You are on page 1of 229

‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.

com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬

‫كتاب ‪:‬‬
‫ع‬
‫سـتـمـتِـ ْ‬
‫اِ ْ‬
‫بـحـيـاتـك‬
‫مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة‬
‫النبوية‬
‫حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين‬
‫سنة‬

‫سنَةٌ‬
‫لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُ ْس َوةٌ َح َ‬
‫بقلم ‪ /‬د‪.‬محمد بن عبد الّرحمن‬
‫العريفي‬
‫أستاذ جامعي ‪ ،‬خطيب جامع البواردي بالرياض‬
‫ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس‬
‫عضو اليئة العليا للعلم السلمي‬
‫مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية‬
‫‪6/2/1427‬هـ الوافق ‪6/3/2006‬م‬
‫‪www.alarefe.com‬‬
‫دايل كارنيجي " كان كتابا رائعا قرأته عدة مرات ‪..‬‬
‫كان كاتبه اقترح أن يعيد الشخص قراءته كل شهر ‪..‬‬
‫ففعلت ذلك ‪ ..‬جعلت أطبق قواعده عند تعاملي مع‬
‫الناس فرأيت لذلك نتائج عجيبة ‪..‬‬
‫كان كارنيجي يسوق القاعدة ويذكر تتها أمثلة ووقائع‬ ‫لا كنت ف السادسة عشرة من عمري وقع ف‬
‫لرجال تيزوا من قومه ‪ ..‬روزفلت ‪ ..‬لنكولن ‪ ..‬جوزف‬ ‫يدي‪ -‬كتاب " فن التعامل مع الناس " لؤلفه "‬
‫‪1‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫بداية ‪..‬‬ ‫‪ ..‬مايك ‪ ..‬فبحثت ف تارينا فرأيت أن ف سية‬
‫ليست الغاية أن تقرأ كتابا ‪ ..‬بل الغاية أن تستفيد منه‬ ‫رسول ال ‪ e‬وأصحابه ومواقف التميزين من‬
‫‪..‬‬ ‫رجال أمتنا ما يغنينا ‪ ..‬فبدأت من ذلك الي‬
‫أؤلف هذا الكتاب ف فن التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫‪.1‬هؤلء لن يستفيدوا ‪..‬‬ ‫فهذا الكتاب الذي بي يديك ليس وليد شهر أو‬
‫أذكر أن رسالة جاءتن على هاتفي الحمول ‪ ..‬نصها ‪:‬‬ ‫سنة ‪..‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ ..‬ما حكم النتحار ؟‬ ‫بل هو نتيجة دراسات قمت با لدة عشرين عاما‬
‫فاتصلت بالسائل فأجاب شاب ف عمر الزهور ‪ ..‬قلت له‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬عفوا ل أفهم سؤالك ‪ ..‬أعد السؤال !‬ ‫ومع أن ال تعال قد منّ عل ّي بتأليف قرابة العشرين‬
‫فأجاب بكل تضجر ‪ :‬السؤال واضح ‪ ..‬ما حكم‬ ‫عنوانا إل الن ‪ ..‬إل أن أجد أن أحب كتب إلّ‬
‫النتحار ‪..‬‬ ‫وأغلها إل قلب ‪ ..‬وأكثرها فائدة عملية ‪ -‬فيما‬
‫فأردت أن أفاجئه بواب ل يتوقعه فضحكت وقلت ‪:‬‬ ‫أظن – هو هذا الكتاب ‪..‬‬
‫مستحب ‪..‬‬ ‫كتبت كلماته بداد خلطته بدمي ‪ ..‬سكبت روحي‬
‫صرخ ‪ :‬ماذا ؟!‬ ‫بي أسطره ‪ ..‬عصرت ذكريات فيه ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أقول لك ‪ :‬حكم النتحار أنه مستحب ‪..‬‬ ‫جعلتها كلمات من القلب إل القلب ‪..‬‬
‫لكن ما رأيك أن نتعاون ف تديد الطريقة الت تنتحر با‬ ‫وأقسم أنا خرجت من قلب مشتاقة أن يكون‬
‫‪ ..‬؟‬ ‫مستقرها قلبك ‪ ..‬فرحاك با ‪..‬‬
‫سكت الشاب ‪..‬‬ ‫ما أعظم سروري لو علمت أن قارئا أو قارئة لذه‬
‫فقلت ‪ :‬طيب ‪ ..‬لاذا تريد أن تنتحر ؟‬ ‫الورقات طبق ما فيه ‪ ..‬فشعر وشعر غيه بتطور‬
‫قال ‪ :‬لن ما وجدت وظيفة ‪ ..‬والناس ما يبونن ‪..‬‬ ‫مهاراته ‪ ..‬وازدادت متعته ف حياته ‪..‬‬
‫وأصلً أنا إنسان فاشل ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫فسطر بيمينه الطاهرة – مشكورا ‪ -‬رسالة عب‬
‫وانطلق يروي ل قصة مطولة تكي فشله ف تطوير ذاته‬ ‫فيها عن رأيه ‪ ..‬وصوّر مشاعره بصدق وصراحة‬
‫‪ ..‬وعدم استعداده للستفادة با هو متاح بي يديه من‬ ‫‪ ..‬ث أرسلها عب بريد أو رسالة جوال ‪ sms‬إل‬
‫قدرات ‪..‬‬ ‫كاتب هذه السطور ‪ ..‬لكون للطفه شاكرا ‪..‬‬
‫وهذه آفة عند الكثيين ‪..‬‬ ‫وبظهر الغيب له داعيا ‪..‬‬
‫لاذا ينظر أحدنا إل نفسه نظرة دونية ؟‬ ‫أسأل ال أن ينفع بذه الورقات ‪ ..‬وأن يعلها‬
‫لاذا يلحظ ببصره إل الواقفي على قمة البل ويرى‬ ‫خالصة لوجهه الكري ‪..‬‬
‫نفسه أقل من أن يصل إل القمة كما وصلوا ‪ ..‬أو على‬ ‫كتبه الداعي لك بالي‪/‬‬
‫القل أن يصعد البل كما صعدوا ‪..‬‬ ‫د‪.‬ممد بن عبد الرحن العريفي‬
‫ومن يتهيب صعود البال *** يعش أبد الدهر بي الفر‬
‫‪2‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأنت ستموت يوما من الدهر ‪ ..‬ولعله ل يبكي عليك‬ ‫تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب ‪ ،‬ول‬
‫أحد ‪ ..‬إل ماملة ‪ ..‬أو عادة ‪!!..‬‬ ‫من أي كتاب آخر من كتب الهارات ؟!‬
‫كلنا قد نقول يوما من اليام ‪ ..‬عرفنا فلنا ‪ ..‬وزاملنا‬ ‫إنه الشخص السكي الذي استسلم لخطائه وقنع‬
‫فلنا ‪ ..‬وجالسنا فلنا !!‬ ‫بقدراته ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا طبعي الذي نشأت عليه ‪..‬‬
‫وليس هذا هو الفخر ‪ ..‬إنا الفخر أن تشمخ فوق القمة‬ ‫وتعودت عليه ‪ ،‬ول يكن أن أغي طريقت ‪..‬‬
‫كما شخ ‪..‬‬ ‫والناس تعودوا علي بذا الطبع ‪..‬‬
‫ل واعزم من الن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من‬
‫فكن بط ً‬ ‫أما أن أكون مثل خالد ف طريقة إلقائه ‪ ..‬أو أحد‬
‫قدرات ‪ ..‬كن ناجحا ‪..‬‬ ‫ف بشاشته ‪ ..‬أو زياد ف مبة الناس له ‪..‬‬
‫اقلب عبوسك ابتسامة ‪ ..‬وكآبتك بشاشة ‪ ..‬وبلك‬ ‫فهذا مال ‪..‬‬
‫كرما ‪ ..‬وغضبك حلما ‪..‬‬ ‫جلست يوما مع شيخ كبي بلغ من الكب عتيا ‪..‬‬
‫اجعل الصائب أفراحا ‪ ..‬واليان سلحا ‪..‬‬ ‫ف ملس عام ‪ ،‬كل من فيه عوام متواضعو‬
‫استمتع بياتك‪..‬فالياة قصية ل وقت فيها للغم‪..‬‬ ‫القدرات ‪..‬‬
‫أما كيف تفعل ذلك ‪..‬فهذا ما ألفت الكتاب لجله‬ ‫وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بانبه‬
‫كن معي وسنصل إل الغاية بإذن ال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫بقي معنا ‪..‬‬ ‫ل يكن يثل بالنسبة لن ف الجلس إل واحدا منهم‬
‫البطل الذي لديه العزية والصرار على أن يطور‬ ‫له حق الحترام لكب سنه ‪ ..‬فقط ‪..‬‬
‫مهاراته ‪ ..‬ويستفيد من قدراته ‪..‬‬ ‫ألقيت كلمة يسية ‪ ..‬ذكرت خللا فتوى للشيخ‬
‫العلمة عبد العزيز بن باز ‪..‬‬
‫‪.2‬ماذا سنتعلم ؟‬ ‫فلما انتهيت ‪ ..‬قال ل الشيخ مفتخرا ‪ :‬أنا والشيخ‬
‫يشترك الناس غالبا ف أسباب الزن والفرح ‪..‬‬ ‫ابن باز كنا زملء ندرس ف السجد عند الشيخ‬
‫فهم جيعا يفرحون إذا كثرت أموالم ‪..‬‬ ‫ممد بن إبراهيم ‪ ..‬قبل أربعي سنة ‪..‬‬
‫ويفرحون إذا ترقوا ف أعمالم ‪..‬‬ ‫التفت أنظر إليه ‪ ..‬فإذا هو قد انبلجت أساريره‬
‫ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم ‪..‬‬ ‫لذه العلومة ‪ ..‬كان فرحا جدا لنه صاحب رجلً‬
‫ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لم ‪ ..‬فتحققت لم مراداتم‬ ‫ناجحا يوما من الدهر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫بينما جعلت أردد ف نفسي ‪ :‬ولاذا يا مسكي ما‬
‫وف الوقت نفسه ‪ ..‬هم جيعا يزنون إذا افتقروا ‪..‬‬ ‫صرت ناجحا مثل ابن باز ؟‬
‫ويزنون إذا مرضوا ‪ ..‬ويزنون إذا أُهينوا ‪..‬‬ ‫ما دام أنك عرفت الطريق لاذا ل تواصل ‪..‬؟‬
‫فما دام ذلك كذلك ‪ ..‬فتعال نبحث عن طرق ندي فيها‬ ‫لاذا يوت ابن باز فتبكي عليه النابر ‪ ..‬والحاريب‬
‫أفراحنا ‪ ..‬ونتغلب با على أتراحنا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬والكتبات ‪ ..‬وتئن أقوام لفقده ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬سنة الياة أن يتقلب الرء بي حُلو ٍة ومُر ٍة ‪ ..‬أنا‬
‫‪3‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ولاذا ‪ ..‬ولاذا ‪..‬‬ ‫معك ف هذا ‪..‬‬
‫سنتعلم هنا كيفية الستمتاع بالياة ‪..‬‬ ‫ولكن لاذا نعطي الصائب والحزان ف أحيان‬
‫أساليب جذب الناس ‪ ..‬والتأثي فيهم ‪..‬‬ ‫كثية أكب من حجمها ‪ ..‬فنغتم أياما ‪ ..‬مع إمكاننا‬
‫تمل أخطائهم ‪..‬‬ ‫أن نعل غمنا ساعة ‪ ..‬ونزن ساعات على ما ل‬
‫التعامل مع أصحاب الخلقيات الؤذية ‪..‬‬ ‫يستحق الزن ‪ ..‬لاذا ‪..‬؟!‬
‫إل غي ذلك ‪ ..‬فمرحبا بك ‪..‬‬ ‫أعلم أن الزن والغم يهجمان على القلب‬
‫ويدخلنه من غي استئذان ‪ ..‬ولكن كل باب هم‬
‫كلمة ‪..‬‬ ‫يفتح فهناك ألف طريقة لغلقه ‪ ..‬هذا ما سنتعلمه‬
‫ليس النجاح أن تكتشف ما يب الخرون ‪ ..‬إنا‬ ‫‪..‬‬
‫النجاح أن تارس مهارات تكسب با مبتهم ‪..‬‬ ‫تعال إل شيء آخر ‪..‬‬
‫كم نرى من الناس الحبوبي ‪ ..‬الذين يفرح‬
‫‪.3‬لاذا نبحث عن الهارات؟‬
‫الخرون بلقائهم ‪ ..‬ويأنسون بجالستهم ‪ ..‬أفلم‬
‫زرت إحدى الناطق الفقية للقاء ماضرة ‪..‬‬
‫تفكر أن تكون واحدا منهم ‪..‬؟‬
‫جاءن بعدها أحد الدرسي القادمي من خارج النطقة ‪..‬‬
‫لاذا ترضى أن تبقى دائما معجَـبا ( بفتح اليم )‬
‫قال ل ‪ :‬نود أن تساعدنا ف كفالة بعض الطلب ‪..‬‬
‫ول تسعى لن تكون معجِـبا ( بكسرها ) !!‬
‫قلت ‪ :‬عجبا !! أليست الدارس حكومية ‪ ..‬مانية ؟!‬
‫هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬لكننا نكفلهم للدراسة الامعية ‪..‬‬
‫لاذا إذا تكلم ابن عمك ف الجلس أنصت له‬
‫قلت ‪ :‬كذلك الامعة ‪ ..‬أليست حكومية ‪ ..‬بل تصرف‬
‫الناس وملك أساعهم ‪ ..‬وأعجبوا بأسلوب كلمه‬
‫للطلب مكافآت ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬سأشرح لك القصة ‪..‬‬
‫وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك ‪ ..‬وتنازعتهم‬
‫قلت ‪ :‬هاتِ ‪..‬‬
‫الحاديث الانبية ؟!‬
‫قال ‪ :‬يتخرج من الثانوية عندنا طلب نسبتهم الئوية ل‬
‫لاذا ؟‬
‫تقل عن ‪ .. %99‬يلك من الذكاء والفهم قدرا لو ُوزّع‬
‫مع أن معلوماتك قد تكون أكثر ‪ ..‬وشهادتك‬
‫على أمة لكفاهم ‪..‬‬
‫أعلى ‪ ..‬ومنصبك أرفع ‪..‬‬
‫فإذا ترج وعزم أن يسافر خارج قريته ليدرس ف الطب‬
‫لاذا إذن استطاع ملك أساعهم وعجزت أنت ؟!!‬
‫أو الندسة ‪ ..‬أو الشريعة ‪ ..‬أو الكمبيوتر ‪ ..‬أو غيها ‪..‬‬
‫لاذا ذاك الب يبه أولده ويفرحون برافقته ف‬
‫منعه أبوه وقال ‪ :‬يكفي ما تعلمت ‪ ..‬فاجلس عندي‬
‫كل ذهاب وميء ‪ ..‬وآخر ل يزال يلتمس من‬
‫لرعي الغنم ‪..‬‬
‫أولده مرافقته وهم يعتذرون بصنوف العذار ‪..‬‬
‫صرخت من غي شعور ‪ :‬رعي غنم !!‬
‫لاذا ؟! أليس كلها أب ؟!!‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬رعي غنم ‪..‬‬
‫‪4‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وقد يتعلم آخرون مهارات فيمارسونا ‪ ..‬فينجحون ‪..‬‬ ‫وفعلً يلس السكي عند أبيه يرعى الغنم ‪..‬‬
‫نن هنا نبحث عن هؤلء الناجحي ‪ ..‬وندرس حياتم ‪..‬‬ ‫وتوت هذه القدرات والهارات ‪ ..‬وتضي عليه‬
‫ونراقب طريقتهم ‪ ..‬لنعرف كيف نحوا ؟ وهل يكن أن‬ ‫السني وهو راعي غنم ‪..‬‬
‫نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم ‪..‬؟‬ ‫بل قد يتزوج ‪ ..‬ويرزق بأولد ‪ ..‬ويارس معهم‬
‫استمعت قبل فترة إل مقابلة مع أحد أثرياء العال الشيخ‬ ‫أسلوب أبيه ‪ ..‬فيعون الغنم !!‬
‫سليمان بن عبد ال الراجحي ‪ ..‬فوجدته جبلً ف خلقه‬ ‫قلت ‪ :‬والل؟!‬
‫وفكره ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬الل أننا نقنع الب باستخدام راعي غنم ‪..‬‬
‫رجل يلك الليارات ‪ ..‬آلف العقارات ‪ ..‬بن مئات‬ ‫ببضع مئات من الريالت ‪ ..‬ندفعها نن له ‪..‬‬
‫الساجد ‪ ..‬كفل آلف اليتام ‪..‬‬ ‫وولده النابغة يستثمر مواهبه وقدراته ‪ ..‬ونتكفل‬
‫رجل ف قمة النجاح ‪..‬‬ ‫بصاريف الولد أيضا حت يتخرج ‪..‬‬
‫تكلم عن بداياته قبل خسي سنة ‪ ..‬كان من عامة الناس‬ ‫ث خفض هذه الدرس رأسه ‪ ..‬وقال ‪ :‬حرام أن‬
‫‪ ..‬ل يكاد يلك إل قوت يومه وربا ل يده أحيانا !‪..‬‬ ‫توت الواهب والقدرات ف صدور أصحابا ‪..‬‬
‫ذكر أنه ربا نظف بيوت بعض الناس ليكسب رزقه ‪..‬‬ ‫وهم يتحسرون عليها ‪..‬‬
‫وربا واصل ليله بنهاره عاملً ف دكان أو مصرف ‪..‬‬ ‫تفكرت ف كلمه بعدها ‪ ..‬فرأيت أننا ل يكن أن‬
‫تكلم كيف كان ف سفح البل ‪ ..‬ث ل زال يصعد حت‬ ‫نصل إل القمة إل بمارسة مهارات ‪ ..‬أو اكتساب‬
‫وصل القمة ‪..‬‬ ‫مهارات ‪..‬‬
‫جعلت أتأمل مهاراته وقدراته ‪ ..‬فوجدت أن كثيا منا‬ ‫نعم ‪..‬‬
‫يكن أن يكون مثله بتوفيق ال ‪ ..‬لو تعلم مهارات‬ ‫أتدى أن تد أحدا من الناجحي ‪ ..‬سواء ف علم‬
‫وتدرب عليها ‪ ..‬وثابر وثبت ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو دعوة ‪ ..‬أو خطابة ‪ ..‬أو تارة ‪ ..‬أو طب ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫أو هندسة ‪ ..‬أو كسب مبة الناس ‪..‬‬
‫أمر آخر يدعونا إل البحث عن الهارات ‪..‬‬ ‫أو الناجحي أسريا ‪ ..‬كأب ناجح مع أولده ‪ ..‬أو‬
‫هو أن بعضنا يكون عنده قدرات على البداع لكنه غافل‬ ‫زوجة ناجحة مع زوجها ‪..‬‬
‫عنها ‪ ..‬أو ل يساعده أحد على إذكائها ‪..‬‬ ‫أو اجتماعيا ‪ ..‬كالناجح مع جيانه وزملئه ‪..‬‬
‫كقدرة على اللقاء ‪ ..‬أو فكر تاري ‪ ..‬أو ذكاء معرف‬ ‫أعن الناجحي ‪ ..‬ول أعن الصاعدين على أكتاف‬
‫‪..‬‬ ‫الخرين ‪!!..‬‬
‫قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ‪ ..‬أو يذكي هذه‬ ‫أتدى أن تد أحدا من هؤلء بلغ مرتبة ف النجاح‬
‫الهارات مدرس ‪ ..‬أو مسئول وظيفي ‪ ..‬أو أخ ناصح ‪..‬‬ ‫‪ ..‬إل وهو يارس مهارات معينة – شعر أو ل يشعر‬
‫وما أقلّهم ‪..‬‬ ‫‪ -‬استطاع با أن يصل إل النجاح ‪..‬‬
‫وقد تبقى هذه الهارات حبيسة النفس حت يغلبها الطبع‬ ‫قد يارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته ‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ومن الناس من ل يكاد يفوته مسلسل يكي قصة حب‬ ‫السائر بي الناس ‪ ..‬وتوت ف مهدها ‪..‬‬
‫فاشلة ‪ ..‬أو مسرحية عاطفية ‪ ..‬أو فيلم خيال مرعب ‪..‬‬ ‫ونفقد عندها قائدا أو خطيبا أو عالا ‪ ..‬أو ربا‬
‫أو أفلم لقصص افتراضية تافهة ‪ ..‬ل حقيقة لا ‪..‬‬ ‫زوجا ناجحا أو أبا ناصحا ‪..‬‬
‫تعال بال عليك ‪ ..‬وانظر إل حال الول وحال الثان بعد‬ ‫نن هنا سنذكر مهارات متميزة نذكرك با إن‬
‫خس سنوات ‪ ..‬أو عشر ‪..‬‬ ‫كانت عندك ‪ ..‬وندربك عليها إن كنت فاقدا لا‬
‫أيهما سيكون أكثر تطورا ف مهاراته ؟ ف القدرة على‬ ‫‪..‬‬
‫الستيعاب ؟ ف سعة الثقافة ؟ ف القدرة على القناع ؟ ف‬ ‫فهلمّ ‪..‬‬
‫أسلوب التعامل مع الحداث ؟‬
‫ل شك أنه الول ‪..‬‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫بل تد أسلوب الول متلفا ‪ ..‬فاستشهاداته بنصوص‬ ‫إذا صعدت البل فانظر إل القمة ‪ ..‬ول تلتفت‬
‫شرعية ‪ ..‬أو أرقام وحقائق ‪..‬‬ ‫للصخور التناثرة حولك ‪..‬‬
‫أما الثان فاسشهاداته بأقوال المثلي ‪ ..‬والغني ‪..‬‬ ‫اصعد بطوات واثقة ‪ ..‬ول تقفز فتزل قدمك ‪..‬‬
‫حت قال أحدهم يوما ف معرض كلمه ‪ ..‬وال يقول ‪:‬‬
‫‪.4‬طور نفسك ‪..‬‬
‫اِسْعَ يا عبدي وأنا أسعى معاك !!‬
‫تلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة ‪..‬‬
‫فنبهناه إل أن هذه ليست آية ‪ ..‬فتغي وجهه وسكت ‪..‬‬
‫فترى له أسلوبا ومنطقا وفكرا معينا ‪..‬‬
‫ث تأملت العبارة ‪ ..‬فإذا الذي ذكره هو مثل مصري‬
‫ث تلس معه وعمره ثلثون ‪ ..‬فإذا قدراته هي هيَ‬
‫انطبع ف ذهنه من إحدى السلسلت !!‬
‫‪ ..‬ل يتطور فيه شيء ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كل إناء با فيه ينضح ‪..‬‬
‫بينما تلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من‬
‫بل تعال إل جانب آخر ‪..‬‬
‫حياتم ‪ ..‬تده كل يوم متطورا عن اليوم الذي‬
‫ف قراءة الصحف والجلت ‪ ..‬كم هم أولئك الذين‬
‫قبله ‪ ..‬بل ما تر ساعة إل ارتفع با دينا أو دنيا ‪..‬‬
‫يهتمون بقراءة الخبار الفيدة والعلومات النافعة الت‬
‫إذا أردت أن تعرف أنواع الناس ف ذلك ‪ ..‬فتعال‬
‫تساعد على تطوير الذات ‪ ..‬وتنمية الهارات ‪ ..‬وزيادة‬
‫نتأمل ف أحوالم واهتماماتم ‪..‬‬
‫العارف ‪..‬‬
‫القنوات الفضائية مثلً ‪..‬‬
‫بينما كم الذين ل يكادون يلتفتون إل غي الصفحات‬
‫من الناس من يتابع ما ينمي فكره العرف ‪ ..‬ويطور‬
‫الرياضية والفنية ؟!‬
‫ذكاءه ‪ ..‬ويستفيد من خبات الخرين من خلل‬
‫حت صارت الرائد تتنافس ف تكثي الصفحات الرياضية‬
‫متابعة الوارات الادفة ‪ ..‬يكتسب منها مهارات‬
‫والفنية ‪ ..‬على حساب غيها ‪..‬‬
‫رائعة ف النقاش ‪ ..‬واللغة ‪ ..‬والفهم ‪ ..‬وسرعة‬
‫قل مثل ذلك ف مالسنا الت نلسها ‪ ..‬وأوقاتنا الت‬
‫البديهة ‪ ..‬والقدرة على الناظرة ‪ ..‬وأساليب‬
‫نصرفها ‪..‬‬
‫القناع ‪..‬‬
‫‪6‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال ع بد ال ‪ :‬ال يوف قك ويرز قك ‪ ..‬ويو سع عل يك ‪..‬‬ ‫فأنت إذا أردت أن تكون رأسا ل ذيلً ‪ ..‬احرص‬
‫ول يرمك أجر عملك وكدك لولدك ‪..‬‬ ‫على تتبع الهارات أينما كانت ‪ ..‬درّب نفسك‬
‫ابتهج الرجل لذا الدعاء ‪ ..‬فأمن على الدعاء وشكر ‪..‬‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫فقال عبد ال ‪ :‬لكن يبدو أنك لشدة انشغالك ل تنتبه إل‬ ‫كان ع بد ال رجلً متحم سا ‪ ..‬لك نه تنق صه ب عض‬
‫أذان العصر !! قد أذن العصر ‪ ..‬والقامة قريبة ‪ ..‬فلعلك‬ ‫الهارات ‪ ..‬خرج يوما من بيته إل السجد ليصلي‬
‫تنل لترتاح وتدرك الصلة ‪ ..‬وبعد الصلة أكمل عملك‬ ‫الظهـر ‪ ..‬يسـوقه الرص على الصـلة ويدفعـه‬
‫‪ ..‬ال يفظ عليك صحتك ‪..‬‬ ‫تعظيمه للدين ‪..‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬إن شاء ال ‪ ..‬إن شاء ال ‪..‬‬ ‫كان يثـ خطاه خوفا مـن أن تقام الصـلة قبـل‬
‫وبدأ ينل بر فق ‪ ..‬ث أق بل على ع بد ال و صافحه برارة‬ ‫وصوله على السجد ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقال ‪ :‬أشكرك على هذه الخلق الرائعة ‪ ..‬أما الذي‬ ‫مر أثناء الطريق بنخلة ف أعلها رجل بلباس مهنته‬
‫مر ب الظهر فيا ليتن أراه لعلمه من المار !!‬ ‫يشتغل بإصلح التمر ‪..‬‬
‫ع جب ع بد ال من هذا الذي ما اه تم بال صلة ‪..‬‬
‫نتيجة‬ ‫وكأنه ما سع إذانا ول ينتظر إقامة ‪!!..‬‬
‫مهاراتك ف التعامل مع الخرين ‪ ..‬على أساسها تتحدد‬ ‫فصاح به غاضبا ‪ :‬انزل للصلة ‪..‬‬
‫طريقة تعامل الناس معك ‪..‬‬ ‫فقال الرجل بكل برود ‪ :‬طيب ‪ ..‬طيب ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عجل ‪ ..‬صل يا حار !!‬
‫‪.5‬ل تبك على اللب السكوب ‪..‬‬
‫ف صرخ الر جل ‪ :‬أ نا حار ‪ !!..‬ث انتزع ع سيبا من‬
‫بعض الناس يعتب طبعه الذي نشأ عليه ‪ ..‬وعرفه الناس به‬
‫النخلة ونزل ليفلق به رأسه !!‬
‫‪ ..‬وتكونت ف أذهانم الصورة الذهنية عنه على أساسه‬
‫غطـى عبـد ال وجهـه بطرف غترتـه لئل يعرفـه ‪..‬‬
‫‪ ..‬يعتبه شيئا لزما له ل يكن تغييه ‪ ..‬فيستسلم له‬
‫وانطلق يعدو إل السجد ‪..‬‬
‫ويقنع ‪ ..‬كما يستسلم لشكل جسمه أو لون بشرته ‪ ..‬إذ‬
‫نزل الرجـل مـن النخلة غاضبا ‪ ..‬ومضـى إل بيتـه‬
‫ل يكنه تغيي ذلك ‪..‬‬
‫وصـلى وارتاح قليلً ‪ ..‬ثـ خرج إل نلتـه ليكمـل‬
‫مع أن الذكي يرى أن تغيي الطباع لعله أسهل من تغيي‬
‫عمله ‪..‬‬
‫اللبس !!‬
‫دخل وقت العصر وخرج عبد ال إل السجد ‪..‬‬
‫فطباعنا ليست كاللب السكوب الذي ل يكن تداركه أو‬
‫مرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها ‪..‬‬
‫جعه ‪ ..‬بل هي بي أيدينا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬السلم عليكم ‪ ..‬كيف الال ‪..‬‬
‫بل نستطيع بأساليب معينة أن نغي طباع الناس ‪ ..‬بل‬
‫قال ‪ :‬المد ل بي ‪..‬‬
‫عقولم – ربا ‪!! -‬‬
‫قال ‪ :‬بشر !! كيف الثمر هذه السنة ‪..‬‬
‫ذكر ابن حزم ف كتابه طوق المامة ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬المد ل ‪..‬‬
‫أنه كان ف الندلس تاجر مشهور ‪ ..‬وقع بينه وبي أربعة‬
‫‪7‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ال !! من أين اشتريت هذه العمامة المراء ؟!‬ ‫من التجار تنافس ‪ ..‬فأبغضوه ‪ ..‬وعزموا على أن‬
‫فصاح التاجر ‪ :‬عمامت زرقاء ‪..‬‬ ‫يزعجوه ‪ ..‬فخرج ذات صباح من بيته متجها إل‬
‫قال ‪ :‬بل حراء ‪..‬‬ ‫متجره ‪ ..‬لبسا قميصا أبيض وعمامة بيضاء ‪..‬‬
‫قال التاجر ‪ :‬بل خضراء ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬بل بيضاء ‪ ..‬ل ‪..‬‬ ‫لقيه أولم فحياه ث نظر إل عمامته وقال ‪ :‬ما أجل‬
‫زرقاء ‪ ..‬سوداء ‪..‬‬ ‫هذه العمامة الصفراء ‪..‬‬
‫ث ضحك ‪ ..‬ث صرخ ‪ ..‬ث بكى ‪ ..‬وقام يقفز !!‬ ‫فقال التاجر ‪ :‬أعم َي بصرُك ؟!! هذه عمامة بيضاء‬
‫قال ابن حزم ‪ :‬فلقد كنت أراه بعدها ف شوارع الندلس‬ ‫‪..‬‬
‫(‪)1‬‬
‫منونا يذفه الصبيان بالصى !!‬ ‫فقال ‪ :‬بل صفراء ‪ ..‬صفراء لكنها جيلة ‪..‬‬
‫فإذا كان هؤلء بهارات بدائية غيوا طبع رجل ‪ ..‬بل‬ ‫تركه التاجر ومضى ‪..‬‬
‫غيوا عقله ‪..‬‬ ‫فلما مشى خطوات لقيه الخر ‪ ..‬فحياه ث نظر إل‬
‫فما بالك بهارات مدروسة ‪ ..‬منورة بنصوص الوحيي ‪..‬‬ ‫عمامته وقال ‪ :‬ما أجلك اليوم ‪ ..‬وما أحسن‬
‫يارسها الرء تعبدا ل تعال با ‪..‬‬ ‫لباسك ‪ ..‬خاصة هذه العمامة الضراء ‪..‬‬
‫فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد ‪..‬‬ ‫فقال التاجر ‪ :‬يا رجل العمامة بيضاء ‪..‬‬
‫وإن قلت ل ‪ :‬ل أستطيع ‪ !..‬قلت ‪ :‬حاول ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بل خضراء ‪..‬‬
‫وإن قلت ‪ :‬ل أعرف ‪ !! ..‬قلت ‪ :‬تعلم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بيضاء ‪ ..‬اذهب عن ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬إنا العلم بالتعلم ‪ ،‬وإنا اللم بالتحلم ‪..‬‬ ‫ومضى السكي يكلم نفسه ‪ ..‬وينظر بي الفينة‬
‫والخرى إل طرف عمامته التدل على كتفه ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ليتأكد أنا بيضاء ‪ ..‬وصل إل دكانه ‪ ..‬وحرك‬
‫البطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته ‪ ..‬إل القدرة‬ ‫القفل ليفتحه ‪ ..‬فأقبل إليه الثالث ‪ :‬وقال ‪ :‬يا فلن‬
‫على تطوير مهارات الناس ‪ ..‬وربا تغييها !!‬ ‫‪ ..‬ما أجل هذا الصباح ‪ ..‬خاصة لباسك الميل‬
‫‪ ..‬وزادت جالك هذه العمامة الزرقاء ‪..‬‬
‫‪.6‬كن متميزا ‪..‬‬
‫نظر التاجر إل عمامته ليتأكد من لونا ‪ ..‬ث فرك‬
‫لاذا يتحاور اثنان ف ملس فينتهي حوارها بصومة ‪..‬‬
‫عينيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي عمامت بيضااااااء ‪..‬‬
‫بينما يتحاور آخران وينتهي الوار بأنس ورضا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بل زرقاء ‪ ..‬لكنها عموما جيلة ‪ ..‬ل تزن‬
‫إنا مهارات الوار ‪..‬‬
‫‪ ..‬ث مضى ‪ ..‬فجعل التاجر يصيح به ‪ ..‬العمامة‬
‫لاذا يطب اثنان الطبة نفسها بألفاظها نفسها ‪ ..‬فترى‬
‫بيضاء ‪ ..‬وينظر إليها ‪ ..‬ويقلب أطرافها ‪..‬‬
‫الاضرين عند الول ما بي متثائب ونائم ‪ ..‬أو عابث‬
‫ل ‪ ..‬وهو ل يكاد يصرف‬
‫جلس ف دكانه قلي ً‬
‫بسجاد السجد ‪ ..‬أو مغي للسته مرارا ‪..‬‬
‫بصره عن طرف عمامته ‪..‬‬
‫بينما الاضرون عند الثان منشدون متفاعلون ‪ ..‬ل تكاد‬
‫دخل عليه الرابع ‪ ..‬وقال ‪ :‬أهلً يا فلن ‪ ..‬ما شاء‬
‫( ) القصة على ذمة ابن حزم ‪ ..‬رحه ال ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لاذا يدخل أب إل بيته فيهش أولده له ‪ ..‬ويقبلون إليه‬ ‫ترمش لم عي أو يغفل لم قلب ‪..‬‬
‫فرحي ‪..‬‬ ‫إنا مهارات اللقاء ‪..‬‬
‫بينما يدخل الثان على أولده ‪ ..‬فل يلتفتون إليه ‪..‬‬ ‫لاذا إذا تدث فلن ف الجلس أنصت له‬
‫إنا مهارات التعامل مع البناء ‪..‬‬ ‫السامعون ‪ ..‬ورموا إليه أبصارهم ‪..‬‬
‫قل مثل ذلك ف السجد ‪ ..‬وف العراس ‪ ..‬وغيها ‪..‬‬ ‫بينما إذا تدث آخر انشغل الالسون بالحاديث‬
‫يتلف الناس بقدراتم ومهاراتم ف التعامل مع الخرين‬ ‫الانبية ‪ ..‬أو قراءة الرسائل من هواتفهم الحمولة‬
‫‪ ..‬وبالتال يتلف الخرون ف طريقة الحتفاء بم أو‬ ‫‪..‬‬
‫معاملتهم ‪..‬‬ ‫إنا مهارات الكلم ‪..‬‬
‫والتأثي ف الناس وكسب مبتهم أسهل ما تتصور ‪!..‬‬ ‫لاذا إذا مشى مدرس ف مرات مدرسته رأيت‬
‫ل أبالغ ف ذلك فقد جربته مرارا ‪ ..‬فوجدت أن قلوب‬ ‫الطلب حوله ‪ ..‬هذا يصافحه ‪ ..‬وذاك يستشيه‬
‫أكثر الناس يكن صيدها بطرق ومهارات سهلة ‪ ..‬بشرط‬ ‫‪ ..‬وثالث يعرض عليه مشكلة ‪ ..‬ولو جلس ف‬
‫أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها ‪..‬‬ ‫مكتبه وسح للطلب بالدخول لمتلت غرفته ف‬
‫والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ‪ ..‬وإن ل نشعر ‪..‬‬ ‫لظات ‪ ..‬الكل يب مالسته ‪..‬‬
‫أتول منذ ثلث عشرة سنة المامة والطابة ف جامع‬ ‫بينما مدرس آخر ‪ ..‬أو مدرسون ‪ ..‬يشي أحدهم‬
‫الكلية المنية ‪..‬‬ ‫ف مدرسته وحده ‪ ..‬ويرج من مسجد الدرسة‬
‫كان طريقي إل السجد ير ببوابة يقف عندها حارس أمن‬ ‫وحده ‪ ..‬فل طالب يقترب مبتهجا مصافحا ‪ ..‬أو‬
‫يتول فتحها وإغلقها ‪..‬‬ ‫شاكيا مستشيا ‪ ..‬ولو فتح مكتبه من طلوع‬
‫كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة‬ ‫الشمس إل غروبا ‪ ..‬وآناء الليل وأطراف النهار‬
‫البتسامة ‪ ..‬فأشي بيدي مسلما مبتسما ابتسامة واضحة‬ ‫‪ ..‬لا اقترب منه أحد أو رغب ف مالسته ‪..‬‬
‫‪ ..‬وبعد الصلة أركب سيارت راجعا للبيت ‪..‬‬ ‫لاذا ؟!!‬
‫وف الغالب يكون هاتفي الحمول مليئا باتصالت‬ ‫إنا مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلة ‪ ..‬فأكون مشغولً‬ ‫لاذا إذا دخل شخص إل ملس عام هش الناس ف‬
‫بقراءة الرسائل فيفتح الارس البوابة وأغفل عن التبسم‬ ‫وجهه وبشوا ‪ ..‬وفرحوا بلقائه ‪ ..‬وود كل واحد‬
‫‪..‬‬ ‫لو يلس بانبه ‪..‬‬
‫حت تفاجأت به يوما يوقفن وأنا خارج ويقول ‪ :‬يا شيخ‬ ‫بينما يدخل آخر ‪ ..‬فيصافحونه مصافحة باردة ‪-‬‬
‫‪ !..‬أنت زعلن من ؟!‬ ‫عادة أو ماملة – ث يتلفت يبحث له عن مكان فل‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟‬ ‫يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إل جانبه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان ‪..‬‬ ‫لاذا ؟!!‬
‫أما وأنت خارج فتكون غي مبتسم ول فرحان !!‬ ‫إنا مهارات جذب القلوب والتأثي ف الناس ‪..‬‬

‫‪9‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أشعرهم بحبته ‪..‬‬ ‫وكان رجلً بسيطا ‪ ..‬فبدأ السكي يقسم ل أنه‬
‫كان عمرو بن العاص ‪ t‬داهية من دهاة العرب ‪ ..‬حكمة‬ ‫يبن ويفرح برؤيت ‪..‬‬
‫وفطنة وذكاءً ‪ ..‬فأدهى العرب أربعة ‪ ..‬عمرو واحد‬ ‫فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغال ‪..‬‬
‫منهم ‪..‬‬ ‫ث انتبهت فعلً إل أن هذه الهارات مع تعودنا‬
‫أسلم عمرو وكان رأسا ف قومه ‪..‬‬ ‫عليها تصبح من طبعنا ‪ ..‬يلحظها الناس إذا غفلنا‬
‫فكان إذا لقي النب ‪ r‬ف طريق رأى البشاشة والبشر‬ ‫عنها ‪..‬‬
‫والؤانسة ‪..‬‬ ‫إضاءة ‪..‬‬
‫وإذا دخل ملسا فيه النب ‪ r‬رأى الحتفاء والسعادة‬ ‫ل تكسب الال وتفقد الناس ‪ ..‬فإن كسب‬
‫بقدمه ‪..‬‬ ‫الناس طريق لكسب الال ‪..‬‬
‫وإذا دعاه النب ‪ .. r‬ناداه بأحب الساء إليه ‪..‬‬
‫شعر عمرو بذا التعامل الراقي ‪ ..‬ودوام الهتمام‬ ‫‪.7‬أي الناس أحب إليك ؟‬
‫والتبسم أنه أحب الناس إل رسول ال ‪.. r‬‬ ‫تكون أقوى الناس قدرة على استعمال مهارات‬
‫‪r‬‬ ‫فأراد أن يقطع الشك باليقي ‪ ..‬فأقبل يوما إل النب‬ ‫التعامل مع الخرين عندما تتعامل مع كل أحد‬
‫وجلس إليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫ل رائعا يعله يشعر أنه أحب الناس إليك ‪..‬‬
‫تعام ً‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬أي الناس أحب إليك ؟‬ ‫ل رائعا مشبعا بالتفاعل‬
‫فتتعامل مع أمك تعام ً‬
‫فقال ‪ : r‬عائشة ‪..‬‬ ‫والنس والحتفاء إل درجة أنا تشعر أن هذا‬
‫قال عمرو ‪ :‬ل ‪ ..‬من الرجال يا رسول ال ؟ لست‬ ‫التعامل الراقي ل يلقه أحد منك قبلها ‪..‬‬
‫أسألك عن أهلك ‪..‬‬ ‫وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيك ‪ ..‬مع‬
‫فقال ‪ : r‬أبوها ‪..‬‬ ‫زوجتك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫قال عمرو ‪ :‬ث من ؟‬ ‫بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة‬
‫قال ‪ :‬ث عمر بن الطاب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬كبائع ف دكان ‪ ..‬أو عامل ف مطة وقود ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ث أي ‪ ..‬فجعل النب ‪ r‬يعدد رجالً ‪ ..‬يقول ‪:‬‬ ‫كل هؤلء تستطيع أن تعلهم يمعون على أنك‬
‫فلن ‪ ..‬ث فلن ‪..‬‬ ‫أحب الناس إليهم إذا أشعرتم أنم أحب الناس‬
‫بسب سبقهم إل السلم ‪ ..‬وتضحيتهم من أجله ‪..‬‬ ‫إليك ‪..‬‬
‫قال عمرو ‪ :‬فسكتّ مافة أن يعلن ف آخرهم ‪..‬‬ ‫وقد كان ‪ r‬قدوة ف ذلك ‪..‬‬
‫فانظر كيف استطاع ‪ r‬أن يلك قلب عمرو بهارات‬ ‫إذ أن من تتبع سيته ‪ ..‬وجد أنه كان يتعامل‬
‫أخلقية مارسها معه ‪..‬‬ ‫بهارات أخلقية راقية ‪ ..‬فيعامل كل أحد يلقاه‬
‫بل كان عليه الصلة والسلم ينل الناس منازلم ‪..‬‬ ‫بهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة ‪ ..‬حت يشعر‬
‫وقد يترك أشغاله لجلهم ‪ ..‬لشعارهم بحبته لم‬ ‫ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه ‪ ..‬وبالتال‬
‫يكون هو أيضا ‪ r‬أحب الناس إليهم ‪ ..‬لنه‬
‫‪10‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫من ‪..‬‬ ‫وقدرهم عنده ‪..‬‬
‫وكنت على دين النصرانية ‪..‬‬ ‫لا توسع ‪ r‬بالفتوحات وبدأ ينتشر السلم ‪..‬‬
‫وكنت ملكا ف قومي لا كان يصنع ب ‪.‬‬ ‫جعل ‪ r‬يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل‬
‫فلما سعت برسول ال ‪ r‬كرهته كراهية شديدة ‪..‬‬ ‫السلم ‪ ..‬وربا احتاج المر أن يرسل جيشا ‪..‬‬
‫فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ‪..‬‬ ‫وكان عدي بن حات الطائي ‪ ..‬ملكا ابن ملك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكرهت مكان ذلك ‪..‬‬ ‫فوقع بي قبيلته " طي " وبي السلمي حرب ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬وال لو أتيت هذا الرجل ‪ ..‬فإن كان كاذبا ل‬ ‫وكان عدي قد هرب من الرب فلم يشهدها ‪..‬‬
‫يضرن ‪ ..‬وإن كان صادقا علمت ‪..‬‬ ‫واحتمى بالروم ف الشام ‪..‬‬
‫فقدمت فأتيته ‪ ..‬فلما دخلت الدينة جعل الناس يقولون ‪:‬‬ ‫وصل جيش السلمي إل ديار طيء ‪..‬‬
‫هذا عدي بن حات ‪ ..‬هذا عدي بن حات ‪..‬‬ ‫كا نت هزي ة ط يء سهلة ‪ ..‬فل ملك يقود ‪ ..‬ول‬
‫فمشيت حت أتيت فدخلت على رسول ال ‪ r‬ف‬ ‫جيش مرتب ‪..‬‬
‫السجد فقال ل ‪ :‬عدي بن حات ؟‬ ‫وكان ال سلمون ف حروب م ‪ ..‬ي سنون إل الناس‬
‫قلت ‪ :‬عدي بن حات ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويعطفون وهم ف قتال ‪..‬‬
‫فرح النب ‪ r‬بقدمه ‪ ..‬واحتفى به ‪ ..‬مع أن عديا مارب‬ ‫كان القصود صد كيد قوم عدي عن السلمي ‪..‬‬
‫للمسلمي وفارٌ من الرب ‪ ..‬ومبغض للسلم ‪ ..‬ولجئٌ‬ ‫وإظهار قوة السلمي لم ‪..‬‬
‫إل النصارى ‪ ..‬ومع ذلك لقيه ‪ r‬بالبشاشة والبشر ‪..‬‬ ‫أسر السلمون بعض قوم عدي ‪ ..‬وكان من بينهم‬
‫وأخذ بيده يسوقه معه إل بيته ‪..‬‬ ‫أخت لعدي بن حات ‪..‬‬
‫عدي وهو يشي بانب النب ‪ r‬يرى أن الرأسي‬ ‫مضوا بال سرى إل الدي نة ‪ ..‬ح يث ر سول ال‬
‫متساويان ‪!!..‬‬ ‫بفرار عدي إل الشام ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخبوا النب‬
‫فمحمد ( ‪ ) r‬ملك على الدينة وما حولا ‪ ..‬وعدي‬ ‫مـن فراره !! كيـف يفـر مـن الديـن ؟‬ ‫فعجـب‬
‫ملك على جبال طي وما حولا ‪..‬‬ ‫كيف يترك قومه ؟‬
‫وممد ( ‪ ) r‬على دين ساوي " السلم " ‪ ..‬وعدي على‬ ‫ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ‪..‬‬
‫دين ساوي " النصرانية " ‪..‬‬ ‫ل يطب القام لعدي ف ديار الروم ‪ ..‬فاضطر‬
‫وممد ( ‪ ) r‬عنده كتاب منل " القرآن " ‪ ..‬وعدي‬ ‫للرجوع لديار العرب ‪ ..‬ث ل يد بدا من أن‬
‫عنده كتاب منل " النيل " ‪..‬‬ ‫يذهب إل الدينة للقاء النب ‪ r‬ومصالته ‪ ..‬أو‬
‫كان عدي يشعر أنه ل فرق بينهما إل ف القوة واليش‬ ‫التفاهم على شيء يرضيهما ‪.. )2( ..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة ‪:‬‬
‫ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف ‪:‬‬ ‫‪r‬‬ ‫ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال‬
‫بينما ها يشيان إذا بامرأة قد وقفت ف وسط الطريق‬
‫( ) وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كفار أو لصوص ‪..‬‬ ‫فجعلت تصيح ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل إليك حاجة ‪..‬‬
‫أجابه النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬ ‫فانتزع النب ‪ r‬يده من يد عدي ومضى إليها ‪..‬‬
‫جعل عدي يقلب المر ف نفسه ‪ ..‬هو ف عز وشرف ف‬ ‫وجعل يستمع إل حاجتها ‪..‬‬
‫قومه ‪ ..‬وليس له أعداء يتربصون به ‪..‬‬ ‫عدي بن حات ‪ ..‬الذي قد عرف اللوك والوزراء‬
‫فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله ف ضعف ومسكنة ‪..‬‬ ‫‪r‬‬ ‫جعل ينظر إل هذا الشهد ‪ ..‬ويقارن تعامل النب‬
‫وفقر وحاجة ‪..‬‬ ‫مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء‬
‫وصل إل بيت النب ‪ .. r‬فدخل ‪ ..‬فإذا وسادة واحدة‬ ‫والسادة ‪..‬‬
‫فدفعها النب ‪ r‬إل عدي إكراما له ‪ ..‬وقال ‪ :‬خذ هذه‬ ‫ل ث قال ‪ :‬وال ما هذه بأخلق اللوك‬
‫فتأمل طوي ً‬
‫فاجلس عليها ‪ ..‬فدفعها عدي إليه قال ‪ :‬بل اجلس عليها‬ ‫‪ ..‬هذه أخلق النبيااااااء ‪..‬‬
‫أنت ‪ ..‬فقال ‪ : r‬بل أنت ‪ ..‬حت استقرت عند عدي‬ ‫وانتهت الرأة من حاجتها ‪ ..‬فعاد النب ‪ r‬إل عدي‬
‫فجلس عليها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ومضيا يشيان ‪ ..‬فبينما ها كذلك ‪ ..‬فإذا‬
‫عندها ‪ ..‬بدأ النب ‪ r‬يطم الواجز بي عدي والسلم‬ ‫برجل يقبل على النب ‪.. r‬‬
‫‪..‬‬ ‫فماذا قال الرجل ؟ هل قال ‪ :‬يا رسول ال عندي‬
‫يا عدي أسلم ‪ ..‬تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪..‬‬ ‫أموال زائدة أبث لا عن فقي ؟! أم قال ‪:‬‬
‫قال عدي ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬ ‫حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ‪ ..‬فماذا أفعل به‬
‫فقال ‪ : r‬أنا أعلم بدينك منك ‪..‬‬ ‫؟‬
‫قال ‪ :‬أنت تعلم بدين من ؟‬ ‫يا ليته قال شيئا من ذلك ‪ ..‬لعل عديا إذا سعه‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ألست من الركوسية ‪..‬‬ ‫يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ‪..‬‬
‫والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من الجوسية ‪..‬‬ ‫قال الرجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أشكو إليك الفاقة‬
‫فمن مهارته ‪ r‬ف القناع أنه ل يقل ألست نصرانيا ‪..‬‬ ‫والفقر ‪..‬‬
‫وإنا تاوز هذه العلومة إل معلومة أدق منها فأخبه‬ ‫ما يكاد هذا الرجل يد طعاما يسد به جوعة‬
‫بذهبه ف النصرانية تديدا ‪..‬‬ ‫أولده ‪ ..‬ومن حوله من السلمي يعيشون على‬
‫كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك ‪ :‬لاذا‬ ‫الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ‪..‬‬
‫ل تتنصر ؟ فقلت ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬ ‫قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع ‪ ..‬فأجابه‬
‫فلم يقل لك ‪ :‬ألست مسلما ‪ ..‬ول يقل ‪ :‬ألست سنُيّا ‪..‬‬ ‫النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬ألست شافعيا ‪ ..‬أو حنبليا ‪..‬‬ ‫فلما مشيا خطوات ‪ ..‬أقبل رجل آخر ‪ ..‬قال ‪ :‬يا‬
‫عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ‪..‬‬ ‫رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!‬
‫فهذا الذي فعله العلم الول ‪ r‬مع عدي ‪ ..‬قال ‪ :‬ألست‬ ‫يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن‬
‫من الركوسية ‪..‬‬ ‫أن نرج عن بنيان الدينة لكثرة من يعترضنا من‬

‫‪12‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فتعجب عدي وقال ف نفسه ‪ :‬فأين عنها ذُعّار طي الذين‬ ‫فقال عدي ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫سعروا البلد !!‬ ‫فقال ‪ : r‬فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم‬
‫(‪)3‬‬
‫ث قال ‪ : r‬وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ‪..‬‬ ‫الرباع ؟‬
‫قال ‪ :‬كنوز ابن هرمز ؟‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم كسرى بن هرمز ‪ ..‬ولتنفقن أمواله ف سبيل‬ ‫فقال ‪ : r‬فإن هذا ل يل لك ف دينك ‪..‬‬
‫ال ‪..‬‬ ‫فتضعضع لا عدي ‪ ..‬وقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يرج بلء‬ ‫فقال ‪ : r‬أما إن أعلم الذي ينعك من السلم ‪..‬‬
‫كفه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه فل يد أحدا‬ ‫أنك تقول ‪ :‬إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم‬
‫يقبله منه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫يعن من كثرة الال يرج الغن يطوف بصدقته ل يد‬ ‫وقد رمتهم العرب ‪..‬‬
‫فقيا يعطيه إياها ‪..‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫يا عدي ‪ ..‬أتعرف الية ؟‬
‫يعظ عديا ويذكره بالخرة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫ث بدأ‬ ‫قلت ‪ :‬ل أرها وقد سعت با ‪..‬‬
‫وليلقي الَ أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجان ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت‬
‫فينظر عن يينه فل يرى إل جهنم ‪ ،‬وينظر عن شاله فل‬ ‫ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف غي‬
‫يرى إل جهنم " ‪..‬‬ ‫جوار أحد ‪..‬‬
‫سكت عدي متفكرا ‪..‬‬ ‫أي سيقوى السلم إل درجة أن الرأة السلمة‬
‫قائلً ‪ :‬يا عدي ‪ ..‬فما يفرك أن تقول ل إله إل‬ ‫ففاجأه‬ ‫الاجة ترج من الية حت تصل إل مكة ليس‬
‫ال ؟‪ ..‬أو تعلم من إله أعظم من ال ؟!‬ ‫معها إل مرم ‪ ..‬من غي أحد يميها ‪ ..‬وتر على‬
‫قال عدي ‪ :‬فإن حنيف مسلم ‪ ..‬أشهد أن ل إله إل ال‬ ‫مئات القبائل فل يرؤ أحد أن يعتدي عليها أو‬
‫‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬ ‫يسلبها مالا ‪ ..‬لن السلمي صار لم قوة وهيبة ‪..‬‬
‫فتهلل وجه النب ‪ r‬فرحا مستبشرا ‪..‬‬ ‫إل درجة أن أحدا ل يرؤ على التعرض لسلم‬
‫قال عدي بن حات ‪:‬‬ ‫خوفا من انتصار السلمي له ‪..‬‬
‫فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار‬ ‫فلما سع عدي ذلك ‪ ..‬جعل يتصور النظر ف ذهنه‬
‫‪..‬ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ‪..‬‬ ‫‪ ..‬امرأة ترج من العراق حت تصل إل مكة ‪..‬‬
‫والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لن رسول ال ‪ r‬قد‬ ‫معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ‪ ..‬يعن ستمر‬
‫(‪)5‬‬
‫قالا " ‪..‬‬ ‫ببال طي ‪ ..‬ديار قومه ‪..‬‬
‫لعدي ‪ ..‬وهذا‬ ‫فتأمل كيف كان هذا النس منه‬
‫‪ ) ( 3‬الرباع ‪ :‬إذا غزت القبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة‬
‫الحتفاء الذي قابله به ‪ ..‬حت شعر به عدي ‪ ..‬تأمل‬ ‫أقسام فأخذ الربع له وحده ‪ ،‬وهذا حرام ف دين النصرانية ‪،‬‬
‫جائز عند العرب ‪.‬‬
‫( ) رواه مسلم وأحد ‪..‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ) ( 4‬الية ‪ :‬مدينة بالعراق‬
‫‪13‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يا أيها الليفة ‪..‬‬ ‫كيف كان كل ذلك جاذبا لعدي للدخول ف‬
‫أنت كالكلب ف حفاظك للود ‪ ..‬وكالتيس ف قراع‬ ‫السلم ‪..‬‬
‫الطوب‬ ‫فلو مارسنا هذا الب مع الناس ‪ ..‬مهما كانوا ‪..‬‬
‫أنت كالدلو ل عدمتك دلوا ‪ ..‬من كبار الدلْ كثي‬ ‫للكنا قلوبم ‪..‬‬
‫الذنوب‬
‫ومضى يضرب للخليفة المثلة بالتيس والعن والبئر‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫والتراب ‪..‬‬ ‫بالرفق واستعمال مهارات التعامل والقناع ‪..‬‬
‫فثار الليفة ‪ ..‬وانتفض الراس ‪ ..‬واستل السياف سيفه‬ ‫نستطيع أن نقق ما نريد ‪..‬‬
‫‪ ..‬وفرش النطع ‪ ..‬وتهز للقتل ‪..‬‬
‫‪.8‬استمتع بالهارات ‪..‬‬
‫فأدرك الليفة أن علي بن الهم قد غلبت عليه طبيعته ‪..‬‬
‫الهارات متعة حسية ‪ ،‬ل أعن با الجر الخروي‬
‫فأراد أن يغيها ‪..‬‬
‫فقط ‪ ،‬ل وإنا هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ‪..‬‬
‫فأمر به فأسكنوه ف قصر منيف ‪ ..‬تغدو عليه أجل‬
‫فاستمتع با ‪ ،‬ومارسها مع جيع الناس ‪ ،‬كبيهم‬
‫الواري وتروح يا يلذ ويطيب ‪..‬‬
‫وصغيهم ‪ ،‬غنيهم وفقيهم ‪ ،‬قريبهم وبعيدهم ‪..‬‬
‫ذاق علي بن الهم النعمة ‪ ..‬واتكأ على الرائك ‪..‬‬
‫كلهم ‪ ..‬مارس معهم هذه الهارات ‪..‬‬
‫وجالس أرق الشعراء ‪ ..‬وأغزل الدباء ‪..‬‬
‫إما لتقاء أذاهم ‪..‬‬
‫ومكث على هذا الال سبعة أشهر ‪..‬‬
‫أو لكسب مبتهم ‪..‬‬
‫ث جلس الليفة ملس سر ليلة ‪ ..‬فتذكر علي بن الهم‬
‫أو لصلحهم ‪ ..‬نعم إصلحهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬فسأل عنه ‪ ،‬فدعوه له ‪ ..‬فلما مثل بي يديه ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫كان علي بن الهم شاعرا فصيحا ‪ ..‬لكنه كان‬
‫أنشدن يا علي بن الهم ‪..‬‬
‫أعرابيا جلفا ل يعرف من الياة إل ما يراه ف‬
‫فانطلق منشدا قصيدة مطلعها ‪:‬‬
‫الصحراء ‪..‬‬
‫عيون الها بي الرصافة والسر ‪ ..‬جلب الوى من حيث‬
‫وكان التوكل خليفة متمكنا ‪ ..‬يُغدى عليه ويراح‬
‫أدري ول أدري‬
‫با يشتهي ‪..‬‬
‫أعدن ل الشوق القدي ول أكن ‪ ..‬سلوت ولكن زدن‬
‫دخل علي بن الهم بغداد يوما فقيل له ‪ :‬إن من‬
‫جرا على جر‬
‫مدح الليفة حظي عنده ولقي منه العطيات ‪..‬‬
‫ومضى يرك الشاعر بأرق الكلمات ‪ ..‬ث شرع يصف‬
‫فاستبشر علي ويم جهة قصر اللفة ‪..‬‬
‫الليفة بالشمس والنجم والسيف ‪..‬‬
‫دخل على التوكل ‪ ..‬فرأى الشعراء ينشدون‬
‫فانظر كيف استطاع الليفة أن يغي طباع ابن الهم ‪..‬‬
‫ويربون ‪..‬‬
‫ونن كم ضايقتنا طباع لولدنا أو أصدقائنا فسعينا‬
‫والتوكل هو التوكل ‪ ..‬سطوة وهيبة وجبوت ‪..‬‬
‫لتغييها ‪ ..‬فغيناها ‪..‬‬
‫فانطلق مادحا الليفة بقصيدة مطلعها ‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫رسول ال ‪ r‬يصنع ف بيته ؟‬ ‫فمن باب أول أن تقدر أنت على تغيي طباعك ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يكون ف مهنة أهله ‪ ..‬فإذا حضرت الصلة‬ ‫فتقلب العبوس تبسما ‪ ..‬والغضب حلما ‪..‬‬
‫يتوضأ ويرج للصلة ‪..‬‬ ‫والبخل كرما ‪ ..‬وهذا ليس صعبا ‪ ..‬لكنه يتاج‬
‫وقل مثل ذلك مع الوالدين ‪ ..‬فكم هم أولئك الذين‬ ‫إل عزية ومراس ‪ ..‬فكن بطلً ‪..‬‬
‫نسمع عن حسن أخلقهم ‪..‬‬ ‫ومن نظر ف سية ممد ‪ r‬وجد أنه كان يتعامل مع‬
‫وكرمهم وتبسمهم ‪ ..‬وجيل معاشرتم للخرين ‪ ..‬أما‬ ‫الناس بقدرات أخلقية ‪ ،‬ملك با قلوبم ‪..‬‬
‫مع أقرب الناس إليهم ‪ ..‬وأعظم الناس حقا عليهم ‪ ..‬مع‬ ‫ول يكن ‪ r‬يتصنع هذه الخلق أمام الناس ‪..‬‬
‫الوالدين فجفاء وهجر ‪..‬‬ ‫فإذا خل بأهل بيته ‪ ..‬انقلب حلمه غضبا ‪ ..‬ولينه‬
‫نعم ‪ ..‬خيكم خيكم لهله ‪ ..‬لوالديه ‪ ..‬لزوجه ‪..‬‬ ‫غلظا ‪..‬‬
‫لدمه ‪ ..‬بل ولطفاله ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ما كان بساما مع الناس عبوسا مع أهل بيته‬
‫ف يوم مليء بالشاعر ‪ ..‬يلس أبو ليلى ‪ t‬عند رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫‪ .. e‬فيأتـ السـن أو السـي يشـي إل النـب ‪.. e‬‬ ‫ول كريا مع اللق إل مع ولده وزوجه ‪..‬‬
‫فيأخذه ‪ .. e‬فيقعده على بطنه ‪ ..‬فبال الصغي على بطن‬ ‫ل ‪ ..‬بل كانت أخلقه سجية ‪ ..‬يتعبد ل تعال با‬
‫رسول ال ‪ .. e‬قال أبو ليلى ‪ :‬حت رأيت بوله على بطن‬ ‫‪ ..‬كما يتعبد بصلة الضحى وقيام الليل ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ e‬أساريع ‪..‬‬ ‫يتسب ابتسامته قربة ‪ ..‬ورفقَه عبادة ‪ ..‬وعفوَه‬
‫قال ‪ :‬فوثبنـا إليـه ‪ ..‬فقال ‪ : e‬دعوا ابنـ ‪ ..‬ل تفزعوا‬ ‫ولينَه حسنات ‪..‬‬
‫ابن ‪..‬‬ ‫إن من اعتب حسن اللق عبادة ‪ ..‬تلى با ف جيع‬
‫فل ما فرغ ال صغي من بوله ‪ ..‬د عا ‪ e‬باء ف صبه عل يه ‪..‬‬ ‫أحواله ‪ ..‬ف سلمه وحربه ‪ ..‬وجوعه وشبعه ‪..‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وصحته ومرضه ‪ ..‬بل وفرحه وحزنه ‪..‬‬
‫فلله دره كيف تروضت نفسه على هذه الخلق ‪ ..‬فل‬ ‫نعم ‪ ..‬كم من الزوجات تسمع عن أخلق‬
‫عجب إذن أن يلك قلوب الصغار والكبار ‪..‬‬ ‫زوجها‪ ..‬وسعة صدره ‪ ..‬وابتسامته وكرمه ‪..‬‬
‫رأي ‪..‬‬ ‫ولكنها ل تر من ذلك شيئا ‪..‬‬
‫بدل أن تسب الظلم ‪ ..‬حاول إصلح الصباح ‪..‬‬ ‫فهو ف بيته سيئَ اللق ‪ ..‬ضيقَ الصدر ‪ ..‬عابسَ‬
‫ل ومنانا ‪..‬‬
‫الوجه ‪ ..‬صخابا لعانا ‪ ..‬بي ً‬
‫‪.9‬مع الفقراء ‪..‬‬ ‫أما هو ‪ r‬فهو الذي قال ‪ ( :‬خيكم خيُكم‬
‫عدد من الناس اليوم أخلقهم تارية ‪ ..‬فالغن فقط هو‬ ‫‪..‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫لهله‪ ،‬وأنا خيكم لهلي )‬
‫الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند ساعها ‪..‬‬ ‫وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ‪..‬‬
‫وأخطاؤه صغية ‪ ..‬فيتغاضون عنها ‪..‬‬ ‫قال السود بن يزيد ‪ :‬سألت عائشة ‪ : t‬ما كان‬

‫( ) رواه أحد والطبان ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫( ) رواه ابن ماجة‬ ‫‪6‬‬

‫‪15‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫أما الفقراء فنكتهم ثقيلة ‪ ..‬يسخر بم عند ساعها‬
‫فنظر زاهر ف حاله ‪ ..‬فإذا هو فقي كسي ‪ ..‬ل مال ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخطاؤهم جسيمة ‪ ..‬يصرخ بم عند وقوعها‬
‫ول جال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إذا وال تدن كاسدا يا رسول ال ‪..‬‬ ‫أما رسول ال ‪ r‬فكان عطفه على الغن والفقي‬
‫فقال ‪ : r‬لكن عند ال لست بكاسد ‪ ..‬أنت عند ال‬ ‫سواء ‪..‬‬
‫غال ‪..‬‬ ‫قال أنس ‪: t‬‬
‫وهو يلكهم‬ ‫فل عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به‬ ‫كان رجل من أهل البادية اسه زاهر بن حرام ‪..‬‬
‫بذه الخلق ‪..‬‬ ‫وكان ربا جاء الدينة ف حاجة فيهدي للنب ‪ r‬من‬
‫كثي من الفقراء ‪ ..‬قد ل يعيب على الغنياء البخل عليه‬ ‫البادية شيئا من إقط أو سن ‪..‬‬
‫بالال والطعام ‪ ..‬لكنه يد عليهم بلهم باللطف وحسن‬ ‫فيُجهزه رسول ال ‪ r‬إذا أراد أن يرج إل أهله‬
‫العاشرة ‪..‬‬ ‫بشيء من تر ونوه ‪..‬‬
‫وكم من فقي تبسمت ف وجهه ‪ ..‬وأشعرته بقيمته‬ ‫وكان النب ‪ r‬يبه ‪ ..‬وكان يقول ‪ ( :‬إن زاهرا‬
‫واحترامه ‪ ..‬فرفع ف ظلمة الليل يدا داعية ‪ ..‬يستنل با‬ ‫باديتنا ‪ ..‬ونن حاضروه )‪ ..‬وكان زاهرا دميما ‪..‬‬
‫لك الرحات من السماء ‪..‬‬ ‫خرج زاهر ‪ t‬يوما من باديته ‪ ..‬فأتى بيت رسول‬
‫ورب أشعث أغب ذي طمرين مدفوع بالبواب ل يؤبه له‬ ‫ال ‪ .. r‬فلم يده ‪..‬‬
‫‪ ..‬لو أقسم على ال لبره ‪..‬‬ ‫وكان معه متاع فذهب به إل السوق ‪ ..‬فلما علم‬
‫فكن دائم البشر مع هؤلء الضعفاء ‪..‬‬ ‫مضى إل السوق يبحث عنه ‪..‬‬ ‫به النب‬
‫فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ‪ ..‬والعرق يتصبب منه ‪..‬‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ‪..‬‬
‫لعل ابتسامة ف وجه فقي ‪ ..‬ترفعك عند ال درجات ‪..‬‬ ‫فاحتضنه ‪ r‬من ورائه ‪ ،‬وزاهر ل يُبصره ‪ ..‬ول‬
‫يدري من أمسكه ‪..‬‬
‫‪.10‬النساء ‪..‬‬
‫ففزع زاهر وقال ‪ :‬أرسلن ‪ ..‬من هذا ؟ ‪..‬‬
‫كان جدي يستشهد بثل قدي ‪ " :‬من غاب عن عنه‬
‫فسكت النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫جابت تيس " ‪..‬‬
‫فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ‪..‬‬
‫بعن أن من ل تد عنده زوجته ‪ ..‬ما يشبع عاطفتها ‪..‬‬
‫وجعل يلتفت وراءه ‪ ..‬فرأى النب ‪ .. r‬فاطمأنت‬
‫ويروي نفسها ‪ ..‬فقد تدثها نفسها بالستجابة لغيه ‪..‬‬
‫نفسه ‪ ..‬وسكن فزعه ‪..‬‬
‫من يلك معسول الكلم ‪..‬‬
‫وصار يُلصٍٍق ظهره بصدر النب ‪ .. r‬حي عرفه ‪..‬‬
‫وليس مقصودهم بذا الثل تشبيه الرجل والرأة بالتيس‬
‫فجعل النب ‪ r‬يازح زاهرا ‪ ..‬ويصيح بالناس‬
‫والعن ‪ ..‬معاذ ال ‪..‬‬
‫يقول ‪:‬من يشتري العبد ؟ ‪ ..‬من يشتري العبد ؟‬
‫الرأة شقيقة الرجل ‪ ..‬ولئن كان ال قد وهب الرجل‬
‫‪16‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫(‪)11‬‬
‫أزواجهن ‪ ..‬ليس أولئك بياركم ‪..‬‬ ‫جسما قويا ‪ ..‬فقد وهبها عاطفة قوية ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫وكم رأينا سلطي الرجال وشجعانم تور قواهم‬
‫(‪)12‬‬
‫( خيُكم خيُكم لهله وأنا خيكم لهلي ) ‪..‬‬ ‫عند قوة عاطفة امرأة ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬قد بلغ من إكرام الدين للمرأة ‪ ..‬أنا كانت تقوم‬ ‫ومن مهارات التعامل مع الرأة أن تعرف الفتاح‬
‫الروب ‪ ..‬وتسحق الماجم ‪ ..‬وتتطاير الرؤوس ‪..‬‬ ‫الذي تؤثر من خلله فيها ‪ ..‬العاطفة ‪ ..‬تقاتلها‬
‫لجل عرض امرأة واحدة ‪..‬‬ ‫بسلحها ‪..‬‬
‫كان اليهود يساكنون السلمي ف الدينة ‪..‬‬ ‫كان النب ‪ e‬يوصيك بالحسان إل الرأة ‪..‬‬
‫وكان يغيظ هم نزو ُل ال مر بالجاب ‪ ..‬وت ست ُر ال سلمات‬ ‫واحترام عاطفتها ‪ ..‬لجل أن تسعد معها ‪..‬‬
‫‪ ..‬وياولون أن يزرعوا الف ساد والتك شف ف صفوف‬ ‫وأوصى الب بالحسان إل بناته ‪ ..‬فقال ‪ ( :‬من‬
‫السلمات ‪ ..‬فما استطاعوا ‪..‬‬ ‫عال جاريتي حت تبلغا ‪ ..‬جاء يوم القيامة أنا وهو‬
‫وف أحد اليام جاءت امرأة مسلمة إل سوق يهود بن‬ ‫(‪)8‬‬
‫وضم أصابعه ) ‪..‬‬
‫قينقاع ‪..‬‬ ‫وأوصى با أولدها فقال فإنه لا سأله رجل فقال ‪:‬‬
‫وكانت عفيفة متسترة ‪ ..‬فجلست إل صائغ هناك منهم‬ ‫من أحق الناس بسن صحابت ؟‬
‫‪..‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫قال ‪ :‬أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أبوك ‪..‬‬
‫فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ‪ ..‬وودوا لو يتلذذون‬ ‫بل أوصى ‪ r‬بالرأة زوجها ‪ ..‬وذ ّم من غاضب‬
‫بالنظر إل وجهها ‪ ..‬أو لسِها والعبثِ با ‪ ..‬كما كانوا‬ ‫زوجته أو أساء إليها ‪..‬‬
‫يفعلون ذلك قبل إكرامها بالسلم ‪ ..‬فجعلوا يريدونا‬ ‫وانظر إليه ‪ r‬وقد قام ف حجة الوداع ‪ ..‬فإذا بي‬
‫على كشف وجهها ‪ ..‬ويغرونا لتنع حجابا ‪..‬‬ ‫يديه مائةُ ألف حاج ‪..‬‬
‫فأبت ‪ ..‬وتنعت ‪..‬‬ ‫فيهم السود والبيض ‪ ..‬والكبي والصغي ‪..‬‬
‫فغافلها الصائغ وهي جالسة ‪ ..‬وأخذ طرف ثوبا من‬ ‫والغن والفقي ‪..‬‬
‫السفل ‪ ..‬وربطه إل طرف خارها التدل على ظهرها ‪..‬‬ ‫صاح ‪ r‬بؤلء جيعا وقال لم ‪:‬‬
‫فلما قامت ‪ ..‬ارتفع ثوبا من ورائها ‪ ..‬وتكشفت‬ ‫أل واستوصوا بالنساء خيا ‪ ..‬أل واستوصوا‬
‫أعضاؤها ‪ ..‬فضحك اليهود منها‪..‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫بالنساء خيا ‪..‬‬
‫فصاحت السلمة العفيفة ‪ ..‬وودت لو قتلوها ول يكشفوا‬ ‫‪r‬‬ ‫وف يوم من اليام أطاف بأزواج رسول ال‬
‫عورتا ‪..‬‬ ‫‪r‬‬ ‫نساء كثي يشتكي أزواجهن ‪..‬فلما علم النب‬
‫فلما رأى ذلك رجل من السلمي ‪ ..‬س ّل سيفه ‪ ..‬ووثب‬ ‫بذلك ‪ ..‬قام ‪ ..‬وقال للناس ‪:‬‬
‫على الصائغ فقتله ‪..‬فشد اليهود على السلم فقتلوه ‪..‬‬ ‫لقد طاف بآل ممد ‪ r‬نساء كثي يشتكي‬
‫‪ ) ( 8‬رواه مسلم‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪11‬‬
‫‪ ) ( 9‬متفق عليه‬
‫( ) رواه ابن ماجة والترمذي‬ ‫‪12‬‬
‫‪ ) ( 10‬رواه الترمذي ومسلم‬
‫‪17‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نعم الرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫فل ما علم ال نب ‪ r‬بذلك ‪ ..‬وأن اليهود قـد نقضوا‬
‫كانت خولة بنت ثعلبة ‪ t‬من الصحابيات الصالات ‪..‬‬ ‫العـهد وتعرضوا للمسلمات ‪ ..‬حاصرهم ‪ ..‬حت‬
‫وكان زوجها أوس بن الصامت شيخا كبيا يسرع إليه‬ ‫استسلموا ونزلوا على حكمه ‪..‬‬
‫الغضب ‪..‬‬ ‫فلمـا أراد النـب ‪ r‬أن ينكـل بمـ ‪ ..‬ويثأر لعرض‬
‫دخل عليها يوما راجعا من ملس قومه ‪ ..‬فكلمها ف‬ ‫السلمة العفيفة ‪..‬‬
‫شيء فردت عليه ‪ ..‬فتخاصما ‪ ..‬فغضب فقال ‪ :‬أنت‬ ‫قام إليه جندي من جند الشيطان ‪..‬‬
‫علي كظهر أمي ‪ ..‬وخرج غاضبا ‪..‬‬ ‫الذيـن ل يهمهـم عرض السـلمات ‪ ..‬ول صـيانة‬
‫كانت هذه الكلمة ف الاهلية إذا قالا الرجل لزوجته‬ ‫الكرمات ‪..‬‬
‫صارت طلقا ‪ ..‬أما ف السلم فل تعلم خولة حكمها ‪..‬‬ ‫وإنا هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ‪..‬‬
‫رجع أوس إل بيته ‪ ..‬فإذا امرأته تتباعد عنه ‪..‬‬ ‫ب ابن سلول ‪..‬‬
‫قام رأس النافقي ‪ ..‬عبد ال بن أُ ّ‬
‫وقالت له ‪ :‬والذي نفس خويلة بيده ل تلص إل وقد‬ ‫فقال ‪ :‬يـا ممـد أحسـن فـ موال اليهود وكانوا‬
‫قلت ما قلت ‪ ..‬حت يكم ال ورسوله فينا بكمه ‪..‬‬ ‫أنصاره ف الاهلية ‪..‬‬
‫ث خرجت خولة إل رسول ال ‪ e‬فذكرت له ما تلقى من‬ ‫فأعرض عنه النب ‪ .. r‬وأبـى ‪..‬‬
‫زوجها ‪ ..‬وجعلت تشكو إليه ما سوء خلقه معها ‪..‬‬ ‫إذ ك يف يطلب الع فو عن أقوام يريدون أن تش يع‬
‫فجعل رسول ال ‪ e‬يصبها ويقول ‪ :‬يا خويلة ابن‬ ‫الفاحشة ف الذين آمنوا !!‬
‫عمك ‪ ..‬شيخ كبي ‪ ..‬فاتقي ال فيه ‪..‬‬ ‫فقام النا فق مرة أخرى ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا م مد أح سن‬
‫وهي تدافع عباتا وتقول ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أكل شباب‬ ‫إليهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬ونثرت له بطن ‪ ..‬حت إذا كبت سن ‪ ..‬وانقطع‬ ‫فأعرض عنه النب ‪ .. r‬صيانة لعرض السلمات ‪..‬‬
‫ولدي ‪ ..‬ظاهر من ‪ ..‬اللهم إن أشكو إليك ‪..‬‬ ‫وغية على العفيفات ‪..‬‬
‫وهو ‪ e‬ينتظر أن ينل ال تعال فيهما حكما من عنده‬ ‫فغ ضب ذلك النا فق ‪ ..‬وأد خل يده ف ج يب درع‬
‫‪..‬‬ ‫النب ‪ .. r‬وجرّه وهو يردد ‪:‬‬
‫فبينما خولة عند رسول ال ‪ e‬إذ هبط جبيل من‬ ‫ل ‪..‬‬
‫أحسن إل موالّ ‪ ..‬أحسن إل موا ّ‬
‫السماء على رسول ال ‪.. e‬‬ ‫فغضـب النـب ‪ r‬والتفـت إليـه وصـاح بـه وقال ‪:‬‬
‫بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ‪..‬‬ ‫أرسلن ‪..‬‬
‫فالتفت ‪ e‬إليها وقال ‪ :‬يا خويلة ‪ ..‬قد أنزل فيك وف‬ ‫فأ ب النا فق ‪ ..‬وأ خذ ينا شد ال نب ‪ r‬العدول عن‬
‫صاحبك قرآنا ‪ ..‬ث قرأ " قد سع ال قول الت تادلك ف‬ ‫قتلهم ‪..‬‬
‫زوجها وتشتكي إل ال وال يسمع تاوركما إن ال سيع‬ ‫فالتفت إليه النب ‪ r‬وقال ‪ :‬هم لك ‪..‬‬
‫بصي " إل آخر اليات من أول سورة الجادلة ‪..‬‬ ‫ث عدل عن قتلهم ‪ ..‬لكنه ‪ r‬أخرجهم من الدينة‬
‫ث قال لا ‪ e‬مُريه فليعتق رقبة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وطرّدهم من ديارهم ‪..‬‬

‫‪18‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫عليك أحد ف ملس عام ‪ ..‬فهي مواقف تفر صورتا ف‬ ‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما عنده ما يعتق ‪..‬‬
‫الذاكرة ‪ ..‬فل تكاد تنسى ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فليصم شهرين متتابعي ‪..‬‬
‫وإل جانب ذلك ‪ ..‬ل نزال نتذكر مواقف مزنة ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬وال إنه لشيخ كبي ما له من صيام ‪..‬‬
‫وقعت لنا ف طفولتنا ‪ ..‬مدرس ضربنا ‪ ..‬أو خصومة مع‬ ‫قال ‪ :‬فليطعم ستي مسكينا وسقا من تر ‪..‬‬
‫زملء ف الدرسة ‪ ..‬أو مواقف تعرضنا فيها للهانة من‬ ‫قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما ذاك عنده ‪..‬‬
‫أسرتنا ‪ ..‬أو تعرض لا أحدنا من زوجة أبيه ‪ ..‬أو نو‬ ‫فقال ‪ : e‬فإنا سنعينه بعرق من تر ‪..‬‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬أنا سأعينه بعرق آخر‬
‫وكم صار الحسان إل الصغار طريقا إل التأثي ليس‬ ‫‪..‬‬
‫فيهم فقط ‪ ..‬بل ف آبائهم وأهليهم ‪ ..‬وكسب مبتهم‬ ‫فقال ‪ : e‬قد أصبت وأحسنت ‪ ..‬فاذهب فتصدقي‬
‫جيعا ‪..‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫به عنه ‪ ..‬ث استوصي بابن عمك خيا ‪..‬‬
‫يتكرر كثيا لدرس الرحلة البتدائية أن يتصل به أحد‬ ‫فسبحان من وهبه اللي والتحمل مع الميع ‪..‬‬
‫أبوي طالب صغي ويثن عليه وأنه أحبه لحبة ولده له‬ ‫حت ف مشاكلهم الشخصية ‪ ..‬يتفاعل معهم ‪..‬‬
‫وكثرة ذكره بالي ‪ ..‬وقد يعبون عن هذه الشاعر ف‬ ‫وقد جربت بنفسي ‪ ..‬التعامل باللي والهارات‬
‫لقاء عابر ‪ ..‬أو هدية أو رسالة ‪..‬‬ ‫العاطفية مع البنت والزوجة ‪ ..‬وقبل ذلك الم‬
‫إذن ل تتقر البتسامة ف وجه الصغي ‪ ..‬وكسب قلبه ‪..‬‬ ‫والخت ‪ ..‬فوجدت لا من التأثي الكبي ‪ ..‬ما ل‬
‫ومارسة مهارات التعامل الرائع معه ‪..‬‬ ‫يتصوره إل من مارسه ‪..‬‬
‫ألقيت يوما ماضرة عن الصلة لطلب صغار ف مدرسة‬ ‫فالرأة ل يكرمها إل كري ‪ ..‬ول يهينها إل لئيم ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فسألتهم عن حديث حول أهية الصلة ‪ ..‬فأجاب أحدهم‬ ‫وقفة ‪..‬‬
‫‪ :‬قال ‪ : e‬بي الرجل وبي الكفر أو الشرك ترك الصلة‬ ‫قد تصب الرأة على ‪ ..‬فقر زوجها ‪ ..‬وقبحه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وانشغاله ‪ ..‬لكنها قل أن تصب على سوء خلقه‬
‫أعجبن جوابه ‪ ..‬ومن شدة الماس نزعت ساعة يدي‬ ‫‪..‬‬
‫وأعطيته إياها ‪..‬‬
‫‪.11‬الصغار ‪..‬‬
‫وكانت – عموما – ساعة عادية كساعات الطبقة‬
‫كم هي الواقف الت وقعت لنا ف صغرنا ول تزال‬
‫الكادحة ‪!..‬‬
‫مطبوعة ف أذهاننا إل اليوم ‪ ..‬سواء كانت مفرحة‬
‫كان هذا الوقف مشجعا لذلك الغلم ‪ ..‬أحب العلم‬
‫أو مزنة ‪..‬‬
‫أكثر ‪ ..‬وتوجه لفظ القرآن ‪ ..‬وشعر بقيمته ‪..‬‬
‫عُد بذاكرتك إل أيام طفولتك ‪ ..‬ستذكر ل مالة‬
‫مضت اليام ‪ ..‬بل السني ‪ ..‬ث ف أحد الساجد تفاجأت‬
‫جائزة كرمت با ف مدرستك ‪ ..‬أو ثناء أثناه‬
‫أن المام هو ذلك الغلم ‪ ..‬وقد صار شابا متخرجا من‬
‫( ) رواه أحد وأبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪19‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ويطوف بالاضرين مصافحا ‪ ..‬وولده من خلفه يفعل‬ ‫كلية الشريعة ‪ ..‬ويعمل ف سلك القضاء بأحد‬
‫كفعله ‪ ..‬فمن الناس من يتغافل عن الصغي ‪ ..‬ومنهم من‬ ‫الحاكم ‪ ..‬ل أذكره وإنا تذكرن هو ‪..‬‬
‫يصافحه بطرف يده ‪ ..‬ومنهم من يهز يده مبتسما مرددا‬ ‫فانظر كيف انطبعت ف ذهنه الحبة والتقدير‬
‫‪ :‬أهلً يا بطل ‪ ..‬كيف حالك يا شاطر ‪ ..‬فهذا الذي‬ ‫بوقف عاشه قبل سني ‪..‬‬
‫تنطبع مبته ف قلب الصغي ‪ ..‬بل وقلب أبيه وأمه ‪..‬‬ ‫وأذكر أن دعيت ليلة لحدى الولئم ‪ ..‬فإذا‬
‫كان الرب الول ‪ e‬له أحسن التعامل مع الصغار ‪..‬‬ ‫شاب مشرق الوجه يسلم علي برارة ب ويذكرن‬
‫كان لنس بن مالك أخ صغي ‪ ..‬وكان ‪ r‬يازحه ويكنيه‬ ‫بوقف لطيف وقع له معي ف ماضرة ألقيتها ف‬
‫بأب عمي ‪ ..‬وكان للصغي طي صغي يلعب به ‪ ..‬فمات‬ ‫مدرسته لا كان غلما صغيا ‪..‬‬
‫الطي ‪..‬‬ ‫وكم ترى من الناس الذين يسنون التعامل مع‬
‫فكان ‪ e‬يازحه إذا لقيه ‪ ..‬ويقول ‪ :‬يا أبا عمي ‪ ..‬ما‬ ‫الصغار من يرج من السجد ‪ ..‬فترى أبا يره‬
‫فعل النغي ؟ يعن الطائر الصغي ‪..‬‬ ‫ولده الصغي بيده ليصل إل هذا الرجل فيسلم‬
‫وكان يعطف على الصغار ويلعبهم ‪ ..‬ويلعب زينب‬ ‫عليه ويبلغه بحبة ولده له ‪..‬‬
‫بنت أم سلمة ويقول ‪ ( :‬يا زوينب ‪ ..‬يا زوينب ‪.. ) ..‬‬ ‫وقد يقع مثل هذا الوقف ف وليمة كبية أو عرس‬
‫وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬يكثر فيه الدعوون ‪..‬‬
‫وكان يزور النصار ويُسلم على صبيانم ‪ ..‬ويسح‬ ‫ول أكتمك أنن أبالغ ف إكرام الصغار والفاوة‬
‫رؤوسهم ‪..‬‬ ‫بم بعض الشيء ‪ ..‬بل والستماع إل أحاديثهم‬
‫وعند رجوعه ‪ r‬من العركة كان يستقبله الطفال‬ ‫العذبة – وإن كانت ف أكثر الحيان غي مهمة –‬
‫فيكبهم معه ‪..‬‬ ‫بل أزيد الفاوة ببعضهم أحيانا إكراما لوالده‬
‫فعند عودة السلمي من مؤتة ‪..‬‬ ‫وكسبا لحبته ‪..‬‬
‫أقبل اليش إل الدينة راجعا ‪..‬‬ ‫أحد الصدقاء كنت ألقاه أحيانا مع ولده الصغي‬
‫فتلقاهم النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬والسلمون ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فكنت أحتفي بالصغي وألطفه ‪..‬‬
‫ولقيهم الصبيان يشتدون ‪..‬‬ ‫لقين صديقي هذا يوما ف مفل كبي ‪ ..‬فأقبل إلّ‬
‫فلما رأى ‪ r‬الصبيان ‪ ..‬قال ‪ :‬خذوا الصبيان فاحلوهم ‪..‬‬ ‫بولده يسلم علي ‪ ..‬ث قال ‪ :‬ماذا فعلت بولدي !‬
‫وأعطون ابن جعفر ‪..‬‬ ‫يسألم مدرسهم قبل أيام عن أمنياتم ف الستقبل‬
‫فأُت بعبد ال بن جعفر فأخذه فحمله بي يديه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فمنهم من قال ‪ :‬أكون طبيبا ‪ ..‬والخر قال ‪:‬‬
‫وكان ‪ r‬يتوضأ يوما من ماء ‪ ..‬فأقبل إليه ممود بن‬ ‫أكون مهندسا ‪ ..‬وولدي قال ‪ :‬أكون ممد‬
‫الربيع طفل عمره خس سنوات ‪ ..‬فجعل ‪ r‬ف فمه ماء‬ ‫العريفي !!‬
‫ث مه ف وجهه يازحه ‪.. ) 14( ..‬‬ ‫ويكنك أن تلحظ أنواع الناس ف التعامل مع‬
‫الصغار ‪ ..‬عندما يدخل رجل إل ملس عام‬
‫‪ ) (14‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫دخل عليه عمر وهو ‪ r‬غضبان على نسائه ‪ ..‬لا أكثرن‬ ‫وعموما ‪ ..‬كان ‪ r‬ضحوكا مزوحا مع الناس ‪..‬‬
‫عليه مطالبته بالنفقة ‪ ..‬فقال عمر ‪ :‬يَا رَسُولَ ال ّلهِ ‪َ ..‬لوْ‬ ‫يدخل السرور إل قلوبم ‪ ..‬خفيفا على النفوس ل‬
‫شرَ ُقرَْيشٍ ‪َ ..‬ن ْغلِبُ النّسَاءَ ‪ ..‬فكنا إذا‬
‫رَأَْيتَنا وَ ُكنّا َمعْ َ‬ ‫يل أحد من مالسته ‪..‬‬
‫سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ‪..‬‬ ‫أقبل إليه رجل يوما يريد دابة ليسافر عليها أو‬
‫َفلَمّا َق ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َق ْومٌ َت ْغلُِب ُهمْ نِسَا ُؤ ُهمْ ‪ ..‬فطفق‬ ‫يغزو ‪..‬‬
‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫فقال ‪ r‬مازحا له ‪ ( :‬إن حاملك على ولد ناقة )‬
‫يعن فقويت علينا نساؤنا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫سمَ النِّبيّ ‪ .. r‬ث زاد عمر الكلم ‪ ..‬فازداد تبسم‬
‫فَتَبَ ّ‬ ‫فعجب الرجل ‪ ..‬كيف يركب على جل صغي ‪..‬‬
‫النب ‪ .. r‬تلطفا مع عمر ‪..‬‬ ‫ل يستطيع حله ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال وما أصنع‬
‫وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه ‪..‬‬ ‫بولد الناقة ؟‬
‫إذن كان لطيف العشر ‪ ..‬أنيس الجلس ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ( : r‬وهل تلد البل إل النوق ) ‪ ..‬يعن‬
‫فلو وطّنا أنفسنا على مثل هذا التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫سأعطيك بعيا كبيا ‪ ..‬لكنه ‪ -‬قطعا ‪ -‬قد ولدته‬
‫لشعرنا بطعم الياة فعلً ‪..‬‬ ‫ناقة ‪..‬‬
‫وقال ‪ r‬يوما لنس مازحا ‪ ( :‬يا ذا الذني ) ‪..‬‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫وأقبلت إليه امرأة يوما تشتكي زوجها ‪ ..‬فقال لا‬
‫الطفل طينة لينة نشكلها بسب تعاملنا معه ‪..‬‬ ‫‪ :‬زوجك الذي ف عينه بياض ؟‬
‫ففزعت الرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره ‪..‬‬
‫‪.12‬العبيد والماليك ‪..‬‬
‫كما قال ال عن يعقوب عليه السلم " وابيضت‬
‫يسن الدخول إل قلوبم با يناسب ‪..‬‬ ‫كان‬
‫عيناه من الزن " أي ‪ :‬عمي ‪..‬‬
‫لا توف عم النب ‪ .. r‬اشتد أذى قريش عليه ‪.. r‬‬
‫فرجعت فزعة إل زوجها وجعلت تنظر ف عينيه ‪..‬‬
‫فخرج ‪ r‬إل الطائف ‪ ..‬يلتمس من ثقيف النصرة والنعة‬
‫وتدقق ‪..‬‬
‫بم من قومه ‪ ..‬ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من ال‬
‫فسألا عن خبها ؟!‬
‫تعال ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬قد قال رسول ال إن ف عينك بياض‬
‫خرج إليهم وحده ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫وصل إل الطائف ‪ ..‬وعمد إل نفر ثلثة من ثقيف وهم‬
‫فقال لا ‪ :‬يا امرأة ‪ ..‬أما أخبك أن بياضها أكثر‬
‫سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلثة ‪ ..‬عبد يا ليل ‪..‬‬
‫من سوادها ‪..‬‬
‫ومسعود ‪ ..‬وحبيب ‪ ..‬بنو عمرو بن عمي ‪..‬‬
‫أي أن كل أحد ف عينه بياض وسواد ‪..‬‬
‫فجلس إليهم ‪ .. r‬فدعاهم إل ال وكلمهم لا جاءهم له‬
‫وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ‪ ..‬وضحك‬
‫من نصرته على السلم والقيام معه على من خالفه من‬
‫وتبسم ‪..‬‬
‫قومه ‪..‬‬
‫‪21‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أكل ‪..‬‬ ‫فقال أحدهم ‪ :‬هو يرط ثياب الكعبة إن كان ال‬
‫نظر عداس إليه وقال ‪:‬‬ ‫أرسلك ‪..‬‬
‫وال إن هذا الكلم ما يقوله أهل هذه البلد ‪..‬‬ ‫وقال الخر ‪ :‬أما وجد ال أحدا أرسله غيك ؟‬
‫فقال له ‪ " : r‬ومن أهل أي بلد أنت يا عداس ؟ وما‬ ‫أما الثالث فقال – متفلسفا ‪: -‬‬
‫دينك ؟ " ‪..‬‬ ‫وال ل أكلمك أبدا ! لئن كنت رسولً من ال‬
‫قال ‪ :‬نصران ‪ ..‬وأنا رجل من أهل نينوى ‪..‬‬ ‫كما تقول لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك‬
‫فقال ‪ " : r‬من قرية الرجل الصال يونس بن مت ؟ " ‪..‬‬ ‫الكلم ‪ ..‬ولئن كنت تكذب على ال ما ينبغي ل‬
‫فقال عداس ‪ :‬وما يدريك ما يونس بن مت ؟‬ ‫أن أكلمك ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬ذلك أخي ‪ ..‬كان نبيا ‪ ..‬وأنا نب " ‪..‬‬ ‫منهم هذا الرد القبيح ‪ ..‬قام من‬ ‫فلما سع‬
‫فأكب عداس على رسول ال ‪ r‬يقبل رأسه ويديه‬ ‫عندهم ‪ ..‬وقد يئس من خي ثقيف ‪..‬‬
‫وقدميه ‪..‬‬ ‫لكنه خاف أن تعلم قريش بب ثقيف معه‬
‫وابنا ربيعة ينظران إليهما ‪ ..‬فقال أحدها لصاحبه ‪ :‬أما‬ ‫فيجترئون عليه أكثر ‪ ..‬فقال لم ‪:‬‬
‫غلمك فقد أفسده عليك ‪..‬‬ ‫إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على ‪..‬‬
‫فلما رجع عداس لسيده ‪ ..‬وقد بدا عليه التأثر برؤية‬ ‫فلم يفعلوا ‪ ..‬وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم‬
‫وساع كلمه ‪..‬‬ ‫رسول ال‬ ‫يسبونه ويصيحون به ‪..‬‬
‫قال له سيده ‪ :‬ويلك يا عداس ! ما لك تقبل رأس هذا‬ ‫حت اجتمع عليه الناس وألئوه إل حائط لعتبة بن‬
‫الرجل ويديه وقدميه ؟‬ ‫ربيعة ‪ ..‬وشيبة بن ربيعة ‪ ..‬وها فيه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا سيدي ما ف الرض شئ خي من هذا ‪ ..‬لقد‬ ‫ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ‪..‬‬
‫أخبن بأمر ما يعلمه إل نب ‪..‬‬ ‫فعمد ‪ r‬إل ظل حبلة من عنب فجلس فيه ‪..‬‬
‫فقال سيده ‪ :‬ويك يا عداس ل يصرفنك عن دينك ‪..‬‬ ‫وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما يلقى من سفهاء‬
‫فإن دينك خي من دينه ‪..‬‬ ‫أهل الطائف ‪..‬‬
‫فهل نستطيع نن اليوم أن نعل تعاملنا راقيا مع الميع‬ ‫فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تركت له‬
‫‪ ..‬مهما كانت طبقاتم ؟‬ ‫رحهما ‪..‬‬
‫لحة ‪..‬‬ ‫فدعوا غلما لما نصرانيا يقال له عداس ‪ ..‬وقال‬
‫عامل البشر على أنم بشر ‪ ..‬ل على أشكالم ‪ ..‬أو‬ ‫‪ :‬له خذ قطفا من هذا العنب فضعه ف هذا الطبق‬
‫أموالم ‪ ..‬أو وظائفهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ث اذهب به إل ذلك الرجل فقل له يأكل منه ‪..‬‬
‫ففعل عداس ‪ ..‬وجاء بالعنب ‪ ..‬حت وضعه بي‬
‫‪.13‬مع الخالفي ‪..‬‬ ‫يدي رسول ال ‪ r‬ث قال له ‪ :‬كل ‪..‬‬
‫الكفار ‪ ..‬كان ‪ r‬يعاملهم بالعدل ‪ ..‬ويستميت ف سبيل‬ ‫فمد رسول ال ‪ r‬يده إليه وقال ‪ " :‬بسم ال " ث‬
‫دعوتم وإصلحهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬
‫‪22‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬والرجل قائم على رأسه ‪..‬‬ ‫فاستيقظ رسول ال‬ ‫ويتغاضى عن سوئهم ‪ ..‬كيف ل ‪ ..‬وقد قال له‬
‫والسيف صلتا ف يده ‪ ..‬يلتمع منه الوت ‪..‬‬ ‫ربه ‪ ( :‬وما أرسلناك إل رحة ) ‪ ..‬لن ؟!‬
‫وحيدا ‪ ..‬ليس عليه إل إزار ‪ ..‬أصحابه‬ ‫الرسول‬ ‫للمؤمني ؟! ل ‪ ( ..‬إل رحة للعالي ) ‪..‬‬
‫متفرقون عنه ‪ ..‬نائمون ‪..‬‬ ‫وتأمل حال اليهود‪ ..‬يذمونه ويبتدئون بالعداوة ‪..‬‬
‫والرجل يعيش نشوة القوة والنتصار ‪ ..‬ويردد ‪ :‬من‬ ‫ومع ذلك يرفق بم ‪..‬‬
‫ينعك من ؟ من ينعك من ؟‬ ‫‪r‬‬ ‫وعن عائشة قالت ‪ :‬إن اليهود مروا ببيت النب‬
‫بكل ثقة ‪ :‬ال ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫فقالوا ‪:‬‬
‫فانتفض الرجل وسقط السيف ‪..‬‬ ‫السام عليكم ( أي ‪ :‬الوت عليك ) ‪..‬‬
‫والتقط السيف وقال ‪ :‬من ينعك من ؟‬ ‫فقام‬ ‫فقال ‪ : r‬وعليكم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فتغي الرجل ‪ ..‬واضطرب ‪ ..‬وأخذ يسترحم النب‬ ‫فلم تصب عائشة لا سنعتهم ‪ ..‬فقالت ‪ :‬السام‬
‫ويقول ‪ :‬ل أحد ‪ ..‬كن خي آخذ ‪..‬‬ ‫عليكم ‪ ..‬ولعنكم ال وغضب عليكم ‪..‬‬
‫‪ :‬تسلم ؟‬ ‫فقال له‬ ‫‪ :‬مهلً يا عائشة ‪ ..‬عليك بالرفق ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن ل أكون ف قوم هم حرب لك ‪..‬‬ ‫وإياك والعنف والفحش ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأحسن إليه !!‬ ‫فعفا عنه‬ ‫فقالت ‪ :‬أو ل تسمع ما قالوا ؟‬
‫وكان الرجل ملكا ف قومه ‪ ..‬فانصرف إليهم فدعاهم إل‬ ‫فقال ‪ :‬أو ل تسمعي ما قلت ؟! رددت عليهم‬
‫السلم ‪ ..‬فأسلموا ‪..‬‬ ‫فيستجاب ل ‪ ..‬ول يستجاب لم فّ ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬أحسن إل الناس تستعبد قلوبم ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ما الداعي إل مقابلة السباب بالسباب !‬
‫بل حت مع العداء اللداء كان ‪ r‬له خلق عظيم ‪..‬‬ ‫أليس ال قد قال له ‪ ( :‬وأعرض عن الاهلي ) ‪..‬‬
‫كسب به نفوسهم ‪ ..‬وهدى قلوبم ‪ ..‬ودحر به كفرهم‬ ‫مع أصحابه ف غزوة ‪..‬‬ ‫وف يوم ‪ ..‬خرج‬
‫‪..‬‬ ‫فلما كانوا ف طريق عودتم ‪ ..‬نزلوا ف واد كثي‬
‫لاـ ظهـر ‪ e‬بدعوتـه بيـ الناس ‪ ..‬جعلت قريـش تاول‬ ‫الشجر ‪..‬‬
‫حربه بكل سبيل ‪..‬‬ ‫فتفرق الصحابة تت الشجر وناموا ‪ ..‬وأقبل‬
‫‪e‬‬ ‫وكان ما بذلته أن تشاور كبارها ف التعامل مع دعوته‬ ‫إل شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانا ‪ ..‬وفرش‬
‫‪ ..‬وتسارع الناس لليان به ‪..‬‬ ‫رداءه ونام ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت‬ ‫ف هذه الثناء كان رجل من الشركي يتبعهم ‪..‬‬
‫هذا الر جل الذي فرق جاعت نا ‪ ..‬وش تت أمر نا ‪ ..‬وعاب‬ ‫خاليا ‪ ..‬أقبل يشي بدوء‬ ‫فلما رأى رسول ال‬
‫ديننا ‪ ..‬فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬حت التقط السيف من على الغصن ‪ ..‬وصاح‬
‫فقالوا ‪ :‬ما نعلم أحدا غي عتبة بن ربيعة ‪..‬‬ ‫بأعلى صوته ‪:‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أنت يا أبا الوليد ‪..‬‬ ‫يا ممد ‪ ..‬من ينعك من ؟‬

‫‪23‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لك فكنت رأسا ما بقيت ‪..‬‬ ‫وكان عتبة سيدا حليما ‪..‬‬
‫وإن كان إن ا بك الباه والرغ بة ف الن ساء ‪ ..‬فاخ تر أيّ‬ ‫فقال ‪ :‬يـا معشـر قريـش ‪ ..‬أترون أن أقوم إل هذا‬
‫نساء قريش شئت فلنوجك عشرا ‪!!..‬‬ ‫فأكلمـه ‪ ..‬فأعرض عليـه أمورا لعله أن يقبـل منهـا‬
‫ـن الن ـ تراه ‪ ..‬ل‬
‫ـك رئيا مـ‬
‫وان كان هذا الذي يأتيـ‬ ‫بعضها ‪..‬‬
‫تستطيع رده عن نفسك ‪ ..‬طلبنا لك الطب ‪ ..‬وبذلنا فيه‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم يا أبا الوليد ‪..‬‬
‫أموالنـا حتـ نـبئك منـه ‪ ..‬فإنـه رباـ غلب التابـع على‬ ‫فقام عتبة وتوجه إل رسول ال ‪.. e‬‬
‫الرجل حت يتداوى منه ‪..‬‬ ‫جالس بكل سكينة ‪..‬‬ ‫دخل عليه ‪ ..‬فإذا‬
‫وم ضى عت بة يتكلم بذا ال سلوب ال سيء مع ر سول ال‬ ‫فلما وقف عتبة بي يديه ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ! أنت‬
‫‪ .. e‬ويعرض عليه عروضا ويغريه ‪ ..‬والنب عليه الصلة‬ ‫خي أم عبد ال ؟!‬
‫والسلم ينصت إليه بكل هدوء ‪..‬‬ ‫فسكت رسول ال ‪ .. e‬تأدبا مع أبيه عبد ال ‪..‬‬
‫وانتهـت العروض ‪ ..‬ملك ‪ ..‬مال ‪ ..‬نسـاء ‪ ..‬علج مـن‬ ‫فقال ‪ :‬أنت خي أم عبد الطلب ؟‬
‫جنون !!‬ ‫فسكت ‪ .. e‬تأدبا مع جده عبد الطلب ‪..‬‬
‫سكت عتبة ‪ ..‬وهدأ ‪ ..‬ينتظر الواب ‪..‬‬ ‫فقال عت بة ‪ :‬فإن ك نت تز عم أن هؤلء خ ي م نك‬
‫فر فع ال نب عل يه ال صلة وال سلم ب صره إل يه وقال ب كل‬ ‫فقـد عبدوا اللةـ التـ عِبْتَـ ‪ ..‬وإن كنـت تزعـم‬
‫هدووووء ‪:‬‬ ‫أنك خي منهم ‪ ..‬فتكلم حت نسمع قولك ‪..‬‬
‫أفرغت يا أبا الوليد ؟‬ ‫بكلمة ‪ ..‬ثار عتبة وقال ‪:‬‬ ‫وقبل أن ييب النب‬
‫ل ي ستغرب عت بة هذا الدب من ال صادق الم ي ‪ ..‬بل‬ ‫إنـا وال مـا رأينـا سـخلة قـط أشأم على قومـه‬
‫قال باختصار ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫منك !!‪ ..‬فرقت جاعتنا ‪ ..‬وشتت أمرنا ‪ ..‬وعبت‬
‫فقال ‪ : e‬فاسع من ‪..‬‬ ‫ديننا ‪ ..‬وفضحتنا ف العرب ‪ ..‬حت لقد طار فيهم‬
‫قال ‪ :‬أفعل ‪..‬‬ ‫أن فـ قريـش سـاحرا ‪ ..‬وأن فـ قريـش كاهنا ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬بسم ال الرحن الرحيم " حم * تَنِي ٌل مّنَ‬ ‫وال مـا ننتظـر إل مثـل صـيحة البلى ‪ ..‬أن يقوم‬
‫ص َلتْ آيَاُت ُه قُرْآنًا َعرَبِيّا ّل َق ْومٍ‬
‫الرّحْمَ ِن الرّحِي ِم * كِتَابٌ ُف ّ‬ ‫بعضنا إل بعض بالسيوف حت نتفان ‪..‬‬
‫َي ْعلَمُو َن * بَشِيًا َوَنذِيرًا َفأَ ْع َرضَ أَكَْث ُر ُهمْ َف ُهمْ لَا يَسْ َمعُونَ‬ ‫سـاكت‬ ‫كان عتبـة متغيا غضبانا ‪ ..‬والنـب‬
‫‪.. ) ..‬‬ ‫يستمع بكل أدب ‪..‬‬
‫ومضى النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬يتلوا اليات وعتبة‬ ‫عـن‬ ‫وبدأ عتبـة يقدم إغراءات ليتخلى النـب‬
‫يستمع ‪..‬‬ ‫الدعوة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫وفجأة جلس عتبة على الرض ‪ ..‬ث اهتز جسمه ‪..‬‬ ‫أي ها الر جل إن ك نت جئت بالذي جئت به ل جل‬
‫فألقى يديه خلف ظهره ‪ ..‬واتكأ عليهما ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫الال ‪ ..‬جعنا لك حت تكون أغن قريش رج ً‬
‫وهو يستمع ‪ ..‬ويستمع ‪ ..‬والنب يتلو ‪ ..‬ويتلو ‪..‬‬ ‫وان ك نت إن ا بك حب الرئا سة ‪ ..‬عقد نا ألويت نا‬

‫‪24‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫العذاب ‪..‬‬ ‫حت بلغ قوله تعال ‪..‬‬
‫ل متفكرا ‪ ..‬وقومه واجون يدون‬
‫ث سكت أبو الوليد قلي ً‬ ‫( َفإِنْ َأ ْعرَضُوا َفقُلْ أَن َذرْتُ ُك ْم صَا ِعقَ ًة مّثْلَ صَا ِع َقةِ‬
‫النظر إليه ‪..‬‬ ‫عَا ٍد وَثَمُودَ ) ‪ ..‬فانتفض عتبة لا سع التهديد‬
‫فقال ‪ :‬وال إن لقوله للوة ‪ ..‬وإن عليـه لطلوة ‪ ..‬وإن‬ ‫بالعذاب ‪ ..‬وقفز ووضع يديه على فم رسول ال‬
‫أعله لثمـر ‪ ..‬وإن أسـفله لغدق ‪ ..‬وإنـه ليعلو ومـا يعلى‬ ‫‪ .. e‬ليوقف القراءة ‪..‬‬
‫عليه ‪ ..‬وإنه ليحطم ما تته ‪ ..‬وما يقول هذا بشر ‪ ..‬وما‬ ‫فاستمر ‪ e‬يتلو اليات ‪ ..‬حت انتهى إل الية الت‬
‫يقول هذا بشر ‪..‬‬ ‫فيها سجدة التلوة ‪ ..‬فسجد ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬هذا شعر يا أبا الوليد ‪ ..‬شعر ‪..‬‬ ‫ث رفع رأسه من سجوده ‪ ..‬ونظر إل عتبة وقال ‪:‬‬
‫فقال ‪ :‬وال مـا رجـل أعلم بالشعار منـ ‪ ..‬ول أعلم‬ ‫سعت يا أبا الوليد ؟‬
‫برجزه ول بقصـيده منـ ‪ ..‬ول بأشعار النـ ‪ ..‬وال مـا‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫يشبه هذا الذي يقول شيئا من هذا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فأنت وذاك ‪..‬‬
‫‪ ..‬صحيح‬ ‫ومضى عتبة يناقش قومه ف أمر رسول ال‬ ‫فقام عتبـة يشـي إل أصـحابه ‪ ..‬وهـم ينتظرونـه‬
‫أن عتبة ل يدخل ف السلم ‪ ..‬لكن نفسه لنت للدين ‪..‬‬ ‫متشوقي ‪..‬‬
‫فتأمل كيف أثر هذا اللق الرفيع ‪ ..‬ومهارة حسن‬ ‫فلما أقبل عليهم ‪ ..‬قال بعضهم لبعض ‪ :‬نلف بال‬
‫الستماع ف عتبة مع أنه من أشد العداء ‪..‬‬ ‫لقد جاءكم أبو الوليد بغي الوجه الذي ذهب به‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫تتمع قريش ‪ ..‬فينتدبون حصي بن النذر الزاعي ‪..‬‬ ‫فلمـا جلس إليهـم ‪ ..‬قالوا ‪ :‬مـا وراءك يـا أبـا‬
‫وهو أبو الصحاب الليل عمران بن حصي ‪..‬‬ ‫الوليد ؟‬
‫ينتبونه لنقاش النب عليه الصلة والسلم ورده عن دعوته‬ ‫فقال ‪ :‬ورائي أ ن وال سعت قو ًل ما سعت مثله‬
‫‪..‬‬ ‫قط ‪ ..‬وال ما هو بالش عر ‪ ..‬ول ال سحر ‪ ..‬ول‬
‫يدخل أبو عمران على النب ‪ e‬وحوله أصحابه ‪ ..‬فيدد‬ ‫الكهانة ‪..‬‬
‫عليه ما تردده قريش دوما ‪ ..‬فرقت جاعتنا ‪ ..‬شتت‬ ‫يا معشر قريش ‪ :‬أطيعون واجعلوها ب ‪ ..‬خلوا بي‬
‫شلنا ‪ ..‬والنب ‪ e‬ينصت بلطف ‪..‬‬ ‫هذا الرجل وبي ما هو فيه ‪ ..‬فوال ليكونن لقوله‬
‫حت إذا انتهى ‪ ..‬قال له ‪ e‬بكل أدب ‪..‬‬ ‫الذي سعت منه نبأ عظيم ‪..‬‬
‫أفرغت يا أبا عمران ‪..‬‬ ‫يا قوم !! قرأ بسم ال الرحن الرحيم " حم * تنيل‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫من الرح ن الرح يم " ح ت بلغ ‪ " :‬ف قل أنذرت كم‬
‫قال ‪ :‬فأجبن عما أسألك عنه ‪..‬‬ ‫صاعقة م ثل صاعقة عاد وثود " فأم سكته بف يه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬قل ‪ ..‬أسع ‪..‬‬ ‫وناشد ته الر حم أن ي كف ‪ ..‬و قد علم تم أن ممدا‬
‫‪ :‬يا أبا عمران ‪ ..‬كم إلا تعبد اليوم ؟‬ ‫فقال‬ ‫ـم‬
‫ـت أن ينل بكـ‬
‫إذا قال شيئا ل يكذب ‪ ..‬فخفـ‬

‫‪25‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال صاحبنا ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن ديننا يأمرنا بالحسان إل الار‬ ‫قال ‪ :‬سبعة ‪ !!..‬ستة ف الرض ‪ ..‬وواحدا ف‬
‫‪ ..‬وأنت جار فل بد من الحسان إليك‬ ‫السماء ‪!!..‬‬
‫ث ما زال صاحبنا مسنا إل ذلك الار ‪ ..‬حت دخل ف‬ ‫قال ‪ :‬فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك ؟‬
‫السلم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬الذي ف السماء ‪..‬‬
‫هذه وال هي التعة القيقية بالياة ‪ ..‬أن تشعر أنك رقم‬ ‫بكل لطف ‪ :‬يا حصي أما إنك لو‬ ‫فقال‬
‫على اليمي ‪ ..‬تتعبد ل بكل شيء حت بأخلقك ‪..‬‬ ‫أسلمت علمتك كلمتي ينفعانك ‪..‬‬
‫وكم صدّ أعدادا كبية من الكفار عن الدخول ف‬ ‫فما كان من حصي إل أن أسلم ف مكانه فورا ‪..‬‬
‫السلم تعاملت فريق من السلمي معهم ‪ ..‬فيظلمونم‬ ‫ث قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬علمن الكلمتي اللتي‬
‫عمالً ‪ ..‬ويغشونم متسوقي ‪ ..‬ويؤذونم جيانا ‪..‬‬ ‫وعدتن ‪..‬‬
‫فهلمّ نبدأ من جديد معهم ‪..‬‬ ‫‪ :‬قل ‪ :‬اللهم ألمن رشدي ‪ ..‬وأعذن من‬ ‫فقال‬
‫شر نفسي ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫آآآه ما أروع هذا التعامل الراقي ! وشدة تأثيه ف‬
‫خي الداعي من يدعو بأفعاله قبل أقواله ‪..‬‬ ‫الناس عند مالطتهم ‪..‬‬
‫وهذا التعامل السلمي الدعوي يفيد ف دعوة‬
‫‪.14‬اليوانات !!‬
‫الكفار وجذبم إل الي ‪..‬‬
‫من صارت الهارات السنة ديدنه ‪ ..‬تولت إل طبع‬
‫سافر أحد الشباب للدراسة ف ألانيا فسكن ف شقة‬
‫يالط دمه وعقله ‪ ..‬ل ينفك عنه أبدا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكان يسكن أمامه شاب ألان ‪ ،‬ليس بينهما‬
‫ل عطوفا ‪ ..‬مع كل‬
‫فتجده دائما لينا هينا رفيقا متحم ً‬
‫علقة ‪ ،‬لكنه جاره ‪..‬‬
‫أحد ‪ ..‬حت مع اليوانات ‪ ..‬والمادات ‪..‬‬
‫سافر اللان فجأة ‪ ..‬وكان موزع الرائد يضع‬
‫كان رسول ال ‪ r‬ف سفر ‪ ..‬فانطلق ليقضي حاجته ‪..‬‬
‫الريدة كل يوم عند بابه ‪ ..‬انتبه صاحبنا إل كثرة‬
‫فرأى بعض الصحابة حُمرة معها فرخان ‪ ..‬فأخذ بعضهم‬
‫الرائد ‪ ..‬سأل عن جاره ‪ ..‬فعلم أنه مسافر ‪..‬‬
‫فرخيها ‪ ..‬فجاءت المرة ‪..‬‬
‫لَـمّ الرائد ووضعها ف درج خاص ‪ ..‬وصار‬
‫فجعلت توم حولم وترفرف بناحيها ‪..‬‬
‫يمعها كل يوم ويرتبها ‪..‬‬
‫ورآها ‪ ..‬التفت إل أصحابه وقال ‪:‬‬ ‫فلما جاء النب‬
‫لا رجع صاحبه بعد شهرين أو ثلثة ‪ ..‬سلم عليه‬
‫من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ‪..‬‬
‫وهنأه بسلمة الرجوع ‪ ..‬ث ناوله الرائد ‪..‬وقال‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬رأى ‪ r‬قرية نل قد أحرقت ‪..‬‬
‫له ‪ :‬خشيت أنك متابع لقال ‪ ..‬أو مشترك ف‬
‫فقال ‪ :‬من أحرق هذه ؟‬
‫مسابقة ‪ ..‬فأردت أن ل يفوتك ذلك ‪..‬‬
‫قال بعض أصحابه ‪ :‬أنا ‪..‬‬
‫نظر الار إليه متعجبا من هذا الرص ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫فغضب وقال ‪ :‬ل ينبغي أن يُعذب بالنار إل رب النار ‪..‬‬
‫هل تريد أجرا أو مكافأة على هذا ؟‬
‫وكان ‪ r‬من رأفته ‪ ..‬أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ‪..‬‬
‫‪26‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫مرسة ‪ ..‬فركبتها الرأة ‪ ..‬ث وجهتها نو الدينة ‪..‬‬ ‫أصغى لا الناء ‪ ..‬فتشرب ‪ ..‬ث يتوضأ بفضلها ‪..‬‬
‫فانطلقت العضباء مسرعة ‪ ..‬فلما شعرت الرأة بالنجاة ‪..‬‬ ‫ومرّ ‪ r‬يوما على رجل ملقيا شاة على الرض ‪..‬‬
‫اشتد فرحها ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫وقد وضع رجله على صفحة عنقها مسكا لا‬
‫اللهم إن لك عل ّي نذرا ‪ ..‬إن أنيتن عليها أن أنرها ‪!!..‬‬ ‫ليذبها ‪ ..‬وهو يد شفرته ‪ ..‬وهي تلحظ إليه‬
‫‪..‬‬ ‫وصلت الرأة إل الدينة ‪ ..‬فعرف الناس ناقة النب‬ ‫ببصرها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫نزلت لرأة ف بيتها ومضوا بالناقة إل النب‬ ‫فغضب ‪ r‬لا رآه ‪ ..‬وقال ‪ :‬أتريد أن تيتها‬
‫فجاءت الرأة تطلب الناقة لتنحرها !!‬ ‫موتتي ؟ هل حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟‬
‫‪ :‬بئس ما جزيتيها ‪ ..‬أو بئس ما جزتا ‪ ..‬إن‬ ‫فقال‬ ‫ومر يوما برجلي يتحدثان ‪ ..‬وقد ركب كل منهما‬
‫أناها ال عليها لتنحرنا !!‬ ‫على بعيه ‪..‬‬
‫ث قال ‪ " : r‬ل وفاء لنذر ف معصية ال ول فيما ل‬ ‫فلما رآها رحم البعيين ‪ ..‬ونى أن تتخذ الدواب‬
‫يلك ابن آدم " ‪.‬‬ ‫كراسي ‪ ..‬يعن ل تركب البعي إل وقت الاجة‬
‫فلماذا ل تول مهاراتـك فـ التعامـل – كالرفـق والبشـر‬ ‫فقط ‪ ..‬فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ‪..‬‬
‫والكرم – إل سـجية تلزمـك على جيـع أحوالك ‪ ..‬مـع‬ ‫ونى ‪ r‬عن وسم الدابة ف الوجه ‪..‬‬
‫كل شيء تتعامل معه ‪ ..‬حت المادات والشجار ‪!!..‬‬ ‫ومن أطرف ما ذكر ‪..‬‬
‫كان النب ‪ r‬يقوم يوم المعة ‪ ..‬فيسند ظهره إل جذع‬ ‫أنه كان للنب ‪ r‬ناقة تسمى العضباء ‪..‬‬
‫منصوب ف السجد فيخطب الناس ‪ ..‬فقالت امرأة من‬ ‫ث إن نفرا من الشركي أغاروا على إبلٍ للمسلمي‬
‫النصار ‪:‬‬ ‫‪ ..‬كانت ترعى ف أطراف الدينة ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬أل أجعل لك شيئا تقعد عليه ‪ ..‬فإن ل‬ ‫فذهبوا با ‪ ..‬وكانت العضباء فيها ‪..‬‬
‫غلما نارا ‪..‬‬ ‫وأسروا امرأة من السلمي ‪ ..‬واستاقوها معهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إن شئت ‪..‬‬ ‫وهرب الشركون ‪ ..‬بالرأة والبل ‪..‬‬
‫فعملت له النب ‪..‬‬ ‫وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق ‪ ..‬أطلقوا البل‬
‫فلما كان يوم المعة ‪ ..‬صعد النب ‪ r‬على النب الذي‬ ‫ترعى حولم ‪..‬‬
‫صنع له ‪..‬‬ ‫فنلوا من ًل فناموا ‪ ..‬فقامت الرأة بالليل لتهرب‬
‫فلما قعد ‪ r‬على ذلك النب ‪ ..‬خار الذع كخوار الثور‬ ‫منهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬وصاحت النخلة ‪ ..‬حت كادت أن تنشق ‪ ..‬وارتج‬ ‫فأقبلت إل البل لتركب إحداها ‪ ..‬فجعلت كلما‬
‫السجد ‪..‬‬ ‫أتت على بعي رغا بأعلى صوته ‪ ..‬فتتركه خوفا‬
‫فنل النب ‪ r‬فضم الذع إليه ‪ ..‬فجعلت النخلة تئن أني‬ ‫من استيقاظهم ‪..‬‬
‫الصب الذي يُسكّت حت استقرت ‪..‬‬ ‫وجعلت تر على البل واحدا واحدا ‪..‬‬
‫ث قال ‪ ( : r‬أما و الذي نفس ممد بيده ‪ ..‬لو ل ألتزمه‬ ‫حت أتت على العضباء ‪ ..‬فحركتها فإذا ناقة ذلول‬

‫‪27‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أن يتلفظ بكلمة ترحيب ‪ ..‬أو يبدي لك أي اهتمام ‪..‬‬ ‫لا زال هكذا إل يوم القيامة ‪.. ) ..‬‬
‫ل قام مستعدا للسلم ‪ ..‬فلما‬
‫أما الرابع ‪ ..‬فلما رآك مقب ً‬
‫التقت عينك بعينه ابتسم وأظهر البشاشة بلقياك ‪..‬‬ ‫إشارة ‪..‬‬
‫وصافحك برارة ‪ ..‬واحتفى بقدومك ‪ ..‬وأنت ل تعرفه‬ ‫ال كرّم النسان ‪ ..‬لكن ذلك ل يفتح الجال له‬
‫ول يعرفك !!‬ ‫لضطهاد بقية الخلوقات ‪..‬‬
‫ث أكملت سلمك على الناس ‪ ..‬وجلست ‪..‬‬
‫‪ 100.15‬طريقة لكسب قلوب الناس‬
‫بال عليك ! أل تشعر أن قلبك ينجذب نو ذلك‬
‫كل صاحب هم يتفنن ف صيد ما يريد ‪..‬‬
‫الشخص ؟‬
‫عاشق الال يتفنن ف جعه وتنميته ‪ ..‬ويرص على‬
‫بلى ‪ ..‬ينجذب إليه ‪ ..‬وأنت ل تعرفه ‪ ..‬ول تدري عن‬
‫تعلم مهارات التجارة والربح ‪..‬‬
‫اسه ‪ ..‬ول تعلم وظيفته ول مركزه ‪ ..‬ومع ذلك استطاع‬
‫القنوات الفضائية تتفنن ف اصطياد الناس بتنويع‬
‫أن يسلب قلبك ‪ ..‬ل باله ‪ ..‬ول بنصبه ‪ ..‬ول بسبه‬
‫البامج واختيار الساليب التجددة ‪ ..‬وتدريب‬
‫ونسبه ‪ ..‬وإنا بهارات تعامله ‪..‬‬
‫مقدمي البامج على مهارات تذب الناس لتابعتها‬
‫إذن القلوب ل تكسب بالقوة ول بالال ول بالمال ول‬
‫‪..‬‬
‫بالوظيفة ‪ ..‬وإنا تكسب بأقل من ذلك وأسهل ‪ ..‬ومع‬
‫وقل مثل ذلك ف وسائل العلم القروءة ‪..‬‬
‫ذلك فقليل من يستطيع كسبها ‪..‬‬
‫والسموعة ‪..‬‬
‫أذكر أن أحد طلب ف الكلية أصيب برض نفسي ‪..‬‬
‫ومثله مروجو البضائع الختلفة سواء كانت حللً‬
‫كان نوعا صعبا من الكتئاب ‪..‬‬
‫أم حراما ‪..‬‬
‫كان والده ضابطا يشغل منصبا عاليا ‪ ..‬جاء مرارا إل‬
‫كلهم يرصون على إتقان الهارات الت تفيدهم ف‬
‫الكلية وقابلن وتعاونّا على علج ابنه ‪..‬‬
‫مالم الذي يبونه ‪..‬‬
‫كنت أذهب إل بيتهم أحيانا فأراه قصرا منيفا ‪ ..‬وأرى‬
‫وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه وأساليبه‬
‫ملس الب مليئا بالضيوف ‪ ..‬ل تكاد تد فيه مكانا‬
‫‪..‬‬
‫فارغا ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫هب أنك دخلت ملسا فيه أربعون رج ً‬
‫كنت أعجب من مبة الناس لذا الرجل وإقبالم عليه ‪..‬‬
‫فمررت بالناس تصافحهم ‪..‬‬
‫مضت سنوات وتقاعد الب من منصبه ‪..‬‬
‫فالول مددت يدك إليه مسلما فناولك طرف يده‬
‫فذهبت إليه زائرا ‪ ..‬دخلت القصر ‪ ..‬ث دلفت إل‬
‫ل ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقال ببود ‪ :‬أهلً ‪ ..‬أه ً‬
‫الجلس وفيه أكثر من خسي كرسيا ‪ ..‬فلم أر ف الجلس‬
‫والثان كان مشغولً بديث جانب ‪ ..‬ففاجأته‬
‫إل الرجل يتابع برناما ف التلفاز ‪ ..‬وخادما يدمه‬
‫بالسلم ‪ ..‬فرد ببود أيضا وصافحك دون أن‬
‫بالقهوة والشاي ‪ ..‬جلست معه قليلً ‪..‬‬
‫ينظر إليك ‪..‬‬
‫فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لا كان ف وظيفته ‪..‬‬
‫والثالث كان يتحدث باتفه ‪ ..‬فمد يده إليك دون‬
‫‪28‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫هل دعيت يوما إل عشاء ‪ ..‬وكان بنظام ( البوفيه‬ ‫وحاله الن ‪ ..‬ما الذي كان يمع الناس فيما مضى‬
‫الفتوح ) ‪ ..‬بيث إن كل شخص يأخذ طعامه ف طبق‬ ‫؟‬
‫ويلس على إحدى الطاولت الدائرية ‪ ..‬أل تر بعض‬ ‫ما الذي كان يعلهم يلتمون عليه مؤانسي متحببي‬
‫الناس ما إن يل طبقه بالطعام حت يتهافت عدد من الناس‬ ‫؟!‬
‫يشيون إليه بوجود مكان فارغ ‪ ..‬ليجلس معهم ‪..‬‬ ‫أدركت عندها أن الرجل ل يكسب الناس بأخلقه‬
‫بينما آخر يل طبقه بالطعام ‪ ..‬ويتلفت ول أحد يناديه أو‬ ‫ولطفه وحسن تعامله ‪ ..‬وإنا كسبهم بنصبه‬
‫يقبل عليه ‪ ..‬حت تسوقه قدماه إل إحدى الطاولت ‪..‬‬ ‫ووجاهته وسعة علقاته ‪..‬‬
‫لاذا حرص الناس على الول دون الثان ‪..‬‬ ‫فلما زال النصب زالت معه الحبة ‪..‬‬
‫أل تشعر أن بعض الناس تقبل عليه القلوب أينما كان ‪..‬‬ ‫فخذ من صاحبنا درسا ‪ ..‬وتعامل مع الناس‬
‫وكأن ف يده مغناطيس يذبا به جذبا !!‬ ‫بهارات تعلهم يبونك لشخصك ‪ ..‬يبون‬
‫عجبا ! كيف استطاع هؤلء جيعا كسب الناس ؟!‬ ‫أحاديثك وابتسامتك ورفقك وحسن معشرك ‪..‬‬
‫إنا طرق ذكية يستطيع با الشخص أن يصيد با القلوب‬ ‫يبون تغاضيك عن أخطائهم ‪ ..‬ووقوفك معهم ف‬
‫‪..‬‬ ‫مصائبهم ‪..‬‬
‫ل تعل قلوبم معلقة بكرسيك وجيبك !!‬
‫قرار ‪..‬‬ ‫الذي يوفر لولده وزوجته الال والطعام‬
‫قدرتنا على أسر قلوب الخرين ‪ ..‬وكسب مبتهم‬ ‫والشراب ل يكسب قلوبم ‪ ..‬وإنا كسب بطونم‬
‫الصادقة ‪ ..‬تنحنا جانبا كبيا من التعة بالياة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫والذي يغدق على أهله الموال ‪ ..‬مع سوء التعامل‬
‫‪.16‬أحسن النية‪ ..‬لوجه ال ‪..‬‬
‫‪ ..‬ل يكسب قلوبم ‪ ..‬إنا كسب جيوبم ‪..‬‬
‫جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الشخاص ‪ ..‬وعشت‬
‫لذلك ل تستغرب إذا وجدت شابا تقع له مشكلة‬
‫معهم سني ‪ ..‬ل أذكر أن رأيت منهم ابتسامة ‪ ..‬بل ول‬
‫فيشكوها إل صديق أو إمام مسجد أو مدرس ‪..‬‬
‫حت ماملة بضحك على طرفة ‪ ..‬أو تفاعل مع متحدث‬
‫ويترك أباه ‪ ..‬لن الب ل يكسب قلبه ‪ ..‬ول يطم‬
‫‪ ..‬كنت أظن أنم نشئوا هكذا ول يستطيعون غيه ‪..‬‬
‫السوار بينهما ‪ ..‬بينما كسب هذا القلب مدرس‬
‫ث تفاجأت برؤيتهم ف مواطن معينة ‪ ..‬ومع بعض الناس‬
‫أو صديق ‪ ..‬وربا كسبه عدو حاقد !!‬
‫– من الغنياء وأصحاب النفوذ تديدا – يسنون‬
‫وأمر آخر مهم ‪..‬‬
‫الضحك والتلطف ‪..‬‬
‫أل تلحظ معي أن بعض الناس إذا دخل ملسا‬
‫فأدركت أنم ما يفعلون ذلك إل لصلحة ‪ ..‬فيفوتم‬
‫مزدحا ‪ ..‬وجعل يتلفت باحثا عن مكان يلس فيه‬
‫بذلك أجر عظيم ‪..‬‬
‫‪ ..‬رأيت الالسي يتسابقون عليه كل يناديه‬
‫إذن الؤمن يتعبد ل تعال بأخلقه ومهارات تعامله ‪ ..‬مع‬
‫ليجلس بانبه !‪ ..‬لاذا؟‬
‫جيع الناس ‪ ..‬ل لجل منصب أو مال ‪ ..‬ول لجل أن‬
‫‪29‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫( تقوى ال وحسن اللق ) ‪..‬‬
‫(‪)18‬‬
‫يدحه الناس ‪ ..‬ول لجل أن يزوج أو يسلف مالً‬
‫وقال ‪ ( : r‬أكمل الؤمني إيانا أحاسنهم أخلقا‬ ‫‪ ..‬وإنا ليحبه ال ويببه إل خلقه ‪..‬‬
‫الوطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ول خي فيمن ل‬ ‫نعم ‪ ..‬من اعتب حسن اللق عبادة ‪ ..‬صار يتعامل‬
‫(‪)19‬‬
‫يألف ول يؤلف ) ‪..‬‬ ‫بأحسن الهارات مع الغن والفقي ‪ ..‬والدير‬
‫وقال ‪ ( :‬ما شيء أثقل ف اليزان من حسن اللق )‬ ‫والفراش ‪..‬‬
‫(‪)20‬‬
‫‪..‬‬ ‫لو مررت يوما بعامل مسكي يكنس الشارع ‪..‬‬
‫وقال ‪ ( : r‬إن الرجل ليبلغ بسن خلقه درجة قائم‬ ‫ومد يده إليك ؟ ودخلت يوما آخر على مسئول‬
‫(‪)21‬‬
‫الليل وصائم النهار ) ‪..‬‬ ‫كبي فمد يده ‪ ..‬هل ها متساويان ؟ ف احتفائك‬
‫ومن حسن خلقه ربح ف الدارين ‪ ..‬وإن شئت فانظر إل‬ ‫بما ‪ ..‬وتبسمك وبشاشتك ؟‬
‫أم سلمة ‪.. t‬‬ ‫ل أدري !!‬
‫وقد جلست مع رسول ال ‪ .. r‬فتذكرت الخرة وما‬ ‫أما رسول ال ‪ e‬فكانا عنده متساويي ف الحتفاء‬
‫أعد ال فيها ‪..‬‬ ‫والنصح والشفقة ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬الرأة يكون لا زوجان ف الدنيا‬ ‫وما يدريك لعل من تزدريه وتتكب عليه يكون عند‬
‫‪ ..‬فإذا ماتت ‪ ..‬وماتا ‪..‬‬ ‫ال خيا من ملء الرض من مثل الذي تكرمه‬
‫فإذا ماتت وماتا ودخلوا جيعا إل النة ‪ ..‬فلمن تكون ؟‬ ‫وتقبل عليه ‪..‬‬
‫فماذا قال ؟ تكون لطولما قياما ؟ أم لكثرها صياما ؟‬ ‫قال ( إن من أحبكم إل وأقربكم من ملسا يوم‬
‫أم لوسعهما علما ؟ كل ‪..‬‬ ‫القيامة أحاسنكم أخلقا ) (‪.. )15‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬تكون لحسنهما خلقا ‪..‬‬ ‫وقال للشج بن عبد قيس ‪ ( :‬إن فيك لصلتي‬
‫فعجبت أم سلمة ‪ ..‬فلما رأى دهشتها قال عليه الصلة‬ ‫يبهما ال ورسوله ) ‪..‬‬
‫والسلم ‪:‬‬ ‫فما ها الصلتان ‪ :‬قيام الليل ! صيام النهار ؟ ‪..‬‬
‫ياااا أم سلمة ‪ ..‬ذهب حسن اللق بيي الدنيا والخرة‬ ‫استبشر الشج ‪ .. t‬وقال ‪ :‬ما ها يا رسول ال ؟‬
‫‪..‬‬ ‫فقال عليه الصلة والسلم ( اللم ‪ ..‬والناة ) ‪..‬‬
‫(‪)16‬‬
‫نعم ذهب بيي الدنيا والخرة ‪..‬‬
‫أما خي الدنيا فهو ما يكون له من مبة ف قلوب اللق ‪..‬‬ ‫وسئل ‪ r‬عن الب ؟‪ ..‬فقال ‪ ( :‬الب حسن اللق )‬
‫وأما خي الخرة فهو ما يكون له من الجر العظيم ‪..‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪..‬‬
‫ومهما أكثر النسان من العمال الصالات ‪ ..‬فإنا قد‬ ‫وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النة فقال ‪:‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪18‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪19‬‬


‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪15‬‬

‫( ) رواه البخاري في الدب المفرد‬ ‫‪20‬‬


‫( ) رواه أحمد‬ ‫‪16‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪21‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪17‬‬

‫‪30‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫صفَحُوا ) ‪ ..‬عفا وصفح‬
‫وإذا سع قول ال ‪ ( :‬فَا ْعفُوا وَا ْ‬ ‫تفسد عليه إذا كان سيء اللق ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ذُكر للنب ‪ r‬حا ُل امرأة ‪..‬‬
‫وإذا تل ‪ ( :‬وقولوا للناس حسنا ) ‪ ..‬تكلم بأحسن‬ ‫وذكر له أنا تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل ‪..‬‬
‫الكلم ‪..‬‬ ‫لكنها تؤذي جيانا بلسانا ‪ (..‬يعن سيئة اللق )‬
‫فمادام أنه ‪ r‬قدوتنا ‪ ..‬ومنهجه منهجُنا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫تأمل حياته ‪ .. r‬كيف كان يتعامل مع الناس ‪ ..‬كيف‬ ‫فقال ‪ ( : r‬هي ف النار ) ‪..‬‬
‫كان يعال أخطاءهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬ ‫وقد كان النب ‪ r‬السوة السنة ‪..‬‬
‫كيف كان يتعب لراحتهم ‪ ..‬وينصب لدعوتم ‪..‬‬ ‫ف كل خلق حيد ‪ ..‬كان أكرمَ الناس ‪ ..‬وأشجعَهم‬
‫فيوما تراه يسعى ف حاجة مسكي ‪ ..‬ويوما يفصل‬ ‫‪ ..‬وأحلمَهم ‪..‬‬
‫خصومة بي الؤمني ‪..‬‬ ‫كان أشدّ حياءً من العذراء ف خدرها ‪..‬‬
‫ويوما يدعو الكافرين ‪..‬‬ ‫كان أمينا صادقا ‪ ..‬يشهد له الكفار بذلك قبل‬
‫حت كبت سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬ووصفت عائشة حاله‬ ‫الؤمني ‪ ..‬والفساقُ قبل الصالي ‪..‬‬
‫فقالت ‪:‬‬ ‫حت قالت خدية ‪ t‬أول ما نزل عليه الوحي ‪ ..‬لا‬
‫كان أكثرُ صلة النب ‪ r‬بعدما كب جالسا‬ ‫رأت تغي حاله ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫( لـــاذا ؟؟ ) ‪..‬‬ ‫وال ل يزيك ال أبدا ‪ ( ..‬لـــاذا ؟؟ ) ‪..‬‬
‫بعدما حطمه الناس ‪ ..‬نعم ‪ ..‬حطمه الناس ‪..‬‬ ‫إنك لتصل الرحم ‪..‬‬
‫*** تعبت ف مرادها‬ ‫وإذا كانت النفوس كبارا‬ ‫وتمل الكل ‪..‬‬
‫الجسام‬ ‫وتكسب العدوم ‪..‬‬
‫بل بلغ من حرصه ‪ r‬على اللق السن ‪ ..‬أنه كان يدعو‬ ‫وتقري الضيف ‪..‬‬
‫ال فيقول – ( اللهم كما أحسنت َخلْقي فأحسن خُلقي )‬ ‫وتعي على نوائب الق ‪..‬‬
‫(‪.. )22‬‬ ‫وتصدق الديث ‪..‬‬
‫وكان يقول ‪ ( :‬اللهم أهدن لحسن الخلق ل يهدي‬ ‫وتؤدي المانة ‪..‬‬
‫لحسنها إل أنت‪ ،‬وأصرف عن سيئها ل يصرف عن‬ ‫بل أثن ال عليه ثناء نتلوه إل يوم القيامة ‪ ..‬فقال‬
‫(‪)23‬‬
‫سيئها إل أنت )‬ ‫‪ ( :‬وإنك لعلى خلق عظيم ) ‪..‬‬
‫فنحن نتاج إل أن نقتدي به ‪ r‬ف أخلقه ‪..‬‬ ‫وكان ‪ r‬خلقَه القرآن ‪..‬‬
‫مع السلمي لكسبهم ودعوتم ‪..‬‬ ‫نعم خلقه القرآن ‪ ..‬فإذا قرأ ( وأحسنوا إن ال‬
‫بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة السلم ‪..‬‬ ‫يب الحسني ) ‪ ..‬أحسن ‪ ..‬نعم أحسن إل الكبي‬
‫والصغي ‪ ..‬والغن والفقي ‪ ..‬إل شرفاء الناس‬
‫ووضعائهم ‪ ..‬وكبارهم وصغارهم ‪..‬‬
‫( ) رواه أحمد‬ ‫‪22‬‬

‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪23‬‬

‫‪31‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فلتمازحه ‪ ..‬فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ‪..‬‬ ‫إشارة ‪..‬‬
‫وقل مثل ذلك عند تعامل الشخص مع زملئه ‪ ..‬أو‬ ‫أحسن النية ‪ ..‬لتكون مهارات تعاملك مع‬
‫جيانه ‪ ..‬أو إخوانه ‪..‬‬ ‫الخرين عبادة تتقرب با إل ال ‪..‬‬
‫ل تسب الناس طبعا واحدا فلهم‬
‫طبائع لست تصيهن ألوان‬ ‫‪.17‬استعمل الطّعم الناسب !!‬
‫أذكر أن عجوزا صالة – وهي أم لحد الصدقاء –‬ ‫الناس بطبيعتهم يتفقون ف أشياء كلهم يبونا‬
‫كانت تدح أحد أولدها كثيا ‪ ..‬وترتاح إذا زارها أو‬ ‫ويفرحون با ‪..‬‬
‫تدث معها ‪ ..‬مع أن بقية أولدها يبون با ويسنون‬ ‫ويتفقون ف أشياء أخرى كلهم يكرهونا ‪..‬‬
‫إليها ‪ ..‬لكن قلبها مقبل على ذاك الولد ‪..‬‬ ‫ويتلفون ف أشياء منهم من يفرح با ‪ ..‬ومنهم من‬
‫كنت أبث عن الس ّر ‪ ..‬حت جلست معه مرة فسألته عن‬ ‫يستثقلها ‪..‬‬
‫ذلك ‪ ..‬فقال ل ‪ :‬الشكلة أن إخوان ل يعرفون طبيعة‬ ‫فكل الناس يبون التبسم ف وجوههم ‪ ..‬ويكرهون‬
‫أمي ‪ ..‬فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلء ‪..‬‬ ‫العبوس والكآبة ‪..‬‬
‫فقلت له مداعبا ‪ :‬وهل اكتشف معاليكم طبيعتها ‪!!..‬‬ ‫لكنهم إل جانب ذلك ‪ ..‬منهم من يب الرح‬
‫ضحك صاحب وقال ‪ :‬نعم ‪ ..‬سأخبك بالسرّ ‪..‬‬ ‫والزاح ‪ ..‬ومنهم من يستثقله ‪..‬‬
‫أمي كبقية العجائز ‪ ..‬تب الديث حول النساء وأخبار‬ ‫منهم من يب أن يزوره الناس ويدعونه ‪ ..‬ومنهم‬
‫من تزوجت وطلقت ‪ ..‬وكم عدد أبناء فلنة ‪ ..‬وأيهم‬ ‫النطوائي ‪..‬‬
‫أكب ‪ ..‬ومت تزوج فلن فلنة ؟ وما اسم أول أولدها‬ ‫ومنهم من يب الحاديث وكثرة الكلم ‪ ..‬ومنهم‬
‫‪..‬‬ ‫من يبغض ذلك ‪..‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الت أعتبها أنا غي مفيدة ‪..‬‬ ‫وكل واحد ف الغالب يرتاح لن وافق طباعه ‪..‬‬
‫لكنها تد سعادتا ف تكرارها ‪ ..‬وتشعر بقيمة العلومات‬ ‫فلماذا ل توافق طباع الميع عند مالستهم ‪..‬‬
‫الت تذكرها ‪ ..‬لننا لن نقرأها ف كتاب ولن نسمعها ف‬ ‫وتعامل كل واحد با يصلح له ليتاح إليك ؟‬
‫شريط ‪ ..‬ول تدها – قطعا – ف شبكة النترنت !!‬ ‫ذكروا أن رجلً رأى صقرا يطي بانب غراب !!‬
‫فتشعر أمي وأنا أسألا عنها أنا تأت با ل يأت به الولون‬ ‫فعجب ‪ ..‬كيف يطي ملك الطيور مع غراب !!‬
‫‪ ..‬فتفرح وتنبسط ‪ ..‬فإذا جالستها حركت فيها هذه‬ ‫فجزم أن بينهما شيئا مشتركا جعلهما يتوافقان ‪..‬‬
‫الواضيع فابتهجت ‪ ..‬ومضى الوقت وهي تتحدث ‪..‬‬ ‫فجعل يتبعهما ببصره ‪ ..‬حت تعبا من الطيان‬
‫وإخوان ل يتحملون ساع هذه الخبار ‪ ..‬فيشغلونا‬ ‫فحطا على الرض فإذا كلهما أعرج !!‬
‫بأخبار ل تمها ‪ ..‬وبالتال تستثقل ملسهم ‪ ..‬وتفرح‬ ‫فإذا علم الولد أن أباه يؤثر السكوت ول يب‬
‫ب !!‬ ‫كثرة الكلم ‪ ..‬فليتعامل معه بثل ذلك ليحبه‬
‫هذا كل ما هنالك ‪..‬‬ ‫ويأنس بقربه ‪..‬‬
‫وإذا علمت الزوجة أن زوجها يب الزاح ‪..‬‬
‫‪32‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وكان يتعامل مع عمر تعاملً خا صا ‪ ..‬ويسند إل يه أشياء‬ ‫نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك ‪ ..‬وماذا‬
‫ل يسندها إل غيه ‪..‬‬ ‫يب وماذا يكره ‪ ..‬استطعت أن تأسر قلبه ‪..‬‬
‫انظر إليه ‪ e‬وقد خرج مع أصحابه إل بدر ‪..‬‬ ‫ومن تأمل ف تعامل النب ‪ .. e‬مع الناس وجد أنه‬
‫فلمـا سـع بروج قريـش ‪ ..‬عرف أن رجا ًل مـن قريـش‬ ‫كان يعامل مع كل شخص با يتناسب مع طبيعته‬
‫سـيحضرون إل سـاحة العركـة كرها ‪ ..‬ولن يقـع منهـم‬ ‫‪..‬‬
‫قتال على السلمي ‪..‬‬ ‫ف تعامله مع زوجاته كان يعامل كل واحدة‬
‫فقام ‪ e‬ف أ صحابه وقال ‪ :‬إ ن قد عر فت رجا ًل من ب ن‬ ‫بالسلوب الذي يصلح لا ‪..‬‬
‫ها شم وغي هم قد أخرجوا كرها ‪ ..‬ل حا جة ل م بقتال نا‬ ‫عائشة كانت شخصيتها انفتاحية ‪ ..‬فكان يزح‬
‫‪..‬‬ ‫معها ‪ ..‬ويلطفها ‪..‬‬
‫فمن لقي منكم أحدا من بن هاشم فل يقتله ‪..‬‬ ‫ذهبت معه مرة ف سفر ‪ ..‬فلما قفلوا راجعي‬
‫ومن لقي أبا البختري بن هشام فل يقتله ‪..‬‬ ‫للناس ‪:‬‬ ‫واقتربوا من الدينة ‪ ..‬قال‬
‫و من ل قي العباس بن ع بد الطلب عم ر سول ال ‪ e‬فل‬ ‫تقدموا عنا ‪..‬‬
‫يقتله ‪ ..‬فإنه إنا خرج مستكرها ‪..‬‬ ‫فتقدم الناس عنه ‪ ..‬حت بقي مع عائشة ‪..‬‬
‫وقيل إن العباس كان مسلما يكتم إسلمه ‪ ..‬وينقل أخبار‬ ‫وكانت جارية حديثة السن ‪ ..‬نشيطة البدن ‪..‬‬
‫قريـش إل رسـول ال ‪ .. e‬فلم يبـ النـب ‪ e‬أن يقتله‬ ‫فالتفت إليها ث قال ‪ :‬تعالْ حت أسابقك ‪..‬‬
‫السلمون ‪ ..‬ول يب كذلك أن يظهر أمر إسلمه ‪..‬‬ ‫فسابقته ‪ ..‬وركضت وركضت ‪ ..‬حت سبقته ‪..‬‬
‫كانـت هذه العركـة أول معركـة تقوم بيـ الفريقيـ ‪..‬‬ ‫وبعدها بزمان ‪ ..‬خرجت معه ‪ r‬ف سفر ‪..‬‬
‫السلمي وكفار قريش ‪..‬‬ ‫بعدما كبت وسنت ‪ ..‬وحلت اللحم وبدنت ‪..‬‬
‫وكانت نفوس السلمي مشدودة ‪ ..‬فهم ل يستعدوا لقتال‬ ‫فقال ‪ r‬للناس ‪ :‬تقدموا ‪ ..‬فتقدموا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وسيقاتلون أقرباء وأبناء وآباء ‪..‬‬ ‫ث قال لعائشة ‪ :‬تعالْ حت أسابقك ‪ ..‬فسابقته ‪..‬‬
‫وهذا رسول ال ‪ e‬ينعهم من قتل البعض ‪..‬‬ ‫فسبقها ‪..‬‬
‫وكان عت بة بن ربي عة من كبار كفار قر يش ‪ ..‬و من قادة‬ ‫فلما رأى ذلك ‪..‬‬
‫الرب ‪..‬‬ ‫جعل يضحك ويضرب بي كتفيها ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذه‬
‫وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ‪ ..‬مع السلمي ‪..‬‬ ‫بتلك ‪ ..‬هذه بتلك ‪..‬‬
‫فلم يصب أبو حذيفة ‪ ..‬بل قال ‪:‬‬ ‫بينما كان يتعامل مع خدية تعاملً آخر ‪ ..‬فقد‬
‫أنق تل آباء نا وأبناء نا وإخوان نا ونترك العباس !! وال لئن‬ ‫كانت تكبه ف السن بمس عشرة سنة ‪..‬‬
‫لقيته للمنه بالسيف ‪..‬‬ ‫حت مع أصحابه ‪ ..‬كان يراعي ذلك ‪ ..‬فلم يلبس‬
‫فبلغت كلمته رسول ال ‪ .. e‬فالتفت النب عليه الصلة‬ ‫أبا هريرة عباءة خالد ‪ ..‬ول يعامل أبا بكر كما‬
‫والسلم ‪ ..‬فإذا حوله أكثر من ثلثائة بطل ‪..‬‬ ‫يعامل طلحة ‪..‬‬

‫‪33‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يبئوا ذهبا ول فضة ‪ ..‬بل يظهرون ذلك كله ويكم فيه‬ ‫فوجه نظره فورا إل عمر ‪ ..‬ول يلتفت إل غيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقال ‪:‬‬
‫وتوعدهم إن كتموا شيئا أن ل ذمة لم ول عهد ‪..‬‬ ‫يـا أبـا حفـص ‪ ..‬أيضرب وجـه عـم رسـول ال‬
‫وكان حيي بن أخطب من رؤوسهم ‪ ..‬وكان جاء من‬ ‫بالسيف ؟!‬
‫الدينة بلد تيس مدبوغ وميط ووملوء ذهبا وحليا ‪..‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال‬
‫‪e‬‬ ‫وقد مات حيي وترك الال ‪ ..‬فخبئوه عن رسول ال‬ ‫‪ e‬بأب حفص ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وكان ع مر ر هن إشارة ال نب ‪ .. e‬ويعلم أن م ف‬
‫فقال ‪ e‬لعم حيي بن أخطب ‪ :‬ما فعل مسك حيي الذي‬ ‫ساحة قتال ل مال فيها للتساهل ف التعامل مع من‬
‫جاء به من النضي ؟ أي اللد الملوء ذهبا ‪..‬‬ ‫يالف أمر القائد ‪ ..‬أو يعترض أمام اليش ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أذهبته النفقات والروب ‪..‬‬ ‫ل صارما فقال ‪ :‬يا رسول ال دعن‬
‫فاختار عمر ح ً‬
‫فتفكر ‪ e‬ف الواب ‪ ..‬فإذا موت حيي قريب والال‬ ‫فلضرب عنقه بالسيف ‪..‬‬
‫كثي ‪ ..‬ول تقع حروب قريبة تضطرهم إل إنفاقه ‪..‬‬ ‫فمن عه ال نب ‪ .. e‬ورأى أن هذا التهد يد كاف ف‬
‫فقال ‪ : e‬العهد قريب ‪ ..‬والال أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫تدئة الوضع ‪..‬‬
‫فقال اليهودي ‪ :‬الال واللي قد ذهب كله ‪..‬‬ ‫كان أبـو حذيفـة ‪ t‬رجلً صـالا ‪ ..‬فكان بعدهـا‬
‫فعلم النب ‪ e‬أنه يكذب ‪ ..‬فنظر ‪ e‬إل أصحابه فإذا هم‬ ‫يقول ‪ :‬مـا أنـا بآمـن مـن تلك الكلمـة التـ قلت‬
‫كثي بي يديه ‪ ..‬وكلهم رهن إشارته ‪..‬‬ ‫يومئذ ‪ ..‬ول أزال منهـا خائفا إل أن تكفرهـا عنـ‬
‫فالتفت إل الزبي بن العوام وقال ‪ :‬يا زبي ‪ ..‬مُسّه بعذاب‬ ‫الشهادة ‪ ..‬فقتل يوم اليمامة شهيدا ‪.. t‬‬
‫‪..‬‬ ‫هذا عمر ‪ ..‬كان ‪ e‬يعلم بنوع العمال الت‬
‫فأقبل إليه الزبي متوقدا ‪..‬‬ ‫يسندها إليه ‪ ..‬فليس المر متعلقا بمع صدقات‬
‫فانتفض اليهودي ‪ ..‬وعلم أن المر جد ‪ ..‬فقال ‪ :‬قد‬ ‫‪ ..‬ول بإصلح متخاصمي ‪ ..‬ول بتعليم جاهل ‪..‬‬
‫رأيت حُييا يطوف ف خربة ها هنا ‪ ..‬وأشار إل بيت قدي‬ ‫وإنا هم ف ساحة قتال فكانت الاجة إل الرجل‬
‫خراب ‪ ..‬فذهبوا فطافوا فوجدوا الال مبئا ف الربة ‪..‬‬ ‫الازم الهيب أكثر منها إل غيه ‪ ..‬لذا اختار عمر‬
‫هذا ف حاله ‪ e‬مع الزبي ‪ ..‬يعطي القوس باريها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬واستثاره ‪ :‬أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف‬
‫وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض على هذا الساس‬ ‫؟!‬
‫‪..‬‬ ‫وف موقف آخر ‪..‬‬
‫لا مرض رسول ال ‪ e‬مرض الوت ‪ ..‬واشتد عليه‬ ‫يقبل النب ‪ e‬على خيب ‪ ..‬ويقاتل أهلها قتالً‬
‫الوجع ‪ ..‬ل يستطع القيام ليصلي بالناس ‪..‬‬ ‫يسيا ‪..‬‬
‫فقال وهو على فراشه ‪ :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪..‬‬ ‫ث يصالهم ويدخلها ‪ ..‬واشترط عليهم أن ل‬
‫‪e‬‬ ‫ل رقيقا ‪ ..‬وهو صاحب رسول ال‬
‫وكان أبو بكر رج ً‬ ‫يكتموا شيئا من الموال ‪ ..‬ول يغيبوا شيئا ‪ ..‬ول‬

‫‪34‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأنتم يا معشر الهاجرين رهط منا ‪ ..‬وقد دفت دافة من‬ ‫ف حياته وبعد ماته ‪ ..‬وهو صديقه ف الاهلية‬
‫قومكـم وإذا هـم يريدون أن يتازونـا مـن أصـلنا ‪..‬‬ ‫والسلم ‪ ..‬وهو أبو زوجة النب ‪ e‬عائشة ‪ ..‬وهو‬
‫ويغصبونا المر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وكان يمل ف صدره جبلً من حزن بسبب‬
‫فلما سكت أردت أن أتكلم ‪ ،‬وقد زورت ف نفسي مقالة‬ ‫مرض النب ‪.. e‬‬
‫قد أعجبتن ‪ ،‬أريد أن أقدمها بي يدي أب بكر ‪ ..‬وكنت‬ ‫فلما أمر النب ‪ e‬أن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس‬
‫لدّة ‪..‬‬
‫أداري منه بعض ا ِ‬ ‫‪..‬‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬على رسلك يا عمر ‪..‬‬ ‫قال بعض الاضرين عند النب ‪ : e‬إن أبا بكر‬
‫فكرهت أن أغضبه ‪..‬‬ ‫رجل أسيف ‪ ..‬أي رقيق ‪ ..‬إذا قام مقامك ل‬
‫فتكلم وهـو كان أعلم منـ وأوقـر ‪ ..‬فوال مـا ترك مـن‬ ‫يستطع أن يصلي بالناس ‪ ..‬أي من شدة التأثر‬
‫كل مة أعجبت ن من تزويري إل قال ا ف بديه ته ‪ ..‬أو قال‬ ‫والبكاء ‪..‬‬
‫مثلها ‪ ..‬أو أفضل منها حت َس َكتَ ‪..‬‬ ‫وكان النب ‪ e‬يعلم ذلك عن أب بكر ‪ ..‬أنه رجل‬
‫قال أبو بكر ‪ :‬أما ما ذكرت فيكم من خي فأنتم له أهل ‪..‬‬ ‫رقيق يغلبه البكاء ‪ ..‬خاصة ف هذا الوطن ‪..‬‬
‫ولن تعرف العرب هذا ال مر إل لذا ال ي من قر يش ‪..‬‬ ‫لكنه ‪ e‬كان يشي إل أحقية أب بكر باللفة من‬
‫هم أو سط العرب ن سبا ودارا ‪ ..‬و قد رض يت ل كم أ حد‬ ‫بعده ‪ ..‬يعن ‪ :‬إذا أنا غي موجود فأبو بكر يتول‬
‫هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ‪..‬‬ ‫السئولية ‪..‬‬
‫وأخذ بيدي وبيد أب عبيدة بن الراح وهو جالس بيننا ‪..‬‬ ‫فأعاد ‪ e‬المر ‪ :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪..‬‬
‫ول أكره شيئا ما قاله غيها ‪ ..‬كان وال أن أقدم فتضرب‬ ‫حت صلى أبو بكر ‪..‬‬
‫عنقي ل يقرّبن ذلك إل إث ‪ ..‬أحب إل من أن أتأمر على‬ ‫ومع رقة أب بكر ‪ ..‬إل أنه كان ذا هيبة ‪ ..‬وله‬
‫قوم فيهم أبو بكر ‪..‬‬ ‫حدة غضب أحيانا تكسوه جللً ‪..‬‬
‫سكت الناس ‪..‬‬ ‫وكان رفيق دربه عمر ‪ t‬يراعي ذلك منه ‪..‬‬
‫فقال قائل من النصار ‪ :‬أنا جذيلها الحكك ‪ ..‬وعذيقها‬ ‫انظر إليهم جيعا ‪ .. y‬وقد اجتمعوا ف سقيفة بن‬
‫الرجب ‪ ..‬منا أمي ومنكم أمي يا معشر قريش ‪..‬‬ ‫ساعدة ‪ ..‬بعد وفاة النب ‪ .. e‬ليتفقوا على خليفة‬
‫قال عمر ‪ :‬فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت توفت‬ ‫‪..‬‬
‫الختلف ‪..‬‬ ‫اجتمع الهاجرون والنصار ‪ ..‬وانطلق عمر إل أب‬
‫فقلت ‪ :‬ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ‪ ،‬ث بايعه‬ ‫بكر واصطحبا إل السقيفة ‪..‬‬
‫الهاجرون ‪ ،‬ث بايعه النصار ‪..‬‬ ‫قال ع مر ‪ :‬فأتينا هم ف سقيفة ب ن ساعدة ‪ ..‬فل ما‬
‫نعم ‪ ..‬كل واحد من الناس له مفتاح تستطيع به فتح‬ ‫جلسنا تشهد خطيب النصار ‪ ..‬وأثن على ال با‬
‫أبواب قلبه ‪ ..‬وكسب مبته والتأثي عليه ‪..‬‬ ‫هو له أهل ث قال ‪:‬‬
‫وهذا تلحظه ف حياة الناس ‪ ..‬أفلم تسمع زملء عملك‬ ‫أمـا بعـد فنحـن أنصـار ال ‪ ..‬وكتيبـة السـلم ‪..‬‬

‫‪35‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ويهدئ أصحابه !!‬ ‫يوما يقولون ‪ :‬الدير ‪ ..‬مفتاحه فلن ‪ ..‬إذا أردت‬
‫آآآه مااااا أحلمه !!‬ ‫شيئا فاجعلوا فلنا يطلبه لكم ‪ ..‬أو يقنع الدير به‬
‫حت إذا انتهى العراب من بوله ‪ ..‬وقام يشد على وسطه‬ ‫‪..‬‬
‫إزاره ‪ ..‬دعاه النب ‪ e‬بكل رفق ‪..‬‬ ‫فلماذا ل تعل مهاراتك مفاتيح لقلوب الناس ‪..‬‬
‫أقبل يشي حت إذا وقف بي يديه ‪ ..‬قال له ‪ e‬بكل رفق‬ ‫ل ‪..‬‬
‫فتكون رأسا ل ذي ً‬
‫‪:‬‬ ‫نعم كن متميزا ‪ ..‬وابث عن مفتاح قلب أمك‬
‫إن هذه الساجد ل تب لذا ‪ ..‬إنا بنيت للصلة وقراءة‬ ‫وأبيك وزوجتك وولدك ‪..‬‬
‫القرآن ‪..‬‬ ‫اعرف مفتاح قلب مديرك ف العمل ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬ ‫ومعرفة هذه الفاتيح تفيدنا حت ف جعلهم يتقبلون‬
‫َفهِم الرجل ذلك ومضى ‪..‬‬ ‫النصح الذي يصدر منا لم ‪ ..‬إذا أحسنا تقدي هذا‬
‫فلما جاء وقت الصلة أقبل ذاك العراب وصلى معهم ‪..‬‬ ‫النصح بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫كب النب ‪ e‬بأصحابه مصليا ‪ ..‬فقرأ ث ركع ‪ ..‬فلما رفع‬ ‫فهم ليسوا سواء ف طريقة النصح ‪ ..‬بل حت ف‬
‫‪ e‬من ركوعه قال ‪ :‬سع ال لن حده ‪..‬‬ ‫إنكار الطأ إذا وقع منهم ‪..‬‬
‫فقال الأمومون ‪ :‬ربنا ولك المد ‪ ..‬إل هذا الرجل قالا‬ ‫وانظر إل رسول ال ‪ e‬وقد جلس يوما ف ملسه‬
‫وزاد بعدها ‪ :‬اللهم ارحن وممدا ول ترحم معنا أحدا !!‬ ‫البارك يدث أصحابه ‪..‬‬
‫وسعه النب ‪ .. e‬فلما انتهت الصلة ‪ ..‬التفت ‪ e‬إليهم‬ ‫فبينما هم على ذلك ‪ ..‬فإذا برجل يدخل إل‬
‫وسألم عن القائل ‪ ..‬فأشاروا إليه ‪..‬‬ ‫السجد ‪ ..‬يتلفت يينا ويسارا ‪ ..‬فبدل أن يأت‬
‫فناداه النب ‪ e‬فلما وقف بي يديه فإذا هو العراب نفسه‬ ‫ويلس ف حلقة النب ‪ .. e‬توجه إل زاوية من‬
‫‪ ..‬وقد تكن حب النب ‪ e‬من قلبه حت ود لو أن الرحة‬ ‫زوايا السجد ‪ ..‬ث جعل يرك إزاره !!‬
‫تصيبهما دون غيها ‪..‬‬ ‫عجبا !! ماذا سيفعل ؟!‬
‫فقال له ‪ e‬معلما ‪ :‬لقد تجرت واسعا !! أي إن رحة‬ ‫رفع طرف إزاره من المام ث جلس بكل هدوء ‪..‬‬
‫ال تعال تسعنا جيعا وتسع الناس ‪ ..‬فل تضيقها علي‬ ‫يبول ‪!!..‬‬
‫وعليك ‪..‬‬ ‫عجب الصحابة ‪ ..‬وثاروا ‪ ..‬يبول ف السجد !!‬
‫فانظر كيف ملك عليه قلبه ‪ ..‬لنه عرف كيف يتصرف‬ ‫‪e‬‬ ‫وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليه ‪ ..‬والنب‬
‫معه ‪ ..‬فهو أعراب أقبل من باديته ‪ ..‬ل يبلغ من العلم رتبة‬ ‫يهدئهم ‪ ..‬ويسكن غضبهم ‪ ..‬ويردد ‪ :‬ل تزرموه‬
‫أب بكر وعمر ‪ ..‬ول معاذ وعمار ‪ ..‬فل يؤاخذ كغيه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل تعجلوا عليه ‪ ..‬ل تقطعوا عليه بوله ‪..‬‬
‫وإن شئت فانظر أيضا إل معاوية بن الكم ‪ .. t‬كان‬ ‫والصحابة يلتفتون إليه ‪ ..‬وهو لعله ل يدر عنهم ‪..‬‬
‫من عامة الصحابة ‪ ..‬ل يكن يسكن الدينة ‪ ..‬ول يكن‬ ‫ل يزال يبول ‪..‬‬
‫مالسا للنب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫والنب ‪ e‬يرى هذا النظر ‪ ..‬بول ف السجد ‪..‬‬

‫‪36‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وهو الذي أشغلهم ف صلتم ‪ ..‬وقطع عليهم خشوعهم‬ ‫وإنا كان له غنم ف الصحراء يتتبع با الضراء ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أقبل معاوية يوما إل الدينة فدخل السجد ‪..‬‬
‫قال معاوية ‪ : t‬فبأب هو وأمي ‪ .. r‬وال ما رأيـت‬ ‫وجلس إل رسول ال ‪ r‬وأصحابه ‪ ..‬فسمعه‬
‫معلما قبله ول بعده أحسن تعليما منه ‪ ..‬وال ما كهرن‬ ‫يتكلم عن العطاس ‪ ..‬وكان ما علم أصحابه أن إذا‬
‫‪ ..‬ول ضربن ‪ ..‬ول شتمن ‪..‬‬ ‫سع السلم أخاه عطس فحمد ال فإنه يقول له ‪:‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬يا معاوية ‪ ..‬إن هذه الصلة ل يصلح فيها‬ ‫يرحك ال ‪..‬‬
‫شيء من كلم الناس ‪ ..‬إنا هي التسبيح والتكبي ‪..‬‬ ‫حفظها معاوية ‪ ..‬وذهب با ‪..‬‬
‫وقراءة القرآن ‪ ..‬انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬ ‫وبعد أيام جاء إل الدينة ف حاجة ‪ ..‬فدخل‬
‫ففهمها معاوية ‪..‬‬ ‫السجد فإذا النب عليه الصلة والسلم يصلي‬
‫ث ارتاحت نفسه ‪ ..‬واطمأن قلبه ‪ ..‬فجعل يسأل النب‬ ‫بأصحابه ‪ ..‬فدخل معهم ف الصلة ‪..‬‬
‫عليه الصلة والسلم عن خواصّ أموره ‪..‬‬ ‫فبينما هم على ذلك إذ عطس رجل من الصلي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن حديث عهد باهلية ‪ ..‬وقد‬ ‫فما كاد يمد ال ‪ ..‬حت تذكر معاوية أنه تعلم أن‬
‫جاء ال بالسلم ‪ ..‬وإن منا رجالً يأتون الكهان ( وهم‬ ‫السلم إذا عطس فقال المد ل ‪ ..‬فإن أخاه يقول‬
‫الذين يدعون علم الغيب ) ‪ ..‬يعن فسألونم عن الغيب‬ ‫له يرحك ال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فبادر معاوية العاطس قائلً بصوت عا ٍل ‪ :‬يرحك‬
‫فقال ‪ : r‬فل تأتم ‪ ..‬يعن لنك مسلم ‪ ..‬والغيب ل‬ ‫ال ‪.‬‬
‫يعلمه إل ال ‪..‬‬ ‫فاضطرب الصلون ‪ ..‬وجعلوا يلتفتون إليه منكرين‬
‫قال معاوية ‪ :‬ومنا رجال يتطيون ( أي يتشاءمون بالنظر‬ ‫‪.‬‬
‫إل الطي ) ‪..‬‬ ‫فلما رأى دهشتهم ‪ ..‬اضطرب وقال ‪ :‬وااااثكل‬
‫فقال ‪ : r‬ذاك شيء يدونه ف صدورهم ‪ ..‬فل يصدنم (‬ ‫ل ؟ ‪..‬‬
‫ُأمّياه !!‪ ..‬ما شأنكم تنظرون إ ّ‬
‫أي ل ينعهم ذلك عن وجهتهم ‪ ..‬فإن ذلك ل يؤثر نفعا‬ ‫فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت ‪..‬‬
‫ول ضرا ) ‪..‬‬ ‫فلما رآهم يصمّتونه صمت ‪..‬‬
‫مع أعراب بال ف السجد ‪ ..‬ورجل تكلم‬ ‫هذا تعامله‬ ‫فلما انتهت الصلة ‪..‬‬
‫ف ال صلة ‪ ..‬عامل هم مراعيا أحوال م ‪ ..‬لن ال طأ من‬ ‫التفت ‪ r‬إل الناس ‪ ..‬وقد سع جلبتهم وأصواتم‬
‫مثلهم ل يستغرب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وسع صوت من تكلم ‪ ..‬لكنه صوت جديد ل‬
‫أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إل رسول‬ ‫يعتد عليه ‪ ..‬فلم يعرفه ‪ ..‬فسألم ‪:‬‬
‫ال ‪ .. e‬ومن أكثرهم حرصا على طلب العلم ‪..‬‬ ‫من التكلم ‪ ..‬فأشاروا إل معاوية ‪..‬‬
‫مـع أخطائه متلفا عـن تعامله مـع‬ ‫فكان تعامـل النـب‬ ‫فدعاه النب عليه الصلة والسلم إليه ‪..‬‬
‫أخطاء غيه ‪..‬‬ ‫فأقبل عليه معاوية فزعا ل يدري باذا سيستقبله ‪..‬‬

‫‪37‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫السور الطوال ‪..‬‬ ‫كان معاذ يصـلي مـع رسـول ال ‪ e‬العشاء ‪ ..‬ثـ‬
‫ل ا علم أن الناس يتأخرون عن ال صلة‬ ‫فغ ضب ال نب‬ ‫يرجع فيصلي بقومه العشاء إماما بم ف مسجدهم‬
‫بسبب الطالة ‪ ..‬وكيف صارت الصلة ثقيلة عليهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فتكون الصلة له نافلة ولم فريضة ‪..‬‬
‫فالتفت إل معاذ وقال ‪ :‬أفتان أنت يا معاذ ‪..‬؟!‬ ‫رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكب‬
‫يعن تريد أن تفت الناس وتبغضهم ف دينهم ‪..‬‬ ‫مصليا بم ‪..‬‬
‫اقرأ ب ـ "ال سماء والطارق" ‪" ،‬وال سماء ذات البوج" ‪،‬‬ ‫أقبل فت من قومه ودخل معه ف الصلة ‪ ..‬فلما أت‬
‫"والشمس وضحاها" ‪" ،‬والليل إذا يغشى" ‪..‬‬ ‫معاذ الفاتة قال " ول الضالي " فقالوا " آمي " ‪..‬‬
‫ث التفت ‪ e‬إل الفت وقال له متلطفا ‪ :‬كيف تصنع أنت‬ ‫ث افتتح معاذ سورة البقرة !!‬
‫يا بن أخي إذا صليت ؟‬ ‫كان الناس فـ تلك اليام يتعبون فـ العمـل فـ‬
‫قال ‪ :‬أقرأ بفاتة الكتاب ‪ ..‬وأسأل ال النة ‪ ..‬وأعوذ به‬ ‫مزارعهـم ورعيهـم دوابمـ طوال النهار ‪ ..‬ثـ ل‬
‫من النار ‪..‬‬ ‫يكادون يصلون العشاء حت يأوون إل فرشهم ‪..‬‬
‫ث تذ كر الف ت أ نه يرى ال نب ‪ e‬يد عو ويك ثر ‪ ..‬ويرى‬ ‫هذا الشاب ‪ ..‬وقـف فـ الصـلة ‪ ..‬ومعاذ يقرأ‬
‫معاذا كذلك ‪..‬‬ ‫ويقرأ ‪..‬‬
‫فقال ف آ خر كل مه ‪ :‬وإ ن ل أدري ما دندن تك ودند نة‬ ‫فل ما طالت ال صلة على الف ت ‪ ..‬أ ت صلته وحده‬
‫معاذ ‪ ..‬أي دعاؤكما الطويل ل أعرف مثله !!‬ ‫‪ ..‬وخرج من السجد وانطلق إل بيته ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬إنـ ومعاذ حول هاتيـ ندندن ‪ ..‬يعنـ دعاؤنـا‬ ‫انتهى معاذ من الصلة ‪..‬‬
‫هو فيما تدعو به ‪ ..‬حول النة والنار ‪..‬‬ ‫فقال له بعض القوم ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬فلن دخل معنا ف‬
‫فقال الشاب ‪ :‬ولكـن سـيعلم معاذ إذا قدم القوم وقـد‬ ‫الصلة ‪ ..‬ث خرج منها لا أطلت ‪..‬‬
‫خبوا أن العدو قد أتوا ‪ ..‬ما أصنع ‪ ..‬يعن ف الهاد ف‬ ‫فغضـب معاذ وقال ‪ :‬إن هذا بـه لنفاق ‪ ..‬لخـبن‬
‫سبيل ال ‪ ..‬سيتبي لعاذ إيان وهو الذي يصفن بالنفاق !‬ ‫رسول ال ‪ e‬بالذي صنع ‪..‬‬
‫فما لبثوا أياما ‪ ..‬حت قامت معركة فقاتل فيها الشاب ‪..‬‬ ‫فأبلغوا ذلك الشاب بكلم معاذ ‪ ..‬فقال الفتــ ‪:‬‬
‫فاستشهد ‪.. t‬‬ ‫وأنا لخبن رسول ال ‪ e‬بالذي صنع ‪..‬‬
‫ـمي‬
‫ـل خصـ‬
‫ـا فعـ‬
‫ـه ‪ .. e‬قال لعاذ ‪ :‬مـ‬
‫ـا علم بـ‬
‫فلمـ‬ ‫فغدوا على ر سول ال ‪ e‬فأ خبه معاذ بالذي صنع‬
‫وخصمك ؟ يعن الذي اتمته يا معاذ بالنفاق ‪..‬‬ ‫الفت ‪..‬‬
‫وكذبتـ ‪ ..‬لقـد‬
‫ُ‬ ‫قال معاذ ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ،‬صـدق ال‬ ‫فقال الفت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬يطيل الكث عندك ث‬
‫استشهد ‪..‬‬ ‫يرجع فيطيل علينا الصلة ‪ ..‬وال يا رسول ال إنا‬
‫فتأمل الفرق ف طبائع الرجال ‪ ..‬ومقاماتم ‪ ..‬وكيف‬ ‫لنتأخر عن صلة العشاء ما يطول بنا معاذ ‪..‬‬
‫معهم ‪..‬‬ ‫أدى إل اختلف تعامل النب‬ ‫فسأل ال النب ‪ e‬معاذا ‪ :‬ماذا تقرأ ؟!‬
‫مع أسامة بن زيد ‪ ..‬وهو حبيب‬ ‫بل ‪ ..‬انظر إل تعامله‬ ‫فإذا بعاذ يبه أنه يقرأ بالبقرة ‪ ..‬و ‪ ..‬وجعل يعدد‬

‫‪38‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأما أسامة فظن أنا حيلة ‪ ..‬فضربه بالسيف حت قتله ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وقد ترب ف بيته ‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫عادوا إل الدينة تداعب قلوبم نشوة النتصار ‪..‬‬ ‫بعث النب ‪ e‬أصحابه إل الرقات من قبيلة جهينة‬
‫وقف أسامة بي يدي النب ‪ .. e‬وحكى له قصة العركة‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬وأخبه بب الرجل وما كان منه ‪..‬‬ ‫وكان أسامة بن زيد ‪ t‬من ضمن القاتلي باليش‬
‫‪e‬‬ ‫كان قصة العركة تكي انتصارا للمسلمي ‪ ..‬وكان‬ ‫‪..‬‬
‫يستمع مبتهجا ‪..‬‬ ‫ابتدأ القتال ‪ ..‬ف الصباح ‪..‬‬
‫لكن أسامة قال ‪ .. :‬ث قتلته ‪..‬‬ ‫انتصر السلمون وهرب مقاتلو العدو ‪..‬‬
‫فتغي النب ‪ .. e‬وقال ‪ :‬قال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!!‬ ‫كان من بي جيش العدو رجل يقاتل ‪ ..‬فلما رأى‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ل يقلها من قبل نفسه ‪ ..‬إنا قالا‬ ‫أصحابه منهزمي ‪ ..‬ألقى سلحه وهرب ‪..‬فلحقه‬
‫فرقا من السلح ‪..‬‬ ‫أسامة ومعه رجل من النصار ‪ ..‬ركض الرجل‬
‫فقال ‪ : e‬قال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته !! هل شققت عن‬ ‫وركضوا خلفه ‪ ..‬وهو يشتد فزعا ‪..‬‬
‫قلبه حت تعلم أنه إنا قالا فرقا من السلح ‪..‬‬ ‫حت عرضت لم شجرة فاحتمى الرجل با ‪..‬‬
‫وجعل ‪ e‬يد بصره إل أسامة ويكرر ‪ :‬قال ل إله إل ال‬ ‫فأحاط به أسامة والنصاري ‪ ..‬ورفعا عليه السيف‬
‫ث قتلته ‪ !!..‬قال ل إله إل ال ث قتلته ‪ !!..‬ث قتلته ‪!!..‬‬ ‫‪..‬‬
‫كيف لك بل إله إل ال إذا جاءت تاجك يوم القيامة !!‬ ‫فلما رأى الرجل السيفي يلتمعان فوق رأسه ‪..‬‬
‫وما زال ‪ e‬يكرر ذلك على أسامة ‪..‬‬ ‫وأحسّ الوت يهجم عليه ‪ ..‬انتفض وجعل يمع ما‬
‫قال أسامة ‪ :‬فما زال يكررها علي حت وددت أن ل أكن‬ ‫تبقى من ريقه ف فمه ‪ ..‬ويردد فزعا ‪ :‬أشهد أن ل‬
‫أسلمت إل يؤمئذ ‪..‬‬ ‫إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬
‫رأي ‪..‬‬ ‫تي النصاري وأسامة ‪ ..‬هل أسلم الرجل فعلً ‪..‬‬
‫ل تسب الناس نوعا واحدا فلهم‬ ‫أم أنا حيلة افتعلها ‪..‬‬
‫طبائع لست تصيهن ألوان‬ ‫كانوا ف ساحة قتال ‪ ..‬والمور مضطربة ‪..‬‬
‫يتلفتون حولم فل يرون إل أجسادا مزقة‪..‬وأيدي‬
‫‪.18‬اختر الكلم الناسب ‪..‬‬ ‫مقطعة‪..‬قد اختلط بعضها ببعض ‪..‬الدماء‬
‫يتبع ما سبق أيضا طريقة الكلم مع الناس ونوعية‬ ‫تسيل‪..‬النفوس ترتف ‪..‬‬
‫الحاديث الت تثار معهم ‪..‬‬ ‫الرجل بي أيديهما ينظران إليه ‪ ..‬ل بد من‬
‫فإذا جلست مع أحد فأثر الحاديث الناسبة له ‪..‬‬ ‫السراع باتاذ القرار ‪ ..‬ففي أي لظة قد يأت‬
‫وهذا من طبيعة البشر ‪ ..‬فالحاديث الت تثيها مع شاب‬ ‫سهم طائش أو غي طائش ‪ ..‬فيديهما قتيلي ‪..‬‬
‫تتلف عن الحاديث مع الشيخ ‪..‬‬ ‫ل يكن هناك مال للتفكي الادئ ‪..‬‬
‫ومع العال تتلف عن الاهل ‪..‬‬ ‫فأما النصاري فكف سيفه ‪..‬‬
‫ومع الزوجة تتلف عن الخت ‪..‬‬
‫‪39‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫جابر بن عبد ال ‪ t‬الصحاب الليل ‪ ..‬قتل أبوه ف معركة‬ ‫ل أعن الختلف التام ‪ ..‬بيث إن القصة الت‬
‫أحد ‪ ..‬وخلف عنده تسع أخوات ليس لن عائل غيه ‪..‬‬ ‫تكيها للخت ل يصح أن تكيها للزوجة ! أو‬
‫وخلف دينا كثيا ‪ ..‬على ظهر هذا الشاب الذي ل يزال‬ ‫الت تذكرها للشاب ل يصح أن يسمعها الشيخ !!‬
‫ف أول شبابه ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫فكان جابر دائما ساهم الفكر ‪ ..‬منشغل البال بأمر دَينه‬ ‫وإنا أعن الختلف اليسي الذي يطرأ على‬
‫وأخواته ‪ ..‬والغرماء يطالبونه صباحا ومساءً ‪..‬‬ ‫أسلوب عرض القصة وربا كيانا كله ‪..‬‬
‫خرج جابر مع النب ‪ r‬ف غزوة ذات الرقاع ‪ ..‬وكان‬ ‫وبالثال يتضح القال ‪..‬‬
‫لشدة فقره على جل كليل ضعيف ما يكاد يسي ‪ ..‬ول‬ ‫لو جلست مع ضيوف كبار ف السن جاوزت‬
‫ل ‪ ..‬فسبقه الناس وصار هو ف‬
‫يد جابر ما يشتري به ج ً‬ ‫أعمارهم الثماني أقبلوا زائرين لدك ‪ ..‬فهل من‬
‫آخر القافلة ‪..‬‬ ‫الناسب أن تقص عليهم وأنت ضاحك مستبشر‬
‫وكان النب ‪ r‬يسي ف آخر اليش ‪ ..‬فأدرك جابرا‬ ‫قصتك لا ذهبت مع زملئك للب ؟! وكيف أن‬
‫وجله يدبّ به دبيبا ‪ ..‬والناس قد سبقوه ‪..‬‬ ‫فلنا سجل هدفا أثناء لعب الكرة ‪ ..‬وكيف ثبت‬
‫فقال النب ‪ : r‬مالك يا جابر ؟‬ ‫الكرة برأسه ث ضربا بركبته ‪ ..‬ل شك أنه غي‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا ‪..‬‬ ‫مناسب ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬أنه ‪..‬‬ ‫وكذلك لو تدثت مع أطفال صغار ‪ ..‬من غي‬
‫فأناخه جابر وأناخ النب ‪ r‬ناقته ‪..‬‬ ‫الناسب أن تذكر لم قصصا تتعلق بتعامل الزواج‬
‫ث قال ‪ :‬أعطن العصا من يدك أو اقطع ل عصا من‬ ‫مع زوجاتم ‪..‬‬
‫شجرة ‪..‬فناوله جابر العصا ‪..‬‬ ‫أظننا نتفق على ذلك ‪..‬‬
‫برَكَ المل على الرض كليلً ضعيفا ‪..‬‬ ‫إذن من أساليب جذب الناس اختيار الحاديث‬
‫فأقبل ‪ e‬إل المل وضربه بالعصا شيئا يسيا ‪..‬‬ ‫الت يبونا ‪ ..‬وإثارتا ‪..‬‬
‫فنهض المل يري قد امتل نشاطا ‪ ..‬فتعلق به جابر‬ ‫كأب له ولد متفوق ‪ ..‬من الناسب أن تسأله عنه‬
‫وركب على ظهره ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لنه بل شك يفخر به ويب أن يذكره دائما ‪..‬‬
‫مشى جابر بانب النب ‪ .. e‬فرحا مستبشرا ‪ ..‬وقد‬ ‫أو رجل فتح دكانا وكسب منه أرباحا ‪ ..‬فمن‬
‫صار جله نشيطا سابقا ‪..‬‬ ‫الناسب أن تسأله عن دكانه وإقبال الناس عليه ‪..‬‬
‫التفت ‪ e‬إل جابر ‪ ..‬وأراد أن يتحدث معه ‪..‬‬ ‫لن هذا يفرحه ‪ ..‬وبالتال يبك ويب مالستك‬
‫فما هي الحاديث الت اختارها النب ‪ e‬ليثيها مع جابر‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقد كان النب ‪ r‬يراعي ذلك ‪..‬‬
‫جابر كان شابا ف أول شبابه ‪..‬‬ ‫فحديثه مع الشاب يتلف عن حديثه مع الشيخ ‪..‬‬
‫هوم الشباب ف الغالب تدور حول الزواج ‪ ..‬وطلب‬ ‫أو الرأة ‪ ..‬أو الطفل ‪..‬‬

‫‪40‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫الرزق ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أتبيعن جلك ؟‬ ‫قال ‪ : e‬يا جابر ‪ ..‬هل تزوجت ‪..‬؟‬
‫تفكر جابر فإذا جله هو رأس ماله ‪ ..‬هكذا كان وهو‬ ‫قال جابر ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫كليل ضعيف ‪ ..‬فكيف وقد صار قويا جلدا !!‬ ‫قال ‪ :‬بكرا ‪ ..‬أم ثيبا ‪..‬‬
‫لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال ‪.. e‬‬ ‫قال ‪ :‬بل ثيبا ‪..‬‬
‫قال جابر ‪ :‬سُمْه يا رسول ال ‪ ..‬بكم ؟‬ ‫فعجب النب ‪ e‬كيف أن شابا بكرا ف أول زواج‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهم !!‬ ‫له ‪ ..‬يتزوج ثيبا ‪..‬‬
‫قال جابر ‪ :‬درهم !! تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال ملطفا لابر ‪ :‬هل بكرا تلعبها وتلعبك ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهي ‪..‬‬ ‫فقال جابر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن أب قتل ف أحد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ع غيي ‪..‬‬
‫وترك تسع أخوات ليس لن را ٍ‬
‫فما زال يتزايدان حت بلغا به أربعي درها ‪ ..‬أوقية من‬ ‫فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن‬
‫ذهب ‪..‬‬ ‫اللفات ‪ ..‬فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل‬
‫فقال جابر ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل‬ ‫أمهن ‪..‬‬
‫الدينة ‪..‬‬ ‫هذا معن كلم جابر ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬نعم ‪..‬‬ ‫رأى النب ‪ e‬أن أمامه شاب ضحى بتعته الاصة‬
‫فلما وصلوا إل الدينة ‪ ..‬مضى جابر إل منله وأنزل‬ ‫لجل أخواته ‪..‬‬
‫متاعه من على المل ومضى ليصلي مع النب ‪ r‬وربط‬ ‫فأراد ‪ e‬أن يازحه بكلمات تصلح للشباب ‪..‬‬
‫المل عند السجد ‪..‬‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫فما خرج النب ‪ r‬قال جابر ‪ :‬يا رسول ال هذا جلك‬ ‫لعلنا إذا أقبلنا إل الدينة أن ننل ف صرار (‪.. )24‬‬
‫‪..‬‬ ‫فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬يا بلل ‪ ..‬أعط جابرا أربعي درها وزده ‪..‬‬ ‫يعن وإن كنت تزوجت ثيبا إل أنا ل تزال عروسا‬
‫فناول بلل جابرا أربعي درها وزاده ‪..‬‬ ‫تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها ‪ ..‬وتصف‬
‫فحمل جابر الال ومضى به يقلبه بي يديه ‪ ..‬متفكرا ف‬ ‫عليه الوسائد ‪..‬‬
‫حاله !! ماذا يفعل بذا الال ؟! أيشتري به جلً ‪ ..‬أم‬ ‫فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ‪ ..‬فقال ‪ :‬نارق !!‬
‫يبتاع به متاعا لبيته ‪ ..‬أم ‪..‬‬ ‫وال يا رسول ال ما عندنا نارق ‪..‬‬
‫وفجأة التفت رسول ال ‪ e‬إل بلل وقال ‪ :‬يا بلل ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬إنه ستكون لكم نارق إن شاء ال ‪..‬‬
‫خذ المل وأعطه جابرا ‪..‬‬ ‫ث مشيا ‪ ..‬فأراد ‪ e‬أن يهب لابر مالً ‪..‬‬
‫جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ‪ ..‬فلما وصل به إليه‬ ‫فالفت إليه وقال ‪ :‬يا جابر ‪..‬‬
‫‪ ..‬تعجب جابر ‪ ..‬هل ألغيت الصفقة ؟!‬
‫( ) موضع على بعد ‪5‬كم من الدينة‬ ‫‪24‬‬

‫‪41‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فقال ‪ :‬غي أنك عند ال لست بكاسد ‪..‬‬ ‫قال بلل ‪ :‬خذ المل يا جابر ‪..‬‬
‫فلم يزل النب ‪ r‬يتحي الفرص لتزويج جليبيب ‪..‬‬ ‫قال جابر ‪ :‬ما الب !!‪..‬‬
‫حت جاء رجل من النصار يوما يعرض ابنته الثيب على‬ ‫قال بلل ‪ :‬قد أمرن رسول ال ‪ e‬أن أعطيك‬
‫رسول ال ‪ .. r‬ليتزوجها ‪..‬‬ ‫المل ‪ ..‬والال ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬نعم يا فلن ‪ ..‬زوجن ابنتك ‪..‬‬ ‫فرجع جابر إل رسول ال ‪ e‬وسأله عن الب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ونعمي ‪ ..‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫أما تريد المل !!‬
‫فقال ‪ : r‬إن لست أريدها لنفسي ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬أتران ماكستك لخذ جلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلمن ؟!‬ ‫يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ‬
‫قال ‪ :‬لليبيب ‪..‬‬ ‫المل وإنا لجل أن أقدر كم أعطيك من الال‬
‫قال الرجل متفاجئا ‪ :‬جليبيب !! جليبيب !! يا رسول ال‬ ‫معونة لك على أمورك ‪..‬‬
‫!! حت استأمر أمها ‪..‬‬ ‫فما أرفع هذه الخلق ‪ ..‬يتار ما يناسب الشاب‬
‫أتى الرجل زوجته فقال ‪ :‬إن رسول ال يطب ابنتك ‪..‬‬ ‫من أحاديث ‪ ..‬ث لا أراد أن يسن إليه ويتصدق‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬ونعمي ‪ ..‬زوّج رسول ال ‪.. r‬‬ ‫عليه ‪ ..‬غلف ذلك باللطف والدب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إنه ليس يريدها لنفسه ‪..‬‬ ‫وف أحد اليام يلس إل النب ‪ e‬شاب اسه‬
‫قالت ‪ :‬فلمن ؟‬ ‫جليبيب ‪ ..‬من خيار شباب الصحابة ‪ ..‬لكنه كان‬
‫قال ‪ :‬يريدها لليبيب ‪..‬‬ ‫فقيا معدما ‪..‬‬
‫فتفاجأت الرأة أن تُزف ابنتها إل رجل فقي دميم ‪..‬‬ ‫وكان ‪ t‬ف وجهه دمامة ‪..‬‬
‫فقالت ‪َ :‬ح ْلقَى !! لليبيب ‪..‬؟ ل لعمر ال ل أزوج‬ ‫جلس يوما عند رسول ال ‪ .. e‬فما هي‬
‫جليبيبا ‪ ..‬وقد منعناها فلنا وفلنا ‪..‬‬ ‫الحاديث الت حرص النب ‪ e‬على إثارتا معه ؟‬
‫فاغتم أبوها لذلك ‪ ..‬وقام ليأت رسول ال ‪.. r‬‬ ‫شاب ف ريعان شبابه ‪ ..‬أعزب ‪..‬‬
‫فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها ‪ :‬من خطبن إليكما ؟‬ ‫هل يتحدث معه عن أنساب العرب والرفيع منها‬
‫قال ‪ :‬رسول ال ‪.. r‬‬ ‫والوضيع ؟‬
‫قالت ‪ :‬أتردان على رسول ال ‪ r‬أمره ؟ ادفعان إل‬ ‫أم يتحدث عن السواق وأحكام البيوع ؟‬
‫رسول ال ‪ .. r‬فإنه لن يضيعن ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬فهذا شاب له نوع خاص من الحاديث‬
‫فكأنا جلّت عنهما ‪ ..‬واطمأنّا ‪..‬‬ ‫يفضله على غيه ‪..‬‬
‫فذهب أبوها إل النب ‪ r‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬شأنك‬ ‫أثار معه ‪ e‬موضوع الزواج والديث حوله ‪..‬‬
‫با فزوّجها جليبيبا ‪..‬‬ ‫فلطالا طرب الشباب لذه الواضيع ‪..‬‬
‫فزوجها النب ‪ r‬جليبيبا ‪..‬‬ ‫ث عرض عليه رسول ال التزويج ‪..‬‬
‫ودعا لا وقال ‪ :‬اللهم صب عليهما الي صبا ‪ ..‬ول‬ ‫فقال ‪ :‬إذن تدن كاسدا ‪..‬‬

‫‪42‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أحاديث ‪ ..‬حت ل تل مالسه ‪..‬‬ ‫تعل عيشهما كدا كدا ‪..‬‬
‫يوما مع زوجه عائشة ‪..‬‬ ‫جلس‬ ‫فلم يض على زواجه أيام ‪ ..‬حت خرج النب ‪ r‬ف‬
‫فما الحاديث الناسب إثارتا بي الزوجي ‪..‬؟‬ ‫غزوة ‪ ..‬وخرج معه جليبيب ‪..‬‬
‫هل كلمها عن غزو الروم ؟ ونوع السلحة الت‬ ‫فلما انتهى القتال ‪ ..‬وبدأ الناس يتفقد بعضهم‬
‫استخدمت ف القتال ؟ كل فليست هي أبو بكر !!‬ ‫بعضا ‪..‬‬
‫أم حدثها عن فقر بعض السلمي وحاجتهم ؟ كل فليست‬ ‫سألم النب ‪ : r‬هل تفقدون من أحد قالوا ‪ :‬نفقد‬
‫عثمان !!‬ ‫فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫إنا قال لا بعاطفة الزوجية ‪ :‬إن لعرف إن كانت راضية‬ ‫ل ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫فسكت قلي ً‬
‫عن ‪ ..‬وإذا كنت غضب ‪!! ..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬كيف ؟‬ ‫فسكت ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫قال ‪ :‬إذا كنت راضية قلت ‪ :‬ل ورب ممد ( ‪.. ) e‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫وإذا كنت غضب قلت ‪ :‬ل ورب إبراهيم ( ‪.. ) e‬‬ ‫قال ‪ :‬ولكن أفقد جليبيبا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال يا رسول ال ل أهجر إل اسك ‪..‬‬ ‫فقاموا يبحثون عنـه ‪ ..‬ويطلبونـه فـ القتلى ‪ ..‬فلم‬
‫فهل نراعي هذا نن اليوم ؟‬ ‫يدوه ف ساحة القتال ‪..‬‬
‫ث وجدوه ف مكان قر يب ‪ ..‬إل ج نب سبعة من‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫الشركي قد قتلهم ث قتلوه ‪..‬‬
‫تدث مع الناس با يستمتعون هم باستماعه ‪ ..‬ل با‬ ‫فوقـف النـب ‪ r‬ينظـر إل جثتـه ‪ ..‬ثـ قال ‪ :‬قتـل‬
‫تستمتع أنت بكايته ‪..‬‬ ‫سبعة ث قتلوه ‪ ..‬ق تل سبعة ث قتلوه ‪ ..‬هذا م ن‬
‫وأنا منه ‪..‬‬
‫‪.19‬كن لطيفا عند أول لقاء ‪..‬‬
‫ثـ حله رسـول ال ‪ r‬على سـاعديه ‪ ..‬وأمرهـم أم‬
‫انتشر ف بعض أرياف مصر برهة من الزمن أن الرجل‬
‫يفروا له قبه ‪..‬‬
‫العروس قبيل ليلة عرسه يبئ ف غرفته قطا ‪..‬‬
‫قال أنـس ‪ :‬فمكثنـا نفـر القـب ‪ ..‬وجليـبيب ماله‬
‫فإذا دخل بزوجته إل مكان فراش الزوجية ‪ ..‬حرك‬
‫سرير غي ساعدي رسول ال ‪.. r‬‬
‫كرسيا ليخرج ذلك القط ‪ ..‬فإذا خرج أقبل العروس‬
‫حت حفر له ث وضعه ف لده ‪..‬‬
‫يستعرض قواه أمام زوجته ‪ ..‬وقبض على القط السكي‬
‫قال أنس ‪ :‬فوال ما كان ف النصار أي أنفق منها‬
‫‪ ..‬ث خنقه وعصره ‪ ..‬حت يوت بي يديه ‪!!..‬‬
‫‪..‬‬
‫أتدري لاذا ؟!‬
‫أي تسابق الرجال إليها كلهم يطبها بعد جليبيب‬
‫لجل أن يطبع صورة الرعب واليبة منه ف ذهن زوجته‬
‫‪..‬‬
‫من أول لقاء ‪..‬‬
‫يتار لكل أحد ما يناسبه من‬ ‫هكذا كان‬
‫وأذكر أن لا ترجت من الامعة ‪ ..‬وتعينت معيدا ف‬
‫‪43‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فلن ‪ ..‬سأدرسكم مادة كذا ‪..‬‬ ‫إحدى الكليات ‪ ..‬أوصان معلم قدي قائلً ‪:‬‬
‫ولكن قبل أن أبدأ الشرح ‪ ..‬أريدكم أن تعبئوا هذه‬ ‫ف أول ماضرة لك عند الطلب ‪ُ ..‬شدّ عليهم ‪..‬‬
‫الستمارة ‪ ..‬دون كتابة السم ‪..‬‬ ‫وانظر إليهم بعي حراء !! حت يافوا منك وتفرض‬
‫ث وزع عليهم استمارة تقييم للمدرس ‪ ..‬فيها خسة‬ ‫قوة شخصيتك من البداية ‪..‬‬
‫أسئلة ‪:‬‬ ‫تذكرت هذا ‪ ..‬وأنا أكتب هذا الباب ‪ ..‬فأيقنت‬
‫‪.1‬ما رأيك بأخلق مدرسك ؟‬ ‫أن من المور القررة عند جيع الناس أن اللقاء‬
‫‪.2‬ما رأيك بطريقة شرحه ؟‬ ‫الول ف الغالب يطبع أكثر من ‪ %70‬من‬
‫‪.3‬هل يقبل الرأي الخر ؟‬ ‫الصورة عنك ‪ ..‬وهي ما يسمى بالصورة الذهنية‬
‫‪.4‬ما مدى رغبتك ف الدراسة لديه مرة‬ ‫‪..‬‬
‫أخرى ؟‬ ‫أذكر أن مموعة من الضباط سافروا إل أمريكا ف‬
‫‪.5‬هل تفرح بقابلته خارج العهد ؟‬ ‫دورة تدريبية ‪..‬‬
‫كان أمام كل سؤال منها ‪ ..‬اختيارات ‪ :‬متاز ‪ ..‬جيد ‪..‬‬ ‫كانت الدورة ف التعامل الوظيفي ‪..‬‬
‫مقبول ‪ ..‬ضعيف ‪..‬‬ ‫ف أول يوم ‪ ..‬حضروا إل القاعة مبكرين ‪ ..‬جعلوا‬
‫عبأ لطلب الستمارة وأعادوها إليه ‪..‬‬ ‫يتحدثون ‪ ..‬ويتعارفون ‪..‬‬
‫وضعها جانبا ‪ ..‬وبدأ يشرح تأثي فن التعامل ف الو‬ ‫دخل عليهم الدرس فجأة فسكتوا ‪ ..‬فوقعت عي‬
‫الوظيفي ‪..‬‬ ‫الدرس على طالب ل يزال متبسما ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬أوه !‪ ..‬لاذا نرم زميلكم من الستفادة ‪..‬‬ ‫فصرخ به ‪ :‬لاذا تضحك ؟‬
‫فخرج إليه ‪ ..‬وصافحه وابتسم له ‪ ..‬وأدخله القاعة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬عذرا ‪ ..‬ما ضحكت ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يبدو أنن غضبت عليك قبل قليل من غي سبب‬ ‫قال ‪ :‬بلى تضحك ‪..‬‬
‫حقيقي ‪ ..‬لكن كنت أعان من مشكلة خاصة ‪ ..‬أدت ب‬ ‫ث جعل يؤنبه ‪ :‬أنت إنسان غي جاد ‪ ..‬الفروض‬
‫أن أصب غضب عليك ‪ ..‬فأنا أعتذر إليك ‪ ..‬فأنت طالب‬ ‫أن تعود لهلك على أول رحلة طيان ‪ ..‬ل‬
‫حريص ‪ ..‬يكفي ف الدللة على حرصك تركك لهلك‬ ‫أتشرف بتدريس مثلك ‪..‬‬
‫وولدك وميؤك هنا ‪..‬‬ ‫والطالب السكي قد تلون وجهه ‪ ..‬وجعل ينظر‬
‫أشكرك ‪ ..‬بل أشكركم جيعا على حرصكم ‪ ..‬ومن‬ ‫إل مدرسه ‪ ..‬ويلتفت إل زملئه ‪ ..‬وياول حفظ‬
‫أعظم الشرف ل أن أدرس مثلكم ‪..‬‬ ‫ما تبقى من ماء وجهه ‪..‬‬
‫ث تلطف معهم وضحك قليلً ‪..‬‬ ‫ث حدق الدرس فيه النظر عابسا وأشار إل الباب‬
‫ث أخذ مموعة جديدة من الستمارات وقال ‪:‬‬ ‫وقال ‪ :‬أخرج ‪..‬‬
‫ما دام أن زميلكم فاته تعبئة الستمارة فما رأيكم أن‬ ‫قام الطالب مضطربا ‪ ..‬وخرج ‪..‬‬
‫تعبئوها كلكم من جديد ‪..‬‬ ‫نظر الدرس إل بقية الطلب وقال ‪ :‬أنا الدكتور‬

‫‪44‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الشركي من مضر ‪..‬‬ ‫ووزع عليهم الوراق ‪..‬‬
‫وإنا ل نصل إليك إل ف الشهر الرام ‪ ..‬حي يقف‬ ‫فعبئوها وأعادوها إليه ‪..‬‬
‫القتال ‪..‬‬ ‫فأخرج الستمارات الت عبئوها ف البداية ‪..‬‬
‫فحدثنا بميل من المر ‪ ..‬إن عملنا به دخلنا النة ‪..‬‬ ‫وأخرج الخية وجعل يقارن بينها ‪..‬‬
‫وندعو به من وراءنا ‪..‬‬ ‫فإذا الانة الاصة بـ ضعيف ف التعبئة الول‬
‫فقال ‪ : e‬آمركم بأربع ‪ ..‬وأناكم عن أربع ‪..‬‬ ‫كلها مليئة ‪..‬‬
‫آمركم باليان بال ‪ ..‬وهل تدرون ما اليان بال ؟‬ ‫أما الثانية فليس فيها ضعيف ول مقبول ‪ ..‬أبدا ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬ ‫فضحك وقال لم ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال ‪ ..‬وإقام الصلة ‪ ..‬وإيتاء‬ ‫كان ما رأيتم دليلً عمليا على تأثي التعامل السيء‬
‫الزكاة ‪ ..‬وأن تعطوا المس من الغنائم ‪..‬‬ ‫على بيئة العمل بي الدير وموظفيه ‪ ..‬وما فعلته‬
‫وأناكم عن أربع ‪ :‬عن نبيذ ف الدباء ‪ ..‬والنقي والنتم‬ ‫بزميلكم كان تثيلً أردت أن أجريه أمامكم ‪..‬‬
‫‪ ..‬والزفت (‪.. )25‬‬ ‫لكن السكي صار ضحية ‪..‬‬
‫وف موقف آخر ‪..‬‬ ‫فانظروا كيف تغيت نظرتكم بجرد تغي تعاملي‬
‫كان ‪ e‬مسـافرا مـع أصـحابه ليلة ‪ ..‬فسـاروا فـ ليلهـم‬ ‫معكم ‪..‬‬
‫مسـيا طويلً ‪ ..‬حتـ إذا كان آخـر الليـل ‪ ..‬نزلوا فـ‬ ‫هذا من طبيعة النسان ‪ ..‬فل بد من مراعاته ‪..‬‬
‫طرف الطريق ليناموا ‪..‬‬ ‫خاصة مع من تلتقي بم لرة واحدة فقط ‪..‬‬
‫فغلبتهم أعينهم حت طلعت الشمس وارتفعت ‪..‬‬ ‫كان العلم الول ‪ e‬يأسر قلوب الناس من أول‬
‫فكان أول من ا ستيقظ من منا مه أ بو ب كر ‪ ..‬ث ا ستيقظ‬ ‫لقاء ‪..‬‬
‫عمر ‪..‬‬ ‫بعد فتح مكة ‪ ..‬تكن السلم ‪..‬‬
‫فقعد أبو بكر عند رأسه ‪ .. e‬فجعل يكب ويرفع صوته‬ ‫وبدأت الوفود تتسابق إل رسول ال ‪ r‬ف الدينة‬
‫‪ ..‬حت استيقظ النب ‪.. e‬‬ ‫‪..‬‬
‫فنل وصلى بم الفجر ‪..‬‬ ‫قدم وفد عبد القيس ‪ ..‬على رسول ال ‪ .. r‬فلما‬
‫ل من القوم ل يصل‬
‫فلما انتهى من صلته التفت فرأى رج ً‬ ‫رآهم وهم على رحالم قبل أن ينلوا ‪ ..‬بادرهم‬
‫معهم ‪..‬‬ ‫ل‪:‬‬
‫قائ ً‬
‫فقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬ما ينعك أن تصلي معنا ؟‬ ‫مرحبا بالقوم ‪ ..‬غي خزايا ‪ ..‬ول ندامى ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أصابتن جنابة ‪ ..‬ول ماء ‪..‬‬ ‫فاستبشروا ‪ ..‬وتواثبوا من رحالم ‪ ..‬وأقبلوا إليه‬
‫فأمره ‪ e‬أن يتيمم بالصعيد ‪ ..‬ث صلى ‪..‬‬ ‫يتسابقون للسلم عليه ‪..‬‬
‫ث أمر ‪ e‬أصحابه بالرتال ‪..‬‬ ‫ث قالوا ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن بيننا وبينك هذا الي من‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪25‬‬

‫‪45‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫(‪)26‬‬
‫ير عليهم زمن حت أسلمت وأسلموا ‪..‬‬ ‫وليـس معهـم ماء ‪ ..‬فعطشوا عطشا شديدا ‪ ..‬ول‬
‫نعم ‪ ..‬أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء ‪..‬‬ ‫يقفوا على بئر ول ماء ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل رجل إل رسول ال ‪ .. e‬فسأله مالً ‪..‬‬ ‫قال عمران بن حصي ‪:‬‬
‫فأعطاه النب ‪ e‬قطيعا من غنم بي جبلي ‪..‬‬ ‫فبينما نن نسي فإذا نن بامرأة على بعي ‪ ..‬ومعها‬
‫فرجع الرجل إل قومه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫مزادتان ( قربتان ) ‪..‬‬
‫يا قوم ‪ ..‬أسلموا فإن ممدا يعطي عطاء من ل ياف‬ ‫فقلنا لا ‪ :‬أين الاء ؟!‬
‫الفاقة ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬إنه ل ماء ‪..‬‬
‫قال أنس ‪ :‬وقد كان الرجل ييء إل رسول ال ‪ e‬ما‬ ‫فقلنا ‪ :‬كم بي أهلك وبي الاء ؟‬
‫يريد إل الدنيا ‪ ..‬فما يسي حت يكون دينه أحب إليه ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬يوم وليلة ‪..‬‬
‫وأعز عليه ‪ ..‬من الدنيا وما فيها (‪.. )27‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬انطلقي إل رسول ال ‪.. e‬‬
‫قالت ‪ :‬وما رسول ال ‪!!..‬‬
‫اقتراح ‪..‬‬ ‫فسقناها معنا طمعا أن تدلنا على الاء ‪..‬‬
‫أول لقاء يطبع ‪ %70‬من الصورة عنك ‪ ..‬فعامل كل‬ ‫حت أقبلنا با إل النب ‪.. e‬‬
‫إنسان على أن هذا هو اللقاء الول والخي بينكما ‪..‬‬ ‫فسألا عن الاء ‪ ..‬فحدثته بثل الذي حدثتنا به ‪..‬‬
‫غي أنا شكت إليه أنا أم أيتام ‪..‬‬
‫‪.20‬الناس كمعادن الرض ‪..‬‬
‫فتناول ‪ e‬مزادتا ‪ ..‬فسمى ال ‪ ..‬ومسح عليها ‪..‬‬
‫لو تأملت ف الناس لوجدت أن لم طبائع كطبائع الرض‬
‫ث ج عل ‪ e‬يفرغ من قربتي ها ف آنيت نا ‪ ..‬فشرب نا‬
‫‪..‬‬
‫عطاشا أربعي رجلً ‪ ..‬حت روينا ‪..‬‬
‫فمنم الرفيق اللي ‪ ..‬ومنهم الصلب الشن ‪ ..‬ومنهم‬
‫وملنا كل قربة معنا ‪..‬‬
‫الكري كالرض النبتة الكرية ‪ ..‬ومنهم البخيل كالرض‬
‫ث تركنا قربتيها ‪ ..‬وها أكثر ما تكون امتلءً ‪..‬‬
‫الدباء الت ل تسك ماءً ول تنبت كلً ‪..‬‬
‫ث قال ‪ : e‬هاتوا ما عندكم ‪ ..‬أي طعام ‪..‬‬
‫إذن الناس أنواع ‪..‬‬
‫فجمع لا من كسر البز والتمر ‪..‬‬
‫ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع الرض‬
‫فقال لا ‪ :‬اذهب بذا معك لعيالك ‪ ..‬واعلمي أنا ل‬
‫تراعي حال الرض وطبيعتها ‪..‬‬
‫نرزأك من مائك شيئا ‪ ..‬غي أن ال سقانا ‪..‬‬
‫فطريقة مشيك على الرض الصلبة ‪ ..‬تتلف عن‬
‫ث ركبت الرأة بعيها ‪ ..‬مستبشرة با حصلت من‬
‫طريقتك ف الشي على الرض اللينة ‪ ..‬فأنت حذر متأنّ‬
‫طعام ‪..‬‬
‫ف الول ‪ ..‬بينما أنت مرتاح مطمئن ف الثانية ‪..‬‬
‫حت وصلت أهلها ‪ ..‬فقالت ‪ :‬أتيت أسحر الناس‬
‫وهكذا الناس ‪..‬‬
‫‪ ..‬أو هو نب كما زعموا ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪26‬‬ ‫فعجب قومها من قصتها مع رسول ال ‪ .. e‬فلم‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪27‬‬

‫‪46‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫اذهب إل صديق آخر تعرف أنه هي لي لطيف ‪ ..‬وقل‬ ‫قال ‪ ( e‬إن ال تعال خلق آدم من قبضة قبضها‬
‫له ما قلت للول ‪..‬‬ ‫من جيع الرض فجاء بنو آدم على قدر الرض‬
‫ستجد حتما أنه يقول ‪ :‬يا أخي هذه أم عيالك ‪ ..‬وما فيه‬ ‫فجاء منهم ‪:‬‬
‫زواج يلو من مشاكل ‪ ..‬اصب عليها ‪ ..‬وحاول أن‬ ‫•الحر‬
‫تتحملها ‪ ..‬وهذه مهما صار فهي زوجتك ‪ ..‬وشريكتك‬ ‫•والبيض‬
‫ف الياة ‪..‬‬ ‫•والسود‬
‫فانظر كيف صارت طبيعة الشخص تؤثر ف آرائه‬ ‫•وبي ذلك‬
‫وقراراته ‪..‬‬ ‫•والسهل‬
‫لذلك نى النب ‪ e‬أن يقضي القاضي بي اثني وهو‬ ‫•والزن‬
‫عطشان ! أو جوعان ! أو حابس لبول أو غائط ! لن‬ ‫•والبيث‬
‫(‪)28‬‬
‫هذه المور قد تغي نفسيته ‪ ..‬وبالتال قد تؤثر عليه ف‬ ‫•والطيب ) ‪..‬‬
‫اتاذ قراره ف الكم ‪..‬‬ ‫فعند تعاملك مع الناس انتبه إل هذا – وانتبهي ‪-‬‬
‫كان ف المم السابقة رجل سفاح !! سفاح ؟! نعم سفاح‬ ‫سواء تعاملت مع ‪:‬‬
‫‪ ..‬ل يقتل رجلً واحدا ول اثني ‪ ..‬ول عشرة ‪ ..‬وإنا‬ ‫قريب كأب وأم وزوجة وولد ‪..‬‬
‫قتل تسعا وتسعي نفسا ‪..‬‬ ‫أو بعيد كجار وزميل وبائع ‪..‬‬
‫ل أدري كيف نا من الناس وانتقامهم ‪ ..‬لعله كان ميفا‬ ‫ولعلك تلحظ أن طبائع الناس تؤثر فيهم حت عند‬
‫جدا إل درجة أنه ل أحد يرؤ على القتراب منه ‪ ..‬أو‬ ‫اتاذ قراراتم ‪..‬‬
‫أنه كان يتخفى ف الباري والغارات ‪ ..‬ل أدري بالضبط‬ ‫وحت تتيقن ذلك ‪ ..‬اعمل هذه التجربة ‪:‬‬
‫‪ ..‬الهم أنه ارتكب ‪ 99‬جرية قتل !!‬ ‫إذا وقعت بينك وبي زوجتك مشكلة ‪ ..‬فاستشر‬
‫ث حدثته نفسه بالتوبة ‪ ..‬فسأل عن أعلم أهل الرض‬ ‫أحد زملئك من تعلم أنه صلب خشن ‪ ..‬قل له ‪:‬‬
‫فدلوه على عابد ف صومعته ‪ ..‬ل يكاد يفارق مصله ‪..‬‬ ‫زوجت كثية الشاكل معي ‪ ..‬قليلة الحترام ل ‪..‬‬
‫يضي وقته ما بي بكاء ودعاء ‪ ..‬هي لي عاطفته جياشة‬ ‫فأشر عل ّي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كأن به سيقول ‪ :‬الري ما يصلح معهن إل العي‬
‫دخل هذا الرجل على العابد ‪ ..‬وقف بي يديه ث فجعه‬ ‫المراء !! دقّ خشمها ! خل شخصيتك قوية‬
‫بقوله ‪ :‬أنا قتلت تسعا وتسعي نفسا ‪ ..‬فهل ل من توبة ؟‬ ‫عليها !! كن رجلً !!‬
‫هذا العابد ‪ ..‬أظنه لو قتل نلة من غي قصد لقضى بقية‬ ‫وبالتال قد تثور أنت ويرب عليك بيتك بذه‬
‫يومه باكيا متأسفا ‪ ..‬فكيف سيكون جوابه لرجل قتل‬ ‫الكلمات ‪..‬‬
‫بيده ‪ 99‬نفسا ‪..‬‬ ‫أكمل التجربة ‪..‬‬
‫انتفض العابد ‪ ..‬ول يتخيل ‪ 99‬جثة بي يديه يثلها هذا‬
‫( ) رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح‬ ‫‪28‬‬

‫‪47‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أن البلد أصلً ينتشر فيها القتل والظلم إل درجة أنه ل‬ ‫الرجل الواقف أمامه ‪..‬‬
‫أحد ينتصر للمظلوم ‪..‬‬ ‫صاح العابد ‪ :‬ل ‪ ..‬ليس لك توبة ‪ ..‬ليس لك توبة‬
‫قال ‪ :‬إنك بأرض سوء ‪ ..‬فاذهب إل بلد كذا وكذا فإن‬ ‫‪..‬‬
‫با قوما يعبدون ال فاعبد ال معهم ‪..‬‬ ‫ول تعجب أن يصدر هذا الواب من عابد قليل‬
‫ذهب الرجل يشي تائبا منيبا ‪ ..‬فمات قبل أن يصل إل‬ ‫العلم ‪ ..‬يكم ف المور بعاطفته ‪..‬‬
‫البلد القصود ‪..‬‬ ‫هذا القاتل لا سع الواب ‪ ..‬وهو الرجل الصلب‬
‫نزلت ملئكة الرحة وملئكة العذاب ‪..‬‬ ‫الشن ‪ ..‬غضب واحرت عيناه ‪ ..‬وتناول سكينه‬
‫فأما ملئكة الرحة فقالت ‪ :‬أقبل تائبا منيبا ‪..‬‬ ‫ث انال طعنا ف جسد العابد حت مزقه ‪ ..‬ث خرج‬
‫وأما ملئكة العذاب فقالت ‪ :‬ل يعمل خيا قط ‪..‬‬ ‫ثائرا من الصومعة ‪..‬‬
‫فبعث ال إليهم ملكا ف صورة رجل ليحكم بينهم ‪..‬‬ ‫ومضت اليام ‪ ..‬فحدثته نفسه بالتوبة مرة أخرى‬
‫فكان الكم أن يقيسوا ما بي البلدين ‪ ..‬بلد الطاعة وبلد‬ ‫‪..‬‬
‫العصية ‪ ..‬فإل أيتهما كان أقرب ‪.‬ز فإنه لا ‪..‬‬ ‫فسأل عن أعلم أهل الرض ‪ ..‬فدله الناس على‬
‫وأوحى ال تعال إل بلد الرحة أن تقارب ‪ ..‬وإل بلد‬ ‫رجل عال ‪..‬‬
‫العصية أن تباعدي ‪ ..‬فكان أقرب إل بلد الطاعة فأخذته‬ ‫مضى يشي حت دخل على العال ‪ ..‬فلما وقف بي‬
‫ملئكة الرحة ‪..‬‬ ‫يديه فإذا به يرى رجلً رزينا يزينه وقار العلم‬
‫حت الفتي ف السائل الشرعية تد مع السف أن بعضهم‬ ‫والشية ‪..‬‬
‫تغلبه عاطفته أحيانا ‪..‬‬ ‫ل بكل جرأة ‪ :‬إن قتلت مائة‬
‫فأقبل القاتل إليه سائ ً‬
‫أذكر أن أحد جيان كان كثي اللفات مع زوجته ‪..‬‬ ‫نفس !! فهل ل من توبة ؟!‬
‫اشتد اللف يوما فطلقها تطليقه ‪ ..‬ث راجعها ‪..‬‬ ‫فأجابه العال فورا ‪ :‬سبحاااان ال ‪ !!..‬ومن يول‬
‫ث اشتد أخرى ‪ ..‬فطلقها ثانية ‪ ..‬ث راجعها ‪..‬‬ ‫بينك وبي التوبة ؟!!‬
‫وكنت كلما قابلته أحذره وأوصيه ‪ ..‬وأذكره بأبنائه‬ ‫ل من يول بينه وبي التوبة ؟!‬
‫جواب رائع !! فع ً‬
‫الصغار ‪ ..‬وأهية اعتبارهم والعناية بم ‪ ..‬وأكرر عليه ‪:‬‬ ‫فالالق ف السماء ل تستطيع أي قوة ف العال ان‬
‫ل يبق لك إل طلقة واحدة – الثالثة – فإن أوقعتها ل تل‬ ‫تول بينك وبي النابة إليه والنكسار بي يديه ‪..‬‬
‫لك مراجعتها إل بعد زواجها من آخر وتطليقه لا ‪ ..‬فاتق‬ ‫ث قال العال الذي كان يتخذ قراراته بناء على‬
‫ال ‪ ..‬ول ترب بيتك ‪..‬‬ ‫العلم والشرع ‪ ..‬ل بناء على طبيعته ومشاعره ‪..‬‬
‫حت جاءن يوما متغي الوجه وقال ‪ :‬يا شيخ تاصمنا‬ ‫أو قل على عاطفته وأحاسيسه ‪..‬‬
‫وطلقتها الثالثة !!‬ ‫قال العال ‪ :‬لكنك بأرض سوء ‪..‬‬
‫وهذا الكلم منه ليس غريبا ‪ ..‬إنا الغريب أنه قال بعدها‬ ‫عجبا ! كيف علم ؟ عرف ذلك بناء على كب‬
‫‪ :‬ما تعرف ل شيخا حبيبا يفتين الن أراجعها !!‬ ‫الرائم وقلة الـمُدافع له الـمُنكِر عليه ‪ ..‬فعلم‬

‫‪48‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يريد التوفي ‪..‬‬ ‫فعجبت منه ‪ ..‬ث تأملت ف الال فاكتشفت ما‬
‫فقلت له ‪ :‬عموما هذا الضيف لن يبقى ف البلد سيسافر‬ ‫تقرر قبل قليل أن كثيا من الناس تتلف آراؤهم‬
‫بعد الغداء مباشرة ‪ ..‬فقال ‪ :‬آآآ ‪ ..‬إذن سأؤجل شغلي‬ ‫– وربا اختياراتم الفقهية – تأثرا بعاطفته وطبيعته‬
‫وآت لرؤيته !!‬ ‫‪..‬‬
‫وبعض من تالطهم من الناس يكون اجتماعيا أسريا ‪..‬‬ ‫وبعض الناس تعلم من طبيعته أنه شديد الب‬
‫يب أسرته ‪ ..‬ل يصب على فراقهم ‪ ..‬اطلب منه أي‬ ‫للمال ‪ ..‬فل تعجب إذا رأيته يذل نفسه لرباب‬
‫شيء إل أن يبتعد عن أولده بسفر أو نوه ‪ ..‬فل تكلفه‬ ‫الموال ‪ ..‬يهمل أولده وبيته لجل جعه ‪ ..‬يقتر‬
‫ما ل يطيق ‪..‬‬ ‫على من يعول ‪ ..‬ل تعجب فهو طماع ‪ ..‬بل إن‬
‫إل غي ذلك من طبائع الناس ‪..‬‬ ‫اتاذه لقراراته وتبنيه لقناعاته ينبن كثيا على هذه‬
‫يعجبن بعض الناس الذي يلك فن اصطياد جيع القلوب‬ ‫الطبيعة ‪ ..‬فإذا أردت أن تتعامل معه أو تطلب منه‬
‫‪..‬‬ ‫شيئا فضع ف نفسك قبل أن تتكلم أنه مب للمال‬
‫فإذا سافر مع بلء اقتصد حت ل يرجهم فأحبوه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فحاول أن ل تعارض هذه الطبيعة فيه حت‬
‫وإن جالس عاطفيي زاد من نسبة عاطفته فأحبوه ‪..‬‬ ‫تصل على ما تريد منه ‪..‬‬
‫وإن مشى مع فكاهيي مرحي ضحك ومزح وجاملهم‬ ‫ولن المثلة مفاتيح الفهوم ‪ ..‬خذ مثالً ‪:‬‬
‫فأحبوه ‪..‬‬ ‫نفرض أنك زرت مستشفى وقابلت مصادفة‬
‫يلبس لكل حالة لبوسها ‪ ..‬إما نعيمها وإما بؤسها ‪..‬‬ ‫صديقا قديا كان زميلً لك أيام الامعة ‪ ..‬فدعوته‬
‫وقد‬ ‫ل معي ‪ ..‬وانظر إل رسول ال‬
‫وعُد بذاكرتك قلي ً‬ ‫إل وليمة غداء ف بيتك ‪ ..‬فوافق ‪..‬‬
‫أقبل بالكتائب لفتح مكة ‪..‬‬ ‫فذهبت إل السوق واشتريت حاجات ث رجعت‬
‫قبل أن يدخل مكة‬ ‫كان أبو سفيان قد خرج إل النب‬ ‫إل البيت لتستعد وجعلت تتصل بعدد من‬
‫‪ ..‬فأسلم ‪..‬‬ ‫زملئكم السابقي تدعوهم لشاركتكم الوليمة‬
‫ف قصة طويلة ‪ ..‬الشاهد منها أنه لا أسلم قال العباس ‪:‬‬ ‫ورؤية صاحبك ‪ ..‬من بي هؤلء صديق ‪ -‬من‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن أبا سفيان رجل يب الفخر فاجعل له‬ ‫البخلء الذين استول حب الال على قلوبم ‪-‬‬
‫شيئا ‪..‬‬ ‫اتصلت به فرحب وحيّا ‪ ..‬فلما أخبته عن الوليمة‬
‫فقال ‪ " : r‬نعم ‪ ..‬من دخل دار أب سفيان فهو آمن ‪..‬‬ ‫‪ ..‬قال ‪ :‬آآه ‪ ..‬يا ليتن أستطيع الضور ورؤية‬
‫ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ‪ ..‬ومن دخل السجد فهو‬ ‫فلن ‪ ..‬لكن مرتبط بشغل هااام ‪ ..‬فبلغه سلمي‬
‫آمن ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ولعلي أراه ف وقت آخر ‪..‬‬
‫فلما ذهب أبو سفيان لينصرف إل مكة ‪..‬‬ ‫فأدركت أنت من معرفتك بطبيعته أنه يشى أن‬
‫نظر إليه رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ييء ‪ ..‬فيضطر إل أن يدعو الضيف إل بيته‬
‫فإذا هو الذي استنفر قريشا لربه ف بدر ‪..‬‬ ‫ويصنع له وليمة تكلفه مبلغا وقدره ‪ !! ..‬وهو‬

‫‪49‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫والنصار ‪..‬‬ ‫واستنفرها لربه ف أحد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا الوت الحر ‪ ..‬وال ما لحد بؤلء من قبل‬ ‫ث استنفرها لربه ف الندق ‪..‬‬
‫ول طاقة ‪..‬‬ ‫وإذا رجل قائد ‪ ..‬قد طحنته الرب وطحنها ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬وال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك‬ ‫وإذا هو حديث عهد بإسلم ‪..‬‬
‫عظيما !‬ ‫فأراد رسول ال ‪ r‬أن يريه قوة السلم ‪..‬‬
‫قال العباس ‪ :‬يا أبا سفيان ‪ ..‬إنا النبوة ‪..‬‬ ‫‪ " :‬يا عباس ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فقال أبو سفيان ‪ :‬فنعم إذن ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫فلما تاوزتم اليل ‪ ..‬صاح به العباس ‪ ..‬النجاءَ إل‬ ‫قال ‪ :‬احبس أبا سفيان بضيق الوادي عند خطم‬
‫قومك ‪..‬‬ ‫البل حت تر به جنود ال فياها ‪..‬‬
‫فمضى أبو سفيان سريعا إل مكة ‪..‬‬ ‫أي أوقفه على طريق اليش وهو يدخل مكة ‪..‬‬
‫وجعل يصرخ بأعلى صوته ‪:‬‬ ‫فخرج العباس بأب سفيان ‪ ..‬حت وقف معه بضيق‬
‫يا معشر قريش ‪ ..‬هذا ممد قد جاءكم فيما ل قبل لكم‬ ‫الوادي ‪ ..‬حيث تتدفق الكتائب كالسيل إل مكة‬
‫به ‪ ..‬فمن دخل دار أب سفيان فهو آمن ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬قاتلك ال ! وما تغن عنا دارك ؟‬ ‫وجعلت الكتائب تر عليه براياتا ‪ ..‬فلما مرت‬
‫قال ‪ :‬ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ‪ ..‬ومن دخل السجد‬ ‫الكتيبة الول قال ‪ :‬يا عباس من هؤلء ؟‬
‫فهو آمن ‪..‬‬ ‫قال العباس ‪ :‬سليم ‪..‬‬
‫فتفرق الناس إل دورهم وإل السجد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬مال ولسليم ‪!!..‬‬
‫كيف أثر ف نفس أب سفيان با يصلح له‬ ‫فلله در نبيه‬ ‫ث مرت به الثانية ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا عباس من هؤلء ؟‬
‫وما يسن ههنا ‪ ..‬أن تعرف طبيعة الشخص ونفسيته قبل‬ ‫قال ‪ :‬مزينة ‪..‬‬
‫أن تتكلم معه ‪ ..‬فإن معرفة طبيعته ‪ ..‬وماذا يناسبه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬مال ولزينة ‪!!..‬‬
‫يفيدك عند التعامل أو الكلم معه ‪..‬‬ ‫حت نفدت الكتائب ‪ ..‬وهو ما تر كتيبة إل سأل‬
‫ف غزوة الديبية ‪..‬‬ ‫العباس عنها ‪..‬‬
‫خرج رسول ال ‪ .. r‬بن معه من الهاجرين والنصار‬ ‫فإذا أخبه ‪ ..‬قال ‪ :‬مال ولبن فلن ‪..‬‬
‫ومن لق به من العرب ‪..‬‬ ‫حت مر رسول ال ‪ r‬ف كتيبته الضراء ‪ ..‬وفيها‬
‫كانوا ألفا وأربعمائة ‪..‬‬ ‫الهاجرون والنصار ‪ ..‬قد غطوا أجسادهم بالديد‬
‫ساقوا معهم الدى وأحرموا بالعمرة ليعلم الناس أنم إنا‬ ‫‪ ..‬فل يرى منهم إل عيونم ‪..‬‬
‫خرجوا زائرين لذا البيت معظمي له ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬سبحان ال يا عباس ! من هؤلء ؟‬
‫معه سبعي من البل ‪ ..‬هديا إل البيت الرام‬ ‫وساق‬ ‫فقال العباس ‪ :‬هذا رسول ال ‪ r‬ف الهاجرين‬

‫‪50‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫رسول ال ‪ r‬إعظاما لا رأى ‪ ..‬وكيف ينع العتمرون عن‬ ‫‪..‬‬
‫البيت الرام !!‬ ‫وصلوا مكة ‪ ..‬فمنعتهم قريش من دخولا ‪..‬‬
‫رجع إل قريش ‪ ..‬فقال لم ذلك ‪ ..‬فقالوا له ‪ :‬اجلس‬ ‫بأصحابه ف موضع اسه الديبية‬ ‫عسكر النب‬
‫فإنا أنت أعراب ل علم لك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فغضب الليس ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫جعلت قريش ترسل إليه الرجل تلو الرجل‬
‫يا معشر قريش ‪ ..‬وال ما على هذا حالفناكم ‪ ..‬ول على‬ ‫للتفاوض معه ‪..‬‬
‫هذا عاهدناكم ‪..‬‬ ‫فبعثوا إليه أو ًل مكرز بن حفص ‪..‬‬
‫أيصد عن بيت ال من جاءه معظما له ؟‬ ‫ل من قريش ‪ ..‬لكنه ل يلتزم بعهد‬
‫كان مكرز رج ً‬
‫والذي نفس الليس بيده ‪ ..‬لتخلن بي ممد وبي ما جاء‬ ‫ول ميثاق ‪ ..‬بل هو فاجر غادر ‪..‬‬
‫له من العمرة ‪ ..‬أو لنفرن بالحايش نفرة رجل واحد ‪..‬‬ ‫ل قال ‪ :‬هذا رجل غادر‬
‫فلما رآه رسول ال ‪ r‬مقب ً‬
‫قالوا ‪َ :‬مهْ ‪ُ ..‬كفّ عنا ‪ ..‬حت نأخذ لنفسنا ما نرضى به‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلما انتهى إل رسول ال ‪ .. r‬كلمه با يصلح لثله‬
‫ث أرادوا ‪ ..‬أن يبعثوا رجلً شريفا ‪ ..‬فاختاروا عروة بن‬ ‫‪..‬‬
‫مسعود الثقفي ‪..‬‬ ‫وأخبه أنه ما جاء يريد حربا ‪ ..‬إنا جاء معتمرا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا معشر قريش إن قد رأيت ما يلقى منكم من‬ ‫ل لذلك‬
‫ول يكتب معه عهدا لنه يعلم أنه ليس أه ً‬
‫بعثتموه إل ممد إذ جاءكم ‪ ..‬من التعنيف وسوء اللفظ‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬وقد عرفتم أنكم والد وأن ولد ‪..‬‬ ‫رجع مكرز إل قريش فأخبهم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬صدقت ما أنت عندنا بتهم ‪..‬‬ ‫فبعثوا حليس بن علقمة ‪ ..‬سيد الحابيش ‪..‬‬
‫فخرج عروة ‪ ..‬وكان ملكا ف قومه ‪ ..‬له شرف ومكانة‬ ‫وكان الحابيش قوم من العرب سكنوا مكة‬
‫‪ ..‬وله ترفع على الناس ‪..‬‬ ‫تعظيما للحرم وعناية بالكعبة ‪..‬‬
‫فلما أتى رسول ال ‪ r‬جلس بي يديه ث قال ‪:‬‬ ‫فلما رآه رسول ال ‪ r‬قال ‪:‬‬
‫يا ممد !! أجعت أوشاب الناس ث جئت بم إل بيضتك‬ ‫إن هذا من قوم يتألون ‪.‬ز أي يتعبدون ‪ ..‬فابعثوا‬
‫لتفضها بم ؟‬ ‫الدي ف وجهه حت يراه ‪..‬‬
‫إنا قريش ‪ ..‬قد خرجت معها العوذ الطافيل ‪ ..‬قد لبسوا‬ ‫فلما رأى الدي من إبل وغنم ‪ ..‬تسيل عليه من‬
‫جلود النمور ‪..‬‬ ‫عرض الوادي ف قلئده وحباله مربوطا مهيئا‬
‫يعاهدون ال ل تدخلها عليهم عنوة أبدا ‪ ..‬وأي ال لكأن‬ ‫ليذبح ف الرم ‪..‬‬
‫بؤلء قد انكشفوا عنك غدا ‪..‬‬ ‫قد أكل أوباره من طول البس عن مله ‪ ..‬قد‬
‫وكان أبو بكر خلف النب ‪ .. r‬واقفا ‪..‬‬ ‫أضناه الوع والعطش ‪..‬‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬امصص بظر اللت ! أنن ننكشف عنه ؟‬ ‫لا رأى سيد الحابيش ذلك ‪ ..‬انتفض ‪ ..‬ول يقابل‬

‫‪51‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فوقع ف قلب قريش من الرهبة ما ل يقع من قبل ‪..‬‬ ‫تفاجأ ملك قومه بذا الواب ‪ ..‬فلم يتعود على‬
‫فأرسلت قريش سهيل بن عمرو ‪..‬‬ ‫مثله ‪ ..‬لكنه ف القيقة كان يتاج إل جرعة كهذه‬
‫‪r‬‬ ‫فمضى يشي إل رسول ال ‪ ..‬فلما رآه رسول ال‬ ‫تفض ما ف رأسه من كبياء ‪..‬‬
‫‪ ..‬قال ‪ :‬سهل أمركم ‪ ..‬ث كتبوا بينهم صلح الديبية ‪..‬‬ ‫فقال عروة متأثرا ‪ :‬من هذا يا ممد ؟‬
‫لنواع الناس ‪ ..‬واستعمال‬ ‫هذا جانب من معرفته‬ ‫قال ‪ :‬هذا ابن أب قحافة ‪..‬‬
‫الفتاح الناسب ف التعامل مع كل أحد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أما وال لول يد كانت لك عندي لكفأتك‬
‫وهذه النواع من طباع الناس تلحظها حت ف إلقاء‬ ‫با ‪ ..‬ولكن هذه بذه ‪..‬‬
‫الكلمات أو السواليف معهم ‪..‬‬ ‫وجعل عروة يلي العبارات بعدها ‪ ..‬ويكلم النب‬
‫ويكنك أن تشاهد دليل ذلك بنفسك ‪..‬‬ ‫‪.. r‬ويلمس لية النب ‪ ..‬والغية بن شعبة الثقفي‬
‫حاول أن تلقي قصة مبكية أمام جع من الناس ‪ ..‬وانظر‬ ‫واقف وراء رأس رسول ال ‪ .. r‬قد غطى وجهه‬
‫إل أنواع تأثرهم ‪..‬‬ ‫الديد ‪..‬‬
‫أذكر أن ألقيت يوما خطبة ضمنتها قصة مقتل عمر ‪.. t‬‬ ‫‪r‬‬ ‫فكان كلما قرب عروة يده من لية رسول ال‬
‫ولا وصلت إل كيفية طعن أب لؤلؤة الجوسي لعمر‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬قلت – بصوت عالٍ ‪: -‬‬ ‫قرعها شعبة بطرف السيف ‪..‬‬
‫وفجأة خرج أبو لؤلؤة من الحراب على عمر ‪ ..‬ث طعنه‬ ‫ث يدها ثانية ‪ ..‬فيقرعها شعبة بطرف السيف ‪..‬‬
‫ثلث طعنات ‪..‬‬ ‫فلما مدها الثالثة ‪ ..‬قال شعبة ‪ :‬اكفف يدك عن‬
‫وقعت الول ف صدره‬ ‫وجه رسول ال ‪ r‬قبل أل تصل إليك يدك ‪ ..‬أي‬
‫والثانية ف بطنه ‪..‬‬ ‫أقطعها !!‬
‫ث استجمع قوته وطعن بالنجر تت سرته ‪..‬‬ ‫فقال عروة ‪ :‬ويك ما أفظك وأغلظك ! ومن هذا‬
‫ث جررررر النجر حت خرجت بعض أمعائه ‪..‬‬ ‫يا ممد ؟‬
‫لحظتُ وأنا أنظر ف الوجوه أن الناس تنوعوا ف كيفية‬ ‫فتبسم رسول ال ‪ .. r‬وقال ‪..‬‬
‫تأثرهم ‪..‬‬ ‫هذا ابن أخيك الغية بن شعبة الثقفي ‪..‬‬
‫فمنهم من أغمض عينيه فجأة وكأنه يرى الرية أمامه ‪..‬‬ ‫فقال عروة ‪ :‬أي غدر وهل غسلت سوأتك إل‬
‫ومنهم من بكى ‪..‬‬ ‫بالمس !‬
‫ومنهم من كان يستمع دون أدن تأثر وكأنه ينصت إل‬ ‫ث قام عروة من عند النب ‪ .. r‬وعاد إل قريش ‪..‬‬
‫حكاية ما قبل النوم !!‬ ‫فاسع ما قال ‪:‬‬
‫قل مثل ذلك لو عرضت قصة حزة ‪ t‬لا وقع شهيدا ف‬ ‫قال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬وال لقد رأيت كسرى‬
‫معركة أحد ‪ ..‬وكيف شقوا بطنه فأخرجوا كبده ‪..‬‬ ‫وقيصر والنجاشي ‪ ..‬وال ما رأيت ملكا يعظمه‬
‫وقطعوا أذنيه ‪ ..‬وجدعوا أنفه ‪ ..‬وهو سيد الشهداء‬ ‫أصحابه كما يعظم أصحاب ممد ممدا ‪..‬‬

‫‪52‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫على بعض السوء ‪..‬‬ ‫وأسد ال ورسوله ‪..‬‬
‫وعموما ‪ :‬بعض الناس ل علج له فل بد من التكيف معه‬ ‫وعموما ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫علمتن الياة أن الناس ل يلون من أن يوجد من‬
‫يشتكي إلّ بعض الناس من شدة غضب أبيه ‪ ..‬أو بل‬ ‫بينهم غليظ غب ‪ !!..‬ل يسن ضبط عباراته ‪..‬‬
‫زوجته ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫ول ماملة السامعي ‪..‬‬
‫فأَعْرضُ عليه بعض طرق العلج فيفيدن أنه جربا كلها‬ ‫ل من هذا الصنف جلس مرة ف‬
‫أذكر أن رج ً‬
‫ول تنفع ‪..‬‬ ‫ملس عام ‪ ..‬فذكر قصة وقعت له مع أحد البائعي‬
‫فما الل ‪..‬؟! الل أن يصب على أخلقهم ‪ ..‬ويغمرَ‬ ‫‪ ..‬فقال ف معرض حديثه ‪ :‬وهذا البائع ضخم جدا‬
‫سيء أخلقهم ف بر حَسَنِها ‪ ..‬ويتكيف مع واقعه قدر‬ ‫كأنه حار ‪ ..‬ث قال ‪ :‬يشبه خالد !! وأشار إل‬
‫الستطاع ‪..‬‬ ‫رجل بانبه !!‬
‫فبعض الشاكل ليس لا حل ‪..‬‬ ‫فل أدري كيف صار يشبه خالدا ‪ ..‬وهو كأنه حار‬
‫!!‬
‫نتيجة ‪..‬‬ ‫وقبل التام ‪ ..‬هنا سؤال كبي ‪..‬‬
‫معرفتك بطبيعة الشخص الذي تالطه تعلك قادرا على‬ ‫هل يكنك تغيي طباعك لتتناسب مع طباع من‬
‫كسب مبته ‪..‬‬ ‫تالطه ‪..‬؟‬
‫نعم ‪ ..‬كان عمر ‪ t‬مشهورا بي الناس بقوته‬
‫‪.21‬أستاذ الرياضيات ‪..‬‬
‫وصرامته ‪..‬‬
‫كان يدرس مادة الرياضيات لطلب الرحلة الثانوية ‪..‬‬
‫وف يوم من اليام ‪ ..‬اختلف رجل مع زوجته ‪..‬‬
‫السنة الخية ‪ ..‬كان يلحظ على عدد منهم الهال‬
‫وجاء يسأل عمر كيف يتعامل معها ‪..‬‬
‫وعدم التابعة ‪ ..‬فأراد أن يؤدبم ‪..‬‬
‫فلما وقف عند بيت عمر وكاد أن يطرق الباب‬
‫دخل عليهم يوما ‪..‬‬
‫سع زوجة عمر تصرخ به ‪ ..‬وعمر ساكت ‪ ..‬ل‬
‫وأول ما استقر على كرسيه فاجأهم بقوله ‪ :‬كل واحد‬
‫يصرخ ‪ ..‬ل يضرب ‪..‬‬
‫يضع كتابه جانبا ويرج ورقة وقلما !!‬
‫فول الرجل ظهره للباب وك ّر راجعا متعجبا ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬لاذا يا أستاذ ؟!‬
‫أحس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادى‬
‫قال ‪ :‬اختبار ‪ ..‬اختبار مفاجئ ‪..‬‬
‫الرجل ‪ .. :‬ما خبك ؟‬
‫بدأ الطلب بنوع من التذمر ينفذون ما طلب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ..‬جئت أشتكي إليك امرأت‬
‫ويتهامسون باستياء ‪..‬‬
‫فسمعت امرأتك تصرخ بك !!‬
‫كان من بينهم طالب كبي السم صغي العقل ‪..‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬يا رجل إنا امرأت ‪ ..‬حليلة فراشي ‪..‬‬
‫مشاكس كثي الشاكل سريع الغضب متهور ‪ ..‬صاح‬
‫وصانعة طعامي ‪ ..‬وغاسلة ثياب ‪ ..‬أفل أصب منها‬
‫بأستاذه ‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ابتسم ونظر إل الطالب وقال ‪ :‬يعن يا خالد ما تريد أن‬ ‫يا أستاذ ‪ ..‬ل نريد أن نتب ‪ ..‬نن بالكاد نيب‬
‫تتب ؟‬ ‫ونن مذاكرون ‪ ..‬بال كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!!‬
‫فقال ‪ -‬صارخا ‪ : -‬ل ‪..‬‬ ‫قالا الطالب بنبة حادة ‪..‬‬
‫فقال الدرس بكل هدووووء ‪ :‬خلص ‪ ..‬اللي ما يريد‬ ‫ثار الدرس وهاج ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما هو على كيفك ‪..‬‬
‫يتب نتعامل معه بالنظام ‪..‬‬ ‫تتب غصبا عنك ‪ ..‬فاهم ؟! إذا ما هو عاجبك‬
‫اكتبوا يا شباب ‪ :‬السؤال الول ‪ :‬أوجد نتيجة هذه‬ ‫اطلع َبرّا !!!‬
‫العادلة ‪ :‬س ‪ +‬ص = ع ‪ .. 15 +‬ومضى يسوق‬ ‫ثار الطالب ‪ ..‬وصاح ‪ :‬أنت اللي تطلع َبرّا ‪..‬‬
‫السئلة ‪..‬‬ ‫توجه الدرس إل الطالب وهو يصيح ويردد ‪ :‬يا‬
‫ل يصب الطالب الشاكس وقال ‪ :‬أقولك ما أريد أن أختب‬ ‫قليل الدب ‪ ..‬يا عدي التربية ‪ ..‬يا ‪ ..‬ويقترب‬
‫‪ ..‬نظر إليه الدرس وابتسم بدوووء ‪ ..‬وقال ‪ :‬وهل‬ ‫أكثر وأكثر ‪..‬‬
‫ألزمتك أن تتب ‪ ..‬أنت رجل ومسئول عن تصرفاتك ‪..‬‬ ‫نض الطالب واقفا ‪ ..‬ث ‪..‬‬
‫ل يد الطالب ما يثي غضبه أكثر ‪ ..‬فهدأ وأخرج ورقة‬ ‫فظن شرا ‪ ،‬ول‬ ‫كان ما كان ما لست أذكره‬
‫وقلما ‪ ..‬وبدأ يكتب السئلة مع زملئه ‪ ..‬ث بعدها تت‬ ‫تسأل عن الب!!‬
‫ماسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة الدرسة ‪..‬‬ ‫وصل المر إل إدارة الدرسة ‪ ..‬عوقب الطالب‬
‫تذكرت هذه الفارقة ف القدرة على التعامل مع الواقف‬ ‫‪ ..‬بصم درجتي وكتابة تعهد بالتزام الدب‬
‫وأنا أتأمل ف مهارات الناس على إذكاء النيان وإخادها‬ ‫أما الدرس فصار حديث القاصي والدان ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وأصبح مضرب المثال ‪ ..‬ومثار أحاديث الطلب‬
‫فالتعامل مع العصب بعصبية يؤدي إل تفجر الوقف‬ ‫ف كل الدرسة ‪ ..‬يشي ف مراتا ويسمع‬
‫واحتدام اللف ‪..‬‬ ‫التعليقات والمسات ‪ ..‬حت انتقل بعدها إل‬
‫فمن المور السلمة عند العقلء ‪ ..‬أن من يلقي النار‬ ‫مدرسة أخرى ‪..‬‬
‫بالنار يزدها شررا واحتداما ‪..‬‬ ‫بينما مدرس آخر وقع له الوقف نفسه لكنه أحسن‬
‫وف الهة القابلة تد أحيانا أن من يقابل البود – دائما‬ ‫التصرف معه ‪..‬‬
‫– ببود ‪ ..‬ل تستقيم له المور ‪..‬‬ ‫دخل على طلبه ‪ ..‬وفاجأهم بقوله ‪ :‬أخرج ورقة‬
‫فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية ‪..‬‬ ‫وقلما ‪ ..‬اختبار مفاجئ ‪..‬‬
‫فقد سئل معاوية ‪ t‬كيف استطعت أن تكم الناس أميا‬ ‫وكان من بينهم طالب كذاك الطالب ‪ ..‬صاح ‪ :‬يا‬
‫عشرين سنة ‪ ..‬ث تكمهم خليفة عشرين سنة ؟‬ ‫أستاذ !! ما هو على كيفك ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬جعلت بين وبينهم شعرة ‪ ..‬أحد طرفيها ف يدي‬ ‫كان الدرس جبلً يس بثقل الرجل الت ياول أن‬
‫والخر ف أيديهم ‪ ..‬فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من‬ ‫يصعد عليه !!‪ ..‬يفهم أن العصب ل يقابل بعصبية‬
‫جهت حت ل تنقطع ‪ ..‬وإذا أرخوا من جهتهم شددت‬ ‫‪..‬‬

‫‪54‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫من جهت ‪..‬‬
‫وأمر ‪ e‬بتدريب النفس على اللم فقال ‪ :‬إنا اللم‬ ‫صدق رضي ال عنه ‪ ..‬ما أحكمه !!‬
‫بالتحلم (‪.. )31‬‬ ‫أظن من السلّمات ف حياتنا أنه ل يكن أن يهنأ‬
‫نعم بالتحلم ‪ ..‬يعن عند كظم الغضب ف الرة الول‬ ‫بالعيش زوجان كلها عصب غضوب ‪ ..‬كما ل‬
‫ستتعب ‪ %100‬ولكن ف الثانية ستتعب ‪ %90‬ث ف‬ ‫يكن أن تطول علقة صاحبي كلها كذلك ‪..‬‬
‫الثالثة إذا كظمت غضبك ستتعب ‪ %80‬وهكذا حت‬ ‫أذكر أن ألقيت ماضرة ف أحدى السجون ‪..‬‬
‫تتدرب ويصبح اللم والدوء عندك طبيعة ‪..‬‬ ‫وكان قدري أن تكون الحاضرة ف العنب الاص‬
‫ومن طرائف قصص الغضب أن ذهبت يوما لدينة أملج (‬ ‫برتكب جرائم القتل ‪ ..‬لا انتهيت من ماضرت ‪..‬‬
‫‪300‬ك جنوب جدة ) للقاء ماضرة ‪..‬‬ ‫تفرقوا إل مهاجعهم وأقبل إل أحدهم شاكرا ‪..‬‬
‫كان من بي الاضرين شاب سريع الغضب ثائر‬ ‫وعرفن بنفسه وأنه السئول عن النشطة الثقافية‬
‫العصاب جدا ‪..‬‬ ‫ف العنب ‪..‬‬
‫هذا الشاب سافر مرة بسيارته ول يكن مستعجلً فكان‬ ‫سألته عن سبب ارتكاب جرية القتل عند أكثر‬
‫يشي ببطء ‪ ..‬كان وراءه سيارة مسرعة تريده أن يفسح‬ ‫هؤلء ‪..‬‬
‫لا الطريق ‪ ..‬وهو يزداد بطئا ويشي لم بيده أن خففوا‬ ‫فقال ‪ :‬الغضب ‪ ..‬الغضب ‪ ..‬وال يا شيخ إن‬
‫السرعة ‪..‬‬ ‫بعضهم قتل لجل حفنة ريالت تاصم عليها مع‬
‫ضاق صاحب السيارة الخرى بصاحبنا ذرعا ‪ ..‬وتعداه‬ ‫عامل ف بقالة أو مطة وقود ‪..‬‬
‫بسرعة وانرف عليه بسيارته مؤدبا ‪ ..‬ث مضى ‪ ..‬ول‬ ‫تذكرت عندها قول النب ‪ ( : e‬ليس الشديد‬
‫يصب أحد منهما بضرر ‪..‬‬ ‫صرَعَة ‪ ..‬إنا الشديد الذي يلك نفسه عند‬
‫بال ّ‬
‫ثارت أعصاب صاحبنا – وهي تثور على أقل من ذلك‬ ‫الغضب ) (‪.. )29‬‬
‫بكثيييي – فزاد سرعة سيارته ‪ ..‬وأخذ يصرخ ويزمر ‪..‬‬ ‫نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع‬
‫ويشي لم بأضواء السيارة مرارا حت توقفوا ‪ ..‬فألقى‬ ‫أحدا إل غلبه ‪ ..‬ل ‪ ..‬فلو كان هذا هو مقياس‬
‫غترته جانبا ‪ ..‬وتناول قطعة حديد ‪ -‬هي ف الصل مفك‬ ‫البطولة لصبحت اليوانات والوحوش أفخر من‬
‫لفتح براغي العجلت عند الاجة ‪ .. -‬ونزل من السيارة‬ ‫الدميي ‪..‬‬
‫متوجها إليهم ‪ ..‬والغضب با ٍد عليه وقطعة الديد ف يده‬ ‫إنا البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع‬
‫‪..‬‬ ‫الواقف بهارة ‪ ..‬يتعامل مع زوجته ‪ ..‬أولده ‪..‬‬
‫فإذا بالسيارة القابلة ينل منها ثلثة شباب قد ضاقت‬ ‫مديره ‪ ..‬زملئه ‪ ..‬دون أن يفقدهم ‪..‬‬
‫(‪)30‬‬
‫ملبسهم بعضلتم ‪ ..‬وتباعدت أيديهم عن جنوبم من‬ ‫وف الديث ‪ :‬ل يقضي القاضي وهو غضبان‬
‫عرض أكتافهم ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪29‬‬

‫( )‬ ‫‪31‬‬
‫( )‬ ‫‪30‬‬

‫‪55‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ويلتحف السماء ‪!!..‬‬ ‫أقبلوا يركضون بانفعال إل صاحبنا ‪ ..‬وقد رأوه‬
‫أنت تأكل وتشرب ‪ ..‬والسكي يبيت طاويا ويصبح‬ ‫تيأ للقتال !!‬
‫جائعا ‪..‬‬ ‫فلما رآهم انتفض ‪ ..‬وغص بريقه ‪ ..‬وهم ينظرون‬
‫أما تذكره إذا رفعت كسرة البز إل فمك ‪ ..‬أما تذكر‬ ‫إليه وإل ما ف يده ‪..‬‬
‫مشيه ف حر الشمس ‪..‬‬ ‫فلما لحظ أنم يدون النظر إل قطعة الديد ‪..‬‬
‫أما تذكر لا كنت تمله صغيا ‪ ..‬وتضمه إل صدرك ‪..‬‬ ‫رفعها برفق وقال ‪:‬‬
‫وتشمه وتقبله ‪..‬‬ ‫عفوا ‪ ..‬أردت أن أنبهكم إل أن هذه سقطت‬
‫أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!! ‪..‬‬ ‫منكم ‪!! ..‬‬
‫تد أن عاطفة الب تيج بذا لكلم ‪ ..‬ويقترب أكثر من‬ ‫فتناولا أحدهم بانفعال ‪ ..‬وولوا إل سيارتم ‪..‬‬
‫نقطة اللتقاء ‪..‬‬ ‫وهو يشي بيده إليهم مودعا ‪!!..‬‬
‫وإن كان أبوه بيلً مبا للمال ‪ ..‬قلت له ‪:‬‬
‫يا فلن أنتبه ل تورط نفسك ‪ ..‬أرجع الولد تت نظرك‬ ‫معادلة ‪..‬‬
‫وتصرفك ‪ ..‬أخشى أن يسرق أو يعتدي ‪ ..‬فتلزمك‬ ‫عصب ‪ +‬عصب = انفجار‬
‫الحكمة بسداد ما أخذ ‪ ..‬وإصلح ما خرب ‪ ..‬فأنت‬
‫‪.22‬ماذا تستفيد من هذه الهارة ؟‬
‫أبوه على كل حال ‪ ..‬انتبه ‪..‬‬
‫كل باب له مفتاح ‪ ..‬والفتاح الناسب لفتح قلوب‬
‫تد أن الب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد ‪..‬‬
‫الناس هو معرفة طبائعهم ‪..‬‬
‫وإن كان كلمك موجها إل البن ‪ ..‬وكان جشعا مبا‬
‫حل مشاكل الناس ‪ ..‬الصلح بينهم ‪ ..‬الستفادة‬
‫للمال ‪..‬‬
‫منهم ‪ ..‬اتقاء شرورهم ‪..‬‬
‫قلت له ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬لن ينفعك أل أبوك ‪ ..‬غدا ستحتاج‬
‫كل ذلك تصبح فيه بارعا إذا عرفت طبائعهم ‪..‬‬
‫أن تتزوج ‪ ..‬من يسدد مهرك ؟‬
‫افرض أن شابا وقع بينه وبي أبيه خلف ‪ ..‬اشتد‬
‫لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟‬
‫اللف حت طرده أبوه من البيت ‪ ..‬حاول البن‬
‫لو مرضت ‪ ..‬من سيحاسب الستشفى ؟‬
‫العودة مرارا لكن الب كان عنيدا مصرا ‪..‬‬
‫إخوانك يستفيدون كما شاءوا ‪ ..‬مصروف ‪ ..‬هدايا ‪..‬‬
‫دخلت للصلح بينهما ‪ ..‬حدثت الب بالنصوص‬
‫وأنت جالس هكذا ‪..‬‬
‫الشرعية ‪ ..‬خوفته من إث القطيعة ‪..‬‬
‫ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبي‬
‫ل يلتفت إليك ‪ ..‬كان مشحونا غاضبا جدا ‪..‬‬
‫أبيك ‪ ..‬أو كلمة أسف تمس با ف أذنه ‪..‬‬
‫أردت أن تستعمل أساليب أخرى للصلح ‪..‬‬
‫وكذلك لو دخلت للصلح بي زوجة وزوجها ‪ ..‬فعلت‬
‫عرفت من طبيعة هذا الب أنه عاطفي جدا ‪..‬‬
‫مثل ذلك ‪ ..‬وفتحت باب كل واحد منهما بالفتاح‬
‫جئت إليه وقلت ‪:‬‬
‫الناسب ‪..‬‬
‫يا فلن ‪ ..‬أما ترحم ولدك ‪ ..‬يفترش الرض ‪..‬‬
‫‪56‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وهذا أمر مقرر عند جيع العقلء وليس هو القصود‬ ‫ومثله لو أردت إجازة من مديرك ف العمل ‪..‬‬
‫بديثي هنا ‪..‬‬ ‫وعرفت أنه ل يلتفت إل العواطف ول ألمور‬
‫إنا القصود هو مراعاة النفسيات والشاعر الشخصية‬ ‫الجتماعية ‪ ..‬وإنا عمل ( وبس ! ) ‪..‬‬
‫عند الديث مع الناس أو التصرف معهم ‪..‬‬ ‫فقلت له ‪ :‬أحتاج إل إجازة ثلثة أيام أجدد فيها‬
‫افرض أن امرأة طلقها زوجها وليس لا أب ول أم ‪ ..‬قد‬ ‫نشاطي ‪ ..‬وأستعيد حيويت ‪ ..‬أشعر أن إنتاجيت‬
‫ماتا ‪ ..‬وجعلت تمع أغراضها لتعيش مع أخيها وزوجته‬ ‫مع ضغط العمل تنحدر تدرييا ‪ ..‬أعطن فرصة‬
‫‪..‬‬ ‫لراحة ( رأسي ) فقط ثلثة أيام ‪ ..‬لعود أنشط‬
‫فبينما هي كذلك إذ دخلت عليها جارتا ف الضحى‬ ‫وأقدر ‪..‬‬
‫زائرة ‪ ..‬فرحبت الطلقة با ‪ ..‬ووضعت لا القهوة‬ ‫وإن كان اجتماعيا ‪ ..‬تلحظ من خلل تعاملته ‪..‬‬
‫والشاي ‪ ..‬فجعلت الزائرة تبحث عن أحاديث لتؤانسها‬ ‫أنه حريص على السرة والعائلة ‪ ..‬قلت له ‪:‬‬
‫‪ ..‬فسألتها الطلقة ‪:‬‬ ‫ي ‪ ..‬أولدي ‪ ..‬أشعر أنم‬
‫أريد إجازة لرى والد ّ‬
‫بالمس رأيتكم خارجي من النل ‪..‬‬ ‫ف واد وأنا ف واد آخر ‪ ..‬إل غي ذلك ‪..‬‬
‫فقالت الارة ‪ :‬إي وال ‪ ..‬أبو فلن أصر علي أن نتعشى‬ ‫أتقن هذه الهارة ‪ ..‬وستسمع الناس غدا يقولون ‪:‬‬
‫خارج البيت فذهبت معه ‪ ..‬ث مر السوق واشترى ل‬ ‫ما رأينا أبرع فلنا ف القدرة على القناع ‪!!..‬‬
‫فستانا لعرس أخت ‪ ..‬ث وقف عند مل ذهب ونزل‬ ‫نتيجة ‪..‬‬
‫واشترى ل سوارا ألبسه ف العرس ‪..‬‬ ‫كل إنسان له مفتاح ‪ ..‬ومعرفة طبيعة النسان‬
‫ولا رجعنا إل البيت رأى الولد ف ملل فوعدهم آخر‬ ‫تدلّك على معرفة مفتاحه الناسب ‪..‬‬
‫السبوع أن يسافر بم ‪..‬‬ ‫‪.23‬مراعاة النفسيات ‪..‬‬
‫والطلقة السكينة تستمع إل ذلك وتتخيل حالا بعد قليل‬ ‫تتقلب أمزجة الناس ف حياتم بي حزن وفرح ‪..‬‬
‫ف بيت زوجة أخيها !!‬ ‫وصحة ومرض ‪ ..‬وغن وفقر ‪ ..‬واستقرار‬
‫السؤال ‪ :‬هل يناسب إثارة هذا النوع من الحاديث مع‬ ‫واضطراب ‪..‬‬
‫امرأة فشلت ف مشروع الزواج ؟!!‬ ‫وبالتال يتنوع تقبلهم لبعض النواع من التعاملت‬
‫هل تظن أن هذا الطلقة ستزداد مبة لذه الارة ؟‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو ردهم لا بسب حالتهم الشعورية وقت‬
‫ورغبة ف مالستها دائما ؟‪ ..‬وفرحا بزيارتا لا ؟‪..‬‬ ‫التعامل ‪..‬‬
‫نتفق جيعا على جواب واحد نصرخ به قائلي ‪ :‬لااااا ‪..‬‬ ‫فقد يقبل منك النكتة والطرفة ويتقبل الزاح ف‬
‫بل سيمتلئ قلبها حقدا وقهرا ‪..‬‬ ‫وقت استقراره وراحة باله ‪ ..‬لكنه ل يتقبل ذلك‬
‫إذن ما الل ؟ هل تكذب عليها ؟‬ ‫ف وقت حزنه ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬ولكن تتكلم باختصار ‪ ..‬كأن تقول ‪ :‬وال كان‬ ‫فمن غي الناسب أن تطلق ضحكة مدوية ف عزاء‬
‫عندنا بعض الشغال قضيناها ‪ ..‬ث تصرف الكلم إل‬ ‫‪ !!..‬لكنها تتمل منك ف نزهة برية ‪..‬‬

‫‪57‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫إذا مر بقوم أن يطيلوا النظر إل جلده ‪ ..‬لن هذا يذكره‬ ‫موضوع آخر تصبها به على كربتها ‪..‬‬
‫بصيبته فيحزن ‪..‬‬ ‫أو افرض ‪ ..‬أن صديقي اختبا ناية الرحلة‬
‫وف موقف غاية ف الراعاة واللطف يتعامل ‪ e‬مع والد‬ ‫الثانوية ‪ ..‬فنجح أحدها وترج بتفوق ‪..‬‬
‫أب بكر ‪.. y‬‬ ‫والثان رسب ف عدد من الواد ‪ ..‬أو ترج بنسبة‬
‫فإنه ‪ e‬لا أقبل بيوش السلمي إل مكة لفتحها ‪..‬‬ ‫ضعيفة ل تؤهله للقبول ف شيء من الامعات ‪..‬‬
‫قال أبو قحافة أبو أب بكر ‪ .. y‬وكان شيخا كبيا ‪..‬‬ ‫فهل َترَى من الناسب عندما يزور التفوقُ صاحبه‬
‫أعمى ‪ ..‬قال لبنة له من أصغر ولده ‪:‬‬ ‫أن يسهب ف الديث حول الامعات الت ت قبوله‬
‫أي بنية ‪ ..‬اظهري ب على جبل أب قبيس لنظر صدق ما‬ ‫فيها ‪ ..‬واليزات الت ستمنح له ‪..‬؟‬
‫يقولون ‪ ..‬هل جاء ممد ؟‪..‬‬ ‫قطعا جوابنا جيعا ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فأشرفت به ابنته فوق البل ‪ ..‬فقال ‪ :‬أي بنية ماذا‬ ‫إذن ما الل ؟‬
‫ترين ؟‬ ‫الل أن يذكر له عموميات يفف با عنه ‪ ..‬كأن‬
‫قالت ‪ :‬أرى سوادا متمعا مقبلً ‪..‬‬ ‫يشتكي من كثرة الزحام ف الامعات ‪ ..‬وقلة‬
‫قال ‪ :‬تلك اليل ‪..‬‬ ‫القبول ‪ ..‬وخوف كثي من التقدمي إليها من عدم‬
‫قالت ‪ :‬وأرى رجلً يسعى بي يدي ذلك السواد مقبلً‬ ‫القبول ‪ ..‬حت يفف عن صاحبه مصابه ‪ ..‬فيغب‬
‫ومدبرا ‪..‬‬ ‫عند ذلك ف مالسته أكثر ‪ ..‬ويبه ويأنس بقربه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أي بنية ذلك الوازع الذي يأمر اليل ويتقدم إليها‬ ‫ويشعر أنه قريب من قلبه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقل مثل ذلك لو التقى شابان أحدها أبوه كري‬
‫ث قالت ‪ :‬قد وال يا أبتِ انتشر السواد ‪..‬‬ ‫يغدق عليه الموال ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬قد وال إذا دفعت اليل ووصلت مكة ‪..‬‬ ‫والخر أبوه بيل ل يكاد يعطيه ما يكفيه ‪..‬‬
‫فأسرعي ب إل بيت ‪ ..‬فإنم يقولون من دخل داره فهو‬ ‫فمن غي الناسب أن يتحدث ابن الكري بإغداق‬
‫آمن ‪..‬‬ ‫أبيه عليه ‪ ..‬وكثرة الال لديه ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫فانطت الفتاة به مسرعة من البل ‪..‬‬ ‫لن هذا النوع من الكلم يضيق به صدر صديقه‬
‫فتلقته خيل السلمي ‪ ..‬قبل أن يصل إل بيته ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويذكره بأساته مع أبيه ‪ ..‬ويستثقل اللوس مع‬
‫فأقبل أبو بكر إليه ‪..‬‬ ‫هذا الصديق ويشعر ببعده عنه ف هه ‪..‬‬
‫فاحتفى به مرحبا ‪..‬‬ ‫لذلك نبه النب ‪ e‬إل مراعاة مشاعر الخرين‬
‫ث أخذ بيده يقوده ‪ ..‬حت أتى به رسول ال ‪ r‬ف السجد‬ ‫ونفسياتم ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل تطيلوا النظر إل الجذوم‬
‫‪..‬‬ ‫(‪ .. )32‬والجذوم هو الصاب برض ظاهر ف جلده‬
‫فلما رآه رسول ال ‪ .. r‬فإذا شيخ كبي ‪ ..‬قد ضعف‬ ‫قد جعله مشوها ف منظره ‪ ..‬فمن غي الناسب أنه‬
‫جسمه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬واقتربت منيته ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪32‬‬

‫‪58‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫عنه الناس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ينظر إل أبيه ‪ ..‬وقد فارقه منذ‬ ‫وإذا أبو بكر‬
‫وإذا هم الذين قتلوا سية وياسر ‪ ..‬وعذبوا بللًُ وخبابا‬ ‫سني ‪ ..‬وانشغل عنه بدمة هذا الدين ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫التفت إل أب بكر ‪ t‬فقال مطيبا لنفسه ‪ ..‬ومبينا‬
‫كانوا يستحقون التأديب فعلً ‪..‬‬ ‫قدره الرفيع عنده ‪:‬‬
‫هز سعد الرايية ‪ ..‬وهو يقول ‪ :‬اليوم يوم اللحمة **‬ ‫هل تركت الشيخ ف بيته حت أكون أنا آتيه فيه ؟!‬
‫اليوم تستحل الرمة ‪..‬‬ ‫كان أبو بكر يعلم أنم ف حرب ‪ ..‬قائدهم رسول‬
‫سعته قريش فشق ذلك عليهم ‪ ..‬وكب ف أنفسهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأن وقته أضيق ‪ ..‬وأشعاله أكثر من أن‬ ‫ال‬
‫وخافوا أن يفنيهم بقتالم ‪..‬‬ ‫يتفرغ للذهاب لبيت شيخ يدعوه للسلم ‪..‬‬
‫فعارضت امرأة رسول ال ‪ r‬وهو يسي ‪ ..‬فشكت إليه‬ ‫فقال أبو بكر شاكرا‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هو أحق أن‬
‫خوفهم من سعد ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬ ‫يشي إليك ‪ ..‬من أن تشي أنت إليه ‪..‬‬
‫يا نب الدى إليك لائ ّي قريش ولت حي لاء‬ ‫فأجلس النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬أبا قحافة بي‬
‫حي ضاقت عليهم سعة الرض وعاداهم إله السماء‬ ‫يديه ‪ ..‬بكل لطف وحنان ‪..‬‬
‫إن سعدا يريد قاسة الظهـر بأهل الجون و البطحاء‬ ‫ث مسح على صدره ‪..‬‬
‫خزرجي لو يستطيع من الغيـظ رمانا بالنسر والعواء‬ ‫ث قال ‪ :‬أسلم ‪..‬‬
‫فانينه إنه السد السـود والليث والغٌ ف الدماء‬ ‫فأشرق وجه أب قحافة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أشهد أن ل إله‬
‫فلئن أقحم اللواء ونادى يا حاة اللواء أهل اللواء‬ ‫إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬
‫لتكونن بالبطاح قريش بقعةَ القاع ف أكف الماء‬ ‫انتفض أبو بكر منتشيا مسرورا ‪ ..‬ل تسعه الدنيا‬
‫إنه مصلت يريد لا القتل صموت كالية الصماء‬ ‫فرحا ‪..‬‬
‫فلما سع رسول ال ‪ .. r‬هذا الشعر ‪ ..‬دخله رحة ورأفة‬ ‫ف وجه الشيخ ‪ ..‬فإذا الشيب‬ ‫تأمل النب‬
‫بم ‪..‬‬ ‫يكسوه بياضا ‪ ..‬فقال ‪ : r‬غيوا هذا من شعره ‪..‬‬
‫وأحب أل ييبها إذ رغبت إليه ‪..‬‬ ‫ول تقربوه سوادا ‪..‬‬
‫وأحب أل يغضب سعدا بأخذ الراية منه بعد أن شرفه با‬ ‫نعم كان يراعي النفسيات ف تعامله ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫بل إنه ‪ e‬لا دخل مكة قسم جيشه إل كتائب ‪..‬‬
‫فأمر سعدا فناول الراية لبنه قيس بن سعد ‪ ..‬فدخل با‬ ‫وأعطى راية إحدى الكتائب ‪ ..‬إل الصحاب البطل‬
‫مكة‪ ..‬وأبوه سعد يشي بانبه ‪..‬‬ ‫سعد بن عبادة ‪.. t‬‬
‫فرضيت الرأة وقريش لا رأت يد سعد خالية من الراية ‪..‬‬ ‫كانت الراية مفخرة لن يملها ‪ ..‬ليس له فقط بل‬
‫ول يغضب سعد لنه بقي قائدا لكنه أريح من عناء حل‬ ‫له ولقومه ‪..‬‬
‫الراية وحلها عنه ابنه ‪..‬‬ ‫جعل سعد ينظر إل مكة وسكانا ‪ ..‬فإذا هم الذين‬
‫فما أجل أن نصيد عدة عصافي بجر واحد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وضيقوا عليه ‪ ..‬وصدوا‬ ‫حاربوا رسول ال‬

‫‪59‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أباه بأنه إنسان مهم عنده ‪..‬‬ ‫حاول أن ل تفقد أحدا ‪ ..‬كن ناجحا واكسب‬
‫كلما أظهرت الهتمام بالناس أكثر ‪ ..‬كلما ازدادوا لك‬ ‫الميع ‪ ..‬وإن تعارضت مطالبهم ‪..‬‬
‫حيا وتقديرا ‪..‬‬
‫يراعي ذلك ف الناس ‪ ..‬يشعر كل‬ ‫كان سيد اللق‬ ‫اتفاق ‪..‬‬
‫إنسان أن قضيته قضيته ‪ ..‬وهه هه ‪..‬‬ ‫نن نتعامل مع القلوب ‪ ..‬ل مع البدان ‪..‬‬
‫على منبه يوما يطب الناس ‪..‬‬ ‫قام‬
‫‪.24‬اهتم بالخرين ‪..‬‬
‫فدخل رجل من باب السجد ‪ ..‬ونظر إل رسول ال‬
‫الناس عموما يبون أن يشعروا بقيمتهم ‪..‬‬
‫ث قال ‪:‬‬
‫لذا تدهم أحيانا يقومون ببعض التصرفات ليلفتوا‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬رجل يسأل عن دينه ‪ ..‬ما يدري ما‬
‫النظر إليهم ‪!..‬‬
‫دينه ؟!‬
‫وقد يترعون قصصا وبطولت لجل أن يهتم‬
‫إليه ‪ ..‬فإذا رجل أعراب ‪ ..‬قد ل يكون‬ ‫فالتفت‬
‫الناس بم أو يعجبوا بم أكثر ‪..‬‬
‫مستعدا أن ينتظر حت تنتهي الطبة ‪ ..‬ويتفرغ له النب‬
‫لو رجع رجل إل بيته قادما من عمله متعبا ‪ ..‬فلما‬
‫ليحدثه عن دينه ‪ ..‬وقد يرج الرجل من السجد ول‬
‫دخل صالة البيت رأى أولده الربعة كل منهم‬
‫يعود إليه ‪..‬‬
‫على حال ‪..‬‬
‫وقد بلغ المر عند الرجل أهية عالية ‪ ..‬لدرجة أنه يقطع‬
‫أكبهم عمره أحدى عشرة سنة ‪ ..‬يتابع برناما ف‬
‫الطبة ليسأل عن أحكام الدين !!‬
‫التلفاز ‪..‬‬
‫يفكر من وجهة نظر الخر ل من وجهة نظره هو‬ ‫كان‬
‫والثان يأكل طعاما بي يديه ‪..‬‬
‫فقط ‪..‬‬
‫والثالث يعبث بألعابه ‪..‬‬
‫نزل من على منبه الشريف ‪ ..‬ودعا بكرسي فجلس أمام‬
‫والرابع يكتب ف دفاتره ‪..‬‬
‫الرجل ‪ ..‬وجعل يلقنه ويفهمه أحكام الدين ‪ ..‬حت فهم‬
‫فسلم الب بصوت مسموع ‪ ..‬السلم عليكم ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فلم يلتفت إليه أحد ‪ ..‬ذاك منهمك مع برنامه ‪..‬‬
‫ث قام من عنده ‪ ..‬ورجع إل منبه وأكمل خطبته ‪..‬‬
‫والثان مأخوذ بألعابه ‪ ..‬والثالث مشغول بطعامه ‪..‬‬
‫آآآه ما أعظمه وأحلمه ‪..‬‬
‫إل الرابع ‪ ..‬فإنه لا التفت فرأى أباه ‪ ..‬نفض يده‬
‫ترب أصحابة ف مدرسته ‪ ..‬فكانوا يظهرون الهتمام‬
‫من دفاتره وأقبل مرحبا ضاحكا ‪ ..‬وقبل يد أبيه ‪..‬‬
‫بالخرين ‪ ..‬والحتفاء بم ‪ ..‬ومشاركتهم أفراحهم‬
‫ث رجع إل دفاتره ‪..‬‬
‫وأتراحهم ‪..‬‬
‫أي هؤلء الربعة سيكون أحب إل الب ؟‬
‫‪..‬‬ ‫ومن ذلك ما فعله طلحة مع كعب‬
‫أجزم أن جوابنا سيكون واحدا ‪ :‬أحبهم إليه الرابع‬
‫شيخ كبي ‪ ..‬نلس إليه ‪ ..‬بعدما كب‬ ‫كعب بن مالك‬
‫‪..‬‬
‫سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬وكف بصره ‪..‬‬
‫ليس لنه يفوقهم جا ًل أو ذكاءً ‪ ..‬وإنا لنه أشعر‬
‫‪60‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نعم تلف كعب ف الدينة ‪ ..‬أما رسول ال ‪ r‬فقد مضى‬ ‫وهو يكي ذكريات شبابه ‪ ..‬ف تلفه عن غزوة‬
‫بأصحابه الثلثي ألفا ‪..‬‬ ‫تبوك ‪..‬‬
‫حت إذا وصل تبوك ‪ ..‬نظر ف وجوه أصحابه ‪ ..‬فإذا هو‬ ‫وكانت آخر غزوة غزاها النب ‪.. r‬‬
‫يفقد رجلً صالا من شهدوا بيعة العقبة ‪..‬‬ ‫آذن النب ‪ r‬الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة‬
‫فيقول ‪ : r‬ما فعل كعب بن مالك ؟!‬ ‫غزوهم ‪..‬‬
‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬خلّفه برداه والنظر ف‬ ‫وجع منهم النفقات لتجهيز اليش ‪ ..‬حت بلغ‬
‫عطفيه ‪..‬‬ ‫عدد اليش ثلثي ألفا ‪..‬‬
‫فقال معاذ بن جبل ‪ :‬بئس ما قلت ‪ ..‬وال يا نب ال ما‬ ‫وذلك حي طابت الظلل الثمار ‪..‬‬
‫علمنا عليه إل خيا ‪..‬‬ ‫ف حر شديد ‪ ..‬وسفر بعيد ‪ ..‬وعدو قوي عنيد ‪..‬‬
‫فسكت رسول ال ‪.. r‬‬ ‫كان عدد السلمي كثيا ‪ ..‬ول تكن أساؤهم‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫مموعة ف كتاب ‪..‬‬
‫فلما قضى النب ‪ r‬غزوة تبوك ‪ ..‬وأقبل راجعا إل الدينة‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫‪ ..‬جعلت أتذكر ‪ ..‬باذا أخرج به من سخطه ‪ ..‬وأستعي‬ ‫وأنا أيسر ما كنت ‪ ..‬قد جعت راحلتي ‪ ..‬وأنا‬
‫على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ‪..‬‬ ‫أقدر شيء ف نفسي على الهاد ‪..‬‬
‫حت إذا وصل الدينة ‪ ..‬عرفتُ أن ل أنو إل بالصدق ‪..‬‬ ‫وأنا ف ذلك أصغي إل الظلل ‪ ..‬وطيب الثمار ‪..‬‬
‫فدخل النب ‪ r‬الدينة ‪ ..‬فبدأ بالسجد فصلى فيه ركعتي‬ ‫فلم أزل كذلك ‪ ..‬حت قام رسول ال ‪ r‬غاديا‬
‫‪ ..‬ث جلس للناس ‪..‬‬ ‫بالغداة ‪..‬‬
‫فجاءه الخلفون ‪ ..‬فطفقوا يعتذرون إليه ‪ ..‬ويلفون له ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أنطلق غدا إل السوق فأشتري جهازي ‪..‬‬
‫‪r‬‬ ‫وكانوا بضعة وثاني رجلً ‪ ..‬فقبل منهم رسول ال‬ ‫ث ألق بم ‪..‬‬
‫علنيتهم ‪ ..‬واستغفر لم ‪ ..‬ووكل سرائرهم إل ال ‪..‬‬ ‫فانطلقت إل السوق من الغد ‪ ..‬فعسر علي بعض‬
‫وجاءه كعب بن مالك ‪ ..‬فلما سلم عليه ‪ ..‬نظر إليه النب‬ ‫شأن ‪ ..‬فرجعت ‪..‬‬
‫‪ .. r‬ث تبسّم تبسّم الغضب ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أرجع غدا إن شاء ال فألق بم ‪ ..‬فعسر‬
‫‪ ..‬فلما جلس بي يديه ‪..‬‬ ‫أقبل كعب يشي إليه‬ ‫عليّ بعض شأن أيضا ‪..‬‬
‫فقال له ‪ : r‬ما خلفك ‪ ..‬أل تكن قد ابتعت ظهرك ؟ يعن‬ ‫فقلت ‪ :‬أرجع غدا إن شاء ال ‪ ..‬فلم أزل كذلك‬
‫اشتريت دابتك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫حت مضت اليام ‪ ..‬وتلفت عن رسول ال ‪.. r‬‬
‫قال ‪ :‬فما خلفك ؟!‬ ‫فجعلت أمشي ف السواق ‪ ..‬وأطوف بالدينة ‪..‬‬
‫فقال كعب ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن وال لو جلست عند‬ ‫ل مغموصا عليه ف النفاق ‪ ..‬أو‬
‫فل أرى إل رج ً‬
‫غيك من أهل الدنيا ‪ ..‬لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر‬ ‫رجلً قد عذره ال ‪..‬‬

‫‪61‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫بن أمية ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ولقد أعطيت جد ًل ‪..‬‬
‫فإذا ها رجلن صالان قد شهدا بدرا ‪ ..‬ل فيهما أسوة‬ ‫ولكن وال لقد علمت ‪ ..‬أن إن حدثتك اليوم‬
‫‪..‬‬ ‫حديث كذب ترضى به علي ‪ ..‬ليوشكن ال أن‬
‫فقلت ‪ :‬وال ل أرجـع إليـه فـ هذا أبدا ‪ ..‬ول أكذب‬ ‫يسخطك علي ‪..‬‬
‫نفسي ‪..‬‬ ‫ولئن حدثتك حديث صدق ‪ ..‬تد عل ّي فيه ‪ ..‬إن‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫لرجو فيه عفوَ ال عن ‪..‬‬
‫ث مضى كعب ‪ .. t‬يسي حزينا ‪ ..‬كسي النفس ‪ ..‬وقعد‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬وال ما كان ل من عذر ‪..‬‬
‫ف بيته ‪..‬‬ ‫وال ما كنت قط أقوى ‪ ..‬ول أيسر من حي‬
‫ض وقت ‪ ..‬حت نى النب ‪ r‬الناس عن كلم كعب‬
‫فلم ي ِ‬ ‫تلفت عنك ‪..‬‬
‫وصاحبيه ‪..‬‬ ‫ث سكت كعب ‪..‬‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫فالتفت النب ‪ r‬إل أصحابه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫فاجتنبنــا الناس ‪ ..‬وتغيوا لنــا ‪ ..‬فجعلت أخرج إل‬ ‫أما هذا ‪ ..‬فقد صدقكم الديث ‪ ..‬فقم ‪ ..‬حت‬
‫السوق ‪ ..‬فل يكلمن أحد ‪..‬‬ ‫يقضي ال فيك ‪..‬‬
‫وتنكر لنا الناس ‪ ..‬حت ما هم بالذين نعرف ‪..‬‬ ‫قام كعب ير خطاه ‪ ..‬وخرج من السجد ‪..‬‬
‫وتنكرت ل نا اليطان ‪ ..‬ح ت ما هي باليطان ال ت نعرف‬ ‫مهموما مكروبا ‪ ..‬ل يدري ما يقضي ال فيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلما رأى قومه ذلك ‪ ..‬تبعه رجال منهم ‪..‬‬
‫وتنكرت لنا الرض ‪ ..‬حت ما هي بالرض الت نعرف ‪..‬‬ ‫وأخذوا يلومونه ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬
‫فأ ما صاحباي فجل سا ف بيوت ما يبكيان ‪ ..‬جعل يبكيان‬ ‫وال ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا ‪ ..‬إنك‬
‫الليل والنهار ‪ ..‬ول يطلعان رؤوسهما ‪ ..‬ويتعبدان كأنما‬ ‫رجل شاعر أعجزت أل تكون اعتذرت إل رسول‬
‫الرهبان ‪..‬‬ ‫ال ‪ r‬با اعتذر إليه الخلفون !‪ ..‬هل اعتذرت‬
‫وأما أنا فكنت أ َشبّ القوم وأجلدَهم ‪ ..‬فكنت أخرج‬ ‫بعذر يرضى عنك فيه ‪ ..‬ث يستغفر لك ‪ ..‬فيغفر‬
‫فأشهد الصلة مع السلمي ‪ ..‬وأطوف ف السواق ‪..‬‬ ‫ال لك ‪..‬‬
‫ول يكلمن أحد ‪..‬‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫وآت السجد فأدخل ‪..‬‬ ‫فلم يزالوا يؤنبونن ‪ ..‬حت همت أن أرجع‬
‫وآت رسول ال ‪ r‬فأسلم عليه ‪..‬‬ ‫فأكذب نفسي ‪..‬‬
‫فأقول ف نفسي ‪ :‬هل حرك شفتيه برد السلم علي أم‬ ‫فقلت ‪ :‬هل لقي هذا معي أحد ؟‬
‫ل؟‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬رجلن قال مثل ما قلت ‪ ..‬فقيل‬
‫ث أصلي قريبا منه ‪ ..‬فأسارقه النظر ‪ ..‬فإذا أقبلت على‬ ‫لما مثل ما قيل لك ‪..‬‬
‫صلت ‪ ..‬أقبل إل ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬من ها ؟ قالوا ‪ :‬مرارة بن الربيع ‪ ..‬وهلل‬

‫‪62‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نعـم فُتـح له باب إل بلط اللوك ‪ ..‬وقصـور العظماء ‪..‬‬ ‫وإذا التفتّ نوه ‪ ..‬أعرض عن ‪..‬‬
‫يدعونه إل الكرامة والصحبة ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫والدينة من حوله تتجهمه ‪ ..‬والوجوه تعبس ف وجهه ‪..‬‬ ‫ومضت على كعب اليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬
‫يسلم فل يرد عليه السلم ‪..‬‬ ‫وهو الرجل الشريف ف قومه ‪..‬‬
‫ويسأل فل يسمع الواب ‪..‬‬ ‫بل هو من أبلغ الشعراء ‪ ..‬عرفه اللوك والمراء ‪..‬‬
‫ومع ذلك ل يلتفت إل الكفار ‪..‬‬ ‫وسارت أشعاره عند العظماء ‪ ..‬حت تنوا لقياه ‪..‬‬
‫ول يفلح الشيطان ف زعزعته ‪ ..‬أو تعبيده لشهوته ‪..‬‬ ‫ث هو اليوم ‪ ..‬ف الدينة ‪ ..‬بي قومه ‪ ..‬ل أحد‬
‫ألقى الرسالة ف النار ‪ ..‬وأحرقها ‪..‬‬ ‫يكلمه ‪ ..‬ول ينظر إليه ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫حت ‪ ..‬إذا اشتدت عليه الغربة ‪ ..‬وضاقت عليه‬
‫ومضـت اليام تتلوهـا اليام ‪ ..‬وانقضـى شهـر كامـل ‪..‬‬ ‫الكربة ‪ ..‬نزل به امتحان آخر ‪:‬‬
‫وكعب على هذا الال ‪..‬‬ ‫فبينما هو يطوف ف السوق يوما ‪..‬‬
‫والصار يشتد خناقه ‪ ..‬والضيق يزداد ثقله ‪..‬‬ ‫إذا رجل نصران جاء من الشام ‪..‬‬
‫فل الرسول ‪ r‬يُمضي ‪ ..‬ول الوحي بالكم يقضي ‪..‬‬ ‫فإذا هـو يقول ‪ :‬مـن يدلنـ على كعـب بـن مالك‬
‫فلما اكتملت أربعون يوما ‪..‬‬ ‫‪ ..‬؟‬
‫فإذا ر سول من ال نب ‪ r‬يأ ت إل ك عب ‪ ..‬فيطرق عل يه‬ ‫فطفق الناس يشيون له إل كعب ‪ ..‬فأتاه ‪ ..‬فناوله‬
‫الباب ‪..‬‬ ‫صحيفة من ملك غسان ‪..‬‬
‫فيخرج كعـب إليـه ‪ ..‬لعله جاء بالفرج ‪ ..‬فإذا الرسـول‬ ‫عجبا !! من ملك غسان ‪!!..‬‬
‫يقول له ‪:‬‬ ‫إذن قـد وصـل خـبه إل بلد الشام ‪ ..‬واهتـم بـه‬
‫إن رسول ال ‪ r‬يأمرك أن تعتزل امرأتك ‪..‬‬ ‫ملك الغساسنة ‪ ..‬عجبا !! فماذا يريد اللك ؟!!‬
‫قال ‪ :‬أُ َطلّقها ‪ ..‬أم ماذا ؟‬ ‫فتح كعب الرسالة فإذا فيها ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن اعتزلا ول تقربا ‪..‬‬ ‫" أ ما ب عد ‪ ..‬يا ك عب بن مالك ‪ ..‬إ نه بلغ ن أن‬
‫فدخـل كعـب على امرأتـه وقال ‪ :‬القـي بأهلك فكونـ‬ ‫صاحبك قد جفاك وأقصاك ‪ ..‬ولست بدار مضيعة‬
‫عندهم حت يقضي ال ف هذا المر ‪..‬‬ ‫ول هوان ‪ ..‬فالق بنا نواسك "‪..‬‬
‫وأرسل النب ‪ r‬إل صاحب كعب بثل ذلك ‪..‬‬ ‫فلمـا أتـ قراءة الرسـالة ‪ ..‬قال ‪ : t‬إنـا ل ‪ ..‬قـد‬
‫فجاءت امرأة هلل بن أمية ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫طمـع ف ّ أهـل الكفـر ‪ !!..‬هذا أيضا مـن البلء‬
‫يا ر سول ال ‪ ..‬إن هلل بن أم ية ش يخ كبي ضع يف ‪..‬‬ ‫والشر ‪..‬‬
‫فهل تأذن ل أن أخدمه ‪..‬؟‬ ‫ثـ مضـى بالرسـالة فورا إل التنور ‪ ..‬فأشعله ثـ‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن ل يقربنك ‪..‬‬ ‫أحرقها فيه ‪..‬‬
‫فقالت الرأة ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬وال ما به من حركة لشيء ‪..‬‬ ‫ول يلتفت كعب إل إغراء اللك ‪..‬‬

‫‪63‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يقلب طرفه بي جدرانه ‪ ..‬ل زوجة تالسه ‪ ..‬ول قريب‬ ‫ما زال مكتئبا ‪ ..‬يب كي الل يل والنهار ‪ ..‬م نذ كان‬
‫يؤانسه ‪..‬‬ ‫من أمره ما كان ‪..‬‬
‫‪r‬‬ ‫و قد م ضت علي هم خ سون ليلة ‪ ..‬من ح ي ن ى ال نب‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫الناس عن كلمهم ‪..‬‬ ‫ـب ‪..‬واشتدت الفوة‬
‫ومرت اليام ثقيلة على كعـ‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫عليه ‪..‬حت صار يراجع إيانه ‪..‬‬
‫وف الليلة المسي ‪ ..‬نزلت توبتهم على النب ‪ r‬ف ثلث‬ ‫يكلم السلمي ول يكلمونه ‪..‬‬
‫الليل ‪..‬‬ ‫ويسلم على رسول ال ‪ r‬فل يرد عليه ‪..‬‬
‫وكان ف بيت أم سلمة ‪ ..‬فتل اليات ‪..‬‬ ‫فإل أين يذهب ‪ !!..‬ومن يستشي !؟‬
‫فقالت أم سلمة ‪: t‬‬ ‫قال كعب ‪: t‬‬
‫يا نب ال ‪ ..‬أل نبشر كعب بن مالك ‪..‬‬ ‫فلمـا طال عليّ البلء ‪ ..‬ذهبـت إل أبـ قتادة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إذا يطم كم الناس ‪ ..‬وينعون كم النوم سائر الليلة‬ ‫وهو ابن عمي ‪ ..‬وأحب الناس إلّ ‪ ..‬فإذا هو ف‬
‫‪..‬‬ ‫حائط بستانه ‪ ..‬فتسورت الدار عليه ‪..‬‬
‫فلما صلى النب ‪ r‬الفجر ‪ ..‬آذن الناس بتوبة ال عليهم‬ ‫ودخلت ‪ ..‬فسلمت عليه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فوال ما رد علي السلم ‪..‬‬
‫فانطلق الناس يبشرونم ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬يـا أبـا قتادة ‪ ..‬أتعلم أنـ‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫أحب ال ورسوله ؟‬
‫وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ‪..‬‬ ‫فسكت ‪..‬‬
‫فبينا أنا جالس على الال الت ذكر ال تعال ‪ ..‬قد‬ ‫ـب ال‬
‫ـا قتادة ‪ ..‬أتعلم أن ـ أحـ‬
‫ـا أبـ‬
‫فقلت ‪ :‬يـ‬
‫ضاقت علي نفسي ‪ ..‬وضاقت عليّ الرض با رحبت ‪..‬‬ ‫ورسوله ؟‬
‫وما من شيء أهم إلّ ‪ ..‬من أن أموت ‪ ..‬فل يصلي عليّ‬ ‫فسكت ‪..‬‬
‫رسولُ ال ‪ .. r‬أو يوت ‪ ..‬فأكون من الناس بتلك النلة‬ ‫فقلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬يـا أبـا قتادة ‪ ..‬أتعلم أنـ‬
‫‪ ..‬فل يكلمن أحد منهم ‪ ..‬ول يصلي عل ّي ‪..‬‬ ‫أحب ال ورسوله ؟‬
‫فبينما أنا على ذلك ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬
‫إذ سعت صوت صارخ ‪ ..‬على جبل سلع بأعلى صوته‬ ‫سـع كعـب هذا الواب ‪ ..‬مـن ابـن عمـه وأحـب‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫الناس إليه ‪ ..‬ل يدري أهو مؤمن أم ل ؟‬
‫ياااااا كعب بن مالك ! ‪ ..‬أبشر ‪..‬‬ ‫فلم يسـتطع أن يتجلد لاـ سـعه ‪ ..‬وفاضـت عيناه‬
‫فخررت ساجدا ‪ ..‬وعرفت أن قد جاء فرج من ال ‪..‬‬ ‫بالدموع ‪..‬‬
‫ل رجل على فرس ‪ ..‬والخر صاح من فوق جبل‬
‫وأقبل إ ّ‬ ‫ث اقتحم الائط خارجا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وذهب إل منله ‪ ..‬وجلس فيه ‪..‬‬

‫‪64‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ذلك قرءانا يتلى ‪..‬‬ ‫وكان الصوت أسرع من الفرس ‪..‬‬
‫فقال عز وجل ‪:‬‬ ‫فلما جاءن الذي سعت صوته يبشرن ‪ ..‬نزعت له‬
‫] َلقَدْ تَابَ ال ّلهُ َعلَى النّبِ ّي وَالْ ُمهَا ِجرِي َن وَاْلَأْنصَارِ اّلذِينَ‬ ‫ثوبّ فكسوته إياها ببشراه ‪ ..‬وال ما أملك غيها‬
‫ب َفرِيقٍ‬
‫اتَّبعُو ُه فِي سَا َعةِ اْلعُسْرَ ِة مِنْ َب ْعدِ مَا كَادَ َيزِي ُغ ُقلُو ُ‬ ‫‪..‬‬
‫مِ ْن ُهمْ ُث ّم تَابَ َعلَ ْي ِهمْ إِّنهُ ِب ِه ْم َرؤُوفٌ رَحِي ٌم *وَ َعلَى الثّلَثةِ‬ ‫واستعرت ثوبي ‪ ..‬فلسبتهما ‪..‬‬
‫اّلذِينَ ُخ ّلفُوا حَتّى ِإذَا ضَاقَتْ َعلَ ْي ِهمُ اْلَأ ْرضُ بِمَا رَحَُبتْ‬ ‫وانطلقت إل رسول ال ‪ .. r‬فتلقان الناس فوجا‬
‫جَأ مِنَ ال ّلهِ إِلّا ِإلَ ْيهِ‬
‫وَضَا َقتْ َعلَ ْي ِهمْ َأْنفُسُ ُه ْم وَظَنّوا أَ ْن ل َملْ َ‬ ‫‪ ..‬فوجا ‪..‬‬
‫ُثمّ تَابَ َعلَ ْي ِهمْ لِيَتُوبُوا إِ ّن ال ّلهَ ُه َو الّتوّابُ الرّحِيمُ [ ‪..‬‬ ‫يهنئون بالتوبة ‪ ..‬يقولون ‪ :‬ليهنك توبة ال عليك‬
‫والشاهد من هذه القصة ‪ ..‬أن طلحة ‪ t‬لا رأى كعبا قام‬ ‫‪..‬‬
‫إليه واعتنقه وهنأه ‪ ..‬فزادت مبة كعب له ‪ ..‬حت كان‬ ‫حت دخلت السجد ‪ ..‬فإذا رسول ال ‪ e‬جالس‬
‫يقول بعد موت طلحة ‪ ..‬وهو يكي القصة بعدها بسني‬ ‫ل إل‬
‫بي أصحابه ‪ ..‬فلما رأون وال ما قام منهم إ ّ‬
‫‪ :‬فوال ل أنساها لطلحة ‪..‬‬ ‫طلحة بن عبيد ال ‪ ..‬قام فاعتنقن وهنأن ‪ ..‬ث‬
‫وماذا فعل طلحة حت يأسر قلب كعب ؟ فعل مهارة‬ ‫رجع إل ملسه ‪ ..‬فوال ما أنساها لطلحة ‪..‬‬
‫رائدة ‪ ..‬اهتمّ به ‪ ..‬شاركه فرحته ‪ ..‬فصار له عنده‬ ‫فمشيت حت وقف على رسول ال ‪ e‬فسلمت‬
‫حظوة ‪..‬‬ ‫عليه ‪..‬‬
‫الهتمام بالناس ومشاركتهم ف مشاعرهم يأسر قلوبم ‪..‬‬ ‫وهو يبق وجهه من السرور ‪ ..‬وكان إذا ُسرّ‬
‫لو كنت ف زحة المتحانات ‪ ..‬ووصلت إل هاتفك‬ ‫استنار وجهه ‪ ..‬حت كأنه قطعة قمر ‪..‬‬
‫الحمول رسالة مكتوب فيها ‪ ..‬بشرن عن امتحاناتك‬ ‫فلما رآن قال ‪ :‬أبشر بي يوم مرّ عليك منذ‬
‫وال إن بال مشغول عليك وأدعو لك ‪ ،‬صديقك ‪:‬‬ ‫ولدتك أمك ‪..‬‬
‫إبراهيم ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬أمن عندك يا رسول ال ‪ ..‬أم من عند ال ؟‬
‫أليس ستزداد مبتك لذا الصديق ؟ بلى ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬بل من عند ال ‪ ..‬ث تل اليات ‪..‬‬
‫ولو كان أبوك مريضا ف الستشفى ‪ ..‬فبقيت معه ف‬ ‫فجلست بي يديه ‪..‬‬
‫غرفته وأنت مشغول البال عليه ‪ ..‬واتصل بك صديق‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! إن من توبت أن أنلع من‬
‫وسألك عنه ‪ ..‬وقال ‪ :‬تتاج مساعدة ؟ نن ف خدمتك‬ ‫مال صدقة إل ال ‪ ..‬وإل رسوله ‪..‬‬
‫‪ ..‬فشكرته ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬أمسك عليك بعض مالك ‪ ..‬فهو خي لك‬
‫ث ف الساء اتصل وقال ‪ :‬إذا الهل يتاجون أي شيء‬ ‫‪..‬‬
‫أشتريه لم ‪ ..‬فأخبن ‪ ..‬فشكرته ودعوت له ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! إن ال إنا نان بالصدق ‪..‬‬
‫أل تشعر أن قلبك ينجذب إليه أكثر ‪..‬؟‬ ‫وإن من توبت أل أحدث إل صدقا ما بقيت ‪..‬‬
‫بينما لو اتصل بك آخر وقال ‪ :‬فلن ‪ ..‬نن خارجون إل‬ ‫نعم ‪ ..‬تاب ال على كعب وصاحبيه ‪ ..‬وأنزل ف‬

‫‪65‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫انشغلت بكالة هاتفية ‪ ..‬فلما أنيتها فإذا شاب يلبس‬ ‫نزهة ف البحر ‪ ..‬هاه تذهب معنا ؟‬
‫سلّما مصافحا ‪..‬‬
‫بنطا ًل وقميصا ‪ ..‬يران فيقبل م َ‬ ‫فقلت ‪ :‬وال والدي مريض ول أستطيع ‪..‬‬
‫رحبت به وقلت مازحا ‪ :‬ما هذه الناقة ‪ ..‬أنت اليوم‬ ‫فبدل أن يدعو له ويعتذر أن ل يسأل عن حاله ‪..‬‬
‫كأنك عريس ‪ ..‬ونو هذه العبارات ‪..‬‬ ‫قال لك ‪ :‬أدري أنه مريض لكن هو ف الستشفى‬
‫سكت الشاب قليلً ث قال ‪:‬‬ ‫وعنده مرضون ولن يستفيد من بقائك تعال معنا‬
‫ما عرفتن ‪ ..‬أنا فلن ‪ ..‬الن وصلت من ألانيا معي‬ ‫استمتع واسبح و ‪ ..‬قالا وهو يازحك ضاحكا ‪..‬‬
‫جثمان أب ‪ ..‬وأنا متوجه إل الرياض الن على أقرب‬ ‫وكأن مرض والدك ل يعنيه ‪ ..‬كيف ستكون‬
‫رحلة ‪..‬‬ ‫نظرتك إليه ؟‬
‫ف القيقة ‪ ..‬كأنا صب علي برميل ماء بارد ‪ ..‬صرت‬ ‫بل شك أن قدره ف قلبك ينخفض لنه ل يهتم‬
‫مرجا جدا ‪ ..‬أبوه مات ‪ ..‬وجثمانه معه ف الطائرة وأنا‬ ‫بمومك ‪..‬‬
‫أمازحه وأضحك ‪ ..‬إن هذا لشيء عجاب !!‬ ‫من أحرج ما وقع ل من مواقف ‪..‬‬
‫ل ث قلت ‪ :‬آآآآسف ‪ ..‬وال ما انتبهت إليك‬
‫سكتّ قلي ً‬ ‫أن كنت مسافرا إل جدة لعدة أيام ‪ ..‬كنت‬
‫‪ ..‬فأنا هنا منذ أيام ‪ ..‬فأحسن ال عزاءك وغفر لوالدك‬ ‫مشغولً جدا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وصلتن رسالة خللا على هاتفي من أخي سعود‬
‫وإن كنتُ ف القيقة معذورا ف عدم انتباهي إل شخصه‬ ‫كتب فيها ‪:‬‬
‫ل ‪ ..‬وأراه بثوبه وغترته ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقد كنت ل أقابله إل قلي ً‬ ‫أحسن ال عزاءك ف ابن عمنا فلن توف ف ألانيا‬
‫فلما لبس البنطال وجاءن فجأة ف زحة شباب من جدة‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ل يقع ف نفسي أنه فلن ‪..‬‬ ‫اتصلت بأخي فأخبن أن ابن عمنا هذا ‪ -‬وهو‬
‫فمن الهتمام بالناس مشاركتهم ف مشاعرهم وإشعارهم‬ ‫شيخ كبي ‪ -‬ذهب قبل يومي لعلج القلب ف‬
‫أن ههم هو هك ‪ ..‬وأنك تب الي لم ‪..‬‬ ‫ألانيا وتوف أثناء إجراء العملية ‪ ..‬وأن جثمانه‬
‫ومن هذا النطلق تد أن الشركات التطورة يكون عندها‬ ‫سيصل قريبا إل مطار الرياض ‪ ..‬دعوت له‬
‫إدارة للعلقات العامة ‪ ..‬مهمتها إرسال التهان‬ ‫وترحت عليه ‪ ..‬وأنيت الكالة ‪..‬‬
‫والتبيكات ف الناسبات ‪ ..‬وتقدي الدايا ‪ ..‬ونو ذلك‬ ‫بعدها بيومي انتهت أعمال ف جدة وذهبت إل‬
‫‪..‬‬ ‫الطار أنتظر وقت إقلع رحلت للرياض ‪..‬‬
‫الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام بم‬ ‫ف هذه الثناء كان ير ب عدد من الشباب فإذا‬
‫ملكت قلوبم وأحبوك ‪..‬‬ ‫رأون عرفون وأقبلوا مسلمي وكانوا أحيانا من‬
‫خذ أمثلة سريعة من الواقع ‪:‬‬ ‫الشباب الراهقي لم قصات شعر غريبة ‪ ..‬ومع‬
‫لو دخل شخص إل مكان مليء بالناس فلم يد مكانا‬ ‫ذلك كنت أمازحهم وأطلق التعليقات عليهم تببا‬
‫ل ‪ ..‬وأوسعت له مكانا وقلت‬
‫يلس فيه ‪ ..‬فتفسحت قلي ً‬ ‫وتلطفا ‪..‬‬

‫‪66‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪.25‬أشعرهم أنك تب الي لم ‪..‬‬ ‫‪:‬‬
‫كلما كان قلبك ملوءا بالحبة والنصح للخرين ‪ ..‬كلما‬ ‫تفضل يا فلن ‪ ..‬تعال هنا ‪ ..‬لشعر باهتمامك‬
‫صرت صادقا ف مهاراتك ف التعامل معهم ‪..‬‬ ‫وأحبك ‪..‬‬
‫وكلما أحس الناس ببك لم ‪ ..‬ازدادوا هم أيضا لك‬ ‫أو لو كنتم ف حفل عشاء ‪ ..‬وأقبل يمل طعامه‬
‫مبة وقبولً ‪..‬‬ ‫يتلفت يبحث عن طاولة فيها مكان فارغ ‪..‬‬
‫كانت إحدى الطبيبات تتلئ عيادتا الاصة دائما‬ ‫فجهزت له كرسيا وقلت ‪ :‬حياك اله يا فلن ‪..‬‬
‫بالراجِعات ‪..‬‬ ‫تفضل هنا ‪ ..‬لشعر باهتمامك أيضا ‪..‬‬
‫وكانت الريضات يرغب ف الجيء إليها دائما وكل‬ ‫عموما أشعر الناس بقيمتهم ‪ ..‬يبوك ‪..‬‬
‫واحدة تشعر أنا صديقة خاصة لذه الطبيبة ‪..‬‬ ‫كان رسول ال ‪ e‬يرص على ذلك أيا حرص ‪..‬‬
‫كانت هذه الطبيبة تارس مهارات متعددة تسحر با‬ ‫انظر إليه وقد قام يطب على منبه يوم جعة ‪..‬‬
‫قلوب الخرين ‪..‬‬ ‫وفجأة فإذا بأعراب يدخل إل السجد ويتخطى‬
‫من ذلك ‪ ..‬أنا اتفقت مع السكرتية أنا إذا اتصلت‬ ‫الصفوف ‪ ..‬وينظر إل رسول ال ‪ .. e‬ويصيح‬
‫إحدى الريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألا‬ ‫ل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬رجل ل يدري ما دينه !‬
‫قائ ً‬
‫عن شيء يص الرض ‪..‬‬ ‫فعلمه دينه ‪..‬‬
‫فإن السكرتية تسألا عن اسها ‪ ..‬وترحب با ‪ ..‬ث‬ ‫فنل النب ‪ e‬من منبه ‪ ..‬وتوجه إل الرجل‬
‫تطلب منها التكرم بالتصال بعد خس دقائق ‪..‬‬ ‫وطلب كرسيا فجلس عليه ‪ ..‬ث جعل يتحدث مع‬
‫ث تأخذ السكرتية اللف الاص بذه الريضة ‪ ..‬وتناوله‬ ‫الرجل ويشرح له الدين إل أن فهم ‪ ..‬ث عاد إل‬
‫للطبيبة ‪ ..‬فتقرأ الطبيبة معلومات الرض ‪ ..‬وتنظر إل‬ ‫منبه ‪..‬‬
‫بطاقتها الاصة ‪ ..‬ومعلوماتا الكاملة با فيها وظيفتها‬ ‫قمة الهتمام بالناس ‪ ..‬ومن يدري ربا لو أهله‬
‫وأساء أولدها ‪..‬‬ ‫لرج الرجل وبقي جاهلً بدينه إل أن يوت ‪..‬‬
‫فإذا اتصلت الريضة ‪ ..‬رحبت با الطبيبة ‪ ..‬وسألتها عن‬ ‫ولو نظرت ف شائله ‪ .. e‬لوجدت من بينها أنه‬
‫مرضها ‪ ..‬وعن فلن ولدها الصغي ‪ ..‬وأخبار وظيفتها ‪..‬‬ ‫كان إذا صافحه أحد ل ينع ‪ e‬يده من يد‬
‫و ‪..‬‬ ‫الصافح ‪ ..‬حت ينع ذاك يده أولً ‪..‬‬
‫فتشعر الريضة أن هذه الطبيبة تبها جدا لدرجة أنا تفظ‬ ‫وكان ‪ e‬إذا كلمه أحد التفت إليه جيعا ‪ ..‬أي‬
‫أساء أولدها وتتذكر مرضها ‪ ..‬ول تنس مكان عملها ‪..‬‬ ‫التفت بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصت ‪..‬‬
‫فترغب ف الجيء إليها دائما ‪..‬‬
‫أرأيت أن امتلك القلوب وأسرها سهل جدا ‪..‬‬ ‫تربة ‪..‬‬
‫ول بأس أن تعب عن مبتك للخرين بكل صراحة ‪..‬‬ ‫الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام‬
‫سواء كانوا أبا أو أما ‪ ..‬أو زوجة أو أبناء ‪ ..‬أو زملء‬ ‫بم ‪ ..‬ملكت قلوبم ‪ ..‬وأحبوك ‪..‬‬

‫‪67‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نن ف القيقة نتاج بي الفينة والخرى أن ُنذَكّر الناس‬ ‫وجيان ‪..‬‬
‫بأننا نبهم ‪ ..‬وأن كثرة مشاغل الدنيا ل تنسنا إياهم ‪..‬‬ ‫ل تكتم مشاعرك نوهم ‪ ..‬قل لن تبه ‪ :‬أنا أحبك‬
‫ول بأس أن يكون ذلك بثل هذه الرسائل ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أنت غالٍ إل قلب ‪..‬‬
‫يكن أن تكتب إل أحبابك ‪ :‬دعوت لكم بي الذان‬ ‫حت لو كان عاصيا قل له ‪ :‬إنك أحب إل من‬
‫والقامة ‪ ..‬أو ف ساعة المعة الخية ‪..‬‬ ‫أناس كثيييي ‪..‬‬
‫وإذا كانت نيتك صالة فلن يكون ف هذا إظهار للعمل‬ ‫ول تكذب فهو أحب إليك من مليي اليهود ‪..‬‬
‫أو رياء ‪ ..‬وإنا زيادة ألفة ومبة بي السلمي ‪..‬‬ ‫أليس كذلك ‪ ..‬كن ذكيا ‪..‬‬
‫أذكر أن ألقيت ماضرة ف ميم دعوي صيفي ف مدينة‬ ‫أذكر أن ذهبت مرة لداء العمرة ‪ ..‬وكنت خلل‬
‫الطايف ‪ ..‬ف جبال الشفاء وهي متنه يتمع فيه أعداد‬ ‫طواف وسعيي أدعو للمسلمي جيعا ‪ ..‬بالفظ‬
‫كبية من الشباب ‪..‬‬ ‫والنصر والتمكي ‪ ..‬وربا قلت ‪ :‬اللهم اغفر ل‬
‫كان أكثر الاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم‬ ‫واغفر لحباب وأصحاب ‪..‬‬
‫الي والصلح ‪ ..‬أما الشباب الخرون فقد بقوا ف‬ ‫وبعد انتهائي من شعائرها ‪ ..‬حدت ال على‬
‫أطراف التنهات ما بي لو وطرب ‪..‬‬ ‫التيسي ‪..‬‬
‫انتهت الحاضرة ‪..‬‬ ‫ث اكتريت فندقا لبيت فيه ‪ ..‬فلما وضعت رأسي‬
‫أقبل جع من الشباب يسلمون ‪..‬‬ ‫على وسادت كتبت رسالة عب الاتف الوال أقول‬
‫كان من بينهم شاب له قصة شعر غريبة ويلبس بنطال‬ ‫فيها ‪:‬‬
‫جين ضيق ‪ ..‬أقبل يصافح ويشكر ‪ ..‬فسلمت عليه‬ ‫"الن أنيت العمرة وتذكرت أحباب وأنت منهم‬
‫برارة ‪ ..‬وشكرته على حضوره وهززت يده وقلت ‪:‬‬ ‫فلم أنسك من الدعاء ال يفظك ويوفقك " ‪..‬‬
‫وجهك وجه داعية ‪ ..‬تبسم وانصرف ‪..‬‬ ‫انتهت الرسالة ‪..‬‬
‫بعدها بأسبوعي تفاجأت باتصال يقول ‪ :‬هاه ما عرفتن ‪..‬‬ ‫أرسلتها إل الساء الخزنة ف ذاكرة الاتف ‪..‬‬
‫يا شيخ أنا الذي قلت ل وجهك وجه داعية ‪ ..‬وال‬ ‫كانت خسمائة اسم ‪..‬‬
‫لصبحن داعية إن شاء ال ‪ ..‬ث صار يشرح ل مشاعره‬ ‫ل أكن أتصور التأثي العجيب لذه الرسالة ف‬
‫بعد تلك الكلمات ‪..‬‬ ‫قلوب الخرين ‪..‬‬
‫أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة ‪ ..‬والحبة ‪!..‬‬ ‫منهم من أرسل إلّ ‪ :‬وال إن أبكي وأنا أقرأ‬
‫أما رسول ال ‪ e‬فقد كان ياسر قلوب الناس بروعة‬ ‫رسالتك ‪ ..‬أشكرك أنك ذكرتن بدعائك ‪..‬‬
‫أخلقه ‪ ..‬وقدرته على إظهار مبته الصادقة لم ‪..‬‬ ‫وآخر كتب ‪ :‬وال يا أبا عبد الرحن ما أدري ب‬
‫كان أبو بكر وعمر ‪ ..‬أجلّ الصحابة ‪..‬‬ ‫أرد عليك ! ولكن جزاك ال خيا ‪..‬‬
‫وكانا يتنافسان ف الي دوما ‪..‬‬ ‫والثالث كتب ‪ :‬أسأل ال أن يستجيب دعاءك ‪..‬‬
‫وكان أبو بكر يسبق غالبا ‪ ..‬فإن بكر عمر للصلة وجد‬ ‫ونن وال ل ننساك ‪..‬‬

‫‪68‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فما كان من عمر ‪ t‬إل أن قال ‪ ":‬ل جرَم ‪ ..‬ل سابقت‬ ‫أبا بكر سبقه ‪ ..‬وإن أطعم مسكينا وجد أبا بكر‬
‫أبا بكر أبدا " ‪..‬‬ ‫سبقه ‪..‬‬
‫يبهم‪..‬فكانوا يهيمون به حبا‬ ‫كان الناس يشعرون أنه‬ ‫وإن صلى ليلة ‪ ..‬وجد ابا بكر قبله ‪..‬‬
‫إحدى الصلوات ‪ ..‬فكأنه عجل بصلته‬ ‫‪..‬صلى بم‬ ‫الناس بالصدقة لسد حاجة‬ ‫وف يوم أمر النب‬
‫قليلً حت بدت أقصر من مثيلتا ‪..‬‬ ‫نازلة نزلت بالسلمي ‪..‬‬
‫فلما انقضت الصلة ‪ ..‬رأى ‪ e‬تعجب أصحابه ‪..‬‬ ‫وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من الال ‪..‬‬
‫فقال لم ‪ :‬لعلكم عجبتم من تفيفي للصلة ؟‬ ‫فقال ‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر ‪ ..‬إن سبقته يوما ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ! ‪..‬‬ ‫ذهب عمر فجاء بنصف ماله ‪ ..‬فدفعه إل رسول‬
‫‪ :‬إن سعت بكاء صب فرحت أمه ‪!!..‬‬ ‫فقال‬ ‫ال ‪.. r‬‬
‫أرأيت كيف يب الخرين ‪ ..‬ويظهر لم هذه الحبة من‬ ‫لعمر لا رأى الال ؟‬ ‫فما أول كلمة قالا‬
‫خلل تعامله ‪..‬‬ ‫هل سأله عن مقدار الال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب‬
‫لست وحدك ‪..‬‬ ‫أم فضة ؟‬
‫أظهر عواطفك ‪ ..‬كن صريا ‪ :‬أنا أحبك ‪ ..‬فرحت‬ ‫كثرة الال ‪ ..‬تكلم بكلمات‬ ‫ل ‪ ..‬بل لا رأى‬
‫بلقياك ‪ ..‬أنت غال إل قلب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫يستنتج منها عمر أنه مبوب عند رسول ال‬
‫قال لعمر ‪ ( :‬ما أبقيت لهلك يا عمر ؟ ) ‪..‬‬
‫‪.26‬اِحفظ الساء ‪..‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أبقيت لم مثله " ‪..‬‬
‫وهذا من الهتمام بالناس ‪..‬‬ ‫ويلس عمر عند رسول ال ‪ r‬منتشيا ‪ ..‬ينتظر أبا‬
‫ما أجل أن تقابل شخصا ما ف موقف عارض ‪ ..‬كلقاء‬ ‫بكر ‪..‬‬
‫عند بنك ‪ ..‬أو ف طائرة ‪ ..‬أو ف وليمة عامة ‪..‬‬ ‫‪r‬‬ ‫فيأت أبو بكر ‪ t‬بالٍ كثي فيدفعه إل رسول ال‬
‫فتتعرف على اسه ‪ ..‬ث تراه ف موقف آخر ‪ ..‬فتقبل عليه‬ ‫وعمر واقف مكانه ‪ ..‬يرى العطاء ويسمع الوار‬
‫قائلً ‪ :‬مرحبا يا فلن ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ل شك أن ذلك يطبع ف قلبه لك مبة وتقديرا ‪..‬‬ ‫قبل أن يلتفت إل ما يتاجه من مال‬ ‫فإذا بالنب‬
‫حفظك لسم الشخص الذي أمامك يشعره باهتمامك به‬ ‫‪ ..‬يسأل أبا بكر ‪ ( :‬يا أبا بكر ‪ ..‬ما أبقيت لهلك‬
‫‪..‬‬ ‫؟ ) ‪..‬‬
‫فرق بي الدرس الذي يفظ أساء طلبه ‪ ..‬والذي ل‬ ‫نعم فهو يب أبا بكر ‪ ..‬ويب أهله ‪ ..‬ول يرضى‬
‫يفظ ‪..‬‬ ‫بالضرر عليه ‪..‬‬
‫قولك للطالب ‪ :‬قم يا فلن ‪ ..‬أحسن من ‪ :‬قم يا طالب‬ ‫قال أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أبقيت لم ال‬
‫‪..‬‬ ‫ورسوله ‪ ..‬أما الال فقد أتيت به جيعا ‪..‬‬
‫حت ف الرد على الاتف ‪ ..‬أيهما أحب إليك ‪ ..‬أن‬ ‫ل يأت بنصفه ‪ ..‬ول بربعه ‪ ..‬وإنا أتى به كله ‪..‬‬
‫ييبك من تتصل به بقوله ‪ :‬نعم ‪..‬أو ألو ‪..‬‬
‫‪69‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كثي من الناس يقتنع بذا ويتمن لو استطاع حفظ أساء‬ ‫أو يقول متفيا ‪ :‬مرحبا يا خالد ‪ ..‬هل أبو عبد ال‬
‫الخرين ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أما أسباب عدم حفظ الساء ‪ ..‬فهي كثية ‪..‬‬ ‫بل شك ان استماعك لسك له ف القلب رنة قبل‬
‫منها ‪ ..‬عدم الهتمام بالشخاص أثناء مقابلتهم ‪..‬‬ ‫الذن ‪..‬‬
‫ومنها ‪ ..‬التشاغل وقت التعارف وعدم التركيز أثناء‬ ‫جرت العادة بعد الحاضرات العامة أن يزدحم‬
‫استماع السم ‪..‬‬ ‫علي بعض الشباب يصافحون ويشكرون ‪..‬‬
‫ومنها ‪ ..‬موقفك تاه الشخص القابل ‪..‬‬ ‫كنت أحرص على ترديد كلمة ‪ :‬السم الكري ؟‬
‫كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة أخرى ‪ ..‬فتقول ف نفسك‬ ‫حياك ال من الخ ؟ ‪ ..‬أقولا لكل واحد أسلم‬
‫‪ :‬ل داعي لفظ السم ‪..‬‬ ‫عليه لبدي له اهتمامي به ‪ ..‬فكان كل واحد‬
‫أو كان إنسانا بسيطا ل يستثي اهتمامك ‪..‬‬ ‫ييبن مستبشرا ‪ :‬أخوك زياد ‪ ..‬ابنك ياسر ‪..‬‬
‫أو عندما ل تسمع السم جيدا وتشعر برج من طلب‬ ‫وأذكر يوما أنه بعدما سلم عدد كبي منهم ومضوا‬
‫إعادة اسه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬عاد أحدهم ليسأل ‪ ..‬فأول ما أقبل عل ّي قلت‬
‫فهذه أسباب تعل الناس ل يفظون الساء ‪..‬‬ ‫له ‪ :‬حياك ال يا خالد ‪ ..‬فابتهج وقال ‪ :‬ما شاء ال‬
‫أما العلج لفظ الساء ‪ ..‬فله طرق ‪ ..‬منها ‪:‬‬ ‫!! تعرف اسي !!‬
‫القتناع بأهية تذكر السم واستشعارك أنك بسماعك له‬ ‫الناس عموما يبون مناداتم بأسائهم ‪..‬‬
‫ستسأل عنه بعد دقائق ‪..‬‬ ‫من العروف أن الوظف العسكري يعلق لوحة‬
‫ومنها ‪ ..‬التركيز على وجه الشخص أثناء الستماع إل‬ ‫صغية على صدره فيها اسه ‪..‬‬
‫اسه ‪..‬‬ ‫فأذكر أن ألقيت ماضرة ف إحدى الناطق‬
‫حاول أن تلحظ الشخص القابل وطبيعة حديثه‬ ‫العسكرية ‪ ..‬فازدحم أكثرهم مسلما بعد الحاضرة‬
‫وابتسامته لينطبع ف ذاكرتك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أثناء حديثك معه ناده باسه مرارا ‪ ..‬صحيح يا فلن ‪..‬؟‬ ‫كان أحدهم يقترب ويبتعد ‪ ..‬وكأنه يريد السلم‬
‫سعت يا فلن ‪..‬؟ أنت معي يا فلن ‪..‬؟ وكرره أكثر من‬ ‫لكنه يجل من مزاحة الخرين ‪..‬‬
‫مرة ‪..‬‬ ‫التفت إليه ولحت لوحة اسه ‪ ..‬فمددت يدي إليه‬
‫وقلت ‪ :‬مرحبا فلن !! فتغي وجهه وتعجب ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫ومد يده مصافحا وهو يتبسم ويقول ‪ :‬هاه !!‬
‫أشعرن باهتمامك ب ‪ ..‬بفظك اسي ‪ ..‬ونادن به ‪..‬‬ ‫كيف عرفت اسي ؟‬
‫لحبك ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يا أخي الذين نبهم ‪ ..‬لزم نعرف‬
‫أساءهم ‪..‬‬
‫‪.27‬كن لاحا‬
‫فكان لذا تأثي كبي عليه ‪..‬‬
‫قسم كبي من الشياء الت نارسها ف الياة ‪ ..‬نفعلها‬

‫‪70‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫دعاك شخص لطعام ‪ ..‬أثن على طعامه ‪ ..‬فإنك تعلم أن‬ ‫لجل الناس ل لجل أنفسنا ‪..‬‬
‫أمه أو زوجته أو أخته وقفت ساعات ف الطبخ لجلك‬ ‫عندما تُدعى لوليمة عرس ‪ ..‬فتلبس أحسن ثيابك‬
‫‪ ..‬أو لجل الدعويي عموما ‪ ..‬وأنت منهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬إنا تفعل ذلك لجل لفت انتباه الناس وجذب‬
‫أو أنه على القل تعب ف إحضاره من الطعم ومل‬ ‫إعجابم ‪ ..‬ل لجل لفت انتباه نفسك ‪..‬‬
‫اللويات ‪ ..‬و ‪ ..‬فأسعه كلمات تعله يشعر أنك مت له‬ ‫وتفرح إذا لحظت أنم أُعجبوا بمال هيئتك ‪..‬‬
‫با قدم لك ‪ ..‬وأن تعبه ل يذهب ُسدَى ‪..‬‬ ‫أو رونق ثيابك ‪..‬‬
‫دخلت بيت أحد أصدقائك – أو دخلت بيت إحدى‬ ‫وعندما تؤثث ملس ضيوفك ‪ ..‬وتتكلف ف‬
‫صديقاتك – فرأيت أثاثا جيلً ‪ ..‬فأثن على الثاث ‪..‬‬ ‫تزويقه والعناية به ‪ ..‬إنا تفعل ذلك أيضا لجل‬
‫والذوق الرفيع ‪ ( ..‬لكن انتبه ل تبالغ حت ل يشعر أنه‬ ‫نظر الناس ‪ ..‬ل لجل نظر نفسك ‪ ..‬بدليل أنك‬
‫استهزاء ) ‪..‬‬ ‫تعتن بغرفة استقبال الضيوف أكثر من عنايتك‬
‫حضرت ف ملس عام ‪ ..‬فسمعت حد يتكلم مع‬ ‫بالصالة الداخلية ‪ ..‬أو بمام أطفالك !!‬
‫الاضرين بانطلق ‪ ..‬وقد أحيا الجلس ‪ ..‬وأسعد‬ ‫عندما تدعو أصحابك إل طعام ‪ ..‬أل ترى أن‬
‫الاضرين ‪ ..‬أثن عليه ‪ ..‬خذ بيده إذا قمتم ‪ ..‬قل له ‪ :‬ما‬ ‫زوجتك – وربا أنت ‪ -‬تعتن بترتيب الطعام‬
‫شاء ال ‪ !!..‬ما هذه القدرات !! بصراحة ما ملّح الجلس‬ ‫وتنويعه أكثر من العادة ‪ ..‬بلى ‪ ..‬وكلما زادت‬
‫إل حضورك ‪..‬‬ ‫أهية هؤلء الصحاب ‪ ..‬زادت العناية بالطعام ‪..‬‬
‫جرب افعل ذلك ‪ ..‬فسوف يبك ‪..‬‬ ‫وكم تكون سعادتنا غامرة عندما يثن أحد على‬
‫رأيت موقفا جيلً لولد مع أبيه ‪ ..‬قبّل يدَه ‪ ..‬ق ّربَ إليه‬ ‫لباسنا أو ديكورات بيوتنا ‪ ..‬أو لذة طعامنا ‪..‬‬
‫نعليه ‪ ..‬أثن على الولد ‪ ..‬كن لاحا ‪..‬‬ ‫وقد قال ‪ " : e‬وليأت إل الناس الذي يب أن‬
‫لبس ثوبا جديدا ‪ ..‬أثن عليه ‪ ..‬كن لاحا ‪..‬‬ ‫يأتوا إليه " أي عامل الناس با تب أن يعاملوك به‬
‫زرت أختك ‪ ..‬رأيت عنايتها بأولدها ‪ ..‬كن لاحا ‪ ..‬أثن‬ ‫‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫كيف ‪..‬؟!‬
‫رأيت عناية صاحبك بأولده ‪ ..‬أو روعة ترحيبه بضيوفه‬ ‫ل ‪ ..‬انتبه له ‪ ..‬أثن‬
‫رأيت على صاحبك ثوبا جي ً‬
‫‪ ..‬كن جريئا ‪ ..‬لاحا ‪ ..‬أثن عليه ‪ ..‬أخرج ما ف صدرك‬ ‫عليه ‪ ..‬أسعه كلمات رنانة ‪ ..‬ما شاء ال !! ما‬
‫من العجاب به ‪..‬‬ ‫هذا المال !! اليوم كأنك عريس !!‬
‫ركبت مع شخص ف سيارته ‪ ..‬أو استأجرت تاكسي ‪..‬‬ ‫زارك يوما فشممت من ثيابه عطرا فواحا جيلً ‪..‬‬
‫لحظت نظافة سيارته ‪ ..‬حُس َن قيادته ‪ ..‬كن لاحا ‪ ..‬أثن‬ ‫أثن عليه ‪ ..‬تفاعل معه ‪ ..‬كن لاحا ‪ ..‬فهو ما‬
‫عليه ‪..‬‬ ‫وضع الطيب إل لجلك ‪..‬‬
‫قد تقول ‪ :‬هذه أمور عادية ‪ ..‬صحيح لكنها مؤثرة ‪..‬‬ ‫ردد عبارات جيلة ‪ ..:‬ما هذه الروائح ‪ ..‬ما‬
‫لقد جربت ذلك بنفسي ‪ ..‬ومارست هذه الهارة مع‬ ‫أحسن ذوقك ‪..‬‬

‫‪71‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ل ‪ ..‬وقال بماس ‪ :‬أشكرك يا أبا عبد الرحن ‪..‬‬
‫التفت إ ّ‬ ‫أعداد من الناس ‪ ..‬كبارا وصغارا ‪ ..‬وعمالً‬
‫أشكرك ‪ ..‬وال إنه عطر غااال ‪ ..‬وأضعه دائما والناس‬ ‫بسطاء ‪ ..‬ومدرسي ‪ ..‬بل مارستها مع أشخاص‬
‫ما يلحظونه ‪ ..‬ث بدأ يشمه من طرف غترته ويقول ‪:‬‬ ‫يشغلون مناصب عليا ‪ ..‬ورأيت من تأثرهم‬
‫بال عليك ‪ :‬ذوقي حلو ‪..‬؟!‬ ‫أعاجيب ‪..‬‬
‫آآآه ‪ ..‬مر على هذا الوقف أكثر من عشر سنوات ‪..‬‬ ‫خاصة ف الشياء الت ينتظرها الناس منك ‪ ..‬كيف‬
‫فقد ترج عبد الجيد من الامعة وتعي ف وظيفة منذ‬ ‫؟‬
‫سنوات ‪ ..‬إل أن ذلك الوقف ل يزال عالقا ف أذنه ‪..‬‬ ‫عريس ‪ ..‬رأيته بعد زواجه بأسبوع ‪..‬‬
‫ربا ذكرن به مازحا ف بعض اللقاءات ‪..‬‬ ‫رجل حصل على شهادة عليا ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كن لاحا ‪ ..‬التحكم بعواطف الناس وكسب‬ ‫شخص سكن بيتا جديدا ‪..‬‬
‫مبتهم سهل جدا ‪ ..‬لكننا ف أحيان كثية نغفل عن‬ ‫كلهم بل شك ينتظرون منك كلمات ‪ ..‬كن كما‬
‫مارسة مهارات عادية نكسبهم با ‪..‬‬ ‫يتوقعون ‪..‬‬
‫كان‬ ‫ول تعجب إن قلت إن صاحب اللق العظيم‬ ‫كان عبد الجيد ‪ -‬ابن عمي ‪ -‬شابا ف الرحلة‬
‫يارس هذه الهارات ‪ ..‬وأحسن منها ‪..‬‬ ‫الثانوية ‪ ..‬بعد ترجه طلب من الذهاب معه‬
‫ف أول سني السلم ‪ ..‬لا ضيق على السلمي ف دينهم‬ ‫للجامعة لتسجيله فيها ‪ ..‬اتصلت به ذات صباح‬
‫بكة ‪ ..‬هاجروا إل الدينة ‪..‬‬ ‫ومررت على بيته بسيارت ليافقن للجامعة ‪..‬‬
‫تركوا ديارهم وأموالم ‪..‬‬ ‫كانت الشاعر تتزاحم ف قلبه ‪ ..‬فهو ينتقل إل‬
‫قدم عبد الرحن بن عوف الدينة مهاجرا ‪ ..‬وكان ف مكة‬ ‫مرحلة جديدة ‪ ..‬ويفكر ف الكلية الت ستقبله ‪..‬‬
‫تاجرا مكنا ‪ ..‬لكنه جاء الدينة فقيا معدما ‪..‬‬ ‫أول ما ركب سيارت شمت رائحة عطره ‪ ..‬كانت‬
‫بي الهاجرين‬ ‫كحل سريع للمشكلة ‪ ..‬آخى النب‬ ‫رائحة نفاثة جدا ‪ ..‬ويبدو أنه قد أفرغ العلبة كلها‬
‫والنصار ‪..‬‬ ‫ذلك اليوم على ملبسه ‪..‬‬
‫آخى بي عبد الرحن بن عوف وبي سعد بن الربيع‬ ‫بصراحة خنقن بالرائحة ‪ ..‬فتحت النوافذ لتنفس‬
‫النصاري ‪..‬‬ ‫‪ ..‬شعرت أن السكي تكلف ف تزويق ثيابه ‪..‬‬
‫كانت نفوسهم سليمة ‪ ..‬وقلوبم صافية ‪..‬‬ ‫وتطييبها ‪..‬‬
‫فقال سعد لعبد الرحن ‪ :‬أي أُخ ّي ‪ ..‬أنا أكثر أهل الدينة‬ ‫ث التفتّ إليه وابتسمت وقلت ‪:‬‬
‫مالً ‪..‬‬ ‫ماااا شاااااء ال !!‪ ..‬إيش هالروائح اللوة !!‬
‫فأقسم مال نصفي ‪ ..‬فخذ نصفه وأبق ل نصفه ‪..‬‬ ‫أخاف عميد الكلية أول ما يشم هالرائحة اللوة‬
‫ث خشي سعد أن عبد الرحن يريد أن يتزوج ‪ ..‬ول يد‬ ‫يصرخ بأعلى صوته يقول ‪ :‬مقبوووووول ‪..‬‬
‫زوجة ‪..‬‬ ‫ل تتصور مدى السرور الذي غطى على قلبه ‪..‬‬
‫فعرض عليه أن يزوجه ‪..‬‬ ‫والبشر الذي طفح على وجهه ‪..‬‬

‫‪72‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫رأيتن ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا وفضة‬ ‫فقال عبد الرحن ‪ :‬بارك ال لك ف أهلك ومالك‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬دُلّن على السوق ‪!!..‬‬
‫وكان ‪ e‬لاحا حت مع الضعفاء والساكي ‪..‬‬ ‫صحيح ‪ ..‬عبد الرحن ترك ماله ف مكة واستول‬
‫يشعرهم بقيمتهم ‪ ..‬يعلهم يسون أنه منتبه لم ‪ ..‬وأنم‬ ‫عليه الكفار ‪..‬‬
‫مهمون عنده ‪ ..‬وأنه يقدر لم أعمالم الت يقومون با‬ ‫لكنه كان ذا عقل راجح ‪ ..‬وخبة تارية واسعة ‪..‬‬
‫مهما كانت متواضعة ‪..‬‬ ‫دله سعد على السوق ‪ ..‬فذهب فاشترى وباع‬
‫فإذا افتقدهم ‪ ..‬ذَكَرهم بالي ‪ ..‬وتلمّح أعمالم ‪..‬‬ ‫فربح ‪..‬‬
‫فتشجع الخرون أن يفعلوا كفعلهم ‪..‬‬ ‫يعن اشترى بضاعة بالجل ث باعها حالة ‪ ..‬فصار‬
‫كان ف الدينة امرأة سوداء ‪ ..‬مؤمنة صالة ‪ ..‬كانت‬ ‫عنده رأس مال تاجر فيه ‪..‬‬
‫تكنس السجد ‪..‬‬ ‫وكان يتقن فن البيع والشراء والماكسة ‪ ..‬حت‬
‫يراها أحيانا ‪ ..‬فيعجب برصها ‪..‬‬ ‫كان‬ ‫جع مالً فتزوج ‪..‬‬
‫مرت أيام ‪ ..‬ففقدها رسول ال ‪ .. r‬فسأل عنها ؟‬ ‫ث جاء إل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬وعليه‬
‫فقالوا ‪ :‬ماتت يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ودْعُ زعفران ‪ ..‬أي أثر طيب نساء ‪!!..‬‬
‫فقال ‪ :‬أفل كنتم آذنتمون ‪..‬‬ ‫ليس غريبا فهو ( عريس ) ‪..‬‬
‫فصغّروا أمرها ‪ ..‬وأنا مسكينة مغمورة ل تستحق أن‬ ‫طبيب النفوس ‪ ..‬كان لاحا ‪ ..‬يترقب‬ ‫النب‬
‫‪ ..‬وقالوا أيضا ‪ :‬ماتت بليل ‪..‬‬ ‫يب عنها رسول ال‬ ‫الفرص لصطياد القلوب ‪ ..‬أول ما رآه ‪ ..‬انتبه‬
‫فكرهنا أن نوقظك ‪..‬‬ ‫لذا التغي ‪ ..‬وجعل ينظر إل أثر الطيب ويقول‬
‫على أن يصلي عليها ‪ ..‬فعملها وإن رآه‬ ‫فحرص‬ ‫لعبد الرحن ‪ " :‬مهيم ؟ " ‪ ..‬أي ما الب ؟‬
‫الناس صغيا فهو عند ال كبي ‪ ..‬ولكن كيف يصلي‬ ‫ابتهج عبد الرحن ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫عليها وقد ماتت ودفنت ؟!‬ ‫تزوجت امرأة من النصار ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬دلون على قبها ‪..‬‬ ‫عجب النب ‪ .. e‬كيف استطاع أن يتزوج وهو‬
‫فمشوا معه حت أوقفوه على قبها ‪ ..‬دلوه فصلى عليها‬ ‫حديث عهد بجرة ‪!!..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال ‪ " :‬فما أصدقتها ؟"‬
‫‪ :‬إن هذه القبور ‪ ..‬ملوءة ظلمة على أهلها ‪..‬‬ ‫ث قال‬ ‫فقال ‪ :‬وزن نواة من ذهب ‪..‬‬
‫وإن ال عز وجل ينورها لم بصلت عليهم ‪..‬‬ ‫فأراد ‪ r‬أن يزيد من فرحته ‪ ..‬فقال " أوِلمْ ولو‬
‫ينتبه إل هذا‬ ‫فبال عليك ‪ ..‬ما هو شعور من رأوه‬ ‫بشاة " ‪..‬‬
‫العمل الصغي من امرأة ضعيفة ‪ ..‬كيف سيكون حاسهم‬ ‫ث دعا له النب ‪ .. e‬بالبكة ف ماله وتارته ‪..‬‬
‫للقيام بثل فعلها وأعظم ‪..‬‬ ‫فحلت البكة عليه ‪..‬‬
‫دعن أهس ف أذنك ‪:‬‬ ‫قال عبد الرحن وهو يصف كسبه وتارته ‪ :‬فلقد‬

‫‪73‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نن ف متمع ل يقدر أحيانا مثل هذه الهارات ‪..‬‬
‫‪.28‬انتبه ‪ :‬كن لّـاحاً للجمال فقط ‪..‬‬ ‫فانتبه !! ل يطفئْ حاسَك فريق من الثقلء الغلظ‬
‫بعض الناس يتحمس كثيا لنْ يكون لاحا ‪ ..‬فل يكاد‬ ‫الذين مهما لحت ما عندهم من لطائف ‪ ..‬وأثنيت‬
‫يسكت عن اللحظة والثناء ‪..‬‬ ‫عليهم بالكلمات الرقيقة الرنانة ‪ ..‬ل يتأثروا ‪ ..‬أو‬
‫لكنهم قالوا قديا ‪ :‬الشيء إذا زاد عن حده ‪ ..‬انقلب إل‬ ‫ردوا على تلطفك بكلمات سامة مجوجة ‪ ..‬ل‬
‫ضده ‪..‬‬ ‫طعم لا ‪ ..‬بل ول لون ول رائحة !!‬
‫ومن تعجل الشيء قبل أوانه ‪ ..‬عوقب برمانه ‪..‬‬ ‫ومن لطائف هؤلء ‪..‬‬
‫فكن لاحا للشياء الميلة الرائعة ‪ ..‬الت يفرح الشخص‬ ‫أن شابا – أعرفه – دُعي إل وليمة كبية ‪ ..‬فيها‬
‫برؤية الناس لا ‪ ..‬وينتظر ثناءهم عليها ‪ ..‬ويطرب‬ ‫أشخاص مهمون ‪ ..‬مر على السوق ف طريقه ‪..‬‬
‫لسماع ألفاظ العجاب با ‪..‬‬ ‫ودخل مل عطور وأظهر أنه سيشتري فجعل‬
‫أما الشياء الت يستحي من رؤيتها ‪ ..‬أو يجل من‬ ‫الوظف يتفي به ‪ ..‬ويرش عليه من أنواع العطور‬
‫ملحظتها فحاول أن تتعامى عنها ‪..‬‬ ‫ما غل ثنه وزكا ريه ‪ ..‬ليختار من بينها ما يناسبه‬
‫مثلً ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قدية ‪..‬‬ ‫فلما امتلت ثياب صاحبنا طيبا ‪ ..‬قال للبائع‬
‫فانتبه من أن تكون من الثقلء الذي ل يكفون عن تقدي‬ ‫بلطف ‪ :‬أشكرك ‪ ..‬وإن أعجبن شيء منها فقد‬
‫اقتراحات ل تطلب منهم ‪..‬‬ ‫أعود إليك ‪..‬‬
‫انتبه من أن يفرط لسانك بقول ‪ :‬لاذا ما تغي‬ ‫ذهب سريعا إل الوليمة متداركا رائحة العطر قبل‬
‫الكراسي ؟!‬ ‫أن تزول ‪..‬‬
‫الثريات نصفها ما يشتغل ‪!!..‬‬ ‫جلس على العشاء بانب صديقه خالد ‪ ..‬ل‬
‫لاذا ل تشتري ثريات جديدة !!‬ ‫يلحظ خالد الرائحة ‪ ..‬ول يعلق بكلمة ‪..‬‬
‫دهان الدار قديييييم ‪ ..‬لاذا ما تدهنه بألوان جديدة !!‬ ‫فقال له صاحبنا باستغراب ‪ :‬ما تشم رائحة عطر‬
‫يا أخي هو ل يطلب منك اقتراحات ‪ ..‬ولست مهندس‬ ‫جيلة ؟!‬
‫ديكور اتفق معك على أن يستفيد من آرائك ‪ ..‬ابق‬ ‫قال خالد ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ساكتا ‪..‬‬ ‫فقال صحبنا ‪ :‬أكيد أنفك مسدود ‪!!..‬‬
‫لعله ل يستطيع تغييها ‪..‬‬ ‫فأجاب خالد فورا ‪ .. :‬لو كان أنفي مسدودا ‪ ..‬ما‬
‫لعله ير بضائقة مالية ‪..‬‬ ‫شمت رائحة عرقك ‪!!..‬‬
‫لعله ‪..‬‬
‫ليس أثقل على الناس من يرجهم بالنظر إل ما يستحون‬ ‫اعتراف ‪..‬‬
‫منه ‪ ..‬ث يثيه ويبدأ ف التعليق عليه ‪..‬‬ ‫مهما بلغ الشخص من النجاح ‪ ..‬إل أنه يبقى‬
‫ومثل ذلك ‪ ..‬لو كان ثوبه قديا ‪ ..‬أو مكيف سيارته‬ ‫بشرا يطرب للثناء ‪..‬‬
‫‪74‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫والريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر ‪..‬‬ ‫متعطل ‪ ..‬قل خيا أو اصمت ‪..‬‬
‫فلما أنى الزائر كلمه وأراد الروج التفت إل الريض‬ ‫ذكروا أن رجلً زار صاحبا له فوضع له خبزا‬
‫وقال ‪ :‬هاه ‪ ..‬توصين بشيء ؟‬ ‫وزيتا ‪..‬‬
‫قال الريض ‪ :‬نعم ‪ ..‬إذا خرجت فل ترجع إل ّ ‪ ..‬وإذا‬ ‫فقال الضيف ‪ :‬لو كان مع هذا البز زعتر !!‬
‫زرت مريضا فل تذكر عنده الوتى ‪..‬‬ ‫فدخل صاحب الدار وطلب من أهله زعترا‬
‫وذكروا كذلك أن امرأة عجوزا مرضت عجوز صديقة‬ ‫للضيف فلم يد ‪..‬‬
‫لا ‪..‬‬ ‫فخرج ليشتري ول يكن معه مال ‪ !..‬فأب صاحب‬
‫فجعلت هذه العجوز تلتمس من أبنائها واحدا وَاحدا أن‬ ‫الدكان أن يبيعه بالجل ‪ ..‬فرجع وأخذ وأخذ‬
‫يذهبوا با لتلك الريضة لزيارتا وهم يتعللون ويعتذرون‬ ‫مطهرته ( وهي الناء الذي يضع فيه الاء ليتوضأ‬
‫‪..‬‬ ‫منه ) فخرج با ودفعها إل صاحب الدكان –‬
‫حت رضي أحد أبنائها على مضض ‪ ..‬وذهب با بسيارته‬ ‫رهنا – حت إذا ل يسدد له قيمة الزعتر يبيع‬
‫‪..‬‬ ‫صاحب الدكان الطهرة ويستوف الثمن لنفسه ‪..‬‬
‫فلما وصل بيت العجوز الريضة نزلت أمه وجعل ينتظرها‬ ‫ث أخذ الزعتر ورجع به إل ضيفه ‪ ..‬فأكل ‪..‬‬
‫ف سيارته ‪..‬‬ ‫فلما انتهى الضيف من الطعام قال ‪ :‬المد ل‬
‫دخلت الم على الريضة فإذا هي قد تكّن منها الرض ‪..‬‬ ‫الذي أطعمنا وسقانا ‪ ..‬وقنعنا با آتانا ‪..‬‬
‫فسلمت عليها ودعت لا ‪..‬‬ ‫فتأوّه صاحب الدار تأوّه الزين وقال ‪ :‬لو قّنعَك‬
‫فلما مشت خارجة مرت ببنات الريضة وهن يبكي ف‬ ‫ال با آتاك ‪ ..‬لا كانت مطهرت مرهونة !!‬
‫صالة البيت ‪..‬‬ ‫وكذلك لو زرت مريضا فل تردد عليه ‪:‬‬
‫فقالت بكل براءة ‪ :‬أنا ل يتيسر ل الجيء أليكن كلما‬ ‫أووووه ‪ ..‬وجهك أصفر ‪ ..‬عيناك زائغتان ‪..‬‬
‫أردت ‪ ..‬وأمكم مريضة ويبدو ل أنا ستموت ‪ ..‬فأحسن‬ ‫جلدك يابس ‪..‬‬
‫ال عزاءكم من الن ‪!!..‬‬ ‫عجبا !! هل أنت طبيبه ؟ قل خيا أو اصمت ‪..‬‬
‫فانتبه يا لبيب ‪ ..‬كن لاحا لا يفرح ويسر ‪ ..‬ل لا يزن‬ ‫ذكروا أن رجلً زار مريضا ‪ ..‬فجلس عنده قليلً‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ث سأله عن علته ‪ ..‬فأخبه الريض با ‪..‬‬
‫وكانت علة خطية ‪..‬‬
‫مشكلة ‪:‬‬ ‫فصرخ الزائر ‪:‬‬
‫إذا اضطررت للمح سيء ‪ ..‬كوسخ ثوبه ‪ ..‬أو رائحة‬ ‫آآآآ ‪ ..‬هذه العلة أصابت فلنا صاحب فمات‬
‫سيئة ‪ ..‬فأحسن التنبيه ‪ ..‬كن لطيفا ذكيا ‪..‬‬ ‫منها ‪ ..‬وأصابت فلنا صديق أخي ول يزال مقعدا‬
‫منها أشهرا ث مات ‪ ..‬وأصابت فلنا جار زوج‬
‫‪.29‬ل تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬
‫أخت ومات ‪..‬‬
‫من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫‪75‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لبيت أهلها وانشغل بنا ) ‪..‬‬ ‫ما أجل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي‬
‫غضبت الزوجة ‪ :‬ال ل يسلمك ‪ ..‬أنت مبسوط أنك مع‬ ‫الطاهر ‪ ..‬فم رسول ال ‪.. r‬‬
‫أصحابك وأنا أنتظر ‪ ..‬وال انك ثور ( !! ) ‪..‬‬ ‫صحيح ‪ ..‬تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ال يرضى عليك ‪ ..‬أمرّك بعد العشاء ‪..‬‬ ‫كم هم ثقلء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل‬
‫لحظتُ أن كلمه ل يتوافق مع كلمها ‪ ..‬فأدركت أنه‬ ‫فيما ل يعنيهم ‪..‬‬
‫يفعل ذلك لكيل يرج نفسه ‪..‬‬ ‫يشغلك إذا رأى ساعتك ‪ ..‬بكم اشتريتها ‪..‬‬
‫انتهت مكالته ‪ ..‬جعلت ألتفت إل الاضرين وأتيل أن‬ ‫فتقول ‪ :‬جاءتن هديه ‪..‬‬
‫واحدا منهم سأله ‪:‬‬ ‫فيقول ‪ :‬هدية !! من ؟‬
‫من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولاذا تغي وجهك بعد‬ ‫فتجيب ‪ :‬من أحد الصدقاء ‪..‬‬
‫الكالة ‪..‬؟!!‬ ‫فيقول ‪ :‬صديقك ف الامعة ‪ ..‬أم ف الارة ‪ ..‬أم‬
‫لكن ال رحِمَه لن أحدا ل يتدخل فيما ل يعنيه ‪..‬‬ ‫أين ؟!‬
‫ومثله لو زرت مريضا ‪ ..‬فسألته عن مرضه ‪ ..‬فأجابك‬ ‫فتقول ‪ :‬وال ‪ ..‬آآآ ‪ ..‬صديقي ف الامعة ‪..‬‬
‫بكلمات عامة ‪ :‬المد ل ‪ ..‬شيء بسيط ‪ ..‬مرض صغي‬ ‫فيقول ‪ :‬طيب ‪ ..‬ما الناسبة ؟!‬
‫وانتهى ‪ ..‬أو نرها من العبارات الت ل تمل جوابا‬ ‫فتقول ‪ :‬يعن ‪ ..‬مناسبة أيام الامعة ‪..‬‬
‫صريا ‪ ..‬فل ترجه بالتدقيق عليه ‪ :‬عفوا ‪ ..‬يعن ما هو‬ ‫فيقول ‪ :‬مناسبة إيش ؟!! ناح ‪ ..‬أم كنتم ف رحلة‬
‫الرض بالضبط ؟ وضح أكثر ‪ !!..‬ماذا تعن ‪ !!..‬ونو‬ ‫‪ ..‬أو يكن ‪ ..‬أأ ‪..‬‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫ويستمر ف استجوابه لك على قضية تافهة ‪!!..‬‬
‫عجبا !! ما الداعي لحراجه ‪..‬؟ من حسن إسلم الرء‬ ‫بال عليك أل تدثك نفسك أن تصرخ به ‪ :‬لاااا‬
‫تركه ما يعنيه ‪ ..‬يعن ‪ ..‬تنتظر أن يقول لك ‪ :‬أنا مريض‬ ‫تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬
‫بالبواسي ‪ ..‬أو مصاب برح ف ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫وقد يزداد المر سوءا لو أحرجك بالسؤال ف‬
‫ما دام أنه أجاب إجابة عامة فل داعي للتطويل معه ‪..‬‬ ‫ملس عام فسبب لك إحراجا ‪..‬‬
‫ول أعن بذا عدم سؤال الريض عن مرضه ؟ إنا أعن‬ ‫أذكر أن كنت ف ملس مع عدد من الزملء ‪..‬‬
‫عدم التدقيق ف السئلة ‪..‬‬ ‫بعد الغرب ‪..‬‬
‫ومثله ‪ ..‬الذي ينادي طالبا أمام الناس ف ملس عام ‪..‬‬ ‫رن هاتف أحدهم ‪ ..‬كان جالسا بانب ‪..‬‬
‫ويسأله بصوت عا ٍل ‪:‬‬ ‫أجاب ‪ :‬نعم ؟‬
‫هاه يا أحد ‪ ..‬نحت ‪..‬‬ ‫زوجته ‪ :‬ألو ‪ ..‬وينك يا حار ؟!‬
‫فيقول ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫كان صوتا عاليا لدرجة أن سعت حوارها ‪..‬‬
‫فيسأله ‪ :‬كم نسبتك ؟ كم ترتيبك ف الفصل ؟‬ ‫قال ‪ :‬بي ‪ ..‬ال يسلمك ( !!! ) ‪..‬‬
‫إن كنت صادقا ف اهتمامك به فاسأله على انفراد بينك‬ ‫( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب با بعد الغرب‬

‫‪76‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأستفيد ‪..‬‬ ‫وبينه ‪..‬‬
‫فظن عبد الرحن أنه يتذاكى عليه ‪ :‬فأعاد الواب ‪ :‬ل‬ ‫ث ل داعي للتدقيق ‪ ..‬كم نسبتك ‪ ..‬لاذا ل تذاكر‬
‫تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لاذا ل تقبل ف الامعة ‪ ..‬إن كنت مستعدا‬
‫قال الشاب ‪ :‬عفوا عبد الرحن أعن ‪..‬‬ ‫لعانته فقف معه جانبا وحدثه با تريد ‪ ..‬أما نشر‬
‫فصرخ عبد الرحن ‪ :‬لاااا تتدخل فيما ل يعنيك !!‬ ‫غسيله أمام الناس ‪ ..‬فل ‪..‬‬
‫ول يزل هذا حالما حت رجعا !!‬ ‫قال ‪ : e‬من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫أخبن عبد الرحن بالقصة مفتخرا ‪ ..‬فضحكت وفهمته‬ ‫لكن انتبه !! ل تعط الوضوع أكب من حجمه ‪..‬‬
‫المر مرة أخرى ‪..‬‬ ‫سافرت إل الدينة النبوية قبل مدة ‪ ..‬كنت‬
‫مشغولً بعدد من الحاضرات ‪..‬‬
‫ورشة عمل ‪..‬‬ ‫فاتفقت مع شاب فاضل أن يأخذ ولدي عبد‬
‫ماهدة النفس على التحرر من التدخل ف شئون‬ ‫الرحن وأخاه بعد العصر إل حلقة تفيظ أو مركز‬
‫الخرين ‪ ..‬متعبة ف البداية ‪ ..‬لكنها مرية ف النهاية ‪..‬‬ ‫صيفي ترفيهي ‪ ..‬ويعيدهم بعد العشاء ‪..‬‬
‫كان عبد الرحن ف العاشرة من عمره ‪ ..‬خشيت‬
‫‪.30‬كيف تتعامل مع "اللقيف " (‪ )33‬؟‬
‫أن يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة ل‬
‫أحيانا يتناول بعض الناس هاتفك الوال ‪ -‬بدون‬
‫داعي لا ‪ ..‬ما اسم أمك ؟ أين بيتكم ؟ كم عدد‬
‫استئذان ‪ -‬ويقرأ الرسائل الت فيه ‪..‬‬
‫إخوانك ؟ كم يعطيك أبوك من الال ؟‬
‫كان صاحب ف دعوة عامة ‪ ..‬وليمة عشاء عند أحد‬
‫فنبهت عبد الرحن قائلً ‪ :‬إذا سألك سؤا ًل غي‬
‫القضاة ‪ ..‬كل من ف الجلس مشايخ فضلء ‪..‬‬
‫مناسب ‪ ..‬فقل له ‪ :‬قال ‪ : e‬من حسن إسلم‬
‫جلس صاحب بينهم ‪ ..‬يتجاذب أطراف الديث معهم ‪..‬‬
‫الرء تركه ما ل يعنيه ‪ ..‬وكررت عليه الديث‬
‫ضايقه وجود هاتفه الوال ف جيبه فأخرجه ووضعه على‬
‫حت حفظه ‪..‬‬
‫الطاولة الت بانبه ‪..‬‬
‫ركب عبد الرحن وأخوه ‪ ..‬مع الشاب ‪ ..‬كان‬
‫كان الشيخ الذي بانبه متفاعلً ف الديث معه ‪..‬‬
‫عبد الرحن مشدودا متهيبا ‪..‬‬
‫من باب العادة أخذ الشيخ الاتف الوال ‪ ..‬رفع إليه ‪..‬‬
‫قال الشباب متلطفا ‪ :‬حياك ال يا عبد الرحن ‪..‬‬
‫فلما نظر إل الشاشة تغي وجهه ‪ ..‬وأرجعه مكانه ‪..‬‬
‫فأجابه بزم ‪ :‬ال يييك ‪..‬‬
‫كتم صاحب ضحكة مدوية ‪..‬‬
‫أراد الشاب السكي أن يلطّف الو ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫لا خرج ركبت معه ف سيارته ‪ ..‬وقد وضع هاتفه الوال‬
‫الشيخ عنده ماضرة اليوم ؟!‬
‫ل ‪ -‬كما فعل الشيخ – فلما نظرت إل‬
‫بانبه ‪ ..‬فرفعته إ ّ‬
‫حاول الولد أن يتذكر الديث فلم تسعفه ذاكرته‬
‫الشاشة ضحكت ‪ ..‬بل غرقت ف الضحك ‪..‬‬
‫ل ‪ :‬ل تتدخل فيما ل يعنيك !!‬
‫‪ ..‬فصرخ قائ ً‬
‫‪ ) ( 33‬ملق يف ‪ :‬لف ظة عام ية ‪ ،‬ج ع " ملقوف " و هو التد خل‬ ‫قال الشاب ‪ :‬ل ‪ ..‬أقصد ‪ ..‬بل حت أحضر‬
‫فيما ل يعنيه ‪ ..‬ويسميه بعضهم " حٍشري " متطفل ‪..‬‬
‫‪77‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫مغرية ‪..‬‬ ‫تدري لاذا ؟‬
‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن أريد أن أعرف ‪..‬‬ ‫جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة‬
‫قل ‪ :‬الرتبات هذه اليام مشاكل ‪ ..‬ويبدو أن ذلك‬ ‫الاتف ‪ ..‬يكتب اسه ‪ ..‬أو "اذكر ال" ‪ ..‬أو غيها‬
‫بسبب ارتفاع أسعار البترول !!‬ ‫‪..‬‬
‫سيقول ‪ :‬ما دخل البترول ‪..‬‬ ‫أما صاحب فقد كتب ‪ " :‬أرجع الهاز يا ملقوف "‬
‫فقل ‪ :‬البترول هو الذي يتحكم فغي السعار ‪ ..‬أل‬ ‫‪..‬‬
‫تلحظ أن الروب تقوم لجله ‪..‬‬ ‫كثي من الناس من هذا النوع يتدخلون ف أمور‬
‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬ليس صحيحا ‪..‬‬ ‫الخرين الشخصية ‪..‬‬
‫فالروب لا أسباب أخرى ‪ ..‬والالم اليوم مليء‬ ‫فمن الطبيعي أن يركب معك ف سيارتك ث يفتح‬
‫بالروب ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫الدرج الذي أمامه ‪ ..‬وينظر ما بداخله ‪!!..‬‬
‫وينسى سؤاله الول ‪..‬‬ ‫وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحر الشفاه‬
‫( هاه ‪ ..‬ما رأيك أل ترج من الوقف بذكاء ؟ ) ‪..‬‬ ‫أو ظل العيني ‪..‬‬
‫وكذلك لو سألك عن وظيفتك ‪..‬‬ ‫وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع‬
‫أو أين ستسافر ‪..‬‬ ‫مشوار " فيقول ‪ :‬أين ‪..‬؟ من معك ؟‬
‫اسأله ‪ :‬لاذا ‪ ..‬هل ستسافر معي ‪..‬‬ ‫مموعة من الناس نالطهم يعاملوننا بثل هذا‬
‫سيقول ‪ :‬ل أدري!! أول شيء أخبن ‪..‬‬ ‫السلوب ‪..‬‬
‫قل ‪ :‬لكن إن سافرت معي ‪ ..‬فالتذاكر عليك ‪..‬‬ ‫فكيف نتعامل معهم ؟‬
‫عندها سيدخل ف موضوع التذاكر وينسى الوضوع‬ ‫أهم شيء أن ل تفقده ‪ ..‬حاول أن تتجنب‬
‫الصلي ‪..‬‬ ‫الصادمة معه ‪..‬‬
‫وهكذا ‪ ..‬نستطيع الروج من مثل هذه الواقف من غي‬ ‫حاول أن ل ( يزعل ) منك أحد ‪..‬‬
‫وقوع مشاكل بيننا وبي ألخرين ‪..‬‬ ‫كن ذكيا ف الروج من الوقف ‪ ..‬دون أن يدث‬
‫بينك وبينه مشكلة ‪..‬‬
‫وقفة ‪..‬‬ ‫ل تتساهل بكسب العداء أو فقدان الصدقاء ‪..‬‬
‫إذا ابتليت بتدخل فيما ل يعنيه ‪ ..‬فكن خيا منه ‪..‬‬ ‫مهما كانت السباب ‪..‬‬
‫أحسن الروج من الوقف من غي أن ترحه ‪..‬‬ ‫ومن أحسن الساليب للتعامل مع الطفيليي ‪ ..‬هو‬
‫إجابة السؤال بسؤال ‪ ..‬أو النتقال إل موضوع‬
‫‪.31‬ل تنتقد !!‬
‫آخر تاما لينسى سؤاله الول ‪..‬‬
‫ركب سيارة صاحبه ‪ ..‬فكانت أول كلمة قالا ‪ :‬ياااه !!‬
‫ل ‪ :‬كم مرتبك الشهري ؟‬
‫فلو سألك مث ً‬
‫ما أقدم سيارتك !!‬
‫قل له بلطف وتبسم ‪ :‬لاذا هل وجدت ل وظيفة‬
‫ولا دخل بيته ‪ ..‬رأى الثاث فقال ‪ :‬أووووه ‪ ..‬ما غيت‬
‫‪78‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ذكر أنه أثن على شيء ‪..‬‬ ‫أثاثك ؟!‬
‫أسأله عن كتاب ألفته وقد أثن عليه أناس كثيا وطبع منه‬ ‫ولا رأى أولده ‪ ..‬قال ‪ :‬ما شاء ال ‪ ..‬حلوين ‪..‬‬
‫مئات اللف فيقول ببود ‪ :‬وال جيد ‪ ..‬ولكن فيه قصة‬ ‫لكن لاذا ما تلبسهم ملبس أحسن من هذه !!‬
‫غي مناسبة ‪ ..‬وحجم الط ما أعجبن ‪ ..‬ونوعية الطباعة‬ ‫ولا قدّمت له زوجته طعامه ‪ ..‬وقد وقفت السكينة‬
‫أيضا سيئة ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ف الطبخ ساعات ‪ ..‬رأى أنواعه فقال ‪ :‬ياااا ال ‪..‬‬
‫وأسأله يوما عن أداء فلن ف خطبته ‪ ..‬فل يكاد يذكر‬ ‫لاذا ما طبخت رزّ ؟ أوووه ‪ ..‬اللح قليل ! ل أكن‬
‫جانبا مشرقا ‪..‬‬ ‫أشتهي هذا النوع !!‬
‫حت صار أثقل علي من البل ‪ ..‬وصرت ل أسأله أبدا‬ ‫ل لبيع الفاكهة ‪ ..‬فإذا الحل مليء‬
‫دخل م ً‬
‫عن رأيه ف شيء لن أعرفه سلفا ‪..‬‬ ‫بأصناف الفواكه ‪..‬‬
‫قل مثل ذلك فيمن يفترض الثالية ف جيع الناس ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬عندك مانو ؟‬
‫فييد من زوجته أن يكون بيتها نظيفا ‪24‬ساعة ‪%100‬‬ ‫قال صاحب الحل ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه ف الصيف فقط ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬عندك بطيخ ؟ قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ويريدها أيضا أن يبقى أطفالا نظيفي متزيني على مدى‬ ‫فتغي وجهه وقال ‪ :‬ما عندك شيء ‪ ..‬ليش فاتح‬
‫اليوم ‪..‬‬ ‫الحل ! وخرج ‪..‬‬
‫وإن زاره ضيوف افترض أن تطبخ أحسن الطعام ‪..‬‬ ‫ونسي أن ف الحل أكثر من أربعي نوعا من‬
‫وإن جالسها افترض أن تدثه بأجل الحاديث ‪..‬‬ ‫الفواكه ‪..‬‬
‫وكذلك هو مع أولده ‪ ..‬يريدهم ‪ %100‬ف كل شيء‬ ‫نعم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده ‪ ..‬ول يكاد أن‬
‫ومع زملئه ‪ ..‬ومع كل من يالطه ف الشارع والسوق‬ ‫يعجبه شيء ‪..‬‬
‫‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫فل يرى ف الطعام اللذيذ إل الشعرة الت سقطت‬
‫وإن قصّر أحد من هؤلء أكله بلسانه وأكثر عليه النتقاد‬ ‫فيه سهوا ‪..‬‬
‫وكرر اللحظات ‪ ..‬حت يل الناس منه ‪ ..‬لنه ل يرى ف‬ ‫ول ف الثوب النظيف إل نقطة الب الت سالت‬
‫الصفحة البيضاء إل السودَ ‪..‬‬ ‫عليه خطئا ‪..‬‬
‫من كان هذا حاله عذب نفسه ف القيقة ‪ ..‬وكرهه‬ ‫ول ف الكتاب الفيد إل خطئا مطبعيا وقع سهوا‬
‫أقرب الناس إليه واستثقلوا مالسته ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫إذا أنت ل تشرب مرارا على القذا‬ ‫فل يكاد يسلم أحد من انتقاده ‪ ..‬دائم اللحظات‬
‫ظمئت ‪ ,‬وأي الناس تصفو‬ ‫‪ ..‬يدقق على الكبية والصغية ‪..‬‬
‫مشاربه؟!‬ ‫أعرف أحد الناس ‪ ..‬زاملته طويلً ف أيام الثانوية‬
‫إذا كـنت فـي كل المور معاتبا‬ ‫والامعة ‪ ..‬ول تزال علقتنا مستمرة ‪ ..‬إل أن ل‬

‫‪79‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لكن إن احتجت إليه فغلفه بغلف جيل ث قدمه للخرين‬ ‫رفــيقك لن تلــق الــذي‬
‫‪..‬‬ ‫ستعاتبه‬
‫قدمه ف صورة اقتراح ‪ ..‬أو بأسلوب غي مباشر ‪ ..‬أو‬ ‫قالت أمنا عائشة ‪ t‬وهي تصف حال تعامله‬
‫بألفاظ عامة ‪..‬‬ ‫معهم ‪:‬‬
‫كان رسول ال ‪ e‬إذا لحظ خطئا على أحد ل يواجهه به‬ ‫ما عاب رسول ال ‪ r‬طعاما قط ‪ ..‬إن اشتهاه أكله‬
‫وإنا يقول ‪ :‬ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ‪..‬‬ ‫وإل تركه ‪ .. )34( ..‬نعم ما كان يصنع مشكلة من‬
‫يعن ‪ :‬إيا ِك أعن واسعي يا جارة ‪..‬‬ ‫كل شيء ‪..‬‬
‫ف يوم من الدهر أقبل ثلثة شباب متحمسي ‪ ..‬إل الدينة‬ ‫‪r‬‬ ‫وقال أنس ‪ : t‬وال لقد خدمت رسول ال‬
‫النبوية ‪..‬‬ ‫تسع سني ‪ ..‬ما علمته قال لشيء صنعته ‪ :‬ل‬
‫وصلته ‪..‬‬ ‫كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النب‬ ‫فعلت كذا وكذا ؟ ول عاب عليّ شيئا قط ‪..‬‬
‫سألوا أزواج النب ‪ r‬عن عمله ف السر ‪..‬‬ ‫ف قط ‪..‬‬
‫ووال ما قال ل أ ّ‬
‫فأخبتم زوجات النب ‪ r‬أنه يصوم أحيانا ويفطر أحيانا‬ ‫هكذا كان ‪ ..‬وهكذا ينبغي أن نكون ‪..‬‬
‫‪ ..‬وينام بعضا من الليل ويصلي بعضه ‪..‬‬ ‫وأنا بذلك ل أدعو إل ترك النصيحة أو السكوت‬
‫فقال بعضهم لبعض ‪ :‬هذا رسول ال ‪ r‬قد غفر ال له ما‬ ‫عن الخطاء ‪ ..‬ولكن ل تكن مدققا ف كل شيء‬
‫تقدم من ذنبه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬خاصة ف المور الدنيوية ‪ ..‬تعود أن تشّي‬
‫ث اتذ كل واحد منهم قرارا ‪!..‬‬ ‫المور ‪..‬‬
‫فقال أحدهم ‪ :‬أنا لن أتزوج ‪ ..‬أي سأبقى عزبا ‪..‬‬ ‫لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة‬
‫متفرغا للعبادة ‪..‬‬ ‫الضيوف فلما أحضرت الشاي تناول الفنجان ‪..‬‬
‫وقال الخر ‪ :‬وأنا سأصوم دائما ‪ ..‬كل يوم ‪..‬‬ ‫فلما نظر إل الشاي بداخله قال ‪ :‬لـ َم ل تل‬
‫وقال الثالث ‪ :‬وأنا ل أنام الليل ‪ ..‬أي سأقوم الليل كله‬ ‫الفنجان ؟ فقلت ‪ :‬أزيدك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يكفي ‪..‬‬
‫فبلغ النب ‪ r‬ما قالوه ‪..‬‬ ‫فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشكرك وشربه‬
‫فقام على منبه ‪ ..‬فحمد ال وأثن عليه ث قال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬فلما انتهى قال ‪ :‬ماؤكم حار ‪..‬‬
‫ما بال أقوام !! ( هكذا مبهما ‪ ،‬ل يقل ما بال فلن وفلن‬ ‫ث التفت إل الكيف وقال ‪ :‬مكيفكم ل يبّد !!‬
‫) ‪..‬‬ ‫وجعل يشتكى الر ‪ ..‬ث ‪..‬‬
‫ما بال أقوام قالوا ‪ :‬كذا وكذا ‪ ..‬لكن أصلي وأنام ‪..‬‬ ‫أل تشعر بثقل هذا النسان ‪ ..‬وتتمن لو يرج من‬
‫وأصوم وأفطر ‪ ..‬وأتزوج النساء ‪..‬‬ ‫بيتك ول يعود ‪..‬‬
‫فمن رغب عن سنت فليس من (‪. )35‬‬ ‫إذن الناس يكرهون النتقاد ‪..‬‬

‫( ) متفق عليه‬ ‫‪35‬‬


‫( )‬ ‫‪34‬‬

‫‪80‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ما بال أقوام ( ول يقل آل فلن ) ‪ ..‬يشترطون شروطا‬ ‫وف يوم آخر ‪ ..‬لحظ النب ‪ r‬أن رجا ًل من‬
‫ليست ف كتاب ال ‪ ..‬من اشترط شرطا ليس ف كتاب‬ ‫الصلي معه ‪ ..‬يرفعون أبصارهم إل السماء ف‬
‫ال ‪ ..‬فليس له ‪ ..‬وإن اشترط مائة شرط (‪.. )38‬‬ ‫أثناء صلتم ‪..‬‬
‫نعم هكذا ‪ ..‬لوّح بالعصا من بعيد ول تضرب با ‪..‬‬ ‫وهذا خطأ فالصل أن ينظر أحدهم إل موضع‬
‫فما أجل أن تقول لزوجتك الهملة ف نظافة بيتها ‪:‬‬ ‫سجوده ‪..‬‬
‫البارحة تعشينا عند صاحب فلن ‪ ..‬وكان الميع يثن‬ ‫فقال ‪ : r‬ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إل‬
‫على نظافة منله ‪..‬‬ ‫السماء ف صلتم ‪..‬‬
‫أو تقول لولدك الهمل للصلة ف السجد ‪ : ..‬أنا أعجب‬ ‫فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا يفعلونه ‪ ..‬فلم‬
‫من فلن ابن جياننا ما نكاد نفقده ف السجد أبدا ‪!!..‬‬ ‫يفضحهم أو يسمهم بأسائهم ‪ ..‬وإنا قال ‪:‬‬
‫يعن ‪ ..‬إياك أعن واسعي يا جارة !!‬ ‫لينتهُنّ عن ذلك ‪ ..‬أو لتخطفن أبصارهم (‪.. )36‬‬
‫ويق لك أن تسأل ‪ :‬لاذا يكره الناس النتقاد ؟‬ ‫وكانت بريرة جارية أم ًة ملوكة ف الدينة ‪ ..‬أرادت‬
‫فأقول ‪ :‬لنه يشعرهم بالنقص ‪ ..‬فكل الناس يبون‬ ‫أن تعتق من الرق ‪ ..‬فطلبت ذلك من سيدها ‪..‬‬
‫الكمال ‪..‬‬ ‫فاشترط عليها ما ًل تدفعه إليه ‪..‬‬
‫ذكروا أن رجلً بسيطا أراد أن يكون له شيء من‬ ‫فجاءت بريرة ‪ ..‬إل عائشة تلتمس منها أن تعينها‬
‫التحكم ‪..‬‬ ‫بال ‪..‬‬
‫فعمد إل ترمسي ماء أحدها أخضر والثان أحر ‪..‬‬ ‫فقالت عائشة ‪ :‬إن شئت أعطيت أهلك ثنك ‪..‬‬
‫وعبأها بالاء البارد ‪..‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫فتعتقي ‪ ..‬لكن يكون الولء ل ‪..‬‬
‫ث جلس للناس ف طريقهم ‪ ..‬وجعل يصيح ‪ :‬ماء بارد‬ ‫فأخبت الارية أهلها فأبوا ذلك ‪ ..‬وأرادوا أن‬
‫مانا ‪..‬‬ ‫يربوا المرين ‪ ..‬ثن عتقها ‪ ..‬وولءها !!‬
‫فكان العطشان يقبل عليه ويتناول الكأس ليصب لنفسه‬ ‫من حرصهم‬ ‫فسألت عائشة النب ‪ .. r‬فعجب‬
‫ويشرب ‪ ..‬فإذا رآه صاحبنا قد توجه للترمس الخضر‬ ‫على الال ‪ ..‬ومنعهم للمسكينة من الرية !!‬
‫‪..‬‬ ‫فقال لعائشة ‪ :‬ابتاعيها ‪ ..‬فأعتقيها ‪ ..‬فإنا الولء‬
‫قال له ‪ :‬ل ‪ ..‬اشرب من الحر ‪ ..‬فيشرب من الحر ‪..‬‬ ‫لن أعتق ‪..‬‬
‫وإذا أقبل آخر ‪ ..‬وأراد أن يشرب من الحر ‪ ..‬قال له ‪:‬‬ ‫أي الولء لك ما دام أنك دفعت الال ‪ ..‬ول‬
‫ل ‪ ..‬اشرب من الخضر ‪..‬‬ ‫تلتفت إل شروطهم فهي ظالة ‪..‬‬
‫فإذا اعترض أحدهم ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما الفرق ؟!‬ ‫ث قام رسول ال ‪ r‬على النب فقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬أنا السئول عن الاء ‪ ..‬يعجبك هذا النظام أو دبر‬
‫‪ ) ( 36‬رواه البخاري‬
‫لنفسك ماءً ‪..‬‬ ‫‪ ) ( 37‬الولء ‪ :‬هصو إذا أعتصق الشخصص عبدا ملوكا صصار‬
‫الولء للمعتق ‪ ،‬بعن أن العتق يدخل ضمن ورثة هذا العبد‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪38‬‬
‫الملوك بعد موته ‪ ،‬فيشارك أهل العبد ف ورثه ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫اشتد الخاض بالرأة حت انتهت شدتا وولدت ‪..‬‬ ‫إنه شعور النسان الدائم بالاجة إل اعتباره‬
‫لكنها ولدت غلما أسود !!‬ ‫والهتمام به ‪..‬‬
‫نظر الرجل إل نفسه ‪ ..‬ونظر إل امرأته فإذا ها أبيضان‬
‫جبَ كيف صار الغلم أسود !!‬
‫‪ ..‬فع ِ‬ ‫نلة ‪ ..‬وذباب !!‬
‫أوقع الشيطان ف نفسه الوساوس ‪..‬‬ ‫كن نلة تقع على الطيب وتتجاوز البيث ‪..‬‬
‫لعل هذا الولد من غيك !!‬ ‫ول تك كالذباب يتتبع الروح !!‬
‫لعلها زن با رجل أسود فحملت منه !!‬
‫‪.32‬ل تكن أُستاذيّا !!‪..‬‬
‫لعل ‪..‬‬
‫قارن بي ثلثة آباء ‪ ..‬رأى كل واحد ولده جالسا‬
‫اضطرب الرجل وذهب إل الدينة النبوية ‪ ..‬حت دخل‬
‫عند التلفاز ف أيام المتحانات ‪..‬‬
‫على رسول ال ‪ e‬وعنده أصحابه ‪..‬‬
‫فقال الول لولده ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬ذاكر دروسك ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن امرأت ولدت على فراشي‬
‫وقال الثان ‪ :‬ماجد ‪ ..‬إذا ما ذاكرت دروسك‬
‫غلما أسود !! وإنا أهل بيت ل يكن فينا أسود قط !!‬
‫وال لضربك ‪ ..‬وأحرمك من الصروف ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫نظر النب ‪ e‬إليه ‪ ..‬وكان قادرا على أن يسمعه موعظة‬
‫أما الثالث فقال ‪ :‬صال ‪ ..‬لو تذاكر دروسك ‪..‬‬
‫حول حسن الظن بالخرين ‪ ..‬وعدم اتام امرأته ‪..‬‬
‫أحسن لك من التلفاز ‪ ..‬صح ؟!‬
‫لكنه أراد أن يارس معه ف الل أسلوبا آخر ‪..‬‬
‫أيهم أحسن أسلوبا ‪..‬؟‬
‫أراد أن يعل الرجل يل مشكلته بنفسه ‪ ..‬فبدأ يضرب‬
‫ل شك أنه الثالث ‪ ..‬لنه قدم أمره على شكل‬
‫له مثلً يقرب له الواب ‪..‬‬
‫اقتراح ‪..‬‬
‫فما الثل الناسب له ‪..‬؟ هل يضرب له مثلً بالشجار ؟‬
‫وكذلك ف التعامل مع زوجتك ‪ ..‬سارة ليتك‬
‫أم بالنخل ؟ أم بال ُفرْس والروم ؟‬
‫تعملي شاي ‪ ..‬هند أتن أتغدى مبكرا اليوم ‪..‬‬
‫نظر إليه ‪ e‬فإذا الرجل عليه آثار البادية ‪ ..‬وإذا هو‬
‫وكذلك ‪..‬‬
‫مضطرب تتزاحم الفكار ف رأسه حول امرأته ‪..‬‬
‫عندما يطئ إنسان ‪ ..‬عال خطأه بأسلوب يعله‬
‫فقال له ‪ : e‬هل لك من إبل ؟‬
‫يشعر أن الفكرة فكرته هو ‪ ..‬ولدك يغيب عن‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫الصلة ف السجد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فما ألوانا ؟‬
‫قل له – مثلً – ‪ :‬سعد ‪ ..‬ما تريد تدخل النة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬حر ‪..‬‬
‫بلى ‪ ..‬إذن حافظ على صلتك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فهل فيها أسود ؟‬
‫ف يوم من اليام ‪ ..‬وف خيمة أعراب ف الصحراء‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فيها أورق ؟‬
‫جعلت امرأة تتأوه تلد ‪ ..‬وزوجها عند رأسها‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ينتظر خروج الولود ‪..‬‬
‫‪82‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫تدرج معه عند النصح ف الشياء الت أنتما متفقان عليها‬ ‫قال ‪ :‬فأن كان ذلك ؟!‬
‫‪..‬‬ ‫يعن ‪ :‬ما دام أنا كلها حر ذكورا وإناثا ‪ ..‬وليس‬
‫خرج ‪ r‬إل مكة معتمرا ف ألف وأربعمائة من أصحابه ‪..‬‬ ‫فيها أي لون آخر ‪ ..‬فكيف ولدت الناقة المراء‬
‫فمنعتهم قريش من دخول مكة ‪..‬‬ ‫ولدا أورق ‪ ..‬يتلف عن لونا ولون الب‬
‫ووقعت أحداث قصة الديبية الشهورة ‪..‬‬ ‫( الفحل ) ‪..‬‬
‫ف آخر المر وبعد مشاورات طويلة بي النب ‪ r‬وقريش‬ ‫ل ‪ ..‬ث قال ‪ :‬عسى أن يكون نزعه‬
‫فكر الرجل قلي ً‬
‫‪ ..‬اتفقوا على صلح ‪..‬‬ ‫عرق ‪ ..‬يعن قد يكون من أجداده من هو أورق ‪..‬‬
‫كان الذي تول التفاق على بنود الصـلح مـن جانـب‬ ‫فل زال الشبه باقيا ف السللة ‪ ..‬فظهر ف هذا‬
‫قريش هو سهيل بن عمرو ‪..‬‬ ‫الولد ‪..‬‬
‫اتفق النب ‪ r‬مع سهيل على شروط ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬فلعل ابنك هذا نزعه عرق (‪.. )39‬‬
‫منها ‪:‬‬ ‫سع الرجل هذا الواب ‪ ..‬فكر قليلً فإذا هو‬
‫•أن يعود السـلمون أدراجهـم إل الدينـة مـن‬ ‫جوابه هو ‪ ..‬والفكرة فكرته ‪ ..‬فاقتنع وأيقن ‪..‬‬
‫غي عمرة ‪..‬‬ ‫ومضى إل امرأته ‪..‬‬
‫•وأن من دخل ف السلم من أهل مكة وأراد‬ ‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫أن يها جر إل الدي نة فإن ال سلمي ف الدي نة‬ ‫جلس ‪ e‬مع أصحابه ‪ ..‬فجعل يدثهم عن أبوب‬
‫ل يقبلونه ‪..‬‬ ‫الي ‪..‬‬
‫•أ ما من ار تد عن إ سلمه وأراد الذهاب إل‬ ‫وكان ما ذكره ‪ ..‬أن قال ‪ :‬وف بضع أحدكم‬
‫الشركي ف مكة فإنه يقبل ‪!!..‬‬ ‫صدقة ‪..‬‬
‫إل غيـ ذلك مـن الشروط التـ فـ ظاهرهـا أناـ هزيةـ‬ ‫أي وطء أحدكم امرأته له فيه أجر ‪..‬‬
‫للمسلمي وإذلل لم ‪..‬‬ ‫فعجب الصحابة وقالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬يأت‬
‫كا نت قر يش ف الوا قع خائ فة من هذا العدد ال كبي من‬ ‫أحدنا شهوته ‪ ..‬ويكون له أجر ؟!!‬
‫ال سلمي ‪ ..‬وتعلم أن ال سلمي لو شاءوا لفتحوا م كة ‪..‬‬ ‫فأجابم ‪ e‬بواب يشعرون به أن الفكرة فكرتم‬
‫ولذا كانت قريش تضطر إل التلطف والصانعة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فل يتاجون لنقاش لقناعهم با ‪..‬‬
‫وكأ ن ب م ‪ ..‬ما كانوا يلمون أن يظفروا ول بر بع هذه‬ ‫فقال ‪ : e‬أرأيتم لو وضعها ف حرام ‪ ..‬أكان عليه‬
‫الشروط ‪..‬‬ ‫وزر ‪..‬‬
‫كان أكثر الصحابة متضايقا من شروط العقد ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ل كن أ ن ل م أن يعترضوا ‪ ..‬والذي يك تب الع قد ويض يه‬ ‫قال ‪ :‬فكذلك لو وضعها ف حلل كان له أجر ‪..‬‬
‫رجل ل ينطق عن الوى ‪..‬‬ ‫بل حت أثناء الوار مع الخر ‪..‬‬
‫ـر يينا وشا ًل ‪ ..‬يتمنــ لو‬
‫كان عمــر متحفزا ‪ ..‬ينظـ‬
‫( ) رواه مسلم ‪ ،‬وابن ماجة واللفظ له‬ ‫‪39‬‬

‫‪83‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫يستطيع عمل شيء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أوليسوا بالشركي ‪ ..‬؟!‬ ‫فلم يصب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫وثب عمر فأتى أبا بكر ‪ ..‬وأراد أن يناقشه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!‬ ‫فمـن حكمتـه ‪ ..‬ل يبدأ بالعتراض ‪ ..‬وإناـ بدأ‬
‫‪ :‬أنا عبد ال ورسوله ‪ ..‬لن أخالف أمره ‪ ..‬ولن‬ ‫فقال‬ ‫بالشياء الت ها متفقان عليها ‪..‬‬
‫يضيعن ‪..‬‬ ‫وجعل يسأل أبا بكر أسئلة جوابا ‪ ..‬بلى ‪ ..‬نعم ‪..‬‬
‫سكت ع مر ‪ ..‬وم ضى الكتاب ‪ ..‬ور جع ال سلمون إل‬ ‫صحيح ‪..‬‬
‫الدينة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬أليس برسول ال ‪..‬؟!‬
‫ومضت اليام ‪ ..‬ونقضت قر يش الع هد ‪ ..‬وأق بل ر سول‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ال ‪ r‬فاتا مكة ‪ ..‬مطهرا البيت الرام من الصنام ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أولسنا بالسلمي ؟!‬
‫وأدرك عمـر أنـه كان فـ اعتراضـه حينذاك على غيـ‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫السبيل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أوليسوا بالشركي ؟!‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫فكان‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ما زلت أ صوم ‪ ..‬وأت صدق ‪ ..‬وأ صلي ‪ ..‬وأع تق ‪ ..‬من‬ ‫قال ‪ :‬أولسنا على الق ؟‬
‫الذي صنعت يومئذ ‪ ..‬ما فة كل مي الذي تكلم ته يومئذ‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫‪ ..‬حت رجوت أن يكون خيا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أوليسوا على الباطل ؟‬
‫فلله در عمر ‪ ..‬ودر رسول ال ‪ r‬قبله ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫كيف نستفيد أكثر من هذه الهارة ؟‬ ‫قال ‪ :‬فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!‬
‫لو كان ولدك ل يعتن بفظ القرآن ‪ ..‬وتريده أن يزداد‬ ‫فقال أبو بكر ‪ :‬يا عمر ‪ ..‬أليس هو رسول ال ‪.‬؟‬
‫حرصا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ابدأ بالشياء الت أنتما متفقان عليها ‪ ..‬أل تريد أن يبك‬ ‫قال ‪ :‬فالزم ِغرْزه ‪ ..‬فإن أشهد أنه رسول ال ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬أل تريد أن ترتقي ف درجات النة ‪..‬‬ ‫ـا أن‬
‫ـه أبدا ‪ ..‬كمـ‬
‫ـن وراءه تابعا ل تالفـ‬
‫أي كـ‬
‫سيجيبك حتما ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫غرزات اليط ف الثوب تكون متتابعة ‪..‬‬
‫عندها قدم النصيحة على شكل اقتراح ‪ : ..‬إذن فلو أنك‬ ‫قال عمر ‪ :‬وأنا أشهد أنه رسول ال ‪..‬‬
‫شاركت ف حلقة تفيظ القرآن ‪..‬‬ ‫مضى عمر ‪ ..‬حاول أن يصب ‪ ..‬فلم يستطع ‪..‬‬
‫وكذلك أنتِ ‪ :‬لو رأيتِ امرأة ل تعتن بجابا ‪..‬‬ ‫فذهب إل رسول ال ‪.. r‬‬
‫ابدئي معها بالشياء الت أنتما متفقتان عليها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ألست برسول ال ؟!‬
‫أنا أعلم أنك مسلمة ‪ ..‬وحريصة على الي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ستقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أولسنا بالسلمي ‪ ..‬؟‬

‫‪84‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كان النب ‪ e‬مبوبا بي أصحابه ‪ ..‬وكان يارس أساليب‬ ‫وامرأة عفيفة ‪ ..‬وتبي ال ‪..‬‬
‫رائعة ف التعامل معهم ‪..‬‬ ‫ستقول ‪ :‬إي وال ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬
‫وقف مرة بينهم ‪ ..‬فشخص ببصره إل السماء ‪ ..‬كأنه‬ ‫عندها قدمي النصيحة على شكل اقتراح ‪ :‬فلو‬
‫يفكر أو يترقب شيئا ‪..‬‬ ‫أنك اعتنيت بجابك أكثر ‪ ..‬وحرصت على‬
‫ث قال ‪ :‬هذا أوانُ يتلس العلم من الناس ‪ ..‬حت ل‬ ‫الستر ‪..‬‬
‫يقدروا منه على شيء ‪..‬‬ ‫هكذا يكننا أن نصل على ما نريد من الناس من‬
‫أي ‪ :‬يُعرض الناس عن القرآن وتعلمه ‪ ..‬وعن العلم‬ ‫غي أن يشعروا ‪..‬‬
‫الشرعي ‪ ..‬فل يرصون عليه ول يفهمونه ‪..‬‬
‫فيُختلسُ منهم ‪ ..‬أي ‪ :‬يرفع عنهم ‪..‬‬ ‫بارقة ‪..‬‬
‫فقام صحاب جليل ‪ ..‬هو زياد بن لبيد النصاري وقال‬ ‫تستطيع أن تأكل العسل دون تطيم اللية ‪..‬‬
‫بكل حاس ‪:‬‬
‫‪.33‬أمسك العصا من النصف !!‬
‫يا رسول ال ‪ ،‬وكيف يتلس منا ؟! وقد قرأنا القرآن !‬
‫أشكرك على اختيارك مهنة التدريس ‪ ..‬وقد آتاك‬
‫فوال لنقرأنه ‪ ،‬ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ‪..‬‬
‫ال أسلوبا حسنا ‪ ..‬وطلبك يبونك كثيا ‪ ..‬و‬
‫فنظر إليه النب ‪ .. e‬فإذا شاب يتفجر حاسا وغية على‬
‫‪..‬‬
‫الدين ‪ ..‬فأراد أن ينبهه على فهمه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫ولكن ‪ :‬ليتك ما تتأخر على الدوام ف الصباح ‪..‬‬
‫ثكلتك أمك يا زياد ‪ ،‬إن كنت لعدك من فقهاء أهل‬
‫أنت جيلة ‪ ..‬والبيت مرتب ‪ ..‬ول أنكر أن‬
‫الدينة ‪..‬‬
‫الولد متعبون ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫وهذا ثناء على زياد ‪ ..‬أن يقول له رسول ال ‪ e‬أمام‬
‫ولكن ‪ :‬أتن أن تتمي بلبسهم أكثر ‪..‬‬
‫الناس إنه من فقهاء الدينة ‪ ..‬هذا ذكر لوانب الصواب‬
‫هكذا كان أسلوب صال مع الناس ‪ ..‬يذكر‬
‫والصفحات الشرقة لزياد ‪..‬‬
‫الوانب الشرقة عند الخطئ ث ينبهه على أخطائه‬
‫ث قال ‪ : e‬هذا التوراة والنيل عند اليهود والنصارى‬
‫‪ ..‬ليكون عادلً ‪..‬‬
‫فماذا يغن عنهم ؟! (‪.. )40‬‬
‫عندما تنتقد حاول أن تذكر جوانب الصواب ف‬
‫أي ليست العبة يا زياد بوجود القرآن ‪ ..‬وإنا العبة‬
‫الخطئ ‪ ..‬قبل غيها ‪..‬‬
‫بقراءته ومعرفة معانيه والعمل بأحكامه ‪..‬‬
‫حاول دائما أن تشعر الذي أمامك أن نظرتك إليه‬
‫هكذا كان تعامله رائعا ‪..‬‬
‫مشرقة ‪ ..‬وأنك عندما تنبهه على أخطائه ل يعن‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬ير ‪ e‬ببعض قبائل العرب يدعوهم إل‬
‫ذلك أنه سقط من عينك ‪ ..‬أو أنك نسيت حسناته‬
‫السلم ‪ ..‬وكان يتار أحسن العبارات لجل ترغيبهم ف‬
‫ول تذكر إل سيئاته ‪..‬‬
‫الستجابة له والدخول ف السلم ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬بل أشعره أن ملحظاتك عليه تغوص ف بر‬
‫حسناته ‪..‬‬
‫( ) رواه الترمذي والاكم‬ ‫‪40‬‬

‫‪85‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأصحابه بوضع يقال له ‪ :‬عسفان ‪..‬‬ ‫فمر بقبيلة منهم ‪ ..‬اسهم ‪ :‬بنو عبد ال ‪ ..‬فدعاهم‬
‫فقام خالد قريبا من هم يتح ي الفر صة لي صيب ر سول ال‬ ‫إل ال ‪ ..‬وعرض عليهم نفسه ‪ ..‬وجعل يقول لم‬
‫برمية سهم أو ضربة سيف ‪..‬‬ ‫‪:‬‬
‫جعل يترصد ويترقب ‪..‬‬ ‫يا بن عبد ال ‪ ..‬إن ال قد أحسن اسم أبيكم ‪..‬‬
‫بأصحابه صلة الظهر أمامهم ‪ ..‬فهموا أن‬ ‫فصلى النب‬ ‫يعن لستم ببن عبد العزى ‪ ..‬أو بن عبد اللت ‪..‬‬
‫يهجموا عليهم ‪ ..‬فلم يتيسر لم ‪..‬‬ ‫وإنا أنتم بنو عبد ال ‪ ..‬فليس ف اسكم شرك‬
‫علم بم ‪ ..‬فصلى بأ صحابه صلة العصر‬ ‫فكأن النب‬ ‫فادخلوا ف السلم ‪..‬‬
‫صلة الوف ‪..‬‬ ‫بل كان من براع ته ‪ r‬أ نه كان ير سل ر سائل غ ي‬
‫أي ق سم أ صحابه إل فريق ي ‪ ..‬فر يق ي صلي م عه وفر يق‬ ‫مباشرة إل الناس ‪ ..‬يذكـر فيهـا إعجابـه بمـ ‪..‬‬
‫يرس ‪..‬‬ ‫ومبتـه اليـ لمـ ‪ ..‬فإذا بلغتهـم هذه الرسـائل ‪..‬‬
‫فوقع ذلك من خالد وأ صحابه موقعا ‪ ..‬وقال ف نف سه ‪:‬‬ ‫عملت في هم من التأث ي أك ثر م ا تعمله – ربّ ما –‬
‫الرجـل منوع عنـا ‪ ..‬أي هناك مـن يميـه وينـع عنـه‬ ‫الدعوة الباشرة ‪..‬‬
‫الذى !!‬ ‫بطلً ‪ ..‬ول يكـن بطلً‬ ‫كان خالد بـن الوليـد‬
‫وأ صحابه ‪ ..‬و سلكوا طريقا ذات اليم ي ‪..‬‬ ‫ث ارت ل‬ ‫ل مغوارا ‪ ..‬يضرب له ألف‬
‫عاديا ‪ ..‬بــل كان بط ً‬
‫لئل يروا بالد وأصحابه ‪..‬‬ ‫حساب ‪..‬‬
‫إل الديب ية ‪ ..‬صال قريشا على أن يعت مر ف‬ ‫و صل‬ ‫وكان النب ‪ r‬يتشوق لسلمه ‪ ..‬لكن أن له ذلك‬
‫العام القادم ‪ ..‬ورجع إل الدينة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخالد ما ترك حربا ضد السلمي إل خاضها ‪..‬‬
‫رأى خالد أن قريشا ل يزال شأناـ ينخفـض فـ العرب‬ ‫بل كان هو من أ كب أ سباب هزي ة ال سلمي ف‬
‫يوما بعد يوم ‪..‬‬ ‫معركة أحد ‪..‬‬
‫فقال ف نفسه ‪ :‬أي شيء بقي ؟ أين أذهب ؟‬ ‫قال فيـه النـب ‪ r‬يوما ‪ ..‬لو جاءنـا لكرمناه ‪..‬‬
‫إل النجاشـي ؟ ‪ ..‬ل ‪ ..‬فقـد اتبـع ممدا وأصـحابه عنده‬ ‫وقدمناه على غيه ‪..‬‬
‫آمنون ‪..‬‬ ‫فكيف كان تأثي ذلك ؟‬
‫فأخرج إل هرقــل ؟‪ ..‬ل ‪ ..‬أخرج مــن دينــ إل‬ ‫خذ القصة من أولا ‪..‬‬
‫نصرانية ؟‪ ..‬أو يهودية ؟ وأقيم ف عجم ؟‪..‬‬ ‫كان خالد من أشداء الكفار وقادتم ‪..‬‬
‫فبن ما خالد يف كر ف شأ نه ‪ ..‬ويتردد ‪ ..‬واليام والشهور‬ ‫ل يكاد يفوت فرصة إل حارب فيها رسول ال‬
‫تضي عليه ‪..‬‬ ‫أو ترصّد له ‪..‬‬
‫إذ جاء موعد عمرة السلمي ‪ ..‬فأقبلوا إل الدينة ‪..‬‬ ‫فلما أقبل رسول ال ‪ r‬مع السلمي إل الديبية ‪..‬‬
‫دخل ‪ r‬مكة معتمرا ‪..‬‬ ‫وأرادوا العمرة ‪..‬‬
‫فلم يتمل خالد رؤية السلمي مرمي ‪ ..‬فخرج من مكة‬ ‫خرج خالد ف خيل من الشركي ‪ ..‬فلقوا النب‬

‫‪86‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال خالد ‪ :‬فلمـا جاءنـ كتابـه ‪ ..‬نشطـت للخروج ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وغاب أياما أرب عة و هي اليام ال ت قضا ها ال نب‬
‫وزادن رغبة ف السلم ‪..‬‬ ‫ف مكة ‪..‬‬
‫وسرن سؤال رسول ال ‪ r‬عن ‪..‬‬ ‫عمر ته ‪ ..‬وج عل ين ظر ف طرقات‬ ‫ق ضى ال نب‬
‫وأرى ف النوم كأن ف بلد ضيقة مدبة ‪ ..‬فخرجت إل‬ ‫مكة وبيوتا ‪ ..‬ويستعيد الذكريات ‪..‬‬
‫بلد خضراء واسعة ‪..‬‬ ‫تذكر البطل خالد بن الوليد ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬إن هذه لرؤيا حق ‪..‬‬ ‫فالتفت إل الول يد بن الول يد ‪ ..‬وهو أ خو خالد ‪..‬‬
‫فلما أجعت الروج إل رسول ال ‪ r‬قلت ‪:‬‬ ‫وكان الوليد مسلما قد دخل مع النب ‪ r‬معتمرا ‪..‬‬
‫من أصاحب إل رسول ال ‪ r‬؟!‬ ‫أن يب عث إل خالد ر سالة غ ي مباشرة ‪..‬‬ ‫وأراد‬
‫فلقيت صفوان بن أمية ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬ ‫يرغبه فيها بالدخول ف السلم ‪..‬‬
‫يا أبا وهب أما ترى ما نن فيه ؟ إنا نن كأضراس يطحن‬ ‫للوليد ‪ :‬أين خالد ؟‬ ‫قال‬
‫بعضها بعضا ‪..‬‬ ‫فوجـئ الوليـد بالسـؤال ‪ ..‬وقال ‪ :‬يأتـ ال بـه يـا‬
‫وقد ظهر ممد على العرب والعجم ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪..‬‬
‫فلو قدمنا على ممد واتبعناه ‪ ..‬فإن شرف ممد لنا شرف‬ ‫‪ " :‬مثله ي هل ال سلم !! ولو كان ج عل‬ ‫فقال‬
‫؟‬ ‫نكايته وَ َحدّه مع السلمي ‪ ..‬كان خيا له ‪..‬‬
‫فأب أشد الباء ‪ ..‬وقال ‪ :‬لو ل يبق غيي ما اتبعته أبدا ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬ولو جاء نا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على غيه‬
‫فافترقنا ‪ ..‬وقلت ف نفسي ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫هذا رجل مصاب ‪ ..‬قتل أخوه وأبوه بعركة بدر ‪..‬‬ ‫استبشر الوليد ‪ ..‬وجعل يطلب خالدا ويبحث عنه‬
‫فلقيـت عكرمـة بـن أبـ جهـل ‪ ..‬فقلت له مثـل مـا قلت‬ ‫ف مكة ‪ ..‬فلم يده ‪..‬‬
‫لصفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫فلما عزموا على الرجوع للمدينة ‪..‬‬
‫فقال ل مثل ما قال ل صفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫كتب الوليد كتابا إل أخيه ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬فاكتم علي خروجي إل ممد ‪..‬‬ ‫بسـم ال الرحنـ الرحيـم ‪ ..‬أمـا بعـد ‪ ..‬فإنـ ل أر‬
‫قال ‪ :‬ل أذكره لحد ‪.‬‬ ‫أع جب من ذهاب رأ يك عن ال سلم ‪ ..‬وعقلك‬
‫فخرجت إل منل ‪ ..‬فأمرت براحلت فخرجت با ‪..‬‬ ‫عقلك ! ومثل السلم يهله أحد ؟‬
‫إل أن لقيت عثمان بن طلحة ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬ ‫وقد سألن ر سول ال ‪ r‬عنك وقال ‪ :‬أ ين خالد ؟‬
‫إن هذا ل صديق ‪ ..‬فلو ذكرت له ما أرجو ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يأت ال به ‪..‬‬
‫ث ذكرت من ق تل من آبائه ف حرب نا مع ال سلمي ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " :‬مثله جهـل السـلم !! ولو كان جعـل‬
‫فكرهت أن أذكّره ‪..‬‬ ‫نكاي ته وَ َحدّه مع ال سلمي ‪ ..‬كان خيا له ‪ ..‬ولو‬
‫ث قلت ‪ :‬وما علي أن أخبه ‪ ..‬وأنا راحل ف ساعت هذه‬ ‫جاءنا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على غيه ‪..‬‬
‫!‪..‬‬ ‫فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالة ‪..‬‬

‫‪87‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فل ما رآ ن من بع يد تب سّم ‪ ..‬ف ما زال يتب سم إلّ ح ت‬ ‫فذكرت له ما صار أمر قريش إليه ‪ ..‬وقلت ‪:‬‬
‫وقفت عليه ‪..‬‬ ‫إناـ ننـ بنلة ثعلب فـ جحـر ‪ ..‬لو صـُب عليـه‬
‫فسلمت عليه بالنبوة ‪ ..‬فرد على السلم بوجه طلْق ‪..‬‬ ‫ذنوب من ماء لرج ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬إن أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأنك رسول ال ‪..‬‬ ‫وقلت له نوا ماــ قلت لصــاحبَ ْي ‪ ..‬فأســرع‬
‫فقال ‪ " :‬المد ل الذي هداك ‪ ..‬قد كنت أرى لك عقلً‬ ‫الستجابة وعزم على الروج معي للمدينة !‪..‬‬
‫‪ ..‬رجوت أل يسلمك إل إل خي " ‪..‬‬ ‫فقلت له ‪ :‬إ ن خر جت هذا اليوم ‪ ..‬وأ نا أر يد أن‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن قد رأيت ما كنت أشهد من‬ ‫أمضي للمدينة ‪..‬‬
‫تلك الواطـن عليـك ‪ ..‬معاندا للحـق ‪ ..‬فادع ال أن‬ ‫وهذه راحلت مهزة ل على الطريق ‪..‬‬
‫يغفرها ل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فتواعدنا أنا وهو ف موضع يقال له "يأجج "‬
‫فقال ‪ " : r‬السلم يب ما كان قبله " ‪..‬‬ ‫‪ ..‬إن سبقن أقام ينتظر ن ‪ ..‬وإن سبقته أق مت‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬على ذلك ‪ ..‬فاستغفر ل ‪..‬‬ ‫أنتظره ‪..‬‬
‫قال ‪ " :‬اللهم اغفر لالد بن الوليد ‪ ..‬كل ما َأوْضع فيه‬ ‫فخرجت من بيت آخر الليل سَحَرا ‪ ..‬خوفا من أن‬
‫‪ ..‬من صد عن سبيل ال " ‪..‬‬ ‫تعلم قريش بروجنا ‪..‬‬
‫ومن يعدها كان خالد رأسا من رؤوس هذا الدين ‪..‬‬ ‫فلم يطلع الفجر حت التقينا ف "يأجج" ‪ ..‬فغدونا‬
‫أما إسلمه فكان برسالة غي مباشرة وصلت إليه من‬ ‫حت انتهينا إل الدة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬ ‫فوجدنا عمرو بن العاص على بعيه ‪..‬‬
‫وأحكمه ‪..‬‬ ‫فما أحلمه‬ ‫قال ‪ :‬مرحبا بالقوم ‪ ..‬إل أين مسيكم ؟‬
‫فلنتبع مثل هذه الهارات ف التأثي ف الناس ‪..‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬وما أخرجك ؟‬
‫فلو رأيت شخصا يبيع دخانا ف بقالة فأردت تنبيهه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬وما أخرجكم ؟‬
‫فأثن أولً على بقالته ونظافتها ‪ ..‬وادعُ له بالبكة ف‬ ‫قلنا ‪ :‬الدخول ف السلم ‪ ..‬واتباع ممد ‪.. r‬‬
‫الربح ‪ ..‬ث نبهه على أهية الكسب اللل ‪ ..‬ليشعر أنك‬ ‫قال ‪ :‬وذاك الذي أقدمن ‪.‬‬
‫ل تنظر إليه بنظار أسود ‪ ..‬بل أمسكت العصا من‬ ‫فاصطحبنا جيعا حت دخلنا الدينة ‪..‬‬
‫النصف ‪..‬‬ ‫فأننا بظهر الرة ركابنا ‪..‬‬
‫كن ذكيا ‪ ..‬ابث عن أي حسنات فيمن أمامك تغمر‬ ‫فأُخب بنا رسول ال ‪ r‬فسر بنا ‪..‬‬
‫فيها سيئاته ‪ ..‬أحسن الظن بالخرين ‪ ..‬ليشعروا بعدلك‬ ‫فلب ست من صال ثيا ب ‪ ..‬ث توج هت إل ر سول‬
‫معهم فيحبوك ‪..‬‬ ‫ال ‪ .. r‬فلقين أخي فقال ‪:‬‬
‫سرّ‬
‫أ سرع ‪ ..‬فإن ر سول ال ‪ .. r‬قد أُ خب بك ف ُ‬
‫لحة ‪..‬‬ ‫بقدومك وهو ينتظركم ‪..‬‬
‫عندما يقتنع الناس أننا نلحظ حسناتم ‪ ..‬كما نلحظ‬ ‫فأ سرعنا ال سّي ‪ ..‬فأقبلت إل ر سول ال أم شي ‪..‬‬
‫سيئاتم ‪ ..‬يقبلون منا التوجيه ‪..‬‬
‫‪88‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫حت وإن وقعوا ف أخطاء ‪..‬‬
‫وبي يدي حادثة مروّعة ‪ ..‬الشاهد منها آخرُها ‪ ..‬لكن‬ ‫‪.34‬اجعل معالة الطأ سهلة ‪..‬‬
‫سأوردها من أولا رغبة ف الفائدة ‪..‬‬ ‫تتنوع الخطاء الت تقع من الناس كبا وصغرا ‪..‬‬
‫كان رسول ال ‪ r‬إذا أراد أن يرج سفرا أقرع بي نسائه‬ ‫ومهما كان حجم الطأ فإنه يكن علجه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فأيتهن خرج سهمها خرج با معه ‪..‬‬ ‫نعم قد ل يفيد العلج ف إصلح ما أفسده الطأ‬
‫فل ما أراد الروج إل غزوة ب ن ال صطلق ‪ ..‬أقرع بين هن‬ ‫‪ .. %100‬لكنه على القل يصلح أكثر الفاسد‬
‫فخرج سهم عائشة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فخرجت مع رسول ال ‪ .. r‬وذلك بعدما أنزل الجاب‬ ‫عدد غي قليل من الناس ل يسعى إل إصلح‬
‫‪..‬وكانت تمل ف هودج ‪ ..‬فإذا نزلوا نزلت من هودجها‬ ‫أخطائه لشكه ف قدرته أصلً على علجها ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقضت حاجاتا ‪ ..‬فإذا أرادوا الرتال ركبت فيه ‪..‬‬ ‫وأحيانا تكون طريقتنا ف التعامل مع الخطاء هي‬
‫فلما فرغ رسول ال ‪ r‬من غزوته ‪ ..‬توجه قافلً إل‬ ‫جزء من الطأ نفسه ‪..‬‬
‫الدينة ‪ ..‬حت إذا كان قريبا من الدينة نزل من ًل فبات به‬ ‫يقع ولدي ف خطأ فألومه وأحقره وأعظّم عليه‬
‫بعض الليل ‪..‬‬ ‫الطأ حت يشعر بأنه سقط ف بئر ليس له قاع !!‬
‫ث آذن الناس بالرحيل ‪ ..‬فبدأ الناس يمعون متاعهم‬ ‫فييأس من الصلح ‪ ..‬ويبقى على ما هو عليه ‪..‬‬
‫للرحيل ‪..‬فخرجت عائشة لبعض حاجتها ‪ ..‬وف عنقها‬ ‫وقد تقع ف الطأ زوجت أو يقع فيه صديقي ‪..‬‬
‫عقد لا فيه جزع ظفار ‪..‬‬ ‫فإذا أشعرته أنه أخطأ ولكن الطريق ل ينقطع بعد‬
‫فلما فرغت من حاجتها ‪ ..‬انسل العقد من عنقها وهي ل‬ ‫فمعالة الطأ سهلة ‪ ..‬والرجوع إل الق خي من‬
‫تدري ‪..‬‬ ‫التمادي ف الباطل ‪..‬‬
‫فلما رجعت العسكر ‪ ..‬وأرادت الدخول ف هودجها ‪..‬‬ ‫جاء رجل إل النب ‪ r‬يبايعه على الجرة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫لست عنقها فلم تد العقد ‪ ..‬وقد بدأ الناس ف الرحيل‬ ‫إن جئت أبايعك على الجرة ‪ ..‬وتركت أبوي‬
‫‪..‬‬ ‫يبكيان ‪..‬‬
‫فرجعت سريعا إل مكانا الذي قضت فيه حاجتها ‪..‬‬ ‫فلم يعنفه ‪ .. e‬أو يقر فِعْله ‪ ..‬أو يصغر عقله ‪..‬‬
‫فأخذت تبحث عنه ‪ ..‬وأبطأت ‪..‬‬ ‫فالرجل جاء بنية صالة ويرى أنه فعل الصلح ‪..‬‬
‫وجاء القوم فحملوا هودجها وهم يظنون أنا فيه ‪..‬‬ ‫أشعره ‪ e‬أن معالة الطأ سهلة فقال له بكل‬
‫فاحتملوه ‪ ..‬فشدوه على البعي ‪ ..‬ث أخذوا برأس البعي‬ ‫بساطة ‪ :‬ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما‬
‫فانطلقوا به ‪..‬‬ ‫‪.. )41(..‬‬
‫وسار اليش ‪ ..‬أما عائشة فبعد بث طويل ‪ ..‬وجدت‬ ‫وانتهى المر ‪..‬‬
‫العقد ‪ ..‬فعادت إل مكان اليش ‪..‬‬ ‫كان ‪ e‬يتعامل مع الناس بأساليب ترب فيهم‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫الرغبة ف الي وتشعرهم أنم إل الي أقرب ‪..‬‬
‫( ) ف الستدرك وصحح إسناده ‪..‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪89‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وقد انتهى الديث إل رسول ال ‪ r‬وإل أبويّ ‪ ..‬وهم ل‬ ‫قالت عائشة ‪:‬‬
‫يذكرون ل منه قليلً ول كثيا ‪ ..‬إل أن قد أنكرت من‬ ‫‪ .‬فجئت منازلم وليس با داع ول ميب ‪ ..‬قد‬
‫رسول ال ‪ r‬بعض لطفه ب ‪..‬‬ ‫انطلق الناس ‪..‬‬
‫كنت إذا اشتكيت رحن ولطف ب ‪ ..‬فلم يفعل ذلك ب‬ ‫فتيممت منل الذي كنت فيه وظننت أن القوم‬
‫ف شكواي تلك ‪..‬‬ ‫سيفقدون فيجعون إل ‪..‬‬
‫بل كان إذا دخل علي وعندي أمي ترضن قال ‪ :‬كيف‬ ‫فتلففت بلباب ‪ ..‬فبينما أنا جالسة ف منل إذ‬
‫تيكم ؟ ل يزيد على ذلك ‪..‬‬ ‫غلبتن عين فنمت ‪..‬‬
‫حت وجدت ف نفسي ‪..‬فلما رأيت جفاءه ل قلت ‪:‬‬ ‫فوال إن لضطجعة إذ مرّ ب صفوان بن العطل ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬لو أذنت ل فانتقلت إل أمي فمرضتن ‪..‬‬ ‫وكان قد تلف عن العسكر لبعض حاجاته ‪ ..‬فلم‬
‫قال ‪ :‬ل عليك ‪..‬‬ ‫يبت مع الناس ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫فرأى سواد إنسان نائم ‪ ..‬فأتان فعرفن حي رآن‬
‫فانتقلت إل أمي ول علم ل بشيء ما كان ‪ ..‬حت نقهت‬ ‫‪ ..‬وقد كان يران قبل أن يضرب الجاب علينا ‪..‬‬
‫من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ‪..‬‬ ‫فلما رآن قال ‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون ‪ ..‬ظعينة‬
‫فخرجت ليلة لبعض حاجت ومعي أم مسطح بنت خالة‬ ‫رسول ال ‪ r‬؟‬
‫أب بكر ‪.. t‬‬ ‫فاستيقظت باسترجاعه حي عرفن فخمرت وجهي‬
‫فوال إنا لتمشي معي إذ تعثرت ف مِرطها ‪ ..‬وسقطت أو‬ ‫بلباب ‪..‬‬
‫كادت ‪..‬‬ ‫ووال ما كلمن كلمة ‪ ..‬ول سعت منه غي‬
‫فقالت ‪ :‬تعس مسطح ‪..‬‬ ‫استرجاعه ‪..‬‬
‫ل قد شهد‬
‫قلت ‪ :‬بئس لعمر ال ما قلت ‪ ..‬تسبي رج ً‬ ‫حت أناخ راحلته ‪ ..‬فوطئ على يديها ‪ ..‬فركبت‬
‫بدرا ؟‬ ‫وأخذ برأس البعي فانطلق سريعا يطلب الناس ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬أي هنتاه ‪ ..‬أول تسمعي ما قال ؟ أوما بلغك‬ ‫فوال ما أدركنا الناس وما افتقدون حت أصبحنا‬
‫الب يا بنت أب بكر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فوجدناهم نازلي ‪ ..‬فبينما هم كذلك ‪ ..‬إذ‬
‫قلت ‪ :‬وما الب ؟‬ ‫طلع الرجل يقود ب البعي ‪..‬‬
‫فأخبتن بالذي كان من قول أهل الفك ‪..‬‬ ‫ج العسكر ‪..‬‬
‫فقال أهل الفك ما قالوا ‪ ..‬وارت ّ‬
‫قلت ‪ :‬أوقد كان هذا ؟‬ ‫ووال ما أعلم بشيء من ذلك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم وال لقد كان ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فوال ما قدرت على أن أقضي حاجت ورجعت ‪..‬‬ ‫ث قدمنا الدينة ‪ ..‬فلم ألبث أن مرضت واشتكيت‬
‫فازددت مرضا إل مرضي ‪..‬‬ ‫شكوى شديدة ‪ ..‬وأنا ل يبلغن من كلم الناس‬
‫فوال ما زلت أبكي ‪ ..‬حت ظننت أن البكاء سيصدع‬ ‫شيء ‪..‬‬

‫‪90‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فلما قال رسول ال ‪ r‬تلك القالة ‪..‬‬ ‫كبدي ‪..‬‬
‫قام أمي الوس سعد بن معاذ فقال ‪:‬‬ ‫وقلت لمي ‪ :‬يغفر ال لك ‪ ..‬تدث الناس با‬
‫يا رسول ال إن يكونوا من الوس نكفك إياهم ‪ ..‬وإن‬ ‫تدثوا يه ‪ ..‬ول تذكرين ل من ذلك شيئا ‪..‬‬
‫يكونوا من إخواننا من الزرج فمرنا أمرك فوال إنم‬ ‫قالت ‪ :‬أي بنية خففي عليك الشأن ‪ ..‬فوال لقلّ‬
‫لهل أن تضرب أعناقهم ‪..‬‬ ‫ما كانت امرأة حسناء عند رجل يبها ‪ ..‬ولا‬
‫فلما سع ذلك أمي الزرج سعد بن عبادة قام ‪ ..‬وكان‬ ‫ضرائر إل كثّرن ‪ ..‬وكثّر الناس عليها ‪..‬‬
‫رجلً صالا ‪ ..‬لكن أخذته المية ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬سبحان ال وقد تدث الناس بذا ؟‬
‫قام فقال ‪ :‬كذبت لعمر ال ‪ ..‬ما تضرب أعناقهم ‪ ..‬أما‬ ‫فبكيت تلك الليلة حت أصبحت ‪ ..‬ل يرقأ ل دمع‬
‫وال ما قلت هذه القالة إل أنك قد عرفت أنم من‬ ‫‪ ..‬ول أكتحل بنوم ‪..‬‬
‫الزرج ؟ ولو كانوا من قومك ما قلت هذا ‪..‬‬ ‫ث أصبحت أبكي ‪..‬‬
‫فقال أسيد بن حضي ‪ :‬كذبت لعمر ال ‪ ..‬وال لنقتلنه ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫ولكنك منافق تادل عن النافقي ‪..‬‬ ‫هذا حال عائشة ‪ ..‬تتهم بذلك وهي الفتاة الت ل‬
‫ث ثار الناس بعضهم إل بعض ‪ ..‬حت كادوا أن يقتتلوا ‪..‬‬ ‫يتجاوز عمرها خس عشرة سنة ‪..‬‬
‫ورسول ال ‪ r‬قائم على النب ‪ ..‬فلم يزل يفضهم حت‬ ‫تتهم بالزنا ‪ ..‬وهي العفيفة الشريفة ‪ ..‬زوجة أطهر‬
‫سكتوا ‪ ..‬وسكت ‪..‬‬ ‫الناس ‪ ..‬الت ما كشفت سترها ‪ ..‬ول هتكت‬
‫فلما رأى ‪ r‬ذلك ‪ ..‬نزل فدخل بيته ‪..‬‬ ‫عرضها ‪ ..‬هذا حالا تبكي ف بيت أبويها ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫أما حال رسول ال ‪ .. r‬فل يبعد حزنا وها ‪..‬‬
‫ولا رأى أن المر ل يكن حله من جهة عموم الناس ‪..‬‬ ‫عن عائشة ‪..‬‬
‫أراد أن يد حلً من جهة أهل بيته ‪ ..‬وأخص الناس به ‪..‬‬ ‫‪r‬‬ ‫فل جبيل يرسل ‪ ..‬ول القرآن ينل ‪ ..‬ويبقى‬
‫فدعا عليا وأسامة بن زيد ‪ ..‬فاستشارها ‪..‬‬ ‫متحيا ف أمره ‪ ..‬وقد كب عليه اتام النافقي ‪..‬‬
‫فأما أسامة فأثن على عائشة خيا وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫وكلم الناس ف عرضه زوجه ‪..‬‬
‫أهلك وما نعلم منهم إل خيا ‪ ..‬وهذا الكذب والباطل‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫‪..‬‬ ‫فلما طال المر عليه ‪ ..‬قام ‪ r‬ف الناس فخطبهم‬
‫وأما علي فإنه قال ‪ :‬يا رسول ال إن النساء لكثي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فحمد ال ‪ ..‬وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫وإنك لقادر على أن تستخلف ‪ ..‬وسل الارية فإنا‬ ‫أيها الناس ما بال رجال يؤذونن ف أهلي ‪..‬‬
‫ستصدقك ‪ ..‬فدعا رسول ال ‪ r‬بريرة ‪..‬‬ ‫ويقولون عليهم غي الق ‪ ..‬وال ما علمت عليهم‬
‫فقال ‪ :‬أي بريرة ‪ ..‬هل رأيت من شيء يريبك من عائشة‬ ‫إل خيا ‪ ..‬ويقولون ذلك لرجل ‪ ..‬وال ما علمت‬
‫؟‬ ‫منه إل خيا ‪ ..‬ول يدخل بيتا من بيوت إل وهو‬
‫فقالت بريرة ‪ :‬ل ‪ ..‬والذي بعثك بالق نبيا ‪..‬‬ ‫معي ‪..‬‬

‫‪91‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فاستأذن ‪ ..‬ودخل عليها وعندها أبوها وأمها‪ ..‬وامرأة من‬ ‫وال ما أعلم إل خيا ‪ ..‬وما كنت أعيب على‬
‫النصار ‪..‬‬ ‫عائشة شيئا ‪ ..‬إل أنا جارية حديثة السن ‪..‬‬
‫وهي أول مرة يدخل فيها بيت أب بكر ‪ ..‬منذ قال الناس‬ ‫فكنت أعجن عجين ‪ ..‬فآمرها أن تفظه فتنام عنه‬
‫ما قالوا ‪ ..‬وما رأى عائشة منذ قرابة الشهر ‪ ..‬وقد لبث‬ ‫‪ ..‬فتأت الشاة فتأكله ‪..‬‬
‫شهرا ل يوحى إليه ف شيء ف شأن عائشة ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬كيف ترى الارية على عائشة ريبة ‪ ..‬وهي‬
‫دخل ‪ r‬على عائشة ‪..‬‬ ‫الفتاة ال صالة ال ت ربا ها صديق ال مة أ بو ب كر ‪..‬‬
‫فإذا طرية الفراش ‪ ..‬وكأنا فرخ منتوف من شدة البكاء‬ ‫وتزوجها سيد ولد آدم ‪..‬‬
‫والم ‪..‬‬ ‫بـل كيـف تقـع فـ ريبـة ‪ ..‬وهـي أحـب الناس إل‬
‫وإذا هي تبكي ‪ ..‬والرأة تبكي معها ‪ ..‬ل يلكان من‬ ‫رسول ال ‪ ..‬ول يكن ‪ r‬يب إل طيبا ‪..‬‬
‫المر شيئا ‪..‬‬ ‫فهي البيئة البأة ‪ ..‬ولكن ال يبتليها ليعظم أجرها‬
‫فجلس رسول ال ‪ .. r‬فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬ويرفع ذكرها ‪..‬‬
‫أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا ‪ ..‬وذكر‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫‪ e‬خب الفك ‪ ..‬وما أشيع من وقوعها ف خطأ كبي ‪..‬ث‬ ‫وتضـي على عائشـة اليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬
‫أراد ‪ e‬أن يبي ل ا أن الن سان مه ما و قع ف خ طأ فإن‬ ‫وهي تتقلب على فراش مرضها ‪ ..‬ل تنأ بطعام ول‬
‫معالة هذا الطأ ليست صعبة ‪ ..‬فقال لا ‪:‬‬ ‫شراب ‪..‬‬
‫فإن كنت بريئه فسيبئك ال عز وجل ‪..‬‬ ‫وقد حاول رسول ال ‪ r‬أن يل الشكلة ‪ ..‬بطبة‬
‫وإن كنت ألمت بذنب ‪ ..‬فاستغفري ال عز وجل وتوب‬ ‫على رؤوس الناس فكادت أن تقع الرب بي‬
‫إليـه ‪ ..‬فإن العبـد إذا اعترف بذنـب ثـ تاب ‪ ..‬تاب ال‬ ‫السلمي ‪ ..‬وحاول أن يلها ف بيته ويسأل عليا‬
‫عليه ‪..‬‬ ‫وزيدا ‪ ..‬فلم يرج بشيء ‪..‬‬
‫هكذا ‪ ..‬حـل سـهل للخطـأ – إن كان قـد وقـع – دون‬ ‫فلمـا رأى ذلك ‪ ..‬أراد أن ينهـي المـر مـن جهـة‬
‫تعقيد وتطويل ‪..‬‬ ‫عائشة ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪:‬‬ ‫قالت رضي ال عنها ‪:‬‬
‫فل ما ق ضى ر سول ال ‪ r‬مقال ته ‪ ..‬قلص دم عي ح ت ما‬ ‫وبكيت يومي ذلك ل ترقأ ل دمعه ‪ ..‬ول اكتحل‬
‫أحس منه قطرة ‪..‬‬ ‫بنوم ‪..‬‬
‫وانتظرت أبويّ أن ييبا عن رسول ال ‪ r‬فلم يتكلما ‪..‬‬ ‫ث بك يت ليل ت القبلة ل تر قأ ل دم عه ول أكت حل‬
‫فقلت لب ‪ :‬أجب عن رسول ال ‪ r‬فيما قال ‪..‬‬ ‫بنوم ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪.. ! r‬‬ ‫وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ‪..‬‬
‫فقلت لمي ‪ :‬أجيب عن رسول ال ‪.. r‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فقالت ‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪! r‬‬ ‫فأقبل يث الطى إل بيت أب بكر ‪..‬‬

‫‪92‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ‪ ..‬ما ُسرّي عن‬ ‫ووال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على‬
‫رسول ال ‪ r‬حت ظننت لتخرجن أنفسهما ‪ ..‬فرقا من أن‬ ‫آل أب بكر ف تلك اليام ‪..‬‬
‫يأت من ال تقيق ما قال الناس ‪..‬‬ ‫فلما استعجما علي ‪ ..‬استعبت فبكيت ؟‬
‫فل ما ُسرّي ع نه ‪ .. r‬فإذا هو يض حك ‪ ..‬فج عل ي سح‬ ‫ثـ قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬وال ل أتوب إل ال ماـ ذكرت‬
‫العرق عن وجهه ‪..‬‬ ‫أبدا ‪..‬‬
‫وكان أول كلمة تكلم با أن قال ‪:‬‬ ‫إن وال قد عرفت أنكم قد سعتم بذا حت استقر‬
‫أبشري يا عائشة قد أنزل ال عز وجل براءتك ‪..‬‬ ‫ف أنفسكم وصدقتم به ‪ ..‬ولئن قلت لكم إن بريئة‬
‫فقلت ‪ :‬المد ل ‪..‬‬ ‫‪ -‬وال عز وجل يعلم إن بريئة ‪ -‬ل تصدقون ‪..‬‬
‫وأنزل ال تعال ‪ ] :‬إِنّ اّلذِي نَ جَاءُوا بِاْلِأفْ كِ عُ صَْبةٌ مِنْكُ مْ‬ ‫وإن اعتر فت ل كم بأ مر ‪ -‬وال يعلم أ ن م نه بريئة‬
‫ل تَحْ سَبُوهُ َشرّا َلكُ مْ بَ ْل ُهوَ خَ ْيرٌ لَكُ مْ لِ ُكلّ ا ْم ِرئٍ مِ ْنهُ ْم مَا‬ ‫‪ -‬تصدقون ‪..‬‬
‫ب مِنَ اْلأِثْ ِم وَاّلذِي َت َولّى كِ ْبرَ ُه مِ ْنهُمْ لَهُ َعذَابٌ عظيم‬
‫س َ‬
‫اكْتَ َ‬ ‫ل إل كما قال أبو‬
‫وإن وال ل أجد ل ولكم مث ً‬
‫* َلوْل ِإ ْذ َس ِمعْتُمُو ُه ظَنّ الْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا تُ ِبأَْنفُ سِ ِهمْ‬ ‫يوسف ‪ ] :‬فصب جيل وال الستعان على ما‬
‫ـ ِبَأرَْب َعةِ‬
‫ـ مُبِيٌـ * َلوْل جَاءُوا َعلَيْه ِ‬
‫خَيْرا َوقَالُوا َهذَا ِإفْك ٌ‬ ‫تصفون [ ‪..‬‬
‫ـ‬
‫ـ هُم ُ‬
‫ـ عِ ْن َد اللّه ِ‬
‫ش َهدَاءِ َفأُولَئِك َ‬
‫ـ َيأْتُوا بِال ّ‬
‫ُش َهدَاءَ َفِإذْ لَم ْ‬ ‫قالت ‪ :‬ث تولت فاضطجعت على فراشي ‪..‬‬
‫الْكَاذِبُو َن [ ‪..‬‬ ‫وأنا وال أعلم أن بريئة وأن ال مبئي بباءت ‪..‬‬
‫وتوعد ال أولئك بقوله ‪ ] :‬إِنّ اّلذِينَ يُحِبّو َن أَنْ تَشِيعَ‬ ‫ولكن وال ما كنت أظن أن َينِلَ ف شأن وحيٌ‬
‫شةُ فِي اّلذِينَ آمَنُوا َل ُهمْ َعذَابٌ أَلِي ٌم فِي الدّنْيَا‬
‫اْلفَاحِ َ‬ ‫يتلى ‪..‬‬
‫وَالْآ ِخ َر ِة وَال ّلهُ َي ْع َلمُ َوأَنُْتمْ ل َت ْعلَمُو َن [ ‪..‬‬ ‫ولشأن كان أحقرَ ف نفسي من أن يتكلم ال فّ‬
‫ث خرج رسول ال ‪ r‬إل الناس ‪ ..‬فخطبهم ‪ ..‬وتل‬ ‫بأمر يتلى ‪..‬‬
‫عليهم ما أنزل ال من القران ف ذلك ‪ ..‬ث أقام حد‬ ‫ولكن كنت أرجو أن يرى رسو ُل ال ‪ r‬ف النوم‬
‫القذف على من قذف ‪..‬‬ ‫رؤيا يبئن ال عز وجل با ‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬ينبغي أن تتعامل مع الخطئ على أنه مريض يتاج‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫إل علج ‪ ..‬ل أن تبالغ ف كبته وتعنيفه ‪ ..‬لنه قد يصل‬ ‫فوال ما برح رسول ال ‪ r‬ملسه ‪ ..‬ول خرج من‬
‫إل درجة يشعر معها أنك فرحٌ بذا الطأ ‪..‬‬ ‫أهل البيت أحد ‪..‬‬
‫والطبيب الناصح هو الذي يهتم بصحة مرضاه أكثر من‬ ‫حتـ تغشاه مـن ال مـا كان يتغشاه ‪ ..‬وأنزل ال‬
‫اهتمامهم هم بأنفسهم ‪..‬‬ ‫على نبيه ‪..‬‬
‫قال ‪: r‬‬ ‫فأما أنا حي رأيته يوحى إليه ‪ ..‬فوال ما فزعت ‪..‬‬
‫إنا مثلي ومثل الناس ‪ ..‬كمثل رجل استوقد نارا ‪..‬‬ ‫وما باليت ‪ ..‬قد عرفت أن بريئة ‪ ..‬وأن ال غي‬
‫فلما أضاءت ما حوله ‪ ..‬جعل ال َفرَاشُ وهذه الدواب الت‬ ‫ظالي ‪..‬‬

‫‪93‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫صاحبه ‪ ..‬إل أن ينتهك شيء من مارم ال‬ ‫تقع ف النار يقعن فيها ‪..‬‬
‫(‪)42‬‬
‫فينتقم ل ‪..‬‬ ‫فجعل ينعهن ‪ ..‬ويغلبنه فيقتحمن فيها !!‬
‫إذن ‪ ..‬كان ‪ r‬يغضب ‪ ..‬لكنه غضبه ل ‪ ..‬ل يغضب‬ ‫جزِكُم عن النار ‪ ..‬وأنتم تقحمون فيها‬
‫فأنا آخذٌ ب َ‬
‫لنفسه ‪ ..‬وحت نفهم الفرق بي الغضبي ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫افرض أن ولدك الصغي جاءك ذات صباح وطلب ريالً‬
‫أو ريالي مصروفا للمدرسة ‪ ..‬فبحثت ف مفظة نقودك‬ ‫رأي ‪..‬‬
‫‪ ..‬فلم تد إل فئة المسمائة ريال ‪ ..‬فأعطيتها له ‪..‬‬ ‫أحيانا تكون طريقتنا ف التعامل مع الخطاء‬
‫وقلت ‪:‬‬ ‫أكب من الطأ نفسه ‪..‬‬
‫هذه خسمائة ريال ‪ ..‬اصرف منها ريالي ‪ ..‬وأرجع‬
‫‪.35‬‬
‫الباقي ‪ ..‬وأكدت عليه وكررت ‪..‬‬
‫كما أن الناس يتلفون ف طباعهم وأشكالم ‪..‬‬
‫فلما رجع بعد الظهر فإذا الال كله قد صرفه ‪..‬‬
‫كذلك هم يتلفون ف وجهات نظرهم ‪ ..‬وف‬
‫فماذا ستفعل ؟‪ ..‬وكيف سيكون غضبك ‪..‬؟ قد تضرب‬
‫قناعاتم وتصرفاتم ‪..‬‬
‫وتعنف وتنعه من مصروفه أياما ‪..‬‬
‫فإذا شعرت أن أحدا خالف الصواب ‪ ..‬ونصحته‬
‫ولكن لو رجعت مرة من صلة العصر ووجدته يلعب‬
‫وحاولت إصلح خطئه ول يقتنع ‪..‬‬
‫بالكمبيوتر ‪ ..‬أو عند التلفاز ‪ ..‬ول يصل ف السجد ‪..‬‬
‫فل تصنف اسه من بي أعدائك ‪ ..‬وخذ المور‬
‫فهل ستغضب كغضبك الول ؟‬
‫بأريية قدر الستطاع ‪..‬‬
‫أظننا نتفق أن غضبنا ألول سيكون أشد وأطول وأكثر‬
‫فلو حاولت إصلح خطأ عند أحد زملئك فلم‬
‫تأثيا من غضبنا الثان ‪..‬‬
‫يستجب ‪ ..‬فل تقلب الصداقة عداوة ‪ ..‬وإنا‬
‫أما رسول ال ‪ r‬فكان غضبه ل ‪..‬‬
‫استمر ف التلطف فلعله أن يبقى على خطئه ول‬
‫وكان يعرض النصيحة أحيانا ول تقبل ‪ ..‬فياخذ المر‬
‫يزيد ‪..‬‬
‫بدووووء ‪ ..‬فالداية بيد ال ‪..‬‬
‫وقد قيل ‪ :‬حنانيك بعض الشر أهون من بعض ‪..‬‬
‫إل تبوك على حدود الشام ‪..‬‬ ‫قدم رسول ال‬
‫إذا تعاملت مع الناس بذه الريية ‪ ..‬فلم تغضب‬
‫رسولً‬ ‫اقترب من ملكة الروم ‪ ..‬فبعث دحية الكلب‬
‫على كل صغية وكبية ‪ ..‬عشت سعيدا ‪..‬‬
‫إل هرقل ملك الروم ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫قالت عائشة‬
‫إل هرقل ‪ ..‬دخل عليه ‪ ..‬ناوله كتاب‬ ‫وصل دحية‬
‫•ما انتقم رسول ال ‪ r‬لنفسه قط ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫•وما ضرب شيئا قط بيده ‪ ..‬ول امرأة‬
‫فلما أن رأى هرقل الكتاب دعا قسيسي الروم وبطارقتها‬
‫‪ ..‬ول خادما ‪ ..‬إل أن ياهد ف سبيل‬
‫‪ ..‬ث أغلق عليه وعليهم الدار فقال ‪:‬‬
‫ال ‪..‬‬
‫•وما نيل منه شيء قط ‪ ..‬فينتقم من‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪42‬‬

‫‪94‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ب اللسان ‪ ..‬أبعثه إل‬
‫ل حافظا للحديث ‪ ..‬عر ّ‬
‫ادع ل رج ً‬ ‫" قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم ‪ ..‬وقد أرسل إلّ‬
‫هذا الرجل بواب كتابه ‪..‬‬ ‫أن يدعون إل ثلث خصال ‪ ..‬يدعون ‪:‬‬
‫مضى ذاك التجيب ‪ ..‬وجاء برجل من بن تنوخ ‪ ..‬من‬ ‫•أن أتبعه على دينه ‪..‬‬
‫نصارى العرب ‪..‬‬ ‫•أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا‬
‫‪..‬‬ ‫دفع هرقل كتابا لذا التنوخي ليوصله لرسول ال‬ ‫والرض أرضنا ‪..‬‬
‫وقال له ‪ :‬اذهب بكتاب إل هذا الرجل ‪..‬‬ ‫•أو نلقي إليه الرب ‪..‬‬
‫فما سعت من حديثه فاحفظ ل منه ثلث خصال ‪:‬‬ ‫ث قال هرقل ‪:‬‬
‫•انظر هل يذكر صحيفته إل الت كتب بشيء‬ ‫وال لقد عرفتم فيما تقرأون من الكتب ليأخذن‬
‫‪..‬؟‬ ‫أرضنا ‪ ..‬فهلمّ فلنتبعه على دينه ‪ ..‬أو نعطيه مالنا‬
‫•وانظر إذا قرأ كتاب فهل يذكر الليل ؟‬ ‫على أرضنا ‪..‬‬
‫•وانظر ف ظهره هل به شيء يريبك ؟‬ ‫فلما سع القساوسة ذلك ‪ ..‬ورأوا أنه يدعوهم‬
‫مضى التنوخي كفارقا للشام ‪ ..‬حت وصل إل تبوك ‪..‬‬ ‫لترك دينهم ! غضبوا ‪ ..‬ونروا نرة رجل واحد‬
‫جالس بي ظهران أصحابه ‪ ..‬متبيا‬ ‫فإذا رسول ال‬ ‫حت خرجوا من برانسهم ‪ ..‬أي سقطت أرديتهم‬
‫على الاء ‪..‬‬ ‫من شدة الغضب والنتفاض !!‬
‫فوقف التنوخي عليهم ‪ ..‬وقال ‪ :‬أين صاحبكم ؟‬ ‫وقالوا ‪ :‬تدعونا إل أن نذر النصرانية ‪ ..‬أو نكون‬
‫قيل ‪ :‬ها هو ذا ‪..‬‬ ‫عبيدا لعراب جاء من الجاز ‪!!.‬‬
‫فأقبل يشي حت جلس بي يديه ‪..‬‬ ‫أسقط ف يد هرقل ‪ ..‬وأيقن أنه تورط بعرضه‬
‫فناوله كتاب هرقل ‪..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬فوضعه ف حِجْره ‪ ..‬ث قال ‪ " :‬من أنت "‬ ‫فأخذه‬ ‫وكان هؤلء القساوية لم سطوة وجهور قوي ‪..‬‬
‫‪ ..‬؟‬ ‫فعلم هرقل أنم إن خرجوا من عنده ‪ ..‬أفسدوا‬
‫قال ‪ :‬أنا أخو تنوخ ‪..‬‬ ‫عليه الروم ‪..‬‬
‫‪ " :‬هل لك إل السلم ‪ ..‬النيفية ‪ ..‬ملة أبيك‬ ‫فقال‬ ‫فجعل يهدئهم ‪ ..‬ويقول ‪ :‬إنا قلت ذلك لعلم‬
‫إبراهيم ؟‬ ‫صلبتكم على أمركم ‪..‬‬
‫راغبا ف دخول هذا الرجل ف السلم ‪..‬‬ ‫كان‬ ‫هو الرسول الذي‬ ‫كان هرقل يعلم أن النب‬
‫ف القيقة ل يكن هناك ما ينع التنوخي من اتباع الق ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫بشر به عيسى‬
‫إل التعصب لدين قومه ‪ ..‬فحسب !!‬ ‫فأراد أن يتأكد من ذلك ‪..‬‬
‫فقال التنوخي بكل صراحة ‪ :‬إن رسول قوم ‪ ..‬وعلى‬ ‫ل من عرب قبيلة "تيب" ‪ ..‬كان‬
‫دعا هرقل رج ً‬
‫دين قومي ‪ ..‬ل أرجع عنه حت أرجع إليهم ‪..‬‬ ‫من نصارى العرب ‪..‬‬
‫هذا التعصب ‪ ..‬ل يغضب ‪ ..‬ول يعمل‬ ‫فما رأى‬ ‫وقال له ‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫سيفه ‪..‬‬ ‫مشكلة ‪ ..‬وإنا ضحك وقال ‪:‬‬
‫فلما أن فرغ معاوية من قراءة الكتاب ‪..‬‬ ‫" إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من‬
‫إل التنوخي ‪ ..‬الذي ل يقبل النصح ‪ ..‬ول‬ ‫التفت‬ ‫يشاء وهو أعلم بالهتدين " ‪..‬‬
‫يدخل ف الدين ‪ ..‬وقال له متلطفا ‪:‬‬ ‫بكل هدوء ‪:‬‬ ‫ث قال‬
‫إن لك حقا وإنك لرسول ‪ ..‬فلو وجدت عندنا جائزة‬ ‫يا أخا تنوخ ‪..‬‬
‫جوزناك با ‪ ..‬إنا ِسفْر مُرمِلون ‪..‬‬ ‫•إن كتبت بكتاب إل كسرى فمزقه‬
‫يعن أتن أن أعطيك هدية ‪ ..‬لكننا كما ترانا مسافرين‬ ‫وال مزقه ومزق ملكه ‪..‬‬
‫جالسي على الرمال !!‬ ‫•وكتبت إل النجاشي بصحيفة فخرقها‬
‫‪ :‬أنا أجوزه يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال عثمان‬ ‫وال مرق ملكه ‪..‬‬
‫ث قام عثمان ففتح رحله ‪ ..‬فأتى بلة ولباس فوضعها ف‬ ‫•وكتبت إل صاحبك بصحيفة‬
‫حجر التنوخي ‪..‬‬ ‫فأمسكها ‪ ..‬فلن يزال الناس يدون‬
‫ث قال ‪ r‬الكري ‪ " :‬أيكم ينل هذا الرجل ؟ " ‪ ..‬يعن‬ ‫منه بأسا ما دام ف العيش خي " ‪..‬‬
‫يقوم بق ضيافته !!‬ ‫تذكر التنوخي وصية هرقل ‪ ..‬وقال ف نفسه ‪:‬‬
‫فقال فت من النصار ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫هذه إحدى الثلث الت أوصان با صاحب ‪..‬‬
‫فقام النصاري وقام التنوخي يشي معه ‪ ..‬وباله مشغول‬ ‫فخشي أن ينساها ‪ ..‬فأخذ سهما من جعبته فكتبها‬
‫بالمر الثالث الذي أمره هرقل أن يتأكد له منه ‪ ..‬وهو‬ ‫ف جنب سيفه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫خات النبوة بي كتفي النب‬ ‫ناول الصحيفة رجلً عن‬ ‫ث إن رسول ال‬
‫مشى التنوخي خطوات ‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬إذا برسول ال‬ ‫يساره ‪..‬‬
‫يصيح به ‪:‬‬ ‫فقال التنوخي ‪ :‬من صاحب كتابكم الذي يقرأ‬
‫" تعال يا أخا تنوخ " ‪!!..‬‬ ‫لكم ؟‬
‫فأقبل التنوخي يهوي مسرعا ‪ ..‬حت قام بي يدي النب‬ ‫قالوا ‪ :‬معاوية ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يقرأ ‪ ..‬فإذا هرقل قد كتب إل النب‬ ‫بدأ معاوية‬
‫حبوته ‪ ..‬ث أسقط رداءه عن ظهره ‪ ..‬فانكشف‬ ‫فحل‬ ‫‪:‬‬
‫‪ " :‬هاهنا امض لا أمرت به "‬ ‫ظهره للتنوخي ‪ ..‬فقال‬ ‫تدعون إل جنة عرضها السموات والرض أعدت‬
‫‪..‬‬ ‫للمتقي !! فأين النار ؟‬
‫قال التنوخي ‪ :‬فنظرت ف ظهره ‪ ..‬فإذا أنا بات ف موضع‬ ‫فقال ‪ " : r‬سبحان ال ‍!‍ أين الليل إذا جاء النهار‬
‫(‪)43‬‬
‫غضون الكتف مثل الجمة الضخمة ‪..‬‬ ‫"‪.‬‬
‫فانتبه التنوخي أن هذه الثانية الت أمره هرقل‬
‫‪) ( 43‬ف مسند أحد ‪ ..‬بإسناد قال فيه ابن كثي ل بأس به ‪..‬‬ ‫بترقبها ‪ ..‬فأخذ سهما من جعبته فكتبه ف جلد‬
‫سية ابن كثي ‪. 4/27‬‬
‫‪96‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فقال أشعب ‪ :‬أنا وال متعب من طول ركوب الدابة ‪..‬‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫فقام الرجل وجع الطب ‪..‬‬ ‫القصود أن يدرك الناس أخطاءهم ‪ ..‬وليس‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم أشعل الطب ‪ ..‬فقال ‪ :‬يؤذين‬ ‫شرطا أن يصححوها أمامك ‪ ..‬فل تغضب ‪..‬‬
‫الدخان ف صدري إن اقتربت منه ‪ ..‬فأشعلها الرجل ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم أمسك علي لقطع اللحم ‪ ..‬فقال‬ ‫‪.36‬قابل الساءة بالحسان ‪..‬‬
‫‪ :‬أخشى أن تصيب السكي يدي ‪ ..‬فقطع الرجل اللحم‬ ‫عندما تتعامل مع الناس فإنم يعاملونك ف الغالب‬
‫وحده ‪..‬‬ ‫على ما يريدون هُم ‪ ..‬ل على ما تريد أنت ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم ضع اللحم ف القدر واطبخ‬ ‫فليس كل من قابلته ببشاشة بادلك بشاشة مثلها‬
‫الطعام ‪ ..‬فقال ‪ :‬يتعبن كثرة النظر إل الطعام قبل‬ ‫‪ ..‬فبعضهم قد يغضب ويسيء الظن ويسألك ‪ :‬مم‬
‫نضوجه ‪..‬‬ ‫تضحك ؟!‬
‫فتول الرجل الطبخ والنفخ ‪ ..‬حت جهز الطعام وقد تعب‬ ‫ول كل من أهديت له هدية ‪ ..‬رد لك مثلها ‪..‬‬
‫‪ ..‬فاضجع على الرض ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أشعب ! قم جهز‬ ‫فبعضهم قد تدي إليه ث يغتابك ف الجالس‬
‫سفرة الطعام ‪ ..‬وضع الطعام ف الصحن ‪..‬‬ ‫ويتهمك بالسفه وتضييع الال ‪!!..‬‬
‫فقال أشعب ‪ :‬جسمي ثقيل ول أنشط لذلك ‪..‬‬ ‫ول كل من تفاعلت معه ف كلمه ‪ ..‬أو أثنيت‬
‫فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ‪..‬‬ ‫عليه وتلطفت معه ف عباراتك قابلك بثلها ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم شاركن ف أكل الطعام ‪..‬‬ ‫فإن ال قسم الخلق كما قسم الرزاق ‪..‬‬
‫فقال أشعب ‪ :‬قد استحييت وال من كثية اعتذاري وها‬ ‫والنهج الربان هو ‪ ( :‬ول تستوي السنة ول‬
‫أنا أطيعك الن ‪ ..‬ث قام وأكل !!‬ ‫السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه‬
‫فقد تلقي من الناس من هو مثل أشعب ‪ ..‬فل تزن ‪..‬‬ ‫عداوة كأنه ول حيم ) ‪..‬‬
‫وكن جبلً ‪..‬‬ ‫وبعض الناس ل حل له ول إصلح إل أن تتعامل‬
‫كان الرب الول ‪ e‬يتعامل مع الناس بعقله ل بعاطفته ‪..‬‬ ‫معه با هو عليه ‪ ..‬فتصب عليه أو تفارقه ‪..‬‬
‫كان يتحمل أخطاء الخرين ويرفق بم ‪..‬‬ ‫ذُكر أن أشعب سافر مع رجل من التجار ‪ ..‬وكان‬
‫وانظر إليه ‪ r‬وقد جلس ف ملس مبارك ييط به‬ ‫هذا الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع‬
‫أصحابه ‪..‬‬ ‫وسقي دواب ‪ ..‬حت تعب وضجر ‪..‬‬
‫فيأتيه أعراب يستعينه ف دية قتيل ‪ ..‬قد قتل ‪ -‬هو أو‬ ‫وف طريق رجوعهما ‪ ..‬نزل للغداء ‪..‬‬
‫أن يعينه بال ‪..‬‬ ‫غيه ‪-‬رجلً ‪ ..‬فأقبل يريد من النب‬ ‫فأناخا بعييهما ونزل ‪ ..‬فأما أشعب فتمدد على‬
‫يؤديه إل أولياء القتول ‪..‬‬ ‫الرض ‪..‬‬
‫فأعطاه رسول ال ‪ e‬شيئا ‪ ..‬ث قال تلطفا معه ‪ :‬أحسنت‬ ‫وأما صاحبه فوضع الفرش ‪ ..‬وأنزل التاع ‪..‬‬
‫إليك ؟‬ ‫ث التفت إل أشعب وقال ‪ :‬قم اجع الطب وأنا‬
‫أقطع اللحم ‪..‬‬
‫‪97‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ناقة فشردت عليه ‪ ..‬فاتبعها الناس ‪ ..‬يعن يركضون‬ ‫قال العراب ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أحسنت ول أجلت ‪..‬‬
‫وراءها ليمسكوها ‪ ..‬وهي ترب منهم فزعا ‪ ..‬ول‬ ‫فغضب بعض السلمي وهوا أن يقوموا إليه ‪..‬‬
‫يزيدوها إل نفورا ‪ ..‬فقال صاحب الناقة ‪:‬‬ ‫فأشار النب ‪ e‬إليهم أن كفوا ‪..‬‬
‫خلوا بين وبي ناقت ‪ ..‬فأنا أرفق با وأعلم با ‪..‬‬ ‫ث قام ‪ e‬إل منله ‪ ..‬ودعا العراب إل البيت‬
‫فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لا من قشام الرض ‪..‬‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫ودعاها ‪..‬‬ ‫إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ‪ ..‬فقلت ما قلت ‪..‬‬
‫حت جاءت واستجابت ‪ ..‬وشد عليها رحلها ‪ ..‬واستوى‬ ‫ث زاده ‪ r‬شيئا من مال وجده ف بيته ‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬أحسنت إليك ؟‬
‫ولو أن أطعتكم حيث قال ما قال ‪ ..‬دخل النار ‪..‬‬ ‫فقال العراب ‪ :‬نعم فجزاك ال من أهل وعشية‬
‫يعن لو طردتوه ‪ ..‬لعله يرتدّ عن الدين ‪ ..‬فيدخل النار‬ ‫خيا ‪..‬‬
‫(‪)44‬‬
‫‪..‬‬ ‫فأعجبه ‪ r‬هذا الرضى منه ‪ ..‬لكنه خشي أن يبقى‬
‫وما كان الرفق ف شيء إل زانه ‪ ..‬وما نزع من شيء إل‬ ‫ف قلوب أصحابه على الرجل شيء ‪ ..‬فياه‬
‫شانه ‪.‬‬ ‫أحدهم ف طريق أو سوق ‪ ..‬فل يزال حاقدا عليه‬
‫( ول تستوي السنة ول السيئة ادفع بالت هي أحسن‬ ‫‪..‬‬
‫فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم ) ‪..‬‬ ‫فأراد أن يسلّ ما ف صدورهم ‪..‬‬
‫ذُكر أنه ‪ r‬لا فتح مكة ‪ ..‬جعل يطوف بالبيت ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ : e‬إنك كنت جئتنا فأعطيناك ‪ ..‬فقلت‬
‫فأقبل فضالة بن عمي ‪ ..‬رجل يظهر السلم ‪..‬‬ ‫ما قلت ‪ ..‬وف نفس أصحاب عليك من ذلك شيء‬
‫‪ ..‬ينتظر منه غفلة ‪ ..‬ليقتله‬ ‫فجعل يطوف خلف النب‬ ‫‪ ..‬فإذا جئت فقل بي أيديهم ما قلت بي يدي ‪..‬‬
‫‪!!..‬‬ ‫حت يذهب عن صدورهم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلما دنا من النب‬ ‫فلما جاء العراب ‪ ..‬قال ‪ : e‬إن صاحبكم كان‬
‫إليه ‪ ..‬فالتفت إليه وقال ‪ :‬أفضالة !!‬ ‫انتبه‬ ‫جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال ‪ ..‬وإنا قد‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فضالة يا رسول ال ‪..‬‬ ‫دعوناه فأعطيناه ‪ ..‬فزعم أنه قد رضي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ماذا كنت تدث به نفسك ؟‬ ‫ث التفت إل العراب وقال ‪ :‬أكذاك ؟‬
‫قال ‪ :‬لشيء ‪ ..‬كنت أذكر ال ‪!!..‬‬ ‫قال العراب ‪ :‬نعم فجزاك ال من أهل وعشية‬
‫فضحك النب ‪ .. r‬ث قال ‪ :‬أستغفر ال ‪..‬‬ ‫خيا ‪..‬‬
‫قال فضالة ‪ : ..‬ث وضع رسول ال ‪ r‬يده على صدري‬ ‫فلما هم العراب أن يرج إل أهله ‪..‬‬
‫‪ ..‬فسكن قلب ‪..‬‬ ‫أراد ‪ r‬أن يعطي أصحابه درسا ف كسب القلوب‬
‫فوال ما رفع رسول ال ‪ r‬يده عن صدري ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فقال لم ‪:‬‬
‫إن مثلي ومثل هذا العراب كمثل رجل كانت له‬
‫( ) والديث رواه البزار وف سنده مقال ‪..‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪98‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأخوه مسعود ‪..‬‬ ‫حت ما خلق ال شيء أحب إل منه ‪..‬‬
‫وحبيب ‪..‬‬ ‫ث رجع فضالة إل أهله ‪ ..‬فمر بامرأة كان يالسها‬
‫جلس اليهم ‪ ..‬دعاهم إل ال ‪ ..‬كلمهم لا جاءهم له من‬ ‫‪ ..‬ويتحدث إليها ‪..‬‬
‫ن صرته على ال سلم ‪ ..‬والقيام م عه على من خال فه من‬ ‫فلما رأته ‪ ..‬قالت ‪ :‬هلم إل الديث ‪..‬‬
‫قومه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬ث قال ‪..‬‬
‫فكان ردهم بذيئا !!‬ ‫قالت هلم إل الديث فقلت ل ** يأب عليك ال‬
‫أ ما أحد هم فقال ‪ :‬أ نا أمرط ثياب الكع بة ‪ ..‬إن كان ال‬ ‫و السلم‬
‫أرسلك !!‬ ‫لو ما رأيت ممدا وقبيله ** بالفتح يوم تكسّر‬
‫وقال الخر ‪ :‬أما وجد ال أحدا يرسله غيك ؟!‬ ‫الصنا ُم‬
‫وجعل الثالث يبحث متحذلقا عن عبارة يرد با ‪ ..‬حرص‬ ‫لرأيت دين الضحى بينا ** والشرك يغشى وجهه‬
‫على أن تكون أبلغ من كلم صاحبيه ‪..‬‬ ‫الظلم‬
‫فقال ‪ :‬وال ل أرد عليك أبدا ‪ ..‬لئن كنت رسو ًل من ال‬ ‫وكان فضالة بعدها من صالي السلمي ‪..‬‬
‫كما تقول ‪ ..‬لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلم‬ ‫يلك قلوب الناس بالعفو عنهم ‪ ..‬يتحمل‬ ‫كان‬
‫‪ ..‬ولئن كنت تكذب على ال ‪ ..‬فما ينبغي ل أن أكلمك‬ ‫الذى ف سبيل التأثي فيهم ‪ ..‬وجرهم إل الي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كثيا من أذى‬ ‫كان أبو طالب يكف عن النب‬
‫من عندهم وقد يئس من خي ثقيف ‪..‬‬ ‫فقام‬ ‫قريش ‪..‬‬
‫وخشي أن تعلم قريش أنم ردوه ‪ ..‬فيزدادون أذى له ‪..‬‬ ‫فل ما مات أ بو طالب ‪ ..‬ضي قت قر يش كثيا على‬
‫فقال لم ‪ :‬إن فعلتم ما فعلتم ‪ ..‬فاكتموا عل ّي ‪..‬‬ ‫ف مكة ‪..‬‬ ‫النب‬
‫فلم يفعلوا ‪ ..‬بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم ‪ ..‬فجعلوا‬ ‫ونالت من الذى ما ل تكن نالته منه ف حياة عمه‬
‫‪ ..‬يسبونه ويصيحون به ‪..‬‬ ‫يركضون وراء رسول ال‬ ‫أب طالب ‪..‬‬
‫وقد اصطفوا صفي ‪ ..‬وهو يسرع الطى بينهم ‪ ..‬وكلما‬ ‫يفكر ف مكان آخر يلجأ إليه ‪ ..‬يد فيه‬ ‫فجعل‬
‫رفع رجلً رضخوها بالجارة ‪..‬‬ ‫النصرة والتأييد ‪..‬‬
‫ياول ‪ ..‬أن ي سرع فيخطاه ليت قي ما يرمو نه به‬ ‫و هو‬ ‫فخرج إل الطائف يلت مس من قبيلة ثق يف الن صرة‬
‫من حجارة ‪..‬‬ ‫والنعة ‪..‬‬
‫تسيلن بالدماء ‪..‬‬ ‫وجعلت قدماه الشريفتان‬ ‫دخل الطائف ‪..‬‬
‫وهو الكهل الذي جاوز الربعي ‪..‬‬ ‫فتو جه إل ثل ثة رجال هم سادة ثق يف وأشراف هم‬
‫فأبعد عنهم ‪ ..‬ومشى ‪ ..‬ومشى ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫حت جلس ف موضع آمن يستريح ‪ ..‬تت ظل نلة ‪..‬‬ ‫وهم أخوة ثلثة ‪:‬‬
‫وهـو منشغـل البال ‪ ..‬كيـف سـتستقبله قريـش ‪ ..‬كيـف‬ ‫عبد ياليل بن عمرو ‪..‬‬

‫‪99‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وجعل ملك البال ينتظر المر ‪..‬‬ ‫سيدخل مكة ‪..‬‬
‫يطأ على حظوظ النفس ‪ ..‬وشهوة النتقام ‪..‬‬ ‫فإذا به‬ ‫فرفع طرفه إل السماء وقال ‪:‬‬
‫ويقول ‪:‬‬ ‫الل هم ال يك أش كو ض عف قو ت ‪ ..‬وقلة حيل ت ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬أستأن بم ‪ ..‬فإن أرجو أن يرج ال من أصلبم‬ ‫وهوان على الناس ‪..‬‬
‫من يعبد ال ل يشرك به شيئا ‪..‬‬ ‫يا أرحم الراحي ‪..‬‬
‫أنـت رب السـتضعفي ‪ ..‬وأنـت ربـ ‪ ..‬إل مـن‬
‫كن بطلً ‪..‬‬ ‫تكلنـ ! إل بعيـد يتجهمنـ ‪ ..‬أم إل عدو ملكتـه‬
‫وإن الذي بين وبي بن أب‬ ‫أمري !‬
‫وبي بن عمي لختلف جدا‬ ‫إن ل يكـن بـك غضـب علي فل أبال ‪ ..‬ولكـن‬
‫فإن أكلوا لمي وفرت لومهم‬ ‫عافيتك هي أوسع ل ‪..‬‬
‫وإن هدموا مدي بنيت لم مدا‬ ‫أعوذ بنور وجهـك الذي أشرقـت له الظلمات ‪..‬‬
‫وليسوا إل نصري سراعا وإن هم‬ ‫وصلح عليه أمر الدنيا والخرة ‪..‬‬
‫دعون إل نصر أتيتهم شدا‬ ‫من أن تنل ب غضبك ‪ ..‬أو تل عليّ سخطك ‪..‬‬
‫ول أحل القد القدي عليهم‬ ‫لك العتب حت ترضى ‪ ..‬ول حول ول قوة ال بك‬
‫وليس رئيس القوم من يمل القد‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فبينما هو كذلك ‪ ..‬فإذ بسحابة تظله‬
‫‪.37‬أقنعه بطئه ليقبل النصح ‪..‬‬
‫وإذا فيها جبيل عليه السلم ‪ ..‬فناداه ‪:‬‬
‫بعض الناس يشغل الخرين بكثرة التوجيهات‬
‫يا ممد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قومك لك ‪ ..‬وما‬
‫واللحظات حت يوصلهم إل مرحلة اللل والستثقال ‪..‬‬
‫ردوا عليك ‪ ..‬وقد بعث لك ملك البال لتأمره با‬
‫خاصة إذا كانت النصائح والتوجيهات مبنية على آراء‬
‫شئت فيهم ‪..‬‬
‫وأمزجة شخصية ‪..‬‬
‫بكلمة ‪..‬‬ ‫وقبل أن ينطق‬
‫كمن ينصحك بعد وليمة دعوت الناس إليها وتعبت ف‬
‫ناداه ملك البال ‪ ..‬السلم عليك يا رسول ال ‪..‬‬
‫إعدادها وتعب معك أهلك ومالك ! ث يقول لك هذا‬
‫يا ممد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قومك لك ‪ ..‬وأنا‬
‫الناصح ‪ :‬يا أخي الوليمة ما كانت مناسبة ‪ ..‬وتعبك‬
‫ملك البال ‪ ..‬قد بعثن اليك ربك لتأمرن ما‬
‫ذهب هدرا ‪ ..‬وكنت أظن أنا ستكون بستوى أعلى من‬
‫شئت ‪..‬‬
‫هذا ‪ ..‬فتقول لاذا ؟ فيقول ‪ :‬يا أخي أكثر اللحم كان‬
‫أو يتار ‪..‬‬ ‫ث قبل أن ينطق‬
‫مشويا ‪ ..‬وأنا أحب اللحم السلوق !!‬
‫جعل ملك البال يعرض عليه ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫والسلطات كانت حامضة بسبب اللليمون ‪ ..‬وأنا ل‬
‫إن شئت تطبق عليهم الخشبي ‪ ..‬وها جبلن‬
‫أحب ذلك ‪..‬‬
‫عظيمان ف جانب مكة ‪..‬‬
‫وكذلك اللويات كانت مزينة بالكرية ‪ ..‬وهذا يعل‬
‫‪100‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫من النساء ‪ ..‬وتتغافل عن رده فإذا سألوها عنه جحدته ‪..‬‬ ‫طعمها غي مقبول ‪..‬‬
‫وأنكرت أنا أخذت شيئا ‪..‬‬ ‫ث يقول لك ‪ :‬وعموما أكثر الناس أيضا تضايقوا‬
‫حت زاد أذاها ف الحد والسرقة فرفع أمرها إل رسول‬ ‫‪ ..‬وما أكلوا إل ماملة ‪ ..‬أو لنم اضطروا إليه ‪..‬‬
‫ال ‪ .. e‬فقضى فيها أن تقطع يدها ‪..‬‬ ‫فقطعا ‪ ..‬أنت هنا ستنظر إل هذا الناصح نظرة‬
‫فشق على قريش أن تقطع يدها وهي من قبيلة من كبار‬ ‫ازدراء وإعراض ‪ ..‬ولن تقبل منه نصيحته ؛ لنا‬
‫قبائل قريش ‪..‬‬ ‫مبنية على آراء وأمزجة شخصية ‪!!..‬‬
‫فأرادوا أن يكلموا النب ‪ e‬ليخفف هذا الكم إل حكم‬ ‫قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر حول طريقة تعامله‬
‫آخر ‪ ..‬كجلد أو غرامة مال ‪ ..‬أو نو ذلك ‪..‬‬ ‫مع أولده ‪ ..‬أو مع زوجته ‪ ..‬أو طريقة بنائه لبيته‬
‫وكلما توجه رجل منهم لنقاش النب ‪ e‬ف هذا المر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو نوع سيارته ‪ ..‬بناء على ذوقه الاص ‪..‬‬
‫تردد ورجع ‪..‬‬ ‫انتبه دائما أن تكون هذه النصائح والنتقادات‬
‫فقالوا لن يترئ على رسول ال ‪ e‬إل أسامة بن زيد ‪..‬‬ ‫مبنية على مرد أمزجة شخصية ‪..‬‬
‫ِحبّ رسول ال ‪ e‬وابن حِبّه ‪ ..‬ترب هو وأبوه ف بيت‬ ‫نعم لو طلب رأيك ‪ ..‬أبده له واعرضه عليه ‪ ..‬أما‬
‫النب ‪ e‬حت صار كولده ‪..‬‬ ‫أن تتكلم معه وتنصح كما تنصح الخطئ ‪ ..‬فل ‪..‬‬
‫فكلموا أسامة ‪..‬‬ ‫وأحيانا ‪ ..‬النصوح ل يشعر أنه مطئ فل بد أن‬
‫أقبل أسامة إل رسول ال ‪ .. e‬فرحب به وأجلسه عنده‬ ‫تكون حجتك قوية عند نصحه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫جلس أعراب صلف مع قوم صالي ‪ ..‬فتكلموا‬
‫جعل أسامة يكلم النب ‪ e‬ليخفف الكم ‪ ..‬ويبي أن‬ ‫حول بر الوالدين ‪ ..‬والعراب يسمع ‪..‬‬
‫هذه الرأة من أشراف الناس ‪..‬‬ ‫فالتفت إليه أحدهم وقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬كيف برك‬
‫يستمع ‪ ..‬كان أسامة‬ ‫وأسامة يواصل الكلم والنب‬ ‫بأمك ‪..‬‬
‫ياول إقناع النب ‪ e‬برأيه ‪..‬‬ ‫فقال العراب ‪ :‬أنا با بار ‪..‬‬
‫نظر النب ‪ e‬إل أسامة ‪ ..‬فإذا هو ياول ويناقش ‪ ..‬بكل‬ ‫قال ‪ :‬ما بلغ من برك با ؟‬
‫قناعة ‪ ..‬ول يدري أنه يطلب منه ما ل يوز ‪!!..‬‬ ‫قال ‪ :‬وال ما قرعتها بسوط قط !!‬
‫فتغي النب وغضب ‪ e‬وكان أول كلمة قالا أن بي له‬ ‫يعن إن احتاج إل ضربا ‪ ..‬ضربا بيده أو عمامته‬
‫خطأه فقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬أما السوط فل يضربا به ‪ ..‬من شدة البّ!!‬
‫أتشفع ف حد من حدود ال يا أسامة ؟‬ ‫فالسكي ما كان ميزان الطأ والصواب عنده‬
‫فكأنه يبي سبب غضبه لسامة ‪ ..‬وأن حدود ال تعال‬ ‫مستقيما ‪..‬‬
‫الت أوجب على عباده إقامتها ل توز الشفاعة فيها ‪..‬‬ ‫فكن رفيقا لطيفا ‪ ..‬حت يقتنع الذي أمامك بطئه‬
‫فانتبه أسامة ‪ ..‬وقال فورا ‪ :‬استغفر ل يا رسول ال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فخطب ف الناس وأثن على ال‬ ‫فلما كان الليل ‪ ..‬قام‬ ‫كان ف عهده ‪ e‬امرأة من بن مزوم تستلف التاع‬

‫‪101‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫من السلح ‪..‬‬ ‫با هو أهله ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫فأعاد علي ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬ ‫" أما بعد ‪ ..‬فإنا أهلك الذين من قبلكم ‪:‬‬
‫فهل شققت عن قلبه ‪ ..‬حت تعلم أنه إنا قالا فرقا من‬ ‫أنم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ‪ ..‬وإذا‬
‫السلح ‪..‬‬ ‫سرق فيهم الضعيف ‪ ..‬أقاموا عليه الد ‪..‬‬
‫سكت أسامة ‪ ..‬فهو ل يشق عن قلب الرجل فعلً ‪!!..‬‬ ‫وإن والذي نفسي بيده ‪ ..‬لو أن فاطمة بنت ممد‬
‫لكنه كان ف ساحة حرب ‪ ..‬والرجل مقاتل !!‬ ‫سرقت لقطعت يدها ‪"..‬‬
‫السؤال مستنكرا ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪..‬‬ ‫فأعاد عليه‬ ‫ث أمر بتلك الرأة الت سرقت فقطعت يدها ‪..‬‬
‫ث قتلته ؟!‬ ‫‪ :‬فحسنت توبتها بعدُ ‪..‬‬ ‫قالت عائشة‬
‫يا أسامة قتلت رجلً بعد أن قال ل إله إل ال !! كيف‬ ‫وتزوجت ‪..‬‬
‫تصنع بل إله إل ال يوم القيامة ؟!‬ ‫وكانت تأتين بعد ذلك ‪ ..‬فأرفع حاجتها إل‬
‫فما زال يقول ذلك حت وددت إن ل أكن أسلمت إل‬ ‫(‪.. )45‬‬ ‫رسول ال‬
‫يومئذ (‪.. )46‬‬ ‫‪..‬‬ ‫له مواقف متعددة مع رسول ال‬ ‫أسامة‬
‫فتأمل كيف تدرج معه ببيان الطأ وإقناعه به ‪ ..‬ث وعظه‬ ‫كلها تفيض بالرحة والتعامل الراقي ‪..‬‬
‫ونصحه ‪..‬‬ ‫إل‬ ‫قال أسامة بن زيد ‪ :‬بعثنا رسول ال‬
‫ولجل أن يقتنع النصوح با تقول ‪ ..‬ناقشه بأفكاره‬ ‫الرقات من جهينة ‪..‬‬
‫ومبادئه هو قدر الستطاع ‪..‬‬ ‫فهزمناهم وخرجنا ف آثارهم ‪ ..‬فلحقت أنا ورجل‬
‫نعم فكر من وجهة نظره ‪..‬‬ ‫ل منهم ‪..‬‬
‫من النصار رج ً‬
‫ف ملسه البارك ‪ ..‬ييط به أصحابه‬ ‫بينما رسول ال‬ ‫فلذ منا بشجرة ‪..‬‬
‫ألطهار ‪..‬‬ ‫فلما أدركناه ‪ ..‬ورفعنا عليه السيف ‪ ..‬قال ‪ :‬ل‬
‫إذ دخل شاب إل السجد وجعل يتلتفت يينا وشالً كأنه‬ ‫إله إل ال ‪..‬‬
‫يبحث عن أحد ‪..‬‬ ‫فأما صاحب النصاري فخفض سيفه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فأقبل يشي إليه ‪..‬‬ ‫وقعت عيناه على رسول ال‬ ‫وأما أنا فظننت أنه يقولا فرقا من السلح ‪..‬‬
‫كان التوقع أن يلس الشاب ف اللقة ويستمع إل الذكر‬ ‫فحملت عليه فقتلته ‪..‬‬
‫‪ ..‬لكنه ل يفعل ‪!..‬‬ ‫فعرض ف نفسي من أمره شيء ‪ ..‬فأتيت النب‬
‫وأصحابه حوله ‪ ..‬ث‬ ‫إنا نظر الشاب إل رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫قال بكل جرأة ‪:‬‬ ‫فأخبته ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل بـ ‪ ..‬بطلب العلم ؟!‬ ‫فقال ل ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬
‫ل ‪ ..‬ل يقلها ‪ ..‬ويا ليته قالا ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬إنه ل يقلها من قِبَلِ نفسه ‪ ..‬إنا قالا فرقا‬

‫( ) متفق عليه‬ ‫‪46‬‬


‫( ) متفق عليه‬ ‫‪45‬‬

‫‪102‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ل من الزنا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وما شيء أحب إ ّ‬ ‫رسول ال‬ ‫ائذن ل بالهاد ‪ ..‬ل ‪ ..‬ويا ليته قالا ‪..‬‬
‫ل من الزنا ‪..‬‬
‫وخرجت من عنده وما شيء أبغض إ ّ‬ ‫أتدري ماذا قال ؟‬
‫ث انظر إل استعمال العواطف ‪ ..‬دعاه ‪ ..‬وضع يده على‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل بالزنا ‪..‬‬
‫صدره ‪ ..‬دعا له ‪..‬‬ ‫عجبا !! هكذا بكل صراحة ؟!!‬
‫يعن استعمل جيع الساليب لصلح من أمامه ‪ ..‬بعدما‬ ‫نعم ‪ ..‬هكذا ‪ :‬ائذن ل بالزنا ‪..‬‬
‫جعله يقتنع بشناعة الفعل ليتركه عن قناعة ‪ ..‬فل يفعله‬ ‫إل الشاب ‪ ..‬كان يستطيع أن يعظه‬ ‫نظر النب‬
‫أبدا ‪ ..‬ل أمامه ول خلفه ‪..‬‬ ‫بآيات يقرؤها عليه ‪ ..‬أو نصيحة متصرة يرك با‬
‫سلك أسلوبا آخر ‪..‬‬ ‫اليان ف قلبه ‪ ..‬لكنه‬
‫قاعدة ‪..‬‬ ‫بكل هدوء ‪ :‬أترضاه لمك ؟‬ ‫قال له‬
‫إذا شعر الخطئ ببشاعة خطئه اقتنع باجته للنصيحة ‪..‬‬ ‫فانتفض الشاب وقد مرّ ف خاطره أن أمه تزن ‪..‬‬
‫وصار قبوله أكثر ‪ ..‬وقناعته أكب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أرضاه لمي ‪..‬‬
‫بكل هدوء ‪ :‬كذلك الناس ل يرضونه‬ ‫فقال له‬
‫‪.38‬ل تلمن !! انتهى المر ‪ ..‬؟‬
‫لمهاتم ‪..‬‬
‫يظن بعض الناس أنه عندما يلوم الخرين على أخطائهم‬
‫ل ‪ :‬أترضاه لختك ؟!‬
‫ث فاجأه سائ ً‬
‫الت ربا تكون ل ترى إل بالجهر ‪..‬‬
‫فانتفض الشاب أخرى ‪ ..‬وقد تيل أخته العفيفة‬
‫يظن أنه يتقرب منهم أكثر ‪ ..‬أو أنه يقوي شخصيته‬
‫تزن ‪ ..‬وقال مبادرا ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أرضاه لخت ‪..‬‬
‫بذلك ‪..‬‬
‫‪ :‬كذلك الناس ل يرضونه لخواتم ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫والق أنه ليس الذكاء والفطنة أن تستطيع اللوم ‪ ..‬وإنا‬
‫ث سأله ‪ :‬أترضاه لعمتك ؟! أترضاه لالتك ؟!‬
‫هو أن تتجنبه قدر الستطاع ‪ ..‬وتسعى إل إصلح‬
‫والشاب يردد ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪..‬‬
‫الشخاص بأساليب ل ترح ‪ ..‬ول ترج ‪..‬‬
‫‪ :‬فأحب للناس ما تب لنفسك ‪ ..‬واكره‬ ‫فقال‬
‫أحيانا تتاج ف بعض المور أن تتعامى ‪ ..‬خاصة الشياء‬
‫للناس ما تكره لنفسك ‪..‬‬
‫الدنيوية ‪ ..‬والقوق الاصة ‪..‬‬
‫أدرك الشاب عند ذلك أنه كان مطئا ‪ ..‬فقال‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه ‪ 00‬لكن سيد قومه التغاب‬
‫بكل خضوع ‪:‬‬
‫واللوم يعتب اللوم سهما حادا يوجه إليه ‪ ..‬لنه يشعره‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬ادعُ ال أن يطهر قلب ‪..‬‬
‫بنقصه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فجعل الشاب يقترب ‪ ..‬ويقترب ‪..‬‬ ‫فدعاه‬
‫هذا أو ًل ‪..‬‬
‫حت جلس بي يديه ‪ ..‬ث وضع يده على صدره ‪..‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنب النصح ف الل قدر الستطاع ‪..‬‬
‫وقال ‪:‬‬
‫تغمدن بنصحك ف انفرادي ‪..‬‬
‫اللهم اهد قلبه ‪ ..‬واغفر ذنبه ‪ ..‬وحصن فرجه ‪..‬‬
‫وجنبن النصيحة ف الماعة‬
‫فخرج الشاب وهو يقول ‪ :‬وال لقد دخلت على‬
‫فإن النصح بي الناس نوع ‪..‬‬
‫‪103‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قليلً ؟‬ ‫من التوبيخ ل أرضى استماعه‬
‫قال أحدهم ‪ :‬لاذا تسرع ؟ هذه عواقب السرعة ‪..‬‬ ‫بل ‪ ..‬إذا انتشر خطأ معي ‪ ..‬واضطررت إل‬
‫وقال آخر ‪ :‬أكيد أنك كنت نعسان ومع ذلك استمريت‬ ‫النصح العام ‪ ..‬فاعمل بقاعدة ‪ :‬ما بال أقوام‬
‫ف القيادة ‪ !..‬ل توقف سيارتك وتنام ‪..‬؟‬ ‫يفعلون كذا وكذا ‪ ..‬كما تقدم معنا ‪..‬‬
‫وقال ثالث ‪ :‬الفروض أن مثلك ل تصرف لم رخص‬ ‫إذن ‪ ..‬اللوم كالسوط الذي يلد به اللئم ظهر‬
‫قيادة !!‬ ‫اللوم ‪..‬‬
‫كانوا يقولون هذه العبارات بأسلوب حاد ‪ ..‬فيه تعنيف‬ ‫وبعض الناس ينفر الخرين إما بكثرة لومه ‪ ..‬أو‬
‫وصراخ ‪..‬‬ ‫بلومه على أمور انتهت ول يقدم اللوم أو يؤخر‬
‫كان الرجل واجا ‪ ..‬جالسا على صخرة ساكتا ‪ ..‬متكئا‬ ‫فيها شيئا ‪..‬‬
‫برأسه على يديه ‪..‬‬ ‫ل فقيا ‪ ..‬تغرب عن أهله إل بلد‬
‫أذكر أن رج ً‬
‫وفجأة هوى على جنبه ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬مااات ‪..‬‬ ‫آخر ‪ ..‬واشتغل سائق شاحنة ‪ ..‬كان ف أحد اليام‬
‫ل لكان خيا له ولم ‪..‬‬
‫قتلوه بلومهم ‪ ..‬ولو صبوا قلي ً‬ ‫متعبا لكنه ركب الشاحنة ومضى با ف طريق‬
‫ضع نفسك موضع اللوم ‪..‬الخطئ ‪ ..‬وفكر من وجهة‬ ‫طويل بي مدينتي ‪..‬‬
‫نظره ‪..‬‬ ‫غلبه النوم أثناء الطريق ‪ ..‬فجعل يصارعه وأسرع‬
‫فأحيانا لو كنت مكانه قد تقع ف خطأ أكب من خطئه ‪..‬‬ ‫قليلً ‪ ..‬فتجاوز سيارة أمامه دون أن ينتبه إل‬
‫يراعي ذلك كثيا ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬ ‫الطريق فإذا أماه سيارة صغيه فيها ثلثة أشخاص‬
‫لا انصرف ‪ r‬من خيب‪ ..‬أطالوا السي حت تعبوا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬حاول أن يتفاداها ‪ ..‬ل يستطع ‪ ..‬فاصطدم با‬
‫فلما أقبل الليل ‪ ..‬نزلوا ف موضع ف الطريق ليناموا ‪..‬‬ ‫وجها لوجه ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬من رجل يفظ علينا الفجر لعلنا ننام ؟‬ ‫ثار الغبار ‪ ..‬وجعل الارة يوقفون سياراتم‬
‫متحمسا فقال ‪ :‬أنا يا رسول ال أحفظه‬ ‫كان بلل‬ ‫ويتفرجون على الادث ‪..‬‬
‫عليك ؟‬ ‫نزل سائق الشاحنة ‪ ..‬ونظر إل السيارة الصدومة‬
‫فاضطجع رسول ال ‪ .. r‬ونزل الناس فناموا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وإل من بداخلها فإذا هم موتى ‪..‬‬
‫وقام بلل يصلي حت تعب ‪ ..‬وقد كان متعبا من طول‬ ‫أنزلم الناس واتصلوا بالسعاف ‪..‬‬
‫الطريق قبل ذلك ‪..‬‬ ‫قعد سائق الشاحنة ينتظر ووصول السعاف ‪..‬‬
‫فقعد واستند إل بعيه مستريا ‪ ..‬واستقبل الفجر يرمقه‬ ‫ويفكر فيما سيحصل له بعد الادث من سجن‬
‫‪ ..‬فغلبته عينه ‪ ..‬فناااام ‪..‬‬ ‫ودية ‪ ..‬ويفكر ف أولده الصغار ‪ ..‬وزوجته ‪..‬‬
‫كان الميع ف تعب شديد ‪ ..‬فطال نومه ونومهم ‪..‬‬ ‫مسكي ‪ ..‬هوم اندت عليه كالبال ‪!!..‬‬
‫ومضى الليل ‪ ..‬وطلع لصبح ‪ ..‬والكل نيام ‪ ..‬ول‬ ‫جعل الناس يرون به ويلومونه ‪..‬‬
‫يوقظهم إل حر الشمس ‪..‬‬ ‫عجبا ‪ !!..‬أهذا وقت اللوم ‪ ..‬أل يكن أن يؤجل‬

‫‪104‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫النب ‪ r‬وأصحابه ‪..‬‬ ‫استيقظ رسول ال ‪ .. r‬وهبّ الناس من نومهم ‪..‬‬
‫وقيل إنه ‪ r‬جع جيشا لغزوهم ابتداءً ‪..‬‬ ‫فلما رأوا الشمس اضطربوا ‪ ..‬وكثر لغطهم ‪..‬‬
‫بدأ ‪ r‬يهز جيشا لرساله إليهم ‪ ..‬فلم يزل يث الناس‬ ‫الكل ينظر إل بلل ‪..‬‬
‫حت جع ثلثة آلف ‪..‬‬ ‫التفت ‪ r‬إل بلل وقال ‪ :‬ماذا صنعت بنا يا‬
‫فزودهم با وجد من سلح وعتاد ‪..‬‬ ‫بلل ؟‬
‫قال لم ‪ :‬أميكم زيد بن حارثة ‪..‬‬ ‫فأجاب بلل بواب متصر ‪ ..‬لكنه موضح للواقع‬
‫فإن أصيب زيد ‪ ..‬فجعفر بن أب طالب على الناس ‪..‬‬ ‫تاما ‪..‬‬
‫فإن أصيب جعفر فعبد ال بن رواحة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أخذ بنفسي الذي أخذ‬
‫وخرج معهم ‪ r‬يودعهم ‪..‬‬ ‫بنفسك ‪..‬‬
‫وخرج الناس يودعون اليش ‪..‬‬ ‫يعن أنا بشر ‪ ..‬حاولت أن أقاوم النوم ‪ ..‬فلم‬
‫ويقولون ‪ :‬صحبكم ال ودفع عنكم وردكم إلينا صالي‬ ‫أستطع ‪ ..‬غلبن النوم كما غلبكم !!‬
‫‪..‬‬ ‫‪ :‬صدقت ‪ ..‬وسكت عنه ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫كان عبد ال بن رواحة مشتاقا إل الشهادة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫نعم فما فائدة اللوم هنا ‪..‬‬
‫لكنن أسأل الرحن مغفر ًة وضربةً ذات فرغ تقذف‬ ‫فلما رأى ‪ r‬اضطراب الناس ‪ ..‬قال ‪ : r‬ارتلوا‬
‫الزبدا‬ ‫‪..‬‬
‫أو طعنة بيدي حران مهزة بربة تنفذ الحشاء والكبدا‬ ‫فارتلوا ‪ ..‬فمشى شيئا يسيا ‪..‬‬
‫حت يقال إذا مروا على جدثي ياأرشد ال من غا ٍزوَقد‬ ‫ث نزل ونزلوا ‪ ..‬فتوضأ وتوضئوا ‪..‬‬
‫رشدا‬ ‫ث صلى بالناس ‪..‬‬
‫ث مضى اليش حت نزلوا "معان" من أرض الشام ‪..‬‬ ‫فلما سلم ‪ ..‬أقبل على الناس فقال ‪:‬‬
‫فبلغهم أن هرقل ملك الروم قد نزل من أرض البلقاء ف‬ ‫إذا نسيتم الصلة ‪ ..‬فصلوها إذا ذكرتوها ‪..‬‬
‫مائة ألف من الروم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فلله دره ما أعقله وأحكمه‬
‫وانضم إليه من القبائل حوله مائة ألف ‪ ..‬فصار جيش‬ ‫كان مدرسة لكل قائد ‪..‬‬
‫الروم مائت ألف ‪..‬‬ ‫ليس مثل بعض الرؤساء اليوم ل تكاد عصا اللوم‬
‫فلما تيقن السلمون من ذلك ‪ ..‬أقاموا ف "معان" ليلتي‬ ‫والتقريع تنل من يده ‪..‬‬
‫ينظرون ف أمرهم ‪..‬‬ ‫يضع نفسه مكان من تته ويفكر‬ ‫بل كان‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬نكتب إل رسول ال ‪ r‬نبه بعدد عدونا‬ ‫بعقولم ‪ ..‬ويتعامل مع القلوب قبل الجساد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يعلم أنم بشر ‪ ..‬وليسوا آلت !!‬
‫فإما أن يدنا بالرجال ‪..‬‬ ‫ف السنة الثامنة من الجرة ‪..‬‬
‫أو يأمرنا با يشاء فنمضي له ‪ ..‬وكثر كلم الناس ف ذلك‬ ‫جع الروم جيشا ‪ ..‬وأقبل من جهة الشام ‪ ..‬لقتال‬

‫‪105‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أن جعفر أخذ اللواء بيمينه فقطعت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فأخذ اللواء بشماله فقطعت ‪..‬‬ ‫فقام عبد ال بن رواحة ‪ ..‬ث صاح بالناس وقال ‪:‬‬
‫فاحتضنه بعضديه حت قتل وهو ابن ثلث وثلثي سنة ‪..‬‬ ‫يا قوم ‪ ..‬وال إن الت تكرهون هي الت خرجتم‬
‫قال ابن عمر ‪ :‬وقفت على جعفر يومئذ ‪ ..‬وهو قتيل ‪..‬‬ ‫تطلبون ‪ ..‬الشهادة ف سبيل ال ‪ ..‬تفرون منها !!‬
‫فعددت به خسي بي طعنة وضربة ليس منها شيء ف‬ ‫وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ‪ ..‬ما‬
‫دبره ‪..‬‬ ‫نقاتلهم إل بذا الدين الذي أكرمنا ال به ‪..‬‬
‫فأثابه ال بذلك جناحي ف النة يطي بما حيث يشاء ‪..‬‬ ‫فانطلقوا فإنا هي إحدى السنيي ‪ ..‬إما ظهور‬
‫إن رجلً من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعته نصفي ‪..‬‬ ‫وإما شهادة ‪..‬‬
‫فلما قتل جعفر ‪ ..‬أخذ عبد ال بن رواحة الراية ‪..‬‬ ‫فمضى الناس ‪ ..‬يسيون ‪..‬‬
‫ث تقدم با وهو على فرسه ‪..‬‬ ‫حت إذا دنوا من جيش الروم ‪ ..‬ف موقعة "مؤتة"‬
‫فجعل يستنل نفسه ‪ ..‬ويتردد بعض التردد ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فإذا أعداد عظيمة ل قبل لحد با ‪..‬‬
‫لتنلن أو لتكرهنه‬ ‫أقسمت يا نفس لتنلنه‬ ‫قال أبو هريرة ‪ : t‬شهدت يوم مؤتة ‪ ..‬فلما دنا‬
‫مال أراك تكرهي النة‬ ‫إن أجلب الناس وشدوا الرنة‬ ‫منا الشركون ‪ ..‬رأينا ما ل قبل لحد به من العدة‬
‫ث قال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬والسلح ‪ ..‬والكراع ‪ ..‬والديباج ‪ ..‬والرير‬
‫هذا حام الوت قد صليت‬ ‫يا نفس إل تقتلي توت‬ ‫‪ ..‬والذهب ‪..‬‬
‫إن تفعلي فعلهما هديت‬ ‫وما تنيت فقد أعطيت‬ ‫فبق بصري ‪..‬‬
‫ث نزل ‪ ..‬فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لم ‪..‬‬ ‫فقال ل ثابت بن أرقم ‪ :‬يا أبا هريرة ‪ ..‬كأنك ترى‬
‫شد بذا صلبك ‪ ..‬فإنك قد لقيت ف أيامك هذه ما لقيت‬ ‫جوعا كثية ؟‬
‫‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فأخذه من يده فانتهش منه نشة ‪ ..‬ث سع الطمة ف‬ ‫قال ‪ :‬إنك ل تشهد بدرا معنا ‪ ..‬إنا ل ننصر‬
‫ناحية الناس ‪..‬‬ ‫بالكثرة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وأنت ف الدنيا ! فألقاه من يده ‪ ..‬ث أخذ سيفه ث‬ ‫ث التقى الناس فاقتتلوا ‪..‬‬
‫تقدم ‪..‬‬ ‫فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال ‪ r‬حت‬
‫فقاتل حت قتل ‪.. t‬‬ ‫‪..‬‬ ‫كثرت عليه الرماح وسقط صريعا شهيدا‬
‫فوقعت الراية ‪ ..‬واضطرب السلمون ‪ ..‬وابتهج‬ ‫فأخذ الراية جعفر بكل بطولة ‪ ..‬فاقتحم عن فرس‬
‫الكافرون ‪..‬‬ ‫له شقراء فجعل يقاتل القوم ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬
‫والراية تطؤها اليل ‪ ..‬ويغلوها الغبار ‪..‬‬ ‫طيبة وبارد شرابا‬ ‫يا حبذا النة واقـترابا‬
‫فأقبل البطل ثابت بن أرقم ‪..‬‬ ‫والروم روم قد دنا عذابا كافرة بعيدة أنسابا‬
‫ث رفعها ‪ ..‬وصاح ‪..‬‬ ‫علي إن لقيتها ضرابا‬

‫‪106‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم ‪ ..‬ولقيتهم النساء ‪..‬‬ ‫يا معاشر السلمي ‪ ..‬هذه الراية ‪ ..‬فاصطلحوا‬
‫فجعلوا يثون التراب ف وجوه اليش ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬ ‫على رجل منكم ‪..‬‬
‫يا فرار ‪ ..‬فررت ف سبيل ال ‪..‬‬ ‫فتصايح من سعه وقالوا ‪ :‬أنت ‪ ..‬أنت ‪..‬‬
‫فلما سع النب ‪ r‬ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪..‬‬
‫علم أنم ل يكن أمامهم إل ذلك ‪..‬‬ ‫فأشاروا إل خالد بن الوليد ‪..‬‬
‫وأنم فعلوا ما بوسعهم ‪..‬‬ ‫فلما أخذ الراية ‪ ..‬قاتل بقوة ‪ ..‬حت إنه كان يقول‬
‫فقال ‪ r‬مدافعا عنهم ‪:‬‬ ‫‪:‬‬
‫ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ‪ ..‬إن شاء ال عز وجل " ‪.‬‬ ‫لقد اندقّ ف يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ‪ ،‬فما بقي‬
‫نعم انتهى المر ‪ ..‬وهم أبطال ماقصروا ‪ ..‬لكنهم بشر‬ ‫ف يدي إل صفيحة يانية ‪..‬‬
‫والمر كان فوق طاقتهم ‪..‬‬ ‫ث اناز خالد باليش ‪ ..‬واناز الروم إل‬
‫إذن الصلة على اليت الاضر ‪ ..‬أحيانا انتهى المر فل‬ ‫معسكرهم ‪..‬‬
‫فائدة من اللوم ‪..‬‬ ‫خشي خالد أن يرجع باليش إل الدينة من ليلته‬
‫دائما ‪..‬‬ ‫كان هذا منهجه‬ ‫‪ ..‬فيتبعهم الروم ‪..‬‬
‫لا سع الكفار برسول ال ‪ r‬قادما بيشه إل مكة فاتا ‪..‬‬ ‫فلما أصبحوا ‪ ..‬غي خالد مواقع اليش ‪..‬‬
‫دخلهم الرعب ‪..‬‬ ‫فجعل مقدمة اليش ‪ ..‬ف الؤخرة ‪..‬‬
‫فأرسل إليهم رسول ال ‪ r‬من يقول لم ‪:‬‬ ‫وجعل مؤخرة اليش مقدمة ‪..‬‬
‫•من دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن ‪..‬‬ ‫ومن كانوا يقاتلون ف يي اليش ‪ ..‬أمرهم‬
‫•ومن دخل السجد فعو آمن ‪..‬‬ ‫بالنتقال إل يساره ‪..‬‬
‫•ومن دخل دار أب سفيان فهو آمن ‪..‬‬ ‫وأمر من ف اليسرة أن يذهبوا للميمنة ‪..‬‬
‫فبدأ الناس يفرون من بي يديه ‪.. r‬‬ ‫فلما ابتدأ القتال ‪ ..‬وأقبل الروم ‪..‬‬
‫فاجتمع بعض فرسان قريش ‪ ..‬وأردوا أن ياربوا ‪ ..‬فأب‬ ‫فإذا كل سرية منهم ترى رايات جديدة ‪..‬‬
‫عليهم قومهم ‪..‬‬ ‫ووجوها جديدة ‪..‬‬
‫فاجتمع نفر منهم ف مكان يقال له الندمة ‪..‬‬ ‫فاضطرب الروم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬قد جاءهم ف الليل‬
‫اجتمع صفوان بن أمية ‪ ..‬وعكرمة بن أب جهل ‪..‬‬ ‫مدد ‪ ..‬فرعبوا ف القتال ‪..‬‬
‫وسهيل بن عمرو ‪..‬‬ ‫فقتل السلمون منهم مقتلة عظيمة ‪ ..‬ول يقتل من‬
‫وجعوا ناسا معهم بالندمة ليقاتلوا ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫السلمي إل اثنا عشر رج ً‬
‫وكان حاس بن قيس ‪..‬‬ ‫وانسحب خالد باليش ‪ ..‬آخر النهار من ساحة‬
‫‪ ..‬ويصلحه ‪..‬‬ ‫يعد سلحا قبل قدوم النب‬ ‫القتال ‪ ..‬ث واصل مسيه نو الدينة ‪..‬‬
‫فقالت له امرأته ‪ :‬لاذا تعد ما أرى ؟‬ ‫فلما أقبلوا إل الدينة ‪..‬‬

‫‪107‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫واستقبلتهم بالسيوف السلمة‬ ‫وأبو يزيد قائم كالؤتة‬ ‫قال ‪ :‬لحمد وأصحابه ‪!!..‬‬
‫يقطعن كل ساعد وججمة ضربا فل يسمع إل غمغمة‬ ‫كانت امرأته تعلم بقوة السلمي ‪ ..‬فقالت ‪ :‬وال‬
‫ل تنطقي ف اللوم أدن كلمة‬ ‫لم نيت خلفنا وههمة‬ ‫ما أرى يقوم لحمد وأصحابه شيء !‬
‫صحيح ‪ ..‬لو رأت امرأته ما رأى من شدة القتال ‪ ..‬ما‬ ‫قال ‪ :‬وال إن لرجو أن أخدمك بعضهم ‪ ..‬يعي‬
‫نطقت ف لومه كلمة ‪..‬‬ ‫ياسر بعضهم وييء بم إليها خدما ‪..‬‬
‫وف موقف آخر ‪..‬‬ ‫ث قال مفتخرا ‪:‬‬
‫‪ ..‬مكة فاتا ‪ ..‬فقد كان يعلم عظمة‬ ‫لا دخل النب‬ ‫هذا سلح كامل‬ ‫إن يقبلوا اليوم فما ل علة‬
‫البلد الرام ‪ ..‬فقاتل قتالً يسيا ‪..‬‬ ‫وأله‬
‫ث قال ‪ :‬إن ال حرم هذا البلد يوم خلق السموات‬ ‫وذو غرارين سريع السلة‬
‫والرض ‪ ..‬وإنا حلّ ل ساعة من نار " ‪..‬‬ ‫ث خرج من عندها ‪ ..‬إل موقع "الندمة" ‪ ..‬حيث‬
‫فقيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنت تنهى عن القتل ‪ ..‬وهذا‬ ‫اجتمع أصحابه ‪..‬‬
‫خالد بن الوليد ف كتيبته ‪ ..‬يقتل من لقيه من الشركي ؟‬ ‫فما هو إل أن لقيهم السلمون ‪ ..‬يتقدمهم سيف‬
‫فقال ‪ " : r‬قم يا فلن ‪ ..‬فأت خالد بن الوليد ‪ ..‬فقل له‬ ‫ال خالد بن الوليد ‪..‬‬
‫‪ :‬فليفع يده من القتل " ‪.‬‬ ‫فابتدأ القتال ‪ ..‬وصال البطال ‪..‬‬
‫هذا الرجل يعلم أنم الن يعيشون حالة حرب ‪ ..‬وأن‬ ‫فقتل ف لظة واحدة ‪ ..‬أكثر من اثن عشر أو‬
‫أمرهم قريشا بالبقاء ف بيوتم لئل يقتلوا ‪ ..‬فمن‬ ‫النب‬ ‫ثلثة عشر ‪ ..‬من الكفار ‪..‬‬
‫كان ف غي بيته استحق القاتلة ‪..‬‬ ‫فلما رأى حاس بن قيس ذلك ‪..‬‬
‫ففهم من قول النب ‪ : r‬يرفع يده من القتل ‪ ..‬أي يقتل‬ ‫التفت إل صفوان وعكرمة ‪ ..‬فإذا ها يفران إل‬
‫كل من وقف أمامه ‪ ..‬حت يرفع يده بالسيف لنه ل يد‬ ‫بيوتما ‪..‬‬
‫من يقتل ‪!!..‬‬ ‫فانزم معهم ‪ ..‬وذهب يعدو إل بيته ‪ ..‬فدخله‬
‫‪r‬‬ ‫فأتى الرجل خالدا فصاح به ‪ :‬يا خالد ‪ ..‬إن رسول ال‬ ‫سريعا ‪..‬‬
‫‪ ..‬يقول ‪ :‬اقتل من قدرت عليه !‬ ‫وأخذ يصيح بامرأته فزعا ‪ :‬أغلقي علي باب ‪..‬‬
‫فقتل خالد سبعي إنسانا ‪..‬‬ ‫فإنم يقولون من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن‬
‫فأت رجل النب ‪ .. r‬قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا خالد‬ ‫‪!!..‬‬
‫يقتل ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬فأين ما كنت تقول ؟ أن تزمهم ‪..‬‬
‫فعجب النب ‪ .. r‬كيف يقتل وقد ناه ‪..‬؟!‬ ‫وتدمن بعضهم ‪!!..‬‬
‫‪ " :‬أل أنك‬ ‫فأرسل إل خالد ليأتيه ‪ ..‬فأتاه ‪ ..‬فقال‬ ‫فقال ‪:‬‬
‫عن القتل ؟ "‬ ‫إنك لو شهدت يوم الندمة إذ فر صفوان وفر‬
‫فعجب خالد وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬جاءن فلن فأمرن‬ ‫عكرمة‬

‫‪108‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كان أمامي أربعة مسارات كلها مليئة بالسيارات ‪..‬‬ ‫أن أقتل من قدرت عليه ‪..‬‬
‫وكنت ميا بي أن أنرف عنها كلها وأسقط من فوق‬ ‫فأرسل النب ‪ r‬إل ذاك الرجل ‪ ..‬فجاء ورأى‬
‫السر ‪ ..‬أو أمسك فرامل بأقوى ما أستطيع وعندها‬ ‫‪ " :‬أل أقل يرفع يده من القتل‬ ‫خالدا ‪ ..‬فقال له‬
‫ستلعب ب السيارة ف الطريق ‪..‬‬ ‫؟"‬
‫أو الختيار الثالث ‪ ..‬وهو أهونا ‪..‬‬ ‫فأدرك الرجل خطأه ‪ ..‬لكن المر انتهى ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬وما هو ؟!‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬أردتّ أمرا ‪ ..‬وأراد ال أمرا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أن أصدم إحدى السيارات الربع الواقفة أمامي ‪..‬‬ ‫فكان أمرُ ال فوق أمرك ‪ ..‬وما استطعتُ إل الذي‬
‫ضحكت ‪ ..‬وقلت ‪ ..‬هاه وماذا فعلت ؟‬ ‫كان ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬خففت سرعت قدر استطاعت ‪ ..‬واخترت أرخص‬ ‫فسكت عنه النب ‪ r‬وما ردّ عليه شيئا ‪..‬‬
‫السيارات الت أمامي ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬صدمتها ‪..‬‬ ‫من تأمل ف مسية الياة ‪ ..‬وجد هذا المر ظاهرا‬
‫فكرت فيما قال ‪ ..‬فرأيت أنه ل يستحق اللوم كثيا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وذلك أن الختيارات الت كانت أمامه مدودة ‪..‬‬ ‫أحيانا يكون الشخص قد فعل أحسن ما يستطيع‬
‫يعن بعض الشاكل ليس لا حل ‪ ..‬شخص أبوه عصب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫نصحه بميع الساليب ‪ ..‬ما نفع ‪ ..‬ماذا يفعل ؟‬ ‫ركبت مع أحد الشباب ف سيارته ‪ ..‬فإذا قيادته‬
‫جيدة ‪..‬‬
‫لفتة ‪..‬‬ ‫وكنت أعلم أنه وقع له حادث تصادم قبل اسبوع‬
‫ضع نفسك موضع اللوم وفكر من وجهة نظره ‪ ..‬ث‬ ‫‪..‬‬
‫احكم عليه ‪..‬‬ ‫فسألته ‪ :‬ألحظ أن قيادتك جيدة ‪ ..‬فلماذا‬
‫صدمت قبل أسبوع ؟!‬
‫‪.39‬تأكد من الطأ قبل النصيحة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬كان ل بد أن أصدم !!‬
‫كان واضحا من نبة صوته لا اتصل ب ‪ ..‬أنه كن غضبانا‬
‫قلت عجبا !!‬
‫يكتم غيظه قدر الستطاع ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬كان ل بد أن أصدم ‪ ..‬أتدري لاذا ؟‬
‫ليست هذه هي النبة الت تعودت عليها من فهد ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟!‬
‫شعرت أن عنده شيئا ‪..‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫بدأ كلمه ‪ ..‬متحدثا عن الفت وتعرض الناس لا ‪..‬‬
‫أقبلت بسيارت على جسر ‪ ..‬وكنت مسرعا ‪..‬‬
‫ث احتدت النبة ‪ ..‬وجعل يكرر ‪ :‬أنت داعية ‪ ..‬وطالب‬
‫فلما نزلت منه فإذا السيارات أمامي متوقفة صفوفا‬
‫علم ‪ ..‬وأفعالك مسوبة عليك ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أبا عبد ال ليتك تدخل ف الوضوع مباشرة ‪..‬‬
‫ل أدري ما السبب ‪ ..‬حادث ف المام ‪ ..‬أو نقطة‬
‫قال ‪ :‬الحاضرة لت ألقيتها ف ‪ ..‬وقلت ‪..‬‬
‫تفتيش ‪ ..‬ل أدري ‪ ..‬الهم أن تفاجات با ‪..‬‬
‫تعجبت ‪ ..‬قلت ‪ :‬مت كان ذلك ؟‬
‫‪109‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ث قال ‪ :‬تنتج إبل قومك صحاح آذانا ‪ ..‬فتعمد إل‬ ‫قال ‪ :‬قبل ثلثة أسابيع ‪..‬‬
‫الوسى ‪ ..‬فتقطع آذانا ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل أذهب لتلك النطقة منذ سنة ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬هذه بية ‪ ..‬وتشقها ‪ ..‬أو تشق جلودها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وتدثت عن كذا ‪..‬‬
‫وتقول ‪:‬هذه صرم ‪ ..‬فتحرمها عليك وعلى أهلك ‪..‬‬ ‫ث تبي ل أن صاحب ‪ ..‬بلغته إشاعة فصدقها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫وبن على أساسها مناصحته ‪ ..‬وموقفه ‪ ..‬وكلمه‬
‫قال ‪ :‬فإن ما أعطاك ال لك حل ‪ ..‬موسى ال أحد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫(‪)47‬‬
‫صحيح أنن ل أزال أحبه ‪ ..‬لكن نظرت إليه‬
‫وف عام الوفود ‪ ..‬كان بعض الناس يأت مسلما ‪ ..‬ويبايع‬ ‫قصرت ‪ ..‬لنن اكتشفت أنه متسرع ‪ ..‬ومثل ما‬
‫النب ‪ .. r‬وبعضهم يأت كافرا ‪ ..‬ويسلم أو يعاهد ‪..‬‬ ‫يقولون ( يطي ف العجّة ) ‪!!..‬‬
‫فبينما رسول ال ‪ r‬مع أصحابه يوما ‪ ..‬إذ جاء وفد‬ ‫كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتم على‬
‫صدِف ‪ ..‬وهم بضعة عشر راكبا ‪ ..‬فأقبلوا إل ملس‬
‫ال ّ‬ ‫إشاعات ‪..‬‬
‫النب ‪ .. r‬فجلسوا و ل يسلموا ‪..‬‬ ‫قليل منهم من يأتيك مناصحا ‪ ..‬ليكتشف بعدها‬
‫فسألهم ‪ " :‬أمسلمون أنتم ؟ "‬ ‫أنه كان يري وراء إشاعة ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬قال ‪ " :‬فهل سلمتم ؟ " ‪..‬‬ ‫وكثي منهم من تنطبع هذه الشاعة ف قلبه ‪..‬‬
‫فقاموا قياما فقالوا ‪ :‬السلم عليك أيها النب ورحة ال‬ ‫ويكوّن على أساسه تصوره عنك ‪ ..‬وهي كذبة ‪..‬‬
‫وبركاته ‪..‬‬ ‫أحيانا يشاع أن فلنا فعل كذا وكذا ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬وعليكم السلم ‪ ..‬اجلسوا " ‪ ..‬فجلسوا ث‬ ‫فلجل أن تتفظ بقدرك عنده ‪ ..‬تأكد من الب‬
‫سألوه ‪ r‬عن أوقات الصلوات ‪..‬‬ ‫قبل الكلم عنه ‪..‬‬
‫‪ ..‬توسعت بلد السلم ‪..‬‬ ‫وف عهد عمر‬ ‫‪..‬‬ ‫وهذا منهج النب‬
‫فعي عمر سعد بن أب وقاص أميا على الكوفة ‪..‬‬ ‫إليه ‪..‬‬ ‫أتى رجل إل النب ‪ .. r‬فنظر النب‬
‫كان أهل الكوفة حينذاك مشاغبي على ولتم ‪..‬‬ ‫فإذا رجل رث اليئة ‪ ..‬مغب الشعر ‪ ..‬فأراد ‪ r‬أن‬
‫‪ ..‬يشتكون‬ ‫أرسل نفر منهم رسالة إل الليفة عمر‬ ‫ينصحه ليصلح من هيئته ‪ ..‬لكنه خشي أن يكون‬
‫إليه من سعد ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ليس ذا مال ‪..‬‬
‫الرجل فقيا أص ً‬
‫وذكروا عيوبا كثية ‪ ..‬حت إنم قالوا ‪ :‬ول يسن أن‬ ‫فقال له ‪ :‬هل لك من مال ؟‬
‫يصلي !!‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فلما قرأ عمر الكتاب ‪ ..‬ل يتسرع باتاذ قرار ‪ ..‬ول‬ ‫قال ‪ :‬من أي الال ‪..‬؟‬
‫كتابة نصيحة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من كل الال ‪ ..‬من البل ‪ ..‬والرقيق ‪..‬‬
‫واليل ‪ ..‬والغنم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فإذا آتاك ال مالً ‪ ..‬فليُر عليك ‪..‬‬
‫( ) أخرجه الاكم وصحح إسناده ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪110‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ث خرج سعد من السجد ‪..‬‬ ‫وإنا أرسل ممد بن مسلمة إل الكوفة معه كتاب‬
‫ومضى إل لدينة ومات بعدها بسنوات ‪..‬‬ ‫إل سعد ‪..‬‬
‫أما ذلك الرجل فل زالت دعوة سعد تلحقه ‪..‬‬ ‫وأمره أن يسي مع سعد ويسأل الناس عنه ‪..‬‬
‫حت كبت سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬واحدودب ظهره ‪..‬‬ ‫جعل ممد بن مسلمة يصلي مع سعد ف الساجد‬
‫وطال عمره حت مل من حياته ‪ ..‬واشتد فقره ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويسأل الناس عن سعد ‪..‬‬
‫فكان يلس وسط الطريق يسأل الناس ‪ ..‬وقد سقط‬ ‫ول يدع مسجد إل سأل عنه ‪ ..‬ول يذكرون عن‬
‫حاجباه على عينيه من شدة الكب ‪ ..‬فإذا مرت به النساء‬ ‫سعد إل معروفا ‪..‬‬
‫مد يده يغمزهن ويتعرض لن ‪..‬‬ ‫حت دخل مسجدا لبن عبس ‪..‬‬
‫فكان الناس يصيحون به ‪ ..‬ويسبونه ‪ ..‬فيقول ‪:‬‬ ‫فقام ممد بن مسلمة ‪ ..‬وسأل الناس عن أميهم‬
‫وماذا أفعل !! شيخ كبي مفتون ‪ ..‬أصابتن دعوة الرجل‬ ‫سعد ؟؟‬
‫الصال سعد بن أب وقاص ‪..‬‬ ‫فأثنوا عليه خيا ‪..‬‬
‫فقال ممد ‪ :‬أنشدكم بال ‪ ..‬هل تعلمون منه غي‬
‫حديث ‪..‬‬ ‫ذلك ؟‬
‫بئس مطية الرجل زعموا ‪ ..‬وكفى بالرء إثا أن يدث‬ ‫قالوا ‪ :‬ل نعلم إل خيا ‪..‬‬
‫بكل ما سع ‪..‬‬ ‫فكرر عليهم السؤال ‪..‬‬
‫عندها قام رجل ف آخر السجد ‪ ..‬اسه أسامة بن‬
‫‪ .40‬اجلدن برفق !!‬
‫قتادة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫ل يعن ما تقدم من كلم عدمُ اللوم أبدا ‪..‬‬
‫أما إذ نشدتنا بال ‪ ..‬فاسع ‪:‬‬
‫بلى ‪ ..‬فقـد تتاج فـ أحيان متكررة أن تلوم الخريـن ‪..‬‬
‫إن سعدا كان ل يسي بالسوية ‪ ..‬ول يعدل ف‬
‫ولدك ‪ ..‬زوجتك ‪ ..‬صديقك ‪..‬‬
‫القضية ‪..‬‬
‫لكن يكن تأجيله قليلً ‪ ..‬أو استخدام أساليب أخف ‪..‬‬
‫فعجب سعد وقال ‪ :‬أنا كذلك ؟‬
‫دع اللوم يتفظ باء وجهه ‪..‬‬
‫قال الرجل نعم ‪..‬‬
‫مكة ‪ ..‬وقد قوي شأنه عند العرب ‪..‬‬ ‫بعدما فتح‬
‫فقال سعد ‪ :‬أما وال لدعون بثلث ‪:‬‬
‫وكثر الداخلون ف السلم ‪..‬‬
‫اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا ‪ ..‬وقد قام رياء‬
‫بالناس حنينا ‪ ..‬فجاء الشركون بأحسن صفوف‬ ‫غزا‬
‫وسعة ‪..‬‬
‫‪ ..‬فصفت اليل ‪..‬‬
‫اللهم فـ ‪:‬‬
‫ث صفت القاتلة ‪ ..‬ث صفت النساء من وراء ذلك ‪..‬‬
‫•أطل عمره ‪..‬‬
‫ث صفت الغنم ‪ ..‬ث النعم ‪..‬‬
‫•وأطل فقره ‪..‬‬
‫والسلمون بشر كثي ‪ ..‬قد بلغوا اثن عشر ألفا ‪..‬‬
‫•وعرضه للفت ‪..‬‬
‫وكان الشركون قد سبقوا إل وادي حني ‪ ..‬واختبأت‬
‫‪111‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫جعلوا يتبعونه ويرددون ‪ :‬اقسم علينا فيئنا ‪..‬‬ ‫كتائب منهم ف جانبيه بي الصخور ‪..‬‬
‫حت تزاحوا عليه ‪ ..‬وضيقوا الطريق بي يديه ‪..‬‬ ‫فما هو إل أن ابتدأ القتال ‪ ..‬ودخلت جوع‬
‫واضطروه إل شجرة ‪ ..‬فم ّر من شدة الزحام ملصقا لا‬ ‫السلمي ف الوادي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫حت تفجر عليهم الكفار من كل جانب ‪..‬‬
‫فتعلق رداؤه بأغصانا ‪ ..‬حت سقط عن منكبيه ‪ ..‬وصار‬ ‫واضطرب الناس ‪..‬‬
‫بطنه وظهره مكشوفا ‪..‬‬ ‫وجعلت خيل السلمي ‪ ..‬تلوذ خلف ظهورهم ‪..‬‬
‫فلم يغضب ‪ ..‬وإنا التفت إليهم وقال ‪ ..‬بكل هدووووء‬ ‫فلم يلبثوا أن انكشفت خيلهم ‪ ..‬وكان أو ُل من‬
‫‪:‬‬ ‫فرّ العراب ‪ ..‬وتسلط الكفار وظهروا ‪..‬‬
‫أيها الناس ‪ ..‬ردوا علي ردائي ‪ ..‬فوالذي نفسي بيده لو‬ ‫فالتفت رسول ال ‪ .. r‬فإذا الموع تفر ‪..‬‬
‫كان ل عدد شجر تامة ‪ ..‬نَعما لقسمته عليكم ‪..‬‬ ‫والدماء تسيل ‪ ..‬واليل يضرب بعضها ف بعض‬
‫ث ل تدون بيل ‪ ..‬ول جبانا ‪ ..‬ول كذابا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ل لمسك الموال لنفسه ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬لنه لو كان بي ً‬ ‫فجعل يأمر العباس بأن ينادي ‪ :‬يا للمهاجرين يا‬
‫ولو كان جبانا لف ّر مع الفارين ‪..‬‬ ‫للنصار ؟‬
‫ولو كان كذابا لا نصره رب العالي ‪..‬‬ ‫فرجعوا حت ثبت ‪ r‬ف ثاني أو مائة رجل ‪..‬‬
‫الرائعة كثية ‪..‬‬ ‫مواقفه‬ ‫ث نصر ال السلمي ‪ ..‬وانتهى القتال ‪..‬‬
‫يشي مع بعض أصحابه ‪ ..‬فمر بامرأة تبكي عند‬ ‫كان‬ ‫‪..‬‬ ‫وجعت الغنائم بي يدي النب‬
‫قب ‪ ..‬على صب لا ‪..‬‬ ‫فإذا الذين فروا من القتال ‪ ..‬وخافوا من الرماح‬
‫فقال لا ‪ :‬اتقي ال واصبي ‪..‬‬ ‫والنبال ‪..‬‬
‫وكانت الرأة باكية مهمومة ‪ ..‬فلم تعرف النب ‪..‬‬ ‫هم أول من اجتمع على رسول ال ‪ .. r‬يريد‬
‫فقالت ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬وما تبال أنت بصيبت ‪..‬؟!‬ ‫الغنائم ‪..‬‬
‫فسكت النب ‪ ..‬وذهب وتركها ‪ ..‬فقد أدى ما عليه‬ ‫تعلقت العراب ‪ ..‬برسول ال ‪ r‬يقولون له ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫اقسم علينا فيئنا ‪ ..‬اقسم علينا فيئنا ‪ ..‬يريدون‬
‫وأدرك أن الرأة الن ف وضع نفسي قد ل يناسب أن‬ ‫الغنائم ‪..‬‬
‫يزاد عليها ف النصح أكثر ما سعت ‪..‬‬ ‫عجبا ‪ !!..‬يقسم فيئكم ‪ ..‬مت صار فيؤكم وأنتم‬
‫التفت بعض الصحابة إليها وقالوا ‪ :‬هذا رسول ال‬ ‫ل تقاتلوا ‪..‬‬
‫‪!!..‬‬ ‫كيف تطلبون من الغنيمة ‪ ..‬وهو الذي كان يصرخ‬
‫فندمت الرأة على ما قالت ‪ ..‬وقامت تاول أن تلحق‬ ‫بكم لتعودوا وأنتم ل تستجيبون ‪!!..‬‬
‫بالنب ‪ ..‬حت وصلت بيته ‪..‬‬ ‫لكنه ‪ r‬ل يكن يدقق على مثل هذا ‪ ..‬فالدنيا ل‬
‫فلم تد على بابه بوابي ‪..‬‬ ‫تساوي عنده شيئا ‪..‬‬

‫‪112‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫إل آخر مواقف وتفكيات هذا الرجل السكي ‪..‬‬ ‫فقالت معتذرة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل أعرفك ‪ ..‬الن‬
‫قديا قالوا ف الثل ‪ :‬إن أطاعك الزمان وإل فأطعه ‪..‬‬ ‫أصب ‪..‬‬
‫(‪)48‬‬
‫ل حفظه‬
‫أذكر أن أعرابيا ‪ -‬من أصدقائي ‪ -‬كان يردد مث ً‬ ‫فقال إنا الصب عند الصدمة الول ‪..‬‬
‫من جده ‪ ..‬كان يسمعن إياه كثيا إذا بدأت أتفلسف‬
‫عليه ببعض العلومات ‪ ..‬فكان يرج زفيا طوييييلً من‬ ‫اقتل برفق ‪..‬‬
‫صدره ث يقول ‪ :‬ياااا شيخ ‪ ..‬اليد اللي ما تقدر تلويها‬ ‫إن ال كتب الحسان على كل شيء ‪ ..‬فإذا‬
‫صافحها ‪!!..‬‬ ‫قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ..‬وإذا ذبتم فأحسنوا‬
‫وإذا تفكرت ف هذا وجدته صحيحا ‪ ..‬فنحن إذا ل نعود‬ ‫الذبح ‪ ..‬وليحد أحدكم شفرته ‪ ..‬وليح ذبيحته‬
‫أنفسنا على التسامح وتشية المور ‪ ..‬أو بعن آخر‬ ‫‪ ..‬حديث رواه مسلم‬
‫التغاب ‪ ..‬وعدم الغراق ف التفسيات والظنون ‪ ..‬وإل‬
‫‪ِ .41‬فرّ من الشاكل !!‬
‫فسوف نتعب كثيا ‪..‬‬
‫ل ف مستشفى بدائي لكتشف‬
‫أظنه لو أجرى تلي ً‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه ‪ ..‬لكن سيد قومه التغاب‬
‫ف جسمه عشرة أنواع من المراض ‪ ..‬أهونا‬
‫وأذكر أن شابا متحمسا أقبل إل شيخه يريده أن يساعده‬
‫الضغط والسكر ‪..‬‬
‫ف اختيار زوجة تكون رفيقة دربه حت المات ‪ ..‬فقال‬
‫كان السكي يعذب نفسه كثيا لنه يطالب الناس‬
‫الشيخ ‪ :‬ما هي الصفات الت ترغب وجودها ف‬
‫بالثالية التامة ‪ ..‬دائما تده متضايقا من زوجته ‪..‬‬
‫زوجتك ؟‬
‫كسرت الصحن الديد ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬منظرها جيل ‪ ..‬وقوامها طويل ‪ ..‬وشعرها حرير‪..‬‬
‫نسيت كنس الصالة ‪..‬‬
‫ورائحتها عبي ‪ ..‬لذيذة الطعام ‪ ..‬عذبة الكلم ‪ ..‬إن‬
‫أحرقت ثوب الديد بالكواة ‪..‬‬
‫نظرت إليها سرتن ‪ ..‬وإن غبت عنها حفظتن ‪ ..‬ل‬
‫وأولده ‪ ..‬خالد إل الن ل يفظ جدول الضرب‬
‫تالف ل أمرا ‪ ..‬ول أخشى منها شرا ‪ ..‬لا دين يرفعها‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬وحكمة تنفعها ‪..‬‬
‫وسعد ‪ ..‬ل يظفر بتقدير متاز ‪..‬‬
‫وراح يسرد من صفات الكمال التفرقة ف النساء‬
‫وسارة ‪ ..‬وهند ‪..‬‬
‫ويمعها ف امرأة واحدة ‪..‬‬
‫هذا حاله ف بيته ‪..‬‬
‫فلما أكثر على الشيخ ‪ ..‬قال له ‪ :‬يا ولدي ‪ ..‬عندي‬
‫أما بي زملئه ‪ ..‬فأعظم ‪ ..‬أبو عبد ال قصدن لا‬
‫طلبك ‪..‬‬
‫ذكر قصة البخيل ‪!..‬‬
‫قال ‪ :‬أين ؟ قال ‪ :‬ف النة بإذن ال ‪ ..‬أما ف الدنيا فعود‬
‫والبارحة أبو أحد يعنين لا تكلم عن السيارات‬
‫نفسك التسامح ‪..‬‬
‫القدية ‪ ..‬نعم يقصد سيارت ‪ ..‬نعم ‪ ..‬كان ينظر‬
‫نعم ف الدنيا عود نفسك التسامح ‪ ..‬ل تعذب نفسك‬
‫إلّ ‪..‬‬
‫بالبحث عن مشاكل لثارتا ‪ ..‬والنقاش حولا ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪48‬‬

‫‪113‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫من حر ما يد ‪ " :‬حسّ "‬ ‫فقال النب‬ ‫فيوما تصرخ ف وجه جليس ‪ :‬أنت تقصدن‬
‫فاستيقظ كلثوم ‪ ..‬فاضطرب وقال ‪:‬‬ ‫بكلمك ؟‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬استغفر ل ‪..‬‬ ‫ويوما ف وجه ولدك ‪ :‬أنت تريد أن تزنن‬
‫بكل ساحة ‪ِ :‬سرْ ‪ِ ..‬سرْ ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫بكسلك ؟‬
‫نعم ‪ِ :‬سرْ ‪ ..‬ول يعمل قضية ‪ ..‬لاذا تضايقن ؟ الطريق‬ ‫ويوما ف وجه زوجتك ‪ :‬أنت تتعمدين إهال بيتك‬
‫واسع ! ما الذي جاء بك بانب ؟! ل ‪ ..‬ل يتعب نفسه ‪..‬‬ ‫؟ ‪...‬‬
‫ضربة رجل ‪ ..‬وانتهت ‪..‬‬ ‫وقد كان منهج النب ‪ .. r‬التسامح عموما ‪..‬‬
‫دائما ‪..‬‬ ‫كان هذا أسلوبه‬ ‫فكان يستمتع بياته ‪..‬‬
‫جلس يوما بي أصحابه ‪..‬‬ ‫على أهله أحيانا ‪ ..‬ف الضحى ‪..‬‬ ‫كان يدخل‬
‫فأقبلت إليه امرأة ببدة ‪ ..‬قطعة قماش ‪..‬‬ ‫وهو جائع ‪ ..‬فيسألم ‪ :‬هل عندكم من شيء ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن نسجت هذه بيدي ‪..‬‬ ‫عندكم طعام ‪..‬‬
‫أكسوكها ‪..‬‬ ‫فيقولون ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكان متاجا إليها ‪..‬‬ ‫فأخذها النب‬ ‫‪ :‬إن إذا صائم ‪..‬‬ ‫فيقول‬
‫وقام ودخل بيته ‪ ..‬فلبسها ‪ ..‬ث خرج إل أصحابه وهي‬ ‫ول يكن يصنع لجل ذلك مشاكل ‪ ..‬ما كان يقول‬
‫إزاره ‪..‬‬ ‫‪ِ :‬ل َم ل تصنعوا طعاما ‪ ..‬لِم ل تبون لشتري ‪..‬‬
‫فقال رجل من القوم ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬اكسنيها ‪..‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫إن إذا صائم ‪ ..‬وانتهى المر ‪..‬‬
‫‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫وكان ف تعامله مع الناس ‪ ..‬يتعامل بكل ساحة ‪..‬‬
‫‪ ..‬فخلعها وطواها ‪ ..‬ولبس إزارا قديا ‪..‬‬ ‫ث رجع‬ ‫قال كلثوم بن الصي ‪ ..‬كان من خيار الصحابة‬
‫ث أرسل با إل الرجل ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال الناس للرجل ‪ :‬ما أحسنت ‪ ..‬سألته إياها وقد‬ ‫قال ‪ :‬غزوت مع رسول ال ‪ r‬غزوة تبوك ‪..‬‬
‫علمت أنه ل يرد سائلً ؟!‬ ‫فسرت ذات ليلة معه ونن بوادي "الخضر" ‪..‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬وال ما سألته ‪ ..‬إل لتكون كفن يوم‬ ‫أطالوا الشي ‪ ..‬فجعل يغلبه النعاس ‪..‬‬
‫أموت ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويستيقظ‬ ‫وجعلت ناقته تقترب من ناقة النب‬
‫(‪)50‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلما مات الرجل ‪ ..‬كفنه أهله فيها‬ ‫فجأة ‪ ..‬فيبعدها ‪ ..‬خوفا من أن يصيب رحل ناقته‬
‫ما أجل احتواء الناس بذه التعاملت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫رجل النب‬
‫يوما يؤم أصحابه ف صلة العشاء ‪..‬‬ ‫قام‬ ‫حت غلبته عينه ف بعض الطريق ‪ ..‬فزاحت راحلته‬
‫فدخل إل السجد طفلن ‪ ..‬السن والسي ‪ ..‬ابنا‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬وضرب رحله رجل النب‬ ‫راحلة النب‬
‫‪..‬‬ ‫فاطمة‬ ‫فآله ‪..‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪50‬‬


‫( ) رواه أبو داود ‪ -‬صحيح‬ ‫‪49‬‬

‫‪114‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ :‬كل ذلك ل يكن ‪ ..‬ولكن ابن ارتلن ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫‪ ..‬وهو يصلي ‪..‬‬ ‫فأقبل إل جدها رسول ال‬
‫فكرهت أن أعجله ‪ ..‬حت يقضي حاجته ‪.. )52( ..‬‬ ‫فكان إذا سجد ‪ ..‬وثب السن والسي على‬
‫‪ ..‬وكان‬ ‫يوما على أم هانئ بنت أب طالب‬ ‫ودخل‬ ‫ظهره ‪..‬‬
‫جائعا ‪..‬‬ ‫أن يرفع رأسه ‪ ..‬تناولما بيديه من‬ ‫فإذا أراد‬
‫فقال ‪ :‬هل عندك من طعام نأكله ؟‬ ‫خلفه تناو ًل رفيقا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ليس عندي إل كسر يابسة ‪ ..‬وإن لستحي أن‬ ‫ووضعهما عن ظهره ‪ ..‬فجلسا جانبا ‪..‬‬
‫أقدمها إليك ‪..‬‬ ‫فإذا عاد لسجوده ‪ ..‬عادا فوثبا على ظهره ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هلمي بن ‪..‬‬ ‫صلته ‪..‬‬ ‫حت قضى‬
‫فأتته بن ‪ ..‬فكسرهن ف ماء ‪ ..‬وجاءت بلح فذرته عليه‬ ‫فأخذها بكل رفق ‪ ..‬وأقعدها على فخذيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقام أبو هريرة‬
‫‪ ..‬يأكل هذا البز ملوطا بالاء ‪..‬‬ ‫فجعل‬ ‫أردّها ‪..‬؟ يعن أعيدها لمهما ‪..‬؟‬
‫فالتفت إل أم هانئ وقال ‪ :‬هل من إدام ؟‬ ‫عليهما ‪..‬‬ ‫فلم يعجل‬
‫فقالت ‪ :‬ما عندي يا رسول ال إل شيء من "خلّ" ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬فبقت برقة من السماء ‪..‬‬
‫ث لبث قلي ً‬
‫فقال ‪ :‬هلميه ‪..‬‬ ‫‪ :‬القا بأمكما ‪ ..‬فقاما فدخل على‬ ‫فقال لما‬
‫(‪)51‬‬
‫فجاءته به ‪ ..‬فصبه على طعامه ‪ ..‬فأكل منه ‪..‬‬ ‫أمهما ‪..‬‬
‫ث حد ال عز وجل ‪ ..‬ث قال ‪ :‬نعم الدام الل (‪.. )53‬‬ ‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كان يعيش حياته كما هي ‪ ..‬يتقبل المور بسب‬ ‫‪ ..‬على أصحابه ف إحدى‬ ‫خرج النب عليه‬
‫ما هي عليه ‪..‬‬ ‫صلت الظهر أو العصر ‪..‬‬
‫وف رحلة الج ‪..‬‬ ‫وهو حامل السن أو السي ‪..‬‬
‫مع أصحابه ‪ ..‬فنلوا منلً ‪ ..‬فذهب النب‬ ‫خرج‬ ‫فتقدم إل موضع صلته ‪ ..‬فوضعه ‪ ..‬ث كب‬
‫فقضى حاجته ‪..‬‬ ‫مصليا بالناس ‪..‬‬
‫ث جاء إل حوض ماء فتوضأ منه ‪..‬‬ ‫سجدة ‪ ..‬أطالا ‪ ..‬حت‬ ‫فسجد رسول ال‬
‫ليصلي ‪..‬‬ ‫ث قام‬ ‫خشي عليه أصحابه أن يكون قد أصابه شيء ‪..‬‬
‫‪ ..‬فوقف عن يسار رسول ال‬ ‫جاء جابر بن عبد ال‬ ‫ث رفع من سجوده ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكبّر مصليا معه ‪..‬‬ ‫وبعد انتهاء الصلة ‪ ..‬سأله أصحابه ‪ ..‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫بيده ‪ ..‬فأداره حت أقامه عن يينه ‪..‬‬ ‫فأخذ النب‬ ‫رسول ال ‪ ..‬لقد سجدت ف صلتك هذه سجدة‬
‫ومضيا ف صلتما ‪..‬‬ ‫ما كنت تسجدها ‪ !!..‬أشيء أمرت به ؟ أو كان‬
‫يوحى إليك ؟‬
‫( ) الاكم ف الستدرك‬ ‫‪52‬‬

‫( ) رواه الطبان ف الوسط ‪ ،‬وأصله ف الصحيحي‬ ‫‪53‬‬


‫( ) رواه أحد وقال اليثمي ‪ :‬رجاله ثقات‬ ‫‪51‬‬

‫‪115‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وقد أجلّك من يعصيك مستترا‬ ‫‪ ..‬فتوضأ ‪..‬‬ ‫فجاء جبار بن صخر‬
‫‪ ..‬وقد رقى منبه يوما ‪..‬‬ ‫وانظر إل رسول ال‬ ‫‪..‬‬ ‫ث أقبل فقام عن يسار رسول ال‬
‫وخطب بأصحابه فرفع صوته حت أسع النساء العواتق ف‬ ‫بأيديهما جيعا – بكل هدوء ‪ -‬فدفعهما‬ ‫فأخذ‬
‫خدورها داخل بيوتن ‪!!..‬‬ ‫حت أقامهما خلفه (‪.. )54‬‬
‫‪ :‬يا معشر من آمن بلسانه ول يدخل اليان إل‬ ‫فقال‬ ‫جالسا ‪..‬‬ ‫وف يوم كان‬
‫قلبه ‪ ..‬ل تغتابوا السلمي ‪ ..‬ول تتبعوا عوراتم ‪..‬فإنه‬ ‫فأقلبت إليه أم قيس بنت مصن بابن لا حديث‬
‫من يتبع عورة أخيه ‪ ..‬يتبع ال عورته ‪ ..‬ومن يتبع ال‬ ‫الولدة ‪ ..‬ليحنكه ويدعو له ‪..‬‬
‫عورته ‪ ..‬يفضحه ولو ف جوف بيته ‪.. )56( ..‬‬ ‫فجعله ف حجره ‪ ..‬فلم يلبث الصغي‬ ‫فأخذه‬
‫نعم ل تتصيد الخطاء ‪ ..‬وتتبع العورات ‪ ..‬كن سحا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وبلل ثيابه بالبول ‪..‬‬ ‫أن بال ف حجر النب‬
‫حريصا على عدم إثارة الشكلت أصلً ‪..‬‬ ‫وكان‬ ‫على أن دعا باء فنضحه على أثر‬ ‫فلم يزد النب‬
‫ف ملس هادئ مع بعض أصحابه ‪ ..‬صفت فيه النفوس‬ ‫البول (‪.. )55‬‬
‫لصحابه ‪:‬‬ ‫‪ ..‬واطمأنت القلوب ‪ ..‬قال‬ ‫وانتهى المر ‪ ..‬ل يغضب ‪ ..‬ول يعبس ‪..‬‬
‫أل ل يبلغن أحد منكم عن أحد من أصحاب شيئا ‪ ..‬فإن‬ ‫فلماذا نعذب نن أنفسنا ونصنع من البة قبة ‪..‬‬
‫أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ‪.. )57( ..‬‬ ‫ليس شرطا أن يكون كل ما يقع حولك مرضيا‬
‫ل تعذب نفسك ‪..‬‬ ‫لك ‪.. %100‬‬
‫ل تثر على نفسك الغبار ما دام ساكنا ‪ ..‬وإن ثار فسدّ‬ ‫جل من ل عيب فيه‬ ‫وإن تد عيبا فسدّ اللل‬
‫أنفك بِكُمّك ‪ ..‬واستمتع بياتك ‪..‬‬ ‫وعل‬
‫بعض الناس يرق أعصابه ‪ ..‬ويكب القضايا ‪..‬‬
‫‪.42‬اعترف بطئك ‪ ..‬ل تكابر ‪..‬‬ ‫وبعض الباء والمهات كذلك ‪ ..‬وربا بعض‬
‫كثي من الشاكل الت ربا تستمر العداوة بسببها ‪ ..‬سنة‬ ‫الدرسي والدرسات كذلك ‪..‬‬
‫وسنتي ‪ ..‬وربا العمر كله ‪ ..‬يكون حلها أن يقول‬ ‫ول تفتش عن الخطاء الفية ‪..‬‬
‫أحدها للخر ‪ :‬أنا أخطأت ‪ ..‬وأعتذر ‪..‬‬ ‫وكن سحا ف قبول أعذار الخرين ‪ ..‬خاصة من‬
‫موعد أخلفته ‪ ..‬أو مزحة ثقيلة ‪..‬أو كلمة نابية ‪ ..‬سارع‬ ‫يعتذرون إليك حفاظا على مبتهم معك ‪ ..‬ل‬
‫إل إطفاء شرارها قبل أن تضطرم النار بسببها ‪..‬‬ ‫لجل مصال شخصية ‪..‬‬
‫أنا آسف ‪ ..‬حقك عليّ ‪ ..‬ما يصي خاطرك إل طيب ‪..‬‬ ‫اقبل معاذير من يأتيك معتذرا‬
‫ما أجل أن نتواضع ونسمع الناس هذه العبارات ‪..‬‬ ‫إن ب ّر عندك فيما قال أو فجرا‬
‫وقعت خصومة بي أب ذر وبلل ‪ ..‬رضي ال عنهما ‪..‬‬ ‫فقد أطاعك من يرضيك ظاهره‬
‫وها صحابيان ‪ ..‬لكنهما بشر ‪..‬‬
‫( ) أخرجه أبو يعلى ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪56‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪54‬‬

‫( ) أخرجه أبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫( )‬ ‫‪55‬‬

‫‪116‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يتطور المر ‪..‬‬ ‫فغضب أبو ذر ‪ ..‬وقال لبلل ‪ :‬يا ابن السوداء ‪..‬‬
‫فانطلق يتبع عمر ‪ ..‬ويقول ‪ :‬استغفر ل يا عمر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فشكاه بلل إل رسول ال‬
‫وعمر ل يلتفت إليه ‪ ..‬وأبو بكر يعتذر ‪ ..‬ويشي وراءه‬ ‫فقال ‪ :‬أساببت فلنا ؟‬ ‫فدعاه النب‬
‫حت وصل عمر إل بيته ‪ ..‬وأغلق بابه ف وجهه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فمضى أبو بكر إل رسول ال‬ ‫قال ‪ :‬فهل ذكرت أمه ؟‬
‫ل من بعيد ‪ ..‬رآه متغيا ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫مقب ً‬ ‫فلما رآه النب‬ ‫قال ‪ :‬من يسابب الرجال ‪ ..‬ذُكر أبوه وأمه يا‬
‫أما صاحبكم هذا فقد غامر ‪ ..‬جلس أبو بكر ساكتا ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪..‬‬
‫فلم تض لظات ‪ ..‬حت ندم عمر على ما كان منه ‪..‬‬ ‫‪ :‬إنك امرؤ فيك جاهلية ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫وكانت قلوبم بيضاء ‪..‬‬ ‫فتغي أبو ذر ‪ ..‬وقال ‪ :‬على ساعت من الكب ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬فسلم وجلس بانب‬ ‫فأقبل إل ملس رسول ال‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقص عليه الب ‪..‬‬ ‫النب‬ ‫منهجا يتعامل به مع من هم أقل‬ ‫ث أعطاه النب‬
‫وحكى كيف أعرض عن أب بكر ول يقبل اعتذاره ‪..‬‬ ‫منه فقال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫فغضب رسول ال‬ ‫إنا هم إخوانكم ‪ ..‬جعلهم ال تت أيديكم ‪..‬‬
‫فلما رأى أبو بكر غضبه ‪ ..‬جعل يقول ‪ :‬وال يا رسول‬ ‫فمن كان أخوه تت يده ‪ ..‬فليطعمه من طعامه ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬لنا كنت أظلم ‪ ..‬أنا كنت أظلم ‪..‬‬ ‫وليلبسه من لباسه ‪ ..‬ول يكلفه ما يغلبه ‪ ..‬فإن‬
‫وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ‪..‬‬ ‫كلفه ما يغلبه فليعنه عليه ‪..‬‬
‫‪ :‬هل أنتم تاركون ل صاحب ؟ هل أنتم تاركون‬ ‫فقال‬ ‫؟!‬ ‫فماذا فعل أبو ذر‬
‫ل صاحب ؟ إن قلت ‪ :‬يأيها الناس إن رسول ال إليكم‬ ‫مضى أبو ذر حت لقي بللً ‪ ..‬ث اعتذر ‪ ..‬وقعد‬
‫(‪)59‬‬
‫جيعا ‪ ..‬فقلتم ‪ :‬كذبت ‪ ..‬وقال أبو بكر ‪ :‬صدقت‬ ‫على الرض ‪ ..‬بي يدي بلل ‪ ..‬ث جعل يقرب‬
‫‪..‬‬ ‫من الرض حت وضع خده على التراب وقال ‪ :‬يا‬
‫(‪)58‬‬
‫وانتبه أن تكون من يصلح الناس ويفسد نفسه ‪ ..‬يدور‬ ‫بلل ‪ ..‬طأ برجلك على خدي ‪..‬‬
‫با كما يدور المار ف الرحى ‪..‬‬ ‫ف حرصهم على إطفاء نار‬ ‫هكذا كان الصحابة‬
‫فإذا كنت ف موضع توجيه أو اقتداء ‪ ..‬كمدرس مع‬ ‫العداوة قبل اشتعالا ‪ ..‬فإن اشتعلت منعوها من‬
‫طلبه ‪ ..‬وأب مع أولده ‪ ..‬أو أم ‪ ..‬وكذلك الزوجان‬ ‫المتداد ‪..‬‬
‫مع بعضهما ‪..‬‬ ‫ماورة ‪ ..‬فأغضب‬ ‫وقعت بي أب بكر وعمر‬
‫ثيابا على الناس ‪ ..‬فنال كل واحد قطعة‬ ‫وزع عمر‬ ‫أبو بكر عمرَ ‪..‬‬
‫قماش تكفيه إزارا أو رداءً ‪..‬‬ ‫فانصرف عنه عم ُر مغضبا ‪..‬‬
‫ث قام يطب الناس يوم المعة ‪..‬‬ ‫فلما رأى أبو بكر ذلك ‪ ..‬ندم ‪ ..‬وخشي أن‬

‫( ) البخاري‬ ‫‪59‬‬
‫( ) رواه مسلم متصرا‬ ‫‪58‬‬

‫‪117‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لست متفرغا لم ‪ ..‬أتأخر أو ل أتأخر ‪ ..‬ليس شغلك ‪..‬‬ ‫فقال ف أول خطبته ‪ :‬إن ال كتب ل عليكم‬
‫ليس لك دخل فّ ‪..‬‬ ‫السمع والطاعة ‪..‬‬
‫فبال عليك قل ل ‪ :‬كيف تريدها أن تقبل منه نصحا بعد‬ ‫فقام رجل من القوم وقال ‪ :‬ل سع لك ول طاعة‬
‫ذلك !!‬ ‫‪..‬‬
‫وأخيا ‪..‬‬ ‫فقال عمر ‪ :‬له ؟‬
‫الذكي ‪ ..‬هو الذي يسد الفتحات ف جداره حت ل‬ ‫قال ‪ :‬لنك قسمت علينا ثوبا ‪ ..‬ثوبا ‪ ..‬وأنت‬
‫يستطيع الناس أن يسترقوا النظر ‪..‬‬ ‫تلبس ثوبي جديدين ‪..‬‬
‫بعن ‪ :‬أن ل تفتح ما ًل لشك الناس فيك ‪..‬‬ ‫أي إزارك ورداؤك ‪ ..‬كلها نلحظ أنه جديد ‪..‬‬
‫أذكر أن إحدى المعيات الدعوية استدعت مموعة من‬ ‫فقال عمر ‪ :‬قم يا عبد ال بن عمر ‪ ..‬فقام ‪ ..‬فقال‬
‫الدعاة لعقد ماضرات ف ألبانيا ‪..‬‬ ‫‪ :‬ألست دفعت ل ثوبك لخطب به ‪..‬؟‬
‫كان رئيس الراكز الدعوية ف ألبانيا حاضرا الجتماع ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫نظرنا إليه ‪ ..‬فإذا ليس ف خديه شعرة واحدة ‪..‬‬ ‫فقعد الرجل وقال ‪ :‬الن نسمع ونطيع ‪ ..‬وانتهت‬
‫فنظر بعضنا إل بعض مستغربا ‪ !!..‬فقد جرت العادة أن‬ ‫الشكلة ‪..‬‬
‫معفيا ليته ‪..‬‬ ‫يكون الداعية ملتزما بدي رسول ال‬ ‫عزيزي ل تعجل عليّ ‪ ..‬أنا معك أن أسلوب‬
‫ولو بعضها ‪ ..‬فكيف برئيس الدعاة ؟!‬ ‫الرجل لا اعترض على عمر ‪ ..‬غي مناسب ‪ ..‬لكن‬
‫فلما ابتدأ الجتماع قال لنا ضاحكا ‪ :‬يا جاعة ‪ ..‬أنا‬ ‫العجب هو من قدرة عمر على استيعاب الوقف ‪..‬‬
‫أمرد ‪ ..‬أصلً ل ينبت ل لية ‪ ..‬ل تعملوا ل ماضرة إذا‬ ‫وإطفاء النار ‪..‬‬
‫انتهينا ‪..‬‬ ‫وأخيا ‪ ..‬إذا أردت أن يقبل الناس منك‬
‫تبسمنا وشكرناه ‪..‬‬ ‫ملحظتك ‪ ..‬ونصحك ‪ ..‬أيا كانوا ‪ ..‬زوجة ‪..‬‬
‫وإن شئت فارحل معي إل الدينة ‪ ..‬وانظر إل رسول ال‬ ‫ولدا ‪ ..‬أختا ‪..‬‬
‫وقد كان معتكفا ف مسجده ف ليال رمضان ‪..‬‬ ‫فكن أنت متقبلً للنصح أصلً ‪ ..‬غي متكب عنه ‪..‬‬
‫زائرة ‪..‬‬ ‫فأقبلت إليه زوجه صفية بنت حيي‬ ‫كان كثيا ما يقول لا ‪ :‬اعت بأولدك أكثر ‪..‬‬
‫فمكثت عنده قليلً ‪..‬‬ ‫اطبخي جيدا ‪ ..‬إل مت أقول ‪ :‬رتب غرفة النوم ‪..‬‬
‫ث قامت لتعود لبيتها ‪..‬‬ ‫وكانت تردد دائما بكل أريية ‪ :‬أبشر ‪ ..‬إن شاء‬
‫أن تعود ف ظلمة الليل وحدها ‪..‬‬ ‫فلم يشأ النب‬ ‫ال ‪ ..‬أمرك ‪..‬‬
‫فقام معها ليوصلها ‪..‬‬ ‫قالت له يوما – ناصحة ‪ : -‬الولد ف أيام‬
‫فمشى معها ف الطريق ‪ ..‬فمر به رجلن من النصار ‪..‬‬ ‫اختبارات ويتاجون وجودك بينهم ‪ ..‬فل تتأخر‬
‫والرأة معه ‪ ..‬أسرعا ‪..‬‬ ‫فلما رأيا النب‬ ‫إذا خرجت لصحابك ‪ ..‬فما كاد يسمع منها‬
‫لما ‪ :‬على رسلكما إنا صفية بنت حيي ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫ذلك حت صاح با ‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫واشتد اللف ‪ ..‬والقوم قادمون من حرب ‪ ..‬ول‬ ‫فقال ‪ :‬سبحان ال يا رسول ال ‪ ..‬أي ‪ :‬أيُعقل أن‬
‫يزالون بسلحهم !!‬ ‫نشك فيك أن يكون معك امرأة أجنبية عنك ‪!!..‬‬
‫‪ ..‬حت اطفأ ما بينهم ‪..‬‬ ‫فانطلق‬ ‫‪ :‬إن الشيطان يري من النسان مرى‬ ‫فقال‬
‫فتحركت الفاعي ‪..‬‬ ‫الدم ‪ ..‬وإن خشيت أن يقذف ف قلوبكما شرا ‪..‬‬
‫غضب عبد ال بن أب بن سلول ‪ ..‬وعنده رهط من قومه‬ ‫أو قال شيئا ‪.. )60( ..‬‬
‫النصار ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أوقد فعلوها!! قد نافرونا ‪ ..‬وكاثرونا ف بلدنا ‪..‬‬ ‫شجاعة ‪..‬‬
‫وال ما أعدّنا وجلبيب قريش هذه ‪ ..‬إل كما قال الول‬ ‫ليست الشجاعة أن تصر على خطئك ‪ ..‬وإنا أن‬
‫‪ :‬سَـمّن كلبك يأكلك ‪ ..‬وجوّع كلبك يتبعك !!‬ ‫تعترف به ‪ ..‬ول تكرره مرة أخرى ‪..‬‬
‫ث قال البيث ‪ :‬أما وال لئن رجعنا ال الدينة ‪ ..‬ليخرجن‬
‫‪.43‬مفاتيح الخطاء!‬
‫الع ّز منها الذلّ ‪..‬‬
‫التعامل مع الخطاء فن ‪ ..‬فلكل باب مفتاح ‪..‬‬
‫ث أقبل على من حضره من قومه فقال ‪ :‬هذا ما فعلتم‬
‫وللقلوب دروب ‪..‬‬
‫بأنفسكم ‪ ..‬أحللتموهم بلدكم ‪ ..‬وقاستموهم أموالكم‬
‫إذا وقع أحد ف خطأ كبي ‪ ..‬وانتشر خبه ف‬
‫‪ ..‬أما وال لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم ‪ ..‬لتحولوا إل‬
‫الناس ‪ ..‬وبدأ الناس يترقبون ماذا تفعل فأشغلهم‬
‫غي داركم ‪..‬‬
‫بشيء ‪ ..‬حت يكون عندك وقت لدراسة المر ‪..‬‬
‫وجعل البيث يهدد ويتوعد ‪ ..‬والذين عنده من أنصاره‬
‫حت ل يتجرّأ أحد على مثل فعله ‪ ..‬أو يتعودوا‬
‫النافقي ‪ ..‬يؤيدونه ويشجعونه ‪..‬‬
‫على مثل هذا الطأ ‪..‬‬
‫كان من بي الالسي غلم صغي ‪ ..‬اسه زيد ابن أرقم ‪..‬‬
‫مع أصحابه ف غزوة بن الصطلق ‪..‬‬ ‫خرج‬
‫فأخبه الب ‪..‬‬ ‫فمضى إل رسول ال‬
‫وأثناء رجوعهم ‪ ..‬نزلوا يستريون ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وكان عمر بن الطاب جالسا عند النب‬
‫فأرسل الهاجرون غلما لم اسه ‪ :‬جهجاه بن‬
‫بذا‬ ‫فثار ‪ ..‬كيف يرؤ هذا النافق على رسول ال‬
‫مسعود ‪ ..‬ليستقي لم من البئر ماءً ‪..‬‬
‫السلوب القبيح ‪ ..‬ورأى عمر أن قتل الفعى أول من‬
‫وأرسل النصار غلما لم اسه ‪ :‬سنان بن وبر‬
‫قطع ذيلها ‪ ..‬ورأى أن قتل ابن سلول ‪ ..‬يقضي على‬
‫الهن ‪ ..‬ليستقي لم أيضا ‪..‬‬
‫الفتنة ف مهدها ‪..‬‬
‫فازدحم الغلمان على الاء ‪ ..‬فكسع أحدها‬
‫ولكن أن يقتله رجل من قومه النصار ‪ ..‬أسلم من أن‬
‫صاحبه ‪ ..‬أي ضربه على مؤخرته ‪..‬‬
‫يقتله رجل من الهاجرين ‪..‬‬
‫فصرخ الهن ‪ :‬يااااا معشر النصار ‪..‬‬
‫ففقال عمر ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫وصرخ جهجاه ‪ :‬يااااا معشر الهاجرين ‪..‬‬
‫من مر به عباد ابن بشر النصاري فليقتله ‪..‬‬
‫فثار النصار ‪ ..‬وثار الهاجرون ‪..‬‬
‫لكن رسول ال كان أحكم ‪ ..‬فهم قادمون من حرب ‪..‬‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪60‬‬

‫‪119‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال ‪ :‬زعم أنه ان رجع ال الدينة أخرج الع ّز منها الذلّ‬ ‫والناس بسلحهم ‪ ..‬والنفوس مشحونة ‪ ..‬وليس‬
‫‪..‬‬ ‫من الناسب إثارتم أكثر ‪..‬‬
‫فثار أسيد وقال ‪ :‬فأنت وال يا رسول ال ترجه إن شئت‬ ‫‪ :‬فكيف يا عمر اذا تدث الناس أن‬ ‫فقال‬
‫‪ ..‬هو وال الذليل ‪ ..‬وأنت العزيز ‪..‬‬ ‫ممدا يقتل أصحابه ؟!‬
‫‪:‬‬ ‫ث قال أسيد مففا على رسول ال‬ ‫ل يا عمر ‪ ..‬ولكن آذن الناس بالرحيل ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬ارفق ‪ ..‬لقد جاءنا ال بك وإن قومه‬ ‫وكان الناس قد نزلوا للتوّ واستظلوا ‪ ..‬فكيف‬
‫لينظمون له الرز ليتوجوه ‪ ..‬فإنه ليى أنك قد استلبته‬ ‫يأمرهم بالرحيل ‪ ..‬ف شدة الر والشمس ‪..‬‬
‫ملكا ‪..‬‬ ‫أن يرتل ف شدة الر ‪..‬‬ ‫ول تكن عادته‬
‫‪ ..‬ومضى براحلته ‪ ..‬والناس منهم من‬ ‫فسكت النب‬ ‫ارتل الناس ‪..‬‬
‫يمع متاعه ‪ ..‬ومنهم من يرحل راحلته ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وبلغ عبد ال بن سلول أن رسول ال‬
‫وجعلت الادثة تنتشر ‪ ..‬وصارت أحاديث اليش ‪.. :‬‬ ‫أخبه زيد بن أرقم با سع منه ‪..‬‬
‫لاذا ارتلنا ف هذا الوقت ‪ ..‬ماذا قال ؟ كيف تعامل‬ ‫‪ ..‬وجعل يلف‬ ‫فأقبل ابن سلول إل رسول ال‬
‫معه ؟ صدق ابن سلول ‪ ..‬ل بل كذب ‪..‬‬ ‫بال ‪ ..‬ما قلت ‪ ..‬ول تكلمت به ‪ ..‬كذب عليّ‬
‫وبدأت الشائعات تزيد ‪ ..‬والكلم يزاد فيه ويُنقَص ‪..‬‬ ‫الغلم ‪..‬‬
‫واضطرب اليش ‪ ..‬وهم ف طريقهم من قتال ‪ ..‬ويرون‬ ‫وكان ابن سلول رئيسا ف قومه ‪ ..‬شريفا عظيما‬
‫بقبائل أعداء يتربصون بم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أن اليش بدأ ينقسم ‪ ..‬فأراد أن يشغلهم عن‬ ‫فشعر‬ ‫فقال النصار ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬عسى أن يكون‬
‫الشكلة ‪ ..‬وعن النقاش فيها ‪ ..‬لنم يزيدون أوارها ‪..‬‬ ‫الغلم أوْهمَ ف حديثه ‪ ..‬ول يفظ ما قال الرجل‬
‫ويشعلون الفتنة بي الهاجرين والنصار ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وصار الناس يترقبون مت ينلون حت يتمع بعضهم إل‬ ‫وجعلوا يدافعون عن ابن سلول ‪..‬‬
‫بعض ويتحدثوا ف المر ‪..‬‬ ‫فأقبل سيد من سادة النصار ‪ ..‬أسيد بن حضي ‪..‬‬
‫بالناس يومهم ذلك والشمس فوقهم ‪..‬‬ ‫فمشى‬ ‫فحياه بتحية النبوة وسلم عليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ومشى ومشى حت غابت الشمس ‪ ..‬فظن الناس أنم‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬وال لقد رحت ف ساعة منكرة ‪..‬‬
‫سينلون للصلة ويرتاحون ‪ ..‬فلم ينل إل دقائق‬ ‫ما كنت تروح ف مثلها !!‬
‫معدودات ‪ ..‬صلوا ث أمرهم فارتلوا ‪ ..‬وواصل الشي‬ ‫وقال ‪ :‬أو ما بلغك ما قال‬ ‫فالتفت إليه‬
‫ليلتهم حت أصبح ‪..‬‬ ‫صاحبكم ؟‬
‫ث نزل فصلى الفجر ‪ ..‬ث أمرهم فارتلوا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أي صاحب يا رسول ال ؟‬
‫ومشوا صباحهم حت تعبوا ‪ ..‬وآذتم الشمس ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬عبد ال بن أب ‪..‬‬
‫فلما شعر أن الرهاق والتعب سيطر عليهم ‪ ..‬فليس‬ ‫قال ‪ :‬وما قال ؟‬

‫‪120‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬لا سعه يقول نستشفع بال عليك‬ ‫فتغي رسول ال‬ ‫فيهم جهد للكلم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أمرهم فنلوا ‪ ..‬فما كادت أجسادهم تس الرض‬
‫فالشفاعة والواسطة تكون من الدن إل العلى ‪ ..‬فل‬ ‫‪ ..‬حت وقعوا نياما ‪..‬‬
‫يوز أن يقال إن ال يشفع عند خلقه ‪ ..‬بل يأمرهم جل‬ ‫وإنا فعل ذلك ليشغل الناس عما حدث ‪..‬‬
‫جلله ‪ ..‬لنه أعلى وأرفع ‪..‬‬ ‫ث أيقظهم ‪ ..‬وارتل بم ‪ ..‬وواصل حت دخل‬
‫‪ :‬ويك !! أتدري ما تقول ؟!!‬ ‫فقال‬ ‫الدينة ‪ ..‬وتفرق الناس ف بيوتم عند أهليهم ‪..‬‬
‫يقدس ال ‪ ..‬ويردد ‪ ..‬سبحااان ال ‪..‬‬ ‫ث جعل‬ ‫وأنزل ال تعال سورة النافقي ‪:‬‬
‫سبحااان ال ‪..‬‬ ‫( ُهمُ اّلذِي َن َيقُولُونَ لَا تُن ِفقُوا َعلَى مَنْ عِن َد رَسُولِ‬
‫فما زال يسبح حت عُرف ذلك ف وجوه أصحابه ‪..‬‬ ‫ت وَاْلَأ ْرضِ‬
‫ال ّلهِ حَتّى يَن َفضّوا وَِل ّلهِ َخزَائِ ُن السّمَاوَا ِ‬
‫ث قال ‪:‬‬ ‫َولَكِنّ الْ ُمنَافِقِيَ لَا َي ْف َقهُونَ * َيقُولُو َن لَئِن رّ َجعْنَا إِلَى‬
‫ويك !! إنه ل يُسْتَشفعُ بال على أحد من خلقه ‪ ..‬شأنُ‬ ‫خرِجَنّ اْلأَ َع ّز مِ ْنهَا اْلَأذَ ّل وَِل ّلهِ اْل ِعزّةُ‬
‫الْ َمدِيَنةِ َليُ ْ‬
‫ال أعظم من ذلك ‪..‬‬ ‫ي لَا َي ْعلَمُونَ ) ‪..‬‬
‫َوِلرَسُوِلهِ َوِللْ ُم ْؤمِنِيَ َولَكِنّ الْمُنَافِقِ َ‬
‫ويك !! أتدري ما ال ؟! إن عرشه على ساواته لكذا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ث أخذ بأذن الغلم زيد‬ ‫فقرأها رسول ال‬
‫وقال بأصابعه مثل القبة عليه ‪ ..‬وإنه ليئط به أطيط الرحل‬ ‫بن أرقم ‪ ..‬وقال ‪ :‬هذا الذي أوف ل بأذنه ‪..‬‬
‫بالراكب ‪.. )61( ..‬‬ ‫وبدأ الناس يسبون ابن سلول ‪ ..‬ويلومونه ‪..‬‬
‫ولكن إذا وقع الطأ من الشخص لوحده قد يكون هناك‬ ‫إل عمر وقال ‪ :‬أرأيت يا عمر ‪ ..‬لو‬ ‫فالتفت‬
‫شيء من اللي ‪..‬‬ ‫قتلته يوم ذكرت ذلك ‪ ..‬لرعدت له أنوف لو‬
‫أتى رسول ال ‪ r‬إل بيت عائشة ‪ t‬ف ليلتها ‪..‬‬ ‫أمرتا اليوم بقتله لقتلته ‪..‬‬
‫فوضع نعليه من رجليه ‪ ..‬ووضع رداءه ‪ ..‬واضطجع‬ ‫‪ ..‬فلم يتعرض له بشيء ‪..‬‬ ‫ث سكت عنه‬
‫على فراشه ‪..‬‬ ‫وأحيانا إذا وقع الطأ أمام الناس قد تتاج أن تنكر‬
‫فلبث كذلك ‪ ..‬حت ظن أن عائشة قد رقدت ‪..‬‬ ‫عليه بأسلوب مناسب ‪ ..‬وإن كان أمام الناس ‪..‬‬
‫فقام من على فراشه ‪ ..‬ولبس رداءه ونعليه ‪ ..‬رويدا ‪..‬‬ ‫جالسا يوما مع أصحابه ‪..‬‬ ‫بينما رسول ال‬
‫ث فتح الباب رويدا ‪ ..‬وخرج ‪ ..‬وأغلقه رويدا ‪..‬‬ ‫وكانوا ف أيام قحط ‪ ..‬واحتباس مطر ‪ ..‬وقلة‬
‫فلما رأت عائشة ذلك ‪ ..‬دخلتها غَيْرةُ النساء ‪..‬‬ ‫زرع ‪..‬‬
‫وخشيت أنه ذهب إل بعض نسائه ‪..‬‬ ‫إذ أتاه أعراب فقال ‪:‬‬
‫فقامت ‪ ..‬ولبست درعها ‪ ..‬وخارها ‪ ..‬وانطلقت ف إثره‬ ‫يا رسول ال جهدت النفس ‪ ..‬وضاعت العيال ‪..‬‬
‫‪ ..‬تشي وراءه ‪ ..‬دون أن يشعر با ‪..‬‬ ‫ونكت الموال ‪ ..‬وهلكت النعام ‪..‬‬
‫فانطلق ‪ .. r‬يشي ف ظلمة الليل ‪ ..‬حت جاء مقبة‬ ‫فاستسق ال لنا ‪ ..‬فإنا نستشفع بك على ال ‪..‬‬
‫ونستشفع بال عليك ‪..‬‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪61‬‬

‫‪121‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أظننت أن ييف ال عليك ورسوله ‪..‬‬ ‫البقيع ‪..‬‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬مهما يكتمِ الناسُ ‪ ..‬يعلمه ال عز وجل‬ ‫فوقف عندها ‪ ..‬ينظر إل قبور أصحابه ‪ ..‬الذين‬
‫‪..‬؟‬ ‫عاشوا عابدين ‪ ..‬وماتوا ماهدين ‪ ..‬واجتمعوا‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ث قال ‪ r‬مبينا لا خب خروجه ‪:‬‬ ‫تت الثرى ‪ ..‬ليضى عنهم من يعلم السرّ وأخفى‬
‫إن جبيل عليه السلم ‪ ..‬أتان حي رأيت ‪ ..‬ول يكن‬ ‫‪..‬‬
‫يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ‪..‬‬ ‫أخذ ‪ r‬ينظر إل قبورهم ‪ ..‬ويتذكر أحوالم ‪..‬‬
‫فنادان ‪ ..‬فأخفى منك فأجبته وأخفيته منك ‪ ..‬وظننت‬ ‫ث رفع يديه فدعا لم ‪ ..‬ث أخذ ينظر إل القبور ‪..‬‬
‫أنك قد رقدت ‪ ..‬فكرهت أن أوقظك ‪ ..‬وخشيت أن‬ ‫ث رفع يديه ثانية فدعا لم ‪..‬‬
‫تستوحشي ‪ ..‬فأمرن أن آت أهل البقيع فأستغفرَ لم ‪..‬‬ ‫ث لبث مليا ‪ ..‬ث رفعها فاستغفر لم ‪..‬‬
‫(‪.. )62‬‬ ‫وأطال القيام ‪ ..‬وعائشة تنظر إليه من بعيد ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كان ‪ .. r‬سهلً لـيّنا ل يكب الخطاء ‪..‬‬ ‫ث التفت ‪ r‬وراءه راجعا ‪..‬‬
‫بل كان يرددها ف الناس ويقول ‪:‬‬ ‫فلما رأت ذلك عائشة ‪ ..‬انرفت إل ورائها راجعة‬
‫كما عند مسلم ‪ :‬ل يفرك مؤمن مؤمنة ‪ ..‬إن كره منها‬ ‫‪ ..‬خشية أن يشعر با ‪..‬‬
‫خلقا ‪ ..‬رضي منها آخر ‪..‬‬ ‫فأسرع ‪ r‬مشيه ‪ ..‬فأسرعت عائشة ‪..‬‬
‫أي ل يبغضها بغضا تاما ‪ ..‬لجل خلق عندها ‪ ..‬أو طبعٍ‬ ‫فهرول ‪ ..‬فهرولتْ ‪ ..‬فأحضرَ – أي جرى مسرعا‬
‫يلزمها ‪..‬‬ ‫‪ -‬فأحضرتْ وجرت ‪..‬‬
‫بل يغفر سيئتها لسنتها ‪ ..‬فإذا رأى خطأها تذكر صوابا‬ ‫حت سبقته إل البيت فدخلت ‪..‬‬
‫‪ ..‬وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها ‪..‬‬ ‫ونزعت درعها وخارها ‪ ..‬وأقبلت إل فراشها‬
‫ويتغاضى عما يكرهه من خلقها ‪ ..‬وما ل يرضاه من‬ ‫فاضطجعت عليه ‪ ..‬كهيئة النائمة ‪ ..‬ونفَسها يتردد‬
‫تعاملها ‪..‬‬ ‫ف صدرها ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫فدخل ‪ r‬البيت ‪ ..‬فسمع صوت َنفَسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫ليس اللوم على من ل يقبل النصيحة ‪ ..‬وإنا على من‬ ‫مالك يا عائش ‪ ..‬حشيا رابية ‪..‬‬
‫يقدمها بأسلوب غي مناسب ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬ل شيء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لتخبن ‪ ..‬أو ليخبن اللطيف البي ‪..‬‬
‫‪.44‬فَـكّك الزمة ‪!!..‬‬ ‫فأخبته بالب ‪ ..‬وأنا غارت عليه ‪ ..‬فانطلقت‬
‫إذا كان الطأ واقعا من مموعة ‪ ..‬فالصل أن تنصحهم‬ ‫تنظر أين يذهب ‪..‬‬
‫وهم متمعون ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬أنت الذي رأيتُ أمامي ؟‬
‫ولكن قد تتاج أحيانا أن تفكك الزمة ‪ ..‬أعن ‪..‬أن‬ ‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فدفعها ف صدرها ‪ ..‬دفعة ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫( ) رواه النسائي بسند جيد‬ ‫‪62‬‬

‫‪122‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫مقاطع ( بلوتوث ) فيها صور خليعة ‪ ..‬أو نو ذلك ‪..‬‬ ‫تكلم كل واحد علىا حدة ‪ ..‬وتنصحه ‪.‬‬
‫ل منهم على حدة ‪..‬‬
‫فقد يكون من الناسب أن تنصح ك ً‬ ‫مثال ‪ :‬مررت بجلس منلكم ‪ ..‬وسعت أخاك‬
‫لكيل تأخذهم العزة بالث ‪..‬‬ ‫يتحدث مع أصدقائه – وكانوا ضيوفا عنده –‬
‫هل لذا شاهد من السية ؟ نعم ‪..‬‬ ‫ويططون أن يسافروا إل بلد كذا ‪ ..‬وهذا البلد‬
‫لا اشتد اللف بي رسول ال ‪ r‬وبي قريش ‪..‬‬ ‫ل يسلم من يذهب إليه غالبا من التعرض‬
‫اجتمعت قريش وقاطعت النب وجيع أقاربه من بن هاشم‬ ‫للمحرمات الكبار ‪ ..‬كالزنا وشرب المر ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكتبت صحيفة أن بن هاشم ل يُشترى منهم ‪ ..‬ول‬ ‫أردت أن تنصح ‪..‬‬
‫يُباع عليهم ‪ ..‬ول يُزوّجون ‪ ..‬ول يُتزوّج منهم ‪..‬‬ ‫من الساليب أن تدخل عليهم وتنصحهم بكلمتي‬
‫مع أصحابه ف وادٍ غي ذي زرع ‪..‬‬ ‫وحُبس النب‬ ‫‪ ..‬وترج ‪ ..‬لكن نتيجة ذلك قد ل تكون ناجحة‬
‫واشتدت الكربة على الصحابة حت أكلوا الشجر ‪..‬‬ ‫كثيا ‪..‬‬
‫بل مضى أحدهم يوما ليبول ‪ ..‬فسمع صوتا تته ‪ ..‬فنظر‬ ‫فما رأيك أن تفكك الزمة ‪ ..‬وتكسر كل عود‬
‫فإذا قطعة من جلد بعي ‪ ..‬فأخذها ‪ ..‬وغسلها وشواها‬ ‫على حدة ‪..‬‬
‫بالنار ‪ ..‬ث فتّـتَـتها ‪ ..‬وخلطها بالاء ‪ ..‬وجعل يتموّن‬ ‫كيف ؟!‬
‫با ثلثة أيام !!‬ ‫إذا تفرقوا اجلس مع من تظنه أعقلهم ‪ ..‬وقل ‪ :‬يا‬
‫يوما لعمه أب طالب – وكان مبوسا معهم ف‬ ‫فقال‬ ‫فلن ‪ ..‬بلغن أنكم ستسافرون ‪ ..‬وأنت أعقلهم‬
‫الشعب ‪: -‬‬ ‫‪ ..‬وتعلم أن هذا البلد ل يسلم السافر إليه من‬
‫يا عم إن ال قد سلط ا َلرَضة على صحيفة قريش ‪ ..‬فلم‬ ‫البليا والفت ‪ ..‬وقد يعود مريضا أو مبتلى ‪ ..‬فما‬
‫تدع فيها اسا هو ل إل أثبتته فيها ‪ ..‬ونفت منها الظلم‬ ‫رأيك أن تكسب أجرهم ‪ ..‬وتقترح عليهم أن‬
‫والقطيعة والبهتان ‪..‬‬ ‫يسافروا إل بلد آخر ‪ ..‬تستمتعون فيه بالنار‬
‫أي إن دابة الرضة أكلت صحيفة قريشس فلم يبق منها‬ ‫والبحار ‪ ..‬واللعب والنس ‪ ..‬من غي معصية ‪..‬‬
‫إل عبارة ‪ :‬باسك اللهم !!‬ ‫ل شك أنه إذا سع منك هذا الكلم بالسلوب‬
‫فعجب أبو طالب وقال ‪ :‬أربك أخبك بذا ؟ قال ‪ :‬نعم‬ ‫السن ‪ ..‬سيقل حاسه إل النصف ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫اذهب إل آخر ‪ ..‬وقل له مثل ذلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فوال ما يدخل عليك أحد ‪ ..‬حت أخب قريشا‬ ‫ث قل للثالث مثله ‪..‬‬
‫بذلك ‪..‬‬ ‫دون أن يشعر كل منهم بديثك لصاحبه ‪..‬‬
‫ث خرج إل قريش فقال ‪:‬‬ ‫فتجد أنم إذا اجتمعوا ‪ ..‬وتشجّع أحدهم واقترح‬
‫يا معشر قريش ‪ ..‬إن ابن أخي قد أخبن بكذا وكذا ‪..‬‬ ‫تغيي البلد ‪ ..‬وجد من يعاونه ‪..‬‬
‫فهلمّ صحيفتكم ‪..‬‬ ‫أو لو اكتشفت يوما أن أولدك يتمعون ف غرفة‬
‫فإن كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها ‪..‬‬ ‫أحدهم ‪ ..‬وينظرون إل شريط فيديو خليع ‪ ..‬أو‬

‫‪123‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال ‪ :‬ويك يا هشام ‪ ..‬فماذا أصنع ؟‬ ‫وإن كان كاذبا ‪ ..‬دفعت إليكم ابن أخي فافعلوا‬
‫إنا أنا رجل واحد وال لو كان معي رجل آخر لقمت ف‬ ‫به ما شئتم ‪..‬‬
‫نقضها ‪..‬‬ ‫فقال القوم ‪ :‬قد رضينا ‪ ..‬فتعاقدوا على ذلك ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬قد وجدت رج ً‬ ‫ث نظروا فإذا هي كما قال رسول ال ‪.. r‬‬
‫قال ‪ :‬من هو ؟‬ ‫فزادهم ذلك شرا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫وظل بنو هاشم وبنو الطلب ف واديهم ‪ ..‬حت‬
‫قال زهي ‪ :‬أبغنا ثالثا ‪..‬‬ ‫كادوا أن يهلكوا ‪..‬‬
‫قال هشام ‪ :‬فاكتم عن ‪..‬‬ ‫وكان من كفار قريش رجال رحاء ‪..‬‬
‫ل عاقلً ‪ ..‬فقال‬
‫فذهب إل الطعم بن عدي ‪ ..‬وكان رج ً‬ ‫منهم ‪ :‬هشام بن عمرو ‪ ..‬وكان ذا شرف ف قومه‬
‫له ‪ :‬يا مطعم ‪ ..‬أرضيت أن يهلك بطنان من بن عبد‬ ‫‪..‬‬
‫مناف ‪ ..‬وأنت شاهد على ذلك ‪ ..‬موافق لقريش فيه ؟!‬ ‫فكان يأت بالبعي قد حله طعاما ‪ ..‬وبنو هاشم وبنو‬
‫قال ‪ :‬ويك فماذا أصنع ؟ إنا أنا رجل واحد ‪..‬‬ ‫الطلب ف الشعب ليلً ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وجدت لك ثانيا ‪..‬‬ ‫حت إذا بلغ به فم الشعب ‪ ..‬خلع خطامه من‬
‫قال ‪ :‬من ؟ قال ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫رأسه ث ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أبغنا ثالثا ‪.‬‬ ‫ومضت اليام ورأى هشام ‪ ..‬أنه ل طاقة له‬
‫قال ‪ :‬قد فعلت ‪ ..‬قال ‪ :‬من هو ؟‬ ‫بإطعامهم كل ليلة ‪ ..‬وهم كثي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬زهي بن أب أمية ‪..‬‬ ‫فقرر أن يسعى لنقض الصحيفة الظالة ‪ ..‬ولكن أن‬
‫قال ‪ :‬أبغنا رابعا ‪..‬‬ ‫له ذلك وقريش قد أجعت عليها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فاكتم عن ‪..‬‬ ‫فاتبع أسلوب تفكيك الزمة ‪..‬‬
‫فذهب إل أب البختري بن هشام ‪ ..‬فقال له ما قال‬ ‫مشى إل زهي بن أب أمية ‪ ..‬وكانت أمه عاتكة‬
‫لصاحبيه ‪..‬‬ ‫بنت عبد الطلب ‪..‬‬
‫فتحمس لذلك ‪ ..‬وقال ‪ :‬وهل تد أحدا يعي على هذا ؟‬ ‫فقال ‪ :‬يا زهي أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫الثياب وتنكح النساء ‪ ..‬وأخوالك حيث علمت ؟‬
‫قال ‪ :‬من هو ؟‬ ‫ل يباع لم ول يبتاع منهم ‪ ..‬ول يَُنكّحون ول‬
‫قال ‪ :‬زهي بن أب أمية والطعم بن عدي وأنا معك ‪..‬‬ ‫يُنكحُ إليهم ؟!‬
‫قال ‪ :‬أبغنا خامسا ‪..‬‬ ‫أما إن أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن‬
‫فذهب هشام إل زمعة بن السود ‪ ..‬فكلمه وذكر له‬ ‫هشام ‪ - ..‬يعن أبا جهل ‪ ..‬وكان أشدهم عداوة‬
‫قرابتهم وحقهم ‪..‬‬ ‫للمؤمني وتعصبا للمقاطعة ‪ – ..‬ما تركهم على‬
‫فقال له ‪ :‬وهل على هذا المر الذي تدعون إليه من أحد‬ ‫هذا لحال ‪..‬‬

‫‪124‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فتحي أبو جهل ‪ ..‬وسكت هنية ث قال ‪ :‬هذا أمر قُضِي‬ ‫؟‬
‫بليل ‪ ..‬تشوور فيه بغي هذا الكان ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فلن وفلن ‪..‬‬
‫ث انطلق الطعم بن عدي إل الكعبة ‪ ..‬وتوجه إل‬ ‫فاتفقوا جيعا على هذا الرأي ‪ ..‬وتوعدوا عند‬
‫الصحفية ليشقها ‪ ..‬فوجد دابة الرضة قد أكلتها ‪ ..‬إل‬ ‫"حطم الجون " ليلً بأعلى مكة ‪ ..‬فاجتمعوا‬
‫باسك اللهم ‪..‬‬ ‫هنالك ‪..‬‬
‫وأجعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام ف الصحيفة‬
‫كن ذكيا ‪..‬‬ ‫حت ينقضوها ‪..‬‬
‫الطبيب الاذق يتلمس أولً بأصابعه ‪ ..‬فيختار الوضع‬ ‫وقال زهي ‪ :‬أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم ‪..‬‬
‫الناسب قبل غرز البرة ‪..‬‬ ‫ث تقموا أنتم فتتكلمون ‪..‬‬
‫فلما أصبحوا غدوا إل مالسهم حول الكعبة ‪..‬‬
‫‪.45‬جلد الذات !!‬
‫حيث يتمع الناس ويتبايعون ‪..‬‬
‫من الذكريات ‪..‬‬
‫وغدا زهي بن أب أمية عليه حلة ‪..‬‬
‫أنا خرجنا مرة للب ‪ ..‬وكان معنا أبو خالد ‪ ..‬صديق لنا‬
‫فطاف بالبيت سبعا ‪ ..‬ث أقبل على الناس وصرخ‬
‫نظره ضعيف جدا ‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫كنا ندمه ‪ ..‬نقرب إليه الاء ‪ ..‬التمر ‪ ..‬القهوة ‪ ..‬وهو‬
‫ياااا أهل مكة أنأكل الطعام ‪..‬؟ ونلبس الثياب ‪..‬؟‬
‫يردد ‪ :‬ل بد أن أساعدكم ‪ ..‬أريد أن أشتغل معكم ‪..‬‬
‫وبنو هاشم هلكي !! ل يباع لم ول يبتاع منهم ‪..‬‬
‫كلفون بأي عمل ‪..‬‬
‫وال ل أقعد حت تشق هذه الصحيفة القاطعة‬
‫ونن ننهاه عن ذلك ‪..‬‬
‫الظالة ‪..‬‬
‫ذبنا شاة معنا ‪ ..‬وقطعناها ووضعناها ف القدر ‪ ..‬تهيدا‬
‫فصرخ أبو جهل ‪..‬وكان ف ملس مع أصحابه ‪..‬‬
‫لطبخها ‪ ..‬ول نشعل النار بعد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬كذبت ‪ ..‬وال ل تشق ‪..‬‬
‫وانشغلنا بنصب اليمة ‪ ..‬وترتيب الغراض ‪..‬‬
‫فقام زمعة بن السود وصرخ ‪ :‬بل أنت وال‬
‫تركت الشهامة ف أب خالد – ويا ليتها ل تفعل ‪ -‬فقام‬
‫أكذب ‪ ..‬ما رضينا كتابتها حي كتبت ‪..‬‬
‫وتوجه إل القدر ‪ ..‬فرأى اللحم ‪ ..‬فأدرك أن أول شيء‬
‫فالتفت إليه أبو جهل ليد عليه ‪ ..‬ففاجأه البخترى‬
‫سنفعله هو أن نصب الاء على اللحم ‪ ..‬فتوجه إل‬
‫قائما يقول ‪ :‬صدق زمعة ‪ ..‬ل نرضى ما كتب‬
‫الغراض ف السيارة ‪ ..‬وجعل يتلمس الغراض ‪ ..‬مولد‬
‫فيها ول نقر به ‪..‬‬
‫كهرباء ‪ ..‬أسلك ‪ ..‬مصابيح ‪ ..‬أربع مطارات بلستيك‬
‫فالتفت أبو جهل إل البخنري ‪..‬‬
‫فيها ماء ‪ ..‬وبنين ‪ ..‬وأغراض أخرى ‪..‬‬
‫فإذا بالطعم بن عدى يصرخ ‪ :‬صدقتما وكذب من‬
‫فالتقط أقرب مطارة إليه ‪ ..‬وأقبل با مبتهجا إل القدر ‪..‬‬
‫قال غي ذلك ‪ ..‬نبأ إل ال منها وما كتب فيها ‪..‬‬
‫وأفرغ نصفها فيه ‪..‬‬
‫وقام هشام بن عمرو وقال مثل قولم ‪..‬‬
‫لحه أحدنا ‪ ..‬فصرخ به ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬أبو خالد ‪..‬‬

‫‪125‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫القاعدة ‪:‬‬ ‫وهو يردد ‪ :‬خلون أشتغل ‪ ..‬خلون ‪..‬‬
‫ل تتم بصغائر المور ‪..‬‬ ‫فسحبنا الطارة منه فورا ‪ ..‬وغرقنا ف الضحك‬
‫نن أحيانا نعذب أنفسنا ‪ ..‬ونلدها ‪..‬‬ ‫الذي يغالبه البكاء ‪..‬‬
‫ونضيق ونتأل ‪ ..‬والل ل يل الشكلة ‪..‬‬ ‫لننا اكتشفنا أنا مطارة البنين ‪ ..‬وليست مطارة‬
‫افرض أنك دخلت إل حفل عرس ‪ ..‬وقد لبست ثوبا‬ ‫الاء ‪!!..‬‬
‫حسنا ‪ ..‬ووضعت فوق رأسك غترة وعقالً ‪ ..‬حت‬ ‫وتغدينا على خبز وشاي ‪..‬‬
‫صرت أجل من العريس !!‬ ‫ل تفسد الرحلة ‪ ..‬بل كانت من أمتع الرحلت ‪..‬‬
‫وبدأت تصافح الناس واحدا واحدا ‪ ..‬وفجأة أقبل طفل‬ ‫ولاذا نعذب أنفسنا بأمر قد انتهى ‪..‬‬
‫من ورائك ‪ ..‬وتعلق بطرف غترتك ‪ ..‬وسحبها فسقطت‬ ‫وأذكر أيضا ‪:‬‬
‫الغترة والعقال ‪ ..‬والطاقية ‪ ..‬وصار شكلك مضحكا ‪..‬‬ ‫لا كنت ف الثانوية خرجت مع بعض الزملء ف‬
‫كيف تتصرف؟‬ ‫رحلة ‪ ..‬تعطلت بطارية إحدى السيارات ‪..‬‬
‫كثي منا يتعامل مع هذه الشكلة بأسلوب هو ليس حلً‬ ‫أقبلنا بسيارة أخرى وأوقفاناها أمامها لنوصل‬
‫لا ‪..‬‬ ‫ببطاريتها البطارية التعطلة ‪..‬‬
‫يركض وراء الصغي ‪ ..‬يصرخ ‪ ..‬يسب ‪ ..‬يلعن ‪..‬‬ ‫أقبل طارق ووقف بي السيارتي ‪ ..‬وشبك‬
‫والنتيجة ‪ :‬أنه حقق ما كان يريده الطفل من جذب انتباه‬ ‫السلك ف بطارية السيارة الول ‪ ..‬ث شبكها ف‬
‫‪ ..‬وضجة ‪ ..‬وأضحك الناس عليه ‪..‬‬ ‫البطارية التعطلة ‪ ..‬ث أشار لحد الشباب ‪ ..‬شغل‬
‫وربا صوره بعضهم وصار بلوتوثا يتناقلونه ‪!!..‬‬ ‫السيارة ‪..‬‬
‫أنت هنا – حقيقة – ل تعذب الطفل إنا تعذب نفسك‬ ‫ركب صاحبنا ‪ ..‬وكان ناقل الركة ( القي ) على‬
‫‪..‬‬ ‫رقم واحد ‪ ..‬فما إن شغل السيارة حت قفزت‬
‫أو افرض أنك ‪..‬‬ ‫السيارة إل المام وصكت ركبت طارق بي‬
‫لبست ثوبا جديدا ‪ ..‬ربا ل تسدد قيمته بعد ‪..‬‬ ‫صدامي السيارتي ‪ ..‬ووقع على الرض مصابا ‪..‬‬
‫وذهبت إل شركة لتقدم على وظيفة ‪..‬‬ ‫وصاحبنا ف السيارة يردد ‪ :‬أشغل مرة ثانية ؟!!‬
‫مررت بأحد البواب كان مدهونا بالطلء للتوّ ‪ ..‬وبانبه‬ ‫أبعدنا السيارتي ‪ ..‬وساعدنا طارق على الشي ‪..‬‬
‫لوحة تذيرية ل تنتبه لا ‪..‬‬ ‫كان يعرج ويتأل من ركبتيه بشدة ‪..‬‬
‫وفجأة مسحت نصف الطلء بثوبك ‪ ..‬وطفق عامل‬ ‫لكنه أعجبن أنه ل يزد أله بصراخ أو سبّ ‪ ..‬أو‬
‫الطلء يصرخ بك سابا غضبابا ‪..‬‬ ‫توبيخ ‪ ..‬بل ابتسم وأظهر الرضى ‪..‬‬
‫كيف تتعامل مع هذه الشكلة ؟‬ ‫وما فائدة الصراخ ؟ والمر قد انتهى ‪ ..‬وصاحبنا‬
‫نن ف كثي من الحيان أيضا نتعامل معها بأسلوب ليس‬ ‫أدرك خطأه ‪..‬‬
‫ل لا ‪..‬‬
‫حً‬ ‫إذا أردت أن تستمتع بياتك ‪ ..‬فاعمل بذه‬

‫‪126‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬يبحثون عن أحبابم وآبائهم ‪..‬‬ ‫نثور ‪ ..‬نسبّ العامل ‪ِ ..‬لمَ ل تضع لوحة واضحة‬
‫فعلً ‪ ..‬كان ذلك اليوم قاسيا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فيد عليك بغضب ‪ ..‬وقد تكون النتيجة أن‬
‫‪:‬‬ ‫كانت عائشة تنتظر الواب ‪ ..‬فقال‬ ‫تتلطخ بتراب الرض أكثر ما تلطخت بطلء‬
‫ما لقيت من قومك كان أشد منه ‪..‬‬ ‫الباب !!‬
‫يوم العقبة ‪ ..‬إذ عرضت نفسي ‪..‬‬ ‫على رسلك ‪ ..‬تدري أنت الن ماذا تفعل ؟! إنك‬
‫ث ذكر لا قصة استنصاره بأهل الطائف ‪ ..‬وتكذيبهم له‬ ‫تعذب نفسك ‪ ..‬تلد ذاتك ‪..‬‬
‫(‪)63‬‬
‫‪ ..‬ورمي سفهائهم له بالجارة حت أدموا قدميه ‪..‬‬ ‫وقل مثل ذلك لو تزينت وذهبت خاطبا ‪ ..‬فمرت‬
‫‪..‬‬ ‫بك سيارة وأنت خارج من البيت ‪ ..‬ورشت‬
‫‪ ..‬إل أنه كان‬ ‫ومع وجود هذه اللم ف تاريخ حياته‬ ‫عليك من ماء كان متمعا على الرض ‪ ..‬هل‬
‫ل يسمح لا أن تنغص عليه استمتاعه بالياة ‪..‬‬ ‫ستعذب نفسك فتصرخ وتزعق بالسيارة وركابا‬
‫ل تستحق اللتفات إليها ‪ ..‬وقد مضت آلمها وبقيت‬ ‫‪ ..‬وهي قد ولّتك ظهرها ‪..‬‬
‫حسناتا ‪..‬‬ ‫وكذلك ‪..‬‬
‫إذن ل تقتل نفسك بالمّ ‪..‬‬ ‫ل داعي لنتذكر دائما اللم الت مستنا ف حياتنا‬
‫وكذلك ل تقتل الناس بالم واللوم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫نن أحيانا نتعامل مع بعض الشاكل بأساليب هي ف‬ ‫مرت به لظات حزينة ف حياته ‪..‬‬ ‫ممد‬
‫القيقة ليست حلً لا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ف‬ ‫حت جلس يوما مع زوجه النون عائشة‬
‫كان الحنف بن قيس سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫لظة ساكنة ‪ ..‬فسألته ‪:‬‬
‫ل يكن ساد قومه بقوة جسد ‪ ..‬ول كثرة مال ‪ ..‬ول‬ ‫هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد ؟‬
‫ارتفاع نسب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫مرّت تلك العركة ف ذاكرة النب‬
‫وإنا سادهم باللم والعقل ‪..‬‬ ‫آآآه ‪ ..‬ما أقسى ذلك اليوم ‪ ..‬يوم قُتل عمه حزة‬
‫حقد عليه قوم ‪..‬‬ ‫وهو من أحب الناس إليه ‪..‬‬
‫فأقبلوا إل سفيه من سفهائهم وقالوا له ‪:‬‬ ‫يوم وقف ينظر إل عمه وقرة عينه ‪ ..‬وقد جُدع‬
‫هذه ألف درهم على أن تذهب إل سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫أنفه ‪ ..‬وقطعت أذناه ‪ ..‬وشُقّ بطنه ‪ ..‬ومُزّق‬
‫الحنف بن قيس ‪ ..‬فتلطمه على وجهه ‪..‬‬ ‫جسده ‪..‬‬
‫مضى السفيه ‪ ..‬فإذا الحنف جالس مع رجال ‪ ..‬متبيا‬ ‫‪ ..‬وجُرح وجهه ‪ ..‬وسالت‬ ‫يوم كسرت أسنانه‬
‫بكل رزانة ‪ ..‬قد ضم ركبتيه إل صدره ‪ ..‬وجعل يدث‬ ‫منه الدماء ‪..‬‬
‫قومه ‪..‬‬ ‫يوم قتل أصحابه بي يديه ‪..‬‬
‫اقترب السفيه منه ‪ ..‬ودنا ‪ ..‬ودنا ‪ ..‬فلما وقف عنده ‪..‬‬ ‫إل الدينة ‪ ..‬وقد نقص سبعون من‬ ‫يوم عاد‬
‫أصحابه ‪ ..‬فرأى النساء الرامل والطفال اليتامى‬
‫‪.‬‬ ‫( ) تقدمت القصة كاملة ص‬ ‫‪63‬‬

‫‪127‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كم ترى من الناس غاضبا وهو يقود سيارته ‪..‬‬ ‫مدّ الحنف إليه رأسه ظانا أنه سيسرّ إليه بشيء ‪..‬‬
‫وربا ضرب بيديه على مقودها ‪ ..‬وردد ‪ ..‬أوووه دائما‬ ‫فإذا بالسفيه يرفع يده ويلطم الحنف على وجهه‬
‫زحة ‪ ..‬زحة ‪..‬‬ ‫لطمة كادت تزق خده !!‬
‫أو قد تراه يشي ف الطريق ‪ ..‬ول يتمل أن يكلمه أحد‬ ‫نظر الحنف إليه ‪ ..‬ول يلّ حبوته ‪ ..‬وقال بكل‬
‫‪ ..‬بل متضايق أشد الضيق ‪ ..‬ويردد ‪ :‬أوووف حررر‬ ‫هدوووء ‪:‬‬
‫شديييد ‪!!..‬‬ ‫لاذا لطمتن ؟!!‬
‫وربا كنت زميلً له ف مكتب واحد ‪ ..‬تبتلى برؤيته كل‬ ‫قال ‪ :‬قوم أعطون ألف درهم على أن ألطم سيد‬
‫يوم ‪ ..‬ويشغلك كلما جلس ‪ " ..‬ياخي العمل كثييي ‪..‬‬ ‫بن تيم ‪..‬‬
‫أوووه إل مت ما يزيدون رواتبنا " ‪ ..‬ويدخل عابسا ‪..‬‬ ‫فقال الحنف ‪ ..‬آآآه ‪ ..‬ما صنعت شيئا ‪..‬‬
‫ويرج ساخطا ‪..‬‬ ‫لست سيد بن تيم ‪!..‬‬
‫وربا أكثر التشكي من آلم بدنه ‪ ..‬أو إعاقة ولده ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬عجبا !! فأين سيد بن تيم ‪..‬‬
‫ل بد أن نقتنع جيعا أننا تواجهنا ف حياتنا مشاكل ليس‬ ‫قال ‪ :‬هل ترى ذاك الرجل الالس وحده ‪..‬‬
‫لا حل ‪ ..‬فل بد أن نتعامل معها بأريية ‪..‬‬ ‫وسيفه بانبه ؟‬
‫قال ‪ :‬السماء كئيبة وتهما ***‬ ‫وأشار إل رجل اسه حارثة بن قدامة ‪ ..‬امتل‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬يكفي التجهم ف السما!‬ ‫غضبا وغيظا ‪ ..‬لو قُسّم غضبه على أمةٍ لكفاهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الصبا ول ! فقلت له ‪ :‬ابتسم ***‬ ‫قال ‪ :‬نعم أراه ‪ ..‬الالس هناك ‪..‬‬
‫لن يرجع السف الصبا التصرما‬ ‫قال ‪ :‬فاذهب والطمه لطمة ‪ ..‬فذاك سيد بن تيم‬
‫قال ‪ :‬الت كانت سائي ف الوى ***‬ ‫‪..‬‬
‫صارت لنفسي ف الغرام جهنما‬ ‫مضى الرجل إليه ‪ :‬واقترب من حارثة ‪ ..‬فإذا عينا‬
‫خانت عهودي بعدما ملكتها ***‬ ‫حارثة تلتمع شررا ‪..‬‬
‫قلب فكيف أطيق أن أتبسما‬ ‫وقف السفيه عليه ‪ ..‬ورفع يده ولطمه على وجهه‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم واطرب فلو قارنتها ***‬ ‫‪ ..‬فما كادت يده تفارق خده حت التقط حارثة‬
‫قضيت عمرك كله متألا‬ ‫سيفه ‪ ..‬وقطع يده ‪!!..‬‬
‫قال ‪ :‬العدى حول علت صيحاتم ***‬ ‫وقديا قيل ‪ :‬الفائز هو الذي يضحك ف النهاية !!‬
‫َأأُ َسرّ والعداء حول ف المى‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬ل يطلبوك بذمهم ***‬ ‫قناعة ‪..‬‬
‫لو ل تكن منهم أجلّ وأعظما!‬ ‫ل لا ‪..‬‬
‫التعامل مع الشكلة بأساليب ليست ح ً‬
‫قال ‪ :‬الليال جرعتن علقما ***‬ ‫يعذبك ‪ ..‬ول يل الشكلة !!‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ولئن جرعت العلقما‬
‫‪.46‬مشاكل ليس لا حل ‪..‬‬
‫‪128‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫المور ‪ ..‬وإنا استمتع بياتك ‪..‬‬ ‫فلعل غيك إن رآك مُرَنّـما ***‬
‫طرح الكآبة خلفه وترنا‬
‫‪.47‬ل تقتل نفسك بالم ‪..‬‬ ‫أتراك تغنم بالترن درها ***‬
‫كان أحد طلب ف الامعة ‪..‬‬ ‫أم أنت تسر بالبشاشة مغنما‬
‫غاب أسبوعا كاملً ‪ ..‬ث لقيته فسألته ‪ :‬سلمات ‪ ..‬سعد‬ ‫فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى ***‬
‫‪..‬؟‬ ‫متلطم ولذا نب النما (‪.. )64‬‬
‫قال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬كنت مشغولً قليلً ‪..‬‬ ‫نعم استمتع بياتك ‪..‬‬
‫كان الزن واضحا عليه ‪..‬‬ ‫انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك ‪ ..‬ف‬
‫قلت ‪ :‬ما الب ؟‬ ‫عملك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬كان ولدي مريضا ‪ ..‬عنده تليف ف الكبد ‪..‬‬ ‫فما ذنبهم أن يتعذبوا بأمور ليس هم طرفا فيها ‪..‬‬
‫وأصابه قبل أيام تسمم ف الدم ‪ ..‬وتفاجأت أمس أن‬ ‫ول يلكون حلها ؟‬
‫التسمم تسلل إل الدماغ ‪..‬‬ ‫ل تعلهم إذا رأوك ‪ ..‬أو ذكروك ‪ .‬ذكروا معك‬
‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬اصب ‪ ..‬وأسأل ال أن‬ ‫الم والزن ‪..‬‬
‫يشفيه ‪..‬‬ ‫عن النياحة على اليت ‪ ..‬والصراخ ‪..‬‬ ‫لذا نى‬
‫وإن قضى ال عليه بشيء ‪ ..‬فأسأل ال أن يعله شافعا‬ ‫وشق اليب ‪ ..‬وحلق الشعر ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫لك يوم القيامة ‪..‬‬ ‫لاذا ؟‬
‫قال ‪ :‬شافع ؟ يا شيخ ‪ ..‬الولد ليس صغيا ‪..‬‬ ‫لن التعامل مع الوت يكون بتغسيل اليت وتكفينه‬
‫قلت ‪ :‬كم عمره ؟‬ ‫والصلة عليه ودفنه ‪ ..‬والدعاء له ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬سبع عشرة سنة ‪..‬‬ ‫أما الصراخ والعويل فل ينفع شيئا ‪ ..‬سوى أنه‬
‫قلت ‪ :‬ال يشفيه ‪ ..‬ويبارك لك ف إخوانه ‪..‬‬ ‫يقلب متعة الياة إل أحزان ‪..‬‬
‫فخفض رأسه وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬ليس له إخوان ‪ ..‬ل‬ ‫مشى العاف بن سليمان مع صاحب له ‪ ..‬فالتفت‬
‫ُأرْزق بغي هذا الولد ‪ ..‬وقد أصابه ما ترى ‪..‬‬ ‫إليه صاحبه عابسا وقال ‪ :‬ما أشد البد اليوم ؟‬
‫قلت له ‪ :‬سعد ‪ ..‬بكل اختصار ‪ ..‬ل تقتل نفسك بالم‬ ‫فقال العاف ‪ :‬أستدفأت الن ؟‬
‫‪ ..‬لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ث خففت عنه مصابه وذهبت ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فماذا استفدت من الذم ؟ لو سبّحت لكان‬
‫نعم ل تقتل نفسك بالم ‪ ..‬فالم ل يفف الصيبة ‪..‬‬ ‫خيا لك ‪..‬‬
‫أذكر أن قبل فترة ‪ ..‬ذهبت إل الدينة النبوية ‪..‬‬ ‫عش حياتك ‪..‬‬
‫التقيت بالد ‪ ..‬قال ل ‪ :‬ما رأيك أن نزور الدكتور ‪:‬‬ ‫ل تنقب عن الشكلت ‪ ..‬ول تدقق ف صغائر‬
‫عبد ال ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ‪ ..‬ما الب ؟‬ ‫( ) أبيات ليليا أبو ماضي من ديوانه ص ‪656‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪129‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كان يردد ‪ ..‬إنا ل وإنا إليه راجعون ‪ ..‬ل ما أخذ وله ما‬ ‫قال ‪ :‬نعزيه ‪..‬‬
‫أعطى ‪ ..‬وكل شيء عنده بأجل مسمى ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬نعزيه ؟!!‬
‫وهذا هو قمة العقل ‪ ..‬فلو ل يفعل ذلك ‪ ..‬لات ها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ذهب ولده الكبي بالعائلة كلها‬
‫أعرف أحد الناس أراه دائما سعيد ‪ ..‬وإذا تأملت حاله‬ ‫لضور حفل عرس ف مدينة ماورة ‪ ..‬وبقي هو ف‬
‫وجدت ‪:‬‬ ‫الدينة لرتباطه بالامعة ‪..‬‬
‫وظيفته متواضعة‬ ‫وف أثناء عودتم وقع لم حادث مروع ‪ ..‬فماتوا‬
‫بيته وضيق ‪ ..‬إيار ‪..‬‬ ‫جيعا ‪ ..‬أحدى عشر نفسا !!‬
‫سيارته قدية ‪..‬‬ ‫ل صالا قد جاوز المسي ‪..‬‬
‫كان الدكتور رج ً‬
‫أولده كثيون ‪..‬‬ ‫لكنه على كل حال ‪ ..‬بشر ‪ ..‬له مشاعر‬
‫ومع ذلك كان دائم البتسامة ‪ ..‬مبوبا ‪ ..‬يعيش حياته‬ ‫وأحاسيس ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ف صدره قلب ‪ ..‬وله عينان تبكيان ‪ ..‬ونفس‬
‫صحيح ‪ ..‬ل يقتل نفسه بالم ‪..‬‬ ‫تفرح وتزن ‪..‬‬
‫ول تكثر التشكي‪..‬فيملّك الناس‪..‬‬ ‫تلقى الب الفزع ‪ ..‬صلى عليهم ‪ ..‬ث وسدهم ف‬
‫عنده ولد معوق ‪ ..‬ولدي مريض ‪ ..‬ضايق صدري ‪ ..‬يا‬ ‫التراب بيديه ‪ ..‬إحدى عشر نفسا ‪..‬‬
‫أخي مسكي ولدي ‪ ..‬خلص فهمنا ‪..‬‬ ‫صار يطوف ف بيته حيان ‪ ..‬ير بألعاب متناثرة ‪..‬‬
‫راتب قليل ‪..‬‬ ‫قد مضى عليها أيام ل ترك ‪ ..‬لن خلود وسارة‬
‫امرأة مع زوجها ‪ :‬بيتنا قدي ‪ ..‬سيارتنا متهالكة ‪ ..‬ثياب‬ ‫اللتان كانتا تلعبان با ‪ ..‬ماتتا ‪..‬‬
‫ليست على الوضة ‪..‬‬ ‫يأوي إل فراشه ‪ ..‬ل يرتب ‪ ..‬لن أم صال ‪..‬‬
‫أفنيت يا مسكي عمرك بالتأوه والزن‬ ‫ماتت ‪..‬‬
‫وظللت مكتوف اليدين تقول حاربن الزمن‬ ‫ير بدراجة ياسر ‪ ..‬ل تتحرك ‪ ..‬لن الذي كان‬
‫إن ل تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن‬ ‫يقودها ‪ ..‬مااات ‪..‬‬
‫يدخل غرف ابنته الكبى ‪ ..‬يرى حقائب عرسها‬
‫إضاءة‬ ‫مصفوفة ‪ ..‬وملبسها مفروشة على سريرها ‪..‬‬
‫عش حياتك با بي يدك من معطيات ‪ ..‬لتسعد‬ ‫ماتت ‪ ..‬وهي ترتب ألوانا وتنسقها ‪..‬‬
‫سبحان من صبّره ‪ ..‬وثبت قلبه ‪..‬‬
‫‪.48‬ارض با قسم ال لك ‪..‬‬
‫كان الضيوف يأتون ‪ ..‬معهم قهوتم ‪ ..‬لنه ل‬
‫كنت ف رحلة إل أحد البلدان للقاء عدد من‬
‫أحد عنده يدم أو يُعي ‪..‬‬
‫الحاضرات ‪..‬‬
‫العجيب أنك إذا رأيت الرجل ف العزاء ‪ ..‬حسبت‬
‫كان ذلك البلد مشهورا بوجود مستشفى كبي للمراض‬
‫أنه أحد العزين ‪ ..‬وأن الصاب غيه ‪..‬‬
‫العقلية ‪..‬أو كما يسميه الناس "مستشفى الجاني" ‪..‬‬
‫‪130‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫من عشرة أسرة فارغة ‪ ..‬إل واحدا منها قد انبطح عليه‬ ‫ألقيت ماضرتي صباحا ‪ ..‬وخرجت وقد بقي على‬
‫رجل ينتفض بيديه ورجليه ‪..‬‬ ‫أذان الظهر ساعة ‪..‬‬
‫التفتّ إل الطبيب وسألته ‪ :‬ما هذا !!‬ ‫كان معي عبد العزيز ‪ ..‬رجل من أبرز الدعاة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا منون ‪ ..‬ويصاب بنوبات صرع ‪ ..‬تصيبه كل‬ ‫التفت إليه ونن ف السيارة ‪ ..‬قلت ‪ :‬عبد العزيز‬
‫خس أو ست ساعات ‪..‬‬ ‫‪ ..‬هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام ف الوقت‬
‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬منذ مت وهو على هذا‬ ‫متسع ‪..‬‬
‫الال ؟‬ ‫قال ‪ :‬أين ؟ صاحبك الشيخ عبد ال ‪ ..‬مسافر ‪..‬‬
‫قال ‪:‬منذ أكثر من عشر سنوات ‪..‬كتمت عبة ف نفسي‬ ‫والدكتور أحد اتصلت به ول يب ‪ ..‬أو تريد أن‬
‫‪ ..‬ومضيت ساكتا ‪..‬‬ ‫نر الكتبة التراثية ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫بعد خطوات مشيناها ‪ ..‬مررنا على غرفة أخرى ‪ ..‬بابا‬ ‫قلت ‪ :‬كل ‪ ..‬بل ‪ :‬مستشفى المراض العقلية ‪..‬‬
‫مغلق ‪ ..‬وف الباب فتحة يطل من خللا رجل من الغرفة‬ ‫قال ‪ :‬الجاني !! قلت ‪ :‬الجاني ‪..‬‬
‫‪ ..‬ويشي لنا إشارات غي مفهومة ‪..‬‬ ‫فضحك وقال مازحا ‪ :‬لاذا ‪ ..‬تريد أن تتأكد من‬
‫حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة ‪ ..‬فإذا جدرانا‬ ‫عقلك ‪..‬‬
‫وأرضها باللون البن ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن نستفيد ‪ ..‬نعتب ‪ ..‬نعرف نعمة‬
‫سألت الطبيب ‪ :‬ما هذا ؟!! قال ‪ :‬منون ‪..‬‬ ‫ال علينا ‪..‬‬
‫شعرت أنه يسخر من سؤال ‪ ..‬فقلت ‪ :‬أدري أنه منون‬ ‫سكت عبد العزيز يفكر ف حالم ‪ ..‬شعرت أنه‬
‫‪ ..‬لو كان عاقلً لا رأيناه هنا ‪ ..‬لكن ما قصته ؟‬ ‫حزين ‪ ..‬كان عبد العزيز عاطفيا أكثر من اللزم‬
‫فقال ‪ :‬هذا الرجل إذا رأى جدارا ‪ ..‬ثار وأقبل يضربه‬ ‫‪..‬‬
‫بيده ‪ ..‬وتارة يضربه برجله ‪ ..‬وأحيانا برأسه ‪..‬‬ ‫أخذن بسيارته إل هناك ‪..‬‬
‫فيوما تتكسر أصابعه ‪ ..‬ويوما تكسر رجله ‪ ..‬ويوما‬ ‫أقبلنا على مبن كالغارة‪..‬الشجار تيط به من كل‬
‫يشج رأسه ‪ ..‬ويوما ‪ ..‬ول نستطع علجه ‪ ..‬فحبسناه ف‬ ‫جانب‪..‬كانت الكآبة ظاهرة عليه‪..‬‬
‫غرفة كما ترى ‪ ..‬جدرانا وأرضها مبطنة بالسفنج ‪..‬‬ ‫قابلنا أحد الطباء ‪ ..‬رحب بنا ث أخذنا ف جولة‬
‫فيضرب كما يشاء ‪ ..‬ث سكت الطبيب ‪ ..‬ومضى أمامنا‬ ‫ف الستشفى ‪..‬‬
‫ماشيا ‪..‬‬ ‫أخذ الطبيب يدثنا عن مآسيهم ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫أما أنا وصاحب عبد العزيز ‪ ..‬فظللنا واقفي نتمتم ‪:‬‬ ‫وليس الب كالعاينة ‪..‬‬
‫المد ل الذي عافانا ما ابتلك به‬ ‫دلف بنا إل أحد المرات ‪ ..‬سعت أصواتا هنا‬
‫ث مضينا نسي بي غرف الرضى ‪..‬‬ ‫وهناك ‪..‬‬
‫حت مررنا على غرفة ليس فيها أسرة ‪ ..‬وإنا فيها أكثر‬ ‫كانت غرف الرضى موزعة على جانب المر ‪..‬‬
‫من ثلثي رجلً ‪ ..‬كل واحد منهم على حال ‪ ..‬هذا‬ ‫مررنا بغرفة عن ييننا ‪ ..‬نظرت داخلها فإذا أكثر‬

‫‪131‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يتلفت بفزع ‪..‬‬ ‫يؤذن ‪ ..‬وهذا يغن ‪ ..‬وهذا يتلفت ‪ ..‬وهذا يرقص‬
‫كل هذا طبيعي ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫لكن الشيء الغريب الذي جعلن أفزع ‪ ..‬بل أثور ‪ ..‬هو‬ ‫وإذا من بينهم ثلثة قد أُجلسوا على كراسي ‪..‬‬
‫أن الرجل كان عاريا تاما ليس عليه من اللباس ول ما‬ ‫وربطت أيديهم وأرجلهم ‪ ..‬وهم يتلفتون حولم‬
‫يستر العورة الغلظة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وياولون التفلت فل يستطيعون ‪..‬‬
‫تغي وجهي ‪ ..‬وامتقع لون ‪ ..‬والتفت إل الطبيب فورا‬ ‫تعجبت وسألت الطبيب ‪ :‬ما هؤلء ؟ ولاذا‬
‫‪ ..‬فلما رأى حرة عين ‪..‬‬ ‫ربطتموهم دون الباقي ؟‬
‫قال ل ‪ ..‬هدئ من غضبك ‪ ..‬سأشرح لك حاله ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬هؤلء إذا رأوا شيئا أمامهم اعتدوا عليه ‪..‬‬
‫هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه وقطعه ‪..‬‬ ‫يكسرون النوافذ ‪ ..‬والكيفات ‪ ..‬والبواب ‪..‬‬
‫وحاول بلعه ‪ ..‬وقد نلبسه ف اليوم الواحد أكثر من‬ ‫لذلك نن نربطهم على هذا الال ‪ ..‬من الصباح‬
‫عشرة ثياب ‪ ..‬وكلها على مثل هذا الال ‪..‬‬ ‫إل الساء ‪..‬‬
‫فتركناه هكذا صيفا وشتاءً ‪ ..‬والذين حوله ماني ل‬ ‫قلت وأنا أدافع عبت ‪ :‬منذ مت وهم على هذا‬
‫يعقلون حاله ‪..‬‬ ‫الال ؟‬
‫خرجت من هذه الغرفة ‪ ..‬ول أستطع أن أتمل أكثر ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هذا منذ عشر سنوات ‪ ..‬وهذا منذ سبع ‪..‬‬
‫قلت للطبيب ‪ :‬دلن على الباب ‪ ..‬للخروج ‪..‬‬ ‫وهذا جديد ‪ ..‬ل يض له إل خس سني !!‬
‫قال ‪ :‬بقي بعض القسام ‪..‬‬ ‫خرجت من غرفتهم ‪ ..‬وأنا أتفكر ف حالم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يكفي ما رأيناه ‪..‬‬ ‫وأحد ال الذي عافان ما ابتلهم ‪..‬‬
‫مشى الطبيب ومشيت بانبه ‪ ..‬وجعل ير ف طريقه‬ ‫سألته ‪ :‬أين باب الروج من الستشفى ؟‬
‫بغرف الرضى ‪ ..‬ونن ساكتان ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بقي غرفة واحدة ‪ ..‬لعل فيها عبة جديدة‬
‫وفجأة التفت إلّ وكأنه تذكر شيئا نسيه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬تعال ‪..‬‬
‫يا شيخ ‪ ..‬هنا رجل من كبار التجار ‪ ..‬يلك مئات‬ ‫وأخذ بيدي إل غرفة كبية ‪ ..‬فتح الباب ودخل‬
‫الليي ‪ ..‬أصابه لوثة عقلية فأتى به أولده وألقوه هنا منذ‬ ‫‪ ..‬وجرن معه ‪..‬‬
‫سنتي ‪..‬‬ ‫كان ما ف الغرفة شبيها با رأيته ف غرفة سابقة ‪..‬‬
‫وهنا رجل آخر كان مهندسا ف شركة ‪ ..‬وثالث كان ‪..‬‬ ‫مموعة من الرضى ‪ ..‬كل منهم على حال ‪..‬‬
‫ومضى الطبيب يدثن بأقوام ذلوا بعد عز ‪ ..‬وآخرين‬ ‫راقص ‪ ..‬ونائم ‪..‬‬
‫افتقروا بعد غن ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬عجبا ماذا أرى ؟؟‬
‫أخذت أمشي بي غرف الرضى متفكرا ‪..‬‬ ‫رجل جاوز عمره المسي ‪ ..‬اشتعل رأسه شيبا ‪..‬‬
‫سبحان من قسم الرزاق بي عباده ‪..‬‬ ‫وجلس على الرض القرفصاء ‪ ..‬قد جع جسمه‬
‫يعطي من يشاء ‪ ..‬وينع من يشاء ‪..‬‬ ‫بعضه على بعض ‪ ..‬ينظر إلينا بعيني زائغتي ‪..‬‬

‫‪132‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫قد يرزق الرجل مالً وحسبا ونسبا ومنصبا ‪..‬‬
‫فخرج أبو عبيدة ‪..‬‬ ‫لكنه يأخذ منه العقل ‪ ..‬فتجده من أكثر الناس مالً‬
‫حت إذا قدم على عمرو قال له عمرو ‪ :‬إنا جئت مددا‬ ‫‪ ..‬وأقواهم جسدا ‪ ..‬لكنه مسجون ف مستشفى‬
‫ل ‪..‬‬ ‫الجاني ‪..‬‬
‫فقال له أبو عبيدة ‪ :‬ل ولكن على ما أنا عليه وأنت على‬ ‫وقد يرزق آخر حسبا رفيعا ‪ ..‬وما ًل وفيا ‪..‬‬
‫ما أنت عليه ‪..‬‬ ‫وعقلً كبيا ‪ ..‬لكنه يسلب منه الصحة ‪ ..‬فتجده‬
‫ل ‪ ..‬هينا عليه أمر الدنيا‬
‫وكان أبو عبيدة رجلً لينا سه ً‬ ‫مقعدا على سريره ‪ ..‬عشرين أو ثلثي سنة ‪ ..‬ما‬
‫‪..‬‬ ‫أغن عنه ماله وحسبه ‪!!..‬‬
‫فقال له عمرو ‪ :‬بل أنت مددي ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬لكنه‬
‫ومن الناس من يؤتيه ال صحة وقوة وعق ً‬
‫فقال له أبو عبيدة ‪ :‬يا عمرو إن رسول ال ‪ .. r‬قد قال‬ ‫ينعه الال فتراه يشتغل حال أمتعة ف سوق أو تراه‬
‫ل‪:‬‬ ‫معدما فقيا يتنقل بي الرف التواضعة ل يكاد‬
‫ل تتلفا ‪ ..‬وإنك إن عصيتن أطعتك ‪..‬‬ ‫يد ما يسد به رمقه ‪..‬‬
‫فقال له عمرو‪ :‬فإن أمي عليك ‪ ..‬وإنا أنت مدد ل ‪..‬‬ ‫ومن الناس من يؤتيه ‪ ..‬ويرمه ‪ ..‬وربك يلق ما‬
‫قال ‪ :‬فدونك ‪..‬‬ ‫يشاء ويتار ‪ ..‬ما كان لم الية ‪..‬‬
‫فتقدم ‪ ..‬عمرو بن العاص ‪ t‬فصلى بالناس ‪..‬‬ ‫فكان حريا بكل مبتلى أن يعرف هدايا ال إليه قبل‬
‫وبعد الغزوة ‪ ..‬كان أول من وصل الدينة ‪ ..‬عوف بن‬ ‫أن يعد مصائبه عليه ‪ ..‬فإن حرمك الال فقد‬
‫مالك ‪.. t‬‬ ‫أعطاك الصحة ‪ ..‬وإن حرمك منها ‪ ..‬فقد أعطاك‬
‫فمضى إل رسول ‪.. r‬‬ ‫العقل ‪ ..‬فإن فاتك ‪ ..‬فقد أعطاك السلم ‪ ..‬هنيئا‬
‫فلما رآه ‪ ..‬قال له ‪ .. r‬أخبن ‪..‬‬ ‫لك أن تعيش عليه وتوت عليه ‪..‬‬
‫فأخبه عن الغزوة ‪ ..‬وما كان بي أب عبيدة وعمرو بن‬ ‫فقل بلء فيك الن بأعلى صوتك ‪ :‬الممممد ل‬
‫العاص ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬يرحم ال أبا عبيدة بن الراح ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وكذلك كان الصحابة الكرام‬
‫‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬يرحم ال أبا عبيدة‬ ‫بعث رسول ال ‪ .. r‬عمرو بن العاص ‪ t‬جهة‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫الشام ‪ ..‬ف غزوة ذات السلسل ‪..‬‬
‫انظر للجوانب الشرقة من حياتك ‪ ..‬قبل أن تنظر‬ ‫فلما صار إل هناك رأى كثرة عدوه ‪..‬‬
‫للمظلمة ‪ ..‬لتكون أسعد ‪..‬‬ ‫فبعث إل رسول ال ‪ r‬يستمده ‪..‬‬
‫فبعث إليه ‪ r‬أبا عبيدة بن الراح ‪ ..‬أميا على‬
‫‪.49‬كن جبلً ‪..‬‬ ‫مدد ‪ ..‬فيه الهاجرون الولون ‪ ..‬وفيهم أبو بكر‬
‫ف بداية سلوكي ف طريق الدعوة ‪ ..‬دعيت للقاء‬ ‫وعمر ‪ ..‬وقال ‪ r‬لب عبيدة حي وجهه ‪ :‬ل تتلفا‬
‫ماضرة ف إحدى القرى ‪..‬‬
‫‪133‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لا رأوا هدوئي ‪ ..‬هدؤوا ‪ ..‬ث قام أحدهم وقال ‪ :‬يا‬ ‫استقبلن السئول عن الدعوة هناك ‪ ..‬ركبت‬
‫جاعة ‪ ..‬خلوا الشيخ يوضح قصده ‪..‬‬ ‫سيارته ‪ ..‬كانت قدية متهالكة ‪..‬‬
‫فسكتوا ‪ ..‬فشكرت له عمله ‪ ..‬ث اعتذرت وأثنيت‬ ‫تدثت معه ‪ ..‬أخبن أنه حديث عهد بزواج ‪..‬‬
‫عليهم – وعلى بناتم ‪ -‬ووضحت مرادي ‪..‬‬ ‫ل من غلء الهور ف قريتهم ‪ ..‬حت إنه‬
‫ث اشتكى إ ّ‬
‫عند تعاملك مع الناس ‪ ..‬أنت ف القيقة تصنع‬ ‫ل يستطع أن يشتري سيارة جديدة ‪ ..‬أو على‬
‫شخصيتك ‪ ..‬وتبن ف عقولم تصورات عنك ‪ ..‬يبنون‬ ‫القل أحسن من سيارته ‪..‬‬
‫على أساسها أساليب تعاملهم معك ‪ ..‬واحترامهم لك ‪..‬‬ ‫دعوت له بالتوفيق ‪..‬‬
‫تأكد أن الشجار الثابتة ل تقتلعها الرياح ‪ ..‬مهما‬ ‫ث دخلت وألقيت الحاضرة ‪ ..‬وف آخرها ‪..‬‬
‫اشتدت ‪ ..‬وإنا النصر صب ساعة ‪..‬‬ ‫قرئت عليّ السئلة ‪ ..‬وكان من بينها سؤال عن‬
‫كلما زاد عقلك ‪ ..‬قل جهلك ‪ ..‬وإذا زاد قدرك ‪ ..‬قل‬ ‫غلء الهور ‪..‬‬
‫غضبك ‪..‬‬ ‫ففرحت به وقلت ‪ :‬جاءك يا مهنا ما تتمنا !!‬
‫كالبحر ل يركه أي شيء ‪ ..‬ويا جبل ما تزك ريح ‪!..‬‬ ‫وانطلقت أتكلم عن غلء الهور وتأثيه على‬
‫بل إنك لو استثارك شخص ما ‪ ..‬ف ملس ‪ ..‬أو بيت ‪..‬‬ ‫الشباب والفتيات ‪..‬‬
‫أو قناة فضائية ‪ ..‬أو ماضرة عامة ‪..‬‬ ‫ما زوج بناته بأكثر من‬ ‫ث ذكرت إن رسول ال‬
‫فإنك إذا بقيت هادئا ل تغضب ول تثر ‪ ..‬مال الناس‬ ‫خسمائة درهم ‪ ..‬ث رفعت صوت قائلً ‪ :‬يعن‬
‫معك ضده ‪..‬‬ ‫؟!!‬ ‫بناتكم أحسن من بنات النب‬
‫ل بقافلة تارة من الشام ‪..‬‬
‫كان أبو سفيان بن حرب مقب ً‬ ‫فصرخ رجل مُسن من طرف الصف قائلً ‪ :‬إيش‬
‫فخرج إليهم السلمون لقتالم ‪..‬‬ ‫فيهم بناتنا ؟‬
‫ففر أبو سفيان بالقافلة ‪ ..‬وأرسل إل قريش فخرجت‬ ‫فثار آخر وقال ‪ :‬يتكلم على بناتنا !!‬
‫بيش عرمرم ‪..‬‬ ‫ونض الثالث جاثيا على ركبتيه وقال ‪ :‬أوووه‬
‫ووقعت معركة بدر بي السلمي وقريش ‪ ..‬وانتصر‬ ‫تتكلم على بناتنا ؟!!‬
‫السلمون ‪..‬‬ ‫كنت ف حال ل أحسد عليه ‪ ..‬وكنت ف أوائل‬
‫قتل من كفار قريش سبعون ‪ ..‬وأُسِر منهم سبعون ‪..‬‬ ‫طريق الدعوة ‪ ..‬وحديث التخرج من الامعة ‪..‬‬
‫رجع من تبقى من جيش قريش ‪ ..‬وهم جرحى ‪..‬‬ ‫بقيت ساكتا ل أنبس ببنت شفة ‪ ..‬نظرت إل‬
‫وجوعى ‪..‬‬ ‫الول لا تكلم وتبسمت ‪ ..‬فلما تكلم الثان ‪..‬‬
‫ث وصل أبو سفيان بقافلته إل مكة ‪..‬‬ ‫نظرت إليه أيضا وتبسمت ‪ ..‬وكذلك الثالث ‪..‬‬
‫فمشى عبد ال بن أب ربيعة وعكرمة بن أب جهل‬ ‫كان بعض الشباب ف آخر السجد يتضاحكون ‪..‬‬
‫وصفوان ابن أمية ‪..‬‬ ‫وبعضهم قاموا وقوفا ينظرون ‪ ..‬وكأن بم يقولون‬
‫ف رجال من قريش من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم‬ ‫‪ :‬وقف حار الشيخ ف العقبة !!‬

‫‪134‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فما زالوا برسول ال ‪ r‬حت لبس أداة الرب ‪..‬‬ ‫يوم بدر ‪..‬‬
‫ث ندموا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬يا رسول ال أقم ‪ ..‬فالرأي رأيك ‪..‬‬ ‫فكلموا أبا سفيان ومن كانت له ف تلك العي من‬
‫فقال لم ‪ :‬ما ينبغي لنب أن يضع أداته بعد ما لبسها حت‬ ‫قريش تارة ‪..‬‬
‫يكم ال بينه وبي عدوه ‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬إن ممدا قد وتركم‬
‫فلما نزل أبو سفيان والشركون بأصل أحد فرح‬ ‫وقتل خياركم ‪ ..‬فأعينونا بذا الال على حربه لعلنا‬
‫السلمون الذين ل يشهدوا بدرا بقدوم العدو عليهم ‪..‬‬ ‫ندرك منه ثأرا ‪ ..‬ففعلوا ‪..‬‬
‫وقالوا ‪ :‬قد ساق ال علينا أمنيتنا ‪..‬‬ ‫وقد قال ال فيهم ‪ " :‬إن الذين كفروا ينفقون‬
‫ث قال النب ‪ r‬لصحابه ‪:‬‬ ‫أموالم ليصدوا عن سبيل ال فسينفقونا ث تكون‬
‫" من رجل يرج بنا على القوم من كثب ـ أي من‬ ‫عليهم حسرة ث يغلبون والذين كفروا إل جهنم‬
‫قريب ـ من طريق ل ير بنا عليهم " ؟‬ ‫يشرون " ‪.‬‬
‫فقال رجل من بن حارثة بن الارث اسه أبو خيثمة ‪:‬‬ ‫فخرجت قريش ‪ ..‬بدها وحديدها ‪ ..‬وجدها‬
‫أنا يا رسول ال ‪..‬‬ ‫وأحابيشها ‪..‬‬
‫فسلك به ف أرض بن حارثة وبي أموالم ومزارعهم ‪..‬‬ ‫وخرج معها من تابعها من بن كنانة وأهل تامة ‪..‬‬
‫حت سلك به ف مال لرجل اسه ‪ :‬مربع ابن قيظي ‪..‬‬ ‫وخرجوا معهم بالنساء لئل يفر الرجال من القتال‬
‫ل منافقا ضرير البصر ‪..‬‬
‫وكان رج ً‬ ‫‪..‬‬
‫فلما سع ِحسّ رسول ال ‪ .. r‬ومن معه من السلمي ‪..‬‬ ‫فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة ‪..‬‬
‫قام يثي ف وجوههم التراب ‪ ..‬ويقول ‪ :‬إن كنت رسول‬ ‫وخرج عكرمة بن أب جهل بزوجته أم حكيم بنت‬
‫ال فإن ل أحل لك أن تدخل ف حائطي ‪..‬‬ ‫الارث ‪..‬‬
‫ث أخذ البيث حفنة من التراب ف يده ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫وخرج الارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن‬
‫وال لو أعلم أن ل أصيب با غيك يا ممد لضربت با‬ ‫الغية ‪..‬‬
‫وجهك ‪..‬‬ ‫فأقبل الكفار ‪ ..‬حت نزلوا على شفي الوادي‬
‫فابتدره القوم ‪..‬‬ ‫مقابل الدينة ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫فقال النب‬ ‫فلما سع بم رسول ال ‪ .. r‬استشار أصحابه ‪..‬‬
‫" ل تقتلوه ‪ ..‬فهذا العمى ‪ ..‬أعمى القلب ‪ ..‬أعمى‬ ‫ما رأيكم ؟‍‬
‫البصر ‪" ..‬‬ ‫نبقى ف الدينة فإذا دخلوها علينا ‪..‬‬
‫ومضى رسول ال ‪ .. r‬ول يلتفت إل ذلك النافق ‪..‬‬ ‫فقال له ناس ل يكونوا شهدوا بدرا ‪ :‬نرج يا‬
‫رسول ال إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ‪..‬‬
‫ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر‬
‫‪..‬‬

‫‪135‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫جوانب الشهوة والعصيان ‪..‬‬ ‫نعم ‪..‬‬
‫ما كان يسيء الظن بأحد ‪ ..‬يعاملهم كأنم أولده‬ ‫لو كل كلب عوى ألقمته حجرا‬
‫وإخوانه ‪ ..‬يب لم الي كما يبه لنفسه ‪..‬‬ ‫لصبح الصخر مثقالً بدينار‬
‫كان رجل ف عهد النب قد ابتلي بشرب المر ‪..‬‬ ‫والكلب تنبح ‪ ..‬والقافلة تسييييي ‪..‬‬
‫فأُتَ به يوما إل رسول ال فأمر به فجُلد ‪..‬‬ ‫قناعة ‪..‬‬
‫ث مرت أيام ‪ ..‬فشرب خرا ‪ ..‬فجيء به أخرى فجلد ‪..‬‬ ‫الرياح ل ترك البال ‪ ..‬لكنها تلعب بالرمال ‪..‬‬
‫ومرت أيام ‪ ..‬ث جيء به قد شرب خرا ‪ ..‬فجلد ‪..‬‬ ‫وتشكلها كما تشاء ‪..‬‬
‫فلما ول خارجا ‪ ..‬قال رجل من الصحابة ‪:‬‬
‫لعنه ال ‪ ..‬ما أكثر ما يؤتى به !!‬ ‫‪.50‬ل تلعنه ‪ ..‬إنه يشرب خرا ‪!!..‬‬
‫فالتفت إليه ‪ ..‬وقد تغي وجهه فقال له ‪ :‬ل تلعنه ‪..‬‬ ‫أكثر الناس الذين نالطهم مهما بلغ من السوء ‪..‬‬
‫(‪)65‬‬
‫فوال ما علمت أنه يب ال ورسوله ‪..‬‬ ‫إل أنه ل يلو من خي وإن كان قليلً ‪..‬‬
‫فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الي لكان حسنا‬
‫فن ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قبل أن تبدأ ف نزع شجرة الشر ف الخرين ‪ ..‬ابث‬ ‫اشتهر عن بعض الجرمي ‪ ..‬أنه كان يسطو على‬
‫عن شجرة الي واسقها ‪..‬‬ ‫بيوت الناس ويسرق أموالم ‪ ..‬لينفق بعضها على‬
‫ضعفاء وأيتام !! أو يبن با مساجد !!‬
‫‪.51‬إذا ل يكن ما تريد فأرد ما يكون ‪!!..‬‬ ‫أو كالت ترى أيتاما جوعى فتزن لتحصل مالً تسد‬
‫مـا دمـت مُلزمـا فاسـتمتع ‪ ..‬هكذا كنـت أقول لشاب‬ ‫به جوعهم ‪..‬‬
‫أصـيب برض السـكر ‪ ..‬فكان يشرب الشاي مـن غيـ‬ ‫بن مسجدا ل من غي حله **‬
‫سكر ‪ ..‬ويتأسف لاله ‪..‬‬ ‫فكان بمد ال غي موفق‬
‫كنـت أقول له ‪ :‬هـل إذا تأسـفت وحزنـت أثناء شربـك‬ ‫كمطعمة اليتام من كدّ عرضها ! **‬
‫الشاي ‪ ..‬هل تنقلب الرارة حلوة ‪..‬‬ ‫لك الويل ل تزن ول‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫تتصدقي‬
‫قلت ‪ :‬ما دمت ملزما ‪ ..‬فاستمتع ‪..‬‬ ‫وكم من حامل سكي ليطعن با ‪ ..‬فاستعطفه طفل‬
‫أعن لن تأت الدنيا دائما على ما نب ‪..‬‬ ‫أو امرأة فرق قلبه ‪ ..‬وألقى سكينه عنه ‪..‬‬
‫وهذا يقع ف حياتنا كثيا ‪..‬‬ ‫إذن عامل الناس جيعا با تعلم فيهم من خي ‪..‬‬
‫سيارتك قدية ‪ ..‬مكيف ل يشتغل ‪ ..‬مراتب مزقة ‪ ..‬ول‬ ‫قبل أن تسيء الظن بم ‪..‬‬
‫تستطيع حاليا تغييها ‪ ..‬ما الل ؟‬ ‫‪ ..‬بلغ من خلقه أنه كان يلتمس العاذير‬ ‫ممد‬
‫تقدمت للدراسة بالامعة ‪ ..‬فقبلت ف كلية ل ترغب ف‬ ‫للمخطئي ‪ ..‬ويسن الظن بالذنبي ‪ ..‬وكان إذا‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪65‬‬ ‫قابل عاصيا ينظر فيه إل جوانب اليان قبل‬
‫‪136‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نعم ‪ ..‬عش حياتك ‪ ..‬ل وقت فيها لِلهمّ ‪ ..‬تعامل مع‬ ‫الدراسة فيها ‪ ..‬حاولت تعديل الال فلم تستطع‬
‫العطيات الت بي يديك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فاضطررت لواصلة الدراسة ‪ ..‬وأكملت سنتي‬
‫مع أصحابه ف غزوة فق ّل طعامهم ‪ ..‬وتعبوا ‪..‬‬ ‫خرج‬ ‫وثلث ‪ ..‬فما الل ؟‬
‫فأمرهم ‪ ..‬أن يمعوا ما عندهم من طعام ‪..‬‬ ‫تقدمت لوظيفة فلم تقبل ‪ ..‬وقبلت ف أخرى ‪..‬‬
‫وفرش رداءه ‪ ..‬وصار الرجل يأت بالتمرة ‪ ..‬والتمرتي ‪..‬‬ ‫وبدأت دوامك فيها ‪ ..‬فما الل؟‬
‫وكسرة البز ‪ ..‬وكلها تتمع فوق هذا الرداء ‪ ..‬ث‬ ‫خطبت فتاتا فرفضت ‪ ..‬وتزوجت آخر ‪ ..‬ما الل‬
‫أكلوا ‪ ..‬وهم مستمتعون ‪..‬‬ ‫؟‬
‫كثي من الناس يعل الل هو الكتئاب الدائم ‪..‬‬
‫لحة ‪..‬‬ ‫والتأفف من واقعه ‪ ..‬وكثرة التشكي إل من عرف‬
‫ما كل ما يتمن الرء يدركه ‪..‬‬ ‫ومن ل يعرف ! وهذا ل يرد إليه رزقا فاته ‪ ..‬ول‬
‫تري الرياح با ل تشتهي السفن‬ ‫يعجل برزق ل يكتب له ‪..‬‬
‫إذن ما الل ؟‬
‫‪.52‬نتلف ونن إخوان !‬
‫العاقل فهو الذي يتكيف مع واقعه كيفما كان ‪..‬‬
‫ذُكـر أن الشافعـي رحهـ ال تناظـر يوما مـع أحـد العلماء‬
‫مادام ل يستطيع التغيي إل الحسن ‪..‬‬
‫حول مسألة فقهية عويصة ‪..‬‬
‫أحد أصدقائي كان يشرف على بناء مسجد ‪..‬‬
‫فاختلفا ‪ ..‬وطال الوار ‪ ..‬حت علت أصواتما ‪..‬‬
‫فضاقت بم النفقة ‪ ..‬فتوجهوا إل أحد التجار‬
‫ول يستطع أحدها أن يقنع صاحبه ‪..‬‬
‫للستعانة به ف إكمال البناء ‪..‬‬
‫وكأن الرجل تغي وغضب ‪ ..‬ووجد ف نفسه ‪..‬‬
‫فتح لم الباب ‪ ..‬جلس معهم قليلً ‪ ..‬وأعطاهم ما‬
‫فلما انتهى الجلس وتوجها للخروج ‪ ..‬التفت الشافعي‬
‫تيسر ‪ ..‬ث أخرج دواء من جيبه وجعل يتناوله ‪..‬‬
‫إل صاحبه ‪ ..‬وأخذ بيده وقال ‪:‬‬
‫قال له أحدهم ‪ :‬سلمات ‪ ..‬عسى ما شر !!‬
‫أل يصح أن نتلف ونبقى إخوانا ‪!..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه حبوب منومة ‪ ..‬منذ عشر سني‬
‫وجلس بعض علماء الديث يوما ‪ ..‬عند الليفة ‪..‬‬
‫ل أنام إل با ‪..‬‬
‫فتكلم رجل ف الجلس بديث ‪..‬‬
‫دعوا له ‪ ..‬وخرجوا ‪..‬‬
‫فاستغرب العال منه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما هذا الديث !! من أين‬
‫فمروا على حفريات وأعمال طرق عند مرج‬
‫؟‬ ‫جئت به ؟ تكذب على رسول ال‬
‫الدينة ‪ ..‬وقد وضع عندها أنوار تعمل بولد‬
‫فقال الرجل ‪ :‬بل هذا حديث ‪ ..‬ثابت ‪..‬‬
‫كهربائي قد مل الدنيا ضجيجا ‪..‬‬
‫قال العال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذا حديث ل نسمع به ‪ ..‬ول نفظه ‪..‬‬
‫ليس هذا هو الغريب ‪..‬‬
‫وكان ف الجلس وزير عاقل ‪..‬‬
‫الغريب أن حارس الولد هو عامل فقي قد افترش‬
‫فالتفت إل العال وقال بدوء ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬هل حفظت‬
‫قصاصات جرائد ‪ ..‬ونااااام ‪..‬‬
‫‪..‬؟‬ ‫جييييع أحاديث النب‬
‫‪137‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يكذب‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ل يستوي وغبار خيل ال ف ***‬ ‫قال ‪ :‬فهل حفظت نصفها ؟‬
‫أنف امريء ودخان نار تلهب‬ ‫قال ‪ :‬ربا ‪..‬‬
‫هذا كتاب ال ينطق بيننا ***‬ ‫فقال ‪ :‬فاعتب هذا الديث من النصف الذي ل‬
‫ليس الشهيد بيت ل يكذب‬ ‫تفظه ‪..‬‬
‫ث قال ‪:‬‬ ‫وانتهت الشكلة ‪..‬‬
‫إن من عباد من فتح ال ف الصيام ‪ ..‬فيصوم ما ل يصومه‬ ‫كان الفضيل بن عياض وعبد ال بن البارك‬
‫غيه ‪ ..‬ومنهم من فتح له ف قراءة القرآن ‪ ..‬ومنهم من‬ ‫صاحبي ل يفترقان ‪..‬‬
‫فتح له ف طلب العلم ‪ ..‬ومنهم من فتح ف الهاد ‪..‬‬ ‫وكانا عالي زاهدين ‪..‬‬
‫ومنهم من فتح له ف قيام الليل ‪..‬‬ ‫عنّ لعبد ال بن البارك فخرج للقتال والرباط ف‬
‫وليس ما أنت عليه بأفضل ما أنا عليه ‪..‬‬ ‫الثغور ‪..‬‬
‫وما أنا عليه ‪ ..‬ليس بأفضل ما أنت عليه ‪..‬‬ ‫وبقي الفضيل بن عياض ف الرم يصلي ويتعبد ‪..‬‬
‫وكلنا على خي ‪..‬‬ ‫وف يوم رق فيه القلب ‪ ..‬وأسبلت الدمعة ‪..‬‬
‫وهكذا كان منهج الصحابة ‪..‬‬ ‫كتب الفضيل إل ابن البارك كتابا يدعوه فيه إل‬
‫اجتمع الكفار وتألبوا لرب السلمي ف الدينة ‪..‬‬ ‫الجيء والتعبد ف الرم ‪ ..‬والشتغال بالذكر‬
‫وجاؤوا ف جيش ل تشهد العرب مثله كثرة وعتادا ‪..‬‬ ‫وقراءة القرآن ‪..‬‬
‫فحفر السلمون خندقا ل يستطع الكفار أن يتجاوزوه‬ ‫فلما قرأ ابن البارك الكتاب ‪..‬‬
‫لدخول الدينة ‪..‬‬ ‫أخذ رقعة وكتب إل الفضيل ‪:‬‬
‫فعسكر الكفار وراء الندق ‪..‬‬ ‫يا عابد الرمي لو أبصرتنا ***‬
‫وكان ف الدينة قبيلة بن قريظة ‪ ..‬وهم يهود يتربصون‬ ‫لعلمت أنك ف العبادة‬
‫بالؤمني ‪..‬‬ ‫تلعب‬
‫فأقبلوا إل الكفار يدونم ‪ ..‬ويعيثون ف الدينة فسادا‬ ‫من كان يضب خده بدموعه ***‬
‫ونبا ‪..‬‬ ‫فنحورنا بدمائنا تتخضب‬
‫وقد انشغل السلمون عنهم بالرباط عند الندق ‪..‬‬ ‫أو كان يتعب خيله ف باطل ***‬
‫ومضت اليام عصيبة ‪ ..‬حت أرسل ال على الكفار ريا‬ ‫فخيولنا يوم الصبيحة تتعب‬
‫وجنودا ‪ ..‬من عنده فتمزق جيشهم ‪ ..‬وانقلبوا خائبي ‪..‬‬ ‫ريح العبي لكم ونن عبينا ***‬
‫يرون أذيال هزيتهم ف ظلمة الليل ‪..‬‬ ‫رهج السنابك والغبار الطيب‬
‫فلما أصبح رسول ال ‪ .. r‬انصرف عن الندق راجعا‬ ‫ولقد أتانا من مقال نبينا ***‬
‫إل الدينة ‪..‬‬ ‫قول صحيح صادق ل‬

‫‪138‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ووضع السلمون السلح ‪ ..‬ورجعوا إل بيوتم ‪..‬‬
‫ليست الغاية أن نتفق ‪ ..‬لكن الغاية أن ل نتلف ‪..‬‬ ‫ودخل رسول ال ‪ r‬بيته ‪ ..‬ووضع السلح‬
‫واغتسل ‪..‬‬
‫‪.53‬الرفق ‪ ..‬إل زانه ‪..‬‬ ‫فلما كانت الظهر ‪ ..‬جاءه جبيل ‪..‬‬
‫يتكرر على ألسنتنا كثيا عندما نعجب بشخص ما ‪ ..‬أن‬ ‫فنادى رسول ال ‪ .. r‬من خارج البيت ‪..‬‬
‫نصفه قائلي ‪:‬‬ ‫فقام رسول ال ‪ r‬فزعا ‪..‬‬
‫فلن رزين ‪ ..‬فلن ثقيل ‪ ..‬فلن راكد ‪..‬‬ ‫فقال له جبيل عليه السلم ‪ :‬أوقد وضعت‬
‫وإذا أردنا مذمة شخص قلنا ‪ :‬فلن عجول ‪ ..‬فلن‬ ‫السلح يا رسول ال ؟‬
‫خفيّف ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬ما كان الرفق ف شيء إل زانه‬ ‫أما رسول ال‬ ‫قال جبيل ‪ :‬ما وضعت اللئكة السلح بعد ‪..‬‬
‫(‪)66‬‬
‫‪ ..‬وما نزع من شيء إل شانه ‪..‬‬ ‫وما رجعت الن إل من طلب القوم ‪ ..‬طلبناهم‬
‫هل تستطيع تريك طن الديد بأصبع ؟‬ ‫حت بلغنا حراء السد ‪..‬‬
‫نعم ‪ :‬إذا أحضرت رافعة ‪ ..‬ث ربطته برفق ‪ ..‬وأحكمت‬ ‫إن ال يأمرك بالسي إل بن قريظة ‪ ..‬فإن عامد‬
‫ربطه ‪..‬‬ ‫إليهم فمزلزل بم ‪..‬‬
‫ث رفعته ‪ ..‬فإذا تعلق ف الواء ‪ ..‬حركه بأصغر أصابعك‬ ‫فأمر رسول ال ‪ r‬مؤذنا فأذن ف الناس ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫" من كان سامعا مطيعا ‪ ..‬فل يصلي العصر إل ف‬
‫اتفق صديقان على أن يتقدما لرجل لطبة ابنتيه ‪ ..‬كانت‬ ‫بن قريظة " ‪..‬‬
‫إحداها أكب من الخرى ‪..‬‬ ‫فتسابق الناس إل سلحهم ‪ ..‬وسعوا وأطاعوا ‪..‬‬
‫قال أحدها للخر ‪ :‬أنا آخذ الصغية ‪ ..‬وأنت تأخذ‬ ‫ومضوا إل ديار بن قريظة ‪..‬‬
‫الكبية ‪..‬‬ ‫فدخل عليهم وقت العصر وهم ف الطريق ‪..‬‬
‫فصاح صاحبه ‪ :‬لاااا ‪ ..‬بل أنت خذ الكبية ‪ ..‬وأنا آخذ‬ ‫فقال بعضهم ل نصلي العصر إل ف بن قريظة ‪..‬‬
‫الصغية ‪..‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬بل نصلي ل يرد منا ذلك ‪ ..‬يعن‬
‫فقال الول ‪ :‬طيب ‪ ..‬أنت تأخذ الصغية ‪ ..‬وأنا آخذ‬ ‫إنا أراد السراع إليهم ‪..‬‬
‫الت أصغر منها ‪..‬‬ ‫فصلوا العصر وأكملوا مسيهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬موافق ‪!!..‬‬ ‫وأخرها الخرون ‪ ..‬حت وصلوا بن قريظة ‪..‬‬
‫ول يدرك أن صاحبه ما غي قراره ‪ ..‬سوى أنه غي‬ ‫فصلوها ‪..‬‬
‫أسلوب الكلم برفق ‪..‬‬ ‫فذكر ذلك للنب ‪ r‬فلم يعنف واحدا من الفريقي‬
‫وف الديث ‪ :‬إذا أراد ال بأهل بيت خيا أدخل عليهم‬ ‫‪..‬‬
‫فحاصرهم النب ‪ .. r‬حت نصره ال عليهم ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪66‬‬

‫‪139‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وخرج وهو يكلم نفسه قائلً ‪ :‬آآآه يا أبا يوسف ‪ ..‬لقد‬ ‫الرفق ‪ ..‬وإذا أراد ال بأهل بيت شرا ‪ ..‬نزع منهم‬
‫(‪)67‬‬
‫كنت أرجوك للناس من بعدي !!‬ ‫الرفق ‪..‬‬
‫ومضى أبو حنيفة ير خطاه حزينا إل حلقته وطلبه ‪..‬‬ ‫وفيه ‪ :‬إن ال رفيق يب الرفق ‪ ..‬ويعطي على‬
‫ومضت يومان ‪ ..‬فشفي أبو يوسف ‪ ..‬واغتسل ولبس‬ ‫الرفق ما ل يعطي على العنف ‪ ..‬وما ل يعطي على‬
‫(‪)68‬‬
‫ثيابه ليذهب لدرس شيخه ‪..‬‬ ‫ما سواه ‪..‬‬
‫فسأله من حوله ‪ :‬إل أين تذهب ؟‬ ‫الرفيق ‪ ..‬الي اللي ‪ ..‬مبوب عند الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إل درس الشيخ ‪..‬‬ ‫تطمئن إليه النفوس ‪ ..‬وتثق فيه ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬إل الن تطلب العلم ؟ أنت قد اكتفيت ‪ ..‬أما‬ ‫خاصة إذا صاحب ذلك وزن للكلم ‪ ..‬وقدرة‬
‫بلغك ما قال فيك الشيخ ؟‬ ‫على التعامل الرائع ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وما قال ؟!‬ ‫من أشهر طلب علماء النفية المام أبو يوسف‬
‫قالوا ‪ :‬قد قال ‪ :‬كنت أرجوك للناس من بعدي ‪ ..‬أي‬ ‫القاضي ‪..‬‬
‫أنك قد حصلت كل علم أب حنيفة ‪ ..‬فلو مات الشيخ‬ ‫هو أشهر طلب أب حنيفة ‪..‬‬
‫اليوم جلست مكانه ‪..‬‬ ‫كان أبو يوسف ف صغره فقيا ‪ ..‬وكان أبوه ينعه‬
‫فأعجب أبو يوسف بنفسه ‪..‬‬ ‫من حضور درس أب حنيفة ‪ ..‬ويأمره بالذهاب‬
‫ومضى إل السجد ورأى حلقة أب حنيفة ف ناحية ‪..‬‬ ‫للسوق لتكسب ‪..‬‬
‫فجلس ف الناحية الخرى ‪ ..‬وبدأ يدرس ويفت ‪..‬‬ ‫كان أبو حنيفة حريصا عليه ‪ ..‬وإذا غاب عاتبه ‪..‬‬
‫التفت أبو حنيفة إل اللقة الديدة ‪ ..‬فسأل ‪ :‬حلقة من‬ ‫فاشتكى أبو يوسف يوما إل أب حنيفة حاله مع‬
‫هذه ؟‬ ‫والده ‪ ..‬فاستدعى أبو حنيفة والد أب يوسف‬
‫قالوا ‪ :‬هذا أبو يوسف ‪..‬‬ ‫وسأله ‪ :‬كم يكسب الولد كل يوم ؟‬
‫قال ‪ :‬شُفي من مرضه ؟!‬ ‫قال ‪ :‬درهان ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أنا أعطيك الدرهي ‪ ..‬ودعه يطلب العلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلم ل يأت إل درسنا ؟!‬ ‫فلزم أبو يوسف شيخه سني ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬حدثوه با قلت ‪ ..‬فجلس يدرس الناس واستغن‬ ‫فلما بلغ أبو يوسف سن الشباب ‪ ..‬ونبغ على‬
‫عنك ‪..‬‬ ‫أقرانه ‪ ..‬أصابه مرض أقعده ‪..‬‬
‫ففكر أبو حنيفة كيف يتعامل مع الوقف برفق ‪ ..‬وجعل‬ ‫فزاره أبو حنيفة ‪ ..‬وكان الرض شديدا متمكنا منه‬
‫يفكر ث قال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬فلما رآه أبو حنيفة حزن ‪ ..‬وخاف عليه اللك‬
‫يأب أبو يوسف إل أن نقشّر له العصا!!‬ ‫‪..‬‬
‫ث التفت إل أحد طلبه الالسي وقال ‪:‬‬
‫يا فلن ‪ ..‬اذهب إل الشيخ الالس هناك ‪ ..‬يعن أبا‬ ‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪67‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪68‬‬

‫‪140‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الشيخ ‪ ..‬وقال بكل أدب ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬ ‫يوسف ‪ ..‬فقل له ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬عندي مسألة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما مسألتك ؟‬ ‫فسيفرح بك ويسألك عن مسألتك ‪ ..‬فما جلس‬
‫قال ‪ :‬تعرفها ‪..‬‬ ‫إل ليسأل !!‬
‫قال ‪ :‬مسألة الياط والثوب ؟‬ ‫فقل له ‪ :‬رجل دفع ثوبا له إل خياط ليقصره ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫فلما جاءه بعد أيام يريد ثوبه جحده الياط ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اذهب وأجب ‪.‬ز ألست شيخا ‪..‬‬ ‫وأنكر أنه أخذ منه ثوبا ‪ ..‬فذهب الرجل إل‬
‫قال ‪ :‬الشيخ أنت ‪..‬‬ ‫الشرطة فاشتكاه فأقبلوا واستخرجوا الثوب من‬
‫فقال ابو حنيفة ‪ :‬ننظر ف مقدار تقصي الياط للثوب ‪..‬‬ ‫الدكان ‪..‬‬
‫فإن كان قصره على مقاس الرجل ‪ ..‬فمعن ذلك أنه قام‬ ‫والسؤال ‪ :‬هل يستحق الياط أجرة تقصي الثوب‬
‫بالعمل كاملً ‪ ..‬ث بدا له أن يحد الثوب ‪ ..‬فيكون قام‬ ‫أم ل يستحق ؟‬
‫بالعمل لجل الرجل ‪ ..‬فيستحق عليه الجرة ‪..‬‬ ‫فإن أجابك وقال ‪ :‬يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫وإن كان قصره على مقاس نفسه ‪ ..‬فمعن ذلك أنه قام‬ ‫وإن قال ‪ :‬ل يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫بالعمل لجل نفسه ‪ ..‬فل يستحق على ذلك أجرة ‪..‬‬ ‫فرح الطالب بذه السألة الشكلة ‪ ..‬ومضى على‬
‫فقبل أبو يوسف رأس أب حنيفة ‪ ..‬ولزمه حت مات أبو‬ ‫أب يوسف وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬
‫حنيفة ‪ ..‬ث قعد أبو يوسف للناس من بعده ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ما مسألتك ؟‬
‫فلو استعمل الزوجان الرفق مع بعضهما ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬رجل دفع ثوبا إل خياط ‪..‬‬
‫وكذلك البوان ‪..‬‬ ‫فأجاب أبو يوسف على الفور قائلً ‪ :‬نعم يستحق‬
‫والدراء ‪ ..‬والدرسون ‪..‬‬ ‫الجرة ‪ ..‬ما دام أت العمل ‪..‬‬
‫نستعمل الرفق دائما ‪ ..‬ف سواقة السيارة ‪ ..‬ف التدريس‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أخطأتَ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ف البيع والشراء ‪..‬‬ ‫فعجب أبو يوسف ‪ ..‬وتأمل ف السألة أكثر ‪ ..‬ث‬
‫وإن كان الرء قد يتاج الشدة أحيانا ‪ ..‬حت ف النصح‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل يستحق الجرة ‪..‬‬
‫‪ ..‬وهذا هو الكمة ف النصيحة ‪ ..‬وهي وضع المور ف‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫مواضعها ‪..‬‬ ‫فنظر أبو يوسف إليه ‪ ..‬ث سأله ‪ :‬بال من أرسلك‬
‫وقد كان غضبه ‪ r‬دائما – إن غضب – ف المور‬ ‫‪..‬‬
‫الدينية ‪..‬‬ ‫فأشار إل أب حنيفة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أرسلن الشيخ ‪..‬‬
‫لنفسه قط ‪ ..‬إل أن تنتهك‬ ‫فما غضب رسول ال‬ ‫فقام أبو يوسف من ملسه ‪ ..‬ومضى حت وقف‬
‫حرمة من مارم ال ‪..‬‬ ‫على حلقة أب حنيفة وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬
‫ل من اليهود ‪..‬‬
‫يوما رج ً‬ ‫قابل عمر بن الطاب‬ ‫فلم يلتفت أبو حنيفة إليه ‪..‬‬
‫فأطلعه على كلم ف التوراة ‪ ..‬فأعجبه ‪ ..‬فأمره فنسخه‬ ‫فأقبل أبو يوسف حت جثى على ركبتيه بي يدي‬

‫‪141‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬فأقبل‬ ‫فبينما هم ف ذلك ‪ ..‬إذ طلع رسول ال‬ ‫له ‪..‬‬
‫يشي حت استلم الركن ‪..‬‬ ‫ث جاء عمر بذه الصحيفة من التوراة إل رسول‬
‫ث مر بم طائفا بالبيت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ال‬
‫فغمزوه ببعض القول ‪..‬‬ ‫فقرأها عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فرفق بم ‪ ..‬وسكت عنهم‬ ‫فتغي وجه رسول ال‬ ‫أن عمر معجب با معه ‪ ..‬وأن‬ ‫فلحظ النب‬
‫‪ ..‬ومضى ‪..‬‬ ‫التلقي عن الديانات السابقة ‪ ..‬إن فُتح الجال له‬
‫فلما مر بم الثانية ‪ ..‬غمزوه بثلها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬اختلط ذلك بالقرآن ‪ ..‬والتبس المر على‬
‫فتغي وجهه أيضا ‪ ..‬فسكت عنهم ‪ ..‬ومضى ف طوافه ‪..‬‬ ‫الناس ‪..‬‬
‫فمر بم الثالثة ‪ ..‬فغمزوه بثلها ‪..‬‬ ‫وكيف يفعل عمر ذلك ‪ ..‬وينسخ ‪ ..‬ويكتب ‪..‬‬
‫فرأى أن الرفق ل يصلح مع أمثال هؤلء ‪ ..‬فوقف عليهم‬ ‫!!‬ ‫دون استئذان النب‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬وقال ‪ :‬أمتهوكون فيها يا ابن‬ ‫فغضب‬
‫أتسمعون يا معشر قريش !! أما والذي نفسي بيده لقد‬ ‫الطاب ؟! أي شاكّون ف شريعت ‪..‬‬
‫جئتكم بالذبح ‪ ..‬ووقف أمامهم ‪..‬‬ ‫والذي نفسي بيده لقد جئتكم با بيضاء نقية ‪ ..‬ل‬
‫فلما سع القوم هذا التهديد ‪ ..‬الذبح ‪ ..‬وهو الصادق‬ ‫تسألوهم عن شيء ‪ ..‬فيخبوكم بق فتكذبوا به‬
‫المي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو بباطل فتصدقوا به ‪ ..‬والذي نفسي بيده لو‬
‫انتفضوا ‪ ..‬حت ما منهم من رجل إل وكأنا على رأسه‬ ‫أن موسى حيا ما وسعه إل أن يتبعن ‪.. )69( ..‬‬
‫طائر وقع ‪ ..‬حت أن أشدهم عليه ليتلطف معه ‪..‬‬ ‫وال يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ‪..‬‬
‫وصاروا يقولون ‪ :‬انصرف أبا القاسم راشدا ‪ ..‬فما كنت‬ ‫يأت عند الكعبة‬ ‫‪ ..‬كان‬ ‫ف أوائل بعثة النب‬
‫جهولً ‪..‬‬ ‫وقريش ف مالسهم ‪ ..‬ويصلي ‪ ..‬ول يلتفت إليهم‬
‫عنهم ‪..‬‬ ‫فانصرف رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫وكانوا يؤذونه بأنواع الذى ‪ ..‬وهو صابر ‪..‬‬
‫إذا قيل ‪ :‬حلم ‪ ،‬قل ‪ :‬فللحلم موضع **‬ ‫وف يوم ‪..‬‬
‫وحلم الفت ف غي موضعه جهل‬ ‫اجتمع أشرافهم ف الجر ‪ ..‬فذكروا رسول ال‬
‫وإن كان التتبع لسية النب ‪ r‬يد أنه كان يغلب الرفق‬ ‫فقالوا ‪:‬‬
‫دائما ‪..‬‬ ‫ما رأينا مثل ما صبنا عليه من هذا الرجل قط ‪..‬‬
‫انتبه !! ليس الضعف والب ‪ ..‬وإنا الرفق ‪..‬‬ ‫س ّفهَ أحلمنا ‪ ..‬وشتم آباءنا ‪ ..‬وعاب ديننا ‪..‬‬
‫ومن مواقف الرفق ‪:‬‬ ‫وفرق جاعتنا ‪ ..‬وسب آلتنا ‪ ..‬وصرنا منه على‬
‫أنه بعد وقعة بدر بشهر ‪ ..‬أراد أبو العاص زوج زينب‬ ‫أمر عظيم ‪..‬‬
‫أن يرسلها إل الدينة عند أبيها ‪..‬‬ ‫بنت النب‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى والبزار‬ ‫‪69‬‬

‫‪142‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فقيل ‪ :‬إنا كانت حاملً ففزعت ‪ ..‬وطرحت ولدها ‪..‬‬ ‫ل من‬
‫فبعث رسول ال ‪ r‬زيد بن حارثة ‪ ..‬ورج ً‬
‫وأقبل الكفار يتسابقون إليها ‪ ..‬وعهم السلح ‪..‬‬ ‫النصار ‪..‬‬
‫وهي ليس معها إل أخو زوجها كنانة ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬كونا ببطن يأجح حت تر بكما زينب‬
‫فلما رأى ذلك ‪..‬‬ ‫فتصحباها فتأتيان با ‪..‬‬
‫وبرك على الرض ‪ ..‬ث نثر كنانته وصف رماحه بي يديه‬ ‫فخرجا مكانما ‪..‬‬
‫‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫فأمرها أبو العاص بالتجهز ‪ ..‬فبدأت ف جع متاعها‬
‫و ال ل يدنو من رجل إل وضعت فيه سهما ‪ ..‬وكان‬ ‫‪..‬‬
‫راميا ‪ ..‬فتكركر الناس عنه وتراجعوا ‪..‬‬ ‫فبينا هي تتجهز ‪ ..‬لقيتها هند بنت عتبة ‪ ..‬زوجة‬
‫وأخذوا ينظرون إليه من بعيد ‪ ..‬ل هو يقدر على الذهاب‬ ‫أب سفيان ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول هم يترئون على القتراب منه ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬يا ابنة ممد ‪ ..‬أل يبلغن أنك تريدين‬
‫حت بلغ أبا سفيان أن زينب خرجت إل أبيها ‪..‬‬ ‫اللحوق بأبيك ؟‬
‫فأقبل ف جلة جع من قريش ‪ ..‬فلما رأى كنانة قد تهز‬ ‫قالت ‪ :‬ما أردت ذلك ‪..‬‬
‫بنبله ‪ ..‬ورأى القوم قد استوفزوا لقتاله ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬أي ابنة عم ‪ ..‬أن أردت أن تفعلي ‪..‬‬
‫صاح به وقال ‪:‬‬ ‫فإن كان لك حاجة بتاع ما يرفق بك ف سفرك ‪..‬‬
‫يا أيها الرجل ‪ ..‬كف عنا نبلك حت نكلمك ‪..‬‬ ‫أو بال تتبلغي به إل أبيك ‪..‬‬
‫فكف نبله ‪ ..‬فأقبل أبو سفيان حت وقف عليه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫فإن عندي حاجتك فل تضطن من ‪ ..‬أي ل‬
‫إنك ل تصب ‪ ..‬خرجت بالرأة على رؤوس الناس علنية‬ ‫تجلي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فإنه ل يدخل بي النساء ما بي الرجال ‪..‬‬
‫وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ف بدر ‪ ..‬و ما دخل علينا‬ ‫قالت زينب ‪ :‬وال ما أراها قالت ذلك إل لتفعل‬
‫من ممد ‪ ..‬قتل أشرافنا ‪ ..‬ورمل نساءنا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك ‪..‬‬
‫فإذا رآك الناس ‪.‬ز وتسامعت القبائل ‪ ..‬أنك خرجت‬ ‫فلما أتت جهازها ‪ ..‬قدّم إليها أخو زوجها كنانة‬
‫بابنته علنية ‪ ..‬على رؤوس الناس من بي أظهرنا ‪..‬‬ ‫بن الربيع بعيا ‪..‬‬
‫أن ذلك عن ذل أصابنا ‪ ..‬وأن ذلك ضعف منا ووهن ‪..‬‬ ‫فركبته و أخذ قوسه و كنانته ‪..‬‬
‫ولعمري مالنا ببسها من أبيها من حاجة ‪ ..‬ومالنا من ثأر‬ ‫ث خرج با نارا يقود با و هي ف هودج لا ‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫فرآها الناس ‪ ..‬و تدث بذلك رجال من قريش ‪..‬‬
‫ولكن ارجع بالرأة ‪ ..‬حت إذا هدأت الصوات ‪..‬‬ ‫كيف ترج إليه ابنته وقد فعل بنا ما فعل ف بدر ‪..‬‬
‫وتدث الناس أن قد رددناها ‪..‬‬ ‫فخرجوا ف طلبها حت أدركوها بذي طوى ‪..‬‬
‫سلّها سرا ‪ ..‬وألقها بأبيها ‪..‬‬
‫فُ‬ ‫وكان أول من سبق إليها هبار بن السود ‪..‬‬
‫فلما سع كنانة ذلك ‪ ..‬اقتنع به ‪ ..‬وعاد با ‪..‬‬ ‫فروعها بالرمح و هي ف الودج ‪..‬‬

‫‪143‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫فأقامت ليال ف مكة ‪..‬‬
‫زار أحد زملئه ‪ ..‬فوضع له القهوة والشاي ‪ ..‬ث دخل‬ ‫حت إذا هدأت الصوات ‪ ..‬خرج با ليلة من‬
‫البيت وجاء بطفله الول حديث لولده ‪ ..‬قد لفه ف‬ ‫الليال ‪ ..‬فمشى با ‪..‬‬
‫مهاده ‪ ..‬ولو استطاع أن يلفه بفون عينيه لفعل ‪ ..‬ث‬ ‫حت أسلمها إل زيد بن حارثة وصاحبه ‪..‬‬
‫وقف به بي يديه وقال ‪ :‬ما رأيك ف هذا البطل ؟‬ ‫فقدما با ليلً على رسول ال ‪.. r‬‬
‫فنظر إليه ببود ‪ ..‬وقال ‪ ..‬ما شاء ال ‪ ..‬ال يلي لك‬
‫إياه ‪ ..‬ث رفع فنجال الشاي ليشرب ‪..‬‬ ‫وحي ‪..‬‬
‫كان النتظر أن يتفاعل أكثر ‪ ..‬يأخذ الغلم بي يديه ‪..‬‬ ‫ما كان الرفق ف شيء إل زانه ‪ ..‬وما نزع من‬
‫يقبله ‪ ..‬يدح جاله ‪ ..‬وصحته ‪..‬‬ ‫شيء إل شانه ‪..‬‬
‫لكن صاحبنا كان ( غبيا ) ‪..‬‬
‫‪.54‬بي الي ‪ ..‬واليت ‪..‬‬
‫عندما تتعامل مع الناس ‪ ..‬قس المور بأهيتها عندهم ‪..‬‬
‫كان ثقيلً على الناس ‪ ..‬على زملئه ‪ ..‬جيانه ‪..‬‬
‫ل عندك أنت ‪..‬‬
‫إخوانه ‪ ..‬حت على أولده ‪..‬‬
‫فكلمة "متاز" بالنسبة لولدك أغلى عنده من شهادة‬
‫نعم ‪ ..‬كان ثقيل الدم ‪..‬‬
‫الدكتوراه عند الدكتور ‪..‬‬
‫طالا سعهم مرارا يقولون ‪ :‬يا أخي ما عندك‬
‫وهذا الولود عند صاحبك أغلى عنده من الدنيا ‪ ..‬كلما‬
‫مشاعر !!‬
‫رآه و ّد أن يشق قلبه ويسكنه فيه ‪ ..‬أفل يستحق منك‬
‫ل يكن يتفاعل معهم أبدا ‪..‬‬
‫حبك لصاحبك أن تشاركه ولو بعض شعوره ‪..‬‬
‫أتاه ولده يوما فرحا مستبشرا ‪ ..‬يلوّح بدفتر‬
‫أحيانا يكون بعض الناس متحمسا لشيء معي ‪..‬‬
‫الواجب وقد وقع الدرس فيه كلمة " متاز " ‪ ..‬ل‬
‫لذلك تد الذين ل يتفاعلون مع الناس يشتكي أحدهم‬
‫يلتفت الب إليه ‪ ..‬وإنا قال ‪ :‬طيب ‪ ..‬عادي ‪..‬‬
‫دائما ‪..‬‬
‫وال لو أنك جايب شهادة الدكتوراه !!‬
‫لاذا أولدي ل يبون ( السوالف ) معي ‪ ..‬فنقول ‪ :‬لنم‬
‫كان النتظر غي ذلك ‪..‬‬
‫يكون لك النكتة فل تتفاعل ‪ ..‬ويروون قصصهم ف‬
‫طالب عنده ف الفصل ‪ ..‬كان خفيف الدم ‪..‬‬
‫مدارسهم ‪ ..‬وكأنم يكلمون جدارا ‪..‬‬
‫لحظ ثقل الدرس ( والدرس !!) فلطف الوّ‬
‫حت ذكر لك شخص قصة ‪ ..‬أنت تعرفها ‪ ..‬فل مانع من‬
‫بنكتة أطلقها ‪ ..‬فلم تتحرك تعابي وجه الدرس‬
‫التفاعل معه ‪..‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬تستخف دمك ؟!‬
‫قال عبد ال ابن البارك ‪ :‬وال إن الرجل ليحدثن‬
‫كنت أتن أن يكون تصرفه غي ذلك ‪..‬‬
‫بالديث وأنا أعرفه من قبل أن تلده أمه فأسعه منه ‪..‬‬
‫دخل إل البقالة ‪ ..‬فقال له العامل البسيط ‪ :‬المد‬
‫وكأن أول مرة أسعه ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬جاءتن رسالة من أهلي ‪ ..‬ل يتفاعل ‪..‬‬
‫ما أجل هذه الهارة ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬ليشاركه فرحته‬
‫هل سأل نفسه لاذا أخبه أص ً‬
‫‪144‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪.‬‬ ‫قبيل معركة الندق ‪..‬‬
‫وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ‪ ..‬وضحك وتبسم ‪..‬‬ ‫عمل السلمون ف حفر الندق حت أحكموه ‪..‬‬
‫دخل عليه عمر وهو ‪ r‬غضبان على نسائه ‪ ..‬لا أكثرن‬ ‫وكان من بينهم رجل اسه جعيل ‪ ..‬فغيه النب‬
‫عليه مطالبته بالنفقة ‪ ..‬فقال عمر ‪ :‬يَا رَسُولَ ال ّلهِ ‪َ ..‬لوْ‬ ‫إل عمرو ‪..‬‬
‫شرَ ُقرَْيشٍ ‪َ ..‬ن ْغلِبُ النّسَاءَ ‪..‬‬
‫رَأَْيتَنا وَ ُكنّا َمعْ َ‬ ‫فكان الصحابة يشتغلون ‪ ..‬ويعملون ‪..‬‬
‫فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ‪..‬‬ ‫ويرددون قائلي ‪:‬‬
‫َفلَمّا َق ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َق ْومٌ َت ْغلُِب ُهمْ نِسَا ُؤ ُهمْ ‪ ..‬فطفق‬ ‫ساه من بعد جعيل عمرا ***‬
‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫وكان للبائس يوما ظهرا‬
‫سمَ النِّبيّ ‪ .. r‬ث زاد عمر الكلم ‪ ..‬فازداد تبسم‬
‫فَتَبَ ّ‬ ‫فكانوا إذا قالوا ‪ :‬عمروا ‪ ..‬قال معهم رسول ال‬
‫النب ‪.. r‬‬ ‫‪ : r‬عمروا ‪..‬‬
‫وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه ‪..‬‬ ‫وإذا قالوا ‪ :‬ظهرا ‪ ..‬قال لم ‪ :‬ظهرا ‪..‬‬
‫يتعامل مع أنواع من الناس ل يقدرون التعامل‬ ‫وكان‬ ‫فيتحمسون أكثر ‪ ..‬ويشعرون أنه معهم ‪..‬‬
‫الراقي ‪ ..‬ول يتفاعلون معه ‪ ..‬بل ينغلقون ويتعجلون ‪..‬‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا ‪..‬‬
‫ومع ذلك كان يصب عليهم ‪..‬‬ ‫ولا أقبل الليل عليهم اشتد البد ‪..‬‬
‫كان ‪ .. r‬يوما ناز ًل بوضع يقال له "العرانة " بي مكة‬ ‫واستمروا يفرون ‪..‬‬
‫والدينة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فخرج عليهم رسول ال‬
‫ومعه بلل ‪ ..‬فجاءه ‪ r‬أعراب يبدو أنه كان قد طلب من‬ ‫فرآهم يفرون بأيديهم راضي مستبشرين ‪..‬‬
‫حاجة فوعده با ول تتيسر بعد ‪ ..‬وكان العراب‬ ‫النب‬ ‫قالوا ‪:‬‬ ‫فلما رأوا رسول ال‬
‫ل ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫مستعج ً‬ ‫نن الذين بايعوا ممدا *** على الهاد ما بقينا‬
‫يا ممد ‪ ..‬أل تنجز ل ما وعدتن ؟‬ ‫أبدا‬
‫متلطفا ‪ :‬أبشر ‪..‬‬ ‫فقال له‬ ‫فقال ميبا لم ‪:‬‬
‫وهل هناك كلمة أرق منها ‪!!..‬‬ ‫اللهم إن العيش عيش الخرة ‪ ،‬فاغفر للنصار‬
‫فقال العراب بكل صلفة ‪ :‬قد أكثرت علي من أبشر !‬ ‫والهاجرة ‪..‬‬
‫من عبارته ‪ ..‬لكنه كتم غيظه ‪ ..‬والتفت‬ ‫فغضب النب‬ ‫ويستمر تفاعله معهم ‪ ..‬طوال اليام ‪..‬‬
‫إل أب موسى وبلل وكانا جالسي بانبه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫فسمعهم وقد علهم الغبار ‪ ..‬وهم يرددون ‪:‬‬
‫رد البشرى فاقبل أنتما ‪..‬‬ ‫ول تصدقنا ول صلينا‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا‬
‫فاستبشرا ‪..‬‬ ‫وثبت القدام إن لقينا‬ ‫فأنزلن سكينة علينا‬
‫بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومجّ فيه‬ ‫ث دعا‬ ‫إذا أرادوا فتنة أبينا‬ ‫إن الل قد بغوا علينا‬
‫‪..‬‬ ‫ل معهم قائلً ‪ :‬أبينا ‪ ..‬أبينا‬
‫فكان يرفع صوته متفاع ً‬

‫‪145‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫زوجي ل أبث خبه ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬اشربا منه وأفرغا على وجوهكما‬
‫إن أخاف أن ل أذره ‪..‬‬ ‫ونوركما وأبشرا ‪ ..‬أي ببكة هذا الاء ‪..‬‬
‫إن أذكره أذكر عجره وبره ‪..‬‬ ‫فأخذا القدح ففعل ‪..‬‬
‫( أي ‪ :‬زوجها كثي العيوب ‪ ..‬وتشى إذا ذكرت ما فيه‬ ‫قريبة منهم ‪ ..‬جالسة وراء‬ ‫وكانت أم سلمة‬
‫أن يبلغه ذلك فيطلقها ‪ ..‬وهي متعلقة به بسبب أولدها‬ ‫ستار ‪ ..‬فأرادت أن ل تفوتا البكة ‪ ..‬فنادت من‬
‫‪..‬‬ ‫وراء الستر ‪ :‬أفضل لمكما ‪ ..‬أي أبقيا لا منه ‪..‬‬
‫لكنها ل تدحه فإن له عُجَر وبُجَر !! والعجر ‪ :‬أن تنعقد‬ ‫فأفضل لا منه طائفة ‪.. )70( ..‬‬
‫العروق ف السد حت تصي منتفخة ‪ ..‬فتؤل ‪..‬‬ ‫إذن كان لطيف العشر ‪ ..‬أنيس الجلس ‪..‬‬
‫والبُجَر انتفاخ عروق ف البطن ‪)!! ..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ل يعمل قضية وخلفا من كل شيء ‪..‬‬
‫متحم ً‬
‫قالت الثالثة ‪:‬‬ ‫يوما مع عائشة ‪..‬‬ ‫جلس‬
‫زوجي العَشَنّق ‪..‬‬ ‫فأخذت تدثه بأحاديث نساء ‪ ..‬وهو يتفاعل معها‬
‫إن أنطق أطلق ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وإن أسكت أُعلّق ‪..‬‬ ‫وهي تفصل الكلم وتطيل ‪ ..‬وهو على كثرة‬
‫وهو على حد السّنان الـ ُم َذلّق ‪..‬‬ ‫مشاغله يستمع ويتفاعل ويعلق ‪..‬‬
‫( أي ‪ :‬زوجها طويل قبيح ‪ ..‬سيء اللق ‪ ..‬ول يتسامح‬ ‫حت قضت حديثها ‪..‬‬
‫مع ها بل على م ثل حد ال سيف !! ف هي مهددة بالطلق‬ ‫فحدث ته أ نه جل ست إحدى عشرة امرأة – ف أيام‬
‫كل لظة ‪ ..‬ل يتمل كلمها ‪ ..‬ومت اشتكت إليه شيئا‬ ‫الاهليـة ‪ -‬فتعاهدن وتعاقدن أن ل يكتمـن مـن‬
‫ـي عنده‬
‫ـا معاملة الزواج ‪ ..‬فهـ‬
‫ـا ‪ ..‬ول يعاملهـ‬
‫طلقهـ‬ ‫أخبار أزواجهن شيئا ‪..‬‬
‫كالعلقة ) ‪..‬‬ ‫فجعلن يتذاكرن أزواجهن با فيهم ول يكذبن !!‬
‫قالت الرابعة ‪:‬‬ ‫قالت الول ‪:‬‬
‫زوجي كـ لَـيْـلِ تِهامة ‪..‬‬ ‫زوجي لم جل غث على رأس جبل ‪..‬‬
‫ل َحرٌ ول َقرٌ ‪..‬‬ ‫ل سهل فيتقى ول سي فينتقل ‪..‬‬
‫ول مافة ول سآمة ‪..‬‬ ‫( تشبه زوجها بالبل الوعر الذي وضعوا فوقه لم‬
‫( ليل تامة ل رياح فيه فيطيب لهله ‪ ..‬فوصفت زوجها‬ ‫جل كبي غي جيد ‪ ..‬فل يرص أحد للوصول إليه‬
‫بميل العشرة ‪ ..‬واعتدال الخلق ‪ ..‬فل أذى عنده ) ‪..‬‬ ‫ل صعوبة الو صول إل يه ‪ ..‬و هو ل ي ستحق الت عب‬
‫قالت الامسة ‪:‬‬ ‫لجله ‪ ..‬أي ‪ :‬لسوء خلقة ‪ ..‬وأنه يتكب ‪ ..‬مع أنه‬
‫زوجي إن دخل فَـهِد ‪..‬‬ ‫ليس عنده ما يتكب بسببه فهو بيل فقي ) ‪..‬‬
‫وإن خرج َأسِد ‪..‬‬ ‫قالت الثانية ‪:‬‬
‫ول يسأل عما عَـهِد ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪70‬‬

‫‪146‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫( أي ‪ :‬إذا د خل بي ته صار كالف هد و هو اليوان‬
‫وأ نا اغل به والناس يغلب ‪ ( ..‬أي سهل مع ها ين صاع ل ا‬ ‫العروف وهو كري نشيط ‪ ..‬وغذا خرج من البيت‬
‫تريد ‪ ..‬لكنه بطل يغلب الناس وشخصيته أمامهم قوية )‬ ‫وخالط الناس فهـو أسـد لشجاعتـه ‪ ..‬وهـو أيضا‬
‫‪..‬‬ ‫سـحٌ ل يدقـق فـ السـؤال عـن مـا يأخذه أهله أو‬
‫قالت التاسعة ‪:‬‬ ‫يصرفونه ‪)..‬‬
‫زوجي رفيع النجاد ‪ ( ..‬بيته واسع مفتوح للضيوف ) ‪..‬‬ ‫قالت السادسة ‪:‬‬
‫عظيـم الرماد ‪ ( ..‬كثيـ إشعال النار اسـتقبالً للضيوف‬ ‫ف ‪..‬‬
‫زوجي إن أكل ل ّ‬
‫وطبخا لم ) ‪..‬‬ ‫وإن شرب اشتفّ ‪..‬‬
‫قر يب الب يت من الناد ‪ ( ..‬الجلس الذي يلس ف يه مع‬ ‫وإن اضطجع التفّ ‪..‬‬
‫أصحابه وهو النادي قريب من بيته لرصه على أهله ) ‪..‬‬ ‫ول يُولِج الكفّ ‪ ..‬ليعلم البثّ ‪..‬‬
‫ل يشبع ليله يضاف ‪ ( ..‬ل يأكل كثيا عند الناس ) ‪..‬‬ ‫(أي ‪ :‬إن زوج ها يك ثر ال كل ح ت يل فه لفا فل‬
‫ول ينام ليلة يُخَاف ‪ ( ..‬إذا كان هناك خطـر بالليـل مـن‬ ‫يبقـي لمـ شيئا ‪ ..‬والشراف يشفّه شفا ‪ ..‬يشربـه‬
‫عدو أو غيه ‪ ..‬يظل مستيقظا يرس ويراقب ) ‪..‬‬ ‫كله ‪ ..‬وإذا نام التفّـ باللحاف ول يدع لزوجتـه‬
‫قالت العاشرة ‪:‬‬ ‫شيئا ‪ ..‬وإذا حزنت ل يقرب كفه إليها أو يلطفها‬
‫زوجي مالك ‪..‬‬ ‫ليعلم سبب حزنا ‪.. ) ..‬‬
‫وما مالك ؟! ‪..‬‬ ‫قالت السابعة ‪:‬‬
‫مالك خي من ذلك ‪..‬‬ ‫زوجي غياياء أو عياياء ( أي غب !! )‬
‫له إبل كثيات البارك ‪..‬‬ ‫طباقاء ( أحق !)‬
‫قليلت السارح ‪..‬‬ ‫كل داء له داء ( جيع العيوب فيه !)‬
‫وإذا سعن الزهر ‪ ..‬أيقنّ أنن هوالك ‪..‬‬ ‫إن حدث ته سبك ‪ ( ..‬ل يق بل حديثا ول مؤان سة ‪.‬‬
‫( زوج ها ا سه مالك ‪ ..‬مه ما و صفته لن ت يط بأو صافه‬ ‫بل يسب ويلعن دوما ) ‪..‬‬
‫الميلة ‪ ..‬إبله دائما قريبة منه وقل ما تسرح أي تذهب‬ ‫وإن مازح ته ‪ :‬شجًك ( ضرب رأ سك فجر حه !)‬
‫للر عي ‪..‬لتكون جا هة للحلب من ها ونر ها للضيوف ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ح ّد وتهّز ‪..‬‬
‫وإذا سـعت افبـل صـوت الزهـر السـكي تُ َ‬ ‫أو فلًك ( ضرب اللد فجرحه ) ‪..‬‬
‫علمت أنه سيهلك بعضهن ذبا للضيوف ) ‪..‬‬ ‫ك ‪ ( ..‬يضرب كل الوا ضع الرأس‬
‫أو ج ع كلّ ل ِ‬
‫قالت الادية عشرة ‪:‬‬ ‫والسد ! ) ‪..‬‬
‫زوجي أبو زرع ؟! ( اسه أبو زرع ) ‪..‬‬ ‫قالت الثامنة ‪:‬‬
‫فما أبو زرع ‪..‬‬ ‫زوجي ‪ ..‬الس مس أرنب ‪ ( ..‬أي ناعم رقيق ) ‪..‬‬
‫أناس من حلي أذن ‪ ( ..‬ألبسها اللي والذهب ) ‪..‬‬ ‫والريح ريح زرنب ‪ ( ..‬وهو نبات طيب الرائحة )‬

‫‪147‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫ومل من شحم عضدي ‪ ( ..‬سنت عنده ) ‪..‬‬
‫ول تنفث ميتنا تنفيثا ‪ ( ..‬ل تبدد طعام البيت وتعبث به‬ ‫وبحنـ فبجحـت إل نفسـي ‪ ( ..‬مدحنـ حتـ‬
‫) ‪..‬‬ ‫أعجبت بنفسي ) ‪..‬‬
‫ول تل بيتنا تعشيشا ‪ ( ..‬ل تمل البيت فيمتل بالوساخ‬ ‫وجد ن ف أ هل غني مة بشِقّ ‪ ( ..‬كان اهل ها فقراء‬
‫) ‪..‬‬ ‫ل يلكون إل غنيمات ) ‪..‬‬
‫ث قالت ‪:‬‬ ‫فجعلن ف أهل صهيل وأطيط ( نقلها إل بيت فيه‬
‫خرج أبو زرع والوطاب تخض ‪ ( ..‬خرج من بيته يوما‬ ‫خيل وإبل ) ‪..‬‬
‫ف وقت ربيع ) ‪..‬‬ ‫ودائس ومنق ( أي دواب كثية ) ‪..‬‬
‫فلقـى امرأة معهـا ولدان لاـ كالفهديـن ‪ ( ..‬رأى امرأة‬ ‫ـح ‪ ( ..‬تتكلم باـ شاءت ول‬
‫فعنده أقول فل أقبـ‬
‫جالسة حولا طفلن جيلن قويا البنية ) ‪..‬‬ ‫ينتقد كلمها ) ‪..‬‬
‫يلعبان من تت خصرها برمانتي ‪ ( ..‬يلعبان بثدييها ) ‪..‬‬ ‫وأرقـد فأتصـبح ‪ ( ..‬تشبـع نوما إل الصـباح ‪..‬‬
‫فطلقنــ ونكحهــا ‪ ( ..‬أعجبتــه ‪ ..‬فطلق أم زرع‬ ‫لكثرة الدم ) ‪..‬‬
‫وتزوجها !! ) ‪..‬‬ ‫وأشرب فأتقنح ‪ ( ..‬جيع الشربة عندها ‪ ..‬تروى‬
‫فنكحـت بعده رجل سـريا ‪ ( ..‬تزوجـت ام زرع رجلً‬ ‫منها ) ‪..‬‬
‫كريا ) ‪..‬‬ ‫أم أب زرع ؟! فما أم أب زرع !!‬
‫ركب شريا ‪ ( ..‬ركب خيلً سابقا ) ‪..‬‬ ‫عكومها رداح ‪ ( ..‬سينة جيلة ) ‪..‬‬
‫وأخذ خطيا ‪..‬‬ ‫وبيتها فساح ‪ ( ..‬بيتها واسع ) ‪..‬‬
‫وأراح علي نعما ثريا ‪ ( ..‬أكرمها وأهداها لنه ثري ) ‪..‬‬ ‫ابن أب زرع ؟! فما بن أب زرع !!‬
‫وأعطان من كل رائحة زوجا ‪ ( ..‬أكثر لا من الطياب‬ ‫مضجعه كمسل شطبة ‪ ( ..‬ينام نوما رفيقا بأدب )‬
‫ويعطيها اثني من كل شيء لتستعمل وتدي إن شاءت )‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ويشبعه ذراع الفرة ‪ ( ..‬ل يأكل كثيا ) ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬كلي أم زرع ‪..‬‬ ‫بنت أب زرع ؟! فما بنت أب زرع !!‬
‫وميي أهلك ‪ ( ..‬أهدي لهلك وأعطيهم ) ‪..‬‬ ‫طوع أبيها وطوع أمها ‪..‬‬
‫ث قالت ‪:‬‬ ‫وملء كسائها ‪ ( ..‬متسترة ) ‪..‬‬
‫فلو جعت كل شيء أعطانيه ‪..‬‬ ‫وغيـظ جارتاـ ‪ ( ..‬تغار جاراتاـ مـن جالاـ ولذة‬
‫ما بلغ أ صغر آن ية أ ب زرع ‪ ( ..‬ل يزال قلب ها معلقا بأ ب‬ ‫عيشها ) ‪..‬‬
‫زرع ‪ !!..‬ما الب إل للحبيب الول )‬ ‫جارية أب زرع ؟! فما جارية أب زرع !! ( الادمة‬
‫ي ستمع ب كل غن صات إل عائ شة و هي تد ثه ‪..‬‬ ‫كان‬ ‫!! )‬
‫ل ‪ ..‬مع تعبه وكثرة مشاغله ‪..‬‬
‫ول يظهر لا ضجرا ول مل ً‬ ‫ل ت بث حديث نا تبثيثا ‪ ( ..‬ل تن شر أ سرار الب يت )‬

‫‪148‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فسكت عنه ‪ ..‬ول أدر ما جرمه ‪..‬‬ ‫وتراكم هومه ‪..‬‬
‫فلما أحضروا الطعام ‪ ..‬امتنعت ‪ ..‬وقلت ‪:‬‬ ‫حت إذا انتهت عائشة من حديثها ‪:‬‬
‫ل آكل ‪ ..‬ما ل أشفع ف هذا العبد ‪..‬‬ ‫قال ‪ : e‬كنت لك كأب زرع لم زرع ‪..‬‬
‫فقال ال سيد ‪ :‬إن هذا الع بد قد أفقر ن ‪ ..‬وأهلَ كَ جي عَ‬ ‫إذن ‪ ..‬اتفقنا ‪ ..‬على أهية إظهار اللطف والهتمام‬
‫مال ‪..‬‬ ‫بالناس ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬ماذا فعل ؟!‬ ‫فإذا جاءك ولدك متزينا بثوب جيل ‪ ..‬ما رأيك يا‬
‫فقال ‪ :‬إن له صوتاً طيبا ‪ ..‬وإ ن ك نت أع يش من ظهور‬ ‫أب ؟ ‪ ..‬تفاعل ‪..‬‬
‫هذه المال ‪ ..‬فحمّلها أحالً ثقالً ‪..‬‬ ‫ابنتك ‪ ..‬زوجتك ‪..‬‬
‫وكان ينشد الشعار ويدو با ‪ ..‬حت قطعت مسية ثلثة‬ ‫زوجك ‪ ..‬ولدك ‪ ..‬زميلتك ‪..‬‬
‫أيام ف ليلة واحدة من طيب نغمته ‪..‬‬ ‫كل من تالطهم كن حيا متفاعلً ‪..‬‬
‫فلمـا حطـت أحالاـ ‪ ..‬ماتـت كلهـا ‪ ..‬إل هذا المـل‬ ‫أحيانا تكون ناسيا الوضوع ‪ ..‬قال لك – مثلً ‪-‬‬
‫الواحد ‪..‬‬ ‫‪ :‬أبشرك الوالد شُفي من مرضه ‪ ..‬فل تقل ‪ :‬أصلً‬
‫ولكن أنت ضيفي ‪ ..‬فلكرامتك قد وهبته لك ‪ ..‬وأطلق‬ ‫‪ ..‬مت مرض ؟!!‬
‫الغلم من قيده ‪..‬‬ ‫أو ‪ :‬أخي خرج من السجن ‪ ..‬ل تقل ‪ :‬وال ما‬
‫فاشتقت إل ساع هذا الصوت ‪..‬‬ ‫دريت أصلً أنه دخل السجن ‪..‬‬
‫فل ما أ صبحنا أمره أن يدو على ج ل ي ستقى الاء من بئر‬ ‫وأخيا ‪ ..‬يا جاعة ‪..‬‬
‫هناك ‪ ..‬لينشط المل للعمل ‪..‬‬ ‫التشجيع والتفاعل ينفع حت مع اليوانات ‪..‬‬
‫فانطلق الغلم بصوت حسن ‪ ..‬فلما رفع صوته ‪..‬‬ ‫قال أبو بكر الرقي ‪:‬‬
‫سعه المل فهام وهاج ونسي نفسه ‪ ..‬حت قطع حباله ‪..‬‬ ‫كنت بالبادية ‪..‬‬
‫ووقعت أنا على وجهي من حسن الصوت ‪ ..‬فما أظن أن‬ ‫فواف يت قبيلة من قبائل العرب ‪ ..‬فأضاف ن ر جل‬
‫(‪)71‬‬
‫سعت قط صوتا أطيب منه ‪..‬‬ ‫منهم وأدخلن خباءه ‪..‬‬
‫طور نفسك بالتدريب ‪..‬‬ ‫فرأ يت ف الباء عبدا أ سود مقيدا بق يد ‪ ..‬ورأ يت‬
‫كن حيا ل ميتا ‪ ..‬تفاعل بكلمك ‪ ..‬بتعبيات وجهك‬ ‫جِمال قد ماتت بي يدي البيت ‪..‬‬
‫‪ ..‬حت يأنس الخرون بك ‪..‬‬ ‫و قد ب قى من ها ج ل و هو نا حل ذا بل كأ نه ينع‬
‫روحه ‪..‬‬
‫‪.55‬اجعل لسانك عذبا ‪..‬‬ ‫ـق ‪..‬‬
‫ـف ‪ ..‬ولك حـ‬
‫ـت ضيـ‬
‫فقال ل الغلم ‪ :‬أنـ‬
‫ل تلو حياتنا من مواقف نتاج فيها إل تقدي توجيهات‬ ‫فتشفـع فّ إل مولي ‪ ..‬فإ نه مكرم لضي فه ‪ ..‬فل‬
‫ونصائح للخرين ‪..‬‬ ‫يرد شفاعتك ف هذا القدر ‪ ..‬فعساه يل القيد عن‬
‫‪..‬‬
‫( ) إحياء علوم الدين ‪2/275‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪149‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫مطئ ‪..‬‬ ‫الولد ‪ ..‬الزوج ‪ ..‬الصديق ‪ ..‬الار ‪ ..‬البوين ‪..‬‬
‫لن القصود علج أخطائه ل النتقام منه أوإهانته ‪..‬‬ ‫تتلف نايات النصائح ‪ ..‬باختلف بداياتا ‪..‬‬
‫يعن يا جاعة ‪ ..‬بالعبارة الصرية ‪:‬‬ ‫أعن ‪ :‬إن كانت البداية بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫ل أحد يب أن يتلقى الوامر ‪..‬‬ ‫ومدخل لطيف ‪..‬‬
‫يوما أن يوجه عبد ال بن عمر للتعبد بصلة‬ ‫أراد‬ ‫انتهت كذلك ‪..‬‬
‫الليل ‪..‬‬ ‫وإن كانت بأسلوب جاف ‪ ..‬ومدخل عنيف ‪..‬‬
‫فما دعاه وقال ‪ :‬يا عبد ال قم الليل ‪..‬‬ ‫انتهت كذلك ‪..‬‬
‫وإنا قدم النصيحة على شكل اقتراح ‪ ..‬وقال ‪ :‬نعم‬ ‫عندما ننصح الناس ‪ ..‬فنحن ف الواقع نتعامل مع‬
‫الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ‪..‬‬ ‫قلوبم ‪ ..‬ل أجسادهم ‪..‬‬
‫وف رواية قال ‪ :‬يا عبد ال ل تكن مثل فلن ‪ ..‬كان‬ ‫لذلك تد بعض البناء يتقبل من أمه ول يتقبل من‬
‫يقوم الليل ‪..‬‬ ‫أبيه ‪ ..‬أو العكس ‪..‬‬
‫بل إن استطعت أن تلفت نظره إل الخطاء من حيث ل‬ ‫والطلب يتقبلون من مدرس ‪ ..‬دون الخر ‪..‬‬
‫يشعر فهو أول ‪..‬‬ ‫وأول الباعة ف النصيحة ‪..‬‬
‫عطس رجل عند عبد ال بن البارك ‪ ..‬فلم يقل المد ل‬ ‫أن ل تكثر منها وتدقق على كل صغي وكبي ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقال عبد ال ‪ :‬ماذا يقول العاطس إذا عطس ؟ قال ‪:‬‬ ‫حت ل يشعر الخرون أنك مراقب لركاتم‬
‫المد ل ‪ ..‬فقال ‪ :‬عبد ال ‪ :‬يرحك ال ‪..‬‬ ‫وسكناتم ‪ ..‬فتثقل عليهم ‪..‬‬
‫وكان رسول ال ‪ r‬كذلك ‪..‬‬ ‫ليس الغب بسيد ف قومه *** لكن سيد قومه‬
‫كان إذا انصرف من صلة العصر ‪ ..‬دخل على نسائه‬ ‫التغاب‬
‫واحدة واحدة ‪..‬‬ ‫وإن استطعت أن تقدم انصيحة على شكل اقتراح‬
‫فيدنو من إحداهن ‪ ..‬ويتحدث معها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فافعل ‪..‬‬
‫فدخل على زينب بن جحش ‪ ..‬فوجد عندها عسلً ‪..‬‬ ‫لو قللت اللح ف الطعام ‪ ..‬لكان أحسن ‪..‬‬
‫وكان ‪ r‬يب العسل واللواء ‪..‬‬ ‫لو تغي ملبسك بثياب أجل ‪..‬‬
‫فاحتبس عندها أكثر ما كان يتبس عند غيها ‪..‬‬ ‫لو ما تتأخر عن مدرستك مرة أخرى ‪ ..‬أفضل ‪..‬‬
‫فغارت عائشة وحفصة ‪ ..‬وتواصتا من دخل عليها تقول‬ ‫ما رأيك لو فعلت كذا ‪ ..‬أقترح عليك كذا وكذا‬
‫له ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫أجد منك ريح مغافي ‪ ..‬وهو شراب حلو يشبه العسل ‪..‬‬ ‫أحسن من قولك ‪..‬‬
‫ولكن له رائحة سيئة ‪..‬‬ ‫يا قليل الدب ‪ ..‬كم مرة قلت لك ‪ ..‬أنت ما‬
‫وكان ‪ r‬يشتد عليه أن يوجد منه الريح من بدنه أو فمه‬ ‫تفهم ‪ ..‬إل مت أعلمك ؟!!‬
‫‪ ..‬لنه يناجي جبيل ‪ ..‬ويناجي الناس ‪..‬‬ ‫اجعله يتفظ باء وجهه ‪ ..‬ويشعر بقيمته حت وهو‬

‫‪150‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫طعامك !!‬ ‫فلما دخل على حفصة ‪ ..‬سألته ماذا أكل ؟‬
‫فأخذ الكتاب ‪ ..‬ومضى ‪ ..‬فقد وصلت الرسالة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬شربت عسلً عند زينب ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬وينع‬
‫وأذكر أن أن أحدهم كان يعود إل بيته لي ً‬ ‫فقالت ‪ :‬إن أجد منك ريح مغافي ‪..‬‬
‫ثوبه ‪ ..‬يعلقه على الشماعة ‪ ..‬وينام ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ولن أعود له ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ل بل شربت عس ً‬
‫فتأت زوجته ‪ ..‬وتفتح مفظة النقود ‪ ..‬ث تأخذ الصرف‬ ‫ث قام ودخل على عائشة ‪ ..‬فقالت له عائشة مثل‬
‫الوجود ‪ ..‬من فئة الريال ‪ ..‬والمسة ‪..‬‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫فإذا استيقظ صباحا وذهب إلى عمله ‪ ..‬واحتاج أن‬ ‫ومضت اليام ‪ ..‬وكشف ال له القضية كلها ‪..‬‬
‫ياسب ف بقالة ونوها ‪ ..‬ل يد صرفا ‪..‬‬ ‫حديثا ‪ ..‬فأظهرته‬ ‫وبعد أيام ‪ ..‬أسر إل حفصة‬
‫فراقبها ‪ ..‬حت فهم القضية ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فرجع إل بيته يوما ‪ ..‬وقد جعل ف جيبه ضفدعا ‪..‬‬ ‫فدخل عليها يوما ‪ ..‬وعندها الشفاء بنت عبد ال‬
‫ونزع ثوبه كالعادة ‪ ..‬واضطجع كهيئة النائم ‪ ..‬وأخذ‬ ‫‪ ..‬وكانت صحابية تتعلم الطب ‪ ..‬وتعال الناس ‪..‬‬
‫يشخر ‪ ..‬وهو يراقب الثوب ‪..‬‬ ‫للشفاء ‪ :‬أل تعلمي هذه رقية النملة كما‬ ‫فقال‬
‫فأقبلت زوجته لتأخذ ما يتيسر ‪..‬كالعادة !!‬ ‫علمتيها الكتابة ‪..‬‬
‫أقبلت إل الثوب تشي رويدا ‪ ..‬أدخلت يدها بدوووء‬ ‫ورقية النملة كلم كانت نساء العرب تقوله ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يعلم كل من سعه أنه كلم ل يضر ول ينفع ‪..‬‬
‫فلمست الضفدع ‪ ..‬فتحرك فجأة ‪ ..‬فصرخت ‪ :‬آآآآه‪..‬‬ ‫ورقية النملة الت كانت تعرف بينهن أن يقال ‪:‬‬
‫يدي ‪..‬‬ ‫العروس تتفل ‪ ..‬وتتضب وتكتحل ‪ ..‬وكل شيء‬
‫ففتح الزوج عينيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬وأنا ‪ ..‬آآآه ‪ ..‬جيب ‪..‬‬ ‫تفتعل ‪ ..‬غي أن ل تعصي الرجل ‪..‬‬
‫ليتنا نستعمل هذا السلوب ‪ ..‬مع جيع الناس ‪..‬‬ ‫فأراد ‪ r‬بذا القال تأنيب حفصة والتأديب لا‬
‫أولدنا إذا وقعوا ف أخطاء ‪ ..‬ومع طلبنا ‪..‬‬ ‫تعريضا ‪ ..‬بأن تردد جلة ‪ :‬غي أن ل تعصي الرجل‬
‫نايف أحد الصدقاء ‪ ..‬كان له أم صالة ‪ ..‬ل ترضى ن‬ ‫‪..‬‬
‫يبقى ف البيت صور أبدا ‪ ..‬لن اللئكة ل تدخل بيتا فيه‬ ‫أحد السلف استلف منه رجل كتابا ‪ ..‬فرده إليه‬
‫كلب ول صورة ‪..‬‬ ‫بعد أيام وعليه آثار طعام ‪ ..‬كأنه حل عليه خبزا‬
‫كان عندها طقلة صغية ‪ ..‬عندها ألعاب متنوعة ‪ ..‬إل‬ ‫أو عنبا ‪ ..‬فسكت صاحب الكتاب ‪..‬‬
‫الدّمى ‪ ..‬العرائس ‪..‬‬ ‫وبعد أيام جاءه صاحبه يستعي منه كتابا آخر ‪..‬‬
‫أهدت إليها خالتها دُمية ‪ ..‬عروسة ‪ ..‬وقالت لا ‪ :‬العب‬ ‫فأعطاه الكتاب ف طبق ‪!!..‬‬
‫با ف غرفتك ‪ ..‬واحذري أن تراها أمك ‪..‬‬ ‫فقال الرجل ‪ :‬إنا أريد الكتاب ‪ ..‬فما بال‬
‫وبعد يومي ‪ ..‬علمت الم ‪..‬‬ ‫الطبق ؟!‬
‫فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬الكتاب لتقرأ فيه ‪ ..‬والطبق لتحمل عليه‬

‫‪151‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نفسك وتسحب النصوح إل القاع ‪ ..‬ل أحد يرضى‬ ‫جلسوا على الطعام ‪ ..‬فقالت أم نايف ‪ :‬يا أولد‬
‫بذلك ‪..‬‬ ‫‪ !!..‬من يومي ‪ ..‬وأنا أشعر أن البيت ليس فيه‬
‫بعض الباء – مثلً‪ .. -‬إذا نصح ولده بدأ يذكر أماده‬ ‫ملئكة !! ل أدري لاذا خرجت ‪ ..‬ل حول ول‬
‫‪..‬أنا كنت وكنت ‪ ..‬ولعل الولد يعلم تاريخ والده ‪!!..‬‬ ‫قوة إل بال ‪..‬‬
‫والبنت الصغية تسمع وهي ساكته ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫وبعد الغداء رجعت الصغية إل غرفتها ‪ ..‬فإذا بي‬
‫الكلمة الطيبة ‪ ..‬صدقة ‪..‬‬ ‫يديها ألعاب كثية ‪ ..‬والعروسة من بينها ‪..‬‬
‫فالتقطتها ‪ ..‬وجاءت با إل الم وقال ‪ :‬ماما ‪..‬‬
‫‪.56‬اختصر ‪ ..‬ول تادل ‪..‬‬
‫هذه التيطردت اللئكة ‪ ..‬افعلي با ماشئت !!‬
‫يقولون ‪ :‬إن الناصح كاللد ‪..‬‬
‫يعن دع النصوح يتفظ باء وجهه ‪ ..‬ويكن أن‬
‫وبقدر مهارة اللد ف اللد ‪ ..‬يبقى الل ‪..‬‬
‫تأكل العسل من غي أن تطم اللية ‪..‬‬
‫أقول ‪ :‬مهارة اللد ‪ ..‬ل قوة اللد !!‬
‫ل تنصحه كأنه قد كفر بفعله ‪..‬‬
‫فاللد العنيف الذي يضرب بقوة ‪ ..‬يتأل الضروب وقت‬
‫بل وأحسن الظن به ‪ ..‬واعتب أنه وقع ف الطأ من‬
‫وقوع السياط ‪ ..‬ث ما يلبث حت ينساها ‪..‬‬
‫غي قصد ‪ ..‬أو من غي أن يعلم ‪..‬‬
‫أما اللد الستاذ ف صنعته ‪..‬فقد ل يضرب بقوة ‪..‬‬
‫كانت المر ف أول السلم ل ترم بعد ‪..‬‬
‫لكنه يعلم أن يوقع السوط ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل عامر بن ربيعة ‪ ..‬الصحاب الليل ‪..‬‬
‫كذلك الناصح ‪ ..‬ليست العبة بكثرة الكلم ‪ ..‬ول‬
‫من سفر ‪ ..‬فأهدى لرسول ال ‪ r‬راوية خر ‪..‬‬
‫طول النصيحة ‪..‬‬
‫جرة كاملة ملوءة خرا ‪..‬‬
‫وإنا بأسلوب الناصح ‪..‬‬
‫إل المر مستغربا ‪ ..‬والتفت إل‬ ‫نظر النب‬
‫فاختصر قدر الستطاع ‪ ..‬إذا أردت أن تنصحه فل تلق‬
‫عامر بن ربيعة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أما علمت أنا قد حرمت‬
‫عليه ماضرة ‪!!..‬‬
‫‪..‬؟‬
‫خاصة إذا كان المر متفقا عليه ‪ ..‬كمن تنصحه عن‬
‫قال ‪ :‬حرمت ؟! ل ‪ ..‬ما علمت يا رسول ال ‪..‬‬
‫الغضب ‪ ..‬أو شرب المر ‪ ..‬أو ترك الصلة ‪ ..‬أو‬
‫قال ‪ :‬فإنا قد حرمت ‪..‬‬
‫عقوق الوالدين ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫فحملها عامر ‪ ..‬فأسرّ إليه بعضهم بأن يبيعها ‪..‬‬
‫تأملت النصائح النبوية الشخصية الباشرة ‪ ..‬فوجدتا ل‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬إن ال إذا حرم شيئا‬ ‫فسمعه النب‬
‫تزيد الواحدة منها عن سطر واحد ‪ ..‬أو سطرين ‪..‬‬
‫‪ ..‬حرم ثنه ‪..‬‬
‫اسع ‪ :‬يا علي ‪ ..‬ل تتبع النظرة النظرة ‪ ..‬فإن لك الول‬ ‫(‪)72‬‬
‫فاهراقها على التراب ‪..‬‬ ‫فأخذها‬
‫وليست لك الثانية ‪..‬‬
‫وانتبه أن تدح نفسك وأنت تنصح ‪ ..‬فترفع‬
‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬
‫يا عبد ال بن عمر ‪ ..‬كن ف الدنيا كأنك غريب ‪ ..‬أو‬
‫( ) رواه الطبان‬ ‫‪72‬‬

‫‪152‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫انتهى ‪ ..‬باختصار ‪ ..‬الرسالة وصلت ‪..‬‬ ‫عابر سبيل ‪..‬‬
‫واترك الدال قدر الستطاع ‪..‬‬ ‫انتهى ‪..‬‬
‫خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يكابر ‪ ..‬فالقصود‬ ‫يا معاذ ‪ ..‬وال إن أحبك ‪ ..‬فل تدعن ف دبر كل‬
‫إيصال النصيحة إليه ‪..‬‬ ‫صلة أن تقول ‪ :‬اللهم أعن على ذكرك ‪..‬‬
‫وقد ذم ال الدال ‪ ( :‬ما ضربوه لك إل جدلً ) ‪..‬‬ ‫وشكرك ‪ ..‬وحسن عبادتك ‪..‬‬
‫‪ :‬ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه ‪ ..‬إل أوتوا‬ ‫وقال‬ ‫يا عمر ‪ ..‬إنك رجل قوي ‪ ..‬فل تزاحن عند‬
‫الدل ‪..‬‬ ‫الجر ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬أنا زعيم لبيت ف ربض النة لن ترك الدال وإن‬ ‫وكذلك كان العقلء بعده ‪..‬‬
‫كان مقا ‪..‬‬ ‫الفرزدق الشاعر فقال ‪:‬‬ ‫لقي أبو هريرة‬
‫أحيانا يقتنع الشخص بالفكرة ‪ ..‬لكن أكثر النفوس فيها‬ ‫يا ابن أخي إن أرى قدميك صغيتي ‪ ..‬ولن تعدم‬
‫أنفة وكب ‪..‬‬ ‫لما موضعا ف النة ‪..‬‬
‫( وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ‪..‬‬ ‫يعن فاعمل لا ‪ ..‬ودع عنك قذف لحصنات ف‬
‫فالغاية عندك أنت أصلً أن يعرف الطأ ليتجنبه ف الرة‬ ‫شعرك ‪..‬‬
‫القادمة ‪ ..‬وليس الغاية أن تنتصر أنت عليه ‪ ..‬فلستما ف‬ ‫‪ ..‬كان على فراش الوت ‪ ..‬فجعلوا‬ ‫وعمر‬
‫حلبة مصارعة ‪..‬‬ ‫الناس يثنون عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬ليلً ‪..‬‬ ‫على علي وفاطمة‬ ‫دخل النب‬ ‫وجاء شاب فقال ‪ :‬أبشر يا أمي الؤمني ببشرى‬
‫فقال لما ‪ :‬أل تصليان ‪ ..‬أي أل تقوما الليل ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وقدم ف‬ ‫ال لك من صحبة رسول ال‬
‫فقال علي ‪ :‬أنفسنا بيد ال ‪ ..‬مت شاء أن يبعثنا ‪ ..‬بعثنا‬ ‫السلم ما قد علمت ‪ ..‬ث وَلِيت فعدلت ‪ ..‬ث‬
‫‪..‬‬ ‫شهادة ‪..‬‬
‫ظهره ‪ ..‬ومضى وهو يضرب بيده على‬ ‫فولها النب‬ ‫فقال عمر ‪ :‬وددت أن ذلك كفاف ل علي ول ل‬
‫فخذه ويقول ‪ :‬وكان النسان أكثر شيء جدلً ‪.. )74( ..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأحيانا قد يذكر النصوح ‪ ..‬كلما يعتذر به ‪ ..‬وهو ليس‬ ‫فلما أدبر الشاب ‪ ..‬فإذا إزاره يس الرض ‪..‬‬
‫عذرا مقنعا لكنه يقوله ‪..‬ليحفظ ماء وجهه ‪..‬‬ ‫مسبل ‪..‬‬
‫فكن سحا ‪..‬‬ ‫أن يقدم النصيحة للشاب ‪..‬‬ ‫فأراد عمر‬
‫ول تغلق عليه البواب بل أبقها مفتوحة أمامه وأنت‬ ‫فقال ‪ :‬ردوا علي الغلم ‪..‬‬
‫تنصح ‪..‬‬ ‫فلما وقف الشاب بي يديه ‪ ..‬قال ‪ :‬يا بن أخي ‪..‬‬
‫(‪)73‬‬
‫وحت لو تكلم بكلم خاطئ ‪ ..‬فيمكن أن تعال خطأه من‬ ‫ارفع ثوبك ‪ ..‬فإنه أنقى لثوبك ‪ ..‬وأتقى لربك‬
‫حيث ل يشعر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫( )‬ ‫‪74‬‬
‫( ) البخاري‬ ‫‪73‬‬

‫‪153‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫سعهم جحا ‪ ..‬فأوقف المار ‪ ..‬ونزل ‪ ..‬وأركب ولده‬ ‫كأن تقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬وأنا معك أن النسان يفقد‬
‫‪..‬‬ ‫أعصابه غصبا عنه ‪..‬‬
‫ث مشيا ‪ ..‬وجحا يشعر بنوع من الزهو ‪..‬‬ ‫وأثن عليه ‪ ..‬ث قل ‪ :‬ولكن ‪ ..‬ث انسف كلمه إن‬
‫فمرا بقوم آخرين ‪ ..‬فقال أحدهم ‪ :‬انظروا إل هذا البن‬ ‫كان خاطئا ‪..‬‬
‫العاق ‪ ..‬يركب ويدع أباه يشي ف الشمس ‪..‬‬
‫سعهم جحا ‪..‬‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫فأوق المار ‪ ..‬ث ركب مع ولده ‪ ..‬ليتقو كلم الناس‬ ‫نبه على الطأ ‪ ..‬ول تلق ماضرة ‪..‬‬
‫وانتقاداتم ‪..‬‬
‫‪.57‬ل تبال بكلم اللق ‪..‬‬
‫فمرا بقوم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬انظروا إل هذين الغليظي ‪ ..‬ل‬
‫أعجبتن عبارة رددها ابن عبد الرحن يوما ‪..‬‬
‫يرحون اليوان ‪..‬‬
‫وأظنه ف ذلك السن ل يكن يفقه معناها‪..‬‬
‫فنل جحا ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا ولدي ‪ ..‬انزل ‪..‬‬
‫كان يقول ‪ :‬طنّش تعِش تَـنْـتَـعِش ‪!!..‬‬
‫فنل الولد وجعل يشي بانب أبيه ‪ ..‬والمار ليس فوقه‬
‫تأملت ف هذه العبارة وأنا ألحظ حول انتقادات‬
‫أحد ‪..‬‬
‫الناس ‪ ..‬وآراءهم ‪ ..‬وأحاديثهم ‪..‬‬
‫فمرا بقوم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬انظروا إل هذين السفيهي ‪..‬‬
‫فوجدت أن الناس ف كلمهم وذمهم لنا يتنوعون‬
‫يشيان والمار فارغ ‪ ..‬وهل خلق المار إل ليُركب ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فصرخ جحا وجرّ ولده معه ‪ ..‬ودخل تت المار ‪..‬‬
‫فيهم الناصح الصادق الذي ل يتقن فن النصيحة‬
‫وحله ‪!!..‬‬
‫‪ ..‬وبالتال يزنك بأسلوب نصحه أكثر ما يفرحك‬
‫ولو رأيت جحا وقتها لقلت له ‪ :‬يا حبيب القلب ‪ ..‬افعل‬
‫‪..‬‬
‫ما تشاء ‪ ..‬ول تبال بكلم اللق ‪ ..‬فرضا الناس غاية ل‬
‫وفيهم الاسد ‪ ..‬الذي يقصد حزنك وهك ‪..‬‬
‫تدرك ‪..‬‬
‫وفيهم قليل البة ‪ ..‬الذي يهذي با ل يدري ‪..‬‬
‫ومن الذي ينجو من الناس سالا‬
‫ولو سكت لكان خيا له ‪..‬‬
‫ولو غاب عنهم بي خافيت نسر ‪..‬‬
‫وفيهم من طبيعته النتقاد أصلً ‪ ..‬فهو ينظر للحياة‬
‫بعض الناس ‪ ..‬ل يفكر ف رأيه قبل أن يطرحه ‪..‬‬
‫بنظارة سوداء ‪..‬‬
‫يأتيك بعدما تتزوج ‪ ..‬ويقول ‪ ..‬ليش تطب فلنة ؟‬
‫وقديا قيل ‪ :‬لو اتدت الذواق لبارت السلع ‪..‬‬
‫وكأن بك ‪ ..‬تتمن أن تصرخ ف وجهه وتقول ‪ :‬يا أخي‬
‫ذكروا أن جحا ركب على حار ‪ ..‬وولده يشي‬
‫تزوجت ‪ ..‬خلص ‪ ..‬انتهى الوضوع ‪ ..‬ما أحد طلب‬
‫بانبه ‪..‬‬
‫منك اقتراحات ‪..‬‬
‫فمروا بناس ‪ ..‬فقال الناس ‪ :‬انظروا لذا الب‬
‫أو يأتيك وقد بعت سيارتك ‪ ..‬فيقول ‪ ..‬ليتك أخبتن ‪..‬‬
‫الغليظ يركب مرتاحا ‪ ..‬ويدع ولده يشي ف‬
‫فلن كان سيعطيك أكثر ‪..‬‬
‫الشمس ‪..‬‬
‫‪154‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ف الجلس ‪ ..‬ودخل شخص وسلم بصوت عال ‪ ..‬ومر‬ ‫يا أخي ‪ ..‬بس !! الرجال باع سيارته ‪ ..‬خلص‬
‫بنظره على الالسي ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬ ‫وانتهى ‪ ..‬ل تشغله باللتفات وراءه !!‬
‫دخلت على مموعة ‪ ..‬وصافحتهم ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬ ‫وعموما ‪..‬‬
‫وعموما ‪ :‬البتسامة لا من التأثي الكبي ف امتصاص‬ ‫ليس يلو الرء من ضد ولو **‬
‫الغضب والشك والتردد ‪ ..‬ما ل يشاركها غيها ‪..‬‬ ‫طلب العزلة ف رأس جبل ‪!!..‬‬
‫البطل هو الذي يستطيع التغلب على عواطفه ‪ ..‬والتبسم‬ ‫فل تعذب نفسك ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫يشي مع النب ‪ r‬يوما‪ ..‬والنب‬ ‫كان أنس بن مالك‬ ‫تربة ‪..‬‬
‫عليه بُرد نران غليظ الاشية ‪..‬‬ ‫قال أحد السلف ‪ :‬من جعل دينه عرضة‬
‫فلحقهما أعراب ‪..‬‬ ‫للخصومات ‪ ..‬أكثر التنقل !!‬
‫يريد أن يلحق به‬ ‫أقبل هذا العراب يري وراء النب‬
‫‪.58‬ابتسم ‪ ..‬ث ابتسم ‪ ..‬ث ابتسـ ‪ ..‬ث‬
‫‪ ..‬حت إذا اقترب منه ‪..‬‬
‫أبتـ ‪..‬‬
‫جبذه بردائه جبذة شديدة ‪ ..‬فتحرك الرداء بعنف على‬
‫أعرفه منذ سني ‪ ..‬فهو أحد زملئي ف عملي ‪..‬‬
‫رقبة النب ‪.. r‬‬
‫على كل حال ‪..‬‬
‫قال أنس ‪ :‬حت نظرت إل صفحة عاتق رسول ال ‪.. r‬‬
‫لكن هل تصدق أنن إل الن ل أدري هل نبتت له‬
‫قد أثرت با حاشية البُرد من شدة جبذته ‪..‬‬
‫أسنان أم ل !!‬
‫فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل بيته يترق وأقبل يريد‬
‫دائم التجهم ‪ ..‬والعبوس ‪ ..‬وكأنه إذا ابتسم نقص‬
‫معونة ‪ ..‬أو أحاطت بم غارة من الشركي ‪..‬‬
‫عمره ‪ ..‬أو قلّ ماله !!‬
‫اسع ماذا يريد ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ‪ ( ..‬لحظ ل يقل ‪ :‬يا‬
‫قال جرير بن عبد ال البجلي ‪ :‬ما رآن رسول ال‬
‫رسول ال ) ‪..‬‬
‫إل تبسم ف وجهي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬مُر ل من مال ال الذي عندك ‪..‬‬
‫البتسامة أنواع ‪ ..‬ومراتب ‪..‬‬
‫فالتفت رسول ال ‪ .. r‬ث ضحك ‪ ..‬ث أمر له بعطاء ‪..‬‬
‫فمنها البشاشة الدائمة ‪ ..‬أن يكون وجهك صبوحا‬
‫نعم ‪ ..‬كان ‪ r‬بطلً ل تستفزه مثل هذه التصرفات ‪..‬‬
‫مبتهجا دائما ‪..‬‬
‫ول يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات ‪..‬‬
‫فلو كنت مدرسا ودخلت الفصل على طلبك ‪..‬‬
‫كان واسع البطان ‪ ..‬قويا يضبط أعصابه ‪ ..‬دائم‬
‫فالقهم بوجه بشوش ‪..‬‬
‫البتسامة حت ف أحلك الظروف ‪ ..‬يفكر ف عواقب‬
‫ركبت طائرة ‪ ..‬ومشيت ف المر والناس ينظرون‬
‫المور قبل أن يفعلها ‪..‬‬
‫إليك ‪ ..‬كن بشوشا ‪..‬‬
‫وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ‍‍!‬
‫دخلت بقالة ‪ ..‬أو مطة وقود ‪ ..‬مددت له‬
‫هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كل ‪..‬‬
‫الساب ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬
‫‪155‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪.59‬الطوط المر ‪..‬‬ ‫إذن ليس مثل الصب والتحمل ‪..‬‬
‫كان من طلب ف الامعة‪..‬‬ ‫نعم بعض المور نثور لا ونغضب ‪ ..‬وعلجها‬
‫كان واسع الثقافة ‪ ..‬حريصا على تكوين علقات مع‬ ‫شيء آخر تاما ‪..‬‬
‫الناس ‪ ..‬لكنه كان ثقيل الدم عليهم ‪..‬‬ ‫لا قال ‪ :‬ليس الشديد بالصرعة ‪ ..‬إنا‬ ‫وصدق‬
‫جاءن يوما ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫الشديد الذي يلك نفسه عند الغضب ‪..‬‬
‫يا دكتور ‪ ..‬زملئي يغضبون من دائما ‪ ..‬ل يتحملون‬ ‫‪ ..‬يذب الناس بالتبسم‬ ‫كان النب الكري‬
‫مزحي ‪..‬‬ ‫والبشاشة ‪..‬‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬أنا ل أحتملك ساكتا ‪ ..‬فكيف أحتملك‬ ‫خرجو إل غزوة خيب ‪ ..‬وف أثناء القتال ‪..‬‬
‫متكلما ‪..‬؟! خاصة إذا كنت تستخف دمك وتزح ‪!..‬‬ ‫وقع من حصن اليهود جراب فيه شحم ‪ ..‬قربة‬
‫سألته ‪ :‬لاذا ل يتملون مزحك ؟! أعطن مثالً ‪..‬‬ ‫كاملة ملوءة سنا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬عطس أحدهم فقلت ‪ :‬ال يلعنك ‪ ( ..‬ث سكتّ )‬ ‫على عاتقه فرحا ومضى‬ ‫حله عبد ال بن مغفل‬
‫ل ‪ :‬يا إبليس ‪ ..‬ويرحك يا‬
‫‪ ..‬فلما غضب ‪ ..‬أكملت قائ ً‬ ‫به إل رحله وأصحابه ‪..‬‬
‫فلن ‪!!..‬‬ ‫فلقيه الرجل السئول عن جع الغنائم وترتيبها ‪..‬‬
‫مسكي كان يظن نفسه بذلك ‪ ..‬خفيف الدم!!‬ ‫فجذب الراب إليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫الناس مهما قبلوا مزاحك ومداعباتك ‪ ..‬إل أنه تبقى‬ ‫هاتِ هذا نقسمه بي السلمي ‪..‬‬
‫هناك خطوط حراء ل يبون أن تتعداها ‪..‬‬ ‫فتعلق به عبد ال ‪ :‬ل وال ‪ ..‬ل أعطيكه ‪ ..‬أنا‬
‫خاصة إذا كان ذلك أمام الخرين ‪..‬‬ ‫أصبته ‪..‬‬
‫بعض الناس ل يراعي ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وجعل يتجاذبا الراب ‪..‬‬
‫فتجد أنه يعتدي على حاجاتم ‪..‬‬ ‫فمر بما رسول ال ‪ .. r‬فرآها ‪ ..‬وها يتجاذبان‬
‫ل من باب ( اليانة ) يأخذ هاتفك الوال ويتصل به‬
‫فمث ً‬ ‫الراب ‪..‬‬
‫كما يريد ‪ ..‬أو ربا أرسل رسائل إل أشخاص أنت ل‬ ‫فتبسم ‪ r‬ضاحكا ‪ ..‬ث قال لصاحب الغان ‪:‬‬
‫ترغب أن يظهر رقم هاتفك عندهم ‪..‬‬ ‫ل أبالك ‪ ..‬خل بينه وبينه ‪..‬‬
‫أو يأخذ سيارتك بغي إذنك ‪ ..‬أو يرجك بطلبها حت‬ ‫فتركه ‪ ..‬فانطلق به عبد ال إل رحله وأصحابه ‪..‬‬
‫تأذن على مضض ‪..‬‬ ‫فأكلوه ‪..‬‬
‫أو تد مموعة طلب ف يسكنون ف شقة واحدة ‪..‬‬ ‫وأخيا ‪ ..‬تبسمك ف وجه أخيك صدقة ‪..‬‬
‫يستيقظ أحدهم ليذهب إل جامعته ‪ ..‬فيجد أن معطفه‬ ‫قال ل ‪:‬‬
‫لبسه فلن ‪ ..‬وحذاءه ف رجل فلن ‪..‬‬ ‫فلن سحرن بأخلقه ‪ ..‬حت تعلقت به نفسي ‪..‬‬
‫ومن تعدي الطوط المراء أنك ‪ ..‬تد بعض الناس‬ ‫قلت ‪ :‬ل ؟! قال ‪ :‬دائما بشوش ‪ ..‬وما رآن إل‬
‫يرج صاحبه بزحة ثقيلة أو سؤال مرج ف ملس عام ‪..‬‬ ‫تبسم !!‬

‫‪156‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فقال ‪ :‬كرامة أكرمن ال با ‪ ..‬وشهادة ساقها ال إل ‪..‬‬ ‫والشخص مهما بلغ من الحبة لك ‪ ..‬إل أنه يبقى‬
‫‪r‬‬ ‫فليس فّ إل ما ف الشهداء الذين قتلوا مع رسول ال‬ ‫بشرا يرضى ويغضب ‪ ..‬ويفرح ويسخط ‪..‬‬
‫‪ ..‬فل تقتتلوا لجلي ‪ ..‬ول تأخذوا بثأري من أحد ‪..‬‬ ‫لا أقبل رسول ال ‪ r‬إل الدينة راجعا من تبوك ‪..‬‬
‫‪ ..‬لا بلغه خب مقتله ‪..‬‬ ‫فقيل إن النب‬ ‫قدم عليه ف ذلك الشهر عروة بن مسعود الثقفي‬
‫قال فيه ‪ :‬إن مثله ف قومه ‪ ..‬كمثل صاحب ياسي ف‬ ‫‪ ..‬وكان سيدا جليل القدر ‪ ..‬رفيع الكانة عند‬
‫‪..‬‬ ‫قومه ‪..‬‬ ‫قومه ثقيف ‪..‬‬
‫فانتبه ! الناس لم أحاسيس مهما بلغت ف القرب منهم‬ ‫قبل أن يصل إل الدينة ‪ ..‬فأسلم‬ ‫فأدرك النب‬
‫‪ ..‬وإن كانوا ف منلة الخ والولد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫على ذلك ‪ ..‬فنهى عن ترويع الؤمن ‪..‬‬ ‫لذا نبه النب‬ ‫وسأله أن يرجع إل قومه فيدعوهم إل السلم ‪..‬‬
‫يوما يسي مع أصحابه ‪..‬‬ ‫كان‬ ‫فخاف عليه ‪ ..‬وقال له ‪ :‬إنم قاتلوك ‪..‬‬
‫وكان كل واحد منهم معه متاعه ‪ ..‬سلحه ‪ ..‬فراشه ‪..‬‬ ‫وعرف ‪ r‬أن قبيلة ثقيف فيهم نوة المتناع ‪..‬‬
‫طعامه ‪..‬‬ ‫والصرامة ف التعامل ‪ ..‬حت لو كان مع رئيسهم‬
‫نزلوا منلً ‪ ..‬فنام رجل منهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فأقبل صاحبه إل حبل معه فأخذه ‪ ..‬مازحا ‪..‬‬ ‫فقال عروة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنا أحب إليهم من‬
‫فاستيقظ الرجل ‪ ..‬فوجد متاعه ناقصا ‪ ..‬ففزع ‪ ..‬وأخذ‬ ‫أبكارهم ‪ ..‬وأبصارهم ‪..‬‬
‫يبحث عن حبله ‪..‬‬ ‫وكان مببا مطاعا فيهم ‪..‬‬
‫(‪)75‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪ :‬ل يل لسلم أن يروع مسلما‬ ‫فقال‬ ‫فخرج يدعو قومه إل السلم رجاء أن ل يالفوه‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لعظم منلته فيهم ‪..‬‬
‫كانوا يسيون مع النب ف مسي ‪..‬‬ ‫فلما وصل إل ديار قومه ‪ ..‬رقى على مرتفع‬
‫فنعس رجل وهو على راحلته ‪..‬‬ ‫وصاح بم حت اجتمعوا ‪ ..‬وهو سيدهم ‪..‬‬
‫فغافله صاحبه وانتزع سهما من كنانته ‪..‬‬ ‫فدعاهم إل السلم ‪ ..‬وأظهر لم أنه أسلم ‪..‬‬
‫فشعر الرجل بن يعبث بسلحه ‪ ..‬فانتبه فزعا مذعورا ‪..‬‬ ‫وجعل يردد ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن‬
‫(‪)76‬‬
‫‪ :‬ل يل لرجل أن يروع مسلما ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫ممدا رسول ال ‪..‬‬
‫ومثله الذي يزح فياك أوقفت سيارتك عند بقالة – مثلً‬ ‫فلما سعوا منه ذلك ‪ ..‬صاحوا ‪ ..‬وثاروا أن‬
‫‪ -‬وهي تشتغل فيأت ويقودها ‪ ..‬ويوهك أنا سرقت ‪..‬‬ ‫يتركوا آلتهم ‪..‬‬
‫مازحا‪..‬‬ ‫ورموه بالنبل من كل جهة ‪..‬‬
‫قد ياملك صاحبك ويضحك أحيانا على مزحة مروعة‬ ‫حت وقع صريعا ‪.. t‬‬
‫فأقبل إليه أبناء عمه ‪ ..‬وهو ينازع الوت ‪..‬‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪75‬‬ ‫وقال ‪ :‬يا عروة ‪ :‬ما ترى ف دمك ؟‬
‫( ) رواه الطبان وغيه‬ ‫‪76‬‬

‫‪157‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫والشكلة أنك تأتيهم على سبيل الستشارة ‪ ..‬فيشيون‬ ‫‪ ..‬لكنه متأل ‪..‬‬
‫عليك ‪ ..‬ث يفضحون سرك ‪..‬‬ ‫ولربا صب الليم على الذى‬
‫فيسقطون من عينك ‪ ..‬ويصبحون من أبغض الناس إليك‬ ‫وفؤاده من حره يتأوه‬
‫‪..‬‬ ‫ولربا شكل الليم لسانه‬
‫ومن أعجب ما ف التاريخ ‪..‬‬ ‫حذر الكلم وإنه لفوه‬
‫أنه قبل معركة بدر ‪..‬‬
‫‪ ..‬بقافلة قريش مقبلة وأراد قتالا ‪..‬‬ ‫لا سع النب‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫خرج ‪ r‬إليها مع أصحابه ‪ ..‬فلما شعر بم أبو سفيان ‪..‬‬ ‫كل ما زاد عن حده ‪ ..‬انقلب ضده ‪ ..‬وكم‬
‫استأجر رجلً اسه ضمضم بن عمرو الغفاري ‪ ..‬وقال‬ ‫مزحة انتهت شجارا !!‬
‫اذهب وأخب قريشا بالب ‪..‬‬
‫‪.60‬حفظ السر ‪..‬‬
‫فمضى ضمضم ‪ ..‬مسرعا إل مكة ‪ ..‬كان وصوله مكة‬
‫اشتهر قديا ‪ :‬كل سرٍ جاوز الثني ‪ ..‬شاع ‪..‬‬
‫يتاج أن يسي أياما ‪..‬‬
‫ومن اللطائف أن أحدهم سئل ‪ :‬من الثني ؟‬
‫وأهل مكة ل يدرون عن شيء من ذلك ‪..‬‬
‫فأشار إل شفتيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬هذان !!‬
‫وف ليلة من الليال رأت عاتكة بنت عبد الطلب ‪ ..‬رؤيا‬
‫ل أذكر أن هست ف أذن أحد من الناس بسرّ ‪..‬‬
‫أفزعتها ‪ ..‬فلما أصبحت بعثت إل أخيها العباس بن عبد‬
‫ل ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬اسح‬
‫واستأمنته إياه ‪ ..‬ث فاجأن قائ ً‬
‫الطلب ‪ ..‬فقالت له ‪:‬‬
‫ل ل أستطيع أن أكتمه ‪..‬‬
‫يا أخي ‪ ..‬وال لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتن ‪ ..‬وتوفت‬
‫بل كل شخص يضرب بيده صدره ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ‪ ..‬فاكتم عليّ ما‬
‫وال لو وضعوا الشمس ف يين ‪ ..‬والقمر ف شال‬
‫أحدثك ‪ ..‬ول تدث به أحدا ‪..‬‬
‫‪ ..‬أو السيف على رقبت ‪ ..‬على أن أخب بسرك ‪..‬‬
‫قال لا ‪ :‬نعم ‪ ..‬وما رأيت ؟‬
‫ما أخبت !!‬
‫قالت ‪ :‬رأيت راكبا أقبل على بعي ‪ ..‬حت وقف بوادي‬
‫ث إذا اطمأننت ووثقت ‪ ..‬وكشفت له أسرارك ‪..‬‬
‫"البطح" ‪ ..‬ث صرخ بأعلى صوته ‪ :‬أل انفروا يا آل غدر‬
‫تصبّر شهرين أو ثلثة ‪ ..‬ث حدث به ‪ ..‬فل يزال‬
‫إل مصارعكم ف ثلث ‪!..‬‬
‫يُتناقل حت يصلك ‪..‬‬
‫فأرى الناس قد اجتمعوا إليه ‪ ..‬ث مضى فدخل السجد‬
‫فوجدت أن سرك ل ينبغي أن ياوز شفتيك ‪ ..‬فل‬
‫والناس يتبعونه ‪..‬‬
‫تكلف الناس ما ل يطيقون ‪..‬‬
‫فبينما هم حوله ‪ ..‬إذ صعد به بعيه فوق الكعبة ‪ ..‬ث‬
‫إذا ضاق صدر الرء عن سر نفسه‬
‫صرخ بثلها ‪ :‬انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث‬
‫فصدر الذي يستودع السر‬
‫‪..‬‬
‫أضيق‬
‫ث صعد به بعيه على رأس جبل أب قبيس ‪ ..‬فصرخ‬
‫جربت كثيا من الناس ‪ ..‬فوجدتم كذلك ‪..‬‬
‫‪158‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫حدثت فيكم هذه النبية ؟‬ ‫بثلها ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬وما ذاك ؟‬ ‫انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬تلك الرؤيا الت رأت عاتكة ‪..‬‬ ‫ث أخذ صخرة فقذفها من أعلى البل ‪ ..‬فأقبلت‬
‫قال العباس ‪ :‬وما رأت ؟‬ ‫توي من فوق البل ‪ ..‬حت إذا كانت بأسفل‬
‫قال ‪ :‬يا بن عبد الطلب ‪ ..‬أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم‬ ‫البل تكسرت ‪..‬‬
‫حت تتنبأ نساؤكم ؟‬ ‫فما بقي بيت من بيوت مكة إل دخلته كسرة من‬
‫قد زعمت عاتكة ف رؤياها أنه قال ‪ :‬انفروا ف ثلث ‪..‬‬ ‫الصخرة ‪ ..‬فاضطرب العباس وقال ‪ :‬وال إن هذه‬
‫فسننتظر بكم ثلثة أيام ‪..‬‬ ‫لرؤيا !‬
‫فإن يك حقا ما تقول ‪ ..‬فسيكون ‪..‬‬ ‫ث خشي أن تنتشر فيصيبه أذى ‪ ..‬فقال لا مذرا ‪:‬‬
‫وإن تض الثلث ول يكن من ذلك شئ نكتب عليكم‬ ‫وأنت فاكتميها ل تذكريها لحد ‪..‬‬
‫كتابا أنكم أكذب أهل بيت العرب ‪..‬‬ ‫ث خرج العباس منشغل البال بأمر هذه الرؤيا ‪..‬‬
‫فاضطرب العباس ‪ ..‬وما رد عليه شيئا ‪ ..‬وجحد الرؤيا‬ ‫فلقي الوليد بن عتبة وسط الطريق ‪ ..‬وكان له‬
‫‪ ..‬وأنكر أن تكون رأت شيئا ‪..‬‬ ‫صديقا ‪..‬‬
‫ث تفرقوا ‪..‬‬ ‫فحدثه بالرؤيا ‪ ..‬وقال له ‪ :‬اكتمها ‪ ..‬فل تب با‬
‫فلما أقبل العباس إل بيته ‪..‬‬ ‫أحدا ‪..‬‬
‫ل تبق امرأة من بن عبد الطلب ‪ ..‬إل جاءت إليه غاضبة‬ ‫فمضى الوليد ‪..‬‬
‫‪ ..‬تقول ‪ :‬أقررت لذا الفاسق البيث أن يقع ف رجالكم‬ ‫فلقي ابنه عتبة فحدثه با ‪..‬‬
‫‪ ..‬ث قد تناول النساء وأنت تسمع ‪ ..‬أما فيكم حية ‪..‬‬ ‫ث ل يض سويعات ‪..‬‬
‫فاحتمى العباس ‪ ..‬وثار ‪ ..‬وقال ‪ :‬وال ‪ ..‬لئن عاد أبو‬ ‫حت حدث با عتبة ‪ ..‬ث تناقلها الناس ‪ ..‬وفشا‬
‫جهل إل مثل كلمه ‪ ..‬لفعلن وأفعلن ‪..‬‬ ‫الديث با ف أهل مكة ‪ ..‬حت تدثت با قريش‬
‫فلما كان اليوم الثالث ‪ ..‬من رؤيا عاتكة ‪..‬‬ ‫ف مالسها ‪..‬‬
‫ذهب العباس إل السجد ‪ ..‬وهو مغضب ‪..‬‬ ‫وف الضحى ذهب العباس ليطوف بالكعبة ‪..‬‬
‫فلما دخل السجد رأى أبا جهل ‪ ..‬فمشي نوه يتعرضه‬ ‫فإذا أبو جهل جالس ف َرهْط من قريش ‪ ..‬ف ظل‬
‫ليعود لبعض ما قال فيقع به ‪..‬‬ ‫الكعبة ‪ ..‬يتحدثون برؤيا عاتكة !!‬
‫فإذا بأب جهل يرج من باب السجد يشتد مسرعا ‪..‬‬ ‫س قال ‪:‬‬
‫فلما رأى أبو جهل العبا َ‬
‫فعجب العباس من سرعته ‪ !!..‬فقد كان مستعدا لصومة‬ ‫يا أبا الفضل ‪ ..‬إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا‬
‫وعراك ‪ ..‬فقال العباس ف نفسه ‪ :‬ماله لعنه ال ؟! أكلّ‬ ‫‪..‬‬
‫هذاخوفٌ من أن أشاته ؟!‬ ‫فلما أقبل إليه العباس وجلس معهم ‪..‬‬
‫وإذا أبو جهل قد سع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري‬ ‫قال له أبو جهل ‪ :‬يا بن عبد الطلب ‪ ..‬مت‬

‫‪159‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫؟‬ ‫فمرّ بأمه ‪ ..‬فسألته ‪ ..‬إل ماذا أرسلك النب‬ ‫الذي أرسله أبو سفيان ليستعي بأهل مكة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وال ‪ ..‬ما كنت لفشي سرّ رسول ال ‪.. r‬‬ ‫وإذا ضمضم يصرخ ف الوادي واقفا على بعيه ‪..‬‬
‫هكذا كان أنس وهو صغي ‪ ..‬ف شدة حفظه للسر ‪..‬‬ ‫قد جدع أنف بعيه ‪ ..‬والدم يسيل على وجه‬
‫وأن لك اليوم أن تد مثل أنس ‪..‬‬ ‫البعي ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪.. t‬‬ ‫وقد شق ضمضم قميصه وهو يقول ‪ :‬يا معشر‬
‫أقبلت فاطمة تشي ‪ ..‬كأن مشيتها مشية النب ‪.. r‬‬ ‫قريش اللطيمة ‪ ..‬اللطيمة ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬مرحبا بابنت ‪ ..‬ث أجلسها عن يينه ‪ -‬أو‬ ‫أموالكم مع أب سفيان قد عرض لا ممد ف‬
‫عن شاله ‪.. -‬‬ ‫أصحابه ل أرى أن تدركوها ‪..‬‬
‫ث أسرّ إليها حديثا ‪ ..‬فبكت ‪..‬‬ ‫ث صاح بأعلى صوته ‪ :‬الغوث ‪ ..‬الغوث ‪..‬‬
‫فقلت لا ‪ :‬ل تبكي ‪..‬‬ ‫عندها تهزت قريش وخرجت ‪ ..‬وكان من أمرها‬
‫ث أسرّ إليها حديثا ‪ ..‬فضحكت فقلت ‪:‬‬ ‫ف معركة بدر ما كان ‪..‬‬
‫ما رأيت كاليوم ‪ ..‬فرحا أقرب من حزن ‪..‬‬ ‫فتأمل كيف انتشر السر ف لحة عي ‪ ..‬مع قوة‬
‫؟‬ ‫فسألت فاطمة عما قال لا النب‬ ‫الرص وشدة الستئمان ‪!!..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ما كنت لفشي سر رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ومن نشر السر أيضا ‪..‬‬
‫حت قبض النب ‪.. r‬‬ ‫لا أسلم ‪ ..‬أراد أن ينشر الب ‪..‬‬ ‫أن عمر‬
‫فسألتها ؟‬ ‫فأقبل إل رجل منهم ‪ ..‬هو أعظمهم نشرا للشاعة‬
‫فقالت ‪ :‬أسر إلّ ‪ :‬إن جبيل كان يعارضن (‪ )77‬القرآن‬ ‫‪..‬‬
‫كل سنة مرة وإنه عارضن العام مرتي ‪ ..‬ول أراه إل‬ ‫فقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬إن مدثك بسرٍ ‪ ..‬فاكتم عن‬
‫حضر أجلي ‪ ..‬وإنك أول أهل بيت لاقا ب ‪ ..‬فبكيت ‪..‬‬ ‫‪!..‬‬
‫فقال ‪ :‬أما ترضي أن تكون سيدة نساء أهل النة ‪ ..‬أو‬ ‫قال ‪ :‬ما سرك ؟‬
‫نساء الؤمني ‪ ..‬فضحكت لذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أشعرت أن قد أسلمت ‪ ..‬فانتبه ‪ ..‬ل تب‬
‫أحدا ‪..‬‬
‫قالوا ‪..‬‬ ‫ث تول عنه عمر ‪..‬‬
‫من عرف سرك أسرك ‪..‬‬ ‫فما كاد يغيب عنه ‪ ..‬حت جعل الرجل يطوف‬
‫بالناس ويردد ‪ :‬أعلمتَ أن عمر أسلم ‪ !!..‬أعلمتَ‬
‫‪.61‬قضاء الاجات ‪..‬‬
‫أن عمر أسلم ‪!!..‬‬
‫لا بدأتُ ف دراسة الاجستي ‪ ..‬اطلعت على عدد أوسع‬
‫عجبا !! وكالة أنباء متنقلة ‪..‬‬
‫من كتب الفرق والطوائف ‪..‬‬
‫ف حاجة‬ ‫أنسا‬ ‫وف يوم من اليام بعث النب‬
‫من بي هذه الذاهب ‪ ..‬الذهب الباجات ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫( ) يعارضه القرآن ‪ :‬يراجع القرآن معه ‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪160‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ومن شدة فقرهم قد اجتابوا النمار ‪..‬‬ ‫‪bragmatizem‬‬
‫يعن يلك أحدهم قطعة قماش فل يد ثن البرة واليط‬ ‫وترجته بالعربية ‪ :‬الذهب النفعي ‪..‬‬
‫‪ ..‬فيخرق القماش من وسطه ث يرج رأسه ويسدل باقيه‬ ‫لا تبحرت ف دراسة هذا الذهب أدركت لاذا كنا‬
‫على جسده ‪..‬‬ ‫نسمع ف أوروبا وأمريكا ‪ ..‬أنه ف كثي من‬
‫أقبلوا قـد اجتابوا النمار ‪ ..‬وتقلدوا السـيوف ‪ ..‬وليـس‬ ‫الحيان يهجر البن أباه ‪ ..‬وإذا قابله ف مطعم‬
‫علي هم أزر ول ش يء غيُ ها ‪ ..‬ل عما مة ول سراويل ول‬ ‫فكل واحد منهما ياسب عن نفسه ‪..‬‬
‫رداء ‪..‬‬ ‫فعلً ‪ ..‬مادام أن لن أستفيد منك فلماذا‬
‫فلمـا رأى رسـول ال ‪ r‬الذي بمـ مـن الهـد والعري‬ ‫أخدمك ؟!‬
‫والوع ‪ ..‬تغي وجهه ‪..‬‬ ‫لاذا أنفق مال ؟! واصرف وقت ؟! وأبذل‬
‫ث قام ‪ ..‬فدخل بيته ‪ ..‬فلم يد شيئا يتصدق به عليهم ‪..‬‬ ‫جهدي ؟! دون مردود مادي يعود علي ‪..‬‬
‫فخرج ‪ ..‬ودخـل بيتـه الخـر ‪ ..‬وخرج ‪ ..‬يبحـث ‪..‬‬ ‫السلم قلب هذا اليزان ‪..‬‬
‫يلتمس شيئا لم ‪ ..‬فلم يد ‪..‬‬ ‫فقال ال ( وأحسنوا إن ال يب الحسني ) ‪.‬‬
‫ث راح إل السجد ‪ ..‬فصلى الظهر ‪ ..‬ث صعد منبه ‪..‬‬ ‫‪ ( :‬لئن امشي مع اخي ف حاجة حت‬ ‫وقال‬
‫فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫أثبتها له ‪ ..‬أحب إلّ من أن أعتكف ف مسجدي‬
‫أما بعد ‪ ..‬فإن ال عز وجل ‪ ..‬أنزل ف كتابه ‪ ( :‬يَا َأّيهَا‬ ‫هذا شهرا ) ‪..‬‬
‫س وَا ِحدَ ٍة وَ َخلَ قَ‬
‫النّا سُ اّتقُوا رَبّكُ مُ اّلذِي َخ َلقَكُ ْم مِ نْ َنفْ ٍ‬ ‫ومن كان ف حاجة أخيه ‪ ..‬كان ال ف حاجته ‪..‬‬
‫مِنْهَا َزوْجَهَا َوبَثّ مِ ْنهُمَا رِجَالً َكثِيا َونِ سَاءً وَاّتقُوا اللّ هَ‬ ‫يشي ف الطريق فتوقفه الارية وتقول ‪:‬‬ ‫وكان‬
‫اّلذِي تَسَاءَلُونَ ِب ِه وَاْلَأرْحَامَ إِ ّن ال ّلهَ كَانَ َعلَيْ ُك ْم َرقِيبا ) ‪..‬‬ ‫ل إليك حاجة ‪ ..‬فيقف معها حت يسمع حاجة ‪..‬‬
‫ث قرأ ‪..‬‬ ‫وقد يضي معها إل بيت سيدها ليقضيها لا ‪..‬‬
‫( يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اّتقُوا اللّهَ وَْلتَنْ ُظرْ َنفْسٌ مَا َق ّدمَتْ ِل َغدٍ‬ ‫بل كان ‪ r‬يالط الناس ويصب على أذاهم ‪..‬‬
‫وَاّتقُوا ال ّلهَ إِنّ ال ّلهَ خَِبيٌ بِمَا َتعْ َملُونَ ) ‪..‬‬ ‫كان يعاملهم بنفس رحيمة ‪ ..‬وعي دامعة ‪..‬‬
‫وجعل يتلوا اليات والواعظ ‪ ..‬ث صاح بم ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫ولسان داع ‪ ..‬وقلب عطوف ‪..‬‬
‫تصدقوا قبل أن ل تصدقوا ‪ ..‬تصدقوا قبل أن يال بينكم‬ ‫كان يشعر أنه هو وهم ‪ ..‬جسد واحد ‪ ..‬يشعر‬
‫وبي الصدقة ‪..‬‬ ‫بفقر الفقي ‪ ..‬وحزن الزين ‪ ..‬ومرض الريض ‪..‬‬
‫ت صدق امرؤ من ديناره ‪ ..‬من دره ه ‪ ..‬من بره ‪ ..‬من‬ ‫وحاجة الحتاج ‪..‬‬
‫شعيه ‪ ..‬ول يقرن أحد كم شيئا من ال صدقة ‪ ..‬وج عل‬ ‫انظـر إليـه ‪ .. r‬وقـد جلس فـ مسـجده يدث‬
‫يعدد أنواع الصدقات حت قال ‪:‬‬ ‫أصحابه ‪..‬‬
‫ولو بشق ترة ‪..‬‬ ‫ل عليه من بعيد ‪..‬‬
‫فإذا به يرى سوادا مقب ً‬
‫فقام رجل من النصار بصرة ف كفه ‪ ..‬فناولا رسول ال‬ ‫نظـر إليهـم ‪ ..‬فإذا هـم قوم فقراء أقبلوا عليـه مـن‬
‫مضر ‪ ..‬من قبل ند ‪..‬‬
‫‪161‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كبيا ‪ ..‬ويوت كبيا ‪..‬‬ ‫‪ r‬وهو على منبه ‪..‬‬
‫فقبضها رسول ال ‪ r‬يعرف السرور ف وجهه ‪..‬‬
‫‪.62‬ل تتكلف ما ل تطيق !!‬ ‫وقال ‪ :‬من سن سنة ح سنة ‪ ..‬فع مل ب ا كان له‬
‫كان صاحب من خيار الناس ‪ ..‬خلقا ‪ ..‬ودينا ‪ ..‬وعقلً‬ ‫أجر ها ‪ ..‬وم ثل أ جر من ع مل ب ا ل ين قص من‬
‫‪..‬‬ ‫أجورهم شيء ‪..‬‬
‫كان إمام مسجد بانب بيته ‪..‬‬ ‫ومـن سـن سـنة سـيئة ‪ ..‬فعمـل باـ ‪ ..‬كان عليـه‬
‫لكن كنت أسع ذمه على ألسنة أناس كثيين ‪..‬‬ ‫وزرهـا ‪ ..‬ومثـل وزر مـن ع مل باـ ل ينقـص مـن‬
‫كنت أتعجب من ذلك ‪ ..‬ول أجد له جوابا ‪..‬‬ ‫أوزارهم شيء ‪..‬‬
‫حت جاءن يوما جاره ‪ ..‬قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬صاحبك ‪ ..‬ل‬ ‫فقام الناس ‪ ..‬فتفرقوا إل بيوتمــــ ‪ ..‬وجاءوا‬
‫يصلي بنا ‪ ..‬ول معنا !!‬ ‫بصدقات ‪ ..‬فمن ذي دينار ‪ ..‬ومن ذي درهم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ل ؟!!‬ ‫ومن ذي تر ‪ ..‬ومن ذي ثياب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل أدري ‪ ..‬لكنه هو المام ‪ ..‬ومع ذلك يغيب‬ ‫ح ت اجت مع ب ي يد يه ‪ r‬كومان ‪ ..‬كوم من طعام‬
‫كثييييا عن السجد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وكوم من ثياب ‪..‬‬
‫فجعلت ألتمس له العذار ‪ ..‬فقلت ‪ :‬لعله مشغول بأمر‬ ‫فل ما رأى ‪ r‬ذلك تلل وجهه ح ت كأ نه فل قة من‬
‫ضروري ‪ ..‬لعله غي موجود بالبيت ‪..‬‬ ‫قمر ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا شييييخ ‪ ..‬سيارته واقفة عند الباب ‪ ..‬وأنا متأكد‬ ‫ث قسمه بي الفقراء ‪ ..‬رواه مسلم ‪..‬‬
‫أنه ف بيته ‪..‬‬ ‫ف بيته ‪ ..‬قالت ‪:‬‬ ‫ولا سئلت عائشة عن حاله‬
‫جعلت أتقصى السبب لنصح صاحب ‪..‬‬ ‫كان يكون ف حاجة أهله ‪ ..‬أو ف مهنة أهله ‪..‬‬
‫حت وجدت السبب ‪..‬‬ ‫أفل تعل من طرق دخولك إل قلوب الناس ‪..‬‬
‫الرجل بكم إمامته للمسجد ‪..‬‬ ‫قضاء حاجاتم ‪..‬‬
‫يأت إليه الناس ويلتمسون منه العانة ف حاجاتم ‪..‬‬ ‫احتاج شخص إل مستشفى ‪ ..‬فأوصلته إليه ‪..‬‬
‫هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدده ‪..‬‬ ‫استعان بك ف مشكلة فأعنته عليها ‪..‬‬
‫وهذا متخرج من الثانوية ويريد شفاعة لدخول الامعة ‪..‬‬ ‫يراك تقضي حاجته ‪ ..‬وتقف معه ف كربته ‪ ..‬وهو‬
‫وهذا مريض يريد إعانته على دخول الستشفى الفلن ‪..‬‬ ‫يعلم أنك ل ترجو من ذلك جزاء ول شكورا ‪..‬‬
‫وهذا عنده بنات كبار ويريد لن أزواج ‪..‬‬ ‫أحسن إل الناس تستعبد قلوبم‬
‫وهذا عليه أيار لبيته ل يسدده ‪..‬‬ ‫فطالا استعبد النسان‬
‫وهذا أعطاه ورقة استفتاء ف طلق ليذهب با للمفت‬ ‫إحسان‬
‫العام ‪..‬‬ ‫رؤية ‪..‬‬
‫وهذا ‪..‬‬ ‫من عاش لغيه فسيعيش متعبا ‪ ..‬لكنه سيحيا‬
‫وهو رجل عادي ليس له قدرات كبية ول علقات‬
‫‪162‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أذكر أن ألقيت ماضرة ف أحد الجمعات العسكرية‬ ‫الواسعة ‪ ..‬ول وجاهة متميّزة ‪..‬‬
‫بالرياض ‪..‬‬ ‫وكان السكي يغلبه الياء والجل من كل أحد ‪..‬‬
‫وبعدها جاءن أحدهم وقال ‪ :‬يا شيخ أريدك ف موضوع‬ ‫فل يقدر أن يعتذر من أحد أبدا ‪..‬‬
‫ضروري جدا ‪..‬‬ ‫بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬تفضل ‪ ..‬ما هو ؟‬ ‫ويكتب رقم هاتف الثان ‪ ..‬ويعده أن يقبل ف‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ما يصلح أن أذكره الن ‪ ..‬ل ب ّد أن أقابلك‬ ‫الامعة ‪..‬‬
‫ف وقت واسع ‪..‬‬ ‫ويقول للثالث ‪ :‬تعال بعد يومي وتد ورقة دخول‬
‫جعل ُيعَظّم حجم الوضوع وأنا أستمع له بلطف ‪ ..‬لكن‬ ‫الستشفى جاهزة ‪..‬‬
‫قد علمتن الياة أن أكثر الناس يعطون المور أكب من‬ ‫وهكذا دواليك ‪..‬‬
‫حجمها ‪ ..‬وصاحب الاجة منون با حت تقضى ‪..‬‬ ‫فيأتونه على الوعد ‪ ..‬ويعتذر ‪ ..‬ويعطيهم مواعيد‬
‫قال ل ‪ :‬أظن لك ماضرة غدا ف مدينة كذا ‪ ..‬وهي‬ ‫أخرى ‪..‬‬
‫مدينة على بعد ‪200‬كم من الرياض ‪..‬‬ ‫حت صار يتهرب منهم ‪ ..‬ول يرد على هاتفه ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬صحيح ‪..‬‬ ‫بل وأحيانا ل يرج من بيته ‪!!..‬‬
‫قال ‪ :‬سآت إليك هناك ‪ ..‬وأقابلك بعد الحاضرة ‪..‬‬ ‫وصار من يلقاه منهم ‪ ..‬إن وجده ‪ ..‬يسبه ويصرخ‬
‫تعجبت من حرصه ‪..‬‬ ‫به ‪ ..‬ويردد ‪ :‬طيب لاذا تعدن ‪ ..‬لاذا تعلن أبن‬
‫وفعلً ‪ ..‬خرجت بعد الحاضرة فخرج الرجل وراءي‬ ‫المال عليك ‪..‬‬
‫مسعا حاف القدمي ‪ ..‬يمل ورقة صغية ف يده ‪..‬‬ ‫والثان يقول ‪ :‬ل أكلم إل أنت ‪ ..‬وتركت غيك لا‬
‫وقفت معه جانبا ‪ ..‬قلت ‪ :‬تفضل ‪ ..‬شكر ال حرصك‬ ‫وعدتن ‪..‬‬
‫‪ ..‬ما حاجتك ؟‬ ‫لا عرفت حاله ‪ ..‬أيقنت أنه حفر لنفسه حفرة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬عندي أخ يمل الشهادة البتدائية ‪..‬‬ ‫ث تردى فيها ‪..‬‬
‫وأريدك أن تدبر له وظيفة ‪..‬‬ ‫سعته مرة يعتذر من أحدهم ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬بس ؟!!‬ ‫آسف ‪ ..‬ل أستطع أن أفعل شيئا ف موضوعك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بس ؟!!‬ ‫وذاك يقول بكل قوة ‪ :‬طيب أنت ضيعت الوقت‬
‫كان الرجل متحمسا ‪ ..‬ومنظره يثي الشفقة ‪ ..‬ويبدو أن‬ ‫عل ّي ‪ ..‬ليتك أخبتن من قبل ‪..‬‬
‫أخاه ير بظروف صعبة فعلً ‪..‬‬ ‫تذكرت عندها قول الكيم ‪ :‬العتذار ف البداية‬
‫أيقنت أن لو وعدته سأخلف ‪ ..‬فنحن ف زمن ل يكاد‬ ‫خي من العتذار ف النهاية ‪..‬‬
‫حامل البكالوريوس أن يد وظيفة ‪ ..‬فضلً عن حامل‬ ‫ما أجل أن يعرف الرء قدراته ‪ ..‬ويتحرك ف‬
‫البتدائية ‪ ..‬وأنا أعرف حدود قدرات ‪..‬‬ ‫حدود الدائرة الرسومة حوله ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬وال أتن أن أساعدك ‪ ..‬وأخوك أخي‬ ‫ولقد جربت ذلك بنفسي ‪..‬‬

‫‪163‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫زوجتك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأنا أتأل له كما تتأل ‪..‬‬
‫أحضر معك حليبا ‪ ..‬وسكرا ‪ ..‬وحفائظ ‪ ..‬وعشاء ‪..‬‬ ‫لكن ل أستطيع مساعدتك أبدا ‪ ..‬أتن أن تتكرم‬
‫فانتبه ‪ ..‬ل تردد ‪ :‬طيب ‪ ..‬طيب ‪ ..‬وإنا اصرخ با أنت‬ ‫عل ّي وتعفين ‪..‬‬
‫أيضا وقل ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬حاول ‪..‬‬
‫مااااااا أقدر ‪ !! ..‬فهي خي من العتذار عند العودة ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬لااا أقدر ‪..‬‬
‫ضاق وقت ‪ ..‬أقفلت الحلت ‪ ..‬نسيت ‪..‬‬ ‫فناولن الورقة الت ف يده ‪ ..‬وقال ‪ :‬طيب ‪ ..‬يا‬
‫وكذلك مع زملئك ‪ ..‬وإخوانك ‪..‬‬ ‫شيخ خذ هذه الورقة فيها أرقام هواتفنا ‪ ..‬إذا‬
‫أرجو أن تكون الفكرة وصلت ‪..‬‬ ‫وجدت له وظيفة فاتصل بنا ‪..‬‬
‫أدركت أنه يريد أن يربطن ببل أمل ‪ ..‬وسيظل‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫ينتظر التصال ‪..‬‬
‫العتذار ف البداية ‪ ..‬خي من العتذار ف النهاية ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬بل دع الورقة معك ‪ ..‬وخذ رقمي أنت ‪..‬‬
‫وإن وجدت له وظيفة فاتصل ب ‪ ..‬لعلي أن أكتب‬
‫‪.63‬من ركل القطة ؟!‬
‫لك شفاعة للمسئول فيها ‪..‬‬
‫قبل أن تيب على السؤال ‪ ..‬اسع القصة كاملة ‪..‬‬
‫سكت الرجل قليلً ‪ ..‬انتظرت أن يودعن ‪..‬‬
‫كان يعمل سكرتيا لدير سيء الخلق ‪ ..‬ل يطبق مهارة‬
‫لكن تفاجأت أنه قال ل ‪ :‬بيض ال وجهك ‪..‬‬
‫واحدة من مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫وال يا شيخ ‪ ..‬سبق أن كلمت المي فلن ف‬
‫كان هذا الدير يراكم العمال على نفسه ‪ ..‬ويملها ما‬
‫موضوع أخي منذ سنة ‪ ..‬فأخذ الورقة ‪ ..‬ول‬
‫ل تطيق ‪..‬‬
‫يتصل ب إل الن ‪..‬‬
‫صاح بسكرتيه يوما ‪ ..‬فدخل ووقف بي يديه ‪..‬‬
‫ومرة كلمت اللواء فلن ‪ ..‬فأخذ الورقة أيضا ‪..‬‬
‫قال ‪َ :‬سمْ ‪ ..‬تفضل ؟‬
‫ول يتصل ول يهتم ‪ ..‬هؤلء أناس ما يهتمون‬
‫صرخ به ‪ :‬اتصلت باتف مكتبك ‪ ..‬ول ترد ‪..‬‬
‫بالضعفاء ‪ ..‬ال ينتقم منهم ‪ ..‬ال ‪ ..‬وبدأ يدعو‬
‫قال ‪ :‬كنت ف الكتب الجاور ‪ ..‬آسف ‪..‬‬
‫عليهم ‪..‬‬
‫قال بضجر ‪ :‬كل مرة آسف ‪ ..‬آسف ‪ ..‬خذ هذه‬
‫فقلت ف نفسي ‪ ..‬المد ل ‪ ..‬لو أخذت الورقة‬
‫الوراق ‪ ..‬ناولا لرئيس قسم الصيانة ‪ ..‬وعد بسرعة ‪..‬‬
‫لصرت ثالثهم ‪..‬‬
‫مضى متضجرا ‪ ..‬وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة‬
‫نعم ‪ ..‬العتذار ف البداية خي من إخلف الوعد‬
‫‪ ..‬وقال ‪ :‬ل تؤخرها علينا ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬طيب ضعها بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫ما أجل أن نكون صرحاء مع الخرين ‪ ..‬عارفي‬
‫قال ‪ :‬مناسب ‪ ..‬غي مناسب ‪ ..‬الهم خلصها بسرعة ‪..‬‬
‫لدود قدراتنا ‪..‬‬
‫تشاتا ‪ ..‬حت ارتفعت أصواتما ‪..‬‬
‫أحيانا عند خروجك من البيت ‪ ..‬تصرخ بك‬
‫ومضى السكرتي إل مكتبه ‪..‬‬
‫‪164‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الدين ‪ ..‬ووُحّد رب العالي ‪..‬‬ ‫بعد ساعتي أقبل أحد الوظفي الصغار ف الصيانة‬
‫جعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعني مؤمني ‪ ..‬ومنهم‬ ‫‪ ..‬إل رئيسه وقال ‪ :‬سأذهب لخذ أولدي من‬
‫من كانوا يأتون صاغرين حاقدين ‪..‬‬ ‫الدرسة وأعود ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ‪ ..‬له ف قومه ملك‬ ‫صرخ الرئيس ‪ :‬وأنت كل يوم ترج ‪..‬‬
‫ومنعه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هذا حال من عشر سنوات ‪ ..‬أول مرة‬
‫أقبل عامر بن الطفيل ‪ ..‬وكان قومه يقولون له لا رأوا‬ ‫تعترض عليّ ‪..‬‬
‫انتشار السلم ‪ :‬يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أنت ما يصلح معك إل العي المراء ‪..‬‬
‫وكان متكبا كتغطرسا ‪..‬‬ ‫ارجع لكتبك ‪..‬‬
‫فكان يقول لم ‪ :‬وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت‬ ‫مضى السكي إل مكتبه ‪ ..‬وتول أحد الدرسي‬
‫تلّكن العرب عليهم وتتبعَ عقب ‪ ..‬فأنا أتبع عقب هذا‬ ‫إيصالم ‪ ..‬لا طال وقوفهم ف الشمس ‪..‬‬
‫الفت من قريش !!‬ ‫عاد هذا الوظف إل بيته غاضبا ‪ ..‬فأقبل إليه ولده‬
‫‪e‬‬ ‫ث لا رأى تكن السلم ‪ ..‬وانصياع الناس لرسول ال‬ ‫الصغي معه لعبة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪ ..‬ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إل رسول ال‬ ‫بابا ‪ ..‬هذه أعطانيها الدرس لنن ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫صاح به الب ‪ :‬اذهب لمك ‪ ..‬ودفعه بيده ‪..‬‬
‫دخل السجد على رسول ال ‪ e‬وهو بي أصحابه الكرام‬ ‫مضى الطفل باكيا ‪ ..‬فأقبلت إليه قطته الميلة‬
‫‪..‬‬ ‫تتمسح برجليه كالعادة ‪ ..‬فركلها برجله فضربت‬
‫فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال ‪ :‬يا‬ ‫بالدار ‪..‬‬
‫ممد خالن ‪ ..‬أي قف معي على انفراد ‪..‬‬ ‫السؤال ‪ :‬من ركل القطة ؟‬
‫وكان ‪ e‬حذرا من أمثال هؤلء ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل وال حت‬ ‫أظنك ‪ ..‬تبتسم ‪ ..‬وتقول ‪ :‬الدير ‪..‬‬
‫تؤمن بال وحده ‪..‬‬ ‫صحيح الدير ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا ممد خالن ‪..‬‬ ‫لاذا ل نتعلم فنّ توزيع الدوار ‪..‬‬
‫فأب النب ‪ .. e‬فل زال يكرر ‪ ..‬يا ممد قم معي أكلمْك‬ ‫والشياء الت ل نقدر عليها نقول بكل شجاعة ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا ممد قم معي أكلمْك ‪..‬‬ ‫هذه ليست ف أيدينا ‪ ..‬ل نقدر ‪..‬‬
‫حت قام معه رسول ال ‪ .. e‬فاجتر عامر إليه أحد‬ ‫خاصة أن تصرفاتك قد يتعدى ضررها إل أقوام ل‬
‫أصحابه اسه إربد ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن سأشغل عنك وجهه فإذا‬ ‫يكونوا طرفا ف الشكلة أصلً ‪..‬‬
‫فعلت ذلك فاضربه بالسيف ‪ ..‬فجعل إربد يده على‬ ‫وانتبه أن يستثيك الخرون ‪ ..‬ويرجونك فتضطر‬
‫سيفه واستعد ‪..‬‬ ‫لوعود ‪ ..‬قد ل تستطيع تنفيذها ‪..‬‬
‫‪e‬‬ ‫فانفرد الثنان إل الدار ‪ ..‬ووقف معهما رسول ال‬ ‫انتقل معي إن شئت إل الدينة ‪ ..‬وانظر إل رسول‬
‫يكلم عامرا ‪ ..‬وقبض أربد بيده على السيف ‪ ..‬فكلما‬ ‫ال ‪ e‬وقد جلس ف ملسه البارك ‪ ..‬بعدما انتشر‬

‫‪165‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬يذمها الناس ويتهمون من دخل بيتها ‪..‬‬ ‫أراد أن يسله يبست يده ‪ ..‬فلم يستطع سل‬
‫فلم يد مأوى آخر ‪ ..‬فنل عن فرسه مضطرا ونام ف‬ ‫السيف ‪..‬‬
‫بيتها ‪..‬‬ ‫وجعل عامر يشاغل رسول ال ‪ .. e‬وينظر إل‬
‫فاخذته غدة وانتفاخ ف حلقه كما يظهر ف أعناق البل‬ ‫إربد ‪ ..‬وإربد جامد ل يتحرك ‪..‬‬
‫فيقتلُها ‪ ..‬ففزع واضطرب ‪..‬‬ ‫فالتفت ‪ e‬فرأى أربد وما يصنع ‪..‬‬
‫وجعل يتلمس الورم ويقول ‪ :‬غدة كغدة البعي ‪ ..‬وموت‬ ‫فقال ‪ :‬يا عامر بن الطفيل ‪ ..‬أسلم ‪..‬‬
‫ف بيت سلولية ‪..‬‬ ‫فقال عامر ‪ :‬يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟‬
‫أي ‪ :‬ل موت يشرّف ‪ ..‬ول مكان يشرّف ‪..‬‬ ‫فقال ‪ e‬لك ما للمسلمي وعليك ما عليهم ‪..‬‬
‫كان يتمن أن يوت ف ساحة قتال ‪ ..‬بسيوف البطال ‪..‬‬ ‫قال عامر ‪ :‬أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟‬
‫فإذا به يوت برض حيوانات ‪ ..‬ف بيت فاجرة !!‬ ‫أن يعد عامرا بوعد قد ل يتحقق ‪..‬‬ ‫ل يشأ النب‬
‫تبا ‪ ..‬للذل والهانة ‪..‬‬ ‫فكان صريا جريئا معه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ليس ذلك لك‬
‫فأخذ يصيح بم ‪ :‬قربوا فرسي ‪..‬‬ ‫ول لقومك ‪..‬‬
‫فقربوه ‪ ..‬فوثب على فرسه ‪ ..‬وأخذ رمه ‪ ..‬وصار يول‬ ‫فخفف عامر الطلب قليلً ‪ ..‬وقال ‪ :‬أسلم على أن‬
‫به الفرس ‪..‬‬ ‫ل الوبر ولك الدر ‪ ..‬أي أكون ملكا على البادية‬
‫وهو يصيح من شدة الل ‪ ..‬ويتحسس عنقه بيده ويقول‬ ‫وأنت على الاضرة ‪..‬‬
‫‪ :‬غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أيضا ل يريد أن يلزم نفسه بوعود‬ ‫فإذا به‬
‫فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ‪ ..‬حت سقط عن فرسه‬ ‫‪ ..‬ل يدري تتحقق أم ل ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ميتا ‪..‬‬ ‫عندها غضب عامر وتغي وجهه ‪ ..‬وصاح بأعلى‬
‫تركه أصحابه ‪ ..‬ورجعوا إل قومهم ‪..‬‬ ‫صوته ‪:‬‬
‫فلما دخلوا ديارهم ‪ ..‬أقبل الناس إل إربد يسألونه ‪ :‬ما‬ ‫ل جردا ‪..‬‬
‫وال يا ممد ‪ ..‬لملنا عليك خي ً‬
‫وراءك يا أربد ؟‬ ‫ورجا ًل مردا ‪ ..‬ولربطن بكل نلة فرسا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء ‪..‬‬ ‫ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ‪..‬‬
‫لوددت لو أنه عندي الن فأرميه بالنبل حت أقتله ‪..‬‬ ‫ث خرج يزبد ويرعد ‪..‬‬
‫فخرج بعد مقالته بيوم أو يومي معه جل له ليبيعه ‪..‬‬ ‫ينظر إليه وهو مولّ ‪..‬‬ ‫فجعل‬
‫فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة فأحرقتهما ‪..‬‬ ‫ث رفع ‪ e‬بصره إل السماء وقال ‪ :‬اللهم اكفن‬
‫وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد ‪ " :‬ال ّلهُ َي ْعلَ ُم مَا‬ ‫عامرا ‪ ..‬وا ْه ِد قومه ‪..‬‬
‫ض ا َلرْحَامُ َومَا َت ْزدَادُ وَ ُكلّ شَ ْيءٍ‬
‫تَحْ ِملُ كُلّ أُنثَى َومَا َتغِي ُ‬ ‫خرج عامر مع أصحابه حت إذا فارق الدينة ‪..‬‬
‫عِندَ ُه بِ ِم ْقدَارٍ *‬ ‫تعب من السي ‪ ..‬فصادف امرأة من قومه يقال لا‬
‫شهَادَ ِة الْكَِبيُ الْمَُتعَالِ *‬
‫عَاِلمُ اْلغَ ْيبِ وَال ّ‬ ‫سلولية وكانت ف خيمة لا ‪ ..‬وكانت امرأة فاجرة‬

‫‪166‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يا فلن ‪ ..‬أنا أشعر بعاناتك ‪ ..‬وأخوك أعتبه أخي ‪..‬‬ ‫َسوَاء مّنكُم مّنْ أَ َسرّ اْل َقوْ َل َومَن َج َهرَ ِب ِه َومَنْ ُهوَ‬
‫ولئن كان إخوان خسة فهو السادس ‪ ..‬لكن الشكلة‬ ‫خفٍ بِاللّيْ ِل وَسَارِبٌ بِالّنهَارِ *‬
‫مُسْتَ ْ‬
‫أنن ل أستطيع أن أفعل شيئا الن ‪ ..‬فاعذرن ‪ ..‬وأسأل‬ ‫حفَظُوَنهُ مِنْ‬
‫َلهُ ُمعَقّبَاتٌ مّن بَيْ ِن َيدَْي ِه َومِنْ َخ ْل ِفهِ َي ْ‬
‫ال أن يوفق أخاك ‪..‬‬ ‫َأمْرِ ال ّلهِ إِنّ ال ّلهَ لَ ُيغَّي ُر مَا ِب َق ْومٍ حَتّى ُيغَّيرُوْا مَا‬
‫مع بتسامة لطيفة ‪ ..‬وتعبيات وجه مناسبة ‪..‬‬ ‫ل َم َردّ َل ُه َومَا‬
‫سهِ ْم وَِإذَا َأرَادَ ال ّلهُ ِب َق ْومٍ سُوءًا فَ َ‬
‫ِبأَْنفُ ِ‬
‫فكأنك بذا الرد الميل قضيت له ما يريد ‪ ..‬أليس‬ ‫َلهُم مّن دُوِنهِ مِن وَا ٍل *‬
‫كذلك ‪..‬؟‬ ‫ُهوَ اّلذِي ُيرِي ُكمُ الَْبرْقَ َخ ْوفًا وَطَ َمعًا وَيُنْشِىءُ‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫السّحَابَ الّثقَا َل *‬
‫كن صريا مع نفسك ‪ ..‬جريئا مع الناس ‪ ..‬واعرف‬ ‫َويُسَبّحُ الرّ ْع ُد بِحَ ْمدِ ِه وَالْمَلَِئ َكةُ مِنْ خِيفَِتهِ وَُيرْسِلُ‬
‫قدراتك والتزم بدودها ‪..‬‬ ‫صوَاعِ َق فَُيصِيبُ ِبهَا مَن يَشَاء َو ُهمْ يُجَادِلُو َن فِي‬
‫ال ّ‬
‫ال ّلهِ َو ُهوَ َشدِي ُد الْمِحَا ِل *‬
‫‪.64‬الـتـواضـع ‪..‬‬ ‫َلهُ دَ ْعوَ ُة الْحَ ّق وَاّلذِي َن َيدْعُونَ مِن دُوِنهِ لَ‬
‫كنت ف ملس فيه عدد من الوجهاء ‪..‬‬ ‫يَسْتَجِيبُو َن َلهُم بِشَ ْيءٍ ِإلّ كَبَاسِطِ َكفّ ْيهِ إِلَى الْمَاء‬
‫فتحدث أحد من رآه استغن ! وقال ف أثناء حديثه ‪:‬‬ ‫لِيَ ْبلُ َغ فَا ُه َومَا ُهوَ بِبَاِل ِغهِ َومَا دُعَاء الْكَا ِفرِينَ إِ ّل فِي‬
‫‪ ..‬ومررت بأحد العمال ‪ ..‬فمدّ يده ليصافحن ‪..‬‬ ‫ضَلَلٍ " ‪..‬‬
‫فترددت ث مددت يدي وصافحته ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ل تلتزم إل با تثق أنه يكنك الوفاء به ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬مع أن ل أعطي يدي لي أحد ‪..‬‬ ‫بعون ال ‪..‬‬
‫ما شاء ال يقول ‪ :‬ل أعطي يدي لي أحد ‪..‬‬ ‫مرة خطيبا ف الناس ‪ ..‬فتكلم عن الخرة‬ ‫قام‬
‫أما رسول ال ‪ .. r‬فكانت المة الملوكة الضعيفة ‪..‬‬ ‫وأحوالا ‪ ..‬ث صاح قائلً ‪ :‬يا فاطمة بنت ممد ‪..‬‬
‫تلقاه ف وسط الطريق ‪ ..‬فتشتكي إليه من ظلم أهلها ‪..‬‬ ‫سلين من مال ما شئت ‪ ..‬فإن ل أغن عنك من‬
‫أو كثرة شغلها ‪ ..‬فيجعل يده ف يدها ‪ ..‬فينطلق معها إل‬ ‫ال شيئا ‪..‬‬
‫أهلها ليشفع لا ‪..‬‬ ‫وأخيا ‪..‬‬
‫وكان يقول ‪ :‬ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة‬ ‫مع التأكيد على أهية عدم اللتزام بالشيء إل‬
‫من كب ‪..‬‬ ‫وأنت قادر عليه ‪ ..‬إل أنه ينبغي عند العتذار أن‬
‫كم سعنا الناس يرددون ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬فلن متكب ‪ ..‬فلن‬ ‫نستعمل أسلوبا ذكيا ‪..‬‬
‫"شايف نفسه " ‪..‬‬ ‫ل ‪ :‬جاء إليك لتبحث لخيه عن وظيفة ‪ ..‬لن‬
‫فمث ً‬
‫وتسأله ‪ :‬لاذا ل تستعن بارك ف كذا ؟ فيقول ‪ :‬فلن‬ ‫أباك مسئول كبي ‪ ..‬أو أخاك ‪ ..‬أو أنت ‪..‬‬
‫متكب علينا ‪ ..‬ما يعطينا وجه !!‬ ‫فاعتذر بأسلوب يفظ ماء وجهه ويعله يشعر أنك‬
‫كم هم مبغوضون أولئك الذين يتكبون على الناس ‪..‬‬ ‫تشاركه الم ‪ ..‬قل – مثلً ‪: -‬‬
‫ويعاملونم باستعلء ‪..‬‬
‫‪167‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫كم هو منبوذ ‪ ..‬ذاك الذي يطغى أن رآه استغن‬
‫تواضع تكن كالنجم لح لناظر‬ ‫‪..‬‬
‫على صفحات الاء وهو رفيع‬ ‫ذاك الذي يصعر خده للناس ويشي ف الرض‬
‫ول تكُ كالدخان يعلو بنفسه‬ ‫مرحا ‪..‬‬
‫على طبقات ال ّو وهو رفيع‬ ‫ذاك الذي يتكب على العمال ‪ ..‬والدام ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫والفقراء ‪..‬‬
‫من تواضع ل رفعه ‪ ..‬وما زاد ال عبدا بالتواضع إل‬ ‫يتكب عن مادثتهم ‪ ..‬ومصافحتهم ‪ ..‬ومالستهم‬
‫عزا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫مكة فاتا ‪ ..‬جعل ير بطرقات مكة‬ ‫لا دخل‬
‫‪.65‬العبادة الفية ‪..‬‬ ‫الت طالا أوذي فيها ‪ ..‬واستُهزئ به ‪..‬‬
‫قبل عشر سنوات ‪ ..‬ف أيام ربيع ‪ ..‬وف ليلة باردة كنت‬ ‫كم سع ف طرقاتا ‪ ..‬يا منون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن‬
‫ف الب مع أصدقاء ‪..‬‬ ‫‪ ..‬كذاب ‪..‬‬
‫تعطلت إحدى السيارات ‪ ..‬فاضطررنا إل البيت ف‬ ‫وهو اليوم يدخلها قائدا عزيزا ‪ ..‬مكنا ‪ ..‬قد أذل‬
‫العراء ‪..‬‬ ‫ال أهلها بي يديه ‪..‬‬
‫أذكر أنا أشعلنا نارا تلقنا حولا ‪ ..‬وما أجل أحاديث‬ ‫فكيف كان شعوره وهو داخل ؟‬
‫الشتاء ف دفء النار ‪..‬‬ ‫قال عبد ال بن أب بكر ‪:‬‬
‫طال ملسنا فلحظت أحد الخوة انس ّل من بيننا ‪..‬‬ ‫إل ذي طوى ‪ ..‬وقف على‬ ‫لا وصل رسول ال‬
‫كان رجلً صالا ‪ ..‬كانت له عبادات خفية ‪..‬‬ ‫راحلته معتجرا بقطعة برد حراء ‪..‬‬
‫كنت أراه يتوجه إل صلة المعة مبكرا ‪ ..‬بل أحيانا‬ ‫ليضع رأسه تواضعا ل ‪ ..‬حي‬ ‫وأن رسول ال‬
‫وباب الامع ل يفتح بعد ‪!!..‬‬ ‫رأى ما أكرمه ال به من الفتح ‪ ..‬حت إن عثنونه (‬
‫قام وأخذ إناءً من ماء ‪..‬‬ ‫طرف ليته ) ليكاد يس واسطة الرحل ‪..‬‬
‫ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ‪..‬‬ ‫مكة يوم الفتح‬ ‫وقال أنس ‪ :‬دخل رسول ال‬
‫أبطأ علينا ‪ ..‬فقمت أترقبه ‪ ..‬فرأيته بعيدا عنا ‪ ..‬قد لف‬ ‫وذقنه على راحلته متخشعا ‪..‬‬
‫جسده برداء من شدة البد وهو ساجد على التراب ‪..‬‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬أقبل رجل إل رسول ال‬
‫ف ظلمة ‪ ..‬يتملق ربه ويتحبب إليه ‪..‬‬ ‫فكلمه ف شيء ‪ ..‬فأخذته الرعدة ‪..‬‬
‫أيقنت أن لذه العبادة الفية ‪ ..‬عِزا ف الدنيا قبل الخرة‬ ‫‪ :‬هون عليك ‪ ..‬فإنا أنا ابن امرأة من‬ ‫فقال‬
‫‪..‬‬ ‫قريش تأكل القديد ‪ ( ..‬اللحم الـمجفف ) ‪..‬‬
‫مضت السنوات ‪..‬‬ ‫يقول ‪ :‬أجلس كما يلس العبد ‪..‬‬ ‫وكان‬
‫وأعرفه اليوم ‪ ..‬قد وضع ال له القبول ف الرض ‪..‬‬ ‫وآكل كما يأكل العبد ‪..‬‬
‫له مشاركات ف الدعوة ‪ ..‬وهداية الناس ‪..‬‬
‫‪168‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫يكون له خبيئة من عمل صال فليفعل ‪..‬‬ ‫إذا مشى ف السوق أو السجد ‪ ..‬رأيت الصغار‬
‫والعبادة الفية أنواع ‪..‬‬ ‫قبل الكبار يتسابقون إليه ‪ ..‬مصافحي ‪ ..‬ومبي ‪..‬‬
‫منها ‪ ..‬الفاظ على صلة الليل ‪ ..‬ولو ركعة واحدة وترا‬ ‫كم يتمن الكثيون من تار ‪ ..‬وأمراء ‪..‬‬
‫كل ليلة ‪ ..‬تصليها بعد العشاء مباشرة ‪ ..‬أو قبل أن تنام‬ ‫ومشهورين ‪ ..‬أن ينالوا ف قلوب الناس من الحبة‬
‫‪ ..‬أو قبل الفجر ‪ ..‬لتكتب عند ال من قوام الليل ‪..‬‬ ‫مثل ما نال ‪..‬‬
‫‪ :‬إن ال وتر يب الوتر ‪ ..‬فأوتروا يا أهل القرآن‬ ‫قال‬ ‫ولكن هيهاااات ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أأبيت سهران الدجى ‪ ..‬وتبيته *** نوما ! وتبغي‬
‫ومنها ‪ ..‬السعي ف الصلح بي الناس ‪ ..‬بي الزملء‬ ‫بعد ذاك لاقي ؟‬
‫التخاصمي ‪ ..‬بي اليان ‪ ..‬بي الزوجي ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ( ..‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالات‬
‫‪ :‬ال أخبكم بأفضل من درجة الصلة والصيام‬ ‫قال‬ ‫سيجعل لم الرحن وُدا ) ‪ ..‬أي يعل لم مبة ف‬
‫والصدقة ؟‬ ‫قلوب اللق ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫إذا أحبك ال جعل لك القبول ف الرض ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إصلح ذات البي ‪ ..‬وفساد ذات البي هي الالقة‬ ‫قال ‪ : e‬إن ال إذا أحب عبدا نادى جبيل ‪..‬‬
‫(‪)79‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫ومنها الكثار من ذكر ال ‪..‬‬ ‫إن قد أحببت فلنا فأحبه ‪..‬‬
‫فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فيحبه جبيل ‪..‬‬
‫‪ :‬أل أنبئكم بي أعمالكم ‪..‬‬ ‫وف الديث ‪ ..‬قال‬ ‫ث يُنادى ف أهل السماء ‪ :‬إن ال يب فلنا‬
‫وأزكاها عند مليككم ‪ ..‬وأرفعها ف درجاتكم ‪ ..‬وخي‬ ‫فأحبوه ‪..‬‬
‫لكم من إعطاء الذهب والورق ‪ ..‬وخي لكم من أن تلقوا‬ ‫فيحبه أهل السماء ‪..‬‬
‫عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ‪..‬؟‬ ‫قال ‪ :‬ث تنل له الحبة ف أهل الرض ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ ..‬وما ذاك يا رسول ال ؟‬ ‫فذلك قول ال " إن الذين آمنوا وعملوا الصالات‬
‫قال ‪ :‬ذكر ال عز وجل (‪.. )80‬‬ ‫سيجعل لم الرحن ُودّا " ‪..‬‬
‫ومنها ‪ ..‬صدقة السر ‪ ..‬فصدقة الس ّر تطفئ غضب الرب‬ ‫وإذا أبغض ال عبدا ‪ ..‬نادى جبيل ‪ :‬إن أبغضت‬
‫‪..‬‬ ‫فلنا فأبغضه ‪ ..‬فيبغضه جبيل ‪ ..‬ث يُنادى ف أهل‬
‫كان أبو بكر ‪ t‬إذا صلى الفجر خرج إل الصحراء ‪..‬‬ ‫السماء ‪ :‬إن ال يبغض فلنا فأبغضه ‪..‬‬
‫فاحتبس فيها شيئا يسيا ‪ ..‬ث عاد إل الدينة ‪..‬‬ ‫فيبغضه أهل السماء ‪..‬‬
‫فعجب عمر ‪ t‬من خروجه ‪ ..‬فتبعه يوما خفية بعدما‬ ‫ث تنل له البغضاء ف الرض ‪.. )78( ..‬‬
‫‪ :‬من استطاع منكم أن‬ ‫قال الزبي بن العوام‬
‫( ) رواه أحد وغيه ‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫( ) رواه أحد والترمذي وغيها ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪80‬‬


‫( ) رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬والترمذي واللفظ له ‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪169‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫* * * * * * * *‬ ‫صلى الفجر ‪..‬‬
‫وخرج مرة ‪ t‬إل ضواحي الدينة ‪ ..‬فإذا برجل عابر‬ ‫فإذا أبو بكر يرج من الدينة ويأت على خيمة‬
‫سبيل نازل وسط الطريق ‪ ..‬وقد نصب خيمة قدية ‪..‬‬ ‫قدية ف الصحراء ‪ ..‬فاختبأ له عمر خلف صخرة‬
‫وقعد عند بابا ‪ ..‬مضطربَ الال ‪ ..‬فسأله عمر ‪ :‬من‬ ‫‪..‬‬
‫الرجل ؟‬ ‫فلبث أبو بكر ف اليمة شيئا يسيا ‪ ..‬ث خرج ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬من أهل البادية ‪ ..‬جئت إل أمي الؤمني أصيب من‬ ‫فخرج عمر من وراء صخرته ودخل اليمة ‪ ..‬فإذا‬
‫فضله ‪..‬‬ ‫فيها امرأة ضعيفة عمياء ‪ ..‬وعندها صبية صغار ‪..‬‬
‫فسمع عمر أني امرأة داخل اليمة ‪ ..‬فسأله عنه ؟‬ ‫فسألا عمر ‪ :‬من هذا الذي يأتيكم ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬انطلق رحك ال لاجتك ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬ل أعرفه ‪ ..‬هذا رجل من السلمي ‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬هذا من حاجت ‪..‬‬ ‫يأتينا كل صباح ‪ ..‬منذ كذا وكذا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬امرأت ف الطلق ‪ -‬يعن تلد ‪ -‬وليس عندي مال‬ ‫قال فماذا يفعل ‪ :‬قالت ‪ :‬يكنس بيتنا ‪ ..‬ويعجن‬
‫ول طعام ول أحد ‪..‬‬ ‫عجيننا ‪ ..‬ويلب داجننا ‪ ..‬ث يرج ‪..‬‬
‫فرجع عمر إل بيته سريعا ‪ ..‬فقال لمرأته أم كلثوم بنت‬ ‫فخرج عمر وهو يقول ‪ :‬لقد أتعبت اللفاء من‬
‫علي ‪ :‬هل لك ف خي ساقه ال إليك ؟‬ ‫بعدك يا أبا بكر ‪ ..‬لقد أتعبت اللفاء من بعدك يا‬
‫قالت ‪ :‬وما ذاك ‪ ..‬فأخبها بب الرجل ‪ ..‬فحملت امرأته‬ ‫أبا بكر ‪..‬‬
‫معها متاعا ‪ ..‬وحل هو جرابا فيه طعام ‪ ..‬وقدرا وحطبا‬ ‫* * * * * * * *‬
‫‪ ..‬ومضى إل الرجل ‪..‬‬ ‫ول يكن عمر ‪ t‬بعيدا ف تعبده وإخلصه عن أب‬
‫ودخلت امرأة عمر على الرأة ف خيمتها ‪..‬‬ ‫بكر ‪..‬‬
‫وقعد هو عند الرجل ‪ ..‬فأشعل النار وأخذ ينفخ الطب‬ ‫فقد رآه طلحة بن عبيد ال ‪..‬‬
‫‪ ..‬ويصنع الطعام ‪ ..‬والدخان يتخلل ليته ‪ ..‬والرجل‬ ‫خرج ف سواد الليل ‪ ..‬فدخل بيتا ث ‪ ..‬خرج منه‬
‫قاعد ينظر إليه ‪..‬‬ ‫ودخل بيتا آخر ‪ ..‬فعجب طلحة ‪ ..‬ماذا يفعل‬
‫فبينما هو على ذلك ‪ ..‬إذ صاحت امرأته من داخل‬ ‫عمر ف هذه البيوت !!‬
‫اليمة ‪ ..‬يا أمي الؤمني ‪ ..‬بشر صاحبك بغلم ‪..‬‬ ‫فلما أصبح طلحة ذهب إل البيت الول‪..‬فإذا‬
‫فلما سع الرجل ‪ ..‬أمي الؤمني ‪ ..‬فزع وقال ‪ :‬أنت عمر‬ ‫عجوز عمياء مقعدة‪..‬‬
‫بن الطاب ‪ ..‬قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فاضطرب الرجل ‪ ..‬وجعل‬ ‫فقال لا ‪ :‬ما بال هذا الرجل يأتيك ؟‬
‫يتنحى عن عمر‪ ..‬فقال له عمر ‪ :‬مكانك ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬إنه يتعاهدن منذ كذا وكذا ‪ ..‬يأتين با‬
‫ث حل عمر القدر ‪ ..‬وقربه إل اليمة وصاح بامرأته ‪..‬‬ ‫يصلحن ويرج عن الذى ‪..‬‬
‫أشبعيها ‪..‬‬ ‫فخرج طلحة وهو يقول‪ :‬ثكلتك أمك يا‬
‫فأكلت الرأة من الطعام ‪ ..‬ث أخرجت باقي الطعام خارج‬ ‫طلحة‪..‬أعثراتُ عمرَ تتبع؟‬

‫‪170‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فاطلب مبة الالق ‪ ..‬وهو يتكفل بزرع مبتك ف قلوب‬ ‫اليمة ‪..‬‬
‫خلقه ‪..‬‬ ‫فقام عمر فأخذه فوضعه بي يدي الرجل ‪ ..‬وقال‬
‫له ‪ :‬كل ‪ ..‬فإنك قد سهرت من الليل ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫ث نادى عمر امرأته فخرجت إليه ‪..‬‬
‫ليس الغاية أن تكون ظواهر الخرين تبك ‪ ..‬إنا الغاية‬ ‫فقال للرجل ‪ :‬إذا كان من الغد ‪ ..‬فأتنا نأمر لك‬
‫أن تبك بواطنهم أيضا ‪..‬‬ ‫با يصلحك ‪..‬‬
‫* * * * * * * *‬
‫‪.66‬أخرجهم من الفرة ‪..‬‬
‫وكان علي بن السي يمل جراب البز على‬
‫أل يقع مرة أن أحرجك شخص ف ملس عام بكلمة‬
‫ظهره بالليل ‪ ..‬فيتصدق با‪..‬ويقول ‪ :‬إن صدقة‬
‫جارحة ‪..‬‬
‫السر تطفىء غضب الرب ‪..‬‬
‫أو ربا سخر منك ‪ ..‬بأي شيء وإن كان صغيا ‪..‬‬
‫فلما مات وجدوا ف ظهره آثار سواد ‪ ..‬فقالوا ‪:‬‬
‫بلباسك أو كلمك ‪ ..‬أو أسلوبك ‪..‬‬
‫هذا ظهر حال ‪ ..‬وما علمناه اشتغل حالً ‪..‬‬
‫فدافع عنك شخص ما ‪ ..‬فشعرت بامتنان عظيم له ‪..‬‬
‫فانقطع الطعام عن مائة بيت ف الدينة ‪ ..‬من بيوت‬
‫لنه كأنا أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك غيك إل‬
‫الرامل واليتام ‪ ..‬كان يأتيهم طعامهم بالليل ‪ ..‬ل‬
‫هاوية ‪..‬‬
‫يدرون من يضره إليهم ‪ ..‬فعلموا أنه الذي ينفق‬
‫مارس هذه الهارة مع الخرين ‪ ..‬وسترى لا تأثيا ساحرا‬
‫عليهم ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫وصام أحد السلف عشرين سنة ‪ ..‬يصوم يوما‬
‫لو دخلت على شخص وأقبل ولده يمل طبقا ف طعام ‪..‬‬
‫ويفطر يوما ‪ ..‬وأهله ل يدرون عنه ‪ ..‬كان له‬
‫ل ‪ ..‬فكاد أن يقع الطبق على الرض ‪..‬‬
‫لكنه استعجل قلي ً‬
‫دكان يرج إليه إذا طلعت الشمس ويأخذ معه‬
‫فانطلق الب عليه ثائرا ‪ ..‬لاذا العجلة ؟ كم مرة أعلمك‬
‫فطوره وغداءه ‪ ..‬فإذا كان يوم صومه تصدق‬
‫؟ ‪..‬‬
‫بالطعام ‪ ..‬وإذا كان يوم فطره أكله ‪..‬‬
‫فاحرّ وجه الولد واصفرّ ‪..‬‬
‫فإذا غربت الشمس ‪ ..‬رجع إل أهله وتعشى معهم‬
‫فقلت أنت ‪ :‬ل ‪ ..‬بل فلن بطل ‪ ..‬رجُل ‪ ..‬ما شاء ال‬
‫‪..‬‬
‫عليه يمل كل هذا لوحده ‪ ..‬ولعله استعجل لن فيه‬
‫نعم ‪ ..‬كانوا يستشعرون العبودية ل ف جيع‬
‫أغراض أخرى أيضا ‪..‬‬
‫أحوالم ‪..‬‬
‫أي امتنان سيشعر به الغلم لك ‪..‬‬
‫هم التقون ‪ ..‬وال يقول ‪ } :‬إِنّ ِللْ ُمّتقِيَ َمفَازًا *‬
‫هذا مع الصغار ‪ ..‬فما بالك مع الكبار ‪..‬‬
‫َحدَائِ َق وَأَعْنَابًا * وَ َكوَا ِعبَ أَْترَابًا * وَ َكأْسًا ِدهَاقًا *‬
‫لو أثنيت على زميل ف اجتماع ‪ ..‬بعدما صبوا عليه وابلً‬
‫لّا يَسْ َمعُونَ فِيهَا َل ْغوًا وَلَا ِكذّابًا * َجزَاء مّن رّّبكَ‬
‫من اللوم ‪..‬‬
‫عَطَاء حِسَابًا { ‪..‬‬
‫أو أثنيت على أحد إخوانك ‪ ..‬بعدما انكب الراد‬
‫‪171‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫السرة عليه معاتبي ‪..‬‬
‫كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء ‪..‬‬ ‫شرْ يا‬
‫شاب أحرجه شخص بسؤال أمام الناس ‪ :‬بَ ّ‬
‫فلن ‪ ..‬كم نسبتك ف الامعة ؟!‬
‫‪.67‬الهتمام بالظهر ‪..‬‬ ‫بال عليك ‪ ..‬هل هذا سؤال يسأله عاقل أمام‬
‫كان أبو حنيفة جالسا يوما بي طلبه ف السجد يدرس‬ ‫الناس ؟!!‬
‫‪..‬‬ ‫فانقلب وجه الشاب متلونا ‪ ..‬فأنقذته قائلً بلطف‬
‫وكان به أل ف ركبته ‪ ..‬وقد مد رجله ‪ ..‬واتكأ على‬ ‫‪ :‬ليش يا أبا فلن ‪ ..‬ستزوجه ؟!! أو عندك وظيفة‬
‫جدار ‪..‬‬ ‫له ؟ أو ‪..‬‬
‫ف هذه الثناء ‪ ..‬أقبل رجل عليه لباس حسن ‪ ..‬وعمامة‬ ‫فضحكوا ونُسي السؤال ‪..‬‬
‫حسنة ‪ ..‬ومظهر مهيب ‪ ..‬كان وقورا ف مشيته ‪ ..‬جليلً‬ ‫أو لو عاتبه على دن ّو معدله الدراسي ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫ف خطوته ‪..‬‬ ‫أخي ل تلمه ‪ ..‬تصصه صعب ‪ ..‬لكن سيشد‬
‫أفسح له لطلب حت جلس بانب أب حنيفة ‪..‬‬ ‫حيله إن شاء ال ‪..‬‬
‫فلما رأى ابو حنيفة مظهره ‪ ..‬ورزانته ‪ ..‬ورتابة هيئته ‪,,‬‬ ‫كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء ‪..‬‬
‫استحى من طريقة جلسته وثن رجله ‪ ..‬وتمل أل ركبته‬ ‫إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة‬
‫لجله ‪..‬‬ ‫سكون‬
‫استمر أبو حنيفة ف درسه والرجل يسمع ‪..‬‬ ‫‪r‬‬ ‫كان عبد ال بن مسعود ‪ .. t‬يشي مع النب‬
‫فلما انتهى من الدرس ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫بدأ الطلب يسألون ‪ ..‬فرفع ذلك الرجل يده ليسأل ‪..‬‬ ‫فمرا بشجرة فأمره النب أن يصعدها ويتزّ له عودا‬
‫التفت إليه الشيخ ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما سؤالك ؟‬ ‫يتسوك به ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مت وقت صلة الغرب ؟‬ ‫فرقى ابن مسعود وكان خفيفا ‪ ..‬نيل السم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إذا غربت الشمس ‪!! ..‬‬ ‫فأخذ يعال العود لقطعه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وإذا جاء الليل والشمس ل تغرب ‪ ..‬فماذا نفعل ؟!‬ ‫فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه ‪ ..‬فإذا‬
‫فقال أبو حنيفة ‪ :‬آن لب حنيفة أن يد رجليه ‪ ..‬ومد‬ ‫ها ساقان دقيقتان صغيتان ‪..‬‬
‫رجله كما كانت ‪..‬‬ ‫فضحك القوم من دقة ساقيه ‪..‬‬
‫وسكت عن هذا السؤال التناقض !!‪ ..‬إذ كيف يأت‬ ‫فقال النب ‪ : r‬ممّ تضحكون ؟! ‪ ..‬من دقة‬
‫الليل والشمس ل تغرب ؟!!‬ ‫ساقيه ؟!‬
‫يقولون إن النظرة الول إليك تكوّن ف ذهن القابل أكثر‬ ‫والذي نفسي بيده إنما أثقل ف اليزان من أحد ‪..‬‬
‫من ‪ %70‬من تصوره عنك ‪..‬‬ ‫(‪)81‬‬

‫ويبدو أنه عند التأمل ستجد أن النظرة الول تكون أكثر‬


‫من ‪ %95‬عنك ‪ ..‬حت تتكلم ‪ ..‬أو تعرّف بنفسك ‪..‬‬ ‫( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها‬ ‫‪81‬‬

‫‪172‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫كف رسول ال‬ ‫ولو مشيت ف مر ف مستشفى أو شركة وبانبك‬
‫وكان ‪ r‬أحسن الناس وجها ‪ ..‬كان وجهه مستنيا‬ ‫شخص عليه ثياب حسنة ‪ ..‬وعليه وقار ف مشيته‬
‫كالشمس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لرأيت أنك – ربا ل شعوريا – إذا وصلت إل‬
‫وكان إذا ُسرّ استنـار وجهه ‪ ..‬حت كأن وجهه قطعة‬ ‫باب ف المر التفتّ إليه وقلت له ‪ :‬تفضل ‪ ..‬طال‬
‫قمر ‪..‬‬ ‫عمرك !!‬
‫قال جابر بن سرة رأيت رسول ال ‪ r‬ف ليلة مضيئة‬ ‫ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرأيتها فوضى ‪..‬‬
‫مقمرة ‪..‬‬ ‫هنا فردة حذاء مرمي ‪ ..‬وهنا روق شاورما ‪ ..‬وها‬
‫فجعلت أنظر إل رسول ال ‪ r‬وإل القمر ‪ ..‬وعليه حلة‬ ‫منديل ‪ ..‬وأشرطة كاسيت متناثرة ‪..‬‬
‫حراء ‪ ..‬فإذا هو عندي أحسن من القمر ‪..‬‬ ‫لكونت فكرة عن الشخص مباشرة أنه فوضوي ‪..‬‬
‫وكان يأمر السلمي بذلك يأمر السلمي براعاة الظهر ‪..‬‬ ‫غي مبال بالترتيب ‪..‬‬
‫‪r‬‬ ‫‪ ..‬قال ‪ :‬أتيت النب‬ ‫عن أب الحوص عن أبيه‬ ‫وكذلك ف لباس الناس ‪ ..‬ومظهرهم العام ‪..‬‬
‫وعليّ ثوب دون ( أي ردئ ) ‪..‬‬ ‫والذي أعنيه هنا هو الهتمام بالظهر ل السراف‬
‫فقال ‪ : r‬ألك مال ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫ف اللباس أو السيارة ‪ ..‬أو الثاث ‪ ..‬أوغيها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬من أي الال ؟ قلت ‪ :‬من البل والبقر والغنم‬ ‫يعتن بذه النواحي كثيا ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬
‫واليل والرقيق ‪..‬‬ ‫فكان له حلة حسنة يلبسها ف العيدين والمعة ‪..‬‬
‫ي أثرُ نعمة ال عليك‬
‫فقال ‪ : r‬فإذا آتاك ال مالً ‪ ..‬فلُ َ‬ ‫وكانت له حلة يلبسها ف استقبال الوفود ‪..‬‬
‫وكرامتِه ‪..‬‬ ‫كان يعتن بظهره ورائحته ‪..‬‬
‫وقال ‪ ( : r‬من أنعم ال عليه نعمة ‪ ..‬فإن ال يب أن‬ ‫وكان يب الطيب ‪..‬‬
‫يرى أثر نعمته على عبده ) ‪.‬‬ ‫‪ :‬كان رسول ال ‪ .. r‬أزهر اللون‬ ‫قال أنس‬
‫قال ‪:‬‬ ‫وعن جابر بن عبدال‬ ‫كأن عرقه اللؤلؤ ‪ ..‬إذا مشا تكفأ ‪..‬‬
‫ل شعثا قد‬
‫أتانا رسول ال ‪ .. r‬زائرا ف منلنا فرأى رج ً‬ ‫وما مسست ديباجا ول حريرا ألي من كف‬
‫تفرق شعره ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪.. r‬‬
‫فقال ‪ :‬أما كان يد هذا ما يُسكن به شعره ؟‬ ‫ول شمت مسكا ول عنبا أطيب من رائحة النب‬
‫ل آخر وعليه ثياب وسخة فقال ‪ :‬أما كان هذا‬
‫ورأى رج ً‬ ‫‪ .. r‬وكانت يدُه مطيب ًة كأنا أخرجت من جؤنة‬
‫يد ماء يغسل به ثوبه ؟ ‪..‬‬ ‫عطار ‪..‬‬
‫وقال ‪ ( :‬من كان له شعر فليكرمه ) ‪..‬‬ ‫وكان ‪ .. r‬يعرف بريح الطيب إذا أقبل ‪..‬‬
‫وكان يرّص على حسن السمت ‪ ..‬وجال الشكل ‪..‬‬ ‫( كان رسول ال ‪ r‬ل يرد الطيب‬ ‫وقال أنس‬
‫واللباس ‪ ..‬وطيب الرائحة ‪..‬‬ ‫) ‪..‬‬
‫وكان يردد ف الناس قائلً ‪ ( :‬إن ال جيل يب المال )‬ ‫قال أنس ‪ :‬ما مسست حريرا ول ديباجا ألي من‬

‫‪173‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الطرق ؟‬ ‫(‪.. )82‬‬
‫قال ‪ :‬إي وال يا دكتور كأنك ترى ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا شاطر !! إذا أردت أن تكذب فاضبط الكذبة‬ ‫تربة ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا أخي اليوم خييييس ‪ ..‬يعن ما فيه دوامات ‪ ..‬من‬ ‫النظرة الول إليك تطبع ف ذهن القابل ‪%70‬‬
‫أين جاءت الزحة ؟!!‬ ‫من تصوره عنك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬آه يا دكتور ‪ ..‬نسيت ‪ " ..‬بنشر علي الكفر " ‪..‬‬
‫‪.68‬الصدق ‪..‬‬
‫أي تعطلت إحدى إطارات السيارة فوقف لصلحها ‪!!..‬‬
‫أذكر أن كنت أراقب على الطلب يوما ف قاعة‬
‫كان السكي مضطربا متورطا ‪ ..‬فضحكت ودخل‬
‫المتحان ‪ ..‬وكان المتحان يوم خيس ‪ ..‬ومع أن‬
‫ليمتحن ‪..‬‬
‫يوم الميس هو إجازة أصلً إل أننا اضطررنا أن‬
‫نعم ‪ ..‬ما أقبح أن يكتشف الناس أنك تكذب عليهم ‪..‬‬
‫نعل فيه امتحانا لزحة الواد ‪..‬‬
‫الكذب ينفر الناس عنك ‪ ..‬ويفقدك الصداقية عندهم ‪..‬‬
‫بعد مضي ربع ساعة من بداية المتحان ‪ ..‬أقبل‬
‫ويعلهم ل يثقون فيك ‪..‬‬
‫أحد الطلب متأخرا ‪ ..‬كان السكي يبدو عليه‬
‫فلو وقعت لحدهم مشكلة ‪ ..‬فلن يشكوها إليك ‪..‬‬
‫الضطراب الشديد ‪..‬‬
‫ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل ‪..‬‬
‫قلت له ‪ :‬عفوا ‪ ..‬أتيت متأخرا ولن أسح لك‬
‫‪ :‬يطبع الؤمن على اللل كلها إل اليانة‬ ‫قال‬
‫(‪)83‬‬ ‫بدخول المتحان ‪..‬‬
‫والكذب‬
‫فبدأ يرجون أن أسح له ‪..‬‬
‫وسئل ‪ ..‬فقيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أيكون الؤمن‬
‫قلت ‪ :‬ما الذي أخرك ؟!‬
‫جبانا ؟‬
‫قال ‪ :‬وال يا دكتور ‪ ..‬راحت علي نومة !!‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫أعجبن صدقه ‪ ..‬وقلت تفضل ‪ ..‬فدخل وامتحن‬
‫ل؟‬
‫فقيل ‪ :‬أيكون الؤمن بي ً‬
‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫بعده بدقائق أقبل طالب آخر ‪ ..‬قلت ‪ :‬ما أخرك ؟‬
‫فقيل ‪ :‬أيكون الؤمن كذابا ؟‬
‫(‪)84‬‬ ‫قال ‪ :‬يا دكتور وال الطريق زححححمة ‪ ..‬تعرف‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫الناس ف الصباح طالعي لدواماتم ‪ ..‬هذا رايح‬
‫وقال عبد ال بن عامر ‪:‬‬
‫جامعته ‪ ..‬وهذا لشركته ‪ ..‬وهذا ‪..‬‬
‫دعتن أمي يوما ‪ ..‬ورسول ال قاعد ف بيتنا ‪ ..‬فقالت‬
‫وجعل يعدد عليّ ليقنعن أن الطريق زحة ‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫ونسي السكي أن اليوم إجازة للموظفي ‪ ..‬وربا‬
‫ها ‪ ..‬تعال أعطيك ‪..‬‬
‫ليس ف الطرق إل طلبنا !!‬
‫قلت له ‪ :‬يعن الشوارع زحة ‪ ..‬والسيارات تل‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها‬ ‫‪83‬‬

‫( ) مالك ف الؤطأ‬ ‫‪84‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪82‬‬

‫‪174‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قلت ‪ :‬عجبا !! ليش ما ذكرته ‪ ..‬وقد رأيتنا متحيين ؟!‬ ‫فقال لا رسول ال ‪ :‬وما أردت أن تعطيه ؟‬
‫خفض رأسه وقال ‪ :‬خجلت أتكلم ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬أعطيه ترا ‪..‬‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬تبا للجُب ‪..‬‬ ‫فقال لا ‪ :‬أما إنك لو ل تعطيه شيئا ‪ ..‬كتبت‬
‫(‪)85‬‬
‫وآخر كان يدرس ف السنة الخية من الثانوية ‪..‬‬ ‫عليك كذبة‬
‫التقيت به يوما فقال ل ‪ :‬قبل يومي دخلت الفصل ‪..‬‬ ‫إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب‬ ‫وكان‬
‫فرأيت الطلب واجي ‪ ..‬والدرس جالس على كرسيه ‪..‬‬ ‫كذبة ‪ ..‬ل يزل معرضا عنه ‪..‬‬
‫بدون شرح ‪..‬‬ ‫ف كثي من الحيان يندفع بعض الناس إل الكذب‬
‫جلست وسألت الذي بانب ‪ :‬ما الب ؟!‬ ‫‪ ..‬لجل إظهار أنفسهم بصورة أكب من القيقة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬زميلنا عساف مات البارحة ‪..‬‬ ‫فتجده يكذب ف بطولت يؤلفها ‪ ..‬ومواقف‬
‫كان ف الفصل عدد من أصدقاء عساف ‪ ..‬تاركون‬ ‫يترعها ‪..‬‬
‫للصلة ‪ ..‬والغون ف عدد من الحرمات ‪..‬‬ ‫أو يزيد ف القصص ‪ ..‬ليملّحها ‪..‬‬
‫كان تأثي الب عليهم واضحا ‪ ..‬حدثتن نفسي أن ألقي‬ ‫أو يدعي أشياء عنده ‪ ..‬وهو كاذب ‪ ..‬فيتشبع با‬
‫عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلة ‪ ..‬وبر‬ ‫ل يعط ‪..‬‬
‫الولدين ‪ ..‬وإصلح النفس ‪..‬‬ ‫أو تد الكذاب يعد ويلف ‪..‬‬
‫قلت له ‪ :‬متااااز ‪ ..‬هل فعلت ؟‬ ‫أو يتورط بأمور ‪ ..‬فيختلق أعذارا متنوعة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بصراحة ‪ ..‬ل ‪ ..‬خجلت ‪..‬‬ ‫وسرعان ما يكتشف الناس كذبه فيها ‪..‬‬
‫سكت ‪ ..‬وكظمت غيظي وأنا أقول ف نفسي ‪ :‬تبا‬ ‫وقف أحد العلماء أمام السلطان ‪ ..‬فشهد على‬
‫للـجُبْن ؟!!‬ ‫شيء ‪..‬‬
‫امرأة تسألا ‪ :‬لاذا ل تصارحي زوجك بالوضوع ؟‬ ‫فقال السلطان ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬أستحي !! خفت يزعل !! خفت يهجرن ‪..‬‬ ‫فصاح العال ‪ :‬أعوذ بال ‪ ..‬وال لو نادى منادٍ من‬
‫خفت ‪..‬‬ ‫السماء ‪ :‬إن ال أحلّ الكذب ‪ ..‬لا كذبت ‪..‬‬
‫شاب تسأله ‪ :‬لـمَ ل تب أباك بالشكلة قبل أن تتفاقم ؟!‬ ‫فكيف وهو حرام !!‬
‫فيقول ‪ :‬أخاف ‪ ..‬ما أترأ ‪..‬‬
‫أو ربا رفع أحدهم ضغطك بقوله ‪ :‬أستحي أبتسم ‪..‬‬ ‫حقيقة ‪..‬‬
‫أخجل أثن عليه ‪..‬‬ ‫الكذب لون واحد كله أسود ‪..‬‬
‫أخاف يقولون يامل ‪ ..‬يستخف دمه ‪..‬‬
‫‪.69‬الشجاعة ‪..‬‬
‫أسع هذه التصرفات كثيا ‪ ..‬فأتن أن أصرخ فيهم ‪ :‬يا‬
‫قال ل بعدما خرجنا من الوليمة ‪ :‬تصدق كنت‬
‫جبناااااء ‪ ..‬إل مت ؟!‬
‫أعرف اسم الصحاب الذي تكلمتم عنه ‪..‬‬
‫البان ل يبن مدا ‪ ..‬هو صفر على الشمال دائما ‪..‬‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪85‬‬

‫‪175‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أحيانا ‪ ..‬واتموه بعدم الرونة ‪ ..‬إل أن مشاعرهم‬ ‫إن حضر ملسا تلحّف بـجُـبْنه ول يشارك برأي‬
‫الداخلية تؤمن أنا أمام بطل ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو ينطق بكلمة ‪..‬‬
‫فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه ويشعر بأهيته أكثر ن غيه ‪..‬‬ ‫وإن ذكروا نكتة ضحكوا وعلّقوا ‪ ..‬ول يستطع أن‬
‫وليش هذا خاصا بأحد النسي دون الخر ‪ ..‬بل الرجال‬ ‫يزيد على أن خفض رأسه وتبسم ‪..‬‬
‫والنساء ف ذلك سواء ‪..‬‬ ‫وإن حضر ملسا ‪ ..‬ل ينتبه أحد لوجوده ‪..‬‬
‫فاثبت على مبادئك ول تقدم تنازلت ‪ ..‬عندها سيضخ‬ ‫والعظم من ذلك إن كان أبا ‪ ..‬أو زوجا ‪ ..‬أو‬
‫الناس لا ‪..‬‬ ‫مديرا ‪..‬‬
‫لا ظهر السلم ف الناس جعلت لقبائل تفد إل رسول ال‬ ‫أو حت زوجة أو أما ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫الناس يكرهون البان ‪ ..‬وليس له قدر ‪..‬‬
‫فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجلً ‪..‬‬ ‫فعود نفسك على الشجاعة ف اللقاء ‪..‬‬
‫السجد ليسمعوا القرآن‬ ‫فلما قدموا أنزلم رسول ال‬ ‫الشجاعة ف النصح ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫الشجاعة ف تطبيق مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫فسألوه ‪ :‬عن الربا والزنا والمر ؟‬
‫فحرم عليهم ذلك كله ‪..‬‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫وكان لم صنم ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهم ‪ ..‬اسه‬ ‫عوّد نفسك ودربا ‪ ..‬وإنا النصر ‪ :‬صب ساعة‬
‫" الربة " ‪ ..‬ويصفونه بـ " الطاغية " ‪ ..‬وينسجون حوله‬ ‫‪..‬‬
‫القصص والكايات للدللة على قوته ‪..‬‬
‫‪.70‬الثبات على البادئ ‪..‬‬
‫فسألوه عن " الربة " ما هو صانع با ؟‬
‫كلما كانت شخصية الشخص أقوى ‪ ..‬وثباته على‬
‫قال ‪ :‬اهدموها ‪..‬‬
‫مبادئه أشد ‪ ..‬كان أهم ف الياة ‪..‬‬
‫ففزعوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬هيهات ‪ ..‬لو تعلم الربة أنك تريد أن‬
‫أحينا يكون من مبادئك عدم أخذ الرشوة ‪ ..‬مهما‬
‫تدمها ‪ ..‬قتلت أهلها !!‬
‫ملّحوا أساءها ‪ ..‬بشيش ‪ ..‬هدية ‪ ..‬عمولة ‪..‬‬
‫وكان عمر حاضرا ‪ ..‬فعجب من خوفهم من هدم صنم‬
‫زوجة يكون من مبادئها ‪ ..‬عدم الكذب على‬
‫‪..‬‬
‫زوجها ‪ ..‬مهما زينوه لا ‪ ..‬تشية حال ‪ ..‬كذب‬
‫فقال ‪ :‬ويكم يا معشر ثقيف !! ما أجهلكم !! إنا الربة‬
‫أبيض ‪..‬‬
‫حجر ‪..‬‬
‫من البادئ ‪ ..‬عدم تكوين علقات مرمة مع‬
‫فغضبوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬إنا ل نأتك يا ابن الطاب ‪..‬‬
‫النس الخر ‪ ..‬عدم شرب المر ‪..‬‬
‫فسكت عمر ‪..‬‬
‫شخص ل يدخن ‪ ..‬جلس مع أصحابه ‪ ..‬ليثبت‬
‫فقالوا ‪ :‬نشترط أن تدع لنا الطاغية ثلث سني ‪ ..‬ث‬
‫على مبادئه ‪..‬‬
‫تدمه بعدها إن شئت ‪..‬‬
‫الشخص الثابت على مبادئه وإن انتقدته أصحابه‬
‫‪176‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫أنم يساومونه على أمر ف‬ ‫فرأى النب‬
‫وجعلوا يرقبون الصنم ‪ ..‬وقد وقع ف قلوبم أنه لن ينهدم‬ ‫العقيدة !! هو أصل من أصول السلم ‪ ..‬فما دام‬
‫‪ ..‬وأن الصنم سيمنع نفسه ‪..‬‬ ‫أنم سيسلمون ‪ ..‬فما الداعي للتعلق بالصنم ‪!! ..‬‬
‫فقام الغية بن شعبة ‪ ..‬فأخذ الفأس ‪ ..‬والتفت إل‬ ‫‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫الصحابة الذين معه وقال ‪:‬‬ ‫قالوا ‪ :‬فدعه سنتي ‪ ..‬ث اهدمه ‪..‬‬
‫وال لضحكنكم من ثقيف !!‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ث اقبل إل الصنم ‪ ..‬فضرب الصنم بالفأس ‪ ..‬ث سقط‬ ‫قالوا ‪ :‬فدعه سنة واحدة ‪..‬‬
‫وجعل يرفس برجله ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فصاحت ثقيف ‪ ..‬وارتوا ‪ ..‬وفرحوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬أبعد ال‬ ‫قالوا ‪ :‬فدعه شهرا واحدا !!‬
‫الغية ‪ ..‬قتلته الربة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ث التفتوا إل بقية الصحابة وقالوا ‪:‬‬ ‫فلما رأوا أنه ل يستجب لم ف ذلك ‪ ..‬فالسألة‬
‫من شاء منكم فليقترب ‪..‬‬ ‫شرك وإيان ‪ ..‬ل مال فيها للمفاوضة !!‬
‫عندها قام الغية ضاحكا ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فتو ّل أنت هدمها ‪ ..‬أما‬
‫ويكم يا معشر ثقيف ‪ ..‬إنا هي لكاع ( أي مزحة ) ‪..‬‬ ‫نن فإنا لن ندمها أبدا ‪..‬‬
‫وهذا صنم ‪ ..‬حجارة ومدر ‪ ..‬فاقبلوا عافية ال واعبدوه‬ ‫‪ :‬سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬والصلة ‪ ..‬ل نريد أن نصلي ‪ ..‬فإننا‬
‫ث أقبل يهدم الصنم ‪ ..‬والناس معه ‪ ..‬فما زالوا يهدمونا‬ ‫نأنف أن تعلو إست الرجل رأسه !!‬
‫حجرا حجرا ‪ ..‬حت سووها بالرض ‪..‬‬ ‫‪ :‬أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم‬ ‫فقال‬
‫من ذلك ‪..‬‬
‫وحْـيْ ‪..‬‬ ‫وأما الصلة ‪ ..‬فل خي ف دين ل صلة فيه ‪!!..‬‬
‫"من طلب رضا الناس بسخط ال سخط ال عليه‬ ‫فقالوا ‪ :‬سنؤتيكها ‪ ..‬وإن كانت دناءة ‪..‬‬
‫وأسخط عليه الناس ‪ ،‬ومن طلب رضا ال بسخط‬ ‫فكاتبوه على ذلك ‪..‬‬
‫الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس "‬ ‫وذهبوا إل قومهم ‪ ..‬ودعوهم إل السلم ‪..‬‬
‫فأسلموا على مضض ‪..‬‬
‫‪.71‬إغراءات ‪..‬‬
‫ث قدم عليهم رجال من أصحاب رسول ال‬
‫قرأت أن شابا مسلما ف بريطانيا ‪ ..‬اطلع على قرأ إعلن‬
‫لدم الصنم ‪..‬‬
‫لحدى الشركات حول حاجتها إل موظفي يعملون ف‬
‫فيهم خالد بن الوليد ‪ ..‬والغية بن شعبة الثقفي ‪..‬‬
‫الراسات ‪..‬‬
‫فتوجه الصحابة إل الصنم ‪..‬‬
‫أقبل إل اللجنة الختصة بقابلة التقدمي ‪ ..‬فإذا جع كبي‬
‫ففزعت ثقيف ‪ ..‬وخرج الرجال والنساء والصبيان‬
‫من الشباب ‪ ..‬ما بي مسلمي وغي مسلمي ‪..‬‬
‫‪177‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الغراءات ‪..‬‬ ‫كلما خرج شخص من القابلة سأله الواقفون ‪..‬‬
‫إذا مشيت على الصحيح ‪ ..‬والتزمت بالصراط الستقيم‬ ‫عن ماذا سألوك ؟ وباذا أجبت ؟‬
‫‪ ..‬فأصحاب البادئ الخرى لن يتركوك ‪..‬‬ ‫كان من أهم أسئلتهم ‪ :‬كم كأسا تشرب من‬
‫فعدم قبولك للرشوة يغضب زملءك الرتشي ‪..‬‬ ‫المر يوميا ؟!‬
‫وامتنعاك عن الزنا ‪ ..‬يغضب الفاعلي !!‬ ‫جاء دور صاحبنا ‪ ..‬فدخل ‪ ..‬وتتابعت عليه‬
‫س ليلة من الليال ‪..‬‬
‫كان ي ِع ّ‬ ‫ذُكر أن عمر بن الطاب‬ ‫السئلة ‪ ..‬حت سألوه ‪ :‬كم تشرب من المر ؟‬
‫يراقب وينظر ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬أنا ل أشرب المر ‪..‬‬
‫فمر بأحد البيوت ف ظلمة الليل ‪ ..‬فسمع فيه رجال‬ ‫قالوا ‪ :‬لاذا !! هل أنت مريض ؟!‬
‫سكارى ‪ ..‬فكره أن يطرق عليهم الباب ليلً ‪ ..‬وخشي‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن مسلم ‪ ..‬والمر حرام ‪..‬‬
‫أن يكون ظنه خاطئا ‪ ..‬وأراد أن يتثبت من المر ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬يعن ل تشربا حت ف عطلة آخر‬
‫فتناول كسرة فحم من على الرض ‪ ..‬ووضع با علمة‬ ‫السبوع ؟!!‬
‫على الباب ‪ ..‬ومضى ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫سع صاحب الدار صوتا عن الباب ‪ ..‬فخرج ‪ ..‬فرأى‬ ‫فنظر بعضهم إل بعض متعجبي ‪..‬‬
‫العلمة ‪ ..‬ورأى ظهر عمر موليا ‪ ..‬ففهم القصة ‪..‬‬ ‫فلما ظهرت النتائج ‪ ..‬فإذا اسه ف أوائل القبولي‬
‫فكان الصل أن يسح العلمة وينتهي المر ‪ ..‬لكنن‬ ‫‪..‬‬
‫الرجل ل يفعل ذلك ‪!!..‬‬ ‫بدأ عمله معهم ‪ ..‬ومضى عليه أشهر ‪..‬‬
‫وإنا أخذ كسرة الفحم وأقبل إل بيوت جيانه ‪ ..‬وجعل‬ ‫وف يوم لقي أحد السئولي ف تلك القابلة وسأله ‪:‬‬
‫يرسم على أبوابا علمات !!‬ ‫لاذا كنتم تكررون سؤال عن المر ؟!‬
‫وكأنه يريد أن ينل الناس إل مستواه ‪ ..‬ويكونون مثله‬ ‫فقال ‪ :‬لن الوظيفة الطلوبة هي ف الراسات ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول يريد أن يرتفع إل مستواهم ‪!!..‬‬ ‫وكلما توظف فيها شاب ‪ ..‬فوجئنا به يشرب‬
‫وف الثل ‪ :‬ودت الزانية لو أن النساء كلهن زني ‪..‬‬ ‫المر ويسكر ‪ ..‬فيضيع مكانه ‪ ..‬ويهجم على‬
‫من التجارب ف حياتنا ‪ ..‬أن تد زوجة كثية الكذب‬ ‫الشركة من يسرقها ‪ ..‬فلما وجدناك ل تشرب‬
‫على زوجها ‪ ..‬تربت على ذلك ‪ ..‬وتعودت عليه ‪ ..‬فإذا‬ ‫المر عرفنا أننا وقعنا على مبتغانا ‪ ..‬فوظفناك‬
‫رأت من تنكر عليها ‪ ..‬وتنصحها بالصدق ‪ ..‬حاولت أن‬ ‫هنا !!‬
‫ترها إل مستنقعها ‪ ..‬فكررت عليها ‪ :‬الرجال ما يصلح‬ ‫ما أجل الثبات على البادئ وإن كثرت الغراءات‬
‫معهم إل كذا ‪ ..‬ما تشي أمورك معه إل بالكذب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فل تزال با حت تتنازل عن مبادئه وتتغي ‪ ..‬أو ربا تثبت‬ ‫الشكلة أننا نعيش ف متمعات ق ّل أن تد فيها من‬
‫‪ ..‬ولعلها ‪..‬‬ ‫يتمسك مبادئه ‪ ..‬يعيش من أجلها ويوت من‬
‫وقل مثل ذلك ف مسئول حسن اللق مع موظفيه ‪..‬‬ ‫أجلها ‪ ..‬ويثبت على اللتزام با ‪ ..‬وإن كثرت‬

‫‪178‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫بعض الناس يعذب نفسه بعدم عفوه ‪ ..‬يل صدره بأحقاد‬ ‫ويرى أن هذا ما يفيد العمل ‪ ..‬ويزرث الراحة ف‬
‫تشغله تعذبه ‪..‬‬ ‫قلوبم ‪ ..‬ويزيد النتاج ‪..‬‬
‫ول در السد ما أعدله ‪ ..‬بدأ بصاحبه فقتله ‪..‬‬ ‫فيلقاه مسئول سيء اللق ‪ ..‬مبغوض من قِبَل‬
‫فل تعذب نفسك ‪ ..‬هناك أشياء ل يكن أن تعاقب عليها‬ ‫موظفيه ‪ ..‬فيحسده – ربا – أو يريد أن يقنعه‬
‫‪..‬‬ ‫بأسلوب آخر ف التعامل ‪ ..‬فيقول له ‪ :‬ل تفعل‬
‫اِنسَ الاضي ‪ ..‬وعش حياتك ‪..‬‬ ‫كذا ‪ ..‬وافعل كذا ‪ ..‬ول تبتسم ‪ ..‬ول ‪..‬‬
‫مكة فاتا ‪ ..‬واطمأن الناس ‪..‬‬ ‫لا دخل رسول ال‬ ‫أو صاحب بقالة ل يبيع السجائر ‪ ..‬فيحول أن‬
‫خرج حت جاء الكعبة فطاف با سبعا على راحلته ‪..‬‬ ‫يقنعه ‪..‬‬
‫فلما قضى طوافه ‪ ..‬دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح‬ ‫ل واثبت على مبادئك ‪ ..‬وقل بأعلى‬
‫فكن بط ً‬
‫الكعبة ‪ ..‬ففتحت له فدخلها ‪..‬‬ ‫صوتك ‪ :‬لااااا ‪ ..‬مهما أغروك ‪..‬‬
‫فرأى فيه صور اللئكة وغيهم ‪..‬‬ ‫أن يتنازل‬ ‫وقديا حاول الكفار مع رسول ال‬
‫ورأى إبراهيم عليه السلم مصورا ف يده الزلم‬ ‫عن مبادئه ‪ ..‬فقال ال له ‪ ( :‬ودوا لو ُتدْهن‬
‫يستقسم با ‪..‬‬ ‫فيدهنون ) ‪..‬‬
‫‪ :‬قاتلهم ال ‪ ..‬جعلوا شيخنا يستقسم‬ ‫فقال‬ ‫يعن أنم ل مبادئ عندهم أصلً ليحافظوا عليها ‪..‬‬
‫بالزلم !! ما شأن ابراهيم والزلم ؟!‬ ‫وبالتال ل مانع عندهم من التنازل عن مبادئهم ‪..‬‬
‫ما كان إبراهيم يهوديا ول نصرانيا ولكن كان حنيفا‬ ‫فانتبه أن يغروك بترك مبادئك ‪..‬‬
‫مسلما وما كان من الشركي ‪..‬‬
‫بتلك الصور كلها فطمست ‪..‬‬ ‫ث أمر‬ ‫قال تعال ‪:‬‬
‫ث وجد فيها حامة من عيدان فكسرها بيده ‪ ..‬ث طرحها‬ ‫" فل تطع الكذبي * ودوا لو تدهن فيدهنون "‬
‫‪..‬‬
‫‪.72‬العفو عن الخرين ‪..‬‬
‫ث وقف على باب الكعبة ‪..‬‬
‫ل تلو الياة من عثرات تصيبنا من الناس ‪..‬‬
‫وقد اجتمع له الناس ف السجد مسلمي والكفار ينظرون‬
‫فهذه مزحة ثقيلة ‪ ..‬وتلك كلمة نابية ‪ ..‬وتعدّ على‬
‫إليه ‪..‬‬
‫حاجات شخصية ‪..‬‬
‫ث صلى ركعتي ث انصرف إل زمزم ‪ ..‬فاطلع فيها ‪..‬‬
‫خصومة بي اثني ف ملس ‪ ..‬أو اختلف ف‬
‫ودعا باء فشرب منها وتوضأ ‪..‬‬
‫وجهات نظر ‪ ..‬أو آراء ‪..‬‬
‫والناس يبتدرون وضوءه ‪..‬‬
‫وبعضنا يكب الوضوع ف نفسه ‪ ..‬وليس عنده‬
‫والشركون يتعجبون من ذلك ‪ ..‬ويقولون ‪ :‬ما رأينا ملكا‬
‫استعداد للعفو أو النسيان ‪..‬‬
‫قط ول سعنا به مثل هذا ‪..‬‬
‫أو ربا ل يلك استعدادا لقبول أعذار الخرين‬
‫ث أقبل إل مقام إبراهيم فأخره عن الكعبة ‪ ..‬وكان‬
‫والعفو عنهم ‪..‬‬
‫‪179‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫عجبا !! هل نسوا ما كانوا يفعلونه بذا الخ الكري ‪..‬‬ ‫ملصقا با ‪..‬‬
‫أين سبكم ‪ :‬منون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن ؟!‬ ‫على باب الكعبة فقال ‪:‬‬ ‫ث قام‬
‫ما دام أخا كريا ‪ ..‬وأبوه أخ كري !! فلماذا‬ ‫ل إله إل ال ‪ ..‬وحده ل شريك له ‪ ..‬صدق وعده‬
‫حاربتموه ؟!‬ ‫‪ ..‬ونصر عبده ‪ ..‬وهزم الحزاب وحده ‪..‬‬
‫أين تعذيبكم للمسلمي الضعفاء ‪..‬‬ ‫أل كل مأثرة ‪ ..‬أو دم ‪ ..‬أو مال ُيدّعى ‪ ..‬فهو‬
‫هذا بلل واقف ‪ ..‬وآثار التعذيب ل تزال ف ظهره ‪..‬‬ ‫موضوع تت قدمي هاتي ‪ ..‬إل سدانة البيت ‪..‬‬
‫وتلك نلة قريبة قتلت عندها أمية ‪ ..‬وزوجها ياسر ‪..‬‬ ‫وسقاية الاج ‪ ..‬ث جعل يقرر بعض الحكام‬
‫وهذا ابنهما عمار مع السلمي يشهد ‪..‬‬ ‫الشرعية فقال ‪:‬‬
‫أين حبسكم له مع السلمي الضعفاء ‪ ..‬ثلث سني ف‬ ‫أَلَا وقتيل الطأ شبه العمد بالسوط والعصا ‪ ..‬ففيه‬
‫شعب بن عامر ‪ ..‬حت أكلوا ورق الشجر من شدة‬ ‫الدية مغلظة مائة من البل ‪ ..‬أربعون منها ف‬
‫الوع ‪..‬؟!! ما رحتم بكاء الصغي ‪ ..‬ول أني الشيخ‬ ‫بطونا أولدها ‪..‬‬
‫الكبي ‪ ..‬ول حاملً ول مرضعا !!‬ ‫ث نظر إل رؤوس قريش وساداتا ‪ ..‬فصاح بم ‪:‬‬
‫أين حربكم له ف بدر ‪ ..‬وأحد ‪ ..‬وتزبكم عليه ف‬ ‫يا معشر قريش ‪ ..‬إن ال قد أذهب عنكم نوة‬
‫الندق ؟‬ ‫الاهلية ‪ ..‬وتعظّمها بالباء ‪..‬‬
‫أين منعكم له من دخول مكة معتمرا ‪ ..‬لا جاءكم قبل‬ ‫الناس من آدم ‪ ..‬وآدم من تراب ‪..‬‬
‫سني ‪ ..‬وتركتموه مبوسا ف الديبية ‪ ..‬منوعامن دخول‬ ‫ث تل " يَا أَّيهَا النّاسُ ِإنّا َخ َلقْنَاكُم مّن ذَ َك ٍر وَأُنثَى‬
‫مكة ؟‬ ‫وَ َج َعلْنَا ُكمْ ُشعُوبًا َوقَبَائِ َل لَِتعَارَفُوا ِإنّ أَ ْك َرمَ ُكمْ عِندَ‬
‫أين صدكم لعمه أب طالب عن السلم وهو على فراش‬ ‫ال ّلهِ أَْتقَا ُكمْ إِنّ ال ّلهَ َعلِيمٌ خَِبيٌ "‬
‫الوت ؟‬ ‫ث جعل يتأمل ف وجوه الكفار ‪..‬‬
‫أين ‪..‬؟ أين ‪..‬؟ شريط طويييييل من الذكريات الؤلة ير‬ ‫وهو ف عزه وملكه عند الكعبة ‪ ..‬وهم ف ذلم‬
‫‪..‬‬ ‫أمام ناظريه‬ ‫وضعفهم ‪..‬‬
‫ليس هو فقط ‪ ..‬بل أمام ناظري أب بكر وعمر ‪..‬‬ ‫ف مكان طالا كذبوه فيه ‪ ..‬وأهانوه ‪ ..‬وألقوا‬
‫وعثمان وعلي ‪ ..‬وبلل وعمر ‪ ..‬فكل واحد من هؤلء‬ ‫الوساخ على رأسه وهو ساجد ‪..‬‬
‫‪ ..‬له مع قريش قصة حزينة ‪..‬‬ ‫وكفار قريش بي يديه ‪ ..‬مهزومي ‪ ..‬أذلء ‪..‬‬
‫كان يستطيع أن ينل بم أقسى أنواع العقوبة ‪ ..‬فهم‬ ‫صاغرين ‪..‬‬
‫أعداء ماربون ‪ ..‬معتدون ‪ ..‬خونة ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬ما ترون أن فاعل فيكم‬
‫نعم خونة ‪ ..‬خانوا صلح الديبية ‪ ..‬واعتدوا ‪..‬‬ ‫؟‬
‫كانوا مرمي ‪ ..‬متحيين ‪ ..‬ل يدرون ماذا سيُفعل بم ‪..‬‬ ‫فانتنفضوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬تفعل بنا خيا ‪ ..‬أنت أخ‬
‫يدوس على الحقاد ‪ ..‬ويلق بمته عااااليا ‪..‬‬ ‫فإذا به‬ ‫كري ‪ ..‬وابن أخ كري ‪..‬‬

‫‪180‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫خرج با عمي حت أدركه ‪ ..‬وهو يريد أن يركب ف‬ ‫ويقول كلمة يهتف با التاريخ ‪ :‬اذهبوا ‪ ..‬فأنتم‬
‫البحر ‪..‬‬ ‫الطلقاء ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا صفوان ‪ ..‬فداك أب وأمي ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ف‬ ‫فينطلقون ‪ ..‬مستبشرين ‪ ..‬تكاد أرجلهم تطي من‬
‫نفسك أن تلكها ‪ ..‬فهذا أمان من رسول ال ‪ r‬قد‬ ‫الفرح ‪..‬‬
‫جئتك به ‪..‬‬ ‫أحقا عفا عنا ؟!!‬
‫فقال صفوان ‪ :‬ويك ‪ ..‬أغرب عن فل تكلمن ‪ ..‬فإنك‬ ‫ينظر حول الكعبة ‪ ..‬فإذا ثلثمائة‬ ‫ث تلفت‬
‫كذاب ‪ ..‬وكان خائفا من مغبة ما كان فعله بالسلمي ‪..‬‬ ‫وستون صنما ‪ ..‬تعبد من دون ال ‪ ..‬عند بيته‬
‫قال ‪ :‬أي صفوان ‪ ..‬فداك أب وأمي ‪ ..‬رسول ال ‪..‬‬ ‫العظّم ‪!!..‬‬
‫أفضل الناس ‪ ..‬وأبر الناس ‪ ..‬وأحلم الناس ‪..‬وخي‬ ‫يضربا بيده الكرية ‪ ..‬فتهوي ‪ ..‬وهو‬ ‫فجعل‬
‫الناس ‪ ..‬وهو ابن عمك ‪ ..‬عزّه عزك ‪ ..‬وشرفُه شرفك‬ ‫يقول ‪:‬‬
‫‪ ..‬وملكُه ملكك ‪..‬‬ ‫جاء الق ‪ ..‬وزهق الباطل ‪ ..‬جاء الق ‪ ..‬وما‬
‫قال ‪ :‬إن أخافه على نفسي ‪..‬‬ ‫يبدئ الباطل وما يعيد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هو أحلم من ذاك وأكرم ‪..‬‬ ‫عدد من كفار قريش العتاة البغاة ‪ ..‬الذين لم‬
‫فرجع صفوان معه ‪..‬‬ ‫تاريخ أسود مع السلمي ‪ ..‬فروا من مكة قبل‬
‫حت وصل إل مكة ‪ ..‬فمضى به عمي حت وقف به على‬ ‫وأصحابه إليها ‪..‬‬ ‫دخول النب‬
‫رسول ال ‪.. r‬‬ ‫منهم صفوان بن أمية ‪..‬‬
‫فقال صفوان ‪ :‬إن هذا يزعم أنك قد أمنتن ‪..‬‬ ‫فإنه فر منها هاربا ‪ ..‬وقد تي أين يذهب ‪..‬‬
‫‪ :‬صدق ‪..‬‬ ‫قال‬ ‫فمضى إل جدة ليكب منها إل اليمن ‪..‬‬
‫قال صفوان ‪ :‬أما دخول ف السلم ‪ ..‬فاجعلن باليار‬ ‫‪ ..‬ونسيانه‬ ‫فلما رأى الناس عفو رسول ال‬
‫فيه شهرين ‪..‬‬ ‫للماضي الليم ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬أنت باليار فيه أربعة أشهر ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫جاء عمي بن وهب إل رسول ال‬
‫ث أسلم صفوان بعد ذلك ‪..‬‬ ‫يا نب ال إن صفوان بن أمية سيد قومه ‪ ..‬وقد‬
‫ما أجل العفو عن الناس ‪ ..‬ونسيان الاضي الليم ‪ ..‬هذا‬ ‫خرج هاربا منك ‪ ..‬ليقذف نفسه ف البحر ‪..‬‬
‫خلق بل شك ل يستطيعه إل العظماء ‪ ..‬الذين يترفعون‬ ‫فّأمّنه ‪ ..‬صلى ال عليك ‪..‬‬
‫بأخلقهم عن سفالة النتقام ‪ ..‬والقد ‪ ..‬وشفاء الغيظ‬ ‫قال ‪ r‬بكل بساطة ‪ :‬هو آمن ‪..‬‬
‫‪ ..‬فالياة قصية ‪ -‬على كل حال ‪ .. -‬نعم هي أقصر‬ ‫قال عمي ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فأعطن آية يعرف با‬
‫من أن ندنسها بقد وضغينة ‪..‬‬ ‫أمانك ‪ ..‬فأعطاه رسول ال ‪ r‬عمامته الت دخل‬
‫هينا لينا ‪..‬‬ ‫حت ف الاجات الاصة ‪ ..‬كان‬ ‫فيها مكة ‪ ..‬حت إذا رآها صفوان ‪ ..‬عرفها فوثق‬
‫قال القداد بن السود ‪ : t‬قدمت الدينة أنا وصاحبان ل‬ ‫ف صدق عمي ‪..‬‬

‫‪181‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ففزع القداد ‪ ..‬وقال ‪ :‬الن يدعو عليّ ‪..‬‬ ‫فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد ‪..‬‬
‫فتسمع ماذا يقول ‪ ..‬فإذا به ‪ .. r‬يقول ‪:‬‬ ‫فأتينا إل النب ‪ .. r‬فذكرنا له ‪ ..‬فأضافنا ف منل‬
‫اللهم اسق من سقان ‪ ..‬وأطعم من أطعمن ‪..‬‬ ‫وعنده أربع أعن ‪..‬‬
‫فلما سع القداد ذلك ‪ ..‬أَغتنم دعوة النب عليه الصلة‬ ‫فقال ‪ :‬احلبهن يا مقداد ‪ ..‬وجزئهن أربعة أجزاء‬
‫والسلم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأعط كل إنسان جزءا فكنت أفعل ذلك ‪..‬‬
‫قام فأخذ الشفرة السكي ‪ ..‬فدنا إل العن ‪ ..‬ليذبح‬ ‫فكان القداد كل مساء ‪ ..‬يلب فيشرب هو‬
‫إحداها ‪ ..‬ليطعم النب ‪.. r‬‬ ‫وصاحباه ‪ ..‬ويبقى جزء النب عليه الصلة والسلم‬
‫فجعل يسهن ينظر أيتهن أسن ليذبها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فإن كان موجودا شربه ‪ ..‬وإن كان غائبا‬
‫فوقعت يده على ضرع إحداهن فإذا هي حافل ‪ ..‬مليئة‬ ‫حفظوه له حت يرجع ‪..‬‬
‫باللب ‪..‬‬ ‫وف ليلة من الليال ‪ ..‬تأخر النب ‪ r‬ف الجيء‬
‫ونظر إل الخرى فإذا هي حافل ‪..‬‬ ‫إليهم ‪..‬‬
‫فنظرت فإذا هي كلهن حفل ‪ ..‬فحلب ف إناء كبي ‪..‬‬ ‫واضطجع القداد على فراشه ‪ ..‬فقال ف نفسه ‪:‬‬
‫فمله حت علت رغوته ‪..‬‬ ‫إن النب ‪ .. r‬قد أتى أهل بيت من النصار ‪..‬‬
‫ث أتى به النب ‪ .. r‬فقال ‪ :‬اشرب ‪..‬‬ ‫فأطعموه ‪..‬‬
‫فلما رأى رسول ال ‪ r‬كثرة اللب ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫فلو قمت فشربت هذه الشربة ‪..‬‬
‫أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟‬ ‫فلم تزل به نفسه حت قام فشربا ‪ ..‬ول يبق للنب‬
‫فقال ‪ :‬اشرب يا رسول ال ‪ ..‬فقال ‪ :‬ما الب يا مقداد ؟‬ ‫‪ r‬شيئا ‪..‬‬
‫ث ناول القدح‬ ‫قال ‪ :‬اشرب ث الب ‪ ..‬فشرب النب‬ ‫قال القداد ‪ :‬فلما دخل ف بطن وتقار ‪ ..‬أخذن ما‬
‫للمقداد ‪ ..‬فقال القداد ‪ :‬اشرب يا رسول ال ‪..‬فشرب‬ ‫قدم وما حدث ‪..‬‬
‫ث ناوله القدح ‪ ..‬قال ‪ :‬اشرب يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬ييء الن النب ‪ r‬جائعا ‪..‬ظمآنا ‪ ..‬فل‬
‫قال القداد ‪ ..‬فلما عرفت أن رسول ال ‪ r‬قد روي ‪..‬‬ ‫يرى ف القدح شيئا ‪ ..‬فيدعو علي ‪..‬‬
‫وأصابتن دعوته ‪..‬‬ ‫فسجيت ثوبا على وجهي ‪ ..‬يعن من الم ‪..‬‬
‫ضحكت حت ألقيت إل الرض ‪..‬‬ ‫فلما مضى بعض الليل ‪..‬‬
‫فقال رسول ال ‪ :‬إحدى سوآتك يا مقداد ! ‪.‬‬ ‫وجاء النب ‪ .. r‬فسلم تسليمة تسمع اليقظان ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إنك قد أبطأت علينا الليلة ‪..‬‬ ‫ول توقظ النائم ‪..‬‬
‫وكنت جائعا فقلت ف نفسي لعل رسول ال ‪ r‬قد تعشى‬ ‫والقداد على فراشه ‪ ..‬ينظر إليه ‪ ..‬فأقبل ‪ r‬إل‬
‫عند بعض النصار ‪ ..‬وقص عليه القصة كلها ‪ ..‬وكيف‬ ‫إنائه ‪..‬‬
‫أن العن حلبت ف ليلة واحدة مرتي ‪ ..‬على غي العادة‬ ‫فكشف عنه فلم ير شيئا ‪ ..‬فرفع بصره إل السماء‬

‫‪182‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أحسن إل الناس تستعبد قلوبم‬ ‫‪..‬‬
‫فطالا استعبد النسان إحسان‬ ‫كان من أمري كذا ‪ ..‬فصنعت كذا وكذا ‪..‬‬
‫وينبغي عند إكرام غيك أن تكون نيتك حسنة ‪ ..‬للتآلف‬ ‫فقال ‪ :‬ما كانت هذه إل رحة ال ‪ ..‬أل كنت‬
‫مع إخوانك السلمي ‪ ..‬وكسب مودتم ‪ ..‬والتقرب إل‬ ‫آذنت توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها ‪..‬‬
‫ال بالحسان إليهم ‪ ..‬ل لجل شهرة أو رئاسة أو كسب‬ ‫فقلت ‪ :‬والذي بعثك بالق ما أبال إذا أصبتَها ‪..‬‬
‫مديهم وثنائهم ‪..‬‬ ‫وأصبتُها معك من أصابا من الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ : e‬أول من تسعر بم النار ثلثة ‪ ..‬وذكر منهم‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫رجلً كان ينفق ليقال جواد أي كري ‪ ..‬فلم يعمل ابتغاء‬ ‫الياة أخذ وعطاء ‪ ..‬فاجعل عطاءك أكثر‬
‫وجه الالق وإنا ابتغى وجه الخلوق ‪ ..‬رياءً وسعة ‪..‬‬ ‫من أخذك ‪..‬‬
‫وإليك الديث كاملً ‪:‬‬
‫‪.73‬الكرم ‪..‬‬
‫قال سفيان ‪:‬‬
‫قال لم ‪ :‬من سيدكم ؟‬
‫دخلت الدينة ‪ ..‬فإذا أنا برجل قد اجتمع الناس عليه ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬سيدنا فلن ‪ ..‬على أننا نبخّله ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬من هذا ؟‬
‫فقال ‪ :‬وأي داء أدوأُ من البخل ؟!! بل سيدكم‬
‫قالوا ‪ :‬أبو هريرة ‪..‬‬
‫البيض العد فلن ‪..‬‬
‫فدنوت منه حت قعدت بي يديه ‪ ..‬وهو يدث الناس ‪..‬‬
‫هكذا جرى النقاش بي إحدى القبائل وبي رسول‬
‫فلما سكت وخل ‪ ..‬قلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬بق وحق ‪..‬‬
‫ال ‪ e‬لا أسلموا فسألم عن سيدهم ليقره عليهم‬
‫‪ ..‬وعلمته ‪..‬‬ ‫لا حدثتن حديثا سعته من رسول ال‬
‫بعد إسلمهم أو يغيه ‪..‬‬
‫فقال أبو هريرة ‪ :‬أفعل ‪ ..‬لحدثنك حديثا حدثنيه رسول‬
‫نعم وأي داء أدوأ من البخل ‪..‬‬
‫‪ ..‬عقلته وعلمته ‪..‬‬ ‫ال‬
‫ما أقبح البخل وما أعرض الناس عنه ‪ ..‬وما أثقله‬
‫ث نشغ أبو هريرة نشغة ( شهق ) ‪ ..‬فمكث قليلً ‪ ..‬ث‬
‫عليهم ‪..‬‬
‫أفاق ‪..‬‬
‫ل يكاد يقيم ف بيته وليمة يتحبب با إليهم ‪ ..‬ول‬
‫‪ ..‬وأنا‬ ‫فقال ‪ :‬لحدثنك حديثا حدثنيه رسول ال‬
‫يكاد يهدي هدية ‪ ..‬ول يكاد يعتن بمال مظهره‬
‫وهو ف هذا البيت ‪ ..‬ليس فيه أحد غيي وغيه ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول يهتم بزكاء برائحته ‪ ..‬توفيا للمال ‪..‬‬
‫ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ‪ ..‬فمكث بذلك ‪ ..‬ث‬
‫ورضا بالدون ‪..‬‬
‫أفاق ‪ ..‬ومسح وجهه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫أما الكري فهو مفضال على أصحابه ‪ ..‬قريب من‬
‫‪ ..‬وأنا‬ ‫أفعل ‪ ..‬لحدثنك بديث حدثنيه رسول ال‬
‫أحبابه ‪ ..‬إن اشتاقوا للجتماع والنس ففي بيته ‪..‬‬
‫وهو ف هذا البيت ‪ ..‬ليس فيه أحد غيي وغيه ‪..‬‬
‫وإن نقص على أحدهم شيء تفضل عليه به ‪..‬‬
‫ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ‪ ..‬ث مال خارّا على وجهه‬
‫فيأسر نفوسهم بكرمه ‪ ..‬ويستعبد قلوبم بإحسانه‬
‫ل ‪ ..‬ث أفاق ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ ..‬وأسندته طوي ً‬
‫‪..‬‬
‫‪183‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ويقول ال ‪ :‬بل أردت أن يقال ‪ :‬فلن جريء ‪ ..‬فقد قيل‬ ‫‪:‬‬ ‫حدثن رسول ال‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫إن ال عز وجل إذا كان يوم القيامة ‪ ..‬نزل إل‬
‫على ركبت فقال ‪:‬‬ ‫ث ضرب رسول ال‬ ‫العباد ليقضي بينهم ‪ ..‬وكل أمة جاثية ‪..‬‬
‫يا أبا هريرة ‪ ..‬أولئك الثلثة أول خلق ال تسعر بم النار‬ ‫فأول من يدعو به ‪ :‬رجل جع القرآن ‪ ..‬ورجل‬
‫يوم القيامة (‪.. )86‬‬ ‫يقتل ف سبيل ال ‪ ..‬ورجل كثي الال ‪..‬‬
‫فإذا أحسنت النية ف كرمك فأبشر بالي ‪..‬‬ ‫فيقول ال للقارىء ‪ :‬أل أعلمك ما أنزلت على‬
‫وأول من تسن إليهم ليحبوك ويكرموك ‪ ..‬أهل بيتك ‪..‬‬ ‫رسول ؟‬
‫الم ‪ ..‬الب ‪ ..‬الزوجة ‪ ..‬الولد ‪ ..‬ث القرب‬ ‫قال ‪ :‬بلى يا رب ‪..‬‬
‫قالقرب ‪ ..‬ابدأ بنفسك ث بن تعول ‪ ..‬وكفى بالرء إثا‬ ‫قال ‪ :‬فماذا عملت فيما علمت ؟‬
‫أن يضيع من يعول ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ‪..‬‬
‫ول بد من التفريق بي الكرم والسراف ‪..‬‬ ‫فيقول ال له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫دلف رجل ف شارع قدي فمر ببيت متهالك ‪ ..‬فإذا فتاة‬ ‫وتقول اللئكة له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫صغية قد جلست على عتبة الباب بثياب رثة ‪ ..‬وهيئة‬ ‫فيقول ال عز وجل ‪ :‬أردت أن يقال ‪ :‬فلن‬
‫فقية ‪ ..‬فسألا ‪ :‬من أنت ؟‬ ‫قارىء ‪ ..‬فقد قيل ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أنا ابنة حات الطائي ‪..‬‬ ‫ويؤتى بصاحب الال فيقول ‪ :‬أل أوسع عليك حت‬
‫فقال ‪ :‬عجبا !! ابنة حات الطائي الكري الواد ‪ ..‬على‬ ‫ل أدعك تتاج إل أحد ؟‬
‫هذا الال ؟!!‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬كرم أب صينا إل ما ترى !!‬ ‫قال ‪ :‬فماذا عملت فيما آتيتك ؟‬
‫أكرم الناس ‪ ..‬ول يكن جشعا ينظر‬ ‫كان رسول ال‬ ‫قال ‪ :‬كنت أصل الرحم ‪ ..‬وأتصدق ‪..‬‬
‫ف مصلحة نفسه ول يلتفت إل غيه ‪..‬‬ ‫فيقول ال ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫كل ‪..‬‬ ‫وتقول اللئكة ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫قال ابو هريرة ‪: t‬‬ ‫ويقول ال ‪ :‬بل أردت أن يقال ‪ :‬فلن جواد ‪..‬‬
‫وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من‬ ‫فقد قيل ذلك ‪..‬‬
‫الوع ‪ ..‬وإن كنت لشد الجر على بطن من الوع ‪..‬‬ ‫ويؤتى بالرجل الذي قتل ف سبيل ال ‪ ..‬فيقال له ‪:‬‬
‫ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يرجون منه ‪ ..‬فمر‬ ‫فيم قتلت ؟‬
‫أبو بكر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته إل‬ ‫فيقول ‪ :‬أمرت بالهاد ف سبيلك ‪ ..‬فقاتلت حت‬
‫ليستتبعن ‪ ..‬فلم يفعل ‪..‬‬ ‫قتلت ‪..‬‬
‫ث مرّ عمر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته‬ ‫فيقول ال ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫وتقول اللئكة له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫( ) رواه الترمذي والاكم ‪ ،‬وهو صحيح‬ ‫‪86‬‬

‫‪184‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فأعطيه الخر فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث يرد علي القدح‬ ‫إل ليستتبعن ‪ ..‬فمر فلم يفعل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ث مرّ ب أبو القاسم ‪ .. r‬فتبسم حي رآن ‪..‬‬
‫حت انتهيت إل النب ‪ .. r‬وقد روي القوم كلهم ‪..‬‬ ‫وعرف ما ف وجهي وما ف نفسي ‪..‬‬
‫ل فتبسم فقال ‪:‬‬
‫فأخذ القدح فوضعه على يده ‪ ..‬فنظر إ ّ‬ ‫ث قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫قال ‪ِ :‬الْحَقْ ‪..‬‬
‫بقيت أنا وأنت ؟ قلت ‪ :‬صدقت يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫ومضى ‪ ..‬فاتبعته ‪ ..‬فدخل ‪ ..‬فاستأذن ‪ ..‬فأذن ل‬
‫اقعد فاشرب ‪ ..‬فقعدت فشربت ‪ ..‬فقال ‪ :‬اشرب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فدخلت ‪..‬‬
‫فشربت ‪..‬‬ ‫فوجد لبنا ف قدح ‪ ..‬فقال ‪ :‬من أين هذا اللب ؟‬
‫فما زال يقول ‪ :‬اشرب ‪ ..‬حت قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬والذي بعثك‬ ‫قالوا ‪ :‬أهداه لك فلن ‪ ..‬أو فلنة ‪..‬‬
‫بالق ‪ ..‬ما أجد له مسلكا ‪ ..‬قال ‪ :‬فأرن ‪ ..‬فأعطيته‬ ‫قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫(‪)87‬‬
‫القدح ‪ ..‬فحمد ال وسّى ‪ ..‬وشرب الفضلة ‪..‬‬ ‫قال ‪ِ :‬الْحَقْ أهل الصفة ‪ ..‬فادعهم ل ‪..‬‬
‫وللكرم أسرار ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وأهل الصفة أضياف السلم ‪ ..‬ل يأوون‬
‫أحيانا ل تتكرم على الشخص مباشرة ‪ ..‬وإنا تتكرم على‬ ‫إل أهل ول إل مال ‪ ..‬إذا أتته صدقة بعث با‬
‫من يبهم ‪ ..‬فيحبك ‪..‬‬ ‫إليهم ول يتناول منها شيئا ‪ ..‬وإذا أتته هدية أرسل‬
‫زارن أحد الصدقاء يوما ‪ ..‬وكان يمل كيسا فيه عدد‬ ‫إليهم ‪ ..‬وأصاب منها وأشركهم فيها ‪ ..‬فساءن‬
‫من اللويات واللعاب ‪ ..‬أظنها ل تكلفه بضعة ريالت‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫‪ ..‬وضعها بانب الباب لا دخل ‪ ..‬وقال ‪ :‬هذه للولد‬ ‫وقلت ‪ :‬وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق‬
‫‪..‬‬ ‫أن أصيب من هذا اللب شربة أتقوى با ‪ ..‬فإذا‬
‫فرح با الصغار ‪ ..‬وفرحت با أنا لنه أشعرن أنه يب‬ ‫جاءوا ‪ ..‬أمرن ‪ ..‬فكنت أنا أعطيهم ‪ ..‬وما عسى‬
‫إدخال السرور على أولدي ‪..‬‬ ‫أن يبلغن من هذا اللب ‪..‬‬
‫كان أحد السلف عالا ‪ ..‬لكنه كان فقيا ‪..‬‬ ‫ول يكن من طاعة ال ‪ ..‬وطاعة رسوله بدٌ ‪..‬‬
‫فكان طلبه يهدون إليه بي فترة وأخرى ‪ ..‬أنواعا من‬ ‫فأتيتهم ‪ ..‬فدعوتم ‪..‬‬
‫الدايا ‪ ..‬تر ‪ ..‬دقيق ‪..‬‬ ‫فأقبلوا ‪ ..‬فأذن لم ‪ ..‬وأخذوا مالسهم من البيت‬
‫وكان الطالب إذا أهدى إليه ‪ ..‬ل يزل الشيخ مكرما‬ ‫‪ ..‬فقال ‪ :‬يا أبا هر ‪..‬‬
‫مقبلً عليه ‪ ..‬ما دامت هديته باقية ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪ :‬خذ ‪ ..‬فأعطهم‬
‫فإذا انتهت ‪ ..‬رجع إل طبعه الول ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ففكر أحد طلبه بدية يملها إل الشيخ ‪ ..‬تكون معقولة‬ ‫فأخذت القدح ‪ ..‬فجعلت أعطيه الرج َل فيشرب‬
‫الثمن ‪ ..‬وتطول مدة بقائها ‪..‬‬ ‫حت يروى ‪ ..‬ث يرد عليّ القدح ‪ ..‬فأعطيه الخر‬
‫‪ ..‬فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث يرد علي القدح ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪87‬‬

‫‪185‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وإذا تأملت ف أحوال الناس فسوف تصل إل يقي بأنه ل‬ ‫فأهدى إليه كيس ملح ‪..‬‬
‫يؤذي غالبا إل من كان عنده نعمة تفوق من يقابله ‪..‬‬ ‫ولو استشرتن ف هديتي ستهدي إحداها إل‬
‫فالقوي يتجرأ على إيذاء الضعيف ‪ ..‬يدفعه بيده ‪ ..‬أو‬ ‫صديق ‪..‬‬
‫يركله برجله ‪ ..‬يضرب ويقّر ‪ ..‬فيصي أسدا عليه لكنه‬ ‫أولما زجاجة عطر رائع ‪ ..‬ثي ‪..‬‬
‫ف الروب نعامة !!‬ ‫أو ساعة حائطية تكتب عليها إهداءً باسه ‪..‬‬
‫والغن يتعدى على الفقي ‪ ..‬فيهينه ف الجالس ‪ ..‬يقاطعه‬ ‫لخترت الساعة ‪ ..‬لنا يطول بقاؤها ‪ ..‬ويراها‬
‫ف كلمه ‪..‬‬ ‫دائما ‪..‬‬
‫أما صاحب النصب والاه ‪ ..‬فله حظ كبي من ذلك ‪..‬‬ ‫وأذكر أن أحد طلب أهديته ساعة حائطية فيها‬
‫وقل مثل ذلك فيمن جعل ال نسبه رفيعا ‪..‬‬ ‫إهداء باسه ‪..‬‬
‫وهؤلء ف القيقة ‪ ..‬إضافة إل بغض الناس لم ‪..‬‬ ‫وترج من الكلية ‪ ..‬ومرت السني ‪..‬‬
‫وتنيهم زوال عزهم ‪ ..‬وفرحهم بصائبهم ‪..‬‬ ‫ث زرت إحدى الدن فتفاجأت به يضر الحاضرة‬
‫هم أيضا مفلسون ‪..‬‬ ‫ويدعون إل بيته ‪..‬‬
‫وانظر إل رسول ال ‪ ..‬وقد جلس مع أصحابه يوما‬ ‫فلما دخلت ملس الضيوف فإذا به يشي إل‬
‫فقال لم ‪:‬‬ ‫الساعة معلقة على الائط ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذه أغلى‬
‫أتدرون ما الفلس ؟‬ ‫هدية عندي ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬الفلس فينا من ل درهم له ول متاع ‪..‬‬ ‫وقد مر على ترجه سبع سني ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إن الفلس من أمت يأت يوم القيامة بصلة ‪..‬‬ ‫بقي أن تعلم أن هذه الساعة ل تكلف إل شيئا‬
‫وصيام ‪ ..‬وزكاة ‪ ..‬ويأت قد شتم هذا ‪ ..‬وقذف هذا ‪..‬‬ ‫يسيا ‪ ..‬لكن قيمتها العنوية أعلى وأكب ‪..‬‬
‫وأكل مال هذا ‪ ..‬وسفك دم هذا ‪ ..‬وضرب هذا ‪..‬‬
‫فيعطى هذا من حسناته ‪ ..‬وهذا من حسناته ‪ ..‬فإن فنيت‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫حسناته قبل أن يقضى ما عليه ‪ ..‬أخذ من خطاياهم‬ ‫كسب قلوب الناس فرص قد ل تتكرر‬
‫(‪)88‬‬
‫‪..‬‬ ‫فطرحت عليه ‪ ..‬ث طرح ف النار‬
‫‪.74‬كف الذى ‪..‬‬
‫أذى الناس بشت أشكاله ‪..‬‬ ‫لذا كان يتجنب‬
‫كان الناس يبغضونه ‪..‬‬
‫‪ :‬ما ضرب رسول ال شيئا قط بيده‬ ‫قالت عائشة‬
‫ما يكاد أحد يسلم من أذاه ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول امرأة ‪ ..‬ول خادما ‪ ..‬إل أن ياهد ف سبيل ال ‪..‬‬
‫إن سلمت من يده فلن تسلم من لسانه ‪ ..‬وإن فاته‬
‫وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ‪ ..‬إل أن ينتهك‬
‫أن يلدك بسوط لسانه ف حضرتك فلن يفوته أن‬
‫شيء من مارم ال ‪ ..‬فينتقم ل عز وجل (‪.. )89‬‬
‫يلدك ف غيبتك ‪..‬‬
‫ل مكروها ‪ ..‬أثقل على الناس من‬
‫فعلً ‪ ..‬كان رج ً‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪88‬‬

‫صم البال الراسيات ‪..‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪89‬‬

‫‪186‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫التاجر ل يرق له كلمي ‪ ..‬وقال ‪ -‬بكب ‪ : -‬أبدا ‪ ..‬ما‬ ‫وعموما ‪ ..‬من استعمل هذه النعم لذى الناس‬
‫ظلمت أحدا ‪ ..‬ول أعت ِد على شيء من حقوق الناس ‪..‬‬ ‫أبغضوه ‪ ..‬وقد يبتليه ال ف دنياه قبل أخراه ‪..‬‬
‫وأشكرك على نصيحتك ‪ ..‬وخرج ‪..‬‬ ‫فيشفي صدورهم ‪..‬‬
‫مرت أيام وغاب الرجل عن ‪ ..‬خشيت أن يكون وجد‬ ‫أذكر أن أحد الصدقاء من طلبة العلم وحفظة‬
‫علي ف نفسه ‪ ..‬ولكن ل عليّ فهي نصيحة أسديتها إليه‬ ‫القرآن ‪ ..‬كان رجلً صالا ‪ ..‬يأتيه بعض الناس‬
‫ل مسلما‬
‫‪ ..‬تفاجأت به يوما ف مكان ما ‪ ..‬لقين فأقبل إ ّ‬ ‫أحيانا يقرأ عليهم شيئا من القرآن كرقية شرعية ‪..‬‬
‫مسرورا ‪..‬‬ ‫وقد شفى ال تعال على يده من شاء ‪..‬‬
‫سألته ‪ :‬هاه ‪ ..‬ما الخبار ؟‬ ‫دخل عليه يوما من اليام رجل تبدو عليه علمات‬
‫قال ‪ :‬المد ل ‪ ..‬الن يدي بي ‪ ..‬بغي طب ول‬ ‫الثراء ‪ ..‬جلس بي يدي الشيخ وقال ‪ :‬يا شيخ ‪..‬‬
‫علج !!‬ ‫أنا عندي آلم ف يدي اليسرى تكاد تقتلن ‪ ..‬ل‬
‫قلت ‪ :‬كيف ؟‬ ‫أنام ف ليل ‪ ..‬ول أرتاح ف نار ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لا خرجت من عندك ‪ ..‬جعلت أفكر ف نصيحتك‬ ‫ذهبت إل عدد كبي من الطباء ‪ ..‬أجروا ل‬
‫‪ ..‬وأستعيد شريط ذكريات ف ذهن ‪ ..‬وأفكر !! ترى هل‬ ‫الفحوصات ‪ ..‬عملوا تارين ‪ ..‬ما فيه فائدة أبدا ‪..‬‬
‫ظلمت أحدا ؟! هل أكلت حق أحد ؟! فتذكرت أن قبل‬ ‫الل يزيد ويشتد حت انقلبت حيات عذابا ‪..‬‬
‫سنوات لا كنت أبن قصري ‪ ..‬كان بانبه أرض رغبت‬ ‫يا شيخ ‪ ..‬أنا تاجر وعندي عدد من الؤسسات‬
‫ف ضمها إليه ليكون أجل ‪ ..‬كانت الرض ملكا لمرأة‬ ‫والشركات ‪ ..‬فأخشى أن أكون أصبت بعي‬
‫أرملة توف زوجها وخلّف أيتاما ‪..‬‬ ‫حاسدة ‪ ..‬أو وضع ل أحد الشرار سحرا ‪..‬‬
‫أردتا أن تبيع الرض فأبت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬وماذا أفعل بقيمة‬ ‫قال الشيخ ‪ :‬قرأت عليه سورة الفاتة ‪ ..‬وآية‬
‫الرض ‪ ..‬بل تبقى لؤلء اليتام حت يكبوا ‪ ..‬أخشى‬ ‫الكرسي ‪ ..‬وسورة الخلص والعوذتي ‪..‬‬
‫أن أبيعها ويتشتت الال ‪..‬‬ ‫ل يظهر عليه تأثر ‪ ..‬خرج من عندي شاكرا ‪..‬‬
‫أرسلت إليها مرارا لشرائها ‪ ..‬وهي تأب علي ذلك ‪..‬‬ ‫ل بعد أيام يشكو الل نفسه ‪ ..‬قرأت عليه‬
‫رجع إ ّ‬
‫قلت ‪ :‬فماذا فعلت ؟‬ ‫‪ ..‬ذهب ورجع ‪ ..‬وقرأت عليه ‪ ..‬ل يظهر عليه‬
‫قال ‪ :‬انتزعت الرض منها بطرقي الاصة ‪..‬‬ ‫أي تسن ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬طرقك الاصة !!‬ ‫قلت له لا اشتد عليه اللم ‪ :‬قد يكون ما أصابك‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬علقات الواسعة ‪ ..‬ومعارف ‪ ..‬استخرجت‬ ‫هو عقوبة على شيء فعلته ‪ ..‬من ظلم أحد‬
‫ترخيصا ببناء الرض وضممتها إل أرضي ‪..‬‬ ‫الضعفاء ‪ ..‬أو أكل حقوقهم ‪ ..‬أو ظلمت أحدا ف‬
‫قلت ‪ :‬وأم اليتام ؟!!‬ ‫ماله فمنعته حقه ‪ ..‬أو غي ذلك ‪ ..‬فإن كان هناك‬
‫قال ‪ :‬سعت با حصل لرضها فكانت تأت وتصرخ‬ ‫شيء من ذلك فسارع إل التوبة ما جنيت ‪ ..‬وأعد‬
‫بالعمال الذين يعملون لتمنعهم من البناء ‪ ..‬وهم‬ ‫القوق إل أهلها ‪ ..‬واستغفر ال ما مضى ‪..‬‬

‫‪187‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أذكر لا كنت شابا – وأظنن ل أزال كذلك – أعن لا‬ ‫يضحكون منها يظنونا منونة ‪ ..‬وف الواقع أنن أنا‬
‫كنت ف أوائل الدراسة الثانوية ‪ ..‬أقبل علينا ضيف ثقيل‬ ‫الجنون ليس هي ‪..‬‬
‫‪ ..‬ل أدري هل أكمل دراسته البتدائية أم ل ؟ لكن‬ ‫كانت تبكي وترفع يديها إل السماء ‪ ..‬هذا ما‬
‫الذي أجزم به أنه يقرأ ويكتب ‪..‬‬ ‫رأيته بعين ‪ ..‬ولعل دعاءها ف ظلمة الليل كان‬
‫وكنت مشغولً وقت دخوله بسألة شرعية ل أجد لا‬ ‫أعظم ‪..‬‬
‫جوابا ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬هاه ‪ ..‬أكمل ‪..‬‬
‫وضعت له ما يوضع للضيف من قِرى ‪ ..‬ث تناولت‬ ‫قال ‪ :‬رحت أسأل وأبث عنها ‪ ..‬حت عثرت‬
‫الاتف وجعلت أكرر التصال بالشيخ ابن باز رحه ال‬ ‫عليها ‪ ..‬فبكيت واعتذرت ‪ ..‬ول زلت با حت‬
‫لسؤاله عنها ‪..‬‬ ‫قبلت من تعويضا عن تلك الرض ‪ ..‬ودعت ل‬
‫ل أجد الشيخ ‪..‬‬ ‫وسامتن ‪..‬‬
‫رآن صاحب منشغلً إل هذا الد ‪ ..‬فسألن ‪ :‬بن تتصل‬ ‫فوال ما إن خفضت يديها ‪ ..‬حت دبت العافية ف‬
‫‪..‬‬ ‫بدن ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬بالشيخ ابن باز ‪ ..‬عندي استفتاء مهم ‪..‬‬ ‫ث أطرق التاجر برأسه قليلً ‪ ..‬ث رفعه وقال ‪:‬‬
‫فبادرن قائلً بكل ثقة ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬ابن باز ‪ ..‬وأنا‬ ‫ونفعن دعاؤها – بإذن ال – نفعا عجز عنه طب‬
‫موجود ؟!! ( لول الياء لعلت بقية الكتاب علمات‬ ‫الطباء ‪..‬‬
‫تعجب !! )‬
‫تد من الناس كثيين كذلك ‪ ..‬فتحمل ثقلهم ‪..‬‬ ‫قالوا ‪..‬‬
‫وعاملهم بلطف ‪ ..‬واكسبهم ‪..‬‬ ‫نامت عيونك والظلوم منتبه*يدعو عليك وعي‬
‫حاول بقدر استطاعتك أن ل تكسب عداوات ‪..‬‬ ‫ال ل تنم‬
‫فلم تبعث عليهم وكيلً ‪ ..‬أنقذ ما يكن إنقاذه ‪ ..‬ول‬
‫‪.75‬ل للعداوات ‪..‬‬
‫تعذب نفسك ‪..‬‬
‫تد أن الناس عند التعامل معهم لم طبائع ‪..‬‬
‫خاطرة ‪..‬‬
‫منهم الغضوب ومنهم البارد ‪ ..‬ومنهم الذكي‬
‫الياة اقصر من أن تشغلها باكتساب عداوات‬
‫ومنهم الغب ‪ ..‬والتعلم والاهل ‪..‬‬
‫‪.76‬اللسان ‪ ..‬ملك !!‬ ‫ومنهم حسن الظن وسيء الظن ‪ ..‬و ‪:‬‬
‫تأملت فيما يدث التباغض والشقاق بي الناس ‪ ..‬ويعل‬ ‫من عامل الناس لقى منهم نصبا ‪..‬‬
‫بعضهم أثقل من البل على الخرين ‪ ..‬فل يبون رؤيته‬ ‫فإن َسوْسَهم بـغ ٌي وطغيان‬
‫ول مالسته ‪ ..‬ول السفر معه ‪ ..‬ول حضور وليمة هو‬ ‫فالظال يغفل عن ظلمه ويرى أنه أعدل الناس ‪..‬‬
‫مدعو إليها ‪..‬‬ ‫والغب يرى أنه أذكى الناس ‪..‬‬
‫وجدت أن أكثر يوصل الشخص إل هذا الستوى‬ ‫والخرق السفيه ‪ ..‬يرى أنه حكيم زمانه ‪..‬‬
‫‪188‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬فتقول ‪:‬‬ ‫البغيض هو اللسان ‪..‬‬
‫اتق ال فينا ‪ ..‬فإنا نن بك ‪ ..‬فإن استقمت استقمنا ‪..‬‬ ‫فكم من خصومات وقعت بي إخوان ‪ ..‬وأزواج‬
‫وإن اعوججت اعوججنا ‪.. )90( ..‬‬ ‫‪ ..‬و ‪ ..‬بسبب مسبة أو غيبة أو شتم ‪!!..‬‬
‫نعم ‪ ..‬وال إنه لسيد ‪..‬‬ ‫لسان الفت نصف ونصف فؤاده ‪ ..‬فلم يبق إل‬
‫سيد ف خطبة المعة ‪ ..‬وسيد ف الصلح بي الناس ‪..‬‬ ‫صورة اللحم والدم‬
‫وسيد ف التسويق ‪ ..‬وسيد ف الحاماة ‪..‬‬ ‫ذُكر أن ملكا معظما رأى ف منامه أن أسنانه‬
‫ول يعن هذا أنه إذا فقده النسان ‪ ..‬انتهت حياته ‪ ..‬كل‬ ‫تساقطت ‪..‬‬
‫بل صاحب المة يبقى بطلً ‪..‬‬ ‫فاستدعى أحد العبين ‪ ..‬وقص عليه الرؤيا وسأله‬
‫ل يكن أبو عبد ال يتلف كثياُ عن بقية أصدقائي ‪..‬‬ ‫عن تعبيها ؟!‬
‫لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي ‪..‬‬ ‫فتغي العب لا سعها ‪ ..‬وجعل يردد ‪ :‬أعوذ بال ‪..‬‬
‫له عدة نشاطات دعوية من أبرزها ما يقوم به أثناء عمله‬ ‫أعوذ بال ‪ ..‬تضي عليك السني ‪ ..‬ويوت‬
‫‪ ..‬فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم ‪.‬‬ ‫أولدك وأهلك جيعا ‪ ..‬وتبقى ف ملكك وحدك‬
‫اتصل ب يوما وقال ‪ :‬ما رأيك أن أحضر إل مسجدك‬ ‫‪..‬‬
‫اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي ‪..‬‬ ‫فصاح اللك ‪ ..‬وغضب ‪ ..‬وسب ولعن ‪ ..‬وأمر‬
‫تعجبت !! وقلت ‪ :‬صم يلقون كلمة على ناطقي ؟‬ ‫بالعب أن يسحب ويلد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وليكن ميئنا يوم الحد ‪..‬‬ ‫ث دعا بعب آخر ‪ ..‬وقص عليه الرؤيا ‪ ..‬وسأله‬
‫انتظرت يوم الحد بفارغ الصب ‪..‬‬ ‫عن تعبيها ‪..‬‬
‫وجاء الوعد ‪..‬‬ ‫فاستهل ذاك العب ‪ ..‬وتبسم ‪ ..‬وأظهر البشاشة ‪..‬‬
‫وقفت عند باب السجد أنتظر ‪..‬‬ ‫وقال ‪ :‬أبشر ‪ ..‬خي ‪ ..‬خي ‪ ..‬أيها اللك ‪..‬‬
‫فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته ‪..‬‬ ‫هذا معناه أنك سيطول عمرك جدا ‪ ..‬حت تكون‬
‫وقف قريبا من الباب ‪ ..‬نزل ومعه رجلن ‪..‬‬ ‫آخر أهلك موتا ‪ ..‬وتبقى طول عمرك ملكا ‪..‬‬
‫أحدها كان يشي بانبه ‪..‬‬ ‫فاستبشر اللك وأمر له بالعطيات ‪ ..‬وبقي راضيا‬
‫والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ‪..‬‬ ‫عليه ‪ ..‬ساخطا على الخر !!‬
‫نظرت إل الول فإذا هو أصم أبكم ‪ ..‬ل يسمع ول‬ ‫مع أنك لو تأملت لوجدت أن التعبيين متماثلن‬
‫يتكلم ‪ ..‬لكنه يرى ‪..‬‬ ‫متطابقان ‪ ..‬لكن الول عب بأسلوب والخر عب‬
‫والثان أصم ‪ ..‬أبكم ‪ ..‬أعمى ‪ ..‬ل يسمع ول يتكلم ول‬ ‫بأسلوب آخر ‪..‬‬
‫يرى ‪..‬‬
‫مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬اللسان سيد العضاء ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫وف الديث ‪ ..‬قال‬
‫( ) رواه أحد والترمذي‬ ‫‪90‬‬ ‫إذا أصبح ابن آدم فإن العضاء كلها تكفر اللسان‬
‫‪189‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وجهه ‪ ..‬وكأنه تأثر ‪..‬‬ ‫كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد‬
‫خفض أبو عبد ال رأسه ‪..‬‬ ‫‪ -‬ينظر إلّ مبتسما ‪ ..‬فمددت يدي إليه مصافحا‬
‫ث بكى أحد ‪ ..‬وأجهش بالبكاء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫تأثر كثي من الناس ‪ ..‬ل يدرون لاذا يبكي ‪..‬‬ ‫فقال ل أبو عبد ال ‪ -‬وأشار إل العمى ‪: -‬‬
‫واصل حديثه وإشاراته بتأثر ‪ ..‬ث توقف ‪..‬‬ ‫سلم أيضا على فايز ‪ ..‬قلت ‪ :‬السلم عليكم ‪..‬‬
‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أحد يكي لكم الن فترة التحول ف‬ ‫فايز ‪..‬‬
‫حياته ‪ ..‬وكيف أنه عرف ال والصلة بسبب شخص ف‬ ‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أمسك يده ‪ ..‬هو ل يسمعك‬
‫الشارع عطف عليه وعلمه ‪ ..‬وكيف أنه لا بدأ يصلي‬ ‫ول يراك ‪..‬‬
‫شعر بقدر قربه من ال ‪ ..‬وتيل الجر العظيم لبلئه ‪..‬‬ ‫جعلت يدي ف يده ‪ ..‬فشدن وهز يدي ‪..‬‬
‫وكيف أنه ذاق حلوة اليان ‪..‬‬ ‫دخل الميع السجد ‪ ..‬وبعد الصلة جلس أبو‬
‫ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد ‪..‬‬ ‫عبد ال على الكرسي وعن يكينه أحد ‪ ..‬وعن‬
‫كان أكثر الناس مشدودا متأثرا ‪..‬‬ ‫يساره فايز ‪..‬‬
‫لكن كنت منشغلً ‪ ..‬أنظر إل أحد تارة ‪ ..‬وإل فايز تارة‬ ‫كان الناس ينظرون مندهشي ‪ ..‬ل يتعودوا أن‬
‫أخرى ‪ ..‬وأقول ف نفسي ‪ ..‬هاهو أحد يرى ويعرف لغة‬ ‫يلس على كرسي الحاضرات أصم ‪..‬‬
‫الشارة ‪ ..‬وأبو عبد ال يتفاهم معه بالشارة ‪ ..‬ترى‬ ‫التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ‪..‬‬
‫كيف سيتفاهم مع فايز ‪ ..‬وهو ل يرى ول يسمع ول‬ ‫فبدأ أحد يشي بيديه ‪ ..‬والناس ينظرون ‪ ..‬ل‬
‫يتكلم ‪!!..‬‬ ‫يفهموا شيئا ‪..‬‬
‫انتهى أحد من كلمته ‪ ..‬ومضى يسح بقايا دموعه ‪..‬‬ ‫فأشرت إل أب عبد ال ‪ ..‬فاقترب إل مكب‬
‫التفت أبو عبد ال إل فايز ‪..‬‬ ‫الصوت وقال ‪:‬‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!!‬ ‫أحد يكي لكم قصة هدايته ‪ ..‬ويقول لكم ‪..‬‬
‫ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز ‪..‬‬ ‫ولدت أصم ‪ ..‬ونشأت ف جدة ‪ ..‬وكان أهلي‬
‫فانطلق فايز كالسهم ‪ ..‬وألقى كلمة مؤثرة ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬كنت أرى الناس‬
‫يهملونن ‪ ..‬ل يلتفتون إ ّ‬
‫تدري كيف ألقاها ؟‬ ‫يذهبون إل السجد ‪ ..‬ول أدري لاذا ! أرى أب‬
‫بالكلم ؟ كل ‪ ..‬فهو أبكم ‪ ..‬ل يتكلم ‪..‬‬ ‫أحيانا يفرش سجادته ويركع ويسجد ‪ ..‬ول أدري‬
‫بالشارة ؟ كل ‪ ..‬فهو أعمى ‪ ..‬ل يتعلم لغة الشارة ‪..‬‬ ‫ماذا يفعل ‪..‬‬
‫ألقى الكلمة بـ ( اللمس ) ‪ ..‬نعم باللمس ‪ ..‬يعل أبو‬ ‫وإذا سألت أهلي عن شيء ‪ ..‬احتقرون ول ييبون‬
‫عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ‪ ..‬فيلمسه فايز‬ ‫‪..‬‬
‫لسات معينة ‪ ..‬يفهم منها الترجم مراده ‪ ..‬ث يضي‬ ‫ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له ‪..‬‬
‫يكي لنا ما فهمه من فايز ‪ ..‬وقد يستغرق ذلك ربع‬ ‫فواصل أحد حديثه ‪ ..‬وأخذ يشي بيديه ‪ ..‬ث تغي‬

‫‪190‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ل للحرام ؟ بل يا‬
‫مت ‪..‬؟ يا واقعا ف الفواحش ؟ يا آك ً‬ ‫ساعة ‪..‬‬
‫واقعا ف الشرك ؟‬ ‫وفايز ساكن هادئ ل يدري هل انتهى الترجم أم‬
‫كلكم إل مت ‪ ..‬أما يكفي حرب العداء لديننا ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬لنه ل يسمع ول يرى ‪..‬‬
‫فتحاربونه أنتم أيضا !!‬ ‫فإذا انتهى الترجم من كلمه ‪ ..‬ضرب ركبة فايز‬
‫كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج ما ف‬ ‫‪ ..‬فيمد فايز يديه ‪..‬‬
‫صدره ‪..‬‬ ‫فيضع الترجم يده بي يديه ‪ ..‬ث يلمسه فايز‬
‫تأثر الناس كثيا ‪ ..‬ل ألتفت إليهم ‪ ..‬لكن سعت بكاء‬ ‫للمسات أخر ‪..‬‬
‫وتسبيحات ‪..‬‬ ‫ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ‪ ..‬بي‬
‫انتهى فايز من كلمته ‪ ..‬وقام ‪ ..‬يسك ابو عبد ال بيده‬ ‫عجب تارة ‪ ..‬وإعجاب أخرى ‪..‬‬
‫‪ ..‬تزاحم الناس عليه يسلمون ‪..‬‬ ‫وجعل فايز يث الناس على التوبة ‪ ..‬كان أحيانا‬
‫كنت أراه يسلم على الناس ‪ ..‬وأحس أنه يشعر أن الناس‬ ‫يسك أذنيه ‪ ..‬وأحيانا لسانه ‪ ..‬وأحيانا يضع كفيه‬
‫عنده سواسيه ‪..‬‬ ‫على عينيه ‪..‬‬
‫يسلم على الميع ‪ ..‬ل يفرق بي ملك وملوك ‪ ..‬ورئيس‬ ‫فإذا هو يأمر الناس بفظ الساع والبصار عن‬
‫ومرؤوس ‪..‬وأمي ومأمور ‪..‬‬ ‫الرام ‪..‬‬
‫يسلم عليه الغنياء والفقراء ‪ ..‬والشرفاء والوضعاء ‪..‬‬ ‫كنت أنظر إل الناس ‪ ..‬فأرى بعضهم يتمتم ‪:‬‬
‫والميع عنده سواء ‪..‬‬ ‫سبحان ال ‪ ..‬وبعضهم يهمس إل الذي بانبه ‪..‬‬
‫كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز ‪..‬‬ ‫وبعضهم يتابع بشغف ‪ ..‬وبعضهم يبكي ‪..‬‬
‫أخذ أبو عبد ال بيد فايز ‪ ..‬ومضى به خارجا من السجد‬ ‫أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أخذت أقارن بي قدراته وقدراتم ‪ ..‬ث أقارن بي‬
‫أخذت أمشي بانبهما ‪ ..‬وها متوجهان للسيارة ‪..‬‬ ‫خدمته للدين وخدمتهم ‪..‬‬
‫والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ‪..‬‬ ‫الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ‪ ..‬لعله‬
‫آآآه ما أحقر الدنيا ‪..‬‬ ‫يعدل الم الذي يمله هؤلء جيعا ‪..‬‬
‫كم من أحد ل يصب بربع مصابك يا فايز ول يستطع أن‬ ‫والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن‬
‫ينتصر على الضيق والزن ‪..‬‬ ‫أمر عنا‬
‫أين أصحاب المراض الزمنة ‪ ..‬فشل كلوي ‪ ..‬شلل ‪..‬‬ ‫رجل مدود القدرات ‪ ..‬لكنه يترق ف سبيل‬
‫جلطات ‪ ..‬سكري ‪ ..‬إعاقات ‪..‬‬ ‫خدمة هذا الدين ‪ ..‬يشعر أنه جندي من جنود‬
‫لاذا ل يستمتعون بياتم‪..‬ويتكيفون مع واقعهم ‪..‬‬ ‫السلم ‪ ..‬مسئول عن كل عاص ومقصر ‪..‬‬
‫ما أجل أن يبتلي ال عبده ث ينظر إل قلبه فياه شاكرا‬ ‫كان يرك يديه برقة ‪ ..‬وكأنه يقول يا تارك‬
‫راضيا متسبا ‪..‬‬ ‫الصلة إل مت ‪..‬؟ يا مطلق البصر ف الرام إل‬

‫‪191‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ل عاقلً كبيا ف السن أظنه قد‬
‫وقصة اللف ‪ :‬أن رج ً‬ ‫مرت اليام ‪ ..‬ول تزال صورة فايز مرسومة أمام‬
‫تاوز الستي من عمره ‪ ..‬خرج ف نزهة صيد مع مموعة‬ ‫ناظري ‪..‬‬
‫من أصدقائه ‪ ..‬وسنهم جيعا متقارب ‪..‬‬ ‫حقيقة ‪..‬‬
‫دارت بينهم الحاديث وذكريات الصبا ‪ ..‬ث تكلموا عن‬ ‫النسان ل لمه يؤكل ‪ ..‬ول جلده يلبس‬
‫أراض لجدادهم بالقرية ‪ ..‬فثار خلف بي اثني منهم‬ ‫‪ ..‬فماذا فيه غي حلوة اللسان !!‬
‫حول أحد الراضي يلكها أحدها وادعى الخر أنا لده‬
‫‪..‬‬ ‫‪.77‬اضبط لسانك ‪..‬‬
‫اشتد بينهما النقاش حت قال مالك الرض لصاحبه ‪:‬‬ ‫إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال ل يلقي لا‬
‫وال لن رأيتك قريبا من أرضي لفرغن هذا ف رأسك ‪..‬‬ ‫بالً يكتب ال عليه با سخطه إل يوم يلقاه ‪..‬‬
‫ث تناول بندقية الصيد الت بانبه ووجهها أعلى من رأس‬ ‫هكذا حذر النب ‪ e‬الناس من إطلق الكلم على‬
‫صاحبه بترين أو ثلثة ث أطلق منها رصاصة ‪..‬‬ ‫عواهنه ‪ ..‬دون النظر ف العواقب ‪..‬‬
‫ثار الرجلن وكادا أن يقتتل ‪ ..‬لكن أصحابما هدؤوها‬ ‫عدم ضبط اللسان قد يؤدي إل الهالك ‪..‬‬
‫وتفرقوا إل بيوتم ‪..‬‬ ‫احفظ لسانك أيها النسان‬
‫ل يستطع الرجل الذي أطلق عليه الرصاص أن ينام من‬ ‫ل يلدغنك إنـه ثـعبان‬
‫شدة الغيظ ‪ ..‬فما كاد أن يصبح حت كان قد أجع أن‬ ‫كم ف القابر من قتيل لسانه‬
‫يشفي غيظه من صاحبه ‪ ..‬فحمل سلحا من نوع "‬ ‫كانت تاب لقاءه الشجعان‬
‫كلشينكوف " ومضى يبحث عن صاحبه ‪ ..‬حت رآه ف‬ ‫كم من امرأة طلقها زوجها بسبب اللسان ‪..‬‬
‫سيارته عند مدرسة بنات ‪..‬‬ ‫يتلف معها ‪ ..‬فتردد قائلة له ‪ :‬طلقن ‪ ..‬أتداك‬
‫كان صاحبه متقاعدا من وظيفته ويعمل سائقا لسيارة‬ ‫تطلقن ‪ ..‬إن كنت رجلً طلقن ‪ ..‬فيأمرها‬
‫خاصة لنقل الدرسات ‪ ..‬وقد أوقف سيارته عند باب‬ ‫بالسكوت ‪ ..‬يصرخ با ‪ ..‬ينهرها ‪ ..‬يشتد المر‬
‫الدرسة وجلس داخلها ينتظر خروجهن ‪ ..‬وبانبه‬ ‫بينهما ‪ ..‬فينهدم البناء ‪ ..‬ويطلقها ‪..‬‬
‫مموعة من السيارات تشبه سيارته كلها مصصة لنقل‬ ‫لذا أمر ‪ e‬الشخص إذا غضب أن يسكت ‪ ..‬نعم‬
‫الدرسات أو الطالبات ‪..‬‬ ‫يسكت ‪..‬‬
‫اختبأ الرجل خلق شجرة بعيدة لئل ينتبه إليه ‪ ..‬وكان‬ ‫لنه إن ل يضبط لسانه ‪ ..‬أرداه ف الهالك ‪..‬‬
‫ضعيف البصر ‪ ..‬ووجه سلحه إل السائق ‪ ..‬وحاول‬ ‫يوت الفت من زلة بلسانه‬
‫جاهدا أن يسدد الطلقة إل رأسه ‪ ..‬ث ضغط على الزناد‬ ‫وليس يوت الرء من زلة‬
‫‪ ..‬ودوى صوت الرصاص وانطلقت ثلث رصاصات‬ ‫الرجل‬
‫واستقرت ف رأس السائق ‪ ..‬ثار الناس واضطربوا ‪..‬‬ ‫أذكر أن دخلت قبل فترة ف مشكلة بي عائلتي‬
‫وفزعت الطالبات ‪ ..‬وارتفع الصراخ ‪..‬‬ ‫للصلح بينهما ‪..‬‬

‫‪192‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وكان الليفة إذا أمر أمرا ل يراجَع فيه ‪..‬‬ ‫واجتمع الشرطة ‪ ..‬وأحاطوا بالنطقة ‪ ..‬والرجل‬
‫فانطلق الاجب إل الندي وتله برجليه ‪ ..‬وهو يصرخ ‪..‬‬ ‫قد هشمت الطلقات ججمته ‪ ..‬ومات ‪..‬‬
‫ويستغيث بالليفة ‪ ..‬والليفة يضحك ويردد ‪ :‬اقتلوه ‪..‬‬ ‫أما القاتل فقد توجه بكل هدووووء إل مفر‬
‫اقتلوه ‪..‬‬ ‫الشرطة وأخبهم بالقصة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنا قتلت فلنا‬
‫فقتلوه ‪ ..‬وألقوه ف بئر مهجورة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬والن قد شفيت صدري فاقتلون أو أحرقون أو‬
‫فلما أصبح الليفة ‪ ..‬اشتاق إل من يؤانسه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫اسجنون ‪ ..‬افعلوا ماشئتم ‪..‬‬
‫ادعوا ل نديي فلن ‪..‬‬ ‫أدخلوه إل غرفة التوقيف ‪ ..‬وخرج الضابط لعاينة‬
‫قالوا ‪ :‬قتلناه !! قال ‪ :‬قتلتموه ؟!! من قتله ؟! ولاذا ؟‬ ‫مكان الادث ‪ ..‬فلما اطلع على بطاقة القتول فإذا‬
‫ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عباته ‪..‬‬ ‫الفاجأة الكبى !! إذا بالقتيل ليس هو صاحبه‬
‫فقالوا ‪ :‬أنت أمرتنا البارحة ‪ ..‬وأخبوه بالقصة ‪..‬‬ ‫الذي أراد أن يشفي صدره منه وإنا هو شخص‬
‫فسكت ‪ ..‬وخفض رأسه متندما ث قال ‪ :‬رب كلمة قالت‬ ‫آخر ليس له دخل بالقضية ‪..‬‬
‫لصاحبها دعن ‪..‬‬ ‫فأقبل الضابط يشي بسرعة ‪ ،‬والرجل السن‬
‫أعود وأقول ‪ :‬كم من شخص نفر الناس عن شخصه ‪..‬‬ ‫القصود بالقتل يشي بانبه ‪ ..‬حت أدخله مفر‬
‫وبغضهم ف نفسه ‪ ..‬وجر إل نفسه الويلت بسبب عدم‬ ‫الشرطة وأوقفه أمام الزنزانة ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا فلن !‬
‫ضبطه للسانه ‪..‬‬ ‫أتدعي أنك قتلت هذا ؟! الرصاص أصاب شخصا‬
‫قال ابن الوزي ‪:‬‬ ‫آخر !!‬
‫ومن العجب أن من الناس من يقوى على التحرز من أكل‬ ‫فصرخ السكي وأصابه حالة هستيية ‪ ..‬ث أغمي‬
‫الرام ‪ ..‬ومن الزنا ‪ ..‬والسرقة ‪ ..‬لكنه ل يقوى على أن‬ ‫عليه ومكث ف غيبوبة أياما ‪ ..‬ث شفي وأدخل‬
‫يتحرز من حركة لسانه ‪ ..‬فيتكلم ف أعراض الناس ‪..‬‬ ‫السجن وحكم عليه القاضي الشرعي بإقامة حد‬
‫ول يقدر على منع نفسه من ذلك ‪..‬‬ ‫القتل عليه ‪..‬‬
‫وصدق أبو بكر لا قال ‪ :‬ما شيء أحوج إل طول‬
‫عجيبة ‪..‬‬ ‫سجن من لسان ‪..‬‬
‫اليوان لسانه طويل ول ينطق ‪ ..‬والنسان لسانه قصي‬ ‫ل أنس خب ذلك الليفة الذي جلس يوما مع‬
‫ول يصمت !!‬ ‫نديه ‪ ..‬يضاحكه ويازحه ‪ ..‬فلعب الشيطان‬
‫برؤوسهما فشربا خرا ‪ ..‬فلما غابت العقول ‪..‬‬
‫‪.78‬الفتاح ‪..‬‬
‫وسيطرت أم البائث ‪ ..‬وصار الواحد منهما أضل‬
‫الدح ‪ ..‬هو مفتاح القلوب ‪..‬‬
‫من المار ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬من أجل مهارات الكلم أن تكون مبدعا ف تعويد‬
‫التفت الليفة إل حاجبه وأشار له إل الندي وقال‬
‫نفسك على اكتشاف صواب الخرين ‪ ..‬ومدحهم‬
‫‪ :‬اقتلوه ‪..‬‬
‫والثناء عليهم به ‪ ..‬قبل النتباه إل خطئهم ‪..‬‬
‫‪193‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أنت هنا عالت الوقف لكنك ل تعال الشكلة ‪ ..‬لنه‬ ‫ويتأكد ذلك عندما تريد أن تنبه شخصا إل خطأ‬
‫وإن استجاب إليك الن إل أنه سيعود إل تصرفه الشي‬ ‫ما ‪..‬‬
‫غدا وبعد غدٍ ‪..‬‬ ‫كثي من الناس يرد النصيحة ل لجل تكبه عنها‬
‫إذن كيف أتصرف ؟!!‬ ‫‪ ..‬أو عدم اقتناعه بطئه ‪ ..‬وإنا لن الناصح ل‬
‫تعال إليه واكظم غيظك ‪ ..‬تعامل مع الوقف بعقل ل‬ ‫يسلك الطريق الصحيح لتقدي النصيحة ‪..‬‬
‫بعاطفة ‪ ..‬ل تدع الناظر الؤذية تؤثر ف تصرفاتك ‪..‬‬ ‫هب أنك ذهبت إل مستشفى حكومي لعلج ‪..‬‬
‫ابتسم – وإن كنت مغضبا ‪ ،‬وإن كانت البتسامة صفراء‬ ‫فلما أقبلت إل موظف الستقبال فإذا وراء‬
‫ل مشكلة ‪ ،‬ابتسم – وقل ‪ :‬السلم عليكم ‪..‬‬ ‫الزجاج شاب مراهق يقلب جريدة بي يديه ‪..‬‬
‫سيقول وهو ينظر إل لعبه الفضل ‪ :‬عليكم السلم ‪..‬‬ ‫وبيده سيجاره ‪ ..‬غي مبال با حوله ‪..‬‬
‫انتظر لظة ‪..‬‬ ‫وإذا شيخ كبي أعمى يقف متعبا ف يده اليمن‬
‫قل أي كلمة تعله يلتفت إليك ‪ ..‬كأن تقول ‪ :‬كيف‬ ‫طفل صغي ‪ ..‬وف الخرى ورقة مراجعة ينتظر أن‬
‫الال ؟ ‪ ..‬مساك ال بالي ‪..‬‬ ‫يوله الوظف إل الطبيب ‪..‬‬
‫سيفع رأسه ‪ -‬حتما – إليك ويقول ‪ :‬المد ل بي ‪..‬‬ ‫وإذا بانبه عجوز كبية بيدها طفلة تبكي وقد‬
‫ف هذه الرحلة تكون قد قطعت نصف الشوار ‪..‬‬ ‫تكنت المى من جسدها ‪ ..‬وتنتظر أيضا الوظف‬
‫تلطف إليه بأي عبارة تدحه با ‪ ..‬قل له مثلً ‪ :‬تصدق !‬ ‫أن يفرغ من قراءة أخبار ناديه الفضل ليحولا‬
‫الفروض مثلك ما يعمل ف استقبال مستشفى ‪..‬‬ ‫لطبيب الطفال ‪..‬‬
‫سيتغي ويقول ‪ :‬لاذا ؟‬ ‫لا رأيت هذا النظر ثارت أعصابك – ول نلومك‬
‫قل ‪ :‬لن هذا الوجه الني إذا رآه الريض زال مرضه فل‬ ‫على ذلك – فصرخت بالوظف ‪ :‬هيه !! أنت‬
‫يتاج إل طبيب ‪..‬‬ ‫جالس ف مستشفى أو ف ‪ ...‬ما تاف ال ؟!!‬
‫سيبتسم متعجبا من جرأتك – يا بطل ‪ .. -‬وتنبلج‬ ‫الرضى يئنون من الل وأنت تقرأ جريدة !! ل‬
‫أساريره ‪..‬‬ ‫وتدخن أيضا !! وال عجب ‪ ..‬مثلك ما يربيه إل‬
‫وقد صار الن مهيئا لقبول لنصيحة ‪ ..‬ويقول ‪ :‬ماذا‬ ‫شكوى لدير الستشفى ‪ ..‬أو الفروض أن تفصل‬
‫عندك ؟‬ ‫من عملك ‪..‬‬
‫عندها قل ‪ :‬يا أخي البيب ترى هذا الشيخ الكبي ‪..‬‬ ‫وبدأت تيل هذه العبارات كالبق عليه ‪..‬‬
‫وهذه العجوز السكينة ‪ ..‬ليتك تنهي لما إجراءات‬ ‫هب أنه ‪ ..‬ل يرد عليك ‪ ..‬ول يقابل صراخك‬
‫الدخول على الطبيب ‪..‬‬ ‫بصراخ ‪..‬‬
‫سيتناول أوراقهما ‪ ..‬ويولما للطبيب ‪ ..‬ث يتناول‬ ‫هب فعلً أنه ألقى جريدته ‪ ..‬وأنى تويل الرضى‬
‫ورقتك ‪ ..‬فإذا انتهى منك وسلمك الورقة ‪..‬‬ ‫إل الطباء ‪..‬‬
‫فقل له ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬هذه أول مرة أراك ومع ذلك فقد‬ ‫هل تعتب نفسك نحت ف حل الشكلة ‪ ..‬كل ‪..‬‬

‫‪194‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫منه ‪..‬‬ ‫دخلت إل قلب ‪ ..‬ل أدري كيف !! وال إنك‬
‫أراد يوما أن يعلم معاذ بن جبل ذكرا يقوله بعد الصلة‬ ‫ل من آلف الناس ‪ ( ..‬وفعلً أنت صادق‬
‫أحب إ ّ‬
‫‪..‬‬ ‫فهو مسلم أحب إليك حتما من مليي غي‬
‫فأقبل إل معاذ وقال ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬وال إن أحبك ‪ ..‬فل‬ ‫السلمي ) ‪..‬‬
‫تدعن ف دبر كل صلة أن تقول ‪ :‬اللهم أعن على‬ ‫سيفرح ويشكر لك لطفك ‪..‬‬
‫ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ‪..‬‬ ‫فقل ‪ :‬وعندي كلمات أود أن تسمعها لكن أخاف‬
‫بال عليك ‪ ..‬ما علقة القطع الول من الكلم "وال إن‬ ‫أن تغضبك ‪..‬‬
‫أحبك " بالقطع الثان " ل تدعن أن تقول اللهم أعن‬ ‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫على ذكرك "‪..‬‬ ‫عندها قدم له النصيحة ‪ ..‬أنت قد منّ ال عليك‬
‫قد يكون النسب لقوله إن أحبك أن يقول بعدها وأريد‬ ‫بذه الوظيفة ‪ ..‬وف واجهة الستشفى ‪ ..‬وأنت‬
‫أن أزوجك ابنت – مثلً – أو أعطيك مالً ‪ ..‬أو أدعوك‬ ‫ل مع الراجعي ‪..‬‬
‫قدوة لغيك ‪ ..‬فليتك تتلطف قلي ً‬
‫إل طعام ‪..‬‬ ‫وتتم بم ‪ ..‬لعل دعوة صالة ترفع لك ف ظلمة‬
‫ولكن أن يتبع خب الحبة تعليمه ذكرا من أذكار الصلة‬ ‫الليل من فم عجوز عابدة ‪ ..‬أو شيخ زاهد ‪..‬‬
‫‪ !!..‬فهذا يتاج إل تأمل ‪..‬‬ ‫أجزم أنه سيخفض رأسه وأنت تتكلم ‪ ..‬ويردد ‪:‬‬
‫أتدري ما موقع قوله ‪ " :‬وال إن أحبك " ؟ إنه التهيئة‬ ‫أشكرك ‪ ..‬جزاك ال خيا ‪..‬‬
‫لقبول النصيحة ‪ ..‬فإذا ارتاحت نفس معاذ واستبشر ‪،‬‬ ‫وكذلك استعمل هذه الساليب مع كل شخص‬
‫أعطاه النصيحة ‪..‬‬ ‫تعال سلوكه ‪..‬‬
‫وف موقف آخر ‪ ..‬قبض ‪ e‬يد عبد ال بن مسعود بيده‬ ‫مثل شخص يتهاون بالصلة ‪ ..‬أو أب يهمل بناته‬
‫اليمن ‪ ،‬ث وضع يده اليسرى فوقها ‪ ،‬كنوع من العطف‬ ‫فيتكشفن ‪ ..‬ويتساهلن بالجاب ‪..‬‬
‫والتهيئة ‪ ،‬ث قال ‪ :‬يا عبد ال ‪ ..‬إذا جلست ف التشهد‬ ‫أو شاب عاق لوالديه ‪..‬‬
‫فقل ‪ :‬التحيات ل والصلولت والطيبات ‪ ،‬السلم عليك‬ ‫لجل أن يقبلوا منك ل بد أن تارس الهارات‬
‫أيها النب ورحة ال وبركاته ‪..‬‬ ‫الناسبة ‪ ..‬نعم ‪ ..‬استخدم العبارات اللطيفة ف‬
‫ومضت السني ومات رسول ال ‪ .. e‬فكان عبد ال‬ ‫إصلح خطأ الخر ‪ ..‬كن مؤدبا ‪ ..‬مترما لرأيه ‪..‬‬
‫يفخر بذلك ويقول ‪ :‬علمن رسول ال ‪ e‬التشهد وكفي‬ ‫قل له ‪ :‬أنا ما أنصحك إل لن أعلم ‪ ..‬أنك تقبل‬
‫بي كفيه ‪..‬‬ ‫النصح ‪..‬‬
‫وف يوم آخر لحظ ‪ e‬أن عمر ‪ t‬إذا طاف بالكعبة‬ ‫وف التنيل العزيز يقول ال ‪ ( :‬إذا ناجيتم الرسول‬
‫وحاذى الجر السود ‪ ..‬زاحم الناس وقبله ‪ ..‬وكان‬ ‫فقدموا بي يدي نواكم صدقة ) ‪..‬‬
‫صلبا قوي البدن ‪ ..‬وربا زاحم الضعفاء ‪..‬‬ ‫وقد كان الرب الكيم ‪ e‬يستعمل طرقا ومهارات‬
‫فأراد ‪ e‬أن يعدل سلوكه ‪ ..‬فقال – على سبيل التهيئة‬ ‫تعل من يعدل سلوكهم ل يلكون إل أن يقبلوا‬

‫‪195‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫معتمرا ‪..‬‬ ‫لقبول النصيحة ‪ : -‬يا عمر إنك رجل قوي ‪..‬‬
‫فتحدث الناس بدخوله مكة ‪ ..‬وأقبلوا لرؤيته ‪ ..‬فسمع‬ ‫فرح عمر بذا الثناء ‪ ..‬فقال ‪ : e‬فل تزاحن عند‬
‫النب ‪ e‬به فأقبل عليه ‪ ..‬فدعاه إل ال ‪ ..‬وإل السلم‬ ‫الجر ‪..‬‬
‫‪ ..‬وجعل يدثه بالتوحيد والرسالة وأنه نب يوحى إليه‬ ‫ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫قرآن ‪ ..‬وأن هذا القرآن هو كلم ال تعال ‪ ..‬فيه عب‬ ‫نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ‪ ..‬وف‬
‫وأحكام ‪..‬‬ ‫رواية قال ‪ :‬يا عبد ال ل تكن مثل فلن ‪ ..‬كان‬
‫فقال له سويد ‪ :‬فلعل الذي معك مثل الذي معي ؟‬ ‫يقوم الليل ‪..‬‬
‫فقال له رسول ال ‪ : r‬ما الذي معك ؟‬ ‫ل تكن مثل فلن ‪ ..‬كان يقوم الليل ‪ ..‬فترك قيام‬
‫قال ‪ :‬معي ملة لقمان ‪ -‬يعن حكمة لقمان ‪.. -‬‬ ‫الليل ‪..‬‬
‫فلم يعنفه ‪ e‬أو يقره ‪ - ..‬مع أنه يضاهي كلم ال‬ ‫نعم ‪ ..‬كان ‪ e‬يستعمل هذا السلوب الرائع مع‬
‫بكلم البشر ‪ .. -‬وإنا تلطف معه ‪ ..‬وقال ‪ : r‬اعرضها‬ ‫جيع الناس ‪ ..‬ومع الوجهاء خاصة ‪..‬‬
‫علي ‪..‬‬ ‫ف بداية بعثة النب ‪ .. e‬كان الناس ما بي مقبل‬
‫فشرع سويد يقرأ ما يفظ من كلم لقمان وحِكَمِه ‪..‬‬ ‫ومدبر ‪..‬‬
‫ورسول ال ‪ e‬يستمع إليه بكل هدوووء ‪..‬‬ ‫وكان رجل ف الدينة اسه سويد بن الصامت وكان‬
‫فلما انتهى سويد ‪ ..‬قال ‪ e‬له ‪ :‬إن هذا لكلم حسن ‪..‬‬ ‫ل شاعرا ‪ ..‬يفظ كلم‬
‫ل شريفا ف قومه ‪ ..‬عاق ً‬
‫رج ً‬
‫ث قال ‪ -‬مشوقا لسويد ‪ : -‬والذي معي أفضل من هذا‬ ‫الكماء ‪ ..‬حت قيل إنه كان يفظ كل ما روي‬
‫‪ ..‬قرآن أنزله ال تعال علي ‪ ..‬هو هدى ونور ‪..‬‬ ‫عن لقمان الكيم ‪..‬‬
‫ث تل عليه رسول ال ‪ r‬القرآن ‪ ..‬ودعاه إل السلم ‪..‬‬ ‫حت بلغ من إعجاب الناس به أنم كانوا يسمونه ‪:‬‬
‫وسويد يستمع منصتا ‪ ..‬فلما فرغ ‪ e‬من كلمه ‪ ..‬ظهر‬ ‫الكامل ‪ ..‬للده وشعره ‪ ..‬وشرفه ونسبه ‪ ..‬وهو‬
‫على سويد التأثر ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن هذا لقول حسن ‪..‬‬ ‫الذي يقول ‪:‬‬
‫ث انصرف سويد عن النب ‪ .. e‬ول يزال متأثرا با سع‬ ‫أل رب من تدعو صديقا ولو ترى‬
‫‪..‬‬ ‫مقالته بالغيب ساءك ما يفري‬
‫فقدم الدينة على قومه ‪ ..‬فلم يلبث أن وقع قتال بي‬ ‫مقالته كالشهد ما كان شاهدا‬
‫قبيلت الوس والزرج ‪ ..‬وكان من قبيلة الوس فقتلته‬ ‫وبالغيب مأثور على ثغرة النحر‬
‫الزرج ‪..‬‬ ‫يسرك باديه وتت أديه‬
‫وذلك قبل أن يهاجر النب ‪ e‬إل الدينة ‪ ..‬ول يدرى‬ ‫نيمة غش تبتري عقب الظهر‬
‫هل أسلم أم ل ؟ وإن كان رجل من قومه ليقولون ‪ :‬إنا‬ ‫تبي لك العينان ما هو كات‬
‫لنراه قد قتل وهو مسلم ‪..‬‬ ‫من الغل والبغضاء بالنظر الشزر‬
‫قدم سويد بن الصامت يوما إل مكة حاجا ‪ ..‬أو‬
‫باختصار ‪..‬‬
‫‪196‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫العاطفي أو السحب منه ‪..‬‬ ‫أسرف ف الديح ‪ ..‬واقتصد ف النقد ‪..‬‬
‫فكل ابتسامة تقابله با ‪ ..‬تزيد من رصيدك العاطفي عنده‬ ‫‪.79‬الرصيد العاطفي‬
‫‪..‬‬ ‫تصورات الناس عنا نن الذين نصنعها ‪..‬‬
‫وكل هدية ‪ ..‬تزيد رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫فلو لقيك شخص ف السوق فعبس ف وجهك ‪..‬‬
‫وكل ماملة ‪ ..‬تزيد رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫ث لقيك ف بقالة ‪ ..‬فعبس ف وجهك أيضا ‪..‬‬
‫وكل إهانة تقع منك له ‪ ..‬أو مسبة ‪ ..‬أو شتم ‪ ..‬فإنك‬ ‫ث صادفته ف عرس ‪ ..‬فلقيك عابسا ‪ ..‬لرست عنه‬
‫تسحب من رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫صورة قاتة ف ميلتك ‪ ..‬فإذا رأيت صورته أو‬
‫وبالتال إذا كان رصيدك العاطفي عنده كثيا ‪ ..‬ووقعت‬ ‫سعت اسه ف مكان تبادر إل ذهنك ذاك الوجه‬
‫يوما ما ف موقف أغاظه فسحبت من رصيدك العاطفي‬ ‫العابس ‪..‬‬
‫مقدارا معينا ‪ ..‬فإن هذا لن يؤثر كثيا لن رصيدك‬ ‫ولو لقيك شخص بابتسامة ف موقف ‪ ..‬ث ابتسم‬
‫العاطفي عنده كثي ‪..‬‬ ‫ف لقاء آخر ‪ ..‬وثالث ‪ ..‬لنطبع ف ذهنك عنه‬
‫وإذا البيب أتى بذنب واحد‬ ‫صورة مشرقة ‪..‬‬
‫جاءت ماسنه بألف شفيع‬ ‫هذا فيمن ل يكون بينك وبينه علقة دائمة وإنا‬
‫أما إن ل يكن عنده لك رصيد عاطفي وجعلت تسحب‬ ‫هي لقاءات عابرة ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬فإن حسابك عنده‬
‫من الرصيد وليس فيه شيء أص ً‬ ‫أما الشخاص الذي نلقاهم دائما كزوجة وأولد‬
‫سيكون بالناقص !! وبالتال قد يقع ف قلبه لك كره ‪ ..‬أو‬ ‫‪ ..‬وزملء ف مكتب ‪ ..‬وجيان ف حارة ‪ ..‬فإن‬
‫استثقال ‪ ..‬لنك تسحب من رصيدك العاطفي ول تودع‬ ‫تعاملنا معهم لن يكون بأسلوب واحد دائما ‪ ..‬نعم‬
‫‪..‬‬ ‫هم سيوننا ضاحكي لطيفي ‪ ..‬لكنهم حتما‬
‫أل تسمع يوما عن زوجة طلقها زوجها ‪ ..‬فإذا سئلت عن‬ ‫سيوننا تارة غاضبي ‪ ..‬وتارة عابسي ‪ ..‬أو‬
‫سبب الطلق قالت ‪ :‬السبب تافه ‪ ..‬طلب من الذهاب‬ ‫ماصمي ‪ ..‬أو شاتي ‪ ..‬لننا بشر ‪..‬‬
‫معه لزيارة أخته فرفضت ‪ ..‬فغضب وجعل يسبن‬ ‫وبالتال فإن مبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان‬
‫ويشتمن ث طلقن !!‬ ‫حسناتنا عندهم أو سيئاتنا ‪ ..‬أو قل بعبارة أخرى ‪:‬‬
‫ولو تأملت بذكاء ف سبب الطلق ‪ ..‬لا وجدت السبب‬ ‫تتحدد مبتهم لنا بسب مقدار الرصيد العاطفي‬
‫هو هذا الوقف التافه ‪ ..‬وإنا هذا الوقف هو القشة الت‬ ‫الذي ف حسابنا عندهم ‪..‬‬
‫قصمت ظهر البعي ‪..‬‬ ‫كيف ؟!‬
‫فقد ذُكر أن رجلً كان له جل جلد قوي ‪ ..‬فأراد سفرا‬ ‫عندما يقع لك موقف جيل مع إنسان فإنك تضيف‬
‫‪ ..‬فجعل يمل متاعه عليه ‪ ..‬ويربطه على ظهره ‪..‬‬ ‫إل سجل ذكرياته ذكرى جيلة عنك ‪ ..‬أو بعبارة‬
‫والمل متماسك ‪ ..‬حت كوم على ظهره ما يمله أربعة‬ ‫أخرى تفتح لك ف قلبه حسابا تودع فيه مبة لك‬
‫جال ‪ ..‬فبدأ البعي يهتز من ثقل المل والناس يصيحون‬ ‫واحتراما ‪ ..‬ث تتول بعد ذلك زيادة رصيدك‬

‫‪197‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الت قصمت ظهر البعي ‪..‬‬ ‫بالرجل ‪ :‬يكفي ما حلت عليه ‪ ..‬فأخذ حزمة من‬
‫قل مثله ف زملء تاصموا ‪ ..‬أو جيان تنازعوا ‪..‬‬ ‫تب وقال ‪ :‬هذه خفيفة وهي آخر التاع ‪ ..‬فلما‬
‫إذن ‪ ..‬نن نتاج دائما إل نودع ف قلب كل واحد نلقاه‬ ‫طرحها على ظهره سقط البعي على الرض ‪..‬‬
‫رصيدا عاطفيا ‪..‬‬ ‫فقيل ‪ :‬قشة قصمت ظهر بعي !!‬
‫الزوج يتحي الفرص ليودع ف قلب زوجته ‪ ..‬ويسجل‬ ‫ولو تفكرت لرأيت أن القشة مظلومة فليست هي‬
‫نقاطا أكثر وأكثر ‪..‬‬ ‫الت قصمت ظهر البعي وإنا انقصم ظهر البعي‬
‫والزوجة تتاج أيضا ‪..‬‬ ‫بسبب تراكمات كبار صب البعي على أولا ‪..‬‬
‫والولد يتاج أن يودع ف قلب والده ‪..‬‬ ‫وصب ‪ ..‬وصب ‪ ..‬حت ل يطق صبا ‪ ..‬فانقصم‬
‫والدرس مع طلبه ‪ ..‬والخ مع أخيه ‪..‬‬ ‫ظهره بشيء صغي ‪..‬‬
‫بل حت الدير مع من هم تت إدارته ‪ ..‬يتاج إل ذلك‬ ‫وهكذا الرأة الت طلقها زوجها ‪ ..‬أجزم أن‬
‫‪..‬‬ ‫السبب ليس هو تركها زيارة أخته فحسب ‪ ..‬وإنا‬
‫تراكمات قبله ‪ ..‬من عصيان لطلباته ‪ ..‬عدم تقيق‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫لرغباته ‪ ..‬عدم تببها إليه ‪ ..‬تكبها عليه ‪ ..‬عدم‬
‫وإذا البيب أتى بذنب واحد‬ ‫احترام رأيه ‪ ..‬فهي تسحب دوما من رصيدها‬
‫جاءت ماسنه بألف شفيع‬ ‫العاطفي عنده دون أن تودع فيه شيئا ‪ ..‬وترح‬
‫ول تداوي ‪..‬‬
‫‪.80‬الساحر ‪..‬‬
‫وهو يتمل ويتمل ‪ ..‬حت جاء هذا الوقف فقصم‬
‫الكلم ببلش ‪ ..‬يا أخي سَمّعنا كلمة حلوة ‪..‬‬
‫ظهر البعي ‪..‬‬
‫هكذا بدأت السكينة تعاتب زوجها ‪..‬‬
‫ولو أنا اعتنت بكثرة اليداع ف رصيدها العاطفي‬
‫صحيح هو ما قصر معها ف طعام ول لباس ‪ ..‬ولكنه ل‬
‫‪ ..‬من حسن لقاء له ‪ ..‬وتغنج ودلل ‪ ..‬وتبب‬
‫يكن يسحرها بعسول الكلم ‪!! ..‬‬
‫إليه ‪ ..‬ومازحة وخفة ظل ‪ ..‬وعناية بطعامه ولباسه‬
‫يمع العقلء أن أهم صفات البائع الاهر أن يكون ساحرا‬
‫‪ ..‬واحترام لرأيه ‪ ..‬لصار رصيدها العاطفي كبيا‬
‫ف كلمه ‪ ..‬فيدد ‪ :‬من عيون ‪ ..‬تفضل ‪ ..‬خل الساب‬
‫‪ ..‬وملكت مليارات ف قلبه ‪ ..‬وبالتال لن يضر لو‬
‫علينا ‪ ..‬تعبك راحة ‪..‬‬
‫وقع موقف سحبت به من رصيدها العاطفي ‪..‬‬
‫وتزيد قيمة البائع كلما زادت عباراته جالً ‪ ..‬فإن أضاف‬
‫وقل مثل ذلك ف الطالب الشاكس الذي يقع منه‬
‫إل حسن العبارة جودة ف وصف السلعة ‪ ..‬وقدرة على‬
‫موقف صغي فيغضب الدرس غضبا شديدا ‪ ..‬وقد‬
‫إقناع الزبون بالشراء ‪ ..‬صار قد اكتسب نورا على نور‬
‫يضربه ويطرده من الفصل ‪ ..‬و ‪ ..‬ث يقول الطالب‬
‫‪..‬‬
‫أنا ما فعلت شيئا هي مرد نكتة أطلقتها من غي‬
‫ويمع الجربون أن من أهم صفات السكرتي أن يكون‬
‫استئذان ‪ ..‬ول ينتبه إل أن هذه النكتة هي القشة‬
‫لسانه عذبا ‪ ..‬وعباراته حلوة ‪ ..‬فيطرب الساع بقوله ‪:‬‬
‫‪198‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪ :‬وهذا يعلم ذاك ‪..‬‬ ‫َس ْم ‪ ..‬أبشر ‪ ..‬نن ( خدّامينك ) ‪..‬‬
‫فأثن عمرو عليه وقال ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬إنه لشديد‬ ‫وربا شغفت زوجة بزوجها حبا ‪ ..‬وهو كثي‬
‫العارضة ‪ ..‬مانع لانبه ‪ ..‬مطاع ف ناديه ‪..‬‬ ‫البخل قليل المال ‪ ..‬لكنه يسحرها بعباراته ‪..‬‬
‫ث سكت عمرو ‪..‬‬ ‫أذكر أن شابا مراهقا كان مغرما بغازلة الفتيات ‪..‬‬
‫فغضب الزبرقان ‪ ..‬وودّ لو لن عمروا زاد ف الثناء ‪..‬‬ ‫وكان له قدرة عجيبة على اليقاع بن ‪ ..‬وكم من‬
‫وظن أنه حسده على سيادته ‪..‬‬ ‫مسكينة صارت متيمة ببه ‪ ..‬عالقة بشراكه ‪..‬‬
‫فقال الزبرقان ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬لقد علم ما قال ‪..‬‬ ‫ومن العجب أنه ل يكن يلك سيارة فارهة يغريهن‬
‫وما منعه أن يتكلم به إل السد ‪..‬‬ ‫بركوبا ‪ ..‬ول تكن جيبه مليئة بالال ليغدق عليهن‬
‫فغضب عمرو ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنا أحسدك ؟!! فوال إنك لئيم‬ ‫الدايا ‪..‬‬
‫الال ‪ ..‬حديث الال ‪ ..‬أحق الوالد ‪ ..‬مضيع ف العشية‬ ‫ول تظنن أنه أوت وسامة أو جا ًل ‪ ..‬كل ‪ ..‬فإن‬
‫‪ ..‬وال يا رسول ال لقد صدقت فيما قلت أولً ‪ ..‬وما‬ ‫أسأل ال لك أن ل تبتلى بالنظر إل وجهه !!‬
‫كذبت فيما قلت آخرا ‪ ..‬لكن رجل رضيت فقلت‬ ‫لكنه كان يغلق فمه على لسان ‪ ..‬لو تكلم مع‬
‫ح ما وجدت ‪..‬‬
‫أحس َن ما علمت ‪ ..‬وغضبت فقلتُ أقب َ‬ ‫حجر لفلقه ‪ ..‬ولو سعه نر لدفّقه ‪..‬‬
‫ووال لقد صدقت ف المرين جيعا ‪..‬‬ ‫فكان يصطاد الفتيات بلسانه اصطيادا ‪ ..‬بل‬
‫من سرعة حجته ‪ ..‬وقوة بيانه ‪ ..‬ومهارات‬ ‫فعجب‬ ‫يسحرهن سحرا ‪..‬‬
‫لسانه ‪..‬‬ ‫وحديثها السحر اللل لو أنه‬
‫(‪)91‬‬
‫فقال ‪ :‬إن من البيان لسحرا ‪ ..‬إن من البيان لسحرا‬ ‫ل ين قتل السلم التحرز‬
‫‪..‬‬ ‫إن طال ل يلل وإن هي أوجزت‬
‫فكن مبدعا ف مهارات لسانك ‪ ..‬فلو قال لك ‪ :‬ناولن‬ ‫ود الحدث أنا ل توجز‬
‫القلم ‪ ..‬قل ‪ :‬من عيون ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬ ‫ثلث ُة رجال سادة ف‬ ‫أقبل يوما إل رسول ال‬
‫ولو قال ‪ ..‬لكن يا فلن عندي طلب ‪ :‬اطلب عيون ‪..‬‬ ‫قومهم ‪..‬‬
‫َسمْ ‪..‬‬ ‫قيس بن عاصم ‪ ..‬والزبرقان بن بدر ‪ ..‬وعمرو بن‬
‫أريد منك خدمة ‪ :‬تفضل ‪ ..‬خدمنا أناسا ما يساوون أثر‬ ‫الهتم ‪..‬‬
‫رجليك ‪..‬‬ ‫وكلهم من قبيلة تيم ‪..‬‬
‫مارس هذا السلوب الذي يدغدغ الشاعر ‪ ..‬مع أمك ‪..‬‬ ‫فبدؤوا يتفاخرون ‪..‬‬
‫نعم أسعها كلمات رقيقة لينة ‪..‬‬ ‫فقال الزبرقان ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنا سيد تيم ‪..‬‬
‫مع أبيك ‪ ..‬زوجتك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬ ‫والطاع فيهم ‪ ..‬والجاب فيهم ‪ ..‬أمنعهم من‬
‫فهذا السلوب ل يسرك شيئا ‪ ..‬وتسحر به الخرين ‪..‬‬ ‫الظلم ‪ ..‬فآخذ لم بقوقهم ‪..‬‬
‫ث أشار إل السيد الخر عمرو بن الهتم ‪ ..‬وقال‬
‫( ) رواه الاكم ف الستدرك ‪ ،‬وأصله ف الصحيحي‬ ‫‪91‬‬

‫‪199‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫النصار ‪ ..‬ول جاهدوا جهادهم ‪ ..‬ول ضحوا تضحيتهم‬ ‫وتزيل ما ف نفوسهم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وانظر إل حال النصار ‪ y‬بعد معركة حني ‪..‬‬
‫فلما رأى النصار ذلك ‪..‬‬ ‫النصار الذين قاتلوا مع النب ‪ t‬ف بدر ث قتلوا ف‬
‫قال بعضهم لبعض ‪ :‬يغفر ال لرسول ال ‪ ..‬يعطي قريشا‬ ‫أحد ‪ ..‬وحوصروا ف الندق ‪ ..‬ول زالوا معه‬
‫ويتركنا ‪ ..‬وسيوفنا تقطر من دمائهم ‪..‬‬ ‫يقاتلون ويُقتَلون ‪ ..‬حت فتحوا معه مكة ‪ ..‬ث‬
‫فلما رأى سيدهم سعد بن عبادة ‪ t‬ذلك ‪ ..‬دخل على‬ ‫مضوا إل معركة حني ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ .. e‬فقال ‪:‬‬ ‫ففي الصحيحي ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن أصحابك من النصار وجدوا عليك‬ ‫أن القتال اشتد أول العركة ‪ ..‬وانكشف الناس‬
‫ف أنفسهم ‪ ..‬قال ‪ :‬وما ذاك ؟!!‬ ‫عن رسول ال ‪ ..‬فإذا الزية تلوح أمام السلمي‬
‫قال ‪ :‬لا صنعت ف هذا الفئ الذي أصبت ‪ ..‬قسمت ف‬ ‫‪..‬‬
‫قومك ‪ ..‬وأعطيت عطايا عظاما ‪ ..‬ف قبائل العرب ‪..‬‬ ‫فالتفت ‪ e‬إل أصحابه ‪ ..‬فإذا هم يفرون من بي‬
‫ول يكن ف النصار منه شئ ‪..‬‬ ‫يديه ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬فأين أنت من ذلك يا سعد ؟‬ ‫فصاح بالنصار ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما أنا إل امرؤ من قومي ‪..‬‬ ‫يا معشر النصار ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬فاجع ل قومك‪ ..‬فلما اجتمعوا ‪ ..‬أتاهم رسول‬ ‫وعادوا إليه ‪ ..‬وصفوا بي يديه ‪..‬‬
‫ال ‪..‬‬ ‫ول زالوا يدفعون العدو بسيوفهم ‪ ..‬ويفدون‬
‫فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪ :‬يا معشر النصار ‪ ..‬ما‬ ‫رسول ال ‪ e‬بنحورهم ‪ ..‬حت فر الكفار وانتصر‬
‫قالة بلغتن عنكم ؟‬ ‫السلمون ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬أما رؤساؤنا يا رسول ال فلم يقولوا شيئا وأما‬ ‫وبعدما انتهت العركة‪ ..‬وجعت الغنائم بي يدي‬
‫ناس منا حديثة أسنانم فقالوا يغفر ال لرسول ال يعطي‬ ‫النب ‪ .. e‬أخذوا ينظرون إليها ‪..‬‬
‫قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ‪..‬‬ ‫وأحدهم يتذكر أولده الوعى ‪ ..‬وأهلَه الفقرا ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬يا معشر النصار ‪ ..‬أل تكونوا ضل ًل فهداكم‬ ‫ويرجو أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به‬
‫ال ب ‪..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ول ورسوله ‪ ..‬النة الفضل ‪..‬‬ ‫فبينما هم على ذلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أل تكونوا عالة فأغناكم ال ‪ ..‬وأعداءً فألف بي‬ ‫فإذا برسول ال ‪ .. e‬يدعو القرع بن حابس ‪-‬‬
‫قلوبكم ‪..‬‬ ‫ما أسلم إل قبل أيام ف فتح مكة ‪ ..‬فيعطيه مائة من‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ول ورسوله ‪ ..‬النة الفضل ‪..‬‬ ‫البل ‪ ..‬ث يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من البل‬
‫ث سكت رسول ال ‪ .. e‬وسكتوا ‪ ..‬وانتظ َر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وانتظروا ‪..‬‬ ‫ول يزال يقسم النعم ‪ ..‬بي أقوام ‪ ..‬ما بذلوا بذل‬

‫‪200‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كان متغطرسا يارس أصناف الذلل على الزارعي‬ ‫فقال ‪ :‬أل تيبون يا معشر النصار ‪..‬‬
‫الصغار ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬وباذا نيبك يا رسول ال ‪ ..‬ول ولرسوله‬
‫دارت الزمان دورته فأصاب أرضه ما أتلفها ‪ ..‬فأصبح‬ ‫النة والفضل ‪..‬‬
‫فقيا بعد غن ‪ ..‬كسيا‬ ‫صدَقتم‬
‫قال ‪ :‬أما وال لو شئتم لقلتم ‪ ..‬فل َ‬
‫جاع أولده وهو ليس عنده مصدر يتكسب منه ‪ ..‬ول‬ ‫ولصُدّقتم ‪..‬‬
‫يعرف صنعة غي الزراعة ‪ ..‬لكن أرضه تالفة ‪..‬‬ ‫لو شئتم لقلتم ‪ :‬أتيتنا مكذبا فصدقناك ‪ ..‬ومذولً‬
‫فخرج يبحث عن عمل ‪ ..‬أي عمل ‪..‬‬ ‫فنصرناك ‪ ..‬وطريدا فآويناك ‪ ..‬وعائلً فواسيناك‬
‫أقبل على مزرعة لحد الفلحي الضعفاء الذين ذاقوا من‬ ‫‪..‬‬
‫إذلله قديا ‪ ..‬دخل عليه ‪ ..‬وقال بكل مذلة ‪ :‬هل أجد‬ ‫ث قال ‪ :‬يا معشر النصار ‪ ..‬أوجدت على رسول‬
‫عنك عملً ‪ ..‬أقطف الثمر ‪ ..‬أو أنقي البوب ‪ ..‬أو أقلم‬ ‫ال ف أنفسكم ‪ ..‬ف لعاعة من الدنيا ‪ ..‬تألفت با‬
‫الشجار ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫قوما ليسلموا ‪ ..‬ووكلتم ال إسلمكم ‪..‬‬
‫فثار الزارع ف وجهه وقال ‪ :‬أنت تعمل عندي !! أنت‬ ‫إن قريشا حديثوا عهد باهلية ومصيبة ‪ ..‬وإن‬
‫التكب التغطرس ‪ ..‬المد ل أن استجاب دعاءنا عليك‬ ‫أردت أن أجبهم ‪ ..‬وأتألفهم ‪..‬‬
‫وأذلك ‪ ..‬ث طرده من بستانه ‪..‬‬ ‫أل ترضون يا معشر النصار ‪ ..‬أن يذهب الناس‬
‫مضى ير قدمي خيبته ‪ ..‬حت دخل بستانا آخر ‪ ..‬فإذا‬ ‫بالشاة والبعي ‪ ..‬وترجعون برسول ال ‪ e‬إل‬
‫بفلح له معه ذكريات أليمة ‪ ..‬فطرده كما طرده الول‬ ‫بيوتكم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫لو سلك الناس واديا أو شعبا ‪ ..‬وسلكت النصار‬
‫مضى الباشا ( !! ) السكي ل يلوي على شيء ‪ ..‬ول‬ ‫واديا أو شعبا ‪ ..‬لسلكت وادي النصار ‪ ..‬أو‬
‫يريد أن يرجع إل أولده خاليا ‪..‬‬ ‫شعب النصار ‪..‬‬
‫مر على مزرعة لفلح ثالث ‪ ..‬فدخل ليجرب حظه معه‬ ‫فوالذي نفس ممد بيده ‪ ..‬إنه لول الجرة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫لكنت امرءا من النصار ‪ ..‬اللهم ارحم النصار ‪..‬‬
‫رآه الفلح فانبهر ‪ ..‬وقد ذاق أيضا من إذلله من قبل ‪..‬‬ ‫وأبناء النصار ‪ ..‬وأبناء أبناء النصار ‪..‬‬
‫قال الباشا ‪ :‬أنا أبث عن عمل ‪ ..‬أولدي جوعى ‪..‬‬ ‫فبكى القوم حت أخضلوا لاهم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬رضينا‬
‫فأراد الفلح أن يذله ‪ ..‬وأن ينتقم منه بأسلوب ذكي ‪..‬‬ ‫برسول ال قَسْما وحظا‪ ..‬ث انصرف رسول ال‬
‫فقال له ‪ :‬أهلً أيها الباشا !! نورت بستان !! من مثلي‬ ‫وتفرقوا ‪..‬‬
‫اليوم الباشا الكبي يدخل أرضي !! أنت الباشا الكبي ‪..‬‬ ‫بل إنك بالعبارات الميلة تستطيع أن تدر الناس‬
‫أنت الباشا الوجيه !! أنت ‪..‬‬ ‫أحيانا ‪..‬‬
‫وجعل يدّره بذه العبارات ‪ ..‬حت صار الباشا منوما‬ ‫ذكر أنه كان ف صعيد مصر رجل غن متسلط‬
‫تنويا مغناطيسيا !!‬ ‫يسمونه " الباشا " كان يلك فدادين من الزارع ‪..‬‬

‫‪201‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الدماء من أسفل قدميه ‪ ..‬والعرق يغرق ثيابه ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ث قال الفلح ‪ :‬مرحبا وأهلً ‪ ..‬عندي عمل ‪..‬‬
‫لكنه ل يزال منتشيا مدرا ‪..‬‬ ‫لكن ل أدري هل يناسبك أم ل ؟‬
‫ل ‪..‬‬
‫سأله أولده ‪ :‬هاه ‪ ..‬هل وجدت عم ً‬ ‫قال الباشا ‪ :‬وما هو ؟‬
‫فقال ‪ -‬بكل فخر ‪ : -‬نعم ‪ ..‬أنا الباشا ‪ ..‬كيف ل أجد‬ ‫قال ‪ :‬اليوم سوف أحرث الرض ‪ ..‬وعندي‬
‫عملً ‪..‬‬ ‫مراث يره ثوران ‪ ..‬ثور أبيض وثور أسود ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬فماذا اشتغلت ؟!‬ ‫والثور السود اليوم مريض ول يستطيع أن يعمل‬
‫فقال ‪ :‬اشتغلت ‪ ..‬هاه !! اشتغلت !!‬ ‫‪ ..‬والثور البيض ل يطيق جر الراثة وحده ‪..‬‬
‫وبدأ يصحو من تديره ‪ ..‬ويدرك ما أصابه ‪..‬‬ ‫فأريدك أن تقوم اليوم بوظيفة الثور السود ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اشتغلت ثورا !!!‬ ‫فأنت قوي أيها الباشا ‪ ..‬أنت قائد ‪ ..‬أنت رئيس‬
‫‪ ..‬تسي ف المام دائما ‪..‬‬
‫قرار ‪..‬‬ ‫توجه الباشا بكل كبياء إل الراثة ‪ ..‬ووقف‬
‫اختر أطيب الكلم كما تتار أطيب الثمر ‪..‬‬ ‫بانب الثور البيض ‪ ..‬أقبل الزارع إليه وبدأ‬
‫بالثور البيض وربطه بالبال ليجر الحراث ‪ ..‬ث‬
‫‪.81‬فليسعد النطق إن ل تسعد الال !!‬
‫ل ‪ :‬يا أحسن باشا ف‬
‫توجه إل الباشا وهو يردد قائ ً‬
‫من أحرج الواقف أن يقصدك صاحب حاجة ‪ ..‬ث يرجع‬
‫العال ‪ ..‬يا قوي ‪ ..‬يا بطل ‪ ..‬والباشا يتلفت ف‬
‫خائبا غي مقضية حاجته ‪..‬‬
‫زهو ‪ ..‬ث ربط البال ف كتفي الباشا ‪ ..‬وركب‬
‫نعم قضاء حاجات الناس طاعة عظيمة ‪ ..‬ولو ل يكن فيها‬
‫هو على الراثة معه السوط !! وصاح ‪ :‬امش ‪..‬‬
‫إل قوله ‪ : e‬لئن أمشي مع أخي ف حاجة حت أثبتها له ‪،‬‬
‫وضرب ظهر الثور فتحرك ‪ ..‬وترك الباشا ير‬
‫(‪)92‬‬
‫أحب إل من أن أعتكف ف مسجدي هذا شهرا "‬
‫الحراث ‪ ..‬والفلح يردد ‪ :‬جيل يا باشا ‪ ..‬متاز يا‬
‫لكفى ف فضلها ‪..‬‬
‫ملك ‪ ..‬ويضرب ظهر الثور ‪ ..‬ويصيح أقوى يا‬
‫لكن بعض الاجات يصعب قضاؤها ‪ ..‬فليس كل من‬
‫باشا ‪ ..‬أحسن يا باشا ‪..‬‬
‫طلب منك أن تسلفه ما ًل قدرت على إعطائه ‪..‬‬
‫والباشا السكي ل يتعود على ذلك ‪ ..‬لكنه كان‬
‫ول كل من طلب منك مرافقته ف سفر قدرت على تلبية‬
‫ير بكل قوته ‪ ..‬من الصباح حت غابت الشمس‬
‫طلبه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكأنه غائب العقل ‪..‬‬
‫ول كل من طلب حاجة معك كقلم أو ساعة أو غيها ‪..‬‬
‫فلما انتهى فك الفلح عنه البال ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬
‫استطعت إعطاءها له ‪..‬‬
‫وال شغلك جيل يا باشا ‪ ..‬هذا أحسن يوم مر‬
‫والشكلة أن أكثر الناس إذا ل تلبّ حاجاتم وجدوا‬
‫علي يا باشا ‪..‬‬
‫عليك ف أنفسهم ‪ ..‬وقد يذمونك ف الجالس ‪..‬‬
‫ث بضع جنيهات ‪ ..‬ومضى الباشا إل بيته ‪..‬‬
‫ويتهمونك تارة بالبخل ‪ ..‬وتارة بالنانية ‪ ..‬وتارة ‪..‬‬
‫دخل على أولده ‪ ..‬وقد تقرحت كتفاه ‪ ..‬وسالت‬
‫( )‬ ‫‪92‬‬

‫‪202‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫التسابق عليه ‪..‬‬ ‫إذن ما العمل ؟!‬
‫فما لبثوا أن تهزوا ‪ ..‬وحلوا سلحهم وترزوا ‪..‬‬ ‫كن ماهرا ف الروج من الوقف ‪ ..‬فإذا طلب‬
‫فخرج ‪ e‬مع ألف وأربعمائة من أصحابه ‪ ..‬مهلي‬ ‫منك أحد شيئا ول تستطع قضاءه فعلى القل رده‬
‫بالعمرة ملبي ‪ ..‬يتسابقون إل البلد المي ‪..‬‬ ‫بعبارات جيلة ‪ ..‬كما قال ‪:‬‬
‫فلما اقتربوا من جبال مكة ‪..‬‬ ‫ل خيل عندك تديها ول مال *** فليسعد النطق‬
‫بركت القصواء ‪ -‬ناقة النب عليه السلم ‪ .. -‬فحاول أن‬ ‫إن ل تسعد الال‬
‫يبعثها لتسي ‪ ..‬فأبت عليه ‪..‬‬ ‫فلو علم شخص بأنك ستسافر إل مدينة معينة ‪..‬‬
‫‪e‬‬ ‫فقال الناس ‪ :‬خلت القصواء ‪ ( ..‬أي عصت ) فقال‬ ‫فحاءك وقال ‪ :‬أريدك أن تشتري ل حاجة من‬
‫‪:‬‬ ‫الدينة الت أنت مسافر إليها ‪ ..‬وأنت ل رغبة لك‬
‫ما خلت القصواء ‪ ..‬وما ذاك لا بلق ‪ ..‬ولكن حبسها‬ ‫ف قضاء حاجته لي سبب ‪ ..‬فكيف تيب ؟‬
‫حابس الفيل ( يعن فيل أبرهة لا أقبل به مع جيش من‬ ‫فليسعد النطق إن ل تسعد الال ‪ ..‬قل له ‪ :‬وال يا‬
‫اليمن يريد هدم الكعبة فحبسهم ال عن ذلك ) ‪..‬‬ ‫فلن أخدمك بعيون ‪ ..‬وأنت أحب إلّ من أناس‬
‫ث قال ‪ : J‬والذي نفسي بيده ل يسألون خطة يعظمون‬ ‫كثي ‪ ..‬لكن أخشى أن يضيق وقت ‪ ..‬وعندي‬
‫فيها حرمات ال ‪ ..‬إل أعطيتهم إياها ‪..‬‬ ‫بعض الظروف تنعن من إحضارها ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ث زجرها فوثبت ‪ ..‬فتوجه إل مكة ‪ ..‬حت نزل بالديبية‬ ‫ولو دعاك إل وليمة وأردت أن تعتذر وخشيت أن‬
‫قريبا من مكة ‪ ..‬فتسامع به كفار قريش ‪ ..‬فخرج إليه‬ ‫يد ف نفسه عليك ‪ ..‬فقدم مقدمات ‪ ..‬قل – مثلً‬
‫كبارهم ليدوه عن مكة ‪ ..‬فأب إل أن يدخلها معتمرا ‪..‬‬ ‫– أنا ما أعتبك إل كواحد من إخوان ‪ ..‬وأنت‬
‫فما زالت البعوث بينه وبي قريش‪..‬حت أقبل عليه سهيل‬ ‫من أغلى الناس إل قلب ‪ ..‬لكن مشغول الليلة ‪..‬‬
‫بن عمرو ‪..‬‬ ‫وأنت ل تكذب فقد يكون شغلك هذا جلسة مع‬
‫فصال النب ‪ e‬على أن يعودوا إل الدينة‪..‬ويعتمروا ف‬ ‫أولدك ‪ ..‬أو قراءة ف كتاب ‪ ..‬أو نوم !! فهي‬
‫العام القادم‪..‬‬ ‫كلها أشغال ‪..‬‬
‫ث كتبوا بينهم صلحا عاما ‪ ..‬وفيه ‪:‬‬ ‫وقد كان ممد ‪ e‬يلك الناس بأخلق يأسر با‬
‫اشترط سهيل ‪ :‬أنه ل يرج من مكة مسلم مستضعف‬ ‫قلوبم ‪..‬‬
‫يريد الدينة ‪ ..‬إل ُردّ إل مكة ‪ ..‬أما من خرج من الدينة‬ ‫انظر إليه عليه السلم ‪ ..‬وقد جلس مع أصحابه‬
‫وجاء إل مكة مرتدا إل الكفر ‪ ..‬فيُقبل ف مكة ‪..‬‬ ‫الكرام ‪..‬‬
‫فقال السلمون ‪ :‬سبحان ال !! من جاءنا مسلما نرده إل‬ ‫فحدثهم عن البيتِ الرام ‪ ..‬وفضلِ العمرة‬
‫الكافرين !! كيف نرده إل الشركي وقد جاء مسلما ‪..‬‬ ‫والحرام ‪..‬‬
‫فبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم ‪ ..‬شاب يسي على‬ ‫فطارت أفئدتم شوقا إل ذاك القام ‪..‬‬
‫الرمضاء ‪ ..‬يرفل ف قيوده ‪ ..‬وهو يصيح ‪ :‬يا رسول ال‬ ‫فأمرهم بالتجهز للرحيل إليه ‪ ..‬وحثهم على‬

‫‪203‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫والعصمة واليقي ‪ ..‬أما السلمون فقد رجعوا مع رسول‬ ‫‪ ..‬فنظروا إليه ‪ ..‬فإذا هو أبو جندل ولد سهيل بن‬
‫ال ‪ e‬إل الدينة ‪ ..‬وهم ف حنق شديد على الكافرين ‪..‬‬ ‫عمرو ‪ ..‬وكان قد أسلم فعذبه أبوه وحبسه ‪..‬‬
‫وحزن على السلمي الستضعفي ‪ ..‬ث اشتد العذاب على‬ ‫فلما سع بالسلمي ‪ ..‬تفلت من البس وأقبل ير‬
‫الضعفاء ف مكة ‪ ..‬حت ل يطيقوا له احتمالً ‪..‬‬ ‫قيوده ‪ ..‬تسيل جراحه دما ‪ ..‬وتفيض عيونه دمعا‬
‫فبدأ أبو جندل ‪ ..‬وصاحبه أبو بصي ‪ ..‬والستضعفون ف‬ ‫‪..‬‬
‫مكة ‪ ..‬ياولون التفلت من قيودهم ‪..‬‬ ‫‪e‬‬ ‫ث رمى بسده التهالك بي يدي النب‬
‫حت استطاع أبو بصي ‪ t‬أن يهرب من حبسه ‪ ..‬فمضى‬ ‫‪..‬والسلمون ينظرون إليه ‪..‬‬
‫من ساعته إل الدينة ‪ ..‬يمله الشوق ‪ ..‬ويدوه المل ‪..‬‬ ‫فلما رآه سهيل ‪ ..‬غضب !! كيف تفلت هذا‬
‫ف صحبة النب ‪ e‬وأصحابه ‪ ..‬مضى يطوي قفار‬ ‫الفت من حبسه ‪ ..‬ث صاح بأعلى صوته ‪ :‬هذا يا‬
‫الصحراء ‪ ..‬تترق قدماه على الرمضاء ‪..‬‬ ‫ممد أول من أقاضيك عليه أن ترده إل ‪..‬‬
‫حت وصل الدينة ‪ ..‬فتوجه إل مسجدها ‪ ..‬فبينما النب‬ ‫فقال ‪ : e‬إنا ل نقض الكتاب بعد ‪..‬‬
‫‪ e‬ف السجد مع أصحابه ‪ ..‬إذ دخل عليهم أبو بصي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فوال إذا ل أصالك على شيء أبدا ‪..‬‬
‫عليه أثرُ العذاب ‪ ..‬ووعثاءُ السفر ‪ ..‬وهو أشعث أغب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬فأجزه ل ‪ ..‬قال ‪ :‬ما أنا بجيزه لك ‪..‬‬
‫فما كاد يلتقط أنفاسه ‪ ..‬حت أقبل رجلن من كفار‬ ‫قال ‪ :‬بلى فافعل ‪ ..‬قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪ ..‬فسكت‬
‫قريش فدخل السجد ‪ ..‬فلما رآها أبو بصي ‪ ..‬فزع‬ ‫النب ‪ .. e‬وقام سهيل سريعا إل ولده يره بقيوده‬
‫واضطرب ‪ ..‬وعادت إليه صورة العذاب ‪ ..‬فإذا ها‬ ‫‪ ..‬وأبو جندل يصيح ويستغيث بالسلمي ‪ ..‬يقول‬
‫يصيحان ‪ ..‬يا ممد ‪ ..‬رده إلينا ‪ ..‬العهدُ الذي جعلت لنا‬ ‫‪:‬‬
‫‪ ..‬فتذكر النب ‪ e‬عهده لقريش أن يرد إليهم من يأتيه‬ ‫أي معشر السلمي أرد إل الشركي وقد جئت‬
‫من مكة ‪ ..‬فأشار إل أب بصي ‪ ..‬أن يرج من الدينة ‪..‬‬ ‫مسلما ‪ ..‬أل ترون ما قد لقيت من العذاب ‪ ..‬ول‬
‫فخرج معهما أبو بصي ‪ ..‬فلما جاوزا الدينة ‪ ..‬نزل‬ ‫زال يستغيث بم حت غاب عنهم ‪..‬‬
‫لطعام ‪ ..‬وجلس أحدها عند أب بصي ‪..‬‬ ‫والسلمون تذوب أفئدتم حزنا عليه ‪ ..‬فت ف‬
‫وغاب الخر ليقضي حاجته ‪..‬‬ ‫ريعان الشباب ‪ ..‬يُشدد عليه العذاب ‪..‬‬
‫فأخرج القاعد عند أب بصي سيفه ‪ ..‬ث أخذ يهزه ‪..‬‬ ‫وينقل من العيش الرغيد ‪ ..‬إل البلء الشديد ‪..‬‬
‫ويقول مستهزءا بأب بصي ‪ :‬لضربن بسيفي هذا ف‬ ‫وهو ابن سيد من السادات‪..‬طالا تنعم‬
‫الوس والزرج يوما إل الليل ‪..‬‬ ‫باللذات‪..‬وتلذذ بالشهوات ‪..‬‬
‫فقال له أبو بصي ‪ :‬وال إن لرى سيفك هذا يا فلن‬ ‫ث ير أمام السلمي بقيوده ‪ ..‬ليعاد إل سجنه‬
‫جيدا ‪ ..‬فقال ‪ :‬أجل وال إنه ليد لقد جربت به ‪ ..‬ث‬ ‫وحديده ‪..‬‬
‫جربت ‪ ..‬فقال أبو بصي ‪ :‬أرن أنظر إليه ‪ ..‬فناوله إياه ‪..‬‬ ‫وهم ل يلكون له شيئا ‪ ..‬مضى أبو جندل إل‬
‫فما كاد السيف يستقر ف يده ‪ ..‬حت رفعه ث هوى به‬ ‫مكة وحيدا ‪ ..‬يسأل ربع الثبات على الدين ‪..‬‬

‫‪204‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫العظيم ‪ ..‬الذي من أجله ترك أهله ‪ ..‬وفارق ولده ‪..‬‬ ‫على رقبة الرجل فأطار رأسه ‪ ..‬فلما رجع الخر‬
‫وأتعب نفسه ‪ ..‬وعذب جسده ‪..‬‬ ‫من حاجته ‪..‬‬
‫خرج أبو بصي من الدينة ‪ ..‬فاحتار أين يذهب ‪ ..‬ففي‬ ‫رأى جسد صاحبه مزقا ‪ ..‬مندلً مزقا ‪ ..‬ففزع ‪..‬‬
‫مكة عذاب وقيود ‪ ..‬وف الدينة مواثيق وعهود ‪..‬‬ ‫وفرّ حت أتى الدينة ‪ ..‬فدخل السجد يعدو ‪..‬‬
‫فمضى إل سيف البحر قريبا من جدة ‪ ..‬فنل هناك ‪ ..‬ف‬ ‫ل ‪ ..‬فزعا ‪ ..‬قال ‪ :‬لقد رأى هذا‬
‫فلما رآه ‪ e‬مقب ً‬
‫صحراء قاحلة ‪ ..‬ل أنيس فيها ول جليس ‪..‬‬ ‫ذعرا ‪..‬‬
‫فتسامع به السلمون الستضعفون بكة ‪ ..‬فعلموا أنه باب‬ ‫فلما وقف بي يديه ‪ e‬صاح من شدة الفزع ‪..‬‬
‫فرج انفتح لم ‪ ..‬فالسلمون ف الدينة ل يقبلونم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬قُتِل وال صاحب ‪ ..‬وإن لقتول ‪..‬‬
‫والكفار ف مكة يعذبونم ‪..‬‬ ‫فلم يلبث أن دخل عليهم أبو بصي ‪ ..‬تلتمع عيناه‬
‫فتفلت أبو جندل من قيوده ‪ ..‬فلحق بأب بصي ‪ ..‬ث‬ ‫شررا ‪ ..‬والسيف ف يده يقطر دما ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫جعل السلمون يتوافدون إليه ف مكانه ‪ ..‬حت كثر‬ ‫يا نب ال ‪ ..‬قد أوف ال ذمتك ‪ ..‬قد رددتن إليهم‬
‫عددهم ‪ ..‬واشتدت قوتم ‪..‬‬ ‫ث أنان ال منهم ‪ ..‬فضمن إليكم ‪ ..‬قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فجعلت ل تر بم قافلة تارة لقريش ‪ ..‬إل اعترضوا لا‬ ‫فصاح أبو بصي بأعلى صوته ‪ ..‬قال ‪ :‬أو ‪ ..‬يا‬
‫‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ ..‬أعطن رجالً أفتح لك مكة ‪..‬‬
‫‪e‬‬ ‫فلما كثر ذلك على قريش ‪ ..‬أرسلوا إل النب‬ ‫فأعجب النب ‪ e‬بشجاعته ‪ ..‬لكنه ل يستطيع أن‬
‫ناشدونه بال أن يضمهم إليه ‪ ..‬فأرسل النب ‪ e‬إليهم أن‬ ‫ينفذ له طلبه فبينه وبي أهل مكة عهد ‪..‬‬
‫يأتوا الدينة ؟ فلما وصل إليهم الكتاب ‪ ..‬استبشروا‬ ‫لكنه ‪ e‬أراد أن يرده بلطف ‪ ..‬فليسعد النطق إن‬
‫وفرحوا ‪..‬‬ ‫ل يسعد الال ‪..‬‬
‫لكن أبا بصي كان قد أل به مرض الوت ‪ ..‬وهو يردد‬ ‫التفت ‪ e‬إل أصحابه وقال مادحا لب بصي ‪:‬‬
‫قائلً ‪ :‬رب العلي الكب من ينصر ال فسوف ينصر ‪..‬‬ ‫ويل أمه !! مسعّر حرب لو كان معه رجال ‪..‬‬
‫فلما دخلوا عليه وأخبوه أن النب ‪ e‬أذن لم بسكن‬ ‫فكانت هذه الكلمات بثابة التخفيف والعتذار‬
‫الدينة ‪ ..‬وأن غربتهم انتهت ‪ ..‬وحاجتهم قضيت ‪..‬‬ ‫من أب بصي ‪..‬‬
‫ونفوسهم أمنت ‪..‬‬ ‫وظل أبو بصي واقفا عند باب السجد ينتظر إذن‬
‫فاستبشر أبو بصي ‪ ..‬ث قال وهو يصارع الوت ‪ :‬أرون‬ ‫النب ‪ e‬له بالكوث ف الدينة ‪..‬‬
‫كتاب رسول ال ‪ .. e‬فناولوه إياه ‪..‬‬ ‫لكنه ‪ e‬تذكر عهده مع قريش فأمر أبا بصي‬
‫فأخذه فقبله ‪ ..‬ث جعله على صدره ‪ ..‬وقال ‪ :‬أشهد أن‬ ‫بالروج من الدينة ‪ ..‬فسمع أبو بصي وأطاع ‪..‬‬
‫ل إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا رسول ال ‪ ..‬أشهد أن‬ ‫نعم ‪ ..‬وما حل ف نفسه على الدين ‪ ..‬ول انقلب‬
‫ل إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا رسول ال ‪ ..‬ث شهق‬ ‫عدوا للمسلمي ‪..‬‬
‫ومات ‪..‬‬ ‫فهو يرجو ما عند الليم الكري ‪ ..‬من الثواب‬

‫‪205‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وشروط إجابته ‪..‬‬ ‫فرحم ال أبا بصي ‪ ..‬وصلى على نب الرحة وسلم‬
‫فهذا ليس له علقة مباشرة با نناقشه هنا وهو مهارات‬ ‫تسليما كثيا ‪..‬‬
‫التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫ومن السعاد بالنطق والسحر بالكلم ‪ ..‬أن تراعي‬
‫وإنا أعن ‪ :‬كيف تعل الدعاء مهارة ف كسب الناس ؟‬ ‫من معك إذا جاملك ‪ ..‬وتتلطف معه ‪..‬‬
‫ومن ذلك أن تدعو ال أيضا أن يهديك إل أحسن‬ ‫ذكر أن امرأة فقية اضطجعت بانب زوجها على‬
‫ل‪:‬‬
‫الخلق ‪ ..‬كما كان البيب ‪ e‬يدعو قائ ً‬ ‫فراش عتيق ‪ ..‬ف كوخ قدي ‪ ..‬جدرانه مرقعة ‪..‬‬
‫(اللهم لك المد ‪ ..‬ل إله إل أنت ‪ ..‬سبحانك وبمدك‬ ‫وسقفه من جذوع النخل ‪..‬‬
‫‪ ..‬ظلمت نفسي ‪ ..‬واعترفت بذنب ‪..‬‬ ‫فجالت ببصرها تنظر إل جدران بيتها ‪ ..‬ث ركّزت‬
‫فاغفر ل ذنوب ‪ ..‬ل يغفر الذنوب إل أنت ‪..‬‬ ‫بصرها إل السقف ‪ ..‬وسرحت بفكرها بعيدا ‪ ..‬ث‬
‫اهدن لحسن الخلق ‪ ..‬ل يهدي لحسنها إل أنت ‪..‬‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫واصرف عن سيئها ‪ ..‬إنه ل يصرف سيئها إل أنت ‪..‬‬ ‫تدري ماذا أتن ؟‬
‫(‪)93‬‬
‫لبيك وسعديك والي بيديك ‪.. ) ..‬‬ ‫قال ‪ :‬هاه !! ماذا تتمني ؟‬
‫نعود إل أصل كلمنا ‪ ..‬كيف تعل الدعاء مهارة ف‬ ‫قالت ‪ :‬أتن أن نلك بيتا كبيا تسعد فيه مع‬
‫كسب قلوب الناس ‪..‬؟‬ ‫أولدك ‪ ..‬وتدعو إليه أصدقاءك ‪ ..‬ونلك سيارة‬
‫الناس عموما يبون الدعاء لم ‪ ..‬حت عند السلم عليهم‬ ‫فارهة ‪ ..‬ترتاح إذا سقتها ‪ ..‬ويزيد راتبك ضعفي‬
‫ولقائهم يفرحون إن دعوت لم ‪..‬‬ ‫حت تسدد ديونك ‪ ..‬و ‪ ..‬ومضت السكينة تسرد‬
‫فمع قولك ‪ :‬كيف الال وما الخبار ؟ أضف إليها ‪ :‬ال‬ ‫له بماس أسباب السعادة الت تتمناها له ‪..‬‬
‫يرسك ‪ ..‬ال يعلك مباركا ‪ ..‬ال يثبت قلبك ‪..‬‬ ‫والرجل غارق ف أحلم خيبته ‪ ..‬يائس من صلح‬
‫ول تكن عبارات دعائك مستهلكة أو اعتيادية مثل ‪ :‬ال‬ ‫حاله ‪ ..‬ل يلك أية مهارة من مهارات الكلم ‪..‬‬
‫يوفقك ‪ ..‬ال يفظك ‪ ..‬نعم هي دعاء حسن لكن‬ ‫فلما تعبت قالت له ‪ :‬وأنت ماذا تتمن ؟!‬
‫السامع اعتاد عليه حت ل يعد يرن ف أذنه عند ساعه ‪..‬‬ ‫فنظر إل السقف طويلً ث قال ‪ :‬أتن أن ينطلق‬
‫وإن قابلت أحدا معه أولده ‪ ..‬فادع لم وهو يسمع ‪..‬‬ ‫جذع من هذا السقف ويقع على رأسك فيقسمه‬
‫ال يقر بم عينك ‪ ..‬ال يمع شلكم ‪ ..‬ال يرزقك برهم‬ ‫نصفي ‪..‬‬
‫‪ ..‬ونو ذلك ‪..‬‬
‫أنا أحكي هذا عن تربة ‪ ..‬لقد جربته كثيا كثيا ‪..‬‬ ‫حديث ‪..‬‬
‫فرأيته يسلب قلوب الناس سلبا ‪..‬‬ ‫‪ :‬ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال‬ ‫سألوه‬
‫دعيت ف ليلة من ليال شهر رمضان قبل سنتي إل لقاء‬ ‫‪ :‬هذا وهذا ‪ ..‬يعن الفرج واللسان‬
‫مباشر ف إحدى القنوات الفضائية ‪..‬‬
‫‪.82‬الدعاء ‪..‬‬
‫ل أعن هنا الكلم عن فضل الدعاء ‪ ..‬وآدابه‬
‫( ) أخرجه أبو عوانة‬ ‫‪93‬‬

‫‪206‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قلت ‪ :‬يعن ما فيه فائدة ؟!!‬ ‫كان اللقاء حول أحوال العبادة ف رمضان ‪..‬‬
‫فأحرج من وقال ‪ :‬ادع ل ‪ ..‬ادع ل ‪..‬‬ ‫وكان انعقاد اللقاء ف مكة الكرمة ف غرفة بأحد‬
‫فأمسكت يده وقلت ‪ :‬تعال معي ‪..‬‬ ‫الفنادق مطلة على الرم ‪ ..‬كنا نتحدث عن‬
‫قلت تعال ننظر إل الكعبة ‪..‬‬ ‫رمضان ‪ ..‬والشاهدون يرون من خلل النافذة الت‬
‫فوقفنا عند النافذة الطلة على الرم ‪ ..‬فإذا كل شب فيه‬ ‫خلفنا العتمرين والطائفي خلفنا على الواء مباشرة‬
‫مليء بالناس ‪ ..‬ما بي راكع وساجد ‪ ..‬ومعتمر وباك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ل مؤثرا ‪..‬‬
‫كان النظر فع ً‬ ‫كان النظر مهيبا ‪ ..‬والكلم مؤثرا ‪ ..‬حت إن‬
‫قلت ‪ :‬هل ترى هؤلء ؟‬ ‫مقدم البنامج رق قلبه وبكى أثناء اللقة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫كان الو إيانيا ‪ ..‬ما أفسده علينا إل أحد‬
‫قلت ‪ :‬جاؤوا من كل مكان ‪ ..‬بيض وسود ‪ ..‬عرب‬ ‫الصورين !! كان يسك كاميا التصوير بيد ‪..‬‬
‫وأعاجم ‪ ..‬أغنياء وفقراء ‪..‬كلهم يدعون ال أن يتقبل‬ ‫واليد الثانية فيها سيجارة ‪ ..‬وكأنه يريد أن ل‬
‫منهم ويغفر لم ‪..‬‬ ‫تضيع عليه لظة من ليل رمضان إل وقد أشبع‬
‫قال ‪ :‬صحيح ‪ ..‬صحيح ‪..‬‬ ‫رئتيه سيجارا !!‬
‫قلت أفل تتمن أن يعطيك ال ما يعطيهم ؟ قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫أزعجن هذا كثيا ‪ ..‬وخنقن وصاحب الدخان ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ارفع يديك ‪ ..‬وسأدعو لك ‪.‬ز أمن على دعائي ‪..‬‬ ‫لكن ل يكن بد من الصب ‪ ..‬فاللقاء مباشر ‪ ..‬وما‬
‫رفعت يدي وقلت ‪ :‬اللهم اغفر له ‪ ..‬قال ‪ :‬آمي ‪ ..‬قلت‬ ‫حيلة الضطر إل ركوبا !!‬
‫‪ :‬اللهم ارفع درجته واجعه مع أحبابه ف النة ‪ ..‬اللهم ‪..‬‬ ‫مضت ساعة كاملة ‪ ..‬وانتهى اللقاء بسلم ‪..‬‬
‫ول زلت أدعو حت رق قلبه وبكى ‪ ..‬وأخذ يردد ‪ :‬آمي‬ ‫ل الصور ‪ -‬والسيجارة ف يده ‪ -‬شاكرا‬
‫أقبل إ ّ‬
‫‪ ..‬آمي ‪..‬‬ ‫مثنيا ‪ ..‬فشددت على يده وقلت ‪ ..‬وأنت أيضا‬
‫فلما أردت أن أختم الدعاء ‪ ..‬قلت ‪ :‬اللهم إن ترك‬ ‫أشكرك على مشاركتك ف تصوير البامج الدينية‬
‫التدخي فاستجب هذا الدعاء وإن ل يتركه فاحرمه منه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ول إليك كلمة لعلك تقبلها ‪ ..‬قال ‪ :‬تفضل ‪..‬‬
‫فانفجر الرجل باكيا ‪ ..‬وغطى وجهه بيديه وخرج من‬ ‫تفضل ‪..‬‬
‫الغرفة ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬الدخان والسجا ‪ ..‬فقاطعن ‪ :‬ل تنصحن‬
‫مضت عدة شهور ‪ ..‬فدعيت إل مقر تلك القناة للقاء‬ ‫‪ ..‬وال ما فيه فائدة يا شيخ ‪..‬‬
‫مباشر ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬طيب اسع من ‪ ..‬أنت تعلم أن السجاير‬
‫فلما دخلت البن فإذا برجل بدين يقبل عليّ ث ‪ ..‬يسلم‬ ‫حرام وأن ال يقول ‪ ..‬فقاطعن مرة أخرى ‪ :‬يا‬
‫علي برارة ‪ ..‬ويقبل رأسي ‪ ..‬وينحن على يدي ليقبلها‬ ‫شيخ ل تضع وقتك ‪ ..‬أنا مضى ل أكثر من أربعي‬
‫‪ ..‬وهو متأثر جدا ‪..‬‬ ‫سنة وأنا أدخن ‪ ..‬الدخان يري ف عروقي ‪ ..‬ما‬
‫فقلت له ‪ :‬شكر ال لطفك ‪ ..‬وأدبك ‪ ..‬وأقدر لك‬ ‫فيه فااائدة ‪ ..‬كان غيك أشطر !!‬

‫‪207‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫بالكلم ‪..‬‬ ‫مبتك ‪ ..‬لكن اسح ل فأنا ل أعرفك ‪..‬‬
‫مضت ثانية أشهر ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬هل تذكر الصور الذي نصحته قبل سنتي‬
‫فذهبت للقاء ماضرة ف إحدى الدن ‪..‬‬ ‫ليترك التدخي ؟!‬
‫أقبلت إل السجد ‪ ..‬فإذا شاب وقور ينتظرن عند بابه ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫تفاجأت به لا رآن ‪ ..‬يقبل عليّ متحمسا ويسلم برارة‬ ‫قال ‪ :‬أنا هو ‪ ..‬وال يا شيخ إن ل سيجارة ف فمي‬
‫‪..‬‬ ‫منذ تلك اللحظة ‪..‬‬
‫ل أعرفه ‪ ..‬لكن بادلته السلم والترحيب ‪..‬‬ ‫ما أجل الذكريات إذا كانت سارة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هل عرفتن ‪..‬‬ ‫ف موسم الج قبل ثلث سنوات ‪ ..‬ذهبت للقاء‬
‫قلت ‪ :‬أشكر لك لطفك ‪ ..‬ومبتك ‪ ..‬لكن ل أعرفك ‪..‬‬ ‫كلمة ف إحدى حلت الج الكبى ف صلة‬
‫قال ‪ :‬هل تذكر الشاب الدخن الذي قابلته ف الج ‪..‬‬ ‫العصر ‪..‬‬
‫ونصحته بترك التدخي ؟‬ ‫بعد الكلمة ازدحم الناس يسألون ويسلمون ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬ ‫حاولت التخلص السريع لرتباطي بحاضرة بعدهم‬
‫قال ‪ :‬أنا هو ‪ ..‬أبشرك ول المد أن ما وضعت‬ ‫فورا ف حلة أخرى ‪..‬‬
‫السيجارة ف فمي منذ تلك اللحظة ‪ ..‬تركت التدخي ‪..‬‬ ‫لحظت من بينهم شاب يقدم رجلً ويؤخر أخرى‬
‫فصلحت كثي من أمور حيات ‪..‬‬ ‫‪ ..‬مستحٍ أن يزاحم الناس ‪..‬‬
‫هززت يده مشجعا ‪ ..‬ومضيت ‪ ..‬وقد أيقنت أن الدعاء‬ ‫التفت إليه ‪ ..‬ومددت يدي نوه فصافحن ‪ ..‬ث‬
‫للناس ف وجوههم ‪ ..‬وهم يسمعون ‪ ..‬ربا يكون أكثر‬ ‫سألته ف وسط الزحام ‪ : ..‬عندك سؤال ؟‬
‫تأثيا من النصح الباشر ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ومثله لو رأيت شابا بارا بأبيه ‪ ..‬فقلت له ‪ :‬جزاك ال ‪..‬‬ ‫ل والناس مزدحون ‪ ..‬حت اقترب ‪..‬‬
‫فجررته إ ّ‬
‫ال يوفقك ‪ ..‬ال يعل أولدك بارين بك ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ما سؤالك ؟‬
‫بل شك أن هذا الدعاء سيكون دافعا له أكثر ‪..‬‬ ‫فقال وهو مستعجل ‪ :‬ذهبت لرمي المرات ‪..‬‬
‫كان النب الكري ‪ ..‬عليه أفضل الصلة والتسليم ‪..‬‬ ‫معي جدت وأخت ‪ ..‬وكان زحاما شديدا ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫مبدعا ف استعمال الدعاء لدعوة الناس وكسبهم والتأثي‬ ‫انتهى من سؤاله ‪ ..‬فأجبته عليه ‪..‬‬
‫فيهم لتقريبهم للدين ‪..‬‬ ‫شمت منه خلل ذلك رائحة دخان ‪ ..‬فتبسمت‬
‫كان الطفيل بن عمرو سيدا مطاعا ف قبيلته دوس ‪..‬‬ ‫وسألته ‪ :‬تدخن ؟‬
‫قدم مكة يوما ف حاجة ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬رآه أشراف‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قريش ‪ ..‬فأقبلوا عليه ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا‬ ‫قلت ‪ :‬أسأل ال أن يغفر لك ‪ ..‬ويتقبل حجك ‪..‬‬
‫الطفيل بن عمرو ‪ ..‬سيد دوس ‪..‬‬ ‫إن تركت التدخي من هذه اللحظة ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ‪ ..‬فاحذر أن‬ ‫سكت الشاب ‪ ..‬كان واضحا من وجهه أنه تأثر‬

‫‪208‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫كيف يغي دينه ودين آبائه !!‪ ..‬ماذا سيقول الناس عنه ؟!‬ ‫تلس معه أو تسمع كلمه ‪ ..‬فإنه ساحر ‪ ..‬إن‬
‫حياته الت عاشها ‪ ..‬أمواله الت جعها ‪ ..‬أهله ‪ ..‬ولده ‪..‬‬ ‫استمعت إليه ذهب بعقلك ‪..‬‬
‫جيانه ‪ ..‬خلنه ‪ ..‬كل هذا سيضطرب ‪..‬‬ ‫قال الطفيل ‪ :‬فو ال ما زالوا ب يوفونن منه ‪..‬‬
‫سكت الطفيل ‪ ..‬يفكر ‪ ..‬يوازن بي دنياه وآخرته ‪..‬‬ ‫حت أجعت أل أسع منه شيئا ‪ ..‬ول أكلمه ‪ ..‬بل‬
‫وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ‪..‬‬ ‫ن كرسفا ‪ -‬وهو القطن – خوفا من‬
‫حشوت ف أذ ّ‬
‫نعم سوف يستقيم على الدين ‪ ..‬وليض من يرضى ‪..‬‬ ‫أن يبلغن شيء من قوله ‪ ..‬وأنا مارّ به ‪..‬‬
‫وليسخط من يسخط ‪ ..‬وماذا يكون أهل الرض ‪ ..‬إذا‬ ‫قال الطفيل ‪ :‬فغدوت إل السجد ‪ ..‬فإذا رسول‬
‫رضي أهل السماء ‪..‬‬ ‫ال ‪ r‬قائم يصلي عند الكعبة ‪..‬‬
‫ماله ورزقه بيد من ف السماء ‪ ..‬صحته وسقمه بيد من ف‬ ‫فقمت منه قريبا ‪ ..‬فأب ال إل أن يسمعن بعض‬
‫السماء ‪ ..‬منصبه وجاهه بيد من ف السماء ‪ ..‬بل حياته‬ ‫قوله ‪..‬‬
‫وموته بيد من ف السماء ‪..‬‬ ‫فسمعت كلما حسنا ‪ ..‬فقلت ف نفسي ‪ :‬واثكل‬
‫فإذا رضي أهل السماء ‪ ..‬فل عليه ما فاته من الدنيا ‪..‬‬ ‫أمي ! وال إن لرجل لبيب ‪ ..‬ما يفى عليّ السنُ‬
‫إذا أحبه ال ‪ ..‬فلبيغضه بعدها من شاء ‪ ..‬وليتنكر له من‬ ‫من القبيح ‪ ..‬فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما‬
‫شاء ‪ ..‬وليستهزئ به من شاء ‪..‬‬ ‫يقول ‪ ..‬فإن كان الذي به حسنا قبلته ‪ ..‬وإن كان‬
‫فليتك تلو والياة مريرة‬ ‫قبيحا تركته ‪ ..‬فمكثت حت قضى صلته ‪ ..‬فلما‬
‫وليتك ترضى والنام غضاب‬ ‫قام منصرفا إل بيته تبعته ‪..‬‬
‫وليت الذي بين وبينك عامر‬ ‫حت إذا دخل بيته دخلت عليه ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا ممد‬
‫وبين وبي العالي خراب‬ ‫‪ ..‬إن قومك قالوا ل كذا وكذا ‪..‬‬
‫إذا صح منك الود فالكل هي‬ ‫ووال ما برحوا يوفونن منك حت سددت أذن‬
‫وكل الذي فوق التراب تراب‬ ‫بكرسف لئل أسع قولك ‪ ..‬وقد سعت منك قولً‬
‫نعم ‪ ..‬أسلم الطفيل ف مكانه ‪ ..‬وشهد شهادة الق ‪..‬‬ ‫حسنا ‪ ..‬فاعرض عليّ أمرك ‪..‬‬
‫ث ارتفعت هته ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬إن امرؤ مطاع ف‬ ‫فابتهج النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬وفرح‬
‫قومي ‪ ..‬وإن راجع إليهم وداعيهم إل السلم ‪..‬‬ ‫‪..‬وعرض السلم على الطفيل ‪ ..‬وتل عليه‬
‫ل همّ‬
‫ث خرج الطفيل من مكة ‪ ..‬مسرعا إل قومه ‪ ..‬حام ً‬ ‫القرآن ‪ ..‬فتفكر الطفيل ف حاله ‪ ..‬فإذا كل يوم‬
‫هذا الدين ‪..‬‬ ‫يعيشه يزيده من ال بعدا ‪..‬‬
‫يصعد به جبل ‪ ..‬وينل به واد ‪..‬‬ ‫وإذا هو يعبد حجرا ‪ ..‬ل يسمع دعاءه إذا دعاه ‪..‬‬
‫حت وصل ديار قومه ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬أقبل إليه أبوه ‪..‬‬ ‫ول ييب نداءه إذا ناداه ‪ ..‬وهذا الق قد تبي له‬
‫وكان شيخا كبيا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال الطفيل ‪ :‬إليك عن يا أبت ‪ ..‬فلست منك ولست‬ ‫ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ‪..‬‬

‫‪209‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لكنهم َأَبوْا إل عبادة الصنام ‪ ..‬فغضب الطفيل ‪..‬‬ ‫من ‪..‬‬
‫وذهب إل مكة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ول يا بن ؟ قال ‪ :‬أسلمت وتابعت دين ممد‬
‫فأقبل على رسول ال ‪ r‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن‬ ‫‪.. r‬‬
‫دوسا قد عصت وأبت ‪ ..‬يا رسول ال ‪ ..‬فادع ال‬ ‫قال ‪ :‬أي بن دين دينك ‪..‬‬
‫عليهم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ‪ ..‬ث ائتن حت‬
‫فتغي وجه النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬ورفع يديه إل‬ ‫أعلمك ما علمت ‪..‬‬
‫السماء ‪..‬‬ ‫فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه ‪ ..‬ث جاء فعرض‬
‫فقال الطفيل ف نفسه ‪ ..‬هلكت دوْس ‪..‬‬ ‫عليه السلم فأسلم ‪..‬‬
‫فإذا بالرحيم الشفيق ‪ .. r‬يقول ‪ " :‬اللهم اهد دوسا ‪..‬‬ ‫ث مشى الطفيل إل بيته ‪ ..‬فأتته زوجته مرحبة ‪..‬‬
‫اللهم اهد دوسا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬فلست منك ولست من ‪..‬‬
‫ث التفت إل الطفيل وقال ‪ :‬ارجع إل قومك ‪ ..‬فادعُهم‬ ‫قالت ‪ :‬ول ؟ بأب أنت وأمي ‪..‬‬
‫‪ ..‬وارفق بم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فرّق بين وبينك السلم ‪ ..‬وتابعت دين‬
‫فرجع إليهم ‪ ..‬فلم يزل بم ‪ ..‬حت أسلموا ‪..‬‬ ‫ممد ‪.. r‬‬
‫نعم ‪ ..‬ما أحسن قرع أبواب السماء ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬فدين دينك ‪..‬‬
‫ليس الطفيل وقومه فقط ‪ ..‬وإنا غيهم كثي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فقلت فاذهب فتطهري ‪ ..‬ث ارجعي إلّ ‪..‬‬
‫كان السلمون ف بداية الدعوة النبوية قلة ‪ ..‬ل يتعدوا‬ ‫فواّته ظهرها ذاهبة ‪..‬‬
‫ثانية وثلثي رجل ‪..‬‬ ‫ث خافت من صنمهم أن يعاقبها ف أولدها إن‬
‫فألـحّ أبو بكر يوما على رسول ال ‪ e‬ف الظهور أمام‬ ‫تركت عبادته ‪..‬‬
‫الناس بالدعوة ولجهر بالسلم ‪..‬‬ ‫فرجعت إليه وقالت ‪ :‬بأب أنت وأمي ‪ ..‬أما تشى‬
‫‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬إنا قليل ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫على الصبية من ذي الشرى ‪ ..‬؟‬
‫متحمسا ‪ ..‬فلم يزل يلحّ على رسول‬ ‫كان أبو بكر‬ ‫وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه ‪ ..‬وكانوا يرون‬
‫ال ‪ e‬حت اجتمعوا فخرجوا ‪ ..‬يتقدمهم رسول ال‬ ‫أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال الطفيل ‪ :‬اذهب ‪ ..‬أنا ضامن لك أن ل‬
‫توجهوا إل السجد ‪..‬‬ ‫يضرهم ذو الشرى ‪..‬‬
‫تفرقوا ف نواحي السجد ‪ ..‬كل رجل ف عشيته ‪..‬‬ ‫فذهبت فاغتسلت ‪ ..‬ث عرض عليها السلم‬
‫وقام أبو بكر ف الناس خطيبا ‪ ..‬يدعو إل السلم ‪..‬‬ ‫فأسلمت ‪..‬‬
‫ويذم آلتهم ‪..‬‬ ‫ث جعل الطفيل يطوف ف قومه ‪ ..‬يدعوهم إل‬
‫وثار الشركون على السلمي ‪ ..‬فضربوهم ف نواحي‬ ‫السلم بيتا بيتا ‪ ..‬ويقبل عليهم ف نواديهم ‪..‬‬
‫السجد ضربا شديدا ‪..‬‬ ‫ويقف عليهم ف طرقاتم ‪..‬‬

‫‪210‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ث قاموا ‪ ..‬وقالوا لم أب بكر ‪ :‬أطعميه شيئا أو اسقيه ‪..‬‬ ‫كان الشركون كثي ‪ ..‬فتفرق السلمون ‪..‬‬
‫فجعلت أمه تلح عليه ‪..‬‬ ‫أقبل جع منهم إل أب بكر ‪ ..‬وضربوه ضربا‬
‫ل ‪ :‬ما فعل رسول ال ‪.. e‬؟‬
‫وهو يردد قائ ً‬ ‫شديدا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬وال مال علم بصاحبك ‪..‬‬ ‫فوقع على الرض ف شدة الرمضاء ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اذهب إل أم جيل بنت الطاب ‪ ..‬فسليها عنه ‪..‬‬ ‫فدنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ‪ ..‬فجعل يضربه‬
‫وكانت أم جيل مسلمة تكتم إسلمها ‪..‬‬ ‫بنعلي مصوفي ‪ ..‬ويفركهما على وجهه ‪..‬‬
‫خرجت أمه حت جاءت أم جيل ‪ ..‬فقالت ‪ :‬إن أبا بكر‬ ‫ث قام على بطن أب بكر ‪ ..‬حت سالت الدماء من‬
‫يسألك عن ممد بن عبد ال ‪..‬‬ ‫وجه أب بكر ‪ ..‬وتزق لم وجهه ‪ ..‬حت ما يعرف‬
‫فقالت ‪ :‬ما أعرف أبا بكر ‪ ..‬ول ممد بن عبد ال ‪..‬‬ ‫فمه من أنفه ‪..‬‬
‫لكن أتبي أن أمضي معك إل ابنك ؟‬ ‫وجاء بنو تيم قبيلة أب بكر ‪ ..‬يتعادون ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫وأبعدوا الناس عن أب بكر ‪ ..‬وحلوه ف ثوب حت‬
‫فمضت معها ‪ ..‬حت دخلت على أب بكر ‪ ..‬فوجدته‬ ‫أدخلوه منله ‪..‬‬
‫صريعا دنفا ‪ ..‬مزق الوجه ‪ ..‬مرهق السد ‪..‬‬ ‫وهم ل يشكون أنه ميت ‪..‬‬
‫فلما رأته أم جيل صاحت ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬ ‫ث رجع قومه بنو تيم ‪ ..‬فدخلوا السجد ‪ ..‬وجعلوا‬
‫وال إن قوما نالوا هذا منك لهل فسق وكفر ‪ ..‬وإن‬ ‫يصرخون ف الشركي ‪ ..‬يقولون ‪:‬‬
‫لرجو أن ينتقم ال لك منهم ‪..‬‬ ‫وال لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فما فعل رسول ال ‪.. e‬‬ ‫ث رجعوا ال أب بكر ‪ ..‬وهو مغمى عليه ‪..‬‬
‫وكانت أم أب بكر بانبها ‪ ..‬فخافت أم جيل أن يفضح‬ ‫ليدرون ‪ ..‬حي أو ميت !!‬
‫أمر إسلمها ‪ ..‬فيؤذونا ‪..‬‬ ‫ظل أبو قحافة والد أب بكر ‪ ..‬مع قومه ‪ ..‬واقفي‬
‫فقالت ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬هذه أمك تسمع ‪..‬‬ ‫عند أب بكر ‪ ..‬يكلمونه ‪ ..‬فل ييبهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فل شيء عليك فيها ‪..‬‬ ‫وأمه تبكي عند رأسه ‪..‬‬
‫‪ ..‬سال صال ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬أبشر ‪ ..‬فرسول ال‬ ‫فلما كان آخر النهار ‪ ..‬فتح عينيه ‪ ..‬فكان أول‬
‫قال ‪ :‬فأين هو ؟‬ ‫كلمة قالا ‪:‬‬
‫قالت ‪ :‬ف دار أب الرقم ‪..‬‬ ‫ما فعل رسول ال ‪ .. e‬؟!‬
‫فقالت أمه ‪ :‬قد علمت خب صاحبك ‪ ..‬فقم فأكل طعاما‬ ‫رضي ال عن أب بكر ‪ ..‬كان يهيم برسول ال‬
‫‪ ..‬أو اشرب ‪..‬‬ ‫حبا ‪ ..‬ياف عليه أكثر ما ياف على نفسه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فإن ل عل ّي أن ل أذوق طعاما أو شرابا ‪ ..‬حت‬ ‫كان كل من حوله ‪ ..‬أبوه أمه ‪ ..‬قومه ‪ ..‬مشركي‬
‫بعين ‪..‬‬ ‫أرى رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫فانتظرتا ‪ ..‬حت إذا هدأ الناس ‪ ..‬خرجتا به يتكيء‬ ‫‪..‬‬ ‫فغضبوا ‪ ..‬وجعلوا يسبون رسول ال‬

‫‪211‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فتأب علي ‪ ..‬وإن دعوتا اليوم فأسعتن فيك ما أكره ‪..‬‬ ‫عليهما ‪ .‬فذهبتا به إل بيت أب الرقم ‪..‬‬
‫فادع ال يا رسول ال أن يهدي أم أب هريرة إل السلم‬ ‫حت أدخلتاه على رسول ال ‪.. e‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلما دخل فإذا وجه جريح ‪ ..‬ودماء تسيل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فدعا لا رسول ال‬ ‫وثياب مزقة ‪..‬‬
‫فرجع أبو هريرة إل أمه ‪..‬‬ ‫يقبله‬ ‫‪ ..‬فأكب عليه النب‬ ‫فرآه رسول ال‬
‫فلما كان على الباب ‪ ..‬فإذا هو مغلق ‪ ..‬فحركه ليدخل‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وأكب عليه السلمون يقبلونه ‪..‬‬
‫فإذا بأمه تفتح له الباب ‪ ..‬وتقول ‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬ ‫ورقّ له رسول ال ‪ e‬رقة شديدة ‪ ..‬حت ظهر‬
‫ال ‪ ..‬وأن ممدا رسول ال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫التأثر على وجهه الشريف‬
‫وهو يبكي من الفرح‬ ‫فرجع أبو هريرة إل رسول ال‬ ‫فأراد أبو بكر أن يفف عليه ‪ ..‬فقال ‪ :‬بأب وأمي‬
‫‪..‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬ليس من بأس ‪ ..‬إل ما نال الفاسق‬
‫وجعل يقول ‪ :‬أبشر يا رسول ال ‪ ..‬قد استجاب ال‬ ‫من وجهي ‪..‬‬
‫دعوتك ‪ ..‬وهدى ال أم أب هريرة إل السلم ‪..‬‬ ‫ث قال أبو بكر ‪ ..‬البطل الذي يمل هم الدعوة ‪..‬‬
‫ث قال أبو هريرة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أدع ال أن يببن‬ ‫ويسن استثمار الواقف ‪..‬‬
‫وأمي إل عباده الؤمني ‪ ..‬ويببهم إلينا ‪..‬‬ ‫كان جريا ‪ ..‬جائعا عطشانا ‪ ..‬ومع ذلك ‪ ..‬قال‬
‫‪ :‬اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إل عبادك‬ ‫فقال‬ ‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذه أمي برة بوالديها ‪ ..‬وأنت‬
‫الؤمني ‪ ..‬وحببهم إليهما ‪..‬‬ ‫مبارك ‪ ..‬فادعها ال ال عز وجل ‪ ..‬وادع ال لا‬
‫قال أبو هريرة ‪ :‬فما على الرض مؤمن ول مؤمنة ‪ ..‬إل‬ ‫‪ ..‬عسى ال أن يستنقذها بك من النار ‪..‬‬
‫(‪)94‬‬
‫وهو يبن وأحبه ‪..‬‬ ‫فدعا لا رسول ال ‪ .. e‬ث دعاها ال ال عز وجل‬
‫‪ ..‬فأسلمت فورا ف مكانا ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫كان الدعاء أصلً من الصول الت يتعاملون با ‪..‬‬
‫( وقال ربكم ادعون أستجب لكم )‬ ‫‪..‬‬ ‫أسلم أبو هريرة‬
‫وبقيت أمه كافرة ‪..‬‬
‫‪.83‬الترقيع !!‬
‫كان يدعوها إل السلم فتأب ‪..‬‬
‫أحيانا عند مارستنا لبعض الهارات مع الخرين نكتشف‬
‫ما‬ ‫فدعاها يوما ‪ ..‬وألـحّ فأسعته ف رسول ال‬
‫بأننا أخطأنا تقدير الهارة الناسبة للشخص ‪ ..‬أو قد نكون‬
‫يكره ‪..‬‬
‫وضعناها ف غي موضعها ‪..‬‬
‫فضاق صدر أب هريرة بذلك ‪ ..‬وذهب إل رسول‬
‫مثل من رأى شابا وسيما ‪ ..‬فأراد أن يارس معه مهارة "‬
‫وهو يبكي ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫ال‬
‫كن لاحا " فقال له ‪ :‬ما شاء ال ما هذه الثياب الميلة‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن كنت أدعو أمي إل السلم‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪94‬‬

‫‪212‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وأحيانا يكون تصرفك الحرج للخرين أو الحزن لم‬ ‫والرونق البهي والوجه السفر ‪ ..‬ث بدل أن يقول ‪:‬‬
‫ليس خاطئا ‪ ..‬لكن الوقف يفرضه علينا ‪..‬‬ ‫ما أسعد زوجتك بك‪ ..‬قال ‪ :‬يا ليتك بنتا حت‬
‫مثل أن يتلف اثنان من زملئك ‪ ..‬فترى أن الق مع‬ ‫أتزوجك !!!‬
‫أحدها فتقف معه ‪..‬وقد تعاتب الخر ‪..‬‬ ‫مزحة ثقييييلة جدا ‪ ..‬أليس كذلك ؟!‬
‫أو قد يقع ذلك بي اثني من أولدك أو طلبك أو‬ ‫قال أحد الزملء ‪:‬‬
‫جيانك ‪ ..‬أو غيهم ‪..‬‬ ‫ف الامعة كان لدي طالب بليد لكن ال تعال‬
‫فما الل ؟ هل نسمح لذه الواقف أن تفقدنا الناس‬ ‫عوضه عن بلدته بشيء من الوسامة ‪ ..‬وكان‬
‫واحدا تلو الخر ‪ ..‬ونن نتعب ف استقطابم والتحبب‬ ‫يلس ف آخر القاعة دائما ‪ ..‬ويسرح بفكره‬
‫إليهم ‪..‬‬ ‫بعييييدا ‪..‬‬
‫كل ‪..‬‬ ‫كنت أطلب منه دائما أن يلس ف المام ليتابع ‪..‬‬
‫إذن ما التصرف الصحيح ؟‬ ‫وهو يتغافل عن ذلك ‪ ..‬كنت أتنب إحراجه أو‬
‫الواب ‪ :‬أنك إذا أحسست أن أحدا ضاق صدره من‬ ‫إحراج غيه من الطلب فهم كبار ف الرحلة‬
‫كلمة منك ‪ ..‬أو تضايق من تصرف معي فسارع فورا إل‬ ‫الامعية ‪..‬‬
‫مداواة الرح قبل أن يلتهب ‪ ..‬باستعمال أي مهارة‬ ‫دخلت يوما فإذا هو منشغل آخر القاعة كعادته ‪..‬‬
‫أخرى مناسبة ‪..‬‬ ‫فلما جلست على الكرسي قلت له ‪ :‬يا عبد‬
‫كيف ؟!‬ ‫الحسن ‪ ..‬تعال ف المام ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا دكتور‬
‫خذ مثالً ‪..‬‬ ‫مكان مناسب وسأنتبه معك ‪..‬‬
‫كانت مكة قبل أن يفتحها السلمون تت قبضة كفار‬ ‫فقلت ‪ " :‬يا أخي اقترب قليلً خلنا نشوف‬
‫قريش ‪..‬‬ ‫خدودك اللوة " ‪ ..‬التفت بعض الطلب إليه‬
‫وكانوا قد ضيقوا على السلمي الستضعفي فيها ‪..‬‬ ‫معلقي ‪ ..‬فانقلب وجهه أحر ‪..‬‬
‫وسيطروا على أبناء السلمي الذين هاجروا ول يستطيعوا‬ ‫شعرت أن وقعت ف حفرة ‪ ..‬فقلت ‪ -‬مرقعا ‪: -‬‬
‫أخذ أبنائهم معهم ‪..‬‬ ‫" ال يا هي بتنبسط البنت اللي بتتزوجك ‪ ..‬أما‬
‫فعلً كانت حال السلمي عصيبة ‪..‬‬ ‫هؤلء فسيتعبون ليجدوا من توافق على الزواج بم‬
‫أقبل النب ‪ e‬إل مكة معتمرا فردته قريش ‪ ..‬وكان ما‬ ‫!!"‪..‬‬
‫كان من قصة الديبية ‪ ..‬وكتب ‪ e‬بينه وبي قريش‬ ‫ث بدأت ف شرح الدرس فورا دون أن أترك فرصة‬
‫صلحا ‪ ..‬واتفق نعهم أن يرجع إل الدينة من غي عمرة‬ ‫ل ‪ ..‬تبسم الطالب‬
‫لحد ليفكر ف الوقف أص ً‬
‫على أن يأت ف العام القادم ويعتمر ‪..‬‬ ‫وانبلجت أساريره وجلس ف القدمة ‪..‬‬
‫ومضى ‪ e‬إل الدينة ‪..‬‬ ‫وإن كانت هذه الخطاء قد تقع ف بداية التدرب‬
‫وبعد سنة أقبل ‪ e‬مع الصحابة مرمي ملبي ‪ ..‬ودخلوا‬ ‫على مارسة الهارات لكنها سرعان ما تزول ‪..‬‬

‫‪213‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الخرين وكسب مبتهم ‪..‬‬ ‫مكة ‪ ..‬واعتمروا ‪..‬‬
‫طيب ما رأيك أن نعود إل قصة صاحبنا الذي قال ‪ :‬يا‬ ‫لبث ‪ e‬فيها أربعة أيام ‪ ..‬فلما توجه خارجا منها‬
‫ليتك بنتا حت أتزوجك !! كيف يرقع ما خرّق ؟!!‬ ‫إل الدينة تبعته طفلة صغية هي ابنة حزة ‪.. t‬‬
‫بي يديه عدة أبواب للهرب ‪..‬‬ ‫وكان قد قتل ف معركة أحد ‪ ..‬وبقيت ابنته يتيمة‬
‫منها أن يدخل ف موضوع آخر مباشرة –لئل يترك‬ ‫ف مكة ‪..‬‬
‫للسامع فرصة ليفكر ف الملة الارحة الت سعها منه –‬ ‫أخذت الصغية تنادي رسول ال ‪.. r‬‬
‫فيقول مثلً ‪ :‬ال يرزقك حورية أجل منك ‪ ..‬قل ‪ :‬آمي‬ ‫تقول ‪ :‬يا عم يا عم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وكان علي يسي بانب النب ‪ e‬مع زوجته فاطمة‬
‫أو يطرح موضوعا بعيدا تاما ‪ ..‬كأن يسأله عن أخيه‬ ‫بنت رسول ال ‪.. e‬‬
‫السافر ‪ ..‬أو سيارته الديدة ‪ ..‬أو نوها ‪ ..‬لئل يترك له‬ ‫فتناولا علي ‪ t‬فأخذ بيدها وناولا لفاطمة وقال ‪:‬‬
‫أو لغيه من السامعي حوله أي فرصة للوقوع ف الرج‬ ‫دونك ابنة عمك ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فحملتها فاطمة ‪..‬‬
‫فلما رآها زيد ‪ .. t‬تذكر أن رسول ال ‪ e‬قد‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫آخى بينه وبي حزة لا هاجر إل الدينة ‪ ..‬فأقبل‬
‫ليس العيب أن تطئ إنا الطأ أن تصر عليه‬ ‫زيد إليها ليأخذها وهو يقول ‪ :‬بنت أخي ‪ ..‬أنا‬
‫أحق با ‪..‬‬
‫‪.84‬انظر بعيني ‪..‬‬
‫فأقبل جعفر وقال ‪ :‬ابنة عمي وخالتها تت ‪ ..‬يعن‬
‫نن نبدع ف أحيان كثية ف رؤية أخطاء الناس‬
‫أساء بنت عميس زوجته ‪ ..‬وأنا أحق با ‪..‬‬
‫وملحظتها ‪ ..‬وربا ف تنبيههم عليها ‪..‬‬
‫فقال علي ‪ :‬أنا أخذتا وهي ابنة عمي ‪..‬‬
‫ولكننا قلما نبدع ف رؤية الي الذي عندهم ‪ ..‬والنتباه‬
‫فلما رأى ‪ e‬اختلفهم ‪ ..‬قضى با لالتها ودفعها‬
‫إل الصواب الذي يارسونه ‪ ..‬لنمدحهم به ‪..‬‬
‫إل جعفر ليكفلها ‪ ..‬وقال ‪ " :‬الالة بنلة الم "‬
‫قل ذلك ف الدرس مع طلبه ‪ ..‬فكل الدرسي يذمون‬
‫‪..‬‬
‫الطالب البليد الهمل ف واجباته ‪ ..‬الكسول التأخر ف‬
‫ث خشي ‪ e‬أن يد علي أو زيد ف نفسيهما ‪ ..‬لا‬
‫ل منهم من يدح الطالب الجد‬
‫الضور دائما ‪ ..‬لكن قلي ً‬
‫نزعها منهما ‪..‬‬
‫‪ ..‬الذي يضر مبكرا وخطه حسن وكلمه جيد ‪..‬‬
‫فقال مواسيا لعلي ‪ " :‬أنت من و أنا منك " ‪..‬‬
‫كثيا ما ننبه أولدنا إل أخطائهم ‪ ..‬لكنهم يسنون ول‬
‫وقال لزيد ‪ " :‬أنت أخونا و مولنا " ‪..‬‬
‫ننتبه إل قليلً ‪..‬‬
‫ث التفت إل جعفر وقال ‪ " :‬أشبهت خلقي وخلقي‬
‫ما يعلنا أحيانا نفوت فرصا كثية كنا من خللا نستطيع‬
‫" ‪..‬‬
‫أن ننفذ إل قلوب الناس ‪..‬‬
‫فانظر كيف كان ‪ e‬حكيما ماهرا ف غسل قلوب‬
‫فمن أبدع مهارات الكلم ‪ ..‬أن تتدح الي الذي عند‬
‫‪214‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فأعطى رجا ًل ‪ ..‬وترك رجالً ‪..‬‬ ‫الناس ‪..‬‬
‫فكأن الذين تركهم وجدوا ف أنفسهم ‪ ..‬وعتبوا ‪ ..‬لاذا‬ ‫كان قوم أب موسى الشعري ‪ t‬لم اهتمام بتلوة‬
‫ل يعطنا ‪..‬‬ ‫القرآن وحفظه ‪ ..‬وربا فاقوا كثيا من الصحابة ف‬
‫بذلك ‪ ..‬قام أمام الناس ‪ ..‬فحمد ال تعال‬ ‫فلما علم‬ ‫كثرة تلوته وتسي الصوت به ‪..‬‬
‫ث أثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫يوما ف سفر ‪..‬‬ ‫فرافقوا النب‬
‫أما بعد ‪ ..‬فوال إن لعطي الرجل ‪ ..‬وأدع الرجل ‪..‬‬ ‫فلما أصبح الناس ‪ ..‬واجتمعوا قال عليه الصلة‬
‫والذي أدع أحبّ إلّ من الذي أُعطي ‪..‬‬ ‫والسلم ‪:‬‬
‫ولكن أعطي أقواما لا أرى ف قلوبم من الزع واللع ‪..‬‬ ‫إن لعرف أصوات رفقة الشعريي بالقرآن حي‬
‫وأَكِ ُل أقواما إل ما جعل ال ف قلوبم من الي ‪ ..‬منهم ‪:‬‬ ‫يدخلون بالليل ‪ ..‬وأعرف منازلم ‪ ..‬من أصواتم‬
‫عمرو بن تغلب ‪..‬‬ ‫بالقرآن بالليل ‪ ..‬وإن كنت ل أر منازلم حي نزلوا‬
‫فلما سع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الل ‪ ..‬طار‬ ‫بالنهار ‪.. )95(..‬‬
‫فرحا ‪..‬‬ ‫فكأنك بألشعريي وهم يستمعون هذا لثناء أمام‬
‫وكان يدث بذا الديث بعدها ‪ ..‬ويقول ‪ :‬فوال ما‬ ‫الناس يتوقدون حرصا بعدها على الي ‪..‬‬
‫حر النعم (‪.. )97‬‬ ‫أحب أن ل بكلمة رسول ال‬ ‫أبا موسى ‪..‬‬ ‫وف ذات صباح ‪ ..‬لقي النب‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫‪ ..‬قائلً ‪ :‬من أسعد‬ ‫‪ ..‬فسأل النب‬ ‫أقبل أبو هريرة‬ ‫لو رأيتن البارحة وأنا أستمع لقراءتك ‪ ..‬لقد‬
‫الناس بشفاعتك يوم القيامة ‪..‬‬ ‫أوتيت من مزامي آل داود ‪..‬‬
‫‪ -‬مشجعا – ‪ :‬لقد كنت أظن أن ل أحد يسأل‬ ‫فقال‬ ‫فقال أبو موسى ‪ :‬لو علمت أنك تستمع لقراءت‬
‫عن هذا قبلك ‪ ..‬لا رأيت من حرصك على العلم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لبتا لك تبيا (‪.. )96‬‬
‫أسعد الناس بشفاعت يوم القيامة ‪ ..‬من قال ‪ :‬ل إله إل‬ ‫ل من عامة الصحابة‬
‫وكان عمرو بن تغلب ‪ t‬رج ً‬
‫ال خالصا من قلبه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل يتميز بعلم كما تيز أبو بكر ‪ ..‬ول بشجاعة‬
‫وسلمان الفارسي ‪ ..‬كان من خيار الصحابة ‪..‬‬ ‫كما تيز عمر ‪ ..‬ول بقوة حفظ كأب هريرة ‪..‬‬
‫ل يكن من العرب ‪ ..‬بل كان ابنا لحد كبار فارس ‪..‬‬ ‫لكن قلبه كان ملوءا إيانا ‪ ..‬وكان ‪ e‬يلحظ ذلك‬
‫وكان أبوه يبه ويقربه ‪ ..‬لدرجة أنه كان يبسه ف البيت‬ ‫فيه ‪..‬‬
‫خوفا عليه ‪..‬‬ ‫جالسا يوما ‪..‬‬ ‫فبينما النب‬
‫‪..‬‬ ‫أدخل ال اليان ف قلب سلمان‬ ‫إذ جيء إليه بال فجعل يقسمه بي بعض أصحابه‬
‫خرج من بيت أبيه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫سافر إل الشام باحثا عن الق ‪ ..‬احتال بعض الناس عليه‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪95‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪97‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪96‬‬

‫‪215‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فالبتسامة تذب ‪ ..‬كما أن ترك العبوس يذبم ‪..‬‬ ‫وباعوه إل يهودي على أنه عبد ملوك ‪..‬‬
‫والحاديث الميلة والنكات واللطائف تذب الناس ‪..‬‬ ‫وحصلت له قصة طوييييلة ‪ ..‬حت وصل إل‬
‫كما أن الستماع إليهم والتفاعل مع أحاديثهم ‪ ..‬يذبم‬ ‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫يقدر له ذلك ‪..‬‬ ‫فكان النب‬
‫فما رأيك أن أتكلم معك هنا عن ‪ :‬الدووووء الذاب !!‬ ‫جالسا بي أصحابه يوما ‪ ..‬إذا‬ ‫فبينما كان‬
‫نعم ‪ ..‬بعض الناس ل يتكلم كثيا ‪ ..‬ول تكاد تسمع‬ ‫أنزلت عليه سورة المعة ‪..‬‬
‫صوته ف الجالس والتجمعات ‪..‬‬ ‫يقرؤها على أصحابه ‪ ..‬وهم يستمعون‬ ‫فجعل‬
‫بل لو راقبته ف جلسة أو نزهة ‪ ..‬لرأيته ل يتحرك منه إل‬ ‫‪..‬‬
‫رأسه وعيناه ‪ ..‬نعم قد يتحرك فمه أحيانا بالتبسم ‪ ..‬ل‬ ‫ي رَسُولًا‬
‫وهو يقرأ ‪ُ " :‬هوَ اّلذِي َب َعثَ فِي اْلُأمّيّ َ‬
‫بالكلم !!‬ ‫مّ ْن ُهمْ يَ ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِتهِ وَُيزَكّي ِه ْم وَُي َعلّ ُم ُهمُ الْكِتَابَ‬
‫ومع ذلك يبه الناس ‪ ..‬ويأنسون بجالسته ‪..‬‬ ‫ي"‬
‫ضلَالٍ مّبِ ٍ‬
‫وَالْحِكْ َم َة وَإِن كَانُوا مِن قَبْ ُل َلفِي َ‬
‫تدري لاذا ؟!‬ ‫حقُوا ِب ِهمْ َو ُهوَ‬
‫فلما قرأ ‪" :‬وَآ َخرِي َن مِ ْن ُهمْ لَمّا َيلْ َ‬
‫لنه يارس الدووووء الذااااب ‪..‬‬ ‫حكِيمُ " ‪..‬‬
‫اْل َعزِيزُ الْ َ‬
‫فن الستماع له مهارات متعددة ‪ ..‬بل حدثن أحد‬ ‫قال رجل من الصحابة ‪ :‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫الهتمي أنه حضر أكثر من خس عشرة دورة تدريبية ف‬ ‫‪..‬‬ ‫فسكت النب‬
‫مهارات الستماع ‪!!..‬‬ ‫فأعاد الرجل السؤال ‪ ..‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫قارن بي اثني ‪:‬‬ ‫فلم يرد عليه ‪..‬‬
‫رجل إذا تكلمت بي يديه بقصة وقعت لك ‪ ..‬قاطعك ف‬ ‫فأعاد ‪ ..‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫أولا وقال ‪ :‬وأنا أيضا وقع ل شيء مشابه ‪..‬‬ ‫فلتفت النب إل سلمان ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬له اصب حت أكمل ‪..‬‬ ‫ث وضع يده عليه وقال ‪ :‬لو كان اليان عند الثريا‬
‫فيسكت قليلً ‪ ..‬فإذا انسجمت ف قصتك ‪ ..‬قاطعك‬ ‫‪ ..‬لناله رجال من هؤلء (‪.. )98‬‬
‫قائلً ‪ :‬صحيح ‪ ..‬صحيح ‪ ..‬نفس القصة الت وقعت ل‬
‫وهو أنن ذات مرة ذهبت ‪..‬‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫فتقول له ‪ :‬أخي انتظر ‪ ..‬فيسكت ‪ ..‬ث ما يصب‬ ‫تفاءل وأحسن الظن بالناس ‪..‬وشجعهم‬
‫فيقاطعك قائلً ‪ :‬عجل ‪ ..‬عجل ‪..‬‬ ‫‪..‬لينطلقوا أكثر‬
‫هذا الول ‪..‬‬
‫‪.85‬فن الستماع ‪..‬‬
‫الثان ‪..‬‬
‫مهارات جذب الناس وكسب قلوبم ‪ ..‬بعضها‬
‫كان وأنت تتحدث معه أو معهم ‪ ..‬يتلفت يينا ويسارا‬
‫يكون بفعل الشيء ‪ ..‬وبعضها يكون بتركه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقد يرج جهاز هاتفه من جيبه ‪ ..‬ويكتب رسالة أو‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪98‬‬

‫‪216‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ركبت معه ف سيارته ‪ ..‬مشيا ‪ ..‬وقفا عند السجد ‪..‬‬ ‫يقرأ شيئا من الرسائل ‪ ..‬أو من يدري لعله يلعب‬
‫كانت الماهي غفية ‪ ..‬كلهم جاؤوا يستمعون إل هذا‬ ‫باللعاب اللكترونية الوجودة فيه !!‬
‫الحاضر الفذ ‪..‬‬ ‫أما الثالث ‪ ..‬فيملك مهارات الستماع ‪ ..‬تد‬
‫دخلت هي إل قسم النساء ‪ ..‬ودخل هو وسط جهرة‬ ‫أنك تتحدث وقد ركز عينيه برفق ينظر إليك ‪..‬‬
‫الناس واعتلى الكرسي وبدأ ماضرته ‪..‬‬ ‫وتشعر بتابعته ‪ ..‬فهو تارة يهز رأسه موافقا ‪..‬‬
‫كان الناس ينصتون معجبي ‪ ..‬حت زوجته يبدو أنا‬ ‫وتارة يتبسم ‪ ..‬وتارة يض ّم شفتيه متعجبا ‪ ..‬وربا‬
‫كانت معجبة ‪!..‬‬ ‫ردد ‪ :‬عجيب ‪ ..‬سبحان ال ‪..‬‬
‫انتهت الحاضرة ‪ ..‬خرج إل سيارته وسط نشوة النجاح‬ ‫أي هؤلء ستكون راغبا دائما ف مالسته ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأقبلت زوجته وركبت السيارة بانبه ‪..‬‬ ‫وتفرح بزيارته ‪ ..‬وتنبلج أساريرك ف الديث معه‬
‫ل يدع لا فرصة ‪ ..‬بدأ يتكلم فورا عن زحة الناس ‪..‬‬ ‫‪..‬؟ ل أشك أنه الخي ‪..‬‬
‫وجال السجد ‪ ..‬و ‪ ..‬ث سألا ‪ :‬ما رأيك ف الحاضرة ؟‬ ‫إذن جذب قلوب الناس ‪ ..‬ل يكون فقط بإساعهم‬
‫فقالت ‪ :‬كانت جيلة ومؤثرة ‪ ..‬ولكن من الحاضر ؟‬ ‫ما يبون ‪ ..‬بل وبالستماع منهم لا يبون !!‬
‫قال ‪ :‬عجبا ل تعرف صوته ‪ ..‬قالت ‪ :‬مع زحة الناس ‪..‬‬ ‫أذكر أن أحد الدعاة البارزين من أوت منطقا‬
‫وضعف ساعات الصوت ل أنتبه كثيا ‪..‬‬ ‫ولسانا ‪ ..‬كان يتنقل متحدثا دائما ‪ ..‬ما بي منب‬
‫فقال – منتشيا ‪ : -‬أنا ‪ ..‬أنا الحاضر ‪..‬‬ ‫جعة ‪ ..‬وكرسي فتوى ‪ ..‬وماضرة ف جامعة ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬آآآ ‪ ..‬وأنا أقول ف نفسي طوال جلوسي ‪ :‬ما‬ ‫فهو دائما يتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪..‬‬
‫أكثر كلمه ‪..‬‬ ‫وكان الناس يرونه على النابر والقنوات الفضائية‬
‫إذن ‪ ..‬الستماع إل الناس فن ومهارة ‪..‬‬ ‫ويبونه ويرغبون ف استماع حديثه ‪ ..‬إل زوجته‬
‫بعض الناس ينسى أن ال جعل لك فما واحدا وأذني ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فهو معها ف البيت دائما ‪ ..‬ول يكاد يستمع‬
‫ليستمع أكثر ما تكلم ‪..‬‬ ‫منها حديثا أو قصة ‪ ..‬بل على عادته يتكلم ‪..‬‬
‫وأظنه لو استطاع لقلب العادلة ‪ ..‬من شدة مبته‬ ‫ويتكلم ‪..‬‬
‫للحديث ‪..‬‬ ‫كانت كثية التذمر منه دون أن ينتبه إل سبب‬
‫فعود نفسك على النصات ‪ ..‬حت لو كان لك على‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫الكلم ملحظة ‪..‬‬ ‫كان كل الناس يكرمونه ويدحونه إل هي ‪ ..‬فقرر‬
‫ف أوائل بعثة النب ‪ .. e‬كان عدد السلمي قليلً ‪..‬‬ ‫أن يصطحبها معه يوما إل إحدى ماضراته لترى‬
‫وكان الكفار يكذبونه ونفرون الناس عنه ‪ ..‬ويشيعون أنه‬ ‫ما ل تر ‪..‬‬
‫‪ e‬كاهن وكذاب ‪ ..‬وربا أشاعوا أنه منون أو ساحر ‪..‬‬ ‫قال لا يوما ‪ :‬ترافقين ؟‬
‫ف يوم من اليام قدم إل مكة رجل اسه ضماد ‪ ..‬وهو‬ ‫قالت ‪ :‬إل أين ؟‬
‫حكيم له علم بالطب والعلج ‪ ..‬يعال الجنون‬ ‫قال ‪ :‬ماضرة لحد الدعاة ‪ ..‬نستفيد منها ‪..‬‬

‫‪217‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قومك ؟ أي تدعوهم إل السلم ؟‬ ‫والسحور ‪..‬‬
‫فقال ضماد ‪ :‬وعلى قومي ‪ ..‬ث ذهب إل قومه هاديا‬ ‫فلما خالط الناس سع سفهاء الكفار يقولون عن‬
‫داعيا ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ : e‬جاء الجنون ‪ ..‬ورأينا الجنون ‪..‬‬
‫إذن لتكون مستمعا ماهرا ‪:..‬‬ ‫فقال ضماد ‪ :‬أين هذا الرجل ؟ لعل ال أن يشفيه‬
‫أنصت ‪ ..‬هز رأسك متابعا ‪..‬‬ ‫على يدي ؟‬
‫تفاعل بتعابي وجهك كتقطيب البي حينا ‪ ..‬ورفع‬ ‫فدله الناس على رسول ال ‪.. e‬‬
‫الاجبي حينا آخر ‪..‬‬ ‫فلما لقيه ‪ ..‬قال ضماد ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬إن أرقى من‬
‫والتبسم ‪ ..‬وتريك الشفتي بتعجب ‪..‬‬ ‫هذه الرياح ‪ ..‬وإن ال يشفي على يدي من شاء ‪..‬‬
‫وانظر إل أثر ذلك فيمن يتكلم معك ‪ ..‬سواء كان صغيا‬ ‫فهلم أعالك ‪ ..‬وجعل يتكلم عن علجه وقدراته‬
‫أو كبيا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ستجد أنه يركز نظره عليك ‪ ..‬ويقبل بقلبه إليك ‪..‬‬ ‫‪e‬‬ ‫والنب ‪ e‬ينصت إليه ‪ ..‬وذاك يتكلم ‪ ..‬والنب‬
‫ينصت ‪ ..‬أتدري ينصت إل ماذا ؟ ينصت إل‬
‫نتيجة ‪..‬‬ ‫كلم رجل كافر جاء ليعاله من مرض النون !!‬
‫براعتنا ف الستماع إل الخرين ‪ ..‬تعلهم بارعي ف‬ ‫آآآه ما أحكمه ‪.. e‬‬
‫مبتنا والستئناس بنا ‪..‬‬ ‫حت إذا انتهى ضماد من كلمه ‪..‬‬
‫قال ‪ e‬بكل هدوووء ‪ :‬إن المد ل ‪ ..‬نمده‬
‫‪.86‬فن الوار ‪..‬‬
‫ونستعينه ‪ ..‬من يهده ال فل مضل له ومن يضلل‬
‫أل تذكر يوما من الدهر أنك جلست ف مكان فاحتد‬
‫فل هادي له ‪ ..‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫الوار بينك وبي شخص ما ‪ ..‬فبقي ف نفسك عليه بغض‬
‫شريك له ‪..‬‬
‫أو غضب أياما ‪..‬‬
‫فانتفض ضماد وقال ‪ :‬أعد علي كلماتك هؤلء ‪..‬‬
‫أو لعلك تذكر جدالً حصل بي اثني – وقد يكون ف‬
‫فأعادها ‪ e‬عليه ‪..‬‬
‫قضية تافهة – وأنت تنظر إليهما وقد ارتفعت الصوات‬
‫فقال ضماد ‪ :‬وال لقد سعت قول الكهنة ‪ ،‬وقول‬
‫واحرت العيون ‪ ..‬ث تفرقا ‪ ..‬واسثقل كل منهما صاحبه‬
‫السحرة ‪ ،‬وقول الشعراء ‪ ،‬فما سعت مثل هؤلء‬
‫بعدها ‪..‬‬
‫الكلمات ‪ ..‬فلقد بلغن ناعوس البحر ‪..‬‬
‫إذن نن نتعب ف جذب بعض الناس إلينا بمارسة‬
‫فهلم يدك أبايعك على السلم ‪..‬‬
‫مهارات متنوعة ‪ ..‬ث نفرقهم عنا بوقف ل نسن‬
‫فبسط النب ‪ e‬يده ‪ ..‬وأخذ ضماد يلع ثوب‬
‫التصرف فيه ‪..‬‬
‫الكفر ويردد ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن‬
‫ومن ذلك عدم إتقان فن الوار ‪..‬‬
‫ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬
‫الحاور كالذي يصعد جبلً وعرا ‪ ..‬ينبغي أن يعتن‬
‫فعلم ‪ e‬أن له عند قومه شرفا ‪ ..‬فقال له ‪ :‬وعلى‬
‫بوضع يده وموضع رجله ‪ ..‬فتجد صاعد البل ينظر إل‬
‫‪218‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫وجعل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬يترقب الصبح ليغي‬ ‫الصخرة الت يريد أن يتعلق با ‪ ..‬ويفحصها بنظره‬
‫على قريش ‪..‬‬ ‫ويتأمل ف قوة ثباتا قبل أن يضع عليها قبضته ‪..‬‬
‫فلما رأى العباس ‪ .. t‬ذلك ‪..‬‬ ‫وكذلك ف الصخرة الت يثبت عليها قدمه ‪ ..‬ث‬
‫قال ‪ :‬واصباح قريش ! وال لئن دخل رسول ال ‪ r‬مكة‬ ‫إذا أراد أن يرفع قدمه عن صخرة نظر إل الصخرة‬
‫عنوة أي بالقوة ‪ ..‬قبل أن يأتوه فيستأمنوه ‪ ..‬إنه للك‬ ‫قبل أن يغادرها خشية أن ل يسن رفع رجله من‬
‫قريش إل آخر الدهر ‪..‬‬ ‫عليها فتهوي به ‪..‬‬
‫فقام العباس ‪ ..‬فاستأذن النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫لن أطيل عليك الكلم ‪ ..‬فخيه ما قل ودل ‪..‬‬
‫فأذن له ‪ ..‬فركب على بغلة رسول ال ‪ r‬البيضاء ‪..‬‬ ‫الدخول ف حوار أو جدال أمر غي ممود ‪..‬‬
‫ومضى يشي با ‪..‬‬ ‫ولعلك توافقن أن أكثر من ‪ %90‬من الوارات‬
‫وأبو سفيان ف أصحابه ‪ ..‬يقترب وينظر إل نيان‬ ‫والجادلت غي مفيدة ‪..‬‬
‫السلمي ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فحاول تنب الدال قدر الستطاع ‪ ..‬ول تغضب‬
‫ما رأيت كالليلة نيانا قط ول عسكرا ‪ ..‬ما أعظم هذا‬ ‫إذا اعترض عليك أحد أو جادلك ‪ ..‬خذ المر‬
‫‪ ..‬من ترى هؤلء ‪..‬؟‬ ‫بأريية قدر الستطاع ول تعذب نفسك بالتفكي ف‬
‫فقال صاحبه ‪ :‬هذه وال خزاعة حشتها الرب ‪..‬‬ ‫نية العترض ‪ ..‬وماذا يقصد ‪ ..‬ولاذا أحرجن‬
‫قال ‪ :‬خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيانا‬ ‫أمامهم ‪ ..‬ل تقتل نفسك بالم ‪ ..‬وتعامل مع‬
‫وعسكرها ‪..‬‬ ‫الوقف بدووووء ‪ ..‬فالرياح ل تز إل الصخور‬
‫فبينما العباس يسي على البغلة ‪..‬‬ ‫الصغية ‪ ..‬فكن جبلً ‪..‬‬
‫إذا بأب سفيان وأصحابه ‪ ..‬قد قبضت عليهم خيل‬ ‫لا قدم النب ‪ r‬إل مكة فاتا ‪ ..‬بعدما نقضت‬
‫الؤمني ‪..‬‬ ‫قريش العهد ‪..‬‬
‫فأقبل أبو سفيان فزعا ‪ ..‬فركب خلف العباس ‪..‬‬ ‫كان ‪ .. r‬قد دعا ال أن يعمي عنه قريش ‪..‬‬
‫وجعل أصحابه يتبعونه فزعي ‪ ..‬والؤمنون خلفهم ‪..‬‬ ‫ليبغتهم ‪ ..‬قبل أن يستعدوا للقتال ‪..‬‬
‫فجعل العباس يسرع بأب سفيان ‪ ..‬إل رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فلما أقبل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬إل مكة‬
‫وكلما مر بنار من نيان السلمي ‪ ..‬قالوا ‪ :‬من هذا ؟‬ ‫نزل قريبا منها ‪..‬‬
‫فإذا رأوا بغلة رسول ال ‪ .. r‬ورأوا العباس عليها ‪..‬‬ ‫ول تعلم قريش بشيء ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬عم رسول ال ‪ .. r‬على بغلة رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ولكنهم كانوا يتوجسون ويترقبون ‪..‬‬
‫والعباس يسرع با ‪ ..‬ياف أن يفطنوا لب سفيان ‪..‬‬ ‫فخرج ف تلك الليلة الت نزل فيها النب عليه‬
‫فيقتله أحد قبل أن يؤمنه النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫الصلة والسلم ‪ ..‬أبو سفيان ف نفر معه‬
‫حت مر بنار عمر بن الطاب ‪ t‬فقال ‪ :‬من هذا ؟‬ ‫يتجسسون الخبار ‪ ..‬وينظرون هل يدون خبا‬
‫وقام إليهم ‪ ..‬فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو يسمعون به ‪..‬‬

‫‪219‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫إسلم أب الطاب لو أسلم !‬ ‫صاح بالناس قال ‪ :‬أبو سفيان عدو ال ! ‪ ..‬المد‬
‫لن قد عرفت أن إسلمك ‪ ..‬كان أحب إل رسول ال‬ ‫ل الذي أمكن منك بغي عقد ول عهد ‪..‬‬
‫‪ r‬من إسلم الطاب ‪..‬‬ ‫فمنعه العباس ‪..‬‬
‫فلما سع العباس ‪ t‬ذلك سكت ‪..‬‬ ‫ث ذهب عمر يشتد ‪ ..‬نو رسول ال ‪.. r‬‬
‫انتهى الوار ‪ ..‬مع أنه كان ف إمكان عمر أن يطيله‬ ‫والعباس يسرع بالدابة ‪ ..‬حت سبقه ‪ ..‬فلما وصل‬
‫ويزيده ‪ ..‬فيقول ‪ :‬ماذا تقصد ؟!! هل تتهم نيت ؟! هل‬ ‫إل موضع النب ‪ .. r‬اقتحم العباس عن البغلة‬
‫تعلم ما ف قلب ؟! لاذا تثي النعرة القبلية ؟!‬ ‫سريعا ‪..‬‬
‫كل ل يقل ذلك ‪ ..‬فهم جيعا كانوا أرفع من أن ينغ‬ ‫فدخل على رسول ال ‪.. r‬‬
‫الشيطان بينهم ‪..‬‬ ‫فدخل عليه عمر ‪..‬‬
‫سكت عمر والعباس ‪ ..‬وأبو سفيان واقف ينتظر أن يأمر‬ ‫وجعل يقول ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا أبو سفيان ‪..‬‬
‫النب ‪ e‬فيه بشيء ‪..‬‬ ‫قد أمكن ال منه بغي عقد ول عهد ‪ ..‬فدعن‬
‫فقال ‪ : r‬اذهب به يا عباس إل رحلك فإذا أصبحت‬ ‫فلضرب عنقه ؟ ‪..‬‬
‫فأتن به ‪..‬‬ ‫فقال العباس ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن قد أجرته ‪..‬‬
‫فذهب به العباس ‪ ..‬إل خيمته ‪..‬‬ ‫ث جلس إل رسول ال ‪ .. r‬فأخذ برأسه ‪ ..‬وجعل‬
‫فبات عنده ‪ ..‬فلما أصبح أبو سفيان صبيحة تلك الليلة‬ ‫يناجيه ف أذنه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وعمر يردد يا رسول ال ‪ ..‬اضرب عنقه ‪..‬‬
‫ورأى الناس ينحون للصلة ‪ ..‬وينتشرون ف استعمال‬ ‫فلما أكثر عمر ف شأنه ‪..‬‬
‫الطهارة ‪ ..‬خاف ‪ ..‬وقال للعباس ‪ :‬ما بالم ؟‬ ‫التفت إليه العباس وقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬إنم قد سعوا النداء فهم ينتشرون للصلة ‪..‬‬ ‫مهلً يا عمر ! فوال أن لو كان من رجال بن‬
‫فلما حضرت الصلة ‪ ..‬ورآهم يركعون بركوعه ‪..‬‬ ‫عدي بن كعب ‪ ..‬ما قلت هذا ‪ ..‬أي لو كان من‬
‫ويسجدون بسجوده ‪..‬‬ ‫قرابتك ‪ ..‬ما قلت هذا ‪ ..‬ولكنك قد عرفت أنه‬
‫أقبل عليه العباس بعدما صلى ‪ ..‬ليمضي به إل رسول ال‬ ‫من رجال بن عبد مناف ‪..‬‬
‫‪.. r‬‬ ‫فشعر عمر أنه سيدخل ف جدال ل يتناسب مع‬
‫فقال ‪ :‬يا عباس ما يأمرهم بشيء إل فعلوه ؟‬ ‫الال الذي هم فيه ‪ ..‬ث ما الفائدة الرجوة من‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال لو أمرهم بترك الطعام والشراب‬ ‫النقاش ف مسألة لو كان من بن كعب رغب ف‬
‫لطاعوه ‪..‬‬ ‫إسلمه أما من غيهم فل يهمه !!‬
‫فقال أبو سفيان ‪ :‬يا عباس ‪ ..‬ما رأيت كالليلة ‪ ..‬ول‬ ‫قال عمر بكل هدووووء ‪ :‬مهلً يا عباس ‪ ..‬مهلً‬
‫ملك كسرى وقيصر !‬ ‫‪..‬‬
‫فلما انقضت الصلة ‪ ..‬غدا به إل رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فوال لسلمك يوم أسلمت ‪ ..‬كان أحب إل من‬

‫‪220‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فهذا أوان حي أهدي و أهتدي‬ ‫فلما رآه ‪ r‬قال ‪:‬‬
‫هدان هاد غي نفسي و نالن‬ ‫" ويك يا أبا سفيان ‪ ..‬أل يأن لك أن تعلم أنه ل‬
‫مع ال من طردت كل مطرد‬ ‫إله إل ال ؟‬
‫أصد و أنأى جاهدا عن ممد‬ ‫فقال ‪ :‬بأب أنت وأمي ! ما أحلمك وأكرمك‬
‫وأدعى و إن ل أنتسب من ممد‬ ‫وأوصلك !‬
‫فقيل إنه حي قال ‪ :‬ونالن ‪ ..‬مع ال من طردت كل‬ ‫وال لقد ظننت أن لو كان ل مع ال إلهٌ غيه‬
‫مطرد ‪ ..‬ضرب رسول ال ‪ r‬بيده ف صدره وقال ‪" :‬‬ ‫لغن عن شيئا!‬
‫أنت طردتن كل مطرد " ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬ويك يا أبا سفيان أل يأن لك أن تعلم‬
‫أن رسول ال ؟‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫فقال أبو سفيان ‪ :‬بأب أنت وأمي ما أحلمك‬
‫ليس الذكاء أن تنتصر عند الدال ‪ ..‬وإنا الذكاء أن‬ ‫وأكرمك وأوصلك !‬
‫ل تدخل ف الدال أصلً ‪..‬‬ ‫أما هذه وال فإن ف النفس منها حت الن شيئا !‬
‫فقال له العباس ‪ :‬ويك أسلم واشهد أن ل إله إل‬
‫‪.87‬اقطع الطريق على العترضي ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬وأن ممد رسول ال قبل أن تضرب‬
‫من أكثر ما يوغر صدور بعض الناس على بعض ما ينيه‬
‫عنقك ؟‬
‫اللسان من مفاسد ‪..‬‬
‫فسكت قليلً ث قال ‪ :‬أشهد ‪..‬‬
‫ومن ذلك استعجال بعض الناس بالعتراض على الديث‬
‫فسر النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬سرورا عظيما‬
‫ومقاطعة التكلم دون تر ّو ونظر ‪ ..‬فيثور عند ذلك جدال‬
‫‪..‬‬
‫عقيم يوغر الصدور ويفسد النفوس ‪..‬‬
‫فقال العباس ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن أبا سفيان رجل‬
‫لن تستطيع إصلح جيع الناس وتأديبهم بالداب‬
‫يب الفخر فاجعل له شيئا ‪..‬‬
‫الشرعية ‪ ..‬أو تدريبهم على مهارات متميزة ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬نعم ‪ ..‬من دخل دار أب سفيان فهو‬
‫ودعنا نتجاوز مرحلة التنظي الت تلو لبعض الناس أن‬
‫آمن " ‪..‬‬
‫يدندن عليها دائما بقوله ‪ :‬الفروض الناس يفعلون كذا ‪..‬‬
‫فقال أبو سفيان ‪:‬‬
‫والفروض يتعودون على كذا ‪ ..‬دعك من هذا ‪ ..‬وأدّ‬
‫فأنشد أبو سفيان ‪ t‬بي يدي رسول ال ‪ .. r‬أبياتا‬
‫الصلة على اليت الاضر – كما يقال ‪.. -‬‬
‫‪ ..‬يعتذر إليه ما كان مضى منه ‪..‬‬
‫أعن أننا ينبغي عند تعاملنا مع الخطاء أن ل ننشغل‬
‫لعمرك إن يوم أحل راية‬
‫ببحث ما يب على الخرين أن يفعلوه بل ماذا يب‬
‫لتغلب خيل اللت خيل‬
‫علينا نن أن نفعله ‪..‬‬
‫ممد‬
‫عندما تريد أن تتكلم بشيء غريب قد يستعجل الخرون‬
‫لكالدل اليان أظلم ليله‬
‫العتراض عليه ‪ ..‬ينبغي عليك أن تغلق عليهم أبواب‬
‫‪221‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫لكن قومهم أكرهوهم عليه ‪..‬‬ ‫العتراض بقدمات تيبهم فيها عن أسئلتهم قبل‬
‫فعلم النب ‪ e‬بم ‪ ..‬وتأكد أنم وإن حضروا العركة فلن‬ ‫أن يطرحوها ‪ ..‬بل وتزيل با استغرابم قبل أن‬
‫يقع منهم قتال للمسلمي ‪..‬‬ ‫يتكلموا به ‪..‬‬
‫فلما اقترب ‪ e‬من ميدان العركة ‪ ..‬أراد أن ينبه أصحابه‬ ‫وبعض الناس يسن فعلً أن يغلق البواب على‬
‫لذلك ‪ ..‬وأن ينهاهم عن قتلهم ‪ ..‬لكنه يعلم أنه سيقع ف‬ ‫العترض قبل أن يشعره باعتراضه ‪..‬‬
‫قلوب بعض الناس سؤال ‪ :‬كيف ل نقتلهم وهم خرجوا‬ ‫أذكر أن شيخا كبي السن جلس ف ملس فتكلم‬
‫لربنا !! لاذا استثن هؤلء بالذات ؟!‬ ‫عن حادثة خصومة رآها بي اثني ف مطة وقود ‪..‬‬
‫فقدم مقدمة أزال با العتراضات ث ذكر التوجيه ‪ ..‬قام‬ ‫وكيف أن شجارها زاد واشتد حت حل إل مفر‬
‫‪ e‬ف أصحابه وقال ‪ :‬إن قد عرفت أن رجا ًل من بن‬ ‫الشرطة ‪..‬‬
‫هاشم وغيهم قد أخرجوا كرها ل حاجة لم بقتالنا ‪..‬‬ ‫فقفز أحد الالسي – من الثرثارين – مشاركا ف‬
‫انتهى هذه مقدمة ‪..‬‬ ‫القصة فقال ‪ :‬نعم صحيح ‪ ..‬وحصل بينهما كذا‬
‫ث قال ‪ :‬فمن لقي منكم أحدا من بن هاشم فل يقتله ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وفلن هو الخطئ ‪ ..‬وبدأ يذكر تفاصيل ل‬
‫ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الارث بن أسد فل‬ ‫تدث ‪..‬‬
‫يقتله ‪..‬‬ ‫فالتفت إليه الشيخ وكأن به يكاد ينفجر ‪ ..‬لكنه‬
‫ومن لقي العباس بن عبد الطلب ‪ ..‬عم رسول ال ‪ r‬فل‬ ‫تاسك وقال بكل هدووووء ‪:‬‬
‫يقتله ‪..‬‬ ‫أنت هل حضرت الادثة ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫فإنه إنا خرج مستكرها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فهل حدثك أحد من حضروها ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫فمضى الصحابة على ذلك ‪ ..‬وبدؤوا يتحدثون ف‬ ‫قال ‪ :‬فهل اطلعت على ماضر التحقيق ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫مالسهم بذلك ‪..‬‬ ‫عندها صاح الشيخ وقال ‪ :‬طيب يا ‪ ...‬كيف‬
‫فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ‪ :‬أنقتل آباءنا وأبناءنا‬ ‫تكذبن وأنت ل تدري عن شيء !!‬
‫وإخواننا ونترك العباس ‪..‬‬ ‫فأعجبتن مقدماته قبل اعتراضه ‪..‬‬
‫وال لئن لقيته للمنه بالسيف ‪..‬‬ ‫ولو أنه اعترض دون أن يذكر مقدمات يغلق با‬
‫فبلغت الكلمة رسول ال ‪ .. r‬فالتفت إل عمر فقال ‪" :‬‬ ‫البواب على صاحبه ‪ ..‬لكان لصاحبه مال واسع‬
‫يا أبا حفص " ‪..‬‬ ‫للخروج من الوقف ولو بالكذب ‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال ‪ r‬بأب‬ ‫فنحن أحيانا نتاج عندما نريد أن نقرر أشياء أن‬
‫حفص ‪..‬‬ ‫نقدم بقدمات نقنع با الخالفي قبل أن يعترضوا‬
‫قال ‪ r‬يا أبا حفص ‪ ( :‬أيضرب وجه عم رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫بالسيف ! ) ‪..‬‬ ‫لا خرجت قريش لقتال النب ‪ e‬وأصحابه ف بدر‬
‫‪r‬‬ ‫فاستبشع ذلك ‪ ..‬وانتفض ‪ ..‬كيف يرد أمر رسول ال‬ ‫‪ ..‬كان بعض العقلء فيها ل يريدون الروج ‪..‬‬

‫‪222‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫الصوات وقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬أليس مسلما ‪ ..‬فصاح قال ‪:‬‬
‫وما الشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق‬ ‫يا رسول ال دعن فلضرب عنقه بالسيف ‪..‬‬
‫السألة كل هذا اللف ؟!‬ ‫فوال لقد نافق ‪..‬‬
‫فعلً ‪ ..‬لو تأملت واقعنا لوجدت أننا ف أحيان كثية‬ ‫فندم أبو حذيفة ‪ .. y‬على ما تكلم به ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫نكون ثقلء على الخرين بكثرة اعتراضنا على ما يقولون‬ ‫ما أنا بآمن من تلك الكلمة الت قلت يومئذ ‪ ..‬و‬
‫فيكون أحدهم متحمسا ف قصة يكيها ‪ ..‬ث يفاجأ بن‬ ‫ل أزال منها خائفا إل أن تكفرها عن الشهادة ‪..‬‬
‫يعترض ويفسد عليه متعة الديث بالعتراض على أشياء‬ ‫فقتل يوم اليمامة شهيدا ‪.. y‬‬
‫ل تؤثر ف القصة شيئا ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬ل تكن ثقيلً تعترض على كل شيء ‪..‬‬ ‫نصيحة ‪..‬‬
‫أذكر أن أخي الصغر سعود لا كان طفلً ف السابعة ‪..‬‬ ‫كن ذكيا وتغ ّد بم قبل أن يتعشوا بك !‬
‫دخل السجد لصلة العشاء ‪ ..‬ويبدو أنه كان مستعجلً‬
‫‪.88‬انتظر ‪ ..‬ل تعترض ‪!!..‬‬
‫وتأخر المام ف الجيء لقامة الصلة ‪ ..‬فلما ضاق بذلك‬
‫أذكر أن ماضرا كان يتكلم عن فن الوار ‪..‬‬
‫ذرعا توجه نو الؤذن وكان شيخا كبيا ضعيف السمع‬
‫فعرض شيئا من قصة يوسف عليه السلم ‪..‬‬
‫ووقف خلفه ‪ ..‬ث قال ماولً تغيي صوته ‪ :‬أقم الصلة ‪..‬‬
‫فلما وصل إل قوله تعال ( ودخل معه السجن‬
‫وكان قد قبض على طرف أنفه بيده ‪..‬‬
‫فتيان قال أحدها إن أران أعصر خرا وقال الخر‬
‫ث ول هاربا ‪..‬‬
‫إن أران أحل فوق رأسي خبزا تأكل الطي منه )‬
‫أما الؤذن فما كاد يسمع ذلك حت ترك ناهضا ليقيم‬
‫‪..‬‬
‫الصلة ‪ ..‬فنبهه بعض الأمومي ‪ ..‬فجلس ‪..‬‬
‫جعل يتأمل ف الاضرين ث سألم ‪:‬‬
‫كان موقفا طريفا ‪ ..‬لكن ل أورده لطرافته ‪..‬‬
‫ودخل معه السجن فتيان ؟! أيهما دخل قبل الخر‬
‫وإنا لن جلست بعدها ف ملس فذكر أحد الالسي‬
‫‪ ..‬يوسف أم الفتيان ؟‬
‫القصة وقال ف أثنائها ‪ :‬وكان سعود مستعجلً لنه‬
‫فصاح أحدهم ‪ :‬يوسف ‪..‬‬
‫سيذهب إل البحر مع أبيه _ مع العلم بأن الرياض ف‬
‫فصاح آخر ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬الفتيان ‪..‬‬
‫صحراء ول تقع على ساحل بر ‪ .. -‬فتحيت هل أفسد‬
‫فانطلق ثالث ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬بل يوسف ‪ ..‬يوسف ‪..‬‬
‫عليه قصته وأعترض ‪ ..‬أم أن العلومة غي مؤثرة ف‬
‫فاستذكى رابع وقال ‪ :‬دخلوا مع بعض !!‬
‫ع للعتراض واكتساب العداوات ‪ ..‬فآثرت‬
‫القصة فل دا ٍ‬
‫وتكلم خامس ‪ ..‬وارتفع اللغط ‪ ..‬حت ضاع‬
‫الثان وسكت ‪..‬‬
‫الوضوع الساسي ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫وأحيانا قد تعترض على شيء أنت غي فاهه أص ً‬
‫ويبدو أن الحاضر قصد ذلك ‪..‬‬
‫لعل له عذرا وأنت تلوم ‪..‬‬
‫فجعل يتأمل وجوههم ‪ ..‬والوقت يضي ‪..‬‬
‫كان زياد لطيفا حريصا على نصح الناس ‪..‬‬
‫ث ابتسم ابتسامة عريضة ‪ ..‬وأشار لم بفض‬
‫‪223‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫اسع ‪..‬‬ ‫وقف يوما عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتا‬
‫وصل الرجل سيارته وركبها ‪ ..‬ول يلتفت ‪..‬‬ ‫عاليا لغان غربية ‪ ..‬تي من أين هذا الصوت ‪..‬‬
‫نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬ال‬ ‫وأخذ يتلفت يبحث عن مصدره ‪ ..‬فإذا هو من‬
‫يهديك ‪ ..‬ما تسمع ‪..‬‬ ‫السيارة الجاورة له ‪..‬‬
‫نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته ‪ ..‬فاشتغل الذياع‬ ‫وإذا صاحبها قد زاد صوت الذياع إل أعلى‬
‫مباشرة بصوت مزعج جدا ‪..‬‬ ‫درجاته ‪ ..‬حت أسع البعيد والقريب ‪..‬‬
‫فثار زياد ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي حرام عليك ‪ ..‬أزعجت‬ ‫جعل صاحب يضرب على منبه سيارته وياول أن‬
‫الناس ‪ ..‬تريد تسمع الغان اسعها لوحدك ‪ ..‬بدل ما‬ ‫ينبه ذاك الرجل إل خفض صوت مذياعه ‪ ..‬لكن‬
‫تسمع قرآن تسمع أغانٍ ؟!‬ ‫الرجل ل يلتفت ول يرد ‪ ..‬يبدوا أنه لشدة‬
‫فجعل الرجل يزيد ابتسامته ‪ ..‬والغان بأعلى صوت ‪..‬‬ ‫انسجامه مع ما يسمع صار ل يدري عما حوله ‪..‬‬
‫ثار زياد أكثر ‪ ..‬وجعل وجهه يمرّ ‪ ..‬وصار يرفع صوته‬ ‫حاول زياد أن يتبي وجه السائق الذي أسدل‬
‫ليسمعه ‪..‬‬ ‫غترته على جانب وجهه ‪ ..‬وبعد جهد رآه فإذا‬
‫فلما رأى الرجل أن المر وصل إل هذا الد ‪ ..‬جعل‬ ‫ليته تل وجهه !!‬
‫يشي بيديه إل أذنيه وينفضهما ‪..‬‬ ‫ازداد العجب ‪ ..‬شخص بذه اليئة بدل أن يستمع‬
‫ث أخرج دفترا صغيا من جيبه ومكتوب على أول ورقة‬ ‫إل القرآن يستمع الغان !! ل وبصوت عا ٍل أيضا‬
‫منه ‪:‬‬ ‫!!‬
‫أنا رجل أصم ل أسع ‪ ..‬فضلً اكتب ما تريد !!‬ ‫أضاءت الشارة خضراء ‪ ..‬ومشى الميع ‪..‬‬
‫أصرّ زياد على مناصحة الرجل فجعل يشي وراءه‬
‫لحة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وقف الرجل عند دكان ‪ ..‬ونزل ليشتري منه‬
‫قال ال تعال ‪" :‬وكان النسان عجولً " فانتبه ل تغلب‬ ‫حاجة ‪..‬‬
‫عجلتك تؤدتك ‪..‬‬ ‫أوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يشي‬
‫فإذا الثوب قصي ‪ ..‬واللحية تل عارضيه ‪..‬‬
‫‪.89‬قبل نواكم ‪ ..‬صدقة ‪..‬‬
‫تسابقت إل قلبه الوساوس ‪ ..‬أظنه نزل ليخرج‬
‫الطلبات الكبية تتاج إل تيئة الطلوب منه قبل طلبها ‪..‬‬
‫الن بعلبة سجائر !!‬
‫لئل يسارع إل الرفض ‪..‬‬
‫خرج الرجل فإذا ف يده ملة إسلمية !!‬
‫وهذا عام ف الطلبات الشفهية والكتوبة ‪..‬‬
‫ل يصب زياد ‪ ..‬وأخذ ينادي بلطف ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬لو‬
‫فلو أردت أن تكتب إل غن تطلب منه حاجة ‪ ..‬لناسب‬
‫سحت ‪ ..‬هيه ‪..‬‬
‫أن تكتب قبل حاجتك شيئا من الثناء على جوده وكرمه‬
‫ل يرد عليه الرجل ول يلتفت ‪..‬‬
‫ومبته للخي ‪ ..‬ث بعد ذلك تكتب حاجتك ‪..‬‬
‫رفع صوته ‪ :‬هيه ‪ ..‬هيه ‪ ..‬لو سحت ‪ ..‬يا أخي ‪..‬‬
‫ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو أخيك أو – من يدري‬

‫‪224‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫‪r‬‬ ‫وقد قتل من قتل من رجالم ‪ ..‬وجعل رسول ال‬ ‫ربا – زوجتك ‪ ..‬يناسب أن تقدم قبلها بقدمة ‪..‬‬
‫النساء والطفال ف مكان ‪..‬‬ ‫فلو دعوت نفرا من أصدقائك إل مأدبة غداء ‪..‬‬
‫فقام منهم خطيبهم زهي بن صرد فقال ‪:‬‬ ‫وأردت أن تب زوجتك لتعد الطعام وتيئ البيت‬
‫يا رسول ال إنا ف الظائر من السبايا خالتك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لناسب أن تقول قبل ذلك ‪ ..‬بصراحة طعامك‬
‫وحواضنك ‪ ..‬اللت كن يكفلنك ‪..‬‬ ‫لذيذ ‪ ..‬جيع أصدقائي يفرحون إذا دعوتم لجل‬
‫ولو أنا ملحنا لبن أب شر ‪ ..‬أو النعمان بن النذر ‪..‬‬ ‫أن يأكلوا من عمل يدك ‪ ..‬تصدقي !! لقد أكلت‬
‫ث أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك ‪ ..‬رجونا عائدتم‬ ‫ف أرقى الطاعم ‪ ..‬وما ذقت لذة كلذة طعامك‬
‫وعطفهم ‪..‬‬ ‫أبدا ‪ ..‬وبصراحة رأيت البارحة صديقا ل جاء من‬
‫وأنت رسول ال خي الكفولي ‪ ..‬ث أنشأ يقول ‪:‬‬ ‫سفر ‪ ..‬ومن باب الجاملة قلت له تغد معي غدا ‪..‬‬
‫امنن علينا رسول ال ف كرم‬ ‫فتفاجأت به أن وافق ‪ !!..‬فدعوت معه بعض‬
‫فإنك الرء نرجوه و ننتظر‬ ‫الصدقاء ‪ ..‬فليتك تعملي لنا طعاما ‪..‬‬
‫امنن على نسوة قد كنت ترضعها‬ ‫هذا السلوب أحسن من صراخك إذا دخلت‬
‫إذ فوك تلؤه من مضها الدرر‬ ‫بيتك ‪ :‬يا فلنة ‪ ..‬فلنة ‪..‬‬
‫ل تعلنا كمن شالت نعامته‬ ‫فتجيبك ‪ :‬لبيك ‪ ..‬أنا قادمة ‪ ..‬وهي تظن أنك‬
‫و استبق منا فإنا معشر زهر‬ ‫ستدعوها إل نزهة ‪..‬‬
‫إنا لنشكر آلء و إن كفرت‬ ‫فتقول ‪ :‬بسرعة ‪ ..‬بسرعة ‪ ..‬الطبخ ‪ ..‬الطبخ ‪..‬‬
‫وعندنا بعد هذا اليوم مدخر‬ ‫عندي رجال سيأتون ‪ ..‬ل تتأخري بالغداء ‪..‬‬
‫وقد أدب ال الؤمني ‪ ..‬فقال ‪ ":‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا‬ ‫وانتبهي أثناء إعداده ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ص َدقَةً" (‪.. )99‬‬
‫جوَا ُكمْ َ‬
‫نَاجَيُْت ُم الرّسُو َل فَ َق ّدمُوا بَيْنَ َي َديْ نَ ْ‬ ‫ومثله لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك ‪..‬‬
‫وكانت العرب ‪ ..‬إذا أرادت أن تستنجد بأحد ‪ ..‬أو‬ ‫أو تب أمك أو أباك بب ‪..‬‬
‫تطلب عونه ‪ ..‬أول ما تلجأ إل الكلم والشعار ‪..‬‬ ‫وقد قرأت ف سية النب الكرم ‪ .. e‬ما يدل‬
‫فتحدث ف النفوس مال تفعله السيوف ‪..‬‬ ‫على ذلك ‪..‬‬
‫لا أقبل رسول ال ‪ .. r‬يريد العمرة ‪ ..‬خافت قريش ‪..‬‬ ‫كان النب ‪ r‬قد رضع ف صغره قريبا من ديار‬
‫وكاد النب ‪ r‬أن يقاتلهم ‪ ..‬لول أنم ‪ ..‬ألوا عليه حت‬ ‫هوازن ‪ ..‬وكان يرجو أن يسلموا ‪..‬‬
‫كتب بينه وبينهم ‪ ..‬هدنة لدة عشر سنوات ‪ ..‬وقف‬ ‫فبلغه ‪ ..‬أن هوازن قد جعت جوعها ‪ ..‬فخرج‬
‫للقتال ‪..‬‬ ‫إليهم ‪ ..‬وقاتلهم ‪..‬‬
‫وكان ف صلح الديبية ‪ ..‬لا كتب ‪ ..‬أنه من شاء من‬ ‫فنصر ال نبيه ‪ r‬عليهم ‪ ..‬فساق الغنائم ‪..‬‬
‫القبائل أن يدخل ف عقد ممد وعهده دخل ومن شاء أن‬ ‫فأقبل بعضهم إل رسول ال ‪ .. r‬وهو نازل‬
‫بالعرانة ‪..‬‬
‫( ) سورة الجادلة ( ‪.. ) 12‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪225‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫ثت أسلمنا فلم ننع يدا‬ ‫يدخل ف عقد قريش وعهدهم دخل ‪..‬‬
‫فانصر رسول ال نصرا أبدا‬ ‫فتواثبت خزاعة وقالوا ‪ :‬نن ندخل ف عقد ممد‬
‫وادع عباد ال يأتوا مددا‬ ‫وعهده ‪..‬‬
‫فيهم رسول ال قد تردا‬ ‫وتواثبت بنو بكر وقالوا ‪ :‬نن ندخل ف عقد‬
‫إن سيما خسفا وجهه تربدا‬ ‫قريش وعهدهم ‪..‬‬
‫ف فيلق كالبحر يري مزبدا‬ ‫وكان بي هذين اليي دماء وقتال ‪..‬‬
‫إن قريشا أخلفوك الوعدا‬ ‫واشتدت ضغينة قريش على خزاعة ‪ ..‬لكنهم‬
‫ونقّضوا ميثاقك الؤكدا‬ ‫خافوا أن يصيبوهم بشيء فينتصر لم النب ‪.. r‬‬
‫وجعلوا ل ف كداء رصدا‬ ‫فلما مضى من هدنة الديبية ‪ ..‬نو السبعة أو‬
‫وزعموا أن لست أدعوأحدا‬ ‫الثمانية عشر شهرا ‪..‬‬
‫فهم أذل وأقل عددا‬ ‫ل باء يقال له‬
‫وثب بنو بكر على خزاعة ‪ ..‬لي ً‬
‫هم بيتونا بالوتي هجدا‬ ‫الوتي ‪ ..‬وهو قريب من مكة ‪ ..‬وطلبوا العانة‬
‫وقتلونا ركعا وسجدا‬ ‫من قريش ‪..‬‬
‫فلما سع النب ‪ r‬هذا الكلم ‪ ..‬والشعر ‪ ..‬والنداء ‪..‬‬ ‫فقالت قريش ‪ :‬ما يعلم بنا ممد وهذا الليل وما‬
‫انتفض ‪ ..‬وغضب ‪..‬‬ ‫يرانا من أحد ‪..‬‬
‫وقال ‪ " :‬نصرت يا عمرو بن سال " ‪..‬‬ ‫فأعانوهم عليهم بالكراع والسلح ‪ ..‬وقاتلوهم‬
‫ث قام ‪ ..‬مسرعا ‪ ..‬وأمر الناس بالتجهز للخروج للقتال‬ ‫معهم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ففزعت خزاعة ‪..‬‬
‫ففزع الناس يتجهزون ‪ ..‬وهم ل يعلمون أين سيكون‬ ‫وقتل من قتل من رجالم ونسائهم وذراريهم ‪..‬‬
‫القتال ‪..‬‬ ‫فلما رأى رجل منهم وهو عمرو بن سال ‪ ..‬ما حل‬
‫وقد خشي ‪ r‬أن يب بوجهته ‪ ..‬فيصل الب إل قريش ‪..‬‬ ‫بقومه ‪ ..‬ركب بعيه ‪ ..‬وهرب من يد قريش ‪..‬‬
‫وسأل ال أن يعمي على قريش خبه حت يبغتهم ف‬ ‫حت قدم على رسول ال ‪ r‬ف الدينة ‪..‬‬
‫بلدهم ‪..‬‬ ‫فدخلها فزعا ‪ ..‬مصابا مكروبا ‪..‬‬
‫ورسول ال ‪ ..r‬قد اشتد غضبه على قريش ليانتهم ‪..‬‬ ‫ث أقبل إل السجد ‪ ..‬عليه أثر الطريق ووعثاء‬
‫فكان يتجهز ويقول ‪ :‬كأنكم بأب سفيان قد جاءكم يشد‬ ‫السفر ‪..‬‬
‫ف العقد ويزيد ف الدة " ‪.‬‬ ‫ووقف بي يدي رسول ال ‪ .. r‬فقال ‪:‬‬
‫ث أقبل نفر من خزاعة آخرين إل رسول ال ‪.. r‬‬ ‫يا رب إن ناشد ممدا‬
‫فيهم بديل بن ورقاء ‪ ..‬حت قدموا على رسول ال ‪.. r‬‬ ‫حلف أبيه وأبينا التلدا‬
‫فأخبوه با أصيب منهم ‪ ..‬ومظاهرة قريش بن بكر‬ ‫قد كنتم وِلْدا وكنا والدا‬

‫‪226‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫فعجب منها ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا بنية وال لقد أصابك بعدي‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫شر !‬ ‫فوعدهم النب ‪ r‬بالنصر ‪ ..‬وقال لم ‪ " :‬ارجعوا‬
‫ث مضى أبو سفيان إل رسول ال ‪ .. r‬فقال ‪ :‬يا ممد‬ ‫فتفرقوا ف البلدان " ‪ ..‬وخشي أن تعلم قريش‬
‫اشدد العقد وزدنا ف الدة ‪..‬‬ ‫ببهم معه ‪ ..‬فتقاتلهم ‪ ..‬قبل وصوله إليهم ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬ولذلك قدمت ؟ هل كان من حدث قبلكم ؟!‬ ‫فانصرفوا راجعي إل ديارهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬معاذ ال ! نن على عهدنا وصلحنا يوم الديبية ل‬ ‫فلقوا أبا سفيان بعسفان ‪ ..‬قد بعثته قريش إل‬
‫نغي ول نبدل ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪.. r‬‬
‫فسكت عنه النب ‪ .. r‬فكرر عليه أبو سفيان ‪ ..‬ورسول‬ ‫يشد العقد ويزيد ف الدة ‪ ..‬وقد رهبوا أن يكون‬
‫ال ‪ r‬ل ييبه ‪..‬‬ ‫بلغه ما فعلوا ‪..‬‬
‫فخرج من عند رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فلما لقي أبو سفيان بديلً ‪ ..‬خشي أن يكون أقبل‬
‫وأتى أبا بكر فقال ‪ :‬اشفع ل عند ممد ‪ ..‬أن يدد العقد‬ ‫من عند رسول ال ‪ .. r‬فقال ‪ :‬من أين أقبلت يا‬
‫‪ ..‬ويزيد ف الدة ‪ ..‬أو امنعن وقومي ‪..‬‬ ‫بديل ؟‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬جواري ف جوار رسول ال ‪ .. r‬ول‬ ‫فقال بديل ‪ :‬سرت ف خزاعة ف هذا الساحل ف‬
‫أمنع أحدا منه ‪ ..‬وأما أنا فوال لو وجدت الذر تقاتلكم‬ ‫بطن هذا الوادي ‪..‬‬
‫لعنتها عليكم ‪..‬‬ ‫فسكت أبو سفيان ‪..‬‬
‫فخرج أبو سفيان ‪ ..‬فأتى عمر بن الطاب فكلمه ‪..‬‬ ‫فلما جاوزه بديل ‪..‬أقبل أبو سفيان إل مبك ناقة‬
‫فقال عمر بن الطاب ‪ :‬أنا أشفع لكم عند رسول ال‬ ‫بديل ‪ ..‬فأخذ من بعرها ففته بيده ‪ ..‬فرأى فيه‬
‫‪r‬؟‬ ‫نوى التمر ‪ ..‬فعلم أن الناقة كانت بالدينة ‪ ..‬فهم‬
‫بل ما كان من حلفنا جديدا فأخلقه ال ‪..‬‬ ‫الذين يطعمون دوابم نوى التمر ‪ ..‬فقال أبو‬
‫وما كان منه مثبتا فقطعه ال ‪..‬‬ ‫سفيان ‪ :‬أحلف بال لقد جاء بديل ممدا ‪..‬‬
‫وما كان منه مقطوعا فل وصله ال !‬ ‫ث مضى أبو سفيان ‪..‬‬
‫فلما سع أبو سفيان ذلك ‪ ..‬تغي ‪ ..‬فكأنا لُطِم ‪..‬‬ ‫حت وصل الدينة ‪ ..‬فتوجه إل بيت ابنته أم حبيبة‬
‫فخرج أبو سفيان وهو يقول ‪ :‬جزيت من ذي رحم شرا‬ ‫زوج رسول ال ‪.. r‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪r‬‬ ‫فلما دخل أقبل ليجلس على فراش رسول ال‬
‫فلما يئس ما عندهم دخل على علي ‪ ..‬فقال له ‪:‬‬ ‫‪ ..‬فطوته من تته ‪..‬‬
‫‪r‬‬ ‫يا علي أنت أقربم ب نسبا ‪ ..‬فاشفع ل إل رسول ال‬ ‫فقال ‪ :‬يا بنية ما أدري أرغبت ب عن هذا الفراش‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو رغبت به عن ؟‬
‫فقال له علي ‪ :‬يا أبا سفيان ‪ ..‬إنه ليس أحد من أصحاب‬ ‫فقالت ‪ :‬بل هو فراش رسول ال ‪ r‬وأنت مشرك‬
‫رسول ال ‪ r‬يفتات على رسول ال ‪ r‬بوار ‪ ..‬أي ل‬ ‫نس ‪ ..‬فلم أحب أن تلس على فراشه ‪..‬‬

‫‪227‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫يستطيع أحد منعه عن أحد إن أراده ‪ ..‬فهو ل‬
‫قالوا ‪ :‬ويك ما زادك الرجل على أن لعب بك ‪ ..‬فما‬ ‫ينطق عن الوى ‪..‬‬
‫يغن عنا ما قلت ‪..‬‬ ‫وأنت سيد قريش ‪ ..‬وأكبها ‪ ..‬وأمنعها ‪ ..‬فأجر‬
‫فقال ‪ :‬ل وال ما وجدت غي ذلك ‪..‬‬ ‫بي عشيتك ‪ ..‬وامنع نفسك ‪ ..‬يعن ‪ :‬صح‬
‫فاغتم أبو سفيان ‪ ..‬ودخل على امرأته فحدثها الديث‬ ‫بالناس إن قد منعت نفسي ‪..‬ث الق بأرضك ‪..‬‬
‫فقالت ‪:‬‬ ‫قال أبو سفيان ‪ :‬أو ترى ذلك يغن عن شيئا ‪..‬‬
‫قبحك ال من وافد قوم ! فما جئت بي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن هو رأي أراه ‪..‬‬
‫ث أقبل رسول ال ‪ .. r‬إل مكة فاتا ‪..‬‬ ‫فخرج أبو سفيان إل الناس ف الدينة ث صاح ‪..‬‬
‫أل إن قد أجرت بي الناس ‪ ..‬ول وال ما أظن أن‬
‫‪ ..‬بالشارة يفهمُ ‪..‬‬ ‫يفرن أحد ‪..‬‬
‫اللقمة الكبية تتاج لضغ جيد قبل ابتلعها‬ ‫فقام أبو سفيان ف السجد فقال ‪ :‬أيها الناس إن قد‬
‫أجرت بي الناس ‪..‬‬
‫‪.90‬ليس مهما أن تنجح دائما ‪..‬‬
‫ث ركب بعيه فانطلق إل مكة ‪..‬‬
‫كان فهد يشي مع صاحبه ‪ -‬العنيد الكابر ‪ -‬ف صحراء‬
‫فلما أن قدم على قريش قالوا ‪ :‬ما وراءك ؟‬
‫فرأيا سوادا رابضا على التراب ‪ ..‬تفيه الريح تارة‬
‫هل جئت بكتاب من ممد أو عهد ؟‬
‫وتظهره تارة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل وال لقد أب علي ‪..‬‬
‫التفت فهد إل صاحبه وسأله ‪ :‬تتوقع ‪ ..‬ما هذا ؟!‬
‫وقد تتبعت أصحابه فما رأيت قوما للك عليهم‬
‫فقال صاحبه ‪ :‬هذه عن !!‬
‫أطوع منهم له ‪..‬‬
‫قال فهد ‪ :‬بل غراب ‪..‬‬
‫ولقد جئت ممدا فكلمته ‪ ..‬فوال ما رد علي‬
‫قال صاحبه ‪ :‬أقول لك ‪ :‬عن ‪ ..‬يعن عن ‪..‬‬
‫شيئا ‪..‬‬
‫قال فهد ‪ :‬طيب نقترب ونتأكد ‪..‬‬
‫ث جئت ابن أب قحافة فوال ما وجدت فيه خيا‬
‫اقتربا ‪ ..‬وجعل يركزان النظر أكثر وأكثر ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫كان واضحا أن الذي أمامهما غراب !!‬
‫ث جئت عمر فوجدته أعدى عدو‪..‬‬
‫قال فهد ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬وال غراب ‪..‬‬
‫ث جئت عليا فوجدته ألي القوم ‪..‬‬
‫هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال ‪ :‬عنـززززز‬
‫وقد أشار علي بأمر صنعته ‪ ..‬فوال ما أدري هل‬
‫سكت فهد ‪ ..‬واقتربا أكثر ‪ ..‬فشعر الغراب باقترابما‬
‫يغن عنا شيئا أم ل ؟‬
‫فطااار ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬باذا أمرك ؟‬
‫فصاح فهد ‪ :‬ال أكب ‪ ..‬غراب ‪ ..‬أرأيت غراب ‪ ..‬طار‬
‫قال ‪ :‬أمرن أن أجي بي الناس ففعلت ‪..‬‬
‫‪..‬فقال صاحبه ‪ :‬عننننـز ‪ ..‬لو طار !!‬
‫قالوا ‪ :‬هل أجاز ذلك ممد ؟‬
‫لاذا أوردت هذه القصة ؟‬
‫‪228‬‬
‫حـيـاتِـك ـــــــــــــــــ ‪ www.alarefe.com‬ــــــــــــــ‬
‫ع بِـ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْ‬
‫أذكر أن ألقيت دورة ف مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫أوردتا لجل أن أبي ‪ :‬أن هذه الهارات الت‬
‫كان عبد العزيز من بي الضور ‪ ..‬كان تأثره واضحا ‪..‬‬ ‫تقدمت فيما مضى من صفحات ‪ ..‬تصلح مع‬
‫لحظته يكتب كل شاردة وواردة ‪..‬‬ ‫الناس عموما ‪..‬‬
‫مضت أيام الدورة الثلثة ‪ ..‬وتفرقنا ‪..‬‬ ‫لكن مع ذلك يبقى أن بعض الناس مهما مارست‬
‫بعدها بشهر ألقيت الدورة نفسها مرة أخرى ‪ ..‬فلما‬ ‫معه مهارات ل يتفاعل معك ‪..‬‬
‫نظرت إل الضور ‪ ..‬فإذا عبد العزيز يلس ف الصف‬ ‫فلو مارست معه مهارة اللمح ‪ ..‬فقلت ‪ :‬ما شاء‬
‫الول !!‬ ‫ال ما أجل ثيابك ‪ ..‬كأنك عريس ‪ ..‬وأنت تتوقع‬
‫تلكن العجب !! لاذا يضرها مرة أخرى وهو يعلم أن‬ ‫منه أن يتبسم ويشكرك على لطفك ‪ ..‬فإنه ل يفعل‬
‫سأعيد الكلم نفسه !‬ ‫ذلك ‪ ..‬وإنا ينظر إليك شزرا ‪ ..‬ويقول ‪ :‬طيب‬
‫لا أذن للصلة ‪ ..‬أخذته ومشيت به جانبا ‪ ..‬وسألته ‪:‬‬ ‫‪ ..‬طيب ‪ ..‬ل تامل ‪ ..‬ل تستخف دمك ‪ ..‬ونو‬
‫عبد العزيز ‪ ..‬لاذا تضر مرة أخرى ‪ ..‬وأنت تعلم أن‬ ‫ذلك من العبارات السامة الت تدل على عدم‬
‫سأعيد الكلم نفسه ‪ !! ..‬والذكرة الت بي يديك هي‬ ‫خبته ف التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫نفسها الذكرة السابقة !! والشهادة الت ستحصل عليها‬ ‫ومثله الرأة الت قد تارس مع زوجها مهارات ‪..‬‬
‫هي الشهادة نفسها !! يعن لن تستفيد شيئا ‪..‬‬ ‫كمهارة التفاعل مثلً ‪ ..‬فيحكي نكتة باردة ‪..‬‬
‫فقال ل ‪ :‬تصدق !! وال إن أصحاب وزملئي يقولون ل‬ ‫فتتفاعل معه ضاحكة ‪ ..‬فيقول ‪ :‬طيب ‪ ..‬ل‬
‫‪ :‬يا عبد العزيز أنت تغيت ف تعاملك معنا منذ شهر ‪..‬‬ ‫تغصب نفسك على الضحك ؟!!‬
‫ففكرت ف ذلك فإذا أنا أطبق ما تعلمته من مهارات ف‬ ‫إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنم ل‬
‫الدورة السابقة ‪ ..‬فجئت لحضر الدورة مرة أخرى‬ ‫يثلون الجتمع ‪..‬‬
‫لتأكيد ما تعلمته من مهارات ‪..‬‬ ‫ولقد جربت هذه الهارات بنفسي ‪ ..‬نعم وال‬
‫إذا كنت جادا ف التغيي فكن بطلً وابدأ الآآآن ‪..‬‬ ‫جربتها بنفسي فرأيت آثارها ف الناس ‪ ..‬كبارا‬
‫وصغارا ‪ ..‬بسطاء وأذكياء ‪ ..‬وأصحاب مناصب‬
‫عليا ‪ ..‬وطلب عندي ف الكلية ‪ ..‬ومع أولدي‬
‫‪ ..‬فرأيت لا أعاجيب ‪..‬‬
‫بل جربتها مع متلف الجناس والنسيات ‪..‬‬
‫فرأيت آثارها ‪..‬‬
‫وال إن لك ناصح ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬
‫هل أنت جاد ف التغيي ؟‬

‫ل وابدأ الن‬
‫‪.91‬كن بط ً‬
‫‪229‬‬

You might also like