You are on page 1of 5

‫‪INTERVENTION‬‬

‫التدخل ف الزمات‬

‫جزء من بث منشور عبدالجيد طاش نيازي‬

‫من البامج التخصصة ف استخدام أسلوب التدخل ف الزمات ما قام به ‪St.‬‬


‫‪ Vincent,s‬عام (‪ )1977‬بالركز الطب ف مستشفى مدينة نيويورك حيث قدم برناما‬
‫لساعدة ضحايا الغتصاب أعتمد على تقدي الرشاد النفسي ‪counseling‬‬
‫‪ psychology‬لؤلء الضحايا‪ ،‬ومساعدتم للتغلب على مشكلتم النفسية الرتبطة‬
‫بالادثة على مدار الساعة‪ .‬وقد أكد البنامج أهية مشاركة الضحية ف العملية العلجية وذلك‬
‫من خلل مناقشة الادثة بالتفصيل‪ ،‬ومعرفة مدى رغبة الشخص ف إبلغ أي شخص آخر‬
‫بالادثة‪ .‬ومن الساليب العلجية الت استخدمت ف هذا البنامج القراءة ‪،reading‬‬
‫والناقشة العلجية الوجهة ‪،directive therapeutic discussion‬‬
‫ولعب الدوار ‪ role play‬والت أسهمت بدرجة كبية ف مساعدة الضحايا على تفهم‬
‫ماوفهم وغضبهم وشعورهم بالزي والجل والعار‪.‬‬
‫وف عام (‪ )1985‬قامت ‪ Viney‬بدراسة استهدفت مراقبة الثار طويلة وقصية الدى‬
‫لسلوب التدخل خلل الزمة باستخدام الرشاد ف الزمات ‪crisis‬‬
‫‪ intervention counseling‬مع الرضى النومي‪ ،‬وتوصلت الدراسة إل أن‬
‫الرضى الذين تلقوا هذا النوع من العلج أظهروا انفاضا ملحوظا ف درجة القلق والشعور‬
‫بالغضب مقارنة بالجموعة الضابطة الت ل تتلق العلج‪ ،‬كما دلت نتائج الدراسة على أن‬
‫استخدام الرشاد خلل الزمات يسهم ف إناز أهداف مباشرة كما يكون له أثر إياب على‬
‫الدى الطويل‪.‬‬
‫كما أشار ( ‪ ) Robinson, 1987‬إل أن كثيا من الختصي ف مال الرعاية‬
‫الصحية قد أدركوا مدى الاجة إل معالة الرضى ليس كأشخاص وإنا كجزء من شبكة‬
‫للعلقات الجتماعية‪ ،‬وأن توفي خدمات أسرية صحية متكاملة للمرضى ف حالت الطوارئ‬
‫تتاج منا إل البحث عن أنظمة جديدة لتوفي هذه الرعاية التكاملة تكون أكثر فاعلية وتتم‬
‫باجات الرضى النفسية والطبية والسرية‪ .‬وقد أكد كذلك على أهية التنسيق والتعاون بي‬
‫القسام الختلفة ف الستشفيات والعاملي فيها لضمان توفي الوارد والمكانات الت تفي بطالب‬
‫وحاجات الريض‪.‬‬
‫ويشي ( ‪ ) Bengelsdorf, 1987‬إل وجود وحدات للخدمات التنقلة‬
‫‪ mobile units‬تابعة لقسم الطوارئ بإحدى الستشفيات وذلك لدمة الرضى‬
‫النفسيي خلل الزمة‪ ،‬تقوم بإرسال فرق متكاملة لراقبة ومعالة الرضى وقت الزمات‪ ،‬وقد‬
‫استطاعت هذه الفرق معالة ‪ %70‬من الرضى دون الاجة إل تنويهم بالستشفى‪.‬‬
‫ويرى ( ‪ ) Parad & Parad, 1990‬إل أن الهتمامات البحثية الولية لنظرية‬
‫التدخل ف الزمات تيزت بناقشات مكثفة حاولت أن توضح مموعة من الوانب الرتبطة بذه‬
‫النظرية خاصة من حيث الفاهيم ‪ ،concepts‬والتعاريف‪ ،‬وأسلوب المارسة‪ ،‬كما‬
‫حاولت أن تيب على مموعة من التساؤلت نلخصها ف الت‪:‬‬
‫‪.1‬مم تتشكل الزمات ؟‬
‫‪.2‬ما هي الزمة مدودة الوقت ؟‪.‬‬
‫‪.3‬ما هي العناصر الفريدة الت تيز أسلوب التدخل ف الزمات ؟‪.‬‬
‫‪.4‬ما الذي ييز التدخل ف الزمات عن غيه من أساليب العلج الوجز أو الختصر‬
‫‪ brief therapy‬؟‪.‬‬
‫‪.5‬هل أسلوب التدخل ف الزمات يعتب طريقة علمية أو بديل ضعيفا لطريقة التدخل طويل‬
‫المد ‪ ( long-term therapy‬الطريقة التقليدية ف التدخل ) ؟‪.‬‬
‫‪.6‬من هو الشخص الؤهل لتقدي أو توفي خدمات التدخل وقت الزمات ؟‪.‬‬
‫ورغم أن بداية نو نظرية التدخل ف الزمات ركزت على الطرائق العيادية لنهجي دراسة الالة‬
‫‪ casestudy‬والتدخل السري ‪ family intervention‬فإن المارسة‬
‫الالية تشي إل وجود حاجة لزيد من الدراسات الت يكن الستفادة منها وتطبيقها ف متلف‬
‫الزمات النسانية‪.‬‬
‫كما تشي كثي من الباث والراجع التخصصة إل أن استخدام أسلوب التدخل ف الزمات قد‬
‫ساعد كثيا من الصابي ف تقوية وتدعيم كفاءتم الشخصية كما ساهم – بدرجة كبية – ف‬
‫إكسابم الهارات الت ساعدت ف تنيبهم الوقوع ف أزمات‪ ،‬وساعدهم كذلك ف الستعداد‬
‫للتعامل مع الزمات الستقبلية ( ‪.) Caplan & Sadock, 1994‬‬
‫وقد أكدت ذلك ( ‪ ) Kathleen, 1995‬حيث أشارت إل أن أسلوب التدخل ف‬
‫الزمات استطاع أن يفف من حدة النزعاج والضطراب النفسي وإعادة التوازن النفعال‬
‫خلل وقت قصي نسبيا‪.‬‬
‫كما يشي إل ذلك دراسات كل من ( & ‪Golan,1987; Pard‬‬
‫‪ ) Pard,1990‬حيث أكدت هذه الدراسات إل أن من العلمات البارزة لستخدام‬
‫أسلوب التدخل ف الزمات تثلت ف تركيزه على تعزيز قدرات الناس التكيفية الت تنتج عن‬
‫طريق النمو النفعال‪ ،‬وتنحهم فرصا لتخفيف ماطر النتائج النفسية السلبية أو التكيف‬
‫الجتماعي السيئ الذي يعقب الزمة‪ .‬ولقد دلت بعض اللحظات الت كتبها الصابون عن‬
‫خباتم العلجية إل أن استخدام أسلوب التدخل ف الزمات قد ساعدهم ف رفع مستوى‬
‫أدائهم النفسي والجتماعي بدرجة أعلى ما كانت عليه قبل حدوث الزمة ( ‪Brom,‬‬
‫‪.) Kleber & Deferva, 1989‬‬
‫كما أشارت ( ‪ ) Kathleen, 1995‬إل أن نظرية التدخل ف الزمات قد نت‬
‫وتطورت من خلل الهتمام بالفراد الذين يواجهون مشاعر انفعالية وضغوط نفسية حادة‬
‫مؤقتة‪ ،‬أو الفراد الذين ل يستطيعوا التكيف مع تولت النمو والواقف والوادث الضاغطة‪،‬‬
‫وتضيف إل أن الساعدة النفسية السريعة والباشرة أو التدخل ف الزمات هو أفضل أسلوب‬
‫للوقاية من النيار النفسي الترتب على الزمة ( ‪.) Sparks, 1998‬‬
‫ويرى كل من ( & ‪Caplan, 1964; Parad, 1971; Parad‬‬
‫‪ ) Parad, 1990‬أن نظرية التدخل ف الزمات ومارستها نت تدرييا خلل عقدي‬
‫المسينات والستينات‪ ،‬فقد ركزت بوث ‪ Caplan‬ف العوام من ‪ 64‬إل ‪ 74‬على‬
‫الدور الهم للموارد البيئية وخاصة نظام الدمات الجتمعية ف حل الزمات والتكيف معها‪.‬‬
‫كما أشار ( ‪ ) Lambert, 1995‬إل قيام قسم الطوارئ التابع لستشفى الحاربي‬
‫القدماء ‪ Veteran Affairs Hospital‬بإنشاء برنامج للتدخل خلل‬
‫الزمات يعمل من الساعة الامسة إل الساعة الادية عشر والنصف مساء خلل أيام السبوع‪،‬‬
‫وقد استهدف البنامج خفض نسبة التنوي بي الرضى النفسيي أثناء الزمات‪ ،‬اعتمد البنامج‬
‫على تقدي خدمات متنوعة منها‪ :‬العقاقي الطبية‪ ،‬والدمات العلجية السرية‪ ،‬والتحويل‬
‫للعيادات الارجية‪ .‬وقد توصل البنامج إل خفض عدد الرضى النومي بنسبة بلغت ‪%34‬‬
‫خلل السنة الول أي ما يعادل توفي مبلغ (‪ )400000‬دولر أمريكي تقريبا والت كانت‬
‫تصرف على تنوي الرضى‪.‬‬
‫وف دراسة ( ‪ ) Rotherem, 1996‬الت استهدفت تقوي ومقارنة الدمات العلجية‬
‫الت تقدم للشخاص الذين حاولوا النتحار من الشباب وأسرهم‪ ،‬تكونت عينة الدراسة من (‬
‫‪ )140‬شابا ت تقسيمهم إل مموعتي‪ :‬الجموعة الول ضمت (‪ )75‬حالة وهي الت ت تقدي‬
‫الدمات العلجية التقليدية لم بغرف الطوارئ‪ ،‬أما الجموعة الثانية فقد تكونت من (‪)65‬‬
‫شابا قدمت لم خدمات خاصة داخل غرفة الطوارئ منها‪:‬‬
‫‪.1‬ورش عمل تدريبية‪.‬‬
‫‪.2‬أشرطة فيديو استهدفت تعديل توقعات السر بشأن العملية العلجية‪.‬‬
‫‪.3‬توفي خدمات هاتفية مباشرة مع العالي السريي‪.‬‬
‫أظهرت نتائج الدراسة أن الجموعة الثانية كانت أكثر ميل لضور اللسات العلجية‬
‫بنسبة ‪ % 95, 4‬مقابل ‪ % 82, 7‬للمجوعة الول‪ ،‬كما أظهرت الدراسة أن أمهات‬
‫الجموعة الول كن أقل رغبة ف مواصلة العلج‪ ،‬هذا بالضافة إل أن الجموعة الثانية انفضت‬
‫لديهم العراض النفسية‪ ،‬كما دلت الدراسة على وجود اتاهات إيابية نو العلج والعلقات‬
‫السرية لدى أمهات البحوثي‪.‬‬
‫لقد استخدم أسلوب التدخل ف الزمات للتعامل مع مشكلت متلفة‪ ،‬كما استفادت منه فئات‬
‫متنوعة من أفراد الجتمع واستخدم هذا السلوب اليوم بكثرة ف الجال الطب خاصة مع الرضى‬
‫بأمراض مزمنة ومعدية وخطية ومستعصية‪.‬‬
‫كما استخدم ف غرف الطوارئ أيضا حيث أشار ( ‪ ) Cannon, 1997‬إل أن‬
‫أسلوب التدخل ف الزمات يعتب من الساليب اللئمة للتعامل مع مرضى اليدز نظرا لن هذا‬
‫الرض يتسبب ف إحداث أزمات متلفة نفسية واجتماعية واقتصادية‪ ،‬كما أن هؤلء الرضى‬
‫يرون بأزمات وصدمات متعاقبة طوال فترة الرض‪ ،‬ولذا ينبغي أن يستخدم معهم أسلوب‬
‫التدخل ف الزمات ف كل مرة يتاجون إليه‪.‬‬
‫هذا وقد قامت ( ‪ ) Mariann, 1997‬بدراسة استهدفت معرفة مدى فعالية أسلوب‬
‫توفي الساندة الجتماعية ‪ social support‬وقت حصول الزمة‪ ،‬وطبقت الدراسة‬
‫على (‪ )60‬من أقارب التوفي ف مراكز العناية الركزة بدف معرفة أثر التفاعل بي العاملي ف‬
‫الوحدة والقارب‪ ،‬وقد دلت النتائج على أن هناك تأثي متبادل بي قدرة هؤلء القارب على‬
‫تمل الزمة وتفيف حدتا وأثرها وبي توفي الساندة الجتماعية من قبل العاملي‪.‬‬
‫من خلل استعرا ضنا للدراسات السابقة ف مال التدخل ف الزمات نلص إل أن نظرية الزمة‬
‫قد نت وتطورت خلل عقدي المسينات والستينات من هذا القرن‪ ،‬وركزت ف تعاملها على‬
‫الشخاص الذين يواجهون ضغوطا نفسية حادة ومفاجأة نتيجة تعرضهم لبعض الواقف والوادث‬
‫الطبيعية والصطناعية‪.‬‬
‫كما حاولت كثي من هذه الدراسات أن تشكل نوذجا علميا للتدخل باستخدام هذا السلوب‬
‫ومارسته ف الواقع‪ ،‬وبالتال عملت هذه الدراسات على تقيق هذا الدف من خلل الجابة على‬
‫مموعة من التساؤلت الساسية الرتبطة بمارسة هذا السلوب منها‪ :‬ما هو مفهوم الزمة ؟ وما‬
‫هي آثارها النفسية والجتماعية على الفرد وعلى الحيطي به ؟ وما هي أهم جوانب الدراسة الت‬
‫ينبغي أن يركز عليها العال عند القيام بعملية التقدير ؟ وما هي الساليب العلجية الفاعلة‬
‫والؤثرة للتدخل مع الشخاص الذين يواجهون الزمات ؟ وما مدى فعالية هذه الساليب ؟‪.‬‬
‫كما دلت الدراسات السابقة على استخدام أسلوب التدخل مع الالت الفردية والماعية‬
‫والسرية على حد سواء‪ ،‬كما استخدمت للتعامل مع نوعيات وفئات متلفة من العملء‪ ،‬ومع‬
‫مشكلت متلفة أيضا‪.‬‬
‫وتبي لنا من خلل استقراء هذا التراث الفكري وجود اتفاق بي كثي من الختصي ف مال مهن‬
‫الساعدة النسانية على فعالية أسلوب التدخل ف الزمات للتعامل مع ضحايا الغتصاب‬
‫ومرضى اليدز والرضى بأمراض مزمنة وأمراض خطية وأمراض مستعصية وكذلك مع حالت‬
‫ماولة النتحار‪ ،‬كما اتفقوا على ضرورة توفي خدمات التدخل ف الزمات ف الؤسسات‬
‫الجتمعية الختلفة وعلى أيدي أشخاص متخصصي ‪.‬‬

You might also like