You are on page 1of 22

‫من موقع القحطاني على شبكة النترنت‬

‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫والصلة والسلم على حبيبنا ورسولنا محمد بن عبد ال خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ‪,‬‬
‫الحمد ل ‪ ,‬نحمده ونستعينه ‪ ,‬ونعوذ بال من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده ال فل مضل‬
‫له ‪ ,‬ومن يضلل فل هادي له ‪ ,‬واشهد ان ل اله ال ال وحده ل شريك له‬
‫واشهد ان محمدا عبده ورسوله‬
‫اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ‪,‬‬
‫اللهم ل تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ول أقل من ذلك أنت مولنا ونعم الوكيل‬
‫اللهم اغفر لمن قرأ هذا ‪ ,‬اللهم اغفر لهم ولبائهم ولرحامهم‬
‫ربّ اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي‬
‫هنيئا لكم يا من هم من خير امة اخرجت للناس‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬

‫الصلة بين حديث الولي والمهدي والقرآن الكريم‬


‫المقدمة‬
‫نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة‬
‫الصلة بين حديث الولي والمهدي والقرآن الكريم‬
‫‪-‬‬
‫"‬

‫"‬
‫‪-‬‬
‫"‬

‫"‬
‫‪-‬‬
‫"‬
‫"‬
‫توضيح الصلة بين المهدي وحديث الولي ورضى ال من القرآن والسنة‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫‪------------------------------------------‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫كلمة عن الكتيب‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫والحمد ل والصلة والسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك‬

‫اما بعد ‪ ,‬ايها الحبة في ال ‪ ,‬اليكم ملحظاتنا حول الصلة بين حديث الولي وبين المهدي وآيات من القرآن الكريم‬
‫بامكان كل من قرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫والسلم عليكم‬
‫اخوكم في ال الفقير الى ال ابو حسن‬
‫نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة‬
‫أما الخوة والخوات الكرام الذين يودون المساعدة والمساهمة معنا‬
‫فان شاء ال لن نحرمهم من الثواب‬
‫ونطلب منكم ما استطعتم من التالي ونكرر ما استطعتم ‪ ,‬فل يكلف ال نفسا ال وسعها‬
‫نطلب منكم التوجه الى ال بالدعاء كي يكف ايدي الظالمين عنا ويوفقنا فيما يرضيه‬
‫نطلب منكم ان تطبعوا ما استطعتم مما نورده وتوفيره لمن ل يملك جهاز كمبيوتر ولكم الثواب ان شاء ال‬
‫كما نطلب منكم ان ترسلوا هذا الكتيب الى كل الخوة والخوات عبر البريد اللكتروني‬
‫نطلب منكم ان تخبروا الخرين عن مهمتنا عبر المنتديات وكافة مجالت النقاش في الكمبيوتر وبرامج اخرى‬
‫‪ ,‬ولكم الثواب ان شاء ال‬
‫نطلب ممن يستطيع الترجمة الى اي لغة ان يساعدنا‬

‫نرجوا من المولى عز وجل‬


‫ان تكونوا من الفئة الناجية الذي تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله ‪ ,‬وان حبيبنا ونبينا عليه افضل الصلة والسلم‬
‫خاتم النبياء وان تحبوا من حبهم رسولنا وان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ‪ ,‬وأن تتقربوا من الرحمن وان ل تهنوا ول‬
‫تحزنوا‬
‫مهما حصل لنكم امة الحبيب ولنكم العلون فوال كفانا تفرق وكفانا خلف ولقد آن الوان للصحوة وللوحدة‬
‫فلم يبقى من الزمن ال القليل وهذا القليل المظلم يجب ان نستعد له بالتمسك بالسنة والصبر ‪ ,‬فسوف يليه الفجر ان شاء ال‬
‫فنحن خير أمة ووجب علينا ان نتصرف ونتعامل مع الناس كخير أمة‬
‫‪------------------------------------‬‬

‫الجزء الول‬
‫الصلة بين الحديث القدسي‬
‫عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال قال ‪ :‬من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب‬
‫وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪،‬‬
‫ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته"‬
‫صحيح البخاري‬

‫وبين هذه اليات الكريمة من سورة النفال‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫جعَل لّكُمْ ُف ْرقَاناً وَ ُيكَ ّفرْ عَن ُكمْ سَيّئَا ِتكُمْ َويَغْ ِفرْ َلكُمْ وَالّ ذُو الْ َفضْلِ الْ َعظِيمِ ‪29‬‬
‫يِا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ إَن تَتّقُواْ الّ يَ ْ‬
‫‪------------------‬‬
‫القول في قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه‬

‫‪2‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫جعَل لّكُمْ ُف ْرقَاناً وَ ُيكَ ّفرْ عَن ُكمْ سَيّئَا ِتكُمْ َويَغْ ِفرْ َلكُمْ وَالّ ذُو الْ َفضْلِ الْ َعظِيمِ ‪29‬‬
‫يِا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ إَن تَتّقُواْ الّ يَ ْ‬

‫الخطاب اللهي موجه الى المومنين و الوسيلة هي تقوى ال والمكافأة هي الفرقان‬

‫توضيحا آخر لمعنى السلم وهو المؤهل واليمان وهو بداية الوسائل للتقرب من ال وتقوى ال والحسان‬
‫وهما من المراحل العليا في التقرب الى ال نورد لكم هذا الحديث‬

‫حدثني إسحاق ‪ ،‬عن جرير ‪ ،‬عن أبي حيان ‪ ،‬عن أبي زرعة ‪ ،‬عن أبي هريرة رضي ال عنه ‪:‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يوما بارزا للناس ‪ ،‬إذ أتاه رجل يمشي ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ما اليمان ؟‬
‫قال ‪ " :‬اليمان أن تؤمن بال وملئكته ‪ ،‬وكتبه ‪ ،‬ورسله ‪ ،‬ولقائه ‪ ،‬وتؤمن بالبعث الخر "‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ما السلم ؟‬
‫قال ‪ " :‬السلم أن تعبد ال ول تشرك به شيئا ‪ ،‬وتقيم الصلة ‪ ،‬وتؤتي الزكاة المفروضة ‪ ،‬وتصوم رمضان " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ما الحسان ؟‬
‫قال ‪ :‬الحسان أن تعبد ال كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال متى الساعة ؟‬
‫قال ‪ " :‬ما المسئول عنها بأعلم من السائل ‪ ،‬ولكن سأحدثك عن أشراطها ‪:‬‬
‫إذا ولدت المرأة ربتها ‪ ،‬فذاك من أشراطها ‪ ،‬وإذا كان الحفاة العراة رءوس الناس ‪ ،‬فذاك من أشراطها ‪،‬‬
‫في خمس ل يعلمهن إل ال “ إن ال عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام “‬
‫ثم انصرف الرجل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ردوا علي " فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " *‬
‫صحيح البخاري‬

‫الستنتاج الول‬
‫جعَل لّكُمْ ُف ْرقَاناً‬
‫يِا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ إَن تَتّقُواْ الّ يَ ْ‬
‫تحتوي الية الكريمة على ثلثة مراحل للمسلم ان اراد الفرقان‬
‫المرحلة الولى اليمان‬
‫المرحلة الثانية تقوى ال‬
‫والمرحلة الثالثة وهي المكافئة وذلك هو الفرقان وسنبين معناه ان شاء ال‬
‫‪------------------‬‬

‫المرحلة الولى اليمان‬


‫سنبين شيء من وصف اليمان والمؤمنين كما ورد في القرآن الكريم‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫علَى‬ ‫خفُوهُ يُحَاسِبْكُم ِبهِ الّ فَيَغْ ِفرُ ِلمَن َيشَاء َويُ َعذّبُ مَن َيشَاء وَالّ َ‬ ‫سمَاواتِ َومَا فِي ا َل ْرضِ َوإِن تُ ْبدُواْ مَا فِي أَن ُفسِكُمْ أَوْ تُ ْ‬ ‫لِّ ما فِي ال ّ‬
‫حدٍ مّن ّرسُ ِلهِ‬ ‫يءٍ َقدِيرٌ ‪ 284‬آ َمنَ ال ّرسُولُ ِبمَا أُنزِلَ إِلَ ْيهِ مِن رّ ّبهِ وَا ْلمُ ْؤمِنُونَ كُلّ آ َمنَ بِالّ َومَل ِئكَ ِتهِ َوكُتُ ِبهِ َو ُرسُ ِلهِ لَ نُ َفرّقُ َب ْينَ أَ َ‬ ‫كُلّ شَ ْ‬
‫خذْنَا‬‫ت رَبّنَا لَ تُؤَا ِ‬
‫سبَ ْ‬ ‫سعَهَا لَهَا مَا َكسَ َبتْ َوعََليْهَا مَا اكْ َت َ‬ ‫غ ْفرَا َنكَ رَبّنَا َوِإلَ ْيكَ ا ْل َمصِيرُ ‪ 285‬لَ ُيكَّلفُ الّ َن ْفسًا إِلّ ُو ْ‬ ‫سمِعْنَا َوأَطَ ْعنَا ُ‬‫َوقَالُواْ َ‬
‫عفُ عَنّا وَاغْ ِفرْ َلنَا‬ ‫حمّلْنَا مَا لَ طَا َقةَ لَنَا ِبهِ وَا ْ‬ ‫علَى اّلذِينَ مِن قَبِْلنَا رَبّنَا وَلَ تُ َ‬ ‫ح َملْ َتهُ َ‬
‫صرًا َكمَا َ‬‫علَيْنَا ِإ ْ‬
‫حمِلْ َ‬
‫خطَأْنَا رَبّنَا وَلَ تَ ْ‬
‫إِن ّنسِينَا أَوْ أَ ْ‬
‫صرْنَا عَلَى الْقَ ْومِ الْكَا ِفرِينَ ‪286‬‬ ‫حمْنَآ أَنتَ مَوْ َلنَا فَان ُ‬ ‫وَارْ َ‬

‫سورة آل عمران‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ح ّذرُكُمُ ا ّ‬
‫ل‬ ‫يءٍ إِلّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً َويُ َ‬
‫خذِ ا ْلمُ ْؤمِنُونَ الْكَا ِفرِينَ أَ ْولِيَاء مِن دُ ْونِ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ َومَن يَ ْفعَلْ ذَ ِلكَ َفلَ ْيسَ ِمنَ الّ فِي شَ ْ‬
‫لّ يَتّ ِ‬
‫سهُ َوِإلَى الّ ا ْل َمصِيرُ ‪28‬‬ ‫نَ ْف َ‬

‫‪3‬‬
‫سورة النفال‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عنِ الَنفَالِ قُلِ الَنفَالُ لِّ وَال ّرسُولِ فَاتّقُواْ الّ َوَأصْلِحُواْ ذَاتَ بِ ْينِكُمْ َوأَطِيعُواْ الّ َورَسُو َلهُ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِينَ ‪ 1‬إِ ّنمَا ا ْل ُم ْؤمِنُونَ‬ ‫َيسْأَلُو َنكَ َ‬
‫لةَ َو ِممّا رَ َزقْنَاهُمْ‬‫صَ‬‫اّلذِينَ ِإذَا ذُ ِكرَ الّ َوجِلَتْ ُقلُوبُهُمْ َوِإذَا تُلِ َيتْ عََليْهِمْ آيَا ُت ُه زَادَتْهُمْ إِيمَانًا َوعَلَى رَبّهِمْ َيتَوَكّلُونَ ‪ 2‬اّلذِينَ يُقِيمُونَ ال ّ‬
‫حقّا لّهُمْ َدرَجَاتٌ عِندَ رَبّهِمْ َو َمغْ ِف َرةٌ َو ِرزْقٌ َكرِيمٌ ‪4‬‬
‫يُنفِقُونَ ‪ 3‬أُوْلَـ ِئكَ هُمُ ا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ َ‬

‫سورة المؤمنون‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عنِ اللّغْوِ مُ ْع ِرضُونَ ‪ 3‬وَاّلذِينَ هُمْ لِلزّكَاةِ فَاعِلُونَ ‪ 4‬وَاّلذِينَ ُهمْ‬ ‫شعُونَ ‪ 2‬وَاّلذِينَ هُمْ َ‬ ‫صلَتِهِمْ خَا ِ‬ ‫َقدْ َأفْ َلحَ ا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ ‪ 1‬اّلذِينَ هُمْ فِي َ‬
‫غ ْيرُ َملُومِينَ ‪َ 6‬ف َمنِ ابْ َتغَى َورَاء ذَ ِلكَ فَأُ ْولَ ِئكَ هُمُ الْعَادُونَ ‪ 7‬وَاّلذِينَ‬
‫لِ ُفرُوجِ ِهمْ حَافِظُونَ ‪ِ 5‬إلّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا َملَكَتْ أَ ْيمَانُ ُهمْ فَِإنّهُمْ َ‬
‫علَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ‪9‬‬ ‫هُمْ َلِمَانَاتِ ِهمْ َوعَ ْه ِدهِ ْم رَاعُونَ ‪ 8‬وَاّلذِينَ هُمْ َ‬
‫أُوَْل ِئكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ‪ 10‬اّلذِينَ َيرِثُونَ الْ ِف ْردَوْسَ هُمْ فِيهَا خَا ِلدُونَ ‪11‬‬

‫الخشوع في الصلة قدر الستطاعة فاذا فكرت امام من انت قائم وماذا تقول فان شاء ال ستخشع‬
‫وان لم تستطع البكاء عليك ان تتباكى‬
‫وان رايت من يبكي في الصلة فادعوا ال ان تكون مثله ول تهزأ منه‬

‫سورة الحجرات‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عسَى أَن َيكُونُوا‬ ‫خرْ قَومٌ مّن قَوْمٍ َ‬ ‫سَ‬ ‫حمُونَ ‪ 10‬يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَ َي ْ‬ ‫إِ ّنمَا ا ْلمُ ْؤمِنُونَ إِخْ َوةٌ َفَأصْلِحُوا بَ ْينَ أَخَ َويْكُمْ وَاتّقُوا الَّ َلعَلّ ُكمْ ُترْ َ‬
‫عسَى أَن يَ ُكنّ خَ ْيرًا مّنْ ُهنّ وَلَ َت ْل ِمزُوا أَن ُفسَكُمْ وَلَ تَنَا َبزُوا بِا َلْلْقَابِ بِ ْئسَ ا ِلسْمُ الْ ُفسُوقُ بَ ْعدَ الِْيمَانِ‬ ‫خَ ْيرًا مّنْهُمْ وَلَ ِنسَاء مّن ّنسَاء َ‬
‫سسُوا َولَ َيغْتَب بّ ْعضُكُم‬ ‫جّ‬ ‫ظنّ إِثْمٌ َولَ َت َ‬‫ظنّ ِإنّ بَ ْعضَ ال ّ‬ ‫َومَن لّمْ يَتُبْ فَأُوَْل ِئكَ هُمُ الظّا ِلمُونَ ‪ 11‬يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُوا اجْتَ ِنبُوا َكثِيرًا ّمنَ ال ّ‬
‫ب رّحِيمٌ ‪12‬‬ ‫حدُكُمْ أَن يَ ْأكُلَ َلحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَ َك ِرهْ ُتمُوهُ وَاتّقُوا الَّ ِإنّ الَّ تَوّا ٌ‬ ‫حبّ أَ َ‬‫بَ ْعضًا أَيُ ِ‬

‫امرنا سبحانه وتعالى ان نكون اخوة والخوة في امة واحدة وليسوا في امم‬
‫هل امرنا ال ان نكون امما ام نكون امة واحة ونعتصم بحبل ال ول نتفرق ‪ ,‬هذا اذا اردنا ان نكون من المؤمنون‬
‫هل من صفات المؤمنين ان يسخر قوم من قوم اخرين‬
‫هل امرنا ان نظن السوء في الخرين ونغتابهم‬

‫ولمن يقول غير ذلك نقول تدبر هذه اليات الكريمة من سورة الحجرات‬

‫سورة الحجرات‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫إِ ّنمَا ا ْل ُم ْؤمِنُونَ اّلذِينَ آمَنُوا بِالِّ َو َرسُو ِلهِ ُثمّ َلمْ َيرْتَابُوا وَجَا َهدُوا بِ َأمْوَالِهِمْ َوأَن ُفسِهِمْ فِي سَبِيلِ الِّ أُوْلَ ِئكَ ُهمُ الصّا ِدقُونَ ‪15‬‬
‫يءٍ عَلِيمٌ ‪16‬‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا َلْ ْرضِ وَالُّ ِبكُلّ شَ ْ‬ ‫قُلْ أَ ُتعَّلمُونَ الَّ ِبدِي ِنكُمْ وَالُّ يَعَْلمُ مَا فِي ال ّ‬
‫علَيْ ُكمْ َأنْ َهدَاكُمْ ِللِْيمَانِ إِن كُن ُتمْ صَا ِدقِينَ ‪17‬‬‫لمَكُم بَلِ الُّ َي ُمنّ َ‬ ‫سَ‬ ‫علَ ْيكَ َأنْ َأسْ َلمُوا قُل لّ َت ُمنّوا عَلَيّ ِإ ْ‬ ‫َيمُنّونَ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَا َلْرْضِ وَالُّ َبصِيرٌ ِبمَا تَ ْعمَلُونَ ‪18‬‬ ‫ِإنّ الَّ يَعَْلمُ غَ ْيبَ ال ّ‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫لقد بينا لكم بفضل من ال سبحانه وتعالى ما استطعنا في معني اليمان والمؤمنين‬
‫فالسلم شيء واليمان شيء آخر‬
‫‪--------------------‬‬
‫المرحلة الثانية تقوى ال‬

‫سنبين شيء من وصف التقوى والحسان كما ورد في القرآن الكريم‬

‫‪4‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫خرِ وَا ْلمَلئِ َكةِ وَا ْلكِتَابِ وَالنّبِيّينَ وَآتَى ا ْلمَالَ‬ ‫شرِقِ وَا ْل َم ْغرِبِ وَلَـ ِكنّ الْ ِبرّ َمنْ آ َمنَ بِالّ وَالْيَوْمِ ال ِ‬
‫لّ ْيسَ ا ْل ِبرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُوهَكُمْ ِقبَلَ ا ْل َم ْ‬
‫عَلَى حُ ّبهِ ذَوِي الْ ُقرْبَى وَا ْليَتَامَى وَا ْل َمسَاكِينَ وَا ْبنَ السّبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ َوَأقَامَ الصّلةَ وَآتَى الزّكَاةَ وَا ْلمُوفُونَ ِبعَ ْه ِدهِمْ ِإذَا‬
‫ص َدقُوا َوأُولَـ ِئكَ هُمُ ا ْلمُتّقُونَ‬
‫ضرّاء وَحِينَ الْ َب ْأسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬ ‫عَا َهدُواْ وَالصّا ِبرِينَ فِي الْبَ ْأسَاء وال ّ‬

‫بالضافة الى وجود اليمان في المؤمن يترقى الى تقوى ال والحسان‬


‫الصدقة هنا درجة أعلى من الصدقة العادية حيث تكون على حبه ‪ ,‬والوفاء ببعض العهود ليس بسهل‬
‫الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس‬
‫ضرّاء المرض والزمانة‬
‫قال البغوي في تفسيره ‪ -‬قوله تعالى فِي الْبَ ْأسَاءِ أي الشدة والفقر وَال ّ‬
‫وَحِينَ الْبَ ْأسِ أي القتال والحرب‪.‬‬

‫سورة الذاريات‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حسِنِينَ ‪16‬‬ ‫خذِينَ مَا آتَاهُ ْم رَبّ ُهمْ إِنّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَ ِلكَ مُ ْ‬
‫جنّاتٍ َوعُيُونٍ ‪ 15‬آ ِ‬
‫ِإنّ ا ْلمُتّقِينَ فِي َ‬
‫حرُومِ ‪19‬‬
‫كَانُوا قَلِيلً ّمنَ اللّيْلِ مَا يَ ْهجَعُونَ ‪ 17‬وَبِا َلْسْحَارِ هُمْ َيسْتَغْ ِفرُونَ ‪َ 18‬وفِي َأمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّائِلِ وَا ْلمَ ْ‬

‫قيام الليل ل شك درجة اعلى في اليمان بل من التقوى‬


‫اما الحق للسائل في المال ‪ ,‬فسنختصر ونقول ‪ ,‬انك تشكر الذي تعطيه المال لن ذلك حقه وساعدك على الثواب ول تنتظر الشكر‬
‫منه على ما هو حق له عليك‬
‫فالصدقة تصبح حق وليس صدقة‬

‫سورة آل عمران‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عدّتْ لِ ْل ُمتّقِينَ ‪133‬‬
‫سمَاوَاتُ وَا َل ْرضُ ُأ ِ‬‫ع ْرضُهَا ال ّ‬ ‫َوسَا ِرعُواْ إِلَى مَ ْغ ِف َرةٍ مّن رّبّكُمْ َوجَ ّنةٍ َ‬
‫حسِنِينَ ‪134‬‬
‫عنِ النّاسِ وَالّ يُحِبّ ا ْل ُم ْ‬ ‫ظمِينَ الْغَ ْيظَ وَالْعَافِينَ َ‬‫ضرّاء وَالْكَا ِ‬‫سرّاء وَال ّ‬ ‫اّلذِينَ يُنفِقُونَ فِي ال ّ‬

‫ما هي بعض الوصاف او الوسائل للحصول على المكافأة ‪ ,‬كما تبين هذه اليات الكريمة‬
‫الصدقة وكظم الغيظ والعفو عن الناس وهذه مراحل عالية في اليمان وهي من التقوى والحسا ن وتاتي بعد السلم كما شرحناه‬
‫آنفا بالمؤهل‬
‫اذن هذه ليست من الفرائض الخمس كي تدخلك الجنة بل اعلى من ذلك فهي من سبل التقرب من ال سبحانه وتعالى وليست بسهلة‬
‫كيف تسهل علينا اذن ‪ ,‬سنبين ذلك‬

‫الستنتاج الثالث‬
‫لقد بينا لكم بفضل من ال سبحانه وتعالى ما استطعنا في معني الحسان وتقوى ال‬
‫فبعد اليمان تأتي تقوى ال والحسان‬

‫بعض ما اوردناه من سبل التقرب الى ل سبحانه وتعالى في صفحاتنا الخرى هي وسائل تقوي اليمان وتؤدي الى التقوى و‬
‫الحسان‬
‫‪--------------------‬‬
‫والمرحلة الثالثة وهي المكافئة وذلك هو الفرقان وسنبين معناه ان شاء ال‬

‫الفرقان هو ما يمنّ ال سبحانه وتعالى به على الولياء حيث تفرق بينهم وبين الخرين وتعني الجزء الثالث من حديث الولي‬
‫‪ "،‬فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪،‬‬
‫ولئن استعاذني لعيذنه ‪ ،‬وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته"‬
‫‪5‬‬
‫الفرقان هو نعمة كبيرة من الكريم سبحانه وتعالى يكرم به من يختص من عباده ويجعلهم من ذوي البصار ويعلمهم الكتاب‬
‫وذلك يعني ان ترى ما ل يراه غيرك باذن ال وان تفهم وتفقه ما ل يستطيع العامة من فهمه وتدبره فيكون فرق كبير بين من‬
‫اختصهم المولى عز وجل بذلك وبين العامة‬
‫فتكون عالما بالفطرة وتفهم وترى المور المخفية باذن ال‬
‫ان تفقه كلم ال وكلم الحبيب عليه افضل الصلة والسلم من احاديث وتفقه كلم الصحابة رضي ال عنهم ‪ ,‬وتفقه امور اخرى‬
‫من الناس‬
‫وترى وتفهم ما يراد به ان يخفى عنك ويضلك ممن يسعون في الرض فسادا‬
‫وذلك من عادى لي وليا آذنته بالحرب‬
‫فان كان لك عدو يكون عدوا ل وينهزم وذلك النصر‬
‫هذا ما نراه صحيح وال اعلم‬

‫ما اورده الطبري‬


‫قال أبو جعفر‪ :‬يقول تعالى ذكره‪ :‬يا أيها الذين صدّقوا ال ورسوله‪ ،‬إن تتقوا ال بطاعته وأداء فرائضه‪ ،‬واجتناب معاصيه‪ ,‬وترك‬
‫خيانته وخيانة رسوله وخيانة أماناتكم‬
‫" يجعل لكم فرقانًا "‬
‫يقول‪ :‬يجعل لكم فصل وفرْقا بين حقكم وباطل من يبغيكم السوء من أعدائكم المشركين‪ ،‬بنصره إياكم عليهم‪ ,‬وإعطائكم الظفر بهم‬
‫" يا أيها الذين آمنوا إذ تتقوا ال يجعل لكم فرقانًا "‪ ،‬قال‪ :‬فرقان يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل‪ ,‬حتى يعرفوه ويهتدوا بذلك‬
‫الفرقان‬
‫و " الفرقان " في كلم العرب‪ ،‬مصدرٌ من قولهم‪ " :‬فرقت بين الشيء والشيء أفرُق بينهما َف ْرقًا و ُفرْقانًا‪.‬‬
‫حدثنا ابن وكيع قال‪ ،‬حدثنا هانئ بن سعيد‪ ,‬عن حجاج‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ " :‬فرقانًا "‪ ،‬قال‪ " :‬الفرقان " المخرج‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد قال‪ ،‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عكرمة‪ " :‬إن تتقوا ال يجعل لكم فرقانًا "‪ ،‬قال‪ :‬نجاة‪.‬‬

‫ما اورده ابن كثير‬


‫حيّان‪ُ “ :‬ف ْرقَانًا “ مخرجا‪ .‬زاد مجاهد‪ :‬في الدنيا‬
‫سدّيّ‪ ،‬ومُجاهِد‪ ،‬وعِ ْكرِمة‪ ،‬والضحاك‪ ،‬وقَتَادة‪ ،‬ومُقَاتِل بن َ‬
‫قال ابن عباس‪ ،‬وال ّ‬
‫والخرة‪.‬‬
‫وفي رواية عن ابن عباس‪ُ “ :‬ف ْرقَانًا “ نجاة‪ .‬وفي رواية عنه‪ :‬نصرا‪.‬‬
‫وقال محمد بن إسحاق‪ُ “ :‬ف ْرقَانًا “ أي‪ :‬فصل بين الحق والباطل‪.‬‬

‫الستنتاج الرابع‬
‫الفرقان هو القدرات الموهوبة من المولى عز وجل والمكافئة الى الولي حيث يفرق بين الحق والباطل وينصر دين ال سبحانه‬
‫وتعالى‬
‫وهذا الفرقان هو ما ورد في الحديث‬
‫حتى أحبه ‪ ،‬فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪،‬‬
‫ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه ‪،‬‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬

‫اتممنا والحمد ل القسم الول من الجزء الثاني من تفسير الحديث القدسي الشريف وصلته بقول ال عز وجل‬
‫جعَل لّكُمْ ُف ْرقَاناً وَ ُيكَ ّفرْ عَن ُكمْ سَيّئَا ِتكُمْ َويَغْ ِفرْ َلكُمْ وَالّ ذُو الْ َفضْلِ الْ َعظِيمِ ‪29‬‬
‫يِا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ إَن تَتّقُواْ الّ يَ ْ‬

‫هذا ما نظن انه الصحيح وال اعلم‬


‫اللهم ل علم لنا ال ما علمتنا ‪ ,‬اللهم ان اصبت فهو فضل منك والحمد لك على ما علمتني‬
‫اللهم ان أخطات فهو من الشيطان استغفرك واتوب اليك‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬


‫اللهم ربنا آتنا وكل من قرأ هذا في الدنيا حسنة ‪ ،‬وفي الخرة حسنة ‪ ،‬وقنا عذاب النار‬
‫‪6‬‬
‫الحمد ل الواحد الحد والصلة والسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫============================================‬

‫الجزء الثاني‬

‫الصلة بين هذه اليات الكريمة من سورة مريم‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ح َمنُ ُودّا ‪96‬‬ ‫جعَلُ لَ ُهمُ الرّ ْ‬ ‫ع ِملُوا الصّاِلحَاتِ سَيَ ْ‬ ‫ِإنّ اّلذِينَ آمَنُوا َو َ‬
‫وبين الحديث القدسي‬
‫عن أبي هريرة‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال قال ‪:‬‬
‫من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب‬
‫وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬
‫صحيح البخاري‬
‫‪--------------------‬‬
‫القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه‬
‫شرَ ِبهِ ا ْلمُتّقِينَ َوتُن ِذرَ ِبهِ قَ ْومًا ّلدّا ‪97‬‬
‫سرْنَاهُ بِ ِلسَا ِنكَ لِ ُت َب ّ‬
‫ح َمنُ ُودّا ‪َِ 96‬إ ّنمَا َي ّ‬
‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ سَ َيجْعَلُ لَهُمُ الرّ ْ‬
‫ِإنّ اّلذِينَ آمَنُوا َو َ‬
‫سورة مريم‬

‫جميع التفاسير من العلماء تشير الى ان الود يعني في الساس محبة ال للعبد‬
‫لدرجة ان المولى عز وجل يأمر جبريل ان يحب العبد او الولي ومن ثم يامر اهل السماء وهم الملئكة بمحبة الولي‬
‫لكن ما نتيجة هذه المحبة المتبادلة ‪ ,‬لقد بينا ذلك في التفسيرات السابقة‬
‫نقول والعلم عند ال‬
‫الود هو المحبة من ال وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء ولن تحصل على هذا الود ال اذا كنت ممن يحبوا ال وذلك ان كنت من‬
‫المؤمنين وعملت الصالحات‬
‫والصالحات هي طريق التقوى والحسان‬
‫بعد ما يحبك ال تاتي المحبة من جبريل واهل السماء ثم المحبة من المؤمنين ول نقول بالضرورة المسلمين‬
‫فان سعيت من السلم الى اليمان الى تقوى ال والحسان حصلت على الود "حب ال" او مرحلة "فان احببته" في الحديث‬
‫القدسي‬
‫وحب ال سبحانه وتعالى ما يؤدي الى فضله بمكافئة الولي بالقدرات الذي اشرنا اليها‬
‫المر الهام في هذه اليات الذي سهل ان يتجاهل هو التبشير والتنذير مما يساعدنا على تفسير معنى الود‬
‫هذ الود يبشر ال سبحانه وتعالى به المتقين ‪ ,‬اي الذين كانوا مسلمين وترقوا الى مؤمنين ثم ترقوا الى متقين‬
‫هذا الود ينذر به ال سبحانه وتعالى الظالمين والفاجرين كما قال سبحانه " َوتُن ِذرَ ِبهِ قَ ْومًا ّلدّا " اي ظلمة و فجار‬
‫‪7‬‬
‫فكيف تنذر قوم ظلمة بالود اذا كان معناه فقط المحبة ‪ ,‬كيف تؤثر محبة المولى عز وجل للولي على الظالم‬
‫ل بد ان يكون تأثير كبير فيه عقاب وال لما كان انذار‬
‫لذلك هناك معنى عميق لكلمة الود‬
‫تنذر الظلمة والفجار بالود لنه محبة ال التي تؤدي الى القدرات الذي يمنّ بها المولى عز وجل على الولياء وبها يكون عقاب‬
‫الظالم الفاجر‬
‫والقدرات هي ما اتى بالحديث القدسي كما فسرناها بفضل من ال لكم وهي‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه‬
‫وبها يأتي نصر ال سبحانه وتعالى للولياء‬
‫وال اعلم‬

‫ما اورده الطبري في ذلك‬


‫ح َمنُ ُودّا “ قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا حكام‪ ،‬عن عنبسة‪ ،‬عن القاسم بن أبي بزّة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬في قوله ‪ “ :‬سَ َيجْعَلُ لَهُمُ الرّ ْ‬
‫يحبهم ويحببهم إلى خلقه‪.‬‬
‫حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عيسى; وحدثني الحارث‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ورقاء‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن ابن‬
‫ح َمنُ ُودّا “ قال‪ :‬يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين‪.‬‬ ‫جعَلُ لَ ُهمُ الرّ ْ‬
‫أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد “ سَيَ ْ‬
‫حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عليّ بن هاشم‪ ،‬عن بن أبي ليلى‪ ،‬عن الحكم‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يحبهم ويحببهم‪.‬‬

‫حدثنا قتيبة قال ‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن محمد ‪ ،‬عن سهيل بن أبي صالح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪:‬‬
‫إذا أحب ال عبدا نادى جبريل ‪ :‬إني قد أحببت فلنا فأحبه‬
‫قال ‪ :‬فينادي في السماء ‪ ،‬ثم تنزل له المحبة في أهل الرض ‪ ،‬فذلك قول ال ‪ :‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم‬
‫الرحمن ودا‬
‫وإذا أبغض ال عبدا نادى جبريل ‪ :‬إني قد أبغضت فلنا ‪ ،‬فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الرض‬
‫هذا حديث حسن صحيح‬
‫سنن الترمذي – الجامع الصغير‬

‫حدثنا محمد بن سلم ‪ ،‬أخبرنا مخلد ‪ ،‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني موسى بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه ‪،‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وتابعه أبو عاصم ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬قال‬
‫أخبرني موسى بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬
‫إذا أحب ال العبد نادى جبريل ‪ :‬إن ال يحب فلنا فأحببه ‪ ،‬فيحبه جبريل ‪،‬‬
‫فينادي جبريل في أهل السماء ‪ :‬إن ال يحب فلنا فأحبوه ‪ ،‬فيحبه أهل السماء ‪ ،‬ثم يوضع له القبول في الرض‬
‫صحيح بخاري‬

‫وبهذا السناد عن قتادة ‪ ،‬في قوله ‪ :‬سيجعل لهم الرحمن ودا قال ‪ " :‬أي وال ودا في قلوب أهل اليمان "‬
‫الزهد الكبير للبيهقي‬

‫وكيع ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن المنهال ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬سيجعل لهم الرحمن ودا " ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬يحبهم ويحببهم "‬
‫مسند ابن ابي شيبة‬

‫حدثنا عبد ال ‪ ،‬نا شجاع بن أشرس ‪ ،‬نا إسماعيل بن عياش ‪ ،‬عن أبي بكر بن عبد ال ‪ ،‬عن ضمرة بن حبيب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫‪8‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حببوا ال عز وجل إلى الناس ‪ ،‬وحببوا الناس إلى ال يحببكم ال‬
‫الولياء لبن ابي الدنيا‬

‫حدثنا أبو داود قال ‪ :‬نا موسى بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬نا حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا ثابت ‪ ،‬عن عبد ال بن رباح ‪ ،‬أن كعبا ‪ ،‬قال ‪ :‬إني لجد في‬
‫التوراة يقول تبارك وتعالى ‪:‬‬
‫إن بيوتي في الرض المساجد ‪ ،‬وإن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ‪ ،‬ثم أتى المسجد فهو زائر ال ‪ ،‬وحق على المزور أن يكرم‬
‫زائره ‪،‬‬
‫ثم قرأت القرآن فوجدت فيه في بيوت أذن ال أن ترفع ويذكر فيها اسمه ‪ . .‬إلى آخر الية‬
‫ثم وجدت في التوراة ‪ :‬أنه لم تكن محبة لحد من أهل الرض حتى يكون بدؤها من ال ينزلها ال على أهل السماء ‪ ،‬ثم ينزلها‬
‫على أهل الرض‬
‫ولم يكن بغضه لحد من أهل الرض ‪ ،‬حتى يكون بدؤها من ال ينزلها على أهل السماء ثم ينزلها على أهل الرض‬
‫ثم قرأت القرآن فوجدت فيه إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‬
‫ووجدت في التوراة ‪ :‬من قال من هكذا وأشار بإصبعه فقد اجتهد ‪ ،‬ومن قال هكذا ورفع يديه وقلبها وجعل ظهور كفيه مما يلي‬
‫السماء فقد ابتهل‬
‫وحق على ال أن ل يرد يدين خاسئتين يسأل بها خيرا‬
‫الزهد ابي داود‬

‫الستنتاج‬
‫الود هو محبة ال للولي وهو الفضل الذي يمنّ ال سبحانه وتعالى به على الولياء وهو البشرى في الية‬
‫شرَ ِبهِ ا ْلمُتّقِينَ وَتُن ِذرَ ِبهِ قَ ْومًا ّلدّا "‬ ‫" لِ ُت َب ّ‬
‫وهذا الود هو الحب الوارد في الحديث‬
‫حتى أحبه ‪ ،‬فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن‬
‫سألني لعطينه ‪،‬‬
‫ولئن استعاذني لعيذنه ‪ ،‬وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬
‫لكن هذه القدرات يستعملها الولي للقضاء على اعداء ال وهذا هو النذار للقوم الفاسقين في الية‬
‫شرَ ِبهِ ا ْلمُتّقِينَ وَتُن ِذرَ ِبهِ قَ ْومًا ّلدّا"‬
‫" لِ ُت َب ّ‬

‫اتممنا والحمد ل القسم الثاني من الجزء الثاني من تفسير الحديث القدسي الشريف وصلته بقول ال عز وجل‬
‫شرَ ِبهِ ا ْلمُتّقِينَ َوتُن ِذرَ ِبهِ قَ ْومًا ّلدّا ‪97‬‬
‫سرْنَاهُ بِ ِلسَا ِنكَ لِ ُت َب ّ‬
‫ح َمنُ ُودّا ‪َِ 96‬إ ّنمَا َي ّ‬
‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ سَ َيجْعَلُ لَهُمُ الرّ ْ‬
‫ِإنّ اّلذِينَ آمَنُوا َو َ‬

‫هذا ما نظن انه الصحيح وال اعلم‬


‫اللهم ل علم لنا ال ما علمتنا ‪ ,‬اللهم ان اصبت فهو فضل منك والحمد لك على ما علمتني‬
‫اللهم ان أخطات فهو من الشيطان استغفرك واتوب اليك‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬


‫اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ‪ ،‬ومنتهى الرحمة من كتابك ‪ ،‬واسمك العظم ‪ ،‬وجدك العلى ‪ ،‬وكلماتك التامة‬
‫ان تمنحنا واهلنا واقاربنا وكل من قرأ هذا واهلهم واقاربهم من لدنك ودا‬
‫الحمد ل الواحد الحد والصلة والسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين‬
‫============================================‬
‫الجزء الثالث‬

‫الصلة بين هذه اليات الكريمة من سورة العنكبوت‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حسِنِينَ ‪69‬‬
‫وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا َلنَ ْهدِيَنّ ُهمْ سُبَُلنَا َوِإنّ الَّ َل َمعَ ا ْلمُ ْ‬
‫وبين الحديث القدسي‬
‫‪9‬‬
‫عن أبي هريرة‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال قال ‪:‬‬
‫من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب‬
‫وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬
‫صحيح البخاري‬
‫‪--------------------‬‬
‫القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حسِنِينَ ‪69‬‬
‫وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا َلنَ ْهدِيَنّ ُهمْ سُبَُلنَا َوِإنّ الَّ َل َمعَ ا ْلمُ ْ‬
‫سورة العنكبوت‬

‫يقول المولى عز وجل وال اعلم ‪ ,‬ان هؤلء الذين جاهدوا في التقرب منه بالعمال الصالحة والنوافل ‪,‬‬
‫سيهديهم الى سبل خاصة بالمولى عز وجل‬
‫والسبل هي الطرق والوسائل ‪ ,‬يهديهم تبين انهم لم يكونوا على علم بهذه السبل ونتيجة جهادهم في ال وذلك التقرب والمعرفة‬
‫والمحبة سيكافؤا بسبله سبحانه‬
‫اذن هناك هداية وذلك تبيين وتعليم لما لم تكن تعلم‬
‫هؤلء القوم هم المحسنين ‪ ,‬اذا مرحلة الهداية تأتي القوم المحسنين ‪ ,‬وكما بينا لكم من قبل ل تأتي مرحلة الحسان‬
‫ال بعد السلم ثم اليمان‬
‫اذا خلل مرحلة السلم يظن المسلم انه يعلم ولكنه يعلم القليل ‪ ,‬ومن ثم خلل مرحلة اليمان يبدأ يتعلم ما لم يكن يعلم‬
‫ويزداد العلم خلل مرحلة الحسان فيتعلم سبل ال سبحانه وتعالى‬
‫اذا الجهاد في ال الى درجة الحسان تؤدي الى ان يكون المولى مع المحسن وينصره وذلك خلل هدايته الى سبل الرحمن‬
‫والسبل هي ما ورد في الحديث‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬
‫صحيح البخاري‬

‫ما اورده البغوي‬


‫وقال الفضيل بن عياض‪ :‬والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به‪.‬‬

‫ما اورده ابن كثير‬


‫قال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أحمد بن أبي الحَواري‪ ،‬حدثنا عباس الهمداني أبو أحمد ‪-‬من أهل عكا ‪-‬في قول ال ‪:‬‬
‫حسِنِينَ “ قال‪ :‬الذين يعملون بما يعلمون‪ ،‬يهديهم لما ل يعلمون‪.‬‬
‫“ وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا لَ َن ْهدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا َوِإنّ الَّ َل َمعَ ا ْلمُ ْ‬
‫ثم قال وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا يعني‪ :‬الرسول‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليه‪ ،‬وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين‬
‫لَنَ ْهدِيَنّ ُهمْ سُ ُبلَنَا ‪ ،‬أي‪ :‬ل ُنبَصرنهم سبلنا ‪ ،‬أي‪ :‬طرقنا في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫ما جاء في تفسير الميسر‬


‫والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء ال‪ ,‬والنفس‪ ,‬والشيطان‪ ,‬وصبروا على الفتن والذى في سبيل ال‪ ,‬سيهديهم ال سبل الخير‪,‬‬
‫ويثبتهم على الصراط المستقيم‪,‬‬
‫ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره‪ .‬وإن ال سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ‬
‫والهداية‬

‫‪10‬‬
‫أخبرنا جعفر بن محمد بن نصر ‪ ،‬في كتابه ‪ ،‬وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال ‪ :‬سمعت أبا عثمان البلدي ‪ ،‬يقول ‪ :‬بلغني عن‬
‫الحارث بن أسد ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬
‫" العلم يورث المخافة والزهد يورث الراحة ‪ ،‬والمعرفة تورث النابة وخيار هذه المة الذين ل تشغلهم آخرتهم عن دنياهم ول‬
‫دنياهم عن آخرتهم ومن صحح‬
‫باطنه بالمراقبة والخلص زين ال ظاهره بالمجاهدة واتباع السنة ومن اجتهد في باطنه ورثه ال حسن معاملة ظاهره ‪،‬‬
‫ومن حسن معاملته في ظاهره مع جهد باطنه ورثه ال الهداية إليه لقوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الية "‬
‫حلية الولياء‬

‫قال ‪ :‬حدثنا خلف بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬ح صالح بن محمد قال ‪ :‬ح علي بن الجعد قال ‪ :‬أخ أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن ذر بن‬
‫حبيش ‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‬
‫‪ ،‬رضي ال عنه قال ‪ :‬إن ال تعالى نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى ال عليه وسلم خير القلوب ‪ ،‬فبعثه نبيا ‪ ،‬فاصطفاه‬
‫لنفسه ‪ ،‬واستخلصه ‪،‬‬
‫وانبعث بالرسالة ‪ ،‬ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى ال عليه وسلم فوجد قلب أصحابه خير قلوب العباد ‪ .‬وفي رواية ‪:‬‬
‫خير قلوب المؤمنين ‪ ،‬فجعلهم‬
‫وزراء لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقاتلون على دينه ‪ ،‬فما رآه المؤمنون حسنا فهو عند ال حسن ‪ ،‬وما رآه المؤمنون سيئا فهو‬
‫عند ال سيئ ‪ ،‬وفي بعض النسخ ‪:‬‬
‫المسلمون سيئا فهو عند ال سيئ وقوله ‪ " :‬وأهل البر والتقوى " أي أنهم أرباب النفوس ‪ ،‬والمجاهدات وأصحاب المعاملت‬
‫والمكابدات ‪،‬‬
‫فالبر هو صدق المعاملة ل تعالى ‪ ،‬والتقوى حسن المجاهدة في ال تعالى قال ال تعالى ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق‬
‫والمغرب ولكن البر من‬
‫آمن بال واليوم الخر إلى قوله وأولئك هم المتقون ‪ ،‬فأخبر عز وجل أن البر هو صدق المعاملة ل تعالى ‪ ،‬وهذه أوصاف أرباب‬
‫المعاملت ‪،‬‬
‫وقد قال ال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ‪ ،‬وقال ال تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة‬
‫هي المأوى ‪.‬‬
‫فهذا حسن التقوى ‪ ،‬فكأنه صلى ال عليه وسلم أخبر عن الطبقة الثانية أنهم أرباب المعاملت ‪ ،‬وأصحاب المجاهدات ‪ ،‬ووصفه‬
‫للطبقة الثالثة بالتواصل والتراحم‬
‫دليل على أنهم عاملوا ال تعالى بواسطة الدنيا في العزوف عنها والترك لها ‪ ،‬وواسطة الخلق بالشفقة عليهم والبذل لهم ‪ ،‬سخطت‬
‫الطبقة الثالثة بالنفوس فبذلوها‬
‫ل تعالى بتحمل أفعاله ‪ ،‬وأنصبوها في المثول بين يديه ‪ ،‬وأتعبوها بالخدمة له ‪ ،‬ولم يبلغوا درجة الطبقة الولى في مشاهدات‬
‫القلوب ‪ ،‬وسخطت الطبقة الثالثة بالدنيا‬
‫فبذلوها لخلق ال تعالى شفقة عليهم ‪ ،‬ونظرا إليهم ‪ ،‬ولم يبلغوا درجة الطبقة الثانية في بذل النفوس ‪ ،‬فكانوا في سخاوة الدنيا‬
‫على صنفين ‪ ،‬فصنف سخت عليها‬
‫نفوسهم فتركوها لربابها ‪ ،‬وصنف سخت بها أيديهم ‪ ،‬فبذلوها لطلبها ‪ ،‬فالصنف الول أهل التواصل ؛ لنهم لما تركوها‬
‫وأعرضوا عنها سلموا من التقاطع ‪،‬‬
‫إذ كان سبب التقاطع مجاذبة الدنيا بينهم ‪ ،‬ومنازعتهم فيها ‪ ،‬ومقاتلتهم عليها ‪ .‬قال عمر رضي ال عنه ‪ :‬ووقف على من عل ‪،‬‬
‫فأخذ من كان معه بالفهم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ما لكم هذه دنياكم التي تنازعتم عليها ‪ ،‬فأخبر أن مجازتها بينهم سبب التقاطع ‪ ،‬فتركها لطلبها سبب التواصل ‪ .‬والصنف الثاني ‪:‬‬
‫أهل التراحم ؛‬
‫لن الدنيا لما حصلت في أيديهم بذلوها شفقة عليهم ‪ ،‬ورحمة لهم ‪ ،‬فهم أهل التراحم فيما بينهم ‪ ،‬فكأنه صلى ال عليه وسلم‬
‫وصف طبقته وطبقة أصحابه‬
‫أنهم أرباب القلوب ‪ ،‬وأنهم أصحاب المكاشفات والمشاهدات ‪ ،‬ووصف الطبقة الثانية ‪ :‬أنهم أرباب النفوس ‪ ،‬وأنهم أصحاب‬
‫المجاهدات والمعاملت ‪،‬‬
‫ووصف الطبقة الثالثة ‪ :‬أنهم أهل بذل وسخاء وشفقة ووفاء ‪،‬‬
‫والطبقة الرابعة ‪ :‬أهل تنازع وتجاذب ‪ ،‬فصاروا أهل تقاطع وتدابر ؛ لنهم لما أقبلوا على الدنيا قطعتهم عن الخرة ‪ ،‬وانقطعت‬
‫الخوة التي أوجبها اليمان‬
‫‪11‬‬
‫بتنابحهم على الدنيا ‪ ،‬وتنافسهم فيها ‪ ،‬وأدبروا عن الخرة بإقبالهم عليها‬
‫بحر الفوائد للكلباذي‬

‫الستنتاج‬
‫هذه الية الكريمة تعني ما اوردناه كامل عن الحديث‬
‫وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا‬
‫تعني ما اوردنا في الجزء الثاني من الحديث وهو‬
‫ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‬
‫وهذا هو الجهاد في ال‬
‫لَنَ ْه ِديَنّهُمْ سُبُلَنَا‬
‫تعني سبل ال سبحانه وتعالى وهي ما يمنّ ال به على الولي فيعلمه سبله وذلك ما ورد في الحديث‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه ‪،‬‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬

‫اتممنا والحمد ل القسم الثالث من الجزء الثاني من تفسير الحديث القدسي الشريف وصلته بقول ال عز وجل‬
‫حسِنِينَ ‪69‬‬
‫وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا َلنَ ْهدِيَنّ ُهمْ سُبَُلنَا َوِإنّ الَّ َل َمعَ ا ْلمُ ْ‬

‫هذا ما نظن انه الصحيح وال اعلم‬


‫اللهم ل علم لنا ال ما علمتنا ‪ ,‬اللهم ان اصبت فهو فضل منك والحمد لك على ما علمتني‬
‫اللهم ان أخطات فهو من الشيطان استغفرك واتوب اليك‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬


‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفيني وكل من قرأ هذا واهلنا شر الماكرين بالسوء‬
‫واهدني وكل من قرأ هذا واهلنا الى سبلك‬
‫يا مغيث أغثننا‬
‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفيني وكل من قرأ هذا واهلنا شر الماكرين بالسوء‬
‫واهدني وكل من قرأ هذا واهلنا الى سبلك‬
‫يا مغيث أغثننا‬
‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفيني وكل من قرأ هذا واهلنا شر الماكرين بالسوء‬
‫واهدني وكل من قرأ هذا واهلنا الى سبلك‬
‫يا مغيث أغثننا‬
‫الحمد ل الواحد الحد والصلة والسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫‪12‬‬
‫============================================‬
‫الجزء الرابع‬

‫على من يرضى اهل السماء والرض ‪ -‬على الولياء والمهدي منهم‬

‫حدثنا زيد بن الحباب ‪ ،‬حدثني حماد بن زيد ‪ ،‬حدثنا المعلى بن زياد المعولي ‪ ،‬عن العلء بن بشير المزنى ‪ ،‬عن أبي الصديق‬
‫الناجي ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أبشركم بالمهدى‬
‫يبعث في أمتي على اختلف من الناس وزلزل ‪ ،‬فيمل الرض قسطا وعدل ‪ ،‬كما ملئت جورا وظلما‬
‫ويرضى عنه ساكن السماء ‪ ،‬وساكن الرض‬
‫ويمل ال قلوب أمة محمد غنى ‪ ،‬فل يحتاج أحد إلى أحد ‪ ،‬فينادي مناد ‪ :‬من له في المال حاجة ؟ قال ‪ :‬فيقوم رجل ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أنا ‪.‬‬
‫فيقال له ‪:‬‬
‫ائت السادن ‪ -‬يعني الخازن ‪ -‬فقل له ‪ :‬قال لك المهدي أعطني ‪ .‬قال ‪ :‬فيأتي السادن فيقول له ‪ :‬فيقال له ‪ :‬احتثي فيحتثي ‪ ،‬فإذا‬
‫أحرزه قال ‪:‬‬
‫كنت أجشع أمة محمد نفسا ‪ ،‬أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال ‪ :‬فيمكث سبع سنين ‪ ،‬أو ثمان سنين ‪ ،‬أو تسع سنين ‪ ،‬ثم ل خير في‬
‫الحياة ‪ ،‬أو في العيش بعده "‬
‫حدثنا زيد بن الحباب ‪ ،‬حدثني جعفر بن سليمان ‪ ،‬حدثنا المعلى بن زياد ‪ ،‬عن العلء بن بشير المزني ‪ ،‬وكان بكاء عند الذكر‬
‫شجاعا عند اللقاء‬
‫" عن أبي الصديق الناجي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري مثله ‪ ،‬وزاد فيه ‪" :‬‬
‫فيندم ‪ ،‬فيأتي به السادن فيقول له ‪ :‬ل نقبل شيئا أعطيناه‬
‫مسند احمد بن حنبل‬

‫أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي يخرج في اختلف من الناس وزلزال فيمل الرض قسطا وعدل كما ملئت ظلما وجورا‬
‫ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الرض‬
‫ويقسم المال صحاحا بالسوية ويمل قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى إنه يأمر مناديا فينادى من له حاجة إليّ؟‬
‫فما يأتيه إل رجل واحد يأتيه فيسأله فيقول ائت السادن حتى يعطيك فيأتيه فيقول أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مال فيقول احث‪.‬‬
‫فيحثي ول يستطيع أن يحمله فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله فيخرج به فيندم فيقول أنا كنت أجشع أمة محمد صلى ال‬
‫عليه وسلم نفسا‬
‫كلهم دعي إلى هذا المال فتركه غيري فيرد عليه فيقول إنا ل نقبل شيئا أعطيناه فيلبث في ذلك ستا أو سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين‬
‫ول خير في الحياة بعده‬
‫أخرجه الباوردي عن أبي سعيد‬

‫من الواضح جدا ان المهدي ولي من أولياء الرحمن ‪ ,‬يحبه ال ويأمر جبريل عليه السلم بحبه ومن ثم ساكن السماء ووساكن‬
‫الرض‬
‫هذا احد المهديون‬

‫سنبين معنى ساكن السماء وساكن الرض لحقا‬

‫هل المهدي المذكور هو الولي الوحيد الذي يرضى عنه ساكن السماء وساكن الرض‬

‫أخبرني محمد بن المؤمل ‪ ،‬ثنا الفضل بن محمد ‪ ،‬ثنا نعيم بن حماد ‪ ،‬ثنا أبو يوسف المقدسي ‪ ،‬عن عبد الملك بن أبي سليمان ‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر ‪،‬‬
‫فينهب الحاج ‪ ،‬فتكون ملحمة بمنى ‪ ،‬يكثر فيها القتلى ‪ ،‬ويسيل فيها الدماء ‪ ،‬حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة ‪ ،‬وحتى يهرب‬
‫صاحبهم فيأتي بين الركن والمقام ‪ ،‬فيبايع وهو كاره ‪ ،‬يقال له ‪ :‬إن أبيت ضربنا عنقك ‪ ،‬يبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنهم‬
‫ساكن السماء وساكن الرض " قال أبو يوسف ‪ :‬فحدثني محمد بن عبد ال ‪ ،‬عن عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫‪13‬‬
‫عمرو رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ " :‬يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام ‪ ،‬فبينما هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب ‪ ،‬فثارت‬
‫القبائل بعضها إلى بعض ‪ ،‬واقتتلوا حتى تسيل العقبة دما ‪ ،‬فيفزعون إلى خيرهم ‪ ،‬فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي كأني‬
‫أنظر إلى دموعه ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬هلم فلنبايعك ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ويحكم كم عهد قد نقضتموه وكم دم قد سفكتموه ‪ ،‬فيبايع كرها فإذا أدركتموه‬
‫فبايعوه فإنه المهدي في الرض ‪ ،‬والمهدي في السماء "‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬

‫من الواضح ايضا ان المبايعون للمهدي وعدتهم مثل عدة اهل بدر من أولياء الرحمن ‪ ,‬يحبهم ال ويرضى عنهم ويأمر جبريل‬
‫عليه السلم بحبهم‬
‫ومن ثم ساكن السماء ووساكن الرض‬
‫والمهدي هنا مهدي آخر عما في الحديثين السابقين‬

‫من اوصاف المهدي والولياء الذين اجتهدوا في ال حتى احبهم ورضي عنهم‬

‫حتَهَا‬
‫جرِي تَ ْ‬
‫عدّ لَهُمْ جَنّاتٍ َت ْ‬
‫عنْهُمْ َورَضُواْ عَ ْنهُ َوَأ َ‬
‫حسَانٍ ّرضِيَ الّ َ‬ ‫جرِينَ وَالَنصَارِ وَاّلذِينَ اتّ َبعُوهُم بِإِ ْ‬
‫وَالسّا ِبقُونَ الَوّلُونَ ِمنَ ا ْلمُهَا ِ‬
‫الَنْهَارُ خَا ِلدِينَ فِيهَا أَ َبدًا ذَ ِلكَ الْفَ ْوزُ الْ َعظِيمُ ‪100‬‬

‫حدثنا عبد ال ‪ ،‬ذكر علي بن أبي مريم ‪ ،‬عن أحمد بن جناب ‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أرميا ‪:‬‬
‫" أي رب ‪ ،‬أي عبادك أحب إليك ؟ قال ‪ :‬أكثرهم لي ذكرا ‪ ،‬الذين يشتغلون بذكري عن ذكر الخلئق ‪ ،‬الذين ل تعرض لهم وساوس‬
‫الغنى ‪،‬‬
‫ول يحدثون أنفسهم بالبقاء ‪ ،‬الذين إذا عرض لهم عيش من الدنيا قلوه ‪ ،‬وإذا زوي عنهم سروا بذلك ‪،‬‬
‫أولئك أنحلهم محبتي ‪ ،‬وأعطيهم فوق غاياتهم‬
‫الولياء لبن ابي الدنيا‬

‫حدثنا سليمان بن أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا بشر بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ثنا مسلمة بن جعفر الحمسي العور ‪ ،‬عن عبد الحميد الزيادي ‪ ،‬وهو عبد الحميد بن كرديد عن الحسن البصري ‪ ،‬رحمه ال‬
‫تعالى قال ‪:‬‬
‫" إن ل عز وجل عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار مخلدين‬
‫قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة حوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة‬
‫صبروا أياما قصارا تعقب راحة طويلة‬
‫أما الليل فمصافة أقدامهم تسيل دموعهم على خدودهم يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا‬
‫وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح‬
‫ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض‬
‫أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الخرة أمر عظيم‬
‫حلية الولياء‬

‫من ساكن السماء وساكن الرض‬

‫يسكن في السماء الملئكة والشمس والقمر والكواكب ومخلوقات ل يعلمها ال ال وكل يسبح ل سبحانه‬
‫يسكن الرض الناس وذلك النس ويسكنها الجن والنبات والجبال والبحور ومخلوقات ل يعلمها ال ال وكل يسبح ل سبحانه‬
‫والكل تحت امره فاذا اراد شيئا انما يقول له وقوله الحق كن فيكون‬
‫لن نتعمق في هذا وسنشير الى بعض ونكرر بعض ما ورد ذات الصلة بموضوعنا‬

‫ما نتيجة محبة و رضى ال سبحانه وتعالى على الولياء وأمره سبحانه وتعالى لساكن السماء والرض بالرضى عنهم‬

‫أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي ‪ ،‬أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري ‪ ،‬بالكوفة ‪ ،‬ثنا القاسم‬
‫بن خليفة ‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ‪ ،‬ثنا عمر بن عبيد ال العدوي ‪ ،‬عن معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبي الصديق الناجي ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال نبي ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ينزل بأمتي في آخر الزمان بلء شديد من سلطانهم لم يسمع بلء أشد منه ‪ ،‬حتى تضيق عنهم الرض الرحبة ‪،‬‬
‫وحتى يمل الرض جورا وظلما ‪ ،‬ل يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم‬
‫فيبعث ال عز وجل رجل من عترتي ‪ ،‬فيمل الرض قسطا وعدل ‪ ،‬كما ملئت ظلما وجورا‬
‫يرضى عنه ساكن السماء وساكن الرض ‪ ،‬ل تدخر الرض من بذرها شيئا إل أخرجته ‪ ،‬ول السماء من قطرها شيئا إل صبه ال‬
‫عليهم مدرارا‬
‫يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع ‪ ،‬تتمنى الحياء الموات مما صنع ال عز وجل بأهل الرض من خيره "‬
‫" هذا حديث صحيح السناد ‪ ،‬ولم يخرجاه "‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬

‫ما نتيجة بغض ال سبحانه وتعالى على اعداء الولياء وأمره سبحانه وتعالى لساكن السماء والرض بالبغض عليهم‬

‫وروي عن أبي أمامة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‬
‫يبيت قوم من هذه المة على طعام وشرب ولهو ولعب فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف‬
‫حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلن وخسف الليلة بدار فلن‬
‫ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور‬
‫ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دور‬
‫بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعة الرحم وخصلة نسيها جعفر‬
‫مسند الطيالسي والمستدرك على الصحيحين للحاكم‬

‫هذا مثال واحد فقط على فئة من الفئات‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬


‫شدًا‬
‫ح َمةً َوهَيّئْ لَنَا ِمنْ َأ ْمرِنَا َر َ‬
‫ك رَ ْ‬
‫رَبّنَا آ ِتنَا مِن ّلدُن َ‬
‫خرِجْنَا ِمنْ هَـ ِذهِ الْ َقرْ َيةِ الظّالِمِ َأهْلُهَا وَاجْعَل لّنَا مِن ّلدُنكَ وَلِيّا وَاجْعَل لّنَا مِن ّلدُنكَ َنصِيرًا‬
‫رَبّنَا أَ ْ‬

‫============================================‬
‫الجزء الخامس‬

‫هل هناك ذكر للمبايعون في القرآن الكريم وهل هناك ذكر برضى ال عليهم‬

‫لنتدبر القرآن الكريم ونرى وصف الذين بايعوا حبيبنا الرسول عليه افضل الصلة والسلم‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫جرِي َتحْتَهَا‬
‫جنّاتٍ تَ ْ‬
‫عدّ لَ ُهمْ َ‬
‫ن ّرضِيَ الّ عَ ْنهُمْ َو َرضُواْ عَنْهُ َوَأ َ‬ ‫حسَا ٍ‬ ‫جرِينَ وَالَنصَارِ وَاّلذِينَ اتّبَعُوهُم ِبإِ ْ‬
‫وَالسّابِقُونَ الَوّلُونَ ِمنَ ا ْلمُهَا ِ‬
‫الَنْهَارُ خَا ِلدِينَ فِيهَا أَ َبدًا ذَ ِلكَ الْفَ ْوزُ الْ َعظِيمُ ‪100‬‬
‫سورة التوبة‬

‫نقول باذن ال اننا نظن ان في هذه الية الكريمة ثلثة مميزات هامة ‪ ,‬وجود مؤمنين مهاجرين وانصار ‪ ,‬والذين اتبعوهم ‪,‬‬
‫ورضى ال سبحانه وتعالى عليهم جميعا‬
‫يجب ان نبين الميزات الثلث‬
‫الميزة الولى ‪ -‬السابقون الولون من المهاجرين والنصار هم الذين بايعوا الحبيب عليه افضل الصلة والسلم في بيعة الحديبية‬
‫وهي بيعة الرضوان‬
‫والمهاجرين هم الذين هاجروا من اوطانهم والنصار هم الذين نصروا المهاجرين‬
‫وبهذا اتفاق مع معظم العلماء المفسرين اثابهم ال‬
‫‪15‬‬
‫اورد الطبري في تفسيره‬
‫حدثنا القاسم قال‪ ،‬حدثنا الحسين قال‪ ،‬حدثنا هشيم قال‪ ،‬أخبرنا إسماعيل ومطرف‪ ،‬عن الشعبي قال‪:‬‬
‫“والسابقون الولون من المهاجرين والنصار”‪ ،‬هم الذين بايعوا بيعة الرضوان‪.‬‬
‫حدثني المثنى قال‪ ،‬حدثنا عمرو بن عون قال‪ ،‬حدثنا هشيم‪ ,‬عن داود‪ ,‬عن عامر قال‪:‬‬
‫َفصْل ما بين الهجرتين بيعة الرضوان‪ ,‬وهي بيعة الحديبية‪.‬‬

‫تفسير البغوي‬
‫جرِينَ الذين هاجروا قومهم وعشيرتهم وفارقوا أوطانهم‪.‬‬
‫قوله عز وجل‪ :‬وَالسّابِقُونَ الوّلُونَ ِمنَ ا ْلمُهَا ِ‬
‫وَال ْنصَارِ أي‪ :‬ومن النصار‪ ,‬وهم الذين نصروا رسول ال صلى ال عليه وسلم على أعدائه من أهل المدينة وآووا أصحابه‬

‫الميزة الثانية ‪ -‬رضى المولى عز وجل عنهم وهذا واضح ‪ ,‬ورضاهم عنه بما اتاهم به من فضل‬
‫ولكن سنعود لحقا للتركيز على معنى رضى الرحمن‬

‫الميزة الثالثة ‪ -‬والذين اتبعوهم باحسان تعني وال اعلم ‪ -‬الذين يتبعون سنتهم وكانوا من المحسنين ولقد فسرنا معنى المحسنين‬
‫من قبل وفسرنا فضل ال عليهم وهم من الولياء‬
‫لكن يجب ان نبين سنتهم وهل هناك حدود على من يتبعها‬
‫لم يتم ذكر حدود لمن يتبع سنتهم ‪ ,‬نظن والعلم عند ال انها مفتوحة الى يوم القيامة ولقد اورد بعض العلماء امكانية ذلك التفسير‬

‫من تفسير الطبري‬


‫وأما الذين اتبعوا المهاجرين الولين والنصار بإحسان ‪ ,‬فهم الذين أسلموا ل إسلمَهم‪ ،‬وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة‬
‫وأعمال الخير‪.‬‬

‫تفسير البغوي‬
‫حسَانٍ قيل‪ :‬هم بقية المهاجرين والنصار سوى السابقين الولين‪.‬‬ ‫قوله عز وجل‪ :‬وَاّلذِينَ اتّبَعُوهُمْ ِبإِ ْ‬
‫وقيل‪ :‬هم الذين سلكوا سبيلهم في اليمان والهجرة أو النصرة إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫وقال عطاء‪ :‬هم الذين يذكرون المهاجرين والنصار بالترحم والدعاء‪.‬‬

‫تفسير الجللين‬
‫{والسابقون الولون من المهاجرين والنصار } وهم من شهد بدراً أو جميع الصحابة‬
‫{ والذين اتبعوهم } ‪ -‬إلى يوم القيامة‬
‫{ بإحسان } في العمل { رضي ال عنهم } بطاعته { ورضوا عنه } بثوابه‬

‫الستنتاج الول‬
‫حسَانٍ " تعني الذين يتبعون سنة‬‫اذا "َاّلذِينَ اتّبَعُوهُم ِبإِ ْ‬
‫" السابقون الولون من المهاجرين والنصار الذين بايعوا الحبيب عليه افضل الصلة والسلم في بيعة الحديبية "‬
‫الى يوم القيامة‬

‫بقي علينا تعريف سنتهم ‪ ,‬هي فرعين سنة عامة وسنة خاصة بالحدث‬
‫السنة العامة هي كونهم من الصالحين والمؤمنين من المهاجرين لنصرة الدين ومن النصار لمناصرة المهاجرين‬
‫والسنة الخاصة بالحدث هي البيعة‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫السنة هي البيعة من مهاجرين وانصار صالحين محسنين‬

‫‪16‬‬
‫لكن هناك بيعات عديدة منذ بيعة الحديبية وزمننا هذا ‪ ,‬ولكن اي بيعة على تلك السنة ‪ ,‬وفيها مهاجرون وانصار‬
‫واي بيعة وصفت في الحديث وميزت بميزة رضى ال سبحانه وتعالى‬

‫أخبرني محمد بن المؤمل ‪ ،‬ثنا الفضل بن محمد ‪ ،‬ثنا نعيم بن حماد ‪ ،‬ثنا أبو يوسف المقدسي ‪ ،‬عن عبد الملك بن أبي سليمان ‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن شعيب ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر ‪ ،‬فينهب الحاج ‪ ،‬فتكون ملحمة بمنى ‪ ،‬يكثر فيها القتلى ‪ ،‬ويسيل فيها الدماء ‪ ،‬حتى تسيل‬
‫دماؤهم على عقبة الجمرة ‪،‬‬
‫وحتى يهرب صاحبهم فيأتي بين الركن والمقام ‪ ،‬فيبايع وهو كاره ‪ ،‬يقال له ‪ :‬إن أبيت ضربنا عنقك ‪ ،‬يبايعه مثل عدة أهل بدر‬
‫يرضى عنهم ساكن السماء وساكن الرض "‬
‫قال أبو يوسف ‪ :‬فحدثني محمد بن عبد ال ‪ ،‬عن عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام ‪ ،‬فبينما هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب ‪ ،‬فثارت القبائل بعضها إلى بعض ‪،‬‬
‫واقتتلوا حتى تسيل العقبة دما ‪،‬‬
‫فيفزعون إلى خيرهم ‪ ،‬فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي كأني أنظر إلى دموعه ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬هلم فلنبايعك ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫ويحكم كم عهد قد نقضتموه‬
‫وكم دم قد سفكتموه ‪ ،‬فيبايع كرها فإذا أدركتموه فبايعوه فإنه المهدي في الرض ‪ ،‬والمهدي في السماء "‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬

‫هذا يبين رضى ال سبحانه وتعالى على البيعة‬

‫حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن صالح أبي الخليل ‪ ،‬عن صاحب له ‪ ،‬عن أم سلمة ‪،‬‬
‫زوج النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‬
‫يكون اختلف عند موت خليفة ‪ ،‬فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة ‪ ،‬فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره ‪،‬‬
‫فيبايعونه بين الركن والمقام ‪،‬‬
‫ويبعث إليه بعث من أهل الشام ‪ ،‬فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة ‪ ،‬فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام ‪ ،‬وعصائب أهل‬
‫العراق ‪،‬‬
‫فيبايعونه بين الركن والمقام ‪ ،‬ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب ‪ ،‬فيبعث إليهم بعثا “المكي “‪ ،‬فيظهرون عليهم ‪ ،‬وذلك بعث‬
‫كلب ‪،‬‬
‫والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ‪ ،‬فيقسم المال ‪ ،‬ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويلقي السلم بجرانه في‬
‫الرض ‪،‬‬
‫فيلبث سبع سنين ‪ ،‬ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون‬
‫قال أبو داود ‪ :‬قال بعضهم عن هشام تسع سنين ‪ ،‬وقال بعضهم سبع سنين‬
‫أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم؛ منهم ‪،‬المام احمد ابن حنبل في مسنده وابن حبان في صحيحه والطبراني والداني وابي‬
‫يعلى الموصلي‬

‫وهذا يبين الهجرة من المدينة الى مكة ‪ ,‬والنصار من اهل مكة‬

‫من الواضح ان هذه البيعة فيها مهاجرون وانصار وفيها ميزة رضى ال سبحانه وتعالى‬

‫الستنتاج الخير‬
‫حسَانٍ " هم من يبايع الخلفاء الثلثة‬ ‫اذا "َاّلذِينَ اتّبَعُوهُم ِبإِ ْ‬
‫حسَانٍ " هم من يبايع الخليفة بين الركن والمقام‬
‫او بالتحيد مما اوردناه " اّلذِينَ اتّ َبعُوهُم ِبإِ ْ‬

‫‪17‬‬
‫‪------------------------------------------------------------‬‬
‫لقد تم بفضل ال هذا الكتاب‬
‫هنيئا لخير امة اخرجت للناس – هنيئا لهل العلم والمعرفة ‪ -‬هنيئا لحفاد الحبيب‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك‬
‫وافضل الصلة والسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫حمَنِ الرّحِيمِ‬
‫ح ْمدُ لِّ رَبّ ا ْلعَالَمِينَ * الرّ ْ‬
‫الْ َ‬
‫ك َيوْ ِم الدّينِ‬
‫مَالِ ِ‬

‫ت وَالنّورَ‬
‫ظلُمَا ِ‬
‫ج َعلَ ال ّ‬
‫ض وَ َ‬
‫ت وَالَرْ َ‬
‫خلَقَ السّمَاوَا ِ‬
‫الْحَ ْمدُ لِّ اّلذِي َ‬

‫ي َلوْل أَنْ َهدَانَا الُّ‬


‫ح ْمدُ لِّ اّلذِي َهدَانَا ِل َهذَا وَمَا كُنّا ِلنَ ْه َتدِ َ‬
‫الْ َ‬

‫خ ْذ َو َلدًا‬
‫الْحَ ْمدُ لِّ اّلذِي َلمْ َيتّ ِ‬
‫ن الذّلّ‬
‫َولَم َيكُن لّهُ شَرِيكٌ فِي ا ْل ُملْكِ َو َلمْ َيكُن لّ ُه َولِيّ مّ َ‬

‫ع َوجًا‬
‫جعَل لّهُ ِ‬
‫ب َولَ ْم يَ ْ‬
‫ع ْب ِدهِ الْ ِكتَا َ‬
‫علَى َ‬
‫ح ْمدُ لِّ اّلذِي أَن َزلَ َ‬
‫الْ َ‬

‫ت وَمَا فِي الَرْضِ‬ ‫ح ْمدُ لِّ اّلذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَا ِ‬ ‫الْ َ‬
‫خبِيرُ‬
‫حكِيمُ الْ َ‬
‫ح ْمدُ فِي الخِ َر ِة وَ ُهوَ الْ َ‬
‫َولَهُ الْ َ‬
‫‪18‬‬
‫علِ الْمَل ِئكَةِ رُسُل‬‫ت وَالَرْضِ جَا ِ‬ ‫ح ْمدُ لِّ فَاطِرِ السّمَاوَا ِ‬
‫الْ َ‬
‫ث وَ ُربَاعَ‬
‫جنِحَةٍ ّم ْثنَى َوثُل َ‬
‫أُولِي َأ ْ‬
‫خلْقِ مَا يَشَاء‬
‫يَزِيدُ فِي الْ َ‬

‫إِنّ الَّ عَلَى ُكلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ل نُرِيدُ مِنكُ ْم جَزَاء وَل شُكُورًا * إِنّا َنخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َق ْمطَرِيرًا‬

‫ن هَذِهِ َتذْكِرَةٌ َفمَن شَاء ا ّتخَذَ ِإلَى رَبّهِ سَبِيل‬ ‫ِإ ّ‬


‫علِيمًا حَكِيمًا‬ ‫ن َ‬ ‫وَمَا َتشَاؤُونَ إِلّ أَن يَشَاء الُّ ِإنّ الَّ كَا َ‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َرحْمَ ِت ِه وَالظّالِمِينَ َأعَ ّد َلهُمْ عَذَابًا َألِيمًا‬
‫يُ ْد ِ‬
‫‪-------------------------------------------------------------------‬‬

‫اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك السيد الكامل الفاتح الخاتِمُ نورَك المبين ورسولك‬
‫الصادق المين وآته الوسيلة والفضلية وابعثه المقام المحمود الشفيع المرتضى الرسول المجتبى ‪،‬‬
‫اللهم صل وسلم عليه وعلى آله كما صليت على ابراهيم وبارك عليه وعلى آله كما باركت على‬
‫ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‬
‫عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬

‫يارب يا رب محمد عليه الصلة والسلم‬


‫ارحم من ضاقت عليه الكوان ‪ ،‬ولم تؤنسه الثقلن وقد أصبح وأمسى مولها حيران‬
‫وأضحى غريباً ولو كان في الهل والوطان‬

‫ربّ ل تحجب دعوتي ‪ ،‬ول ترد مسألتي ‪ ،‬ول تدعني بحسرتي ‪ ،‬ول تكلني إلى حولي وقوتي‬
‫وارحم عجزي وفاقتي ‪ ،‬فقد ضاق صدري وتاه فكري وتحيرت في أمري‬
‫‪19‬‬
‫وأنت العالم بسري وجهري ‪ ،‬المالك لنفعي وضري القادر على تفريج كربي وتيسير عسري‬

‫اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه سيدنا محمد نبيك ورسولك صلى ال عليه وسلم ونعوذ بك من‬
‫شر ما استعاذ منه سيدنا محمد نبيك ورسولك صلى ال عليه وسلم وأنت المستعان وعليك التكلن‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‬
‫اللهم أنت ربي ل إله ال أنت ‪ ،‬خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪،‬‬
‫ي وأبوء بذنبي‪ ،‬فاغفر لي‬
‫أعوذ بك من شر ما صنعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمتك عل ّ‬
‫فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت‬
‫فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت بها كل شيء ‪ ،‬وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء ‪،‬‬
‫وبعظمتك التي غلبت بها كل شيء وبسلطانك الذي ملت به كل شيء ‪ ،‬وبقوتك التي ل يقوم لها‬
‫شيء ‪ ،‬وبنورك الذي أضاء له كل شيء وبعلمك الذي أحاط بكل شيء ‪ ،‬وباسمك الذي تبيد به كل‬
‫شيء ‪ ،‬وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا‬
‫هادين مهتدين ‪ ،‬غير ضالين ول مضلين ‪ ،‬سلما لوليائك ‪ ،‬وعدوا لعدائك‬
‫نحب بحبك من أحبك ‪ ،‬ونعادي بعداوتك من خالفك‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا محبين لصحاب حبيبك‬
‫ابو بكر وعمر وعثمان وعلي‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا محبين لحفاد حبيبك الحسن والحسين وكافة اهل بيته‬
‫اللهم اجمعنا معهم ومع حبيبك في الفردوس العلى‬
‫اللهم هذه امة حبيبك ‪ ,‬اللهم مس هذه المة الشيطان بضر وانت ارحم الراحمين‬
‫اللهم رب جبرائيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وإسرافيل ‪ ،‬يا فاطر السماوات والرض ‪ ،‬يا عالم الغيب والشهادة‬
‫أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون‬
‫اهدنا واهد امة حبيبك لما اختلف فيه من الحق بإذنك‬
‫اللهم اجعل لهذه المة نورا من نورك وهدى من هدايتك‬
‫اللهم اجعل لهذه المة نورا في بصرها ونورا في قلبها ونورا في قرارها‬
‫اللهم الف بين قلوب كافة المسلمين ‪ ,‬اللهم وحد صفوفهم وانزع البغضاء من قلوبهم‬
‫لقد طال الزمان وآن الوان‬
‫علَى الّذِينَ مِن قَ ْبلِنَا‬
‫علَيْنَا ِإصْرًا كَمَا حَ َملْتَهُ َ‬
‫طأْنَا رَبّنَا وَلَ َتحْ ِملْ َ‬
‫رَبّنَا لَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَا أَ ْو َأخْ َ‬
‫‪20‬‬
‫غفِ ْر لَنَا وَا ْرحَمْنَا أَنتَ مَوْلنَا‬
‫رَبّنَا وَلَ ُتحَ ّملْنَا مَا لَ طَاقَ َة لَنَا ِبهِ وَاعْفُ عَنّا وَا ْ‬
‫علَى ا ْلقَوْ ِم الْكَافِرِينَ‬
‫فَانصُرْنَا َ‬
‫ت الْوَهّابُ‬
‫ك أَن َ‬
‫غ ُقلُوبَنَا بَعْ َد إِذْ َهدَيْتَنَا وَ َهبْ لَنَا مِن لّدُنكَ َرحْمَ ًة إِ ّن َ‬
‫رَبّنَا لَ تُزِ ْ‬
‫علَى الْقَوْ ِم الْكَافِرِينَ‬
‫ت َأقْدَامَنَا وَانصُرْنَا َ‬
‫غفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا َوإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَ ّب ْ‬
‫رَبّنَا ا ْ‬
‫رَبّنَا أَخْ ِرجْنَا ِمنْ هَذِ ِه ا ْلقَرْيَ ِة الظّالِمِ أَ ْهلُهَا وَاجْعَل لّنَا مِن لّدُنكَ َولِيّا وَاجْعَل لّنَا مِن لّدُنكَ َنصِيرًا‬

‫علَى الِّ َتوَ ّكلْنَا‬


‫علْمًا َ‬
‫يءٍ ِ‬
‫وَسِعَ َربّنَا ُكلّ شَ ْ‬
‫ت خَيْ ُر الْفَا ِتحِينَ‬
‫ن قَوْمِنَا بِالْحَقّ َوأَن َ‬
‫رَبّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَ ْي َ‬
‫حم ل ينصرون‬
‫اللهم احفظنا ‪ -‬بنون والقلم وما يسطرون‬
‫بسم ال كهيعص كفيت‬
‫““ فَسَيَ ْكفِيكَ ُه ُم الّ وَهُوَ السّمِي ُع الْ َعلِيمُ”“‬
‫بسم ال حم عسق حميت‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪.‬‬
‫تحصنت بذي الملك والملكوت ‪ ,‬واعتصمت بذي العزة والجبروت ‪ ,‬وامتنعت بذي القدرة والملكوت‬
‫من كل ما اخاف واحذر‬
‫سبحانك وبحمدك ‪ ,‬اشهد ان ل اله ال انت ال واشهد ان محمدا عبدك ورسولك‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد صلة ل تعد ول ترد ول يعلم بفضلها ال انت يا ال‬
‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‬
‫الفقير الى ال ابو حسن – مصطفى سالم‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى قد منّ علينا‬
‫حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫‪21‬‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره‬
‫وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اللهم انك عفو تحب العفو ‪ ,‬فاعف عني وعن كل من يقرأ هذا‬
‫للمراسلة الرجاء التصال بنا على‬
‫‪alkahtane@gmail.com‬‬

‫‪22‬‬

You might also like