You are on page 1of 6

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫سورة التحريم‬
‫*تناسب خواتيم الطلق مع فواتح التحريم*‬
‫ت تَا ِئبَاتٍ عَا ِبدَاتٍ سَائِحَا ٍ‬
‫ت‬ ‫ت قَا ِنتَا ٍ‬
‫ت مُ ْؤ ِمنَا ٍ‬
‫ن مُسِْلمَا ٍ‬ ‫خيْرًا مِ ْنكُ ّ‬‫سورة الطلق هي في الطلق‪ ،‬وفي التحريم قال (عَسَى َربّهُ إِنْ طَلّ َقكُنّ أَنْ ُي ْبدِلَهُ أَزْوَاجًا َ‬
‫َثّيبَاتٍ وََأ ْبكَارًا (‪ ))5‬كأنما هي استكمال لليات الواردة قبلها في سورة الطلق‪ .‬في خاتمة الطلق (ِل َتعَْلمُوا أَنّ اللّ َه عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫ي ٍء َقدِي ٌر وَأَنّ اللّ َه َقدْ أَحَاطَ‬
‫ض فََلمّا‬
‫ن َبعْ ٍ‬ ‫ض عَ ْ‬‫ف َبعْضَهُ وَأَعْرَ َ‬ ‫عرّ َ‬ ‫ظهَرَ ُه اللّ ُه عََليْهِ َ‬‫ت بِهِ وَأَ ْ‬
‫حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ‬
‫سرّ ال ّنبِيّ إِلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ‬‫شيْ ٍء عِ ْلمًا (‪ ))12‬وفي التحريم (وَِإذْ أَ َ‬ ‫ِبكُلّ َ‬
‫خبِيرُ (‪ ))3‬نبّأ الرسول بما حدث‪.‬‬ ‫ل َنبَّأنِيَ ا ْلعَلِي ُم الْ َ‬
‫ت مَنْ َأ ْنبََأكَ َهذَا قَا َ‬
‫َنبّأَهَا بِ ِه قَالَ ْ‬
‫**هدف السورة**‬
‫شدَادٌ لَا‬
‫حجَارَ ُة عََل ْيهَا مَلَا ِئكَةٌ غِلَاظٌ ِ‬ ‫سكُمْ وَأَهْلِيكُ ْم نَارًا َوقُودُهَا النّاسُ وَالْ ِ‬ ‫ن آ َمنُوا قُوا أَن ُف َ‬ ‫دور السرة في قضية النماء دور هام وعظيم (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫َيعْصُونَ اللّهَ مَا َأمَرَهُمْ َو َي ْفعَلُونَ مَا يُ ْؤمَرُونَ) آية ‪ 6‬فالسرة محور أساسي في ترابط المجتمع وبدونها يتفكك ول يوجد انتماء والمرأة لها دور أساسي‬
‫في كل هذا لنها هي التي تربي الجيال وتؤثر على أفراد المجتمع وهي مصنع الرجال‪ .‬وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة عن نماذج نساء نجحوا في‬
‫جنِي مِن ِف ْرعَ ْونَ‬ ‫جنّةِ َونَ ّ‬
‫ك بَ ْيتًا فِي الْ َ‬ ‫ب ابْنِ لِي عِن َد َ‬ ‫ب اللّ ُه َمثَلًا لّّلذِينَ آ َمنُوا ِامْرَأَ َة ِفرْعَوْنَ ِإذْ قَالَتْ َر ّ‬ ‫انتمائهم كامرأة فرعون ومريم بنت عمران ( َوضَرَ َ‬
‫ن)‬ ‫ت مِنَ الْقَا ِنتِي َ‬
‫ت ِبكَِلمَاتِ َرّبهَا َو ُكُتبِهِ َوكَانَ ْ‬ ‫ص ّدقَ ْ‬
‫حنَا وَ َ‬ ‫خنَا فِي ِه مِن رّو ِ‬ ‫جهَا َفنَفَ ْ‬‫ت فَ ْر َ‬‫صنَ ْ‬ ‫عمْرَانَ اّلتِي َأحْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جنِي مِنَ ا ْلقَوْ ِم الظّاِلمِينَ * َومَ ْريَ َم ا ْبنَ َ‬ ‫عمَلِهِ َونَ ّ‬
‫وَ َ‬
‫ن كَفَرُوا ِامْرَأَ َة نُوحٍ َوِامْرَأَةَ لُوطٍ كَا َنتَا َتحْتَ‬ ‫ضرَبَ اللّهُ َمثَلًا لّّلذِي َ‬ ‫آية ‪ 11‬و ‪ 12‬وأخريات فشلوا في هذا النتماء للدين واختاروا غيره فنالوا عقابهم ( َ‬
‫خلِينَ) آية ‪ .10‬فالنتماء مسألة هوية وآن لنا أن ننتمي للدين‬ ‫ل ادْخُلَا النّا َر مَ َع الدّا ِ‬ ‫ش ْيئًا َوقِي َ‬
‫ع ْن ُهمَا مِنَ اللّهِ َ‬
‫حيْنِ فَخَا َنتَا ُهمَا فَلَ ْم ُي ْغ ِنيَا َ‬
‫عبَا ِدنَا صَاِل َ‬
‫ن مِنْ ِ‬ ‫ع ْبدَيْ ِ‬
‫َ‬
‫وللمّة السلمية‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة التحريم***‬
‫آية (‪:)1‬‬
‫* ما الفرق بين يا أيها النبي ويا أيها الرسول؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ك غُلَامًا َز ِكيّا (‪ )19‬مريم) الرسول معه رسالة تبيلغ والنبي أعم قد‬ ‫الرسول من الرسالة التبليغ حتى لو لم يكن نبيا (قَالَ ِإّنمَا َأنَا رَسُولُ َرّبكِ ِلأَهَبَ َل ِ‬
‫ل وقد يكون لنفسه ليس مكلفا بتبليغ دعوة إلى الخرين‪ .‬كلمة النبي أعم وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول‪ .‬قد يكون ليس مكلفا بالتبليغ‬ ‫يكون رسو ً‬
‫مثل يعقوب عليه السلم غير مكلف بالتبليغ هو نبي وإسحق نبي‪ ،‬المكلف بالرسالة والتبليغ هو رسول وغير المكلف هو نبي والنبي قد يكون رسولً‬
‫ل إَِل ْيكَ مِن ّرّبكَ (‪ )67‬المائدة)‬ ‫ل بَلّ ْغ مَا أُنزِ َ‬
‫وقد يكون غير رسول‪ .‬لما في القرآن يقول يا أيها الرسول ينظر فيها إلى جانب التبليغ (يَا َأّيهَا الرّسُو ُ‬
‫فالنبي أعم وقد يكون رسولً فقد يستعمل في جانب الرسالة والدعوة والتبليغ وقد يستعمل في جانب آخر في الجانب الشخصي في غير التبليغ مثال‪( :‬يَا‬
‫ن فِي ا ْل ُكفْ ِر (‪ )41‬المائدة) النبي عامة (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ‬ ‫ل يَحْزُنكَ اّلذِينَ يُسَارِعُو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك (‪ )67‬المائدة) (يَا َأّيهَا الرّسُو ُ‬ ‫ك مِن ّرّب َ‬
‫ل بَلّغْ مَا أُنزِلَ إَِل ْي َ‬ ‫َأّيهَا الرّسُو ُ‬
‫ي جَا ِهدِ ا ْلكُفّارَ وَا ْل ُمنَا ِفقِينَ (‪)73‬‬
‫لسْرَى (‪ )70‬النبياء) (يَا َأّيهَا النّبِ ّ‬ ‫ي قُل ّلمَن فِي َأ ْيدِيكُم مّنَ ا َ‬ ‫ل (‪ )65‬النفال) (يَا َأّيهَا ال ّنبِ ّ‬ ‫حَرّضِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ عَلَى ا ْل ِقتَا ِ‬
‫ك (‪ )1‬التحريم) هذا شيء شخصي بينه وبين أزواجه‪ .‬إذن‬ ‫ل اللّهُ َل َ‬‫ك (‪ )28‬الحزاب) (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ ِل َم تُحَرّ ُم مَا أَحَ ّ‬ ‫جَ‬‫ي قُل لَّأزْوَا ِ‬ ‫التوبة) (يَا َأّيهَا ال ّنبِ ّ‬
‫النبي عامة‪ .‬القرآن يستخدم يا أيها الرسول إذا كان يتكلم في أمر الرسالة والتبليغ والنبي عامة‪.‬‬
‫*ما الفرق بين رضوان ومرضاة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إل رضى من ال تعالى أما المرضاة فتأتي من ال ومن غيره‬
‫س مَن‬
‫والرضوان هو أعظم الرضى وأكبره فخصّه بال سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة بال تعالى وإنما تأتي ل تعالى ولغيره ( َومِنَ النّا ِ‬
‫جكَ (‪ )1‬التحريم) أما الرضوان فهو ل تعالى فقط‪ ،‬خاص بال تعالى‪ .‬والرضوان‬ ‫شرِي نَفْسَ ُه ا ْب ِتغَاء َمرْضَاتِ اللّ ِه (‪ )207‬البقرة) ( َتبْ َتغِي مَ ْرضَا َ‬
‫ت أَزْوَا ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫طلّ ال تعالى على عباده‬ ‫أعلى من الجنة وفي الثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا‪ ،‬فقالوا كيف يا رسول ال؟ قال ي ُ‬
‫أصحاب الجنة فيقول سلوني‪ ،‬فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول‬
‫العلماء سلوه الرضى‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت بِهِ وَأظْهََرهُ‬ ‫ما نَبَّأ ْ‬ ‫حدِيث ًا فَل َ َّ‬
‫ج هِ َ‬
‫زوا ِ‬‫َ‬ ‫ضأْ‬‫ِ‬ ‫ي إِلَى بَع ْ‬ ‫سَّر النَّب ِ ُّ‬
‫*مطلع سورة التحريم ورد فيها فعل نبأ (وَإِذ ْ أ َ‬
‫َ‬
‫ك هذ َا قَا َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ال ْ َ‬
‫خبِيُر (‬ ‫ي الْعَلِي ُ‬‫ل نَبَّأن ِ َ‬ ‫ن أَنبَأ َ َ‬ ‫م ْ‬
‫ت َ‬ ‫ما نَبَّأه َا ب ِهِ قَال َ ْ‬ ‫ض فَل َ َّ‬ ‫َ‬
‫ه وَأعَْر َ‬
‫ض ع َن بَع ْ ٍ‬ ‫ض ُ‬ ‫ه عَلَي ْهِ عََّر َ‬
‫ف بَعْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪ ))3‬ثلث مرات وردت نبّأ ومرة وردت أنبأ فما اللمسة البيانية في هذا؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ض فََلمّا َنبّأَهَا بِ ِه قَاَل ْ‬
‫ت‬ ‫ض عَن َبعْ ٍ‬ ‫ف َبعْضَهُ وَأَعْرَ َ‬
‫عرّ َ‬
‫ظهَرَ ُه اللّ ُه عََليْهِ َ‬
‫ت بِهِ وَأَ ْ‬
‫حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ‬
‫سرّ ال ّنبِيّ إِلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ‬ ‫السؤال في آية التحريم (وَِإذْ أَ َ‬
‫خبِي ُر (‪ .))3‬نبّأ يقتضي التنبيء أكثر من أنبأ مثل علّم وأعلم‪ ،‬أعلم مرة واحدة لكن علّم يقتضي وقتا علّمته النحو‪ .‬إذن‬ ‫ل َنبَّأنِيَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫ك َهذَا قَا َ‬
‫مَنْ أَنبََأ َ‬
‫ك َهذَا) يعني‬ ‫ت مَنْ أَنبََأ َ‬ ‫ض عَن َبعْضٍ) قالت (قَالَ ْ‬ ‫التنبيء وقته أو ما يُذكر فيه أكثر من أنبأ مثل علّم وأعلم‪ .‬إذن نبّأ أكثر‪ ،‬هو قال (عَرّفَ َبعْضَهُ َوأَعْرَ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ض عَن َبعْضٍ)‬‫خبِيرُ) يعني كله نبّأه به ربه‪ .‬قال (عَرّفَ َبعْضَهُ َوأَعْرَ َ‬
‫ل َنبَّأنِيَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫بهذا الجزء؟ ليس كله‪ ،‬لو قالت من نبّأك؟ يعني كله‪ ،‬هو قال (قَا َ‬
‫أعرض يعني لم يذكره ما أراد أن يحاسبها حسابا عسيرا فذكر قسما منه وأعرض عن الباقي ذكر جزءا من الحديث إذن هو أنبأها جزءا النباء أقل‬
‫ك َهذَا) لنه جزء‬
‫من التنبيء هي قالت (مَنْ أَنبََأكَ َهذَا) وهو قال (نَبَّأنِيَ) نبّأني كله لم ينبئها بكل ما حدث مع علمه به وإنما أنبأها بجزء فقالت (مَنْ أَنبََأ َ‬
‫والنباء أقل من التنبيء مثل علّم وأعلم‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫ت بِهِ) كلمة بعض في اللغة تعني الواحد أو الواحدة إل إذا تكررت (بضع من ثلث إلى تسعة)‬ ‫حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ‬ ‫(وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ َأزْوَاجِ ِه َ‬
‫ج ْمعًا (‪ )99‬الكهف) بعضهم لبعض تكون جماعة لجماعة أما إذا جاءت مفردة‬ ‫ج َمعْنَا ُهمْ َ‬
‫خ فِي الصّو ِر َف َ‬ ‫ج فِي َبعْضٍ َونُفِ َ‬ ‫ضهُمْ يَ ْومَ ِئذٍ َيمُو ُ‬ ‫( َوتَ َر ْكنَا َبعْ َ‬
‫فالغالب في لغة العرب ‪ ،‬هناك شاهد أو شاهدان استعملها للجماعة للقِسم لكن الراجح في كلم العرب وهذا الذي عليه القرآن الكريم أنه إذا إستعمل‬
‫سرّ إليها حديثا ‪ ،‬ما‬ ‫بعض تعني واحدا وهنا جاء بمعنى واحد (بعض أزواجه)‪( .‬فلما نبّأت به) فهي كانت إحدى زوجاته ورضي ال عنهن جميعا أ ِ‬
‫هذا الحديث؟ نحن منهجنا في فهم القرآن أنه ما سكت عنه القرآن نسكت عنه‪ .‬عندنا أحاديث توضح الصورة لكن هذه الحاديث متفاوتة الدرجات‪:‬‬
‫حديث يتكلم على شرب العسل وحديث يتكلم على مواقعة ماريا القبطية في بيت حفصة رضي ال عنها‪ .‬هذا المر ليس مهما ولو كان مهما لشار إليه‬
‫حدِيثًا) ما قال لنا ما هو فنقول سرّا أخبر الرسول به إحدى زوجاته والروايات تقول‬ ‫القرآن الكريم لكن هو قال (وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ أَزْوَاجِ ِه َ‬
‫أنها عائشة رضي ال عنها وعن أبيها‪ .‬هي لم تحفظ هذا السر يعني ضاق به صدرها فإتجهت إلى أقرب الناس إليها (زوجة ثانية من زوجات الرسول‬
‫) وبدأت تحدثها بسِ ّر رسول ال أن الرسول قال لي كذا وقال لي كذا ول شك أنها في بداية المر ترددت قبل أن تتحدث فهذا أخذ زمنا‪ ،‬الحديث‬
‫أخذ زمنا والتردد أخذ زمنا هذا يناسب صيغة فعّل لن فعّل في اللغة تحتاج إلى وقت أطول من أفعل‪ .‬نبّأ (فعّل) غير أنبأ (أفعل)‪ .‬لما تقول‪ :‬أعلمت‬
‫زيدا أي أوصلت إليه معلومة لكن لما تقول علّمته التعليم يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى جهد‪ .‬أخرجت الشيء وخرّجته‪ ،‬وهكذا‪ .‬فصيغة فعّل في لغة‬
‫العرب تحتاج إلى تلبّث‪ ،‬وقت‪ ،‬زمن يأخذ (فلما نبّأت به) معناه أخذت وقتا‪ .‬أخذت وقتا حتى في الكلم‪ .‬الحكاية نفسها تحتاج إلى وقت الكلم في وقت‬
‫ض عَنْ‬ ‫ف بَعْضَهُ َوأَعْرَ َ‬ ‫ظهَرَهُ اللّ ُه عََليْ ِه عَرّ َ‬ ‫ت بِهِ َوأَ ْ‬‫حدِيثًا)‪( .‬فََلمّا َنبَّأ ْ‬ ‫هو لم يكن كلمة واحدة أو كلمتين وإنما حديث (وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ‬
‫ل فالرسول لرعايته لبيته ولهل بيته ولسماحته عرّف بعضه وأعرض عن‬ ‫َبعْضٍ) أظهره أي أطلعه وعرّفه أن فلنة أخبرت بحديثك والحديث كام ً‬
‫بعض‪ ،‬معناها الحديث طويل ذكر بعضه وترك بعضه ما خاض في كل التفاصيل وإنما قال جزءا من قولها (عرّف بعضه وأعرض عن بعض)‪( .‬فلما‬
‫نبّأها به) هذا التعريف‪ ،‬هذا البعض (به) تعود على البعض الذي تحدّث به كان حديثا أخذ زمنا قال‪( :‬فلما نبّأها)‪ .‬قالت (من أنبأك هذا) (هذا) يعني‬
‫إفشاء السر هي تعلم تفاصيل القول وهي ل تحتاج إلى نبّأ وإنما إلى أنبأ لنه ليس فيها سرعة وليس فيها تلبّث ول وقت‪( .‬نبّأها) شرح لها ماذا قالت‬
‫جزء من الحديث هي قالت (من أنبأك هذا) من أعلمك إفشائي للسر‪ .‬إفشائي السر ل تحتاج للفعل المشدّد (نبّأ) وإنما إلى (أنبأ) لنه يحتاج إلى وقت‬
‫قصير‪.‬‬
‫ضهُ ْم عَلَى ا ْلمَلَا ِئكَةِ‬ ‫عرَ َ‬ ‫سمَا َء كُّلهَا ُثمّ َ‬ ‫هذه الظاهرة إستعمال نبّأ وأنبأ مضطردة في القرآن الكريم بحيث أننا لما نأتي إلى أفعل كما في قوله (وَعَلّمَ َآدَمَ الَْأ ْ‬
‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ (‪ ))31‬أنبأ وردت في أريعة مواضع في القرآن كله وسنجد أنها جميعا فيها إختصار زمن‪ ،‬فيها وقت‬ ‫سمَا ِء هَؤُلَاءِ إِ ْ‬ ‫َفقَالَ َأ ْن ِبئُونِي بِأَ ْ‬
‫قصير وليس فيها وقت طويل‪ .‬أما نبّأ فحيث وردت‪ ،‬وردت في ستة وأربعين موضعا ( من المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم) سنعود إلى ذكر‬
‫إحصائها لن لنا رأيا فيها‪ .‬لحظ (وعلّم آدم السماء كلها) بمفهوم البشر التعليم يحتاج إلى وقت ولذا قال علّم ولم يقل أعلم‪ .‬السماء كلها أي هذا‬
‫الشيء إسمه كذا عذا المخلوق إسمه كذا ورب العالمين يمكن أن يقول كن فيكون‪ .‬لكن أرادت الية أن تبيّن أنه لقّنه هذه الشياء بوقت كما أنه خلق‬
‫السموات والرض في ستة أيام وكان بإستطاعته أن يقول كن فيكون‪( .‬وعلّم آدم السماء كلها ثم عرضهم على الملئكة) وذكرنا في مرة سابقة‬
‫استعمال عرضهم لن فيها العاقل وغير العاقل‪َ ( .‬فقَالَ َأ ْن ِبئُونِي) لنه هذا ما إسمه؟ فلن أو كذا وهذا ل يحتاج إلى شرح وتطويل ما قال (نبّؤني)‬
‫حكِي ُم (‪ ))32‬أيضا ما‬ ‫سبْحَا َنكَ لَا عِلْ َم َلنَا إِلّا مَا عَّل ْمتَنَا ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫قال(أنبؤني) لكن في مكان آخر قال (نبؤني بعلم إن كنتم صادقين) ‪ .‬قالوا (قَالُوا ُ‬
‫سمَا ِئهِمْ) آدم هذا كذا إسمه وانتهى‪ ،‬وهذا؟ كذا وهذا؟ كذا‪ .‬النباء بكل إسم على حدة ل يأخذ‬ ‫سمَا ِئهِ ْم فََلمّا َأ ْنبَأَهُمْ بَِأ ْ‬‫ل يَا َآدَ ُم َأ ْنبِ ْئهُمْ بَِأ ْ‬
‫تعلّموه على وقت‪( .‬قَا َ‬
‫سمَا ِئهِمْ) واحدا واحدا ل يحتاج إلى وقت‪.‬‬ ‫سمَا ِئهِم) (فََلمّا َأ ْنبَأَهُمْ بَِأ ْ‬ ‫وقتا ولهذا قال (َأ ْن ِب ْئهُمْ بِأَ ْ‬
‫سُأنَ ّب ُئكَ ِبتَأْوِيلِ‬
‫إذا جاء الفعل بصيغتي فعّل وأفعل نفس الفعل فيكون أفعل إذا جاء لزمن أقصر من فعّل مثل علّم وأعلم ونبّا وأنبأ‪ .‬في سورة الكهف ( َ‬
‫صبْرًا (‪.))78‬هذا ليس إنبا ًء وإنما تبيين من نبّأ لن فيها كلم كثير (أما السفينة‪ ،‬أما الغلم‪ ،‬أما الجدار) فهي ليست مختصرة‪.‬‬ ‫ستَطِ ْع عََليْهِ َ‬ ‫مَا لَ ْم تَ ْ‬
‫سُأنَ ّب ُئكَ) جاءت بالتشديد مشددة ما قال سأنبئك‪ .‬المضعّفة يعني فعّل من النبأ جاءت في ستة وأربعين موضعا كما في سورة يوسف ( َنّبئْنَا ِبتَأْوِيلِهِ ِإنّا‬ ‫(َ‬
‫ن (‪ ))36‬لن فيها شرح بالتفصيل عن الرؤيا ولم يقل أنبئنا مختصرة وهم يريدون شرحا مفصّلً للرؤيا‪ .‬أنبأ لم ترد إل في أربعة‬ ‫سنِي َ‬ ‫حِ‬ ‫ك مِنَ ا ْلمُ ْ‬ ‫نَرَا َ‬
‫مواضع‪ .‬نبّا وتفصيلتها وردت في ستة وأربعين موضعا في ستو وثلثين موضعا كانت تحتمل أن تُقرأ أنبأ بالتخفيف ومنه هذا الموضع‪ .‬من حيث‬
‫الرسم لو رسمنا من غير همزة ونقاط وشدّة كان يمكن أن تُقرأ سأنبئك لكن رجعت إلى القراءات وحتى الشاذّة منها ‪ 36‬موضعا كان يمكن أن تُقرأ‬
‫بالتخفيف لكن لم ترد قراءة واحدة بالتخفيف وللكن قُرئت كلها بالتشديد (سأنبّئكم‪ ،‬أنبّئكم‪ ،‬تنبؤنه) لم يقرأها أحد أنبأكم‪ .‬ستة وثلثون موضعا كلها كان‬
‫ل هَلْ‬ ‫يمكن أن تُقرأ بالتخفيف ولم تُقرأ بالتخفيف وعشرة مواضع ل يمكن أن تُقرأ بالتخفيف لن نبّأت به وإنما (نبّأ) بالتضعيف مثل قوله تعالى (قُ ْ‬
‫صنْعًا (‬ ‫ن ُ‬ ‫سنُو َ‬ ‫سبُونَ َأّنهُ ْم يُحْ ِ‬ ‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا وَهُ ْم يَحْ َ‬ ‫عمَالًا (‪ )103‬الكهف) بالتشديد لن جاء الحديث بعدها طويل (اّلذِينَ ضَلّ َ‬
‫س ْع ُيهُ ْم فِي ا ْل َ‬ ‫خسَرِينَ أَ ْ‬ ‫ُن َنبّ ُئكُمْ بِا ْلأَ ْ‬
‫عمَاُلهُ ْم فَلَا نُقِيمُ َلهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ وَ ْزنًا (‪ ))105‬فيها تفصيل‪ .‬وحيثما وردت ولذلك لم تُقرأ بالتخفيف‬ ‫حبِطَتْ أَ ْ‬ ‫‪ )104‬أُوَل ِئكَ اّلذِينَ كَ َفرُوا بَِآيَاتِ َرّبهِمْ وَِلقَائِ ِه فَ َ‬
‫ما دام فيها تلبّث وزمن فل تُقرأ بالتخفيف‪ .‬وهذا القرآن من أوله إلى آخره كله جاء بهذه الصورة والنسان يعجب (أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب‬
‫أقفالها)‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)4‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫منِي َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫صال ِ ُ‬
‫ل وَ َ‬ ‫موَْل هُ وَ ِ‬
‫جبْرِي ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه هُوَ َ‬ ‫ن تَظَاهََرا عَلَي ْهِ فإ ِ ّ‬ ‫ت قُلُوبُك ُ َ‬
‫ما وَإ ِ ْ‬ ‫ن تَتُوب َا إِلَى الل ّهِ فَقَد ْ َ‬
‫صغَ ْ‬ ‫*(إ ِ ْ‬
‫ك ظَهِيٌر (‪ )4‬التحريِم) لمِا كان الخطاب للمثنِى فِي قوله تعالى (إن تتوبِا) فمِا دللة‬ ‫مَلئِك َ ُ‬
‫ة بَعْد َ ذَل ِِ َ‬ ‫وَال ْ َ‬
‫الجمع في (صغت قلوبكما) ولم يقل قلباكما؟ وهل أقل الجمع اثنين؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا سؤال لغوي نحوي‪ .‬الفصح في اللغة أنه إذا أضيف المثنى إلى متضمّنه (أي الذي يتضمنه) المثنى يُجمع‪ .‬مثال‪ :‬القلب والنسان النسان يتضمن‬
‫ل مّنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَزِيزٌ‬
‫سبَا َنكَا ً‬
‫طعُو ْا َأ ْيدِ َي ُهمَا جَزَاء ِبمَا كَ َ‬
‫القلب‪ ،‬فإذن الفصح أن ل يقال قلباكما في اللغة والشعر والقرآن مثل (وَالسّا ِرقُ وَالسّا ِرقَ ُة فَا ْق َ‬
‫حكِيمٌ (‪ )38‬المائدة) لم يقل يديهما‪ ،‬هذه قاعدة والفصح في اللغة أنه إذا أضيف المثنى إلى متضمنه سارق وسارقة اثنان واليد متضمنة في الشخصين‬ ‫َ‬
‫فلم يقل يديهما وإنما قال أيديهما بالجمع‪ .‬العرب تقول أكلت رؤوس الكبشين (ل رأسي الكبشين) ومهمهين معدتين ظهراهما مثل ظهور الترسين‪،‬‬
‫ظهور جمع والترسين مثنى‪ ،‬هذا الفصح في اللغة وهذا مقرر في كتب اللغة وكتب النحو‪ .‬الفصح في اللغة أن يقول (صغت قلوبكما) وهذا يرد كثيرا‬
‫في اللغة إذا أضيف المثنى إلى متضمنه فالفصح جمع المضاف وقد وردت في القرآن في أكثر من موطن (صغت قلوبكما) (فاقطعوا أيديهما)‪.‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫صال ِ ُ‬
‫ل وَ َ‬ ‫موَْل هُ وَ ِ‬
‫جبْرِي ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه هُوَ َ‬ ‫ت قُلُوبُك ُ َ‬
‫ما وَإِن تَظَاهََرا عَلَي ْهِ فإ ِ ّ‬ ‫*(إِن تَتُوب َا إِلَى الل ّهِ فَقَد ْ َ‬
‫صغَ ْ‬
‫ك ظَهِيٌر (‪ )4‬التحريِِم) هِِل هِِي صِِالح المؤمنيِِن أو صِِالحوا المؤمنيِِن؟(د‪.‬فاضِِل‬ ‫مَلئِك َ ُ‬
‫ة بَعْد َ ذَل ِِِ َ‬ ‫وَال ْ َ‬
‫السامرائى)‬
‫هذه المفسرون قالوا فيها احتمالن صالحوا وحذفت الواو لن أحيانا خط المصحف يكون فيه حذف مثل هاد تأتي بحذف الياء وداع تأتي بحذف الياء‪،‬‬
‫ح المؤمنين مرسومة بل واو لكن من حيث التقدير النحوي والعرابي قسم أجاز أن يقول صالحوا المؤمنين والواو‬ ‫فقسم يذهب إلى أنها هي وصال ُ‬
‫ح المؤمنين‪ .‬وصالح المؤمنين هذه عامة هذا وصف وليس شخصا واحدا‪ .‬من حيث اللغة والدللة صالح‬ ‫حذفت في خط المصحف وقسم قال هي وصال ُ‬
‫المؤمنين تصير عامة أيضا وصالحوا المؤمنين عامة ل تنطبق على واحد وأنا أميل إلى المفرد لنها تشمل المفرد والجمع أما صالحوا فتشمل الجمع‬
‫فقط ‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫* لماذا ورد إسم زوجة سيدنا لوط ولعنت في القرآن مرات كثيرة وورد إسم زوجة سيدنا نوح ولعنت‬
‫مرة واحدة فقط في سورة التحريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫امرأة لوط غير امرأة نوح‪ ،‬أولً بالنسبة إلى لوط لم يؤمن له إل أهل بيته وليس هنالك شخص آخر آمن إل أهل بيته‪ ،‬إل امرأته من أهل بيته فقط‪،‬‬
‫لوط ما آمنت به زوجته‪ ،‬كل عائلته آمنوا إل زوجته‪ .‬أما نوح فليس كذلك فابنه لم يؤمن أيضا مع امرأته فليست هي الوحيدة في العائلة التي لم‬
‫ت مِنَ ا ْلغَابِرِينَ (‪ )83‬العراف) (فَأَن َ‬
‫ج ْينَا ُه وَأَهْلَهُ إِلّا امْرََأتَ ُه قَدّ ْرنَاهَا‬ ‫ج ْينَاهُ وَأَ ْهلَهُ ِإلّ ا ْمرََأتَهُ كَانَ ْ‬
‫تؤمن بنوح‪ .‬لذلك لما يتكلم عن نجاته يستثني امرأته (فَأَن َ‬
‫ك (‪ )81‬هود) (ِإنّا ُمنَجّوكَ‬ ‫ل امْرََأ َت َ‬
‫حدٌ ِإ ّ‬
‫ت مِنكُمْ َأ َ‬‫ت مِنَ ا ْلغَابِرِينَ (‪ )32‬العنكبوت) ( َولَ يَ ْلتَ ِف ْ‬ ‫ن (‪ )57‬النمل) (َلُننَ ّ‬
‫ج َينّهُ وَأَهْلَ ُه إِلّا امْ َرَأتَهُ كَانَ ْ‬ ‫مِنَ ا ْلغَابِرِي َ‬
‫ن (‪ )33‬العنكبوت) لم يرد امرأة نوح وحدها في النجاة وإنما وردت في شيء آخر (ضَ َربَ اللّ ُه َمثَلًا لّّلذِينَ َكفَرُوا‬ ‫ت مِنَ ا ْلغَابِرِي َ‬ ‫َوأَهَْلكَ إِلّا امْ َرَأ َتكَ كَانَ ْ‬
‫حيْنِ َفخَا َنتَا ُهمَا (‪ )10‬التحريم) ليست في النجاة لم يقل نجيناهما‪ ،‬ثم ذكر امرأة فرعون ومريم‬ ‫عبَادِنَا صَاِل َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ْب َديْنِ مِ ْ‬ ‫حتَ َ‬ ‫ط كَا َنتَا تَ ْ‬
‫ِامْ َرأَ َة نُوحٍ وَِامْرََأةَ لُو ٍ‬
‫بنت عمران‪ .‬إذن امرأة لوط غير امرأة نوح لن امرأة لوط هي الوحيدة التي لم تؤمن من أهل لوط وهي الوحيدة التي لم تنجو‪ ،‬أهل لوط نجوا‬
‫جميعا‪ .‬أما امرأة نوح فلم تنجو وحدها لكن مع ابنها‪ .‬في النجاة يحدد امرأة لوط وفي غير النجاة ذكر امرأة لوط وامرأة نوح ومثل امرأة لوط لم يقع‬
‫في رسل ال بهذه الصورة أنه جميع أفراد العائلة آمنت إل زوجته لم يذكر في القرآن إل مع امرأة لوط‪ .‬قد يكون هناك أخريات غير مؤمنات لكن في‬
‫مسألة النجاة (إل امرأته) لم يرد هذا الشيء إل مع امرأة لوط أما امرأة نوح فهي ليست الوحيدة من الهل التي لم تنجو‪.‬‬
‫(فخانتاهما) الخيانة هنا عدم التصديق بهما وليس عمل الفاحشة والخيانة بهذا المفهوم استعمال حديث‪ .‬الخيانة في القرآن وردت بمعنى خيانة المانة‬
‫ن (‪ )27‬النفال) أما في‬ ‫ل تَخُونُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ َوتَخُونُواْ َأمَانَاتِكُمْ َوأَنتُ ْم َتعَْلمُو َ‬ ‫ل يُحِبّ الخَا ِئنِينَ (‪ )58‬النفال) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ‬ ‫وغيرها (إِنّ اللّ َه َ‬
‫الستعمال الحديث فصار مصطلحا حتى الذي يتزوج أخرى يقال خان فالخيانة عدم المانة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرأَةَ نُو ٍح‬ ‫مثًَل لِل ّذِي َ َ‬
‫ن كَفَُروا ا ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬‫ضَر َ‬ ‫* لماذا جاءت لفظة إمرأة بدل زوجة في آية سورة التحريم ( َ‬
‫خلَ‬ ‫ّ‬ ‫وا َ‬
‫شيْئًا وَقِي َ‬
‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن الل هِ َ‬ ‫م َ‬
‫ما ِ‬ ‫م يُغْنِي َا عَنْه ُ َ‬‫ما فَل َ ْ‬ ‫ن فَ َ‬
‫خانَتَاه ُ َ‬ ‫حي ْ ِ‬
‫صال ِ َ‬
‫عبَادِن َا َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫ت عَبْدَي ْ ِ‬ ‫ط كَانَت َا ت َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫مَرأةَ لُو ٍ‬ ‫َ ْ‬
‫ن (‪))10‬؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫النَّا َ َ َ ّ‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫كلمة زوجة بالضافة هي طبعا في القرآن لم تستعمل بالتاء وإنما إستعملت كلمة زوج للدللة على الرجل أو على المرأة‪ .‬الرجل زوج والمرأة زوج‬
‫جنّي لما نقلب حروف كلمة زوج تصير جوز ولما تفتح‬ ‫وهذا هو الفصح في اللغة‪ .‬هذا ليس من المشترك اللفظي لكن لو أخذنا بنظرية الشتقاق لبن ِ‬
‫الجوزة هي عادة من فلقتين وكل فلقة تقريبا مساوية للخرى فالزوج في أصل اللغة هو الواحد الذي يشكّل مع الثاني زوجين فهذا زوج وهذا زوج‬
‫فهما زوجان‪ .‬لما تقول زوج ليس هو أي فرد وإنما الزوج هو الذي يشكل مع الخر زوجين هذا زوج وهذا زوج فهما زوجان لكن طول الستعمال‬
‫صار البعض يطلق كلمة الزوج على الثنين يقول عن الشفع زوج هذا ليس خطأ في اللغة لنه صار عندنا تطور الستعمال لكن الصل أن الزوج هو‬
‫الذي يشكل مع الخرين زوجين‪ .‬بهذا المعنى إستعمله القرآن الكريم لما قال (ثمانية أزواج‪ :‬من الضأن إثنين ومن المعز إثنين ومن البل إثنين ومن‬
‫البقر إثنين) ذكر أربعة أشياء فقال ثمانية أزواج يعني ثمانية أفراد كل فردين يشكلن زوجين‪ .‬وقال تعالى (وقلنا إحمل فيها من كل زوجين إثنين) هذا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الزوج وهذا الزوج وأكّد بكلمة إثنين‪ .‬رجل وإمرأة زوجان زوج وزوج‪ .‬يقولون العداد الشفعية أو الزوجية‪ :‬الشفع ‪ 2‬والوتر ‪ .1‬كلمة زوج لم تأت‬
‫مضافة إلى ما بعدها في القرآن الكريم دائما يستعمل إمرأة ما عندنا زوج فلن وإنما عندنا زوجك بالكاف أما مضافة إلى شخص بإسمه فغير موجود‪.‬‬
‫لما نأتي إلى إمرأة نلحظ أن كلمة زوج لو قيل في غير القرآن زوج نوح أو زوج لوط أو زوج فرعون لو قيل هكذا توحي بنوع من المقاربة‬
‫والتوافق لن الزوج هو الذي يشكل مع الثاني زوجين فلو قال زوج فلن كأنها شكلت معه شيئا واحدا فزوج فرعون المؤمنة ل تشكل مع فرعون‬
‫زوجين صحيح هي إمرأته لكن ل يطلق عليها زوجه من حيث اللغة السامية الرفيعة التي تلحظ هذه المسائل الدقيقة‪ .‬لمثل هذه المسائل الدقيقة هي ل‬
‫تشكل معه زوجين كأنما يريد القرآن أن يبعد عن الذهان فكرة المقاربة أن هذه قريبة من هذا‪ .‬إمرأة نوح ل تستحق أن ترتفع بحيث تشكل مع نوح‬
‫زوجين‪ .‬أما كلمة إمرأة فهي مجرد تثنية إمرئ يقال هذا كريم وهذه كريمة‪ ،‬هذا فاضل وهذه فاضلة‪ ،‬هذا امرؤ وهذه إمرأة‪ .‬تاء المؤنث لو إنتبهنا إليها‬
‫ينفتح لها ما قبلها (كريم‪ ،‬كريمَة) التاء تأخذ العراب وما قبلها يكون مفتوحا فكذلك إمرأة هي مؤنث إمرؤ‪ .‬امرؤ تتحرك الهمزة والراء تقول هذا امرؤ‬
‫القيس ورأيت امرء القيس ومررت بامرئ القيس الراء والهمزة تتحركان بحركة واحدة‪ .‬إمرأته يعني أنثاه المؤنث لمرئ فلما نقول هي إمرأة نوح‬
‫ليس فيها المقاربة‪ .‬حتى إمرأة العزيز هي أيضا إمرأة ومن قال أنها تشاكله؟ لعله كان على جانب من القيم وعلى جانب من ال ُمثُل وهي تراود فتاه‪ .‬مع‬
‫الرسول استعمل زوجك (قل لزواجك) لما يضيفها إلى الضمير شيء آخر لكن الضافة إلى إسم شخص ل يوجد في القرآن زوج فلن وإنما إمرأة‬
‫فلن هي الصل (اسكن أنت وزوجك الجنة) استخدم الكاف الضمير زوجك‪ .‬ويكون فيها ملمح التقريب‪ .‬لذلك نقول أن المناسب هنا لمّا كان هذا‬
‫التباين الواسع أن تكون إمرأة نوح لن هي فعلً أنثاه هي أنثى امرؤ‪ .‬هذا تقرير واقع إمرأة نوح وإمرأة لوط وإمرأة فرعون‪ .‬ولفظ إمرأة ل يحتوي‬
‫على المشاكلة الخلقية وإنما هي المقاربة وتذكر كلمة جوز فلقتان كأنما يشكلن فلقتين هذا غير مراد هنا‪ .‬من أجل ذلك هذه اللغة السامية الجميلة‬
‫تستعمل هذا أما في عموم اللغة يمكن أن تقول هذه زوج فلن أو إمرأة فلن لكن إذا أردت أن تأخذ هذا السمو في التعبير تستعمل الستعمال القرآني‬
‫لكلمة إمرأة‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (فنفخنا فيها) وقوله (فنفخنا فيه) في قصة مريم عليها‬
‫السلم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ )}91‬وقال في سورة التحريم ( َومَ ْريَ َم ا ْبنَتَ‬ ‫جعَ ْلنَاهَا وَابْ َنهَا آيَةً لّ ْلعَاَلمِي َ‬
‫حنَا َو َ‬
‫خنَا فِيهَا مِن رّو ِ‬ ‫جهَا َفنَ َف ْ‬
‫ص َنتْ َفرْ َ‬
‫قال تعالى في سورة النبياء (وَاّلتِي أَحْ َ‬
‫ن {‪)}12‬‬ ‫ت مِنَ الْقَا ِنتِي َ‬ ‫ت َربّهَا َوكُ ُتبِهِ َوكَانَ ْ‬‫ت ِبكَِلمَا ِ‬
‫ص ّدقَ ْ‬
‫حنَا وَ َ‬ ‫خنَا فِيهِ مِن رّو ِ‬‫جهَا َفنَ َف ْ‬
‫ت فَرْ َ‬
‫صنَ ْ‬
‫ح َ‬
‫ن اّلتِي أَ ْ‬
‫عمْرَا َ‬
‫ِ‬
‫بين هاتين اليتين أكثر من نقطة يجب اللتفات إليها وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬في سورة النبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلم بينما ذكره في سورة التحريم‪ .‬والسبب في ذلك هو أنه أولً في سورة النبياء كان السياق‬
‫في ذكر النبياء (ابراهيم‪ ،‬لوط‪ ،‬موسى‪ ،‬وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة النبياء لن‬
‫السياق في ذكر النبياء وهي ليست نبيّة أما في سورة التحريم فذكر اسمها لن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون‪ ،‬امرأة لوط‬
‫وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء‪ .‬والتصريح بالسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم‪ .‬ونلحظ في سورة‬
‫ل المذكورين في السورة‬ ‫التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح‪ .‬أما في سورة النبياء فهي أق ّ‬
‫منزلة أي النبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضا‪.‬‬
‫ي أيضا‬ ‫‪ .2‬ذكر ابنها في سورة النبياء ولم يذكره في سورة التحريم‪ .‬وهذا لن سياق سورة النبياء في ذكر النبياء وابنها (عيسى ) نب ّ‬
‫فناسب ذكره في السورة وكذلك لن سورة النبياء ورد فيها ذكر ابني ابراهيم وويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضا في الية ولم يذكره‬
‫في التحريم لن السياق في ذكر النساء ول يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء‪.‬‬
‫‪ .3‬لم يذكر أنها من القانتين في النبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم‪ .‬ونسأل لماذا لم تأتي (القانتات) القانتات بدل القانتين؟ لنه في‬
‫القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنون والمسلمون يغلّب الذكور إل إذا‬
‫احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن‪ .‬وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم‪ .‬وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب‬
‫آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سللة قانتين فكان هذا أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال‬
‫كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضا بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضا‪.‬‬
‫ونعود إلى اليتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و(فيها) مرة أخرى؟ فنقول أن الية في سورة النبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح‪:‬‬
‫ص في التعبير (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) سورة التحريم أو (والتي أحصنت فرجها) سورة النبياء؟‬ ‫دليل أنها أعمّ‪ :‬ونسأل أيهما أخ ّ‬
‫فنقول أن الخصّ مريم ابنت عمران وقوله تعالى (ونفخنا فيها من روحنا) أع ّم من (نفخنا فيه) وأمدح‪ .‬إذن مريم ابنت عمران أخصّ من التي‬
‫ص (فنفخنا فيه) وجعل العام مع العام (ونفخنا فيها) ‪ .‬وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة النبياء‬ ‫أحصنت فرجها فذكر الخصّ مع الخ ّ‬
‫أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل العمّ مع العمّ‪ .‬وسياق اليات في سورة النبياء تدل على العمّ‪.‬‬
‫عرفنا الن لماذا هي أعم ويبقى أن نعرف لماذا هي أمدح؟ أيهما أمدح الية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت يكلمات ربها)؟ الية الولى أمدح لن أي‬
‫كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن ل يكون أي كان آية‪ ،‬والمر الثاني أن ذكرها مع النبياء في سورة النبياء ل شك أنه أمدح من ذكرها مع‬
‫النساء في سورة التحريم فالية في سورة النبياء إذن هي أمدح لها‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫و من الملحظ في قصة مريم عليها السلم وعيسى أن ال تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل وهذا‬
‫الضمير للتعظيم يأتي دائما مع ذكر قصة مريم وعيسى عليهما السلم أما في قصة آدم يأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لن ال تعالى قد نفخ‬
‫في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن عن طريق جبريل ‪.‬‬
‫*ما الفرق بين استخدام لفظ (ونفخت) و(نفخنا) في القرآن الكريم ؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫جدِينَ (‪ ))29‬مرتين في القرآن الكريم في قصة خلق آدم (سورة الحجر وسورة ص) أما في‬ ‫ت فِي ِه مِنْ رُوحِي َف َقعُوا لَهُ سَا ِ‬ ‫وردت (فَِإذَا سَ ّو ْيتُهُ َونَ َفخْ ُ‬
‫قصة عيسى وأمه مريم عليها السلم فجاءت بلفظ (فنفخنا) ‪ .‬كلمة روح تطلق في القرآن الكريم على أكثر من معنى أما في موضوع عيسى فهي‬
‫ن كُلّ َأمْ ٍر (‪ ))4‬الروح هنا هي حبريل ‪.‬‬ ‫ح فِيهَا بِِإذْنِ َرّبهِ ْم مِ ْ‬ ‫ل ا ْلمَلَا ِئكَةُ وَالرّو ُ‬
‫تطلق على جبريل وعلى الروح قوام الحياة‪ .‬في سورة القدر (تَنَزّ ُ‬
‫حنَا َف َت َمثّلَ َلهَا بَشَرًا‬
‫ن دُو ِنهِمْ حِجَابًا فََأرْسَ ْلنَا إَِل ْيهَا رُو َ‬ ‫خذَتْ مِ ْ‬ ‫وفي قصة مريم عليها السلم قوا تعالى أنه أرسل إليها روحا وهو جبريل وقال تعالى (فَاتّ َ‬
‫سَ ِويّا (‪. ))17‬‬
‫هناك فرق بين النفخ في الطين فكان آدم وهذا النفخ كان مباشرا من ال تعالى (ونفخت فيه من روحي)‪.‬‬
‫والنفخ في مريم فكان عيسى الذي كان بسبب أي عن طريق جبريل ولم يكن نفخا مباشرا فجاء التعبير المناسب بقوله تعالى (فنفخنا) (وَاّلتِي‬
‫حنَا‬
‫خنَا فِي ِه مِنْ رُو ِ‬ ‫جهَا َفنَفَ ْ‬‫ت فَ ْر َ‬‫صنَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫عمْرَانَ اّلتِي أَ ْ‬ ‫ت ِ‬‫ن (‪ )91‬النبياء) ( َومَ ْريَ َم ا ْبنَ َ‬ ‫جعَ ْلنَاهَا وَا ْب َنهَا َآيَةً لِ ْلعَاَلمِي َ‬
‫حنَا َو َ‬
‫خنَا فِيهَا مِنْ رُو ِ‬‫جهَا َفنَ َف ْ‬
‫ت فَ ْر َ‬
‫صنَ ْ‬‫َأحْ َ‬
‫ت بِكَِلمَاتِ َرّبهَا َو ُكُتبِهِ َوكَا َنتْ مِنَ ا ْلقَا ِنتِينَ (‪ )12‬التحريم)‪.‬‬ ‫ص ّدقَ ْ‬
‫َو َ‬
‫اللفظ في القرآن له غاية ووسيلة نحن ل نعرف كيفية النفخ ول يعلمها إل ال تعالى‪ .‬نفخ جبريل في مريم فكان عيسى وهذا أمر سهل لن عيسى‬
‫له أم أما النفخ في آدم فهذا أعجب لن آدم لم يكن له أب ول أم‪.‬‬
‫م‬
‫مْري َ ُ‬
‫*لفظ القنوت جاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع في أحد المواضع جاء بصفة المر (ي َا َ‬
‫ن ﴿‪ ﴾12‬التحريم) ما الفرق بين هذا‬ ‫ن الْقَانِتِي َ‬
‫م َ‬ ‫ك ﴿‪ ﴾43‬آل عمران) وفي مواضع أخرى (وَكَان َ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫اقْنُت ِي لَِرب ِّ ِ‬
‫القنوت والذي قبله؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫هذا أمرٌ أمرها ال بالقنوت ثم بعد ذلك لما قنتت وطال قنوتها كانت من القانتين‪ .‬أمرك ال بالصلة فلما طالت صلتك كنت أنت من القانتين والقنوت‬
‫هو طول الصلة طول الوقوف والدعاء في الصلة لما تقعد تقرأ البقرة وآل عمران كما النبي صلى ال عليه وسلم في التهجد يقرأ البقرة وآل عمران‬
‫والنساء في ركعة هذا قنوت السيدة مريم عليها السلم كانت هكذا تقنت بما أمرها ال أن تقنت به‪.‬‬
‫****تناسب فواتح سورة التحريم مع خواتيمها****‬
‫ض فََلمّا‬
‫ن َبعْ ٍ‬ ‫ض عَ ْ‬‫ف َبعْضَهُ وَأَعْرَ َ‬ ‫عرّ َ‬‫ظهَرَ ُه اللّ ُه عََليْهِ َ‬
‫ت بِهِ وَأَ ْ‬ ‫حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ‬
‫سرّ ال ّنبِيّ إِلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ‬ ‫بدأت السورة بالكلم عن أزواج النبي (وَِإذْ أَ َ‬
‫خبِي ُر (‪ ))3‬بدأت بالحديث عن أزواج النبي وأنه أسر لحداهن ونبأت به وحذّرهما‪ ،‬وختم الكلم على‬ ‫ي ا ْلعَلِيمُ الْ َ‬
‫ت مَنْ َأ ْنبََأكَ َهذَا قَالَ َنبَّأنِ َ‬ ‫َنبّأَهَا بِ ِه قَالَ ْ‬
‫عبْ َد ْينِ مِنْ‬
‫ت َ‬‫ن كَفَرُوا ِامْرَأَ َة نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَا َنتَا َتحْ َ‬ ‫ضرَبَ اللّهُ َمثَلًا لِّلذِي َ‬ ‫امرأتين من أزواج النبياء السابقين عصتا ربهما امرأة نوح وامرأة لوط ( َ‬
‫ن (‪ ))10‬ثم ذكر امرأتين صالحتين امرأة فرعون ومريم بنت‬ ‫ل ادْخُلَا النّا َر مَ َع الدّاخِلِي َ‬ ‫ش ْيئًا َوقِي َ‬
‫ع ْن ُهمَا مِنَ اللّهِ َ‬‫ن فَخَا َنتَا ُهمَا فَلَ ْم ُي ْغنِيَا َ‬
‫حيْ ِ‬
‫عبَا ِدنَا صَالِ َ‬‫ِ‬
‫عمران‪ .‬في البداية والحتام الكلم على النساء وطاعتهن‪ .‬في البداية بدأ الكلم على نساء النبي وانتهى الحديث عن النساء أيضا وذكر نماذج وذكر‬
‫ش ْيئًا) ل تقل إحداهن أنا أمرأة نبي هذا تحذير وكأنها رسالة إلى نساء‬ ‫ع ْن ُهمَا مِنَ اللّهِ َ‬‫تحذير أنه كونها زوجة نبي ل ينفعها مثل زوجة نوح (فَلَ ْم ُيغْ ِنيَا َ‬
‫النبي أن انتبهوا‪ .‬فالكلم كله في النساء وطاعة ال‪ ،‬العلقة واضحة بين أزواج النبي وزوجات النبياء السابقين‪ .‬الخيانة هنا ليست بمعنى‬
‫المصطلح الحديث الن وإنما هي بمعنى عدم اليمان به‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم التحريم مع فواتح الملك*****‬
‫عمَلًا وَهُوَ ا ْل َعزِيزُ ا ْلغَفُورُ (‪ ))2‬ذكر‬ ‫ن َ‬ ‫حسَ ُ‬‫حيَاةَ ِل َيبْلُ َوكُمْ َأّيكُمْ أَ ْ‬
‫ق ا ْلمَوْتَ وَا ْل َ‬ ‫ي ٍء قَدِي ٌر (‪ )1‬اّلذِي خَلَ َ‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫في الملك قال ( َتبَا َركَ اّلذِي ِبيَدِهِ ا ْلمُ ْلكُ وَهُ َو عَلَى كُ ّ‬
‫في آخر التحريم من بله فأحسن العمل ومن بله فأساء العمل قال في آخر التحريم ذكر من الذين أحسنوا العمل امرأة فرعون وبنت عمران ومن‬
‫عمَلًا) وضرب‬ ‫ن َ‬ ‫الذين أساءوا امرأة لوط وامرأة نوح إذن هو ذكر صنفين وضرب لنا مثلين لمن أحسن العمل ولمن أساء العمل (ِليَبْلُ َوكُ ْم َأيّكُمْ َأحْسَ ُ‬
‫عنْ ُهمَا مِنَ اللّهِ‬ ‫حيْنِ َفخَا َنتَا ُهمَا فََلمْ ُي ْغ ِنيَا َ‬ ‫عبَادِنَا صَاِل َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ْب َديْنِ مِ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ط كَا َنتَا تَحْ َ‬ ‫مثلين في خاتمة التحريم (ضَ َربَ اللّ ُه َمثَلًا لِّلذِينَ َكفَرُوا ِامْ َرأَ َة نُوحٍ وَامْرََأةَ لُو ٍ‬
‫جنِي مِنْ ِفرْعَوْنَ‬ ‫جنّةِ َونَ ّ‬ ‫ك بَ ْيتًا فِي الْ َ‬ ‫عنْ َد َ‬
‫ب ابْنِ لِي ِ‬ ‫عوْنَ ِإذْ قَالَتْ َر ّ‬ ‫ضرَبَ اللّ ُه مَثَلًا لِّلذِينَ َآ َمنُوا ِامْرَأَ َة فِرْ َ‬ ‫ل ادْخُلَا النّا َر مَعَ الدّاخِلِينَ (‪ )10‬وَ َ‬ ‫شيْئًا َوقِي َ‬
‫َ‬
‫ت مِنَ الْقَا ِنتِينَ‬ ‫ت َرّبهَا َو ُكتُبِهِ َوكَانَ ْ‬ ‫ت ِبكَِلمَا ِ‬ ‫ص ّدقَ ْ‬
‫حنَا وَ َ‬ ‫خنَا فِيهِ مِنْ رُو ِ‬ ‫جهَا َفنَ َف ْ‬
‫ت َفرْ َ‬ ‫صنَ ْ‬‫عمْرَانَ اّلتِي َأحْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن (‪َ )11‬ومَ ْريَ َم ا ْبنَ َ‬ ‫جنِي مِنَ ا ْلقَوْ ِم الظّاِلمِي َ‬ ‫عمَلِهِ َونَ ّ‬
‫وَ َ‬
‫(‪ .))12‬البلء من قِبل ال سبحانه وتعالى لنوعين من الناس بلهم فقسم أحسن وضرب لنا مثلً وقسم أساء وضرب لنا مثلً‪ ،‬هذا تناسب طيب‪ .‬ذكر‬
‫ي تَفُو ُر (‪ ))7‬ولمن‬ ‫شهِيقًا وَهِ َ‬ ‫س ِمعُوا َلهَا َ‬ ‫ج َهنّمَ َو ِبئْسَ ا ْلمَصِي ُر (‪ِ )6‬إذَا أُلْقُوا فِيهَا َ‬ ‫عذَابُ َ‬ ‫في سورة الملك وأعدّ لمن بله فأساء فقال (وَلِّلذِينَ َكفَرُوا بِ َرّبهِ ْم َ‬
‫شوْنَ َرّبهُمْ بِا ْل َغيْبِ َلهُ ْم َمغْفِرَةٌ َوأَجْ ٌر َكبِي ٌر (‪ ))12‬وكذلك ذكر في سورة التحريم فيمن أساء وأحسن‪ ،‬فيمن أساء قال (يَا َأّيهَا‬ ‫بله فأحسن (إِنّ اّلذِينَ يَخْ َ‬
‫سعَى َبيْنَ َأ ْيدِيهِمْ‬ ‫خزِي اللّ ُه ال ّنبِيّ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ نُورُ ُه ْم يَ ْ‬ ‫ن (‪ ))7‬وفيمن أحسن قال (يَوْمَ لَا يُ ْ‬ ‫ن مَا ُك ْنتُ ْم َتعْمَلُو َ‬ ‫ن كَفَرُوا لَا َت ْعتَذِرُوا ا ْليَ ْومَ ِإّنمَا تُجْزَوْ َ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫ي ٍء قَدِي ٌر (‪ ))8‬ذكر أيضا نموذجين في الملك وفي التحريم‪.‬‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫َو ِبَأيْمَا ِنهِ ْم يَقُولُونَ َرّبنَا َأ ْتمِمْ َلنَا نُو َرنَا وَاغْفِرْ َلنَا ِإّنكَ عَلَى كُ ّ‬

‫‪‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة التحريم كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال‬
‫علما ونفع بهما السلم والمسلمين والدكتور أحمد الكبيسى والشيخ خالد الجندى والخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد وقامت بنشرها أختنا الفاضلة‬
‫سمرالرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فضلٍ فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز والعمل به على النحو‬
‫الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like