Professional Documents
Culture Documents
المجتمع المدني
مقدمة
يعييد تاريييخ المجتمييع المدنييي فييي مصيير بشكله المؤسييسي الحالي حديييث
النشأة ،إذ يمكننا رصد ثلث مراحل تاريخية مر بها المجتمع المدني في مصر،
الول ميين نهايات القرن التاسييع عشيير حتييى نهاييية الحرب العالمييية الثانييية.
واتسيم فيي غالبية بالطابيع الخيري تحيت وصياية أو رعايية أفراد مين السيرة
المالكيية وعليييه لم يكيين هناك احتياج لقانون عام فصييدرت قوانييين فرعييية
كقانون "اللوتري" 1905أو قانون الندية الرياضية ،1949ثم صدر مع نهاية
الحرب العالمييييية الثانييييية 1945أول قانون منظييييم للجمعيات الخيرييييية
والمؤسييسات الجتماعييية فييي 12يوليييو ،وأقتصيير هذا القانون على تنظيييم
الجمعيات الخيريية التيي تسيعى إلى تحقييق غرض مين أغراض البر والمعونية
الماديية أو المعنويية ،و كذلك المؤسيسات الجتماعيية التيي تقوم بأداء خدمية
إنسيانية و أي غرض مين أغراض البر أو النفيع العام أميا المرحلة الثانيية فبدأت
ميع المرحلة الناصيرية فيي مصير واسيتمرت حتيى مطلع الثمانينات مين القرن
العشريين ،و هيي مرحلة سييطرة فيهيا الدولة على المجتميع فيي صيورة يمكين
أن نطلق عليهييا عقييد اجتماعييي تنمييية فييي مقابييل غياب للديمقراطييية وقييد
انعكس ذلك في قانون للجمعيات الهلية رقم 32لسنة 1964والذي وكانت
بمثابييية تأمييييم للمجتميييع المدنيييي .أميييا المرحلة الخيرة فبدأت فيييي مطلع
الثمانينيات مييع بزوغ فكرة المجتمييع المدنييي كشريييك فييي التنمييية والتطور
الديمقراطييي التييي شهده العالم الثالث فييي هذه الفترة والذي رصييده الفييين
توفلر فيي كتابيه " الموجيه الثالثية" ،إل أن التارييخ الطوييل للمركزيية المصيرية،
وطبيعيية النظام الحاكييم التييي تتحرك بسييرعة شديدة فييي السيينوات العشيير
الخيرة فييي مجال تحرييير القتصيياد دون خطوات جادة فييي مجال تحرييير
المجتميع على المسيتوى السيياسي والجتماعيي ،بالضافية إلى حالة مين عدم
الكتراث بالقوانيين أو بالرأي العام وهيو ميا دفعيه فيي عام 1999إلى إصيدار
القانون 153والذي شهده معارضيية واسييعة ميين المجتمييع المدنييي وخييبراء
القانون وحكميت المحكمية الدسيتوري العلييا بعدم دسيتوريته فيي عام 2000
ليصييييدر بعده فييييي عام 2002القانون( )84متحاشيييييا الخطاء القانونييييية
والجرائيية التيي شابيت القانون السيابق إل أنيه ل يختلف كثيرا عنيه مين ناحيية
.المضمون
فيي هذا الطار تشهيد مصير تعديلت تشريعيية عدة فيي السينوات الخميس
الخيرة ،بداء من القوانين التجارية إلى قوانين العمل وصول إلى تعديلت في
الدسيتور .ومين أوائل القوانيين التيي تيم العميل عليهيا قانون رقيم ( )84لسينة
" 2002قانون الجمعيات والمؤسيييسات الهليييية" والتيييي صيييدرت لئحتيييه
التنفيذييية فييي .2002 /23/10وقييد تناوله العديييد ميين الباحثييين القانونيييين
بالدراسية والتحلييل ذهيب معظمهيا إلى وجود مشكلت جديية فيي هذا القانون،
سنقوم بالعرض لها من خلل هذه الدراسة-ولكنها ليست هي هدف الدراسة.
بمعنيى أن هذا البحيث لييس دراسية قانونيية ،إنميا محاولة للكشيف عين تأثيير
القانون على قدرات الجمعيات الهليية فيي مصير .وذلك مين خلل موضوعان
:أساسيين
الول على المسيتوى الداخلي للمؤسيسات وهيو القدرة على تطيبيق الحكيم
الرشيييد الذي أصييبح ضرورة لدمقرطيية مؤسييسات المجتمييع المدنييي وضمان
اسييتمراريتها .وعلى المسييتوى الخارجييي القدرة على القيام بالحملت وهييي
مهمية أصيبحت مطروحية بشدة على أجندة المجتميع المدنيي خاصية فيي ظيل
.العولمة والتحولت القتصادية والسياسية التي تشهدها مصر
وستتضمن الدراسة لقاءت مع خبراء وقيادات في المجتمع المدني و كذلك
مسيئولين وعامليين ونشطاء فيي مؤسيسات تشهيد تحولت أو إشكاليات على
مستوى تطبيق الحكم رشيد وتقوم بحملت من خلل عملها ونشاطاتها .وهي
جمعية التنمية الصحية والبيئية "منظمة غير حكومية تأسست وأشهرت بوزارة
الشئون الجتماعييية فييي نوفمييبر 1987تحييت رقييم ،3527وتييم تعديييل
تسيجيلها إلى منظمية تعميل على مسيتوى كيل محافظات الجمهوريية فيي عام
.1998تضيم الجمعيية العموميية ميا يقرب مين مائة عضيو يمثلون تخصيصات
ومدخلت متنوعيية .وتعمييل الجمعييية فييي المسيياعدة على تطوييير وتطييبيق
سييياسات ونظييم ملئميية فييي مجالت الصييحة والبيئة والعاقيية قادرة على
السييتجابة لحتياجات وحقوق المجتمييع المصييري ككييل وبصييفة خاصيية فئاتييه
".الكثر حرمانا وتهميشا
مؤسييسة المرأة الجديدة " بدأت المجموعيية فييي عام 1984بدون وضييع
قانوني ،إلى أن تم تسجيلها في عام 1991كشركة مدنية غير ربحية ،ثم تم
تحويلهيا فيي عام 2003إلى مؤسيسة مسيجلة لدى وزارة الشئون الجتماعيية
وتعمييل المؤسييسة للمسيياهمة فييي الجهود الرامييية لتطوييير ودعييم الحركيية
النسيييائية المصيييرية ،ووضيييع قضيييية المرأة على جدول أعمال كافييية القوى
الجتماعييية والسييياسية ،بالتعاون والتنسيييق مييع أكييبر عدد ميين المنظمات
النسوية المصرية والعربية لصياغة رؤى مشتركة .كما ترمي إلى التفاعل مع
الحركية النسيائية والعالميية وتنسييق الجهود حول القضاييا المشتركية ،ودعيم
النسيياء المهمشات وتمكينهيين ميين خلل توفييير المعلومات ،وخلق جماعات
الضغييط ،والتوعييية بالقضايييا المتعلقيية بالنسيياء .بالضافيية إلى تدعيييم آليات
".الديمقراطية وإرساء أسس المجتمع المدني
84
شهيد المجتميع المدنيي المصيري تطورا فيي منتصيف الثمانينيات مين القرن
العشريين حييث شهدت ميا يمكين تسيميته بالجييل الرابيع مين الجمعيات فالول
هيو جييل الجمعيات الخيريية ،والثانيي الخدميية ،والثالث التنمويية والرابيع هيو
.الجيل الذي يسعى إلى التمكين والدفاع عن الفئات المهمشة
وقييييد حدث التطور فييييي الجيال الثلث الخيرة خلل فترة حكييييم مبارك
...-1981وهيي فترة الذي نجيح النظام خللهيا فيي تطيبيق سيياسة تضيع تحيت
يده أي مؤسيسة قيد تشكيل معارضية للنظام ،مثيل الصيحافة مين خلل رؤسياء
مجالس إدارة ظلوا طويل فيي مناصيبهم يمارسيون رقابية فعلييه علي ميا يصيدر
من صحفهم ،ليتم استبدالهم بأناس أقل كفاءة وأكثر ممالئة للنظام .كذلك كل
التحادات والنقابات العمالييييييية والجامعات .بمرور السيييييينوات تحولت هذه
السيتراتيجية إلى شكيل مؤسيسي ،مميا جعيل المواجهات ميع النظام الحاكيم
تظييل فييي أقييل الحدود ،وقلت فاعلييية الحزاب المعارضيية المتواجدة على
السيياحة .فقييد عمييل النظام على منييع بروز أي أطروحات أو وجوه بديلة لتلك
المتواجدة .وبموت المجتمع السياسي لمدة جيلن ،أصبح النظام الحالي بدون
بدائل أو شركاء .وهيو ميا نميى دور المؤسيسات الدينيية على الرغيم مين عدم
امتلكهييا لبدائل ملموسيية لمشكلت وقضايييا المجتمييع.ففييي "جريدة الحرار"
بتاريييخ 13/6/2002يقول د .محمييد شوقييي الفنجري رئيييس مجلس إدارة
الجمعييية الخيرييية السييلمية إن قانون الجمعيات الجديييد ليييس له أثيير على
أنشطتها أنه في الساس موجه لجمعيات حقوق النسان...و يضيف
نحيين فيي جمعياتنييا يأتينييا تييبرعات فييي الشهيير الواحييد 30الف جنيييه و ل"
تشترط الجهات الداريية الحصيول على إذن مسيبق لقبولهيا" .بينميا نرى جمعيية
التنميية الصيحية والبيئيية تشكوا مين تخطيي الجهات الداريية للقانون إذ يطلب
منهيييم التقدم بطلب موافقييية على التموييييل لمشروعات ميييع هيئات الميييم
المتحدة التي تعد مؤسسات ذات اتفاقية مع الحكومة المصرية والتي يتطلب
.الحصول على تمويل منها مجرد إخطار طبقا للمادة( )56للقانون
خلل هذه الفترة كانيت الدعوة إلى تطيبيق ميا أسيماه النظام "ديمقراطيية
الخطوة خطوة" بينميا أطلق علييه المعارضون "الديكور الديمقراطيي للنظام"
وعلى الرغم من مرور أكثر من 25عام من الخطوات الديمقراطية ما زالت
الكثير من حريات وحقوق المواطن المصري – التي كفلتها المواثيق الدولية-
مكبل و مقيدا بفعييل منظوميية تشريعييية غييير مواتييية يحميهييا ويدعمهييا قانون
الطوارئ .مييا زالت النقابات المهنييية أثيرة للقانون 100لسيينة 1993الذي
قصد به محاربة نفوذ التيار السلمي في النقابات فجاءت وبال على النقابات:
أصيابها بالشلل التام ،وإخضاعهيا لسييطرة الحكومية ،ففقيد المجتميع المدنيي
.المصري أحد أهم أركانه الساسية
84
:تعد فلسفة التشريع في هذا القانون مصدرا للدهشة لعدد من الملحظات
يييي أنيييه علي الرغيييم مييين الهتمام الخاص الذي تولييييه الدولة بموضوع 1
المنظمات غيير الحكوميية ودورهيا فيي التنميية ,وفيي الوقيت ذاتيه اتجاه الدولة
نحييو الخصييخصة ومييا تقوم بييه المنظمات غييير الحكومييية ميين معالجيية الثار
الناجمة عن هذه الخصخصة ,إل أن الدولة تتجه أكثر إلي المركزية والسلطوية
فييي أي شيييء يتعلق بالعمييل الجتماعييي والخدمييي ,إذ أن القانون يركييز كييل
السيلطات فيي ييد الجهية الداريية والتيي مين حقهيا منيح الترخييص مين عدميه,
والعتراض علي المؤسييسين ,والعتراض علي مجال عمييل الجمعييية وكذلك
اسيمها ,ثيم العتراض علي المرشحيين لعضويية مجلس الدارة ثيم تحوييل أي
جمعيية إلي جمعيية نفيع عام وهيو ميا يشبيه تأمييم الجمعيية ,هذا بالضافية إلي
.السلطات الواسعة في حل الجمعية وحرمانها من الوجود
ي ولعل ما يؤكد رغبة الدولة في جمع كافة الخيوط في يدها هو ذلك المر 2
المتعلق بموضوع التموييل الجنيبي إذ يجرم القانون الحصيول علي أيية أموال
مين الخارج أو إرسيال أموال للخارج بدون تصيريح مسيبق مين وزيير الشئون
الجتماعية شخصيا وجاءت المناقشات التي شهدها مجلسا الشعب والشورى
لتربيط بيين التموييل الجنيبي أو الخارجيي وبيين المين القوميي المصيري ,وأن
هذه التمويل قد يوجه إلي مشروعات تضر بالمن القومي علي الرغم من أن
وزارة الشئون الجتماعية قد دعت عددا من ممثلي الهيئات المانحة في مصر
لحضور الجتماع التشاوري الذي نظمتييه مييع عدد محدود ميين المنظمات غييير
الحكوميية للتشاور فيي موضوع القانون ,كميا اجتمعيت السييدة وزيرة الشئون
الجتماعيية فيي وقيت لحيق ميع السيفير المريكيي وممثيل التحاد الوروبيي
بالقاهرة لدعوتهيم لزيادة الدعيم المقدم للجمعيات الهليية باعتبارهيم هيم أكيبر
مموليييين لهذه الجمعيات ويبدو عسييييرا علي الفهيييم كييييف يحدث مثيييل هذا
.التنسيق الكبير في أمر يعتبره القانون مهددا للمن القومي المصري
ي ويبدو المر عند تعامل الدولة مع المنظمات غير الحكومية وكأنه نوع من 3
التوظييف لهذه المنظمات أمام المجتميع الدولي باعتبار أن مصير بهيا أكثير مين
خمسية عشير ألف منظمية غيير حكوميية تتحرك بحريية ,وهيو ميا يعطيي مؤشرا
كييييبيرا علي المناخ الديمقراطييييي الذي تحاول الدولة ترويجييييه أمام الدول
والمجتمعات التييي قطعييت أشواطييا حقيقييية كييبيرة فييي مجال الديمقراطييية
وحقوق النسيان ,ولكين علي أرض الواقيع فان كيل شييء لبيد أن يسيير تبعيا
للخطية الموضوعية مسيبقا مين قبيل الدولة ووفيق تصيوراتها ,ومين ثيم ل يجوز
لهذه المنظمات الخروج عين هذه السيياسة الحكوميية ,وذلك علي الرغيم مين
أن هذه المنظمات قيييد نشأت بمبادرات فرديييية أو جماعيييية لتقدييييم خدمات
.لمجتمعاتها المحلية
والفلسييفة السييابقة تؤكييد أن هذا القانون هييو قانون صييادر ميين السييلطة
التنفيذيية فيي مصير ول يعيبر عين حوار بيين المجتميع وهذه السيلطة إنميا إملء
وفرض من جانب النخبة الحاكمة لقواعد تمكنها من السيطرة على المجتمع
المدنيي ومنظماتيه ،تحيت ميبررات مثيل تلك التيي اسيتخدمتها وزيرة الشئون
الجتماعية إن ذاك أمام مجلس الشعب بأنه قانون يحقق "التوازن بين الحرية
والمحافظية على السيلم الجتماعيي"هذه العبارات غيير واضحية المعالم وغيير
محددة المدلول هيي نفسيها المسيتخدمة فيي عدة دول أخري تحاول التملص
مين التزاماتهيا فيي طرييق الديمقراطيية سيواء أمام شعبهيا أو أمام المجتميع
الدولي ففيي روسييا على سيبيل المثال يتخيذ مقاومية الرهاب وغسييل الموال
كحجة رئيسية لتكبيل المجتمع المدني .كما أن هذه القوانين تسبق في العادة
النتخابات ،مميا يشكيل عائق أمام المجتميع المدنيي فيي لعيب دور مؤثير فيي
الحياة العامةوهيو ميا حدث فيي مصير إذ صيدر القانون قبيل حوالي عاميين مين
انتخابات الرئاسيية ومجلس الشعييب .رغييم معارضيية منظمات حقوق النسييان
والحزاب السييييياسية على القانون وإصييييدارهم بيان تحييييت عنوان " :قانون
الجمعيات والمؤسيسات الهليية يؤدي إلى اغتيال المجتميع المدنيي التطوعيي"
طالبوا فيييه بدراسيية متأنييية للقانون تشارك فيهييا كييل فئات المجتمييع.وحددوا
.النصوص المقيدة للحريات في مشروع القانون والمخالفة للدستور
و علييه فالقانون تيم تحضيره و إصيداره بعيدا عين أعيين المجتميع المدنيي و
ظلت المعلومات حوله محيل تكتيم ،فلم تكين لهيا مصيادر واضحية و دقيقية ،إذ
لم تبدأ المعلومات فيييي الظهور بشكيييل واضيييح إل بعيييد دخوله إلى مجلس
.الشعب عن طريق بعض النواب المتعاطفين
هذه الحالة مين التكتيم ترجعنيا إلى تجربية القانون 153للعام 1999والذي
حكيم بعدم دسيتوريته .حييث تيم تشكييل " ملتقيى تطويير العميل الهلي" وهيو
تكتل كان الهدف منه التحاور مع الحكومة للوصول إلى أفضل قانون ممكن،
و ذلك بناء على دعوة مييين الحكومييية ذاتهيييا .إل أنيييه بانهيار التجربييية بتقدم
الحكومية إلى مجلس الشعيب بمشروع قانون مخالف للمسيودة التيي توصيل
إليهيا ميع الملتقيى .و إصيدار جمعيية التنميية الصيحية والبيئيية لكتاب "مسييرة
تطور العمييل الهلي وقانون الجمعيات الهلييية الجديييد" والذي تضميين كافيية
وثائق وتفاصييل المفاوضات والجلسيات بيين الطرفيين ،مميا كشيف زييف أدعاء
الحكومية بان المشروع الذي تيم عرضيه هيو نتاج لعملهيا ميع المجتميع المدنيي،
تحركت الحكومة نحو تحجيم دور المجتمع المدني في المشاركة في صناعة
القوانين بشكل عام وخاصة قانون المنظم له بشكل خاص .بل وتم استهداف
الجمعيتان التيي شاركيت ميع مركيز ومؤسيسات حقوق النسيان فيي الملتقيي،
سيواء بالتضيييق عليهيا فيي التموييل مميا وصيل على حيد تهدييد حياة المنظمية
أو بتفجييير مجلس الدارة ميين ahed.وقدرتهييا على السييتمرار مثييل حالة
الداخيل واسيتبدال أعضاءه بأخرون أكثير ميل للطابيع الخيري الدينيي (جمعيية
الصيعيد) فيي إشارة لسيتخدام الدولة للنزعات الدينيية فيي مواجهية التيارات
الديمقراطية وهو ما يمثل كما سبق الشارة أحد مصادر زيادة الفكر الرجعي
.في المجتمع
هذه الطريقية القمعيية فيي التعاميل ،وكذلك المعادلة بيين السيياق السيياسي
والقانونيي فيي الحالة المصيرية ومحاولة الربيط بينهميا ،يقوداننيا بالضرورة إلى
الجهاز الذي يدعيي انيه مسيئول عين حفيظ "السيلم الجتماعيي" والمين العام
وغيرهيا مين المصيطلحات التيي تلوكهيا الحكومات الديكتاتوريية لتيبرير القميع
الذي تمارسيه تجاه المجتميع المدنيي .وهنيا يأتيي جهاز امين الدولة فيي مصير،
والذي يمتلك مكتيب داخيل وزارة الشئون الجتماعيية يديير مين خلله المجتميع
المدني في مصر .بداية من تسجيل المنظمات ورفضها (مركز الرض لحقوق
النسيان تلقيى رفيض تسيجيله مين وزارة الشئون الجتماعيية مرفقيا بيه خطاب
ميين أميين الدولة) أوالعتراض على النشطاء السييياسيين فييي مجالس إدارتهييا
(مؤسسة بشاير للتنمية الشاملة ،تم رفض أسمين من المقدمين في مجلس
الدارة) ،إلى التصييييالت المباشرة بالمنظمات فييييي محاولة دائميييية لفرض
سيطوته عليهيا (المرأة الجديدة) ،وصيول إلى متابعية النشطية التيي تقوم بهيا
مؤسسات المجتمع المدني وإيقاف بعض منها بشكل مباشر (احتفالية المركز
المصيري لحقوق المرأة باليوم العالميي لحقوق المرأة )2006أو عين طرييق
غييير مباشيير مثييل منييع الماكيين التييي يمكنهييا اسييتضافة مؤتمرات أو أنشطيية
واسعة من قبول استخدام المؤسسات لمقرها (حقوق السكن :رفضت جمعية
).الصعيد تأجير قاعة التدريب لهم للحتفال باليوم العالمي للموئل 2005
وتشير المؤسسات إلى أن المن كان المسئول الرئيسي في التعامل معها
خلل فترة التسييجيل أو مسيياعدة مؤسييسات على التسييجيل كمييا فييي حالة
"مركيز هشام مبارك" ،ولييس وزارة الشئون الجتماعيية التيي كانيت تحييل إلييه
الوراق .وكان يضغيط لتسيجيل المؤسيسات كجمعيات وذلك لمكانيية مراقبتهيا
والسيييطرة عليهييا أكثيير ميين المؤسييسات ورفضهييا فييي حالة إصييرارها على
التسجيل كمؤسسة (حالة مؤسسة المرأة الجديدة) أما بعد التسجيل فالوزارة
تتولى الشراف والرقابيية وعليييه تتولى التصييال بالمؤسييسات فيمييا يخييص
الجراءات القانونيية ،إل أن المين يظيل هيو المسيئول دون سيند قانونيي عين
متابعيية أنشطيية المؤسييسات .وهييو يسييتخدم فييي ذلك التدخييل المباشيير ،أو
الختفاء وراء البيروقراطييية داخييل وزارة الشئون الجتماعييية للوصييول إلى
أهدافيه مين خلل تعطييل الجراءات بميا يتجاوز فيي معظيم الحيان الفترات
الزمنييية التييي يتيحهييا القانونوبشكييل يؤدي إلى توقييف العمييل وتهديييد كيان
المؤسيسة (منظمية التنميية الصيحية والبيئيية تيم تعطييل الموافقية على الدفعية
الثانيية مين تموييل أحيد مشروعاتهيا لمدة تجاوزت الخميس شهور ،وذلك بعيد
بداييية المشروع بعام كامييل) .وجزء ميين هذا التكتيييك يهدف كذلك على إلهاء
الجمعيات في مسائل إجرائية وروتينية بداية من التسجيل حتى القيام بنشاط
مين أنشطتهيا .فعلى سيبيل المثال تقول نولة دروييش أحيد مؤسيسي مؤسيسة
دراسييات المرأة الجديدة "أننييا مشغولون بمواجهيية الجراءات التييي تقوم بهييا
الحكومية المصيرية لتقيييد حركية حقوق النسيان .وهيو المير الذي يلهينيا عين
مناقشية القضاييا الحقيقيية فيي هذا المجتميع ...وعلى سيبيل المثال عندميا كنيا
نناقيش قانون الجمعيات رقيم 153نسيينا فيي مركيز دراسيات المرأة الجديدة
"مناقشة قضايا تعد في صلب اهتماماتنا مثل قانون الخلع
والغرييب أن هذا الدور أصيبح فوق القانون والدسيتور ،فقانون الجمعيات لم
يتضمين على سيبيل المثال حيق للسيلطة التنفيذيية فيي قبول أو رفيض منظمية
ولم يعطي هذه السلطة إل لوزارة الشئون الجتماعية في حالة أن يكون من
.بين أغراضها نشاط تحظره المادة الحادية عشر من القانون
يوثيق تقريير "الهيومين رايتيس واتيش" للعام 2005لكثيير مين هذه الحالت
التي رفضت فيها أجهزة المن طلبات تسجيل منظمات غير حكومية ،وحددت
ميين يقبييل ترشيحهييم فييي مجالس إدارة هذه المنظمات ،وضايقييت نشطاء
المنظمات غييييييير الحكومييييييية ،وحالت دون وصييييييول تييييييبرعات إلى هذه
الجماعات.ووصيف هذا التقريير أن جماعات المجتميع المدنيي بأنهيا ترزح تحيت
ضغيط قيود بالغية فيي ظيل القانون المنظيم للجمعيات والمؤسيسات الهليية،
كمييا ربطييت هذه الوضعييية بالدور المنييي ،حيييث تقوم أجهزة الميين بالتحري
الدقييق عين نشطاء المجتميع المدنيي ومضايقتهيم ،رغيم أن القانون ل يمنحهيا
.أي سلطة من هذا القبيل
ومثلمييا أفرز هذا النظام التعددييية المقيدة فييي مجال النشاط الحزبييي .فقييد“
".أفرز في مجال المجتمع المدني الجمعيات المقيدة
وذلك من خلل حقوق الترخيص أو التقيد أو حظر النشاط .كمبدأ حاكم في
القانون تكشيف النزعية المنيية والبيروقراطيية التيي سييطرت على واضعيي
التشرييع وهيو ميا يتنافيي كذلك ميع الحريات المنصيوص عليهيا فيي الدسيتور
المصيري فيي المادتيين ( )55و( )56منيه وكذلك المعاهدات والمواثييق الدوليية
لحقوق النسييان والتييي تكفييل الحييق فييي تشكيييل المنظمات الهلييية للدفاع
.والتعبير عن المصالح الديمقراطية والقتصادية والجتماعية والثقافية
حرصيت الحكومية المصيرية عنيد إصيدار هذا القانون على تحاشيي الخطاء
الجرائيييية التيييي أدت إلي الحكيييم بعدم دسيييتورية القانون 135لعام ،1999
وذلك بعرضيه على مجلس الشورى إل أن العيوب السياسية التيي حملهيا هذا
القانون ل تختلف من حييث الجوهير عن تلك المتواجدة في القانون "الجدييد"،
:والتي تتمثل في ثلث ملمح أساسية
إعطاء جهيية الدارة حقوق شبييه مطلقيية :بداييية ميين الموافقيية على 12
تأسييس الجمعيات أو وقيف نشاطهيا(مادة 6و 8ومين .)41كذلك الحيق
في الموفقية على التموييل الجنيبي (م )7.والنضمام لشبكات وتحالفات
دوليية(م 76.ثالثيا ب) ،ويعيد التموييل الجنيبي مين أهيم إن لم يكين أهيم
مصييدر للتمويييل المجتمييع المدنييي التنموي والحقوقييي فييي ظييل غياب
.الرأسمالية المصرية عن هذا المجال
تغليييظ العقوبات :أفرط القانون فييي التجريييم والعقاب على أنشطيية 13
الجمعيات فييي العديييد ميين بنوده(م 43.حتييى )47على نشاط بطييبيعته
تطوعييي كمييا تضميين عقابييا جماعيييا لجميييع أعضاء الجمعييية العمومييية
بتقرير الحل بسبب مخالفات يرتكبها أشخاص يمكن تحديدهم بدقة ،أي
انيه تضمين مبدأ سيياسة العقاب الجماعيي لخطاء فرديية وشخصيية وهيو
ميا مين شأنيه أحجام المواطنون عين المشاركية فيي المجتميع المدنيي
وأنشطتيه وهيو ميا يتشابيه ميع قوانيين أخرى مثيل قانون الحزاب فيي
مصير إذ تكمين الفلسيفة فيي محاولة طرد المواطنون مين دائرة الفعيل
.المجتمعي والسياسي
المصطلحات الغامضة والعبارات المفتوحة :يتضمن القانون في داخله 14
العديد من المصطلحات غير المحددة مثل منع المنظمات من ممارسة
أي "نشاط سيييياسي" (م ،)11/3النظام العام (م )11/2.والطرييييف أن
اللئحة التنفيذية تستخدم في توضيح مثل هذه العبارات أسلوب يزيدها
غموضييا إذ تطرح العديييد ميين النشطيية ثييم تختتييم الفقرة بألفاظ ميين
نوعيية "ميا شبيه ذلك" أو "ميا يندرج تحيت نفيس المسيميات" .أو تترك
المور معلقة مثل الفقرة الخاصة بالتمويل الجنبي على المؤسسة أن
تتقدم بطلب وأن توفيييق جهات الدارة فيييي خلل 45يوم .ول توضيييح
اللئحة ما هو الوضع في حالة عدم رد الجهة الدارية وهو ما يحدث في
العادة .كميا أن المواد 136 ،110 ،81 ،73 ،14 ،10مين اللئحية جاءت
كأحكام مسييتحدثة ل سييند لهييا فييي القانون .وهذه الوضعييية تخلق حالة
ميين الغموض تمكيين الحكوميية ميين تطييبيق القانون فييي التوقيييت الذي
ترغبيه على المنظمية التيي تسيتهدفها .على أن تترك المنظمات التيي ل
تسيبب إزعاج للحكومية فيي العميل دون أي تدخيل ،رغيم إنهيا فيي بعيض
الحيان قيد تكون ترتكيب مخالفات ،تتغاضيى عنهيا الجهات الداريية أو
.لمنية لتكون هذه المخالفات سلحا في يدها عند الحاجة
أما على مستوى التطبيق فل تظهر فروق حقيقية في التطبيق مع القانون
الحالي الذي يعيد على الرغيم مين كيل ميا سيبق أكثير انفتاحيا مين سيابقة ()23
لعام ،64مثيل تخطيي ميا يحدده القانون فيي طلبات الموافقية على التموييل،
أو المسياواة بيين الجمعيية التيي ل تتلقيي ردا خلل المدة المحددة للتسيجيل و
الخرى التييي يتييم رفضهييا فكلهمييا عليييه اللجوء للقضاء .و هييو مييا يؤكييد أن
القانون ليس أداة تنظيم بقدر ما هو وسيلة لفرض سطوة السلطة التنفيذية
على المجتمع المدني .كما أن أعمال القانون في حالت بعينها و ضد منظمات
.محددة دون غيرها يؤكد كونه أداة رقابة تستخدم عند الحاجة
تضميين القانون المصييري العديييد ميين البنود التييي تدفييع منظمات المجتمييع
المدنيي إلى تطيبيق مفهوم الحكيم الرشييد ،كميا تضمين فيي طياتيه معوقات
.لذات المفهوم
على الجانيييب الول نرى أن القانون يدفيييع فيييي أتجيييه الشفافيييية على
المسيتوى الداخلي للمنظمية وعلى مسيتوى الجهات الداريية فيي المادة 20
منييه إذ يعطييي أعضاء الجمعييية حييق الطلع على سييجلت الجمعييية وكذلك
.يعطي نفس الحق للجهات المختصة
وعلى مسيتوى المحاسيبية يعطيي الجمعيية العموميية الحيق فيي المادة 26
منه في النظر في غير المسائل الواردة في جدول العمال بموافقة الغلبية
المطلقيية لمجموع عدد أعضائهييا .كمييا يتييم أبلغ الجهات الدارييية بصييورة ميين
.محضر الجتماع
بينمييا المواد 30و 35و 36فتحاول تفادي إشكالييية تضارب المصييالح بييين
عدم الجمع بين وظيفة في جهة إدارية وعضوية مجلس إدارة أحد الجمعيات،
كميا ينيص بعدم جواز اشتراك العضيو ذو المصيلحة فيي التصيويت فيميا يخيص
القرار المتعلق بها وكذلك عدم عمل أحد أعضاء مجلس الدارة بأجر في ذات
.الجمعية
كميييا أن التواجيييد خارج عباءة القانون ،يؤثييير سيييلبا فيييي الحكيييم الداخلي
للمنظمية لغياب القواعيد الحاكمية وتحولهيا إلى مبادرات فرديية تتوقيف على
.حسن نوايا الشخاص المؤثرين في المؤسسة و رغباتهم
بينمييا نرى مجموعيية أخرى ميين المواد التييي قييد تمثييل عائق أمام تطييبيق
مفهوم الحكيم الرشييد مثيل المواد التيي تعتيد موافقية الجهية الداريية بدل مين
الخطار وهيو ميا يعوق مفهوم التمكيين كمكون أسياسي للحيم الرشييد ومنهيا
.المادة 17والخاصة بتلقي أو إرسال أموال من الخارج
كما يغيب مفهوم المشاركة ويحيد بمفهوم المحابية عن معناه عندما يعطي
حيق للجهات الداريية العتراض على قرارات الجمعيية مادة 23أو يطلق يدهيا
.في مسألة حل الجمعيات الفصل الرابع من القانون
وبالعودة إلى السييمات الثلث للقانون نجييد أن إعطاء جهيية الدارة حقوق
شبيه مطلقية يؤدي بالضرورة إلى جعيل الحكيم الرشييد مفهوم يضبيط العلقية
ميع الجهية الداريية ،وقيد يكون له دور على المسيتوى الداخلي للمنظمية إل أنيه
يغييب (كميا يظهير مين كافية المواد القانونيية السيابق عرضهيا) المجتميع كلعيب
أسياسي فيي هذا الموضوع ،فل ينيص على سيبيل المثال على نشير ميزانيات
المنظمات ،أو على دور ميييا لمتلقيييي خدمات هذه الجمعيات ،مميييا يجعيييل
الجمعيات تتعاميل ميع مسيائل الحكيم الرشييد بوصيفها أدوات لرقابية الحكوميية
وليست وسيلة لدارة أكفاء للمؤسسات .فالقانون لم يمس في حايز التطبيق
التنظيييم الداخلي للمؤسييسات ،وظلت مختلف عناصيير الحكييم الرشيييد ميين
التفويييض حتييى التقوييية إمييا وسيييلة رقابيية مباشرة للجهات الدارييية مثييل :
التفوييض ،الشفافيية ،المحاسيبية .أو مفاهييم غائبية مثيل التمكيين وهيو ميا يعتيبر
.لمفهوم الحكم الرشيد abuseانتهاك و سؤ استخدام و تشويه
أم السمة الثانية وهي تغليظ العقوبات ،فلها أثر مباشر في احتكار البعض
للسيلطة إذ يرون أن توسييع هاميش الديمقراطيية قدي يعرضهيم لمخاطير ،أو
يدفييع ببعييض المؤسييسات إلى إخفاء بعييض مييا تقوم بييه خوفييا ميين التعرض
لعقوبات وهيو ميا يمثيل عائق أمام الشفافيية وبالتالي القدرة على المحاسيبية،
وكذلك على المشاركية كمكون أسياسي للحكيم الرشييد .فهناك حرص شدييد
من مختلف المؤسسات في أخفاء من دفاترها أي نشط قد يغضب الحكومة
عليها سواء بالحذف في حالة محاضر الجتماعات ،أو بإعادة تسمية النشطة
.في حالة التقارير المالية
المصيطلحات الغامضية والعبارات المفتوحية تكون مفتاحيا لتدخيل الجهية
الدارية والسيلطة التنفيذية عند الحاجية ،فالقانون غيير مطبق سوى في حالة
رغبية الجهات المنيية فيي تعطييل أو حظير أو تصيفية أحيد المؤسيسات .وعلييه
يصيبح مفهوم الحكيم الرشييد فيي المجتميع ككيل مفهوميا مهددا ولييس فقيط
.داخل منظمات المجتمع المدني
وحجية منيع التدخيل الخارجيي أو مكافحية الفسياد فيي المجتميع المدنيي هيي
حجة واهية ،فهي ليست بأكبر من ها في باقي المؤسسات العامة أو الخاصة
وهيي نتاج لعتبارات تتعلق بمحدوديية الديمقراطيية والشفافيية فيي المجتميع
بشكييييل عام ،لذلك فالخضاع أو تغليييييظ العقوبات ،أو العقوبات والقوانييييين
السيتثنائية التيي تطبيق بشكيل انتقائيليسيت هيي الحيل ،بيل سييكون مين شأنهيا
خلق مناخ من عدم الثقة والشعور بالخطر الدائم من جانب المؤسسات مما
.يعوق الديمقراطية والحكم الرشيد ويفتح أبواب أوسع للفساد
يكاد القانون 84يخلوا ميين أي مادة تشييير لمفهوم أو فكرة القيام بحملت
ممييا يدل على جهييل المشرع أو ميين وراءه بتطور طبيعيية المجتمييع المدنييي
والحركات الجتماعيية ،وعلييه ل يوجيد بالقانون ميا يمكين أن يكون مين شأنيه
دفيع مفهوم الحملت أو دعميه ،فبقراءة لنصيوص القانون المختلفية نجيد مادة
واحدة يمكيييين وصييييفها بذلك وهييييي المادة 65والتييييي تسييييمح للجمعيات
والمؤسسات الهلية فيما بينها أن تنشئ اتحادات نوعية أو إقليمية مما يدعم
فكرة التشبييييك .إل انيييه يعود فيييي المادة 68ويحدد المهام المنوط بالتحاد
القيام بهيا بشكيل يعييق تطويير الشبكات .فالحملت أكثير ارتباطيا فيي الواقيع
المصري بصفته واقع سلطوي بالسياق العام السائد ما بين شد وجذب بين
الحكومة من جانب وقوى الديمقراطية والصلح من جانب أخر ،فكلما مالت
الكافية إلى الجانيب الثانيي اتسيع هاميش الحركية فيي المجتميع ككيل و بالتالي
تزداد قدرة المجتمع المدني على القيام بحملت في مجالت العمل .تأتي في
مقدميية المواد المعيقيية للمجتمييع المدنييي فييي مجال الحملت المادة ( )11/2
التييي تحظيير أي نشاط سييياسي إذ يمكيين أن تعتييبر إلى حملة فييي أي مجال
نشاطيا سيياسيا خاصية وأن اللئحية اسيتخدمت فيي تعرييف النشاط السيياسي
عدة أنشطية وأنهيت الفقرة بعبارة أو "نشاط ينصيرف إلى ذلك" أي أنهيا تترك
مفتوحا للجهة الدارية لتستطيع استخدامها ضد المجتمع المدني عند الحاجة.
لذلك نرى أن المؤسييسات المسييجلة ل تسييتخدم كلمات مثييل حملت/دفاع/
فيي تقريرهيا المقدمية للجهات )) campaigning/advocacy/lobbyingتعبئة
الداريية ،إنميا تفصيلها لنشطية مين نوعيية إصيدار كتييب ،طباعية ملصيق ...الخ و
وقد أعاقت هذه المادة raising awareness.عبارات من نوعية رفع الوعي
بالفعييل العديييد ميين منظمات المجتمييع المدنييي ميين المشاركيية بفاعلييية فييي
أحداث هامييية ،مثيييل محاولة مؤسيييسة المرأة الجديدة القيام بحملة لدعيييم
.المرشحات النساء لمجلس الشعب في انتخابات 2005
كميا يعاقيب القانون بالحبيس طبقيا للفقرة (ب) مين ثالثيا مادة 76كيل عضيو
مين أعضاء مجلس إدارة الجمعيية أو المؤسيسة الهليية أو مين يديرهيا سياهم
بفعله فييي انضمامهييا أو اشتراكهييا أو انتسييابها إلى ناد أو جمعييية أو هيئة أو
منظمة مقرها خارج جمهورية مصر العربية ،وذلك دون إخطار للجهة الدارية
أو رغم اعتراضها .وهو ما يعوق بشدة مفهوم التشبيك على المستوى الدولي
وهى أداة من الدوات الفعالة في القيام بحملت ناجحة خاصة في الدول ذات
.النظمة السلطوية
بمراجعية السيمات الخاصية بالقانون ،نجيد عمليية القيام بالحملت فيي ظيل
القانون شدييد الصيعوبة فوضيع الجمعيات تحيت وصياية الجهات الداريية يعوق
بالشدة إمكانية الدعوة والتعبئة خاصة إذا كانت في مواجهة سياسات حكومية
أو سياسات تجد مساندة من الحكومة .بينما العبارات المفتوحة تترك المجال
للجهات الدارييية ليقاف أي حملة بييل وحييل الجمعييية ذاتهييا ،كمييا أن إمكانييية
التشبييك داخلييا وخارجييا تظيل محاصيرة بيين اللوائح والقوانيين .و تلعيب سيمت
تغلييظ العقوبية الدور السياسي كرادع لكيل مين يحاول الخروج عين سيياسات
تبغيي الحكومية القيام بهيا أو تدعمهيا عين طرييق القيام بحملة ضدهيا .لذلك و
مين واقيع تجربية مثيل تجربية الحملة التيي قاميت بهيا مجموعية مين مؤسيسات
حقوق النسان و منظمات نسويه حول تعديل المادة 17من قانون العقوبات
و الخاصية بالرأفية فيي قضاييا التحرش ،يشيير المشاركون أن المؤسيسات غيير
المسجلة تحت قانون العمل الهلي كانت أكثر حرية وبالتالي أكثر فاعلية من
تلك المقيدة التيييي كانيييت تشارك فيييي الحملة و هيييي مغلولة اليدي طوال
.الوقت
الخاتمة
كما يتضح من خلل المفاهيم الخاصة بالحكم الرشيد والحملت ،أن الحكم
الرشيييد ذاتييه ضمانيية لنجاح قيام المؤسييسات فييي المجتمييع المدنييي بحملت
كفييء فل غنييى عيين الشفافييية لضمان المصييداقية ،ول بديييل عيين المشاركيية
لتحقيق تشبيك ناجح ،كما أن التمكين كمكون رئيسي للحكم الرشيد هو أحد
غايات القيام بالحملت .فالحكم الرشيد مصدر أساسيا لمصداقية ،وفاعلية أي
حملة .فعندمييا يتييم تطويييع عناصييره ميين شفافييية ومحاسييبية..الخ لتصييبح أداة
:للرقابة الحكومية وسيطرة الجهزة الحكومية يقود ذلك إلى أحد حالتين
الحالة الولى ،هيييي اللتزام بقواعيييد القانون والقيام بالحملت فيييي حدود
الخطوط الحمراء التيي تضعهيا السيلطة التنفيذيية ،وفيي الغالب ميا تكون هذه
.الحملت شكلية وليست لها نتائج مؤثرة
الحالة الثانيية ،تجنييب مفهوم الحكيم الرشييد أو تجنيب شكيل المؤسيسات
الهلية للتمكن من قيام بحملت فعالة تمس جوهر المشكلت و تأثر فيها ،إل
.أن ذلك قد يكون من شأنه إضعاف مصداقية الحملة
أي أن القانون 84بتطويعيه لمفهوم الحكيم الرشييد ليكون مصيدرا للرقابية
يضعنيا فيي إشكاليية تجعيل العلقية بيين تطيبيق الحكيم الرشييد والقدرة على
القيام بحملت بشكيل كفيء علقية عكسيية .ويمثيل هذا النموذج لم يمكين أن
تؤدي بيه مثيل هذه النوعيية القمعيية مين ارتباك فيي العلقات بيين مكونات فيي
.كيان واحد يجب أن تتكامل
على الرغيم مين رؤيية البعيض ليجابيات فيي القانون 84كاعترافيه الضمنيي
بمؤسييسات حقوق النسييان ،أو تركييه عبارات مفتوحيية ممييا يقدر البعييض أن
تركهيا كمجال للجدل أفضيل مين حسيمها بشكيل قمعيي إل أنيه كميا اتضيح مين
الرؤيية العامية للقانون ومواده ،أنيه يحتاج إلى مراجعية للتخلص مين السيمات
الثلث الرئيسية التي تعوق عمل المنظمات الهلية ،فمصر تحتاج للتحرك نحو
الديمقراطييييية تغيرات تشريعييييية بنفييييس قدر حاجاتهييييا لتغيرات سييييياسية
واقتصيادية .إن تغييير قانون المجتميع المدنيي فيي مصير أصيبح مطلبيا وطنييا
ترفعه كافة التجمعات الديمقراطية في مصر إلى جوار مطالبها الخرى .إل أن
المجتميع المدنيي مازال ل يعميل بشكيل جدي لتغيير القانون ،لم ترفيع قضاييا
عدم دسييتورية ضييد القانون أو عدد ميين بنوده ،لم تقييم تجمعات للعمييل على
تغيير القانون ،لم نشهد عمل على طرح قانون بديل .والمهمة الخيرة هي ما
اعتقد انه المرحلة الثانية للمجتمع المدني بعد نجاحه في إدراج تغيير القانون
على أجندة التغييير فيي مصير .إعداد قانون للمجتميع المدنيي بديل للقانون 84
لسينة 2002يأخيذ فيي السياس بعدة مبادئ يمكين أن تجنبنيا مسياوئ القانون
84 :وهي
وضيع القضاء بهيئاتيه الطبيعيية وسييط بيين السيلطة التنفيذيية والمجتميع 20
المدنيي إذ ل يجوز لي طرف اتخاذ إجراءات قانونيية ضيد الخير إلى مين
.خلل اللجوء للسلطة القضائية
وضع عقوبات تتناسب مع حجم المسؤوليات وطبيعة العمل التطوعي21 ،
.واللجوء لقواعد القانون العام في حالة أي مخالفة
22 تحدييد واضيح للمفاهييم والمصيطلحات والجراءات الواجيب إتباعهيا فيي
المجتمييع المدنييي دون ترك عبارات مبهميية و مواد ميين القانون دون
.تحديد
23 إدخال المجتمييع كطرف رئيسييي فييي المجتمييع المدنييي ميين خلل عدة
مواد تمكيين المجتمييع ميين التعرف على المجتمييع المدنييي ومتابعتييه
وإمكانيية السيتفادة منيه ،أو حتيى التدخيل فيي حالة عدم الرضاء (مثال:
إلزام مؤسيسات المجتميع المدنيي نشير ميزانيتهيا على المواقيع الخاص
)بها و في الجريدة الرسمية
24 قانون يدعيييم الشفافيييية بمنطيييق إتاحييية المعلومات لتبادل المنفعييية
والتمكين من المحاسبية بدل من كونها كما في القانون الحالي مصدرا
.للرقابة على الجمعيات
25 ضرورة تمتع المؤسسات الهلية بكافة حقوق الشخصية المعنوية كما
.في القانون
26 أن تكون الحرية مفهوما حاكما في هذا القانون (والحظر أو المنع يكون
السيييتثناء) ،وذلك مييين خلل إحلل الخطار بدل مييين الموافقييية فيييي
القانون ،حريية تعدييل النظمية الداخليية ،عدم جواز تدخيل الدارة فيي
عمليية تسييير الجمعيية لجتماعاتهيا أو انتخاباتهيا أو نشاطاتهيا أو التأثيير
.عليها
وقيد وضيع مجموعية مين الخيبراء القانونيين و النشطاء فيي مجال العميل
المدنيي العربيي فيي ورشية عميل فيي عمان فيي العام 1999مجموعية مين
المبادئ التييي يمكيين إلى جوار تلك المذكورة أن تمثييل أسيياسا لقانون يدعييم
.المجتمع المدني
أميا على مسيتوى المجتميع الدولي فهناك عدة مبادئ واجيب إتباعهيا هيي
:الخرى لدعم المجتمع المدني في مصر و العالم ككل
عولمية حريية المجتميع المدنيي وحقوق النسيان ،و ذلك بالخروج بهيا مين 1-
إطارات العلقات الثنائيية التييي تسييبب كثيير مين الحسيياسية ،والتييي تجعلهيا
أدوات للضغييط السييياسي بييين الدول إلى إطار متعدد الطراف يمتلك آليات
للمراقبة و تنفيذ قراراته و يتفادى إشكالية هيمنة دول وسيطرتها لستخدامه
كطريقة للضغط على دول أخرى في أمور ل تتعلق بالمجتمع المدني وحقوق
النسييان .فهذا التدخييل يسييمح للقوى الرجعييية (دينييية أو حكومييية) أن تظهيير
بمظهيير المدافييع عيين الوطيين أمام التدخييل الخارجييي والذي يظهيير المجتمييع
.المدني في هذه الحالة كعميل للخارج
يتوجيب على المجتميع الدولي كذلك إظهار مزييد مين الهتمام و التشجييع2- ،
حييث أن ها ضروريية Social welfare .لتنمية أجندة انتعاش اجتما عي حقيقيية
للحيد مين أثار سيياسات التيي تروج لهيا الهيئات الدوليية المانحية ذات التوجيه
market oriented .الرأسمالي
مقاومية ميا تقوم بيه الحكومات مين تسيييس للمجتميع المدنيي وحقوق 3-
النسان عن طريق استخدام المجتمع المدني كطريق لفرض أجندة حكومات
معينة .بل أننا نرى بعض الحكومات في الدول المانحة تستخدم نفس الحجج
التي سبق وأن تطرقنا لها والتي تستخدمها الحكومات لكبت حريات المجتمع
المدنييي ،مثييل مقاوميية الرهاب ،وغسيييل الموال وغيرهييا .وإن كانييت هذه
السيباب مشروعية لكين اسيتخدامها فيي مواجهية أي نشاط يختلف ميع أجندة
الحكومات المانحية حتيى لو كان النشاط سيلمي أصيبح ظاهرة واضحية خاصية
في حالة الوليات المتحدة ،و كذلك استخدامها بشكل انتقائي ضد دول بعينها
.دون غيرها
الفصييل بييين المجتمييع المدنييي والحكومات على المسييتوى الدولي ،وذلك 4-
بامتلك مؤسيسات المجتميع المدنيي أجندة واضحية ومسيتقلة ،تنوييع مصيادر
التمويييل الخاصيية بالمؤسييسات ،والدخول فييي شراكيية حقيقييية بييين الجهات
المانحية والمؤسيسات المتلقيية للمنيح تسيمح ببلورة أجندة عميل مشتركية يتيم
فيهيا تبادل المنافيع .وعدم خلط السيياسي بحريية المجتميع المدنيي ،ولعيل أبرز
مثال الن هيو الجدل الدائر حول قطيع المعونية عين منظمات المجتميع المدنيي
فييي فلسييطين بعييد فوز حماس بالنتخابات .وكأنييه عملييية عقاب جماعييي ،و
سيتكون سيابقة ذات أثير بالغ على حريية المجتميع المدنيي فيي العالم كله على
المدى البعييييد ،إذ مييين شأنهيييا إفقاد مفهوم المجتميييع المدنيييي لمصيييداقيته،
وإضعافييه لصييالح الطراف الخرى بمييا فيهييا الطراف المتطرفيية فمنظمات
.المجتمع المدني في هذه الظروف هي أشد حاجة للدعم والمساندة
ضرورة التمسييك بالديمقراطييية كنظام عالمييي ومقاوميية التراجييع الذي 5-
سواء في back clash of democracy،يشهده العالم الن في هذا المجال
العالم الثالث ميين خلل حملت العتقالت كمييا فييي مصيير ،أو انتقاص ميين
حقوق ومكتسيبات مثلميا يحدث فيي البحريين ،أو فيي العالم الول مين خلل
انتقاص من الحقوق القتصادية والجتماعية (قانون العمل في فرنسا) أو في
مثيل ميا فيي الوليات civil rightsالتراجيع عين كثيير مين الحريات الشخصيية
.المتحدة
فبدون مجتمع ديمقراطي حر ،ل يمكن أن تكون هناك حرية أو فاعلية حقيقية
للمجتمييع المدنييي ،وبدون نضال ميين المجتمييع المدنييي ل يمكيين الحفاظ على
.المكتسبات الديمقراطية وتنميتها