزركلي – العلم – جب 2ص ،33الداودي – طبقات المفسرين – جب 1ص .116
5
التنزيل( – ثم كان ختامهم أبو حيان الغرناطي (ت 745هب( صاحب (البحر المحيط(.
وخلصبة مبا تقدم ،فإن علم التفسبير فبي الندلس نشبأ فبي القرن الثالث الهجري كعلم
بارز من بين العلوم ،ثم نما وترعرع في القرن الخامس الهجري ،ثم بلغ عظمته في القرن
السادس الهجري على يد شيخ التفسير في الندلس ابن عطية ،ثم نضج في القرنين السابع
وقبببد اخترت مبببن خلل بحثبببي المتواضبببع أن أسبببلط الضوء على تفسبببير أببببي حيان
الغرناطي الندلسي من خلل موضوع "منهج أبي حيان في التفسير من خلل سورة طه"
ول يفوتني هنا أشكر الستاذ الفاضل "محمدي الخياطي" الذي اقترح علي هذا الموضوع.
•مقدمة:
:التعريبف بمنهبج أببي حيان وبالمصبادر الذي اعتمبد عليهبا -المبحث الثاني
•الفصل الثاني :منهج أبي حيان في التفسير اللغوي النحوي والبياني من خلل سورة
طه.
7
الفصل
الول
التعريف بأبي
حيان وبمنهجه
في التفسير
8
:اسـمه ونسـبه وتفقهـه فـي الـــمــبــحـث الول
الدين.
:نسبه ونسبته. الــمــطـــلـب الول
هببو عمدة البلغاء والمحققيببن ،وشيببخ النحاة والمفسببرين واللغوييببن ،المام القدوة،
الثبت الحجة أثير الدين أبي عبدال محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الندلسي
الغرناطي الجياني .وقيل أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان
النفزي الثري الغرناطبي( .(1وقيبل أثيبر الديبن أببو حيان الندلسبي الجيانبي( .(2ويبدو أن هذه
النسببة والتسبمية وال أعلم هبي الرجبح والقرب إلى الصبواب حيبث رجحهبا وأكدهبا تلميذه
الثيبر لديبه الصبفدي .والنفبس تميبل إليهبا اعتمادا على تأكيبد هذا التلميبذ لهبا باعتباره كان
ولد رحمبه ال فبي مدينبة مطخشارش مبن أعمال غرناطبة أواخبر شهبر شوال المبارك
سبنة أرببع وخمسبين وسبتمائة للهجرة( .(4أمبا نسببته فهبو بحسبب مبا أشارت إليبه المصبادر
وأكده علماء النسباب فهبو مبن أصبل بربري( (5الرومبة والصبل ،مبن قببيلة نفزة البربريبة
المغربية الشهيرة.
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
( (1نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المجلد الثاني ،الصفحة .535
( (2نفسه ،الصفحة .537
( (3انظر تعريف الصفدي لنسب شيخه المذكور في نفح الطيب الصفحة 537المجلد .2
( (4شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،ص .145
( (5ظهر السلم أحمد أمين ،المجلد الثاني ،الجزء الثالث ،الصفحة .94
المطلب الثاني :تفقهه في الدين.
9
ولد أببو حيان هذا العالم الربانبي الكببير رحمبه ال فبي أسبرة متدينبة شهبد لهبا بالعلم
والديانة ،رسخت في قلبه حب العلوم الشرعية وغيرها منذ نعومة أظافره ،فنشأ رحمه ال
فبي بيئة تعشبق العلم مبع جودة فبي الفهبم ،وقوة فبي الذكاء ،وصببر فبي الخبذ ،فل عجبب إذا
رأيناه يزاحببم بالركببب فببي كثيببر مببن العلوم القران ،فدرس على كثيببر مببن الشيوخ وأجلء
العلماء فبي عصبره حتبى أتقبن كثيرا مبن علوم الشريعبة وصبارت له اليبد الطولى فبي الفنون
العلميببة الخرى الكثيرة ،ول تسببعفنا المصببادر التاريخيببة بمعبببلومات متببى بدأ طلبببه فببي
تحصببيل العلوم ،إل أن المرجببح أن سببعيه فببي طلبهببا كان مبكرا والدليببل على صببحة هذا
الفتراض وقوة هذا الرأي كثرة مصبنفاته ورحلتبه المبكرة في طلب الشيوخ ،وقد تنقبل بعبد
حفظه لكتاب ال العزيز ،في بداية أمره في ديار موطنه الندلس السلمية.
أمبا التفسبير فقبد حظبي باهتمامبه وعنايتبه الفائقبة ،فكثرت دراسبته حوله وعنبه مفسبرا
لياتبه ،مبينبا لحكامبه ،وأسبباب نزوله ،شارحبا لناسبخه ومنسبوخهن ،وقبد ترك فبي تفسبير
كتاب ال سبفرا جليل طار صبيته فبي الفاق ،وسبارت بذكره الركبان ،وقبد درس أببو حيان
رحمبه ال مادة التفسبير على شيوخ الندلس فبي عصبره وزمانبه ،منهبم القاضبي المام أببو
علي عبدالعزيبز ببن الحوص القرشبي والحافبظ أببي الربيبع سبليمان ببن موسبى ببن سبالم
الكلعي( ،(1وعن القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدال النصاري المعروف بابن حبيش،
وعبن القاضبي الحول المتكلم أببو الحسبن محمبد ببن القاضبي الصبولي المتكلم أببي عامبر
((2
يحيى بن عبدالرحمن الشعري
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1التفسير الكبير ،البحر المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .11
((2نفسه.
وتفسبيره الكبير والهام المسبمى بالبحر المحيط .عمدة في التفسبير .وحجة في التبليغ
عن رب العالمين ،وهو أكبر كتبه ومصنفاته ،ويقع في ثمانية أجزاء كبار( ،(1وقد اختصره
10
فبي تفسبير آخبر سبماه "النهبر الماد مبن البحبر المحيبط"( ،(2وقبد فاق بتصبنيفه لهذا السبفر
الجليبل القران ،وذاع صبيته فبي الفاق ،وسبار فبي الدنيبا مسبرى الشمبس فبي الوجود .فل
غرابببة إذا اعترف الكببل بببه ،واقتنببع حكام عصببره مببن ملوك المماليببك فببي الديار المصببرية
بكفاءتبه العلميبة .فأسبندوا له رحمبه ال مهمبة تدريبس التفسبير بالقببة المنصبورية( .(3وكان
ذلك فببي سببنة عشببر وسبببعمائة للهجرة وكان عمره آنذاك سبببع وخمسببون سببنة( .(4وتجدر
الشارة أن تفسبيره هذا صبنفه وهبو فبي مصبر بعبد هذه السبنة بقليبل أو على إثرهبا .وهذا مبا
وإلى جانبب القراءات والتفسبير درس رحمبه ال العلوم الشرعيبة الخرى مبن أصبول
الفقبه والديبن .حيبث درس الولى على شيخبه أببي جعفبر ببن الزبيبر الذي درس عليبه كتبب
الباجبي والغزالي ،ودرس كذلك المادة ذاتهبا على الشيبخ الخطيبب أببي الحسبن ببن فضيلة،
والشيبخ علم الديبن العراقبي ،وشمبس الديبن الصببهاني ،وعلء الديبن الباجبي ،ودرس قليل
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3
((2انظر الشذرات ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .147
()3مدرسبة بناهبا المنصبور قلوون المملوكبي المتوفبى عام 676هبب رتبب فيهبا دروسبا للفقهاء على المذاهبب الربعبة .ودروسبا للحديبث
والتفسير والوغط .تحت إشراف المدرسين والقراء .وتم تزويدها بخزانة كتب .أوقف عليها أوقافا جليلة وأجرى لموظفيها رواتبا.
((4نفسه.
((5نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .542
أما النحو فقد برع فيه وانتهت إليه الرئاسة والمشيخة فيه ( ،(1وقد بدأ التعاطي له أيام
وجوده فبي الندلس حيبث درسبه على الشيبخ اببن مالك جمال الديبن أببو محمبد ببن عبدال
11
الجيانبي( .(2وأخذه عبن أببي الشلوبينبي( ،(3واطلع على كتاب سببويه( ،(4ولمبا قدم مبن بلده
واسبتقر بمصبر لزم حلقبة الشيبخ النحوي البهاء ببن النحاس( .(5وخلفبه فبي تدريبس النحبو،
حتى صار "أمير المؤمنين في النحو ،والشمس السافرة شتاء في يوم الصحو"( (6مع كثرة
(
فبي التصبنيف فيبه .واشتغبل فبي الدب وتعلم على الشيبخ بهاء الديبن الذي لزمبه مدة طويلة
.(7هذا فضل عن علومه في اللغة العربية وغيرها من اللغات الخرى( .(8واهتمامه بتراجم
وهذه العلوم المحصبلة اسبتفادها مبن شيوخبه الكثيريبن الذيبن بلغوا نحوا مبن أربعمائة
وخمسبببين شيخبببا( (10حصبببل منهبببم على الجازات مبببن الندلس والشام والعراق ومصبببر
والحجاز .منهببم أبببو الحسببن بببن ربيببع وابببن أبببي الحوص والقطببب القسببطلني ،والشرف
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1نفبح الطيبب مبن غصبن الندلس الرطيبب ،المقري التلمسباني ،المجلد الثانبي ،الصبفحة .542وانظبر أيضبا انظبر الشذرات ،اببن
العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .145
((2ظهر السلم ،أحمد أمين ،المجلد الثاني ،الجزء الثالث ،الصفحة .94
((3نفسه ،الصفحة .91
((4التفسير الكبير ،البحر المحيط ،أبي حيان ،المجلد الول ،الصفحة .10
()5نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .541
((6نفسه ،الصفحة .537
((7نفسه ،الصفحة .541
((8ظهر السلم ،أحمد أمين ،المجلد الثاني ،الجزء الثالث ،الصفحة .94
()9انظر الشذرات ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .145وانظر أيضا النفح ،المجلد الثاني ،الصفحة ،541وتفسير النهر
الماد من البحر المحيط ،المجلد الول ،الصفحة .2
((10انظر الشذرات ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .145وانظر النفح ،المجلد الثاني ،الصفحة .552
((11شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .145
المطلب الثالث :وفاته.
12
توفي رحمه ال .بمنزله بالقاهرة ،عصر يوم السبت الثامن والعشرين من صفر سنة
خمببس وأربعيببن وسبببعمائة هجريببة( ،(1وصببلي عليببه مببن الغببد ودفببن بمقابر الصببوفية(.(2
وارتجبت دمشبق لموتبه رحمبه ال – وصبلي عليبه فبي جامعهبا صبلة الغائب فبي شهبر ربيبع
الخبر .ورثاه الشعراء وبكوه رثاء حارا وصبادقا .منهبم تلميذه الشيبخ الصبفدي الذي قال فبي
شأنه(.(3
كمبا رثاه غيره .أمبا مداحبه مبن فحول الشعراء ،وأجلء الشيوخ الفضلء فهبم القاضبي
محيبي الديبن ببن عبدالظاهبر ،وشرف الديبن ببن الوحيبد ،ونجبم الديبن إسبحاق ببن ألمبي تركبي
وغيرهم(.(4
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .538
((2نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .538
((3نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .538
((4نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .538
المطلب الرابع :مصنفاته.
أما مصنفاته فكثيرة .وقد شملت مجالت متعددة وهي:
13
مصنفاته في النحو:
-إعراب القرآن :وهو كتيب صغير ل يتجاوز عدد أوراقه 176ورقة .وهو بخط
-غايببة الحسببان فببي الصببرف والنحببو( .(3وقام بتحقيقببه الدكتور الفتلي سببنة
.1985
-المبدع في التصريف(.(4
((5
-منهج السالك في الكلم على ألفية ابن مالك
-التدريب في شرحه(.(7
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3
((2نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .553
((3تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .4
((4شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .147
((5نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .553
((6تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3وانظر الشذرات ،حج ،3ج ،6ص .147
((7الشذرات ،المجلد ،3الجزء ،6الصفحة .147
((8تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .4
((9نفسه ،وانظر كذلك الشذرات ،المجلد ،3الجزء ،6الصفحة .147
((10انظر الشذرات ،الصفحة .147
-التذييل والتكميل في شرح التسهيل في النحو( .(1وهو شرح لتسهيل ابن مالك
رحمه ال.
14
-التذكرة(.(2
-الموفور(.(3
-فضل النحو(.(6
أول :التفسير.
ثانيا :القراءات.
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1انظر الشذرات ،الصفحة .147
((2نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .552
()3و ( (4نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .552
( (5نفسه ،لكنه ورد في الشذرات باسم نحاة الندلس انظر الصفحة 147من المجلد ،3ج .6وانظر كذلك تفسير النهر الماد من البحر
المحيط ،أبو حيان ،المجلد الول ،الصفحة .4
( (6مخطوط في مكتبة برلين ذكره أنخيل خشالت بالنشيا في تاريخ الفكر الندلسي ،الصفحة .189
( (7انظر تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،لبي حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3
((8نفسه ،وانظر كذلك الشذرات لبن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .147
((9تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،لبي حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3وقد نسبه السيوطي رحمه ال له.
((10ورد فبي شذرات الذهبب فبي أخبار مبن ذهبب ،لببن العماد الحنبلي ،المجلد ،3ج ،6صبفحة 147باسبم الحلل الحاليبة فبي أسبانيد
القراءات العالية.
((11نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المجلد ،2الصفحة .552
( (1
-الثير في قراءة ابن كثير
((2
-المورد الغمر في قراءة أبي عمرو
15
( (3
-الروض الباسم في قراءة عاصم
((4
-المزن الهامر في قراءة ابن عامر
((5
-الرمزة في قراءة حمزة
((6
-تقريب النائي في قراءة الكسائي
((7
-غاية المطلوب في قراءة يعقوب
((8
-قصيدة النير الجلي في قراءة زيد بن علي
((9
-عقد الللي في القراءات على وزن الشاطبية وقافيتها
مصنفاته في العربية:
-ارتشاف الضرب مببن لسببان العرب توجببد منببه مخطوطات عديدة فببي كببل مببن مصببر
والعراق( ،(10وقببد أشاد أحببد العلماء الحنابلة بببه وأشار إلى أنببه لم يصببنف فببي العربيببة
((11
مثله
((12
-مختصر له
((13
-التذكرة في العربية في أربع مجلدات
((14
-الرتضاء في الضاد والطاء
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
( ،(5( ،(4( ،(3( ،(2( ،(1نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المجلد ،2الصفحة .552
( (6و( (7و( (8نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المجلد ،2الصفحة .552
( (9شذرات الذهبب فبي أخبار مبن ذهبب ،اببن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السبادس ،ص .147وانظبر النهبر الماد مبن البحبر
المحيط ،المجلد الول ،الصفحة .4
( (10تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،لبي حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3
( (11شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .147
((12نفسه.
((13نفسه ،وانظر تفسير النهر الماد من البحر المحيط ،لبي حيان ،المجلد الول ،الصفحة .3
((14ورد في نفح الطيب للمقري التلمساني ،المجلد ،2الصفحة ،552باسم الرتضاء في الفرق بين الضاء والطاء.
مصنفاته في اللغة:
( (1
-خلصة التبيان في علم البديع والبيان
16
( (2
-كتاب في اللغة التركية سماه الدراك للسان التراك
( (3
-وآخر سماه زهو الملك في نحو الترك
( (4
-وآخر سماه الفعال في لسان التراك
( (5
-كتاب في اللغة الفارسية سماه منطق الخرس في لسان الفرس
( (6
-كتاب في اللغة الحبشية سماه رجز نور الغبش في لسان الحبش
مصنفاته في الفقه:
((7
-الوهاج في اختصار المنهاج للنووي
-فهرست مسموعاتي(.(11
-جزء من حديث(.(13
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1نفسه ،الصفحة .553
((2شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .147
((3نفسه.
((4نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .552
( (6نفسه. ()5نفسه ،الصفحة .553
( (7شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ابن العماد الحنبلي ،المجلد الثالث ،الجزء السادس ،الصفحة .147
( (8نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .553
( )9و ( (10نفسه ،الصفحة 552و .553
( (11نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .552
( (13نفسه. ( (12نفسه.
مصنفاته في التاريخ:
17
-رجز مجتني الهصر في آداب وتواريخ لهل العصر(.(1
مصنفاته في الدب:
مصنفاته في العروض:
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
((1نفسه ،الصفحة ،553وانظر كذلك الشذرات ،المجلد ،3ج ،6ص 147وتفسير النهر الماد من البحر المحيط ،ج ،1ص .4
((2نفح الطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .552
((3نفسه.
((4نفسه.
((5نفسه ،وانظر كذلك الشذرات ،المجلد ،3ج ،6ص 147وتفسير النهر الماد من البحر المحيط ،ج ،1ص .4
((6نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب ،المقري التلمساني ،المجلد الثاني ،الصفحة .253
((7نفسه ،الصفحة .252
18
المبحـــث الثانـــي :التعريـــف بمنهـــج أبـــي حيان
وبالمصـادر التـي اعتمـد عليهـا فـي التفسـير
من خلل سورة "طه".
المطلب الول :التعريف بسورة طه.
سبورة طبه مكيبة وعدد آياتهبا خمبس وثلثون ومائة وهبي تبحبث عبن نفبس الهداف
للسور المكية ،وغرضها تركيز أصول الدين "التوحيد ،والنبوة ،والبعث والنشور"
،فبي شبد أزره ،وتقويبة روحبه، فبي هذه السبورة الكريمبة تظهبر شخصبية الرسبول
حتى ل يتأثر بما يلقى إليه من الكيد والعناد ،والسبتهزاء والتكذيب ،ولرشاده إلى وظيفتبه
السبباسية ،وهببي التبليببغ والتذكيببر ،والنذار والتبشيببر ،وليببس عليببه أن يجبببر الناس على
اليمان.
وتطمينببا لقلبببه الشريببف، عرضببت السببورة لقصببص النبببياء ،تسببلية لرسببول ال
فذكرت بالتفصبيل قصبة "موسبى وهارون" مبع فرعون الطاغيبة الجبار ويكاد يكون معظبم
السبورة فبي الحديبث عنهبا وبالخبص موقبف المناجاة بيبن موسبى ورببه ،وموقبف المبارزة
بينبه وبيبن السبحرة ،وتتجلى فبي ثنايبا تلك القصبة رعايبة ال لموسبى ،نببيه وكليمبه ،وإهلك
وعرضببت السببورة لقصببة آدم بشكببل سببريع خاطببف ،برزت فيببه رحمببة ال لدم بعببد
الخطيئة ،وهدايتببه لذريتبه بإرسبال الرسبل مبشريبن ومنذريبن ،ثبم ترك الخيار لهبم لختيار
19
وفبي ثنايبا السبورة الكريمبة تببرز بعبض مشاهبد القيامبة ،وفبي عبارات يرتجبف لهبا
الكون ،وتهتبببز لهبببا القلوب هلعبببا وجزعبببا ،ويعتري الناس الذهول والسبببكون "وخشعبببت
وعرضبت السبورة ليوم الحشبر الكببر ،حيبث يتبم الحسباب العادل ،ويعود الطائعون إلى
الجنة ،ويذهب العصاة إلى النار ،تصديقا لوعد ال الذي ل يتخلف ،بإثابة المؤمنين وعقاب
المجرمين.
في الصبر وتحمل الذى في سبيل ال وختمت ببعض التوجيهات الربانية للرسول
التسبمية :سميت "سورة طه" وهو اسم من أسمائه الشريفة عليه الصلة والسلم،
تطييببا لقلببه ،وتسبلية لفؤاده عمبا يلقاه مبن صبدود وعناد ،ولهذا ابتدأت السبورة بملطفتبه
((1
بالنداء "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".
يرسم أبو حيان طريقة في تفسير آيات الكتاب الكريم خطوة خطوة – وهي:
أن يبتدئ أول بالكلم على مفردات الية التي يفسرها لفظة لفظة فيما يحتاج إليه من
اللغبة والحكام النحويبة ،التبي لتلك اللفظبة قببل التركيبب ،وإذا كانبت الكلمبة تحتمبل أكثبر مبن
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
( (1صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني ج 2ص .230
20
ثم يشرع في تفسير الية ذاكرا سبب نزولها إذا كان لها سبب ،ومناسبتها لما قبلها،
مبع ذكبر أوجبه القراءات فيهبا ،موجهبا ومرجحبا ،مسبتعينا على ذلك باللغبة العربيبة ،فبي غيبر
ثببم يتعرض بالنقببل لقوال الفقهاء فببي الحكام الشرعيببة ،متعرضببا للخلف مببع ذكببر
الدليبل ،ومبا دل عليبه ظاهبر اللفبظ ،ثبم يعمبد إلى العراب على أحسبن وجبه وأحسبن تركيبب،
ثبم يختتبم الكلم فبي جملة مبن اليات ،التبي فسبرها إفرادا وتركيببا ،بمبا ذكبر فيهبا مبن
صور بلاغية ،متبعا ذلك كله بكلم منثور و يشرح مضمون تلك اليات ملخصا جملها أجمل
تلخيص.
ويتعرض أحيانببا إلى كلم بعبببض الفرق كالصبببوفية ،والمعتزلة ،وذلك للرد والبطال،
لنه يعتبر ذلك هذيانا افتروه على ال ،وتأولوا كلمه بما ل يكاد يخطر بذهن عاقل(.(1
فقد كان رحمه ال بحرا من العلوم و علما يهتدى به في كل فن ،ونورا يستضيء به
كل طالب علم ،فجدير أن يقال في الشعار ،رثاء له ،لن موته أطفأ نبراسا بدد ظلم الجهل.
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1انظر :أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول ،الصفحة.4 :
21
المطلب الثالث :المصــادر التــي اعتمــد عليهــا فــي
تفسيره البحر المحيط:
يعتببر القرآن الكريبم المصبدر الول لتفسبير آياتبه ،إذ أنبه يفسبر بعضبه بعضبا ،فمبا ورد
منه مجمل في موضع فصل وبسط في موضع آخر ،وما ورد منه مبهما في مكان فسر في
مكان آخبر ،وكذا بالنسببة للعموم والطلق ،ولهذا نجبد أببا حيان قبد أوله عنايبة كببرى فبي
أمبا المصبدر الثانبي مبن مصبادر التفسبير التبي اعتمبد عليهبا فهبو السبنة النبويبة لن
الرسببول عليببه الصببلة والسببلم هببو المبلغ الول على ربببه الذي أنزل عليببه الكتاب ،وأمره
بتبليغبه وبيانبه فقال" :يبا أيهبا الرسبول بلغ مبا أنزل إليبك مبن رببك وإن لم تفعبل فمبا بلَغبت
رسبالته وال يعصبمك مبن الناس"( .(1فقبد جاءت السبنة النبويبة مؤكدة لمبا ورد فبي القرآن
ومفصبلة لمبا أجمبل وموضحبة لمبا أشكبل منبه كمبا أنهبا خصبصت مبا ورد منبه على وجبه
ومبن أشهبر المفسبرين الذيبن اسبتفاد منهبم أببو حيان – المام أببو جعفبر اببن جريبر
الطبري والمام الزمخشري الذي تأثر ببه كثيرا والذي توفي سنة ( 537هب( صاحب تفسير
الكشاف المشهور ،واببن عطيبة الندلسبي المتوفبى سبنة ( 546هبب( صباحب تفسبير المحرر
الوجيز.
وقد أشاد أبو حيان في مقدمة تفسيره بهذين المفسرين ،وذكر بأنهما إمامان من أئمة
التفسبير واللغبة والنحبو ،وفارسبان مبن فرسبان الفصباحة والبيان ،كمبا أشار إلى أن الكشاف
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1سورة المائدة – الية .67
22
()2أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة 9 :و .10
23
الفصل
الثاني
منهج أبي حيان
في التفسير
اللغوي والنحوي
والبياني من
خلل سورة طه
24
المبحــث الول :منهجــه اللغوي والنحوي والبيانــي
في التفسير.
المطلب الول :منهجه اللغوي.
يرى أببو حيان أن المشتغبل بعلم التفسببير ،ل ببد له مبن المعرفبة بعلوم العربيبة ،إذ ل
غنى عنها ،لن بها يتم تحصيل معاني الحروف والسماء والفعال ،التي ل يفهم المقصود
من كلم ال تعالى وألفاظه إل بمعرفتها والطلع عليها ،وقد صرح بهذا في مقدمة تفسيره
فقال" :النظبر فبي تفسبير كتاب ال مبن وجوه :الوجبه الول :علم اللغبة اسبما وفعل وحرفبا،
الحروف لقلتهببا تكلم على معانيهببا النحاة فيؤخببذ ذلك مببن كتبهببم ،وأمببا السببماء والفعال
الوجه الثاني :معرفة الحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها ،ومن جهة تركيبها،
ومما تقدم فإننا نجد أبا حيان يولي اللغة والنحو – في التفسير – عناية فائقة ،وأهمية
بالغبة ،كأداة ينبغبي أن تتوفبر فبي المفسبر إذا هبو أقدم على هذه المهمبة الصبعبة ،ولذلك فإننبا
نلحظبه يعزو كثيرا ممبا وقبع فيبه المفسبرون مبن الخطاء لعدم تعمقهبم فبي اللغبة والنحبو،
وجهلهم بأساليب العرب( ،(2وقد عمد أبو حيان أحيانا إلى الستشهاد بالشعر في بيان بعض
معاني اللفاظ.
مثال :يقول في شرح كلمة "قاع" في قوله تعال في سورة طه" :فيذرها قاعا
صفصفا"(.(3
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة.3 :
()2أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة.6 :
()3سورة طه – الية .106
25
القاع قال ابببببن العرابببببي الرض الملسبببباء ل نبات فيهببببا ول بناء وقال الجوهري
والجمبع أقوع وأقواع وقيعان .وحكبى مكبي أن القاع فبي اللغبة المكان المنكشبف .وقال
العراب للفبظ القرآنبي مبع توجيههبا على المعانبي ،ثبم يتعرض لراء النحوييبن البصبريين
والكوفييبن وغيرهبم ،ويناقشهبا مناقشبة علميبة تببرز مبن خللهبا دقتبه وبراعتبه فبي اختيار
وجوه العراب التي تعتمد القواعد الصحيحة المتفق عليها عند جمهور النحاة وما ورد في
أشعار العرب ،ورد الوجوه الضعيفة مبينا أسباب الضعف فيها مستندا في ذلك إلى القواعد
ومببن أمثلة ذلك عنببد تفسببير قوله تعالى فببي سببورة طببه" :لنريـك مـن آياتنـا
( (2
الكبرى"
يقول أبو حيان:
واللم في لنريك قال الحوفى متعلقة باضمم ويجوز أن تتعلق بتخرج ،وقال أبو البقاء
تتعلق بهذا المحذوف يعنبي المقدر جعلناهبا أو آتيناك ويجوز أن تتعلق بمبا دل عليبه آيبة أي
دللنا بها لنريك ،وقال الزمخشري لنريك أي خذ هذه الية أيضا بعد قلب العبببصاحية لنببريك
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1مدرسة التفسير في الندلس لمصطفى إبراهيم المشيني – الطبعة الولى – الصفحة .436
()2سورة طه – الية .23
26
بهاتيبن اليتيبن بعبض آياتنبا الكببرى أو لنريبك بهمبا الكببرى مبن آياتنبا أو لنريبك مبن آياتنبا
الكببرى فعلنبا ذلك ونعنبي أنبه أجاز أن يكون مفعول لنريبك الثانبي الكببرى أو يكون مبن آياتنبا
فبي موضبع المفعول الثانبي وتكون الكببرى صبفة لياتنبا على حبد السبماء الحسبنى وآرب
أخرى بجريان مثبل هذا الجمبع مجرى الواحدة المؤنثبة وأجاز هذيبن الوجهيبن مبن العراب
الحوفى وابن عطية وأبو البقاء الذي نختاره أن يكون من آياتنا في موضع المفعول الثاني
والكببرى صبفة لياتنبا لنبه يلزم مبن ذلك أن تكون آياتبه تعالى كلهبا هبي الكببر لن مبا كان
بعبض اليات الكببر صبدق عليبه أنبه الكببرى وإذا جعلت الكببرى مفعول فل يمكبن أن يكون
صبفة للعصبا واليبد معبا لنهمبا كان يلزم التثنيبة فبي وصبفيهما فكان يكون التركيبب الكببريين
ول يمكن أن يخص أحدهما لن كل منهما فيها معنى التفضيبل ويبعد ما قال الحسن من أن
اليبد أعظبم فبي العجاز مبن العصبا لنبه ذكبر عقيبب اليبد لنريبك مبن آياتنبا الكببرى لنبه جعبل
جعبل أببو حيان علم البلغبة مبن العلوم التبي يحتاجهبا المفسبر فبي التفسبير ،لن بهذا
يسبتطيع المفسبر معرفبة حسبن التراكيبب وإدراك فصباحتها ،وتحسبس مواطبن الجمال فيهبا،
وبهذا صرح في مقدمة تفسيره فقال( :الوجه الثالث :كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح
ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع ،وقد صنف الناس في ذلك تصانيف كثيرة((.(1
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
( (1أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة.6 :
27
ويذهبب أببو حيان إلى تأكيبد هذا المفهوم وتعزيزه ،فببين أن علم التفسبير ليبس متوقفبا
على علم النحببو فقببط ،وإنمببا ل بببد مببن المعرفببة بعلم البلغببة وفنون الفصبباحة ،ولذلك عزا
كثيرا ممببا عزف عنبه العلماء مبن التأليببف فببي التفسببير إلى عدم القدرة على التصببرف فبي
فنون الفصباحة والبلغبة ،يقول أببو حيان( :ولنببين أن علم التفسبير ليبس متوقفبا على علم
النحببو فقببط كمببا يظنببه بعببض الناس ،بببل أكثببر أئمببة العربيببة هبم بمعزل عببن التصببرف فببي
الفصباحة والتفنبن فبي البلغبة ،ولذلك قلت تصبانيفهم فبي علم التفسبير ،وقبل أن ترى نحويبا
بارعا في النظم والنثر ،كما قل أن ترى بارعا في الفصاحة يتوغل في علم النحو((.(1
ولقببد أوضببح أبببو حيان موقفببه هذا مببن علم البلغببة أثناء حديثببه عببن منهجببه فببي
التفسبير ،الذي حدد معالمبه فبي مطلع كتاببه – البحبر المحيبط – فقال( :ثبم أختتبم الكلم فبي
(
جملة من اليات التي فسرتها إفرادا وتركيبا بما ذكر فيها من علم البيان والبديع ملخصا(
.(2
مثال :يقول أبببو حيان فببي تفسببير قوله تعالى فببي سببورة طببه" :إن لك أن ل تجوع
والري والكسبوة والسبكن هبي المور الضروريبة للنسبان ،اقتصبر عببلبيها لكونهبا كافيبة له
وما أحسن للمقابلة في هذه الربعة فقابل الجوع بخلو البطن والتعري بخلو الظاهر والضمأ
بإحراق الباطبن والضحبو بإحراق الظاهبر فقاببل الخلو بالخلو والحراق بالحراق وأورد ذلك
مورد النفي(.(4
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة.9 :
()2أبو حيان – البحر المحيط – الجزء الول – الصفحة.5 :
()3سورة طه – الية .118
()4تفسير أبو حيان – البحر المحيط – الجزء – 8الصفحة .282
28
مثال آخببر :ويقول فببي تفسببير قوله تعالى" :قال ل تخافـا إننـي معكمـا
أسـمع وأرى"( (1المعيبة هنبا بالنصبرة والعون أسبمع أقوالكمبا "وأرى" أفعالكمبا وقال
ابن عباس أسمع جوابه لكما وأرى ما يفعل بكما وهما كناية عن العلم.
عليها تفسير كتاب ال عز وجل ،لظهار معانيه العظيمة وما يشتمل عليه من دقيق اللفاظ
وتناسبببها ،فقال فببي مقدمببة تفسببيره( :الوجببه السببابع :اختلف اللفاظ بزيادة أو نقببص أو
تغييببر حركببة ،أو إتيان لفببظ بدل لفببظ ،وذلك بتواتببر وآحاد ،ويؤخببذ هذا الوجببه مببن علم
القراءات((.(2
لذلك فإننا نجد أبا حيان – إلى جانب اهتمامه بالعلوم الخرى في التفسير – يصب جل
اهتمامه على القراءات للستفادة منها في تفسير كتاب ال العزيز ،ففي مجال الستفادة من
القراءات المتواترة فقبد اعتمدهبا أببو حيان فبي تفسبيره ليات كتاب ال عبز وجبل وأشار إلى
صحتها ،من غير أن يرجح بعضها على بعض ،إذ أنه يعتبرها في درجة واحدة ،صدرت عن
الذي نطق به في موضوع واحد. فل وجه للترجيح بين كلم الرسول النبي
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1سورة طه – الية .46
()2أبو حيان – البحر المحيط – الجزء – 1الصفحة .7
29
ولذا فإننا نجد أبا حيان ينتقد المفسرين الذين رجحوا القراءات المتواترة على بعضها
فقال( :وهذا الترجيببح الذي يذكره المفسببرون بيببن القراءتيببن ل ينبغببي ،لن هذه القراءات
،ولكل منها وجه ظاهر حسن في العربية، كلها صحيحة ومروية وثابتة عن رسول ال
وأما ما يتعلق بالقراءات الشاذة فقد أوردها في تفسيره ووقف منها موقفين:
الول :يتجلى فبي ذكره للقراءات الشاذة مبع التنويبه بذلك ،غيبر أنبه يوجههبا لموافقبة
الفضبل الرازي واببن عطيبة وهبي بمعنبى المضمومبة الهاء والمفعول محذوف وهبو الورق،
قال أبببو الفضببل ويحتمببل ذلك أن يكون مببن هببش يهببش هشاشببة إذا مال أي أميببل بهببا على
غنمى بما أصلحها من السوق وتكسير العلف ونحوهما يقال منه هش الورق والكل والنبات
إذا جف ولن انتهى ،وقرأ الحسن وعكرمة وأهس بضم الهاء والسين غير معجمة والهس
السبوق ومبن ذلك الهبس والهسباس غيبر معجمبة فبي الصبفات ونقبل اببن خالويبه عبن النخعبى
أنبه قرأ وأهبس بضبم الهمزة مبن أهبس رباعيبا وذكبر صباحب اللوامبح عبن عكرمبة ومجاهبد
وأهبش بضبم الهاء وتخفيبف الشيبن قال ول أعرف وجهبه إل أن يكون بمعنبى العامبة لكبن فبر
مببن قراءتبه مببن التضعببيف لن الشببيبن فيه تفش فاستثقل الجمع بين التضعيف والتفشي
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()1أبو حيان – البحر المحيط – الجزء – 2الصفحة .265
30
()2سورة طه – الية .18
فيكون كتخفيببف ظلت ونحوه وذكببر الزمخشري عببن النخعببى أنببه قرأ وأهببش بضببم الهمزة
والشيببن المعجمببة مببن أهببش رباعيببا قال وكلهمببا مببن هببش الخبببز يهببش أذا كان يتكسببر
لهشاشته.
خطبر هذه الروايات ،التبي ل تقوم على سبند صبحيح – ولم يوافقهبا نبص مبن الكتاب ول مبن
السبنة ،فسبلك فبي تفسبيره المسبمى – البحبر المحيبط – مسبلكا عنبي فيبه بالتنببيه على الكثيبر
منهبا ،والشارة إلى ضعفهبا وفسبادها وحذر القارئ مبن الغترار بهبا وتصبديقها ،ودعبا إلى
تركها.
وقبد صببرح بذلك فبي مقدمبة تفسببيره فقال" :إن الحكايات التبي ل تناسبب والتواريببخ
لذلك فإننا نجد أبا حيان في مواضع كثيرة من تفسيره يضرب صفحا عنها ،مشيرا إلى
بطلنهببا ،على أنببه كان يذكرهببا أحيانببا بإيجاز ،ومببن ثببم يتصببدى لهببا بالرد مظهرا زيفهببا،
مشيرا إلى مبا تقوم عليبه مبن خرافات وأباطيبل ل تتفبق مبع العقبل السبليم والنظبر السبديد،
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
31
()1ابو حيان – البحر المحيط – الجزء – 1الصفحة .5
المطلب الثالث :اهتمام أبــــــــــــي حيان بالحكام
الفقهية.
لم يهمببل أبببو حيان جانببب الهتمام بالحكام الفقهيببة فببي تفسببيره المسببمى – البحببر
المحيط – وإنما تعرض لها بالذكر والتوجيه ،غير أن عنايته هذه لم تبلغ في درجتها عناية
أسبلفه مبن المفسبرين الندلسبيين كاببن العرببي والقرطببي فبي هذا المجال ،كمبا أنبه لم يعبن
بذكر أدلة الحكام الفقهية ومناقشتها وردها وترجيحها ،وإن كان ينوه بذلك أحيانا ،بل كان
يكتفببي بذكببر أوجببه خلف الفقهاء مببن السببلف والخلف ممببن تقدمببه ،محيل القارئ لينظببر
ولقببد أشار أبببو حيان فببي مقدمببة كتابببه – البحبر المحيبط – إلى موقفببه هذا فببي جملة
حديثبه عبن منهجبه فبي التفسبير فقال ...( :ناقل أقاويبل الفقهاء الربعبة وغيرهبم فبي الحكام
الشرعية فيما يتعلق باللفظ محيل على الدلئل التي في كتب الفقه((.(1
ولدى البحث في تفسير أبي حيان يلحظ أنه التزم بموقفه هذا الذي حدده لنفسه فسلك
32
بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
()2ابو حيان – البحر المحيط – الجزء – 1الصفحة .5
خاتمة :
وختامبا أدعبو ال أن أكون قبد وفقبت فبي إعطاء نظرة بسبيطة عبن هذا المفسبر الكببير الذي أجمبع
العلماء الذين ترجموا له أنه كان نحوي عصره ومفسره ولغويه ومحدثه ومقرئه وأديبه ،وذلك من خلل
مبا قدمتبه حول منهجبه فبي تفسبيره الكببير المسبمى البحبر المحيبط ،وقبد خلصبت بعبد هذا الجهبد المتواضبع
إلى ما يلي:
اعتنبى أببو حيان عنايبة بالغبة باللغبة والنحبو والصبرف .حتبى أنبك تكاد تخرج بنتيجبة مقتضاهبا أن
كتاببه المسبمى البحبر المحيبط قلمبا يغادر لفظبا مبن ألفاظ اليات الكريمبة إل ويببين معانيبه اللغويبة وعلله
الصرفية وأوجهه العرابية ول عجي في ذلك إذ أن ثقافة أبي حيان اللغوية والنحوية الواسعة التي شهد
له بهببا العلماء ،هببي التببي أضفببت على تفسببيره هذا الطابببع الذي تميببز بببه عببن غيره مببن المفسببرين
الندلسيين.
اهتبم أببو حيان بالنحبو والعراب كأسباس فبي تفسبيره لليات الكريمبة حتبى امتل تفسبيره – البحبر
المحيط – بها إذ يذكر أوجه العراب لللفاظ القرآنية مع توجيهها على المعاني ،ثم يقدم آراء النحويين
يذهبب أببو حيان فبي هذا الباب إلى بيان أن علم التفسبير ليبس متوقفبا على علم النحبو فقبط وإنمبا ل
ببد للمشتغبل بعلم التفسبير مبن المعرفبة بعلم البلغبة وفنون الفصباحة كبي يسبتطيع معرفبة حسبن التراكيبب
33
اهتبم أببو حيان بالقراءات وذلك للسبتفادة منهبا فبي تفسبير كتاب ال عبز وجبل حيبث اعتمبد على
القراءات المتواترة وأشار إلى صبحتها مبن غيبر أن يرجبح بعضهبا على بعبض ،أمبا مبا يتعلق بالقراءات
أمبا على المسبتوى الشخصبي فإن هذا البحبث المتواضبع يشكبل إضافبة قيمبة وهامبة إلى رصبيدي
المعرفي وخبرتي المتواضعة وذلك من خلل اطلعي على مجموعة من المراجع والكتب النفسية وكيفية
التعامبل مبع المعلومات المسبتقاة منهبا جمعبا وتنظيمبا وتوثيقبا كمبا أنبه ترك عظيبم الثبر فبي نفسبي كونبه
يتناول بالدراسة كتاب ال العزيز ،كلية الشريعة وعمدة الملة ونور البصار والبصائر المسلمة.
فالحمبد ل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعبل له عوجبا ،كتاب أنزله ال لخراج البشريبة مبن
ظلمات الجهبل والجاهليبة إلى نور الهدايبة والمعرفبة ،فكان مأدببة إلهيبة أنعبم ال بهبا على عباده ،وتفضبل
بهببا على خلقببه ،لتكون زاده فببي مبدئهببم ومعادهببم ،وصببدق ال العظيببم حيببن يقول" :وننزل مـن
المراجع المعتمدة
•"القرآن الكريم" برواية ورش عن نافع.
•صحيح البخاري.
34
•التفسير الكبير المسمى "البحر المحيط" لبي حيان .المجلد الول ،مكتبة ومطابع النصر
•تفسير النهر الماد من البحر المحيط لبي حيان – المجلد الول – مؤسسة الكتب للطباعة
والنشببر والتوزيببع – بيروت – لبنان .-ودار الجنان للطبببع والنشببر والتوزيببع بيروت –
•صببفوة التفاسببير لمحمببد علي الصببابوني – المجلد الثانببي – دار الفكببر للطباعببة والنشببر
والتوزيع.
•مدرسبة التفسبير فبي الندلس لمصبطفى إبراهيبم المشينبي ،مؤسبسة الرسبالة – الطبعبة
الولى 1406هب.
•نفبح الطيبب مبن غصبن الندلس الرطيبب للمقري التلمسباني – المجلد الثانبي – تحقيبق
•شذرات الذهبب فبي اخبار مبن ذهبب – لببي الفلح عببد الحبي ببن العماد الحنبلي – المجلد
الثالث – الجزء السادس المكتبة التجارية للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان.
فهرس
إهداء
03
35
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
04
الول :التعريبببببببببببف بأببببببببببببي حيان وبمنهجبببببببببببه فبببببببببببي التفسبببببببببببير الفصـــــل
07
الول :إسببببببببببببببمه ونسبببببببببببببببه وتفقهببببببببببببببه فببببببببببببببي الديببببببببببببببن المبحــــــث
08
الول :نسبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه ونسبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببته المطلب
08
الثانــــــــــــي :تفقهبببببببببببببببببببببببببه فبببببببببببببببببببببببببي الديبببببببببببببببببببببببببن المطلب
09
الثالث :وفاتب بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه المطلب
12
الرابـــــــــــــــــــــــــع :مصب ببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببنفاته المطلب
13
المبحث الثاني :التعريبف بمنهبج أببي حيان وبالمصبادر التبي اعتمبد عليهبا فبي التفسبير مببن خلل
سببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببورة "طببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه"
18
المطلب الول :التعريبببببببببببببببببببببببببببببف بسبببببببببببببببببببببببببببببورة "طبببببببببببببببببببببببببببببه"
18
المطلب الثانــــــــي :طريقببببببببببببببببة أبببببببببببببببببي حيان فببببببببببببببببي التفسببببببببببببببببير
19
المطلب الثالث :المصببببببادر التببببببي اعتمببببببد عليهببببببا فببببببي تفسببببببيره البحببببببر المحيببببببط
21
الف صل الثا ني :منهبج أببي حيان فبي التفسبير اللغوي والنحوي والبيانبي مبن خلل سبورة "طبه"
22
المبحــــــث الول :مهجببببببببببببه اللغوي والنحوي والبيانببببببببببببي فببببببببببببي التفسببببببببببببير
23
المطلب الول :منهجبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه اللغوي
23
المطلب الثانـــــــــــــــــــــــي :منهجببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه النحوي
24
المطلب الثالث :منهجبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه البيانبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببي
25
المبحث الثاني :منهجبه فبي توجيبه وترجيبح القراءات وفبببببببي الهتمام بالحكببببببببببام الفقهبببيبة
وموقفبه مببببببن
الروايات السببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببرائيلية
27
36
الول :منهببببببببببببببببب ج أببببببببببببببببببي حيان فبببببببببببببببببي ترجيبببببببببببببببببح القراءات المطلب
27
الثانـــــــــــي :اهتمام أببببببببببببببببببببببببي حيان بالحكام الفقهيبببببببببببببببببببببببة المطلب
29
الثالث :موقبببببببببببببببف أببببببببببببببببي حيان مبببببببببببببببن الروايات السبببببببببببببببرائيلية المطلب
30
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
31
المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع المعتمدة:
33
فهرس:
34
37